أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 22 آب 2015

قصف في الجولان لاختبار قواعد الاشتباك

لندن، القدس المحتلة – «الحياة»، أ ف ب

قصف القوات الإسرائيلية امس مواقع للنظام السوري وأنصاره في القنيطرة في الجولان اثر وقوع صواريخ على شمال اسرائيل اطلقت من الجانب السوري مساء أول من امس، في تصعيد للتوتر هو الأشد منذ حرب تشرين الأول (اكتوبر) العام 1973. واعتبر مراقبون التصعيد بمثابة اختبار قواعد جديدة للاشتباك بين اسرائيل من جهة والنظام السوري ومناصريه من جهة اخرى. واستمرت المعارك بين قوات النظام و «حزب الله» من جهة وعناصر المعارضة في اطراف دمشق من جهة اخرى.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انه «ارتفع إلى 7 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين الذين قضوا نتيجة الضربات الإسرائيلية التي استهدفت خلال أقل من 24 ساعة مواقع عدة في ريف القنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي»، مضيفاً ان القتلى «ضابط وعنصر من قوات النظام و5 عناصر من قوات الدفاع الوطني الموالية».

وتصاعد التوتر الحالي بين اسرائيل وسورية ولبنان مع سقوط اربعة صواريخ على الشطر المحتل من هضبة الجولان السورية ومنطقة الجليل المحاذية، من دون ان تسفر عن اي اصابات. وهذه المرة الأولى منذ فترة طويلة، منذ حرب تشرين في العام 1973، التي تسقط فيها صواريخ اطلقت من سورية في الجليل الأعلى. ولم يتبنّ اي طرف اطلاق الصواريخ من الجهة السورية، الا انه بنظر اسرائيل لا شك في ان ايران توسع نفوذها في هضبة الجولان ايضاً بعد جنوب لبنان عن طريق «حزب الله» و «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية.

وردت اسرائيل على الصواريخ عبر سلاح المدفعية والغارات الجوية مساء الخميس ضد مواقع للجيش النظامي السوري وأنصاره في الجولان. ووفق الجيش الإسرائيلي تم استهداف 14 موقعاً. وأسفرت احدى الغارات عن سقوط ضحايا، اذ نقلت الوكالة السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري القول: «قام الطيران الإسرائيلي المعادي في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء (الخميس) باستهداف احد المواقع العسكرية في اتجاه القنيطرة»، مشيراً الى «ارتقاء شهيد وإصابة سبعة عناصر نتيجة العدوان».

ووفق مصدر عسكري اسرائيلي، فإن الغارة التي وقعت على بعد 15 كيلومتراً عن الخط الفاصل في هضبة الجولان «استهدفت وقتلت المجموعة المسؤولة عن اطلاق صواريخ» الخميس من الجانب السوري سقطت في الجليل وفي الشطر المحتل من هضبة الجولان السورية. وأشار المصدر الى مقتل اربعة او خمسة «عناصر من حركة الجهاد الإسلامي في سورية». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحشون في بيان: «لدينا معلومات ذات صدقية تشير الى ان هجوم (الخميس) شنته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية كما تم تسهيله وقيادته من قبل الإيراني سفيد أزدي، قائد الوحدة الفلسطينية في فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني.

ونفت «الجهاد الإسلامي» في بيان مسؤوليتها، وقال مسؤول المكتب الإعلامي للحركة داوود شهاب ان «هذه محاولة مفضوحة وغير بريئة من قبل الاحتلال لصرف الأنظار والتعمية على قضية محمد علان»، الأسير الفلسطيني الذي انهى الخميس اضراباً عن الطعام طال شهرين احتجاجاً على اعتقاله الإداري.

وضربت اسرائيل في السنتين الأخيرتين مرات عدة مواقع للنظام السوري. وفي 18 كانون الثاني (يناير) الماضي، قتلت غارة اسرائيلية ستة عناصر من «حزب الله» بينهم نجل القيادي عماد مغنية اضافة الى ضابط في الحرس الثوري الإيراني. ورد «حزب الله» بعد أيام بهجوم محدود في منطقة مزارع شبعا في هجوم اسفر عن مقتل جنديين اسرائيليين. وفي 28 كانون الثاني اعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات على مواقع للجيش السوري بعد اطلاق صواريخ من الجولان، فيما افاد «المرصد» في 29 تموز (يوليو) الماضي بأن الطيران الإسرائيلي «قتل عنصرين من حزب الله وثلاثة مقاتلين موالين للنظام في محافظة القنيطرة بالجولان».

ويسيطر عناصر من المعارضة السورية على محافظة القنيطرة التي يقع الجزء الأكبر منها في هضبة الجولان، لكن قوات النظام لا تزال تسيطر على مجموعة محدودة من القرى والبلدات.

الى ذلك، قال «المرصد السوري» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط إدارة المركبات قرب مدينة حرستا في الغوطة الشرقية»، إضافة إلى استمرار المعارك «بين حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) وجيش التحرير الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى في مدينة الزبداني، وسط تقدم لحزب الله اللبناني والفرقة الرابعة في المدينة، بينما قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس مناطق في أطراف بلدة المقيليبة في ريف دمشق الغربي».

 

أوباما يهدد إيران بـ «رد حازم»

واشنطن – أ ف ب

كرر الرئيس باراك اوباما الذي يحاول اقناع المترددين في الكونغرس بإيجابيات الاتفاق النووي مع ايران، انه سيرد بحزم اذا لم تف طهران بالتزاماتها. (للمزيد).

وقال في رسالة وجهها الى النائب الديموقراطي جيرولد نادلر «لدينا هامش واسع من الردود الأحادية والمتعددة اذا لم تف طهران بالتزاماتها».

وفي الرسالة التي نشرها البيت الأبيض، كرر اوباما اقتناعه بأن اتفاق فيينا «جيد جداً للولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة بمجملها».

وجدد التاكيد ان كل الخيارات تبقى مطروحة وقال ان «كل الخيارات التي تملكها الولايات المتحدة، بما فيها الخيار العسكري، تبقى متوافرة خلال فترة (تنفيذ) الاتفاق وما بعدها».

 

ايران: سياسة أميركا الخارجية «أسيرة التنافس الحزبي»

طهران – أ ف ب

أفادت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان اليوم (السبت)، أن السياسة الخارجية الأميركية باتت «أسيرة التنافس الحزبي» في الحملة للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، في رد على تصريحات للرئيس باراك أوباما حول الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى.

وكان أوباما أكد في رسالة في 19 آب (أغسطس) الجاري، وجهها إلى النائب الديموقراطي جيرولد نادلر، أنه «سيرد بحزم، بما في ذلك عسكرياً، إذا لم تنفذ طهران تعهداتها التي قطعتها في إطار الاتفاق».

وقالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم في بيان أن «ذلك يشكل مؤشراً على شكوك تساور المسؤولن الأميركيين وتخبطهم الشديد في تفضيل مصالحهم الوطنة»، مضيفة أن السياسة الخارجية الأميركية «باتت أسيرة التنافس السياسي والحزبي داخل الولايات المتحدة»، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.

وكتب أوباما في رسالته «لدينا هامش واسع من الردود الأحادية والمتعددة الأطرف إذا لم تف طهران بالتزاماتها»، مؤكداً أن «كل الخيارات التي تملكها الولايات المتحدة، بما فيها الخيار العسكري، تبقى متوافرة خلال فترة (تنفيذ) الاتفاق وما بعدها».

ونشرت الرسالة بينما يحتدم الجدل بين مؤيدي الاتفاق ومعارضيه مع اقتراب موعد تصويت الكونغرس في أيلول (سبتمبر) المقبل.

 

مقتل الرجل الثاني في «داعش» في غارة أميركية على الموصل

ماساتشوستس (الولايات المتحدة) – رويترز

أكد البيت الأبيض اليوم (الجمعة) مقتل الرجل الثاني في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) فاضل أحمد الحيالي في غارة جوية أميركية قرب الموصل في العراق الثلثاء الماضي.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض نيد برايس في بيان، ان “فاضل أحمد الحيالي، المعروف أيضاً باسم حاجي معتز، قتل في غارة جوية أميركية يوم 18 آب (أغسطس) لدى تحركه في سيارة قرب الموصل، إلى جانب المسؤول الإعلامي للتنظيم أبو عبد الله”.

وأضاف أن “مقتل الحيالي سيؤثر سلباً على عمليات داعش، خصوصاً أن نفوذه يمتد لتمويل التنظيم والإعلام والعمليات والدعم اللوجيستي”.

 

تصاعد التوتر على جبهة الجولان وموسكو في انتظار دو ميستورا

جنيف – موسى عاصي

تصاعد التوتر على الحدود السورية – الاسرائيلية أمس مع شن اسرائيل غارات على مواقع في القنيطرة تسببت بمقتل خمسة أشخاص قالت اسرائيل إنهم افراد خلية في حركة “الجهاد الاسلامي” في سوريا مسؤولين عن اطلاق صواريخ على الجليل الاعلى والجزء المحتل من الجولان الخميس، فيما جددت الحركة نفيها المسؤولية عن اطلاق الصواريخ.

ومع التوتر المستجد على جبهة الجولان، يراوح المسعى الروسي للدفع في اتجاه حلٍ سياسي للأزمة السورية على أساس المبادرة الاممية في مكانه . وتجد الديبلوماسية الروسية التي تعمل خلية نحل في جنيف من أجل التحضير للاستحقاقات المتعددة المنتظرة في أيلول المقبل صعوبة في ترجمة هذه الجهود في أجندة واضحة المعالم . وعلم أن الصورة قد تتضح منتصف الأسبوع المقبل، مع عودة المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دو ميستورا الى جنيف، ومحاولة اطلاق ورشة التحضير الجدية لمجموعات العمل المقرر تشكيلها بموجب المبادرة الاممية.

لكن المواقف التي أمكن رصدها لا توحي حتى الآن بأن الأمور باتت في مسارها الصحيح. فعلى مستوى تشكيل اللجان، والتي من المقرر أن تنطلق أعمالها خلال الاسبوعين الاولين من ايلول ولفترة تراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، لم يتلق الفريق الاممي في جنيف أي ردٍ واضح لا من الحكومة السورية ولا من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في شأن المشاركة أو عدمها. وتنتظر دمشق للمضي في تسمية ممثليها الى هذه اللجان، أن “يقدم المبعوث الدولي شرحا مفصلا لمهمات هذه اللجان وطبيعتها وخصوصا هوية المشاركين فيها من أطياف المعارضة السورية”. وتأخذ دمشق على دو ميستورا “ضبابية الاقتراح الذي قدمه في مجلس الأمن وعدم اعطاء البند المتعلق بمحاربة الارهاب أولوية في مهمات اللجان”.

وفي المقابل، ينتظر الائتلاف السوري المزيد من التفاصيل عن هوية وعدد المشاركين على مستوى أطياف المعارضة الأخرى، خصوصا أنه يشعر بأن توسيع مروحة المشاركة للمعارضة لا يتماشى مع اصراره على اعتبار نفسه ممثلاً حصريا للشعب السوري. ويرى بعض أطراف الائتلاف كرئيس اللجنة القانونية فيه هيثم المالح أن توسيع مروحة المشاركين من المعارضة هو “تشتيت لها”.

وأوضح عضو الائتلاف أحمد رمضان لـ”النهار” أن ليست هناك أي تفاصيل عن اللجان بعد، وأن الهيئة السياسية تدرس موضوع المشاركة في هذه اللجان و”لم تتخذ حتى الآن أي قرار”. وعن نية موسكو عقد لقاء موسع لأطياف المعارضة السورية من أجل العمل على التوصل الى رؤية موحدة في مفاوضات محتملة مع النظام، قال رمضان إن الائتلاف لم يتلق أي دعوة لحضور اجتماع للمعارضة و”سبق لنا أن أبلغنا الجانب الروسي أن أي مسعى يجب أن يستند الى اعلان جنيف 1 ومخرجات مؤتمر جنيف 2 وأن يقود الى تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات بالاستناد الى مرجعية قرارات مجلس الأمن”، مؤكدا أن الائتلاف سيقرر موقفه من أي دعوة يتلقاها “بناء على مضمونها وأهدافها والجهات المشاركة فيها”.

وعلمت “النهار” من أوساط متابعة لتحركات المبعوث الاممي، أن دو ميستورا يعمل حالياً على ترجمة الاقتراح الذي قدمه عن تشكيل اللجان بشكل عملي وواضح وكل التفاصيل عن مهمات هذه اللجان وحجمها وأعداد المشاركين فيها وصلاحياتها، ومن المتوقع أن يقدم الاقتراح الاسبوع المقبل الى الجهات المتعددة.

 

لجنة موسكو ولافروف

في هذه الأثناء، يعقد ممثلون للمعارضة السورية في الداخل والخارج، الذين شاركوا في منتديي موسكو 1 و2، وهم أمين حزب الارادة الشعبية القيادي في جبهة التحرير والتغيير قدري جميل، حسن عبد العظيم، محمد حبش، خالد عيسى ونمرود سليمان، لقاء في 31 تموز الجاري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو.

وقال جميل لـ”النهار” إن هدف الاجتماع هو البحث في الخطوات التي تؤدي الى انعقاد “جنيف 3 على أساس وثيقة جنيف 1” للحل في سوريا.

 

«داعش» في شرق سوريا: العين على الموصل!

وسام عبد الله

تعتبر مدينة الحسكة السورية الورقة الأساسية في المرحلة الحالية لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في معاركه للتمدد في الشرق السوري، وبشكل أوسع للداخل العراقي.

وعمل تنظيم «داعش» على فرض طوق جغرافي على الحسكة، حيث أحكم الحصار على المدينة وأغلق كل منافذها البرية من جهة دير الزور والشدادي والرقة، ولم يبقَ لها سوى مطار القامشلي، ليكون شريانها الأخير اقتصادياً ودوائياً وعسكرياً.

ومع تتابع المعارك في محيطها وانهيار «داعش» في ريفها بشكل كامل، وبالأخص في ريف القامشلي والشريط الحدودي مع العراق، وفي ريف رأس العين وتل تمر وصولاً لتل أبيض وريف الرقة، انحسر تواجد التنظيم في عدة مناطق، أهمها بلدة الهول الحدودية التي يقابلها جبل سنجار في العراق، ومدينة الشدادي التابعة إدارياً للحسكة والتي تعتبر نقطة أساسية لـ «داعش» في المنطقة الشرقية عامة.

ويوضح مصدر مطلع لـ «السفير» التطورات الميدانية الأخيرة التي مرت بها المدينة ومحيطها، قائلاً:

«حاول التنظيم خلال الأشهر الماضية السيطرة على مدينة الحسكة ليعيد الهيبة ويحقق نصراً ولو إعلامياً، وخاصة بعد حالة التشتت بين عناصره ومناصريه في دير الزور والشدادي، فقام بعمليات عسكرية متتابعة متفاوتة القوة على محيط الحسكة، كان أشدها خلال الشهر الماضي حيث سيطر على مداخلها الجنوبية والغربية وعلى أحياء مهمة فيها».

وأضاف المصدر «لم تدم السيطرة، فقد خسر التنظيم المعركة بشكل غير متوقع بالنسبة لقادة التنظيم، فكانت ردة الفعل هي إعدام المئات من مقاتليه بحجة الخيانة والانسحاب من مواقعهم، والفتك بهم في مدينة الشدادي، وخاصة العناصر السابقة في الجيش الحر بتهمة الردة والتعاون مع النظام أو الوحدات الكردية، كما منع التلفاز والإنترنت وضيَّق بشدة على أهالي الشدادي».

مع الخسائر المتتالية، قرر التنظيم فتح جبهات جانبية لتشتيت القوات المتواجدة في الحسكة، من الجيش السوري ووحدات الحماية الكردية. وأشار المصدر إلى مفاجأة لم يتوقعها المخططون العسكريون في «داعش»، موضحاً «حصلت عملية تنسيق بين الجيش السوري ووحدات الحماية الكردية والفصائل التي تقاتل معها، حيث انسحب الجيش السوري إلى داخل المدينة لتقوم الوحدات بإنشاء طوق امني في محيط الحسكة الجنوبي والغربي وتعيد السيطرة على الأحياء التي أخذها التنظيم في وقت سابق».

وقام التنظيم المتشدد بعمليات كر وفر خلال الأيام القليلة الماضية، حيث هاجم تل براك على الحدود العراقية وجبل عبد العزيز في الجهة الثانية لإجبار الوحدات الكردية على سحب قواتها من محور الميلبية في جنوب الحسكة والمواجه للشدادي. هذه العمليات فشلت حتى اللحظة، حيث قامت الوحدات الكردية، مدعومة بـ «قوات الصناديد» من عشيرة شمر، بالتحرك إلى بلدة الهول وسيطرت على محيط البحيرة، وسط غطاء جوي ومدفعي أمَّنه الجيش السوري. أما في الجبل فقد اندلعت معارك متفرقة في نقاط الغرة ومرقب علي، لم تدم سوى ساعات قليلة، أعادت بعدها الوحدات السيطرة على قمة الجبل وهرب مقاتلو «داعش» إلى القرى المجاورة ليلاحقهم طيران التحالف ويستهدفهم في الأراضي المفتوحة.

ويصف المصدر انهيار بلدة الهول وإمكانية سقوط الشدادي بأنها قد تكون البداية لإنهاء المنطقة الشرقية وفك الحصار عن دير الزور، فيصبح لدى «داعش» خيارات، منها الانسحاب للداخل السوري والبادية بدلاً من الشريط الحدودي، او سيكون الخيار هو الانسحاب من الموصل العراقية إلى سوريا لتقوية المناطق المنهارة في الشمال الشرقي.

ولا يفصل تنظيم «داعش» بين معركته في الموصل وجنوب الحسكة، فهو يسعى إلى إعادة رسم خطوط سيطرته على كامل المساحة الجغرافية المتداخلة بينها، ويهدف إلى تأمين طرق نقل النفط العراقي من حقل عجيل إلى الموصل ومنها إلى مدينة الرقة السورية، ليحافظ على بقائه واستمراره داخل المدن، مثل الموصل والرقة والتي تشكل بالنسبة له المنطلق الاساسي لمعاركه في المناطق الريفية في مختلف المحافظات السورية والعراقية. ويقول مصدر «إن داعش يسعى من خلال العمليات الأخيرة للمحافظة على الحلقة الداخلية في دولة الخلافة، وهي العراق وسوريا، التي تشكل الأساس لتوسعه الإقليمي والدولي، ويعتبر أن أي تراجع في هذه الحلقة الداخلية سينعكس على تقدمه في باقي المناطق، وإن كان الإعلام والمعارك المتنقلة تلعب دوراً في تغطية هذه الخسائر».

وفي آخر التطورات في الحسكة، سحبت وحدات الحماية الكردية قواتها من محور البانوراما على مدخل الحسكة الجنوبي ومدرسة الأمل الخاصة وسط المدينة وكل حواجزها في المدينة، ليعيد الجيش السوري انتشاره، بالإضافة لقوات الدفاع الوطني. كما سمحت الوحدات لأهالي السكن الشبابي وحي الزهور بالعودة لمنازلهم بعد انتهاء عمليات التفتيش وإزالة الألغام والعبوات، ولم يبقَ سوى حي الفيلات في النشوة.

 

إسرائيل تتهم طهران بدعم هجمات لـ«الجهاد الإسلامي» على الجولان

تعزيزات عسكرية حدودية لتل أبيب بعد قصف مواقع للجيش السوري

عواصم ـ»القدس العربي» من كامل صقر ووكالات: دفع الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى منطقة خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، بعد اتهامه لإيران بوقوفها وراء إطلاق عناصر من «الجهاد الإسلامي» صواريخ على منطقة الجولان والجليل الأعلى، والذي ردّت عليه بقصف مواقع للجيش السوري وركاب سيّارة قالت إسرائيل إنهم خلية لحركة «الجهاد الإسلامي»، فيما أكّدت دمشق أنهم مدنيون.

وقال شهود عيان، في ريف مدينة القنيطرة الغربي، إن الجيش الإسرائيلي استقدم دبابات وآليات مجنزرة، تمركزت في منطقة خط وقف إطلاق النار.

وتأتي تلك التطورات بعد ساعات من شن سلاح الجو الإسرائيلي، غارات جوية مكثّفة، على مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري، في وسط وشمال محافظة القنيطرة، جنوبي سوريا، حيث استهدفت الغارات «فرع سعسع العسكري (220)، وقيادة اللواء (90)، واللواء (68)، والفوج (137)، والقوات المتمركزة في «تل الشعار» (قوات استطلاع)، و»تل كروم»، و»تل الشحم»، وسرية «محيرس»، وكتيبة المدفعية، ومركز الإطفاء في مدينة «البعث».

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن الطيران الإسرائيلي، استهدف صباح اليوم (أمس)، سيارة مدنية في «قرية الكوم»، في محافظة القنيطرة، ما أدى إلى «مقتل 5 مدنيين، جميعهم من أبناء محافظة القنيطرة».

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق أمس، عن قتله 4 أشخاص في الأراضي السورية، بدعوى «تنفيذهم عملية إطلاق صواريخ على الجولان».

واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إيران بأنها وراء إقدام عناصر من «الجهاد الإسلامي» على إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية أول أمس الخميس، مشيرا إلى انها تمول الجهاد الإسلامي وتزودها بالأسلحة.

ورأى الوزير يعالون أن النظام الإيراني يسعى من خلال قوة القدس التابعة للحرس الثوري والعناصر الدائرة في فلكها في سورية ولبنان إلى فتح جبهة ضد إسرائيل من هضبة الجولان، بحسب الإذاعة الإسرائيلية .

وذكر أن ما حدث أول أمس في هضبة الجولان هو مجرد مقدمة لما قد يحدث بعد توقيع الاتفاق النووي إذ سيكون بإمكان طهران تحويل المزيد من الأموال والأسلحة إلى المنظمات «الإرهابية».

وأضاف الوزير يعالون أن القذائف الصاروخية أطلقت من المنطقة الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد الذي يسمح بالقيام بنشاطات «إرهابية» ضد إسرائيل.

وحمل يعالون الرئيس الأسد المسؤولية عن إطلاق القذائف.

وشدد وزير الدفاع على أن إسرائيل لن تتحمل أي محاولة لخرق سيادته. واقترح عدم اختبار إصرارها على القيام بذلك، مشيرا مع ذلك إلى أن الجيش يعمل من منطلق المسؤولية والتروي.

وقام الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية بقصف مدفعي وجوي على نطاق هو الأوسع من نوعه في الفترة الأخيرة، ردا على الاعتداء الصاروخي على هضبة الجولان والجليل الأعلى. واستهدف القصف ستة أهداف للجيش السوري وبضمنها مواقع للمدفعية السورية وهوائيات اتصال ومنشآت في عمق الأراضي السورية تستخدم لتخزين الوسائل القتالية.

 

في ذكرى مجزرة الكيميائي وقفات تندد بمحاسبة الأسد وجيش النظام يواصل مجازره في الغوطة الشرقية

يمنى الدمشقي

غازي عينتاب – «القدس العربي» لم تنفض مدينة دوما بعد جراحها من مجزرة السوق الشعبي التي راح ضحيتها ما يزيد عن 120 قتيلا، حتى بدأت بإحياء ذكرى مجزرة سابقة، أو كما بات يسميها الكثيرون «مجزرة العصر» التي راح ضحيتها ما يزيد عن1507 ضحايا في ساعتين فقط، إثر ضرب النظام السوري للغوطتين الشرقية والغربية بأسلحة كيميائية محظورة دوليا، لكن الصورة الأقسى في تلك المجزرة كانت لشهداء بلا دماء أكثرهم من الأطفال.

وبينما ما زال العالم منشغلا بالبحث عن دلائل تثبت تورط الأسد بهذه المجزرة يستعد سوريون لحملة «استنشاق الكيميائي» في رسالة منهم إلى المجتمع الدولي للمطالبة بمحاسبة مرتكب المجزرة الذي ما زال حرا طليقا إلى الآن، كما أنها دعوة حقيقية للمجتمع الدولي للكف عن إصدار البيانات وتشكيل لجان للتوثيق وإصدار القرارات، بحسب سوزان أحمد إحدى الناشطات المنظمات للحملة.

وترى سوزان ان المجتمع الدولي يتعامل مع قضية هؤلاء الضحايا بشكل متعام أو متغاب على حد وصفها، فهم بعد سنتين من حدوث المجزرة تذكروا أن يصدروا بيانا أشاروا فيه أن غاز الكلور والكيميائي استخدما في سوريا، ثم أصدروا قرارا لتشكيل آلية تحقيق مشتركة لتحدد من هو المسؤول عن مجزرة الكيميائي.

وطالب القائمون على الحملة بالتوقف عن الاستهزاء بدماء الشهداء وأرواح الأبرياء ومحاولة إثبات ما هو مثبت ومجزم، فالجميع يعرف المجرم والجميع ينتظر محاسبته، إلا أنه بالمقابل هناك ستار سياسي كبير يغطي عليه.

وجاء في نص البيان الذي أصدره الناشطون: «مر عامان على الجريمة الأفظع في تاريخ سوريا الحديث، فبينما يستعيد السوريون أحداث المأساة بمشاعر الحزن على أبنائهم، يلتفت أهالي 1507 من الشهداء فلا يجدون أي موقف دولي يوازي حجم الجريمة المرتكبة، وعلى الرغم من حق السوريين في محاسبة المجرمين وتقديم المسؤولين عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا إلى العدالة، إلا أن القرارات المتعلقة بجريمة استخدام السلاح الكيميائي والصادرة حتى اللحظة عن المجتمع الدولي كاملا بعيدة كل البعد عن مقتضيات العدالة الدولية وعما توقعه السوريون، وعليه فإننا في حملة «استنشاق الكيميائي» نطالب برفع الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري وجرائم ضد الإنسانية، وفي مقدمتهم رأس النظام بشار الأسد، وتقديم التعويض والرعاية والحماية لعائلات ضحايا مجزرة الكيميائي، وتحمل مجلس الأمن مسؤولياته كاملة تجاه تنفيذ القرار 2209 القاضي بأن غاز الكلور سلاح كيميائي، وأن استخدامه عسكريا انتهاك للقانون الدولي وخرق للقرار 211».

وتضيف سوزان أن الفعالية كان لها صدى كبير سواء على صفحات التواصل الاجتماعي أم على أرض الواقع، حيث حققت الحملة في الساعات الأولى انتشارا واسعا وقد وصل الهاشتاغ إلى 89 مليون متابع والرقم ما زال متزايدا نتيجة تفاعل المتابعين، كما أن منظمة «أفاز» العالمية ستنشر عريضة للتوقيع على محاسبة بشار الأسد وموجهة هذه العريضة بمطالب محددة إلى مجلس الأمن، وتتضمن الفعاليات أيضا وقفات احتجاجية في عدد من المدن والعواصم الدولية، كلندن، وتورنتو، ونيويورك، وواشنطن، وفرنسا، وهولندا، وبرلين، وكولونيا ووقفة شموع في لبنان، إلا أن الوقفة الأهم كانت على مسرح الجريمة وفي ساحة المجزرة وتم إلغاؤها بسبب القصف العنيف على الغوطة والخشية من أن يعاود النظام جريمته مع إحياء ذكرى المجزرة السابقة.

ويقول أبو صالح لـ»القدس العربي» أن ما يحدث يوميا في الغوطة قد يكون أفظع من أي مجزرة كيميائي، فالموت الذي يرونه كل يوم أمام أعينهم والأشلاء التي باتوا يخشون أن تتساقط عليهم أشد ألما من الكيميائي، ويضيف أنهم لم يعودوا يتذكرون المجازر ليحصوها.

وتضيف سوزان أنه من ضمن الفعاليات توجيه رسائل للمفوضية الأوربية ومجلس الأمن ولجنة التحقيق الدولية باسم أهالي الضحايا، واقتصرت نشاطات الداخل على رسومات غرافيتي في زملكا «مدينة الشهداء» ورسم بوسترات أمام المسجد الكبير في المدينة وسيتم نشر شهادة أحد الناجين من المجزرة.

وعن أهمية هذه الحملة تقول، أنهم على يقين بأن قضيتهم رهينة قرار سياسي إلا أنهم سيستمرون في النشاط التراكمي لهم، ومن المستحيل أن يسكتوا عن حقوقهم حتى يروا أن العدالة أخذت مجراها، وتؤكد في ختام حديثها أنهم لا يطالبون بمحاكمة القاتل فقط بل يطالبون بمحاسبته لأن المحاكمة هي شيء قانوني، بينما المحاسبة تتضمن جوانب كثيرة.

 

واشنطن: ترحيب إيران ببيان مجلس الأمن حول سوريا بمثابة تأييد لعملية الأمم المتحدة وضرورة الحل السياسي

تمام البرازي

واشنطن – «القدس العربي» اعتبر الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أن ترحيب إيران ببيان مجلس الأمن الدولي حول سورية بمثابة تأييد لعملية الأمم المتحدة، وضرورة الحل السياسي للنزاع السوري. وقال «من الواضح ان قضية سوريا ستكون مدار التباحث خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحده في أيلول/سبتمبر المقبل في نيويورك، ولكن لايمكننا توقع ما سيحدث».

وحول إمكانية الدور الإيراني في القضية السورية ونفوذه الكبير على نظام الأسد أجاب كيربي: «حتى الآن فإن إيران ترفض ان تلعب دورا مساعدا في داخل سورية. وكما لدينا قلق كبير من تورط روسيا في دعم الأسد وتتيح له الاستمرار في التعامل بوحشية مع شعبه.

وسأل مراسل «القدس العربي» عما إذا كان هذا التغيير الكلامي في الموقف الإيراني يؤهلها لدعوتها إلى جنيف 3 فأجاب كيربي: «لا يوجد خطط لدعوة إيران إلى تلك المحادثات في الوقت الحالي».

ويشير الخبراء إلى أن إيران قد تشجعت بعد ان عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلات صحافية عدة ان إيران يجب ان تكون جزءا من الحل في سوريا وأن لإيران نفوذا إقليميا يمكن الاعتراف به. ولهذا فإن ترحيبها ببيان مجلس الأمن الدولي حول سورية قد يكون بداية التنازلات الكلامية التي قد تدفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى إسقاط المعارضة لدعوة إيران لجنيف 3.

 

«جبهة النصرة» تلقي القبض على خلية اغتيالات تابعة لحزب الله السوري بالتعاون مع فروع المخابرات في ريف دمشق

هبة محمد

ريف دمشق – «القدس العربي» تمكنت جبهة النصرة من القبض على مجموعة من الشبان التابعين لميليشيا حزب الله السوري، في الغوطة الغربية لريف دمشق، التي تسيطر المعارضة السورية على أجزاء واسعة منها، وتنشط خلية «حزب الله» بالتعاون والتنسيق مع عدة فروع وشعب للمخابرات داخل العاصمة، وهي مكلفة بعمليات أمنية كالخطف والاغتيالات والتفجير والتجنيد لصالح الحزب، فضلا عن تسريب معلومات استخباراتية، ودراسات، حول فصائل المعارضة وقياداتها.

وبحسب الناشط الإعلامي «أبو محمد» من ريف دمشق، فإن الخلية التي تم القبض عليها تتألف من أربعة أشخاص بعضهم من مدينة زاكية، وهي الخلية الرابعة لحزب الله السوري، التي تنشط في مجال العمل نفسه وضمن بلدات ومدن الريف الغربي، حيث تم أسر أفرادهم في كل من مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين ومدينة الكسوة ومدينة زاكية، وتتبع جميعها لفرع المخابرات 251 المعروف بـ «فرع الخطيب» بالإضافة إلى فروع أخرى تابعة للنظام السوري في ريف دمشق، ضمن عمل منظم وتنسيق مع شبكة من ضباط النظام الرفيعي المستوى ومنهم علي الطويل من فرع 251 وسامر طعمة وسعيد خنيفس المتطوعون في مراكز النظام في كل من مدينة زاكية ومخيم خان الشيخ.

واعترف أفراد الخلية الذين هم في الأساس من أبناء ريف دمشق، بمهام المجموعة من تشكيل خلايا مسلحة، وتجنيدهم لصالح حزب الله السوري في المنطقة، وزرع عبوات ناسفة، وخطف المنشقين عن قوات النظام، وافتعال التفجيرات، واغتيال قائمة من المطلوبين والمنشقين تزيد عن 200 شخص، مقابل مبالغ مالية ضخمة، بعد ان تم تدريبهم على يد ضباط «فرع الخطيب».

وبحسب المصدر تم القبض على أفراد الخلية الأخيرة أثناء قيام أفرادها باختطاف أحد الضباط المنشقين عن النظام السوري، بهدف تسليمه لأقرب نقطة تفتيش تابعة لميليشيات النظام، فيما تمكن الجهاز الأمني التابع لجبهة النصرة باختراق الخلية والكشف المبكر عن الخطة وإبطالها.

بالرغم من تواجد عناصر حزب الله السوري على العديد من الجبهات المشتعلة والحساسة في دمشق وريفها، وتوثيق انتمائهم له عبر القبض على بعض عناصر الميليشيا من قبل المعارضة المسلحة، ضمن مناطق المدنيين أيضا، عقب توليهم مهام أمنية في مواقع حساسة داخل العاصمة دمشق ومحيطها، إلا أنه لم يتم الإعلان عن تشكيل حزب الله السوري بشكل رسمي إلى الآن، وينتمي معظم عناصر حزب الله السوري إلى أبناء الطائفة الشيعية، ومن المدن والقرى والأحياء الشيعية كشارع الأمين، وزين العابدين في دمشق، وبلدات الفوعة وكفريا في ريف إدلب، وبلدتي نبل والزهراء في ريف محافظة حلب، فضلا عن جنسيات عربية وآسيوية أخرى من شيعة لبنان والعراق وإيران، وبقيادة جنرالات وألوية إيرانية أو لبنانية، وضباط رفيعي المستوى لدى النظام السوري.

 

ذكرى مجزرة الغوطة… النظام يحتفظ بترسانته الكيماوية

عدنان علي

في الذكرى الثانية لمجزرة الغوطة الكيماوية، التي ارتكبها نظام بشار الأسد بدون أن يلقى أية محاسبة، كشف لواء منشق عن جيش النظام، أن الأخير لم يسلم إلا جزءاً محدوداً من ترسانة الأسلحة الكيماوية، وما يزال يحتفظ بغالبيتها، فيما يواصل إلقاء براميله المتفجرة وغاز كلور السام على رؤوس السوريين وسط غياب أية محاسبة دولية.

وأكد اللواء عدنان سلو، وهو رئيس أركان إدارة الحرب الكيميائية في جيش النظام السوري سابقاً، أن النظام لم يسلم للمجتمع الدولي إلا جزءاً محدوداً من ترسانته الكيماوية، وأنه واصل استخدام السلاح الكيماوي بعد مجزرة الغوطة مستغلاً تساهل العالم معه .

وأضاف، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن النظام سلم 1300 طن من الأسلحة الكيماوية فقط، بينما لديه أضعاف هذه الكمية، وأنه اعترف بثلاث منشآت كيماوية فقط، بينما لديه 23 منشأة تحت وفوق الأرض. وأكد أن هناك 12 منشأة لم يدمرها النظام، إضافة إلى خمس منشآت تحت الأرض موزّعة في مناطق مختلفة تقع تحت سيطرة النظام في محيط دمشق وطريق دمشق حمص.

وأوضح أن النظام استخدم بعد مجزرة الكيماوي في الغوطة مادتي كلور وسارين السامتين بشكل أساسي، إذ استخدم الكلور 36 مرة والسارين 96 مرة، وفق التوثيق الذي قام به شخصياً، بينما تقول الأمم المتحدة إنه استخدم الكلور 120 مرة.

وقال سلو إن النظام يجهز قذائف محشوة بالسارين أو الكلور وينشرها في بعض مواقعه العسكرية في محيط دمشق، وعلى طريق دمشق حمص، وكان آخر استخدام له للسلاح الكيماوي الخميس الماضي، عندما استهدف المعهد الفني بمدينة حرستا بريف دمشق خلال المعارك التي تدور هناك مع مقاتلي “جيش الإسلام” و”أجناد الشام”، بسبب عجزه عن التصدّي لتقدّم مقاتلي المعارضة في تلك المنطقة، كما استخدمه في الأيام الأخيرة في كل من داريا وجوبر، وهو يلجأ للسلاح الكيماوي كلما وجد نفسه في مأزق وغير قادر على التصدّي لهجوم المعارضة، أو عاجزاً عن تحقيق اختراق في منطقة مهمة، فضلاً عن استخدم أسلحة أخرى محرمة دولياً، مثل قنابل النابالم، كما حدث أخيراً في داريا والزبداني.

وفي تقرير لها صدر أمس، الجمعة، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه “في ظل الذكرى السنوية الثانية لارتكاب النظام السوري ثاني أكبر هجوم بالأسلحة الكيميائية في العصر الحديث، ما زال أهالي الضحايا في الغوطتين الشرقية والغربية ينتظرون اللحظة التي يقدم فيها مرتكبو الجرائم إلى العدالة، لكن للأسف فإن الواقع بعيد تماماً عن ذلك، في ظل حصانة تامة للمجرمين من العقاب حتى الآن على الأقل”. وأضافت الشبكة أن النظام خرق 125 مرة القرار  2118 الصادر في 27 سبتمبر/ أيلول 2013 والخاص بتحريم استخدام السلاح الكيماوي في سورية ومحاسبة الجناة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة دون أن يلقى أي حساب.

وكانت مصادر غربية قد ذكرت أن النظام السوري يعمل سراً على إنشاء مجمع لتصنيع الأسلحة الكيماوية تحت الأرض، في منطقة الجبيلة الوعرة غرب القصير، بحسب وثائق وصور التقطتها الأقمار الصناعية، ومحادثات اعترضتها أجهزة الاستخبارات، وفق ما ذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية.

وأوضحت أن الاسم الرمزي للموقع هو (زمزم)، ويمكن استخدامه في بناء مفاعل أو مصنع لتخصيب اليورانيوم، بحسب ما قاله “خبراء غربيون” للمجلة، وبأن نظام الأسد نقل إلى المجمع الجديد ثمانية آلاف قضيب وقود كانت مخصصة لموقع (الكبر) السري، الذي كان يُشتبه في وجود مفاعل نووي سري داخله. ويقع هذا الموقع وسط الصحراء قرب مدينة ديرالزور شرقي سورية، وكان طيران الاحتلال الإسرائيلي قد قصفه ودمره في 2007.

وأوضح اللواء سلو، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن نظام الأسد يبحث عن مصدر نووي منذ سنوات، وبعد تهجير وتدمير نحو 60 قرية غرب وجنوب القصير قرب الحدود اللبنانية، نقل ما تبقى من يورانيوم مخصب وآلاف قضبان الوقود من موقع (الكبر) للموقع الجديد غرب القصير، الموصول بشبكة مياه من بحيرة زيتا الحدودية مع لبنان في منطقة جبيلة ونهر العاصي. وهو يقع تحت الأرض على بعد أقل من كيلومترَيْنِ من الحدود السورية اللبنانية، ويدار بواسطة خبراء إيرانيين وضباط من حزب الله بشكل رئيسي.

وكانت بلدات عربين وزملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية، والمعضمية في الغوطة الغربية، قد تعرضت  لقصف بصواريخ أرض – أرض في 21 أغسطس/آب 2013، محملة بغازات سامة يُعتقد أنها غاز السارين، انطلقت من اللواء 155 في ريف دمشق الشمالي، وأسفرت عن مقتل نحو 1500 شخص، بينهم أطفال.

في هذه المناسبة، قال “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان، أمس، إن نظام الأسد هو “الطرف الوحيد الذي لا تعوزه القدرة ولا السلطة ولا الإرادة الإجرامية لارتكاب جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية، وهو يمتلك جميع وسائل إنتاج وتصنيع وإطلاق الأسلحة الكيميائية التي ارتكب بها جريمته، والعالم يعرف بالاسم الشخص المسؤول عنها، وأسماء من تورطوا معه على مستوى القمة، ويعرف كيف ارتكب فعلته وكيف سلم بعد ذلك وبكل صفاقة سلاح الجريمة”.

وأضاف الائتلاف أنه “رغم كل ذلك تمر الذكرى الثانية لجريمة القرن وما يزال المجرم طليقاً. يلتفت أهالي 1507 من الشهداء فلا يجدون أي موقف دولي يرقى لحجم الجريمة المرتكبة بحق أحبائهم، ولا إلى إجراء واحد جدي يقدر على منع تكرارها”.

وجدد الائتلاف مطالبته مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم في سورية، واتخاذ إجراءات فورية لوقف الجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات وضمان محاسبة المجرمين، مستنكراً لامبالاة المجتمع الدولي الذي يستمر في التعامل مع دماء السوريين كورقة تفاوض ووسيلة لتصفية الحسابات وإنهاك الخصوم.

وتزامنت ذكرى مجزرة الكيماوي مع مجزرة أخرى في مدينة دوما. أطلق ناشطون اسم: “الجريمة تُعاد ودوما تُباد” على الجمعة الثالثة من شهر أغسطس/ آب الجاري. وقالت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد:  “اغتصبت الإنسانية في سورية مرّتين أمام العالم أجمع و في غضون سنتين، مرةً في مجزرة الكيماوي 2013، ومرةً في مجزرة دوما 2015، فيما تخللت الفترتين مجازرُ يومية لم يَلحَظ العالم وجودها، لكنه لَحِظ مجزرة دوما الأخيرة نظراً لكثرة الدماء وقسوة المشاهد التي أجبرت العالم على الانتباه مكتفين فقط بالإدانة “.

كما أطلق ناشطون حملة تحت شعار “حاسبوا الأسد”، بمشاركة مجموعات عمل ومجالس محلية وتنسيقيات في الغوطتين، فضلاً عن نشطاء ومصممين كأفراد في عدة عواصم حول العالم.

 

مستشارة سابقة لوزارة الخارجية الأميركية:”داعش” قد يتحالف مع واشنطن

بدر الراشد

طرحت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية فرضية تبدو غريبة في الوقت الحالي، حول احتمال “تحالف الولايات المتحدة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مستقبلاً”. ورأت الكاتبة روزا بروكس في مقالٍ لها، أن “تنظيم داعش قتل آلاف العراقيين والسوريين، وارتكب مجازر قتل جماعية لسجناء عزّل، ومارس استعباد النساء، لكن هذا لن يمنعه من أن يحظى باعتراف دولي، إن كنا سنحتكم لتاريخ الدول الغربية”.

وقد يكون الأكثر إثارة في المقال، أن كاتبته، روزا بروكس، عملت في السابق مستشارة في وكالة الشؤون السياسية لوزارة الدفاع الأميركية، كما عملت مستشارة لوزارة الخارجية. وسردت الكاتبة أمثلة على الجرائم التي حدثت لحظة تأسيس الدول أو ترسيخ وجودها، بدءاً من الجرائم التي مُورست في فرنسا عقب الثورة الفرنسية في عام 1789، في الفترة التي تُعرف بـ”سيادة الإرهاب”، حين أعدمت الحكومة الثورية ما بين 30 إلى 40 ألف شخص، تحت شعارات “الحرية والإخاء والمساواة”، إضافة إلى مقتل قرابة 150 ألفاً لاحقاً.

وبعد الثورة الفرنسية، ذكرت الكاتبة المجازر ضد الأرمن “التي ارتكبها العثمانيون بين عامي 1915 و1918، والتي يعتبرها الجميع تقريباً جرائم إبادة جماعية، عدا الدولة التركية”. وتتابع “أما إذ أردنا مثالاً أكثر قرباً، فلدينا الجرائم التي ارتكبها الألمان في الحقبة النازية في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، حين قُتل حوالى 11 مليون شخص فيما بات يعرف بالهولوكوست”. وتخلص بروكس إلى القول إنه “في النهاية نجد أن فرنسا، وتركيا، وألمانيا، ورغم تلك المجازر والفظائع، باتت من أقرب حلفاء وأصدقاء الولايات المتحدة اليوم”.

وتشير الكاتبة إلى أن “تأسيس الدول، دائماً ما كان عملاً دموياً”، لافتة إلى أن “أي مؤرخ أو عالم اجتماع، أو متخصص في السياسة أو الأنثروبولوجيا (علم الانسان) سيعرف هذا”. وتضيف بروكس “اختر أي دولة ـ أمة حديثة ومتنوّرة، ثم فتش في تاريخها، لن يمضي الكثير من الوقت قبل أن تبدأ بنبش الجثث”.

 

وتقول إن “الباحثين يرون في حرب الثلاثين عاماً في أوروبا، والتي قتلت قرابة ثلث السكان آنذاك، كعامل لنشأة الدولة ـ الأمة في القارة العجوز. حتى أن الولايات المتحدة عاشت تاريخاً مشابهاً أيام الحرب الأهلية بين عامي 1861 و1865، إذ ساهمت الحرب التي شُنّت لتحرير العبيد، في مقتل مئات الآلاف، الحكومة الأميركية أقوى من ذي قبل”.

 

في رأي بروكس، إن “إغفال العلاقة بين الحاضر الوحشي للدولة الإسلامية، والماضي الوحشي لعشرات الدول الحديثة الحالية، قد يقود إلى إساءة فهم ما يظهر لنا بأنه عنف عديم المعنى يمارسه داعش، وقد يقود إلى فشل المحاولات الأميركية للقضاء على الإرهاب في المنطقة”.

 

تؤكد الكاتبة بأن “زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ليس بأحمق أو مجنون، كما ألمح الرئيس الأميركي باراك أوباما ذات مرة، بل لديه رؤية لما يفعل”. واستشهدت الكاتبة بكتاب “إدارة التوحش” المنسوب لأبو بكر ناجي، كأحد المعبّرين على رؤية تنظيم “داعش”. وترى أنه “إذا كان داعش يستخدم العنف كوسيلة لتأسيس دولته واكتساب المزيد من القوة، فيجب على المجتمع الدولي أن يحثها على التخفيف من استخدام التنظيم للعنف، من خلال تركه من دون مواجهة”.

 

وترى بروكس أن “الضربات الجوية الأميركية ضد التنظيم لم تساهم في إضعافه، بل ثبتت حكم الأمر الواقع، وساهمت في زيادة عدائيته تجاه الغرب”. لذا تقترح استراتيجية مبنية على الاحتواء والاعتراف، من أجل دفع “داعش” للتخلي عن وحشيته.

 

دير الزور.. الهروب من الجوع إلى الذل

غادر آلاف المدنيين إلى مناطق سيطرة تنظيم “الدولة”، لقاء دفع مبلغ 50 ألف ليرة عن كلّ شخص.

ما أن تنتهي سيجارته، حتى يشعل أخرى. شرهه للتدخين، يُظهره وكأنّه يعيش ساعاته الأخيرة. يقول خلدون: “سيجارة الحمراء الطويلة، كنتُ أشتريها بـ200 ليرة، وللحصول عليها، أقفُ في طابور مكوّن من 300 رجل، غيّر الجوع ملامحهم”.

 

يُحاول خلدون، الذي استطاع الخروج مؤخّراً من حيّ الجورة بمدينة دير الزور، إخفاء عظام وجهه البارزة، باصطناع ابتسامةٍ، تكشف عن أسنانٍ صفراء، كلون بشرته الشاحبة. يحمل خلدون بيده علبة السجائر، ويستعيد بثقةٍ ذكرياته المؤلمة: “الحصول على هذه العلبة، كان يُعدّ حلماً. في فترة الحصار، كنتُ أدخّن نصف سيجارة صباحاً، وأطفئها بهدوء، لأستمتع في المساء بما بقي منها، برفقة الحرّ والظلام”.

 

“مجاعةٌ” بإشراف النظام والتنظيم

 

أكثر من 7 شهور مضت، وحيّا الجورة والقصور يخضعان لحصارٍ خانقٍ، يفرضه تنظيم “الدولة الإسلامية” على نحو 300 ألف مدنيٍّ تتحكّم بمصيرهم قوات النظام، وميليشيات “جيش العشائر” و”الدفاع الوطني”. حصارٌ مزدوج، أودى حتى الآن بحياة أكثر من عشرة أشخاصٍ بينهم أطفال، نتيجة نقص الغذاء والدواء.

 

قصصٌ مرعبة، تنقل جانباً من يوميات “المجاعة” التي يُعاني منها السكّان، والتي بدأت فعلياً في شباط/فبراير 2015، بعدما أغلق تنظيم “الدولة” جميع الطرق البريّة والمعابر النهرية المؤدّية إلى المنطقة.

 

كرم، شابٌ في منتصف العشرينيات من العمر، خسر نحو خمسة وعشرين كيلوغراماً من وزنه، بعدما بات غذاؤه الرئيسي مقتصراً على بعض الحشائش كالملوخية والسبانخ، وقليل من الخبز والزعتر، وهو حال أغلب العائلات هناك، نتيجة نفاذ المواد التموينية والغذائية من الأسواق، وبلوغها أسعاراً خيالية إن توفّرت (كيلو السكّر: 4000 ليرة، كيلو الرز: 2500، علبة الساردين: 1000، لتر الزيت: 4500، كيلو البصل: 3000، كيلو اللحم: 7000 ليرة)-الدولار بحدود 300 ليرة سورية.

 

واقع يبدو أنه سيستمرّ إلى أجلٍ غير معلوم، لم يدفع بقوات النظام لتحمّل مسؤولياتها في تخفيف أثر الحصار، وتأمين متطلبات الأهالي الأساسية. فاكتفت لمراتٍ قليلة، وعبر طائرة الشحن العسكري، بنقل بعض المساعدات الإغاثية من مطار دمشق إلى مطار دير الزور. تلك المساعي توقفت منذ شهرين، بذريعة أنّ تنظيم “الدولة” أصاب الطائرة بقذائفه، وهي رابضة فوق أرض المطار، في الوقت الذي تستمرّ فيه عمليات نقل الأسلحة والذخائر إلى مختلف الجبهات، وعبر المطار ذاته.

 

طريق الذُّل

 

“لسنا تابعين للعراق، فدير الزور محافظة سورية تقع على مسافة 450 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة دمشق، وفيها يُنتج 70 في المئة من النفط والغاز السوريين”. بحسرةٍ، أبدى أبو عامر استياءه من الحال الذي آلت اليه مدينته، مُتّهماً قوات النظام بأنها تشترك مع تنظيم “الدولة” في تضييق الخناق على المدنيين وإذلالهم، وذلك بقصد “تطفيشهم لكي يغادروا، مُقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة، وسرقة منازلهم وممتلكاتهم، إضافةً إلى محاولة النظام إظهار نفسه في موقع الضحيّة المُحاصرة التي لا حول لها ولا قوّة، باستثناء جبهات القتال”.

 

قبل شهرٍ من الآن، لم تكن قوات النظام تسمح بمغادرة أي شخصٍ خارج حيي الجورة والقصور، سواءً عبر الطرق البريّة، أو باستخدام الزوارق النهرية، واقتصرت المغادرة على الطيران العسكري فقط، بعد أن يتمّ الحصول على موافقاتٍ أمنية، ودفعٍ مبالغ قياسية لضبّاط النظام، وصلت إلى 250 ألف ليرة. مؤخّراً، تغيّرت هذه القوانين، فغادر آلاف المدنيين إلى مناطق سيطرة تنظيم “الدولة”، لقاء دفع مبلغ 50 ألف ليرة عن كلّ شخص. أحد ساكني حي القصور، اضطرّ لمبادلة سيارته الخاصة بـ3 شوالات من السكّر، وباع الواحد منها بـ150 ألف ليرة، في سبيل الخروج من هذه “المجاعة”.

 

لا تنتهي فصول المعاناة بمجرّد عبور آخر حاجزٍ لقوات النظام. 7 كيلومتراتٍ مشياً على الأقدام وتحت شمسٍ حارقة، هي الحدود الفاصلة بين المُحاصِرِ والمُحاصَر. كالمُفترس في انتظار فريسته، يستقبل عناصر حاجز التنظيم أولئك الخارجين من “دار الكفر”، لتبدأ بعدها رحلة الاستجواب والتفتيش والإهانة. يتمّ تجميع الواصلين في منطقة “عيّاش”، ويُنقلون بسياراتٍ مكشوفة إلى مدرسةٍ في مدينة معدان بريف الرقة الشرقي. في انتظار وصول “الأمير” للبتّ في أمر الدفعة الجديدة، يُمارس عناصر التنظيم هواياتهم في تمزيق دفاتر الخدمة العسكرية للشبّان، ومُصادرة شهاداتهم وبطاقاتهم الجامعية.

 

“ما عاد يلزم تروح على شعبة التجنيد مشان تاخذ تأجيلة.. سرّحناك من هين يا شيخ! وشهادة الجامعة اللي صارلك سنين تدرسلها.. شنو استفدت منها؟ روح جاهد في سبيل الله!”. بلهجةٍ ريفية ومظهرٍ “داعشي”، يقول هذه الكلمات أحد العناصر المحلية في التنظيم، ويقف خلدون أمامه بلسانٍ معقود، وضحكةٍ مصطنعة، في انتظار انتهاء المسرحية. يصل “الأمير” المُنتظر، ويُقرّر اطلاق سراح خلدون ومعه آخرون، بينما تُنقل أعدادٌ قليلةٌ إلى مقرّات “الحسبة” في مدينة الرقة، أو إلى مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، لاستكمال التحقيق معهم، للاشتباه بوجود علاقاتٍ سابقة تربطهم مع النظام. البعض الآخر، يتمّ التحفّظ على بطاقات هويّاتهم الشخصية، إلى حين الخضوع لـ”دورة شرعية”، والنجاح في امتحانها.

 

ممارسات التنظيم بحقّ الهاربين من الجوع، كبحت جماح مَن أرادوا الخروج من الحيّين، وباتوا ينتظرون حدوث معجزة تُعيد لهم قليلاً من الأمل.

 

أقلّ بقليل من 300 ألف مدنيّ، معظمهم من النساءٌ والأطفال، أنساهم الجوعُ غيابَ الكهرباء المستمرّ منذ شهور، كما أنهم اعتادوا شرب المياه غير المعقّمة، التي لا يرونها سوى لبضع ساعاتٍ كلّ يومين، رغم الأمتار القليلة التي تفصلهم عن نهر الفرات. أنساهم الجوع، رائحة غاز الطبخ، بعد أن احترفوا استخدام الحطب. هؤلاء الموجودون المُغيّبون، لا يهتمّون، أو حتى لم يسمعوا، بوجود عشرات الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، تُتاجر باسمهم، وتدّعي نقل معاناتهم، لتصل إلى هدفها في تأمين مُمَوّلٍ مُقتدِر، كونها سلكت طريق إدانة و”كشف” ممارسات تنظيم “الدولة” التي لم تعد خافية على أحد.

 

“لا تُصدّقوا ما تسمعونه من أخبار.. عن جوع دير الزور، عن العطش، عن الغلاء، عن بكاء الأطفال، عن نحيب اليتامى، عن الظُلم، عن الظلام. لا تُصدّقوا أحداَ أيّاً كان المصدر. الوضع أعظم وأسوء بكثيرٍ عمّا يصفون”، يقول أحد المُحاصَرين، في غفلةٍ من ليل دير الزور الحالك.

 

* الأسماء الواردة هي مستعارة، حفاظاً على سلامة أصحابها الحقيقيين.

 

لبنانيون وسوريون يحذرون من تغيير ديموغرافي في سوريا

وجهت مجموعة عرفت عن نفسها بـ”مجموعة من اللبنانيين الشيعة والعلويين السوريين” بياناً من بيروت واللاذقية، الى أبناء الطائفتين في سوريا ولبنان. وجاء البيان عقب المفاوضات الأخيرة بين الوفد الإيراني وحركة “أحرار الشام”، حول مدينة الزبداني وبلدتي كفريا والفوعة، لينبّه من خطر محاولات إيران بفرض تغيير ديموغرافي في المنطقة.

 

ودعا البيان إلى التصالح مع جملة من الحقائق فرضتها المفاوضات الأخيرة، وهي: أولاً أن النزاع القائم في سوريا هو بين “منتفضيين سوريين” وإيران، بعد دخول النظام السوري بـ”غيبوبة سياسية وعسكرية”، أما الادعاء بأن المعركة لمكافحة الإرهاب فتتأتي لـ”التعمية عن الطبيعة الأصلية للمواجهة”. ثانياً أن إيران التي عبرت أن نفوذها الاقليمي يمتد من “صنعاء الى بيروت مروراً بدمشق وبغداد”، كلّفت نفسها بالتفاوض المباشر عن “الشيعة” و”العلويين”، منزلة بهم الى منزلة “الرعايا” و”الجاليات”. ثالثاً أنه ومما تسرب عن المفاوضات، فإن إيران بسعيها للتغيير الديموغرافي في سوريا لا تفرض خيار التقسيم فقط، بل تضع الأقليات بين خيار المذابح الطائفية أو “العيش في غيتوات طائفية”. أخيراً أن الحرب في الزبداني ما هي إلا استكمال لعملية تقسيم سوريا، وأن شعارات حزب الله عن حماية الشيعة والمراقد المقدسة والدفاع عن لبنان ليست إلا شعارات كاذبة.

 

وختمت المجموعة البيان بدعوة “اللبنانيون الشيعة” و”العلويون السوريون” إلى وقف الاستمرار بالتسليم للسياسية الإيرانية، التي تؤدي إلى المزيد من “ردود الفعل المذهبية”، منبّهين من أن “ما قبل مفاوضات الفوعة/الزبداني ليس كما بعدها”. ودعت المجموعة أبناء الطائفتيين إلى الاختيار بين أن يكونو أبناء أوطانهم أو يتحولوا إلى “سقط متاع أمبراطورية كرسيها في طهران وعلى عرشها الولي الفقيه”.

 

في هذا السياق تستمر الاشتباكات في مدينة الزبداني بين قوات النظام المدعومة من حزب الله، و”جيش التحرير الفلسطيني” وقوات الدفاع الوطني من جهة، وفصائل المعارضة من جهة ثانية، وسط معلومات عن تقدم لعناصر الحزب وقوات الفرقة الرابعة داخل المدينة.

 

وفي ريف العاصمة دمشق، دارت اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة بالقرب من مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، تزامناً مع قصف قوات النظام على مناطق الاشتباكات. واستهدف الطيران المروحي مدينة داريا، وبلدة خان الشيح في الغوطة الغربية، بالبراميل المتفجرة.

 

أما في سهل الغاب، كثف طيران النظام غاراته الجوية على قرى المنطقة، حيث نفذ غارات على قرى الزقوم، والحويجة، والحويز، والعنكاوي، والقاهرة، والدمينة، والقرباطية، وأبو العز، وقسطون، في ريف حماة. وتستمر الاشتباكات بين قوات النظام وحزب الله من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة ثانية، في بلدة الزيارة، وقرى المشيك، والمنصورة، والحاكورة، في منطقة سهل الغاب بريف حماه الشرقي، وبلدة القرقور في ريف مدينة جسر الشغور، وسط قصف متبادل بين الطرفين، ومعلومات عن تقدم للنظام في بلدة القرقور. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن تمكن الفصائل المقاتلة من اعطاب عربة لقوات النظام عند حاجز المشيك، بعد استهدافها بصاروخ موجه.

 

وفي إدلب استهدف الطيران الحربي محيط مطار أبو الظهور العسكري، المحاصر من قبل “جبهة النصرة” منذ أكثر من عامين، ب ١٥ غارة جوية، في حين قام الطيران المروحي بإلقاء عدد من البراميل المتفجرة على مدينة خان شيخون، وقرية تل عاس بريف إدلب، ومناطق في شارع الأربعين في مدينة إدلب، ما أدى الى سقوط خمسة قتلى من عائلة واحدة، هم سيدة وأربعة من أولادها، بحسب المرصد.

 

على صعيد آخر، شهدت مدينة حلب وريفها تظاهرات عقب صلاة الجمعة، طالبت بتوحيد الجيش الحر للتصدي لقوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”، فيما تستمر الاشتباكات بين مقاتلي التنظيم وفصائل المعارضة في محيط بلدة صوران أعزاز، في ريف حلب الشمالي، وسط معلومات عن وقوع قتلى في صفوف الطرفين.

 

من جهة ثانية، قام تنظيم “الدولة” بقصف بلدة مارع بالريف الشمالي لحلب بقذائف الهاون، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى، في حين قام الطيران المروحي بإلقاء عدد من البراميل المتفجرة على مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة التنظيم ما أدى إلى مقتل 15 قتيلاً وعدد من الجرحى، بحسب نشطاء.

 

جدول زمني لاستخدام الكيماوي في سوريا

نشر موقع “bellingcat”، جدولاً زمنياً لبعض محطات استخدام السلاح الكيماوي في سوريا:

 

في آب/أغسطس 2012، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن استخدام الأسد للسلاح الكيماوي، يمثل “خطاً أحمرَ” واضحاً بالنسبة لأفعال الولايات المتحدة.

 

في آذار/مارس 2013، في خان العسل بحلب، استخدم غاز السارين لأول مرة في سوريا، وتسبب بسقوط 20 قتيلاً و80 مصاباً، بينهم مدنيون وجنود من قوات النظام، فيما يعتقد على نطاق واسع، بأنه أول تجربة لغاز الأعصاب، نفذتها قوات النظام، بشكل ضيق على منطقة موالية لها، لاتهام المعارضة بها، ولتجربة هذا الغاز.

 

في 21 آب/أغسطس 2013، استخدمت قوات النظام، غاز السارين، في قصفها للغوطة الشرقية، ما أوقع 1500 قتيل، وإصابة أكثر من 5000 شخص معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب تقديرات المخابرات الأميركية والمنظمات غير الحكومية. وهو الهجوم الأشهر بالسلاح الكيماوي خلال السنوات الماضية. روسيا وحدها من أنكر قيام قوات النظام بالهجوم، وقادت حملة عالمية للتشكيك بمصدر الهجمات، اعتماداً على نظرية المؤامرة. الإدانة العالمية لنظام الأسد، باستخدام الكيماوي، جاءت من قبل أكثر من 12 منظمة مستقلة، وست حكومات لدول كبرى.

 

الرئيس أوباما أوضح في أيلول/سبتمبر 2013، بعد شهر على استخدام الأسد للسلاح الكيماوي في الغوطة، بالقول: “العالم وضع خطاً أحمر، عندما تقول حكومات تمثل 98 في المئة من تعداد سكان الأرض، بإن استخدام السلاح الكيماوي محظور، وصدقت (تلك الدول) على معاهدة تمنع استخدام هذا السلاح، حتى عندما تخوض حروباً. وقد حدد الكونغرس خطاً أحمر عندما أشار إلى أن -في تشريع بعنوان قانون محاسبة سوريا- بعض الأشياء الفظيعة التي تحدث على أرض الواقع هناك تحتاج إلى إجابة”.

 

نتيجة خرق نظام الأسد للخط الأحمر، فقد جاء قرار منظمة حظر السلاح الكيماوي “OPCW” بدعم من الأمم المتحدة، وروسيا والولايات المتحدة، مزوداً بتوجيهات لتدمير مخازن الأسلحة الكيماوية السورية. سوريا وافقت في تشرين أول 2013، ووقعت وصادقت على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، والتي تحظر الانتاج والتخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية.

 

الانتقادات سرعان ما وجهت للاتفاق، واعتبر بأن تدمير مخزونات الأسد الكيماوية، ليس عقاباً كافياً للمجزرة في الغوطة الشرقية. ويأتي ذلك، لأن تصديق حكومة النظام السوري على نزع ترسانتها الكيماوية، لم تحول دون استخدامها السلاح الكيماوي مجدداً، وبشكل متزايد.

 

بعد تصديق النظام السوري على اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية في أعقاب مجزرة الغوطة، بدأت قوات النظام باستخدام غاز الكلورين السام، وهو غير محظور في الاتفاقية.

 

في 23 كانون أول/ديسمبر 2013، هجوم بالـ”BZ” على حمص، وهو عنصر غير مصنف في ملحق اتفاق السلاح الكيماوي مع سوريا، وهو مصمم ليسبب الارتباك والذهول والهلوسة. في حين أن الـ”BZ”، مصنف بالسمية لدى وكالة حظر السلاح الكيماوي، ومحظور استخدامه للأغراض العسكرية.

 

مسؤول في الإدارة الأميركية، قال بهذا الخصوص: “هذه الحوادث ستقود إلى أخرى تسبب ضحايا بشكل جماعي”. المسؤول الأميركي حذر حكومة بلاده، بإن عدم اتخاذ رد فعل قوي ضد استخدام النظام للأسلحة الكيماوية، سيجعل الأسد أكثر تمادياً.

 

في شباط/فبراير 2014، أصدرت لجنة “تقصي الحقائق” التابعة لمجلس حقوق الإنسان، بياناً يقول بإن السارين استخدم في مناسبات متعددة في سوريا، وأن الهجوم على خان العسل، يحمل بصمات مشابهة لما حدث في الغوطة. الأمم المتحدة لم تحدد مرتكبي الهجمات.

 

نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس، صرّح قائلاً: “نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك غاز الأعصاب السارين، بجرعات صغيرة ضد المعارضة لمرات متعددة خلال السنة الماضية”، بما في ذلك الهجوم على خان العسل. في حين أصرت روسيا على اتهام المعارضة، وترديد ما تقوله وكالة الأنباء السورية الرسمية.

 

في 29 نيسان/ابريل 2013، استخدم السارين مرة أخرى في سراقب بريف إدلب. بعد فترة قصيرة، اعتبرت سراقب من قبل الأمم المتحدة، واحدة من خمسة مواقع اختبرت هجمات بغاز الأعصاب، بين آذار وأب 2013. بما في ذلك؛ خان العسل والغوطة الشرقية وجوبر وأشرفية صحنايا.

 

في نيسان/ابريل 2014 في كفرزيتا بريف حماة، وجدت أثار لعنصر كيماوي غير معروف، بعد هجمات باسطوانات ألقتها حوامات النظام.في تشرين أول/أكتوبر 2014، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أكد استخدام غاز الكلورين، عبر البراميل المتفجرة في كفرزيتا، ما تسبب في مقتل 3 أشخاص وإصابة 100، كلهم مدنيون. استخدام البراميل المتفجرة لايصال الكلورين، دفع جميع المراقبين لحصر استخدامه بقوات النظام.

 

بين 16 و31 آذار/مارس 2015، وجدت أثار من غاز الكلورين في هجمات متعددة، بالبراميل المتفجرة، على ريف إدلب. وفي 14 نيسان/ابريل 2015، نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريراً اتهمت فيه قوات النظام باستخدام عناصر كيماوية بما فيها الكلورين، في موجة من 6 هجمات على إدلب. المنظمة طالبت الأمم المتحدة بالرد بقوة على الهجمات، وبأن “تتصرف بحزم لتحديد المسؤوليين عنها”. وفقاً لتقرير المنظمة الدولية، فإن أياً من البراميل المستخدمة في تلك الهجمات لم تنفجر بصورة تقليدية. روسيا مرة أخرى أعاقت جهود الأمم المتحدة في اتخاذ أي اجراء حازم.

 

مطلع نيسان 2015، الأمم المتحدة أصدرت البيان رقم 2209 يدين استخدام غاز الكلورين في سوريا، وهددت باستخدام اجراءات تحت البند السابع إذا استمر استخدام الكلورين.

 

في 16 نيسان/ابريل 2015، استمع مجلس الأمن للمرة الأولى إلى شهادات أطباء عالجوا ضحايا الهجمات بالبراميل المتفجرة بريف إدلب، والتي احتوى بعضها على غازات كيماوية. تلك الهجمات تسببت في مقتل 206 أشخاص بينهم 20 عاملاً في الدفاع المدني.

 

وبعد نشر تقرير “bellingcat”، حدث تطوران مهمان على صعيد قضية الكيماوي السوري:

 

في 7 أب/أغسطس 2015، تبنّى مجلس الأمن الدولي، بالإجماع، مشروع قرار يهدف إلى تشكيل آلية لتحديد المسؤولين عن استخدام المواد الكيماوية، بما فيها الكلورين. ونص القرار الذي وافقت عليه روسيا، بتأييد الدول الدائمة العضوية، على أن تنسق الأمم المتحدة بشخص أمينها العام بان كي مون، مع رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لتقديم التوصيات خلال 20 يوماً من تاريخ صدور القرار عن مجلس الأمن، من أجل تأسيس فريق من المحققين “لمعرفة الأفراد والكيانات والجماعات أو الحكومات” التي تقف خلف الهجمات في سوريا، ومدة الفريق “سنة واحدة مع إمكان التمديد إذا لزم الأمر”. القرار لم يحدد أليات عقابية، ما يعني العودة إلى مجلس الأمن بعد انتهاء التحقيق.

 

في 19 آب/أغسطس 2015 طالبت حملة “نامه شام” منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأخذ عينات من جميع المواقع التي استُهدفت بقنابل الكلورين في سوريا، لتحديد مستوى التلوث بمادة “الديوكسين” في تلك المناطق. “نامه شام” عللت ذلك بالقول: “يُنتج الكلورين عند إحراقه أو استخدامه في القنابل مادة عالية السمّية تدعى الديوكسين، وهو من أكثر المواد المعروفة سمّية بعد البلوتونيوم، إذ تكفي بضعة ميليغرامات منه لتلويث منطقة بأكملها. ويسبّب الديوكسين، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أمراضاً تناسلية ومشاكل في النمو، أو قد يتسبب في تضرر الجهاز المناعي أو خلل في الهرمونات، أو قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان”.

 

وأضافت المنظمة أن “على آلية التحقيق المشتركة أن تنظر أيضاً في الدور الذي يمكن أن يكون الحرس الثوري الإيراني (سباه باسداران) قد لعبه في استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا. وعلى ذلك أن يشمل احتمال مشاركة سباه باسداران في جميع الهجمات الكيمياوية في سوريا من خلال إعطاء الأوامر بارتكابها أو محاولة ارتكابها، أو تسهيلها أو دعمها أو المساعدة عليها، بما في ذلك توفير وسائل ارتكابها”. وأشار مسؤول فريق البحوث والاستشارات في “نامه شام” شيار يوسف، إلى أن “هناك أدلة وقرائن تشير بشدة إلى تورط سباه باسداران في الهجمات الكيمياوية المنسوبة لقوات النظام السوري، بما فيها مجزرة الغوطة الكيمياوية في 21 آب/أغسطس 2013”.

 

إسرائيل تشنّ أعنف قصف على سوريا.. ودمشق لم تعلق

جدد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، قصفه أهدافاً في سوريا، بعد إطلاق 4 صواريخ من القنيطرة، سقط اثنان منها على الجولان المحتل، واثنان على منطقة الجليل الأعلى. وسريعاً، أكد النظام السوري ضرب الجيش الإسرائيلي هدفاً في القنيطرة، بعدما كان قد أكد هجوماً إسرائيلياً، حصل في وقت متأخر من ليل الخميس، تعرضت له مواقع عسكرية في منطقة سعسع بريف دمشق، و مديرية النقل ومبنى المحافظة في القنيطرة.

 

القصف الجديد استهدف هذه المرة سيارة كانت تقل 4 أو 5 أفراد، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افخاي ادرعي إنهم ينتمون إلى حركة “الجهاد الإسلامي”، المتهمة بالوقوف خلف عملية إطلاق الصواريخ بتخطيط من إيران. وقال بيان للجيش الإسرائيلي إنه “تم تنفيذ هذه الغارة في وسط هضبة الجولان داخل سوريا، وعلى عمق 10 – 15 كيلومتراً في عمق الأراضي السورية. وكل هذه المنطقة، وبضمن ذلك المنطقة التي أطلقت الصواريخ منها، موجودة تحت سيطرة الجيش السوري”. واتهم البيان الأفراد الذين تمت تصفيتهم بأنهم خلية لـ”الجهاد الإسلامي”، سعت بأوامر من إيران إلى “تسخين الحدود”. وتابع البيان “ليس لدينا أي مصلحة في الاستمرار بالتسخين، ومصلحتنا هي الدفاع عن الحدود الشمالية. والغارة كان دقيقة ضد أفراد الخلية”، لافتاً إلى أن عملية تصفية الخلية تمت “بمجهود استخباري”.

 

ويعد القصف الإسرائيلي الذي أعقب إطلاق الصواريخ، هو الأعنف منذ بدء الأزمة السورية، حيث بلغ عدد الأهداف العسكرية التي تم ضربها بواسطة سلاح الجو والمدفعية، 14 هدفاً، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي. وقال ادرعي على صفحته في “فايسبوك”: “ضرب جيش الدفاع الاسرائيلي في الساعات الاخيرة (ليل الخميس) من خلال طائرات سلاح الجو وقوات برية بقيادة المنطقة الشمالية العسكرية، ١٤ هدفاً للنظام السوري في وسط هضبة الجولان السورية”.

 

وأضاف “تنفيذ هذه الغارات يأتي كرد على إطلاق ٤ قذائف صاروخية من الاراضي السورية باتجاه اسرائيل، حيث سقط صاروخيْن في منطقة هضبة الجولان وضاروخيْن اخريْن في منطقة الجليل. هذا الاعتداء الصاروخي ارتكب من قبل منظمة الجهاد الاسلامي، بتوجيه وتمويل إيراني، ويعتبر خرقاً فادحاً للسيادة الاسرائيلية”.

 

التطورات الأخيرة دفعت برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الخروج بتصريحات عديدة، علّق فيها على الضربات التي شنتها إسرائيل على مواقع للنظام السوري. وقال “قلت هذا الأسبوع إننا سنصيب من يحاول الاعتداء علينا، وهذا ما قمنا به. الجيش الإسرائيلي استهدف الخلية التي أطلقت تلك الصواريخ والقوات السورية التي سمحت بإطلاقها. لا ننوي تصعيد الأوضاع ولكن سياستنا لن تتغير”.

 

وانتهز نتنياهو الفرصة للنيل من الاتفاق النووي مع إيران، معتبراً أنه “يجب على الدول التي تتسرع إلى معانقة إيران أن تعلم أن قائداً ميدانياً إيرانياً هو الذي رعى ووجه عمليات الخلية التي أطلقت الصواريخ على إسرائيل”.

 

من جهته، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، بالرد على أي هجمات جديدة قد تُشنّ من سوريا. وقال “على من يسعى إلى القيام بذلك أن يعلم أن الجيش الإسرائيلي سيلاحقه من دون هوادة ويضع يده عليه، في أي وقت وأي مكان. وليست لدينا نية بالمساومة حول ذلك، ولا يتعين على أحد أن يختبر إصرارنا”.

 

الاتهامات الإسرائيلية لحركة “الجهاد الإسلامي” تم نفيها من قبل مسؤول المكتب الإعلامي في الحركة داوود شهاب. وقال “سرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد) ووجودها وعملياتها وسلاحها داخل فلسطين المحتل، والعدو يعرف كيف واين سترد السرايا عندما تقرر”، وحذّر إسرائيل “من مغبة اتخاذ هذه الاتهامات ذريعة للمساس بالحركة وقيادتها”.

 

وكان التلفزيون السوري الرسمي قد قال في شريط عاجل إن “طيران الاحتلال الاسرائيلي يستهدف سيارة مدنية في قرية الكوم (بريف القنيطرة)”، ما أدى إلى “استشهاد خمسة مدنيين عزل”. وأشار إلى أن الغارة حصلت عند الساعة العاشرة والنصف من صباح الجمعة، ونُفّذت بواسطة طائرة من دون طيار، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارة أدت إلى “مقتل خمسة أشخاص، بينهم عنصران من قوات الدفاع الوطني، جراء استهداف سيارة كانوا يستقلونها”، كما أسفرت عن تدمير مدفع ومستودع أسلحة للنظام.

 

يشار إلى أنه لم يصدر، إلى الآن، أي موقف سوري رسمي رداً على الاستهداف الإسرائيلي.

 

ما حصل لـ”الفرقة 30″ يحبط آمال واشنطن

بداية كارثية لبرنامج تدريب المعارضة السورية

يقول خبراء إنّ برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة تسبب بإحراج بالغ لإدارة الرئيس أوباما، خاصة وأنّ هجوم جبهة النصرة على الدفعة الأولى من المقاتلين كشف مدى اضطراب استراتيجية تدريب وتسليح المعارضة المعتدلة.

 

عبدالإله مجيد من لندن: أعلن الفصيل السوري المعارض الذي قامت الولايات المتحدة بتدريب عناصره رفضه مقاتلة “جبهة النصرة” التي تنتمي الى تنظيم القاعدة بعد سلسلة من عمليات الخطف التي نفذها مسلحو الجبهة ضد مقاتليه.

 

وقال مصدر في “الفرقة 30” التي استهدفتها جبهة النصرة بحملة من أعمال الخطف انهم يعارضون ايضا الضربات الجوية الاميركية ضد مسلحي جبهة النصرة.

 

وتضفي هذه التصريحات مزيدا من التعقيد على الاستراتيجية الاميركية في سوريا حيث شهدت تراجعات وتأخيرات متعاقبة بعد نشر أكثر من 50 مقاتلا دربتهم الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” منذ بدأ برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة قبل عام.

 

وقال الباحث المختص بشؤون المعارضة السورية المسلحة في مركز بروكنز الدوحة تشارلس لستر ان بداية البرنامج على هذا النحو بداية “محرجة” إزاء القوة العسكرية الهائلة التي تمتلكها الولايات المتحدة، وإذا كان هناك أي أمل بنجاح البرنامج فانه يجب ان يحقق نتائج على وجه السرعة.

 

وكانت “جبهة النصرة” شنت حملة من أعمال الخطف والهجمات على عناصر “الفرقة 30” بعد فترة وجيزة من وصول اول وحدة منهم تضم 50 الى 60 مقاتلا دربتهم الولايات المتحدة في تركيا.

 

واتهمت جبهة النصرة هذه المجموعة من المقاتلين بالعمل على نشر النفوذ الاميركي.

 

وطالت أعمال الخطف قائد “الفرقة 30” مع ستة من عناصرها حين كانوا يخططون لتنفيذ هجوم ضد مواقع داعش في ريف حلب الشمالي.

 

ثم هاجمت “جبهة النصرة” مقر قيادة “الفرقة 30” حيث قتلت 5 مقاتلين واصابت 18 آخرين بجروح.

 

وقصفت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مواقع جبهة النصرة ردا على هذه الهجمات، كما يبدو.

 

وصدرت تقارير متضاربة عن الخسائر التي تكبدتها “الفرقة 30” نتيجة هجوم جبهة النصرة على عناصرها.

 

وتعهدت “الفرقة 30” في بيان عقب أعمال الخطف ضد عناصرها بألا تقاتل جبهة النصرة مؤكدة تركيز عملياتها ضد “داعش” وقوات نظام بشار الأسد.

 

وأعلن البيان ان “الفرقة 30” شُكلت لتحرير سوريا “من عصابات الأسد وداعش”.

 

واضاف ان الفرقة 30 “تتعهد امام الشعب السوري الالتزام بالمبادئ التي نشأت من أجلها وعدم انجرارها لأي معركة جانبية مع أي فصيل وانها لم ولن تقاتل جبهة النصرة أو أي فصيل آخر مهما كانت تسميته أو توجهاته”.

 

وقال مصدر في “الفرقة 30” لصحيفة الغارديان ان الولايات المتحدة ما زالت تدرب عناصرها ولكنها تعارض الضربات الجوية الاميركية ضد جبهة النصرة.

 

واضاف ان الفرقة 30 ليس لها علاقة بضربات التحالف الدولي “وهذه هي الحقيقة، فنحن نعارض الضربات التي تستهدف منشآت جبهة النصرة حتى هذا اليوم”. وقال المصدر “ان هدفنا واضح هو داعش ثم النظام”.

 

واثارت تصريحات “الفرقة 30” تساؤلات عن قدرة الولايات المتحدة باستراتيجيتها الحالية على التأثير في مقاتلي المعارضة الذين دربتهم وجدوى هذه الاستراتيجية في الشبكة المعقدة من سياسة العمل المسلح والتحالفات المتغيرة على الساحة السورية.

 

وقال الباحث تشارلس لستر من مركز بروكنز الدوحة ان “الفرقة 30” لا تعني الأشياء التي قالتها مؤخرا بما في ذلك احتجاجها على الضربات الاميركية ضد جبهة النصرة “ولكنها لا تُلام على بذل مثل هذه المحاولات من أجل انقاذ مصداقيتها على الأرض”.

 

واضاف “ان مما له مغزاه حقيقة ان غالبية فصائل التيار الرئيس للمعارضة تنظر الآن الى الفرقة 30 وبرنامج التدريب والتسليح بشك بالغ لا بسبب عدم التركيز على محاربة النظام فحسب بل بسبب البداية الكارثية التي بدأها مقاتلوها الأربعة والخمسون ايضا”.

 

تمسك ببيان جنيف1

الائتلاف السوري لديمستورا: نرفض إعطاء المزيد من الوقت للأسد

24 – د ب أ

رفض الائتلاف السوري الوطني، بعد مباحثاته مع المبعوث الأممي للازمة السورية ستيفان دي ميستورا، استمرار إعطاء الوقت لنظام الرئيس السوري بشار الأسد من أجل “تعويم نفسه”.

 

وقال بيان للائتلاف اليوم السبت، إن “الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، تباحثت مع فريق المبعوث الدولي دي ميستورا، واستمعت منه إلى شرح عن مسار تطبيق ما ورد في تقريره لمجلس الأمن الدولي، وعن البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن الدولي، وقد تم طرح العديد من الأسئلة والاستيضاحات في الاجتماع، إلا أن الأجوبة لم تكن كافية لتبديد هواجسنا حول العديد من المسائل”.

 

وأضاف البيان: “بات من الواضح أن مسار العمل المقترح يستغرق وقتاً طويلاً، لا يمكن الموافقة على تمريره في ظل ما يقوم به نظام الأسد من سفك دماء وتدمير في بلادنا، وسوف يستفيد من هذا الوقت لتعويم نفسه وتعزيز مكاسبه على الأرض، كما حصل في كل التجارب السابقة”.

 

وتابع البيان: “يضيع دي ميستورا في طيات مسودة خطته المقترحة الهدف المنشود من بيان جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2118، وهو الاتفاق على تشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، تمكن من سرعة تبني خطة تنفيذية لبيان جنيف1، وتوحد فرق العمل التي ستستكمل جميع التفاصيل”.

 

وأوضح أنه “وما زال المجتمع الدولي يتهرب من مواجهة أسّ المشكلة، وهو تحقيق الانتقال السياسي الجذري والشامل دون وجود الأسد وعصبته في المرحلة الانتقالية وما بعدها”، مضيفاً أنه “في الوقت الذي لم يعد هنالك من شك في شرعية تمثيل قوى الثورة والمعارضة، يجري تشويه إرادة الشعب السوري من خلال الانتقائية في اختيار ممثليه، كما حدث في مشاورات جنيف الماضي”.

 

وأكد البيان أن أي عملية سياسية لا يمكن لها النجاح إلا إذا تمتعت بالنزاهة والحيادية في مصداقية التمثيل، وابتعدت عن أي إملاء أو محاولة تصنيع مسبق وخارجي .

 

وأكد الائتلاف السوري تمسكه بدور الأمم المتحدة في الحل السياسي، وأهمية أن تؤدي المنظمة الدولية دورها الطبيعي في محاسبة مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية.

 

الزبداني.. بوادر معركة استنزاف طويلة  

دخلت معركة الزبداني في ريف العاصمة السورية دمشق يومها الثاني والخمسين بتقدم مقاتلي “أسود الزبداني” وجبهة النصرة الذين أعلنوا بدء معركة فك الحصار عن المدينة، بعدما فشل وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي في إرساء هدنة في المدينة.

 

وشهدت الزبداني يوما حافلا الخميس لمصلحة المعارضة المسلحة التي شنت هجوما مباغتا من الجبل الشرقي وكمنت لقوات النظام وتمكنت من السيطرة على بعض النقاط وإيقاع خسائر في صفوف الجيش السوري وحزب الله، بحسب مصادر المعارضة.

 

أما الجيش السوري وحزب الله فردا بقصف متقطع استهدف تجمعات عديدة داخل المدينة ومحيطها. ونعى حزب الله ستة من عناصره يعتقد أنهم قتلوا في هجوم المعارضة على الزبداني، لكن الحزب لم يحدد المكان الذي قتلوا فيه.

 

ويؤشر الهجوم الذي بدأته قوات المعارضة إلى قدرات تكتيكية متوفرة، في وقت تشيع وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن الزبداني سقطت عسكريا وأن اقتحامها واحتلالها مسألة ساعات.

 

لكن التطورات على أرض المعركة تشي بغير ذلك، فمقاتلو المعارضة بيّنوا أن قدرتهم على المبادرة لا تزال موجودة بعد 52 يوما على إغلاق كافة مداخل ومخارج المدينة، وسيطروا في هجوم أمس على دبابة وصواريخ وأسلحة متوسطة وخفيفة ستعزز قدرتهم على الصمود.

 

ويدرك مسلحو المعارضة الذين يبلغ عددهم نحو ألف ومعظمهم من أبناء الزبداني، أنهم غير قادرين وحدهم على فك الحصار عن المدينة.

وتشير مصادر المعارضة المسلحة إلى أن إستراتيجية هذه الفترة وبانتظار تطورات تأتي من خارج المدينة، ستكتفي بهجمات متفرقة مباغتة على حواجز ومراكز للجيش السوري وحزب الله، وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر ثم الانسحاب إلى مواقعهم.

 

وتقول مصادر المعارضة السورية إن مقاتلي الزبداني ينتظرون تطورات متوقعة على ثلاث جبهات خلال الأيام القليلة المقبلة، سيكون لها تأثير مباشر قد يقلب موازين المعركة أو على الأقل يعيد التوازن إليها إذا حصلت.

 

وبحسب المصادر فإن أبرز التطورات المتوقعة سيكون التصعيد على محور المناطق المحيطة بالزبداني والتي يشهد بعضها مفاوضات، يضاف إلى استعدادات تجري لمعركة مفتوحة في كفريا والفوعة في إدلب للسيطرة على البلدتين، مع وعود بالتدخل من أكثر من جبهة لدعم مقاتلي الزبداني.

 

أما في حال تأخر هذه التطورات، فتؤكد المصادر أن المسلحين لن يسلموا الزبداني، وأن الاقتحام من قبل الجيش السوري سيكون عملا انتحاريا، معتبرة أن المعركة إذا استمرت على سيرها الحالي ستكون معركة استنزاف لا غالب ولا مغلوب فيها.

 

وعلى مستوى المدنيين، تشير مصادر المعارضة إلى أن أعدادا كبيرة منهم نجحت في الخروج من المدينة مما يخفف الضغط عن المسلحين.

أما رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات هشام جابر فلا يرى أن المسلحين الموجودين في الزبداني قادرون على تحقيق خرق يؤدي إلى فك الحصار والدخول في معركة تشبه ما يجري في داريا، لأسباب عديدة أبرزها أن “الزبداني محاصرة من كل الجهات، كما أن القرار باستعادتها من قبل الجيش السوري وحلفائه اتخذ ولا عودة عنه”.

 

لكن العميد المتقاعد يبدي في حديث للجزيرة نت ثقة بأن المعركة ستستمر لأسابيع إضافية خصوصا أنها باتت حرب عصابات تتنقل من شارع إلى آخر ومن مبنى لآخر، معتبرا أن “الخيارات كلها من أرض محروقة أو مواجهة مباشرة مع الثوار ستأخذ وقتا طويلا، لأنه لا يمكن بسهولة استعادة منطقة يقاتل فيها أبناؤها الذين يعرفون الأرض جيدا ويتمسكون بها ولا خيار آخر لديهم سوى القتال”.

 

وقال جابر إن “الأيام القليلة المقبلة قد تشهد هدنة جديدة في الزبداني تكون مثل مقايضة بين المدينة ومناطق ثانية في ريف دمشق الغربي، وهي مصلحة للجيش السوري الذي سيريح نفسه ويريح المدينة”.

 

لماذا تستعصي الزبداني على النظام وحزب الله؟

بعد صمود الزبداني نحو خمسين يوما أمام حصار قوات النظام السوري وحزب الله والمليشيات الأخرى، أصبحت هذه المدينة نموذجا لتطور نوعي في قدرات فصائل المعارضة السورية وأدائها، رغم الفارق الهائل في القوة النارية.

 

آخر الأخبار ما أورده مراسل الجزيرة في لبنان بأن عدد قتلى حزب الله اللبناني في اشتباكات مدينة الزبداني ارتفع إلى ثمانية في الـ24 ساعة الماضية، وبذلك يكون الحزب قد تكبد منذ محاولته اقتحام مدينة الزبداني مطلع يوليو/تموز الماضي ستين قتيلا.

 

يضاف ذلك إلى ما قالته مجلة فورين بوليسي الأميركية إن عدد قتلى حزب الله منذ دخوله سوريا يقدر بألف قتيل، ليأتي السؤال: ما أسباب استعصاء الزبداني على قوات النظام وحزب الله طوال هذا الوقت رغم توعدها بالحسم مرارا؟

 

في حلقة 21/8/2015 من برنامج “ما وراء الخبر” قال الكاتب الصحفي قاسم قصير إن الزبداني منطقة آهلة بالسكان، انضم إليها أناس كثيرون ممن انسحبوا إليها من القلمون، كما أن تحصيناتها أكثر من المناطق الأخرى، ولديها عدد كبير من المقاتلين.

تورط إيراني

بدوره، تحدث أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد عن التورط الإيراني المباشر في الحرب، وفي قيادته المفاوضات مع حركة أحرار الشام التي تدافع عن المدينة، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات لم تكن لوقف إطلاق النار بل لتنفيذ عملية تطهير بإفراغ المدينة من سكانها.

 

وأحال زياد ماجد ما يسمى “عقدة الزبداني” إلى أن قدرات المعارضة تطورت بالمقارنة مع معارك القصير ويبرود التي غزاها حزب الله سابقا، وهم (أي المعارضين) يملكون إرادة قتالية وتلعب الجغرافيا لصالحهم ضد التفوق العسكري للنظام المدعوم من إيران.

 

من ناحيته، قال الخبير العسكري فايز الدويري إن معظم المقاتلين من أبناء الزبداني يقاتلون عن أرضهم وعرضهم، وهم منذ ثلاث سنوات تحت الحصار استطاعوا إنشاء أنفاق تصل إلى مضايا ومناطق أخرى للتزود بالمؤن.

 

ولفت إلى أن هذه الأنفاق ليس شرطا أن تكون تحت الأرض بل مداخل بين البيوت يعرفها سكان المدينة، وتختفي عن أعين قوات النظام وحزب الله.

3000 برميل

وأضاف الدويري أن المدافعين عن المدينة يواجهون فصائل عديدة، من بينها فصيل أحمد جبريل والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد وقوات النخبة من حزب الله، وهؤلاء يعتمدون سياسة الأرض المحروقة، ومن ذلك أن ثلاثة آلاف من البراميل المتفجرة سقطت على الزبداني، إضافة إلى الصواريخ الفراغية والكاتيوشا.

 

وحول التململ في أوساط الشيعة في لبنان بعد هذا العدد من قتلى حزب الله، قال زياد ماجد إن هذا التململ ما زال محدودا، ويحظى الحزب بشعبية واسعة، لكنه أشار إلى أن دخول الحزب المستنقع السوري لا ينتهي بمعركة، فالقلمون بعد أن دخلها الحزب عاد بعد عام ليتحدث عن تحضيره لمعركة القلمون.

 

وشبّه ماجد سوريا بفيتنام أمام المتورطين بها، لافتا إلى أن البيئة التي يمثلها حزب الله لا تمثل شيئا أمام بلد وشعب يتفوق بكثير في الحاضنة الشعبية التي ثارت ضد النظام، حتى لو كانت الإمكانيات محدودة.

 

لكن قاسم قصير -من جهته- قال إن الوضع في سوريا لم يعد بين شعب ونظام، بل الحرب هي حول من يسيطر على سوريا “هل داعش أم النصرة”؟ لافتا إلى أن حزب الله يعتبر الانتصار في معركته محددا لمستقبل المقاومة في المنطقة.

 

تنظيم الدولة يتقدم غرب الحسكة والوحدات شرقها  

أيمن الحسن-الحسكة

سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في الأيام القليلة الماضية على عدد من النقاط المحيطة بجبل عبد العزيز غربي مدينة الحسكة، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) التي سيطرت على مواقع تابعة للتنظيم في الريف الشرقي لمدينة الحسكة، وباتت على أعتاب البحرة الخاتونية التي لا تبعد عن بلدة الهول سوى 12 كم من الجهة الشمالية الشرقية.

 

وأكد الناشط أبو منهل الحسكاوي، أن تنظيم الدولة سيطر على عدة قرى في ريف الحسكة الجنوبي الغربي، بعدما شن هجمات عديدة استهدفت قوات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، قتل على إثرها العشرات من العناصر الكردية بينهم قادة ميدانيون.

 

وأشار أبو منهل في حديث للجزيرة نت، إلى أن التقدم الذي أحرزه التنظيم وإن لم يكن على نطاق واسع، إلا أنه تزامن مع الهجوم الذي يتعرض له الريف الشرقي للحسكة، في ظل محاولات حثيثة من الوحدات الكردية للتقدم والسيطرة على بلدة الهول الهامة بالنسبة لتنظيم الدولة.

 

وقال الناشط السوري “يسعى التنظيم لفتح جبهات متعددة، بعد انحسار تواجده في ريف الحسكة، حيث بات يقتصر على الريف الجنوبي، الذي أصبح مهددا عقب الهجمة التي يتعرض لها التنظيم في عموم مناطق انتشاره بالحسكة”، مشيرا إلى أن طيران التحالف يسعى إلى التضييق على تنظيم الدولة من خلال قصف مكثف استهدف مناطق سيطرته خلال الأيام الماضية.

 

وتقدمت الوحدات الكردية في الريف الشرقي لمدينة الحسكة، وباتت على أعتاب البحرة الخاتونية -التي لا تبعد عن بلدة الهول سوى 12 كم من الجهة الشمالية الشرقية- حيث تسعى لإحكام السيطرة على هذه المنطقة، التي تعد من أهم معاقل التنظيم وبوابته إلى الموصل في العراق.

 

وأوضح الناشط هشام المحمد، أن معارك ضارية تدور في ريف بلدة الهول من الجهة الشمالية الغربية، بين وحدات الحماية الكردية وتنظيم الدولة، وسط قصف عنيف من قبل طيران التحالف الذي بات لا يغادر سماء المنطقة.

 

وقال المحمد للجزيرة نت، إن الوحدات الكردية أحرزت تقدما في عموم الريف الشمالي والغربي، وباتت تشكل طوقا من الجهة الشمالية والغربية على التنظيم في بلدة الهول شرقي سوريا، مشيرا إلى أنه لم يعد يفصل القوات الكردية عن البلدة سوى بضعة كيلومترات.

 

وتعد بلدة الهول من المعاقل الهامة بالنسبة لتنظيم الدولة، لأنها تربط الجانب السوري بالعراقي من جهة الموصل، بالإضافة إلى غنى هذه المنطقة بآبار النفط التي تعد من أهم مصادر تمويل التنظيم.

 

يشار إلى أن عدد سكان البلدة المذكورة -التي تقع في الجهة الشرقية من محافظة الحسكة على الحدود السورية العراقية- يبلغ نحو 15 ألف نسمة.

 

حضن قاتل أم إفطار رمضاني؟.. هكذا “طارت” وزيرة سورية

العربية.نت – عهد فاضل

ذكرت مصادر إخبارية عربية، في الساعات الأخيرة، أن ظهور الدكتورة كندة الشماط، وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة، مع الضابط في جيش نظام الأسد، والملقّب بـ”النمر” وهو العقيد سهيل الحسن، في صورة “حميمة” كان سببا لإعفائها من منصبها.

واعتمدت تلك المصادر الإخبارية السابقة، في ذلك، على مجموعة من ردود الأفعال التي رصدتها في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تؤكد، بحسب قول تلك المصادر، أن الوزيرة السورية المقالة ظهرت وهي تعانق الضابط “بحميمية واضحة”، ما فسّره العديد من المتابعين والمعلّقين على مواقع التواصل بأنه السبب الحقيقي وراء إقالة الوزيرة”.

إلا أن متابعين للشأن السوري، يستبعدون أن يكون للصورة هذه، أو غيرها من فئتها، أي تأثير على “إقالة الوزيرة من منصبها أو عدم إقالتها”. وتجمل المصادر السابقة تشكيكها بدور الصور بالإقالة هو أن “الصور لا تتعدى المألوف” وكذلك هي “وسط مجموعة من الضباط والناس العاديين” كما أنها “لا تحتوي على أي تفاصيل استفزازية أو خارجة عن المألوف والأدب”.

كما أنه لو كان لهذا الظهور أن يتسبب في إعفائها من منصبها، لكان الأحرى “أن يتسبب بإعفاء الضابط نفسه” معها أيضاً.

وكان موقع “العربية.نت” قد نشر في وقت سابق، من شهر رمضان الماضي، هجوم أنصار النظام السوري، في منطقة الساحل، على الوزيرة الشماط، حيث اتهمومها بالاهتمام بأهالي “المسلحين على حساب الجيش”. كما تم التجريح بشخصها من قبل أنصار النظام، وتم التعامل مع الوزيرة “بشكل فئوي” كما يؤكد مصدر من داخل اللاذقية. فنشروا صورة لأطباق طعام من اللحم والفريك وقالوا إن الوزيرة تقدمها “لأهالي المسلحين” في إفطار رمضاني!

فجاء “الاتهام للوزيرة بالتقصير” وبعد هجوم عنيف استمر أكثر من شهرين، فقط لأنها تهتم بالنازحين السوريين في مختلف المحافظات. حيث اتهمها أنصار النظام، في منطقة الساحل تحديدا، بأنها “تجامل أهالي المسلحين” بينما هي كوزيرة-يضيف المصدر- لا تميز بين أهالي مسلحين وغير مسلحين. لينتهي المصدر مؤكدا: “لقد أطاح الطائفيون بالوزيرة فقط لأنها تحب بلدها” على حد قوله.

يذكر أن الصور التي جمعت العقيد بالدكتورة، منشورة منذ حوالي الأسبوعين، وليس كما تقول مصادر إنها نشرت منذ يومين. وترجح مصادر مختلفة أن الرئيس السوري أصبح أقرب “إلى طائفته من أي وقت مضى” بسبب استجابته المتسرعة “وغير المؤسساتية” لشكاوى ذات طبيعة “طائفية” خالصة.

ويقول المراقبون، إن هزائم جيش النظام المتوالية، وخسارته للمزيد من الأراضي، في مقابل تقدم المعارضة وتحقيقها الانتصارات، جعلت من الأسد “دمية بيد طائفته بدليل أنه استجاب لشكوى لا يوجد أي دليل على صحتها” وأنه لو دقق في تفاصيل “عمل الدكتورة المقالة لوجد أنها تتعامل بعدالة”. متسائلا: “هل المطلوب من وزيرة شؤون اجتماعية أن تقيم في اللاذقية كي يقال عنها وطنية؟” يختم المصدر السابق مؤكدا أن الأسد لم يبق له “غير اللاذقية” عمليا، وهذا هو السبب وراء الاستجابة “الرعناء” لشكوى ضعيفة الأساس وذات طبيعة “ضيّقة” خالصة، بدليل الترحيب غير المسبوق بإقالة الشماط، على صفحات النظام الموالية التي تعنى بمنطقة الساحل تحديدا.

 

سوريا.. انضمام مقاتلين جدد دربتهم أميركا للجيش الحر

اسطنبول – رويترز

قالت مصادر دبلوماسية لرويترز، اليوم الجمعة، إن المجموعة الثانية من مقاتلي المعارضة السورية الذين دربهم في تركيا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يمكن أن تنشر في سوريا خلال أسابيع في إطار حملة لإبعاد مقاتلي تنظيم داعش عن حدود تركيا.

وتعتزم الولايات المتحدة وتركيا توفير غطاء جوي لمن تعتبره واشنطن من المعارضة السورية المعتدلة في عملية مشتركة لطرد التنظيم المتطرف من منطقة مثلثة على الحدود طولها تقريبا 80 كيلومترا.

وبدأت الطائرات الأميركية بالفعل تشن غارات انطلاقا من قواعد تركية قبل الحملة.

ويقول دبلوماسيون مطلعون على الخطط إن منع داعش من استغلال الحدود التركية في نقل المقاتلين الأجانب والإمدادات قد يغير موازين المعركة، لكن الخطط واجهت عدة مشاكل.

فقد أعلنت جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا أواخر الشهر الماضي أنها احتجزت عددا من المجموعة الأولى التي دربتها الولايات المتحدة المكونة من 60 مقاتلا في شمال سوريا بعد أسابيع من نشرهم، وحذرت آخرين وطلبت منهم الانسحاب من البرنامج.

وأبرز احتجازهم مدى هشاشة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتدريب وتسليح الآلاف من أعضاء المعارضة السورية الذين خضعوا للتدقيق قبل اختيارهم الانضمام إلى برنامج تدريب على مدى الثلاث سنوات القادمة على أمل مساعدتهم في الدفاع عن مناطق سورية في مواجهة داعش.

وقال مصدر دبلوماسي “على الرغم مما أحاط به من تشاؤم فإنه من السابق لأوانه استبعاد هذا البرنامج. موارد هائلة استثمرت في هذا حتى ينجح ونعتقد أنه سينجح في النهاية”.

وتتدرب المجموعة الثانية من مقاتلي المعارضة في تركيا حاليا على أيدي مدربين عسكريين أميركيين وبريطانيين، وسيتم إرسالهم إلى سوريا فور انتهاء التدريب خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وقال المصدر إن تحديد المكان الذي سيرسلون إليه في سوريا سيعتمد على “التطورات الأخيرة في مسرح المعارك”.

وأضاف المصدر أنه من المتوقع نشر ألف مقاتل في سوريا بحلول نهاية العام. ورفض مسؤولون أتراك التعليق بشكل رسمي لكن مصدرا دبلوماسيا تركيا أكد أن التدريب يجري.

وكرر البيت الأبيض الأميركي ووزارتا الدفاع والخارجية التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن المقاتلين بعد هجوم جبهة النصرة. وشنت قوات التحالف ضربات جوية في شمال سوريا وقت الهجوم تقريبا.

 

لبنانيون شيعة وسوريون علويون: #إيران تأكل بلادنا

العربية.نت

أطلق مثقفون وصحافيون لبنانيون وسوريون بياناً موجهاً إلى “اللبنانيين الشيعة والسوريين العلويين” بعد مفاوضات “الفوعة/الزبداني” التي شاركت فيها إيران.

ووقع هؤلاء بصفتهم “مجموعة من اللبنانيين الشيعة والسوريين العلويين”، على بيان لإعلان موقفهم من المفاوضات التي اعتبروها “وقاحة”، كون إيران كانت طرفاً واضحاً ومعلناً، وهو مؤشر على سحب صفة المواطنة من الشيعة والعلويين في سوريا ولبنان، وهدفه هو التهجير الديموغرافي الطائفي، حسب قول هؤلاء.

وتضامنَ المثقفون الشيعة مع المثقفين العلويين الذين وقعوا على البيان، فآثروا حجب أسمائهم أيضا، لأن عددا من المثقفين العلويين الذين وقعوا البيان لايزال يتنقل مابين بيروت واللاذقية، فقرروا حجب أسمائهم تجنبا لملاحقة النظام الأمنية لهم.

وأكد البيان (وصل إلى العربية.نت نسخة منه) على مجموعة من الحقائق التي تحتم تجاهل هذه المفاوضات وعدم إبداء أي رد فعل اتجاهها، لأن العكس يعني الاعتراف بعدم المواطنة والموافقة على التخلي عن كل حقوق المواطنة في لبنان وسوريا لصالح سياسة الاستتباع الإيرانية.

 

نص البيان الذي وقعه هؤلاء المثقفون

وأطلق المثقفون والصحافيون الشيعة هاشتاغ #بيروت_اللاذقية، للتذكير والتنبيه من هدف إيران الذي كررته مراراً على ألسنة عدد من مسؤوليها، بأن نفوذها الإقليمي يمتد من صنعاء إلى بيروت مروراً بدمشق وبغداد، وهي لم تعد ترى من حرج في تحجيم وكلائها المحليين، حدَّ تنحيتهم جانباً، ومن التفاوض المباشر بالنيابة عن (الشيعة) وعن (العلويين) وعن كل الذين تُنْزِلُهم في منزلة (الرعايا) و(الجاليات)”.

وأشار البيان بحسب أصحابه إلى أن القبول والاستمرار بالتسليم ليس أكثر من رضا وخنوع، وجر البلاد “سوريا ولبنان” إلى مزيد من الحروب الأهلية وفرز طائفي ديموغرافي.

ووجه البيان نداء إلى اللبنانيين الشيعة والسوريين العلويين، للتأكيد على أن ما قبل مفاوضات الفوعة/الزبداني، ليس كما بعدها، فمع هذه “المفاوضات (وَضَحَ الصّبح لذي عينين)، ولم يبقَ لنا، ولسوانا من الجماعات التي تستتبعها إيران باسم العصبية المذهبية إلا أنْ نختار، رغم مشقة الاختيار، بين أن نكون أبناء أوطاننا وبين أن نتحول إلى سقط متاع إمبراطورية كرسيها في طهران وعلى عرشها الولي الفقيه”.

 

أميركا.. مظاهرة بالشموع في ذكرى “كيمياوي الغوطة” بسوريا

دبي – قناة العربية

نظم المجلس السوري الأميركي مظاهرة في نيويورك أُضيئت فيها الشموع في ميدان “تايمز سكوير” الشهير في قلب المدينة، لتسليط الأضواء على مجزرة دوما في السادس عشر من أغسطس الجاري وإحياء للذكرى السنوية الثانية لمجزرة الغوطة.

وعبر المتظاهرون الذين قدر عددهم ببضع مئات عن غضبهم من الإدارة الأميركية والأمم المتحدة لعدم تحركهما بحزم لوضع حدّ لجرائم النظام السوري، واضعين على عاتقهما معظم مسؤولية ما آلت إليه الأمور في الأزمة.

وأضاء المتظاهرون الشموع لضحايا الغوطة، ثم وقفوا دقيقة صمت حداداً على أرواحهم.

 

اشتباكات وقصف جوي في مختلف المدن السورية

دبي – قناة العربية

استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة لها من جهة وبين قوات المعارضة من جهة أخرى في منطقة دروشا في ريف دمشق الغربي.

كما تستمر المعارك بين قوات الأسد وحزب الله من جهة وبين قوات المعارضة ومقاتلين محليين في الزبداني.

كذلك سمع دوي انفجار في محيط مطار كويرس العسكري، الذي تحاصره عناصر من تنظيم “داعش” بريف حلب الشرقي، ترافق مع قصف جوي من طائرات النظام على المناطق المحيطة بالمطار.

واستهدف طيران النظام الحربي مدينة جسر الشغور بغارات عدة، وقصف بلدتي سهل الروج والبارة بريف إدلب، وفق الهيئة العامة للثورة.

وقصفت قوات الأسد حي الوعر في حمص، ما أسفر عن سقوط إصابات بين المدنيين, إضافة إلى قصف قرية العريمة بريف حمص.

 

تدمير دير مسيحي وسط سورية ومراقبون يشيرون لخطة لتهجير المسيحيين لمناطق سيطرة النظام

روما (21 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد مدير المرصد الآشوري أن تنظيم الدولة الإسلامية قد دمّر دير مار إليان التاريخي في مدينة القريتين المتاخمة للبادية السورية والتي تبعد نحو 85كم عن مركز محافظة حمص السورية صباح الخميس العشرين من آب/أغسطس مستخدمين الجرافات بحجة أنه “يعبد من هو غير الله”، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي للنظام لنحو عشرين غارة على مناطق في مدينة القريتين

 

وحول السبب المباشر وراء تدمير الدير، قال مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان جميل دياربكرلي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن “السبب كالعادة بالنسبة لنا هو محو أي أثر أو دليل على الوجود ما قبل (داعش)، والاستمرار بسياسة الشرق الأوسط الجديد الذي لا مكان للمسيحيين فيه، بالإضافة إلى محاولة طمس ما تبقى من الهوية الحضارية السورية”، موضحا أن الدير كان فارغاً بعد أن اختُطف رئيسه الأب يعقوب مراد والراهب بطرس منه في السابع والعشرين من أيار/مايو الماضي

 

وحول أسباب تعرّض مسيحيي مدينة القريتين بالذات لجرائم وتهديد من قبل تنظيم (الدولة الإسلامية) أكثر من غيرهم، قال “الجواب لذلك بما سبق ذكره، فيبدو أن هناك خطة لتفريغ المنطقة من المسيحيين وإجبارهم على النزوح لحمص ومناطق الساحل التي يسيطر عليها النظام، فالعملية ليست بريئة، وهي تندرج ضمن مخطط يهدف لتقسيم البلاد على أساس طائفي وعرقي”، وفق وصفه

 

ودير مار إليان الناسك دير سرياني قديم يعود للقرن الخامس للميلاد، عاش الرهبان فيه حياة نسك وتعبد وضيافة وفلاحة حتى نهايات القرن السابع عشر، وخلال العقدين الماضيين قامت جماعة مار موسـى الحبشي، الرهبانية التي أسسها الراهب اليسوعي المختطف باولو دالوليو، بتجديد الحياة الرهبانية في الدير فاتحة أبوابه لاستقبال الزوار والمصليين، وجاعلين منه مركزاً للحوار بين الأديان وللقاءات المسكونية، وتعود ملكيته لأبرشية حمص وحماة والنبك للسريان الكاثوليك

 

وما يزال مصير نحو مائة عائلة مسيحية محتجزة لدى تنظيم (الدولة الإسلامية) منذ سيطرته على المدينة مجهولاً حتى الآن

 

وأعرب المرصد الآشوري في بيان عن قلقه الشديد حيال هذه الانتهاكات والجرائم، وقال إنها “تهدف إلى ضرب الوجود المسيحي في سورية بشكل خاص وفي الشرق بشكل عام”، وناشد الأمم المتحدة، ومجلس الأمن والجهات التي تدعو إلى الأمن والسلام، إلى “التدخل لوضع حد لجميع الهجمات الإرهابية التي تستهدف الحجر والشجر والبشر”، في سورية

 

تحذير من كارثة إنسانية في مدينة قرب دمشق يحاصرها النظام وحزب الله

روما (21 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

حذّر نشطاء وسكان محليون من كارثة إنسانية تتعرض لها مدينة الزبداني الواقعة في الريف الغربي للعاصمة السورية دمشق، وأشاروا إلى أن أكثر من ألفي عائلة محاصرة في المنطقة تفتقر لأدنى حد من الاحتياجات الإنسانية وتواجه مصيراً مجهولاً

 

وقال الناشط رياض عساف من مدينة الزبداني غرب دمشق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك نحو ألفي أسرة محاصرة جلّها نساء وأطفال، والكثير من الجرحى والمرضى المدنيين، محاصرين من قبل ميليشيات حزب الله اللبناني والقوات العسكرية للنظام، ويفتقدون لكل المقومات التي تضمن لهم الحياة”، وفق قوله

 

وأضاف “بعد نحو خمسين يوماً من القصف المتواصل على المدينة، سقط خلالها نحو1500 برميل متفجر وصاروخ، يمنع النظام السكان من الخروج من المنطقة، ويشدد على إقامة من استطاع الخروج في وقت سابق، ورغم أن قسماً كبيراً من مقاتلي المدينة خرجوا من أحيائها السكنية إلا أن النظام وميليشيات حزب الله يستمرون بقصف الجزء السكني من المدينة دون تمييز، وخلال اليومين الماضيين تم استخدام الراجمات في القصف”، حسب تأكيده

 

وما يزال مقاتلو المعارضة السورية يتحصنون في المدينة وحولها لمنع ميليشيات حزب الله وقوات النظام السوري من اقتحامها والسيطرة عليها لما تُشكّل من أهمية استراتيجية وعسكرية للطرفين، ويتحصن قسم من المقاتلين في أطراف المدينة وقسم في الجبال بعض المطلة عليها والمحطية بها، ويتكبد الطرفان خسائر بشرية بشكل مستمر

 

وشهدت الزبداني والجبال المحيطة بها من الشرق والغرب عشرات معارك الكر والفر بين المعارضة وقوات النظام والحزب اللبناني، دون أن يتمكن النظام من السيطرة بشكل عسكري على المدينة، علماً بأن النظام يحاصر المدينة منذ نحو ثلاث سنوات

 

وتوقف القتال والقصف لمدة 48ساعة وفق هدنة مؤقتة، في إطار مفاوضات جرت بين ثوار المدينة وحركة (أحرار الشام) من جهة ووفدٍ إيراني من جهة ثانية، تقوم على وقف العمليات في الزبداني مقابل نفس الأمر على قريتين شيعيتين (كفريا والفوعة) شمال سورية تتعرضان لحملة من المعارضة، وفشلت نتيجة طلب إيران خروج المقاتلين من المدينة وفق المعارضة التي أكّدت أيضاً أن النظام وحزب الله يردون رداً انتقامياً بالبراميل المتفجرة

 

ما حقيقة الموقف الروسي من الأزمة السورية؟

موسكو تواصل التأكيد بأنه لا غنى عن الأسد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، على الرغم من التقارير الأخيرة التي أشارت إلى أنّ الكرملين يبدي مزيداً من المرونة بشأن هذه النقطة، حتى أن لافروف وفي 9 آب/أغسطس، انتقد بشدة إصرار واشنطن على ضرورة رحيل الأسد”

عربي 21

 

تعرض تقرير نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، للموقف الروسي حيال الأزمة السورية، وتساءل التقرير عن النشاط الدبلوماسي للسياسيين الروس تجاه أطراف الأزمة السورية.

 

كاتبة التقرير الباحثة في معهد واشنطن آنا بورشيفسكايا، رأت في تقريرها أن “الكرملين يستمر بالدفع بجدول أعمال يخدم مصالحه الخاصة، أي تصوير موسكو بمظهر الوسيط البنّاء الذي يتّمتع بمصداقية وشريكاً دولياً، وتحويل الانتباه عن العدوان الذي تشنّه روسيا ضدّ أوكرانيا، والسماح لبوتين بتجنب عملية جنيف والحفاظ على الأسد في السلطة”.

 

واعتبرت الباحثة أن “دعوة بوتين إلى قيام تحالف دولي ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية، تهدف على الأقل جزئياً، إلى تعزيز حرب روسيا نفسها ضدّ المسلّحين في شمال القوقاز، الذين انضمّ بعضهم إلى تنظيم داعش في سوريا والعراق، وبإمكان مثل هذا الجهد أن يُضفي الشرعية أيضاً على سياسات موسكو الاستبدادية في تلك المنطقة، والتي ساعدت على تنامي التطرّف هناك في المقام الأول”.

 

في غضون ذلك، لفتت الباحثة بورشيفسكايا، إلى أن “موسكو تواصل التأكيد بأنه لا غنى عن الأسد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، على الرغم من التقارير الأخيرة التي أشارت إلى أنّ الكرملين يبدي مزيداً من المرونة بشأن هذه النقطة، حتى أن لافروف وفي 9 آب/أغسطس، انتقد بشدة إصرار واشنطن على ضرورة رحيل الأسد”.

 

وتابعت أنه بالرغم من ذلك فإنه في “حزيران/يونيو، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة لتشكيل جبهة لمحاربة الإرهاب تكون متّحدة ضدّ تنظيم داعش وتنطوي على التعاون مع الأسد، وعندما شنّت القوات الأمريكية غارات جوية انفرادية في سوريا من قاعدة جوية تركية دون الحصول على إذن من دمشق، انتقد لافروف الخطوة واصفاً إياها بـ “تدخل أجنبي” ينبغي وضع حدّ له”.

 

وفي استعراض لموقف موسكو من مراحل الأزمة السورية، عرجت كابتة التقرير إلى مباحثات “جنيف3″، منوهة إلى أن “موسكو لم تقترب في مبحثات “جنيف3” من إيجاد حلّ في كانون الثاني/يناير أو نيسان/أبريل، كما كان عليه الحال مع محادثات “جنيف 1″ و”جنيف 2” التي جرت في السنوات الماضية، وبدلاً من ذلك، سوف يستخدم الكرملين على الأرجح مؤتمر “جنيف 3″ لتحقيق مصالحه الخاصة المتمثّلة في إظهار النفوذ الروسي وإعادة توجيه النقاش نحو محاربة تنظيم الدولة الإسلامية بالطريقة التي يتصوّرها بوتين، عوضاً عن العمل حقاً على إنهاء أعمال العنف في سوريا”.

 

بناء على ذلك، رأت الباحثة بورشيفسكايا أنه “ينبغي على الولايات المتحدة أن تؤكد لروسيا بأنها لا يمكن أن تكون شريكاً دولياً بنّاءً بإخلاص إلا إذا نظرت أبعد من مصالحها وتمسّكت بروح “بيان جنيف”، الذي اعتبر الأسد جزءاً من المشكلة في سوريا، وليس جزءاً من الحل. لذا ينبغي على واشنطن ألا تسمح لموسكو بإعادة توجيه الحديث بعيداً عن هذا الهدف”.

 

وشددت الباحثة في معهد واشنطن آنا بورشيفسكايا في نهاية تقريرهاعلى أنه في الوقت نفسه، “يجب على واشنطن أن تعترف بأنّ الجهود الدبلوماسية المشتركة مع روسيا لها حدودها عندما يتعلّق الأمر بسوريا”، مشيرة إلى أنه “من غير المرجح أن تعكس موسكو موقفها الواضح من الأسد”.

معهد واشنطن

 

دم سوق “دوما” المسفوح في سوريا.. أن تقول “أخبرناكم” ليس كافيا

هافينغتون بوست-

الغارات الجوية التي شنت يوم الأحد على سوف مزدحم قرب دمشق وأدت إلى مقتل أكثر من 100 مدني وجرح حوالي 500 آخرين كانت مدمرة ولكنها لم تكن مفاجئة.

هذه الغارات التي شنت على سوق ساحات الغانم في دوما في الغوطة الشرقية ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة الغارات التي يشنها نظام بشار الأسد على مناطق المعارضة. مرة أخرى, تستهدف المقاتلات الجوية السورية ذات الصناعة الروسية أماكن شعبية مكتظة, تضم أسواقا أو قرب المساجد بعد الصلوات, بحيث يبدو أنها مصممة لإحداث أكبر قدر من القتلى بين المدنيين وتدمير الأماكن التي يترددون عليها.

الأربعاء الماضي فقط, أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا بعنوان “متروكون للموت تحت الحصار: جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في الغوطة الشرقية في سوريا”, وثقت المنظمة فيه عشرات من مثل هذه الغارات حصدت أرواح عدد هائل من المدنيين. مع عدم وجود أهداف عسكرية في الأماكن المستهدفة أو بالقرب منها, يبدو أن معظم الهجمات كانت مصممة لاستهداف المدنيين تحديدا: وبالتالي فإنها وبدون شك جرائم حرب.

في يوم نشر التقرير, هاجمت طائرات النظام الحربية نفس السوق في دوما, إضافة إلى أسواق في البلدات المجاورة : حمورية وكفر بطنا وسقبا. نتج عن هذه الهجمات عشرات الإصابات. جميع تلك المناطق تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة المعارضة لحكم بشار الأسد وهذا النمط من الهجوم يشير إلى أن قواته تسعى إلى ترويع السكان المحليين وجعل الحياة صعبة ومؤلمة بقدر الإمكان لكل من يعيش هناك.

يوم الأحد, وردت تقارير عن وقوع أربع غارات جوية على سوق دوما في ظرف 10 دقائق. وهكذا فإنه حالما يقوم السكان المحليون وطواقم الإسعاف بالتوجه إلى مكان القصف تقوم الطائرات بقصفهم مرة أخرى, وهي أهداف سهلة بالنسبة للطائرات الحكومية التي تقصف من الأعلى. مرة أخرى, نمط مألوف.

المنشآت الطبية المحلية شغلت تماما. قال عامل رفيع في المجال الطبي لمنظمة العفو الدولية بأن لديهم نقصا حادا في معدات العناية المركزة, تشمل أكياس الدم والسوائل والمضادات الحيوية والمسكنات والطاقم الطبي. وأضاف :” معظم العمليات تجرى على يد طلاب”.

أحد النشطاء في مجال حقوق الإنسان أعرفه تماما منذ أكثر من عقد وأثق به أخبرني بأنه حتى إرسال سيارة إسعاف لنقل المصابين وإرسالهم إلى المستشفيات الميدانية المؤقتة لمحاولة علاجهم بحاجة إلى وقود يفوق قيمة متوسط دخل السكان شهريا.

دوما والغوطة الشرقية محاصرتان من قبل الحكومة والقوات الموالية منذ عدة أعوام, مما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية والأدوية, مع الاعتقاد أن هناك أكثر من 200 شخص ماتوا نتيجة لذلك. استخدام التجويع كسلاح يعتبر جريمة حرب أخرى أيضا.

على الرغم من هذه المعاناة واسعة النطاق وسفك الدماء المستمر والمروع, إلا أن المجتمع الدولي لا زال عاجزا سواء في مجلس الأمن الدولي أو في أماكن أخرى. كم مرة سوف تملؤ المقابر الجماعية بسكان دوما قبل أن يتخذ العالم خطوات حقيقية؟

طال الانتظار لإحالة الوضع في سوريا إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية. إضافة إلى ذلك, على جميع الدول أن توظف الولاية القضائية العامة لديها لإلقاء القبض على أي شخص يعبر أراضيها ربما يكون مشتبها به بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة أخرى في الصراع السوري. على روسيا وإيران أن تتوقفا عن تأجيج فظاعات النظام وبالمثل على الآخرين ان يستخدموا نفوذهم لوقف الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المسلحة, ويشمل ذلك المجموعة التي تطلق على نفسها الدولة الإسلامية.

حتى نرى تحركا في هذا النطاق, سوف تستمر منظمة العفو الدولية والمنظمات الأخرى في توثيق جرائم الحرب المروعة, ولن يكون مريحا أبدا أن نقول :” لقد أخبرناكم بذلك”.

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى