أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 21 شباط 2015

لجنة دولية تلوح بتسمية مجرمي الحرب لـ «الردع»

واشنطن – جويس كرم

لندن، نيويورك، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – اعلن محققون دوليون نيتهم نشر اسماء متورطين بجرائم الحرب في سورية لـ «ردعهم» عن ارتكاب المزيد ضد الشعب السوري، متهمة النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي وغاز الكلور، في وقت افيد باستعداد النظام الإفراج عن معتقلين سوريين مقابل تسليمه جثتي ضابطين في الحرس الثوري الإيراني بالتزامن مع اعلان فصائل سياسية وعسكرية رئيسة ايران «دولة محتلة» لسورية وسط تحقيق «الجيش الحر» تقدماً اضافياً في معارك ريف حلب شمالاً.

 

وصعّدت اللجنة الدولية لتقصي الحقائق حول الجرائم المرتكبة في سورية من انتقاداتها لعدم إجراء المحاسبة على الانتهاكات. ولوحت برفع السرية عن لوائح أسماء المشتبه بضلوعهم في هذه الجرائم «حماية للضحايا الحاليين والمحتملين». وأبلغت اللجنة مجلس الأمن أمس أنها «ستقرر من الآن وحتى منتصف الشهر المقبل ما إذا كانت ستعلن أسماء المشتبه بهم» تزامناً مع الاجتماع المقرر لمجلس حقوق الإنسان في جنيف في ١٧ آذار (مارس) المقبل.

 

وحمّلت اللجنة في تقريرها التاسع الذي سلمته الى المجلس أمس الحكومة السورية مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية وغاز الكلورين في هجمات عسكرية. وقال عضو اللجنة فيتيت مونتاربورن إن «الأدلة التي جمعتها اللجنة تؤكد أن الأسلحة الكيماوية المتضمنة غاز السارين التي استخدمت في خان العسل (شمال) والغوطة (شرق دمشق) تؤكد أنها من المخزون الكيماوي الذي تملكه القوات الحكومية»، رغم أنه أشار الى أن اللجنة لم تحصل على أدلة عمن استخدم هذه الأسلحة. وفي شأن غاز الكلورين، قال مونتاربورن إن «عبوات السارين ألقيت من المروحيات التي تملكها القوات الحكومية السورية»، مضيفاً أيضاً أن اللجنة «لا تعلم الأفراد الذين ألقوها» في هجمات عسكرية.

 

وقدمت اللجنة التي يرأسها القاضي البرازيلي بول سيرجيو بينيرو الى المجلس «خيارات عن إجراء المحاسبة على الجرائم المرتكبة في سورية» وهي «إما الإحالة على المحكمة الجنائية الدولية، إو إنشاء محكمة خاصة بسورية على غرار المحكمة الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، أو تولي دول بعينها محاكمة المقاتلين الأجانب من مواطنيها، أو استخدام مفهوم العدالة الشاملة أي محاكمة المشتبه بارتكابهم الجرائم أمام محاكم وطنية».

 

وقال بينيرو إن اللجنة أعدت اربع لوائح بأسماء المشتبه بارتكابهم الجرائم وإنها «تعمل على إعداد لائحة خامسة»، مؤكداً أنها ستقرر «الشهر المقبل ما إن كنا سنعلن هذه الأسماء أم سنبقيها مودعة في شكل سري في المفوضية العليا لحقوق الإنسان» التي يرأسها السفير الأردني السابق زيد بن رعد.

 

وفي تقريرهم التاسع الذي نشر امس في جنيف، اعتبر المحققون ان نشر اللوائح التي بقيت سرية حتى الآن قد «يزيد التأثيرات المحتملة للردع» و»يساعد في حماية السكان المعرضين لأخطار اعمال العنف». وأضافوا أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فإن ذلك لن يؤدي سوى الى «تعزيز الإفلات من العقاب» من قبل مرتكبي هذه الجرائم.

 

وزار المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا واشنطن ليوم واحد والتقى بمستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس ومسؤولين في الخارجية الأميركية وناشطين سوريين، اضافة الى جلسة مغلقة في جامعة هوبكينز فرع الدراسات الدولية وبالتعاون مع معهد الشرق الأوسط بحضور خبراء في الملف السوري بينهم السفير السابق روبرت فورد. وتم استعراض خطته لوقف اطلاق النار في حلب لمدة ستة أسابيع. وأوضحت مصادر ان لقاءات دي ميستورا تتضمن مساعد وزير الخارجية جون كيري.

 

وأعلن مسؤولون قي قيادة «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» أمس وجود جثتين لضابطي الحرس الثوري الإيراني علي سلطان مرادي وعباس عبد اللهي اللذين قتلا في معارك مثلث دمشق والقنيطرة ودرعا بين العاصمة والأردن، فيما قالت مصادر معارضة ان النظام «وافق» على صفقة تبادل تتضمن تسليم الجثتين مقابل معتقلين في السجون السورية. وطالب «مجلس قيادة الثورة» الذي يضم عدداً من فصائل المعارضة ان «سورية باتت بلداً محتلاً من قبل إيران». ونوه نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هشام مروة بـ «رجال الجيش الحر الذين استطاعوا صد هجمات الحرس الثوري الإيراني الذي بات وجوده واضحاً ومعلناً في جنوب سورية وشمالها، ما يشكل احتلالاً سافراً وغزواً وقحاً لسورية وخرقاً للمواثيق والأعراف الدولية».

 

وواصل مقاتلو المعارضة السورية تقدمهم في ريف حلب شمال سورية وسيطروا على مناطق جديدة بعد صدهم لهجوم قوات النظام مدعومة بالميلشيا الثلثاء الماضي. وأفادت وكالة «الدرر الشامية» المعارضة ان «غرفة عمليات تحرير حلب اعلنت النفير العام لجميع الفصائل المقاتلة لمواجهة الهجمة الشرسة لقوات الأسد والميليشيات الشيعية في الريف الشمالي»،

 

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان مقاتلي المعارضة تمكنوا «من فرض السيطرة على مزارع الملاح الممتدة من شمال طريق الكاستيلو وحتى جنوب قرية باشكوي، ومن شرق حريتان وصولاً إلى غرب حندرات، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 23 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، خلال هجوم الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة، التي استشهد ولقي مصرعه ما لا يقل عن 15 منها».

 

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تسعى مع الولايات المتحدة إلى بدء برنامج لتدريب وتجهيز مقاتلين سوريين معتدلين في أوائل آذار (مارس) المقبل، مضيفاً: «هذا برنامج لتقوية وتدريب وتجهيز المعارضة. نؤكد دائماً أن من واجب المجتمع الدولي دعم الائتلاف الوطني السوري الذي تعترف به 114 دولة وجماعات أخرى تقاتل على الأرض في صفوف التحالف». وقال إن بين 1500 و2000 سوري سيتلقون التدريب سنوياً في تركيا.

 

تقدم إضافي للمعارضة في حلب… و«جيش الاسلام» سيستأصل أي منافس

لندن – «الحياة»

 

واصل مقاتلو المعارضة السورية تقدمهم في ريف حلب شمال سورية وسيطروا على مناطق جديدة بعد صدهم لهجوم قوات النظام مدعومة بالميلشيا الثلثاء الماضي، في وقت حذر «جيش الاسلام» بقيادة زهران علوش من انه «سيستأصل» أي فصيل مسلح جديد في الغوطة الشرقية لدمشق.

 

وافادت وكالة «الدرر الشامية» المعارضة ان «غرفة عمليات تحرير حلب اعلنت الاستنفار العام لجميع الفصائل المقاتلة لمواجهة الهجمة الشرسة لقوات الأسد والميليشيات الشيعية في الريف الشمالي»، مشيرة الى ان «الثوار تمكنوا خلال الأيام الأخيرة من قتل أكثر من 300 عنصر من عناصر الأسد والميليشيات الأجنبية، إضافة إلى أسر 100 عنصر آخرين خلال المعارك الشرسة التي تدور على جبهات حلب الشمالية».

 

وطالبت الغرفة، التي تشكلت بداية الشهر الجاري، جميع الفصائل المقاتلة في حلب وريفها اعلان «النفير العام لمنع قوات الأسد من حصار المدينة واستكمال السيطرة على ما تبقى من مناطق حلب التي تقع تحت سيطرة نظام الأسد».

 

وكان «الثوار من جبهة النصرة بالاشتراك مع جبهة أنصار الدين وجيش المهاجرين والأنصار وكتيبة البخاري تمكّنوا، صباح اليوم (امس) من إحكام السيطرة على منطقة الملاح في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى كتلة المزارع الجنوبية الغربية لبلدة حندرات»، بحسب الوكالة.

 

ويشهد الريف الشمالي لحلب اشتباكات عنيفة لليوم الرابع عقب هجوم شنته قوات النظام والميليشيات والحرس الثوري الايراني، لإحكام السيطرة على مدينة حلب قبل الموافقة على مبادرة المبعوث الولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد القتال»، إلا أن الثوار تمكنوا من إحباط الهجوم وسيطروا على بلدة رتيان وعدة مناطق أخرى.

 

واضافت الشبكة ان مقاتلي المعارضة دمروا أمس بصاروخي «تاو» دبابتين في منطقة الملاح، فيما قصفت قوات النظام بالصواريخ قرية عرب سلوم شرقي منطقة الملاح في ريف حلب الشمالي، بعد السيطرة عليها من قبل كتائب الثوار. وقتل عدد من المدنيين وجرح آخرون بقصف قوات النظام بصاروخ أرض – أرض مدينة حريتان شمال غربي حلب.

 

من جهته، افاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان مقاتلي المعارضة تمكنوا «من فرض السيطرة على مزارع الملاح الممتدة من شمال طريق الكاستيلو (شارع خالد بن الوليد)، وحتى جنوب قرية باشكوي، ومن شرق حريتان وصولاً إلى غرب حندرات، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 23 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، الذين قتلوا خلال هجوم الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة، التي استشهد ولقي مصرعه ما لا يقل عن 15 منها».

 

وأكد ما قاله ناشطون من ان قوات النظام «قصفت بعدة قذائف منطقة عرب السلوم، وسط سقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض على أماكن في المنطقة ذاتها»، وان مقاتلي المعارضة أسروا عناصر من قوات النظام بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع استمرار «الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، في منطقة حردتنين وفي محيط قرية باشكوي وفي محيط قرية حندرات بريف حلب الشمالي»، اضافة الى مواجهات في حي الخالدية شمال حلب، وسط قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات.

 

في الوسط، قالت «الدرر الشامية» ان «ستة عناصر من قوات الأسد قتلوا في كمين لكتائب الثوار على طريق حمص- السلمية في ريف حماة»، مشيرة الى ان الطيران الحربي شن غارة جوية على ناحية ‫‏عقيربات، وعلى قرية ‫جروح في ريف حماة الشرقي. واوضح «المرصد» ان الطيران الحربي نفذ «غارة على أماكن في منطقة جروح بريف حماة الشرقي، بينما قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين مناطق في قرية لطمين بالريف الشمالي لحماة».

 

في جنوب البلاد، افادت «الدرر الشامية» بأن القيادة العامة للغوطة الشرقية اصدرت امس بيانات «منعت بموجبه تشكيل أي فصيل جديد في الغوطة، زيادة على الفصائل الحالية المعتمدة من قِبَلها». واعتبرت أن القرار ساري المفعول من تاريخ إعلان البيان، مؤكدة ان «اي فصيل يتشكّل بعد هذا القرار سيتم استئصاله مباشرة ومن دون إنذار، إضافة إلى إحالة عناصره إلى المحاكمة بتهم شقّ صف المجاهدين».

 

وشن «جيش الإسلام» التابع للقيادة العامة قبل أسابيع حملة شاملة على «جيش الأمة» بتهمة «إشاعة الفساد في الغوطة»، وانتهت الحملة بـ «استئصال جيش الأمة بشكل كامل».

 

وبين دمشق والاردن، قال «المرصد» ان مناطق في أطراف حي المنشية في درعا البلد في مدينة درعا ومناطق أخرى في بلدة كفرناسج بريف درعا تعرضت أمس لقصف من قبل قوات النظام.

 

لجنة التحقيق في جرائم سوريا تدرس نشر أسماء وتُطالب بمحكمة

المصدر: العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

أعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة لسوريا أمس أنها تدرس نشر أسماء المسؤولين المشتبه في تورطهم في ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان عشية الذكرى السنوية الرابعة لبدء الحرب بين الأطراف المتناحرين للأزمة السورية، داعية الى انشاء محكمة دولية لمحاسبة هؤلاء على أفعالهم، على غرار المحكمة الخاصة بلبنان. بينما وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ما يجري في هذا البلد بأنه “صراع سياسي” و”لا حل عسكرياً له”.

 

وفي جلسة غير رسمية مغلقة هي الخامسة من نوعها منذ شكل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذه اللجنة في جنيف قبل ثلاث سنوات ونصف سنة، استمع أعضاء مجلس الأمن الى إحاطة من رئيس اللجنة البرازيلي باولو سيرجيو بينييرو والأعضاء كارين أبو زيد وكارلا دل بونتي وفيتيت مونتاربورن عن تقريرهم التاسع المتعلق بالأزمة السورية، والذي اعتمد على ثلاثة آلاف و٥٥٠ مقابلة مع ضحايا وشهود داخل سوريا وخارجها، جمعت منذ أيلول ٢٠١١.

وكشف ديبلوماسيون شاركوا في الإجتماع أن اللجنة أبلغت أعضاء مجلس الأمن أنها تعد حالياً لائحة هي الخامسة من نوعها بأسماء المشتبه في تورطهم في الجرائم والإنتهاكات لدى السلطات السورية بزعامة الرئيس بشار الأسد، وأطراف المعارضة المختلفة والجماعات الإرهابية، ومنها خصوصاً “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”. وخلافاً للمرات السابقة التي أبقيت فيها اللوائح سريّة، يدرس أعضاء اللجنة نشر بعض من مئات الأسماء أو كلها في ١٧ آذار المقبل. ووضع المحققون أربع لوائح تشمل قيادات عسكرية وأمنية ومسؤولين عن منشآت اعتقال وقيادات لجماعات مسلحة غير تابعة للحكومة، وبينهم أمراء جماعات متطرفة.

وقال المحققون إنه “بعد أربع سنوات من المراقبة المكثفة وتقديم أربع لوائح سرية بمرتكبي الجرائم … سيكون من شأن عدم نشر الأسماء في هذه المرحلة من التحقيق تعزيز الإفلات من العقاب وهو ما كلفت اللجنة مواجهته”. وأكدوا أن مسؤولية هذه الجرائم تقع أيضاً على عاتق الدول التي تدعم أطراف النزاع في سوريا، وعليها تحمل المسؤولية عن الجرائم التي ترتكب هناك مثل التعذيب والجرائم الجنسية والقتل وتجنيد الأطفال، وعليهم أيضاً مسؤولية تزايد وتيرة أعمال العنف والسرقات والنهب. وشددوا على أن”حماية الشعب السوري تقع على عاتق المجتمع الدولي والأمم المتحدة بعدما أخفقت الحكومة السورية في حماية شعبها”.

ودعت اللجنة الى إنشاء محكمة دولية خاصة بسوريا بسبب الانقسامات وتباين الآراء داخل مجلس الأمن حيال إحالة ملفها على المحكمة الجنائية الدولية.

وقال المحققون إنهم يتبادلون المعلومات على نحو متزايد مع الدول التي تخطط لمحاكمة مواطنيها عن جرائم ارتكبوها في سوريا وإنهم مستعدون أيضا لتبادل المعلومات مع الدول التي تحاول محاكمة الرعايا الأجانب بموجب قواعد “الولاية القضائية العالمية”.

 

بان كي – مون

الى ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان أنه “يناشد كل الأطراف تخفيف حدة النزاع من أجل اعطاء استراحة للمدنيين الذين عانوا طويلاً في سوريا”، واصفا ذلك بأنه “خطوة ملحة في اتجاه الحل السياسي”. وإذ ذكر بالقرارين ٢١٧٠ و٢١٧٨” وبأن لا حل عسكرياً لهذا النزاع”، أضاف أن هذا “صراع سياسي”، وأن “وقف القتل، وعكس (مسار) تفتيت سوريا يتطلب عملية سياسية، تستند الى التنفيذ التام لبيان جنيف لعام ٢٠١٢، بما يعالج الجذور العميقة للنزاع ويلبي تطلعات جميع السوريين”.

 

فشل هجوم شمال حلب

 

ميدانياً، فشلت العملية العسكرية التي قامت بها قوات النظام السوري اخيرا في قطع طرق الامداد عن المعارضة المسلحة شمال مدينة حلب، وتمكن مقاتلو المعارضة امس من احراز تقدم اضافي على الارض في المنطقة.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “تمكنت جبهة النصرة وجبهة أنصار الدين وفصائل مقاتلة واسلامية من فرض سيطرتها على مزارع الملاح الممتدة من شمال طريق الكاستيلو (شارع خالد بن الوليد) حتى جنوب قرية باشكوي، ومن شرق حريتان وصولاً إلى غرب حندرات”. وبذلك تكون استعادت مجمل المناطق التي تقدم اليها النظام في الهجوم الذي شنه الثلثاء، الى مساحة اضافية كان النظام تمكن من السيطرة عليها قبل اشهر.

وأعلن المرصد مقتل 129 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له بينهم خمسة من “حزب الله”. وتحدث ايضاً عن مقتل 116 مقاتلا من الفصائل المعارضة بينهم 86 سوريا. وبين القتلى قيادي عسكري غير سوري من “جبهة النصرة”.

وأسر مقاتلو المعارضة 51 رجلا من قوات النظام والمسلحين الذين يقاتلون الى جانبه، بينهم ثلاثة غير سوريين، فيما أسرت قوات النظام 48 مقاتلا معارضا سوريين وغير سوريين.

 

موسكو: اتفاق التدريب مشبوه

على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية الروسية شكوك موسكو في أهداف توقيع واشنطن وأنقرة اتفاقا لتدريب مقاتلي المعارضة السورية “المعتدلة” في الأراضي التركية. وقالت: “إن الهدف المعلن للاتفاق الأميركي – التركي وهو إعداد مسلحين معتدلين وتدريبهم على محاربة تنظيم داعش الإرهابي يثير شكوكا، لأنه يتجاهل وجود الجيش الحكومي السوري كقوة واقعية تواجه الإرهابيين”. ولاحظ أنه “ليس واضحا أين سيكون آلاف المسلحين بعد مرور الوقت وفي أية صفوف سيقاتلون عندئذ”.

 

المرصد: اعدام 48 شخصا على ايدي قوات النظام في قرية شمال حلب

بيروت – (أ ف ب) – وثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 48 شخصا على ايدي قوات النظام السوري لدى دخولها قبل ايام بلدة رتيان شمال مدينة حلب، مشيرا الى ان بينهم عشرة اطفال، وقد تم اعدامهم بالرصاص.

 

ووصف مدير المرصد رامي عبد الرحمن السبت ما حصل ب”المجزرة” و”جريمة حرب”. وقال “تم إعدام 48 مواطناً سورياً، هم 13 عنصرا من فصائل مقاتلة واسلامية، بينهم ممرض وطباخ، مع افراد عائلاتهم في بلدة رتيان لدى اقتحامها الثلاثاء الماضي”.

 

واوضح ان بين المدنيين الذين اعدموا باطلاق الرصاص عشرة اطفال وخمس نساء، وان الاشخاص المقتولين ينتمون الى ست عائلات.

 

واشار الى ان معظم القتلى سقطوا داخل منازلهم، اذ رافق “مخبرون” عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين اقتحموا البلدة، الى المنازل، حيث “لم تحصل مقاومة، باستثناء منزل واحد اطلق فيه احدهم رصاصتين، لكنه ما لبث ان قتل مع افراد عائلته”.

 

كما قتل آخر لدى محاولته الفرار مع افراد عائلته بسيارة.

 

واكد مدير وكالة “شهبا برس″ الاخبارية المحلية (معارضة) مأمون ابو عمر وقوع “المجزرة”. وقال ان “قوات الأسد اقتحمت منازل العائلات في رتيان لترتكب أفظع الجرائم من دون تمييز بين اطفال وشيوخ ونساء”.

 

وذكر ان بعض القتلى “ذبحوا بالسكاكين وتم التنكيل بهم”.

 

ونشرت الوكالة شريط فيديو ظهرت فيه جثث رجال، وبدا في لقطة طفل يزيح غطاء عن احدى الجثث ويجهش بالبكاء.

 

واشار ابو عمر الى مشاركة حزب الله اللبناني في عمليات الاقتحام.

 

وكان المرصد اشار لدى بدء الهجوم الثلاثاء على عدد من القرى والبلدات الواقعة شمال مدينة حلب الى مشاركة مسلحين سوريين ولبنانيين وايرانيين وافغان في العملية الى جانب قوات النظام.

 

وبعد ان تمكنت القوات النظامية والميليشيات الموالية لها من احتلال عدد من القرى بينها رتيان، شن مقاتلو المعارضة وبينهم جبهة النصرة، هجوما مضادا ونجحوا في استعادة هذه المناطق، وبينها منطقة مزارع الملاح التي كان جزء منها في ايدي القوات النظامية منذ اشهر. ولا تزال قوات النظام متواجدة في بلدة باشكوي التي كانت دخلتها الثلاثاء.

 

وتحدث المرصد عن معلومات “عن إعدامات اخرى نفذتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها في قرية حردتنين القريبة من رتيان في حق مقاتلين ومدنيين يتم التحقق منها”.

 

وقال المرصد انه استند لتاكيد معلوماته الى صور واشرطة فيديو وشهادات سكان واشخاص انتقلوا الى رتيان بعد انسحاب قوات النظام منها الاربعاء.

 

ونقل عن شهود ومقاتلين ان قائد العملية على رتيان كان لبنانيا، وقد قتل في المعركة.

 

وقتل في معارك شمال حلب منذ الثلاثاء 129 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم خمسة عناصر من حزب الله، بحسب المرصد. كما قتل 116 مقاتلا من الفصائل المعارضة بينهم 86 سوريا.

 

ولم يحقق الهجوم اهدافه، وبينها قطع طريق الامدادات على المعارضة المسلحة في مدينة حلب وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين الموجودتين في المنطقة واللتين يحيط بهما مقاتلو المعارضة منذ نحو سنة.

 

وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على مدينة حلب التي اندلعت المعارك فيها في صيف 2012 بعد حوالى سنة ونصف السنة على بدء النزاع.

 

الأمم المتحدة إلى نشر أسماء مجرمي الحرب وبحث تشكيل محكمة جنائية دولية لسوريا

المحققون رفضوا ذكر إن كان اسم بشار الأسد موجوداً فيها

ريف حلب ـ لندن ـ «القدس العربي» من ياسين رائد الحلبي: أبدى محققو الأمم المتحدة حول النزاع السوري والذين عينهم مجلس حقوق الإنسان، استعدادهم لنشر لائحة بأسماء مجرمي الحرب في هذا النزاع، بهدف حماية المدنيين السوريين من أي خطر لانتهاك حقوقهم.

وفي تقريرهم التاسع الذي نشر، أمس الجمعة، في جنيف قبل بضعة أيام من دورة اذار/مارس لمجلس حقوق الانسان، اعتبر المحققون أن نشر هذه اللائحة التي بقيت سرية حتى الآن قد «يزيد التأثيرات المحتملة للردع» و»يساعد في حماية السكان المعرضين لأخطار أعمال العنف».

وأضافوا أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فإن ذلك لن يؤدي سوى إلى «تعزيز الافلات من العقاب» من قبل مرتكبي هذه الجرائم.

ومنذ ان بدأوا بوضع هذه اللائحة واستكمالها، أكد محققو الامم المتحدة أنهم يريدون إبقاءها سرية.

ووصل رئيس لجنة التحقيق البرازيلي باولو بينايرو الجمعة إلى نيويورك لتقديم تقريره إلى مجلس الامن الدولي.

وردا على اسئلة الصحافيين قال بينايرو ان موعد تقديم التقرير أمام مجلس حقوق الإنسان ما زال قيد البحث و»ما زلنا ندرس مسألة الإيجابيات والسلبيات». وقال الممثل الدائم للمملكة المتحدة مارك ليل غرانت إن اللجنة طرحت عدة بدائل لتحديد المسؤولية وإخفاق العدالة في حالة بقاء مجلس الأمن غير قادر على تحويل الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومن بين البدائل تشكيل محكمة جنائية خاصة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في النزاع في سوريا منذ عام 2011. وأكدت عضوة اللجنة كارلا دي بونتي من جهتها أن السلام في سوريا لن يتحقق إلا مع العدالة. ويتوقع ان يتخذ مجلس حقوق الانسان قرارا حول نشر الأسماء وذلك في اجتماع مقرر في 17 اذار/مارس.

وأوضح المحققون أن هناك «عشرات» من أسماء المشتبه بارتكابهم جرائم حرب ضمن أربع لوائح سرية موجودة في جنيف، على أن يتم تقديم لائحة خامسة إلى مجلس حقوق الإنسان الشهر المقبل.

وتضم اللائحة أسماء قادة وحدات ومجموعات مسلحة تم التعرف إليهم واعتبارهم مسؤولين عن جرائم حرب.

لكن المحققين رفضوا ان يوضحوا ما إذا كان الرئيس بشار الأسد او مقربون منه على هذه اللائحة.

وقال بينايرو «لا تقضي مهمتنا فقط بطلب ما يمكن القيام به» لوضع حد لهذه الجرائم، ولكن «علينا أن نطلب أيضا ما هو عادل للضحايا ولشعب سوريا».

وأضاف «نحاول إقناع وتعبئة المجتمع الدولي ليبحث كل الخيارات ولا يتجاهل الحالة الرهيبة لجميع ضحايا هذه الحرب».

ويطلب محققو الأمم المتحدة خصوصا من مجلس الأمن إحالة مرتكبي جرائم الحرب الى القضاء «إما أمام المحكمة الجنائية الدولية وإما أمام محكمة دولية مختصة» بهذه القضية.

واشار المحققون ايضا إلى انه على الرغم من الدعوات إلى وقف العنف والنزاع في سوريا، تشهد جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان «ارتفاعا سريعا».

إلى ذلك قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، معلقا على ما اعتبره تقدما لقوات النظام السوري في حلب مؤخرا: «لا شك أن هذه الانتصارات تبشر بالتحرير الكامل والقريب لمدينة حلب من براثن الإرهابيين، والمجاميع المسلحة غير المسؤولة»، حسب وصفه.

وأضاف عبد اللهيان، في تصريح لوكالة أنباء «فارس»، «إن الوجود القوي للجيش والقوات الشعبية السورية، وهجماتها الواسعة ضد الإرهابيين في مختلف الجبهات قد قرّبت نهاية الإرهابيين». وعبّر المسؤول الإيراني عن اعتقاده بأن حل الأزمة السورية سياسي فقط، مشيرا أن «المعارضة الأصيلة والمؤمنة بطريق الحل السياسي تحظى باهتمام الحكومة السورية، إلا أن المعارضة المسلحة المرتبطة بالإرهاب لا مكان لها في مستقبل سوريا والمنطقة» على حد قوله.

وتأتي تصريحات عبد اللهيان في الوقت الذي أعلنت فيه أمس فصائل معارضة أبرزها الجبهة الشامية عن أسر 45 عسكريا من قوات النظام في ريف حلب الشمالي، بينهم مسلحون إيرانيون وعناصر من حزب الله اللبناني.

 

العاصفة «ويندي» تتحول إلى نقمة على النازحين السوريين شمال لبنان

أطفال مرضى وجرحى وبعضهم يلفظ أنفاسه الأخيرة برداً

عكار(شمال لبنان) ـ من محمود صالح: نعمة الأمطار والثلوج التي غطت مرتفعات لبنان من الجنوب إلى الشمال تحوّلت إلى نقمة لا سيما بالنسبة للعائلات السورية النازحة إلى المخيمات في عكار، شمالي لبنان، مع وصول العاصفة الثلجية «ويندي».

ويعيش النازحون في ظروف حياتية ومناخية سيئة منذ العاصفة «يوهان»، الأسبوع الماضي، ومن بعدها العاصفة «ويندي» التي ضربت البلاد.

وتعاني المخيمات من نقص بالغ في المواد الغذائية والمازوت للتدفئة، بعدما قلصت الجمعيات الإغاثية حجم المساعدات لها، كما تضاعف الشح في المواد الغذائية لديهم، بالإضافة إلى المحروقات والثياب.

ففي مخيم قرية «قنية» في عكار، شمالي لبنان، الواقعة على الحدود اللبنانية السورية، الذي تقطن فيه حوالى 300 عائلة نازحة من سوريا، يكاد عدد كبير من الأطفال أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بردا.

وحده الطفل حسن (7 سنوات)، ابن السنوات السبع يتجرأ على الوقوف خارجا، يقول وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة: «نحن هنا ليس لدينا شيء، نريد ثيابا ومازوت، ونريد كل شيء».

وتشير فاطمة الحمصي (40 عاما) الهاربة من عنف النظام السوري في حمص (شمال)، إلى أن «الخيم كادت أن تقع فوق رؤوس الأطفال. نكابد لكي نؤمن لهم حاجاتهم، وبسبب العواصف بتنا من دون ماء، ولا ثياب، ولا محروقات. الوضع سيىء جداً، والأطفال معظمهم مرضى وجياع».

بينما تؤكد زينة الصفدي (45 عاما) أن «الكثير من العاملين في جمعيات إغاثية يأتون لزيارة المخيم، يلتقطون لنا الصور، ويعدوننا بتقديم المساعدة لنا، لكننا لا نحصل على شيء. كما أن الصليب الأحمر اللبناني يمر من هنا ولا يقدم لنا يد العون، حتى أننا لا نملك المياه والسماء تمطر بغزارة ونحن بحاجة إلى كوب من الماء النظيفة ولسنا قادرين على الحصول عليه».

وينهمك عدد من الرجال بتقطيع الحطب تشير إليهم سيدة أربعينية قائلة «رغم أن تقطيع الحطب ممنوع في لبنان، لا نجد سواه سبيلاً للتدفئة، وإلا لكان معظم الأطفال قد فارق الحياة».

تتذكر النسوة الحزينات أيامهن في سوريا. تهمس إحداهن: «لم يكن وضعنا هكذا. كنا نسكن في منازل ولسنا متسكعين في البراري والجبال».

من جهته، يؤكد فيصل المحمد (42 عاما) القادم من حمص أيضاً، أن «عددًا من اللبنانيين وأبناء بلدة أكروم العكارية (شمال لبنان) قدّموا لنا الكثير من المساعدات. منهم من تبرع بمنزله لنا، لكي نعيش فيه ولكن هل نطلب منهم أن يقدموا لنا المازوت أيضا؟».

ويتابع: «الوضع سيئ جداً، لاسيما مع اشتداد العواصف، وقوة الرياح والبرد القارس نعيش من دون مازوت ولا ثياب ولا غذاء. ليس بيدنا حيلة سوى الاتكال على الله في كل شيء لكننا لا نخفي أن وضعنا سيئ جداً وبحاجة إلى الكثير من المساعدات».

واستقبل لبنان أكثر من 1.1 مليون سوري هربوا من النزاع الدامي الذي تشهده سوريا المجاورة منذ منتصف آذار/مارس 2011، بحسب إحصائيات للأمم المتحدة.

وتتعرض عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط، منذ الخميس، لموجة جديدة من الطقس السيىء تستمر 3 أيام، وسط توقعات ببدء تحسن الأوضاع مع صباح يوم الأحد المقبل في عدة دول، بحسب خبراء في الأرصاد الجوية. (الاناضول)

 

حزب الله ينفي وجود مخطط سوري لإغتيال ميشال سماحة

سعد الياس

بيروت- «القدس العربي»: نفى حزب الله وجود أي مخطط سوري لاغتيال الوزير السابق ميشال سماحة أثناء نقله من السجن إلى المستشفى، وجاء في بيان صادر عن العلاقات الاعلامية في الحزب «ورد في عدد يوم الأربعاء من صحيفة «الوطن» السعودية، وعلى الصفحة الرابعة، تقرير بعنوان «إحباط مخطط سوري لاغتيال ميشال سماحة» يهم العلاقات الإعلامية في حزب الله أن تؤكد أن ما ورد في هذا التقرير لا يمت إلى الصحة بأي صلة، وهو مجرد اتهام ظالم وباطل لا يستند إلى أي حقائق واقعية، مع التأكيد على احتفاظنا بحقنا في اتخاذ كل الإجراءات التي يقرها القانون».

وكانت معلومات أوردتها «القدس العربي» عن مخاوف من تصفية الوزير السابق ميشال سماحة، واغتياله أثناء نقله إلى المستشفى، كما كان مقررا له الاثنين الفائت نظرا لوجود معلومات هامة لديه عن النظام السوري. وأعلن وزير العدل اللواء اشرف ريفي أن جهازا أمنيا دوليا صديقا أبلغ السلطات اللبنانية بوجود هذا المخطط.

لكن صحيفة «الوطن» السعودية نقلت عن مصادر حكومية أن دمشق طلبت من الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ضرورة التخلص من سماحة، الذي أدين في السابق بمحاولة نقل متفجرات سورية لاستخدامها في مخططات إجرامية داخل الأراضي اللبنانية، بالاشتراك مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومساعده العقيد عدنان، إلا أن السلطات الأمنية بلبنان كشفت أمره وقامت باعتقاله.

 

قائد معارض: الدول الغربية لم تفرض على الجبهة الجنوبية في سوريا أي شروط عندما زودتها بالسلاح النوعي

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي» صرح «أبو المجد الزعبي» المدير التنفيذي في «الهيئة السورية للإعلام» الذراع الإعلامية لتشكيلات الجبهة الجنوبية، أن الأسباب وراء حصول الجبهة على السلاح النوعي من صورايخ التاو المضادة للدروع مع بداية العام 2014، هو ثقة دول أصدقاء الشعب السوري، بتشكيلات الجبهة الجنوبية.

وقال إن: «ثقة أصدقاء الشعب السوري بالجبهة الجنوبية جاء من الانضباط والتنظيم الذي نراه في التشكيلات العسكرية في الجنوب السوري، بالإضافة لتفعيل دور الضباط المنشقين ذوي الخبرة والكفاءة في الداخل، وإثبات عدم تطرف هذه التشكيلات العسكرية، والتزامها بتطلعات الشارع السوري في نيل الحرية والكرامة، والهدف الرئيس من حركة التسليح بالدفاع عن السكان وتحرير سوريا بالكامل فقط».

وأكد الزعبي، على عدم وجود أي شروط لمقاتلة أي فصيل مقابل الدعم الذي حصلت عليه الجبهة من صورايخ التاو، مشيرا إلى أن قتال التطرف من قبلنا هو ليس شرطا غربيا، بل قناعة نابعة من الشارع السوري، بغض النظر عن الدعم الدولي، فإن خياراتنا واضحة في قتال أي تنظيم متطرف يلتحف عباءة الدين لأجل أهداف سياسية وعسكرية تضر بمسار الثورة، وتحاول سرقة ما قدمه الشعب السوري من تضحيات.

وأثبتت تشكيلات الجبهة الجنوبية، بحسب الزعبي عدم صحة مخاوف البعض من وقوع السلاح النوعي في الأيدي الخاطئة، حيث تم استخدامه نحو عدو واحد وهو النظام السوري، وأثبتت صواريخ «التاو» فاعلية عالية في العديد من المعارك.

وبين أنه لم تسجل أي حالة اتجار بالصورايخ أو قواعد إطلاق التاو أو حالات سرقة مستودعات بل كان بالعكس تماما، لوحظ التزام مطلق من قبل تشكيلات الجبهة الجنوبية بالتعامل مع السلاح النوعي.

وحول مسكرات التدريب الخارجية، أكد الزعبي وجود هذه المعسكرات، مشيرا إلى أن الجبهة الجنوبية ترى أن الأعداد التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية لتدريبها ليست كافية، مطالبا المجتمع الدولي بزيادة وسرعة الدعم والتدريب.

وأوضح أن أعداد المعسكرات قليلة نسبة للظروف التي نمر بها لذلك كان استحداث معسكرات التدريب في الداخل هو الخيار الأقوى، الذي انتهجـــته الجبهة الجنوبية بإنشاء العشرات من المعسكرات التدريبية، التي يقوم عليها ضباط سوريون منشقون من أصحاب اختصاصات وكفاءات.

وشملت المعسكرات الداخلية، بحسب الزعبي التدريبات بشقيها الجسدي والفكري، القسم الجسدي كان تأهيل المقاتل لأرض القتال وتعليمه على كل صنوف الأسلحة، أما القسم الفكري فهو تحصين المقاتلين ضد التطرف.

وتابع: «نجحت هذه المعسكرات في إعداد جيش وطني حقيقي ملتزم بمبادئ الثورة»، موضحا أنه ليس هناك في التشكيلات العسكرية شروط للانتساب حسب الطائفة أو الدين، إنما بالعكس تماما هي تشكيلات مفتوحة تهتم بالهوية السورية فقط، ومن هنا تأتي أهمية الجبهة الجنوبية من كونها ضرورة ثورية ورغبة شعبية.

وأوضح الزعبي أن الدعم المقدم للجبهة الجنوبية لا يقتصر على السلاح، إنما تتلقى الجبهة الجنوبية دعم منتظم من أصدقاء الشعب السوري في جميع المجالات، ففي المجال الطبي تجهيز أكثر من عشرين مستشفى ميداني بكافة التجهيزات والأدوية بالكامل ومن الناحية الإغاثية كالطحين، الذي أمن مادة الخبز للآلاف الذين حرم النظام بلداتهم من مخصصات الطحين، وكذلك تقديم الدعم لعمليات إصلاح شبكات الكهرباء والمياه وغيرها التي دمرها النظام وإعادة تأهيل المناطق المحررة، وتفعيل التعليم والمدارس.

وبين أن الجبهة الجنوبية نجحت باستقدام المساعدات وتأمينها وإيصالها إلى المستودعات وحراستها، مع التنسيق الكامل مع المجالس المحلية التي تشرف على توزيع المساعدات.

وحول علاقة الجبهة الجنوبية بـ «جبهة النصرة»، تحدث الزعبي قائلا: «المسيطر على الأرض تشكيلات الجبهة الجنوبية وليس النصرة، والنصرة هي فصيل واحد معظم مقاتليه يحاربون جيش النظام، ونؤمن أنهم لا يملكون الإيديولوجية المتطرفة، وأن انضمامهم إلى جبهة النصرة تم لأسباب عديدة أولها السبب المادي وضعف وتأخر الدعم الدولي، الذي نطالب بزيادته».

وأشار إلى أن النصرة كعدد لا تشكل فارقا كبيرا في الجنوب السوري، وأن مشاركتها في المعارك قليلة جدا حيث من أصل 56 معركة خاضتها الجبهة الجنوبية، وشارك فصيل النصرة في ثلاث معارك بأعداد لا تتجاوز الثلاثين مقاتلا بجانب مئات المقاتلين من تشكيلات الجبهة الجنوبية، والمشاركة كانت لأساب لوجستية، كما في الشيخ مسكين حيث غالبية النصرة هنالك من أبناء المنطقة، والجبهة الجنوبية لا تشاركهم الأيديولوجية لا تشاركهم غرفة العمليات ولا السلاح.

وبالنسبة لمحافظة السويداء «سكانها من الطائفة الدرزية»، وعلاقة الجبهة الجنوبية بها، قال الزعبي: «أصدرت الجبهة الجنوبية البيان رقم أربعة، أكدت فيه عمق الروابط التاريخية بين سهل وجبل حوران»، منوها إلى وجود تنسيق دائم بين حكماء عقلاء الجبل وحكماء السهل للحيلولة دون الانجرار وراء الفتن التي يحاول النظام إثارتها، والتي نجحنا على مدار السنوات الماضية بتجاوزها، واستطاعت السويداء عدم الانجرار وراء أي اقتتال مع الجبهة الجنوبية يطيل بعمر النظام وبقاءه».

وعن أسباب التدخل الإيراني الواضح وحزب الله اللبناني في مجابهة تشكيلات الجبهة الجنوبية، والذي برز مؤخرا في معارك مثلث أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، بين أن الجبهة الجنوبية خطت خطوات واسعة جدا في التنظيم وإدارة المناطق المحررة، فأصبحت لأول مرة هي أمر واقع بديل للنظام، وهذا الشيء أرعب الأخير لأنه على الصعيدين العسكري والمدني تم تحقيق انجازات عظيمة.

وأشار إلى أن التنظيم العالي والانضباط للتشكيلات، وأنهم ليسوا مجرد ثوار حملوا البنادق في وجه النظام.

وعلى الصعيد المدني، قال الزعبي: «حصلت الجبهة الجنوبية على الحاضنة الشعبية من خلال صدق تعاملهم وتفانيهم في الحماية وتقديم الخدمات، ومجمل هذه الأشياء جعلنا بديلا حقيقيا للنظام، فتم التخطيط في إيران لمحاولة وقف زحف تشكيلات الجبهة الجنوبية نحو دمشق، في محاولة لتحصين آخر خطوط القتال مع الجبهة الجنوبية».

يشار إلى أن صفحات التواصل الاجتماعي تفاعلت بشكل كبير مع حملة «الجبهة الجنوبية عنوان النصر»، نظرا للإنجازات العسكرية الكبيرة التي حققتها الجبهة الجنوبية خلال العام الماضي بحسب ناشطين.

وأطلقت الهيئة السورية للإعلام هذه الحملة تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لإعـــلان تشكيل الجبهة الجنوبية في 17- 2 – 2014، ولا تزال تشكيلات الجبهة الجنوبية بحسب مراقبين أكبر قوى المعارضة المعتدلة في سوريا، ويعول عليها من قبل الشعب السوري أولا والمجتمع الدولي ثانيا.

 

فصائل المعارضة في حلب تعلن مقتل 300 عنصر قوات النظام وأسر 100 آخرين

ياسين رائد الحلبي

ريف حلب ـ «القدس العربي» أعلنت «غرفة عمليات مدينة حلب» التابعة للفصائل المعارضة، عن مقتل 300 عنصر من قوات النظام وأسر 100 آخرين في المعارك التي دارت في الريف الشمالي منذ ثلاثة أيام، وذلك وسط اشتباكات عنيفة في قرى الريف الشمالي ومنها حردتنين و باشكوي والملاح.

وميدانيا، أفاد ناشطون، أن الكتائب المعارضة سيطرت على منطقة عرب سلوم شرق منطقة الملاح، واستطاعت أن ترصد طريق إمداد قوات النظام في قرية باشكوي، ما يعني محاصرة النظام في قريتي حردتنين وباشكوي، مبينين أن أعداد القتلى في الملاح يزيد عن اكثر من ثلاثين عنصرا، بالإضافة إلى السيطرة على آليات ثقيلة ورشاش 14.5 ومدفع 23 مضاد للطيران.

وقام مقاتلو المعارضة بتفجير دبابة لقوات النظام ليصبح عدد الدبابات المدمرة أربعا والسيطرة على دبابتين، فيما ارتفع عدد قتلى النظام منذ إعلانه عملية «ساعة الصفر» في ريف حلب إلى 350 عنصرا في المعارك التي وصفها ناشطون بأنها «مفصلية وحاسمة».

وحذر ناشطون من نية النظام المحافظة على الأماكن التي سيطر عليها، والتقدم في الريف الشمالي، ما يعني عدم اهتمامه بحجم خسائر البشرية التي لحقت به في الأيام الأخيرة.

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر خاصة، أن معظم العناصر الذين تم أسرهم من قوات النظام من مواليد مدينة حلب ومحافظات سورية أخرى، ينتمون للطائفة السنية، فالنظام زج بهم على الخطوط الأمامية للحفاظ على مواقعه، ولفتح الطريق نحو مدينة نبل والزهراء الشيعيتين والمواليتين له.

من جهة أخرى، حاول بعض عناصر النظام الفرار من الأراضي الزراعية المحيطة ببلدتي رتيان وحردتنين، وتم أسرهم من قبل مقاتلي المعارضة وبحوزتهم كميات من الذهب، بالإضافة إلى أموال نقدية سرقوها من منازل الأهالي في قرية البلدتين.

وأعلن المكتب الإعلامي في مدينة عندان، أن مدنيين تم أسرهم على يد قوات النظام، الذي حجزهم في مدرسة حردتنين ووضع بعض الأطفال والنساء كدروع بشرية في أماكن تمركزهم، بهدف تهديد مقاتلي المعارضة بقتلهم في حال اقتحموا أماكن تمركزهم.

وقال الناشط الإعلامي ماجد عبدالنور من أبناء مدينة رتيان، إن عدد قتلى القرية من المدنيين وصل إلى أربعين بينهم أطفال ونساء، وقد تمت تصفيتهم بإعدامات ميدانية حين اقتحامها من قبل قوات النظام وميليشياته، وعثرنا على جثثهم بعد تحرير القرية من قوات النظام، وقد يتضاعف العدد في حال انسحاب قوات النظام من قريتي حردتنين وباشكوي.

من جهة أخرى، قالت مصادر إعلامية، إن قوات النظام بدأت بإرسال تعزيزات عسكرية عبر شاحنات وباصات إلى المدينة الصناعية بحلب، وذلك بعد تجميعهم من جبهات مختلفة من المدينة، بهدف إرسالهم إلى معارك الريف الشمالي.

يشار إلى أن النظام السوري كان أعلن معركة «ساعة الصفر» قبل أيام في حلب، وذلك بالتزامن مع تصريحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الأخيرة حول خطة حلب لتجميد القتال، حيث حشد النظام تعزيزات كبيرة من محافظات سورية ضمت ميليشيات عراقية وأجنبية، بهدف حصار مدينة حلب وفتح طريق «القوسي» نحو نبل والزهراء الشيعيتين الذي اسمته صفحات موالية للنظام على الفيسبوك «قوس قزح النصر».

 

النظام السوري يوجه إنذارا إلى قادة المعارضة في معضمية الشام عبر إحراق سياراتهم

سلامـي محـمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي» قام النظام السوري عبر خلاياه النائمة التي زرعها في مدينة «معضمية الشام» في الريف الغربي من العاصمة دمشق، بإحراق السيارات الخاصة لأبرز قيادات المعارضة فيها خلال يومين، في رسالة أراد منها النظام بحسب ناشطين، أن ينذر هؤلاء القادة «بأنه قادر على اغتيالهم في الساعة التي يشاء».

وقال ناشطون، إن هذه الاغتيالات جاءت كرد أولي من قبل النظام على فشل طاقمه الإعلامي في دخول المدينة، بسبب خروج المدنيين بمظاهرات تندد بحكم آل الأسد، وتطالب بالإفراج عن أبناء المدينة المعتقلين في سجونه.

وقام النظام السوري من خلال خلاياه النائمة بإحراق السيارة الخاصـــــة للقائد الميداني «حمزة» أحد أبرز القيادات لـ «لواء الفتح المبين» العــــامل في المدينة، واستهدفت العملية الثانية القيادي «فاروق» قائد عمليات لواء «الفجــــر»، حيث قامـــت الخلايا النائمـــة بإحراق سيارته الخاصة أمام منزله، ولكن القيادي استطاع من التعـــرف على الفاعلين، وذلك بسبب ضبطهم عبر كاميرات المراقبة الموضـــوعة أمام مقر منزله.

وأظهر شريط التسجيل، حسب ما أكده الناشطون في المدينة، تورط عناصر مجندة تتبع لأمرة زعيم المصالحة في المدينة «حسن الغندور»، والذي يعمل بأمرة الفرقة الرابعة، بعد فشله في إدخال فضائيات النظام السوري إلى المدينة.

في حين تعرض «إمام» وهو أبرز القيادات العسكرية على مستوى المدينة، وهو أيضا قائد كتيبة «الإمام علي» لمحاولة اغتيال فاشلة، من خلال تعطيل مكابح الفرامل في سيارته الخاصة، والعبث بأعيرة العجلات، وتخريب الأسلاك الكهربائية فيها، مما أدى إلى اصطدام المركبة بأحد الجدران، ونجاته من الاغتيال.

القيادي «إمام» قال: «تأكدنا وقوف النظام السوري وزعيم المصالحة «حســـن الغندور» وراء هذه الأفعال «القذرة»، ولقد بدأنا بتحقيقات سرية حول ما جرى، مؤكدا على استمرار الثورة، والمضي قدما حتى تحقيق أهدافها في الحرية، وإسقاط النظام.

وأردف: «إن كان النظام السوري يعتقد بأفعاله هذه سوف يثنينا عن أعمالنا، فهو «واهم»، ولن نتخلى عن دماء شهدائنا، ولن نتهاون فــي حرية معتقلينا»، ولم نثق يوما بهذا النظام، ولـــن نثق به اليوم، ولا الغد، فكل ما يجري في المدينة خاصة، وسوريا عامة سببه «الأسد».

و طالبت الهيئات الثورية في معضمية الشام كافة القيادات العسكرية في المدينة بضرورة رص الصفوف، والوقوف كـ «قلب رجل واحد» ضد هذه الأفعال التي يقف النظام السوري وزعيم المصالحة الوطنية خلفها، محذرة من مخاطر الوقوع بفتنة داخلية يسعى النظام لافتعالها بين أبناء المدينة.

وكان جيش النظام أغلق المعبر الوحيد للمدينة منذ أربعة أيام، بسبب رفض أبنــــاء المدينة دخول الفضائيات التابعة له إلى قلب المديــنة، كما سجلت المدينة سقوط قذائف مدفعية عدة على الجهة الغربية منها، عقب طرد الأهالي وفد النظام الإعلامي من المدينة، وحتى الآن ما زال المعبر مغلقا في ظل رفض الحواجز العسكرية والأمنية خروج أو دخول المدنيين من وإلى المدينة.

 

تدريب المعارضة السورية: حلب أولاً

حلب ــ رامي سويد

يطرح توقيع الولايات المتحدة وتركيا، اتفاق تدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية المعتدلة، على الأراضي التركية، تساؤلات عدة حول الفصائل التي سيشملها برنامج التدريب والتجهيز، وطبيعته وأهدافه. وعلى الرغم من إلحاق فصائل المعارضة السورية في حلب، هزيمة كبيرة بقوات النظام السوري أخيراً، فإن غاية برنامج التدريب، تبقى غير واضحة، تحديداً في مسألة اقتصاره على تدريب قوات المعارضة السورية، بهدف تأهيلها لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، أو شموله لتأهيلها لقتال النظام السوري. ويُعزّز المسؤولون الأتراك الغموض، في ظلّ تأكيدهم أن “قوات المعارضة تحتاج إلى كفاءة أكبر لقتال قوات النظام السوري”، كما أن المسؤولين الأميركيين، يصرّون على أن “تدريب قوات المعارضة منصبٌّ على مواجهة داعش فقط”.

 

ويبدو أن فصائل المعارضة السورية التي تقاتل قوات النظام السوري و”داعش” في ريف حلب، هي المرشح الاول للاستفادة من برنامج التدريب، الذي سيبدأ الشهر المقبل، نظراً لحصول عدد من مقاتليها على تدريب سابق في القواعد الأميركية في المنطقة.

واستفاد من التدريبات عدد كبير من مقاتلي “حركة حزم”، و”لواء فرسان الحق” و”الفرقة الثالثة عشرة” التابعة لـ”الجيش السوري الحر”، في الأشهر الماضية. تدرّب العناصر على استخدام الرشاشات المتوسطة والثقيلة ومضادات الدروع الأميركية الصنع من نوع “تاو”، ومدافع الهاون والميدان، وذلك بإشراف مدربين من الجيش الأميركي، في قواعد عسكرية في دول خليجية.

 

ويزيد حماية “الجبهة الشامية”، التي تمثل اتحاد أكبر فصائل المعارضة السورية في حلب وريفها، لـ”حركة حزم” من هجوم “جبهة النصرة” عليها، من احتمال شمول برنامج التدريب الجبهة، في ظلّ الثقل الكبير الذي تشكله قواتها، على جبهات قتال قوات النظام السوري في مدينة حلب وريفها، وعلى جبهات قتال “داعش” في ريف حلب الشمالي.

 

على الجانب الآخر من ريف حلب، تبدو فصائل المعارضة السورية التي تقاتل “داعش”، بدعم بري من قوات “حماية الشعب” الكردية، وآخر جوي من طيران “التحالف الدولي”، مرشحة قوية للاستفادة من برنامج التدريب والتجهيز الجديد.

 

اقرأ أيضاً: اتفاق تدريب المعارضة السورية يطوي خلافات أنقرة وواشنطن

اقرأ أيضاً: تركيا: المعارضة السورية المقرّر تدريبها ستقاتل “داعش” والنظام

 

وما يزيد من إمكانية انخراط هذه الفصائل في برنامج التدريب، هو تمكنها من دخول مناطق في محافظة الرقة، بعد سيطرتها على أجزاء كبيرة من بلدة عين العرب وريفها. وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، تمكن قوات المعارضة السورية من السيطرة على 19 بلدة وقرية في ريف الرقة الشمالي، في الوقت الذي تتواصل فيه ضربات التحالف الدولي الجوية لقوات “داعش” في المنطقة.

 

ويقاتل في المنطقة الممتدة في ريف حلب الشرقي وريف الرقة الشمالي، فصائل عدة تابعة لـ”الجيش السوري الحر”، ويأتي على رأسها “لواء ثوار الرقة”، وهو أحد أكبر تشكيلات قوات المعارضة السورية في مدينة الرقة، الذي اضطر للانسحاب منها بعد سيطرة التنظيم على المدينة، مطلع العام الماضي.

 

ويقاتل في المنطقة أيضاً كتائب “شمس الشمال” التابعة لـ”ألوية فجر الحرية”، وهي مجموعة كتائب ينحدر عناصرها من بلدات ومدن ريف حلب الشرقي، الذي يسيطر عليه “داعش”، و”لواء جبهة الأكراد” وهو تشكيل منفصل عن “قوات حماية الشعب” الكردية، ينحدر معظم عناصره من مناطق ريف حلب الشرقي، أيضاً.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس، أن “البنتاغون اختار 1200 مقاتل من المعارضة السورية، المسموح لهم الخضوع للتدريب ضمن برنامج لتشكيل قوة تتولى قتال داعش”. ولفت إلى أنه “سيتم التحقق من المعارضين أولاً”، في إشارة منه إلى “موضوع التأكد من عدم انتماء العناصر إلى فصائل مدرجة على قوائم محاربة الإرهاب الأميركية”.

 

وذكر أن “المرحلة الأولى من عملية تدريب مقاتلي المعارضة السورية، ستُركّز على أساسيات القتال فقط، من دون أن تشمل تدريب عناصر قوات المعارضة، على مهمة الإرشاد الأرضي لطيران التحالف الدولي”. وعلل ذلك بأن “مهمة الإرشاد من الأرض صعبة، وتتطلب مهارات عالية، لأنها تتضمن التواصل مع الطائرات لتحديد أماكن الأهداف”.

 

ولم يقفل كيربي الباب في موضوع “الارشاد الأرضي”، إذ لم يستبعد احتمال تغيير وزارة الدفاع الاميركية رؤيتها لاحقاً، إذا وجدت أنه “من المفيد أن تكون لدى مقاتلي قوات المعارضة السورية، القدرة على المساعدة في تعيين الأهداف من الأرض”.

 

وجاءت تصريحات كيربي، بعد يوم واحد من التسريبات التي نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، حول عزم البنتاغون تمكين قوات المعارضة المدربة، من طلب الدعم الجوي، وذلك من خلال تزويد كل فريق مؤلف من أربعة إلى ستة من مقاتلي المعارضة السورية، بشاحنة صغيرة (تويوتا هايلوكس)، يتم تجهيزها بمدفع رشاش ومعدات اتصال وأجهزة تتبع لنظام تحديد المواقع العالمي “جي بي أس”، مما يمكنهم من طلب الإسناد الجوي من طيران التحالف الدولي.

 

وليس واضحاً بعد إذا كان برنامج التدريب الجديد، الذي تم الاتفاق على تنفيذه على الأراضي التركية، سيؤدي إلى تشكيل قوة مركزية جديدة من مقاتلي المعارضة، الذين سيتم تدريبهم على الأراضي التركية. ويتحدث المسؤولون الأتراك والأميركيون عن تأهيل قوات المعارضة السورية، لمواجهة “داعش”، من دون التأكيد على تشكيل قوة مركزية جديدة من العناصر المدربين، تضمن عدم تشتتهم، وتتجاوز مشاكل التنسيق والتواصل بينهم.

 

ومن شأن تشكيل مثل هذه القوة، تصحيح خطأ برنامج التدريب السابق، الذي كان يتضمن تدريب مقاتلي الفصائل المعارضة وعودتهم للقتال في صفوفها، من دون أن يتم تشكيل قوة عسكرية جديدة على الأرض تجمعهم. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد أوضح أن “المقاتلين الذين سيشملهم التدريب وسيتم تزويدهم، سيقاتلون جماعات تهدد وحدة سورية على الأرض، بما فيها داعش وبعض المنظمات الأخرى، إلى جانب النظام السوري. كل تلك الأطراف تشكل تهديداً للأمن والاستقرار في سورية، وجميعها مستمرة في قتل المدنيين بوحشية”.

 

المعارضة السورية تستعيد المبادرة بحلب بعد إفشال هجوم النظام

حلب ــ رامي سويد

شنت قوات المعارضة السورية، اليوم الجمعة، هجوماً معاكساً على قوات النظام، شمال حلب، بعد أن تمكنت في اليومين الأخيرين، من إفشال هجوم كبير شنته الأخيرة لفك حصار بلدتي نبّل والزهراء المواليتين، تمهيداً لتطويق مناطق المعارضة في مدينة حلب.

 

وهاجمت كتائب المعارضة المزارع، التي تسيطر عليها قوات النظام في الأجزاء الشرقية من منطقة الملاح الاستراتيجية، الواقعة إلى الشمال من طريق الكاستلو الاستراتيجي. وتعد هذه المنطقة آخر خطوط إمداد قوات المعارضة إلى مناطق سيطرتها في حلب، لتتمكن من السيطرة على هذه المنطقة بالكامل.

 

تمكنت المعارضة من السيطرة على منطقة الملاح بعد تدمير دبابتين لقوات النظام واغتنام مدفع رشاش عيار 23 ملم، لتنتقل الاشتباكات بعد ذلك إلى منطقة “عرب سلوم” الواقعة إلى الشرق من منطقة الملاح، بحسب ما أكد الناشط، ثائر الشمالي لـ”العربي الجديد”.

 

كما خسر النظام دبابة دمرتها قوات المعارضة بصاروخ مضاد للدروع. وسيطرت على منطقة الأسامات الملاصقة للمزارع، لتصبح بذلك على تخوم كتيبة الدفاع الجوي في حندرات، والتي تتحصن بها قوات النظام السوري.

 

وكان قائد غرفة عمليات تحرير حلب، وهي غرفة العمليات العسكرية التي تضم جميع فصائل المعارضة العاملة في حلب، الرائد ابراهيم مجبور، قد أعلن حالة النفير العام لجميع قوات المعارضة في المدينة وريفها.

 

وتمكنت قوات المعارضة السورية في حلب من قتل ثلاثمئة من عناصر النظام خلال العمليات العسكرية الأخيرة في مدينة حلب وريفها، فضلاً عن أسر نحو مائة عنصر من عناصر قوات النظام والمليشيات الأفغانية وقوات “حزب الله” اللبناني الموالية له.

 

ولم يجد النظام من سبيل للرد على هذا التقدم الميداني لقوات المعارضة، إلا بقصف مناطق تسيطر عليها.

 

وقال ناشطون، من مدينة حريتان، في ريف حلب الشمالي لـ”العربي الجديد”، أن صاروخ سكود سقط على أطراف مدينة حريتان ليتلو ذلك سقوط صاروخين آخرين في المناطق، التي تتقدم بها قوات المعارضة شرق منطقة الملاح، بالتزامن مع قصف مناطق الريف الشمالي القريبة من خطوط الاشتباك براجمات الصواريخ من قبل قوات النظام.

فقدان صحافي سويدي في منطقة الحدود السورية التركية

رويترز

أعلنت صحيفة إكسبريسن السويدية، أن صحافياً سويديًا يعمل مستقلاً فقد في منطقة الحدود السورية التركية، دون أن تكشف الصحيفة عن مصادرها.

 

ولم يكشف النقاب عن هوية الصحافي لكنه وصف بأنه في الثلاثينيات من العمر. وقالت الصحيفة إنه كان يخطط لدخول منطقة في سورية، تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” -المعروف إعلاميا باسم داعش -عن طريق مدينة غازي عنتاب التركية، لكن أخباره انقطعت منذ أربعة أيام.

 

وأحجم متحدث باسم وزارة الخارجية السويدية عن التعقيب.

 

وسم “حسن زمِيرة” الساخر يتمدّد !

إيلاف نيوميديا

تزامنا مع أسر عناصر من حزب الله وهزيمة الأسد في حلب

ما زال وسم (حسن زميرة) الذي استوحاه مناصرو الثورة السورية من انتصارات معركة حلب الأخيرة، يُلهب مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت آلاف التغريدات التي تتهكم على أمين عام حزب الله.

 

بيروت: واصل المغرّدون عبر تويتر السخرية من أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله عبر هاشتاغ (حسن زميرة).

 

وازدحم موقع التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات تضمنها هاشتاغ “حسن زميرة” لوصف حسن نصر الله، الذي أغضب السوريين بإصراره على الزج بعناصر حزبه في القتال إلى جانب النظام السوري.

وفي وقت سابق، نُشر فيديو على موقع “يوتيوب” تناقلته وسائل الإعلام، يظهر فيه عناصر من الجيش الحر وهم يأسرون عناصر من حزب الله خلال معارك حلب، التي تدور رحاها بعنف منذ أيام.

 

وفي هذا المقطع، تحدث جندي من الجيش الحر ببساطة وعفوية، مطلقاً على حسن نصر الله لقب “حسن زميرة”.

وبعد انتشار الفيديو، أصبح اسم “حسن زميرة” ماركة مسجلة لثوار حلب بعد دحرهم ميليشيات حزب الله وإيران من عدة مناطق في ريف المدينة، إذ اعتمد ناشطون سوريون هذا الاسم رسمياً لأمين عام حزب الله، لتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بالهاشتاج النشط #حسن_زميرة، وذلك تزامنا مع تقدم الثوار في ريف حلب.

 

ونشرت في الهاشتاغ عشرات الصور ومقاطع الفيديو، التي يظهر فيها من قال مغردون وناشطون إنهم “قتلى لحزب الله وعناصر للحرس الثوري الإيراني، وميليشيات شيعية أخرى من العراق واليمن وأفغانستان، سقطوا في معارك حلب، وتلك الدائرة في ريف درعا والقنيطرة جنوب سوريا”.

وانتشرت آلاف التغريدات على “تويتر” حول “حسن زميرة”، سواء من الناشطين السوريين أو من العرب المؤيدين للثورة السورية، رغم محلية المصطلح الذي قد يعسر غير السوريين أو اللبنانيين عن فهمه.

و”الزميرة” تعني في الوسط الشعبي تلك القطعة البلاستيكية التي يلهو بها الأطفال، ينفخون بها فتصدر صوتاً مزعجاً إلى حد كبير، أما المقصود بها في “الهاشتاغ الجديد”، فهو الشخص كثير الكلام وقليل الأفعال.

في هذا السياق كتب مغرد كويتي: “حلب تنتصر على بشار طبلة وحسن زميرة”، وغرّد أحد الناشطين الحلبيين قائلاً: “تزمير الميليشيات الشيعية اليوم وصل لما بعد بعد هيفا”، فيما كتب أحدهم قائلاً: “معك ليرة تسوى ليرة.. ما معك ليرة تسوى حسن زميرة”، فيما تساءل أحد المغردين: “هل بات بالإمكان لأكدع (أجدع) رجل أن “يزمر” بسيارته في الضاحية الجنوبية؟!”.

وكان مقاتلو المعارضة قد استعادوا الأربعاء السيطرة بشكل كامل على قرية رتيان شمال مدينة حلب، في حين عرض فصيل معارض أسرى من القوات النظامية وحلفائها، اعتقلوا إثر معارك قتل فيها عشرات من الطرفين.

 

وفشلت المعركة الأولى التي شنّها الجيش السوري وحلفاؤه في تحقيق هدفها المتمثل في إحكام «طوق حلب» وفك حصار قريتي نبل والزهراء الشيعيتين. كما انسحب من بلدة حردتنين.

ملف تدريب المعارضة السورية.. من«سي آي إيه» إلى البنتاغون

3 برامج لتدريب {المعتدلين} قد تشمل 60 ألف مقاتل

بيروت: ثائر عباس

كشفت مصادر سورية معارضة عن انتقال ملف تدريب المعارضة السورية المعتدلة من يد الاستخبارات المركزية الأميركية «سي أي إيه» إلى وزارة الدفاع «البنتاغون»، وقد ترجم ذلك بزيادة عدد القوى الخاضعة للتدريب، لكنه لن يشمل تقدما في نوعية التسليح، كما أكد مدير مركز «مسارت» السوري المعارض لؤي المقداد الموجود في واشنطن لـ«الشرق الأوسط».

 

وبرنامج التدريب الذي أطلقته الولايات المتحدة لعناصر المعارضة السورية المعتدلة من تركيا، على أن يستكمل في عدة دول أخرى مؤيدة للمعارضة السورية من بينها المملكة العربية السعودية وقطر والأردن، هو الثالث من نوعه، وهو البرنامج الثاني الذي تديره الولايات المتحدة لتدريب المعارضة السورية التي تصفها واشنطن بـ«المعتدلة». وكانت هناك مساعدة أميركية مالية تقدر بمليونين ونصف المليون دولار شهريا توزع على الجبهات القتالية الخمس بمعدل 500 ألف دولار لكل جبهة.

 

وكان البرنامج الأول بدأ لتدريب التشكيلات المعتدلة في المعارضة السورية حيث كانت كل دورة تضم من 60 إلى 70 مقاتلا، ينتقلون إلى الأردن أو قطر حيث يجري تدريبهم على الأسلحة الفردية، بالإضافة إلى تمارين رياضية لتقوية الأجسام ومحاضرات فكرية تتركز حول «أخلاقيات الحرب» والمواثيق الدولية والمعاهدات التي ترعى العمليات العسكرية.

 

وأوضح لؤي المقداد أن كلام اللواء سليم إدريس وزير الدفاع في حكومة الائتلاف عن 60 ألف مقاتل، ليس مقصودا به من سيتخرج من البرنامج الأميركي، بل هو عبارة عن برنامج ثالث أعده إدريس بالتعاون مع رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، يهدف إلى إعداد قوة مؤلفة من نحو 2000 مقاتل يكونون نواة الجيش المزمع تشكيله لمواجهة النظام والفصائل المتحالفة معه، وهو رقم قابل للتطوير ليصل إلى 60 ألف مقاتل في حال تأمنت المقومات اللازمة، مشيرا إلى أن وعودا قطعت من قبل الأميركيين بالمساعدة في هذا المجال المنفصل تماما عن مشروع التدريب القائم.

 

{الشرق الأوسط} تكشف تفاصيل دقيقة عن البرنامجين الأميركيين لدعم المعارضة السورية

نقل ملف التدريب إلى البنتاغون.. ومساعدة شهرية بمليونين ونصف المليون دولار توزع على الجبهات الخمس

بيروت: ثائر عباس

انطلق برنامج التدريب الأميركي لعناصر المعارضة السورية المعتدلة من تركيا، على أن يستكمل في عدة دول أخرى مؤيدة للمعارضة السورية.

 

إلا أن المعارضة السورية كشفت عن تحفظات كبيرة على البرنامج تتعلق بالإعداد وطبيعة البرنامج الذي سوف تعتمده هذه الفصائل، مشيرة إلى نقص كبير في هذا البرنامج الذي كشف معارض سوري بارز لـ«الشرق الأوسط»، أنه مشابه بالشكل لبرنامج آخر كانت الولايات المتحدة تشرف عليه.

 

البرنامج الحالي، هو البرنامج الثاني الذي تديره الولايات المتحدة لتدريب المعارضة السورية التي تصفها واشنطن بـ«المعتدلة». وكان البرنامج الأول بدأ قبل نحو سنة، بإدارة وكالة الاستخبارات المركزية، وهو ما جعل البرنامج الحالي الذي تديره وزارة الدفاع الأميركية موضع أمل للمعارضة، لأن الاستخبارات كانت عاجزة عن تدريب العدد الكافي من المقاتلين، فهي تعمل على تدريب محدود النطاق، خلافا لإمكانيات وزارة الدفاع التي تؤهلها لتدريب وتسليح عشرات الآلاف منهم. وكانت هناك مساعدة أميركية مالية تقدر بمليوني دولار ونصف المليون شهريا توزع على الجبهات القتالية الخمس بمعدل 500 ألف دولار لكل جبهة. وكان البرنامج الأول قد بدأ لتدريب التشكيلات المعتدلة في المعارضة السورية، وكانت كل دورة تضم من 60 إلى 70 مقاتلا، ينتقلون إلى الأردن أو قطر حيث يجري تدريبهم على الأسلحة الفردية، بالإضافة إلى تمارين رياضية لتقوية الأجسام ومحاضرات فكرية تتركز حول «أخلاقيات الحرب» والمواثيق الدولية والمعاهدات التي ترعى العمليات العسكرية. وكانت الدورة تدوم أسبوعين أو 3 أسابيع كحد أقصى يصار بعدها إلى اختيار شخصين أو 3 أشخاص من كل دورة من الذين تميزوا فيها لتدريبهم على الأسلحة المضادة للدروع.

 

ومن ثم، بعد أن تنتهي الدورة ينتقل المتخرجون إلى سوريا حيث تزودهم الاستخبارات الأميركية بأسلحة فردية لكل مقاتل، وشاحنة نقل كبيرة وسيارات نقل صغيرة مكشوفة من طراز تويوتا تحمل عليها الرشاشات المتوسطة من عياري 14.5 ملليمتر، و23 ملليمترا. كما يزودون بقاذف من نوع «ن 29» أو «ب 9». وتلتحق هذه المجموعات بالقتال بالطريقة التي تراها الفصائل التي تنضوي فيها مناسبة، أو بالجبهات التي ترى ضرورة العمل عليها، ويجري تذخيرها حسب احتياجات المعارك بإشراف الدول الداعمة. ولكن كانت هناك شكاوى مستمرة من النقص بهذا التذخير. وفي وقت لاحق، عندما تم تسليم المعارضة صواريخ «تاو» المضادة للدروع، بدأ التسليم للمقاتلين الذين تلقوا تدريبات في هذا الإطار.

 

لؤي المقداد، رئيس مركز «مسارات» المهتم بشؤون الثورة السورية والمجموعات المقاتلة، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه التدريبات كانت خفيفة، وتشمل فقط الأساسيات في القتال وكان من الممكن تنفيذها في أي مكان»، مشيرا إلى أن «مجموع ما تم تخريجه من المقاتلين خلال السنة الماضية يقدر بالمئات لا بالآلاف». وأوضح المقداد، الذي شارك في اجتماعات عدة عقدت في عواصم غربية لبحث موضوع التدريب، أن «ما كنا نسمعه في عواصم القرار أنه طالما أن البرنامج بيد الاستخبارات، فسيكون نوعيا لا كميا، أما الإنجاز الحقيقي فهو أن ينتقل هذا البرنامج ليصبح بيد وزارة الدفاع البنتاغون التي تستطيع تسليح جيوش لا مجموعات فقط». ويشير المقداد إلى أن «البرنامج القديم كان يتيح للثوار الزج بمقاتليهم المدربين في مواجهة النظام، ولم يكن هناك من تحفظات على ذلك، بل على العكس. واعترف بأن البرنامج الأول تخللته بعض المشكلات، وسببها خشية الجانب الأميركي أحيانا من انضمام هؤلاء المقاتلين إلى جهات لا يرضى عن سلوكها».

 

وبعد الهجمات التي نفذتها «جبهة النصرة» ضد تشكيلات الجيش الحر أواخر العام الماضي، سرعت الاستخبارات الأميركية وتيرة عمليات التدريب بحيث بدأت تشمل المئات وصلت مع أحد التشكيلات المقاتلة إلى 400 مقاتل دفعة واحدة، ما خلق نوعا من التفاؤل لدى المقاتلين.

 

ويستغرب المقداد، الموجود حاليا في الولايات المتحدة، كيفية تعاطي الإدارة الأميركية مع المقاتلين، الذين كانت تشترط في وقت سابق تدريبهم وتثقيفهم لشهور قبل تسليمهم السلاح، لكنها في عين العرب (كوباني) رمت الأسلحة بالمظلات لمقاتلين لم يسبق تدريبهم أو التأكد من توجهاتهم، وأشار إلى أن هذا الواقع خلق نوعا من التشكيك لدى مقاتلي «الحر» الذين يواجهون النظام منذ 4 سنوات لم ترها الاستخبارات كافية للوثوق بهم وتقديم أسلحة نوعية لهم.

 

وتابع المقداد القول إن «ما تسرب للمعارضة حتى الآن هو أن البرنامج سيشمل نحو 5 آلاف مقاتل سنويا»، كاشفا أن «المعلومات تقول بأن التسليح في المقابل لن يكون أكثر من التسليح الذي كان يؤمنه البرنامج الأول، وبنفس الآلية السابقة». وأردف: «إذا كان الرقم المعلن هو 5 آلاف في العام الحالي و5 آلاف آخرين في العام المقبل، فهذا رقم هزيل جدا لتشكيلات يفترض بها أن تقاتل (داعش)، بينما يتراوح عدد أفراد هذا التنظيم – وفق التقارير الأميركية – بين 20 ألفا إلى 30 ألف مقاتل؛ أي أننا نحتاج إلى 10 سنوات لتدريب ما تدربه (داعش) بسنة واحدة». وأشار إلى أنه لا يفهم الحرص على أن تكون الأرقام قليلة، بما يصب في مصلحة مشروع إطالة أمد الحرب.

 

أيضا أوضح المقداد أن «ما يتردد في واشنطن الآن هو أن هذه القوى سوف تعمل بعد انتهاء التدريب بالتنسيق مع غارات التحالف، في مهاجمة التنظيمات المتطرفة بمعنى إعطائها غطاء جويا بحيث تزداد فعالية مقاتليها على الأرض مقارنة بمثلهم من الأعداد التي تواجههم من المقاتلين». غير أنه أشار إلى أن «السؤال الأساسي هو من يحمي هؤلاء من غارات النظام الجوية؟». واستطرد أن «مجموعات من (الجيش الحر) كانت في وقت سابق تتجه إلى الرقة لمواجهة (داعش) عندما استهدفها طيران النظام، وهذه الواقعة تعلم بها الدول الأصدقاء للشعب السوري». ورأى المقداد أن هؤلاء المقاتلين الذين يواجهون التنظيمات المتشددة على الأرض السورية «لا يقاتلون نيابة عن الشعب السوري فقط، بل عن كوكب الأرض كله». واعتبر أن «إرسال هؤلاء من دون تأمين غطاء جوي لهم بمثابة انتحار». واقترح إقامة معسكرات تدريب داخل الأراضي السورية بحيث يمكن أن تزداد فاعلية التدريب إلى حد كبير ويرفع عدد المتدربين إلى أعداد كبيرة جدا تكون نواة الجيش السوري الجديد بعد سقوط النظام.

 

كذلك أشار المقداد إلى أنه «في حالات سابقة، عندما تم تسليم المقاتلين صواريخ «تاو» المضادة للدروع، كان التشكيل الذي يتسلم هذا السلاح مطالبا بتوثيق استخدامه لهذا السلاح، وكان هذا يحدث بكاميرتين أو 3 في بعض الأحيان. وفي حال كانت هناك مشكلة في الصاروخ أدت إلى تعذر إطلاقه كان يتم إعادة الصاروخ المعطل». وأوضح أن «هذا الترتيب أثبت جدواه»، متسائلا: «لماذا لا يعتمد مع المقاتلين عبر تزويدهم بأسلحة مضادة للطائرات وفق الصيغة نفسها، بما يساهم في تحييد طائرات النظام وحماية التشكيلات؟». ثم تابع أن حوادث سابقة أظهرت وجود تشكيلات من «الجيش الحر» في جنوب البلاد «أظهرت انضباطا لافتا في هذا المجال، وحسا عاليا بالمسؤولية، وهي مواقف تعلمها جيدا الدول الحليفة».

 

وحول ما نسب إلى اللواء سليم إدريس، وزير الدفاع في حكومة الائتلاف السوري، أوضح المقداد أن «كلام إدريس عن 60 ألف مقاتل، ليس مقصودا به من سيتخرج من البرنامج الأميركي، بل هو عبارة عن مشروع أعده إدريس بالتعاون مع رئيس الحكومة المؤقتة أحمد الطعمة، يهدف إلى إعداد قوة مؤلفة من نحو ألفي مقاتل يكونون نواة الجيش المنوي تشكيله لمواجهة النظام والفصائل المتحالفة معه، وهذا رقم قابل للتطوير ليصل إلى 60 ألف مقاتل في حال تأمنت المقومات اللازمة». وأضاف أن «وعودا قطعت من قبل الأميركيين بالمساعدة في هذا المجال المنفصل تماما عن مشروع التدريب القائم». وأوضح أن «إدريس عمل على إعادة تنظيم غرف العمليات العسكرية لتواجه القوى المناوئة للثورة سواء النظام أو (داعش)، وفقا لمكان وجودها، وأن العائق الأساسي في هذا المجال هو تأمين الموارد».

 

المعارضة تقصف اللاذقية ردا على استهداف دوما والغوطة الشرقية  

أعلن مجلس قيادة الثورة السورية استهداف مواقع لقوات النظام في اللاذقية على الساحل السوري، وذلك ردا على استهداف النظام السوري دوما والغوطة الشرقية بدمشق.

 

وبث المجلس صورا تظهر وحدة صواريخ تابعة له وهي توجه ضربات براجمات الصواريخ لمواقع قوات النظام في اللاذقية، وتظهر الصور عملية الإعداد والتحضير للعملية ثم إطلاق الصواريخ.

 

وقال مسلحو المعارضة إن القصف جاء ردا على هجمات النظام السوري على مناطق دوما والغوطة الشرقية، وردا على “الاحتلال الإيراني” لسوريا.

 

يذكر أن مجلس قيادة الثورة كان قد تشكل قبل نحو ستة أشهر، وضم أبرز الفصائل العسكرية المقاتلة على الأرض وعددا من الشخصيات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني.

 

من جانب آخر، أعلنت المعارضة السورية استعادة مناطق إستراتيجية كان سيطر عليها النظام السوري في عمليته العسكرية التي أطلقها شمال حلب.

 

وقالت غرفة عمليات تحرير حلب التابعة للمعارضة السورية المسلحة إن مقاتليها سيطروا على منطقة جمعية الملاح في ريف حلب الشمالي. وجاء في بيان الغرفة أن أكثر من مائة من جنود جيش النظام السوري قتلوا في المعارك التي دارت هناك خلال الساعات الماضية.

 

كما أشارت المعارضة السورية إلى أن قوات النظام انسحبت من بلدة باشكوي (شمال مدينة حلب)، إثر تعرض مواقعها لقصف عنيف.

 

وبحسب ناشطين، فإن تقدم مسلحي المعارضة يشكل ضربة قوية لقوات النظام التي كانت تحاول من خلال السيطرة على القرية قطع طريق الإمداد الوحيد بين حلب وريفها، كما أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بحندرات باتت في مرمى نيران فصائل المعارضة التي أنشأت سواتر ترابية على تخوم القرية.

 

ويحاول النظام منذ أشهر تطويق مدينة حلب، وفك حصار فصائل المعارضة على بلدتي نبل والزهراء المواليتين له.

 

القتال في سوريا والنقاهة بالسويد  

جورج حوراني-ستوكهولم

تشهد السويد موجة واسعة من الاستياء في أوساط المجتمع بعد إعلان شاب عائد من سوريا تصميمه على الذهاب مجددا للقتال إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وأحدثت اعترافات الشاب آدم أمام عدسات الكاميرا صدمة لدى الرأي العام، حيث تناقلتها أغلبية وسائل الإعلام السويدية طوال اليومين الماضيين، في ظل حالة من التأهب القصوى تفرضها أجهزة الشرطة السويدية في أنحاء البلاد بعد اعتداءات كوبنهاغن الأخيرة.

 

وتحدث الشاب العشريني -المولود بمدينة غوتنبيرغ لعائلة مسلمة- في القناة الأولى السويدية عن ظروف التحاقه بتنظيم الدولة في سوريا.

 

وقال وهو مغطى الرأس دون إبراز ملامح وجهه إن “الإسلام يعني لي كل شيء، وإني مستعد للشهادة في سبيل الله”، نافيا أن تكون لديه أي نية للقيام باعتداءات على الأراضي السويدية.

 

غير أن آدم حذر من تداعيات إقدام السويد على المشاركة في الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.

 

وفاجأ آدم -الذي كان حلمه أن يصبح ذات يوم طبيب أسنان- الجمهور بالكشف عن عزمه العودة في القريب العاجل للقتال بعد قضاء فترة نقاهة أمضاها بمنزله إثر إصابات بليغة كان تعرض لها مؤخرا.

 

وردا على سؤال عن الدافع وراء تركه حياته الهادئة للانضمام إلى تنظيم الدولة، أجاب أنه لم يستطع الاكتفاء بالتفرج بعدما شاهد مقاطع فيديو على اليوتيوب تظهر فظاعة ذبح الأطفال وقصف المناطق السكنية في سوريا.

 

قتال وأمان

وأشار إلى أنه شعر بنوع من الأمان على الرغم من عدم تلقيه التدريبات الكافية على أساليب القتال واستخدام الأسلحة.

 

وأردف قائلا “إنني أفعل الشي الصحيح، شعرت بقربي من الله وهذا ما كان يعطينا دافعا حقيقا للاستمرار وعدم الخوف”.

 

وعرضت الحلقة -التي حملت عنوان “شهادة “وحظيت بنسبة مشاهدة عالية- مقاطع ظهر فيها عمر الشيشاني وهو من أبرز قادة تنظيم الدولة يتحلق حوله العديد من الجهاديين الأجانب بينهم آدم.

 

وكان آدم قد غادر السويد عام ٢٠١٢ برفقة أربعة آخرين إلى سوريا عبر الحدود التركية، واستقروا في البداية بمدينة حماة ثم ما لبثوا أن انتقلوا للمشاركة في المعارك الدائرة بـحلب.

 

وكانت الشرطة السويدية أعلنت بعد أحداث كوبنهاغن الأخيرة عن دراستها إمكانية رفع مستوى التهديد الإرهابي في البلاد من الدرجة الثالثة إلى الرابعة.

 

وأكدت آن ليندة مساعدة وزير الداخلية السويدي أن الحكومة ستفعل ما بوسعها للحفاظ على الأمن والسلام في المجتمع.

 

إجراءات احترازية

وقالت في تصريح للجزيرة نت إن السلطات الأمنية بدأت تطبيق سلة إجراءات احترازية، منها رفع أعداد الشرطة في الأماكن التي قد تكون عرضة لهجوم إرهابي.

 

واعتبرت أن السويد لا يزال بلدا آمنا، ولكن “لا يجب أن تغيب عن بالنا محاولة التفجير الانتحاري الفاشلة وسط العاصمة ستوكهولم”.

 

وأضافت أن “السويد لا يختلف كثيرا عن بلدان كبلجيكا والنرويج وفرنسا التي كانت عرضة في السابق لهجمات إرهابية”.

 

بدوره، أوضح جهاز الاستخبارات السويدي أن التعامل مع قضية الجهاديين العائدين قد يفرض على الشرطة بذل جهود إضافية للحد من المخاطر الأمنية التي تواجه البلاد حاليا.

 

وفي تصريح للجزيرة نت، قال الناطق الرسمي للجهاز فريدريك ميلدر إن هذه الإجراءات لا تشمل سحب الجنسية السويدية من المقاتلين العائدين ولا حتى منعهم من السفر، وذلك وفق القانون المعمول به حاليا.

 

بيد أنه أشار إلى أن ضلوع هؤلاء في نزاعات مسلحة في بلدان أخرى يعرضهم قانونيا لمواجهة عقوبات جرائم الحرب والإرهاب.

 

ويبلغ عدد الجهاديين الذين يحملون الجنسية السويدية بحسب جهاز الاستخبارات ما يقارب ١٣٠ جهاديا سافروا لسوريا والعراق، وعاد منهم نحو أربعين، فيما لقي ثلاثون حتفهم أثناء مشاركتهم في القتال.

 

المعارضة السورية تستعيد مناطق في حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر للمعارضة السورية، مساء الجمعة، أن مسلحي المعارضة تمكنوا من استعادة مجمل المناطق التي تقدمت إليها القوات الحكومية في هجوم شنته الثلاثاء الماضي.

 

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحي المعارضة حققوا تقدما إضافيا في شمال حلب، وتمكنوا من استعادة مناطق كانت القوات الحكومية سيطرت عليها قبل أشهر.

 

وسيطرت فصائل المعارضة على منطقة عرب سلوم شرقي الملاح، فيما قصفت القوات الحكومية بالصواريخ المنطقة التي تقع في ريف حلب الشمالي، وسيطرت أيضا على قرية حردتين في ريف حلب.

 

وقتل شخصان وأصيب آخرون في مدينة حريتان بريف حلب الشمالي من جراء قصف القوات الحكومية المدينة بصاروخ “أرض- أرض”، فيما سقط عدد من الجرحى في حي الحمدانية في مدينة حلب بعد سقوط 3 قذائف هاون.

 

ودارت اشتباكات بين مسلحو المعارضة والقوات الحكومية في قرية باشكوي والدوير في ريف حلب الشمالي وفي حي سليمان الحلبي وميحط ثكنة هنانو بمدينة حلب.

 

وفي اللاذقية، شن مسلحو المعارضة هجوما بصاروخي غراد على مقرات أمنية وعسكرية للقوات الحكومية في مدينة اللاذقية، فيما أطلقوا أيضا 7 صواريخ غراد على معاقل القوات الحكومية في بلدة مشقيتا بريف اللاذقية.

 

من جانبها، منعت القيادة العسكرية الموحدة للمعارضة في الغوطة الشرقية تشكيل أي فصيل عسكري أو تنظيم في الغوطة الشرقية زيادة عن الفصائل المعتمدة في القيادة الموحدة.

 

المرصد السوري: “مجزرة جديدة” لنظام الأسد في حلب.. إعدام 48 من 6 عائلات بينهم 10 أطفال

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- اتهمت مصادر في المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد، بارتكاب “مجزرة جديدة” راح ضحيتها عشرات السوريين، بينهم عدد من الأطفال والنساء، في إحدى البلدات بمحافظة حلب، شمالي سوريا، في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إنه تمكن من توثيق “مجزرة” ارتكبتها قوات النظام، مدعمة بمقاتلين من جنسيات سورية ولبنانية وإيرانية وأفغانية، لدى اقتحامها بلدة “رتيان” في ريف حلب الشمالي، الثلاثاء الماضي، ولفت إلى أن عملية الاقتحام جرت برفقة “مخبرين” من أبناء البلدة.

 

ولفت المرصد الحقوقي، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية السبت، إلى أنه “جرى إعدام 48 مواطناً سورياً، هم 13 عنصراً من الفصائل المقاتلة والإسلامية، بينهم ممرض وطباخ، وعائلاتهم، الذين ينتمون إلى 6 عائلات، ومن ضمنهم 10 أطفال و5 مواطنات.”

 

وأضاف البيان أنه “تم إعدام بعضهم داخل بيوتهم، دون أية مقاومة، وأحدهم أطلق فقط رصاصتين على القوات المقتحمة ليذود عن أهله، فأعدموه مع أفراد أسرته، وآخر تم إطلاق النار عليه مع عائلته، لدى محاولته الفرار من البلدة بسيارة.”

 

كما أشار المرصد، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، إلى أنه تلقى معلومات مؤخراً، عن قيام قوات النظام، والمسلحين الموالين لها، بتنفيذ “إعدامات جماعية” بحق مسلحين من الفصائل المقاتلة وعائلاتهم، في قرية “حردنتين” بمحافظة حلب، دون مزيد من التفاصيل.

 

وتابع المرصد الحقوقي أنه يحمِّل مجلس الأمن “المسؤولية الأخلاقية عن استمرار ارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب السوري، خلال الأعوام الأربعة الفائتة”، مجدداً دعوته إلى إحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبت في سوريا، إلى المحكمة الجنائية الدولية.

 

هكذا “يسلب” ويصنع “داعش” أمواله ويثري خزائنه

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- يتفق كثيرون على “بشاعة ووحشية” الاستراتيجية المتبعة قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش”، في التعامل مع “أعدائه”، في حين يجمع خبراء اقتصاديون على الأساليب “المتطورة للغاية” التي يتبعها لجمع الأموال و”تمويل عملياته”، خاصة لجهة كونه تنظيماً إرهابياً حديث النشأة.

 

ويسيطر “داعش” على مناطق بالعراق وسوريا أعلن إقامة دولة إسلامية فيها، العام الماضي، ويعمل تحالف دولي، بقيادة الولايات المتحدة، على تحجيم التنظيم المتطرف ودحره عن مناطق سيطرته.

 

وفيما يلي نظرة خاطفة على الكيفية التي يحقق ويسلب بها “داعش” لإثراء خزائنه:

 

إنتاج النفط والتهريب

 

تصل مبيعاته اليومية من النفط إلى ما بين 1 و 2 مليون دولار، معظهمها من مصافي وحقول نفطية يسيطر عليها في شمالي العراق وسوريا، طبقا لمصادر.. ويجري تهريب النفط عن طريق جنوب تركيا, وتعمل ضربات التحالف الدولي الجوية على تجفيف منابع تمويل التنظيم الذي يعمل لتأسيس “مثلث سني”، مكتفيا ذاتيا، غرب وشمال العراق.

 

الفدى

 

عام 2012، قدرت وزارة الخزانة الامريكية أجمالي العائدات الفدى التي حققها تنظيم القاعدة، وحلفاءه، خلال السنوات الـثمانية الماضية، من عمليات اختطاف رهائن، بمبلغ 120 مليون دولار، كما قدرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تحقيق استقصائي في عام 2014، جمع التنظيم، والحركات المتعاطفة معه، مبلغ 125 مليون دولار، من بينها 66 مليون في 2013.

 

ورغم نفي المسؤولين الرسميين التفاوض مع تنظيمات إرهابية، إلا أن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك، فقد أجرت الحكومة الفرنسية مفاوضات مع مليشيات مسلحة لتحرير عدد من مواطنيها، كما نقلت تقارير متداولة.. وتقف أمريكا على الطرف النقيض، إلا أن الإعدامات التي نفذها “داعش” مؤخرا بحق رهائن أمريكيين وغربيين، أعاد للواجهة الجدل الدائر إذا ما كان يتوجب على أمريكا القيام بذلك ام لا.

 

سلب ونهب الآثار والقطع الأثرية والاتجار بها

 

يسمح “داعش” لسكان المناطق التنقيب عن الأثار طالما يفرض نسبة من القيمة الفعلية للقطع الثمينة التي يُعثر عليها، طبقا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في سبتمبر/أيلول الفائت.

 

الضرائب و “الإتاوات”

 

يعمل التنظيم لتأسيس كيانات إدارية ومدنية في مناطق شاسعة بالعراق وسوريا خاضعة تحت سيطرته في محاولة لإضفاء “شرعية” لدولة الخلافة التي أعلنها، ويفرض ضرائب مقابل خدمات يوفرها، ورسوم عبور بين نقاط التفتيش.

 

السرقة

 

قدرت شركة “ستراتفور” للاستخبارات الدولية سرقة “داعش” نحو 500 مليون دولار عن طريق نهب عدة مصارف بمدينة الموصل العراقية، ولم يتم مطلقا التأكيد رسميا على أرقام المبلغ المسروق.. وفي سوريا انتزع “داعش” منشآت نفطية من سيطرة “جبهة النصرة.”

 

سرقة الأعضاء البشرية وبيعها

 

أثار سفير العراق لدى الأمم المتحدة، محمد الحكيم، الأسبوع الماضي احتمالات سرقة “داعش” لأعضاء ضحاياه من المدنيين وبيعها، بعد العثور على جثث ممزقة وبعض “أعضائها” مفقودة.”

 

السيطرة على المحاصيل

 

قال معاذ مصطفى، الرئيس التنفيذي لمنظمة “قوة مهام الطوارئ السورية” مقرها واشنطن، إن داعش بسيطرته على مدينة “الرقة” – عاصمة دولة الخلافة المزعومة – فقد سيطر على “سلة غذاء” مضيفا: “لديهم القطن والقمح.”

 

اقتصاد منفصل

 

أعلن “داعش” العام الماضي إقامة “وزارة خزانة” لإرساء نظام مالي لـ”دولة الخلافة” وصك عملات ذهبية وفضية لم يتضح بعد إذا ستكون لها أي قيمة فعلية في خطوة وصف الهدف منها إزاحة المسلمين من “نظام اقتصادي عالمي يقوم على الربا الشيطاني.”

 

الأمم المتحدة تتجه لنشر قائمة “مجرمي الحرب” في سوريا ودمشق ترد: محاولة لـ”شيطنة” نظام الأسد

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- في وقت أكدت فيه وقوع جرائم حرب على نطاق واسع في سوريا، كشفت لجنة التحقيق الدولية عن اعتزامها نشر قائمة بأسماء الأشخاص الذين يُشتبه بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، خلال الحرب الأهلية التي تشهدها الدولة العربية.

 

وقال عضو لجنة التحقيق المستقلة، التابعة للأمم المتحدة، فيتيت مونتاربورن، إنه تم بالفعل إعداد أربع قوائم، تم الإبقاء على سريتها نظراً لأن الاتهامات الواردة بها يجب أن تتم عبر إجراءات محددة، لافتاً إلى أنه يجري العمل على إعداد قائمة خامسة، تتضمن كل ما جاء في القوائم السابقة.

 

يتزامن تأكيد اللجنة اعتزامها إعلان قائمة بـ”مجرمي الحرب” في سوريا، مع الكشف عن تقريرها التاسع حول الوضع في الدولة العربية، إلى مجلس الأمن، حول انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، منذ بدء “الانتفاضة” ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، قبل أربع سنوات.

 

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع أعضاء اللجنة، قال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، مارك لايل غرانت: “إنها المرة الخامسة التي تحيط بها اللجنة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا، وإنها للمرة الخامسة تتحدث عن نطاق مروع من الانتهاكات والاعتداءات ضد المدنيين الأبرياء.”

 

وأضاف: “لقد سمعنا اليوم أن جيش الحكومة يتبع نمطاً متميزاً.. يعزلون المناطق المدنية عن الغذاء والإمدادات الطبية، وفي بعض الأحيان عن الكهرباء، فيما يٌكثف القصف الجوي.. بعدها فيما يحاول الجرحى ترك المكان، يتم اعتقالهم، كما هو حال الذي يحاولون تهريب الغذاء والدواء، الذي تمس الحاجة إليه.”

 

وبينما ذكر المندوب البريطاني أن الانتهاكات يجري ارتكابها من قبل “جميع الأطراف”، فقد شدد على قوله إنه “من الواضح أن النظام اقترف معظمها، ويتحمل المسؤولية المطلقة عن حماية مواطنيه”، وهو الأمر نفسه الذي أكده رئيس اللجنة، سيرجيو بينيرو، وفق ما جاء في التقرير.

 

وقال بينيرو إن “الأفعال المروعة لا ترتكب فقط من قبل الجماعتين الإرهابيتين”، في إشارة إلى تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، وأضاف: “من الضروري عدم نسيان انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها القوات الحكومية، والأطراف الأخرى من غير الدول، التي مازالت موجودة في الصراع.”

 

ورداً على سؤال حول إمكانية الكشف عن لائحة مرتكبي الانتهاكات، وإن كانت هناك ضرورة لإذن رسمي من مجلس حقوق الإنسان، أوضح بينيرو: “لسنا بحاجة لإذن من مجلس حقوق الإنسان، أو أية هيئة أخرى لنشر الأسماء، إنما وجهة نظرنا هي التي تحدد ذلك.”

 

ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها إلى مجلس الأمن في 17 مارس/ آذار المقبل، خلال الدورة المقبلة للمجلس، وفي هذا الصدد قال بينيرو: “الذي تشاركنا به مع مجلس الأمن هو ما هي الظروف التي يكون بها الكشف عن هذه الأسماء مفيداً.. لأننا لا نعتقد أن الكشف عن الأسماء دون أية متابعة، أمر بناء.”

 

من جانبه، جدد مندوب سوريا لدى المنظمة الأممية، بشار الجعفري، انتقاداته للجنة التحقيق المستقلة، معتبراً أنها “ليست له مصداقية”، واعتبر أن تقريرها “يهدف إلى شيطنة الحكومة السورية وتقويض مصداقيتها أمام الرأي العام العالمي، من خلال تقديم صورة مزيفة للواقع، وأرقام مزورة ومعلومات مضللة”، على حد قوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى