أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 19 تشرين الثاني 2016

«لحظة قاتمة» في حلب … وعجز عن إغاثة شرق دمشق

لندن، موسكو، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

فتحت القوات النظامية السورية معركة جديدة شرق دمشق بشن حملة على الغوطة الشرقية وقف العناصر المسعفون عاجزين أمام شدتها بالتزامن مع تصعيدها قصف الأحياء المحاصرة شرق حلب واستمرار الجيش الروسي باستهداف جنوب غربي المدينة وإدلب، في وقت قال مسؤول دولي إن ربع مليون مدني محاصرين شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة»، ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة خمس دول أوروبية بعد لقائهم في برلين، إلى «الوقف الفوري» لقصف حلب.

وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أمس، إن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة جداً»، مع غياب أي إمدادات غذائية أو طبية واقتراب فصل الشتاء وتوقع هجوم شرس من جانب قوات الحكومة السورية وحلفائها. وقال إيغلاند إنه على رغم ترحيب روسيا وجماعات المعارضة المسلحة بخطة الأمم المتحدة الإنسانية لتوصيل الإمدادات وإجلاء المرضى والمصابين من شرق حلب، لم يقدم أي طرف الموافقة النهائية.

وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه أحصى تعرض 40 حياً ومنطقة للقصف في حلب وريفها، وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن عشرات القذائف والصواريخ سقطت منذ صباح أمس على الأحياء السكنية التي تعرضت أيضاً لغارات جوية مكثفة. وأفاد بأن القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ العام 2014 في تلك الأحياء، التي اعتادت الغارات الجوية، في وقت لزم السكان منازلهم وخلت الشوارع من المارة.

وتزامن التصعيد العسكري في مدينة حلب بدءاً من الثلثاء مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط). وأفاد «المرصد السوري» ومراسل «فرانس برس» في المحافظة باستهداف «طائرات حربية يعتقد أنها روسية» مناطق عدة، بينها مدينتا سراقب وجسر الشغور.

في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، تستهدف القوات النظامية مدينة دوما بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ مع تحليق كثيف للطائرات الحربية. وأفاد مراسل «فرانس برس» في دوما المحاصرة بأن فرق الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على التحرك لإسعاف الضحايا.

في برلين، قال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك بعد اجتماع مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، إنه سيكون من السذاجة توقع تحول 180 درجة من جانب روسيا أو الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون محاولة إحداث تغيير لإنهاء الصراع الدموي في سورية. وعقد أوباما الجمعة لقاء وداعياً في برلين مع رؤساء حكومات بريطانيا تيريزا ماي وإسبانيا ماريانو راخوي وإيطاليا ماتيو رينزي والمستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وأكد المسؤولون الغربيون الستة أيضاً موقفهم من سورية، داعين إلى «الوقف الفوري» لهجمات النظام السوري وروسيا وإيران على مدينة حلب.

في لاهاي، أكد المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومجو في مقابلة مع «فرانس برس»، أن المنظمة تنظر حالياً في «أكثر من 20» اتهاماً باستخدام أسلحة مماثلة في سورية منذ شهر آب (أغسطس). وقال: «نبذل ما في وسعنا لجمع معلومات عن اتهامات مماثلة في محاولة لتحديد ما إذا كانت ذات صدقية أو لا بهدف تعميق التحقيق»، مضيفاً: «أعتقد أن عددها كبير جداً، لقد أحصيت أكثر من عشرين وداعش قد يكون صنع بنفسه» غاز الخردل المستخدم في العراق وسورية، مضيفاً أنه «في غاية القلق» حيال ذلك.

 

خروج جميع مستشفيات شرق حلب عن الخدمة

بيروت – رويترز

قالت مديرية صحة حلب في وقت متأخر الليلة الماضية إن جميع المستشفيات في شرق حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية أصبحت «خارج الخدمة».

وجاء في البيان: «خرجت كل المشافي العاملة شرق حلب عن الخدمة نتيجة القصف الممنهج والمستمر لهذه المشافي خلال اليومين الماضيين من قبل قوات النظام والطيران الروسي (…) وهذا التدمير المتعمد للبنى التحتية الأساسية للحياة جعل الأطفال أطفاله والشيوخ والرجال والنساء من دون أي مرفق صحي يقدم لهم العلاج وفرص إنقاذ أرواحهم ويتركهم للموت».

من جهته قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «إنه اليوم الرابع للقصف العنيف على حلب (…) واستهداف المستشفيات ومحيطها هو من أجل إخراجها عن الخدمة (…) هناك قصف مكثف بالصواريخ والقذائف والضربات الجوية، على أحياء حلب الشرقية اليوم، إضافة لمجزرة في ريف حلب راح ضحيتها 7 على الأقل».

وتقول مصادر طبية وسكان ومقاتلون من المعارضة إن المستشفيات تضررت في الأيام القليلة الماضية بفعل الضربات الجوية والبراميل المتفجرة.

وأفاد «المرصد» بأن «قصفاً مدفعياً استهدف حي المعادي وأدى إلى تضرر مستشفى عمر بن عبد العزيز وخروجه عن الخدمة بعد سقوط قذائف، إحداها في جناح المرضى»، وقالت مصادر إعلامية شرق حلب نقلاً عن مصدر طبي في المستشفى إن القصف أدى «إلى تدمير جزئي للمستشفى المتخصص في الأمراض العامة» موضحاً «أن مريضين قتلا بعد إصابتهما، عدا عن إصابة مرضى في المستشفى وأفراد من الطاقم الطبي بجروح».

يأتي استهداف المستشفى بعد ساعات من استهداف مركز رئيس للدفاع المدني في حي باب النيرب بأربعة براميل متفجرة وصاروخين وعدد من القذائف، ما أدى إلى تدمير كامل وخروج عن الخدمة وفق المصادر ذاتها.

وتنفذ ضربات جوية مكثفة في شرق حلب منذ الثلثاء الماضي عندما استأنف النظام وحلفاؤه العمليات هناك بعد توقف لمدة أسابيع وشنوا عمليات برية ضد مواقع مقاتلي المعارضة على الخطوط الأمامية للمناطق المحاصرة أمس.

 

القصف يطاول 40 نقطة في حلب… وقتلى بغارات على غوطة دمشق

لندن، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

واصلت القوات النظامية السورية قصف شرق حلب بالتزامن مع قصف روسيا غرب المدينة، بحيث وصل الى 40 عدد القرى والبلدات والأحياء التي تعرضت للقصف يوم أمس، في وقت قال مسؤول دولي أن ربع مليون مدني محاصرين شرق حلب «يواجهون لحظة قاتمة». وقتل وجرح عشرات بقصف على الغوطة الشرقية لدمشق.

وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الجمعة أن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة جداً»، مع غياب أي إمدادات غذائية أو طبية واقتراب فصل الشتاء وتوقع هجوم شرس من جانب قوات الحكومة السورية وحلفائها.

وقال إيغلاند أنه رغم ترحيب روسيا وجماعات المعارضة المسلحة بخطة الأمم المتحدة الإنسانية لتوصيل الإمدادات وإجلاء المرضى والمصابين من شرق حلب، لم يقدم أي طرف الموافقة النهائية. وأضاف أن الأمم المتحدة تعتزم إرسال قوافل مساعدات لمليون سوري في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، لكن حتى الآن لم تصل قافلة واحدة لمقصدها. وذكر أن القوات السورية أعادت المساعدات المتجهة إلى بلدة دوما الخميس.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أحصى تعرض 40 حياً ومنطقة للقصف في حلب وريفها، موضحاً: «ارتفع إلى 4 على الأقل عدد الشهداء الذين تأكد استشهادهم في الضربات الجوية العنيفة على أحياء حلب الشرقية، حيث تواصل قوات النظام استهداف هذه الأحياء بقصف جوي عنيف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف مدفعي وصاروخي مكثف من جانب قوات النظام لليوم الرابع على التوالي، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، وتستهدف هذه الضربات منذ صباح اليوم أحياء الصاخور والمواصلات والأنصاري وضهرة عواد وكرم الطراب والقاطرجي وطريق الباب والشيخ سعيد وأرض الحمرا ومساكن هنانو وبستان القصر والسكري والفردوس والمشهد والشعار والمعادي والميسر والحرابلة وجسر الحج والشيخ نجار ومناطق أخرى في القسم الشرقي من المدينة، في حين ارتفع إلى 6 عدد الشهداء الذين قضوا جراء الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في ريفي حلب الغربي والشمالي، حيث استشهد فتى في الـ17 من عمره في الضربات الجوية على بلدة حيان بريف حلب الشمالي، في حين استشهد طفل وسيدة في الضربات الجوية على جمعية الهادي في منطقة خان العسل، كما استشهد شاب في القصف الجوي على كفر ناصح، فيما استشهد طفل وفتى في الضربات الجوية على بلدة قبتان الجبل بريف حلب الغربي، كذلك ارتفع إلى 3 على الأقل بينهم طفلتان شقيقتان عدد الشهداء الذين قضوا بالإضافة لإصابة حوالى 20 آخرين بجراح، جراء سقوط قذائف على مناطق في أحياء الإسماعيلية والجميلية وسوق الإنتاج ومناطق أخرى في القسم الغربي لمدينة حلب، كما استهدفت الطائرات الحربية بعشرات الضربات الجوية مناطق في ريفي حلب الشمالي والغربي واستهدفت الضربات قرى وبلدات بالا والشيخ سليمان وياقد العدس وأورم الكبرى والسلوم وبلدة معارة الأرتيق وكفرناصح وكفرناها وخان العسل وكفرداعل والمنصورة وإبين ودارة عزة بريف حلب الغربي وحيان وعندان بريف حلب الشمالي، وبلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي، فيما استهدفت الطائرات الحربية مناطق في قريتي المنطار والكسيبية وأماكن أخرى في جبل الحص بريف حلب الجنوبي».

وأشار الى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في حي الشيخ سعيد الواقع بالقسم الجنوبي من أحياء حلب الشرقية».

وكانت قد تمكنت فيها قوات النظام خلال ساعات الليل من تحقيق تقدم والسيطرة على نقاط ومواقع في الحي، فيما نفذت الفصائل هجوماً معاكساً ومعلومات مؤكدة عن استعادتها عدداً من النقاط التي خسرتها، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين الطرفين في القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية، حيث تحاول قوات النظام البدء بعملية قضم جديدة لمناطق وأحياء من القسم الشرقي للمدينة».

وتتركز الاشتباكات في منطقة الإنذارات ومحيط بعيدين، حيث حققت قوات النظام تقدماً باتجاه منطقتي بعيدين والإنذارات، وسط قصف عنيف من قوات النظام على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في أحياء حلب الشرقية، ما خلف مزيداً من الخسائر البشرية في صفوف الجانبين.

وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، قال مراسل فرانس برس أن عشرات القذائف والصواريخ سقطت منذ صباح الجمعة على الأحياء السكنية التي تعرضت أيضاً لغارات جوية مكثفة.

وأفاد بأن القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ العام 2014 في تلك الأحياء التي اعتادت على الغارات الجوية، في وقت لزم السكان منازلهم وخلت الشوارع من المارة.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف الجوي والمدفعي استهدف صباحاً أحياء عدة، بينها مساكن هنانو والفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور.

وتواجه فرق الإسعاف صعوبة في التوجه الى أماكن تم استهدافها، بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة.

وفي حي مساكن هنانو، تهتز الأبنية مع كل غارة جوية، وفق مراسل فرانس برس الذي قال أن سكان الحي طلبوا صباحاً الإسعاف، إلا أن الفرق غير قادرة على الوصول اليهم.

وقال مدير مركز الدفاع المدني في حي الانصاري نجيب فاخوري لوكالة فرانس برس: «لم نشهد غزارة في القصف المدفعي والصاروخي مثل اليوم (…) حتى بات من الصعب علينا التوجه الى أماكن القصف». وأضاف: «قبل قليل، تم طلبنا لإطفاء حريق نشب في حي الفردوس نتيجة القصف وحتى الآن لم نستطع التوجه الى هناك».

وكان القصف عنيفاً الخميس أيضاً، واشتد مساء ليستمر حتى منتصف الليل.

ووثق «المرصد» مقتل 65 مدنياً على الأقل خلال أربعة أيام من القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية.

وشهدت حلب الليلة الماضية اشتباكات عنيفة في حي الشيخ سعيد الذي تسعى قوات النظام للتقدم فيه في جنوب الأحياء الشرقية، وفق مراسل فرانس برس و «المرصد». وقال «الاشتباكات عنيفة جداً وترافقت مع قصف مدفعي متبادل».

وردت الفصائل المعارضة على التصعيد العسكري في شرق حلب بإطلاق «أكثر من 15 قذيفة صاروخية» بعد منتصف الليل، على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

وقال «المرصد»: «تواصل الطائرات الحربية معاودة تصعيد قصفها لأحياء مدينة حلب الشرقية، لليوم الرابع على التوالي، وجاء هذا التصعيد اليوم مترافقاً مع إتمام الآلة العسكرية ليومها الـ60، من تصعيد الضربات الجوية من الطائرات الحربية والمروحية وتصعيد قصفها المدفعي والصاروخي، على الأحياء الشرقية من المدينة ومناطق أخرى في أريافها الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، ووثق المرصد مقتل 1086 مدنياً بينهم 231 طفلاً و98 مواطنة، إضافة لإصابة الآلاف بجراح متفاوتة الخطورة وفقدان العشرات، منذ الساعات الأولى لانهيار الهدنة الأميركية – الروسية، عند السابعة من مساء 19 ايلول (سبتمبر) جراء القتل اليومي المتواصل والمتصاعد بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري في مدينة حلب وريفها».

وتزامن التصعيد العسكري في مدينة حلب بدءاً من الثلثاء مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط).

ومنذ الثلثاء، تركز الطائرات الروسية غاراتها على مناطق متفرقة في محافظة ادلب الواقعة تحت سيطرة «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل إسلامية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).

وأفاد «المرصد السوري» ومراسل فرانس برس في المحافظة باستهداف «طائرات حربية يعتقد أنها روسية» لمناطق عدة بينها مدينتا سراقب وجسر الشغور.

في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، تستهدف قوات النظام مدينة دوما بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ مع تحليق كثيف للطائرات الحربية. وأفاد مراسل فرانس برس في دوما المحاصرة من قوات النظام بأن فرق الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على التحرك لإسعاف الضحايا. وقال «المرصد»: «ارتفع إلى 6 هم 5 أطفال دون سن الـ9 ومواطنة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطائرات الحربية لمناطق في بلدة جسرين بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام استهدف أطراف البلدة، كما ارتفع إلى 4 بينهم طفل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف للطائرات الحربية المتزامن مع قصف لقوات النظام بالقذائف على مناطق في مدينة دوما، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، وليرتفع إلى 22 على الأقل بينهم 10 أطفال ومواطنتان عدد الشهداء الذين قضوا خلال الـ24 ساعة الفائتة في غوطة دمشق الشرقية».

 

أعنف المعارك في حلب منذ أسبوع 20 اتهاماً بهجمات كيميائية منذ آب

المصدر: (وص ف، رويترز، أب)

خاض مقاتلو المعارضة السورية معارك شرسة مع قوات مؤيدة للحكومة تحاول التقدم نحو المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، وواصلت الطائرات الحربية غاراتها على المنطقة، في مسعى جديد من دمشق لاستعادة السيطرة على المدينة بكاملها، وسط تحذير الامم المتحدة من أن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون “لحظة قاتمة جداً” في غياب غذاء أو إمدادات طبية ومع حلول الشتاء، إضافة إلى هجوم شرس على نحو متزايد تشنه القوات السورية وحلفاؤها.

وصرح المدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية حمد أوزومجو بأن المنظمة المكلفة تدمير الاسلحة الكيميائية في انحاء العالم تنظر حاليا في “اكثر من 20” اتهاماً باستخدام اسلحة مماثلة في سوريا منذ شهر آب.

وقال ان “داعش” المتهم خصوصا باستخدام غاز الخردل ضد مدنيين في سوريا والعراق، “يمكن ان يكون صنع بنفسه” هذا السلاح، موضحاً “ان نوعية الغاز كانت رديئة لكنه ضار مع ذلك”، و”الامر تالياً مقلق جداً خصوصاً ان هناك في البلدين مسلحين أجانب يمكن ان يعودوا يوما الى بلدانهم الاصلية”.

وأدلى مدير المنظمة بتصريحاته بعد ساعات من اصدار مجلس الامن قرارا مدد بموجبه سنة مهمة فريق المحققين المكلف تحديد المسؤوليات في الهجمات الكيميائية في سوريا، مما يمهد الطريق لمواجهة بين روسيا والدول الغربية في شأن سبل معاقبة المسؤولين عنها.

 

قصف حلب

ميدانياً، جددت قوات الحكومة السورية والفصائل المتحالفة معها قصفاً عنيفا لشرق حلب منذ الثلثاء، بعد توقف بضعة أسابيع. وتقول موسكو التي تشن قواتها الجوية غارات دعما للرئيس السوري بشار الأسد إنها لم تشارك في الهجوم الأحدث على حلب. لكن موسكو كثفت دورها في الحرب بشن هجمات من البحر على مناطق أخرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

ومع أن قوات الحكومة استخدمت قوة نيران هائلة، فإن تقدمها نحو المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب منذ أيلول كان محدودا. ويرابط مقاتلو المعارضة بقوة، ويقولون إنهم مستعدون جيداً لحرب مدن.

ووردت أنباء عن نشوب معارك في المحيط الجنوبي والشرقي للمنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة أمس.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن اشتباكات الجمعة كانت الأعنف في أسبوع.

وقالت مصادر من الجانبين إن الفصائل المؤيدة للحكومة محتشدة بأعداد كبيرة.

وأبلغ مسؤول من “جبهة الشام “المعارضة التي تحارب تحت لواء “الجيش السوري الحر” أن القوات المؤيدة للحكومة يبدو أنها تسعى الى التقدم على طريق سريع يقسم الشطر الذي تسيطر عليه المعارضة من حلب. وأقر بأن جماعته خسرت قائداً ميدانيا مع عدد من رجاله في القتال. وقال إن “الميليشيات تتقدم بقوة في المناطق التي تحاول اقتحامها. هناك جبهات قليلة في سوريا بوجه عام في هذه اللحظة، معظم تركيز النظام والميليشيات هو الان في حلب”.

وتحدث مصدر حكومي عنها تعبئة كبيرة للقوات المؤيدة للأسد. وأفاد أن القصف في الأيام الاخيرة كان استعداداً لعمليات برية.

وصرح الفاروق أبو بكر، وهو قائد ميداني لـ”حركة أحرار الشام”، بأن مقاتلي المعارضة تصدوا لمحاولة للفصائل المسلحة المؤيدة للحكومة للتقدم في منطقة الشيخ سعيد في المحيط الجنوبي لشرق حلب بعد قصف عنيف شمل براميل متفجرة.

ومع التصعيد العسكري الاخير، حذر مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند من أن إمدادات الاغاثة نفدت لنحو 250 ألف مدني في الشطر الشرقي المحاصر، وقال إن الحكومة السورية وحلفاءها لم يوافقوا على توفير ممر آمن لقافلة إغاثة.

 

شحنات أسلحة

وفي خضم تزايد الضغط العسكري على المعارضة في حلب، اجتمع أعضاء من جماعة سورية معارضة يدعمها الغرب مع مسؤولين أميركيين ليسألوا عن مصير شحنات أسلحة يتلقونها لمحاربة الأسد، فأبلغوا، استناداً الى مسؤول حضر الاجتماع، أن البرنامج سيستمر حتى نهاية السنة ، لكن أي شيء بعد ذلك سيعتمد على الإدارة الأميركية الجديدة. وعندما يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في كانون الثاني 2017، يتوقف هذا الدعم تماماً.

ولمح الرئيس المنتخب إلى معارضته الدعم الاميركي للمعارضين، كما لمح إلى تغيير شامل للسياسة حيال سوريا.

 

سقوط مئات الضحايا في حلب وأوباما وقادة الاتحاد الاوروبي يدعون روسيا وإيران لوقف القصف

حزب كردي يتهم «الاتحاد الديمقراطي» باحتجاز 6 من مسؤوليه في الحسكة

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أجبر القصف الجوي والمدفعي العنيف لقوات النظام السوري على شرق حلب، أمس الجمعة، السكان على البقاء في منازلهم بعد ليلة شهدت اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واستهدف القصف أحياء عدة بينها مساكن هنانو والفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور، وفق المرصد السوري.

وفرق الإسعاف غير قادرة على التوجه الى الأماكن التي تم استهدافها بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف.

وكان القصف عنيفا الخميس أيضا، واشتد مساء وحتى منتصف الليل، وكانت الأبنية ترتج نتيجة قوة الغارات.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «الاشتباكات عنيفة جدا وترافقت مع قصف مدفعي متبادل»، مشيرا إلى أن قوات النظام تقدمت لفترة قصيرة قبل أن تصدها الفصائل المعارضة والإسلامية.

وردت الفصائل المعارضة على التصعيد العسكري في شرق حلب بإطلاق «أكثر من 15 قذيفة صاروخية» بعد منتصف الليل على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وبينها الجميلية والإسماعيلية وبستان الزهرة وسليمان الحلبي.

وتزامن التصعيد العسكري في مدينة حلب مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط).

إلى ذلك بلغ عدد ضحايا القصف الجوي على أحياء حلب الشرقية شمالي سوريا 106 مدنيين خلال 72 ساعة الماضية.

وأفاد المسؤول في الدفاع المدني نجيب الأنصاري أن 12 مدنياً قتلوا منذ صباح أمس بغارات جوية نفذتها طائرات روسية وطائرات تابعة للنظام ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى 106 قتلى و190 جريحا.

وأوضح الأنصاري أن طائرات النظام والطائرات الروسية تقصف بشدة منذ 3 أيام، وبشكل متواصل، أحياء حلب المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، لافتاً إلى أن حالات اختناق حدثت في قصف ببراميل متفجرة تحتوي على غاز سام في حي» مساكن هنانو».

ويعيش في أحياء حلب المحاصرة نحو 300 ألف مدني يعيشون في وضع بالغ السوء، حيث يزداد الوضع سوءاً مع استمرار القصف والحصار الخانق المفروض على المدينة منذ مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي.

جاء ذلك فيما أكد إبراهيم برو، سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (معارض)، احتجاز تنظيم «ب ي د»، ستة مسؤولين رفيعي المستوى بينهم نائبه حسن صالح.

وفي مؤتمر صحافي عقده برو، أوضح أن مسلحي التنظيم داهموا مبنى حزبه في بلدة عامودا التابعة لمحافظة الحسكة (شمال شرقي).

وقال برو: «احتجز مسلحو التنظيم خلال عملية المداهمة، ستة مسؤولين رفيعي المستوى بينهم نائب السكرتير حسن صالح».

واستذكر السكرتير احتجاز مسلحي التنظيم قبل فترة قصيرة، الكثير من أعضاء المجلس الوطني الكردي في سوريا.

وأضاف: «جرى اعتقال قرابة 50 عضوا في المجلس بصورة تعسفية، وتم إلقاؤهم في زنزانات التنظيم، لمشاركتهم في مراسم تشييع أحد مقاتلي البيشمركه (قوات الإقليم الكردي في العراق) خلال المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي».

وتابع «لم يعد الشعب يقدم دعما للتنظيم كما في السابق، وباتوا يضعفون يوما بعد يوم. نقترب من نهاية الحرب على داعش، لذا فإن حاجة الولايات المتحدة الأمريكية للتنظيم بدأت تقل، وهم (عناصر التنظيم) ينتقمون لهزيمتهم من أعضاء الحزب».

وفيما يتعلق بالاستعدادات المتعلقة بعملية استعادة محافظة الرقة، شمالي شرق سوريا، من تنظيم «الدولة» قال برو: «من أجل زيادة عدد عناصره، يداهم التنظيم القرى يوميا ليجند أهالي المنطقة، ويجبرهم على حمل السلاح قسرا، تحت ما يسمى بالخدمة الإجبارية».

تجدر الإشارة إلى أنَّ حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، هو أحد الأحزاب الممثلة في المجلس الوطني الكردي في سوريا (معارض).

من جهة أخرى ذكر البيت الأبيض أمس الجمعة أن قادة الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا دعوا روسيا وإيران إلى وقف كل الأنشطة العسكرية في مدينة حلب السورية على الفور.

وحرك الادعاء العام الألماني دعوى قضائية أمام محكمة مدينة ميونيخ لمحاكمة سوريين اثنين بتهمة القتال في سوريا.

وأعلن الادعاء العام الجمعة في مقره في مدينة كارلسروه أن السوريين (22 و24 عاما) متهمان بالقتال في صفوف حركة «أحرار الشام»، التي تسعى لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإقامة دولة إسلامية.

وبحسب التحقيقات، أصيب المتهم الأصغر عام 2014 بإصابات خطيرة في إحدى المعارك وانتقل إلى ألمانيا عبر تركيا لتلقي العلاج.

وعلى الأقل أعلن المتهم الثاني، الذي رافق المتهم الأصغر إلى ألمانيا، ولاءه «لأحرار الشام» في الخارج.

ويقبع المتهمان في السجن على ذمة التحقيق منذ إلقاء القبض عليهما في نيسان/أبريل الماضي.

 

اردوغان: “أشعر بخيبة الامل” من السياسة الامريكية

اسطنبول – د ب أ – ذكر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أنه “يشعر بخيبة أمل” من سياسة واشنطن في سوريا وأزمة اللاجئين، فيما أعرب أيضاً عن انزعاجه بأن منافسه، فتح الله جولن، الذي يلقي باللوم عليه في محاولة الانقلاب، ما زال يقيم في الولايات المتحدة.

 

جاءت تصريحاته في برنامج “60 دقيقة” لشبكة “سي.بي.إس″ الاخبارية الامريكية، الذي من المقرر أن يتم بثه كاملاً على الهواء مباشرة الاحد.

 

وقال اردوغان للمذيع الامريكي، فيما يستعد الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب لدخول البيت الابيض “لقد تناولنا تلك القضايا وناقشناها مع الرئيس أوباما ونائب الرئيس بايدن. لقد فشلوا في الارتقاء إلى مستوى الحدث والتعامل مع تلك القضايا بشكل جدي. هذا يزعجنا كثيراً”.

 

وأضاف “أشعر بخيبة الامل” طبقاً لنسخة طبق الاصل من تصريحات جزئية صادرة عن الشبكة الاخبارية، في إشارة على ما يبدو إلى سوريا وأزمة اللاجئين.

 

وتجري تركيا حملات تطهير واسعة النطاق وحملات صارمة ضد من يزعم أنهم أنصار جولن ودوائر معارضة أخرى، من بينهم الصحفيين والاكاديميين خلال الاشهر التي تلت محاولة الانقلاب.

 

تجنيد الفتيات في «قوات سوريا الديمقراطية» في منبج هل أصبح ظاهرة؟

عزام خير الله

حلب ـ «القدس العربي»: بدا انخراط الفتيات العربيات في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية»، (قسد) أمراً مخالفاً للعرف الاجتماعي، ولا سيما أنه يحصل في منطقة تتميز بأنها محافظة اجتماعياً، وما يدعو للغرابة أخذ انخراطهن صفة الظاهرة بعد انتساب المئات منهن أخيراً إثر انحسار تنظيم «الدولة».

وتتميز منبج ريفاً ومدينةً بالطابع الريفي العشائري المحافظ حيث السلطة تأخذ صفة «الذكورية»، ولم تشذ فتيات منبج عن الحالة العامة رغم مساهمتهن الفعالة بالثورة، تقول المدرّسة مريم العلي من مدينة منبج «لكنّ مساهمتهن انحصرت في الجوانب المدنية كالتوعية، والصحة، والتعليم، ودعم المرأة اقتصادياً واجتماعياً» ولم تأخذ مشاركتها طابعاً عسكرياً. ولم تعرف منبج رغم طابعها المحافظ تشدداً وظلماً للمرأة، تقول رنا وهي طالبة جامعية لـ»القدس العربي»، «مارست المرأة المنبجية حقوقها مع المحافظة على تقاليد المجتمع، وتحاول قسد اللعب على وتر مهترئ عندما تتحدث عن الحريات».

وتلجأ «قسد» لطرق بسيطة تجذبُ من خلالها الفتيات لصفوفها، يقول الناشط الإعلامي محمد الحمود من مدينة منبج «النساء الكرديات يذهبن للقرى ويجتمعن بالنساء، ويحاضرن فيهن عن الحريات والمساواة وفق رؤية حزب العمال، ومن يقمن بهذه الجولات يتمتعن بقدرات ومهارات عالية في الإقناع».

يتابع محمد الحمود «ومن الطبيعي أن يجدن في ظلّ هذه الظروف آذاناً صاغية، وعقولاً تتقبل، وتقتنع بالخطاب» فكثير من الفتيات يعتقدن أن المجتمع سحقهن – ولا سيما فترة سيطرة تنظيم الدولة – بينما هن يستحققن أن يكون لهن منزلة أفضل تكون المرأة فاعلة فيها، وهذا ما توفره «قسد» لهن وفق زعمهن.

وينفي متابعون لهذا الشأن وصول انتساب الفتيات لدرجة الظاهرة، إذ يؤكدون أنها ما زالت تأخذ صفة «الفردية والشذوذ الطارئ على المجتمع» فيما يؤكد ناشطون ميدانيون خلاف ذلك، فيجزمون أن الأمر تحول لظاهرة، يقول الناشط محمد الخطيب «لا نملك أرقاماً محددة واضحة، ولكن المؤكد أنها كبيرة، وتصل الأعداد في منبج وريفها للمئات» ويُرجِعُ مراقبون الضبابية في الأرقام لتكتم الأهالي على انتساب بناتهم، وهذا دليل على الرفض الضمني لانتسابهن، تقول أم يمنى من مدينة منبج «الفتاة المنبجية متحررة لكن ليس بطريقة بنات قسد، ومن تورطن بقسد غُرِرَ بهن» ويذكر اختلاف عادات أهالي منبج عن سلوكيات قسد، فيندر أن تجد فتاة منبجية حاسرة الرأس خلافاً لقسد، ويذكر ناشطون أن ما يميز معظم بنات منبج المنتسبات لقسد ارتداءهن للحجاب».

ولعب تنظيم «الدولة» دوراً رئيساً في انتساب الفتيات لـ «قسد»، فقد مُنِعَت الفتياتُ من الذهاب للجامعة، واشترطت وجود المُحرم معها في مسافات لا تستلزم ذلك شرعاً، يقول الناشط محمد الخطيب «انتساب الفتيات ردة فعل على الواقع الذي فرضه تنظيم الدولة، فالفتاة تريد أن تقول إنها موجودة وقادرة على العطاء».

وتهدف «قسد» من عملية تنسيب الفتيات العرب لصفوفها تحقيق أمور خارجية وداخلية عدة، فانتساب الفتيات رسالة تقدمها قسد للمجتمع الدولي باعتبارها راعية للحرية والمساواة، يقول الخطيب «تعزف قسد على وتر الديمقراطية، وحماية المرأة، والدفاع عن حقوقها».

أما داخلياً فالهدف دخول المجتمع العربي، فما زالت الغالبية العربية تنظر لـ»قسد» باعتبارها ميليشيات مرتزقة، يقول الخطيب «قسد تريد دخول المجتمع، وربط هذا المجتمع بها، وتنسيب الفتيات والأطفال والشباب أفضل وأسهل طريقة لذلك، كما أنّ قسد تفتقد للعنصر البشري، والزخم الشعبي».

«ولا شكّ أنّ لانتساب الفتيات آثاراً خطيرة على المجتمع، تضاف للأفعال التي مارسها التنظيم»، يقول يوسف العلي. ويضيف: «انتساب الفتيات يقود للمزيد من صراعات الوجود، فهؤلاء سيواجهون الثوار القادمين لتحرير منبج» ويتوقع في حال تطورت الأمور أن يؤدي ذلك لردود فعل غير محسوبة من الأهالي، يتابع يوسف العلي:»معظم الأهالي بناتهم انتسبت رغماً عن إرادتهم».

ويذكر ناشطون أن فتاتين من القوات الكردية جئن بسيارة، وأخذن فتاة أقنعنها سابقاً بالانتساب من قرية حمام كبير شرقي مدينة منبج، وعندما حاول الأهل الوصول إليها منعوا بدعوى أنها انتسبت بإرادتها.

ويقول مصطفى حاج عبدالله رئيس مجلس أمناء الثورة في منبج لـ «القدس العربي»، «تواترت لنا أنباء انضمام بعض نساء ريف منبج لقسد، ورفض قسد تسليم الفتيات المخدوعات لأهاليهن عندما طالبوا بهن بذريعة الحرية».

وتتحدى «قسد» تقاليد المجتمع بشكل فظ، يتابع مصطفى: قسد قوة محتلة لا تبالي بالآثار السلبية لقراراتها على المجتمع، فهدفها تحقيق مشروعها وحسب» فيرى مصطفى أن ما تقوم به «قسد» يرقى لجريمة الخطف، ناهيك عن مخالفة ذلك للأعراف. وتكثر قصص الانتساب المرفوضة من قبل الأهل ومن ذلك فتاة من قرية الجات شمال منبج. وخفّت وتيرة الانتساب، ولاسيما البنات بالأسابيع الأخيرة نتيجة تقدم «الجيش الحر» باتجاه مدينة الباب، فالانتساب يرتبط بعامل الثقة بالاستمرارية.

 

ناشطون «يرثون» ريف حماة الشمالي… ويستنفرون الفصائل بعد تقدم النظام

سلطان الكنج

حماة ـ «القدس العربي»: بعد استعادة النظام لكثير من المناطق التي فقدها في ريف حماة الشمالي أطلق ناشطون حملات إعلامية تحض الفصائل على وقف تقدم النظام المتسارع في الريف الحموي، واعتبر الناشطون أن الأمر لا يتوقف عند استعادة النظام للمناطق التي خسرها خلال معركة «مروان حديد» بل يتعداه إلى تهديد حقيقي لريف إدلب الجنوبي من خلال الوصول لمدينة مورك الاستراتيجية.

الناشط الإعلامي في مركز حماة الإخباري عبيدة أبو خزيمة تحدث لـ «القدس العربي» عن تفاصيل تقدم النظام وقال: تمكن النظام من السيطرة على معان وصوران، والتقدم شمال الأخيرة ليسيطر على كل من تل بزام وحاجز السريتل وحاجز لحايا وحاجز البشائر».

وعن أهمية تلك المناطق التي تمكن النظام من استعادتها يقول عبيدة أبو خزيمة «وتأتي أهمية هذه المناطق لأنها تجعله يقترب أكثر من مدينة مورك التي سيحاول جاهداً السيطرة عليها، وبالتالي بناء خطوط دفاعية في قلب المناطق التي يسيطر عليها الثوار، ومحاولة الوصول إلى ريف إدلب الجنوبي، واستعادة المناطق التي سيطر عليها الثوار خلال معركة مروان حديد، وتأتي أهمية مورك كونها تشرف على ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، وتعتبر من أهم المدن التي يسيطر عليها الثوار، فهي تقع على الاوتوستراد الدولي حماة – حلب ونقطة بداية للتوجه نحو إدلب».

ويقول الناشط أنس الحموي عن تطور الوضع في ريف حماة: هناك تقدم للنظام متساريع حيث تمكن الأخير من استعادة نقاط دون اي مقاومة تذكر، وهناك تخاذل من كبرى الفصائل حيث لا تجد غير كتائب محلية تقف في وجه هجوم النظام.

ويضيف «من يتحمل مسؤولية تقدم النظام بالدرجة الأولى هما جبهة فتح الشام وأحرار الشام كونهما أكبر الفصائل، وايضاً تعتبر الأولى هي من انضوى تحتها جند الأقصى الذي حرر أغلب مناطق ريف حماة والثانية مسؤولة لأنها قاتلت جند الأقصى ولم تشغل مناطق رباطه على قوات النظام».

ويذهب الناشط إلى أن الوضع «لا يتحمل الفرقة والخلافات فالنظام يبدو مصمماً على الوصول إلى مدينة مورك المهمة، وفي سقوطها تهديد للريف الإدلبي، فعلى الفصائل تحمل مسؤوليتها والمبادرة للوقوف في وجه النظام».

وعن كيفية مواجهة هذا الواقع الميداني قال النقيب مصطفى معراتي قائد القطاع الشمالي في جيش العزة «ربما سيتمكن النظام من الوصول لمدينة مورك اذا ما بقي الوضع على ما هو عليه لكن سنتصدى بكل ما نملك من قوة ولن يكون هذا إلا بالتوحد».

داعياً لرص الصفوف «فلا بد من الوحدة وتوحيد الصف وتشكيل غرفة عمليات لكل الفصائل في ريف حماة والتصدي لتقدم النظام». ولا يستبعد النقيب معراتي خلال حديثه مع «القدس العربي» تمكن النطام من تحقيق اهدافه «فالنظام يتقدم وإن بوتيرة أقل سرعة، لكن هذا لا يطمئن فالطائرات الروسية تمهد للنظام، وتتبنى سياسة الأرض المحروقة». معتبراً ان الخلافات بين الفصائل هي التي تنعش وتساعد النظام في حربه «النظام يستفيد من اقتتال الفصائل لأن هذا يشكل له فرصة سانحة لكي يتوسع».

ويقول القيادي أبو همام الشامي الذي ينتمي لإحدى الجماعات الجهادية التي بايعت فتح الشام مؤخرا «الأمر خطير وللأسف هناك تخاذل من كثير من الفصائل التي تقع على عاتقها مسؤولية التصدي بقوة لقوات النظام، الأمور باتت واضحة ويبدو أن العمل على مدينة حماة خط أحمر لا يسمح به الداعم، والآن هناك غرف عمليات لكن ليس همها المناطق التي يحيط بها الخطر من كل جانب فعلى الفصائل ان تكشف من بات يتلاعب على حساب دماء الشهداء ولقمة الفقراء».

واعتبر القيادي «أن الواقع الميداني يسير باتجاه الخطر فإذا تمكن النظام من الوصول لمورك هذا يعني أن ضغطه العسكري على إدلب بات قاب قوسين أو أدنى فلا بد من عمل عسكري حقيقي يستهدف النظام في عقر داره وأن يكون هذا العمل بالتزامن مع عمل في حلب».

 

خسائر للنظام السوري بهجومٍ للمعارضة في ريف دمشق

جلال بكور

شنّت قوات المعارضة السورية المسلّحة، اليوم السبت، هجوماً معاكساً ضد قوات النظام السوري في غوطة دمشق الغربية، في وقتٍ ارتفعت فيه وتيرة الاشتباكات بين الطرفين في غوطة دمشق الشرقية.

وأوضحت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أنّ “قوات المعارضة السورية المسلّحة تمكنت، إثر هجومٍ معاكس، من استعادة السيطرة على نقاط عدّة في شارع القصور شرق مخيم خان الشيح في ريف دمشق الغربي”.

 

وجاءت السيطرة عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها، وأكدت المصادر أن “الاشتباكات خلّفت سبعة قتلى في صفوف قوات النظام، بينهم ضابط برتبة ملازم، بالإضافة لعدد من الجرحى في صفوف قوات النظام”.

وتزامنت المعارك مع إلقاء الطيران المروحي، التابع لقوات النظام، أكثر من ثلاثين برميلاً متفجراً على مخيم خان الشيح، ما أسفر عن دمارٍ كبير، بحسب ما أفاد الدفاع المدني في ريف دمشق.

يُذكر أنّ قوات النظام السوري تسعى للسيطرة على مخيم خان الشيح، بعد تمكّنها مؤخراً من حصاره، وفصله عن باقي بلدات الغوطة الغربية.

وفي غوطة دمشق الشرقية، شنت قوات النظام السوري هجوماً على مواقع المعارضة في جبهة بلدة حوش الضواهرة، وبلدة الميدعاني في محيط مدينة دوما، واندلعت على إثر الهجوم معارك عنيفة بين قوات المعارضة والنظام.

وكانت المعارضة قد شنّت أمس الجمعة هجوماً معاكساً ضد قوات النظام في محيط مدينة دوما، على جبهات حوش الضواهرة والميدعاني، وتمكنت من تكبيد قوات النظام خسائر بشرية. وجاء هجوم المعارضة بهدف وقف تقدم النظام في محيط مدينة دوما، أكبر معقل للمعارضة في ريف دمشق.

 

قصف روسي يوقع عشرات الجرحى وحلب الشرقية بلا مشافٍ

جلال بكور

سقط عشرات الجرحى في صفوف المدنيين جراء تواصل القصف الجوي على مدينة حلب من الطيران الروسي، خلال ليلة الجمعة السبت، بعد يوم دام في حلب وريفها، بينما أعلنت مديرية الصحة في المدينة خروج كافة المشافي عن العمل في المنطقة المحاصرة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في حلب، إبراهيم أبو الليث، لـ”العربي الجديد” إن “عشرات الجرحى سقطوا، جراء تجدد القصف من الطيران الروسي ومدفعية قوات النظام السوري، على حي الصاخور وحي الحيدرية في شرقي مدينة حلب”.

 

وأكّد  استهداف الطيران الحربي لمستشفى عمر بن عبد العزيز في حي المعادي شرق حلب، ما أصاب عدداً من الكادر الطبي في المستشفى بجراح، بينهم حالة حرجة إضافة لدمار كبير في المستشفى. في حين استهدف الطيران الحربي مركزاً للدفاع المدني في حي باب النيرب، ما أسفر عن دمار في بنائه وآلياته وخروجه عن الخدمة بالكامل.

 

بدورها، أعلنت مديرية الصحة في مدينة حلب التابعة للمعارضة السورية، عن خروج جميع المشافي في المنطقة الشرقية من حلب المحاصرة عن الخدمة.

 

وطاول القصف الجوي الروسي فجر اليوم السبت، مناطق تل الضمان، والحاجب، وبنان الحص، والكسيبية، وتل علوش، والواسطة في ريف حلب الجنوبي، ومنطقة المهندسين وبلدة أورم الصغرى بريف حلب الغربي.

 

كما شن الطيران الحربي الروسي غارات على ناحية التمانعة بريف إدلب الجنوبي، وغارات على مدينة سراقب وأطرافها موقعاً أضراراً مادية.

 

من جهةٍ أخرى، ذكرت مصادر محليّة أن قيادياً في جبهة “فتح الشام” قتل أمس في غارةٍ نفّذها طيران التحالف على سيارته قرب قرية باتبو بريف حلب الغربي. وكانت مصادر محلية قد أفادت “العربي الجديد” بمقتل ثلاثة أشخاص بعد استهداف سيارتهم من قبل طائرة مجهولة المصدر على الطريق الدولي قرب بلدة باتبو.

 

إلى ذلك، أفادت مصادر محلية بوقوع جرحى جراء تفجير عبوة ناسفة بسيارة في حي غويران بمدينة الحسكة شمال شرق سورية، في حين تواصلت المعارك بشكل متقطع بين “قوات سورية الديمقراطية” وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في أطراف قرية تل السمن بريف الرقة الشمالي. كما شن طيران التحالف عدة غارات على مواقع للتنظيم في محيط القرية.

 

كتائب أبو عمارة: حالة خاصة أم مثال؟

عقيل حسين

في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، تم الإعلان بشكل رسمي عن انطلاق “كتائب أبو عمارة” عبر تنفيذ عملية اغتيال استهدفت أحد قادة الشبيحة في مدينة حلب. وكانت الولادة باسم “سرية أبو عمارة للمهام الخاصة”.

 

لم تكن هذه العملية هي الأولى من نوعها، بل سبقتها عمليات نفذها ناشطون بشكل فردي، إلا أنه مع هذا الإعلان، تم تسجيل ولادة أول قوة عسكرية من حلب المدينة، ستمثل واحدة من أهم تجارب الثورة الغنية بالتناقضات والتحولات الناتجة عن معطيات مختلفة، يلعب فيها المعطى الشخصي دوراً أساسياً، مثل الكثير من التجارب المشابهة الأخرى.

 

فكما أن “جيش الاسلام” ارتبط اسمه باسم زهران علوش، ومثلما التصق اسم “لواء التوحيد” باسم عبد القادر الصالح، ومصيره، وكما ظل اسم أبو محمد الجولاني، مرادفاً لـ”جبهة النصرة/فتح الشام”، فقد ارتبط اسم “كتائب أبو عمارة” باسم قائدها وأحد مؤسسيها: مهنا جفالة “أبو بكري”.

 

فهذا الشاب الوسيم، الذي لم يكن عمره قد تجاوز السابعة والعشرين، عندما انطلقت الثورة، سيطر بشكل طاغ على الفصيل، الذي أسسه مع مجموعة شبان جمعتهم المظاهرات والعمل في التنسيقيات التي قادت الحراك الشعبي في أحياء المدينة، حتى أصبح الرقم الرئيس فيه. ولم ينازع جفالة على هذا الموقع أحد، سوى مرة واحدة، عندما طالب فيها زميله ياسر العبد، أحد الثلاثة المشاركين في تأسيس “كتائب أبو عمارة” بقيادتها، وذلك إثر الإفراج عنه من قبل النظام، بعد عملية تبادل أسرى، عام 2014، إلا أن القضية مرت من دون آثار كبرى.

 

لكن وعلى عكس الفصائل التي استفادت من ثقل ورمزية مؤسسيسها أو قادتها، فنمت وتطورت وسيطرت على المشهد، فـ”الكتائب”، وهو توصيف مجازي مبالغ فيه لهذا الفصيل، دفعت بعض الأثمان أحياناً بسبب ارتباط كل شيء فيها باسم قائدها، رغم الاستفادة في البداية من تركيز الإعلام عليه، كشاب متعلم، فضّل مغادرة كلية الاقتصاد في جامعة حلب قبل تخرجه، لصالح النضال ضد النظام الديكتاتوري، قبل أن تحدث الكثير من المتغيرات لاحقاً.

 

فـ”أبو عمارة” التي كانت قبل دخول “الجيش الحر” إلى حلب، صيف العام 2012، تشكل هاجساً أمنياً مقلقاً للنظام، بدأ خطها البياني بالهبوط بعد دخول الفصائل الأخرى إلى المدينة، التي كانت ميدان الكتيبة الخاص، وأحد أهم الرمزيات التي استندت إليها.

 

ومقابل الفصائل القادمة جميعها من الريف، كانت “أبو عمارة” تمثل الفصيل الحلبي الوحيد، قبل ولادة ألوية وكتائب أسسها أبناء المدينة لاحقاً. لكن قبل ظهور هذه القوى، ونتيجة الشهرة الكبيرة التي توفرت لـ”أبو عمارة” على الصعيدين الشعبي والإعلامي، بسبب العمليات التي نفذتها، والعلاقة القوية التي ربطتها بالناشطين والتنسيقيات داخل المدينة، فقد استحوذت “الكتائب” على دعم التجار والميسورين من أبناء مدينة حلب المؤيدين للثورة. دعم وإن لم يكن كبيراً، إلا أنه كان كافياً لتستمر “أبو عمارة” بالشكل المطلوب.

 

وما كان مطلوباً هنا، هو أن تتوسع هذه المجموعة، وتشكل القوة التي كان يأمل الحلبيون أن تكون “قوة المدينة” التي تحميها من آثار أي غياب للسلطة، وتستقطب شبابها الراغب والقادر على حمل السلاح ضد النظام، لتحقيق التوازن مع فصائل الريف. لكن هذه الرغبة لم تستطع الكتيبة تحقيقها، لتكتفي بتقاسم المركز التالي مع بقية الفصائل خلف “لواء التوحيد”، الذي ظل ولفترة طويلة، الرقم واحد في حلب.

 

وبمرور الوقت، بدأ موقع ومكانة “كتائب أبو عمارة” يتراجع أكثر، مع وقوعها في الفخ ذاته الذي سقطت فيه معظم الفصائل في تلك الفترة، حين أقحمت “أبو عمارة” نفسها في الشأن المدني، لتدخل في سباق كان أكبر من حجمها من أجل السيطرة على المؤسسات المدنية، والتدخل في حياة السكان والمجتمع. وفقدت “أبو عمارة” رمزية أخرى كانت تميزها عن بقية الفصائل بالنسبة للحلبيين.

 

ارتكبت “الكتائب” ابتداء من العام 2013، العديد من الأخطاء الكبيرة التي أدت إلى خسارتها جزءاً مهماً من رصيدها الشعبي والإعلامي، بدأ من تبنيها لعمليات استهداف شخصيات في النظام، لم تكن هي من نفذتها، أو مبالغتها في نتائج عمليات أخرى قامت بتنفيذها، وليس انتهاءً بمشاركة عناصرها، في التهجم على فعاليات ثورية كانت تقام في مدينة حلب عام 2015، بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الثورة السورية، حيث جرى استهداف علم الثورة والناشطين المشاركين في هذه الفعاليات.

 

لكن اللحظة المفصلية الأكثر تأثيراً في مسيرة كتائب “أبو عمارة” على الإطلاق، كانت في إعلانها رفض قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” وانسحابها من تجمع “فاستقم كما أمرت” مطلع العام 2014، بسبب انضمام “التجمع” للفصائل التي أعلنت الحرب على التنظيم.

 

ورغم التبريرات المختلفة التي قدمها قادة الكتائب لهذا القرار، وكذلك القيام ببعض المبادرات، كاستضافتهم عضوي “الإئتلاف” و”المجلس الوطني” سمير نشار وجورج صبرة، في حلب لأيام متعددة، منتصف العام 2014،  إلا أن العديد من التصرفات والتصريحات التي كانت تصدر بين الحين والآخر عن عناصر وقادة في الكتيبة، خصوصاً في مواقع التواصل الإجتماعي، اعتبرت متماهية أو مؤيدة لـ”داعش”، زادت من متاعب الفصيل.

 

أما على الصعيد الشعبي والاجتماعي، فقد ارتكبت الكتائب العديد من الأخطاء القاتلة، التي وجهت ضربة قوية لمكانتها بين الأهالي في مدينة حلب، خصوصاً خلال العام 2014، بسبب جملة الإعدامات التي نفذتها بحق من قالت “إن قضاءها الخاص حكم عليهم بالموت بسبب قضايا مختلفة”. وكان أبرزها إعدام أشخاص بسبب مشاركتهم في انتخابات النظام الرئاسية، وقتها، على الرغم من أنهم كانوا موظفين في المؤسسات الحكومية، ومضطرين للمشاركة في التصويت.

 

وإلى جانب الغضب الذي أثارته هذه التصرفات لدى الوسط الثوري في حلب، فقد دفعت العديدين للكشف عما قالوا، إنها تفاصيل عملياتٍ، سبق وأن تبنتها الكتائب “في إطار العمل الثوري”، لكن ضحاياها كانوا في الواقع أبرياء، وسقطوا إما نتيجة أخطاء، أو بسبب خلافات وحسابات خاصة تمت تصفيتها. الأمر الذي زاد من خصوم قادة الكتيبة، وأدت في النهاية إلى استهداف قائدها أبو بكري، في حزيران /يونيو 2015 بعبوة متفجرة أدت إلى بتر قدميه.

 

وتبين أن منفذ العملية، وهو عنصر في “تجمع فاستقم”، وقد رتبها انتقاماً من جفالة، الذي سبق وأن قتل أحد أشقائه عام 2013، وحُكم عليه بسبب ذلك من قبل “الهيئة الشرعية” التابعة للمعارضة في حلب، لكنه لم ينفذ تلك العقوبة.

 

لم تكن هذه القضية عابرة، فبسببها شاركت “كتائب أبو عمارة” في الهجوم الذي شنته “حركة نور الدين زنكي” مؤخراً على “تجمع فاستقم”. قائد الكتائب مهنا جفالة، يعلل سبب مشاركتهم في الهجوم، بمماطلة قائد “التجمع” بتسليم العنصر الذي رتب عملية استهدافه، على الرغم من تسلمه إياه قبل الهجوم على “التجمع” بأيام.

 

حدث كبير بالفعل إذا ما نُظر إليه من زاوية “أبو عمارة”. وإلى جانب أن قادة “أبو عمارة” و”التجمع” كانوا مقربين من بعضهم، ويصعب تخيل أن يشنّ أحدهما الحرب على الآخر، مهما بلغت الخلافات، فإن أكثر المتفائلين بـ”أبو عمارة” التي لا يزيد عدد عناصرها اليوم عن 250 مقاتلاً، لم يكن يتوقع أن تقوم بمثل هذه المغامرة، وتشارك في الهجوم على “تجمع فاستقم” حتى مع وجود حليف بحجم “حركة نور الدين زنكي”. إلا أذا كان قادة “أبو عمارة” قد أملوا بتوجيه ضربة ناجزة في هذا الهجوم، تفكك “التجمع” نهائياً وتمنعه من العودة والانتقام.

 

وبغض النظر عن الحسابات المحتملة، وعن الاتهامات التي وجهت أو ستوجه لكتائب “أبو عمارة” حول هذا الحدث بالتحديد، فإن ما يلفت الانتباه في هذا الفصيل، أنه كان على الدوام قوة عنيدة واجهت كل اللحظات العصيبة التي مرت بها. فحافظت على تواجدها في كل الظروف، بل إنها لم تضطر للتوحد أو الذوبان في فصيل أكبر. عدا أنها ظلت مستقلة بالمعنى المجمل للكلمة، إذ ليس هناك انتماء إيديولوجي أو سياسي واضح للكتائب.

 

لكن الحفاظ على هذه الاستقلالية التنظيمية من جهة، يرى فيه الكثيرون حالة سلبية تدفع للتساؤل عن السبب الذي يجعل قادة “أبو عمارة” متمسكين باسم الفصيل وقيادته، رغم كل الدعوات لتوحد قوى الثورة والمعارضة العسكرية. بينما يمثل الحديث المفرط عن الاستقلالية السياسية لديها، بحسب البعض، حالة ملتبسة تدفع باستمرار للتساؤل عن هوية هذا الفصيل، وما إذا كان لا يزال يعتبر نفسه جزء من “الجيش الحر” أو من الفصائل الإسلامية، وأي تيار إسلامي بالتحديد ينتمي إليه.

 

فما بين البداية بخطاب يتحدث عن الحرية وحقوق الانسان، وتخليص السوريين من الديكتاتورية والاستبداد، الذي كان يتحدث به قائد “كتائب أبو عمارة” في إطلالاته الإعلامية حتى العام 2013، وما بين تبني خطاب التنظيمات الجهادية المعولمة، والذي بلغ ذروته في البيان الذي أصدرته “الكتائب” بعد مقتل أبو عمر سراقب، أحد قياديي “جبهة فتح الشام” في أيلول/سبتمبر، بغارة أميركية على ريف إدلب، والذي تجاوز التعزية المعتادة والإدانة من فصائل أخرى، إلى تهديد الولايات المتحدة بالانتقام، مسار طويل من التحولات.

 

مسار يرى البعض أنه نتيجة ظروف السنوات الماضية شديدة القسوة، بينما يعيده البعض إلى وجود الفكر السلفي الجهادي لدى عدد من القادة في “كتائب أبو عمارة” منذ البداية، وظهرت تجلياته مبكراً، حيث أصرت “الكتائب” دوماً، وعلى سبيل المثال، على رفض الاعتراف بأي مؤسسة قضائية غير قضائها الخاص، رغم صغر حجم الفصيل، وهي صفة مشتركة بين كل جماعات السلفية في سوريا اليوم، والتي يحتفظ كل منها بمؤسساته القضائية ومرجعياته الشرعية الخاصة.

 

لا تمثل كتائب “أبو عمارة” حالة فريدة من نوعها، بل إن هناك مجموعات عديدة في مختلف المناطق السورية، حظيت بتجارب مشابهة. الأمر الذي يرى فيه البعض، تجسيداً لجانب من المزاج الشعبي المتأثر بالظروف القاسية التي يعيشها، والذي يُشكل في النهاية مناخاً غير مستقرٍ، لا يمكن معه إصدار أي أحكام حاسمة على مثل هذه المجموعات.

 

محققون من الأمم المتحدة في حلب

قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون، الجمعة، إن محققي المنظمة الدولية الذين يحققون في الهجوم الذي استهدف قافلة للمنظمة قرب مدينة حلب في سبتمبر/أيلول الماضي، دخلوا إلى حلب، وهم يجمعون الأدلة من المنطقة لإحالة ما سيكتشفونه إلى مجلس الأمن الدولي.

 

وأضاف إلياسون في مؤتمر صحافي من جنيف “نعرف أنها مهمة صعبة.. ندرك أن من الممكن التلاعب في الأدلة أو اختفاؤها”. وتابع “هجوم من هذا النوع يصل بلا أدنى شك إلى حد جريمة الحرب (..) نتمنى الحصول على معلومات كافية بحيث نتمكن من تقديم تحقيق متماسك في أسرع وقت ممكن”.

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق، الخميس، على تمديد تحقيق دولي يهدف إلى تحديد المسؤولين عن هجمات بأسلحة كيماوية وقعت في سوريا.

 

وتزامن ذلك مع مزاعم روسية عن استخدام قوات المعارضة في حلب لأسلحة كيماوية، وأبدت موسكو رغبتها في توسيع التحقيق لينظر بشكل أكبر في “التهديد الإرهابي الكيماوي” في المنطقة وأن يتضمن القرار الذي يجدد التفويض عبارات تعبر عن ذلك، بحسب نص روسي قدّم إلى المجلس.

 

وكان التحقيق قد أدان نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالمسؤولية عن 3 هجمات بغاز الكلور. كما أدان تنظيم “الدولة الإسلامية” بهجوم واحد بغاز الخردل في حلب.

 

روسيا كانت قد رفضت اتخاذ مجلس الأمن لإجراءات بعد إدانة نظام الأسد، واعتبرت أن نتائج التحقيق ليست كافية للتحرك، وشددت على أن الحكومة السورية أيضاً يجب أن تجري تحقيقاتها بهذا الشأن.

 

من جهة ثانية، لم يفصح وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف، عن تفاصيل كثيرة حول الاجتماع الذي عقداه على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهندي (ابيك) في ليما عاصمة بيرو.

 

واكتفى كيري بالقول للصحافيين إنه بحث الوضع في أوكرانيا و”كل الجوانب” المتعلقة بالوضع في مدينة حلب السورية. وأكد أن المباحثات مع نظيره الروسي شملت تجدد الغارات الجوية والقصف على مدينة حلب.

 

في المقابل، نفى لافروف تنفيذ الجيش الروسي لضربات جوية في شرق حلب. وقال إن “قواتنا الجوية والقوات الجوية السورية لا تعمل إلا في محافظتي إدلب وحمص لمنع مقاتلي الدولة الإسلامية -الذين ربما يفرون من الموصل- من الوصول إلى سوريا”.

 

مقتل 27 مدنيا في قصف لقوات النظام على شرق حلب

أ. ف. ب.

بيروت: قتل 27 مدنيا على الاقل السبت في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام السوري استهدف الاحياء الشرقية في حلب في اليوم الخامس من هجوم على تلك الاحياء، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “اي حي في شرق حلب لم يكن اليوم في منأى من قصف النظام”.

 

ومنذ الثلاثاء، قتل 92 مدنيا على الاقل وفق حصيلة للمرصد في قصف لقوات النظام على الاحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب التي باتت تشكل ابرز جبهة في النزاع السوري.

 

ونشر عناصر الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة (الخوذ البيضاء) على صفحتهم على موقع فيسبوك السبت اشرطة مصورة وصورا تظهر مدى عنف القصف.

 

وفي احد الاشرطة المصورة، يظهر متطوعون قرب جثة مضرجة بالدماء في احد الشوارع فيما يقول احدهم “لم يعد لدينا اكياس” لتغطية الجثث. ويهتف اخر “اسرعوا، اسرعوا” فيما يتطلع المسعفون الى السماء للتاكد من عدم تحليق مقاتلات فيها.

 

وكتب المسعفون على فيسبوك “انه يوم كارثي في حلب المحاصرة مع قصف غير مسبوق بكل انواع الاسلحة”، مؤكدين انهم احصوا انفجار “الفي قذيفة مدفعية و250 ضربة جوية”.

 

ومساء الجمعة، تسبب قصف مدفعي لقوات النظام على حي المعادي في شرق حلب بخروج مستشفى عن الخدمة بعد تضرره جزئيا.

 

وجاء استهداف المستشفى بعد ساعات من استهداف مركز رئيسي للدفاع المدني في حي باب النيرب، وخروجه عن الخدمة وفق مراسل فرانس برس.

 

انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي بات على المحك

أ. ف. ب.

أنقرة: يبدو انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي مهددا اكثر من اي وقت مع تصاعد التوتر الدبلوماسي بين الجانبين، واذا كان الطرفان يتجهان الى الطلاق فان ايا منهما يرفض تحمل مسؤولية هذا الامر.

 

وبعد تأخير متكرر لهذه العملية التي بدات في 2005، لوح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باجراء استفتاء حول الملف يتيح لشعبه اتخاذ القرار في ما يبدو وسيلة ضغط على الاتحاد الاوروبي، علما بان الاخير يرفض قطيعة مع تركيا التي باتت شريكا اساسيا في التصدي للهجرة غير الشرعية الى اوروبا.

 

من جهتها، انتقدت بروكسل في تقريرها المرحلي الاخير في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر “عودة الى الوراء” لتركيا على صعيد معايير الانضمام الى الكتلة الاوروبية، وخصوصا في ما يتصل بحرية التعبير ودولة القانون وخصوصا منذ محاولة الانقلاب في منتصف تموز/يوليو.

 

ورغم ان مسؤولين في بعض الدول الاعضاء في الاتحاد يعبرون علنا عن رفضهم انضمام تركيا مستندين الى ما ترتكبه من انتهاكات لحقوق الانسان، الامر الذي يدخلهم في “حرب كلامية” مع نظرائهم الاتراك، فان بروكسل تواصل الدعوة رسميا الى مواصلة المفاوضات.

 

ويعتبر ايكان اردمير من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية التي مقرها في واشنطن ان ثمة “ترددا لدى بروكسل في تعليق عملية انضمام تركيا”.

 

ويضيف ان هذه العملية “ينظر اليها بوصفها احدى اخر الرافعات التي يملكها الاتحاد الاوروبي لكبح سلطة اردوغان التعسفية”.

 

بين الواقع والدبلوماسية

 

اعرب الاتحاد الاوروبي عن مزيد من القلق على حقوق الانسان في تركيا منذ محاولة الانقلاب وحملة التطهير الواسعة النطاق التي اعقبتها وشملت كل مفاصل الدولة اضافة الى وسائل الاعلام واحزاب المعارضة.

 

ويرى روي كرداك استاذ العلوم السياسية في جامعة بريمن في المانيا ان الحجم الذي بلغته هذه الحملة “يعني، في الوقائع، نهاية عملية انضمام تركيا”.

 

ويقول “يصعب قول ذلك في اللغة الدبلوماسية، لكن اي مسؤول اوروبي لا يمكنه ان يؤيد في شكل صادق انضمام تركيا”.

 

لكن ذلك لا يمنع قادة دول الاتحاد، باستثناء النمسا، من ان يواصلوا في تصريحاتهم الدعوة الى استمرار المفاوضات مع انقرة.

 

وفي هذا السياق، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاثنين ان “من الاهمية بمكان ان تظل قنوات التواصل مفتوحة مع بلد شريك ومرشح للانضمام”.

 

وفي الجانب التركي، اكد المتحدث باسم الرئاسة ابراهيم كالين اخيرا في مقال نشر في صحيفة “دايلي صباح” ان الانضمام الى الكتلة الاوروبية “هدف استراتيجي” بالنسبة الى انقرة وانه ينبغي تسريع المفاوضات وليس وقفها.

 

ووقعت بروكسل وانقرة في اذار/مارس اتفاقا ينص على مساعدة بقيمة ستة مليارات يورو وفتح فصول جديدة في عملية الانضمام، على ان تتعهد تركيا احتواء تدفق المهاجرين الى اوروبا بعدما وصل اليها اكثر من مليون لاجئ العام الفائت.

 

وتنتظر انقرة ايضا اعفاء مواطنيها من تاشيرة دخول دول الاتحاد بموجب الاتفاق المذكور.

 

ماذا عن الاقتصاد؟

 

يعتبر سونر كغبتاي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان التصريحات العلنية للاتحاد الاوروبي في شان عملية الانضمام لا تعكس هاجس الحفاظ على الاتفاق في شان اللاجئين.

 

ويضيف انه اذا بادر اردوغان الى قطيعة مع الاتحاد فسيقوم بذلك مع علمه بان الاخير “سيعود اليه، جاثيا على ركبتيه او يكاد، حين يتحول بحر ايجه مجددا مساحة عبور للاجئين”.

 

ويؤكد كغبتاي انه من دون تعاون اردوغان فان “القارة (الاوروبية) قد يغرقها اللاجئون”.

 

ورغم طغيان الخطاب التركي الناري حيال الاتحاد الاوروبي في الاشهر الاخيرة، فان ارتباط انقرة الاقتصادي بالاتحاد قد يدفعها الى التخفيف من حدة مواقفها.

 

ويوضح انطوني سكينر محلل الاخطار السياسية في مكتب فيريسك مابلكروفت انه في وقت يشهد النمو الاقتصادي التركي تباطؤا كبيرا، فان توقف المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي “قد يشكل ضربة قاسية للتجارة مع اوروبا وللاستثمارات الاجنبية المباشرة التي مصدرها” القارة العجوز.

 

ويلاحظ ايكان اردمير الذي مقره في واشنطن ان “الرئيس التركي قد يكون خطيبا شعبويا، لكنه ذكي بما يكفي ليعلم بان 85 في المئة من الاستثمارات الاجنبية المباشرة في تركيا مصدرها الغرب”.

 

ترتيب الدول العربية في مؤشر الإرهاب العالمي

أفاد تقرير مؤشر الإرهاب العالمي الذي نشرت نتائجه الأربعاء الماضي عن مؤسسة الاقتصاد والسلام ومقرها أستراليا، أن عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة الإرهاب خلال عام 2015 انخفض بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق، بسبب تراجع قوة تنظيمي الدولة الإسلامية وبوكو حرام.

 

ويأتي العراق في مقدمة الدول المتأثرة بالإرهاب، حيث حلّ في المرتبة الأولى عربياً وعالمياً، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء عن التقرير.

 

وحلّت سوريا في المرتبة الثانية عربياً (عالمياً في المرتبة الخامسة) واليمن في المرتبة الثالثة (عالمياً في المرتبة السادسة) والمفاجئة أن تأتي مصر في المرتبة الخامسة عربياً والتاسع عالمياً قبل ليبيا التي أتت في المركز السادس عربياً و العاشر عالمياً.

 

وجاءت السعودية في المركز العاشر عربيا والـ32 عالميا.

 

وصنفت عُمان من أقل الدول العربية تأثراً بالإرهاب (عالمياً في المرتبة 130 بمؤشر مقداره صفر وهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي حققت هذا المؤشر).

 

ومن أهم ما جاء في التقرير أيضا، أن عدد ضحايا العمليات الإرهابية بلغ العام الماضي 29 ألفا و376 شخصا.

 

وسجلت كل من نيجريا والعراق انخفاضاً في عدد القتلى، فبلغ 5556 قتيلاً أقل من عام 2014 (أي بنسبة 32%).

 

وبحسب التقرير، يعتبر كل من بوكو حرام والقاعدة والدولة الإسلامية وطالبان مسؤولون عن 74% من ضحايا العمليات الإرهابية في 2015.

 

والبلدان التي سجل فيها أكبر عدد من القتلى هي العراق وأفغانستان ونيجيريا وباكستان وسوريا.

 

كما تراجعت قوة بوكو حرام والدولة الإسلامية في نيجيريا والعراق، بسبب العمليات العسكرية التي تستهدف التنظيمين، ولكن نشاطات هذين التنظيمين توسعت إلى بلدان مجاورة كانت أكثر أمناً وهي بعض الدول الأوروبية والدول المجاورة لنيجيريا في أفريقيا الغربية.

 

وعززت جماعة بوكو حرام من وجودها في النيجر والكاميرون وتشاد ما أدى إلى ارتفاع ضحايا الإرهاب بنسبة 157%.

 

ونشط الدولة الإسلامية في 15 بلداً جديداً، ما جعل مجموع البلدان التي ينشط فيها يرتفع إلى 28 بلداً، ويعتبر هذا العدد مرتفعاً بالمقارنة مع عدد البلدان التي تأثرت بالإرهاب في السنوات الـ16 الأخيرة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

 

عشرات القتلى وغازات سامة و3 مستشفيات خارج الخدمة

حلب ودوما تحت نيران روسيا والأسد

تستعر حرب الإبادة التي تقوم بها قوات الأسد – روسيا ضد مناطق المعارضة ولا سيما في حلب شمال سوريا وكذلك في دوما شرق العاصمة دمشق، حيث تقوم المقاتلات بقصف صاروخي عنيف ضد المدنيين. وكذلك عاد القصف بغازات الكلور إلى حلب موقعاً ضحايا مدنيين من بينهم أطفال، من دون استثناء المستشفيات التي خرج ثلاثة منها من الخدمة بسبب القصف الصاروخي العنيف، فيما رأت الأمم المتحدة أن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة جداً».

 

ففي حلب ارتفع عدد قتلى الغارات إلى أكثر من ثمانين قتيلاً من جراء القصف، مع استمرار المعارك في محاولة من قوات الأسد لاختراق بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

 

ونقل مراسل «الجزيرة» عن الدفاع المدني في حلب أن ثمانين شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 150 في غارات وقصف كثيف للنظام السوري على حلب وريفها. وقال المراسل إن من بين القتلى سبعة من عائلة واحدة قضوا في غارة استهدفت منزلهم بقرية كفر جوم غربي حلب، ما يرفع عدد القتلى خلال ثلاثة أيام إلى أكثر من 170 قتيلاً.

 

وتركزت غارات الطيران المروحي على المستشفيات في الأحياء التي تشهد مجازر يومية، ما أدى لتدمير ثلاثة مستشفيات في الأحياء المحاصرة، بحسب مراسل «كلنا شركاء»، الذي قال إن معظم القتلى من الأطفال والمدنيين قضوا بالبراميل المتفجرة والصواريخ التي تنهال

 

بالعشرات على مدينة حلب، كما أصيب أكثر من 80 مدنياً من جراء قصف قوات النظام.

 

ومعظم الضحايا سقطوا في حيّ السكري، الذي يتعرض لقصفٍ هو الأعنف دمر المساكن على رؤوس ساكنيها، وانتشلت فرق الدفاع المدني أكثر من 21 قتيلاً من تحت الأنقاض، وسط استمرار عمليات البحث لإخراج عشرات المفقودين تحت الأنقاض.

 

وأكد الدفاع المدني لمدينة حلب إصابة 12 مدنياً بحالات اختناق نتيجة استهداف حي مساكن هنانو وأرض الحمرا ببراميل متفجرة من قبل مروحيات النظام التي تحوي غاز الكلور السام بمدينة حلب المحاصرة، في حين أصيب أحد متطوعي الدفاع المدني جراء القصف على حي بستان الباشا.

 

وبالتزامن مع حملة النظام الجوية على مدينة حلب، كان الطيران الروسي يغير على ريفها الغربي والشمالي الغربي، حيث طال القصف كلاً من مدن حيان وعندان والأتارب، وبلدات قبتان الجبل، وأورم الكبرى، وكفر ناصح وغيرها، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

 

وفي بلدة «كفرجوم« بريف حلب الغربي، قضى سبعة مدنيين، معظمهم أطفالٌ من عائلةٍ واحدةٍ جراء غارة روسية على منزلهم في البلدة.

 

وأفاد مراسل الجزيرة أن مستشفيين ميدانيين دمرا في حلب من جراء القصف الجوي، وأن الغارات استهدفت أحياء حلب الشرقية بمختلف أنواع القنابل الفراغية والصواريخ المظلية والبراميل المتفجرة، فضلاً عن الغازات السامة التي تسببت في 12 حالة اختناق بين المدنيين ومن بينهم أطفال.

 

وناشد مصدر طبي في مدينة حلب كافة المنظمات الإنسانية الدولية للتدخل لإيقاف ما وصفها بـ»محرقة حلب» وإنقاذ من تبقى من المدنيين في الأحياء الشرقية من مدينة حلب على قيد الحياة، وإخلاء الجرحى.

 

وأشار المصدر إلى وجود أكثر من 100 حالة تحتاج إلى نقل عاجل إلى خارج المدينة لإجراء عمليات جراحية معقدة، معبراً عن عجز الكوادر الطبية في المدينة لتغطية الكم الكبير من الإصابات التي ترد إلى المشافي على مدار الساعة.

 

وأكد المصدر أن أكثر من 60 مدنياً قضوا إثر قصف أمس، إضافة إلى عشرات الجرحى، متوقعاً ارتفاع الأعداد نظراً لاستمرار حملة القصف الجوي والمدفعي على كافة الأحياء الشرقية.

 

كما استهدف الطيران المروحي حيي «هنانو» و»الأرض الحمرا» في حلب ببراميل تحتوي على مادة الكلور السامة، ما أدى لحدوث حالات اختناق في صفوف المدنيين. وطال قصف مماثل بلدات وقرى ريفي حلب الغربي والجنوبي.

 

وفي ذات السياق، أحصت منظمة الدفاع المدني السوري في حلب أكثر من 180 غارة بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة وأكثر من 200 قذيفة مدفعية وصاروخية سقطت على أحياء حلب الشرقية يوم أول من أمس الخميس، متسببة بمقتل 49 شخصاً وأكثر من 160 جريحاً بينهم حالات حرجة.

 

وتسبب قصف مدفعي لقوات الأسد مساء على حي المعادي في شرق حلب بخروج مستشفى عن الخدمة بعد تضرره جزئياً، وفق ما أورد المرصد السوري.

 

وأفاد المرصد بأن «قصفاً مدفعياً استهدف حي المعادي وادى الى تضرر مستشفى عمر بن عبد العزيز وخروجه عن الخدمة بعد سقوط قذائف، إحداها في جناح المرضى»، في وقت تتعرض الأحياء الشرقية لحلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة لغارات وقصف مدفعي كثيف.

 

وقال مراسل لفرانس برس في شرق حلب نقلاً عن مصدر طبي في المستشفى إن القصف أدى «الى تدمير جزئي للمستشفى المتخصص في الأمراض العامة»، موضحاً «أن مريضين قتلا بعد إصابتهما بالقصف عدا عن إصابة مرضى في المستشفى وأفراد من الطاقم الطبي بجروح».

 

وأوضح أنه تم إجلاء غالبية المرضى والجرحى والطاقم الطبي من المستشفى بعد خروجه عن الخدمة.

 

ويأتي استهداف المستشفى بعد ساعات من استهداف مركز رئيسي للدفاع المدني في حي باب النيرب، وخروجه عن الخدمة وفق مراسل فرانس برس.

 

وقال مدير المركز بيبرس مشعل «تم استهداف المركز بشكل مباشر بأربعة براميل متفجرة وصاروخين وعدد من القذائف ما أدى الى تدميره بالكامل». وأضاف «خرج المركز نهائياً عن الخدمة ولم تعد أي من آلياته صالحة للعمل».

 

وقال مستشار للأمم المتحدة إن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة جدا» في ظل عدم وجود غذاء أو إمدادات طبية ومع دخول الشتاء.

 

قال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن إمدادات الاغاثة نفدت لنحو 250 ألف مدني في الشطر الشرقي المحاصر من مدينة حلب السورية وإن الحكومة السورية وحلفاءها لم يوافقوا على توفير ممر آمن لقافلة إغاثة.

 

وأبلغ إيغلاند «على قدر علمي فإن جميع المستودعات تقريبا خاوية الآن وعشرات الآلاف من الأسر نفد ما لديها من الغذاء وجميع الامدادات الاخرى.. لذلك، فإن هذه لحظة قاتمة جدا ونحن نتحدث عن تسونامي هنا.. نتحدث عن كارثة من صنع الانسان من الألف إلى الياء.»

 

وكثفت قوات الأسد من قصفها على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات بين جيش الإسلام وقوات الأسد على جبهة الميدعاني شرقي دوما.

 

وقال مراسل أورينت.نت إن الطائرات الحربية استهدفت الأحياء السكنية في دوما بعدة غارات جوية، كما قصف النظام المدينة بعشرات صواريخ أرض – أرض، ما أدى إلى استشهاد 7 مدنيين وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.

 

واستهدفت قوات الأسد مدينة دوما بأكثر من30 غارة جوية، و22 صاروخاً من نوع أرض – أرض، وأكثر من 150 قذيفة هاون، بالإضافة إلى عشرات راجمات الصواريخ التي انهالت على المدينة بمعدل 3 صواريخ بالدقيقة الواحدة وعلى مدار ساعة كاملة.

 

وأشار مراسلنا، إلى أن قوات الأسد ارتكبت مجزرة في مدينة جسرين راح ضحيتها 6 شهداء من عائلة واحدة بينهم 5 أطفال، بالتزامن مع استهداف مدن حرستا، عربين، حزة، سقبا، وحمورية بالمدفعية والصواريخ ما أوقع عشرات الجرحى، وسط استنفار الدفاع المدني الذي سارع لانتشال المدنيين من تحت الأنقاض.

 

وبلغت حصيلة الشهداء في الغوطة الشرقية خلال 24 ساعة من القصف المتواصل من قوات الأسد إلى 21 مدنياً.

 

وشن طيران النظام غارات استهدفت حي جوبر بدمشق ترافقت مع قصف مدفعي عنيف، كما تعرض حي القابون لقصف مدفعي أدى لسقوط قتيل وعدة جرحى، بينما سقطت قذائف هاون على أحياء باب توما والمزرعة والمزة والمهاجرين وأدت أيضاً لسقوط قتيل وجرحى.

 

أما ريف دمشق فشهد غارات يعتقد أن الطيران الروسي شارك فيها، وذلك في مناطق عدة بالغوطة الشرقية، مما أدى لمقتل ستة أشخاص معظمهم أطفال في بلدة جسرين، في حين تقدمت فصائل المعارضة في بلدة ميدعاني وتصدت لهجوم في بلدة المحمدية وقتلت عدة جنود للنظام.

 

وقالت شبكة شام إن الغارات شملت عدة بلدات في ريفي حماة وإدلب وجبل الأكراد باللاذقية، مضيفة أن القصف المدفعي شمل أيضاً مناطق متعددة بما فيها حي الوعر بحمص وبلدات في ريف درعا، مما أدى لسقوط جرحى.

 

وفي سياق آخر، أعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مقابلة حصرية مع «فرانس برس» أن المنظمة المكلفة تدمير الأسلحة الكيميائية في أنحاء العالم تنظر حالياً في «أكثر من 20» اتهاماً باستخدام أسلحة مماثلة في سوريا منذ شهر آب الماضي.

 

وقال أحمد أوزومجو إن التحليلات التي أجرتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ترجح أيضاً أن يكون تنظيم «داعش» «قد صنع بنفسه» غاز الخردل الذي استخدم في هجمات ضد المدنيين في العراق وسوريا.

 

وأضاف أن هذا تطور يثير «قلقاً شديداً«، وأتت تصريحات أوزومجو بعد ساعات من إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً يمدد لعام مهمة فريق المحققين الذي شكلته الأمم المتحدة في آب 2015 والمكلف تحديد المسؤوليات عن الهجمات الكيميائية في سوريا.

 

وبعد أكثر من عام من التقصي، قال محققو لجنة التحقيق إن تنظيم «داعش» استخدم غاز الخردل في هجوم في آب 2015 فيما استخدم جيش الأسد غاز الكلور في شمال سوريا في 2014 و2015. وكانت هذه أول مرة يتم اتهام دمشق بشكل مباشر وتتم الإشارة بالاسم إلى وحدات من الجيش السوري بأنها مسؤولة عن هجمات بغاز الكلور.

 

(ا ف ب، رويترز، أورينت.نت، كلنا شركاء، الجزيرة)

 

عشرات الضحايا ودمار واسع بقصف حلب  

أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن ثلاثين شخصا قتلوا وجرح نحو 150 آخرين اليوم بسبب القصف الجوي والمدفعي للنظام السوري على الأحياء المحاصرة في المدينة.

 

وأضاف مراسلنا أن الضحايا سقطوا في أحياء الشعار والأنصاري والهلك والفردوس، وأن الغارات تسببت أيضا في دمار واسع في الأبنية والممتلكات.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن كل المستشفيات في الأحياء المحاصرة توقفت عن العمل بعد أن قصفت قوات النظام بالمدفعية جميع الأحياء المحاصرة داخل المدينة.

 

وكانت المدينة قد شهدت أمس قصفا عنيفا أسفر عن مقتل ثمانين شخصا على الأقل وجرح 150، في غارات وقصف كثيف للنظام السوري عليها وعلى ريفها.

 

ولليوم الرابع على التوالي كثفت طائرات النظام والطائرات الروسية قصفها لأحياء حلب المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، كما وقعت حالات اختناق حدثت في قصف براميل متفجرة تحتوي غازا ساما على حي مساكن هنانو.

 

ويعيش في أحياء حلب المحاصرة نحو ثلاثمئة ألف مدني يعانون تردي الأوضاع المعيشية، حيث يزداد الوضع سوءا مع استمرار القصف والحصار الخانق المفروض على المدينة منذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.

 

وفي الرقة أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن خمسة أشخاص قتلوا وجرح آخرون نتيجة قصف للتحالف الدولي على قرية “تل السمن جنوبي” شمال مدينة الرقة.

 

وأضافت المصادر أن غارات التحالف الدولي جاءت بالتزامن مع محاولات قوات سوريا الديمقراطية التقدم في المنطقة.

 

وذكرت مصادر محلية للجزيرة أن نحو عشرة آلاف شخص نزحوا من منازلهم نحو مناطق سيطرة تنظيم الدولة ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية هربا من المعارك, وأضافت المصادر أن الأهالي يعانون ظروف إنسانية صعبة نتيجة غياب المساعدات واضطرار بعضهم للإقامة في العراء.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

توقف جميع المستشفيات بحلب المحاصرة عن العمل  

أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن كل المستشفيات في الأحياء المحاصرة توقفت عن العمل بعد قصف مكثف عليها من قوات النظام، بينما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تواصل الضربات الجوية المكثفة على حلب.

 

وشهدت المدينة وريفها أمس الجمعة قصفا عنيفا بمختلف أنواع القنابل الفراغية والغازات السامة، مما أسفر عن مقتل ثمانين شخصا على الأقل وجرح 150 آخرين.

 

وقال مراسل الجزيرة إن مستشفيين ميدانيين أحدهما مستشفى الأطفال الوحيد في الأحياء المحاصرة، دُمّرا في قصف بالصواريخ المظلية والبراميل المتفجرة.

 

وأعلنت مديرية صحة حلب توقف جميع المستشفيات في المدينة المحاصرة عن العمل بسبب القصف الجوي العنيف، وقالت في بيان إنه بسبب هجمات النظام والقصف الروسي الممنهج الذي استهدف أحياء مدينة حلب الشرقية، فإن جميع المشافي فيها توقفت عن العمل.

 

واتهم البيان جيش النظام والقوات الروسية باستخدام جميع الأسلحة وترسانتهما العسكرية في قصف المدنيين، وتعمد استهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية، للحيلولة دون تلقي المدنيين من نساء وأطفال ومسنين ورجال المعالجة الطبية.

 

وقال اتحاد المنظمات الإغاثية الطبية السورية (أوسم) إن مستشفى للأطفال كان من بين ثلاثة مرافق طبية استهدفتها الغارات الجوية في مناطق المعارضة المحاصرة في مدينة حلب السورية.

 

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تواصل الضربات الجوية على حلب، وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن القصف أدى إلى قتل وإصابة وتشريد عدد كبير من المدنيين داخل المدينة، مشيرا إلى أن مخزون المساعدات الغذائية في شرق حلب قد انتهى.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

من هو “قيصر” سوريا؟  

“القيصر” لقب أطلق على عسكري سوري سابق انشق عن النظام وسرّب عشرات آلاف الصور لضحايا التعذيب من المدنيين السوريين، اعتمدت عليها لجنة التحقيق الدولية المكلفة ببحث جرائم الحرب في سوريا لإثبات وقوع فظاعات على يد النظام السوري.

 

المولد والنشأة

لا أحد مطلع على تفاصيل حياة “القيصر” ونشأته بسبب الاحتياطات الأمنية التي يتخذها حفاظا على حياته.

الوظائف والمسؤوليات

عمل “القيصر” مجندا بالجيش السوري مكلفا بالتقاط صور في الإماكن التي جرت فيها جرائم مدنية. ومنذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، كلف بتصوير جثث المدنيين من ضحايا التعذيب والقتل على يد النظام السوري.

 

تسريب الصور

منذ اندلاع الثورة السورية، لم ينفك النظام السوري يقصف مدنا وقرى بالصواريخ والمدفعية الثقيلة مخلفا مئات آلاف الضحايا من القتلى والجرحى، بينما أجبر الملايين على النزوج واللجوء، في ما تصفها المعارضة بأنها عمليات قتل وتهجير ممنهجة ترقى إلى جرائم حرب.

 

وإذا كان القصف بالصواريخ والمدفعية والغازات الكيميائية والبراميل المتفجرة وغيرها وسائل قتل معروفة لدى السوريين، فإن السجون الممتلئة بالمواطنين كانت بعيدة عن الأعين، ولا يكاد أحد يعرف ما يدور داخلها باستثناء ما يروج على الألسن.

 

لكن كانت “للقيصر” كلمة أخرى، إذ عمل على تسريب عشرات الآلاف من صور القتلى من ضحايا التعذيب الذي تقوم به الأفرع الأمنية للنظام السوري، تفضح ما يجري داخل السجون، وتسلط الضوء على ما وصفت بأنها من أكبر الفظاعات التي عرفتها البشرية في تاريخها.

 

البداية كانت بعيد اندلاع الثورة السورية، حيث يحكي “القيصر” أن عمليات القتل دشنت خلال مظاهرات درعا السلمية، إذ نقلت إليهم الأجهزة الأمنية نحو 45 من جثث المتظاهرين السلميين إلى داخل المستشفى العسكري المعروف باسم 601، وقيل إنها جثث “المندسين” من درعا. وبعدها بدأت الأعداد في ازدياد مهول امتلأت معه ثلاجات حفظ الموتى في وقت قياسي، الأمر الذي دفع المسؤولين إلى إلقاء الجثث في أماكن مختلفة، بينها مواقف السيارات.

 

وبحسب القيصر، فكل جثة مكتوب عليها رقم التوقيف والفرع الأمني الذي اعتقله، وبعدها بثلاثة أيام أو أربعة يأتي الطبيب الشرعي لمعاينة الجثث التي تركت في العراء عرضة للقوارض والحشرات. وبعد أن يكبر العدد ويتجاوز المئتين أو الثلاثمئة، يتم جمعها وأخذها إلى أماكن مجهولة.

وبحسب القيصر، فإنه لا تُجمع سوى الجثث التي يأمر الطبيب الشرعي بجمعها بعد مراجعات بياناتها، بينما تجمع المخابرات بقية الجثث.

 

وتبدو على جثث القتلى آثار التعذيب بالكهرباء والضرب المبرح، وتكسير العظام، والأمراض المختلفة وبينها الجرب، إلى جانب الغرغرينا والخنق.

 

وبين القتلى أطفال أعمارهم تترواح ما بين 12 و14 عاما، وشيوخ يتجاوز عمر بعضهم 70 عاما.

 

وحكى القيصر أن بعض الآراء تذهب في اتجاه أن الجثث التي يتم نقلها تدفن في مقابر جماعية، بينما أشارت إشاعات غير مؤكدة إلى أن جثثا كثيرة يتم إحراقها في فرن خاص.

 

ووصل عدد الصور المهربة إلى 55 ألف صورة، بمعدل أربع صور تحديدا لكل جثة.

 

القيصر شرح أن التقاط أجهزة النظام السوري صورا لجثث الضحايا كان بهدف إصدار وثيقة وفاة دون الحاجة إلى تبرير قانوني للعائلة، ثم التأكد من تنفيذ الضباط أوامر الإعدام التي صدرت لهم، وعدم إطلاق سراح أي معتقل لدى الأفرع الأمنية المختلفة.

وبحسب القيصر، فكل جثة تحمل رقما يحدد الفرع الأمني الذي اعتقله، والرقم الثاني يوضع على الجثة داخل المستشفى العسكري كنوع من التدليس على العائلات التي قد تعتقد أنه توفي بالمستشفى العسكري.

 

وعن قصة هروبه من سوريا، تشير الأنباء إلى أن قيصر خشي على سلامته الشخصية وسلامة أسرته بعد أن بعث بآلاف الصور إلى أحد معارفه الحقوقيين خارج سوريا، فقرر -بدعم من المعارضة السورية- الخروج من البلاد برفقة عائلته.

وفي وقت لاحق، نودي على “القيصر” بالكونغرس الأميركي حيث عرض الصور على لجنة العلاقات الخارجية، في حين تم تشكيل فريق تحقيق دولي لبحث جرائم الحرب المرتكبة في سوريا، تأكد من مصداقية الصور.

 

ووجه “القيصر” خطابه إلى الكونغرس قائلا “جئت لأوجه رسالة لكم: الرجاء أوقفوا القتل في سوريا”، وأضاف “هناك مذابح ترتكب والبلاد تدمر دون رحمة.. هناك عشرة آلاف ضحية لن يعودوا إلى الحياة، كانت لهم أحلام وطموحات وعائلات وأصدقاء، لكنهم قضوا في سجون الأسد.. السوريون يطالبونكم بفعل شيء مثلما فعلتم في يوغسلافيا السابقة”.

 

وقد صادق مجلس النواب الأميركي في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بأغلبية ساحقة على مشروعي قانونين يفرض أحدهما إجراءات صارمة على داعمي النظام السوري، بينما جدد الآخر قانون العقوبات المفروضة على إيران منذ عقود، في انتظار أن يخطو الكونغرس الخطوة ذاتها، ليصادق بعدها أوباما على مشروع القانون.

 

واتهم نواب المجلس حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم حرب، بينما تشهد أعداد القتلى جراء العنف الدائر في البلاد زيادة مطردة. ووفقا لمشروع القانون الخاص بسوريا، فإن آلة الحرب الطاحنة المستمرة بعد نحو ست سنوات على اندلاع الثورة، أودت بحياة نحو نصف مليون شخص تقريبا.

 

ويهدف الإجراء -حسب بيان الكونغرس- إلى وقف المذبحة التي يتعرض لها الشعب السوري، وحمل التشريع الأميركي اسم “قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين” نسبة لاسم “القيصر”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

مقتل القيادي بـ”فتح الشام” أبو الأفغان في غارة بإدلب  

قالت مصادر للجزيرة إن القيادي في جبهة فتح الشام أبو الأفغان المصري قتل في غارة مع زوجته وطفلته قرب سرمدا على الحدود السورية التركية بريف إدلب شمال شرقي البلاد.

 

وجاء مقتل أبو الأفغان المصري إثر استهداف طائرة من دون طيار سيارة كان يستقلها مع أسرته قرب بلدة سرمدا شمالي إدلب. وكان التحالف الدولي قد استهدف مرات عدة قادة في جبهة فتح الشام بالشمال السوري.

 

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت جبهة فتح الشام مقتل القيادي في صفوفها أبو فرج المصري في غارة شنتها طائرة للتحالف الدولي على أطراف جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وذلك عقب إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن استهدافها قياديا في تنظيم القاعدة، دون ذكر اسم “فتح الشام”.

 

وفي مايو/أيار الماضي قتل القيادي في جبهة النصرة أبو هاجر الأردني بغارة على ريف إدلب، ضمن سلسلة غارات جوية قرب مطار أبو الظهور العسكري.

 

وفي أبريل/نيسان الماضي قتل المتحدث السابق باسم جبهة النصرة في سوريا أبو فراس السوري مع نجله ومقاتلين آخرين من الجبهة بغارة أميركية على معسكر للجبهة في محافظة إدلب.

 

وكانت الخارجية الأميركية قد قالت الأسبوع الماضي إنها لن ترفع اسم جبهة فتح الشام من قائمة “المنظمات الإرهابية” بحجة أن مبادئها مشابهة لتلك التي لدى تنظيم القاعدة، فهما وجهان لعملة واحدة، في حين فرضت عقوبات على أربعة قياديين في الجبهة بموجب لوائح للمشتبه فيهم بالانخراط بنشاط “إرهابي”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

مصادر كردية سورية: مئات المعتقلين السياسيين بسجون حزب الاتحاد الديمقراطي

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2016

روما- أكّد ناشطون سياسيون أكراد سوريون أن الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تعتقل مئات من الناشطين والسياسيين الأكراد في سجونها ومعتقلاتها، وأشارت إلى أن الحزب بدأ باعتقال شخصيات غير كردية أيضاً، ما أثار استياءً في منطقة الجزيرة السورية عموماً.

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الحزب الذي يُهمين على قسم من شمال سورية، وخاصة المنطقة ذات الغالبية الكردية “يلتزم سياسة القمع والاعتقال بحق معارضيه من الأكراد ومن غير الأكراد من المكونات الأخرى، كالآشوريين والسريان والعرب، وقد اعتقل في شهر تشرين الثاني/وفمبر الحالي وحده أكثر من 50 ناشطاً وسياسياً في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، من بينهم أعضاء وقياديين من أحزاب ومنظمات متحالفة مع المجلس الوطني الكردي في سورية، ضمنهم صباح ملا عبد الكريم، ومحمد أمين عبد الرزاق، ومحمد شريف يوسف، ورمضان عبد الله، وجميل كورو، ويوسف محمد سعيد رمو، وعبد الوهاب محمد كرمي، وأمين محمد، وهم قياديون في الحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية، وفي المجلس الوطني الكردي”.

وأشارت المصادر إلى أن هذه القوات تعتقل “شخصيات غير كردية، ومنها شخصيات دينية مسيحية، آخرها المحامي رياض لحدو ادو، أمين سر المجلس الملي للسريان الأرثوذكس التابع لكنيسة السريان الأرثوذكس في مدينة المالكية”، وقالت إن قوات “الأسايش، التابعة للإدارة الذاتية هي التي تقوم بالاعتقالات”.

ورغم تنديد المجلس الوطني الكردي، والأحزاب الكردية الأخرى، والهيئات المدنية والأهلية المسيحية في المنطقة، بالاعتقالات وسياسة القمع التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي والمظاهرات الاحتجاجية التي أقامها أكراد في مدن أوربية عدة، إلا أن هذا الحزب رفض التجاوب مع مطالبهم وواصل نفس السياسة، بحجة أن المعتقلين اختراقوا قوانين “الإدارة الذاتية” وشاركوا بتظاهرات غير مرخصة.

واعتبرت نقابة الصحفيين الأكراد ما يقوم به الحزب هو “إذلال لما تبقى من الأكراد في الجزيرة السورية”، ورسالة لهم “إما الانصياع للتردي السياسي والثقافي والاجتماعي وحتى الخدمي والمعيشي الذي يديره الحزب ويحكم بلغة الحديد والنار، أو الخروج والطرد من الوطن”.

 

وفد من هيئة التنسيق يلتقي موغيريني

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2016

CommitatoCoordinamento01بروكسل – أعلنت هيئة التنسيق الوطنية أن وفداً من أعضائها سيلتقي الجمعة، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

وأشارت الهيئة في بيان تلقت (آكي) الإيطالية نسخة منه اليوم، الى أن اللقاء سيتم بناء على طلب من المسؤولة الأوروبية، مبينا أن “الهدف هو بحث آخر التطورات والمستجدات السياسية في سورية”.

وأوضحت الهيئة أن هذا اللقاء يأتي في إطار تبادل الآراء حول آفاق الحل السياسي في سورية.

ويتألف وفد الهيئة من المنسق العام حسن عبد العظيم، وعبد المجيد حمو وأمل نصر، وهما من أعضاء المكتب التنفيذي.

وأكدت مصادر مقربة من موغيريني موعد اللقاء، مشيرة إلى أنه يندرج في إطار سعي الاتحاد إلى العمل من أجل التحضير لمستقبل سياسي في سورية.

وكانت المسؤولة الأوروبية قد أجرت جولة حوارات قبل أسابيع مع الأطراف الإقليمية، وبشكل خاص إيران والمملكة العربية السعودية، من أجل حشد الدعم الإقليمي لتوجه يتبناه الاتحاد ومفاده إجراء حوارات متزامنة مع اللاعبين الإقليميين وأيضاً بين أطراف المجتمع السوري لخلق أرضية مشتركة للحوار بحثاً عن الحل.

 

بيان: كل مستشفيات شرق حلب خارج الخدمة

من أنجوس مكدوال

 

بيروت (رويترز) – قالت مديرية صحة حلب ومنظمة الصحة العالمية في وقت متأخر ليل الجمعة إن كل المستشفيات في شرق حلب المحاصر الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية أصبحت خارج الخدمة لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن بعضها ما زال يعمل.

 

وجاء في البيان الذي أرسله مسؤول من المعارضة لرويترز “لقد خرجت كل المشافي العاملة بمدينة حلب الحرة عن الخدمة نتيجة القصف الممنهج والمستمر لهذه المشافي خلال اليومين الماضيين من قبل قوات النظام والطيران الروسي.

 

“وهذا التدمير المتعمد للبنى التحتية الأساسية للحياة جعل الشعب الصامد والمحاصر بكل أطفاله وشيوخه ورجاله ونسائه بدون أي مرفق صحي يقدم لهم العلاج وفرص إنقاذ أرواحهم ويتركهم للموت.”

 

وقالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إن مجموعة من وكالات الإغاثة تقودها الأمم المتحدة ومقرها تركيا “أكدت اليوم أن كل المستشفيات في شرق حلب خرجت من الخدمة.”

 

لكن المرصد السوري ذكر أن بعض المستشفيات ما زالت تعمل في المناطق المحاصرة بحلب لكن الكثير من السكان يخشون الذهاب إليها بسبب القصف العنيف.

 

وتقول مصادر طبية وسكان ومقاتلون من المعارضة في شرق حلب إن المستشفيات تضررت في الأيام القليلة الماضية بفعل الضربات الجوية والبراميل المتفجرة التي تسقطها الطائرات الهليكوبتر بما في ذلك القصف المباشر للمباني.

 

واستطاع عمال الصحة والإغاثة من قبل إعادة تشغيل مستشفيات خرجت عن الخدمة بفعل الضربات الجوية لكن نقص الإمدادات يجعل هذا الأمر أكثر صعوبة.

 

وتنفذ ضربات جوية مكثفة في شرق حلب منذ يوم الثلاثاء عندما استأنف الجيش السوري وحلفاؤه العمليات هناك بعد توقف لمدة أسابيع وشنوا عمليات برية ضد مواقع مقاتلي المعارضة على الخطوط الأمامية للمناطق المحاصرة يوم الجمعة.

 

وقال التلفزيون الرسمي السوري يوم الثلاثاء إن الطيران استهدف معاقل “للإرهابيين” ومستودعات في حلب. وقالت روسيا إن طيرانها يشن ضربات جوية في أنحاء أخرى بسوريا وليس في حلب. وتصف دمشق كل مقاتلي المعارضة بأنهم إرهابيون.

 

ونفت سوريا وروسيا اتهامات من المعارضة بتعمد استهداف المستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية خلال الصراع الذي بدأ في 2011 وانضم إليه الطيران الروسي في سبتمبر أيلول 2015.

 

* هجوم

 

وفي الحرب تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران وفصائل شيعية أمام عدد من جماعات المعارضة المسلحة السنية المدعومة من الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية إضافة لجماعات إسلامية متشددة.

 

وأصبحت حلب أشرس جبهة قتال بعد سنوات من انقسامها إلى شرق خاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة وغرب خاضع لسيطرة الحكومة. وخلال الصيف تمكنت القوات الموالية للحكومة من حصار الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتي يقطنها نحو 270 ألف شخص وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

 

وتقول الأمم المتحدة إن هجوم الجيش المدعوم بقصف جوي ضخم قتل المئات في الفترة من أواخر سبتمبر أيلول وحتى أواخر أكتوبر تشرين الأول وإنه شدد الحصار مما ترك كميات قليلة من الطعام والوقود والأدوية في شرق حلب.

 

وأضافت المنظمة الدولية أن مقاتلي المعارضة شنوا أوائل الشهر الجاري هجوما مضادا قتل فيه عشرات المدنيين لكنه سرعان ما خمد وتمكن الجيش وحلفاؤه ومن بينهم حزب الله اللبناني من استعادة كل مكاسب المعارضة خلال نحو أسبوعين.

 

وقال المرصد السوري إن مقاتلات وطائرات هليكوبتر ومدفعية واصلت قصف شرق حلب يوم السبت وأصابت عددا من الأحياء المكتظة بالسكان.

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

معركة حلب تستعر والأمم المتحدة ترى “لحظة قاتمة جدا

من توم بيري وليزا بارينجتون

 

بيروت (رويترز) – خاض مقاتلو المعارضة السورية معارك شرسة ضد قوات مؤيدة للحكومة تحاول التقدم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب يوم الجمعة وواصلت الطائرات الحربية قصفها للمنطقة في مسعى جديد من دمشق لاستعادة السيطرة على المدينة بأكملها.

 

وقال مستشار للأمم المتحدة يوم الجمعة إن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون “لحظة قاتمة جدا” في ظل عدم وجود غذاء أو إمدادات طبية ومع دخول الشتاء بالإضافة إلى هجوم شرس بشكل متزايد تشنه القوات السورية وحلفاؤها.

 

وذكر شهود أن العنف تصاعد أيضا في دمشق ومحيطها حيث قصفت قوات الحكومة المشارف الشرقية للمدينة التي تقع تحت سيطرة المعارضة بعنف وأطلق مقاتلو المعارضة صواريخ على وسط المدينة الذي تسيطر عليه الحكومة.

 

وجددت قوات الحكومة السورية والفصائل المتحالفة معها قصفا عنيفا لشرق حلب يوم الثلاثاء بعد توقف لبضعة أسابيع. وتقول روسيا التي تنفذ قواتها الجوية ضربات دعما للأسد إنها لم تشارك في الهجوم الأحدث على حلب. لكن موسكو صعًدت دورها في الحرب بشن هجمات من البحر على مناطق أخرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول صحي من منطقة تسيطر عليها المعارضة إن مستشفى في شرق حلب تعرض للقصف مساء الجمعة وهو رابع منشأة طبية تخرج من الخدمة خلال أربعة أيام.

 

وبدعم من سلاح الجو الروسي وفصائل شيعية مسلحة تقدمت القوات الحكومية بشكل مطرد نحو شرق حلب هذا العام بأن حاصرت في البداية السكان الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم بنحو 270 ألفا ثم شنت هجوما كبيرا في سبتمبر أيلول.

 

* مقاتلو المعارضة مرابطون بقوة

 

رغم أن قوات الحكومة استخدمت قوة نيران هائلة فإن تقدمها نحو المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب منذ سبتمبر أيلول كان محدودا. ويرابط مقاتلو المعارضة بقوة ويقولون إنهم مستعدون بشكل جيد لحرب مدن.

 

ووردت أنباء عن اندلاع معارك في المحيط الجنوبي والشرقي للمنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة يوم الجمعة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات الجمعة كانت الأعنف في أسبوع.

 

وقالت مصادر من الجانبين إن الفصائل المؤيدة للحكومة محتشدة بأعداد كبيرة.

 

وأبلغ مسؤول من جبهة الشام المعارضة التي تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر رويترز أن القوات المؤيدة للحكومة يبدو أنها تسعى للتقدم على طريق سريع يقسم الشطر الذي تسيطر عليه المعارضة من حلب.

 

وذكر أن جماعته خسرت قائدا ميدانيا مع عدد من رجاله في القتال. وقال “الميليشيات تتقدم بقوة في المناطق التي تحاول اقتحامها. هناك جبهات قليلة في سوريا بوجه عام في هذه اللحظة معظم تركيز النظام والميليشيات هو الان في حلب.”

 

وأكد مصدر بقوات الحكومة انه توجد تعبئة كبيرة للقوات المؤيدة للأسد. وذكر المصدر أن القصف في الأيام القليلة الماضية كان استعدادا لعمليات برية. وذكرت وحدة إعلامية يديرها حزب الله اللبناني الذي يقاتل دعما للأسد أن الجيش حقق تقدما في شمال شرق حلب.

 

وأبلغ الفاروق أبو بكر وهو قائد ميداني لحركة أحرار الشام رويترز أن مقاتلي المعارضة تصدوا لمحاولة من الفصائل المسلحة المؤيدة للحكومة للتقدم في منطقة الشيخ سعيد في المحيط الجنوبي لشرق حلب بعد قصف عنيف شمل براميل متفجرة. ولم يتسن على الفور الوصول إلى مسوؤلين عسكريين سوريين للتعقيب.

 

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق 65 حالة وفاة ومئات المصابين في شرق حلب وأربع وفيات وعشرات من المصابين في غرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة نتيجة صواريخ أطلقها مقاتلو المعارضة في الأيام الأربعة التي أعقبت استئناف القصف على شرق حلب. وقالت وسائل إعلام رسمية إن القصف أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في غرب حلب يوم الجمعة.

 

وقتل مئات الأشخاص في هجوم شرق حلب منذ سبتمبر أيلول وفقا لتقديرات للأمم المتحدة وعمال إغاثة. ومن ناحية أخرى أسفر قصف من مقاتلي المعارضة عن مقتل عشرات الاشخاص في غرب حلب اثناء هجوم مضاد فاشل.

 

* لا مكان آمن

 

قال محمد عبوش وهو أحد سكان شرق حلب لرويترز إن ضربة جوية قتلت اثنين من أقربائه أحدهما عمره 45 عاما والآخر 12 عاما صباح الجمعة. وفي الوقت الذي سعوا فيه للحصول على رعاية طبية لأقارب آخرين أصيبوا في الهجوم وجدوا أن أحد المستشفيات تحول إلى أطلال بينما التهمت النيران مستشفى آخر.

 

وقال أيضا إن الضربة الجوية دمرت بالكامل مبنى سكنيا مؤلفا من أربعة طوابق حيث كان يعيش أقاربه في حي طارق الباب. ونقل الناجون إلى منازل في منطقة أخرى.

 

لكنه أضاف قائلا انه لا يوجد مكان آمن.. “حلب كلها تتعرض للقصف”.

 

وذكر المرصد السوري أن القوات الحكومية استهدفت مناطق قرب ثلاث مستشفيات لإخراجها من الخدمة.

 

وسبق أن نفت الحكومة هذه الاتهامات.

 

وفي المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق قال شاهد إن القصف والضربات الجوية مستمرين منذ مساء الخميس وكانا أسوأ ما شهده سكان المنطقة في عام على الأقل.

 

وقال المرصد السوري إن الضربات الجوية والقصف على بلدة دوما في الغوطة الشرقية أسفرت عن مقتل 22 شخصا على الأقل في الساعات الأربع والعشرين الماضية بينهم عشرة أطفال وأصابت عشرات.

 

ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى لأن معظم المصابين في حالة خطيرة.

 

ويقول شهود والمرصد السوري إن صواريخ أطلقت من مناطق تحت سيطرة مقاتلي المعارضة قرب المدينة أصابت وسط دمشق يومي الخميس والجمعة. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن امرأة لاقت حتفها بينما أصيب آخرون بنيران صواريخ أطلقت على أحياء سكنية في دمشق يوم الجمعة.

 

(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى