أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 17 شباط 2018

 

«محاصصة» دولية ـ إقليمية حول منبج وعفرين/ إبراهيم حميدي

قائد كردي لـ«الشرق الأوسط»: تفاهم على وجود رمزي لدمشق

بدأت ملامح تفاهمات دولية – إقليمية لتوزيع شمال سوريا، بحيث تنتشر قوات أميركية – تركية في مدينة منبج وإخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى شرق نهر الفرات مقابل «وجود رمزي» لقوات النظام السوري في مدينة عفرين برعاية روسية.

وكشف قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط» أمس أنه منذ بدء العمليات العسكرية التركية مع فصائل معارضة ضمن حملة «غصن الزيتون» أجرى قياديون في «وحدات حماية الشعب» الكردية اتصالات مع دمشق كي ترسل «حرس الحدود» للدفاع على الحدود السورية شمال البلاد، غير أن «الجواب من دمشق، كان أن موسكو تمنع حصول ذلك» على خلفية وجود تفاهم تركي – روسي سمح ببدء «غصن الزيتون» بمشاركة القوات البرية والطيران التركيين بعدما حصلت أنقرة من موسكو على «ضوء أخضر بالدفاع عن الأمن القومي شمال سوريا». كما سحب الجيش الروسي قواته من عفرين إلى مناطق أخرى.

ومع مرور الوقت و«التقدم البطيء» لعملية «غصن الزيتون» باتجاه عفرين وتعقد العلاقات الأميركية – التركية – الروسية، استمر التواصل بين قياديي «الوحدات» ودمشق. وقال مسؤول غربي: «اقترحت دمشق أن ترسل قواتها إلى عفرين وتسيطر عليها في شكل كامل كما حصل في أي منطقة معارضة أخرى وأن تتم السيطرة على الأسلحة الثقيلة للوحدات الكردية».

لكن قادة «الوحدات» رفضوا هذا الاقتراح لأن في عفرين «الكثير من المطلوبين للنظام ولا نأمن عدم تعرضهم للأذى». وحافظ قياديون في «الوحدات» على التواصل مع دمشق إلى أن أبلغوا رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك بقبول «دخول قوات سورية رمزية للجيش ومؤسسات أمنية إلى وسط عفرين، كما هو الحال في مناطق أخرى» في إشارة إلى القامشلي والحسكة شرق نهر الفرات، حيث توجد فروع لأجهزة الأمن وحواجز لقوات النظام والعلم الرسمي السوري. وقال مسؤول كردي أمس: «يبدو أن موسكو التي رفضت التعاون قبل أسبوعين، وافقت على صيغة جديدة تسمح بوجود الدولة في عفرين. ويتوقع أن تتوجه عناصر من قوات النظام من حلب إلى عفرين في الساعات المقبلة».

«عودة» أوجلان إلى دمشق

تزامن ذلك مع سماح دمشق لأكراد بالتظاهر في أحد أحياء العاصمة السورية حاملين صور قائد «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان وانتقاد «غصن الزيتون»، علما بأن أوجلان اعتقل قبل 19 سنة بعدما طردته دمشق بموجب تفاهم مع أنقرة، حيث اعتبر منذاك «العمال الكردستاني» تنظيماً إرهابياً وتعرض عناصره للملاحقة والاعتقال.

وكانت «وحدات حماية الشعب» الكردية سلمت مناطق في ريف حلب إلى قوات النظام في ريف حلب لقطع الطريق على قوات «درع الفرات» التي أطلقت عملية عسكرية تركي نهاية 2016 للسيطرة على مناطق شمال سوريا، للتوغل باتجاه منبج وشرق حلب. كما عقد تفاهم بين «الوحدات» الكردية وقوات النظام برعاية روسية للانتشار في حي الشيخ مقصود في حلب. وقال قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية لـ«الشرق الأوسط» أمس: «هناك اعتداء من تركيا على الدولة السورية والأولوية الآن للحفاظ على السيادة السورية. ورغم الخلافات مع النظام على أمور أخرى، فإن المفهوم الوطني اقتضى التعاون في عفرين والسماح بوجود الدولة وتأجيل الخلافات الأخرى». وأضاف: «بعد ذلك، فإن أي اعتداء على عفرين من تركيا أو أي قصف عليها، سيتحول إلى موضوع إقليمي – دولي».

وكانت دمشق أعلنت نشر بطاريات صواريخ شمال البلاد. كما قال مسؤولون في دمشق إنهم سيستهدفون أي طائرة غير سورية بعد إسقاط طائرة «إف – 16» إسرائيلية السبت الماضي، مع العلم أن منظومة الدفاع الجوي السوري تحت سيطرة الروس في قاعدة حميميم.

وأبلغ قياديون أكراد «الشرق الأوسط» بأن الجيش الأميركي أبلغهم أكثر من مرة بأنه لا علاقة له بعفرين وهي خارج النفوذ الأميركي وتابعة لنفوذ روسيا، مشيرين إلى أنهم أطلعوا قادة في الجيش الأميركي شرق نهر الفرات بالاتصالات مع دمشق حول عفرين وأن «الأميركيين لم يكن لديهم مانع من حصول ذلك للحفاظ على وحدة سوريا وفق القرار 2254».

في حال أنجز هذا التفاهم حول عفرين، فإنه يتزامن مع تقدم لإنجاز تفاهم آخر حول منبج. إذ قالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن أنقرة اقترحت على واشنطن نشر قوات تركية – أميركية

في منبج وإخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى شرق نهر الفرات.

ويعتقد أن روسيا جزء من هذا الحوار، ذلك أن قواتها تنتشر في منطقة عريما في ريف منبج مقابل القوات الأميركية المنتشرة في المدينة دعما لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم «الوحدات» الكردية.

وكان مسؤول تركي أبلغ وكالة «رويترز» أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تلرسون وعد الجانب التركي أمس بدرس اقتراح نشر قوات مشتركة في منبج التي تقع على بعد 100 كيلومتر شرق عفرين، وكان الرئيس رجب طيب إردوغان قال إن قواته ستتوغل باتجاهها. لكن الجيش الأميركي بعث كبار ضباطه إليها لطمأنة حلفائه الأكراد.

وأوضحت المصادر التركية أمس أنه في حال نفذ الاتفاق التركي – الأميركي في منبج سيكون خطوة لاستعادة الثقة والقيام بخطوات أخرى بين الجانبين، تشمل «التنسيق الكامل» في العمليات العسكرية شمال حلب بين القوات الأميركية و«درع الفرات» بين منبج واعزاز وجرابلس، إضافة إلى الانتقال إلى البند اللاحق المتعلق في بحث إقامة شريط أمني شمال سوريا على طول حدود تركيا. وذكرت أن موافقة الجانب الأميركي على ذكر رفض «التغيير الديموغرافي» سيكون أساسيا في التعاون بين الجانبين في منطقة شرق نهر الفرات الخاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بدعم التحالف الدولي بقيادة أميركا. ونص البيان على تأكيد الطرفين «التزام الحفاظ على وحدة أراضي والوحدة الوطنية لسوريا ورفض إيجاد تغييرات ميدانية وتغيرات ديمغرافية» مقابل «التنسيق لإنجاز التحول السياسي والاستقرار في سوريا وفق القرار 2254 ومؤتمر جنيف».

الشرق الأوسط

 

تنسيق تركي أميركي لتفكيك عقدة منبج

بيروت، أنقرة، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

بعد أسابيع من توتر أثار مخاوف من مواجهة عسكرية، حاولت الولايات المتحدة وتركيا، احتواء الخلافات المتفاقمة بينهما في شأن ملفات عدة أبرزها سورية، ومصير مدينة منبج التي وسّعت الهوة بين الطرفين. واعتبر احتواء الخلافات أولوية للمرحلة المقبلة، وذلك بعد محادثات شاقة أجراها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في أنقرة أمس.

 

وأكد تيلرسون في مؤتمر صحافي مع نظيره أحمد جاويش أوغلو أن الولايات المتحدة وتركيا لن تتحركا بعد الآن «كل بمفردها» في شمال سورية، وتريدان العمل معاً لتجاوز الأزمة في العلاقات الثنائية، في حين اقترحت أنقرة انتشاراً عسكرياً مشتركاً في منبج يحل محل «وحدات حماية الشعب» الكردية التي يحاربها الجيش التركي في منطقة الحدود.

 

وكشف مسؤول تركي أن بلاده اقترحت على الولايات المتحدة انسحاب الوحدات الكردية إلى شرق نهر الفرات في سورية، وأن تتمركز قوات تركية وأميركية في مدينة منبج حيث ينتشر جنود أميركيون حالياً ويسيطر عليها الأكراد. وأكد المسؤول أن واشنطن تدرس الاقتراح، على رغم أن الوزير الأميركي لم يأتِ على ذكره في المؤتمر.

 

وشدد تيلرسون على أن البلدين اعتمدا «آلية مشتركة» لحل مصير منبج «كأولوية في جهودنا للعمل المشترك»، داعياً أنقرة مجدداً إلى «ضبط النفس» خلال عمليتها في عفرين. وحاول طمأنة الأتراك إلى أن تزويد بلاده السّلاح لـ «قوات سورية الديموقراطية» «سيكون محدوداً ولمهام محدّدة».

 

ودعا وزير الخارجية التركي «وحدات حماية الشعب» إلى مغادرة منبج، قائلاً: «يجب أن نكون متأكدين من أن وحدات حماية الشعب ستنتقل إلى شرق الفرات». وأعلن تيلرسون وجاويش أوغلو أن الطرفين سيشكلان مجموعات عمل لحل القضايا الأساسية التي كانت موضع خلاف بين البلدين، لكنهما لم يقدّما تفاصيل في شأن كيفية إنجاز ذلك.

 

أتى ذلك بعد لقاء مطول بين تيلرسون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قالت مصادر رئاسية إنه عرض خلاله «بصراحة» توقعات تركيا وأولوياتها. وفي خرق للبروتوكول، حضر جاويش أوغلو اللقاء بين تيلرسون وأردوغان في القصر الرئاسي وتولّى الترجمة بينهما.

 

إلى ذلك، تفاعل الإقرار الروسي بمقتل مواطنين بغارات التحالف الدولي الأسبوع الماضي استهدفت قوات موالية للنظام السوري في دير الزور. وغداة إقرار موسكو بمقتل 5 روس، أفادت مصادر مطّلعة بأن حوالى 300 شخص يعملون لمصلحة شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين إما قتلوا أو أصيبوا في سورية، ما يزيد من مخاوف وقوع مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة هناك بسبب الحضور العسكري الروسي الذي يبدو أنه أكبر بكثير مما أعلنت عنه موسكو.

 

وكشف طبيب عسكري روسي أن حوالى 100 شخص قتلوا، فيما أكد مصدر يعرف العديد من المقاتلين في سورية أن عدد القتلى تجاوز 80، لكن الكرملين أوضح أمس، أنه لا يملك معلومات جديدة عن متعاقدين مع الجيش الروسي قتلوا في سورية. وقال الناطق باسمه ديميتري بيسكوف: «ليست لدينا أي معلومات جديدة، قلنا كل ما علينا قوله في هذا الشأن».

 

واشنطن تدرس اقتراحاً تركياً بانسحاب «الأكراد» من منبج

إسطنبول – رويترز

 

قال مسؤول تركي اليوم (الجمعة) أن بلاده اقترحت على الولايات المتحدة انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية إلى شرق الفرات في سورية، وأن تتمركز قوات تركية وأميركية في منطقة منبج.

 

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، أن «الولايات المتحدة تدرس الاقتراح الذي قدمته أنقرة إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون» خلال زيارته لها، والتي تستغرق يومين.

 

وكان تيلرسون وصل إلى تركيا أمس في زيارة قال مسؤولون أنها ستشهد على الأرجح مناقشات صعبة بين البلدين اللذين توترت علاقاتهما بسبب عدد من القضايا، لا سيما الدعم الأميركي لـ «وحدات حماية الشعب» التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

 

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية يرافق تيلرسون أنه أجرى مناقشات «بناءة وصريحة» مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس في شأن تحسين العلاقات، وذلك بعدما أطلقت أنقرة تصريحات تنتقد واشنطن على مدى الأسابيع الأخيرة.

 

وبدأت تركيا الشهر الماضي عملية جوية وبرية في منطقة عفرين في شمال غربي سورية، لإبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية عن حدودها الجنوبية. وتعتبر أنقرة الوحدات ذراعاً لـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور الذي يشن منذ عقود تمرداً في الأراضي التركية.

 

ودأبت أنقرة على المطالبة بانسحاب «مقاتلي وحدات حماية الشعب» إلى شرق نهر الفرات في سورية. وهددت في ما مضى بدفع قواتها إلى مدينة منبج على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي عفرين. وتتمركز قوات أميركية قرب منبج.

 

إلى ذلك، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم تركيا الى «ضبط النفس» في عملياتها العسكرية في سورية.

 

وقالت موغيريني في اجتماع في صوفيا لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ودول غرب البلقان، شارك فيه الوزير التركي للشؤون الاوروبية عمر سيليك: «ما يثير قلق الاتحاد الاوروبي هو ان هدف العمليات يجب ان يبقى داعش».

 

وأوضحت موغيريني: «لقد شددنا على هذا الموقف اليوم لاصدقائنا الاتراك، وانا اؤيد ما قاله تيلرسون في انقرة عندما شدد امام اصدقائنا الاتراك على ضرورة ضبط النفس في عملياتهم العسكرية».

 

والجمعة كرر تيلرسون الذي يزور انقرة دعوة تركيا الى «ضبط النفس» في هجومها على

 

إلى ذلك، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم تركيا الى «ضبط النفس» في عملياتها العسكرية في سورية.

 

وقالت موغيريني في اجتماع في صوفيا لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ودول غرب البلقان، شارك فيه الوزير التركي للشؤون الاوروبية عمر سيليك: «ما يثير قلق الاتحاد الاوروبي هو ان هدف العمليات يجب ان يبقى داعش».

 

وأوضحت موغيريني: «لقد شددنا على هذا الموقف اليوم لاصدقائنا الاتراك، وانا اؤيد ما قاله تيلرسون في انقرة عندما شدد امام اصدقائنا الاتراك على ضرورة ضبط النفس في عملياتهم العسكرية».

 

والجمعة كرر تيلرسون الذي يزور انقرة دعوة تركيا الى «ضبط النفس» في هجومها على

 

إلى ذلك، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم تركيا الى «ضبط النفس» في عملياتها العسكرية في سورية.

 

وقالت موغيريني في اجتماع في صوفيا لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ودول غرب البلقان، شارك فيه الوزير التركي للشؤون الاوروبية عمر سيليك: «ما يثير قلق الاتحاد الاوروبي هو ان هدف العمليات يجب ان يبقى داعش».

 

وأوضحت موغيريني: «لقد شددنا على هذا الموقف اليوم لاصدقائنا الاتراك، وانا اؤيد ما قاله تيلرسون في انقرة عندما شدد امام اصدقائنا الاتراك على ضرورة ضبط النفس في عملياتهم العسكرية».

 

والجمعة كرر تيلرسون الذي يزور انقرة دعوة تركيا الى «ضبط النفس» في هجومها على «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين.

 

المرصد السوري: الجيش التركي يهاجم عفرين بما يشتبه أنه غاز

بيروت – رويترز

 

قالت «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش التركي شن ما يشتبه بأنه هجوم بالغاز أدى إلى إصابة ستة أشخاص في منطقة عفرين السورية أمس (الجمعة).

 

ولم يصدر تعليق من الجيش التركي الذي نفى من قبل اتهامات بإصابة مدنيين في العملية التي يقوم بها في عفرين.

 

وقال ناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية إن «القصف التركي طاول قرية في شمال غربي المنطقة قرب الحدود التركية». وأضاف أن «القصف أدى إلى إصابة ستة أشخاص بمشكلات في التنفس، وبأعراض أخرى تشير إلى أنه كان هجوماً بالغاز».

 

وشنت تركيا هجوماً جوياً وبريا الشهر الماضي في منطقة عفرين لتفتح بذلك جبهة جديد في الحرب السورية التي تشارك فيها أطراف عدة، مستهدفة المقاتلين الأكراد في شمال سورية.

 

من جهته أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات التركية وفصائل متحالفة معها من المعارضة المسلحة السورية أصابت القرية أمس بقذائف». ونقل عن مصادر طبية في عفرين قولها إن «ستة أشخاص أصيبوا في الهجوم بصعوبة في التنفس واتساع في حدقة العين، ما يشير إلى أنه كان هجوماً بالغاز».

 

ونقلت «الوكالة العربية السورية للأنباء» (سانا) عن طبيب في مستشفى بعفرين قوله إن «القصف التركي للقرية تسبب في إصابة ستة ِأشخاص باختناق».

 

ودعت الأمم المتحدة في السادس من شباط (فبراير) إلى هدنة فورية إنسانية في سورية.

 

ومنذ بدء الصراع في 2011 أقامت «وحدات حماية الشعب» وحلفاؤها ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي في الشمال من بينها عفرين. وزاد مجال نفوذهم بعد سيطرتهم على أراض من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، بمساعدة الولايات المتحدة على رغم اعتراض واشنطن على خططهم للاستقلال وكذلك الحكومة السورية.

 

وأثار دعم الولايات المتحدة للقوات التي يقودها الأكراد في سورية غضب تركيا التي تعتبرها تهديداً أمنيا على حدودها. وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» تنظيماً إرهابياً وامتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور الذي يشن حرباً مسلحة منذ 30 عاماً في الأراضي التركية.

 

موسكو: واشنطن تؤسس شبه دولة كردية في سوريا

وقت كان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون يسعى في أنقرة الى اصلاح ذات البين مع تركيا في شأن الدعم الذي توفره الولايات المتحدة للأكراد السوريين (ص 7)، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بالسعي الى وجود عسكري دائم في سوريا من طريق تأسيس شبه دولة بالارتكاز على الأكراد.

 

وقال في حديث الى شبكة “أورونيوز”، إن “القناصة الأميركيين والوحدات الخاصة الأخرى موجودون على الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، ومن دون أي دعوة رسمية من دمشق، أو تكليف من مجلس الأمن لذلك”.

 

وأضاف: “لا شك في أن للولايات المتحدة استراتيجيا معينة، أعتقد أنها تتلخص في رغبة ابقاء عسكريها في سوريا إلى الأبد، كما هو الحال الآن في العراق وأفغانستان، في انتهاك لكل الوعود التي قطعتها في السابق”.

 

وفي رأي لافروف أن الأميركيين “يعملون حاليا على اقتطاع جزء كبير من الأراضي السورية عن الوطن الأم، في انتهاك صارخ لسيادة البلد العربي ووحدة أراضيه”. وشدد على أن الولايات المتحدة تسعى إلى “تشكيل سلطات محلية شبه رسمية، وتجهد في خلق تعليم مستقل عن المركز معتمدة بذلك على الأكراد هناك”.

 

تقارب أمريكي ـ تركي وبيان مشترك يرفض «محاولات التغيير الديموغرافي في سوريا»

أنقرة تقترح انتشاراً لقواتهما في منبج وتطالب بانسحاب «ب ي د» الكردي من عفرين

دمشق ـ إسطنبول «القدس العربي» ـ من هبة محمد ووكالات: في تطور لافت قد يعيد خلط الأوراق والحسابات السياسية والعسكرية في الملف السوري، اتفقت تركيا والولايات المتحدة أمس، على العمل معاً بعد اسابيع من التوتر في العلاقات الناجم عن الهجوم التركي على مدينة عفرين شمالي سوريا، ما أثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين العضوين الأساسيين في حلف شمالي الأطلسي، بينما يراقب اللاعب الروسي المهم في سوريا بحذر وتوجس شديدين تطور العلاقة المستجد بين أنقرة وواشنطن.

وفي ما يشبه التصميم الحاسم للعمل معاً أعلن وزيرا الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، والتركي مولود جاويش اوغلو، في مؤتمر صحافي في أنقرة، أن الطرفين سيشكلان مجموعات عمل لحل القضايا الأساسية التي كانت موضع خلاف بين البلدين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأشارا إلى أن حل الخلاف المتعلق بمدينة منبج السورية يشكل «أولوية»، في إشارة إلى المدينة التي ينتشر فيها جنود أمريكيون، فيما تهدد أنقرة بتوسيع نطاق عمليتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع واشنطن، وصولاً إلى هذه المدينة. وقال تيلرسون بعد المحادثات «لن نتحرك كل بمفرده بعد الآن». وأضاف «سنعمل معاً، ولدينا آليات جيدة حول كيفية تحقيق هذه الأمور، وهناك الكثير من العمل للقيام به».

وأصدرت تركيا والولايات المتحدة بيانا مشتركا، عقب لقاء وزيري الخارجية في أنقرة أمس، أكدتا فيه وقوفهما بحزم ضد كافة محاولات التغيير الديموغرافي وفرض الأمر الواقع في سوريا.

وقدّمت انقرة لواشنطن اقتراحاً جديداً يقضي بانسحاب الميليشيات الكردية من منطقة عفرين شمالي حلب، بحسب تصريحات لمسؤول تركي، أمس الجمعة. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن المسؤول التركي قوله إن «تركيا اقترحت على الولايات المتحدة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى مناطق شرقي نهر الفرات في سوريا، وأن تتمركز قوات تركية وأمريكية مشتركة في منطقة منبج». وأضاف المسؤول أن «الولايات المتحدة تدرس الاقتراح الذي قدمته أنقرة إلى تيلرسون خلال زيارته الحالية لها»، حسب وكالة رويترز.

وقال تيلرسون إن التعاون بين واشنطن وأنقرة لن يقف عند هذا الحد، بل «سيشمل جميع مناطق الشمال السوري في إطار تنسيق وثيق، مع العمل على تقديم الدعم اللازم لمباحثات جنيف، لأنها السبيل الوحيد للوصول إلى حل سلمي ودائم للأزمة في سوريا، وبهذه الطريقة أيضًا يتم ضمان توفير حماية دائمة للحدود التركية».

وأفاد بأنه أبلغ الجانب التركي سواء خلال لقائه الرئيس أردوغان، أو نظيره جاويش أوغلو، بأن الدعم الأمريكي المقدم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (واجهة ب ي د/ بي كا كا الإرهابي حسب تركيا) سيكون «محدودا دائما، ومقتصرا على مهمة معينة، وحول مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم «ب ي د/ ي ب ك» الذراع السورية لمنظمة «بي كا كا»، قال تيلرسون: «الولايات المتحدة ترغب في ضمان أن تكون تلك المدينة تحت سيطرة قواتنا الحليفة، ولا نرغب على الأقل، في دخول أي قوة مجدداً إليها».

وقال إن تركيا ستكون قادرة على اتخاذ خطوات مشــتركة مع الولايات المتحدة في سوريا بمجرد أن تغادر الوحدات الكردية منطقة منبج. وأقر تيلرسون من جهته بحق تركيا المشروع في الدفاع عن حدودها، لكنه دعا إلى إظهار ضبط النفس في عملية عفرين، وتجنب التصرفات التي من شأنها تصعيد التوترات في المنطقة.

 

السوريون ممنوعون من العلاقات العاطفية مع اللبنانيات بأمر من الأمن العام

طالب وقّع تعهدا عند كاتبة عدل بعدم الارتباط أو الزواج بأي فتاة من الجنسية اللبنانية

لندن ـ «القدس العربي»: يسجل لبنان «إنجازاً جديداً» بتوقيع الأمن العام هذه المرة. فقد تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، أمس، صورة قالوا إنها «تعهد» مصدّق من قبل كاتب عدل لبناني، يفرض على موقّعه من الجنسية السورية عدم الارتباط بفتاة لبنانية بأي علاقة عاطفية أو زواج خلال إقامته في لبنان،

الأمر الذي عدّ سابقة هي الأولى من نوعها، حيث أصبح السوريون في لبنان، وتحديدًا الطّلاب منهم، مرغمين على إمضاء تعهد يؤكّدون فيه عدم ارتباطهم بأي فتاة من الجنسية اللبنانيّة مقابل حصولهم على إقامة طالب، ليضاف إلى سلسلة المعاناة التي يواجهها السوري في لبنان، وخاصة ما يتعرض له من مضايقات في مختلف المجالات. فقد فضح ذلك «الإنجاز» إمضاء طالب سوري على هذا النوع من التعهدات لدى كاتب عدل لبناني بأمر من المديرية العامة للأمن العام اللبناني. وجاء في التعهد: «أصرح على مسؤوليتي المدنية والجزائية، أنه لا توجد علاقة أو ارتباط من أي نوع كان يربطني بفتاة من الجنسية اللبنانية، وإني أتعهد بعدم الزواج من أي فتاة من الجنسية اللبنانية، طوال فترة دراستي في لبنان… تعهدا صحيحا صادرا عني بكامل قبولي ورضائي وقعته على كامل مسؤوليتي».

وأثارت صورة التعهد موجة من ردود الأفعال بين رواد التواصل الاجتماعي، ومنهم من اعتبرها فصلا جديدا من فصول «انتهاك حقوق الأفراد» لا سيما السوريين، بعد لجوء مئات الآلاف منهم جراء الحرب التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه عليهم. في السياق ذاته، أكدت كاتبتا العدل نسرين أيوب ومهى أبو نجم اللتان نظمتا التعهدين، عدم وجود أي تعميم من قبل الأمن العام في هذا المجال. وقد أفادت موظفة في مكتب أبو نجم أن هذه التعهدات «تتم بناءً على طلب صاحب المصلحة»، وأن هذا الإجراء حديث العهد ولا يعود لأكثر من شهرين. وقد أكدت غياب أي تعميم من قبل الأمن العام، أو وجود أي نموذج لهذا التعهد، موضحةً أن التعهدات تعتمد النموذج الأول الذي وضعوه هم أول مرة جاءهم شخص يطلب هذا التعهد. أما أيوب فتؤكد أن شابا قصدها وطلب منها تنظيم تعهد بهذا المعنى فاستجابت لطلبه، وهو التعهد الوحيد الذي أجرته في هذا المجال.

 

اتفاق أمريكي – تركي… هل يعيد خلط الأوراق والحسابات في سوريا؟

أنقرة تقترح انسحاب «ب ي د» الكردي من عفرين ومنبج ونشر قوات مشتركة

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: في تطور لافت قد يعيد خلط الأوراق في الملف السوري اتفقت تركيا والولايات المتحدة امس على العمل معاً في سوريا بعد أسابيع من التوتر في العلاقات الناجم عن الهجوم التركي على مدينة عفرين شمالي سوريا، ما أثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين العضوين الأساسيين في حلف شمالي الأطلسي حيث كثرت التساؤلات حول إعادة الحسابات السياسية والعسكرية في سـوريا.

وأعلن وزيرا الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والتركي مولود تشاوش اوغلو في مؤتمر صحافي في انقرة ان الطرفين سيشكلان مجموعات عمل لحل القضايا الاساسية التي كانت موضع خلاف بين البلدين حسب الوكالة الفرنسية (أ ف ب). ولم يقدما تفاصيل حول كيفية انجاز هذه الامور، لكنهما اشارا إلى ان حل الخلاف المتعلق بمدينة منبج السورية يشكل «أولوية»، في اشارة إلى المدينة التي ينتشر فيها جنود امريكيون، فيما تهدد انقرة بتوسيع نطاق عمليتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع واشنطن، وصولاً إلى هذه المدينة. وقال تيلرسون بعد المحادثات «لن نتحرك كل بمفرده بعد الان». واضاف «سنعمل معاً، ولدينا آليات جيدة حول كيفية تحقيق هذه الامور، وهناك الكثير من العمل للقيام به».

وقال تيلرسون، إن بلاده ستضع العمل على الوعود المقدمة لتركيا بشأن منبج (بريف حلب شمالي سوريا) ضمن أولوياتها حسب الاناضول، وأضاف، أن الولايات المتحدة قدّمت مجموعة من الوعود لتركيا، لكنها لم تتمكن من استكمالها (الوفاء بها)، وأن ذلك سيتم في إطار مجموعات عمل ستضع «قضية منبج» على رأس الأولويات، ولفت إلى أن التعاون بين واشنطن وأنقرة لن يقف عند هذا الحد، بل «سيشمل جميع مناطق الشمال السوري في إطار تنسيق وثيق، مع العمل على تقديم الدعم اللازم لمباحثات جنيف، لأنها السبيل الوحيد للوصول إلى حل سلمي ودائم للأزمة في سوريا، وبهذه الطريقة أيضًا يتم ضمان توفير حماية دائمة للحدود التركية.

وأفاد تيلرسون، بأنه أبلغ الجانب التركي سواء خلال لقائه الرئيس إردوغان، أو نظيره جاويش أوغلو، بأن الدعم الأمريكي المقدم لـ»قوات سوريا الديمقراطية» (واجهة ب ي د/ بي كا كا الإرهابي حسب تركيا) سيكون «محدودًا دائمًا، ومقتصرًا على مهمة معينة، وحول مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم «ب ي د/ ي ب ك» الذراع السورية لمنظمة «بي كا كا»، قال تيلرسون: «الولايات المتحدة ترغب في ضمان أن تكون تلك المدينة، تحت سيطرة قواتنا الحليفة، ولا نرغب على الأقل، في دخول أي قوة مجدداً إليها».

وقدّمت انقرة لواشنطن اقتراحاً جديداً يقضي بانسحاب الميليشيات الكردية من منطقة عفرين شمالي حلب، حسب تصريحات لمسؤول تركي، امس الجمعة، ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن المسؤول التركي قوله إن «تركيا اقترحت على الولايات المتحدة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى مناطق شرقي نهر الفرات في سوريا، وأن تتمركز قوات تركية وأمريكية مشتركة في منطقة منبج، وأضاف المسؤول أن «الولايات المتحدة تدرس الاقتراح الذي قدمته أنقرة إلى وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسو» خلال زيارته الحالية لها»، حسب وكالة رويترز.

ويأتي ذلك ضمن مطالبات واقتراحات تركية مستمرة للولايات المتحدة الأمريكية، للعدول عن دعم الوحدات الكردية، خصوصاً حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «ب ي د» الذي تعتبره أنقرة الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني التركي، المصنف في قوائم الإرهاب. وذكر تيلرسون، أنه عرض على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال اجتماعهما أمس، جملة اقتراحات بشأن كيفية حل القضايا الخلافية بين البلدين، مؤكداً على وجود تطابق في وجهات النظر بين بلاده وتركيا فيما يتعلق بالأهداف في سوريا، وقال تيلرسون إن الأهداف المذكورة المشتركة مع تركيا تتمحور حول تخليص المنطقة من تنظيم «الدولة»، وتحقيق الاستقرار في سوريا، وتأمين عودة اللاجئين إلى ديارهم، مشيراً إلى أهمية تركيا الاستراتيجية، وضرورة التعاون معها بخصوص الأزمة السورية، وفيما يتعلق بمكافحة تنظيم «الدولة»، وتأسيس مناطق آمنة، والتحرك معًا من أجل سوريا مستقلة وموحدة، لافتاً إلى استضافة تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، وأنها تمثل نموذجًا يحتذى للجميع في هذا الموضوع، وتابع «بالطبع نأخذ حرص تركيا على حماية أمن حدودها على محمل الجد».

 

أميركا تبحث في مقابر “داعش” بسورية عن بقايا رهائنها

قالت شبكة “سي إن إن” الأميركية إن “فريقا من خبراء الطب الشرعي الأميركيين الفيدراليين قام بزيارة أولى إلى موقع مقبرة جماعية مشتبه فيها بالقرب من مدينة الرقة في سورية، في الأيام الأخيرة، للبحث عن رفات الرهائن الأميركيين الذين أعدمهم تنظيم داعش”.

 

ولفتت الشبكة إلى أنه لم يتم الكشف عن الموقع الدقيق للموقع، بسبب المخاوف الأمنية من إمكانية استهداف تنظيم “داعش” المنطقة الواقعة حاليا تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية.

 

ويبحث الفريق عن رفات الرهائن الأميركيين، وربما رهائن غربيين آخرين، أعدمهم محمد إموازي، وهو أحد عناصر تنظيم “داعش” البريطاني الجنسية، المعروف باسم الجهادي جون.

 

وتشير التقارير الأولية إلى أنه قد يكون من الصعب عزل واسترداد رفات الرهائن، لأن الموقع يحتوي على مناطق دفن متعددة، حيث دُفن عدد كبير من ضحايا “داعش”. ويبدو أيضا أن تنظيم “داعش” اتخذ خطوات لمحاولة إخفاء الموقع قبل شهور.

 

وجاءت المعلومات الاستخباراتية التي قادت الولايات المتحدة إلى الموقع، من بريطانيين تابعين لتنظيم “داعش” أُسروا في شرق سورية، في أوائل يناير/كانون الثاني، وفقا لما ذكره مسؤولون أميركيون عديدون.

 

وقدّم الأسيران للقوات الكردية المنضوية بقوات سورية الديمقراطية، تفاصيل حول مواقع الدفن المحتملة للرهائن. وقد تعرّفت المخابرات الأميركية على اليكساندا كوتي والشافي الشيخ، المعروفين بأنهما عضوان في جماعة الجهادي جون.

 

وقُتل إموازي في غارة جوية أميركية في سورية، عام 2015. واشتبهت المخابرات الأميركية، منذ فترة طويلة، في موقع عام للمقبرة الجماعية، لكنها تمكنت من إرسال أفراد أميركيين للبحث من دون الحصول على نتائج محددة. ونظراً لتواصل القتال في المنطقة حتى الآن، سيتعيّن على الموظفين الأميركيين استعادة أي بقايا يتم العثور عليها، ثم تأكيد أي هويات محتملة من خلال اختبار الحمض النووي.

 

ذا غارديان”: المرتزقة الروس في سورية يتم دفنهم بصمت

كم يبلغ عدد القتلى الروس في سورية؟ تتضارب الأرقام الرسمية بهذا الشأن، في حين يدور الحديث حول دور المرتزقة الروس والشركات العسكرية الخاصة، الذين توظفهم موسكو، في الحرب السورية.

 

وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية عن عائلات بعض القتلى الروس في الغارة الأخيرة للتحالف الدولي على دير الزور، غضبها “من تخاذل موسكو في البوح بأعداد قتلاها وأنه يتم دفنهم بصمت ونسيانهم”.

 

وبينما اعترفت وزارة الخارجية الروسية بأن خمسة من مواطنيها قتلوا على الأرجح يوم السابع من الشهر الحالي، خلال المعارك التي شاركوا فيها إلى جانب المليشيات الموالية للنظام السوري، أفادت تقارير بأن عدد القتلى من المواطنين الروس قد يكون وصل إلى 300. وهو رقمٌ، إذا ما ثبتت صحته، سيكون الأكبر في المواجهة بين الأميركيين والروس منذ نهاية الحرب الباردة.

 

وتشير مصادر عدة إلى أن بعضاً من الذين قتلوا في سورية هم مقاتلون شرسون خاضوا حرب موسكو في شرق أوكرانيا، وبعض آخر هم مجرد مواطنين روس كانوا يبحثون عن “عمل” وزيادة لأجرهم اليومي، وجميعهم تمّ تشغيلهم من قبل “مجموعة واغنر”، وهي شركة تعهدات عسكرية مرتبطة بالكرملين.

 

إيغور كوسوتوروف (45 عاماً)، الذي لم يخدم في الجيش الروسي بحسب الصحيفة، يرجّح أقاربه أنه من بين القتلى الروس الذين قضوا خلال شهر فبراير/ شباط الحالي بغارة نفذتها مقاتلات التحالف الدولي بالقرب من دير الزور.

 

تقول زوجة كوسوتوروف السابقة، لـ”ذا غارديان”، إن “إيغور عمل سابقاً قناصاً في الجيش الروسي. وذهب إلى سورية لأنه وطني، فقد آمن بأنه إذا لم نقضِ على “داعش” في سورية، فإن التنظيم سيصل إلينا”. وتلفت إلى أن زوجها السابق أخبرها أنه “إذا لم يذهب هو، فإن السلطات (الروسية) سوف ترسل أطفالاً إلى هناك، لا يملكون أي خبرة عسكرية”. وبالرغم من قربها منه، إلا أنه “لم يفصح لها عن هوية الجهة التي رتبت ذهابه إلى سورية”، أما خبر مقتله فقد وصلها عبر “قنوات غير رسمية”.

 

وبالإضافة إلى التأكد من خبر مقتله، تعمل زوجة إيغور السابقة على جمع المعلومات من مصادر مختلفة، لمحاولة معرفة مكان جثث القتلى الروس في سورية. ولدى سؤال الصحيفة البريطانية حول السبب وراء عدم تواصل السلطات الروسية معها، تجيب بأنها “لعبة سياسية، وأنا لا أفهمها”.

 

وبحسب ميخايل بولينكوف، وهو مُدون قومي روسي، فإنه زار جرحى روساً جرّاء الغارة الأميركية الأخيرة، “في أحد المستشفيات في روسيا”، ناقلاً عن مصادره أن “200 روسي، يتبعون وحدة عسكرية واحدة، قتلوا”.

 

وبحسب تقارير عدة، فإن تسعة أشخاص على الأقل، إلى جانب إيغور كوسوتوروف، غادروا مدينة أسبيست ومحيطها للقتال تحت راية “مجموعة واغنر” خلال الأشهر الماضية.

 

ونقلت “ذا غارديان” عن يلينا ماتفييفا، زوجة ستانيسلاف ماتفييفا، الذي يعتقد أنه قضى في سورية أيضاً، قولها “إنهم يرموهم في المعركة كالخنازير”، مطالبةً السلطات الروسية بـ”الاعتراف بقتلاها، والعمل على استرجاع جثثهم”.

 

كذلك، انتقدت زوجة أحد القتلى من المرتزقة الروس، تكريم السلطات الروسية الطيار الروسي رومان فيليبوف الذي أسقطت مقاتلته في سورية، في حين تم “دفن آخرين بصمت”.

 

أما كيريل أنانييف، الذي سرت أنباء حول مقتله أيضاً في غارة دير الزور، فيقول متحدث باسم حزب “روسيا الأخرى” اليساري الراديكالي، الذي ينتمي إليه، “إن أنانييف ذهب إلى سورية لأنه يحب القتال، الروس بارعون كثيراً في ذلك”.

 

الجيش الروسي في سوريا.. بلا هواتف ذكية

أعلن مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية أن الوزارة حظرت استخدام الهواتف الذكية في صفوف الوحدات العسكرية الروسية المتواجدة في سوريا.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن المصدر أن “هذه الإجراءات ليست جديدة حيث تم اتخاذ قرار منذ فترة غير بعيدة بمنع استخدام الهواتف الذكية من قبل الجنود الروس الذين يخدمون في سوريا”. مضيفاً أن “هذا القرار يشمل جميع الوحدات العسكرية المشاركة في العملية العسكرية الروسية في سوريا. أما بالنسبة للوحدات الأخرى الموجودة في روسيا فهناك مشروع لإصدار قرار بمنع استعمال الهواتف الذكية على العسكريين والمدنيين الموظفين في وزارة الدفاع الروسية”.

 

يتزامن ذلك مع توصية وزارة الدفاع لجميع العاملين فيها بعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كـ “أدونوكلاسنكي” و”فكنتاكتي” و”فايسبوك”، حسبما نقلت صحيفة “إزفيستيا” الروسية.

 

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قبل أيام أن الوزارة منعت مجنديها من نشر أي معلومات أو صور عن أماكن خدمتهم أو تحديد الموقع الجغرافي لأماكن وجودهم، مشيرة إلى أن الوزارة بصدد وضع قانون خاص بهذا الشأن، مرجعة ذلك إلى “الخوف من سهولة التعرف على الأماكن التي يؤدي الجنود خدمتهم فيها”.

 

يأتي ذلك عقب سقوط قتلى روس في قصف لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في دير الزور شمال شرقي سوريا، ورغم أن معظم القتلى من المرتزقة، وليسوا جنوداً نظاميين في الجيش الروسي، إلا أنهم يبقون مواطنين روساً في نهاية المطاف.

 

وقالت وكالة “رويترز” أن حوالي 300 روسي يعملون لصالح شركة روسية مرتبطة بالكرملين، إما قتلوا أو أصيبوا في هجوم دير الزور الأسبوع الماضي. علماً أن روسيا تنفي هذا الرقم وتقر بمقتل خمسة مواطنين روس فقط.

 

تحرير الشام”تتهم”الزنكي”بقتل المصري..لتمويه معبر الراشدين؟

 

تشهد المناطق التي تسيطر عليها “حركة نور الدين الزنكي” في ريف حلب الغربي، حالة ترقب واستنفار، غير مسبوقة، بعد مقتل مسؤول التعليم في إدارة شؤون المُهجّرين التابعة لـ”تحرير الشام” أبو أيمن المصري، على أحد حواجز “الحركة” في المنطقة الواقعة بين قريتي الهوتة وبشقاتين غربي حلب، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

واتهمت “تحرير الشام” حاجز “الزنكي” بإطلاق النار بشكل مباشر على سيارة المصري وزوجته، ما أدى لمقتله على الفور وإصابة زوجته بجروح خطيرة تم نقلها على إثرها إلى المشافي التركية لتلقي العلاج.

 

“الزنكي”، وعبر وكالة “مداد برس” التابعة لها في “تلغرام”، أكدت أن الحادث غير مقصود، وصادف مرور أبو أيمن المصري في حين كانت المنطقة تشهد استنفاراً عاماً للحواجز لحماية المدنيين بعد وصول معلومات عن دخول سيارات مفخخة وانتشار خلايا أمنية للقيام بتفجيرات وعمليات اغتيال. وأوضحت الوكالة أنه، عند الساعة 12 من ليل الخميس/الجمعة، عبرت سيارة خاصة على حاجز قرية الهوتة، ولم تتوقف عندما أشار أحد العناصر لها بالتوقف. عناصر الحاجر لاحقوا السيارة محاولين إيقافها، لكنها زادت سرعتها، ما اضطرهم لإطلاق الرصاص في الهواء، إلا أن السائق اتخذ طريقاً فرعياً محاولاً الهرب، فأطلقوا النار على إطارات السيارة. وبعد توقفها وجد عناصر الحاجز فيها رجلاً وامرأة مصابين.

 

وتوالت التصريحات التصعيدية من الطرفين، بالتزامن مع إرسال “تحرير الشام” تعزيزات عسكرية إلى ريف إدلب الشمالي، وريف حلب الجنوبي، وتعزيزات من “قاطع حماة” بقيادة “أبو يوسف حلفايا”، أحد قادة “تحرير الشام”. في المقابل، عززت “الزنكي” دفاعاتها غربي حلب، ونشرت مزيداً من الحواجز العسكرية تحسباً لأي خطوة تصعيدية على الأرض قد تقوم بها “تحرير الشام”.

 

عضو “مجلس الشورى” في “تحرير الشام” عبدالرحيم عطون، علق بشكل رسمي على الحادثة، وقال في “تلغرام”: “قامت حركة نور الدين زنكي بقتل الأخ أبي أيمن المصري غدراً على أحد حواجزها وأصابت زوجه إصابة بليغة، ونسجت رواية كاذبة تبرر فيها ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة، وهذا ليس بمستغرب عن حركة الزنكي كونها تمتهن الكذب وتستبيحه كما يفعل حسام الأطرش عبر قناة إباء المزورة”.

 

عطون المقرب من الجولاني، والذي يعبر عن وجهة نظر قيادة “تحرير الشام”، تحدث بشكل مطول عن تفاصيل الحادثة، واتهم “الزنكي” بالخداع، وخص بالذكر، شرعي “الزنكي” حسام الأطرش، وقلل من أهمية عرض القضية على القضاء، في إشارة الى مقترح قدمته شخصيات جهادية مستقلة، الجمعة، وقال: “أحلنا العديد من القضايا للمحاكم المسماة بالمستقلة أو الأخرى المشتركة، فما أرجعت حقاً ولا أقامت عدلاً، وما حادثة إحالة قتل الصقور للأخوين في جبل الزاوية عنا ببعيد”. عطون وجه نداءً لعناصر “تحرير الشام” بضرورة التزامهم بقرار قيادتهم، قائلاً: “ما تقرره قيادة الجماعة هو ما يلزمنا جميعاً، فاتقوا الله، ولا تحملنكم مخالفة البعض لكم إلى الخروج عن خط الاتزان والتقوى، ويكفيكم لزوم قول قيادتكم وأمرها واجتهادها”.

 

ودعا السعوديان عبدالله المحيسني ومصلح العلياني، كلاً من “الزنكي” و”تحرير الشام” الى جلسة قضائية عاجلة لحل الخلاف الحاصل بينهما في ما يتعلق بقضية مقتل “أبو أيمن المصري”، وطالبوا في بيان مشترك، الجمعة، الطرفين بأن يجلسوا جلسة قضائية عاجلة، ويقدم فيه عناصر الحاجز للقضاء، وينزع فتيل الفتنة، وتحقن الدماء، واعتبروا أن “أي قتال لا يدعى قبله لمحكمة شرعية واضحة، فهو قتال محرم وسفك الدماء المعصومة بغير حق وتوريط للنفس بكبيرة من أشد الكبائر في دين الله”.

 

حسام الأطرش قال في “تلغرام”: “سألنا كثير من الإخوة عن موقف الزنكي من تحشدات الهيئة وتشهيرها الإعلامي، وجوابنا، إن أبو محمد الجولاني أذكى من أن ينتحر، ولكن هذه الضوضاء التي يفتعلها ليغطي على عملية فتح معبر الراشدين مع نظام الأسد بحلب لن تمشي على الزنكي، ولن يحصل ذلك حتى يلج الجمل في سم الخياط، وسبب منعنا لفتح معبر الراشدين، هو أن النظام النصيري يخطط لنقل 5000 داعشي بالباصات الخضر من ديرالزور لإدخالهم الريف الغربي لحلب، قلعة الثورة، من أجل تفكيكه وإنهاك ثواره”.

 

لماذا نقل الروس مركز مراقبة “خفض التصعيد” من الأركان؟

رائد الصالحاني – الكسندر حدّاد

علمت “المدن” أن الجانب الروسي نقل غرف العمليات، وإدارة مراقبة مناطق “خفض التصعيد” في دمشق ومحيطها، من المبنى الاحتياطي لـ”هيئة الأركان” خلف وزارة التعليم العالي في دمشق، وخصص لها مبنىً في منطقة البرامكة بالقرب من الجمارك والسوق الحرة سابقاً. المبنى الجديد كان يتبع سابقاً لـ”الانشاءات العسكرية”، ويظهر منه للخارج طابقان فوق الأرض، وله نقاط حراسة عادية، ككل الدوائر الحكومية. وتشير مصادر “المدن” إلى وجود أربعة طوابق للمبنى تحت الأرض، كانت شاغرة في السابق.

 

وكانت مناطق “خفض التصعيد” تدار سابقاً من قبل بعض الضباط السوريين، بإشراف روسي مباشر. في حين تمّ تسليم المركز الجديد لـ3 ضباط روس، و6 ضباط سوريين برتب عالية، تحت اشراف ضابط روسي رفيع مقيم في قاعدة حميميم العسكرية الروسية، ويزور المبنى أسبوعياً ليطلع على سير الأمور في دمشق وريفها، والمناطق المشمولة بـ”خفض التصعيد”.

 

غرف مراقبة “خفض التصعيد” فيها شاشات مراقبة لمناطق جنوبي وشرقي العاصمة، والبعض منها تتم مراقبته بكاميرات حرارية، والبعض الآخر بطائرات من دون طيار تحلق في المنطقة المعنية، يومياً، بأكثر من ثلاث طلعات، وتلتقط صوراً مباشرة تصل إلى حميميم والأركان ووزارة الدفاع السورية، وتسجل كل المعارك والقصف الصاروخي أو الجوي. هذا بالإضافة إلى تقارير تُرسل من أرض المعركة، عبر ضباط من قوات النظام مدربين من قبل الجانب الروسي، لإرسال تقارير ساعية، عن مجريات سير المعارك والتقدم والقصف والتراجع والخسائر البشرية والعسكرية.

 

وللمركز الرئيسي الجديد نقاط تمركز فرعية، تتصل ببعضها عبر شبكة انترنت محلية. وبسبب طول الجبهات، هناك نقاط محددة لإرسال التقارير ورصد الخروق والاشتباكات؛ وهي نقطة مراقبة في مبنى “بانوراما حرب تشرين التحريرية” على طريق العدوي، ونقطة مراقبة في قبو مشفى في حي باب توما على أطراف الغوطة الشرقية في المدينة القديمة، ونقطة مراقبة جنوبي دمشق في محيط “فرع الدوريات” ضمن بناء محصن تابع لـ”الأمن العسكري” تم تسليمه للروس منذ فترة، ونقطة مراقبة في بلودان داخل إحدى الثكنات العسكرية على الحدود السورية-اللبنانية في أحد الجبال المرتفعة.

 

وتُرجح مصادر “المدن” وجود المزيد من النقاط التي يتواجد فيها ضباط روس ومن قوات النظام برتب منخفضة، ومهمتها إرسال التقارير للضباط في المقر المركزي. وتتحكم تلك النقاط بطائرات بلا طيار، لتصوير المنطقة وإجراء مسح بشكل دوري ويومي، وتتصل بالمركز الموجود في منطقة البرامكة وسط العاصمة دمشق، ويتم نقل أي قصف او اشتباك او طلعات جوية بتقارير مفصلة ومصورة.

 

في كانون الثاني/يناير، بحسب مصادر “المدن”، زار ضباط روس رفيعي المستوى، البناء الموجود في منطقة البرامكة، قادمين من حميميم، وجمعوا كافة الضباط الموجودين، وسط دهشتهم من غياب بعض الضباط السوريين. الأمر الذي تسبب بغضب كبير من الروس وإحراج لإدارة أركان النظام، وتم إحضار الغائبين على الفور، وعقد اجتماع استمر لأكثر من اربع ساعات.

 

الزيارة، بحسب مصادر “المدن”، جاءت على خلفية نقص في عدد التقارير، والصور الواردة إلى حميميم من مركز البرامكة، الأمر الذي عزاه الضباط الروس إلى “التقصير بالعمل من قبل الضباط السوريين”، وقاموا بعزل ضباط من قوات النظام، من المتغيبين، وطلبوا بدلاء عنهم من “الأركان” والدفاع.

 

وبعد الزيارة المفاجئة، تم تغيير عدد من ضباط قوات النظام في المركز، وإضافة 8 ضباط روس على الأقل، وتجهيز الطوابق السفلية الفارغة من المبنى، لتصبح مقر إقامة دائم للضباط. والتجهيزات شملت غرف استحمام ورياضة وإطعام، وتم وضع خطة جديدة لعمل نقاط المراقبة وتصوير كل ما يحدث على جبهات دمشق الشرقية.

 

لماذا أخلت “تحرير الشام” مطار تفتناز من المروحيات المدمرة؟

خالد الخطيب

كثر الجدال في الأيام القليلة الماضية حول مطار تفتناز العسكري الذي تسيطر عليه “هيئة تحرير الشام” في ريف إدلب؛ مناهضون لـ”تحرير الشام” من فصائل المعارضة المسلحة  وشخصيات جهادية معادية لها، تحدثوا في أكثر من مناسبة عن اقتراب موعد دخول القوات التركية إلى المطار، وإنشائها قاعدة عسكرية فيه بحسب بنود الاتفاق الروسي–التركي في “أستانة”.

 

وحرصت “تحرير الشام” على الرد بالنفي، باستمرار، على ما وصفته بالادعاءات الكاذبة بخصوص المطار، عبر منصتها الإعلامية شبه الرسمية “وكالة إباء”. وفي كثير من الأحيان جاء الرد بالنفي من شخصيات عسكرية وشرعية تابعة لـ”تحرير الشام” مثل المصريين علي الدج “أبو اليقظان المصري” و”أبو الفتح الفرغلي”، و”أبو ماريا القحطاني”، و”الأسيف عبدالرحمن” وغيرهم.

 

السجال حول المطار تصاعد بعدما قامت “تحرير الشام” بإفراغ المطار، الأربعاء، من المروحيات المدمرة التي كانت داخله، ولم يعرف بعد إلى أين أخذتها. وفي اليوم ذاته، تناقل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لشاحنات وهي تحمل طائرات مروحية مدمرة من داخل المطار، وقالوا إن “هيئة تحرير الشام” قامت بإفراغ المطار العسكري من جميع الحوامات الموجودة فيه، وسيتم نقلها إلى مناطق النظام في حماة مروراً بمعبر مورك في ريف حماة الشمالي.

 

شكّلت الصور التي تم تناقلها مادة دسمة لمناهضي “تحرير الشام”، خاصة أنصار “حركة أحرار الشام” الذين زادوا من حدة انتقادهم لها، واتهامها ببيع الأملاك العامة في ادلب للنظام، معتبرين أن هذه العملية تضاف إلى عشرات السرقات التي قامت بها “تحرير الشام” في ادلب، والتي شملت الأفران، ومحطات ضخ المياه، والمولدات الكهربائية، والمحولات الكهربائية، والكابلات، والسكك الحديدة، والمنشآت الصناعية، ومعمل السكر في جسر الشغور. وتنوعت التعليقات بين السخرية والتخوين: “على وين الدرب موديّكي، وعلى أي مطار مرسيّكي، الله معك يا غالية، سلميلنا على سكة الحديد”، كما قال أحدهم.

 

الكويتي علي العرجاني “أبو حسن الكويتي” المقرب من “أحرار الشام” قال: “هل بقي شيء في المحرر ما باعه أو سرقه الجولاني وأتباعه، لقد أقسمت سابقاً أن هؤلاء كل همهم المال والسلطة”. رئيس الدائرة القضائية في “أحرار الشام” أحمد محمد نجيب، قال: “هيئة تدمير الشام تنقل الطائرات لترسيمها ووضع لوحات عليها بعد السيارات والموتورات، بهذه العبارة الساخرة تناقل الناس خبر نقل الهيئة لطائرات مطار تفتناز، سقط القناع عن القناع، وصمت الكلام عن الكلام”.

 

الداعية السعودي ماجد الراشد “أبو سياف”، المقرب من “أحرار الشام” قال: “الجولاني يبيع الطائرات المتواجدة في مطار تفتاز للمجرم بشار ليجددها ويقصف بها المجاهدين والمدنيين، هؤلاء كلاب الدولار الذي استباحوا دماء إخوانهم لأجله”. واعتبر الراشد أن إفراغ “تحرير الشام” للمطار في هذا الوقت يأتي في إطار التحضيرات لتسليمه للقوات التركية التي ستقيم فيه قاعدة عسكرية، واستشهد الراشد بما قاله الصحhفي الألماني جوليان روبك، الذي يعمل في صحيفة “بيلد”: تسلم حطام الطائرات المروحية الروسية الموجودة في مطار تفتناز العسكري بريف إدلب، هو جزء من بنود اتفاق أستانة الموقع بين الدول الضامنة؛ تركيا وروسيا وإيران. وأكد الصحhفي الألماني أن من ضمن بنود الاتفاق إعادة الطائرات الروسية من نوع “مي-8” ونقلها لمناطق سيطرة النظام.

 

وكالة “إباء” التابعة لـ”تحرير الشام”، نفت ما أشيع عن إفراغ المطار من المروحيات المدمرة، أو تسليمها للنظام، وأكدت أن ما حصل هو اجتهاد من أبناء المنطقة التابعين لـ”تحرير الشام”، عندما أخرجوا بعض الحطام من محيط المطار إلى ريف إدلب. وأشارت “إباء” إلى أن قيادة “تحرير الشام” أمرت بإعادة ما تم إخراجه إلى المطار مباشرة. وفي الوقت ذاته نفت “إباء” ما أسمته بالإشاعات الواردة حول إنشاء نقطة مراقبة للقوات التركية في مطار تفتناز، وأكدت أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة.

 

وكالة “أباء” كررت النفي مرة أخرى في موقعها الرسمي، لكن الرواية كانت مختلفة، والتقت قائداً عسكرياً في “تحرير الشام”، قال إن الهدف من إخراج المروحيات المدمرة من داخل المطار كان من أجل تفكيكها وصهرها والاستفادة منها، لا بيعها للنظام.

 

ويعتبر مطار تفتناز العسكري من أهم القواعد الجوية في الشمال السوري، وهو مخصص للطائرات المروحية، وتعادل مساحته ضعف مساحة مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي، وسيطرت عليه المعارضة المسلحة أوائل العام 2013. وبقي المطار منذ ذلك الوقت تحت سيطرة “أحرار الشام” إلى أن خسرته لصالح “تحرير الشام” منتصف العام 2017 إثر الهجوم الذي شنته ضدها في ادلب. ويقع المطار على مقربة من بلدة تفتناز، ومنها اتخذ التسمية المحلية، بينما تُطلق عليه قوات النظام اسم “قاعدة عفيص الجوية”. ويضم المطار حوالي 20 مروحية مدمرة، تم إعطاب معظمها خلال المعارك التي جرت على أسوار المطار وداخله بين المعارضة المسلحة ومليشيات النظام.

 

ويتمتع المطار بقيمة رمزية بالنسبة للحاضنة الشعبية للمعارضة في ادلب، فالمطار كان أكبر قاعدة عسكرية في محافظة ادلب اعتمد عليها النظام بحكم موقعها المتوسط في ادلب، لقمع أبناء المحافظة. وفي العام 2012 بات المطار يحوي مرابض مدفعية وقواعد صواريخ استهدفت كامل القرى والمدن في ريف ادلب التي خرجت ضد النظام.

 

فرق الاستطلاع التركية كانت قد زارت المطار فعلاً خلال الفترة الماضية، واستطلعت المنطقة المحيطة به. ولا يعرف بعد مدى صحة ادعاءات “تحرير الشام” بأنها لن تسمح بدخول القوات التركية إلى المطار، أو أن تركيا تريد فعلاً تحويله لقاعدة عسكرية بحسب بنود اتفاق أستانة التي بقيت مجرد تسريبات غير مؤكدة بشكل رسمي. “تحرير الشام” غير قادرة بطبيعة الحال على الاستفادة من المطار، ولا كذلك فصائل المعارضة المسلحة. ومع ذلك، فإن نفي “تحرير الشام” المستمر يأتي في إطار الرد على خصومها، والظهور أمام الحاضنة الشعبية في ادلب بمظهر المدافع عن المكتسبات وحامي حماها.

 

جيش الإسلام” يقبل بدخول خبراء “حظر الأسلحة الكيماوية

وافق “جيش الإسلام” على السماح لمنظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” بالدخول إلى الغوطة الشرقية، للتأكد من استهداف النظام للمدنيين بالسلاح الكيماوي، ومعاينة المنطقة من قبل خبراء المنظمة، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبو زيد.

 

وقال رئيس المكتب السياسي لـ”جيش الإسلام” ياسر دلوان، لـ”المدن”، الجمعة، إن بعض الجهات الدولية تواصلت معهم، وسألتهم إذا ما كانوا يوافقون على دخول منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” إلى الغوطة الشرقية، وهل استخدم النظام حقيقة هذا السلاح المحرم دولياً. بدوره، أكد “جيش الإسلام” استخدام النظام للسلاح المحرم دولياً، وطالب بدخول المنظمة لتعاين بنفسها أماكن استخدام السلاح.

 

وقال دلوان إنهم تعهدوا بتقديم الحماية الكاملة للفريق، إن قرر الدخول إلى الغوطة الشرقية، لكنهم لم يحصلوا على الرد بعد. وقد تزامن طلب “جيش الإسلام” بدخول الفريق مجدداً مع استخدام النظام للغازات السامة. وأضاف دلوان أن النظام استهدف مدينة حرستا أيضاً بالغازات السامة، ويمكن التنسيق مع “حركة أحرار الشام” للسماح للفريق بزيارة المناطق المستهدفة هناك.

 

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تأكيدها استعداد “جيش الإسلام” لاستقبال مختصين من منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” لزيارة كرم الرصاص وأوتوستراد حمص ومدينة دوما والغوطة الشرقية. وجاء في كلام زاخاروفا: “نعوّل على أن يتخلى خبراء المنظمة في نهاية المطاف عن طريقة التحقيق عن بعد في حوادث استخدام الأسلحة الكمياوية، وأن يزوروا المناطق المفترضة وأن يجمعوا الأدلة بشكل مستقل بعيداً عن استفزازات المسلحين لتشويه سمعة السلطات”.

 

وأصيب عشرات المدنيين بحالات اختناق نتيجة استهداف قوات النظام مدينتي دوما وحرستا بصواريخ تحمل غازات سامة، مرات متعددة خلال الشهر الماضي. وأصدرت حينها مديرية الصحة في دمشق وريفها، والمجلس المحلي لمدينة دوما، بيانات تؤكد استهداف النظام للمدنيين بالغازات السامة ووقوع العديد من حالات الاختناق.

 

وقُتل سبعة مدنيين وأصيب العشرات جراء القصف الصاروخي المتواصل على دوما، الخميس، وبذلك بلغ عدد القتلى خلال الأيام التسعة الماضية 94 مدنياً وفق إحصائية لـ”المجلس المحلي لمدينة دوما”، وذلك خلال حملة التصعيد التي شهدتها الغوطة الشرقية بشكل عام والتي تجاوز عدد القتلى فيها 400 مدني وأكثر من ألفي جريح.

 

تيلرسون: واشنطن لم تفِ بوعودها لأنقرة

قال وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاوش أوغلو، في ختام زيارته إلى تركيا، الجمعة، إن واشنطن وأنقرة “عند نقطة حرجة في العلاقات”.

 

وأضاف تيلرسون “من الآن فصاعدا سنعمل معا يدا بيد. سنواجه القضايا التي تسبب لنا مشكلات وسنحلها”، وأشار إلى أن القضايا المتعلقة بمنبج سيكون لها الأولوية في المحادثات، وأقر أن بلاده لم تف ببعض وعودها لتركيا في ما يخص منبج.

 

وأوضح تيلرسون “قطعت الولايات المتحدة لتركيا تعهدات من قبل، ولم تف بالكامل بتلك الالتزامات. سنعالج ذلك من خلال مجموعة العمل وسيكون لمنبج الأولوية”. وتابع “لكن الأمر لا يتعلق بمنبج وحدها. علينا أن نفكر في الشمال السوري بأسره”.

 

من جهته، قال جاوش أوغلو، إن تركيا مستعدة للتعاون مع واشنطن واتخاذ خطوات مشتركة معها في منبج، بمجرد مغادرة “وحدات حماية الشعب” الكردية من المنطقة. وأضاف “المهم من سيحكم ويوفر الأمن لهذه المناطق… سننسق لاستعادة الاستقرار في منبج والمدن الأخرى. سنبدأ بمنبج. بعد أن تغادر وحدات حماية الشعب الكردية، يمكننا اتخاذ خطوات مع الولايات المتحدة بناء على الثقة”.

 

وفي وقت سابق، الجمعة، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر تركي قوله، إن أنقرة اقترحت على واشنطن تمركز قوات تركية وأميركية في مدينة منبج السورية، بعد انسحاب “وحدات حماية الشعب” الكردية إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات.

 

ووفقاً للمصدر، فقد تم عرض هذا المقترح على الولايات المتحدة خلال لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون. وأكد المصدر أن الجانب الأميركي أخذ العرض بالحسبان.

 

وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت في وقت سابق، أن أردوغان أطلع ضيفه الأميركي على أولويات بلاده في المنطقة “بكل وضوح”، خلال اجتماع مغلق بينهما دام 3 ساعات متواصلة، الخميس، ووصفت أنقرة مجريات اللقاء بـ”الإيجابية والصريحة”.

 

وقبيل وصوله إلى أنقرة، أطلقت الحكومة التركية ومسؤولون أتراك، تحذيرات كثيرة حول اهتزاز العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة بسبب الدعم الذي تقدمه واشنطن إلى المقاتلين الأكراد في سوريا، واحتمال قطع العلاقات ما لم يتم حل هذه العقدة.

 

تيلرسون بدا أكثر حذراً خلال حديثه عن هذه المسألة، إذ قال إن واشنطن لا تستطيع سحب “أسلحة ثقيلة” من “وحدات حماية الشعب” الكردية، لأنها لم توردها لها أصلاً و”بالتالي لا يوجد ما يمكن سحبه”.

 

تركيا تنفي استخدامها أسلحة كيماوية في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

قال مصدر دبلوماسي تركي إن بلاده لم تستخدم أسلحة كيماوية قط في عملياتها بسوريا وتراعي تماما المدنيين، وذلك بعد أن اتهمت «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أنقرة بتنفيذ هجوم بالغاز في منطقة عفرين السورية.

 

وقال المصدر  لوكالة «رويترز» للأنباء «هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة. تركيا لم تستخدم قط أسلحة كيماوية. نراعي تماما المدنيين في عملية غصن الزيتون».

 

ووصف المصدر أيضا الاتهامات بإصابة ستة مدنيين فيما يشتبه أنه هجوم بالغاز «بالدعاية السوداء».

 

وكان ناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية قال إن «القصف التركي طاول قرية في شمال غربي المنطقة قرب الحدود التركية». وأضاف أن «القصف أدى إلى إصابة ستة أشخاص بمشكلات في التنفس، وبأعراض أخرى تشير إلى أنه كان هجوماً بالغاز».

 

وشنت تركيا هجوماً جوياً وبرياً الشهر الماضي في منطقة عفرين لتفتح بذلك جبهة جديد في الحرب السورية التي تشارك فيها أطراف عدة، مستهدفة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

 

من جانبه، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات التركية وفصائل متحالفة معها من المعارضة المسلحة السورية أصابت القرية أمس بقذائف». ونقل عن مصادر طبية في عفرين قولها إن «ستة أشخاص أصيبوا في الهجوم بصعوبة في التنفس واتساع في حدقة العين، ما يشير إلى أنه كان هجوماً بالغاز».

 

ومنذ بدء الصراع في 2011 أقامت «وحدات حماية الشعب» الكردية وحلفاؤها ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي في الشمال من بينها عفرين. وزاد مجال نفوذهم بعد سيطرتهم على أراض من تنظيم «داعش»، بمساعدة الولايات المتحدة على رغم اعتراض واشنطن على خططهم للاستقلال وكذلك النظام السوري.

 

وأثار دعم الولايات المتحدة للقوات التي يقودها الأكراد في سوريا غضب تركيا التي تعتبرها تهديداً أمنيا على حدودها، حيث تعتبر أنقرى «وحدات حماية الشعب» تنظيماً إرهابياً وامتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور الذي يشن حرباً مسلحة منذ 30 عاماً في الأراضي التركية.

 

ملامح تفاهمات إقليمية ـ دولية حول منبج وعفرين

لندن: إبراهيم حميدي

بدأت ملامح تفاهمات دولية – إقليمية لتوزيع شمال سوريا، بحيث تنتشر قوات أميركية – تركية في مدينة منبج مقابل «وجود رمزي» لقوات النظام السوري في مدينة عفرين برعاية روسية.

 

وكشف قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط» أمس أن اتصالات تجري مع دمشق لإقرار اتفاق نص على «دخول قوات رمزية للجيش النظامي السوري ومؤسسات أمنية إلى وسط عفرين».

 

وأضاف: «يبدو أن موسكو التي رفضت التعاون قبل أسبوعين، وافقت على صيغة جديدة تسمح بوجود الدولة في عفرين. ويتوقع أن تتوجه عناصر من قوات النظام من حلب إلى عفرين في الساعات المقبلة».

 

وتزامن ذلك مع سماح النظام للأكراد بالتظاهر في دمشق ضد العملية التركية حاملين صور قائد «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان الذي اعتقل قبل 19 سنة بعدما طردته دمشق بموجب تفاهم مع أنقرة، واعتبر «حزب العمال الكردستاني» منذاك تنظيماً إرهابياً.

 

وقال قياديون أكراد إنهم أبلغوا الجيش الأميركي باتصالاتهم مع دمشق وإن «الأميركيين لم يكن لديهم مانع».

 

من جهتها، قالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن أنقرة اقترحت على واشنطن نشر قوات تركية – أميركية في منبج وإخراج «الوحدات» الكردية إلى شرق الفرات.

 

ماذا بقي من «عاصمة الثورة السورية»؟

«الشرق الأوسط» ترصد الشرخ الاجتماعي في حمص

حمص: «الشرق الأوسط»

من يزر حمص «عاصمة الثورة السورية» الآن، بعد 7 سنوات من الحرب، يجدها مدينة متناقضات صارخة: أحياء مدمرة يسميها معارضون بـ«ستالينغراد سوريا»، وأخرى تقطنها غالبية موالية للنظام تسودها حياة طبيعية. وبين هاتين الصورتين رصدت «الشرق الأوسط» شرخاً اجتماعياً كبيراً.

 

في البوابة الجنوبية لحمص، أول ما يلفت الانتباه حاجزان لقوات النظام، يقوم عناصرهما بتدقيق كبير في السيارات الداخلة إلى المدينة والبطاقات الشخصية. وتبدو حركة المارة خجولة، والقسم الأكبر من المحلات التجارية لا يزال مغلقاً، فيما تبدو معظم المباني السكنية خالية.

 

أما في الأحياء الموالية للنظام، ومع توفر الكهرباء والماء والخدمات والمدارس فيها، تبدو الحياة طبيعية، كما يلاحظ أن أسواقها ازدادت ازدهاراً بعد تدمير السوق القديمة في المدينة القديمة.

 

وبدا أن شرخاً طائفياً كبيراً حصل بين أهالي المدينة بعد ارتكاب مسلحي الأحياء الموالية كثيراً من المجازر المروعة ضد أهالي الأحياء الثائرة خلال الأحداث. وقالت ناشطة في المجتمع المدني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخوف لا يزال حاضراً في كل التصرفات المجتمعية أو الحياتية».

 

نيويورك تايمز: تيلرسون فشل في خفض التوتر بين أمريكا وتركيا

ترجمة الخليج أونلاين – منال حميد

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الجانبان التركي والأمريكي، هو أن العلاقة بين البلدين وصلت إلى نقطة الأزمة، الأمر الذي استدعى تأجيل المفاوضات حيال القضايا الخلافية إلى الشهر المقبل.

 

وكان وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، قد عقد الجمعة في العاصمة التركية أنقرة جولة محادثات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استمرت قرابة ثلاث ساعات.

 

ولم يتضمن البيان المشترك الذي صدر عقب تلك المحادثات، سوى تأكيد الاحترام المتبادل وأيضاً وعود بالحديث عن مجمل هذه القضايا.

 

العلاقات بين البلدين تفاقمت منذ سنوات، ووصلت هذه العلاقات إلى أدنى مستوياتها خلال الأسابيع القليلة الماضية، عندما بدأت تركيا هجومها على غربي سوريا؛ لطرد القوات التركية المدعومة أمريكياً والذين تعتبرهم تركيا انفصاليين ويشكلون تهديداً كبيراً لأمنها القومي.

 

وفي تصريح وصفته الصحافة الأمريكية بالـ”خطير”، قال أردوغان قبيل وصول تيلرسون إلى أنقرة إن بلاده على استعداد لتوجيه صفعة عثمانية للقوات الأمريكية، إذا وقفت في طريق العمليات التركية.

 

تيلرسون وعقب محادثاته في أنقرة، قال: إن “وقت العمل المنفرد بالنسبة لتركيا وأمريكا انتهى، فلقد تعهد بأن بلاده ستعمل على التنسيق مع تركيا، لن نتصرف بمفردنا فترة أطول، لن تفعل الولايات المتحدة شيئاً وتفعل تركيا شيئاً آخر”.

 

ولكن الحرب في سوريا ليست هي نقطة الخلاف الوحيدة بين واشنطن وأنقرة، فإدارة ترامب منزعجة من الرئيس أردوغان وطريقة حكمه التي تصفها بالاستبدادية، وأيضاً من العلاقة المتنامية بين تركيا وروسيا.

 

تيلرسون عبّر عن قلقه البالغ إزاء استمرار احتجاز موظفين محليين في تركيا، بينهم بعض المواطنين الأمريكيين الذين أُلقي القبض عليهم في ظل حالة الطوارئ بالبلاد، داعياً إلى الإفراج عن مواطنيه الأمريكيين الذين اعتُقلوا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة قبل عامين.

 

زيارة تيلرسون إلى تركيا هي جزء من سلسلة اجتماعات عقدها كبار المسوؤلين الأمريكيين مع نظرائهم الأتراك، آخرها كان لقاء وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مع نظيره التركي في بروكسل قبل أيام، وأيضاً اللقاء الذي عقده مستشار الأمن القومي الأمريكي، إتش ماكماستر، في إسطنبول، مع مستشار الرئيس التركي، إبراهيم كالين.

 

بذور الخلاف التركي–الأمريكي تعود إلى عام 2014 عندما اجتاح تنظيم داعش العراق وسوريا، يومها ناشد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، نظيره التركي رجب طيب أردوغان المساعدة في مكافحة المسلحين، إلا أن أردوغان رفض ذلك في البداية.

 

واضطرت واشنطن، تقول الصحيفة الأمريكية، إلى الاستعانة بمليشيات كردية بالإضافة إلى الجيش العراقي، من أجل دعمهم على الأرض وتشكيل قوة لمحاربة تنظيم داعش.

 

دعم أمريكا للأكرد أثار غضب ليس أنقرة وحسب، وإنما حتى بغداد، فلقد قامت القوات العراقية، في أكتوبر الماضي، بمهاجمة القوات الكردية في كركوك الغنية بالنفط والسيطرة عليها، أما في سوريا فيبدو أن المشكلة بدأت الآن.

 

وتقول الصحيفة: “لقد سعت واشنطن إلى محاولة تهدئة مخاوف أنقرة، بتأكيد أن هذا الدعم محدود، إلا أن الأنباء التي تحدثت عن نية واشنطن تشكيل قوة من 30 ألف مقاتل كردي في سوريا، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث تبعها مباشرةً، هجوم عسكري تركي ضد المليشيات الكردية في عفرين”.

 

وتنظر تركيا إلى المليشيات الكردية في سوريا على أنها ذراع لحزب العمال الكردستاني وجماعة كردستان المتمردة في تركيا والتي تشن هجمات مسلحة منذ عقود، ومما عزز المخاوف التركية أن تقريراً استخباراتياً أمريكياً أشار هذا الأسبوع إلى أن الجماعات الكردية في سوريا، ربما تسعى للحصول على حكم ذاتي، وهو ما تخشاه تركيا.

 

تركيا تقتل عشرات المسلحين بعفرين

أعلن الجيش التركي صباح اليوم السبت مقتل 44 “إرهابيا” بمنطقة عفرين السورية منذ أمس، في حين اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية الجيش التركي باستخدام الغاز السام، وسط تشكيك من قبل ناشطي المعارضة السورية.

 

وقالت رئاسة الأركان العامة التركية في بيان إن العمليات الجوية والبرية في إطار عملية غصن الزيتون أسفرت عن مقتل 44 عنصرا من وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية في عفرين شمالي حلب خلال الساعات الـ24 الماضية.

 

وأضاف البيان أن عدد “الإرهابيين” الذين تم قتلهم منذ انطلاق عملية غصن الزيتون في 20 يناير/كانون الثاني الماضي بلغ 1595 قتيلا.

 

في المقابل، قالت وحدات حماية الشعب إن الجيش التركي شن أمس هجوما على قرية في شمال غرب عفرين مستخدما الغاز السام، مما أسفر عن إصابة ستة أشخاص بمشكلات في التنفس.

 

وشكك ناشطون سوريون في صحة هذا الاتهام، وقالت شبكة شام إن هذه “المزاعم” تأتي بعد أن أكد الجيش السوري الحر الأحد إصابة ستة من عناصره بالاختناق في محور بلبل بعفرين جراء سقوط قذيفة تحمل غازات سامة مصدرها وحدات حماية الشعب، كما أصيب عشرون عنصرا من الجيش السوري الحر في السادس من الشهر الحالي بحادثة مماثلة.

 

من جهة أخرى، قالت وكالة مسار إن حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب يخير السكان النازحين في مخيمات محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة الحزب بين الانضمام إلى الوحدات والمحاربة في عفرين أو تسليمهم إلى قوات النظام.

المصدر : وكالات

 

تركيا تقترح على أمريكا انتشارا عسكريا مشتركا بسوريا

من يارا بيومي وأورهان جوسكون وإيجي توكساباي

أنقرة (رويترز) – اقترحت تركيا يوم الجمعة نشر قوات مشتركة مع الولايات المتحدة في سوريا فيما تحاول الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي إنقاذ العلاقات الاستراتيجية التي كانت تتدهور بسرعة والتي أقرت واشنطن بأنها وصلت إلى ”مرحلة حرجة“.

 

واجتمع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالرئيس التركي طيب إردوغان خلال زيارة تستغرق يومين بعد أسابيع من تصريحات حكومية تركية مناهضة لواشنطن.

 

وفي حين تأثرت العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها في حلف شمال الأطلسي بعدد من القضايا، ثار غضب تركيا بشكل خاص من الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

 

وشنت تركيا حملة جوية وبرية الشهر الماضي في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا لطرد الوحدات من حدودها الجنوبية. وساعدت الولايات المتحدة الوحدات بالسلاح والتدريب والدعم الجوي والقوات الخاصة. وتعتبرها واشنطن حليفا رئيسيا على الأرض في حملتها على تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقال تيلرسون في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو صباح اليوم الجمعة ”نجد أنفسنا عند نقطة حرجة في العلاقات“. واجتمع مع إردوغان لأكثر من ثلاث ساعات ليل الخميس.

 

وقال تيلرسون ”من الآن فصاعدا سنعمل معا يدا بيد. سنواجه القضايا التي تسبب لنا مشكلات وسنحلها“.

 

ولا يوجد للولايات المتحدة قوات على الأرض في عفرين التي تشهد العملية التركية. لكن أنقرة اقترحت توسيع الحملة لتشمل مدينة منبج حيث تتمركز قوات أمريكية مما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع وحدات مدعومة من الولايات المتحدة.

 

وفي اقتراح قد يشير إلى تقدم في جهود التغلب على الخلافات بشأن سوريا، قال مسؤول تركي لرويترز إن أنقرة اقترحت نشر قوات تركية وأمريكية مشتركة في منبج.

 

وأضاف المسؤول أن مثل هذا الانتشار العسكري المشترك لن يحدث إلا إذا انسحبت وحدات حماية الشعب الكردية أولا لمواقعها شرقي نهر الفرات. ويشكل هذا الشرط تكرارا لمطلب قديم لتركيا التي تقول إن واشنطن نكثت وعدا بانسحاب وحدات حماية الشعب من منبج فور هزيمة الدولة الإسلامية هناك.

 

ولم يرد تيلرسون ولا تشاووش أوغلو بشكل مباشر على سؤال عن تقرير رويترز بشأن احتمال نشر قوات مشتركة في منبج.

 

* ”بناء على الثقة“

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (يمينا) ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال اجتماع في أنقرة يوم الخميس. صورة حصلت عليها رويترز محظور إعادة بيعها أو الاحتفاظ بها في أرشيف.

 

قال تشاووش أوغلو إن تركيا ستكون قادرة على اتخاذ خطوات مشتركة مع الولايات المتحدة في سوريا بمجرد أن تغادر الوحدات الكردية منطقة منبج.

 

وأضاف ”المهم من سيحكم ويوفر الأمن لهذه المناطق… سننسق لاستعادة الاستقرار في منبج والمدن الأخرى. سنبدأ بمنبج. بعد أن تغادر وحدات حماية الشعب الكردية، يمكننا اتخاذ خطوات مع الولايات المتحدة بناء على الثقة“.

 

وقال أيضا إن البلدين أسسا ”آلية“ لإجراء مزيد من المحادثات وسيعقدان اجتماعات مرة أخرى في منتصف مارس آذار لحل الخلافات.

 

وقال تيلرسون إن القضايا المتعلقة بمنبج سيكون لها الأولوية في المحادثات وأقر بأن واشنطن لم تف ببعض وعودها لتركيا دون الخوض في تفاصيل.

وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون (إلى اليسار) يصافح نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في أنقرة يوم الجمعة. تصوير رويترز. محظور إعادة بيع الصورة أو وضعها في أرشيف.

 

وقال ”قطعت الولايات المتحدة لتركيا تعهدات من قبل ولم تف بالكامل بتلك الالتزامات. سنعالج ذلك من خلال مجموعة العمل وسيكون لمنبج الأولوية“.

 

وأضاف تيلرسون ”لكن الأمر لا يتعلق بمنبج وحدها. علينا أن نفكر في الشمال السوري بأسره“.

 

وأقر تيلرسون بحق تركيا المشروع في الدفاع عن حدودها لكنه دعا إلى ممارسة ضبط النفس في عملية عفرين وتجنب التصرفات التي من شأنها تصعيد حدة التوتر في المنطقة.

* تصريحات معادية

 

لاقت تصريحات مناهضة للولايات المتحدة أدلى بها إردوغان قبل عام من انتخابات رئاسية وبرلمانية صدى في دولة ينظر 83 بالمئة من سكانها إلى الولايات المتحدة بطريقة سلبية وفقا لاستطلاع رأي نشره هذا الأسبوع مركز التقدم الأمريكي.

 

واعتقلت تركيا بعض المواطنين الأمريكيين من بينهم قس وبعض الموظفين الأتراك لدى القنصلية الأمريكية بسبب الاشتباه في صلاتهم بمحاولة انقلاب في 2016. ودفع ذلك البلدين إلى وقف مؤقت لخدمات إصدار التأشيرات لكل منهما.

 

وقال تيلرسون ”لا تزال لدينا مخاوف كبيرة بشأن اعتقال موظفين محليين في بعثتنا الدبلوماسية في تركيا وبشأن قضايا بحق مواطنين أمريكيين اعتقلوا في إطار حالة الطوارئ“.

 

وقبل أن يتحدث تيلرسون للصحفيين في أنقرة قام حزب قومي صغير بتنظيم احتجاج خارج موقع عقد المؤتمر الصحفي هتف خلاله المحتجون قائلين ”تيلرسون.. أخرج من تركيا“.

 

إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني

 

أوروبا تعد بالأموال وتحاول إقناع الأسد بالمشاركة بجدية في محادثات السلام

صوفيا (رويترز) – أثارت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني إمكانية جمع الأموال لإعادة بناء سوريا لكن بشرط انحسار القتال وأن تضمن روسيا مشاركة جادة لحليفها الرئيس بشار الأسد في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتي تعاني حالة من الجمود.

مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني في مقرالاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم 31 يناير كانون الثاني 2018. تصوير: فرانسوا لينواه – رويترز.

 

ويريد الاتحاد الأوروبي الاستفادة من دوره كأكبر جهة مانحة للمساعدة في إحياء محادثات السلام التي لم تحقق تقدما يذكر خلال الحرب التي تقترب من دخول عامها الثامن. ووصلت تلك المحادثات إلى طريق مسدود بعدما منح التدخل العسكري الروسي والإيراني الأسد تفوقا ميدانيا.

 

وقالت موجيريني، التي تستضيف مؤتمرا دوليا بشأن سوريا يومي 24 و25 أبريل نيسان في بروكسل، إنها قد تسعى إلى تعهدات ليس بمساعدات إنسانية فحسب لكن بالإنعاش السريع في سوريا حيث أودت الحرب متعددة الأطراف بحياة مئات الآلاف وشردت ملايين آخرين.

 

وأضافت موجيريني ”نحن مستعدون ونعتزم أيضا اغتنام فرصة المؤتمر لتعبئة الموارد للإنعاش المبكر لا سيما في المناطق المحررة من داعش“.

 

وقالت في مؤتمر صحفي ”لكننا نريد أن نرى تحسنا على الأرض والاتجاه الذي نراه اليوم هو النقيض تماما… في الوقت الراهن لا نرى وقفا للتصعيد. في الوقت الراهن نرى تصعيدا“.

 

وشهد مؤتمر سوريا العام الماضي في بروكسل تعهد الاتحاد الأوروبي بمبلغ 1.2 مليار يورو لعام 2017. وقالت موجيريني إن التكتل سيقدم أموالا جديدة هذا العام وتوقعت الأمر نفسه من مشاركين من أكثر من 70 دولة.

 

لكن مؤتمر 2017 افتقر إلى الوفود رفيعة المستوى من روسيا وتركيا والولايات المتحدة وسرعان ما طغى عليه هجوم كيماوي وقع في سوريا.

 

وقالت موجيريني إن الاتحاد الأوروبي يدعم المعارضة السورية لمساعدتها لتصبح أكثر اتحادا واستعدادا لمحادثات الأمم المتحدة.

 

لكنها أضافت أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع نقل الرسالة لأنه لا يملك نفوذا على النظام السوري أو اتصالات معه.

 

وتابعت ”ما نفعله في هذه الأيام والأسابيع، بكثافة أكثر من ذي قبل، هو أننا نجري محادثات مع أطراف تملك نفوذا على دمشق ونشجعهم على ضمان أن يشارك النظام بمصداقية في المحادثات بجنيف“.

 

إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى