أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 18 تشرين الثاني 2017

اجتماع الرياض وقمة سوتشي يمهدان لمفاوضات جنيف

لندن، بيروت، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

يجري الإعداد لاجتماعين مهمين تمهيداً لمفاوضات جنيف وتسوية الأزمة السورية، الأربعاء المقبل، الأول قمة روسية – تركية – إيرانية في سوتشي، والثاني لفصائل المعارضة السورية في الرياض. في وقت أعلنت وسائل إعلام سورية رسمية أن هجوماً دبره تنظيم «داعش» بسيارة ملغومة قتل 26 نازحاً وأصاب 30 آخرين في موقع قرب مدينة دير الزور. وأضافت أن التفجير وقع قرب الجفرة التي تقع جنوب المدينة التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

 

ومن المقرر أن يشارك في قمة سوتشي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني لمناقشة «الأجندة السورية»، وفق ما أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بينما يُخصص اجتماع الرياض لتوحيد وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة (للمزيد).

 

وأعرب وزير الخارجية الروسي أثناء مؤتمر صحافي عقده في موسكو مع نظيره المكسيكي لويس فيديغاراي، عن أمل موسكو بأن تساعد القمة الثلاثية في سوتشي على تفعيل مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية.

 

وقال لافروف: «أعتقد بأن اللقاء الثلاثي المتفق عليه مع زملائنا الإيرانيين والأتراك سيعطي زخماً لإطلاق مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة، بأطيافها كافة في شأن هيكل سورية السياسي بعد انتهاء الأزمة».

 

وأوضح لافروف أن الحديث يدور عن صوغ دستور جديد وتنظيم انتخابات على أساسه، مشيراً إلى أن هذه الأفكار جاءت في بيان مشترك أصدره الرئيسان الروسي بوتين والأميركي دونالد ترامب على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في فيتنام، وشدد على ضرورة أن تحل هذه المسائل على أساس التوافق بين الحكومة والفصائل المعارضة كافة، كما يتطلبه قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254.

 

وأضاف وزير الخارجية الروسي أن «من الواضح أنه، مع اقتراب الانتصار على داعش وغيره من الفصائل الإرهابية في سورية، تتاح لدينا فرصة إضافية وبذل مزيد من المساعي لتفعيل المفاوضات السياسية، وفقاً للمعايير المطروحة في قرار مجلس الأمن 2254… وتجرى هذه المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة غير أننا لا نلاحظ في الأشهر الأخيرة نشاطات كثيفة من جانب زملائنا الأمميين».

 

وأكد لافروف أن لقاء سيجمعه مع نظيريه التركي مولود تشاووش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف في مدينة أنطاليا التركية أواخر الأسبوع الجاري، تمهيداً لاجتماع القمة الثلاثية في سوتشي.

 

وكان الكرملين أكد أول من أمس أن رؤساء الدول الثلاث الضامنة في مفاوضات آستانة، سيتبادلون في سوتشي مواقفهم إزاء تطورات التسوية السورية، آخذين في الاعتبار التعاون المثمر بين دولهم على منصة آستانة.

 

وذكر بيان الكرملين أن الاجتماع سيتناول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل تطبيع الأوضاع على المدى الطويل في سورية، على خلفية النجاحات الأخيرة في مكافحة الإرهاب والخفض الملحوظ لحدة العنف.

 

ودعا الرئيس التركي أمس، إلى تطهير منطقة عفرين في سورية من «وحدات حماية الشعب» الكردية، مضيفاً أن الولايات المتحدة خيبت آمال تركيا لأنها «لم تحفظ معظم عهودها» وهو لا يريد تكرار التجربة ذاتها في عفرين.

 

واعتبر أردوغان أن واشنطن أصبحت عائقاً أمام الحرب على «وحدات الحماية» وتنظيم «داعش» بسبب دعمها بعض التنظيمات الإرهابية. وأضاف أن «من أنشأ داعش هو من أنشأ وحدات الحماية» الكردية. وأشار إلى وجود تعاون بين «الوحدات» و «داعش». وأكد أن تركيا تستمر في محاربة كل التنظيمات الإرهابية.

 

وكان مجلس الأمن الدولي فشل مساء الجمعة في تمديد مهمة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، بعدما استخدمت روسيا الفيتو في جلسة لمجلس الأمن ليل الخميس وأسقطت به مشروع قرار أميركياً نص على تجديد ولاية لجنة التحقيق الدولية من دون تعديل في صلاحياتها، قبل أن تطرح بدورها مشروع قرار مضاداً على التصويت لم يحصل على أكثر من ٤ أصوات في نتيجة مخيبة أدت إلى سقوطه أيضاً.

 

واستعد مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار أمس يؤمن تسوية موقتة تمدد عمل لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية بعد المواجهة الروسية – الأميركية التي كادت أن تودي باللجنة، من خلال مقترح قدمته اليابان لتمديد عمل اللجنة شهراً واحداً.

 

وقدمت اليابان مشروع قرار ينص على تمديد عمل لجنة التحقيق شهراً واحداً على أن يتم خلاله البحث في تعديل تركيبة اللجنة وقواعد عملها بناء على توصيات في هذا الشأن يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن.

 

وينص مشروع القرار الياباني على «تجديد ولاية لجنة التحقيق وفق صلاحياتها الحالية مدة ثلاثين يوماً مع إمكانية تمديدها فترة تالية في المجلس وفق الضرورة».

 

ويطلب مشروع القرار من الأمين العام أنطونيو غوتيريش «بالتنسيق مع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقديم مقترح إلى مجلس الأمن خلال ٢٠ يوماً من تبني القرار حول تركيبة اللجنة وطرق عملها بما يعكس آراء أعضاء مجلس الأمن».

 

وقال ديبلوماسيون في المجلس إن المقترح الياباني يشكل مخرجاً موقتاً يعطي المجلس فرصة التوصل إلى تسوية تؤمن استمرارية التحقيق الدولي في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية.

 

الكرملين يعلن أن قمة سوتشي ستناقش تطبيع الأوضاع في سورية

لندن – «الحياة»

 

أعلن الكرملين أن اجتماع القمة الثلاثي بين زعماء روسيا وتركيا وإيران في مدينة سوتشي الروسية سيتناول الأجندة السورية بكامل طيفها، فيما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أن تساعد القمة الثلاثية على تفعيل مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية.

 

وجاءت هذه التصريحات على لسان الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف في معرض تعليقه على أجندة اللقاء المقرر عقده الأربعاء المقبل بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني.

 

ولم يكشف بيسكوف عما إذا كان الرؤساء الثلاثة سيصدرون بياناً رسمياً في اختتام المحادثات.

 

وسبق للكرملين أن أكد أول من أمس أن زعماء الدول الثلاث الضامنة في مفاوضات أستانا، سوف يتبادلون في سوتشي مواقفهم إزاء تطورات التسوية السورية، آخذين في الاعتبار التعاون المثمر بين دولهم على منصة أستانا.

 

وذكر بيان صدر عن الكرملين أن الاجتماع سيتناول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل تطبيع الأوضاع البعيدة المدى في سورية، على خلفية النجاحات الأخيرة في مكافحة الإرهاب والخفض الملحوظ لحدة العنف في البلاد.

 

ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، سيرغي لافروف ومولود تشاووش أوغلو ومحمد جواد ظريف اجتماعاً في مدينة أنطاليا التركية أواخر الأسبوع الجاري، تمهيداً للقمة المرتقبة.

 

من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الروسي أثناء مؤتمر صحافي عقده في موسكو مع نظيره المكسيكي لويس فيديغاراي عن أمل موسكو بأن تساعد القمة الثلاثية في سوتشي على تفعيل مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية.

 

وقال لافروف: «أعتقد أن اللقاء الثلاثي المتفق عليه مع زملائنا الإيرانيين والأتراك سوف يعطي زخماً للمضي قدماً نحو إطلاق مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة، بأطيافها كافة في شأن هيكل سورية السياسي بعد انتهاء الأزمة».

 

وأوضح لافروف أن الحديث يدور عن صوغ دستور جديد وتنظيم انتخابات على أساسه، مشيراً إلى أن هذه الأفكار جاءت في بيان مشترك أصدره الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في فيتنام.

 

وشدد الوزير الروسي على ضرورة أن تحل هذه المسائل على أساس التوافق بين الحكومة والفصائل المعارضة كافة، كما يتطلبه قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254.

 

وأضاف وزير الخارجية الروسي أن «من الواضح أنه، مع اقتراب الانتصار على داعش وغيره من الفصائل الإرهابية في سورية، تتاح لدينا فرصة إضافية وبذل مزيد من المساعي لتفعيل المفاوضات السياسية، وفقاً للمعايير المطروحة في قرار مجلس الأمن 2254… وتجرى هذه المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة غير أننا لا نلاحظ في الأشهر الأخيرة نشاطات كثيفة من جانب زملائنا الأمميين».

 

وأكد لافروف أن لقاء سيجمعه مع نظيريه التركي والإيراني في مدينة أنطاليا التركية أواخر الأسبوع الجاري، تمهيداً لاجتماع القمة الثلاثية في سوتشي.

 

تركيا تنسحب من مناورات «أطلسية» احتجاجاً على «إهانة» أردوغان وأتاتورك

أنقرة، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب

 

أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحب قوات لبلاده تشارك في مناورات ينفذها الحلف الأطلسي في النروج، بعد استخدام اسمه وصورة لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في تدريب «لوحات التصويب الناري».

 

وقال خلال لقائه رؤساء فروع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في الولايات التركية، في إشارة إلى المشرفين على المناورات: «استخدموا لوحة تصويب في النروج، وضعوا عليها اسمي وصورة مصطفى كمال أتاتورك. عرفت بالأمر من رئيس الأركان خلوصي أكار ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جليك، وأبلغاني أنهما سيسحبان قواتنا التي تضمّ 40 جندياً من هناك». وأضاف: «قلت لهما افعلا ذلك فوراً، ولو أُزيل الاسم والصورة. لا يمكن أن يكون هناك تحالف كهذا».

 

واعتذر الأمين العام لـ «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ عن «الإهانة»، مستدركاً أن «الحادث كان نتيجة عمل فردي ولا يعكس آراء الحلف». وأضاف: «الفرد المعنيّ سُحب فوراً من التدريب ويتم الآن تحقيق في الأمر. إنه مدني تابع للنروج، وليس موظفاً في الحلف. يعود إلى السلطات النروجية البتّ في هل هناك حاجة إلى إجراء تأديبي» في حقه. وشدد على أن «تركيا حليف له اعتبار لدى الحلف ويقدّم مساهمات ضخمة لأمنه».

 

ويشير الموقع الإلكتروني لـ «الأطلسي» إلى تمرينين عسكريين ينفذان في النروج. وتركيا التي انضمت إلى الحلف عام 1952، هي من أعضائه الأساسيين، لكن حلفاءها الغربيين قلقون إزاء صفقة أبرمتها أنقرة لشراء منظومة دفاع جوي روسية من طراز «أس-400»، إذ يعتبرون أنها لا تتناسب مع الأنظمة الدفاعية للحلف.

 

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله إنه يرغب في وضع حجر الأساس لتشييد محطة «أكويو» النووية في جنوب تركيا، بحلول نهاية الشهر. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الاثنين الماضي إن موسكو وأنقرة تخططان لتدشين أول مفاعل نووي في «أكويو» عام 2023، مضيفاً أن المنظمة الروسية للطاقة الذرية (روساتوم) ستبدأ العمل في الموقع قريباً.

 

على صعيد آخر، تترقب أنقرة مصير رجل الأعمال التركي- الإيراني رضا ضرّاب الذي تبدأ محاكمته بعد غد في نيويورك، لاتهامه بانتهاك العقوبات الأميركية على طهران.

 

وأثارت الجلسة الأخيرة التي عُقدت الخميس أمام القاضي الفيديرالي في نيويورك ريتشارد بيرمان، تحضيراً للمحاكمة، تكهنات كثيرة في وسائل الإعلام الأميركية في شأن موقف ضرّاب، إذ تشتبه في أنه وافق على الإقرار بذنبه والتعاون مع القضاء الأميركي.

 

وأكد ناطق باسم المدعي العام جيمس مارغولين أن ضرّاب لم يحضر الجلسة، مضيفاً أنه ما زال «في أيدي القضاء الأميركي»، من دون أن يحدد مكان وجوده.

 

وخلال الجلسة الخميس، سأل محامي محمد حقان أتيلا، نائب الرئيس التنفيذي لمصرف «خلق بنك» التركي، المتهم في الملف ذاته، القاضي هل سيحضر ضرّاب المحاكمة. وقال مارغولين إن بيرمان رد في شكل مبهم، ناصحاً المحامي بـ «مراقبة الوثائق الجديدة التي أضيفت إلى الملف».

 

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن الخميس أن السلطات الأميركية أبلغت أنقرة أن ضرّاب نُقل إلى مكان احتجاز آخر، مؤكدة أنه في وضع صحي جيد. أتى ذلك بعدما أفاد الموقع الإلكتروني للمكتب الفيديرالي الأميركي للسجون بإطلاق رجل الأعمال الأسبوع الماضي، فيما ذكر محاموه أنهم لم يعرفوا عنه شيئاً طيلة 5 أيام.

 

وكان ضرّاب (34 سنة)، وهو تاجر ذهب، أوقف في ميامي عام 2016، لاتهامه بانتهاك العقوبات الأميركية على إيران، ويواجه حكماً بسجنه 30 عاماً.

 

من جهة أخرى، أعلن مصدر في الشرطة التركية توقيف 22 من 42 موظفاً في جامعة مرمرة في إسطنبول، تلاحقهم السلطات للاشتباه في صلتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي.

 

عشرات القتلى والجرحى بقصف عنيف للنظام على الغوطة واتفاق لوقف القتال بين «تحرير الشام» وحركة «الزنكي»

عبد الرزاق النبهان:

حلب – «القدس العربي»: قتل ما لا يقل عن 15 مدنياً بينهم أطفال ونساء جراء قصف الطيران الحربي التابع للنظام السوري بلدات عدة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في حين أعلنت حركة نور الدين الزنكي وهيئة تحرير الشام توصلهما إلى اتفاق يقضي بإيقاف الاقتتال الدائر بينهما منذ أيام في غرب حلب شمالي سوريا.

ففي الغوطة الشرقية أكدت مصادر محلية لـ«القدس العربي»، استهدف الطيران الحربي التابع للنظام السوري الغوطة الشرقية بأكثر من 58 غارة جوية توزعت على بلدات حرستا، وعربين، ومديرا، دوما، حمورية، زملكا، مسرابا، حزة، جوبر ، الشيفونية، الأشعري، ما أسفر عن مقتل خمسة عشر مدنيا وعشرات الجرحى ك»حصيلة» أولية. وأشارت إلى أن القصف الذي استهدف مدن وبلدات الغوطة الشرقية استخدم فيه صواريخ تحمل قنابل عنقوية، ماتسبب بوقوع قتلى وجرحى أغلبهم أطفال ونساء ودمار كبير في منازل المدنيين، في حين لا تزال فرق الإسعاف والدفاع المدني تعمل على رفع الركام والبحث عن ضحايا أو ناجين. وأضافت، أن مديرية الأوقاف وشؤون المساجد التابعة للمعارضة السورية أصدرت تعميماً بإلغاء صلاة الجمعة في مدن وبلدات الغوطة الشرقية منعاً للتجمعات وحفاظاً على أرواح المصلين نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له الغوطة الشرقية.

وتتعرض مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق منذ ثلاثة أيام لحملة جوية مكثفة من الطيران الحربي وصواريخ وقذائف المدفعية، الذي يعدّ الأعنف منذ إعلان اتفاق تخفيض التصعيد في السادس من مايو/أيار الماضي، والذي شمل الغوطة الشرقية «بضمانة روسية».

 

الائتلاف السوري

 

وأكد الائتلاف السوري المعارض أن الهجمات التي شنتها قوات النظام وحلفاؤه والمستمرة حتى الآن على مناطق عدة في ريف دمشق، بالإضافة إلى المجزرة الوحشية التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الروسي الاثنين الماضي في مدينة الأتارب بريف إدلب؛ تأتي في سياق الاستهداف المتعمد والمستمر للمدنيين والرامي إلى تقويض الحل السياسي عبر خرق الاتفاقات والاستمرار في تدوير عجلة القتل والإجرام.

وقال في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إن التقارير تشير إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى جراء قصف النظام بالصواريخ والقنابل العنقودية على مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، حيث أن القصف تسبب بسقوط ما لا يقل عن 11 مدنياً بين شهداء وجرحى، بينهم أطفال في بلدة بيت سوى شرق دمشق، كما أسفر عن استشهاد امرأة ورجل في دوما وسقبا، وذلك بعد سقوط عشرات المدنيين بين شهداء ومصابين خلال الأيام السابقة في دوما وحمورية وسقبا وكفربطنا ومديرا، وهي جميعها مناطق مشمولة باتفاق خفض التصعيد.

وأوضح أنه حسب إحصاءات أولية فقد سقط خلال الأيام الثلاثة الماضية 37 شهيداً، وأكثر من 200 جريح في مختلف مناطق الغوطة الشرقية التي تعرضت لأكثر من 1000 قذيفة هاون، وأكثر من 35 صاروخا عنقوديا، وما يزيد 130 غارة جوية. كما أكد على قيام قوات النظام باستخدام غاز الكلور السام والمحرم، الخميس الماضي، بقصف مناطق في حرستا بالغوطة الشرقية، كما ألقت مروحياته براميل متفجرة محملة بالكلور على بيت جن في ريف دمشق الغربي، في خرق لقرار مجلس الأمن رقم 2209 والقرار 2235، حيث تسبب القصف على بيت جن بوقوع حالات اختناق بعد انتشار راحة الكلور ودخان أصفر اللون.

وأضاف، أن النظام وحلفاءها استمروا في محاولاتهم للتشويش على عمل لجنة التحقيق منذ تشكيلها حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وعرقلة مهامها بالوسائل الدبلوماسية في مجلس الأمن، أو الإجرامية من خلال ارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم المتفرقة على الأرض، فيما ينتهي اليوم التفويض الممنوح للجنة التي خلصت في تقريرها الأخير إلى مسؤولية النظام عن استخدام غاز السارين في الهجوم على خان شيخون.

وشدد على أن إفشال المسار السياسي هو هدف رئيس وخيار وحيد للنظام وحلفائه، ما يجعل المجتمع الدولي والدول الصديقة للشعب السوري، مطالبين، في حال كانوا مهتمين بحل سياسي حقيقي، بإدانة هذه الهجمات وتحمل مسؤولياتهم في الضغط الجدي على النظام وحلفائه من أجل الالتزام بشروط الحل السياسي وفق القرارات الدولية ومرجعية جنيف1.

 

الفيتو الروسي

 

وأدان الائتلاف السوري المعارض بشدة استخدام روسيا حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار تجديد آلية التحقيق المشتركة ما بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إنه للمرة العاشرة يلتزم حلفاء الإجرام والقتل والاستبداد بدعم النظام، وفي المقابل فإن حلفاء القانون وحقوق الإنسان والديمقراطية عاجزون عن تفعيل إمكانياتهم، ولا يزال سلوكهم يشير إلى عدم الفاعلية إزاء العرقلة الروسية واستخدامها كحجة للعودة إلى موقع المراقب للإجرام والمتأسف عليه، من دون القيام بأي جهد حقيقي لوقفه.

وطالب الائتلاف السوري، الأمم المتحدة، بتفعيل البند 21 من قرار مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013، والذي يقرر فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال تكرار استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وذلك بالنظر إلى أن التقرير الأخير الصادر عن لجنة التحقيق المشتركة الذي جرى تسليمه للمجلس في 26 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، والذي أكد أن نظام الأسد هو المسؤول عن مجزرة خان شيخون التي أودت بحياة أكثر من 87 شخصاً مطلع نيسان الماضي.

وأكد الائتلاف في ختام بيانه على اعتراضه على شرعية حق النقض الفيتو الروسي، الذي لم يستخدم منذ تأسيس الأمم المتحدة لحماية الشعوب ولا لنصرة الحق، بل لحماية مختلف أنواع الاحتلال والاستبداد والإجرام، حيث فشلت المنظومة الدولية في حماية الأمن والسلم الدوليين طوال 7 سنوات في سوريا.

 

وقف النار

 

من جهة أخرى أعلنت حركة نور الدين الزنكي و»هيئة تحرير الشام» توصلهما إلى اتفاق يقضي بإيقاف الاقتتال الدائر بينهما منذ أيام في ريف حلب الغربي شمالي سوريا. وتضمن الاتفاق وفق وثيقة اطلعت عليها «القدس العربي»، وقفاً فورياً لإطلاق النار، ووقف كافة أشكال التحريض الإعلامي، والإفراج عن محتجزين من الطرفين، وتشكيل لجنة مشتركة لحل الأمور العالقة بينهما.

وكانت معارك قد دارت بين الطرفين خلال الأيام الماضية أدت إلى مقتل مدنيين ومسلحين من الطرفين إضافة إلى سيطرة كل من الطرفين على مواقع كان يسيطر عليها الآخر في ريف حلب الغربي. وسبق لحركة نور الدين الزنكي أن انضمت إلى هيئة تحرير الشام، إلا أن الخلافات الداخلية الحادة بينهما وعدم التوصل إلى صيغة مشتركة لمواصلة الاندماج الذي استمر أشهراً عدة ، تسبب في انشقاق «الزنكي» في تموز/ يوليو الماضي.

 

معارضون لـ«القدس العربي»: «سوتشي» نسخة سياسية لـ«أستانة» العسكرية… مؤتمر لتقاسم النفوذ الدولي وتوزيع الأرباح في سوريا

هبة محمد:

دمشق – «القدس العربي»: يرى مراقبون للشأن السوري ان اجتماع «سوتشي» ما هو الا متابعة لالتفاف روسيا على مخرجات مؤتمر جنيف، بعد ان كانت قد حاولت سابقاً حرف مساره عبر استانة بما يخدم مصلحتها، بيد انها لم تكتف بذلك فاخترعت «سوتشي»، باسمه الجديد، سعياً منها لتآلف المختلفين الفاعلين في الملف السوري، روسيا وايران وتركيا.

ومن الطبيعي ان تكون مصلحة روسيا هي الاعلى كونها الاقوى دولياً وقادرة على حرف المسار، اما ايران فلها مصالحها بالتوازي مع المصالح الروسية، بينما تركيا تحاول ايجاد الحد الادنى من مصالحها بالرغم من تنافر الاهداف المختلفة، حيث تعتزم انقرة استغلال الاهواء الدولية الحالية، والاستفادة من الحالة السياسية الراهنة في تأمين مصالحها بتحرير عفرين والضرب على أيدي الاكراد في منطقة الجنوب التركي.

المحلل السياسي، عضو «مجموعة العمل من اجل سوريا»، درويش خليفة رأى في حديث مع «القدس العربي» ان موسكو الحليف القوي لبشار الأسد، تحاول عبر مؤتمر سوتشي خلق حلف إقليمي يدعم رؤيتها للحل في سوريا عبر دعوة ايران وتركيا اللتين لهما وجود عسكري في سوريا للتفاهم على القضايا العالقة والتي يختلفون في بعضها ويتفقون في بعضها الاخر.

فيما تسعى انقرة الى الضغط من ناحيتها على الروس في سبيل اخراج مقاتلي «بي واي دي» من عفرين وإخلائها من التطرّف الكردي، وبذلك تضمن حماية حدودها الجنوبية، بيد انها تصطدم دائما بمراوغة الروس في هذا الملف بهدف تحصيل بعض المكاسب من الأتراك، وتنازلت من الأمريكيين حليف الميليشيات الكردية.

وأشار المتحدث الى ان مؤتمر «سوتشي مثله مثل اي مؤتمر يخص السوريين لا تنعكس نتائجه الا بخطوات ملموسة كوقف شامل لإطلاق النار، وبحث الانتقال السياسي، والتي يراها الروس خطوة في اتجاه مؤتمر وطني تدعى له قوى المعارضة السورية للتباحث فيما بينها لإخراج البلد من الحالة الراهنة»، مشيراً الى ان الروس يريدون ان يجعلوا من «سوتشي» نسخة سياسية عن نسخة «استانة» العسكرية وبذلك يضعون جميع الأطراف تحت جناحيهم، اما بالنسبة لتحرك الدول الحاضرة للمؤتمر وضرب الـ «بي واي دي» في عفرين فأراه مستبعداً حالياً لأن الفصيل الكردي قراره بيد الأمريكان وبالتالي الاتفاق بالقضاء عليه سيكون بالتشاور مع «المارد الأشقر» دونالد ترامب.

المتابع للشأن السوري والمحلل السياسي «جلال سلمي» قال في اتصال مع «القدس العربي» انه بعد تمكن روسيا من تحويل الدول الإقليمية الفاعلة، لا سيما تركيا، إلى «شريك» أو كيل وبالتالي إحداث تمزق واضح المعالم في صفوف فصائل المعارضة، باتت توجه أنظارها صوب الخطوة الأخيرة من حل الأزمة، وهي خطوة تجميع الفصائل بشتى مشاربها حول مشروع وطني يَصْب في صالح رؤيتها الساعية إلى الإبقاء على هيمنتها على سوريا بعيداً عن اي نفوذ بارز، مباشر أو غير مباشر، للولايات المتحدة.

تحييد الأكراد برأي المتحدث جاء في إطار تمتع دولة بلقب الدولة الضامنة التي يمكنها أن تقلب الطاولة في حال تجاهل مطلبها، وهذا ما أدى إلى انصياع روسيا للرغبة التركية. لكن ذلك لا يعني تجاهل روسيا للأكراد بشكل كامل، بل يمكن لروسيا أن تسير معهم في سياق منفصل، للحيلولة دون ميلهم الكامل للولايات المتحدة. وقد تحاول تنويع الوفد الكردي عبر ضم المجلس الوطني له، حتى تقتنع تركيا بانه بات هناك طرف يمكن التعاون معه لموازنة الامور في المناطق الكردية السورية، مضيفاً ان الامور مازالت غير مبرمة ما بين الفرقاء الرئيسيين الأمريكان والروس، لذلك من الصعب في هذه المرحلة أن نقول ان تركيا حققت انتصارا واضحا، رغم أن المعطيات الأولية تُظهر نجاح تركيا بإبعاد الملف الكردي عن مؤتمر سوتشي.

 

تقاسم النفوذ

 

الخبير القانوني والمعارض السوري بسام طبلية قال ان الامور مبهمة ومازالت غير واضحة بعد، حول إمكانية نجاح مؤتمر سوتشي من عدمه، فكما روسيا تستخدم الفيتو الروسي من أجل عدم ملاحقة الأسد لانتهاكه قرارات مجلس الامن المتعلقة بتسليم الأسد لمخزوناته من الكيماوي وعدم استخدام الكيماوي، كذلك فإن أمريكا تعرقل سوتشي – وتصر بشكل ضمني – على الوصول لاتفاقات تتعلق بتوزيع النفوذ والملف الكردي.

وأضاف: روسيا تحاول اظهار سوتشي من أجل افشال جنيف، الذي يسعى لتطبيق قرارات مجلس الأمن ومنها القرارات 2254 وكذلك المتعلقة بالانتقال السياسي، أما المعارضة وهي الرافضة لسوتشي – ما لم تمارس ضغوط عليها من الدول الداعمة – وتصر على المضي قدماً في جنيف وخاصة تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة لا يكون للاسد أي دور في سوريا المستقبل.

وهذا أمر طبيعي برأي الخبير القانوني «طبلية» الذي قال انه لا يمكن لمتهم بجرائم حرب أو جرائم ضد الانسانية أن يكون لهم دور في تقلد أمور الحكم، والا سوف نسمح للارهابيين الدوليين بأن يقودوا العالم. ومن الممكن لأنقرة أن تبدأ معركتها في عفرين بصمت وموافقة روسية ضمنية وخاصة بعد أن استطاعت تركيا الحصول على التأييد الشعبي للدخول لشمال سوريا، وبالتالي تركيا حريصة أن لا تتورط في المستنقع السوري، والذي تحاول أمريكا وأوروبا توريطها فيه، وما دخولها ادلب دون معركة مع الفصائل العسكرية إلا دليل حكمة أفشلت به المخططات الأمريكية بمواجهة تركيا.

 

نتائج وتوقعات

 

يتوقع السوريون ان تكون لاجتماعات سوتشي جوانب ميدانية اكثر منها سياسية، فالأطراف الثلاثة هي دول فاعلة على الارض بنسب متفاوتة، كما انه من الممكن ان يسمى الاجتماع بمؤتمر «تقاسم النفوذ» في سوريا، اما من الجانب التركي فإن انقرة ستضع على طاولتها مسألة عفرين، ومن الممكن ان تحصل على تنازلات بهذا الخصوص، كما انها لن تتجاهل مسألة ضبط حدود نفوذها في مناطق سيطرة درع الفرات في حلب إضافة الى ادلب، التي تحرص تركيا على خفض التصعيد فيها وأخذ تعهدات من الجانبين الروسي والإيراني في هذا الملف.

كما ان هناك رغبة للدول الثلاث بأن تكون جبهة واحدة ضد العامل الأمريكي، فيما تحاول روسيا ان تقود عملية سياسية معتبرة بمشاركة كل من تركيا التي تمتلك تأثيراً على المعارضة السياسية، وايران التي تمتلك قوات على الارض السورية.

ورأى المحلل العسكري والسياسي واصف عيد ان التأثير الامريكي والغربي في سوريا سينحصر في مناطق سيطرة البي ي دي، يعني نقل المفاوضات إلى يد هذه الدول الثلاث التي تقود عملية سياسية عبر سوتشي واستانة، الامر الذي سيضرب النفوذ الامريكي المنحصر في مناطق سيطرة الميليشيات الكردية المتعبة والمفككة أصلاً.

فيما قال المحلل السياسي «سلمي» انه من المتوقع الخروج بوثيقة مشابهة لإعلان موسكو الذي حول تركيا وإيران الى دولتين ضامنتين، وثيقة تمهد الطريق لخطوات عملية في عملية التسوية، وفرز أوسع للفصائل الموافقة على رؤية روسيا والفصائل غير الموافقة.

 

معارضون: «سوتشي» مؤتمر لتقاسم النفوذ الدولي وتوزيع الأرباح في سوريا

قصف عنيف للنظام على الغوطة يقتل العشرات ومصرع 26 نازحا بتفجير سيارة

حلب ـ دمشق ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان وهبة محمد: أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 26 شخصاً على الأقل قتلوا، الجمعة، في محافظة دير الزور شرقي سوريا في انفجار سيارة مفخخة. وبين القتلى 12 طفلاً من ضحايا الهجوم الذي استهدف تجمعاً للنازحين.

وفي الغوطة الشرقية قتل ما لا يقل عن 15 مدنياً بينهم أطفال ونساء، جراء قصف الطيران الحربي التابع للنظام السوري على بلدات عدة في ريف دمشق، في حين أعلنت حركة نور الدين الزنكي وهيئة تحرير الشام توصلهما إلى اتفاق يقضي بإيقاف الاقتتال الدائر بينهما منذ أيام في غربي حلب شمالي سوريا.

سياسياً رأى مراقبون للشأن السوري أن اجتماع «سوتشي» الذي دعت اليه روسيا ما هو إلا متابعة لالتفاف موسكو على مخرجات مؤتمر جنيف، بعد أن كانت قد حاولت سابقاً حرف مساره عبر «أستانة» بما يخدم مصلحتها، بيد أنها لم تكتف بذلك فاخترعت «سوتشي»، باسمه الجديد، سعياً منها لتآلف المختلفين الفاعلين في الملف السوري، روسيا وإيران وتركيا.

من جهتها أكدت مصادر محلية لـ»القدس العربي» أن الطيران الحربي التابع للنظام السوري استهدف الغوطة الشرقية بأكثر من 58 غارة جوية توزعت على بلدات حرستا، عربين، مديرا، دوما، حمورية، زملكا، مسرابا، حزة، جوبر، الشيفونية، الأشعري، ما أسفر عن مقتل خمسة عشر مدنيا وعشرات الجرحى كـ»حصيلة» أولية.

وشجب الائتلاف السوري المعارض الهجمات التي شنتها قوات النظام وحلفاؤه والمستمرة على مناطق عدة في ريف دمشق. وأدان الائتلاف المعارض بشدة استخدام روسيا حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار تجديد آلية التحقيق المشتركة ما بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وحول الحلول السياسية في سوريا وخاصة مؤتمر سوتشي، يرى المحلل السياسي عضو «مجموعة العمل من اجل سوريا»، درويش خليفة، في حديث مع «القدس العربي» أن روسيا تحاول عبر المؤتمر خلق حلف إقليمي يدعم رؤيتها للحل في سوريا عبر دعوة إيران وتركيا اللتين لهما وجود عسكري في سوريا للتفاهم على القضايا العالقة، فيما تسعى أنقرة إلى الضغط من ناحيتها على الروس في سبيل إخراج مقاتلي «وحدات الحماية» من عفرين وإخلائها من «التطرّف الكردي»، مشيراً إلى أن الروس يريدون أن يجعلوا من «سوتشي» نسخة سياسية عن نسخة «أستانة» العسكرية وبذلك يضعون جميع الأطراف تحت جناحيهم.

المتابع للشأن السوري والمحلل السياسي جلال سلمي قال في اتصال مع «القدس العربي» إنه بعد تمكن روسيا من تحويل الدول الإقليمية الفاعلة، لا سيما تركيا، إلى «شريك» أو وكيل، باتت توجه أنظارها إلى الإبقاء على هيمنتها على سوريا بعيداً عن أي نفوذ بارز، مباشر أو غير مباشر، للولايات المتحدة.

ورأى المحلل العسكري والسياسي واصف عيد أن التأثير الأمريكي والغربي في سوريا سينحصر في مناطق سيطرة البي ي دي، وهو ما يعني نقل المفاوضات إلى يد هذه الدول الثلاث التي تقود عملية سياسية عبر سوتشي وأستانة، الأمر الذي سيضرب النفوذ الأمريكي المنحصر في مناطق سيطرة الميليشيات الكردية المتعبة والمفككة أصلاً.

 

برامج مختلفة لقمة سوتشي السورية… وجبهات القتال تشتعل/ عدنان علي

تتكثّف التحركات الدولية لرسم ملامح التسوية في سورية لمرحلة ما بعد تنظيم “داعش”، في ظل محاولات الثلاثي الراعي لاجتماعات أستانة، روسيا وإيران وتركيا، الاتفاقَ على خطوط عريضة بشأن مقوّمات هذه التسوية، مع شبه غيابٍ أميركي عن المسرح السياسي، فضلاً عن غياب الأطراف العربية التي كانت فاعلة في المشهد السوري. يأتي ذلك، بينما تشهد مختلف جبهات القتال تسخيناً متصاعداً في محاولة من الأطراف المتصارعة لتوسيع سيطرتها وتعزيز مواقفها قبل الحسم السياسي.

وفي سياق التحركات السياسية، ستشهد مدينة سوتشي الروسية يوم الأربعاء المقبل، قمة ثلاثية تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني. وسعى كلُّ طرف إلى تركيز الأضواء على النقاط التي تهمه في هذه القمة، إذ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الوضع في إدلب سيكون على رأس أولويات القمة، مشدداً على ضرورة التخلص مما سمّاه وجود المنظمات الإرهابية في مدينة عفرين السورية المحاذية للحدود التركية. وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمام رؤساء الأقاليم في أنقرة، إن الولايات المتحدة لم تفِ بوعودها في سورية، وإن بلاده “لن تسقط في الفخ ذاته بعفرين”، في إشارة منه إلى إخلال واشنطن بوعودها بسحب المقاتلين الأكراد من مدينة منبج في ريف حلب. واعتبر أردوغان أن واشنطن أصبحت عائقاً أمام الحرب على الإرهاب بسبب دعمها بعض التنظيمات الإرهابية. وأضاف أن من قام بإنشاء “داعش” هو من قام بإنشاء وحدات الحماية الكردية، مؤكداً وجود تعاون بين الوحدات و”داعش”.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن أنه سيجتمع مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، يوم غد الأحد في مدينة أنطاليا التركية، لبحث تطورات الأزمة السورية. وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي عقده، مساء الخميس، مع نظيره اللبناني جبران باسيل، في أنقرة، أن القمة الثلاثية في سوتشي ستبحث الأعمال التي تم إنجازها في إطار مباحثات أستانة، والخطوات التي يتوجب اتخاذها في المرحلة المقبلة.

من جهته، أعلن النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، أن القمة ستتناول، بالخصوص، تصرفات الولايات المتحدة في سورية، من أجل طرح موقفٍ موحدٍ إزاء هذه المسألة. غير أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، قال إن قمة سوتشي ستتناول الأجندة السورية بكامل طيفها، خصوصاً عملية الانتقال السياسي. وذكر بيان صدر عن الكرملين أن الاجتماع سيبحث الخطوات الواجب اتخاذها من أجل تطبيع الأوضاع بعيدة المدى في سورية، “على خلفية النجاحات الأخيرة في مكافحة الإرهاب والخفض الملحوظ لحدة العنف في البلاد”.

ويلاحظ مراقبون أن الدول الثلاث، روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول الضامنة في مفاوضات أستانة والتي كانت توصلت في وقت سابق من العام الحالي إلى الاتفاق المبدئي بشأن إقامة مناطق “خفض التصعيد” في سورية، باتت في وضع “تحالف الضرورة” في ظل السلبية التي تهيمن على الموقف الأميركي. وفيما أشار أردوغان في تصريحاته أمس إلى تحقيق “تقدّم حقيقي في الموقف المشترك مع إيران وروسيا فيما يخص الوضع في سورية”، يبدو هذا التقدّم معرضاً للخطر في ظل الأهداف المتباينة لأطراف هذا “التحالف”، خصوصاً الطرف الإيراني، الذي يبدو متصادماً أو مرشحاً للتصادم مع مواقف الأطراف الأخرى بما فيها تركيا وروسيا، بينما تتعزز التفاهمات بين بوتين وأردوغان، اللذين التقيا قبل أيام في سوتشي.

في الأوضاع الميدانية، صعّد النظام السوري من قصفه الجوي والمدفعي لمناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق على خلفية الهجوم الذي تشنّه فصائل المعارضة باتجاه “إدارة المركبات العسكرية” في مدينة حرستا، حيث ما زالت تدور اشتباكات بين الطرفين داخل “إدارة المركبات”. وقالت مصادر محلية إن قوات النظام استهدفت الأحياء السكنية في مدن دوما وحرستا ومديرا في الغوطة الشرقية، بالمدفعية وصواريخ تحمل قنابل عنقودية، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى، فيما استهدفت غارات جوية حي جوبر الدمشقي. وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن حصيلة قتلى اليوم الثالث من الغارات على الغوطة ارتفعت إلى 19 شخصاً، بينما أصيب العشرات بجروح مختلفة. ودفع هذا القصف مديرية الأوقاف وشؤون المساجد في الغوطة إلى إلغاء صلاة الجمعة منعاً للتجمعات وحفاظاً على أرواح المصلين.

وفي شرق البلاد، سيطرت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية على قرية الحمدان ومطار الحمدان العسكري في محيط مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي بعد اشتباكات مع تنظيم “داعش”، بينما واصلت الطائرات الروسية وأخرى تابعة للنظام السوري قصفها الأحياء السكنية في مدينة البوكمال بالريف الشرقي لدير الزور، حيث تسعى قوات النظام لبسط سيطرتها على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، بالتعاون مع المليشيات التي تدعمها إيران على طرفي الحدود السورية العراقية.

وظهر قائد “فيلق القدس”، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، برفقة مليشيا “النجباء” العراقية، خلال المعارك الدائرة للسيطرة على مدينة البوكمال. ونشر موقع لتلك المليشيا الصور، مشيراً إلى أن سليماني تفقد مقاتلي الحركة قرب المدينة.

من جهتها، سيطرت “قوات سورية الديمقراطية” على قريتي ذيبان والحوايج في ريف دير الزور الشرقي، فيما شنّت مقاتلات التحالف الدولي غارات جوية على منطقة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي.

وفي وسط البلاد، قالت فصائل المعارضة إنها تمكّنت من استعادة السيطرة على قرية سرحا الشمالية في ريف حماة الشرقي، وتكبيد قوات النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وفي المقابل، سيطرت قوات النظام والمليشيات المساندة لها على قرى عرفة وربدة بمنطقة الحمرا والكيكية والحزم وقصر علي وقصر شاوي في ريف حماة الشرقي بعد اشتباكات مع فصائل المعارضة. وأدت الاشتباكات إلى حركة نزوح كبيرة من قبل المدنيين باتجاه الشمال، حيث ارتفع عدد النازحين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من قرى ريف حماة الشرقي إلى أكثر من عشرة آلاف نسمة.

العربي الجديد

 

روسيا تقتل “آلية التحقيق المشتركة” بالفيتو الـ11

انتهى التفويض الدولي لـ”آلية التحقيق المشتركة” في استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، ليل الجمعة، بعدما استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو”، للمرة الثالثة خلال أقل من شهر، والثانية خلال أقل من 24 ساعة، والـ11 دفاعاً عن نظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية.

 

واستخدمت روسيا “الفيتو”، الجمعة، ضد مشروع قرار صاغته اليابان في مجلس الأمن لتمديد تفويض التحقيق لمدة شهر واحد. وأيّد مشروع القرار الذي أعدته اليابان 12 صوتاً بينما امتنعت الصين عن التصويت وانضمت بوليفيا إلى روسيا في الاعتراض عليه.

 

وبعد انتهاء الاجتماع انتقل المجلس إلى مناقشات مغلقة بناء على طلب السفير السويدي لدى الأمم المتحدة أولوف سكوج “لضمان أننا مقتنعون تماما بأننا استنفدنا كل السبل وكل الجهود” لمحاولة تجديد تفويض اللجنة.

 

وجاء الاقتراح الياباني بعدما استخدامت موسكو، الخميس، “الفيتو” لمنع الموافقة على مشروع قرار أميركي يهدف إلى تمديد “آلية التحقيق المشتركة” لمدة عام من دون المساس بالتفويض الممنوح لها.

 

وعرقلت روسيا مشروعي قرارين أعدتهما الولايات المتحدة، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، وفي 24 تشرين الأول/أكتوبر، لتجديد التفويض الدولي لـ”آلية التحقيق المشتركة” بين خبراء الأمم المتحدة ومنظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، والتي شكلها مجلس الأمن في العام 2015.

 

وخلصت “آلية التحقيق المشتركة” إلى أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين المحظور في هجوم 4 نيسان/إبريل، واستخدمت أيضاً لعدد من المرات الكلور كسلاح. واتهم التحقيق أيضاً تنظيم “الدولة الإسلامية” باستخدام غاز الخردل.

 

وبعد مناقشة مقتضبة قال السفير الإيطالي لدى الأمم المتحدة سيباستيانو كاردي، وهو رئيس مجلس الأمن خلال تشرين الثاني/نوفمبر، للصحفيين: “سيواصل المجلس العمل في الساعات والأيام المقبلة بشكل بناء لإيجاد موقف مشترك”.

 

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي: “روسيا تهدر وقتنا”، معتبرة ان موسكو من خلال مواقفها المتلاحقة “لا ترغب في ايجاد ارضية للتوافق” مع شركائها في مجلس الأمن. وأضافت: “تصرفات روسيا اليوم وفي الأسابيع الأخيرة كانت تهدف إلى التأجيل والتشتيت وفي نهاية المطاف إلى هزيمة الجهود الرامية إلى ضمان المساءلة عن الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا”. وهددت هايلي بشنّ غارات جديدة على سوريا في حال استخدام أسلحة كيماوية.

 

من جهته، ندد السفير الفرنسي فرنسوا دولارا بأن “التصويت الكارثي اليوم لا يمكن ولن يكون الكلمة الاخيرة. فرنسا لن ترضخ لهذا الفشل ولا للألاعيب السياسية التي ليست بمستوى التحديات”.

 

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا إن التحقيق لا يمكن تمديده إلا إذا تم إصلاح “مواضع الخلل الأساسية في عمله”. وزعم أن المحققين قاموا خلال العامين الماضيين “بتوجيه اتهامات لا أساس لها لسوريا”.

 

وتعهدت واشنطن بمواصلة الضغط على مجلس الأمن لتجديد تفويض “آلية التحقيق المشتركة”، وقال بيان صادر عن مكتب وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، السبت، إن روسيا نقضت تجديد تفويض آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية من أجل حماية نظام الأسد والإرهابيين الذين يستخدمون الأسلحة الكيماوية في سوريا.

 

وأضاف البيان أنه بنقض تجديد آلية التحقيق المشتركة، فإن روسيا تبعث برسالة واضحة، مفادها أنها لا تقدر حياة ضحايا هجمات الأسلحة الكيماوية، ولا تحترم أبسط معايير السلوك الدولي المتعلق باستخدام هذه الأسلحة. وشدد البيان على أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن الضغط على مجلس الأمن من أجل تجديد تفويض آلية التحقيق المشتركة لكي تستطيع الاستمرار في أداء عملها المهم للتعرف على منفذي هجمات الأسلحة الكيماوية، والسعي لتحقيق العدالة للضحايا، وإيصال رسالة واضحة تتمثل في أنه لن يتم التهاون مع استخدام تلك الأسلحة من قبل أي أحد في أي مكان.

 

اتفاق كريدي-درويش يحصر الحقوق الكردية في.. الثقافية

سعيد قاسم

يبدو أن طموحات حزب “الاتحاد الديموقراطي” بتحقيق وحدة جغرافية كردية تصلح أن تكون أرضية لقيام كيان كردي يربط كوباني بعفرين، قد تبددت، بعد التفاهمات الروسية-التركية والتي نتج عنها التدخل العسكري التركي في إدلب، وقبلها في جرابلس. وبات الحديث عن خروج أكراد سوريا من “المولد السوري بلا حمُّص”، هاجساً يؤرق الشارع السياسي الكردي، بعد تسريب صور تجمع قيادة الحزب “الديموقراطي التقدمي”، مع رئيسة “الجبهة الديموقراطية” ميس كريدي، قبل أن تتطور الاجتماعات بين الطرفين إلى اتفاق سياسي، تم توقيعه قبل أيام.

 

والحزب “الديموقراطي التقدمي” هو أحد الأحزاب الكردية الرئيسية التي لعبت دوراً في تأسيس “المجلس الوطني” ومن ثم الانضمام إلى “الائتلاف” السوري المعارض. ويتزعم “التقدمي” منذ أكثر من نصف قرن، عبدالحميد درويش، وهو أحد مؤسسي الحركة الكردية والصديق المقرب لعائلة زعيم حزب “الاتحاد الوطني” الكردستاني جلال الطالباني.

 

اتفاق درويش-كريدي، الذي احتفت به جريدة “الوطن” الموالية للنظام، جاء بعد محادثات سرية جرت في أحد فنادق دمشق، ما جعل النشطاء يتحدثون عن تكرار سيناريو كردستان العراق، واتفاق طرف كردي ضد آخر.

 

وقالت كريدي: “جرى الاتفاق بيننا على عقلنة المطالب، والحفاظ على وحدة سوريا، وأن تكون نقاشاتنا على التوافقات لا على نقاط الخلاف للتوصل إلى الممكن تحقيقه”. ويتضمن نص الاتفاق: “الحل السلمي في سوريا، التداول السلمي للسلطة، الإفراج عن المعتقلين السياسيين، حل عادل للقضية الكردية في سوريا، العمل على عقد مؤتمر وطني سوري شامل يضم الممثلين الحقيقيين للشعب السوري”، بحسب الصحيفة الموالية.

 

وليس مفهوماً أبداً، ما هي الطبيعة السياسية لـ”الجبهة الديموقراطية”، ولا أهدافها ولا برامجها، في ظل إشاعات كثيرة طاولت رئيستها، كريدي، التي كانت نائبة لرئيس “هيئة التنسيق الوطنية” قبل أن تعيش فترة مضطربة في تركيا، عادت من بعدها إلى دمشق، وأصبحت مدافعة بحماسة عن النظام وعرابة “العائدين إلى حضن الوطن”.

 

ولطالما استخدم النظام، خلال مؤتمرات جنيف السابقة، رئيس حزب “المبادرة الوطنية الكردية السورية” عمر أوسي، الذي شارك ضمن وفد النظام على أنه ممثل للأكراد. لكن، لم تنجح جهود أوسي في تحقيق قاعدة جماهيرية لحزبه، في المناطق الكردية.

 

وتسعى روسيا والنظام لعقد مؤتمرات بديلة عن جنيف، تحت مسميات “وطنية”، وكان هذا بنداً في اتفاق كريدي-درويش. ويُتوقع أن تجد الأطر التي تضم قوى تمثل أطيافاً مختلفة لنفسها حضوراً سياسياً في المحافل السياسية “الوطنية” المستقبلية.

 

ويرى مراقبون أكراد أن الاتفاق من شأنه أن يحصر الحقوق الكردية في الحقوق الثقافية. وهو أمر من المرجح أن يرفضه “الاتحاد الديموقراطي”، ما يعني أن الخلاف مع النظام سيتسع. وفشل الطرفان، خلال الأسابيع الماضية، في التوصل إلى اتفاق بخصوص شكل الحقوق الكردية في سوريا. إذ يريد النظام حكماً ذاتياً ضمن قانون الإدارة المحلية، فيما يصرّ “الاتحاد الديموقراطي” على الفيدرالية.

 

المتحدث الرسمي باسم “قوات سوريا الديموقراطية”، المنشق عنها، طلال سلو، قال إن “قسد” ستنهار خلال الشهور القليلة المقبلة، وأوضح أن هناك تفاهمات دولية على عدم السماح للأكراد بإقامة حكم ذاتي في شمال شرقي سوريا.

 

ومع ذلك، يعوّل “الاتحاد الديموقراطي” على قوته العسكرية، والدعم الذي يتلقاه بشكل مباشر من الولايات المتحدة، لفرض مشروع الفيدرالية كأمر واقع. لكن ذلك يمكن أن يصطدم بمسائل عديدة، من أهمها نفوذ النظام على بعض القوى العربية المتحالفة مع “قسد” ودفعها للانشقاق، خصوصاً بعد نجاح تجربة منبج، والوقوف في وجه قوانين “الاتحاد الديموقراطي”. غياب “الاتحاد الديموقراطي” عن المؤتمرات الدولية، التي ينفرد بها “المجلس الوطني” المنضوي في “الائتلاف”، سيسهم في ضعضعة موقفه. هذا بالاضافة إلى ضعف موقف “الاتحاد الديموقراطي” الداخلي ضد دمشق، والتي باتت تملك ورقة عبدالحميد درويش، الذي قَبِلَ بدوره عرضاً أرخص من النظام.

 

الخريطة السياسية الكردية السورية، باتت الآن على الشكل التالي: “مجلس وطني كردي” يضم قوى سياسية محسوبة على الثورة السورية، وموجود ضمن “الهيئة العليا للمفاوضات” و”الائتلاف” المعارض، ويحظر عليه العمل السياسي في المناطق الكردية الواقعة تحت سيطرة “الاتحاد الديموقراطي”. و”حركة المجتمع الديموقراطي” التي تضم “الاتحاد الديموقراطي” وأحزاباً صغيرة من مختلف المكونات. و”التحالف الوطني الكردي”، ويضم خمسة أحزاب، أهمها “الديموقراطي التقدمي” الذي قد يسعى لتشكيل تحالف عربي-كردي في المرحلة المقبلة.

 

السعي لتشكيل إطار كردي-عربي جديد، هو محاولة للتكيف السياسي مع الشروط الروسية، وهي خطوة يجد البعض أنها ستضع العصي في عجلات المشروع السياسي لـ”الاتحاد الديموقراطي”. فيما يعتبرها آخرون قراءة سياسية واقعية للمستقبل، لتحقيق حضور سياسي عبر النظام، على غرار ما فعله بعض المعارضين بالعودة إلى “حضن الوطن”.

 

الغوطة الشرقية: هل تسقط إدارة المركبات العسكرية بيد المعارضة؟

مضت خمسة أيام على إطلاق “حركة أحرار الشام الإسلامية” معركة لتحرير إدارة المركبات العسكرية بالقرب من مدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية المُحاصرة. واستطاعت المعارضة إحراز تقدم واضح في عمق الإدارة، وتحرير عدد كبير من المباني العسكرية، واغتنام صواريخ مضادة للطيران، ومضادات أرضية وكميات كبيرة من الذخائر.

 

واستطاعت “أحرار الشام” تثبيت النقاط التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية، وسط عجز قوات النظام عن تحقيق أي تقدم، على الرغم من المؤازرات الكبيرة التي دفع بها النظام إلى المنطقة. الطيران الحربي الروسي واصل غاراته على المنطقة، وعموم الغوطة الشرقية، ليل نهار.

 

وقال مصدر عسكري في مدينة حرستا، لـ”المدن”، إن تقدم المعارضة لا زال قائماً، ولكن بوتيرة أبطأ، نظراً للقصف المكثف في محيط المناطق التي بقيت تحت سيطرة مليشيات النظام في عمق إدارة المركبات.

 

وتزامنت الاشتباكات مع قصف مكثف من أسراب الطائرات الروسية وتلك التابعة للنظام، وتناوبت على قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية محدثة مجازر في دوما ومديرا وحمورية. وبحسب مصادر إعلامية في الغوطة الشرقية فأن أكثر من 240 غارة جوية استهدفت المنطقة خلال الأيام الأربعة الماضية، إضافة لأكثر من 1200 قذيفة صاروخية وهاون وعشرات الصواريخ أرض–أرض. وتسبب ذلك بسقوط العشرات بين قتيل وجريح، إضافة إلى مقتل ثلاثة متطوعين في الدفاع المدني وإصابة آخرين.

 

وأصدرت “أحرار الشام”، الجمعة، بياناً قالت فيه إنها ستتوقف عن ذكر اسمها في المعارك، مكتفية بذكر “ثوار الغوطة الشرقية”، في دعوة منها لمن يريد قتال النظام بعيداً عن الفصائلية. ويأتي ذلك بعد يوم من إصدار الحركة لبيان المعركة الذي دعت فيه كافة فصائل الغوطة الشرقية إلى مؤازرتها وفتح صفحة جديدة في الغوطة.

 

مصادر أهلية في الغوطة الشرقية أكدت لـ”المدن” أن العشرات من الشباب الذين سبق واعتزلوا العمل المسلح نتيجة الصراعات الداخلية وخمول جبهات النظام، التحقوا خلال اليومين الماضيين بجبهة إدارة المركبات العسكرية.

 

“جيش الإسلام” لم يحرك ساكناً في تلك المعارك، ولم يشارك بأي عنصر حتى اللحظة، فيما اقتصرت مشاركة “فيلق الرحمن” على اسناد الجبهة بآليات ومدرعات عسكرية، مساء الخيس، لساعات قبل سحبها، نتيجة تعرض إحدى دباباته للعطب على يد ميليشيات النظام. وقُتل على جبهة إدارة المركبات قائد “اللواء العاشر” في “فيلق الرحمن” ثائر قويدر.

 

ويستنزف النظام قواته على تلك الجبهة، في محاولة جاهدة لاستعادتها قبل سقوطها كاملة بيد المعارضة. وبحسب مصادر “المدن” فإن مجموعات من “اللواء 104″ و”اللواء 105” من “الحرس الجمهوري” سُحِبَت من جبهات جوبر وعين ترما، إلى إدارة المركبات العسكرية، وعلى رأسها مجموعة “أبو الفضل العباس” ومجموعة “ذو الفقار”. فيما قالت مصادر موالية للنظام إن القيادي في “الحرس الجمهوري “خالد العلي، والإعلامي وسيم عيسى، أُصيبا في معركة إدارة المركبات.

 

وقال مصدر خاص لـ”المدن”، إن النظام “ينوي” نقل مجموعات من “الفرقة الرابعة” التي تقاتل على محاور جوبر وعين ترما، إلى إدارة المركبات، مع منصات صواريخ قصيرة المدى وكاسحة الألغام الروسية UR-77 في حال استمرت المعارك من دون تقدم.

 

وتتساقط قذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع على مدينة دمشق، والتي مصدرها، بحسب إعلام النظام، فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. وتسببت تلك القذائف بمقتل ما يزيد عن 15 شخصاً وإصابة العشرات في أحياء دمشق الشرقية، ومنطقة السبع بحرات وشارع خالد بن الوليد وحي السويقة. فيما تقوم الحواجز العسكرية والأمنية بالتشديد على حركة الدخول والخروج، خوفاً من دخول مفخخات أو تسلل عناصر لتنفيذ عمليات عسكرية داخل دمشق.

 

أوروبا تتدخل: كبح الجموح السعودي ومنع تدفق اللاجئين

وليد حسين

تزامنت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة باريس، برفقة عائلته، مع اتهام رئيس الجمهورية ميشال عون المملكة العربية السعودية باحتجاز الحريري واعتباره الأمر عملاً عدائياً ضد لبنان. وأتت تصريحات الرئيس الفرنسي متوازنة لملاقاة التصعيد السعودي من ناحية، والدبلوماسية اللبنانية بعد لقائه وزير خارجية لبنان جبران باسيل من ناحية ثانية. فقد أكّد ماكرون أن الدعوة الموجهة إلى الحريري ليست عرضاً للجوء إلى فرنسا، مشدداً على “أننا نحتاج إلى لبنان قوي يتمتع بسيادة كاملة على أراضيه. ونحتاج إلى قادة يتمتعون بحرية اتخاذ قراراتهم”.

 

فهل ستشكل هذه “الدعوة” مخرجاً للمأزق الذي وضعت السعودية الحريري فيه، بمعنى أن تصبح فرنسا راعية لحل الأزمة اللبنانية الحالية؟ واستطراداً، هل تتوسط أوروبا وفي مقدمها فرنسا للعب دور الحكم بين اللاعبين الاقليميين، السعودية وإيران، لاسيما أن الدور الأوروبي الذي تسيّره المصالح الاقتصادية، لا الايديولوجيا، سيكون متضرراً من دخول لبنان المجهول؟

 

في حديثه، إلى “المدن”، يعتبر السفير السابق في واشنطن عبدالله أبو حبيب أن الاهتمام الأوروبي مقارنة مع الروس والأميركيين في منطقة الشرق الأوسط ينصب على قضية منع تدفق مزيد من اللاجئين إليه. وقد أنذر الوزير باسيل جميع من التقاهم من خطورة هذه المسألة. بالتالي، الجهد الأوروبي كان منصباً على التهدئة واستقرار لبنان كون الأوروبيين يعلمون بوجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري ونحو نصف مليون لاجئ فلسطيني، هذا فضلاً عن مئات آلاف اللبنانيين الذين قد يصبحون لاجئين إذا ما تدهورت الأوضاع.

 

بدت الدبلوماسية الأوروبية تحاذر السير خلف الولايات المتحدة والتصعيد الذي قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الغاء الاتفاق النووي مع إيران. لكن، وفق الدكتور رياض طبّارة، اللاعب الأوروبي مازال يسير خلف الأميركيين في ملفات الشرق الأوسط. صحيح أنهم اعتمدوا مقاربة مختلفة عن الأميركيين تجاه إيران وسارعوا إلى رفع مستوى العلاقات التجارية معها، لكن هذا الأمر يقع ضمن تفهم أميركا مصالح الأوروبيين. وهم لا يريدون الغاء الاتفاق النووي، لكنهم ساروا مع أميركا بخصوص الحدّ من امتلاك إيران الصواريخ البالستية.

 

أما في خصوص الأزمة الحالية، فيعتبر طبّارة أن فرنسا لم تفعل عكس رغبة الإدارة الأميركية التي توسطت هي أيضاً لخروج الحريري من السعودية. لكن، هذا لا يعني دخول اللاعب الأوروبي كي يصبح راعياً للحل في المنطقة، وهو غير جاهز للدخول على خط الوساطة. هذا فضلاً عن كون أوروبا الغائبة عن الدخول في نزاعات الشرق الأوسط منذ خمسينيات القرن الماضي، لم تجر تعديلاً في سياستها في هذا الشأن.

 

لكن، بالنسبة إلى أبو حبيب فإن السعودية لا تريد الوساطة، وقد رفضت هذا الأمر مع قطر ورفضته في سوريا. وحالياً، لا هي ولا إيران، تريد هذا الأمر في لبنان. فعلى سبيل المثال، عندما طلبت بعض الدول الخليجية من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما المساعدة لمنع تدخّل إيران في شؤونها الداخلية كان جواب الرئيس قاطعاً: خوفكم من إيران غير مبرر لأن لا أحد يستطيع تهديدكم عسكرياً في ظل وجود أساطيلنا البحرية لحمايتكم. بالتالي، لو كان عندكم “مواطنة” حقيقية في دولكم لما كان أحد يستطيع التدخّل في شؤونكم، وفق أبو حبيب.

 

طبعاً، “فرنسا مهتمة بلبنان بسبب العلاقات التاريخية التي تربط البلدين. وهي مهتمة بشخص الحريري وبالرئيس ميشال عون”، كما يؤكد أبو حبيب. لكن، التخوف الأوروبي هو أن يصبح البحر الأبيض المتوسط ممراً للاجئين، كما يؤكد طبّارة. أما عن دخول فرنسا على خط الوساطة فـ”مازال من المبكر معرفة إلى أين ستؤول الأمور. وكل ما فعلته باريس حتى الساعة هو أنها بدعوتها الحريري إلى أراضيها، قامت بحفظ ماء وجه السعودية”، وفق أبو حبيب.

 

أما بالنسبة إلى طبّارة، فالدور القيادي لفرنسا، بموافقة أميركا، يكمن في التوصل إلى تسوية وحلحلة الأمور لا تضع الحريري في إطار المحتجز من قبل السعوديين. في السابق، اقتصرت التسوية على تسيير شؤون البلد ووضع المواضيع الخلافية جانباً لتكون مادة للحوار. أما اليوم فقد اختلفت الأمور. أولاً، لأن أميركا تريد المواجهة مع إيران وهناك رغبة سعودية أيضاً. ثانياً، القيادة السعودية الحالية أكثر فعالية من السابقة. ثالثاً، الأمور كما كانت تسير في لبنان لم تعد ترضي السعودية، وهي تريد الانتقال إلى المواجهة مع حزب الله. لكن، هذا الأمر قد يطيح بالبلد. بالتالي، ينصب التدخل الدولي اليوم على التوصّل إلى حلول وسط ترضي السعودية أيضاً، وفق طبّارة.

 

العمل اليوم جارٍ للتوصل إلى تسوية لاعتماد سياسة جديدة في لبنان قوامها “النأي بالنفس”. لكن هل ينجح هذا الأمر؟ المسألة تتوقف على فحوى “النأي بالنفس”. هذه الأخيرة تحتمل أوجهاً عدة وتتدرّج من الطلب من حزب الله تسليم سلاحه وصولاً إلى الاقتصار على وقف خطابه العدائي ضد السعوديين. بالتالي، ما يجري حالياً هو البحث عن أي نأي بالنفس سيتوافق عليه الجميع، وفق طبّارة.

 

الحريري الباريسي.. ماذا سيفعل؟

منير الربيع

 

مع وصول الرئيس سعد الحريري إلى فرنسا، تكون الازمة السياسة في لبنان قد فتحت على باب جديد. سيخرج اللبنانيون من نقاش وضع الحريري إذا ما كان محتجزاً أم لا، وستتركز الأنظار على الخطوة التالية للحريري وما سيفعله. هل يصرّ على الاستقالة أم يتراجع عنها؟ هل يُعاد تكليفه تشكيل حكومة ولا يؤلف؟ ولكن، ماذا يكون تحقق سياسياً إذا ما حصلت هذه الخطوة؟ أصبحت الأزمة في مكان أعقد بكثير. والحريري نفسه لا يبدو قادراً على اتخاذ قرار نهائي بشأن ما سيفعله. كل خطوة سيتخذها، سيكون لها تداعيات ليست سهلة. لذلك يحاول أن يزين بميزان الجوهرجي أي موقف ستخذه.

 

لا شك أن الحريري لا يريد الدخول في مواجهة غير متكافئة مع حزب الله. يعتبر أنه غير قادر على ذلك، لأن موازين القوى في لبنان معروفة، وكذلك في المنطقة. ويخشى من أي تسوية مستقبلية بين السعودية وإيران، وحصول إتفاق على اليمن، وأن تحصل مقايضة ما بين اليمن ويسلّم لبنان لإيران. وحينها يكون قد تعرّض لضربة قاسمة، إذا ما اتخذ خيار المواجهة مع حزب الله. وهو حريص على أن لا تتكرر معه تداعيات تسوية السين سين، واضطراره بموجبها إلى زيارة سوريا.

 

من المفترض أن يخرج الحريري بموقف سياسي من فرنسا، وربما من الإيليزيه. ومن شأن هذا الموقف أن يوضح مسار المرحلة المقبلة. وهنا تختلف التقديرات في ما يخص كلامه. فهناك من يعتبر أنه سيتحدث بلهجة بيان الاستقالة التصعيدي، لإعادة تصويب البوصلة السياسية لفريقه. فيما البعض الآخر، يعتبر أنه سيتحدث بسقف منخفض، ينسجم مع الواقعية السياسية التي تفرضها الوقائع على الأرض. لذلك، سيؤكد حرصه على استقرار لبنان، وعدم تحويله ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية. وهنا كل المسائل تبقى معلّقة على عودته إلى لبنان، ولقائه مع رئيس الجمهورية ميشال عون ووضعه في أسباب استقالته وملابساتها، في مسعى منه لايجاد مخرج للأزمة، تحت شعار الالتزام بالنأي بالنفس. فيما تبدو السعودية ماضية في التصعيد. وهذا ما عبر عنه الوزير عادل الجبير مجدداً، حين كرر موقفه بضرورة نزع سلاح حزب الله.

 

الحريري في مأزق، ولذلك يحاول البحث عن شبكة أمان تحيط به وبالبلد في هذه المرحلة. وهو يراهن على بناء شبكة أمان دولية، تنطلق من الموقف الأوروبي وصولاً إلى الأمم المتحدة، لأن مظّلة الأمان العربية غير متوفرة حالياً في ظل التصعيد السعودي. وينتظر متغيرات دولية، تؤدي إلى التهدئة وإعادة ترسيخ مبدأ التسوية على قواعد توافق عليها الدول الكبرى. وهو ما يحاول بناءه إنطلاقاً من وجوده في فرنسا. وتشير معلومات متابعة إلى أنه سيجري جولة عربية، إلى مصر، الكويت، ودول أخرى، على الأرجح بعد مجيئه إلى لبنان، بهدف جمع عناصر قوة لشبكة الأمان.

 

إذا ما نجحت المساعي الأوروبية في رأب الصدع، وتخفيف التصعيد السعودي الإيراني في لبنان، يمكن الحديث عن إمكانية ترتيب تسوية جديدة، أو إعادة تصويب التسوية القائمة. أما في حال فشل هذه المساعي، فإن لبنان قد يكون أمام أزمة طويلة، مرتبطة بالتطورات الإقليمية. وتكشف مصادر متابعة أن مسار الأمور يرتبط بحقيقة الموقف الأميركي، وإذا ما كانت واشنطن تريد التهدئة بين السعودية وإيران أم تريد التصعيد. وتقول المصادر إن محاولات فرنسا حشد موقف دولي لوقف التصعيد، اصطدم بعدم ظهور رغبة أميركية في ذلك حتى الآن. وهذا ما تنقسم الآراء بشأنه، إذ يعتبر البعض أن واشنطن تريد التصعيد بوجه إيران وهي تدعم السعودية في ذلك، بهدف تغيير موازين القوى في المنطقة، وبعدها يحصل حوار. فيما يعتبر آخرون أن واشنطن لا تريد اتخاذ أي موقف كي لا تتأثر علاقتها بالسعودية، ولذلك تترك المجال مفتوحاً أمام المساعي الأوروبية.

 

أجواء حرب أميركية روسية في سوريا في ظل تقارب أكبر بين موسكو وطهران

الخلاف بشأن سيطرة ميليشيات موالية لإيران على البوكمال أنهى التنسيق الأميركي الروسي.

لندن – عكس “الفيتو” الروسي الأخير في مجلس الأمن الذي استهدف تعطيل صدور قرار في شأن منع استخدام السلاح الكيميائي في سوريا وملاحقة مستخدميه تدهورا في العلاقات بين موسكو وواشنطن بما يذكر بأيّام الحرب الباردة.

 

وقال مصدر دبلوماسي غربي إن “الفيتو” الروسي ترافق مع مجموعة من التطورات التي شهدتها سوريا وتصبّ كلّها في خانة التصعيد بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة والمزيد من التقارب بين روسيا وإيران من جهة أخرى.

 

وعكس هذا التقارب إعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل أيّام أن اتفاقات خفض التوتر والتصعيد في مناطق سورية لا تعني خروج القوات والميليشيات التابعة لإيران من هذه المناطق. كذلك، تحدّث لافروف عن “شرعية” الوجود العسكري الإيراني في سوريا، مشيرا إلى أن هذا الوجود يأتي بناء على دعوة من “حكومة شرعية”.

 

وشهدت منطقة الجنوب السوري تصعيدا خطيرا في الأيّام القليلة الماضية، إضافة إلى “الفيتو” الروسي، الذي “يسمح” للنظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي، على حد تعبير المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي.

 

وتمثّل هذا التصعيد في شنّ سلاح الجو التابع للنظام السوري المدعوم روسيا سلسلة من الغارات على الغوطة الشرقية التي تشملها اتفاقات خفض التوتر.

 

وفسر المصدر الدبلوماسي الغربي، الذي يتابع الأحداث السورية عن كثب، تصعيد النظام في اتجاه الغوطة الشرقية بأنّه ضوء أخضر روسي من أجل زيادة الضغط على قوى المعارضة في تلك المنطقة المحاصرة منذ أربع سنوات والتي يقطن فيها نحو أربعمئة ألف شخص.

 

وأشار المصدر إلى أنّه سبق التصعيد في الغوطة تطوّر في غاية الخطورة عند نقطة البوكمال على الحدود السورية – العراقية. وقال إنّه بعد طرد الأميركيين، من الجوّ، وحلفائهم، على الأرض، “داعش” من تلك النقطة الحدودية، سارعت قوات تابعة للنظام مدعومة من “الحرس الثوري” وميليشيات تابعة لإيران إلى الاستيلاء على البوكمال.

 

وأوضح أنّ اتفاقا واضحا كان حصل بين الروس والأميركيين على “ضمان” موسكو لعدم حدوث ذلك وتحييد البوكمال. وكان ردّ الفعل الأميركي في اليوم التالي إعادة إحياء داعش في تلك المنطقة وإعادته إلى البوكمال.

 

وذكر المصدر أن أكثر ما استفزّ الأميركيين من تقدّم قوات تابعة للنظام السوري والحرس الثوري الإيراني وحزب الله إلى البوكمال ملاقاة الحشد الشعبي لهذه القوات من الناحية العراقية من الحدود.

نيكي هايلي: الفيتو الروسي يسمح لسوريا باستخدام السلاح الكيميائي

 

وكشف أن الأميركيين والروس كانوا متفقين على منع إيران من السيطرة على نقطة البوكمال الحدودية التي تسمح لها بفتح خط برّي مباشر يربط طهران ببيروت عبر الأراضي العراقية والسورية.

 

وكانت بوادر التوتر بين الأميركيين والروس ظهرت على هامش قمة داننغ في فيتنام الأسبوع الماضي، إذ لم يحصل لقاء بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس فلاديمير بوتين اللذين اكتفيا بمصافحة.

 

وتمثلت مفاجأة القمّة في صدور بيان مشترك أميركي – روسي في شأن سوريا ركّز على البحث عن حل سياسي وتوسيع مناطق خفض التوتر. لكنّ هذا البيان بقي حبرا على ورق بعدما تجاوزته الأحداث على الأرض في وقت تطرح أوساط أميركية تساؤلات في شأن الأسباب التي دفعت موسكو إلى رفض أي تنسيق مع الأميركيين والعودة عن تفاهمات كانت توصلت معهم في الماضي.

 

وأشار المصدر نفسه إلى أنّ التطورات على الأرض السورية جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتخذ بدوره موقفا حذرا من الجانب الروسي.

 

ووجه نتنياهو خطابا بالصوت والصورة إلى مؤتمر يهودي انعقد في لوس أنجلس أكد فيه أن إسرائيل “لن توفّر أي عمل من أجل وقف إيران في سوريا، حتّى لو كان ذلك يعني خوضها حربا بمفردها”.

 

ولفت نتنياهو إلى أنّ إيران تنوي إقامة قاعدة عسكرية في الأراضي السورية وأن هدفها “القضاء على إسرائيل”.

 

ويعتقد متابعون للشأن السوري أن روسيا وإيران تسعيان لجذب تركيا إلى جانبهما لتسهيل خطتهما في سوريا، وهذا ما يفسر استدعاء بوتين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى منتجع سوتشي منذ أيام، والقمة التي أعلن الكرملين أنها ستجمع موسكو بأنقرة وطهران في 22 نوفمبر الجاري للتباحث “بشأن الدول الضامنة لعملية السلام السورية والأجندة في سوريا”.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة، إن لقاء زعماء روسيا وتركيا وإيران في سوتشي سيتناول مجمل القضايا الخاصة بالتسوية السورية.

 

وأضاف بيسكوف أن القمة الثلاثية، التي تعقد في منتجع سوتشي الروسي، ستتناول كافة القضايا السورية.

 

وتابع أن موعد مؤتمر الحوار الوطني السوري لم يحدد بعد، في إشارة إلى مؤتمر الشعوب السوري التي تحشد موسكو لأجل إنجاحه وفق المقاربة الروسية للحل في سوريا.

 

ويشير المتابعون إلى أن روسيا، التي تحرص على أن تفرض حلا سياسيا بمواصفاتها، تعرف أن اتفاقا ثنائيا مع إيران دون الأخذ بالاعتبار مصالح دول إقليمية أخرى سيجلب متاعب إضافية في سوريا، وهو ما يفسر دعم موسكو للقاء الذي ستحتضنه الرياض يوم 22 نوفمبر الجاري لمختلف منصات المعارضة السورية، وهو لقاء فوضت فيه روسيا للسعودية مهمة توحيد المعارضة للمشاركة في هذا المؤتمر على أرضية مشتركة وبوفد جماعي موحد.

 

الحياة تدب ببطء في سوق حلب القديمة

 

الحرب لا تخلف إلا الدمار

 

حلب (سوريا) – تحت قناطر تاريخية مرممة ومزدانة بالأضواء وأشجار عيد الميلاد، يُباع صابون حلب ومجوهرات مشغولة يدويا في حي صغير عادت إليه الحياة في مدينة حلب السورية القديمة التي اجتاحتها الحرب.

 

وقد غيّرت المعارك التي شهدتها مدينة حلب طوال السنوات الماضية، معالم المدينة الأثرية القديمة المدرجة على لائحة التراث العالمي بأسواقها وخاناتها، بعدما تحولت إلى خط تماس بين طرفي النزاع.

 

ولا يزال عدد من واجهات المتاجر مغلقا، إذ أنه لم يُرمّم بعد، لكن غرفة التجارة في حلب نظمت سوقا ميلاديا، حيث عُرضت مجوهرات مشغولة يدويا وسجاد تقليدي وصابون حلبي مصنوع من زيت الزيتون.

 

وتعود أسواق المدينة الأثرية إلى نحو 4 آلاف عام، وتضم أكثر من 4 آلاف محل و40 خاناً تأثرت من الحرب، وفي العام 2013، أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) على قائمة المواقع العالمية المعرضة للخطر.

 

في خان الجمرك الذي كانت تتوقف فيه القوافل سابقا، والذي أعيد ترميمه جزئيّا، أعاد البعض من تجار الأقمشة والسجاد فتح متاجرهم، وبينهم سهيب كربوج الذي أغلق محله على مدى سنوات بسبب الحرب والأضرار التي لحقت بالسوق.

 

يقول كربوج الذي عرض ستائر مطرّزة “كنا نصدّر بضائعنا إلى العراق وليبيا والجزائر”، مضيفا، “عدنا إلى خان التجارة، لأن حلب هي عصب الصناعة والتجارة في البلاد”.

 

وعن سبب تسمية السوق بخان الجمرك، يقول أحد أصحاب المحال التجارية في الخان محمد الخطيب، “ما نسمعه من كبار تجار الخان أن سبب تسميته بخان الجمرك يعود لكونه كان مركزا لتخليص البضائع جمركيا”.

 

ويضيف، “منذ أن تواجدت في هذا الخان وأنا أعرفه يختص ببيع الأقمشة، ولكن نسمع من القدماء أن الخان وفي بضع محلات منه كان يستخدم للصرافة. لكنه أصبح مخصصا لبيع الأقمشة فقط، حيث أغلب الأقمشة التي كانت موجودة في الخان قبل الحرب، كانت تصنع في مصانع مدينة حلب، وحينما نحتاج البعض من الأقمشة الأجنبية نقوم باستيرادها من الخارج.. وهذا قليل لأن أغلب الأقمشة الموجودة هي صناعة حلبية”.

 

ويقول عمر عاصي أحد أقدم التجار المتواجدين في الخان، “المهنة الأساسية لخان الجمرك هي بيع الأقمشة بالجملة، حيث تتوزع في المحلات التجارية العديد من أصناف الأقمشة وأهمها الأقمشة المصنّعة للبرادي والمفروشات وكل مستلزماتها التي يقصدها تجار الأقمشة والزبائن العاديين من جميع المناطق داخل سوريا وخارجها”.

خان الجمرك يزدان بالأضواء وأشجار عيد الميلاد

 

ويعتبر خان الجمرك، أحد أكبر وأهم خانات حلب القديمة من حيث الشكل المعماري والأهمية الاقتصادية، تلك الخانات التي شكلت معلما حضاريا وتاريخيا يدلّ على عراقة حلب ومكانتها التاريخية بين المدن العالمية المشهورة.

 

ويضم الحي أيضا الجامع الأموي الشهير الذي كان قد أعيد بناؤه في القرن الثاني عشر. لكنّ مئذنته دمّرت بفعل الحرب الاخيرة.

 

خارج سوق الجمرك، لا تزال المدينة ساحة دمار حيث يمكن رؤية واجهات منهارة وتلال من الأنقاض، لكن جامعيين في ألمانيا أعلنوا في مايو الماضي أنهم يعملون على وضع خارطة دقيقة لحلب القديمة وكنوزها المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية تمهيدا لإعادة إعمارها. في قاعة مليئة بالنور تطل على ممرات حرم جامعة كوتبوس في ألمانيا الشرقية السابقة، يشير المخطط المديني كريستوف فيسلينغ إلى دهليز أزقة حلب مرسوما على خارطة ضخمة طولها متران وعرضها متران ونصف المتر بمقياس 1500، مفروشة على مكتبه الواسع.

 

وأشرف فيسلينغ على وضع هذه الوثيقة الاستثنائية الفائقة الدقة التي تشمل حلب القديمة بالكامل، بأسواقها وحماماتها وجوامعها وكنائسها ومساكنها.

 

ورسمت في الخارطة 16 ألف قطعة أرض، إضافة إلى 400 مخطط للمباني الرئيسية في هذه المدينة المأهولة بصورة متواصلة منذ ما يزيد عن ستة آلاف عام. ويتبع الجامعي بإصبعه خطوط الشوارع الضيقة، فتطفو ذكرياته ويتيه في هذه المدينة القديمة بقدم الأبدية، بحسب ما تصفها قصيدة من القرن الثاني عشر.

 

يروي كريستوف فيسلينغ، مسترجعا بحنين رحلاته الكثيرة إلى المدينة قبل اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، “كنّا أحيانا ندخل بيتا في حلب لم تكن واجهته المتقشفة توحي بأي طابع خاص، لنجد أنفسنا فجأة في سلسلة من ثلاثة أفنية داخلية ساحرة ترتفع فيها أعمدة مكسوة بالنقوش والزخارف”.

 

هكذا كانت الحياة قبل أهوال المعارك وفظاعاتها، قبل أن تصبح العاصمة الاقتصادية لسوريا ساحة المعركة الرئيسية في النزاع السوري، وانقسامها إلى شطر غربي ظل تابعا لقوات النظام وشطر شرقي سيطرت عليه الفصائل المقاتلة.

 

وبعد نشر الخارطة التي عمل عليها ستة خبراء ورصدت لها ميزانية قدرها 60 ألف يورو، على الإنترنت أصبحت في متناول كل الراغبين في المشاركة في إعادة إعمار حلب.

 

وبنقرة على الخارطة، يكون بإمكانهم الدخول إلى “جميع مخططات الورش والصور والتقارير الوصفية لموقع معيّن”، بحسب ما أوضحت جامعة براندنبورغ الفنية في كوتبوس التي كلفتها وزارة الخارجية الألمانية والمعهد الألماني للآثار بهذا المشروع.

 

وقال كريستوف فيسلينغ “لسنا مسؤولين سياسيين، لكننا أردنا بصفتنا مخططين للمدن، إرساء أسس” حتى تستعيد المدينة في أحد الأيام عظمتها وطابعها الخاص.

 

ومن أهداف المشروع منع مجموعات البناء الكبرى والمستثمرين من إرسال جرافاتهم لهدم المباني المتضررة وتشييد فنادق ومراكز تجارية محلها.

 

اعتراض إيراني على «سوتشي» قبل «الحسم»

بوتين يضغط لإقناع روحاني وإردوغان بدعم «الحوار الوطني السوري»

موسكو: طه عبد الواحد أنقرة: سعيد عبد الرازق

أكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن طهران تعترض على إصرار موسكو على عقد «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضغط على نظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب إردوغان، للخروج بموقف موحد داعم لـ«سوتشي» خلال القمة الثلاثية التي ستجمعهم والمقررة الأربعاء المقبل.

 

وعادت عفرين، الخاضعة لسيطرة الأكراد شمال حلب، إلى الواجهة مرة أخرى قبل أيام من انعقاد قمة سوتشي التي تجمع زعماء الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا. وقال إردوغان أمس إنه «يتعين علينا تطهير مدينة عفرين من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، ما يوحي باحتمال سعيه إلى دعم روسيا عملية عسكرية في عفرين.

 

وعن القمة الثلاثية المرتقبة في سوتشي حول سوريا، يوم الأربعاء، قال إردوغان إن «السبب الرئيسي لعقدها مسألة إدلب بشمال سوريا، ونريد أن يكون وقف إطلاق النار دائماً في العملية التي سميناها منطقة خفض التصعيد». وأضاف أن رؤساء أركان الدول الثلاث (تركيا وروسيا وإيران) سيجتمعون قبل قمة سوتشي لتنسيق الخطوات التي يتعين اتخاذها. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»، إن اتفاق مناطق خفض التصعيد، الذي تم التوصل إليه بين الدول الثلاث في آستانة، سيكون الموضوع الأبرز على أجندة القمة والاجتماعات التي تسبقها، سواء اجتماعات رؤساء أركان الجيوش أو وزراء الخارجية الذين يلتقون في مدينة أنطاليا التركية، غداً (الأحد)، حيث سيجري تقييم الوضع الحالي للاتفاق في ظل ما يشوبه من خروقات مستمرة.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن القمة الثلاثية «ستسهم في تحفيز المضي باتجاه مفاوضات مباشرة بين الحكومة وكل أطياف المعارضة السورية، حول البنية السياسية لسوريا بعد انتهاء النزاع».

 

إردوغان يعيد «تطهير» عفرين إلى الواجهة قبل قمة سوتشي

اجتماع وزاري ثلاثي قبل لقاء الرؤساء الروسي والتركي والإيراني

أنقرة: سعيد عبد الرازق

عادت عفرين إلى الواجهة مرة أخرى قبل أيام من انعقاد قمة مرتقبة في مدينة سوتشي الروسية تجمع رؤساء الدول الثلاث، الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا؛ التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء المقبل.

وبعد تواتر كثير من التقارير في وسائل الإعلام التركية حول عملية على غرار درع الفرات تشارك فيها قوات تركية مع فصائل من الجيش السوري الحر باسم «درع الفرات»، وكذلك عن اتفاق على إقامة منطقة خفض تصعيد باتفاق ثلاثي؛ تركي – إيراني – روسي على غرار المناطق الأخرى في سوريا، قال الرئيس إردوغان أمس إنه «يتعين علينا تطهير مدينة عفرين من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي».

وأضاف خلال كلمة أمام رؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، أمس، أن بلاده ستواصل مكافحة الإرهاب حتى استسلام أو القضاء على آخر إرهابي، وشدد على أنهم لن يشفقوا على من يوجه السلاح إلى تركيا أو قواتها المسلحة.

واتهم إردوغان الولايات المتحدة بدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا ومنها «داعش»، وإرسال الأموال إليه، قائلا إن تركيا «شعرت بخيبة أمل إزاء عدم وفاء الولايات المتحدة بوعودها منذ اندلاع الأزمة السورية» (في إشارة إلى عدم إخراج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في منبج إلى شرق الفرات والاستمرار في دعمها بالسلاح)، مضيفاً أنه «لا يريد أن يحدث الشيء نفسه في عفرين».

وأضاف: «عدم التزام الولايات المتحدة بوعودها منذ اندلاع الأزمة في سوريا سبب لنا خيبة أمل كبيرة، وكثير من المشكلات التي كان يُمكن حلّها بالتحالف أدخلت في نفق مسدود من قبل أميركا». وقال: «علينا أن نكون مهيمنين على نقاط المراقبة في إدلب… إذا لم نفعل ذلك فإن مجموعات إرهابية مختلفة ستحاول غزو تلك المناطق».

وتسعى القوات التركية إلى إنشاء 12 نقطة للمراقبة الأمنية في منطقة خفض التصعيد في إدلب كجزء من عملية «آستانة»، وتحاول تطبيق نموذج إدلب في كل من عفرين ومنبج.

وتم نشر القوات التركية في نقاط استراتيجية في إدلب، بالقرب من حدودها مع عفرين ومنبج، لمراقبة المنطقة لمنع الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام السوري، وتسعى أنقرة لوضع خطة لعملية مقبلة في المنطقتين الأخريين.

وأنشأ الجيش التركي بالفعل 6 نقاط مراقبة في جميع أنحاء إدلب.

ولفت إردوغان إلى أن تركيا اقترحت على الولايات المتحدة تحالفاً لتطهير منبج من وحدات حماية الشعب الكردية، قائلاً: «الرئيس الأميركي السابق (باراك أوباما) لم يفِ بوعوده، على الرغم من تكرار وعوده هذه مرات كثيرة. والإدارة الأميركية الحالية، للأسف، قالت إنها تعمل مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدلاً من وحدات حماية الشعب».

وتابع: «لا تحاولوا خداعنا بالقول إن قوات سوريا الديمقراطية تختلف عن وحدات حماية الشعب الكردية فهي (منظمة إرهابية أيضاً)، نحن نعرف (من يكون من)».

وأبدى إردوغان غضبه من الاتفاق الذي وُقّع أخيراً بين «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن للسماح لمئات من مقاتلي «داعش» بالخروج من الرقة.

وقال إردوغان إن الولايات المتحدة أرسلت «كثيراً من الدولارات» إلى «داعش» لكن «جنودي» (القوات التركية) والجيش السوري الحر خاضوا معركة بطولية ضد «داعش»، و«لا يزالون يفعلون ذلك، وسيطروا على مساحة تبلغ ألفي كيلومتر مربع في شمال سوريا (في إشارة إلى عملية درع الفرات على محور جرابلس – أعزاز – الباب».

وتابع: «ندرك السيناريوهات التي تريد الولايات المتحدة، التي سعت لتخريب عملياتنا ضد (داعش) وحزب الاتحاد الديمقراطي، تحقيقها… فمن اخترع (داعش) هو مَن اخترع حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو نفسه من رغب في تعميق عدم الاستقرار في العراق عبر جر إقليم الشمال لإعلان الانفصال».

وعن القمة الثلاثة المرتقبة بين تركيا وروسيا وإيران في سوتشي الروسية حول سوريا، الأربعاء المقبل، قال إردوغان إن «السبب الرئيسي لعقدها مسألة إدلب، ونريد أن يكون وقف إطلاق النار دائماً في العملية التي سميناها (منطقة خفض التصعيد)».

وأضاف أن رؤساء أركان الدول الثلاث (تركيا وروسيا وإيران) سيجتمعون قبل قمة سوتشي للتنسيق بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن اتفاق مناطق خفض التصعيد، الذي تم التوصل إليه بين الدول الثلاث في «آستانة»، سيكون الموضوع الأبرز على أجندة القمة والاجتماعات التي تسبقها سواء اجتماعات رؤساء أركان الجيوش أو وزراء الخارجية الذين يلتقون في مدينة أنطاليا التركية، غداً (الأحد)، حيث سيجري تقييم الوضع الحالي للاتفاق في ظل ما يشوبه من خروقات مستمرة.

وصعَّد النظام السوري، الأسبوع الماضي، انتهاكه للاتفاق عبر استهدافه الأحياء السكنية والأسواق بغارات جوية أوقعَت عشرات الضحايا من المدنيين، كما حصل في الأتارب في حلب والغوطة الشرقية بريف دمشق، بالإضافة إلى منع دخول المساعدات إلى بعض المناطق المشمولة بخفض التصعيد. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، في بيان، أمس (الخميس)، إن القمة ستناقش الفعاليات التي ستجري في مناطق خفض التصعيد المتفق عليها خلال «محادثات آستانة».

ومن المنتظَر، بحسب المصادر، بحث الخطوات الميدانية لاستكمال تطبيق اتفاق مناطق خفض التصعيد، وفي مقدمتها مهام قوات المراقبة التابعة الدول الثلاث بعد انتشارها في المناطق المشمولة بالاتفاق.

ودخلت قوات من الجيش التركي إلى إدلب ومحيطها في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبدأت تأسيس نقاط للمراقبة، لكنها لم تدخل في اشتباكات مع جبهة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، التي ترغب موسكو في القضاء عليه على الفور، حيث يُتوَقّع أن تتطرق القمة إلى هذه النقطة. ويشكل انتزاع عفرين من سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي هدفاً استراتيجياً لتركيا في المرحلة المقبلة، وقالت المصادر إن تركيا ربطت وجودها العسكري في إدلب بمسألة منع إقامة ما تسميه «ممراً إرهابياً» داخل سوريا على طول حدودها الجنوبية، وصولاً إلى البحر المتوسط.

وبعد تصريحاته، أمس، عن تطهير عفرين، من المتوقع أن يطرح إردوغان الموضوع مجدداً في سوتشي سعياً لانتزاع موافقة روسيا وإيران على عملية عسكرية تركية في هذه المنطقة.

وأكد إردوغان مراراً أهمية عفرين الكبيرة بالنسبة لتركيا، والحاجة إلى تطهيرها من الميليشيات الكردية.

وقام الجيش التركي من خلال عمليات الانتشار في إدلب بتطويق عفرين ونشر نقاط المراقبة على بعد نحو 4 كيلومترات من مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين.

وبحسب المصادر من المنتظر أن تحسم قمة سوتشي الخلاف حول مؤتمر سوتشي للحوار الوطني في سوريا، الذي اقترحته روسيا في الجولة الأخيرة من «محادثات آستانة»، ودعت إليه جميع الفصائل والجماعات المقاتلة في سوريا، بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ما تسبب في اعتراض شديد من جانب تركيا فيها تنظيم «ب.ي.د» الإرهابي والمنظمات المنبثقة عنه. وهو التي رهنت مشاركتها فيه بعدم دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي لحضوره.

ورفضت المعارضة السورية بغالبية أطيافها الدعوة الروسية لحضور المؤتمر، ما دفع موسكو إلى تأجيله، ومن المتوقع أن تبت قمة سوتشي الثلاثية في مصيره.

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه سيجتمع «مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، نهاية الأسبوع الحالي» (غداً الأحد)، بمدينة أنطاليا التركية لبحث تطورات الأزمة السورية.

ويأتي الاجتماع الوزاري الثلاثي قبل قمة الدول الثلاث الضامنة للأزمة السورية، بمدينة سوتشي الروسية حول سوريا، الأربعاء المقبل.

وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس (الخميس)، مع نظيره اللبناني جبران باسيل، في أنقرة، إن الرئيس رجب طيب إردوغان، سيشارك، الأربعاء المقبل، في القمة الثلاثية مع الرئيسين الروسي والإيراني، بمدينة سوتشي الروسية، وإن الرؤساء الثلاثة سيبحثون الأعمال التي تم إنجازها في إطار «مباحثات آستانة»، والخطوات التي يتوجب اتخاذها في المرحلة المقبلة.

وأشار أن مباحثات وزراء خارجية الدول الثلاث، ستبحث سبل تحقيق التكامل بين «مباحثات آستانة» و«مفاوضات جنيف» حول سوريا. وقال الوزير التركي: «لا يمكنكم ضمان وقف إطلاق النار في سوريا، إذا تجاهلتم إيران، ولا يمكنكم الحصول على نتيجة إذا لم تجعلوا إيران ضامنة، ولم تعطوها مسؤولية، والأمر نفسه ينطبق على روسيا». وشدد على ضرورة ضمان وقف إطلاق النار أولاً من أجل التوجه إلى حل سياسي في سوريا، لافتاً إلى أن الأطراف في سوريا حاولت تطبيق وقف إطلاق النار ميدانياً.

وأضاف: «نركز حالياً على ما سنقوم به من أجل الحل السياسي، لذلك سنعقد القمة الثلاثية مع إيران وروسيا، وقبلها سنعقد اجتماعاً ثلاثياً لوزراء الخارجية».

وأشار إلى أنه تم حالياً إحراز تقدم مهم في طريق الحل السياسي مقارنة بـ2016. وأكد ضرورة أن يركز الجميع معاً، من أجل الحل السياسي في سوريا.

 

اختناقات بريف دمشق جراء قصف النظام غازات سامة

أصيب 26 مسلحا من المعارضة السورية بحالات اختناق جراء قصف بغاز سام قامت به قوات النظام السوري على مدينة حرستا بريف دمشق.

 

وأفادت مصادر للجزيرة أن قوات النظام قصفت بغازات سامة أطراف مدينة حرستا في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، موضحة أن المصابين عانوا من صعوبة التنفس وقيء مترافق مع حدقة دبوسية. ورجحت أن يكون الغاز المستخدم هو غاز السارين.

 

وجاء هذا الهجوم بعد ساعات قليلة على استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ضد التمديد للجنة تحقيق دولية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، رغم التأييد الواسع لمشروع قرار ياباني بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي.

 

ميدانيا، كانت حركة أحرار الشام التابعة للمعارضة قد سيطرت في اليومين الماضيين على مساحات واسعة من “إدارة المركبات” وحي العجمي في مدينة حرستا.

 

وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق اتفاق خفض التصعيد الذي توصل له النظام والمعارضة برعاية روسية.

 

يشار إلى أن مدفعية قوات النظام استهدفت في 21 أغسطس/آب 2013 مناطق الغوطة الشرقية بقذائف تحمل رؤوسا كيميائية ما أدى إلى مقتل 1500 مدني في أشرس هجمة من النظام ضد الشعب السوري مستعملا السلاح الكيميائي.

المصدر : الجزيرة

 

واشنطن تتعهد بالضغط للتمديد للجنة الكيميائي بسوريا

تعهدت واشنطن بمواصلة الضغط على مجلس الأمن لتجديد تفويض آلية التحقيق المشتركة في سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية-الأمم المتحدة، وذلك بعد أن رفضت روسيا فجر السبت تجديد مهمتها لشهر آخر، مستخدمة حق النقض (فيتو) للمرة الـ11 ضد قرار دولي بشأن سوريا.

 

وقال بيان صادر عن مكتب وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون إن روسيا نقضت تجديد تفويض آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أجل حماية نظام الأسد والإرهابيين الذين يستخدمون الأسلحة الكيميائية في سوريا.

 

وأضاف البيان أنه بنقض تجديد آلية التحقيق المشتركة، فإن روسيا تبعث برسالة واضحة، مفادها أنها لا تقدر حياة ضحايا هجمات الأسلحة الكيميائية، ولا تحترم أبسط معايير السلوك الدولي المتعلق باستخدام هذه الأسلحة.

 

وشدد البيان على أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن الضغط على مجلس الأمن من أجل تجديد تفويض آلية التحقيق المشتركة لكي تستطيع الاستمرار في أداء عملها المهم للتعرف على منفذي هجمات الأسلحة الكيميائية، والسعي لتحقيق العدالة للضحايا، وإيصال رسالة واضحة تتمثل في أنه لن يتم التهاون مع استخدام تلك الأسلحة من قبل أي أحد في أي مكان.

 

واستخدمت روسيا مجددا حق النقض ضد التمديد للجنة تحقيق دولية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، رغم التأييد الواسع لمشروع قرار ياباني بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي.

روسيا استخدمت الفيتو فجر اليوم ضد التمديد للجنة التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة (رويترز)

 

وحصل المشروع الياباني على موافقة 12 دولة، وهي تعد أغلبية كبيرة، وعارضته دولتان فقط، إحداهما روسيا التي أحبطت القرار باستخدام الفيتو لليوم الثاني على التوالي، والثانية هي بوليفيا.

 

ودعا المشروع الياباني إلى تمديد تفويض لجنة التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية لمدة شهر واحد.

 

وهذه هي المرة الـ11 التي تستخدم فيها روسيا الفيتو ضد مشروع قرار دولي يتعلق بالوضع في سوريا، وكانت موسكو استخدمت الخميس الفيتو العاشر ضد مشروع قرار أميركي بهذا الشأن. وتربط موسكو الموافقة على التمديد للجنة الدولية المشكلة بالإجماع في 2015، بتعديل مهمتها.

 

وكانت هذه اللجنة -التي انتهى تفويضها رسميا مساء الجمعة- قد توصلت في تقارير أصدرتها مؤخرا إلى أن النظام السوري شن أربع هجمات كيميائية، في حين شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمتين.

 

واتهمت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي روسيا بأنها تضيع وقت المنظمة الدولية، وأنها تحول دون ردع مستخدمي الأسلحة الكيميائية في سوريا.

 

كما قال البيت الأبيض إن الفيتو الروسي على قرار الأمم المتحدة بشأن سوريا يعد رسالة واضحة مفادها أن موسكو لا تقدر أرواح الضحايا.

المصدر : وكالات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى