أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 19 تشرين الأول 2013

تحضيرات لـ«جنيف-2» … وأميركا تؤكد أن لا مكان للأسد

باريس – رندة تقي الدين ؛ لندن – «الحياة»

قصفت طائرات النظام السوري بعنف مدينة دير الزور غداة تحقيق قوات المعارضة تقدماً على الأرض ونجاحها أيضاً في توجيه ضربة معنوية شديدة للحكومة بقتل اللواء جامع جامع أحد أهم قادة استخبارات النظام. وتخلل تقدم المعارضة في دير الزور لجوء «جبهة النصرة» إلى إعدام 10 جنود أسرى، في تصرف سبَّبَ مثلُه في السابق إحراجاً لممثلي المعارضة السورية.

وفي وقت شيّع النظام اللواء جامع في مسقط رأسه في جبلة على الساحل السوري جنوب اللاذقية، في ظل مشاركة شعبية ورسمية واسعة تدل على حجم الخسارة التي مُني بها حكم الرئيس بشار الأسد، احتدمت المعارك بين القوات الحكومية وكتائب الثوار للسيطرة على خط الإمدادات إلى مدينة حلب التي يتقاسمها طرفا الصراع السوري.

ومع اشتداد المواجهات على الأرض، لوحظ ارتفاع مماثل في نسبة التحركات السياسية استعداداً لمؤتمر «جنيف-2» المتوقع في النصف الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، أن بلاده ستستضيف الثلثاء وزراء خارجية «مجموعة لندن» التي تضم 11 دولة تشكل النواة الأساسية لـ «أصدقاء سورية» بهدف البحث في سبل دعم المعارضة والتحضير لـ «جنيف-2»، مذكّراً بأن هذا المؤتمر يفترض أن تنتج عنها حكومة انتقالية بـ «صلاحيات تنفيذية كاملة».

وعلمت «الحياة» أن «الائتلاف» السوري المعارض أرجأ اجتماعاته إلى ما بعد انعقاد اجتماع لندن، في مؤشر إلى أن موقفه من حضور أو مقاطعة «جنيف-2» سيرتبط إلى حد كبير بما سيسمع وفد المعارضة الذي سيشارك في لقاء مجموعة «أصدقاء سورية» في العاصمة البريطانية الأسبوع المقبل.

وفي الإطار ذاته، توقّع مصدر ديبلوماسي غربي في العاصمة الفرنسية أن يعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاء مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس خلال اليومين المقبلين وقبل اجتماع «مجموعة لندن» (مجموعة الدول الـ ١١) حول سورية في العاصمة البريطانية.

وقال المصدر إن الاجتماع سيحدد موعد «جنيف-2» ومن يشارك فيه، علماً أن بعضهم يريده في أواخر تشرين الثاني وبعضاً آخر في منتصفه. وشدد المصدر على أن الموقف الأميركي من نص «جنيف-١» لم يتغير بالنسبة إلى المجلس «الانتقالي» في سورية الذي ينبغي أن تكون له صلاحيات تنفيذية كاملة، وأن الموقف الأميركي ما زال مصراً على عناصر بيان «جنيف -١». ولفت إلى أن الإدارة الأميركية -بما في ذلك كيري- ما زالت مصرة على رحيل الأسد ولم تغيّر موقفها، قائلاً إن الدليل على ذلك أن السفير روبرت فورد أكد خلال أحد لقاءاته باللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش الحر، أن الإدارة لم تغيّر موقفها من أن لا حل سياسياً في سورية مع بقاء الأسد، وأنه لتأكيد ذلك اتصل فورد بوزير الخارجية جون كيري وجعله يؤكد ذلك عبر الهاتف إلى إدريس. وأكد المصدر أن الاتصالات مستمرة أيضاً بين كيري وفورد وبين رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا.

أما بالنسبة إلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي عن سرعة تنفيذ الأسد واجباته بتسليم لوائح بمواقع السلاح الكيمياوي، فقد قال المصدر إن ذلك عبّر عن واقع حقيقي يُظهر أن النظام تعامل بذكاء مع هذا المطلب، لافتاً إلى أن تدمير هذا السلاح الآن هو موضوع مفاوضات ستحدد ما إذا كان سيُدمّر داخل سورية أو سينقل إلى مكان آخر. وقال المصدر إن سورية تملك ألف طن من السلاح الكيمياوي ومن أنواع عدة (في أكس وغاز السارين وغيرهما)، وإن الولايات المتحدة كانت على علم بأن النظام السوري يملك ذلك وبأنه استخدمه بالفعل في الغوطة. وشدد على أن النظام لم يكن عندما استخدم هذا السلاح في موقع قوة على الأرض، مشيراً إلى أنه عندما يتم تدمير هذا السلاح فلن يعود للنظام القدرة على التقدم والسيطرة على دمشق ومحيطها.

ورأى المصدر أن الكلام عن أن مسار «جنيف-٢» سيأخذ وقتاً طويلاً «غير واقعي» لأن الوضع في سورية غير الوضع في لبنان خلال الحرب الأهلية، ففي لبنان كانت دول حدودية (إسرائيل وسورية) تتحارب على أرضه. أما في سورية فالوضع يختلف «إذ إنها حرب بين رئيس وأقلية ضد شعبه». وشدد على أن مشكلة اللاجئين السوريين خطيرة على دول الجوار و «تتفاقم»، ولذلك فإن مسار «جنيف-٢» لا يمكنه أن يكون مماثلاً في المماطلة لما حدث خلال المؤتمرات حول لبنان.

وعن مشاركة إيران في «جنيف-2»، قال المصدر إن هذا الأمر لم يتم بته بعد بين الراعيين الأميركي والروسي، لكنه لفت إلى أن إيران أبلغت المجتمع الدولي أنها ليست مصرة أو متحمسة للمشاركة. وأضاف المصدر أن تحليله الخاص هو أن إشراك إيران في مثل هذا المؤتمر سلاح ذو حدين: إما أن تكون إيران مستعدة للضغط على «حزب الله» للانسحاب من القتال في سورية والتوقف عن مساعدة الأسد وعندئذ ستكون مشاركتها في جنيف إيجابية، وإما أنها غير مستعدة لذلك ومشاركتها ستكون بمثابة زيادة طرف آخر داعم للأسد، وهذا من شأنه أن يعقّد الأمور.

مقتل 16 عنصراً نظامياً خلال تفجير واشتباكات في المليحة قرب دمشق

دمشق، بيروت – يو بي أي، ا ف ب

قتل اكثر من 16 عنصراً من القوات النظامية صباحاً في تفجير سيارة مفخخة واشتباكات جرت بين مقاتلين اسلاميين والقوات النظامية في مدينة المليحة الواقعة جنوب شرق العاصمة السورية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوف الانسان.

وأعقب هجوم نفذه انتحاري ينتمي لجبهة النصرة، وهي جماعة جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة، اقتتال عنيف عند حاجز استراتيجي يفصل بين مدينة المليحة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وبلدة جرمانا.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن التفجير الذي وصفته بـ”الإرهابي” أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، ولم تتوفر معلومات دقيقة بعد عن عدد الضحايا أو طبيعة التفجير.

إلا أن معلومات صحفية تحدثت عن أن الإنفجار ناجم عن سيارة مفخخة استهدفت حاجزاً في المنطقة.

روسيا: اقتراح كيري نقل الكيماوي السورية بحراً الى الخارج سابق لاوانه

موسكو – ا ف ب

اعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان اقتراح وزير الخارجية الاميركي جون كيري شحن الاسلحة الكيماوية السورية بحرا الى خارج سورية سابق لاوانه.

وكان كيري صرح الخميس لاذاعة اميركية ان مخزون الاسلحة الكيماوية السورية يمكن نقله “في سفينة الى خارج المنطقة” لتدميره بشكل آمن. لكنه لم يعط توضيحات بشأن عملية بالغة التعقيد تقنيا خصوصا وانها تجري في بلد يشهد نزاعا مسلحاً.

وردت الوزارة الروسية السبت على موقعها الالكتروني قائلة “ان الخبراء يدرسون خيارات ووسائل تقنية مختلفة لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية، بما في ذلك خارج سورية”.

واضافت الخارجية الروسية “ان هذا العمل لم ينته بعد، وبرأينا فانه من السابق لاوانه التحدث عن اي وسيلة معينة”.

اما ميدانيا فاعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية التي وصل مفتشوها في الاول من تشرين الاول/اكتوبر الى سورية انها تحققت من حوالى نصف المواقع المتوجب تدميرها بحلول منتصف العام 2014.

وقد تقررت هذه المهمة على اثر اتفاق روسي اميركي تم التوصل اليه في 14 ايلول/سبتمبر فيما كانت الولايات المتحدة تهدد بتوجيه ضربة عسكرية الى دمشق بعد هجوم كيماوي بريف دمشق اتهمت به النظام في 21 اب/اغسطس.

مساع ديبلوماسية مكثّفة تحضيراً لعقد مؤتمر “جنيف – 2” ولقاء أميركي – روسي – أممي مطلع تشرين الثاني

سقط أمس عشرات القتلى الجمعة في قصف من القوات النظامية واشتباكات في محافظة حلب بشمال سوريا، وقت تنشط المساعي لاعطاء دفع لمؤتمر “جنيف – 2” توصلاً الى حل سلمي للنزاع المستمر منذ اكثر من 30 شهراً.

ويتوجه الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي اليوم الى مصر، محطته الاولى ضمن جولة اقليمية تحضيراً لـ”جنيف – 2″ المزمع عقده في تشرين الثاني.

وصرحت الناطقة باسمه خولة مطر بأن الديبلوماسي الجزائري سيلتقي اليوم في القاهرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، موضحة ان جولته ستشمل دمشق وطهران.

وصدر الاعلان عن الجولة غداة تصريح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بانه سينتقل الى لندن الاسبوع المقبل للقاء الجهات الداعمة للمعارضة السورية، في خطوة تزامنت مع الاعلان عن عقد اجتماع لـ”مجموعة اصدقاء الشعب السوري” في لندن أيضاً الثلثاء المقبل. وقال كيري: “نحن نعمل في اتجاه عقد مؤتمر جنيف”، مكرراً ان “لا حل عسكريا” للنزاع السوري.

ويبدأ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” اجتماعات في اسطنبول الثلثاء لاتخاذ “قرار نهائي” في شأن المشاركة في “جنيف – 2 “ الذي تنقسم حياله المعارضة.

ويشترط قادة في الائتلاف ان يكون جنيف ممرا لاطاحة الرئيس بشار الاسد الذي تنتهي ولايته سنة 2014، بينما يرفض النظام البحث في الموضوع، معتبرا ان القرار في هذا الشأن يعود الى الشعب السوري من طريق صناديق الاقتراع.

ودعا كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في ايار الى عقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا يجمع ممثلين للنظام والمعارضة.

وكشف نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن لقاءً ثلاثياً لروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في شأن الوضع في سوريا قد يعقد مطلع الشهر المقبل. وقال إن هذا اللقاء الثلاثي سيمهد لعقد مؤتمر “جنيف ـ 2”، و”نحن مستعدون لإبداء مرونة كي يتوصل المشاركون الآخرون إلى توافق في هذا الشأن، ومن الممكن أن يعقد هذا اللقاء مطلع تشرين الثاني المقبل”.

مخطوفو أعزاز .. في الطريق إلى بيروت اليوم

بلغ ملف الزوار اللبنانيين المخطوفين في أعزاز «خاتمته السعيدة»، وأطلق سراحهم مساء أمس وتم نقلهم من مكان احتجازهم في الأراضي السورية الى تركيا، في إطار صفقة قد تتوسع لاحقاً لتشمل أسرى ومعتقلين من أطراف الحرب في سوريا، وتشارك فيها السلطة الفلسطينية وقطر.

وأعرب المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عن بالغ ارتياحه لانتهاء هذه المأساة التي اثقلت اللبنانيين لأكثر من سنة ونصف السنة، وقال عبر «السفير»: لا شك بأن هذا الامر يدخل السرور الى قلب كل لبناني، وما ينبغي أن نقوله في هذا المجال هو مبروك للبنان.

وفيما نقل عن اللواء ابراهيم أن المخطوفين أصبحوا في يد السلطات التركية، وسيكونون في لبنان خلال 24 او 48 ساعة. نفى ابراهيم ما تردد عن أنه التقى بهم أمس، وقال لـ«السفير»: لقد وصل المخطوفون اللبنانيون الى تركيا، وأستطيع القول إنهم اصبحوا في أيدٍ أمينة وفي مكان آمن، والمسألة تحتاج الى ساعات قليلة.

وفيما أكدت مصادر مواكبة للإجراءات اللوجستية لـ«السفير» أن المخطوفين سينقلون الى بيروت اليوم، ينتظر اللواء ابراهيم في اسطنبول ليتسلمهم، وقال إنه سيبحث إجراءات نقلهم الى لبنان مع وزير الداخلية مروان شربل، ولذلك لم يشأ تحديد موعد محدد للعودة، علماً أن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تبلغ من وزير الخارجية القطري خالد العطية انه سيرافق اللبنانيين المحررين الى لبنان قبل ان ينتقل الى قطر.

وقال إبراهيم: ثمة ترتيبات لوجستية يجري إعدادها وسنتحرك عندما يتم إنجازها، وما نقوله الآن إن الأمور بالنسبة الى الشق المتعلق بالمخطوفين اللبنانيين قد انتهى وأقفل.

ولفت ابراهيم، رداً على سؤال، الى ان قضية التركييْن المخطوفين ليست مرتبطة بقضية المخطوفين اللبنانيين وقال: أعتقد أنه ما دامت قضية المخطوفين اللبنانيين قد حُلت، فيفترض ان تنتهي قضية الطياريْن التركييْن ويُفرج عنهما.

شربل: بشرى للبنانيين

بدوره أكد وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» ان قضية المخطوفين اللبنانين قد انتهت وتم نقلهم مساء الى تركيا، «وهذه بشرى للبنانيين ولذوي المخطوفين، وتبقى آلية تسليمنا إياهم من قبل السلطات التركية، وهذا ما سيتم التباحث حوله اليوم السبت مع الجانب التركي».

وفيما تحدث الوزير شربل عن إمكان نقل الطياريْن التركييْن الى تركيا في الساعات المقبلة، وكذلك مجموعة من المعتقلات المفرج عنهن، ضمن هذه الصفقة، من قبل النظام السوري، ذكرت معلومات ان الجهود كانت منصبة في ساعات الليل على حلحلة عقدة كيفية نقل السجينات السوريات المفرج عنهن، الى تركيا، حيث طالب خاطفو الزوار اللبنانيين بأن يتولى الجانب اللبناني نقلهن الى هناك، وقالت مصادر وزارية إن هذا الموضوع لن يشكل عقدة، خاصة أن القطوع الصعب قد مر وانتهى.

وقد هنأ الرئيس نجيب ميقاتي اللبنانيين التسعة المحررين، متمنياً عودتهم سريعاً الى وطنهم، وهنأ اللبنانيين عموماً وذوي المخطوفين خصوصاً على إقفال ملف المخطوفين في سوريا، «الذي شكل صفحة مؤلمة جداً، ونشكر كل من ساهم في العمل على الإفراج عنهم من الدول الشقيقة والصديقة».

وكان الرئيس ميقاتي قد تابع هذا الملف عبر سلسلة اتصالات مع كل من وزير خارجية قطر، وزير خارجية تركيا احمد داوود اوغلو ومع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وأشاد الرئيس ميقاتي «بالجهود الكبيرة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في معالجة هذا الملف».

وبعد الإعلان عن إطلاق المخطوفين شهدت الضاحية الجنوبية اجواء فرح وتجمعات للمواطنين وذوي المخطوفين لمواكبة آخر التطورات في هذه القضية.

الوساطات

وجاءت هذه الخاتمة السعيدة لملف المخطوفين اللبنانيين في اعزاز تتويجاً لجهود بذلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عبر زيارات مكوكية قام بها ما بين بيروت وتركيا وسوريا، التي اكد ابراهيم انها استجابت وقدمت تسهيلات جدية، وكذلك عبر دور فلسطيني تولاه سفير فلسطين في تركيا الذي كان له دور اساسي، خاصة لجهة التواصل مع الجهات الخاطفة والتنسيق مع الجانب التركي وكذلك مع قطر، التي برز حضورها في الفترة الأخيرة وتكليف امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لوزير الخارجية القطرية خالد العطية المواكبة المباشرة لهذه المسألة.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قال إن التواصل مع الطياريْن التركييْن المخطوفين في لبنان سيتم في اسرع وقت ممكن، وأن «نتائج إيجابية في هذا الصدد قد تتحقق في اية لحظة».

وذكرت وكالة انباء الأناضول، امس، ان اردوغان تحدث هاتفياً مع دبليك اكبينار زوجة الطيار التركي المخطوف مراد اكبينار ليهنئها بعيد الاضحى، وأكد لها ان من الممكن تحقيق نتائج ايجابية في هذه القضية في اية لحظة.

وقالت مصادر تركية إن الانتخابات المحلية والرئاسية التي ستشهدها تركيا في العام 2014 شكلت أكبر عنصر ضغط لإنهاء هذا الملف، فضلا عن التحول الحاصل في الموقف القطري ازاء عدد من القضايا الإقليمية.

كما ان وزير الخارجية القطري الموجود في تركيا منذ يوم السبت الماضي، حيث واكب المفاوضات لحظة بلحظة، اعلن مساء امس «أن الوساطة القطرية أفضت الى إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين التسعة في سوريا».

وبالتوازي مع الدخول القطري على خط الوساطة في قضية المخطوفين اللبنانيين، والتي أفضت الى الإفراج عنهم، بدأ الحديث عن امكان قيام الجانب القطري بوساطة على خط آخر، تفضي الى مبادلة «أسرى» ما بين النظام السوري والمعارضة، تطال مجموعة من الضباط في الجيش السوري محتجزين لدى تنظيمات المعارضة السورية، وكذلك مجموعة من الشخصيات المعارضة المعتقلين لدى النظام.

وكانت الساعات الثماني والأربعين الماضية قد شهدت تطورات متسارعة حول قضية مخطوفي اعزاز، تمثلت في الزيارة السريعة لمدير عام الامن العام الى تركيا التي رفعت منسوب التفاؤل بقرب طي هذا الملف بالإضافة الى ملف الطياريْن التركييْن، وكذلك في زيارته الى سوريا وإجرائه محادثات وصفت بأنها «مثمرة» مع رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك. ووفق المعلومات التي توافرت لـ«السفير»، تم وضع اللمسات الاخيرة على لوائح اسمية لمعتقلات سوريات في السجون السورية، في اطار الاتفاق الشامل.

الحريري: سأعود قريباً

سياسياً، وفيما كرر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمام ممثلي «مجموعة العمل الدولية» وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، دعوة المجتمع الدولي الى دعم لبنان لتمكينه من مواكبة الارتدادات السلبية للأزمة السورية عليه إنسانياً واقتصادياً واجتماعياً (التفاصيل ص2)، أكد الرئيس سعد الحريري انه سيعود الى لبنان قريباً، وأشار الى أن قرار العودة كان متخذاً «ولكن اغتيال اللواء وسام الحسن أظهر مرةً اخرى استهداف هؤلاء المجرمين للرموز اللبنانية، ولذلك تأجلت العودة، برغم ان كثيرين لا يريدون عودتي، الا أنني سأعود».

وقال الحريري في كلمة له عبر برنامج بثَّته «قناة المستقبل»، ليل أمس، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الحسن إن اغتيال رئيس «شعبة المعلومات» كان بسبب الدور الذي اضطلع به في كشف شبكة ميشال سماحة وعلي مملوك، وكشف وملاحقة العديد من شبكات التجسس الاسرائيلية والمخططات الارهابية في البلاد، مؤكداً عزمه على ملاحقة هذه القضية لكشف القتلة ومن وراءهم وإحالتهم الى المحاكمة لينالوا جزاءهم.

يذكر أن «قوى 14 آذار» ستحيي ذكرى الحسن باحتفال تقيمه عصر اليوم في «البيال»

تفاهمات ميدانية بين «الحر» ودمشق

الجيش الحر» في القلمون والغوطة، والشمال السوري بين سندان النظام ومطرقة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«الجهاديين».

ويقول مصدر في «الجيش الحر» إن الكتائب التي يقودها ضباط منشقون في القلمون والغوطة وحمص بدأت مراجعات في موقفها من النظام، على ضوء تطور المواجهات بينها وبين الجماعات «الجهادية» منذ عام، وتعرض الألوية التي يقودونها لعمليات تصفية أو تهديدات بضربها إذا لم تقم بمبايعة «داعش» أو «جبهة النصرة».

وتسيطر «النصرة» و«أحرار الشام» بشكل خاص، وبطلب من الاستخبارات التركية، عبر بوابات الحدود التركية السورية على طرق الإمداد بالسلاح. وقال مصدر في «الجيش الحر» إن عدداً كبيراً من ألوية «الحر» التي تخشى تمدد الإسلاميين في الغوطة والقلمون، حاولت كثيراً التوصل إلى توافق مع النظام السوري ضد الإسلاميين المتشددين، من دون كبير نجاح.

وقال المصدر إن لقاءات مع ضابط برتبة لواء في الجيش السوري، بدأت منذ العام الماضي، للتوصل إلى حل سوري ــ سوري، بعيداً عن أي تدخل خارجي. وكان أكثر من 600 ضابط منشق قد ابدوا استعدادهم لتأييد حل داخلي لقاء تحويل كتائبهم إلى شرطة محلية، والبقاء في مواقعهم، ودفع رواتبهم. وأخفقت بعض الوساطات بسبب عدم وجود ضمانات لتنفيذ الاقتراحات. ويقول مصدر في «الجيش الحر» إن ضابطين من «الحر» ساهما في الاتصالات خُطفا واحتجزا في عسال الورد على يد مقربين من قائد «لواء الإسلام» زهران علوش.

وقال مسؤول في «الحر» في ريف دمشق، عبر «سكايب»، إن التسوية التي يطمح إليها العديد من الضباط في «الجيش الحر» تقارب «التسوية الجزائرية»، وهي تسوية أدت إلى نزول «جيش الإنقاذ» الإسلامي من الجبال في التسعينيات إبان التمرد الإسلامي وحل نفسه وعودة أعضائه إلى الحياة المدنية. وكانت مفاوضات في حمص شارك فيها الشيخ صالح النعيمي، وضباط من «حزب الله» قد أدت إلى تسليم جنود من «الجيش الحر» أسلحتهم، ولكنهم رفضوا الظهور في وسائل الإعلام.

ونجحت المفاوضات بشكل خاص في ريف دمشق وأدت إلى تحييد جزء من الغوطة الغربية، في كناكر وزاكية ودروشا، والإبقاء على كتائب من «الجيش الحر» فيها من دون قتال. ونجحت المفاوضات مع عناصر من «الحر» في إخراجهم من قدسيا والهامة.

ويقول المصدر في «الجيش الحر» إن معظم كتائب «الحر» في القلمون لن تقاتل إذا ما تقدم الجيش السوري في المنطقة، لأنها لا تريد أن يتحول «الجهاديون» إلى القوة الرئيسة في المنطقة. وكانت بعض هذه الكتائب أصدرت بيانات تندد بالضربة العسكرية الأميركية ضد سوريا في حينها. وهددت كتائب من «غرباء الشام» التي يقودها حسن جزرة بتسليم مواقعها إلى الجيش السوري في بستان الباشا الحلبية إذا ما حاولت «داعش» الاستيلاء على هذه المواقع.

وتحول مؤتمر جنيف مادة خلاف بين كتائب «الجيش الحر» التي يقول مصدر فيه إن معظمها يؤيد انعقاده. وفيما يطالب النظام عادة مفاوضيه من «الحر» بتسليم الأجانب أو طردهم، يطالب الضباط الذين يفاوضون النظام بفتح طرق الإغاثة وإطلاق المعتقلين وعدم قصف المناطق التي يتمركزون فيها، كمقدمة أولى لمفاوضات أعمق تتناول ترتيب أوضاعهم. ويراهن ضابط في «الحر» على تحول المفاوضات، إذا ما اتسعت ونجحت، إلى كرة ثلج «إذ أن أثرها لن يتوقف على عناصر الحر المنشقين من الجيش وإنما سيشمل كتائب إسلامية كثيرة انضم إليها السوريون من اجل الحصول على رواتب لا أكثر».

جولة الإبراهيمي اليوم: الطريق الشاقة إلى جنيف!

محاولات أوروبية لتجديد التعاون الأمني مع دمشق

محمد بلوط

استعدادات، تقنياً وسياسياً، لمؤتمر جنيف ومؤشرات متفاوتة على انعقاده. فللمرة الأولى منذ عام ونصف العام تتلقى السلطات السويسرية إشعاراً من الأمم المتحدة بتحضير ما يلزم أمنياً ولوجستياً لاستقبال مؤتمر جنيف في 23 و24 من تشرين الثاني المقبل.

لم ينجلِ مؤشر إضافي على التوجه الجازم نحو قاعة التفاوض، وتأجلت دورة تدريبية مقررة لمعارضين سوريين من كل الأطياف على تقنيات التفاوض، كانت الأمم المتحدة قد كلفت الخارجية السويسرية بتنظيمها، نهاية تشرين الأول الحالي. التدريب على التفاوض مؤجل، بسبب إرسال جلسة الائتلافيين في اسطنبول من موعدها الأولي في 25 إلى 29 من هذا الشهر.

والتفاوت في المؤشرات على اكتمال شروط انعقاد المؤتمر يحضر في مستويات أعلى وأقوى. فهناك الارتباك في جولة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي التي تبدأ بالقاهرة اليوم، بعد أشهر طويلة من السبات الديبلوماسي، من دون أن يحدد له موعد إماراتي، فيما يرفض السعوديون لقاءه بحجة مرض وزير الخارجية سعود الفيصل، رغم نشاطه المستفيض في باريس، على مقربة من الإبراهيمي نفسه، خلال اليومين الأخيرين.

وقالت مصادر الأمم المتحدة في نيويورك لـ«السفير» إن جولة الابراهيمي ستشمل إضافة الى مصر اليوم، قطر التي يصلها الأحد قادماً من القاهرة، والكويت وسلطنة عُمان، والعراق والاردن وتركيا وايران ثم تختتم بلبنان وبعدها سوريا. وأوضحت أن دمشق ستكون المحطة الأخيرة في جولة الابراهيمي ليكون قادراً على وضع تصور أكثر شمولا للمشهد الاقليمي أمام المسؤولين السوريين ومواقف كل الأطراف في المنطقة من الأزمة السورية ومؤتمر «جنيف2».

وتدور حرب تخوضها السعودية وقطر معا في قلب «الائتلاف» لمنع الذهاب إلى جنيف، والإكثار من تأليف الكتل «الجهادية» المقاتلة التي تعمل الاستخبارات السعودية على تعزيزها، وتفتيت ساحة المعارضة السورية لتعزيز السيطرة على قرارها، على حساب «الائتلاف» و«الجيش الحر». وليس سراً أن وزير الخارجية القطري خالد العطية يقف وراء بيان «المجلس الوطني» ضد جنيف، ويعمل في اسطنبول ضد محاولات الثنائي الديبلوماسي الفرنسي ايريك شوفالييه والأميركي روبرت فورد إقناع المعارضة بتأليف وفد موحد للتفاوض في جنيف.

ولكن المؤشرات الأكثر ترجيحاً لانعقاد المؤتمر، رغم الحرب السعودية ــ القطرية على جنيف، تظهر في الاتفاق الأميركي ــ الروسي، على استخدام جنيف لتحصين مسار تصفية «الكيميائي» السوري وبناء تحالف سوري يواجه الجماعات «الجهادية» وتنظيم «القاعدة»، يعد إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين السعودية وأميركا في مقاربة مؤتمر جنيف. إذ يفضي التوافق على متطلبات ذلك إلى الإبقاء على النظام السوري، وإرسال الملفات الخلافية من تنحية الرئيس السوري بشار الأسد فإعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية إلى مرحلة لاحقة من المفاوضات، يتولاها السوريون أنفسهم، ريثما تكتمل عملية «الكيميائي» السوري. ويبدو جنيف نفقاً طويلاً من التسويات التي تقوم على توازن القوى الحالي، مع تقدم الجيش السوري في جبهات كثيرة، وتضعضع «الجيش الحر» وصعود الجماعات «الجهادية» بصفتها صاحبة القرار العسكري والسياسي، والرافضة لأي مساومة مع النظام.

وتبدي أجنحة من «الائتلاف»، تحت ضغط أميركي أو واقعية سياسية، حيث لا خيارات أخرى، استعداداً لمجابهة احتمالات انقسامه أو استقالة «المجلس الوطني» من عضويته أو خروج كتلة ليبرالية إسلامية منه. ويقول مصدر في «الائتلاف» إنه لا مخاوف من انشقاق المعارضين لجنيف وان الهيئة السياسية تؤيد المشاركة في المؤتمر. ويشترط المتحدث باسم «الائتلاف» فايز سارة تدابير ثقة مسبقة يقوم بها النظام للذهاب إلى جنيف. فعلى النظام أن يثبت حسن نياته بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن بعض مناطق الغوطة، وتمرير المساعدات الإنسانية، وإطلاق المعتقلين. كما ينبغي أن تقابل ذهاب «الائتلاف» إلى جنيف ضمانات دولية وعربية بأن يلتزم النظام السوري تنفيذ ما يتفق عليه، ضمن جدول زمني محدد. ويعمل الاجتماع المصغر لـ«أصدقاء سوريا» في لندن الثلاثاء المقبل على بلورة إعلان أولي لتلك الضمانات وتأييد لمؤتمر جنيف. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية، إن «لقاء ثلاثيا بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة تمهيدا لمؤتمر جنيف2، قد يعقد في مطلع تشرين الثاني المقبل».

وهناك مؤشرات على هزال البرنامج السياسي للتفاوض في جنيف بعد إخراج موقع الرئيس الأسد من المساومة. ويقول معارض سوري إن الأميركيين أبلغونا في باريس عدم وجود خطة جاهزة أو تصور يفوق ما تم تقديمه في «جنيف 1» ضمن صيغته المبهمة، لا سيما في نصه المتناقض على نقل الصلاحيات ودور الرئيس ومستقبله واحتمالات اشتراكه في انتخابات رئاسية بعد انتهاء ولايته.

وقال المعارض إن الهدف الأعلى للمؤتمر سيكون التوصل إلى تسمية حكومة انتقالية لا أكثر، على أن تتحول إلى هيئة حوار بين النظام والمعارضة. وإذا ما جرت المفاوضات على قاعدة ميزان القوى الحالي، الراجح نسبياً لمصلحة النظام، فليس مؤكداً أن تحرز المعارضة أياً من مطالبها في تعديل بنية النظام السوري أو مؤسساته، لا سيما الجيش والأمن، في ظل الحاجة الماسة لتماسكها، في مواجهة حرب ثانية متوقعة ضد الإرهاب.

والأرجح أن المواجهة الحقيقية العسكرية والسياسية في سوريا لم تأت بعد، وهي تنتظر إجماعاً على الاتجاه إلى الحسم مع الجماعات «الجهادية» في الشمال السوري وتجمعاتهم في القلمون ودرعا، وهو اتجاه لن يسلك سبيله إلا بعد تبلور التوافق على حكومة انتقالية، واتضاح معالم الصفقة السياسية التي ستخرج من جنيف، وموقع كل طرف فيها، والتي يحاول الروس والأميركيون ضم أجنحة من المعارضة والنظام إليها لمواجهة العدو المشترك في الجماعات «الجهادية»، وهو أحد مفاصل الاتفاق بينهم.

وبرزت مؤشرات في الأسابيع الأخيرة، بعد صفقة «الكيميائي»، تذهب في اتجاه تأكيد مغادرة الكثير من الأوروبيين الرهان على تغيير جوهري في النظام السوري، وعلى أولوية استعادة التعاون الأمني المفقود مع دمشق، لمواجهة تهديدات عودة المئات من «الجهاديين» الأوروبيين إلى بلدانهم.

وقد استقبلت دمشق عبر بيروت مسؤولي الأجهزة الأمنية الأوروبية واحداً بعد الآخر. ويقول مرجع أمني، رافق مواكب الزائرين الأوروبيين إلى العاصمة السورية، لمقابلة رئيس الأمن القومي علي مملوك، إن مسؤول الاستخبارات الألمانية وحده زار المنطقة خمس مرات في الأشهر الماضية. وكان مسؤولو الاستخبارات البلجيكية والإيطالية والإسبانية وبلدان غربية أخرى قد توجهوا إلى دمشق لطلب إعادة التعاون الأمني، وهي مقدمة أولية توضح شكل الصفقة التي قد يؤدي جنيف إلى تظهيرها في أحد جوانبه.

ويطالب الأمنيون الأوروبيون بالحصول على معلومات وأسماء «الجهاديين» الأوروبيين الذين يقدر عددهم بألف مقاتل حتى الآن. ويقول مصدر سوري إن المسؤول الأمني السوري، اشترط على زائريه إعادة فتح سفاراتهم في دمشق، وإرسال بعض الديبلوماسيين إليها في مرحلة أولى، قبل الحديث عن أي تعاون أمني.

أكثر من 300 جريح من المعارضة السوريّة يُعالجون في مستشفيات إسرائيل وثلثهم في مستشفي نهاريا والإعلان عن وفاة اثنين في غرفة العمليات

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: أفادت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ الجمعة أنّ عدد الجرحى من المعارضة السوريّة المسلحة الذين يُعالجون في مستشفى الجليل الغربيّ بمدينة نهاريا الساحلية، شمال الدولة العبريّة وصل إلى 106 جرحى، وبحسب مدير المستشفى د. مسعد برهوم، فإنّ الجيش الإسرائيليّ هو المسؤول عن عملية إحضار الجرحى إلى المستشفى، وهو المسؤول أيضًا عن حراستهم، مشدّدًا على أنّ أكثرية الجرحى الذين يصلون إلى المستشفى يُعانون من إصابات خطيرة حتى خطيرة جدًا في الرأس. وكشف النقاب عن أنّ اثنين من الجرحى الذين أحضرهم الجيش بسيارات الإسعاف التابعة له، توفيّا في غرفة الطوارئ، قبل أنْ يتمكّن الطاقم الطبيّ من تقديم العلاج لهم.

يشار إلى أنّه بموجب أوامر الجيش، يُحظر على الزائرين الاقتراب من الجرحى، كما أنّ عددًا من جنود جيش الاحتلال يقومون بحراسة غرفهم على مدار الساعة، بحسب ما قال التلفزيون الإسرائيليّ، الذي أضاف أنّه بحسب أوامر الجيش، يُسمح للطاقم الطبيّ بالحديث مع الجرحى عن وضعهم الصحيّ، ليس إلا.

في السياق ذاته، كشفت صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ العبريّة ولأّول مرة عن إقامة الجيش الإسرائيلي مستشفى ميداني سري يقدم العلاج للجرحى السوريين الذين يصلون عبر خطوط وقف إطلاق النار بالجولان العربيّ السوريّ المحتّل.

وقالت الصحيفة إنّ المستشفى السريّ يضم أطباء عسكريين يُقدّمون العلاج للجرحى السوريين الذين يصلون إلى المواقع العسكرية الإسرائيلية المتقدمة حيث يتلقون العلاج الأولي قبل تحويلهم للمستشفى الميداني.

ونقلت الصحيفة عن ضابط سلاح الطب الرئيسي في الجيش الإسرائيلي الجنرال ايتسك كرايس قوله إنّ غالبية الجرحى يعانون من إصابات خطيرة جدًا، وأنّ الجيش الإسرائيليّ لا يهتم بانتماء الجريح سواء كان متمردًا أوْ جنديًا سوريًا نظاميًا أو مواطن سوري عاديّ، فهو بالنسبة للأطباء الإسرائيليين مجرد جريح يجب تقديم العلاج له، على حدّ تعبيره.

وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ المستشفى الميدانيّ تمّ افتتاحه في مطلع شباط (فبراير) الماضي وكان أول الواصلين له مجموعة من 7 جرحى سوريين ليتوالى بعدها وصول الجرحى بأعداد متزايدة حتى وصل عددهم إلى ما يزيد عن 300 جريح تم تحويل ثلثهم تقريبًا للمستشفيات الإسرائيلية العادية لاستكمال العلاج فيما عاد البقية إلى سوريّة فور انتهاء علاجهم.

وقال عدد من الجرحى قابلتهم الصحيفة إنّ المستشفى الميدانيّ الإسرائيليّ معروفًا داخل سوريّة بوصفه مستشفى يقدم علاجا ورعاية طبية جيدة لذلك يطلب المصابين وفور إصابتهم تحويلهم للمستشفى الإسرائيلي. أحد المصابين الذي تمت معالجته في مستشفي بوريا في طبريا، قال للطاقم الطبي إنّه أُحضر إلى الحدود السوريّة الإسرائيليّة من قبل أصدقائه، ذلك لأنهم كانوا على علم بأنّ مصابين آخرين من المعارضة المسلحة وصلوا إلى إسرائيل وتلقوا العلاج، وأضاف المصاب السوري، الذي لم يُكشف عن تفاصيله، سوى أن عمره هو (26 عامًا)، أن أفراد عائلته لا يعرفون أنه أُصيب خلال المعارك بين المعارضة المسلحة وبين الجيش العربيّ السوريّ، كما أكّد للطاقم الطبي الذي عالجه بأنه لم يُبلغ عائلته بأنه يتلقى العلاج في إسرائيل، وعندما سُئل ماذا سيفعل عندما سيتم تحريره من المستشفي الإسرائيلي، رد بالقول إنّه سيعود إلى القتال ضد قوات النظام السوري، مشددًا على أنه يُقاتل في صفوف المعارضة منذ سنة ونصف السنة، وأنه لا يعتقد بأن الحرب الدائرة في سورية ستنتهي قريبًا.

وقال مدير مستشفي بوريا، د. يعقوف فاربنشتاين، للصحيفة العبرية إنّ المستشفى حاضر وجاهز لاستقبال جرحى آخرين من سورية، وأن المستشفى على استعداد لتقديم العلاج الأنجع والأفضل لهم، مشيرًا إلى أنه من واجبنا الإنساني تقديم العلاج لكل جريح، على حد قوله. في السياق ذاته، أفادت تقارير صحافيّة عبريّة أنّ الخلاف يتفاقم بين إدارة المستشفيات الإسرائيلية في منطقة الشمال، صفد ونهاريا وبورية ورمبام في حيفا، وبين الجيش الإسرائيلي، حول تكاليف علاج الجرحى السوريين الذين يتم نقلهم من البلدات السورية المحاذية للحدود إلى إسرائيل للعلاج، بعد تهرّبت وزارة الأمن وقيادة الجيش من تسديد التكاليف للمستشفيات، التي تجاوزت مليوني دولار في مستشفى صفد لوحده، ما دفع إدارة المستشفى إلى فتح حساب خاص في صفد لجمع تبرعات لضمان قدرة إبقائهم للعلاج وشراء معدات وأدوية يتطلبها علاجهم، بعد أن بات تقديم العلاج لهم على حساب الإسرائيليين من حيث الطواقم الطبية والأدوية والمعدات. وأكّدت التقارير أنّ عدد الجرحى السوريين، الذين يُعالجون في المستشفيات الإسرائيليّة قد تجاوز الـ300 عدد كبير منهم من الأطفال وتقع إصاباتهم بمعظمها في العيون والرأس.

وبحسب إدارة المستشفيات فإنّ معظم الجرحى يحتاجون إلى عمليات جراحية وغرف علاج مكثف. وهم يرقدون في أقسام العظام والجراحة فيما يضع الجيش أمام غرفة كل جريح حراسة عسكرية يسمح للطاقم الطبي فقط بالدخول إليهم.

وكشف الجيش الإسرائيلي انه قام بتحويل معسكر جيش له في الجولان المحتل إلى مستشفى يصل إليه المصابون لتلقي علاج أولي، فإذا كانت الإصابة بليغة، ينقلون إلى المستشفى. وكشف بعض الجرحى أن جهات تتواجد في البلدات التي تشهد معارك ترشدهم إلى بوابة خاصة على الحدود، خصصها الجيش الإسرائيلي لدخول المصابين. وأقام هناك جدارًا خاصًا لتنفيذ عملية الدخول وتحديد المنطقة لضمان السيطرة الأمنية. وسمحت إسرائيل للقنوات التلفزيونية بلقاء معظم الجرحى، ولكن دون إظهار وجوهم، مشيرةً إلى أنّهم من المعارضة وبينهم من عناصر القاعدة.

وخلال المقابلات أشار جريح عرّف نفسه من تنظيم (القاعدة) إلى أنّ ما قدّمته له إسرائيل لم تقدمه الدول العربية وقال: يكتر خير إسرائيل. في مثل عنا بقول اللي بمد لك يده ما تعضها، وهكذا سنتعامل مع اسرائيل، على حد تعبيره.

الرهائن اللبنانيون ينتظرون في تركيا استكمال عملية التبادل مع معتقلين بسجون النظام السوري

بيروت- (ا ف ب): رغم الاعلان عن الافراج عن اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين لدى مجموعة من المعارضة المسلحة في شمال سوريا ووصولهم الى تركيا الليلة الماضية، فان السلطات اللبنانية لم تتسلمهم بعد فيما تلتزم انقرة الصمت حول مكان وجودهم.

في هذا الوقت، تتجه الانظار نحو الطيارين التركيين المحتجزين في لبنان على أيدي مجموعة قالت إن خطفهما رد على عدم تدخل انقرة بفاعلية للضغط على المجموعة التي تخطف اللبنانيين للافراج عنهم. وعبرت السلطات التركية عن تفاؤلها بقرب الافراج عن مواطنيها بعد الاعلان عن اطلاق اللبنانيين.

وتنتظر عودة اللبنانيين، بحسب وزير لبناني، استكمال “الخطوات اللوجستية” المتمثلة بنقل معتقلين في السجون السورية الى تركيا والافراج عنهم، مقابل تسليم اللبنانيين الى سلطات بلادهم. ويشكل هذا التبادل جزءا من صفقة وافقت السلطات السورية عليه، بناء على طلب لبناني.

وشاركت في المفاوضات الشاقة التي يفترض ان توصل اللبنانيين التسعة وذويهم الى النهاية السعيدة خلال الساعات القادمة، دولة قطر بحكم علاقاتها الوطيدة مع المعارضة السورية المسلحة.

واعلن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل صباح اليوم السبت ان اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين ل17 شهرا في شمال سوريا، موجودون “في مكان آمن” في تركيا، مشيرا الى ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تولى ملف التفاوض في قضيتهم عن الجانب اللبناني، ينتظر في تركيا تسلمهم.

وقال شربل في مقابلة مع تلفزيون “المنار” التابع لحزب الله ان اللبنانيين “موجودون داخل الاراضي التركية، لكن اللواء عباس ابراهيم لم يلتق بهم بعد”، مضيفا انهم “في مكان آمن”.

ولم يحدد في أي منطقة هم موجودون أو في عهدة من.

ورفض مصدر في وزارة الخارجية التركية ردا على سؤال لوكالة فرانس برس من جهته نفي او تأكيد وجود اللبنانيين على الاراضي التركية.

وقال شربل “هناك عملية تسلم وتسليم ستحصل، وعدد كبير من السوريين والسوريات يفترض ان ياتوا من سوريا لتحصل عملية التبادل”.

واوضح ان الخاطفين كانوا “وضعوا شرطا وهو ان يتوجه المعتقلون الذي ستفرج عنهم دمشق الى تركيا”، مضيفا “نحن ننسق مع (المسؤولين) السوريين في هذا الموضوع. وان شاء الله تنتهي العملية سريعا”.

وردا على سؤال قال “نعم يجب ان يكون هناك تزامن في عملية التسلم والتسليم بين اللبنانيين والسوريين”.

وتابع في محاولة للطمأنة “الاجراءات اللوجستية تحتاج الى درس. الطريق معبدة لكنها ليست قصيرة”، معربا عن امله في ان ينتهي الامر خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة.

ونقل رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان نجيب ميقاتي في تصريح له مساء الجمعة عن وزير الخارجية القطري خالد العطية الموجود ايضا في تركيا انه “سيرافق اللبنانيين المحررين الى لبنان شخصيا”.

وشكر “الدول الصديقة والشقيقة” التي ساهمت في انهاء هذا الملف.

وخطف اللبنانيون، وكلهم من الشيعة – وكان عددهم احد عشر قبل ان يطلق اثنان منهم بعد اشهر- اثناء عودتهم من زيارة حج الى ايران برا عبر تركيا وسوريا في ايار/مايو 2012، على ايدي مجموعة مسلحة اتهمتهم بانهم موالون لحزب الله اللبناني المتحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد. واعلنت المجموعة الخاطفة التي تنتمي الى “لواء عاصفة الشمال” المقاتل ضد النظام، منذ البداية انها لن تفرج عنهم قبل الافراج عن النساء المعتقلات في سجون النظام.

وقام اللواء ابراهيم بمفاوضات مع السلطات السورية في هذا الشان افضت الى تجاوبها مع الطلب تسهيلا للافراج عن اللبنانيين.

وفي التاسع من آب/ اغسطس، خطفت مجموعة لبنانية قال القضاء ان بينها افرادا من عائلات الرهائن اللبنانيين، على طريق مطار بيروت، طيارين تركيين لا يزالان محتجزين. وقالت المجموعة انها لن تفرج عنهما قبل الافراج عن اللبنانيين المحتجزين في سوريا. ويقول ذوو المخطوفين اللبنانيين ان انقرة قادرة على الضغط على الخاطفين، ولم تفعل.

وبعد الاعلان عن الافراج عن المخطوفين اللبنانيين، صرح وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو الجمعة لقناة تلفزيونية تركية ان “ثمة تطورات ايجابية جدا تتعلق بالطيارين التركيين”، مضيفا “تم حل جزء كبير من هذه القضية”.

وأبدى الوزير تفاؤله ازاء قرب الافراج عن الطيارين العاملين في شركة الخطوط الجوية التركية، وهو ما قد يحصل “في الساعات او الايام المقبلة”.

موسكو: اقتراح كيري نقل الأسلحة الكيميائية السورية بحرا إلى الخارج سابق لاوانه

موسكو- (ا ف ب): اعتبرت وزارة الخارجية الروسية السبت أن اقتراح وزير الخارجية الامريكي جون كيري شحن الأسلحة الكيميائية السورية بحرا إلى خارج سوريا سابق لاوانه.

وكان كيري صرح الخميس لاذاعة أمريكية ان مخزون الأسلحة الكيميائية السورية يمكن نقله “في سفينة الى خارج المنطقة” لتدميره بشكل آمن. لكنه لم يعط توضيحات بشأن عملية بالغة التعقيد تقنيا خصوصا وانها تجري في بلد يشهد نزاعا مسلحا.

وردت الوزارة الروسية السبت على موقعها الالكتروني قائلة “ان الخبراء يدرسون خيارات ووسائل تقنية مختلفة لتدمير الاسلحة الكيميائية السورية، بما في ذلك خارج سوريا”.

واضافت الخارجية الروسية “ان هذا العمل لم ينته بعد، وبرأينا فانه من السابق لاوانه التحدث عن اي وسيلة معينة”.

اما ميدانيا فاعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي وصل مفتشوها في الاول من تشرين الاول/ اكتوبر إلى سوريا انها تحققت من حوالى نصف المواقع المتوجب تدميرها بحلول منتصف العام 2014.

وقد تقررت هذه المهمة على اثر اتفاق روسي امريكي تم التوصل اليه في 14 ايلول/ سبتمبر فيما كانت الولايات المتحدة تهدد بتوجيه ضربة عسكرية إلى دمشق بعد هجوم كيميائي بريف دمشق اتهمت به النظام في 21 اب/ اغسطس.

التلفزيون السوري يعرض لقطات لتفكيك المفتشين تجهيزات للأسلحة الكيميائية

دمشق- (ا ف ب): بث التلفزيون الرسمي السوري في نشرته الاخبارية ليل الجمعة لقطات تظهر قيام مفتشي البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة بتفكيك واتلاف تجهيزات في مواقع لانتاج هذه الاسلحة وتخزينها.

ويظهر التقرير وهو بعنوان “سوريا تواصل تعاونها مع الفريق الاممي الخاص بالسلاح الكيمائي والفريق يزور مناطق عدة”، تفكيك بعض اللوحات الالكترونية وقصها بآلات حادة، وقيام جرافة بتحطيم خزانات فضية اللون متوسطة الحجم وسحقها.

كما يظهر في اللقطات التي لم يحدد تاريخها او مكان تصويرها، عددا من المفتشين وهم يجولون في مواقع الاسلحة الكيميائية، وقد وضع بعضهم على رأسه خوذات واقية وارتدوا اقنعة واقية من الغازات السامة وقفازات.

وفي التقرير البالغة مدته دقيقتان و21 ثانية، يقوم عدد من المفتشين بوضع اشارات لاصقة على بعض التجهيزات، والتقاط صور للمواقع وتدوين ملاحظات، وتفحص خزانات متفاوتة الحجم.

وظهر عدد من المفتشين وهم يتفحصون تجهيزات اسمنتية وحديدية في ما يبدو انه حظيرة واسعة ذات سقف نصف دائري.

وقال قارئ التقرير ان الفريق “زار مواقع جديدة في سوريا واطلع على محتوياتها وقام بتفكيك بعضها واشرف على تدمير معدات تستخدم في تركيبها وتصنيعها”.

وهي المرة الثانية يبث التلفزيون السوري شريطا لعمل البعثة المشتركة بعد تقرير اول في الثامن من تشرين الاول/ اكتوبر، وذلك بعد اسبوع من بدء هذا الفريق مهمته.

واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقرا الجمعة، ان البعثة المشتركة تحققت من 14 موقعا للانتاج والتخزين، من اصل 20 موقعا قدمت دمشق لائحة بها.

وتأتي مهمة البعثة المشتركة تطبيقا لقرار الامم المتحدة الذي صدر في 27 ايلول/ سبتمبر بعد هجوم بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/ اغسطس، اتهمت الدول الغربية والمعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلفه، ولوحت واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام ردا عليه.

وصدر القرار بعد اتفاق روسي-امريكي نص على تدمير السلاح الكيميائي السوري بحلو منتصف العام 2014.

ممثل الائتلاف الوطني السوري في واشنطن: الائتلاف لم يحسم موقفه من مؤتمر جنيف

واشنطن- (رويترز): قال ممثل الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة الجمعة إن الائتلاف السوري المعارض لم يحسم موقفه بعد من حضور مؤتمر دولي تأخر كثيرا لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.

واعترف ممثل الائتلاف نجيب الغضبان بأن كتلة رئيسية في الائتلاف قررت عدم المشاركة لكنه قال إن أعضاء آخرين قد يقرروا الذهاب على افتراض أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يذهب.

وقال الغضبان في تصريحات في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جون هوبكنز في واشنطن “لم نتخذ قرارا بعد في الائتلاف بخصوص ما إذا كنا سنذهب لكننا اتفقنا على محددات معينة لما هو مقبول وما هو غير مقبول.

ونقل عن جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري – أكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب – قوله مؤخرا لوكالة الأنباء الفرنسية إن المجلس لن يشارك في المحادثات قائلا إنه لا يتوقع أنها ستقدم أي شيء للسوريين.

لكن الغضبان قال إن الغرض من المؤتمر هو الانتقال لديمقراطية في سوريا وإن كثيرا من أعضاء المعارضة يعتقدون إنه قد يكون فرصة إذا وضع الإطار الصحيح.

وقال “إذا توافرت شروط نجاحه سنذهب… نريد إنهاء الصراع″.

وأضاف الغضبان إنه لا علم لديه بشأن تحديد موعد للمؤتمر. وكان مسؤول سوري كبير قال أمس الخميس إن المحادثات ستعقد في جنيف يومي 23 و24 نوفمبر تشرين الثاني لكن الولايات المتحدة وروسيا اللتين تشرفان على تنظيم المؤتمر قالا إنه لم يتحدد بعد اي موعد.

عشرات القتلى شمالي سورية وحركة دبلوماسية لانجاح جنيف2

عواصم ـ وكالات: سقط عشرات القتلى الجمعة في قصف من القوات النظامية واشتباكات في محافظة حلب بشمال سورية، في وقت تنشط المساعي لاعطاء دفع لمؤتمر جنيف 2 للتوصل الى حل سلمي للنزاع المستمر منذ اكثر من ثلاثين شهرا.

في غضون ذلك، اعلنت البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة التي تتابع مهمتها في سورية، انها تحققت من 14 موقعا لانتاج وتخزين هذه الاسلحة من اصل عشرين.

ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 12 كرديا بينهم ستة اطفال وشابتان، قتلوا ‘في قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة تلعرن’ في ريف حلب. وبذلك ارتفع عدد الضحايا في البلدة الى 21 خلال الساعات الماضية، بعد مقتل سبعة اشخاص اثر تعرض سيارتهم لقصف من القوات النظامية ليل الخميس الجمعة، واثنين آخرين في قصف الخميس.

كما قتل 20 عنصرا من القوات النظامية وسبعة مقاتلين في اشتباكات عنيفة دارت فجر الجمعة في المنطقة الواقعة بين بلدة خناصر ومعامل الدفاع.

وتعتبر تلعرن استراتيجية لوقوعها على الطريق الرئيسية بين منطقة السفيرة (جنوب شرق حلب) ومدينة حلب التي يتقاسم السيطرة عليها النظام والمعارضة. وتسيطر عليها ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ المرتبطة بالقاعدة منذ ان انتزعتها من المقاتلين الاكراد في نهاية تموز/يوليو. وهي قريبة من منطقة السفيرة التي تحتدم حولها المعارك منذ اسابيع.

والسفيرة مجاورة لمعامل الدفاع الواقعة شرق حلب والتي يرجح انها تضم مخازن للاسلحة الكيميائية. وشهدت هذه المنطقة عمليات كر وفر واحتلال مناطق من الطرفين في اطار معركة للسيطرة على طرق الامداد الى حلب.

وفي شرق سورية، قصف الطيران الحربي الجمعة مناطق في مدينة دير الزور، مع تواصل الاشتباكات لليوم الرابع في عدد من احياء المدينة.

وكان مقاتلون معارضون سيطروا ليلا على ‘كلية الآداب القريبة من حي الرشدية (وسط)’، بحسب المرصد الذي قال ان جبهة النصرة المتطرفة اعدمت عشرة عناصر نظاميين بعد أسرهم خلال الاشتباكات في الحي.

الى ذلك شكك مستشار لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في امكانية التخلص من ترسانة سورية من الأسلحة الكيميائية خلال عام، وفق الموعد المحدد من قبل الولايات المتحدة وروسيا.

وقال البروفسور، فيرتشيو تريفيرو، لصحيفة ‘جويش كرونيكل’ الصادرة من لندن الجمعة ‘إن تدمير الأسلحة الكيميائية لدى سورية عملية معقدة ومكلفة جداً، وما زلنا لا نعرف حجم الأسلحة التي تملكها’.

واضاف ‘اعتقد أن تحديد مدة تقل عن عام لتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية لدى سورية هو مفرط بالتفاؤل’.

وكانت واشنطن وموسكو قدمتا مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي في اعقاب الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية بريف دمشق في آب/أغسطس الماضي، ينص على التخلص من جميع الأسلحة الكيميائية لدى سورية، والتي قُدّر وزنها بألف طن، في منتصف عام 2014 تبناه المجلس لاحقاً.

وقال تريفيرو، عميد كلية الكيمياء الصناعية بجامعة بولونيا الإيطالية ‘إذا كانت ترسانة سورية مكونة من مواد كيميائية يتم مزجها معاً لانتاج أسلحة كيميائية فإن تدميرها سيكون سهلاً، لكننا لا نعرف حتى الآن حجم ما تملكه سورية من هذه المواد، وحجم ما تملكه من الأسلحة الكيميائية’.

واضاف ‘نحن نعرف أن سورية تملك أسلحة كيميائية، لكننا لم نناقشها من قبل لأنها لم توقع على معاهدة الأسلحة الكيميائية إلا في الشهر الماضي، وبدأنا مناقشتها منذ ذلك الحين’.

وقال تريفيرو ‘لا نعرف حتى الآن من سيغطي تكاليف تدمير الأسلحة الكيميائية لدى سورية، وهل ستكون دمشق أم الأمم المتحدة من خلال انشاء صندوق خاص’.

وكان خبراء تابعون للمنظمة بدأوا قبل أسابيع عملية التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية لدى سورية بموجب القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي والاتفاق الذي سبقه حولها بين الولايات المتحدة وروسيا.

القمع وعسكرة الانتفاضة وفشل الفصائل ببناء قاعدة شعبية منعت ظهور جسد يحظى بشرعية داخل وخارج سورية

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ حال المعارضة السورية لا يخفى على احد، فقد اصبحت كلمات مثل ‘انقسام’ و’تشرذم’ و’حروب داخلية’ و’تطرف’ و’جهادية’ و’ليست مهمة’، جزءا من الاوصاف التي تسبق الحديث عنها وتبرر بالضرورة مواقف تتخذها دول تبنتها ودعمتها منذ البداية ودعمت هدفها للاطاحة بالرئيس بشار الاسد.

ويبدو ان كل هذه الاوصاف صحيحة لانها تشير الى طبيعة المعارضة التي هي في حد ذاتها تعبير عن التناقض وسوء الفهم والتجادل في المصالح الجيوسياسية التي قامت عليها ومن اجلها.

فمع ان فشلت جماعات المعارضة، الرئيسية منها، الاضطلاع بدورها وممارسة تأثير واسع على الساحة امر يثير الاسف، لكن علينا اولا ان نبدأ بتوصيف الوضع وان لا نحمل المعارضة السياسية المسؤولية بالكامل، بل وتتحمل الدول العربية والغربية الداعمة لها جزءا كبيرا من المسؤولية، فقد اثرت الرسائل المتناقضة واجندة كل دولة، وغياب التنسيق بينها على بنية الجماعات التي تحاول هذه الدول تعزيز دورها.

ولان الحرب الاهلية السورية ونهايتها يظلان رهن بروز قوة او جماعة سياسية تحظى بدعم من القاعدة الشعبية وبالتالي الحصول على شرعية منها. فان اي من الجماعات السياسية التي تعمل في الساحة السورية لم تستطع حتى الان تحقيق الشرعية.

تغيير في الاهداف

ومع ذلك يظل الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة على الرغم من كل مظاهر القصور التي تعتري عمله، الجسد الذي يحاول الاضطلاع بالمهمة، ولكنه بحاجة حتى ينجح في الامتحان ويصبح الهيئة الشرعية الممثلة للثورة السورية الى تعزيز وجوده على الارض، ويحتاج لان يتحول الى الطرف الوحيد الذي تقدم من خلاله الدول المؤيدة للمعارضة تقديم الدعم من خلاله، كما يحتاج الائتلاف لتطوير استراتيجية قادرة على التصدي للظاهرة الجهادية. وبدون هذا فسيتحول الائتلاف كسابقه المجلس الوطني السوري الى مؤسسة لا علاقة لها ولا تمثيل حقيقي له.

ولا بد من الاخذ بالاعتبار في حالة الحكم على الائتلاف وغيره من جماعات المعارضة السياسية الظروف التي ادت الى اضعاف بنية المعارضة واسهمت بطريقة مباشرة وغير مباشرة بهذا الوضع. فهذه الجماعات اولا واخيرا هي نتاج مناخ محلي قمعي، وجاءت ايضا نتاج تحالف لمكونات متعددة الولاءات والاجندة، تمثلت بقوى، نخب ومثقفون وجماعات منفية علمانية واسلامية منزوعة عن اطارها العام وقاعدتها الشعبية الطبيعية، خاصة الاخوان المسلمون الذين عانوا من قمع النظام وخروج من معادلة المعارضة بعد مجزرة حماة عام 1982.

ومع بداية الانتفاضة وجدت هذه القوى، جماعات وافرادا، نفسها امام تحد غياب العلاقة مع الذين يتظاهرون في الشوارع وكذلك نقص التجربة السياسية التي تساعدها على فهم حجمها السياسي وفحص وزنها في الشارع.

عامل دبلوماسي

ومن هنا فقد قام الاعتراف بالمجلس الوطني السوري اولا عام 2011 ومن ثم الائتلاف الوطني 2012 على فكرة ان جماعات المنفى ليست الا التعبير الدبلوماسي عن الانتفاضة ومهمتها تحشيد الدعم الدولي للقضية السورية.

وقد قامت هذه النظرة على فرضية تعمل على دفع التدخل الدولي في سورية وتكرار السيناريو الليبي.

فبحسب هذه الفرضية، فكلما زاد قمع النظام ووحشيته عزز ذلك من خيار التدخل العسكري الغربي والاطاحة ببشار الاسد تماما كما قام بالاطاحة بمعمر القذافي. ومشكلة هذا التفكير انه يناقض وبشكل متطرف الطريقة التي تعاملت فيها الدول الغربية، خاصة ادارة الرئيس باراك اوباما مع الازمة السورية والتي لم يكن التدخل العسكري المباشر يوما، خيارا مطروحا على الطاولة.

ذلك ان ادارة اوباما والدول الداعمة للقضية السورية ركزت على دفع المعارضة للاتحاد والتوافق على اجندة واحدة تعبر عن اطياف المجتمع السوري وتكون صالحة لمرحلة ما بعد الاسد. ومن هنا وبسبب الرسائل المتناقضة بين الطرفين نشأ وضع انتظرت فيه واشنطن المعارضة كي توحد صفوفها فيما انتظرت الاخيرة من واشنطن كي تقدم لها الدعم.

كل هذا على الرغم من تشارك الطرفين في الهدف، وهو اجبار الاسد على الرحيل، لكن اي منهما لم يطور استراتيجية تأخذ بعين الاعتيار القيود الموضوعة امامهما لتحقيق هذا الهدف، وقد ادى هذا الى نشوء حالة من الاحباط وسوء الفهم وغياب الثقة مما ادى الى نزع المصداقية عن المعارضة والغرب عامة في صفوف القادة والمقاتلين الميدانيين.

يضاف الى هذه المشكلة غياب التنسيق بين الداعمين الاقليميين للمعارضة الذي ظهر بشكل واضح على الساحة السياسية والعسكرية. فقد ادى التنافس السعودي- القطري الى انقسام اثر على دينامية عمل الائتلاف والتنسيق بينه والجماعات العاملة على الارض.

وكان من اثار هذا التنافس هو ظهور الجماعات الاسلامية المتشددة.

ففي الوقت الذي يمثل فيه المجلس العسكري الاعلى للثورة السورية الذي يقوده اللواء سليم ادريس في الائتلاف ويحظى باعتراف الدول الداعمة للمعارضة، وانه الهيئة المخولة بتلقي الدعم من الخارج وتمريرها لجماعات الداخل الا انه لا يحظى الا بنفوذ قليل على الارض، ليس بسبب غياب الدعم الغربي ولكن لعدم قدرته على السيطرة على ما تحصل عليه هذه الجماعة او تلك.

لان القرارات فيمن يحصل على هذا الكم من السلاح او ذك تتخذ نيابة عنه في اروقة السلطة في قطر والرياض ومناطق اخرى.

مصادر اخرى

ويرتبط غياب او ضعف نفوذ اللواء ادريس ومجلسه بقدرة الجماعات المسلحة على تأمين مصادر للسلاح والتمويل بعيدا عنه، من مثل نهب مخازن الجيش السوري، او الاعتماد على مصادر طبيعية تقع في مجال سيطرة هذه الجماعات من مثل عقود النفط والغاز المربحة، اضافة الى مصادر خاصة من اثرياء سوريين في الخارج خاصة في دول الخليج.

هذا الوضع ادى الى تراجع نفوذ المجلس العسكري وقيادة اركان الجيش الحر وكذا الى بروز جماعات تساءلت عن اهمية الائتلاف، فقد الفترة الماضية الكثير من الدعوات تقودها فصائل مؤثرة لنزع الشرعية او عدم الاعتراف بالائتلاف لانه لا يمثل الثورة او لان اعضاءه لم يعملوا بما فيه الكفاية لصالح الوطن.

هل نشكل تحالفا جديدا؟

وامام هذا الوضع فما الذي يجب عمله؟ هل نعتبر الائتلاف الحالي لاغيا لانه فشل مثلما تم تجاوز المجلس الوطني السوري، الكيان الاول، ونبحث عن طرق لانشاء تيار جديد؟ هذا السؤال طرحه تقرير جديد لمنظمة الازمات الدولية عن حال المعارضة السورية الذي صدر يوم الخميس تحت عنوان ‘كل شيء الا السياسة: حالة المعارضة السياسية السورية’، فالتقرير يرى ان خيار انشاء جسم سياسي جديد مغر لكنه لن يؤدي الى النتائج التي نرغب بتحقيقها.

فالائتلاف لم يكن في يوم يسيطر على الجماعات المسلحة ولا شيء يدعونا والحالة هذه للاعتقاد بانه سيكون قادرا على تجاوز العقبات الجيوسياسية ان انشأنا تيارا جديدا.

ومن هنا يقترح التقرير احداث تغييرات على استراتيجية وعمل الائتلاف تأخذ بعين الاعتبار الظروف الحالية اي دول الخليج التي تصر على تقديم الدعم للجماعات المسلحة، والفصائل التي تريد مواصلة القتال، والاجندة الامريكية الحالية التي تركز على عقد مؤتمر جنيف-2 اي التوصل لتسوية سياسية للحرب الاهلية.

ومن هنا يدعو التقرير الى تحسين سبل التنسيق بين الدول الداعمة للمعارضة، خاصة على الساحة القتالية.

وهذا يقتضي تحديد الطرق البديلة للدعم خاصة من المتبرعين للجماعات القتالية في دول الخليج، كما ويقتضي عملا من تركيا كي تعطل تدفق الجهاديين الاجانب والممولين عبر حدودها الى سورية.

ومن اجل ان تحسن المعارضة وجودها على الارض، فيجب على الائتلاف ان يبحث عن دور مباشر له على الارض من خلال تقديم الخدمات الرئيسية في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون، بما في ذلك توفير الماء والغذاء والتعليم وفرض النظام والقانون. وكي يتحقق هذا لا بد من التنسيق بين جماعات المعارضة الرئيسية والداعمين الاجانب لها.

كما ويجب على التحالف وداعميه تطوير استراتيجية فاعلة للتصدي والتعامل مع التهديدات الناجمة عن الجماعات الجهادية.

وبالاضافة للتقدم في المجالات السابقة على الائتلاف تعزيز مبادرات المجتمع المدني وشبكات الناشطين وان يتقدم باستراتيجية واقعية لمؤتمر جنيف الذي ينظر اليه على انه الامل الاخير لانهاء الحرب، وهذا يقتضي من الائتلاف التوصل الى توافق داخلي والتقدم باطار عملي يمكن التفاوض عليه.

جذور الانقسام

وفي طيات التقرير اعتراف بأن المعارضة في أصلها كانت تحمل جذور الانقسام والخلاف وانها نتاج اربعة عقود من القمع والتقييد على الحريات في ظل حافظ الاسد ونجله بشار، الرئيس الحالي.

وقد اثرت طبيعة الانتفاضة التي لم تكن تعبر عن رؤية واضحة على طبيعة وتشكل المعارضة.

فالانتفاضة التي بدأت سلمية كانت تعبر عن هموم الفقراء وابناء الاحياء المهمشة والمحرومة. مع ملاحظة ان سورية الانتفاضة تشهد حاليا حالة من التعددية السياسية ستظل منفصلة عن الواقع حتى يظهر فضاء سياسي ذا معنى.

وستظل في الوقت نفسه المعارضة بتنوعاتها تواجه نظاما متماسكا ويحظى بدعم دبلوماسي غير مشروط من حلفاء اقوياء، وهذا يقتضي من المعارضة السورية القيام بتشكيل استراتيجية تستجيب لمطالب انتفاضة اتخذت طابعا لامركزيا، وتستجيب في الوقت نفسه للضغوط التي تمارسها عليها القوى الغربية والحلفاء العرب، وتمنح الاستراتيجية ايضا المعارضة القدرة على حل خلافاتها والتغلب على معادلة السلطة في داخلها.

ففي الوقت الحالي تضم المعارضة مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة، كل جهة منها تمارس اثرا محدودا على الساحة السياسية، وهو ما ادى الى فشل جماعي للمعارضة.

ويرى التقرير ان كل طرف في المعارضة فشل في حرف مسار الانتفاضة كي تخدم المصالح المشتركة للجميع مع تحولها من حركة سلمية الى حرب مدمرة.

فقد اكتفى بعض القادة للوقوف مسلما امام التطورات منتظرا حلا يقدمه الاخرون، سواء كان هذا الغرب او الجماعات المسلحة على الارض او من خلال المناورات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو.

الجماعات الجهادية

وفي الوقت نفسه شهدت الساحة القتالية بروزا للجماعات المسلحة المتنافسة في ما بينها التي يعمل طرف منها حسب اجندته، بشكل قلل من اهمية المعارضة السياسية التي لم تقم باية محاولة للتأثير على هذه الجماعات المختلفة.

وكان الوضع الذي نشأ بسبب ظهور الجماعات المتطرفة والاقتتال الشديد بين الفصائل المسلحة يدعو الى بروز جماعة معارضة تمثل مصالح ومطالب القطاع العام والقاعدة الشعبية للانتفاضة.

جماعات المعارضة الرئيسية

في بحثه عن جذور الازمة التي تعاني منها المعارضة السورية يقدم التقرير مسحا مكثفا للظروف والمناخ الذي اثر على شكل هذه المعارضة والجذور السياسية والقمع الذي مارسه النظام خلال العقود الماضية بشكل منع من ظهور اية جماعة سياسية ذات قاعدة شعبية ومنهج واضح.

وفي شرحه للقوى السياسية اللاعبة في المعارضة يشير التقرير الى ‘المجلس الوطني السوري’، الذي يعتبر من اوائل مؤسسات المعارضة الذي تزامن الاعلان عنه مع انهيار نظام القذافي.

وقد حظي المجلس في البداية بدعم دولي من اصدقاء الثورة السورية، وضم قطاعا من السوريين الذين يمثلون توجهات مختلفة.

وكان يمكن ان يكون المؤسسة المقبولة لدى الناشطين في الداخل. لكن المصداقية التي حظي بها سرعان ما تراجعت، بسبب تردده في تقديم موقف واضح من الجماعات المسلحة، ومن مسألة التدخل العسكري الغربي في سورية، ولعدم دمجه رموز علمانية مرتبطة بالتنسقيات المحلية، واخيرا لما قيل عن تأثير الاخوان المسلمون عليه.

الائتلاف الوطني

اما الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والذي جاء بمبادرة من رياض سيف، احد قادة المعارضة المعروفين، فقد قصد منه ان يكون مظلة اوسع من المجلس الوطني السوري مع ان الاخير حصل على ثلث مقاعده، واستفاد الائتلاف من المناورات الامريكية الساعية لتوحيد المعارضة، وكان انتخاب الشيخ معاذ الخطيب كرئيس للائتلاف خطوة لربطه بالقطاعات الشعبية.

مثل سابقه عاني الائتلاف من الضغوط الخارجية والخلافات الداخلية حيث تملك زمام القرار فيه ثلاث قوى واحدة مرتبط بجناح رجل الاعمال مصطفى الصباغ المقرب من قطر، وجناح الاخوان المسلمون الذي يضم رموزا علمانية ومن جماعات اسلامية اخرى اظهر مرونة في تحالفاته الخارجية، اما الثالث فيقوده ميشيل كيلو الذي يحظى بدعم سعودي.

تيار بناء سورية والهيئة التنسيقية

بالاضافة لهاتين الجماعتين الرئيستين هناك الهيئة التنسيقية لقوى التغيير الديمقراطي التي اعلن عنها في دمشق في حزيران (يونيو) 2011 وتضم يساريين وقوميين واكرادا، وتقدم التنسيقية نفسها كبديل علماني عن الائتلاف، وتعارض عسكرة الانتفاضة والتدخل الغربي العسكري المباشر، وتهدف لتحقيق التغيير في سورية ديمقراطيا. وعادة ما يطلق قادة هذا التحالف على انفسهم بـ’معارضة الداخل’ لان قادتها لا يزالون يعملون من داخل سورية.

وقام قادتها بانتقاد المجلس الوطني السوري، مما ادى الى توجيه انتقادات لهم من القاعدة الشعبية. كما ان بقاء قادتها في دمشق وعملهم من هناك، ادى الى اتهامات بانها تعمل برغبة او بدون رغبة أداة للنظام الذي يريد منع ظهور معارضة له ذات مصداقية.

ومثل هيئة التنسيق، فتيار بناء سورية لا يزال مؤسسه لؤي حسين مقيما في دمشق، وقد دعم التيار انتفاضة عام 2011 ولكنه تجنب الدعوة مباشرة للاطاحة بالنظام وعارض التدخل الاجنبي وانتقد عسكرة الانتفاضة.

النظام معارضا

واخيرا يشير التقرير الى محاولات النظام الذي يمارس الخيار الامني ضد الانتفاضة تقديم صورة منفتحة وتتسامح مع الرأي الاخر، من خلال تعيين عدد من المعارضين المعروفين قبل الانتفاضة مثل علي حيدر الذي عين وزيرا للمصالحة وقدري جميل الذي عين نائبا لرئيس الوزراء.

ولان الائتلاف يعتبر التيار الاعرض فالتقرير يقدم عرضا لمظاهر قصوره ومشاكله واثر ذلك على مصير المعارضة السياسية.

ويعتقد كتاب التقرير ان مشكلة الائتلاف والمعارضة السياسية نابعة من الارث السياسي القمعي لنظام بشار ووالده، حيث ادى خيار القمع الى تشتيت المعارضة وادى الى عدم ظهور معارضة سياسية ذات معنى داخل سورية. ويعتقد التقرير ان النظام بسياساته قام بعزل المعارضة عن الشعب واصبحت حالة المعارضة تعبر عن كفاح شخصي ضد النظام، اضافة الى ان الدولة عملت على زرع اسفين عدم الثقة بين رموز المعارضة بعضهم ببعض. وفي الاطار نفسه فالروح العلمانية التي عبرت عنها الرموز هذه تراجعت لصالح التدين الذي انتشر في المجتمع السوري وبتشجيع غير مباشر من الدولة.

ويتهم التقرير الدولة ايضا بانها قامت بالقضاء على مراكز قوى منافسة ومحتملة داخل الطائفة العلوية ولعبت الورقة الطائفية من اجل التأكد من ولاء ابنائها للنظام. ومع بداية الربيع العربي سيطر هذا الارث على المعارضة السورية وشل حركتها.

ومما زاد من مصاعب المعارضة السورية والعربية منها في دول الربيع غياب الايديولوجيا والرؤية السياسية الواحدة لها، ولم تكن لها قيادة واضحة، صحيح ان بعض القيادات خرجت وعبرت عن همّ الشارع او استفادت من وسائل التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا في تنسيق فعالياتها، الا ان الدور الذي لعبته كان من اجل تنسيق الدعم الخارجي وليس تأكيد دورها في الداخل او بين قواعد الثائرين.

اي انها اصبحت معارضة تلعب دورا نيابة عن الناشطين في الداخل، تتأثر بضغوط ومصالح الخارج في اتجاه وبدون ان تتمتع بتمثيل حقيقي على الارض في اتجاه اخر.

قيادة جديدة للانتفاضة

ومما زاد من معضلة المعارضة هو نزوع الانتفاضة نحو العسكرة مما ادى الى تراجع اصوات الناشطين في المدن وهم يمثلون الطبقة المتوسطة للمقاتلين القادمين من الارياف، وما حدث في حلب تمثيل واضح لهذه التحولات.

فالدورالقيادي الذي لعبته الجماعات المسلحة زاد من تعقيد المشهد المعقد اصلا الذي تواجهه المعارضة في المنفى. ولم يحلّ المشكلة انشاء ‘مجلس القيادة العسكرية العليا’ الذي وجد نفسه وسط تناقضات المشهد العسكري، فتارة يدعم هذا الطرف او يتعاون مع ذاك واحيانا يجد نفسه في نفس المعسكر مع الجهاديين. ولم يحظ رغم كل هذا بقبول من كافة الفصائل حتى كتيبة ‘احرار الشام’ المؤثرة ظلت تعمل خارجه. يضاف الى هذا فان الفجوة بين ما تطمح اليه المعارضة وما يريده الغرب او الدول الداعمة للقضية السورية ادى الى حالة من الاحباط. فقد فسر الناشطون وقادة المعارضة الضغوط عليهم لتحقيق الوحدة على انه تعهد من الغرب بتقديم الدعم.

ويحلل التقرير اثر التنافس الاقليمي على مسار المعارضة السورية. ففي الوقت الذي تشترك الدول الاقليمية مثل قطر والسعودية بهدف واحد وهو الاطاحة بنظام الاسد، وبالنسبة للسعودية اضعاف محور ايران- سورية- حزب الله الا ان كلا منهما اختار الجهة التي يقدم لها الدعم.

ويعبر هذا بالضرورة عن خلاف ايديولوجي بين القوى العلمانية والاسلامية العاملة على الساحة السورية. وفي الوقت الذي تبعت فيه الامارات العربية والكويت الخط السعودي الا ان تركيا اعتبرت قريبة من خط قطر، ولم تقم تركيا باتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من تدفق المال والمتطوعين الجهاديين للاراضي السورية.

ويرى التقرير ان الدول العربية المانحة تعتبر عقبة كبيرة امام تطور وتحسين التعاون بين قوى المعارضة لان هذه الدول تستخدم الدعم كوسيلة للتأثير. ويعترف التقرير انه على الرغم من مظاهر القصور التي يعاني منها الائتلاف الوطني الا انه يظل لاعبا رئيسيا.

ومن اجل ان يكون له دور ‘وعلاقة’ فعلى قادته ان لا يجلسوا مكتوفي الايدي ينتظرون العون من الاخرين. ويكمن المخرج من الوضع الحالي في تغير سلوك القوى الاقليمية الداعمة، وتحسين ادوات التنسيق والتعاون والتقدم باستراتيجية، تتصدي لتهديد الجهاديين وتتعامل بواقعية مع الواقع في سورية والذي يمر بحالة من الانسداد على المستوى العسكري. وفي حالة فشل الائتلاف بتشكيل هذه الاستراتيجية فانه سينتهي على الهامش، فرفضه حضور مؤتمر جنيف-2 يعني خسارته الدعم الغربي. وفي المقابل ان وافق الائتلاف على المشاركة بضغط دولي وبدون استراتيجية واضحة فانه سيفاوض من موقع ضعيف.

عجلات «جنيف 2» تتحرّك: لقاء قريب لرعــاته والإبراهيمي في المنطقة اليوم

نشطت المساعي الدبلوماسية لإعطاء دفع لمؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده أواخر الشهر المقبل. موسكو ستواصل لقاءاتها الدولية في هذا المجال، كذلك يستهل اليوم الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي جولته في المنطقة بدءاً من القاهرة، في وقت تتجّه فيه الأنظار نحو قرار «الائتلاف» بالمشاركة خلال اجتماعه المقبل في إسطنبول، في ظلّ تهديد «المجلس الوطني» المتكرّر بالانسحاب منه في حال الموافقة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، إنّ لقاءً ثلاثياً بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، تمهيداً لمؤتمر «جنيف 2»، قد يعقد في مطلع الشهر المقبل. وشدّد، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية، على أنّ المهمة الأولية ليست تحديد موعد معيّن للقاء التمهيدي، بل التوصل إلى تفاهم حول كيفية عقد المؤتمر وتمثيل الحكومة والمعارضة فيه. في موازاة ذلك، يتوجّه الموفد الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، اليوم، إلى مصر ثم إلى عدد من بلدان المنطقة للإعداد لمؤتمر «جنيف 2»، الذي لم يتحدّد موعده رسمياً بعد.

وأعلنت الناطقة باسم الإبراهيمي، خولة مطر، أنّه سيبدأ جولته الاقليمية من القاهرة، حيث يلتقي وزير الخارجية المصري والأمين العام لجامعة الدول العربية.

وأضافت أنّ الإبراهيمي الذي سيبقى حتى الأحد في مصر لم يحدّد بعد تفاصيل جولته لأن العديد من دول المنطقة لا تزال في عطلة عيد الأضحى، غير أنها أكّدت أنّه سيزور دمشق وطهران. وسيتّخذ «الائتلاف» المعارض الأسبوع المقبل في اسطنبول قراراً بشأن مشاركته في المؤتمر.

من ناحيته، أعلن رئيس «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة في المهجر، هيثم منّاع، أنّ أسماء وفدها لمؤتمر «جنيف 2» باتت معروفة، لكن المشكلة ما زالت تتمثل في وفد «الائتلاف» المعارض.

وقال منّاع لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، أمس، «إنّ الائتلاف يعاني من مشاكل داخلية ومن التخبط في العلاقة مع العديد من الجماعات المسلحة، ولم يصل بعد إلى تحديد الشكل والمضمون لوفده إلى المؤتمر، ونظن أن دعوته إلى اجتماع أصدقاء سوريا في لندن الأسبوع المقبل تهدف إلى استكمال ما لم يتم الاتفاق عليه بعد في اسطنبول».

وأضاف: «أظن أنّ الائتلاف أمام القرار الأهم منذ تأسيسه قبل نحو عام، وهو ليس القرار الأهم بل الاختيار الأهم، لأنه يمس مباشرة مستقبل سوريا».

كذلك أشار إلى أنّ «المشاركين من الهيئة الكردية العليا أصبحوا معروفين وتحدّدت معالمهم، كما الاقتراحات المتعلقة ببقية المعارضين».

ولفت إلى أن الذهاب إلى جنيف «يعني مباشرة العملية السياسية الانتقالية، ومن المفترض تحديد خطوات واضحة لها وجدول زمني».

وأكد منّاع أنّه «لم توجه أي دعوة إلى المعارضة السورية والأطراف الحكومية للمشاركة في المؤتمر، ولن يتم ذلك قبل إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تاريخ انعقاده».

وكان منّاع فد عقد لقاءً مع الأخضر الإبراهيمي، في منزل الأخير في العاصمة الفرنسية باريس، استغرق زهاء ساعتين.

إلى ذلك، أعلن رئيس «المجلس الوطني السوري»، جورج صبرا، أنّ المجلس سينسحب من «الائتلاف» في حال موافقته على المشاركة في «جنيف 2». وقال صبرا، في حديث إلى وكالة «نوفوستي» الروسية أمس، إنّ المجلس سيشارك في أواخر الشهر الحالي في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف حول المشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وكرر صبرا القول إنّ تنظيمه قرّر عدم المشاركة في المؤتمر، ما دامت الأوضاع والظروف الداخلية والإقليمية والدولية لا تتغيّر، مؤكداً أنّ هذه الأجواء لا تساعد على إيجاد حلّ سياسي حقيقي للأزمة السورية. وأشار صبرا إلى أن «أغلبية أطراف المعارضة المرتبطة بالثوار في الداخل وصلت إلى استنتاج مفاده أن «جنيف 2» ليس هدفاً بحدّ ذاته، وأن الهدف منه هو التوصل إلى اتفاق سياسي يوقف القتل ويفتح الأفق نحو انتقال البلاد من الاستبداد إلى الديمقراطية».

في سياق آخر، وافقت قبرص، أمس، على إنشاء قاعدة لدعم مفتشي الأسلحة الكيميائية العاملين في سوريا. وأعلنت حكومتها، في بيان، أنّه سيجري «تنظيم القاعدة في مطار غير مستخدم في نيقوسيا، كما سيستطيع المفتشون الإقامة في فنادق نيقوسيا التي تبعد نحو 225 كيلومتراً عن ميناء اللاذقية السوري».

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعا في بداية الشهر الجاري إلى إقامة «منطقة ترانزيت وقاعدة خلفية» في قبرص لنحو مئة عضو في البعثة المشتركة.

اللاجئون السوريون بمصر… كالمستجير من الرمضاء بالنار

صبري عبد الحفيظ حسنين-ايلاف

يتعرض اللاجئون السوريون لموجة عداء من السلطات المصرية عقب الإطاحة بنظام حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، واتهامهم بالانخراط مع جماعة الإخوان في أعمال العنف والتظاهر ضد ما يعتبرونه “إنقلاباً عسكرياً”.

القاهرة: تتصاعد موجة العداء للسوريين في مصر بسبب استهداف الآلة الإعلامية المصرية لهم، ووصل الأمر إلى حد تحريض أحد الصحافيين، الشعب المصري، على ضرب السوريين في مصر على “قفاهم” في الشوارع، بينما قال آخر إن السوريات يبعن أجسادهن للإخوان بخمسين جنيهاً في الساعة، وهو ما بات يعرف بـ”جهاد النكاح”.

لم يقف الأمر عند حد الاستهداف الإعلامي، بل تخطاه إلى الإعتقال والترحيل إلى سوريا، وكان من بين المعتقلين أطفال رضع، وأسر بالكامل تعرضت لمعاملة قاسية من قبل الشرطة المصرية، غير أن السلطات المصرية تنفي تلك التهم دوماً.

لكن الشرطة المصرية بمدينة الإسكندرية تعتقل المئات من السوريين، بتهمة الهجرة غير الشرعية، ويعيشون في أوضاع مزرية جداً داخل أماكن الإحتجاز.

 612 معتقلاً سورياً فلسطينياً

استطاعت “إيلاف”، الحصول على معلومات تفصيلية بأعداد المعتقلين السوريين أو السوريين من أصل فلسطيني وأماكن احتجازهم، وبلغ عددهم 612 شخصاً، بينهم لا يقل عن 114 طفلاً، منهم 47 رضيعاً، وجرى اعتقالهم في صورة مجموعات، بين يومي 11 و12 سبتمبر/ أيلول الماضي، بمدينة الإسكندرية أثناء استعدادهم للهجرة غير الشرعية إلى سواحل إيطاليا، ففي يوم 11 سبتمبر الماضي، اعتقلت الشرطة 270 سورياً، بينهم 40 طفلاً، كانوا على متن مركب صيد صغير للهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، وقتل إثنان منهم أثناء عملية الإعتقال.

 وفي اليوم نفسه إعتقلت الشرطة المصرية مجموعة أخرى مكونة من 70 سورياً من أمام مقهى بمنطقة أبو قير بالإسكندرية، بالتهمة نفسها، وحررت ضدهم محضراً حمل رقم 9511 قسم شرطة المنتزه ثان، وأصدرت النيابة العامة قراراً بالإفراج عنهم، إلا أن جهاز الأمن الوطني، رفض تنفيذ قرار النيابة، وأصدر قراراً بإحتجازهم إلى حين ترحيلهم إلى سوريا مرة أخرى.

 خطر على الأمن القومي

وفي اليوم نفسه أيضاً، إعتقلت الشرطة 107 سوريين بينهم 47 طفلاً، من على متن مركب صيد، كان يستعد للإبحار على سواحل أوروبا، ووجهت إليهم تهمة الهجرة غير الشرعية، بموجب محضر 2942 قسم شرطة الجمرك، ورغم إصدار النيابة العامة قراراً بالإفراج عنهم، إلا أنهم مازالوا رهن الإعتقال، إلى حين ترحيلهم إلى سوريا بموجب مذكرة من جهاز الأمن الوطني، تقول إنهم خطر على الأمن القومي المصري.

 وبتاريخ 27 سبتمبر الماضي، إعتقلت الشرطة المصرية 165 سورياً، بالتهمة نفسها، بينهم 27 طفلاً، وتعاملت معهم بالطريقة نفسها التي عاملت بها باقي المعتقلين وقررت ترحيلهم إلى الأراضي السورية.

 بين شقي رحى

ووفقاً لتقرير أصدره المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بعنوان “بين شقي رحى”، فإن المعتقلين السوريين يعانون من سوء المعاملة في مقرات الإحتجاز الشرطية، وأوضح التقرير الذي تلقت “إيلاف” نسخة منه، أن الشرطة المصرية اعتقلت أسرة بالكامل، بالرغم من عدم وجود أسباب منطقية أو تهم واضحة، مشيراً إلى أن الشرطة فرقت بينهم في أماكن الاعتقال، ووضعت الأطفال رهن الإعتقال مع متهمين آخرين بالغين، ليسوا من ذويهم، بالمخالفة للقوانين.

وأوضح التقرير أن اللاجئ السوري أسامة علي شعبان، تم اعتقاله وأسرته بالكامل، وأحتجز الأب بقسم شرطة أبي قير، بينما الأم وثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين خمسة اعوام و12 عاماً في قسم شرطة المنتزه ثان.

 أطفال رضع معتقلون

 وأضاف المركز أن أسرة اللاجئ السوري أنس علي شعبان، تعرضت للأمر نفسه، منوهاً بأن الأب أنس محتجز بقسم شرطة أبي قير، بينما زوجته أماني عمايري وأطفاله الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة وخمس سنوات محتجزون في قسم شرطة المنتزه ثان. وهو الأمر نفسه مع أسرة أحمد زياد أبو شمة، المحتجز بقسم أبي قير، وزوجته وأطفاله الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات بقسم المنتزه.

 أوضاع مزرية

وانتقد التقرير أوضاع اعتقال السوريين، وقال إن نحو 270 شخصاً محتجزون في مساحة لا تتجاوز مائة متر، تجري فيها أعمال ترميم، ويتعرضون لصعوبة في التنفس نتيجة استنشاق روائح الدهانات والأتربة الأسمنتية، كما أن انقطاع المياه عن دورة مياه وحيدة يؤدي إلى إصابة الأطفال الرضع وأسرهم بالأمراض الجلدية، فضلاً عن إنبعاث الروائح الكريهة منها، ولفت التقرير إلى أنهم لا يلقون أية رعاية طبية، ولا تتوافر لهم الأدوية اللازمة، رغم أن بينهم مرضى بالسكر والقلب.

 ونبّه إلى أنهم يتعرضون للشتائم والسباب بألفاظ بذيئة من قبل بعض الضباط.

كما إنتقد التقرير الحقوقي ما وصفه بـ”التعسف” من قبل الشرطة في معاملة المحامين الحقوقيين، الذين حاولوا زيارة المحتجزين والوقوف على أسباب اعتقالهم، ولم يستطع المحامون الإطلاع على المحاضر أو زيارة المحتجزين.

 وطالت إنتقادات التقرير الحقوقي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصر، متهماً إياها بعدم القيام بدورها في تقديم الرعاية الطبية والقانونية للمعتقلين، وتوفر لهم وجبة واحدة يومياً، لا تراعي الظروف الخاصة للمرضى أو الأطفال الرضع.

 وأشار التقرير إلى أن المركز المصري للحقوق الإقتصادية والإجتماعية أقام دعوى قضائية لإلغاء قرار جهاز الأمن الوطني المصري بترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

 مخيمات بالجولان

 ومن جانبه، انتقد المعارض السوري مأمون الحمصي، طريقة تعامل السلطات المصرية مع اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أنه رغم معارضته الشديدة لنظام حكم الإخوان في مصر، وطريقة تعامل الإخوان في سوريا مع الثورة، إلا أنه في عهد محمد مرسي، كان السوريون يعيشون في سلام، ويحظون بمعاملة كريمة.

 وأضاف لـ”إيلاف”، أن ما يحدث للسوريين في مصر حالياً، لا يليق أن يصدر من الأخ لأخيه في وقت الشدة، داعياً الأزهر الشريف إلى سرعة التدخل في الأزمة من أجل رفع الظلم عن السوريين، وألا يتم إجبارهم على الترحيل إلى سوريا، أو معاملتهم بطرق مهينة إلى حد يدفعهم للهروب إلى الموت، عبر مراكب الصيد إلى سواحل أوروبا.

كما دعا الحمصي مفوضية شؤون اللاجئين إلى إقامة مخيمات للاجئين السوريين في هضبة الجولان المحتلة، بدلاً من التعرض للإذلال في الدول الشقيقة والصديقة.

المعارضة السورية مستاءة من تقلبات «حماس».. ومراقبون يربطونها بمتطلبات علاقتها مع إيران

قيادي في الحركة: لا علاقة لحلفنا الاستراتيجي مع طهران بموقفنا من أزمة سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»

طالبت المعارضة السورية حركة حماس الفلسطينية بعدم «التدخل في الشأن الداخلي السوري والاهتمام بالقضية التي تناضل من أجلها»، على خلفية تصريحات أطلقها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أخيرا ودعا فيها «الجماعات التي تقاتل في سوريا إلى أن توجه البندقية إلى فلسطين». وفي حين وضعت أوساط مراقبة مواقف «حماس» في إطار «إعادة تمتين علاقتها مع إيران»، أكد قياديون في الحركة استمرار دعمها «للحل السلمي في سوريا بما يضمن حرية الشعب وكرامته».

وعلى الرغم من أن حركة حماس تتبع سياسيا لتنظيم «الإخوان المسلمين» العالمي، لكن ذلك لا يمنع قياديين إخوانيين في سوريا من انتقاد مشعل على مواقفه. وقال القيادي السوري في تنظيم «الإخوان المسلمين»، ملهم الدروبي، وهو عضو المجلس الوطني السوري، إن «تقلبات الحركة حيال الموضوع السوري هو بمثابة نتيجة طبيعية للظروف الدولية والإقليمية والعربية التي يمر بها الفلسطينيون عادة التي تدفعهم إلى الانتقال من مركب إلى آخر وفق المستجدات التي تطرأ».

ونصح الدروبي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قياديي «حماس» بالابتعاد عن «التدخل في الشأن السوري وإعطاء التعليمات للمقاتلين على الأرض»، منتقدا بشدة تصريحات مشعل الأخيرة. وذكر بأن «الثورة السورية بدأت سلمية، لكن عنف النظام ووحشيته دفعاها للتسليح، في حين أن الطائفية التي طالبنا مشعل بالابتعاد عنها ناتجة بدورها عن النظام وسلوكه». وكان مشعل قد أشار في تصريحات له قبل أكثر من أسبوع إلى أنه «من حق الشعوب الانتفاض من أجل حقوقها، ولكن يجب أن يتم ذلك بوسائل سلمية»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة في سوريا، مؤكدا أنه «ضد العنف الطائفي أيا كان مصدره».

ودفعت هذه التصريحات «جيش الإسلام» أحد أبرز الفصائل التي تقاتل النظام السوري في ريف دمشق، إلى توجيه انتقادات لاذعة لمشعل واتهامه بـ«الارتباط بإيران». وقالت الهيئة السياسية للقيادة العامة لـ«جيش الإسلام» الأسبوع الماضي، إنها «أحرص على الأقصى من خالد مشعل وأمثاله الذين امتهنوا المتاجرة بقضيتهم». واعتبرت أن «من يمارس جهاد المكاتب لا ينبغي أن يوجه النصائح لمن يتقلب في الخنادق»، مشيرة إلى أن «جيش الإسلام أقدر على تحديد أولوياته وخياراته، ويعلم بالضبط لمن يوجه البنادق ومتى».

وجاءت تصريحات مشعل بعد فترة على إعلان انحيازه إلى حراك الشعب السوري ووقوفه الكامل مع مطالبه العادلة، متمايزا بذلك عن بعض قادة «حماس» الآخرين، على غرار موسى أبو مرزوق ومحمود الزهار، اللذين حافظا على موقفهما الداعي إلى حل سياسي «وسطي» للأزمة بما يجنب الشعب والدولة في سوريا ويلات الصراع الدامي.

وفي هذا الإطار، يتوقع الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، المواكب للشأن الفلسطيني، علي الأمين أن «تتبلور مواقف جناح مرزوق والزهار أكثر في المرحلة المقبلة». ويرى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحركة ستكون أكثر حيادية بشأن الملف السوري بهدف تسهيل عودتها إلى إيران»، معربا عن اعتقاده بأن الأخيرة «ستشكل الحامي الأساسي للحركة بعد هزيمة المشروع الإخواني في مصر، خصوصا أن ذلك سيصب في مصلحة إيران التي ستجد فصيلا فلسطينيا مهما يؤمن غطاء لنفوذها العربي».

في المقابل، يؤكد ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة لـ«الشرق الأوسط» أن «العلاقة مع إيران لم تنقطع وهي مرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي ومشروع المقاومة»، نافيا «وجود أي علاقة بين هذا التحالف الاستراتيجي وموقف الحركة مما يجري في سوريا».

وفي موازاة إشارته إلى «تأييد حماس لمطالب الشعوب العربية في الحرية والكرامة، ومنها الشعب السوري، لكن بطريقة سلمية ومن دون أي تدخل أجنبي»، يوضح بركة أن «تحوّل الصراع في سوريا إلى صراع عسكري مسلح لم يغير من قناعات الحركة، بل دفعها أكثر لتأييد التوصل إلى حل سياسي لا سيما أن المسألة باتت أزمة إقليمية ودولية».

وكانت العلاقات بين النظام السوري وحركة حماس قد ساءت تدريجيا على وقع تطور الأزمة السورية، وخروج أعضاء من مكتبها السياسي من العاصمة السورية. كما وجهت الكثير من الاتهامات للحركة على أنها ساعدت المعارضة السورية في التدريب وخصوصا على أسلوب الأنفاق والعبوات الناسفة الأمر الذي نفته مرارا.

تقدم للكتائب المقاتلة في المناطق الشرقية.. والنظام يحشد لاقتحام معضمية الشام

توالي سقوط القذائف بشكل متفرق على أحياء العاصمة

لندن: «الشرق الأوسط»

ذكر ناشطون أن قوات النظام السوري بدأت في إرسال مزيد من التعزيزات إلى الجبهة الشمالية استعدادا لاقتحام معضمية الشام المحاصرة، فيما خرجت مظاهرات يوم أمس الجمعة تحت اسم «أنقذوا المعضمية وجنوب دمشق»، حيث يعاني مئات الآلاف من المدنيين في تلك المناطق من حصار خانق. وقد سجل خلال الأسابيع الأخيرة أكثر من عشر وفيات بين الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، كما أفتى رجال دين في جنوب دمشق بجواز أكل لحم القطط والكلاب للمحاصرين كي لا يموتوا من الجوع.

وفي التطورات الميدانية في العاصمة دمشق، توالى سقوط القذائف بشكل متفرق على عدة أحياء، وسقطت يوم أمس عدة قذائف على حي المزة 86 الذي يقطنه موالون للنظام، وأدى سقوط القذائف إلى اشتعال حريق كبير في أحد المنازل، وشوهدت سيارات الإسعاف والإطفاء تتجه إلى المكان، فيما أعلن ناشطون عن قصف الجيش الحر لمقرات أمنية وتجمعات لميليشيات تابعة للنظام داخل دمشق بقذائف الهاون، وأنه تم «تسجيل إصابات محققة في كل من حاجز النسيم وحاجز الباسل وتجمعات للنظام في مقام السيدة زينب».

وفي حي الزبلطاني شرق العاصمة سمع إطلاق رصاص كثيف، في اشتباكات جرت على أطراف الحي من جهة جوبر.

كما سجلت الكتائب المناهضة للنظام تقدما في مدينة دير الزور شرق البلاد إثر معارك عنيفة جرت ليل الخميس – الجمعة، مع قوات النظام، في أحياء عدة بمدينة دير الزور. وتمكن مقاتلو الجيش الحر من السيطرة على كلية الآداب القريبة من حي الرشدية التي كانت تحت سيطرة قوات النظام.

من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جبهة النصرة أقدمت على إعدام 10 عناصر من القوات النظامية بعد أن أسرتهم خلال الاشتباكات في حي الرشدية. وكانت الاشتباكات قد اندلعت في دير الزور بتفجير عربتين مفخختين قبل ثلاثة أيام في حي الرشدية حيث توجد قوات النظام بكثافة.

وفي مدينة السخنة في البادية السورية تدور معارك عنيفة بين الكتائب المقاتلة المناهضة للنظام وقوات النظام، التي شنت غارات جوية على المدينة بالتزامن مع المعارك الجارية. وأعلن جيش الإسلام أنه تمت السيطرة على أكثر من 90 في المائة من مدينة السخنة، وتم القضاء على من فيها من قوات النظام، والاستيلاء على العتاد والذخيرة الني كانت بحوزتهم. ومن جانبه، قام النظام بالرد بقصف هستيري، لاستعادة السيطرة على المنطقة، وقام بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى هناك مع تواصل المعارك.

القوات النظامية تدفع بتعزيزات إلى ريف دمشق.. والمعارضة تتقدم بدير الزور

«جبهة النصرة» تتبنى اغتيال اللواء جامع وتعدم 10 جنود سوريين

بيروت: نذير رضا

أعلنت مصادر معارضة سورية في دير الزور إحراز الجيش السوري الحر تقدما كبيرا في مركز المحافظة، منذ بدء عملياته العسكرية مطلع الأسبوع، وسط إعلان «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن اغتيال رئيس فرع المخابرات العسكرية بدير الزور اللواء جامع جامع وسيطرتها على حي الرشيدية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس تقدم القوات المعارضة إثر معارك عنيفة ليلا مع القوات النظامية، وتخللها «إعدام» جبهة النصرة عشرة جنود نظاميين أسروا خلال الاشتباكات في حي الرشيدية.

وأشار المرصد إلى «معلومات أولية عن سيطرة مقاتلي الكتائب على كلية الآداب القريبة من حي الرشيدية»، والتي كانت خاضعة لسيطرة القوات النظامية.

وجاءت هذه التطورات غداة اغتيال اللواء جامع جامع في دير الزور.

وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن جبهة النصرة اغتالت جامع الذي قتل في حي الرشيدية. وأضاف: «وحدهم مقاتلو النصرة يقاتلون في الرشيدية، إلى جانب لواء (الفاتحون من أرض الشام) الذي يبايع الجبهة»، مشددا على أن «أي تبن آخر للعملية يدخل في مجال المزايدة».

وأكدت جبهة النصرة، أمس هذه المعلومات، إذ أعلنت مسؤوليتها عن اغتياله، كما عن عملياتها في حي الرشيدية.

وقالت الجبهة، في بيان، إنه «منذ عدة أسابيع كان الإخوة في جبهة النصرة يعدون لغزوة ضخمة في مدينة دير الزور وكان الهدف حي الرشيدية الملاصق لحي الحويقة المحرر حيث يعتبر حي الرشيدية من أهم المواقع الاستراتيجية للمرتدين في مدينة دير الزور لوجود أبراج مرتفعة فيه تطل على كامل المدينة وكذلك الأحياء المحررة وهو بوابة المربع الأمني الذي يعد بمثابة الحصن المنيع للنظام في المدينة».

وأشارت الجبهة إلى أن اللواء جامع «قاد تقدما إلى الحي بعد انهيار معنويات جنوده بالكامل»، لافتة إلى أنه «جرت العادة أن يتفقد جنوده»، مرجحة أنه «قتل بقذيفة هاون أثناء تمشيط المواقع الخلفية للقوات النظامية لقتل الضباط الكبار الذين يشرفون على المعركة».وتواصلت المعارك في أحياء أخرى من مدينة دير الزور، حيث تسعى قوات المعارضة إلى «السيطرة على الأحياء الأخرى من المدينة، كما تقاتل للسيطرة على مطار دير الزور العسكري»، بحسب عبد الرحمن.

وتسيطر قوات المعارضة على قسم كبير من ريف دير الزور، أهمه الريف الشرقي. وقالت مصادر معارضة في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية «فقدت السيطرة على الريف الشرقي الممتد من مدينة دير الزور وصولا إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية – العراقية، بطول 160 كيلومترا». وأكدت أن المعركة داخل المدينة التي تسيطر المعارضة على نصف مساحتها «توقفت مع انتهاء معركة الرشيدية، وبعد سيطرة مقاتلي الجيش الحر وجبهة النصرة على أبراج الحي». وقالت إن المعركة المقبلة للمعارضة «ستكون باتجاه أحياء الجورة والوادي والقصور، نظرا لسيطرة القوات النظامية على تلك الأحياء»، رغم تواصل المعارك في منطقة العمال وحي الجبيلة.

ويعد حي الجورة من أكثر أحياء المدينة اكتظاظا بالمدنيين، كونه يستقطب معظم النازحين من أحياء الرشيدية والصناعة والحميدية المجاورة.

وفيما تشتعل جبهة دير الزور التي تعرضت أمس لغارات جوية، تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط السجن المركزي في حلب، بين حركة «أحرار الشام» الإسلامية و«جبهة النصرة» من جهة، والقوات النظامية من طرف آخر، كما اندلعت الاشتباكات في المنطقة الواقعة بين حيي الصاخور وسليمان.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 20 جنديا من القوات النظامية السورية، إثر اقتحام عدة كتائب مقاتلة كتيبة دفاع جوي نظامية قرب بلدتي حجيرة وعبيدة في المنطقة الواقعة بين بلدة خناصر ومعامل الدفاع.

وقال المرصد إن 12 مواطنا كرديا بينهم 6 أطفال قتلوا، وأصيب ما لا يقل عن 11 شخصا آخرين بجراح، وذلك إثر قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة تلعرن، مشيرا إلى أن المعارضة اتهمت القوات النظامية بقتلهم.

في غضون ذلك، أفاد ناشطون بدفع الجيش النظامي بتعزيزات كبيرة على الجبهة الشمالية لمعضمية الشام في محاولة لاقتحامها، ويأتي ذلك تزامنا مع سقوط عدة قذائف على حي المزة 86 في العاصمة السورية.

وقالت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن الوضع العسكري جنوب دمشق تطور أمس، مع وصول تعزيزات لاقتحام داريا والمعضمية المحاذية لمطار المزة العسكري، مؤكدة أن الوضع الإنساني في المعضمية «لا يزال على حاله في ظل الحصار المطبق على المدينة».

بدورها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر استهدف بقذيفتي هاون إحدى ثكنات الفرقة الرابعة على جبال المعضمية بريف دمشق، في ظل تجدد القصف أمس على مخيم اليرموك.

تشييع جامع جامع رئيس فرع المخابرات العسكرية في دير الزور

جنازة بسيطة بعيدة عن الإعلام وتضارب الأنباء حول طريقة اغتياله

لندن: «الشرق الأوسط»

شيعت بلدة الزاما التابعة لمنطقة جبلة على الساحل السوري جثمان اللواء جامع جامع مدير فرع المخابرات العسكرية في محافظة دير الزور. وتعد عملية اغتياله الثالثة من محاولتين سابقتين نجا منهما، إحداهما العام الماضي وكانت بسيارة مفخخة، والثانية بإطلاق رصاص أصاب خاصرته دون أن يؤدي إلى موته.

وكان التلفزيون الرسمي أعلن عن مقتل اللواء جامع جامع مساء أول من أمس أثناء الاشتباكات في دير الزور، كما أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) خبرا مقتضبا قالت فيه: «استشهد اللواء جامع جامع أثناء تأديته لمهامه الوطنية بالدفاع عن سوريا وشعبها وملاحقته للإرهابيين في دير الزور».

وبث سوريون على صفحات الإنترنت صورة لموكب جنازة اللواء جامع جامع، وظهرت فيها سيارة على واجهتها باقة ورد باسم محافظ اللاذقية أحمد الشيخ عبد القادر، وتعتليها صورة للقتيل، ويحيط بالسيارة عدد من الرجال بدا أغلبهم وكأنهم مارون في الشارع.

وكانت الجنازة أقل من عادية قياسا إلى الموقع والمكانة التي يشغلها جامع جامع الذي يعد من الشخصيات الأمنية التي شغلت الإعلام خلال التحقيق بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ولم تتطرق وسائل الإعلام الرسمية لنبأ التشييع ولم تغطِّ وقائع الجنازة كما درجت العادة لدى تشييع أصحاب الرتب العالية والمسؤولين في الأمن والدولة ممن قضوا خلال العامين الماضيين بعمليات اغتيال أو في اشتباكات.

وتضاربت الأنباء حول كيفية مقتل اللواء جامع جامع الذي يعد واحدا من المسؤولين السوريين الذين ورد اسمهم في قائمة المتهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، حيث سبق وشغل جامع جامع منصب مدير فرع الأمن والاستطلاع في بيروت خلال وجود الجيش السوري في لبنان.

وذكرت صفحات موالية للنظام كانت أول من أورد النبأ أن اللواء جامع جامع قتل في استهداف لموكبه بعبوة ناسفة في حي الجورة بمدينة دير الزور، تبعتها أنباء عن تبني جبهة النصرة لعملية الاغتيال، دون تأكيد ذلك، ثم أنباء أخرى عن تبني دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) لعملية الاغتيال، وذلك برصاصة قناص أصابته في الرأس، فيما لم يذكر التلفزيون الرسمي الطريقة التي قتل بها واكتفى بالقول: «مقتل رئيس الاستخبارات العسكرية في دير الزور اللواء الركن جامع جامع أثناء تأديته لمهامه في دير الزور».

ويوم أمس صدر بيان رسمي عن «هيئة الحراك الثوري في بلدة البوليل» في دير الزور، وجاء في البيان المسجل والذي بث على موقع «يوتيوب»: «نظرا لما تناقلته وسائل الإعلام وجبهة النصرة والجيش الحر ودولة داعش أن كلا منهم قتل اللواء جامع جامع.. نوضح نحن الإعلاميين الأحرار أن أبو العباس الليلي وأبو شهاب الليلي وأبو يزن الليلي تسللوا مساء يوم الأربعاء إلى حي الجورة في مدينة دير الزور وقتلوا اللواء جامع جامع إصابة محققة بالرأس، وقد حاولنا سحب الجثة ولكننا لم نستطع ذلك». وطلب البيان عدم تصديق أي من الروايات الأخرى حول مقتل اللواء جامع جامع.

إلا أن هذا البيان لم يبدد الغموض الذي أحاط بمقتل جامع جامع، خاصة بعد تكهنات قوية بأن النظام هو من قام بتصفيته، وتعتمد التكهنات على أن أول من أعلن عن مقتله صفحات موالية للنظام، وذكر ناشطون أن جامع جامع في الفترة الأخيرة حاول عدة مرات التفاوض مع الكتائب المقاتلة في دير الزور، في عملية لاستبدال الأسرى، وقوبل بالرفض من قبل رئاسة شعبة المخابرات العسكرية، ما اضطره إلى توجيه مذكرة بإطلاع القائد العام مباشرة دون تسلسل، تحدث فيها عما يجري بحق العسكريين وعناصر الأمن وما يجري على جبهات القتال من قصف مدنيين والتضحية بعسكريين وعناصر أمن، دون أي سبب، وطلب السماح له بالتفاوض مع المسلحين لإطلاق سراح ضباط وعناصر مخطوفين مقابل الإفراج عن مدنيين لدى فروع العسكري والدولة والسياسية في دير الزور، لكنه لم يلق استجابة. وذكرت المصادر أن الإعلان رسميا عن مقتله تأخر ثلاثة أيام. وسمح بتشييع رسمي صغير.

ويشار إلى أن اللواء جامع جامع من مواليد بلدة زاما في جبلة عام 1954، وظهر اسمه لدى تعيينه مديرا لجهاز الأمن والاستطلاع في لبنان أثناء وجود الجيش السوري بلبنان، وكان يتنقل بين قطعات القوات السورية المنتشرة في البقاع. في الثمانينات شارك في قوات الفصل بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل في «حرب العلمين»، وذلك بعد ترقيته إلى رتبة رائد. في تلك الفترة تعرض لإصابة مرتين، الأولى في رجله والثانية في كتفه. ثم انتقل إلى إمرة مفرزة بيروت التابعة للمخابرات السورية في منطقة النويري، ثم أصبح رئيسا لمفرزة أمن الضاحية الجنوبية لبيروت، ليبرز اسمه في الفصل بين حركة أمل وحزب الله خلال المعارك بينهما.

ومع انتقال اللواء رستم غزالة لرئاسة جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان عام 2002، عين جامع نائبا له، وبقي يتنقل بين مكتب الحمرا ومكتب البوريفاج. وبعد اغتيال الرئيس الحريري، انتقل إلى عنجر، لحين انسحاب الجيش السوري من لبنان في أبريل (نيسان) 2005.

ورد اسم جامع كأحد المتهمين في اغتيال الحريري خلال الفترة التي تولى فيها ديتليف ميليس لجنة التحقيق الدولية.

بعدها جرى تعيينه نائبا لرئيس فرع الأمن العسكري في دير الزور اللواء رفيق شحادة، ثم رفع إلى رتبة لواء العام الماضي بقرار استثنائي من الرئيس السوري بشار الأسد دون الخضوع لدورة ألوية قبل سن 58.

تسلم ملف التنسيق مع العشائر والقوى الكردية في المحافظات الشرقية والشمالية: الرقة ودير الزور والحسكة، وسبق ذلك توليه متابعة ملف العراق خلال فترة الاحتلال الأميركي. وبعد تسلمه رئاسة فرع الأمن العسكري في دير الزور كلف بقمع الثورة في محافظة دير الزور، ونجا العام الماضي من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة في دير الزور، كما تعرض للإصابة بطلقة رصاص بخاصرته قبل شهرين.

المعارضة السورية تكشف “لائحة تصفية” وضعها الأسد:

جامع جامع ورستم غزالة وعلي مملوك وجميل حسن

                                            نقلت قناة “أخبار الآن” التلفزيونية السورية المعارضة، عن ضابط في إدارة المخابرات العامة (أمن الدولة) معلومات تفيد بأنّ اغتيال اللواء جامع جامع جاء بناء على تعليمات رئاسية أصدرها بشار الأسد لضباط مقربين ضمن قائمة تصفية تضم إضافة للواء جامع جامع؛ اللواء رستم غزالة مدير شعبة الأمن السياسي؛ واللواء جميل حسن مدير المخابرات الجوية؛ واللواء علي مملوك مدير مكتب الأمن الوطني.

وجاء في الموقع الإلكتروني “أخبار الآن”، أن القناة “حصلت على معلومات خاصة من ضابط في أمن الدولة التابع لجهاز الاستخبارات السورية تفيد بأنّ اغتيال اللواء جامع جامع جاء بناء على تعليمات رئاسية أصدرها بشار الأسد لضباط مقربين ضمن قائمة تضم إضافة للواء جامع اللواء رستم غزالة مدير الأمن السياسي في مخابرات نظام الأسد واللواء جميل حسن مدير المخابرات الجوية واللواء علي مملوك مدير ادارة المخابرات العامة. وأضاف المصدر ذاته أن الهدف من التخلص من هذه الأسماء التي عرفت بإجرامها هو تبييض صفحة النظام قبيل مؤتمر جنيف ليبقى بشار الأسد على رأس هرم النظام السوري”.

وقال المصدر “إن عملية اغتيال جامع التي تمت ظهر يوم الأربعاء الماضي نقل بعدها جثمانه الى مشفى المزة العسكري بطائرة مروحية، كانت عبر مجموعة مؤلفة من ثلاثة أشخاص أطلقوا عليه النار في وقت الذي انفجرت فيه عبوة ناسفة في الموكب الذي كان يقله إلى مكتبه في دير الزور، وبذلك تضيع الأدلة وتنسب العملية بحسب رواية إعلام النظام إلى مسلحي المعارضة”.

وتابعت القناة التفلزيونية المعارضة: “وبحسب مصدرنا فإنّ اللواء جامع كان من المفترض أن يكون في منزله في القطيفة بريف دمشق حيث تقيم عائلته يوم الخميس أي في اليوم الذي أعلن فيه النظام اغتيال جامع”.

وذكرت “أخبار الآن” أن “جامع جامع من مواليد قرية زاما في جبلة وكان قد شغل سابقاً منصب رئيس فرع الأمن والاستطلاع في بيروت لعدة سنوات قبل أن يشغل منصب رئيس فرع الاستخبارات العسكرية بدير الزور، وعقب التحقيقات التي أجرتها محكمة الجنايات الدولية لمعرفة المسؤولين عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورد اسم اللواء جامع كمشتبه به في حين صنفته الولايات المتحدة على اللائحة السوداء كداعم للإرهاب وساعٍ لزعزعة الاستقرار في لبنان”.

وعن الطريقة التي ينوي النظام من خلالها التخلص من بقية الأسماء في القائمة قال المصدر “إنّ لكلّ شخصية طريقة ستُعتمد بحسب الظرف الذي سيفرضه التوقيت الذي يتم اختياره للتخلص من أي شخصية، من دون توفر معلومات عن التوقيت”.

ميدانياً سقط عشرات القتلى الجمعة في قصف من قبل القوات النظامية واشتباكات في محافظة حلب بشمال سوريا، في وقت تنشط المساعي لاعطاء دفع لمؤتمر جنيف 2 للتوصل الى حل سلمي للنزاع المستمر منذ اكثر من ثلاثين شهراً.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” بأن 12 كردياً بينهم ستة اطفال وشابتان، قتلوا “في قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة تلعرن” في ريف حلب. وبذلك، ارتفع عدد الضحايا في البلدة الى 21 خلال الساعات الماضية، بعد مقتل سبعة اشخاص اثر تعرض سيارتهم لقصف من القوات النظامية ليل الخميس/الجمعة، واثنين آخرين في قصف الخميس.

كما قتل 20 عنصراً من القوات النظامية وسبعة مقاتلين في اشتباكات عنيفة دارت فجراً في المنطقة الواقعة بين بلدة خناصر ومعامل الدفاع.

وفي شرق سوريا، قصف الطيران الحربي الجمعة مناطق في مدينة دير الزور، مع تواصل الاشتباكات لليوم الرابع في عدد من أحياء المدينة.

وفي محافظة ريف دمشق استهدفت الثوار بقذائف الهاون تمركزات القوات النظامية في جبال معضمية الشام.

وقتل ما لا يقل عن 20 من جنود القوات النظامية السورية وذلك اثر اقتحام عدة كتائب مقاتلة فجر امس لكتيبة دفاع جوي تابعة للقوات النظامية بالقرب من بلدتي حجيرة وعبيدة في المنطقة الواقعة بين بلدة خناصر ومعامل الدفاع.

وفي جمعة سميت “جمعة أنقذوا المعضمية و جنوب دمشق إنهم يموتون جوعاً تحت الحصار” تنديداً بالحصار المفروص على مدينة المعضمية ومناطق متفرقة من جنوب دمشق، خرجت تظاهرات متفرقة في مدن وقرى وبلدات سورية طالبت بفك الحصار عن المعضمية والمناطق الاخرى المحاصرة والاسراع في انقاذ أهلها من الجوع الذي يتهددهم، كما رفعت لافتات استنكرت حالة الشقاق القائمة بين كتائب الثوار ومختلف قوى المعارضة وحالة الحرب القائمة بينهم كما طالبت باسقاط النظام وإعدام رئيسه بشار.

سياسياً، يتوجه الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم الى مصر، محطته الاولى ضمن جولة اقليمية تحضيراً لمؤتمر “جنيف 2” المزمع عقده في تشرين الثاني.

وأعلنت الناطقة باسمه خولة مطر أن الابراهيمي سيلتقي السبت في القاهرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مؤكدة أن زيارته ستشمل دمشق وطهران.

ويأتي الاعلان عن الجولة غداة تصريح وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه سينتقل الى لندن الاسبوع المقبل للقاء الجهات الداعمة للمعارضة السورية، في خطوة تزامنت مع الاعلان عن عقد اجتماع لـ”مجموعة أصدقاء سوريا” في لندن الثلاثاء المقبل.

وقال كيري: “نحن نعمل في اتجاه عقد مؤتمر جنيف”، مؤكداً أن “لا حل عسكرياً” للنزاع السوري.

ويبدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من جهته اجتماعات في اسطنبول الثلاثاء لاتخاذ “قرار نهائي” حول المشاركة في “جنيف 2”. ويشترط قادة في الائتلاف ان يكون جنيف ممراًلإطاحة بشار الاسد، بينما يرفض النظام البحث في الموضوع، معتبراً ان القرار في هذا الشان يعود للشعب السوري من خلال صناديق الانتخاب.

ودعا كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في أيار الماضي الى عقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا يجمع ممثلين للنظام والمعارضة.

قبرص توافق على إقامة قاعدة في أراضيها للخبراء المكلفين تدمير الترسانة الكيميائية في سوريا

قوات الأسد ترتكب مجزرة في بلدة كردية بريف حلب أغلبية ضحاياها من الأطفال والنساء

                                            (أ ف ب، قنا، يو بي أي)

قتل 12 شخصاً بينهم ثمانية اطفال ونساء في قصف لقوات نظام بشار الأسد على قرية تلعرن الكردية في ريف حلب في شمال البلاد، بحسب ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي اشار الى مقتل عشرين عنصرا من قوات النظام وسبعة مقاتلين معارضين في معارك وقعت في المنطقة نفسها.

وتعتبر تلعرن نقطة استراتيجية لوقوعها على الطريق الرئيسي بين منطقة السفيرة جنوب شرق مدينة حلب، وحلب التي تتقاسم السيطرة عليها قوات النظام والثوار، وتسيطر عليها “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) المرتبطة بتنظيم “القاعدة” منذ ان انتزعتها من سيطرة المقاتلين الاكراد في نهاية تموز الماضي.

وقال المرصد “استشهد 12 مواطناً كردياً بينهم ستة أطفال وشابتان، وسبعة منهم ينتمون الى عائلة واحدة في قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة تلعرن”. كما أصيب ما لا يقل عن احد عشر شخصا آخرين بجروح.

وبذلك يرتفع عدد القتلى في البلدة الى 21 خلال اربع وعشرين ساعة، بعد مقتل سبعة اشخاص كانوا في سيارة في قصف لقوات النظام ليلة الخميس ـ الجمعة، واثنين الخميس.

ومنذ اسابيع، تحتدم المعارك في محيط منطقة السفيرة ومعامل الدفاع الواقعة شرق حلب والتي يرجح انها تضم مخازن للاسلحة الكيميائية. وشهدت هذه المنطقة عمليات كر وفر واحتلال مناطق من الطرفين ثم الانسحاب منها في اطار معركة للسيطرة على طرق الامداد الى حلب.

وافاد المرصد بعد ظهر امس عن “اشتباكات عنيفة” وقعت فجرا في المنطقة الواقعة بين بلدة خناصر ومعامل الدفاع، قتل فيها عشرون عنصرا من القوات النظامية وسبعة مقاتلين من الكتائب.

واوضح ان المعارك جاءت نتيجة مهاجمة مقاتلي المعارضة مركزا لكتيبة في الدفاع الجوي وقريتي حجيرة وعبيدة اللتين تنتشر فيهما قوات النظام.

في مدينة حلب (شمال)، تتواصل المعارك منذ يومين في محيط السجن المركزي بين المجموعات المقاتلة التي تحاصر السجن منذ شهر نيسان وبينها جهاديون، وقوات النظام.

وقال المرصد ان اشتباكات متقطعة دارت بين “مقاتلين من حركة احرار الشام وجبهة النصرة من طرف وقوات النظام من طرف آخر داخل اسوار السجن”، بعد انسحاب الثوار من مبنيين اثنين تمكنوا من السيطرة عليهما اول من امس.

واندلعت المعارك ظهر الاربعاء عقب تفجير عنصرين من جبهة النصرة نفسيهما داخل اسوار السجن في متاريس لقوات النظام، ما ادى الى مقتل سبعة جنود على الاقل، بحسب المرصد.

وقصف الطيران الحربي، امس، بالصواريخ والاسلحة الرشاشة مواقع المقاتلين في محيط السجن.

ويعاني السجن من اوضاع صعبة نتيجة حصار مقاتلي المعارضة المستمر منذ نيسان ، ويستقدم النظام لقواته المتحصنة داخله الامدادات اجمالا عبر الطائرات التي تقوم بالقائها من الجو.

وتقول المعارضة ان السجن يضم خصوصا معتقلين معارضين وجنودا منشقين يتعرضون للتجويع وللتعذيب.

في الشرق، تمكن مقاتلو المعارضة من احراز تقدم في مدينة دير الزور اثر معارك عنيفة سجلت الليلة قبل الماضية مع قوات النظام، وتخللها “اعدام” جبهة النصرة لعشرة جنود نظاميين اسرى، بحسب ما ذكر المرصد أمس.

وافاد المرصد عن غارتين جويتين نفذهما النظام صباح أمس على مناطق في مدينة دير الزور، في وقت تتواصل الاشتباكات في عدد من احيائها.

وبدأت الاشتباكات في دير الزور بتفجير عربتين مفخختين قبل ثلاثة أيام في حي الرشدية حيث تتواجد قوات النظام بكثافة.

وتتقاسم السيطرة على مدينة دير الزور المجموعات المقاتلة المعارضة للنظام والقوات النظامية مع ارجحية لهذه الاخيرة، بينما الوضع معكوس في سائر انحاء المحافظة الحدودية مع العراق والمعروفة بآبارها النفطية.

في دمشق، سقطت قذائف عدة امس على مناطق المزة (غرب) والعباسيين (شرق).

برنامج الغذاء

في جنيف أعلن عن نجاح برنامج الغذاء العالمي للمرة الأولى منذ آذار الماضي في ايصال مساعدات غذائية تكفى لنحو 7500 شخص لمدة شهر بمنطقة يبرود بريف دمشق.

وقالت اليزابيث بيريز المتحدثة باسم البرنامج في مؤتمر صحفي بجنيف امس إن البرنامج تمكن أيضا من ايصال مساعدات غذائية لأكثر من 32 الف شخص بمدينة حلب بعد توقف عن امداد المحافظة بالمساعدات خلال أيلول الماضي بسبب الاوضاع الامنية واغلاق الطرق.

وأوضحت بيريز أن البرنامج التابع للامم المتحدة يعمل مع الشركاء لزيادة حجم والنطاق الجغرافى للمساعدات الانسانية فى محافظات سوريا خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أن البرنامج نجح في بلوغ منطقة تلبيسا فى حمص وذلك بعد خمسة اشهر من اعاقة الوصول اليها بالمساعدات.

وأشارت المتحدثة باسم البرنامج إلى أنه تم تقديم الحصص الغذائية الى نحو 1750 شخصا فى مراكز رعاية المسنين فى تلبيسا فى الوقت الذى كان البرنامج وشركاؤه قادرين على التفاوض من اجل ايصال عدد محدود من شاحنات المساعدات الغذائية الى منطقة الحسكة للمرة الاولى منذ اربعة اشهر وهى المنطقة التى يوجد قلق بالغ بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية فيها .

ولفتت اليزابيث بيريز إلى انه وبالرغم من كل هذه الجهود الا ان امكانات الوصول إلى بعض المناطق ومد سكانها بالمساعدات الغذائية في حلب وبعض اجزاء حمص والحسكة وريف دمشق مازالت محدودة او منعدمة لعدة أشهر حتى الآن .. مشددة على ان ايصال المساعدات الى تلك المناطق اصبح امرا حيويا للغاية بعد ان بات الجوع عاملا اضافيا الان لدفع المزيد من السوريين للفرار الى خارج البلاد .

وذكرت المتحدثة الى ان البرنامج استطاع الوصول بمساعداته الى نحو 7,2 مليون شخص داخل سوريا من بين 3 ملايين كانت خططه تستهدف الوصول اليهم خلال شهر أيلول الماضي، منوهة إلى انه بالرغم من كافة المعوقات وصعوبة الظروف الامنية فان المنظمة الدولية تقوم بارسال نحو 32 الف طن مترى من المساعدات الغذائية الى سوريا شهريا وذلك باستخدام حوالى 1200 شاحنة تنتقل مابين 14 محافظة سورية.

السلاح الكيميائي

في ملف السلاح الكيميائي، اعلنت قبرص امس انها وافقت على اقامة قاعدة على اراضيها مخصصة للخبراء الذين فوضتهم الامم المتحدة العمل على تدمير الاسلحة الكيميائية في سوريا.

وجاء في بيان للحكومة ان “مجلس الوزراء صادق على اتفاق بين الجمهورية القبرصية ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية لاقامة قاعدة دعم لمهمة مشتركة بين الامم المتحدة والمنظمة الكيميائية”. واضافت قبرص انها ستقدم تسهيلات في مجال “الامن ومسار انشطة البعثة المشتركة”.

واقيمت القاعدة في مطار نيقوسيا القديم المتوقف عن العمل حاليا في المنطقة الفاصلة بين شطري قبرص والخاضعة لسيطرة الامم المتحدة بما يسمح للمفتشين بالذهاب والاياب من والى سوريا التي تبعد نحو 220 كلم عن الجزيرة المتوسطية.

واضاف البيان ان “قرار الامم المتحدة باقامة قاعدة في قبرص للبعثة يدل على دور قبرص المهم والمساهم في في استقرار المنطقة”.

وفي بداية تشرين الاول، دعا الامين العام للامم المتحدة الى اقامة “منطقة ترانزيت وقاعدة خلفية” في قبرص لنحو مئة عضو في البعثة المشتركة. واستخدمت قبرص في السابق منطقة ترانزيت لخبراء نزع الاسلحة في العراق قبل عشرة اعوام.

وشكك مستشار لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في امكانية التخلص من ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية خلال عام، وفق الموعد المحدد من قبل الولايات المتحدة وروسيا.

وقال البروفسور، فيرتشيو تريفيرو، لصحيفة (جويش كرونيكل) الصادرة من لندن امس إن تدمير الأسلحة الكيميائية لدى سوريا عملية معقدة ومكلفة جداً، وما زلنا لا نعرف حجم الأسلحة التي تملكها. واضاف اعتقد أن تحديد مدة تقل عن عام لتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية لدى سوريا هو مفرط بالتفاؤل.

وكانت واشنطن وموسكو قدمتا مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي في اعقاب الهجوم بالأسلحة الكيميائية بريف دمشق في آب الماضي، ينص على التخلص من جميع الأسلحة الكيميائية لدى سوريا، والتي قُدّر وزنها بألف طن، في منتصف عام 2014 تبناه المجلس لاحقاً.

وقال تريفيرو، عميد كلية الكيمياء الصناعية بجامعة بولونيا الإيطالية “إذا كانت ترسانة سوريا مكونة من مواد كيميائية يتم مزجها معاً لانتاج أسلحة كيميائية فإن تدميرها سيكون سهلاً، لكننا لا نعرف حتى الآن حجم ما تملكه سوريا من هذه المواد، وحجم ما تملكه من الأسلحة الكيميائية”. واضاف “نحن نعرف أن سوريا تملك أسلحة كيميائية، لكننا لم نناقشها من قبل لأنها لم توقع على معاهدة الأسلحة الكيميائية إلا في الشهر الماضي، وبدأنا مناقشتها منذ ذلك الحين”.

وقال تريفيرو “لا نعرف حتى الآن من سيغطي تكاليف تدمير الأسلحة الكيميائية لدى سوريا، وهل ستكون دمشق أم الأمم المتحدة من خلال انشاء صندوق خاص”.

وكان خبراء تابعون للمنظمة بدأوا قبل أسابيع عملية التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية لدى سوريا بموجب القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي والاتفاق الذي سبقه حولها بين الولايات المتحدة وروسيا.

حزب الله يستعد لمعركة حاسمة في القلمون قبل جنيف 2

خمسة عشر ألف عنصر من حزب الله يتحضرون لبسط السيطرة على القلمون

بيروت – ذكرت مصادر مقرّبة من حزب الله لموقع NOW أن الحزب يستعد لمعركة مفصلية في القلمون الواقعة بين وادي بردى والحدود اللبنانية السورية، على أن تكون هذه المعركة بأسرع وقت ممكن قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2.

وفي وقت نفت فيه المصادر أن يكون هناك تحديد لعدد المقاتلين الذين سيشاركون في المعركة، نقلت صحيفة المستقبل معلومات عن أن أكثر من خمسة عشر ألف عنصر من الحزب يتحضرون لمعركة القلمون والتي لن تكون برأيهم سهلة لدرجة انهم قد يفقدون عناصر “يفوق عددها تلك التي فقدوها في القصير.

لفتت إلى أن هناك احتمالين لإعلان ساعة الصفر للبدء بهذه المعركة”. الاول بحسب هؤلاء “أن تكون العملية سريعة وحاسمة وذلك قبيل انعقاد مؤتمر جنيف 2″، وبهذا يتمكّن النظام السوري من دخول المفاوضات بشكل يمكّنه من فرض بعض الشروط، لكنْ هناك خوف يُبديه “حزب الله” من لجوء الثوار الى داخل الحدود اللبنانية وهذا من شأنه أن يُصعّب من مهمته ومهمة حلفائه لاحقاً.

أما الاحتمال الثاني الذي تتحدّث عنه قيادات في الحزب فيتصل بفرضية تأجيل المعركة لفترة شهرين تقريباً، وتحديداً عند حلول فصل الشتاء، وبحسب رأيهم، لن يتمكن الثوار عندئذ من الصمود طويلاً عند السفوح الجبلية نظراً الى كثافة الثلوج والبرد القارس الذي يضرب المنطقة الممتدة من جبال القلمون السورية وصولاً إلى سلسلة جبال لبنان الشرقية.

وبحسب صحيفة المستقبل أيضاً تقول إحدى الدراسات التي وضعتها قيادتا جيش الأسد (النظام السوري) وحزب الله أن معظم الثوار الذين يتواجدون في تلك المناطق هم إمّا من المقاتلين الجدد الذين لم يسبق لهم ان انخرطوا في حرب أخرى، في إشارة إلى جيل من الشباب السوري، وإمّا جاؤوا من بلاد عربية، وبالتالي لا خبرة كافية لديهم تمكّنهم من خوض حروب في مناطق تمتاز بشدّة برودتها، على عكس جيش النظام، وكذلك الحزب الذي لديه تجارب سابقة اكتسبها في زمن مقاومته في العديد من القرى الجنوبية المرتفعة.

المعارضة تسيطر على حاجز بريف دمشق

                                            قال مراسل الجزيرة في ريف دمشق إن قوات المعارضة السورية سيطرت على مجمع تاميكو في بلدة المليحة بعد مقتل عدد من عناصر النظام المتمركزين فيه وانسحاب آخرين، في حين شهدت أنحاء عدة في سوريا قصفا واشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام.

وأفاد المراسل بأن مجمع تاميكو شهد انفجار سيارة ملغمة في وقت مبكر من صباح اليوم السبت تلته اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات المعارضة وجيش النظام في المليحة شرقي دمشق.

وبث ناشطون مقطعا مصورا على الإنترنت قالوا إنه استهداف لحاجز تاميكو، أظهر انفجار كبيرا وتصاعدا كثيفا للدخان.

وقال ناشطون إن قصف قوات النظام أسفر عن مقتل طفلة في بلدة المليحة التي تشهد حركة نزوح.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن هجوم اليوم تم بسيارة مفخخة عند حاجز للجيش بين المليحة وجرمانا حوالي الساعة 7.30 بالتوقيت المحلي (4.30 بتوقيت غرينتش).

وأضاف المرصد -الذي يقول إنه يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية- إن 16 عنصرا من قوات النظام قتلوا في الهجوم.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه بعد الهجوم اندلعت معارك عند أطراف جرمانا وسقطت قذائف هاون من جهة المسلحين المعارضين على هذه الضاحية.

وأفاد المركز الإعلامي السوري بوقوع قصف صاروخي استهدف مدينة التل بريف دمشق، كما استهدف قصف آخر منطقة خان الشيح.

قصف واشتباكات

وأوضح المركز في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن أحياء سكنية في مدينة معضمية الشام بريف دمشق تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، في حين شهدت أطراف مخيم اليرموك بدمشق اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام وسط قصف بثلاثة صواريخ أرض أرض استهدف شارع لوبية في المخيم.

وفي دير الزور، قال الجيش السوري الحر إنه سيطر على حي الرشدية وكلية الآداب واقتحم مواقع للجيش النظامي في حي العمال، بينما تستمر الاشتباكات في مناطق أخرى بالمدينة.

أما قوات النظام فشنت غارات جوية على عدة أحياء في المدينة بينها حيّا العرضي والحويقة في ما يبدو انتقاماً لمقتل اللواء في استخبارات النظام.

وكانت مدينة دير الزور شهدت الخميس مقتل اللواء في الاستخبارات العسكرية جامع جامع في معارك مع مسلحي المعارضة، وأعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن اغتيال اللواء جامع أثناء ما وصفتها بعملية مشتركة مع كتائب أخرى تحت اسم “الجسد الواحد”.

وفي محافظة الرقة شهدت الفرقة الـ17 اشتباكات عنيفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية بين المعارضة المسلحة وقوات النظام. ويفرض مقاتلو المعارضة حصارا على مقر الفرقة التي تعد أكبر معقل لقوات النظام في المحافظة.

وفي ريف حلب، تعرضت قرية الزعلانة لقصف براجمات الصواريخ، كما تعرض حيا الأشرفية وبني زيد في حلب لقصف بالمدفعية الثقيلة.

جولة للإبراهيمي والائتلاف يشترط لحضور جنيف 2

                                            قال ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المعارض في الولايات المتحدة نجيب الغضبان أمس الجمعة إن الائتلاف لم يحسم بعد موقفه من حضور مؤتمر جنيف 2 لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، مؤكدا حضوره “إذا توفرت شروط نجاحه”، دون أن يحدد هذه الشروط.

وأضاف الغضبان -في تصريحات أدلى بها في واشنطن- “لم نتخذ قرارا بعد في الائتلاف بخصوص ما إذا كنا سنذهب، لكننا اتفقنا على محددات معينة لما هو مقبول وما هو غير مقبول…، وإذا توافرت شروط نجاحه فسنذهب، نريد إنهاء الصراع”.

واعترف بأن كتلة رئيسية في الائتلاف قررت عدم المشاركة، لكنه قال إن أعضاء آخرين قد يقررون الذهاب على افتراض أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يذهب.

وأكد الغضبان أن الغرض من المؤتمر هو الانتقال إلى ديمقراطية في سوريا، وأن كثيرا من أعضاء المعارضة يعتقدون أنه قد يكون فرصة لتحقيق ذلك إذا وضع في الإطار الصحيح، موضحا أنه لا علم لديه بشأن تحديد موعد للمؤتمر.

وسبق لـجورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري -وهو أكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب- أن قال إن المجلس لن يشارك في المحادثات لأنه لا يتوقع أنها ستقدم أي شيء للسوريين، ولا يمكن إجراء مفاوضات في ظل معاناة الشعب السوري على الأرض.

ومن جهة أخرى، جدّدت الصين الجمعة دعوتها إلى حل سلمي في سوريا، مطالبة بعقد مؤتمر جنيف 2 في “وقت مبكر”.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدثة باسم الخارجية هوا شونيينغ قولها إن الصين ترى دائماً أن الحل السياسي هو الحل الواقعي الوحيد لحل القضايا السورية.

وجاءت تعليقات هوا مع تكثيف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جهوده لعقد مؤتمر جنيف 2 في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

جولة الإبراهيمي

ومن المقرر أن يبدأ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم السبت من القاهرة جولة في المنطقة تشمل دمشق وطهران للتحضير لمؤتمر جنيف 2.

وتشمل الترتيبات للمؤتمر نفسه لقاء ثلاثيا محتملا بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة, واجتماعا في لندن لوزراء خارجية مجموعة “أصدقاء سوريا” التي تضم 11 بلدا بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا, وتركيا, ودول عربية.

وقالت خولة مطر -المتحدثة باسم الإبراهيمي، في تصريحات لها بجنيف الجمعة- إن المبعوث الأممي سيلتقي السبت بالقاهرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، مشيرة إلى أن جولة الإبراهيمي تشمل دولا أخرى في المنطقة بما فيها سوريا وإيران.

وكان قدري جميل -نائب وزير الخارجية السوري- قد قال الخميس في موسكو إن مؤتمر جنيف 2 سيعقد يومي 23 و24 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

لكن روسيا والولايات المتحدة نفتا تحديد موعد للمؤتمر، وقالتا إن ذلك من صلاحية الأمين العام للأمم المتحدة، كما أن المتحدثة باسم الإبراهيمي قالت اليوم إن بان سيعلن “في الوقت المناسب” موعد انعقاد المؤتمر.

لقاء ثلاثي

وكانت الخارجية الروسية أعلنت الجمعة أن لقاء ثلاثيا بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة قد يعقد مطلع الشهر المقبل، تمهيدا لمؤتمر جنيف 2.

وأعرب غينادي غاتيلوف -نائب وزير الخارجية الروسي- عن استعداد بلاده لإبداء مرونة في ما يخص المواعيد والحضور عندما يتوصل المشاركون الآخرون إلى توافق بشأن كيفية عقد المؤتمر, وتمثيل الحكومة والمعارضة فيه.

وكان مؤتمر جنيف الأول عقد في يونيو/حزيران 2012, وانتهى باتفاق على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. لكن الاتفاق لم يحدد وضع الرئيس السوري بشار الأسد ضمن السلطة الانتقالية.

وترفض دمشق إقصاء الأسد عن السلطة ضمن اتفاق محتمل قد يخرج به مؤتمر جنيف, بينما قال مسؤولون في الائتلاف الوطني السوري إنه لا معنى للمؤتمر ما لم يكن الهدف منه استبعاد نظام الأسد من مرحلة انتقالية لإدارة البلاد.

مقتل 16 من قوات النظام في تفجير واشتباكات قرب دمشق

بينما سيطر الجيش السوري الحر على حاجز رئيسي في المليحة في ريف دمشق

العربية.نت، وكالات

وقع هجوم السبت عند مدخل جرمانا بضاحية دمشق، المحسوبة عموما على النظام السوري والمأهولة بغالبية مسيحية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، كما أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) بدون إعطاء حصيلة دقيقة.

وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن الهجوم خلف مقتل 16 من قوات النظام في تفجير واشتباكات بالقرب من دمشق.

وذكرت الوكالة الرسمية أن الهجوم الذي قام به مقاتلو المعارضة، وقع عند مدخل جرمانا من جهة المليحة، وهي بلدة مجاورة يسيطر عليها مسلحون معارضون.

ومن جهة أخرى، أعلن ناشطو الثورة أن الجيش الحر سيطر على حاجز رئيسي في المليحة في ريف دمشق.

جولة مكوكية للإبراهيمي في 8 دول لعقد “جنيف 2

جهود دبلوماسية لإغلاق الملف السوري بتنسيق المواقف بين العرب وأصدقاء سوريا

دبي – قناة العربية

يبدأ المبعوث المشترك إلى سوريا لخضر الإبراهيمي الأسبوع المقبل جولة مكوكية، من المتوقع أن تشمل 8 دول على الأقل، لبحث مصير “جنيف 2″، الذي أثير أخيراً شكوك بعدم انعقاده.

ويتزامن مع ذلك جهود دبلوماسية مكثفة لتفنيد تلك الشكوك، وعقد هذا المؤتمر في شهر نوفمبر المقبل، ليتم من خلاله إنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ ثلاثة أعوام تقريباً.

ويتضمن جدول الإبراهيمي زيارة مصر أولاً، ومن ثم الكويت، والعراق، والإمارات، ومن المتوقع أن يزور السعودية وإيران وسوريا، إضافة إلى دول أخرى لم يتم الكشف عنها حتى الآن.

وقالت المتحدثة باسم الإبراهيمي خولة مطر:” كما تعلمون سيبدأ جولته بزيارة القاهرة، وستشمل عدة دول في المنطقة، لكن بسبب عطلة العيد فإن مواعيد هذه الزيارات تم تغييرها وسيعلن عن هذه المواعيد تباعاً”.

وبدوره سيعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لندن، الاثنين المقبل، اجتماعاً حاسماً لما يُعرف بمجموعة لندن التي تضم 11 دولة من أصدقاء سوريا.

وستسعى هذه الدول إلى تنسيق المواقف المختلفة من مؤتمر جنيف 2 وتحديد موعد انعقاده إن أمكن، وعرضها بالتالي على الائتلاف الوطني السوري الذي يشارك في هذا الاجتماع.

قتلى وجرحى في هجوم بريف دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل أكثر من 16 عنصرا من القوات الحكومية صباح السبت في تفجير سيارة مفخخة واشتباكات جرت بين مقاتلي المعارضة المسلحة وقوات الجيش السوري عند مدخل ضاحية جرمانا الواقعة بالقرب من العاصمة دمشق.

وقال ناشطون إن 16 جنديا من الجيش السوري قتلوا خلال التفجير والاشتباكات، وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن التفجير وقع عند مدخل جرمانا من جهة المليحة وهي بلدة مجاورة يسيطر عليها مسلحون معارضون.

وفي السادس من أغسطس هز اعتداء بسيارة مفخخة جرمانا الواقعة في الضاحية الجنوبية الشرقية لدمشق، ما أسفر عن مقتل 18 شخصا.

من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هجوم السبت هو اعتداء بسيارة مفخخة وقع عند حاجز للجيش بين المليحة وجرمانا حوالى الساعة 7:30 بالتوقيت المحلي (4:30 توقيت غرينيتش).

وقال أحد سكان جرمانا لـ”فرانس برس” “إنه انفجار قوي، فقد اهتزت جدران المنزل”.

وبعد الهجوم اندلعت معارك عند أطراف جرمانا وسقطت قذائف هاون من جهة المسلحين المعارضين على هذه الضاحية.

مفتشو حظر الكيماوي

من جهة أخرى، بث التلفزيون الرسمي السوري في نشرته الإخبارية ليل الجمعة لقطات تظهر قيام مفتشي البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية والأمم المتحدة بتفكيك وإتلاف تجهيزات في مواقع لإنتاج هذه الأسلحة وتخزينها.

ويظهر التقرير وهو بعنوان “سوريا تواصل تعاونها مع الفريق الدولي الخاص بالسلاح الكيماوي والفريق يزور مناطق عدة”، تفكيك بعض اللوحات الإلكترونية وقصها بآلات حادة، وقيام جرافة بتحطيم خزانات فضية اللون متوسطة الحجم وسحقها.

وهي المرة الثانية التي يبث التلفزيون السوري شريطا لعمل البعثة المشتركة بعد تقرير اول في الثامن من أكتوبر، وذلك بعد أسبوع من بدء هذا الفريق مهمته.

وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تتخذ من لاهاي مقرا الجمعة، أن البعثة المشتركة تحققت من 14 موقعا للإنتاج والتخزين، من أصل 20 موقعا قدمت دمشق لائحة بها.

وتأتي مهمة البعثة المشتركة تطبيقا لقرار الأمم المتحدة الذي صدر في 27 سبتمبر بعد هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق في 21 أغسطس، اتهمت الدول الغربية والمعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلفه، ولوحت واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام ردا عليه.

وصدر القرار بعد اتفاق روسي- أميركي نص على تدمير السلاح الكيماوي السوري بحلول منتصف العام 2014.

واشنطن: يجب ان تسمح سوريا بوصول المعونات للمدنيين الجياع

حضت الولايات المتحدة الحكومة السورية على السماح فورا بوصول قوافل المعونات الى المدنيين الجياع المحصورين في ضواحي العاصمة، دمشق، الواقعة تحت سيطرة المتمردين.

وقالت واشنطن إن الحصار الذي يضربه الجيش السوري منذ اشهر على هذه المنطقة حرم سكانها من الطعام والماء والدواء.

كما اورد الامريكيون “تقارير غير مسبوقة” تشير الى اطفال يموتون جراء سوء التغذية على بعد كيلومترات قليلة من القصر الرئاسي الذي يقيم فيه الرئيس بشار الاسد.

وقد خير الجيش السوري الاحياء التي يسيطر عليها المتمردون بين الاستسلام والموت جوعا.

“سوء تغذية”

وتخضع ثلاث من ضواحي دمشق على الاقل (وهي ضواحي اليرموك والغوطة الشرقية والمعضمية) لحصار القوات الحكومية منذ اشهرعدة.

وبلغت الاوضاع فيها من السوء بحيث اصدر رجال الدين فتوى في وقت سابق من هذا الاسبوع سمحوا فيها للسكان باكل القطط والكلاب والحمير.

وقالت جين بساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة “نناشد الحكومة السورية بالسماح فورا بوصول قوافل الامدادات.”

وحذرت بساكي بأن “المسؤولين عن ارتكاب الفظائع في ضواحي دمشق وفي سوريا عموما يجب ان يتم التعريف بهم ومحاسبتهم.”

واضافت أن سكان المعضمية يفتقرون الى الضروريات منذ اكثر من سنة، و”ان تعمد النظام في حرمان المدنيين من المعونات الانسانية لا يمكن تبريره.”

وتظهر اشرطة حصلت عليها بي بي سي من اليرموك عوائل تجد صعوبة كبيرة في العثور على ما يكفيها من طعام.

المزيد من بي بي سي

BBC © 2013

مقتل 16 على الاقل من افراد قوات الامن السورية في هجوم انتحاري

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة في سوريا إن 16 على الاقل من أفراد قوات الأمن السورية قتلوا يوم الجمعة في هجوم انتحاري بمركبة واثناء اشتباكات تلت ذلك مع المعارضين عند نقطة تفتيش على مشارف دمشق.

وأورد التلفزيون السوري الرسمي هذا النبأ الا انه لم يحدد عدد القتلى واكتفى بالقول إن عدة اشخاص سقطوا ما بين قتيل وجريح في “تفجير ارهابي”.

وقال المرصد إن مقاتلات سورية ردت بقصف مناطق قريبة تسيطر عليها المعارضة كانت قد شهدت اندلاع اشتباكات بعد ان فجر مهاجم انتحاري نفسه في مركبة عند نقطة تفتيش للجيش قرب حي جرمانة بالعاصمة.

وقتل اكثر من 100 الف شخص في الصراع الدائر في سوريا الذي مضى عليه عامان ونصف العام والذي بدأ باحتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الاسد ثم تحول لحرب اهلية.

وقال المرصد ومقره بريطانيا وله شبكة من النشطاء في ارجاء سوريا إن المهاجم الانتحاري ينتمي لجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. واضاف ان عدة وحدات أخرى من المعارضة انضمت الى مقاتلي جبهة النصرة في الهجوم.

وقال نشطاء إنه خلال القتال أطلق مقاتلو المعارضة الصواريخ على حي جرمانة الذي تسيطر عليه القوات الحكومية. واضافوا ان قوات الاسد شنت اربع غارات جوية على مناطق قريبة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

الطيران يقصف مدينة بشرق سوريا بعد مقتل ضابط مخابرات كبير

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن طائرات حربية سورية قصفت مدينة دير الزور بشرق البلاد يوم الجمعة بعد اشتباكات عنيفة دارت مساء الخميس ومقتل واحد من كبار ضباط جهاز المخابرات العسكرية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قناصة قتلوا اللواء جامع جامع يوم الخميس خلال اشتباكات مع جماعات معارضة بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة.

ويعد مقتله الذي احتفى به مقاتلو ونشطاء المعارضة انتكاسة كبيرة لجهود الرئيس بشار الاسد لاستعادة السيطرة على دير الزور.

وورد في إعلان وفاة جامع على موقع فيسبوك أن جثمانه سينقل بالطائرة يوم الجمعة الى قريته زاما في الجبال المطلة على البحر المتوسط معقل الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد.

وكان جامع (59 عاما) مسؤول المخابرات العسكرية السورية في لبنان الى ان سحبت دمشق قواتها من هناك تحت ضغط دولي مكثف عام 2005.

جاء الانسحاب بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والذي أنحى كثيرون باللائمة فيه حينذاك على سوريا. وحقق فريق من الأمم المتحدة مع جامع نفسه في هذه القضية.

وتم تعيين جامع بعد ذلك رئيسا للمخابرات العسكرية في دير الزور وهو منصب كبير وله حساسية بسبب تدفق المسلحين السنة عبر الحدود الى العراق حيث كان مسلحون يقاتلون القوات الامريكية والعراقية.

وفي اغسطس آب 2011 اي بعد خمسة اشهر من اندلاع شرارة الاحتجاجات ضد الاسد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على جامع لدوره في “القمع والعنف ضد السكان المدنيين”.

ويقول نشطاء إن عشرات قتلوا هذا الاسبوع بين صفوف المقاتلين المعارضين للأسد والقوات الموالية له في اشتباكات حول دير الزور.

وقال المرصد ان اشتباكات اندلعت مساء الخميس في عدة مناطق من المدينة وإن مقاتلين من جماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة أعدموا عشرة جنود احتجزوهم في منطقة الرشيدية حيث قتل جامع يوم الخميس.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن مقاتلي المعارضة أحرزوا تقدما وهاجموا مطارا عسكريا قريبا لكن من غير المرجح أن يحققوا انتصارا سريعا وكاملا في هذه المنطقة الاستراتيجية المنتجة للنفط والمتاخمة للعراق.

وأضاف أن معظم أجزاء محافظة دير الزور تحت سيطرة المعارضة الا أن بعض العشائر لا تزال موالية للأسد والسيطرة على المدينة نفسها منقسمة بين المعارضين والموالين.

وقتل اكثر من 100 الف شخص في الحرب الاهلية السورية. وتدعم دول الخليج وتركيا مقاتلي المعارضة بينما تساند ايران وحزب الله الاسد.

وتتزايد الجهود الدولية لعقد محادثات للسلام في جنيف الشهر القادم بعد التوصل إلى اتفاق نادر بين القوى العالمية على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية عقب هجمات بغاز السارين قرب دمشق في أغسطس آب الماضي.

لكن الولايات المتحدة روسيا قالتا أمس الخميس إنه لم يتحدد موعد للمحادثات وذلك ردا على إعلان سوري أن المحادثات ستعقد في جنيف يومي 23 و24 نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت خولة مطر المتحدثة باسم مبعوث الامم المتحدة للسلام في سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه من المقرر أن يجري الإبراهيمي محادثات في الشرق الأوسط الأسبوع القادم سعيا للإعداد للمحادثات.

وأضافت أن الإبراهيمي سيبدأ جولته في القاهرة يوم السبت باجتماع مع وزير الخارجية المصري ومن المتوقع أن تشمل جولته كلا من إيران وسوريا.

وأثناء جولة الإبراهيمي في الشرق الأوسط سيجتمع خصوم الأسد الدوليون في لندن يوم الثلاثاء. وقال مكتب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فابيوس سيتوجه إلى بريطانيا للمشاركة في الاجتماع الذي سيحضره أيضا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

وحتى وإن انعقدت محادثات جنيف فإن احتمال التوصل إلى اتفاق سياسي يمكن أن يتفق عليه الأسد وخصومه ضئيل.

وقال جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري أكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري يوم الجمعة إن الأسد يجب أن يتنحى كشرط مسبق لإجراء محادثات في سويسرا بشأن التحول السياسي في سوريا.

وأضاف قائلا لتلفزيون العربية إن المجلس الوطني السوري يريد إعلانا مسبقا بأن الأسد وزمرته الحاكمة لن يشكلوا جزءا من الحياة السياسية في سوريا في المرحلة الانتقالية وفي المستقبل.

وقال إنه لابد من تزويد الهيئة الانتقالية التي سيسفر عنها هذا الاجتماع بصلاحيات كاملة بما في ذلك صلاحيات الرئاسة.

وقال الأسد إنه لن يتنحى قبل الانتخابات الرئاسية العام القادم والتي يسعى للفوز فيها بفترة رئاسة ثالثة واستبعد الاتفاق على وقف إطلاق النار مع مقاتلي المعارضة الذين يصفهم بالإرهابيين ويقول إنه لا يمكن إجراء محادثات مع شخصيات معارضة تؤيد التدخل العسكري أو السياسي الأجنبي في سوريا.

وقال خبراء الأسلحة الكيماوية يوم الجمعة إنهم زاروا 14 موقعا من حوالي 20 موقعا من المقرر تفتيشها في المراحل الأولى من مهتمهم للإشراف على تدمير ترسانة يعتقد أنها تحتوي على أكثر من ألف طن من المواد والعناصر الكيماوية.

وتقول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنها واثقة من قدرتها على الالتزام بالفترات الزمنية المحددة لتدمير المخزونات الكبماوية بالرغم من أنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة.

وهناك موقع واحد على الأقل من مواقع برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا -قرب بلدة السفيرة الشمالية- قريب من المعارك الدائرة بين قوات المعارضة وقوات الأسد.

وقال مالك الاهي المستشار السياسي لرئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو إن مباحثات تجرى من أجل الوصول إلى المواقع التي توجد في مناطق ساخنة.

وقال المرصد السوري إن 12 كرديا قتلوا في قصف القوات السورية لقرية تل عرن على بعد ستة كيلومترات تقريبا شمالي بلدة السفيرة.

وأضاف أن 21 شخصا قتلوا في الأربع والعشرين ساعة الماضية في القرية التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بتنظيم القاعدة.

وقتل ما لا يقل عن 20 جنديا سوريا وسبعة من مقاتلي المعارضة في هجوم شنه فجرا مقاتلو المعارضة على قاعدة للدفاع الجوي جنوبي السفيرة. ونشبت في الأسابيع القليلة الماضية اشتباكات متكررة في المنطقة بينما كانت القوات الموالية للأسد تسعى لفتح طريق للإمداد من الجنوب إلى حلب يتجنب الطريق السريع الرئيسي الذي يربط الشمال بالجنوب والذي يخضع جزء منه لسيطرة قوات المعارضة.

من دومينيك إيفانز

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

إطلاق الطياريْن التركيين وتسليمهما للأمن اللبناني

ترقب لانتهاء تبادل المخطوفين اللبنانيين

                                            يصل اللبنانيون التسعة الذين كانوا مخطوفين في سوريا إلى بيروت مساء اليوم بعد الإفراج عنهم يوم الجمعة في إطارعملية تبادل مع معتقلات من النساء في السجون السورية، بوساطة قطرية، في حين أعلنت وكالة أنباء الأناضول التركية أنه تم إطلاق سراح الطياريْن التركيين اللذين كانا مخطوفيْن في لبنان.

وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور للجزيرة أن عملية التبادل ستنتهي خلال ساعتين، مؤكدا أن الطيارين التركيين أصبحا في أيادي لبنانية أمينة كي يتزامن وصولهما لبلادهما مع وصول المخطوفين اللبنانيين لبلادهم.

وأضاف في تصريحات له في مطار بيروت بينما كان مع عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين في انتظار وصول طائرة المخطوفين التسعة التي يتوقع وصولها من تركيا الليلة أن دولا عديدة ساهمت في نجاح مفاوضات إطلاق المخطوفين، ووجه شكرا خاصا لكل من قطر وسوريا وتركيا.

وقال أن قطر بذلت جهودا حثيثة في المفاوضات، كما أن سوريا ساهمت في تذليل العقبات في إطلاق سراح سجينات سوريات مقابل إطلاق المخطوفين التسعة، فضلا عن تركيا التي ساهمت بتقديم كل التسهيلات الممكنة من أجل خاتمة سعيدة على حد قوله.

وكان وزير الداخلية اللبناني بحكومة تصريف الأعمال مروان شربل أبلغ الجزيرة، في وقت سابق، أن اللبنانيين التسعة المفرج عنهم سيصلون بيروت مساء اليوم السبت بعد أن تسلمهم مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم من السلطات التركية.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن اللبنانيين التسعة سيغادرون بطائرة خاصة بعد تحريرهم، مشيرة إلى أن وزير الخارجية القطري خالد العطية يرافقهم على متن الطائرة بالإضافة إلى مدير عام الأمن اللبناني الذي تابع العملية.

وخطف اللبنانيون -الذين كان عددهم 11 قبل أن يطلق سراح اثنيْن منهم بعد أشهر- أثناء عودتهم من زيارة مزارات دينية إلى إيران عبر تركيا وسوريا في مايو/أيار 2012، على أيدي مجموعة مسلحة اتهمتهم بأنهم موالون لـ حزب الله اللبناني المتحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأعلنت المجموعة الخاطفة التي تنتمي إلى “لواء عاصفة الشمال” المقاتل ضد النظام، منذ البداية، أنها لن تفرج عنهم قبل الإفراج عن النساء المعتقلات في سجون النظام، لكن مراسل الجزيرة في حلب قال إن أية مؤشرات لم تظهر على إطلاق المعتقلات السوريات.

وشاركت قطر في المفاوضات الشاقة التي انتهت بالإفراج عن اللبنانيين التسعة، كما أعلنت السلطة الفلسطينية أنها قامت هي الأخرى بوساطة بين الجيشين السوريين النظامي والحر لتبادل الرهائن.

وقالت الخارجية الفلسطينية -في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه- إن “التدخل الفلسطيني منذ البداية هو الذي أسس لفكرة تبادل المحتجزين لدى كل من الجيش الحر والجيش السوري، وخاصة إطلاق سراح المحتجزين اللبنانيين لدى الألوية المقاتلة ضمن قوى المعارضة السورية مقابل إطلاق سراح أعداد من المحتجزات السوريات لدى الجيش السوري”.

طياران تركيان

في غضون ذلك أعلنت وكالة أنباء الأناضول أنه تم إطلاق سراح الطياريْن التركيين اللذين كانا مخطوفيْن في لبنان مؤكدة ان الأمن اللبناني تسلمهما بالفعل قبل إرسالهما لبلادهما

وكانت طائرة تركية وصلت إلى مطار بيروت لنقل الطياريْن التركييْن المخطوفيْن في لبنان.

وكانت مجموعة لبنانية -قال القضاء إن بينها أفرادا من عائلات الرهائن اللبنانيين- خطفت في التاسع من أغسطس/آب على طريق مطار بيروت، طياريْن تركييْن لا يزالان محتجزيْن.

وقالت المجموعة إنها لن تفرج عنهما قبل الإفراج عن اللبنانيين المحتجزين في سوريا. ويقول ذوو المخطوفين اللبنانيين إن أنقرة قادرة على الضغط على الخاطفين، ولم تفعل.

وبعد الإعلان عن الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين، صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الجمعة، لقناة تلفزيونية تركية بأن “ثمة تطورات إيجابية جدا تتعلق بالطياريْن التركييْن” مضيفا “تم حل جزء كبير من هذه القضية”.

استعدادات

ووسط الأنباء عن الإفراج عن المختطفين التسعة، تجري في لبنان استعدادات لاستقبالهم، حيث تجمع عدد من أهالي المفرج عنهم في أحد أحياء الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت.

وقد تم تعليق لافتات-في منطقة بئر العبد حيث مقر “حملة بدر” التي نظمت الزيارة الدينية إلى إيران- ترحب بعودتهم، بالإضافة إلى صور المدير العام للأمن العام الذي تابع جهود الوساطة.

المعارضة تسيطر على موقع مهم بريف دمشق

                                            سيطرت قوات المعارضة السورية على مجمع للأدوية في بلدة المليحة بريف دمشق كانت قوات النظام تستخدمه كقاعدة عسكرية في تطور عسكري يفتح الطريق أمام الثوار للوصول إلى مقر الدفاع الجوي وحي جرمانا.

وبدأت معركة السيطرة على مجمع تاميكو الذي كان معملا للأدوية قبل أن يحوله النظام إلى ثكنة عسكرية مسيطرة على المنطقة المحيطة في المليحة شرقي دمشق بانفجار سيارة ملغمة في الصباح على نقطة تفتيش للنظام أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من جنود النظام وانسحاب آخرين، وتلا ذلك اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وجيش النظام.

وتجول مراسل الجزيرة في دمشق في المعمل بصحبة مقاتلي المعارضة بعد السيطرة عليه، قائلا إن مقاتلين من فصائل مسلحة منخرطة في تنظيم مشترك يدعى “جند الملاحم” شاركوا في اقتحام المجمع الذي فشلت عدة محاولات في السابق للسيطرة عليه.

وقال المراسل إن سيطرة المعارضة على هذا الموقع يفتح الطريق أمامهم لمهاجمة مقر الدفاع الجوي الذي بات بلا حماية على حد قوله، كما أن الطريق بات سالكا أيضا نحو حي جرمانا المجاور.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه بعد الهجوم اندلعت معارك عند أطراف جرمانا وسقطت قذائف هاون من جهة المسلحين المعارضين على هذه الضاحية.

وأفاد المركز الإعلامي السوري بوقوع قصف صاروخي استهدف مدينة التل بريف دمشق، كما استهدف قصف آخر منطقة خان الشيح.

قصف واشتباكات

وأوضح المركز في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن أحياء سكنية في مدينة معضمية الشام بريف دمشق تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، في حين شهدت أطراف مخيم اليرموك بدمشق اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام وسط قصف بثلاثة صواريخ أرض أرض استهدف شارع لوبية في المخيم.

وفي دير الزور، قال الجيش السوري الحر إنه سيطر على حي الرشدية وكلية الآداب واقتحم مواقع للجيش النظامي في حي العمال، بينما تستمر الاشتباكات في مناطق أخرى بالمدينة.

أما قوات النظام فشنت غارات جوية على عدة أحياء في المدينة بينها حيّا العرضي والحويقة في ما يبدو انتقاماً لمقتل اللواء في استخبارات النظام.

وكانت مدينة دير الزور شهدت الخميس مقتل اللواء في الاستخبارات العسكرية جامع جامع في معارك مع مسلحي المعارضة، وأعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن اغتيال اللواء جامع أثناء ما وصفتها بعملية مشتركة مع كتائب أخرى تحت اسم “الجسد الواحد”.

وفي محافظة الرقة شهدت الفرقة الـ17 اشتباكات عنيفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية بين المعارضة المسلحة وقوات النظام. ويفرض مقاتلو المعارضة حصارا على مقر الفرقة التي تعد أكبر معقل لقوات النظام في المحافظة.

وفي ريف حلب، تعرضت قرية الزعلانة لقصف براجمات الصواريخ، كما تعرض حيا الأشرفية وبني زيد في حلب لقصف بالمدفعية الثقيلة.

مقتل أكثر من 30 في اشتباكات وتفجير سيارة ملغومة قرب دمشق

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة في سوريا إن مقاتلي المعارضة فجروا نقطة تفتيش للجيش السوري خارج دمشق يوم السبت وقتل أكثر من 30 من الجانبين في التفجير واثناء اشتباكات تلت ذلك.

وقال المرصد ان 15 من مقاتلي المعارضة قتلوا علاوة على 16 على الاقل من القوات السورية.

وفي أماكن أخرى قرب العاصمة حاولت قوات سورية اقتحام منطقة المعضمية التي يحاصرها الجيش منذ عدة أشهر مما أدى الى زيادة عدد الوفيات نتيجة للجوع وسوء التغذية.

وقال المرصد ان القنبلة التي انفجرت عند نقطة التفتيش خارج منطقة جرمانا فجرها مهاجم انتحاري من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقال مؤيدو النصرة على موقع تويتر ان المهاجم كان يزمع تفجير نفسه داخل المركبة لكنه غادرها قبل انفجار الشحنة الناسفة التي بداخلها.

وأورد التلفزيون السوري الرسمي هذا النبأ واكتفى بالقول إن عدة اشخاص سقطوا ما بين قتيل وجريح في “تفجير ارهابي”.

وقال المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا إن مقاتلات سورية ردت بقصف مناطق قريبة تسيطر عليها المعارضة حيث اندلعت اشتباكات بعد الانفجار. وأظهرت لقطات فيديو وضعها ناشطون عمودا ضخما من الدخان يتصاعد من المكان وأمكن سماع أصوات طائرات مقاتلة تحلق فوق المنطقة.

وقال ناشطون ان قوات المعارضة سيطرت على نقطة التفتيش التي هوجمت بسيارة ملغومة وانها تقاتل للسيطرة على نقطة تفتيش ثانية قريبة.

وقال المرصد ان مقاتلي المعارضة أطلقوا صواريخ أيضا على حي جرمانا الذي تسيطر عليه الحكومة. وأضاف المرصد ان قوات الاسد شنت أربع غارات جوية على مناطق مجاورة تسيطر عليها المعارضة.

وقتل اكثر من 100 الف شخص في الصراع الدائر في سوريا الذي مضى عليه عامان ونصف العام والذي بدأ باحتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الاسد ثم تحول لحرب اهلية.

وفي المعضمية قال ناشطون انهم يواجهون قصفا مكثفا من قوات الاسد التي تحاول اقتحام البلدة.

وقال قصير زكريا وهو ناشط في المعضمية تحدث عبر موقع سكايب بينما كانت تسمع زخات نيران صواريخ “نبذل قصارى جهدنا لمحاولة اجلاء المدنيين من الجبهة الغربية للبلدة لانهم يتعرضون الان للقصف ونيران الدبابات.”

ومثل معظم جيوب المعارضة في الضواحي التي تحيط بدمشق فان المعضمية تتعرض لحصار فرضه الجيش منذ اربعة اشهر مما سبب نقصا حادا في الطعام والامدادات.

وأبلغ أطباء في البلدة عن زيادة أعداد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية خاصة بين الاطفال.

ونددت الولايات المتحدة بالحصار يوم الجمعة قائلة ان حكومة الاسد لم تسمح سوى لعدد محدود من المدنيين بالفرار من المعضمية وانها يجب ان تسمح بمرور الاغذية والمياه والادوية لتصل الى الاشخاص الذين لا يزالون بالداخل.

وقالت “كما نحذر النظام أيضا … من استغلال عمليات اجلاء محدودة للمدنيين كذريعة لمهاجمة اولئك السكان الذين بقوا هناك. المنع المتعمد من جانب النظام لتسليم امدادات انسانية تنقذ حياة آلاف المدنيين يعكس انعدام الضمير.”

من ايريكا سولومون

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى