أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 22 تموز 2017

 

 

 

انطلاق معركة جرود عرسال … من الأراضي السورية

بيروت – «الحياة»

أطلق «حزب الله» من سورية، العملية العسكرية المتوقعة لإخراج مسلحي «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) من جرود بلدة عرسال الحدودية مع سورية فجر أمس، بعد تمهيدات بالقصف السوري الجوي والمدفعي منذ أيام، الذي اشتدت كثافته ليل الخميس إثر فشل المفاوضات التي استمرت حتى ليل أول من أمس، لإخراج المسلحين من دون قتال. وسيطرت قوات الحزب على بعض هذه المواقع في اليوم الأول من الهجوم الذي بدأ بطيئاً، خصوصاً أن مساحة مسرح العمليات تبلغ زهاء 300 كيلومتر مربع، بين جرود عرسال والمواقع التي ينتشر فيها المسلحون في القلمون السوري، وفيها مغاور وأنفاق ودشم وألغام، وفق مصدر أمني لبناني.

ورافق العمليات العسكرية الكثير من الإشاعات والتسريبات في إطار الحرب النفسية. واكتفى الجيش اللبناني بتحصين مواقعه في بلدة عرسال وإحكام سيطرته على معابرها الشرقية، تحسباً لأي تسلل من المسلحين، فضلاً عن مراقبته مخيمات النازحين فيها، حيث رُفعت أعلام لبنانية على بعض خيمها، وكذلك فعل في مواقع أخرى في قرى مواجهة للجرود البعيدة تمكِّنه مراكز المراقبة التابعة له من رصد التحركات فيها.

وأسفر اليوم الأول من الهجوم الذي انطلق من الأراضي السورية في شكل رئيسي، بالتزامن مع حشد الحزب قوات من الجانب الشمالي الشرقي لعرسال في الأراضي اللبنانية، عن سيطرة الحزب عصر أمس على سهل الرهوة، وهو تلة استراتيجية مسطحة كانت تسيطر «النصرة» عليها، وضهرة الهوّة وتلة القنزح وتلة الإس، التي كان يتمركز فيها المسلحون في جرود عرسال البعيدة، وفق «الإعلام الحربي» التابع للحزب، الذي أكد أن عناصره رفعوا رايته في ضهرة الهوّة الاستراتيجية بعدما أزالوا راية «النصرة». وكان مسلحو الحزب قصفوا الموقع الذي قال الإعلام الحربي إنه يضم غرفة عمليات، بصاروخ موجه فدُمرت وقُتل من فيها. وأعلن مساء عن السيطرة على 3 مواقع إضافية.

وأعلن «الإعلام الحربي» أن مقاتلي الحزب أوقعوا في صفوف مسلحي «النصرة» العديد من القتلى والجرحى (17 قتيلاً حسب مواقع إعلامية)، وجرى التداول صباحاً بشريط مصور بالهاتف من موقع احتله الحزب في جرد بلدة فليطا السورية المتداخل مع الأراضي اللبنانية، يظهر عناصر من الحزب يمرون أمام عدد من المسلحين الجرحى والقتلى التابعين لـ «النصرة» ممددين على جانب طريق ترابي، وقاموا بمخاطبة اثنين من الأحياء منهم وتوقعوا لهما الموت.

كما سقط للحزب قتلى عرف منهم ثلاثة وجرحى، تداولت مواقع التواصل القريبة من الحزب أسماءهم، وذلك بانفجار لغم بهم في منطقة تقع بين المواقع التي توجد فيها «النصرة» وتلك التي يتمركز فيها مسلحو «داعش». وحتى أمس، لم تكن المعارك شملت الجرود التي يتحصن فيها «داعش»، إذ تركز القتال في المنطقة الجردية حيث «النصرة».

وتقاطعت معلومات مصادر عسكرية لبنانية رسمية وعرسالية عن أن المعارك تتم على دفعات، لتطهير المواقع التي يسيطر عليها الحزب من جهة، وجس النبض إثر كل مرحلة حول ما إذا كان قادة «النصرة» على استعداد لخفض شروطهم التفاوضية عما كانت عليه قبل انطلاق المعركة من جهة ثانية، فالمفاوضات توقفت عند شرط مسؤول المسلحين أبو مالك التلي أن ينسحب إلى إدلب مع قواته ومعه السلاح الثقيل، فيما وافق الحزب فقط على أن ينقل المسلحون السلاح الخفيف فقط. وضجت محطات تلفزة ومواقع إعلامية بمعلومات عن أن التلي طلب الانتقال إلى تركيا ومعه 50 مسلحاً وملايين الدولارات عبر مطار بيروت الدولي، ومنه إلى تركيا، لينتقل منها إلى إدلب، إلا أن أي مصادر موثوق فيها لم تؤكد هذه المعلومات.

وفي عرسال، ساد الهدوء والترقب مجريات المعارك، وأكدت فاعلياتها حماية الجيش البلدة عبر تدابير لمنع تسلل المسلحين من الجرود البعيدة التي هي مسرح العمليات، في حين اقتصر النزوح إليها من مخيمات الجرود في وادي حميد جراء المعارك، على 30 امرأة وطفلاً وفق المراسلين الإعلاميين، لم يدخل منهم إلى عرسال إلا 4 نساء تلقفهن الصليب الأحمر. وعقدت اجتماعات أمنية ولمنظمات إغاثة في وزارة الداخلية في بيروت لبحث الاستعدادات لأي طارئ وفق المتابعة الميدانية لمجريات المعركة. ورأت مصادر رسمية أن لا نزوح مقلقاً حتى مساء أمس، وأن هناك تعاوناً وثيقاً بين الجيش وأهالي عرسال.

 

موسكو متفائلة بتطبيق آليات «هدنة» الجنوب السوري

موسكو – رائد جبر

لندن – «الحياة» آسبن (كولورادو) – رويترز – مع تواصل القتال أمس في محافظة إدلب بين فصيلين معارضين متطرفين، وفي مدينة الرقة ضد تنظيم «داعش»، رجحت موسكو الإعلان قريباً عن آليات تطبيق الهدنة في الجنوب السوري. وأكد مدير مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة نيكولاس راسموسن: «لم أر شيئاً يقودني إلى الاعتقاد بأن زعيم تنظيم داعش أُخرج من ساحة المعركة. لدينا معرفة جيدة، ولكن ليست لدينا معلومات تؤكد موته».

واستمر الاقتتال العنيف أمس بين «هيئة تحرير الشام» («النصرة» سابقاً) و «حركة أحرار الشام» الأقل تشدداً قرب معبر باب الهوى الحدودي بين سورية وتركيا. ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد سكان أطمة، وهي بلدة إلى الشمال من المعبر، أن «هيئة تحرير الشام سيطرت على التلال المحيطة بباب الهوى» لتصبح على بعد كيلومتر من المعبر. وذكر أن المعبر فقط لا يزال تحت سيطرة «أحرار الشام».

وعن القتال في الرقة، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن حوالى 900 شخص قتلوا منذ أن بدأت قبل 45 يوماً الحملة الرامية لإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» الذي يعتبر المدينة «عاصمة» له في سورية.

من جهة أخرى، رجحت موسكو الإعلان قريباً عن بدء تطبيق الاتفاق الروسي- الأميركي، الذي يشارك فيه الأردن، لإقامة منطقة خفض التوتر في جنوب سورية، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «عملية تنسيق التفاصيل المتعلقة بآليات العمل في المنطقة باتت قريبة من نهايتها».

وعلق لافروف في مقابلة مع قناة تلفزيونية أميركية بُثَت أمس، على تصريح لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو قال فيه إن أهداف روسيا والولايات المتحدة في سورية مختلفة، وإن هدف روسيا هو الحصول على ميناء لا تتجمد مياهه في البحر المتوسط.

وقال لافروف في تعقيبه، مشيراً إلى بومبيو: «أشكره على التذكير بأن الميناء لا يتجمد. لكنني قرأت أن الولايات المتحدة تملك 10 قواعد على الأراضي السورية».

وأضاف: «يعني ذلك أن السيد بومبيو يريد الشيء ذاته الذي نريده نحن في سورية. لكنه يريد شيئاً أكبر بأضعاف».

وتابع أن روسيا لا تخفي قاعدتيها الاثنتين في سورية عن أحد، مشدداً على أن القاعدتين الروسيتين تعملان على أساس اتفاقات موقّعة مع الحكومة السورية، وأن مهمة هاتين القاعدتين هي محاربة الإرهابيين في سورية.

وأضاف: «إذا كان السيد بومبيو الذي يمثل دولة أقامت 10 قواعد عسكرية في سورية بصورة غير شرعية، قلقاً للغاية من قاعدتين تم إنشاؤهما على أساس اتفاقية مع حكومة دولة عضو في الأمم المتحدة، فذلك يعني أن هناك مشكلة متعلقة بالكيل بمكيالين. هذا إذا لم نتطرق إلى مئات القواعد العسكرية الأميركية في العالم برمته والمنتشرة على طول الحدود الروسية».

واصدرت «حركة أحرار الشام» مساء امس بياناً جاء فيه ان فصائل المعارضة ستغادر معبر باب الهوى على الحدود التركية بموجب وقف النار مع «الهيئة».

 

لافروف يعلن قرب انطلاق آلية العمل في الجنوب السوري

موسكو – رائد جبر

رجحت موسكو الاعلان قريباً عن بدء تطبيق اتفاق لاقامة منطقة خفض التوتر في جنوب سورية، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان «عملية تنسيق التفاصيل المتعلقة بآليات العمل في المنطقة باتت قريبة من نهايتها».

وعلى رغم ان لافروف لم يوضح تفاصيل عن المحادثات الجارية، وما اذا كانت تشمل اطرافاً اخرى غير روسيا والولايات المتحدة، إلا انه شدد على قرب «انتهاء العمل على تنسيق الأبعاد الرئيسية لآلية منطقة تخفيف التوتر جنوبي سورية»، متوقعاً «انطلاق الآلية» في أقرب وقت.

واوضح ان المشاورات حول التفاصيل مستمرة، و «الحديث يتعلق بكيفية الرقابة على التزام الأطراف بنظام وقف النار بين الجيش السوري وقوات المعارضة المسلحة، من أجل ضمان الوصول الإنساني من دون أي عوائق والتنقل الحر للمدنيين الوافدين إلى المنطقة والخارجين منها».

ولفت الى ان «الخبرة التي نكتسبها ونستخدمها لدى إقامة المنطقة الجنوبية لتخفيف التوتر بمشاركة روسيا والولايات المتحدة والأردن، تمثل، بحسب اعتقادي، أفضل تأكيد لقدرتها على تحقيق النتيجة عندما نهتم بتنفيذ مهمات محددة بدلاً من القيام بمناورات».

وكانت روسيا والولايات المتحدة اعلنتا اتفاقاً لوقف النار في جنوب سورية يشارك في تطبيقه الأردن، ويشمل مناطق في أرياف القنيطرة والسويداء ودرعا. وأكد الطرفان أنهما يعملان على توسيع هذه التجربة وإعلان هدن مماثلة في مناطق سورية أخرى.

واعلنت ايران واسرائيل تحفظات على الاتفاق الروسي– الاميركي، لكن موسكو بعثت تطمينات الى الجانب الاسرائيلي بأن «مصالح اسرائيل ستؤخذ في الاعتبار عند التوصل الى التفاهمات النهائية على التفاصيل».

على صعيد آخر، أعلن مصدر في الخارجية الروسية أمس أن موسكو «لم تتسلم حتى الآن عبر القنوات الرسمية أي معلومات عن إلغاء البرنامج السري لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لتسليح المعارضة السورية».

وكانت اوساط ديبلوماسية وعسكرية روسية اعلنت ترحيبها بتصريحات اميركية اشارت الى الغاء البرنامج الذي شككت موسكو طويلا بفاعليته.

لكن كوجين اشار في بيان نشر على موقع الوزارة، إلى أن موسكو «لم تسمع من المصادر الرسمية شيئاً عن صدور مثل هذا القرار عن الإدارة في واشنطن».

وزاد: «لا نعلم كذلك شيئاً عن حال البرامج المماثلة التي يمكن أن تنفذ عبر المؤسسات الأميركية المختصة الأخرى»، مضيفاً ان «الاستخبارات الأميركية لا تقدم لنا أي تقارير».

الى ذلك، قال الوزير الروسي في مقابلة مع قناة NBS الأميركية بثت امس: «قال مايك بومبيو مدير CIA، في مقابلة صحافية، إن أهداف روسيا والولايات المتحدة في سورية مختلفة». وردا على استفسار بهذا الشأن، قال إن «هدف روسيا يكمن في الحصول على ميناء لا تتجمد مياهه في البحر الأبيض المتوسط. أشكره على التذكير بأن الميناء لا يتجمد. لكنني قد قرأت أن الولايات المتحدة تملك 10 قواعد على الأراضي السورية».

وأضاف: «يعني ذلك أن السيد بومبيو يريد الشيء ذاته الذي نريده نحن في سورية. لكنه يريد شيئا أكبر بأضعاف».

وتابع أن روسيا لا تخفي قاعدتيها الاثنتين في سورية عن أحد، مشدداً على أن القاعدتين الروسيتين تعملان على أساس اتفاقيات موقعة مع الحكومة السورية. وأوضح: «مهمة هاتين القاعدتين تكمن في محاربة الإرهابيين الموجودين في سورية بكثرة».

وأكد لافروف أنه اطّلع على تصريحات بومبيو بفضول وعلّق عليها قائلاً: «إذا كان السيد بومبيو يمثل دولة أقامت 10 قواعد عسكرية في سورية بصورة غير شرعية، قلقاً للغاية من قاعدتين تم إنشاؤهما على أساس اتفاقية مع حكومة دولة عضو في الأمم المتحدة، فيعني ذلك أن هناك مشكلة متعلقة بالكيل بمكيالين. هذا إذا لم نتطرق إلى مئات القواعد العسكرية الأميركية في العالم برمته والمنتشرة على طول الحدود الروسية».

وذكّر بأن الولايات المتحدة تحاول التكتم في التحدث علناً عن قواعدها في سورية، ومن الواضح للجميع أن وجود هذه القواعد في سورية يفتقد أي أساس قانوني.

وردا على سؤال عما إذا كانت موسكو تعارض وجود القواعد الأميركية في هذا البلد، قال لافروف: «لا، لا أعارض وجود قواعد أميركية في سورية، شريطة سحب الأميركيين وجودهم غير الشرعي في الجمهورية العربية السورية، لأنهم جاؤوا غير مدعوين، وذلك ما يميزهم عنا».

وبشأن مستقبل الوجود الأجنبي العسكري في سورية، قال لافروف إنه بعد هزيمة المجموعات الإرهابية في سورية والتوصل إلى اتفاق يلائم كافة المجموعات الإثنية والطائفية في البلاد، ستكون دمشق الجهة الوحيدة التي يمكنها اتخاذ القرار الشرعي حول وجود عسكريين أجانب وقواعد أجنبية.

وفي معرض تعليقه على تطابق أو اختلاف الأهداف الروسية والأميركية في سورية، شدد لافروف على أنه ينطلق دائماً من تطابق الأهداف في ما يخص تحقيق المهمات الرئيسية، التي تكمن في محاربة الإرهاب واجتثاث تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» وأخواتهما في الأراضي السورية، إضافة إلى تنفيذ الاتفاقات حول التسوية السياسية على أساس القرار الدولي رقم 2254، الذي يسجل بوضوح أن السوريين وحدهم يمتلكون الحق في تقرير مصيرهم.

وتابع أنه إذا لم تعد هذه الأهداف، لسبب ما، تروق للسيد بومبيو، «فإنه أمر مؤسف». واستطرد: «أفضّل أن يركز جميع المشاركين في عملية التسوية ومحاربة الإرهاب، بمن فيهم العسكريون والدبلوماسيون وممثلو الاستخبارات، على المهمات التي تم التوافق بشأنها في مجلس الأمن الدولي».

 

واشنطن تُعدّ «تحوّلاً جوهرياً» مع طهران

واشنطن – أ ب

أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مايك بومبيو، أن بلاده تُعِدّ استراتيجية جديدة لصدّ إيران، مرجّحاً أن تشكّل «تحوّلاً جوهرياً» إزاءها.

تصريحات بومبيو وردت خلال مشاركته في «منتدى أسبن للأمن»، وهو تجمّع سنوي لمسؤولين وخبراء في الاستخبارات والأمن القومي في أسبن بولاية كولورادو الأميركية.

ورأى مدير «سي آي إي» صعوبة في تصوّر سورية مستقرة بوجود الرئيس بشار الأسد في الحكم. ووصف الأسد بـ «دمية الإيرانيين»، لافتاً إلى أن لديهم الآن «موطئ قدم ضخماً في سورية».

وأضاف أن روسيا ستبقى في سورية، بسبب مرفئها البحري في طرطوس قبالة البحر المتوسط. ولفت إلى أنه لم يشهد سوى دليل ضئيل على اتباع موسكو استراتيجية جدية ضد تنظيم «داعش» في سورية. وتابع أن أي تلميح إلى أن روسيا كانت حليفاً للولايات المتحدة في سورية، لا يؤكده ما يحدث على أرض الواقع. واستدرك أنه يأمل بأن تكون هناك أماكن في العالم حيث يمكن واشنطن وموسكو التعاون في مكافحة الإرهاب.

ورجّح بومبيو أن تتابع روسيا محاولتها التدخل في شؤون الولايات المتحدة، مكرّراً اقتناعه بتدخلها في انتخابات الرئاسة الأميركية. ووصف العلاقات الأميركية- الروسية بـ «المعقدة»، وتابع في إشارة إلى الروس: «أعتقد أنهم يجدون في أي مكان أنهم يستطيعون أن يجعلوا حياتنا أكثر صعوبة، وأنهم يعتبرون ذلك مفيداً».

وحذر من أن إيران تريد أن تكون «قوة مهيمنة» في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل لإيجاد سبل لصدّها. وجدّد انتقاده الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، معتبراً أن إيران «مستأجر سيئ» في ما يتعلّق بالتزامها الاتفاق. وشبّه امتثالها بمستأجر لا يدفع الإيجار إلى أن يطلب منه المالك ذلك، ثم يرسل شيكاً سيئاً. وأشار إلى أن ترامب يعمل مع دول في المنطقة لإيجاد طريقة مشتركة لصدّ العدوان الإيراني.

واستبعد نجاح سياسة مهادنة طهران، أو إرغامها على إيفاء التزاماتها، وزاد: «عندما نستكمل استراتيجيتنا، أثق بأننا سنرى تحوّلاً جوهرياً في السياسة» إزاءها.

وتطرّق بومبيو إلى كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن ترامب يطرح أسئلة في شأنها، تقريباً في كل مرة يراه. واعتبر أن امتلاك بيونغيانغ صاروخاً يمكن أن يؤذي الولايات المتحدة، يختلف عن امتلاكها ترسانة من هذه الأسلحة، مشيراً إلى إمكان تقليص قدرتها على تطوير مخزونها من هذه الصواريخ.

ورفض مقولة أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ليس منطقياً، معرباً عن اقتناعه بأنه يدرك مهمته الأساسية، وتتمثّل في «التمسك بالسلطة». وتجنّب إعلان أن الولايات المتحدة قد تفضّل تغيير نظام الدولة الستالينية، مستدركاً أنه «يأمل بأن نجد طريقة لفصل هذا النظام» عن قدراته النووية. وأبدى ثقته بأن «الشعب الكوري الشمالي رائع، ويرغب أيضاً في رحيل» كيم، وزاد: «تعلمون أنهم لا يعيشون حياة جيدة جداً هناك». وأقرّ بومبيو بأن ترامب قال خلال حملته الانتخابية إنه يحبّ موقع «ويكيليكس»، واستدرك: «أنا لا أحبّ ويكيليكس». ونبّه إلى أن الموقع يحضّ طلاباً على أن يصبحوا متدربين في «سي آي إي»، لكي يسرّبوا معلومات سرية عنها.

 

تقارير: حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري يتقدمان في هجوم حدودي

(رويترز): أفادت تقارير لوسائل إعلام موالية لدمشق، بأن جماعة حزب الله اللبنانية وجيش النظام السوري أحرزا تقدماً ضد مسلحين سنة السبت، في اليوم الثاني من هجوم لطردهم من آخر معاقلهم على الحدود السورية اللبنانية.

 

وتستهدف العملية مسلحين سنة مما كانت تعرف بجبهة النصرة، التي سبق أن تحالفت مع تنظيم القاعدة وتسيطر على منطقة جرود عرسال الجبلية القاحلة.

 

وذكر الإعلام الحربي التابع لحزب الله، أن قواته سيطرت على منطقتي جوار الشيخ ووادي كريتي ومناطق أخرى في الجزء الجنوبي من جرود عرسال.

 

وقال إن الطائرات العسكرية السورية استهدفت مواقع المسلحين على الجانب السوري من الحدود قرب بلدة فليطة السورية.

 

وأضاف أن الهجوم بدأ الجمعة وأودى بحياة ما لا يقل عن 23 من مسلحي النصرة في اليوم الأول. وقتل ما لا يقل عن خمسة من مقاتلي حزب الله أيضاً.

 

وصرح مصدر أمني في وقت مبكر من صباح اليوم بأن قتلى حزب الله 15 وأن ما لا يقل عن 43 مسلحاً قتلوا.

 

ويتخذ الجيش اللبناني مواقع دافعية حول بلدة عرسال استعداداً لإطلاق النار على المسلحين السنة الذي يحاولون اقتحام خطوطه وعزز الأمن في المنطقة.

 

وذكر قائد بتحالف عسكري موال لدمشق ومصدر أمني لبناني أن الجيش اللبناني لا يشارك في العملية.

 

وقال المصدر الأمني إن الجيش يسهل مرور اللاجئين السوريين الفارين من المنطقة وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وتستعد مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين لتدفق اللاجئين السوريين، من جرود عرسال وبلدة عرسال. وجرى الإبلاغ عن فرار مجموعة صغيرة فقط من اللاجئين أمس.

 

ويسكن بضعة آلاف من اللاجئين السوريين مخيمات إلى الشرق من عرسال.

 

ولعب حزب الله، المدعوم من إيران، دوراً حاسماً في حملات سابقة ضد المسلحين السنة على طول الحدود اللبنانية في إطار دور أوسع يلعبه في دعم الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية.

 

وأثار دور حزب الله انتقاد خصومه السياسيين في لبنان ومنهم رئيس الوزراء سعد الحريري وهو سني.

 

روسيا تعلن موافقتها على آلية خفض التصعيد في الغوطة الشرقية

(أ ف ب): أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت، أن مسؤولين من الوزارة وقعوا على اتفاق مع فصائل معارضة سورية معتدلة خلال مباحثات سلام في القاهرة حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية.

 

وقالت الوزارة في بيان، “نتيجة للمحادثات التي جرت في القاهرة بين مسؤولي وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة تحت رعاية الجانب المصري … تم التوقيع على اتفاقات حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية”.

 

معركة باب الهوى المسمار الأخير في نعش التوافقات

وائل عصام

يؤشر حصار النصرة لأحرار الشام في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا لتحقق مآلات ثلاثة، الأول هو فشل كل محاولات التوفيق بين أجندات الجماعات السلفية المسلحة ومنافستها الإخوانية والمقربة من مشروعها.

فعلى مدى السنوات الماضية، شكلت عدة كيانات جمعت النصرة والأحرار في إطار عسكري واحد، وإن ظل فضفاضا أقرب لغرفة عمليات مشتركة دون اندماج حقيقي.

آخر هذه الكيانات هو «جيش فتح الشام»، التي آلت إلى التفكك لاحقا بسبب رفض التيار الاخواني في أحرار الشام المرتبط بالسياسات الرسمية للحكومات الداعمة، للتوحد مع جماعة الجولاني، رغم أن الأخيرة أعلنت تخليها عن الارتباط بـ»القاعدة» وهو ما كانت تطالب به الفصائل «المعتدلة» والأحرار كأحد شروط الاندماج، حينها انبثقت «تحرير الشام» التي كانت الخطوة التمهيدية لما حصل اليوم من صدام اخير. فانشاء «هيئة تحرير الشام» عنى في حينه ايضا انتهاء توافق اخر داخل «أحرار الشام» نفسها، بين تيار قريب من الإخوان وتركيا وقطر، أبرز رموزه اليوم المسؤول الخارجي للحركة لبيب النحاس، وبين تيار سلفي كان يسيطر على قيادة الحركة في بدايات نشأتها حتى مقتل الصف الاول في حادثة الاختناق الغامضة الشهيرة قبل نحو ثلاث سنوات، وبقيت منهم قيادات عسكرية، أبرزها الطحان وأبوجابر الشيخ القائد السابق للأحرار، فانشقت هذه القيادات السلفية مع الكتائب التي كانت موالية لها داخل الاحرار، وانضمت لـ»النصرة» ضمن مشروع «هيئة تحرير الشام»، الذي تقاسم القيادة فيه الجولاني وأبوجابر الشيخ، نفسه الذي كان يوما قائدا للاحرار قبل انشقاقه، ولكن الملاحظ هنا ان هذه التحالفات بين التيار السلفي في الاحرار والنصرة، كان قائما فعليا على الارض قبل هذا الاعلان الرسمي للاندماج، فمعظم المعارك الكبرى التي كانت تشترك فيها النصرة والاحرار معا، كان الشق المشارك فعليا من الاحرار هو نفسه المرتبط بتلك القيادات السلفية بالاحرار كابو جابر الشيخ وغيره الكثيرين، ولكن المصالح المتبادلة اقتضت حينها إطالة فترة التعايش بين الفصيلين دون اندماج، لان القيادة السياسية للاحرار غير المتحمسة للنهج السلفي والعلاقة مع النصرة، كانت مستفيدة من صيت الانتصارات العسكرية الكبيرة التي كانت تتحقق بمشاركة الاحرار، ولكن بفضل قوة النصرة والجناح السلفي للاحرار، وآخرها استعادة ادلب، والجناح السلفي استفاد كذلك من بقائه منضويا مع الاحرار ولو رسميا، من خلال الحصول على بعض الدعم الحكومي من تركيا والدول الداعمة الاخرى، الى ان احتدمت المسارات وتقاطعت الاجندات الدولية من خلال القرار الشهير، بضرورة فصل الجهاديين عن المعتدلين، وهنا تعذر التوفيق داخل الاحرار، ليختار الجناح السلفي بقيادة ابو جابر الشيخ الانضمام لمشروع النصرة.

وهكذا فان انقطاع اخر شعرة لمعاوية بين التيار السلفي والتيار الاخواني داخل الاحرار نفسها وبين النصرة والاحرار، جاءت على مراحل عدة، اخر تجلياتها ومظاهرها هو حصار باب الهوى. وهذا يقودنا للمآل الثاني، وهو تراجع نفوذ الفصائل المعارضة المرتبطة بتركيا والنظام الرسمي العربي والغربي الداعم لاقل مستوياته في مناطق المعارضة السورية، منذ انطلاق الثورة السورية، لصالح الجهاديين المتمردين على المنظومة الاقليمية، وهذا ايضا سيؤدي لتراجع وانحسار مشروع الفصائل المعتدلة وفكرتها القائلة بضرورة التحالف مع الغرب في سبيل بناء سوريا «وطنية» لا «اسلامية»، وهو الخطاب الادبي الذي اعتمدته «أحرار الشام» مؤخرا، ورفعت لاجله علم الثورة بدلا من راياتها الاسلامية، وخفضت من نبرة صوتها الاصولي من الحديث عن مشروع امة في بداياتها نحو الجهاد الشامي الاسلامي، وصولا لـ»الوطنية السورية»، فكل فصائل الجيش الحر وغيرها من الاسلامية المعتدلة، التي انخرطت في تبني هذه المقاربة بالتنسيق مع المنظومة الاقليمية، اتضح انها وعلى مدى السنوات الاخيرة، باتت عاجزة عن تحقيق اي تقدم عسكري، إلا من خلال انضوائها في صفوف كيانات اسلامية، كما حصل في تجمع «فتح الشام» اخيرا، أو من خلال دعم دولي تركي أو روسي، إذا تعلق الامر بقتالها للتنظيمات الجهادية، كما حصل من خلال درع الفرات.

ومع اعلان ترامب وقف دعمه للفصائل «المعتدلة»، باتت فكرة الاستعانة بالدول الغربية والحكومات العربية المرتبطة بها ممجوجة اكثر من اي وقت مضى، بعد ان عولت تلك الفصائل لسنوات مع جمهورها على المسار الدولي، ليكون ضياع حلب الشرقية ضربة قاصمة لها، خاصة أنها خالية من وجود تنظيم «الدولة الاسلامية»، وفي معظمها فصائل خاضعة لبرنامج الدعم الامريكي (تجمع فاستقم كما أمرت، وجيش المجاهدين، وأحرار سوريا وغيرهم)، ليظهر فشل التعويل على هذا الدعم الامريكي، وتكرر الامر في اجتماعات الاستانة، اذ تبدلت الامال الخلبية، من الدعم الامريكي إلى الطمع في انحياز روسي تركي للمعارضة ضد ايران، فوصلت هذه الفصائل لحد الترويج لجمهورها، بان روسيا ستقطع دابر التواجد الايراني وحزب الله في سوريا، واذا بروسيا تقنع الامريكيين بقطع الدعم عن هذه الفصائل، حسبما قالت «الواشنطن بوست» وحسبما يجري عمليا منذ اشهر.

المآل الثالث هو فشل فوضى الفصائل لصالح المشروع العقائدي المركزي، وإن بالتغلب كما يجادل بعض الاصوليين الجهاديين بضرورة توحيد الجماعات المسلحة بالقوة، كخيار نهائي لمواجهة اخفاقات الاغلبية السنية امام مشروع الاسد وايران، كعدو موحد الصفوف ومنتظم بقيادة رأسية تملك رابطة عقدية ايضا، نجحت في تحويل أقلية علوية لقوة متماسكة تدير مفاصل المؤسسة العسكرية والميليشيات المحلية المدعومة ايرانيا، في مواجهة فصائل معارضة فشلت في الاستفادة من مجتمع الاغلبية الثورية السني والدعم الاقليمي والدولي ، بسبب تفكك بنيتها وهزالة تكوينها على كل الاصعدة.

على الارض، فان هذا الصدام في باب الهوى بين «تحرير الشام» و»احرار الشام»، متوقع ان يفضي لسيطرة حاسمة لـ»تحرير الشام»، وإن من خلال فصائل مقربة منه تتولى ادارته كالزنكي، الذي اعلن انفكاكه من عقد التحالف مع هيئة «تحرير الشام» قبل ساعات، في خطوة تبدو مدبرة ومنسقة مع قيادة الهيئة في سبيل منح الزنكي شرعية كـ»وسيط توافقي محايد»، يمكنه استلام إدارة المعبر بعد إخراج «الأحرار»، ويكون مقبولا من قبل الطرف التركي، وان تمت هذه التسوية (سواء من خلال الزنكي او اي فصيل اخر خاضع عمليا لهيمنة تحرير الشام) يكون الجولاني قد ادار هذه المعركة بدهاء، واستخدم كل الاطراف لتحقيق مآربه في الهيمنة على احد اهم المعابر امنيا واقتصاديا، وأكمل إبعاد كل الفصائل المناوئة لمشروعه، ابتداء من جمال معروف لحركة حزم وصولا للاحرار، وان كان المستقبل لا يوحي بأن هذه الجماعة التي يقودها الجولاني سيختلف مصيرها عن ما يحصل لتنظيمها الشقيق في الرقة وقريبا دير الزور .

 

قيادي من أحرار الشام لـ «القدس العربي»: سيناريو يحاكي «الموصل» في انتظار إدلب… وخارطة عسكرية جديدة

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: تشهد محافظة إدلب شمال سوريا، معارك كر وفر وفرض نفوذ وسيطرة بين هيئة تحرير الشام وهيئة أحرار الشام الإسلامية، أفضت إلى انقسام الشارع السوري والفصائل العسكرية المعارضة ما بين مشارك بالاقتتال ومحايد يدعو إلى حقن دماء الأبرياء، والحفاظ على آخر معاقل الثورة وآخر موطن للثوار.

وفي هذا الصدد، قال القيادي لدى «حركة أحرار الشام الإسلامية» حسام سلامة في تصريح خاص لـ»القدس العربي» بخصوص الاقتتال الدائر في محافظة إدلب: إن المعركة الآن ليست بين تحرير الشام وأحرار الشام، بل هي الثورة والإرادة الشعبية من جهة وبين الأجندات الهادمة والمخربة، حيث قال: إن ما يحصل واضح للعيان، فالجولاني ما هو إلا تلميذ البغدادي، يحملان المشروع نفسه، وما اختلفوا إلا على السلطة وتنافس الرئاسة، ويختلفون بدرجة التقية.

وأضاف القيادي، أن المعركة اليوم ليست بين الأحرار والنصرة أو فتح الشام، بل انها معركة بين الثورة وإرادة الشعب الحر من جهة، وبين أكبر عامل هدم داخلي لإرادة الشعوب ورغبتهم في التحرر من قيود وربقة الاستعباد.

وحول سؤاله عن مستقبل إدلب والى أين تتجه في ظل هذه الظروف القاسية والاقتتال الداخلي، قال المتحدث لـ»القدس العربي»: «إنها تتجه إلى المجهول» وعن وجود مفاوضات تهدئة لحل الأزمة واحتوائها قال إن هناك «مساعي مشايخ لا يسمع لهم الجولاني ومن معه».

وأجاب القيادي حسام سلامة، حول تغير الخريطة العسكرية جراء الهجوم الأخير الذي تشنه تحرير الشام، أن «مآلات القتال لم تحسم بعد ولكن يقيناً لن تكون الخريطة قبل هذا الاقتتال كما هي بعده، وستكون آثار النتائج على الخريطة العسكرية والسياسية، بل على كل المستويات» حسب رأيه.

وتوقع المتحدث بأن سيناريو مخيفا ينتظر محافظة إدلب في حال فرضت هيئة تحرير الشام سيطرتها على المنطقة، قائلاً: «في حال سيطرة جماعة الجولاني لا قدر الله غالب الأمر أن تجربة الموصل ستتكرر في إدلب، وسيعاد إنتاج النظام، وتكون الثورة المضادة قد نجحت بتنفيذ الجولاني».

من جهة ثانية، أوضح مسؤول منطقة «جبل الزاوية» لدى هيئة تحرير الشام الدكتور حسام أبو عمران، في تصريح لوكالة «إباء» الناطقة باسم الهيئة حول سبب الاقتتال الدائر، حيث قال: «بالبداية علينا توضيح أسباب المشكلة الأخيرة وجذورها، فقد رفعت مجموعة «أبو حفص إبلين» التابعة لحركة أحرار الشام العلم الذي تبنته الأحرار مؤخراً في العديد من الأماكن في قرية إبلين بجبل الزاوية، وفي الوقت نفسه كنا قد رفعنا راية التوحيد على خزان مياه القرية، ليرسل «أبو حفص» مجموعة ومعها رشاشات متوسطة ويرفعوا العلم بجانب راية التوحيد، وكان هناك اثنان من الهيئة فقط، فحصلت بينهما ملاسنة وتطورت بعدما قام عناصر الأحرار بتجريد الأخوين من سلاحهما والرماية على أحدهما وإصابته برجله، الأمر الذي شهد تصعيداً من قبل الطرفين وأدى إلى معارك ضارية، أسفرت عن مقتل عشرات المدنين وعدد من المقاتلين من كلا الجانبين».

ووجهت هيئة تحرير الشام عبر حسابها الرسمي الخميس، نداءً إلى جنود وقادة أحرار الشام في معبر «باب الهوى» قالت فيه «نداء إلى إخواننا من جنود أحرار الشام في معبر باب الهوى كل من يخرج منكم إلى إخوانه له منا الأمان، ويعود إلى بيته سالماً لا يمس بسوء، له ما لنا وعليه ما علينا، وإلى إخواننا في قيادة أحرار الشام، اخرجوا لإخوانكم معززين مكرمين، فلكم منا الأمن والسلامة، ثم نجلس بعدها جلسة للخروج بمشروع يوحدنا وينقذ ثورتنا ويصحح مسارها بالاتجاه الصحيح»، حسب البيان.

فيما أكدت مصارد أهلية من إدلب لـ»القدس العربي»، أن الاقتتال مستمر ولا أفق قريب أو بوادر حل في ظل استخدام جميع أنواع الأسـلحة.

وقال ضابط منشق عن النظام من محافظة إدلب فضّل حجب هويته لأسباب وصفها بالامنية في لقاء خاص مع «القدس العربي»، إن ما يجري في إدلب الآن هو تحرير المحرر، وما تفعله اليوم هيئة تحرير الشام هو نسخة عما فعله قبلها تنظيم الدولة، انه تفيذ لأجندات النظام الذي يعتبر أول الرابحين من هذه العمليات، ومعه كل أعداء الثورة، والخاسر الوحيد هي الثورة والشعب السوري، ومستقبل سوريا.

وأضاف: أن المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة فإن كانت هيئة تحرير الشام ترغب في مراجعة مسارها، فلتنظر إلى أين وصلت، فإن كانت قد وصلت إلى الهدف المحدد فإن طريقها كان صحيحاً، وان وصلت إلى غيره فلتعلم ان مقدماتها كانت خاطئة، وانها تسير بنفسها وبالمنطقة نحو الهاوية، فمن رغب في تخريب موطن الثوار وتشتيتهم لا يمكن أن ينصف في خندق الثوار، وليتأكد أين يتخندق.

 

مواجهات البقاء تشتد بين «فتح الشام» و «أحرار الشام» في إدلب وتسقط 65 قتيلاً بينهم 15 مدنياً

مقتل العشرات من مسلحي حزب الله اللبناني في القلمون

عواصم ـ وكالات: اشتدت حدة الاقتتال في محافظة ادلب (شمال غرب) بين جماعة جهادية نافذة وفصيل مقاتل رئيسي ليل الخميس الجمعة، وتوسع ليصل إلى احد المعابر الحدودية، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة.

واسفرت المعارك الجارية بين الجهاديين في هيئة تحرير الشام، التي تضم فصائل عدة أبرزها جبهة فتح الشام ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وحركة احرار الشام عن مقتل 65 شخصاً على الاقل بينهم 15 مدنياً. وكانت الاشتباكات قد اندلعت في وقت سابق من هذا الاسبوع وسرعان ما انتشرت في هذه المنطقة التي تعد أحد معاقل الفصائل المقاتلة.

واتسعت رقعة الاشتباكات لتشمل مناطق عدة من محافظة ادلب، بما في ذلك داخل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، الذي كان يخضع لسيطرة حركة أحرار الشام الكاملة. وسبق للجانبين ان تحالفا بشكل وثيق وشكلا نواة «جيش الفتح» الذي سيطر على معظم محافظة إدلب في عام 2015. الا ان حدة التوتر ارتفعت بين الفصيلين منذ مدة واندلعت الاشتباكات الأخيرة اثر خلاف حاد واستفزازات متبادلة مردها إلى رغبة كل طرف برفع رايته في مدينة إدلب، مركز المحافظة. ويغلب على هيئة تحرير الشام عناصر جبهة فتح الشام التي غيرت اسمها بعد ان كانت تدعى جبهة النصرة، وتمثل ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان «المعارك تدور الان داخل المعبر الذي تحول إلى ساحة معركة واصبحت هيئة تحرير الشام تسيطر على جزء منه وحركة أحرار الشام على الجزء الآخر». واسفرت المعارك منذ الثلاثاء، حسب المرصد، عن مقتل 65 شخصا بينهم 15 مدنيا، في عدادهم اربعة أطفال.

وتمكن مراسل فرانس برس في المحافظة من سماع اصوات الاشتباكات خلال الليل وساعات الفجر الأولى بالقرب من بلدة رام حمدان الواقعة شرق المحافظة، يتخللها انفجارات عنيفة واصوات للأسلحة الثقيلة.

وفي موازاة هذه الاشتباكات خرجت تظاهرات متفرقة ضد هيئة تحرير الشام في بلدات عدة في المحافظة، طالبت بعضها بوقف المعارك فيما طالبت اخرى بخروج «تحرير الشام». وقتل ناشط اعلامي وجرح اخر عندما أطلق الجهاديون النار على المتظاهرين في مدينة سراقب يومي الاربعاء والخميس.

واظهرت مقاطع فيديو تداولتها مواقع للتواصل الاجتماعي تظاهرات تطلق هتافات معادية لهيئة تحرير الشام قبل ان تسمع اصوات إطلاق النار. وقد اقام الجانبان نقاط تفتيش جديدة، ومكث السكان في منازلهم خوفا من وقوعهم ضحية الاشتباكات.

 

«تداعيات أستانا»

 

ويرى محللون ان اعمال العنف هذه اندلعت إثر الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ايار/مايو في أستانا، عاصمة كازاخستان، والذي ينص على ايجاد «مناطق تخفيف التصعيد» في سوريا من أجل إنهاء النزاع بين النظام والمعارضة.

ويشمل الاتفاق الذي ابرمته روسيا وإيران، حلفاء النظام السوري، وتركيا، التي تدعم الفصائل المقاتلة، محافظة إدلب. وعارضت هيئة تحرير الشام الاتفاق كونه يدعو كذلك إلى مواصلة الحرب ضد الجماعات الجهادية مثل جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية. وأوضح المحلل العسكري في مركز عمران الذي يتخذ من اسطنبول مقراً له، نوار اوليفر «عندما تضمنت مناطق تخفيف التصعيد محافظة إدلب (…) شعرت هيئة تحرير الشام بأن الحرب قد شنت ضدها».

وقال سام هيلر المتخصص بالشأن السوري في مؤسسة «ذي سنتوري» «نحن امام فصيلين مقاتلين يتناحران من اجل السيطرة على محافظة ادلب». واضاف «مهما كانت الخلافات العقائدية بينهما، فقد تفاقمت بسبب المحادثات في أستانا وبسبب الشائعات، لا بل بسبب الواقع بوجود اتفاق اوسع موجه ضد «تحرير الشام».

ويرى اوليفر ان المعارك تشكل فرصة لكلا الطرفين من اجل السيطرة على المزيد من المناطق بما في ذلك المركز الحدودي الذي يعد مصدرا لجني الضرائب. واشار إلى «انها محاولة من كل فصيل لبسط نفوذه على مناطق جديدة».

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

قتلى حزب الله

 

لقي العشرات من مقاتلي حزب الله اللبناني حتفهم في مواجهات مع فصائل المعارضة السورية في منطقة القلمون على الحدود السورية اللبنانية في ريف دمشق الشمالي الغربي أمس الجمعة.

وقال المتحدث الرسمي باسم سرايا الشام التابعة للجيش السوري الحر عمر الشيخ لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «قتل أكثر من 30 عنصرا من حزب الله اللبناني الذي بدأ صباح اليوم الهجوم على جرود عرسال وفليطة في منطقة القلمون، حيث أوهم الثوار عناصر الحزب بأن المقرات أصبحت خالية مما دفع عناصر الحزب بالتقدم، ثم شنوا عليهم هجوماً وقتلوا المجموعة المتقدمة بشكل كامل». وأضاف الشيخ أن «حزب الله بعد تكبده هذه الخسارة القاسية، قام بقصف مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال بقذائف عشوائية، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة أكثر من 13 آخرين».

من جهة أخرى قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الولايات المتحدة لا تكشف عن قواعدها العسكرية في سوريا لأن أنشطتها هناك لا تستند لأي أساس قانوني.

وخلال تصريح للصحافيين في موسكو، أشار لافروف إلى أن الأنشطة التي تقوم بها روسيا في عموم سوريا تأتي في إطار اتفاق متبادل بين البلدين واستدرك بقوله: «أمّا الأنشطة الأمريكية في سوريا، فهي لا تستند لأي أساس قانوني، ولهذا السبب لا تكشف الولايات المتحدة عن قواعدها العسكرية هناك».

بينما أشار لافروف إلى أن الهدف المشترك لكل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، هو مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار السياسي هناك. وتطرق الوزير الروسي إلى الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن لوقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا، مبينًا أن الأعمال ستكتمل قريبًا بهذا الشأن.

وفي 7 يوليو/ تموز الجاري، أعلن الأردن توصّله مع واشنطن وموسكو، لاتّفاق يدعم وقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا. وبدأ العمل بالاتفاق عقب يومين من التوصّل إليه.

 

محكمة إسبانية تسقط شكوى جنائية ضد قوات الأمن السورية

 

من جهة أخرى قالت المحكمة العليا في إسبانيا امس الجمعة إنها ستسقط شكوى جنائية أقامتها امرأة ضد أفراد من قوات الأمن والمخابرات السورية طلبا للعدالة من أجل شقيقها وحكمت بأن القضية ليست من اختصاصها.

وكان قاض بالمحكمة العليا في مدريد وافق على التحقيق في الشكوى المقدمة في آذار/مارس في أول قضية ضد قوات الأمن السورية خارج البلاد. لكن هيئة أعلى داخل المحكمة العليا قضت أمس بأنه ينبغي إسقاط التحقيق بعد طعن قدمه الادعاء الإسباني.

وأقامت امرأة إسبانية الدعوى قائلة إن شقيقها اعتقل وتعرض للتعذيب وأعدم في 2013 في مركز بدمشق تسيطر عليه قوات الأمن السورية. ولم يتسن الاتصال بالممثلين القانونيين للمرأة، التي تدعى جويرنيكا (37 عاماً) وتقيم في لندن، للتعقيب.

وأقامت الدعوى بعد أن تعرفت على صورة شقيقها ضمن مجموعة من أكثر من 50 ألف صورة هربها مسؤول بالطب الشرعي السوري إلى خارج البلاد لأكثر من ستة آلاف شخص تعرضوا للتعذيب والتمثيل بجثثهم. وبموجب القانون الإسباني يتولى قاض التحقيق في الاتهامات التي ترد في أي شكوى جنائية قبل الانتقال إلى مرحلة المحاكمة.

 

بين مخفر باسوطة ومعصرة الزيتون قصص سود في سجون الوحدات الكردية YPG

ياسين أبو رائد

إسطنبول – «القدس العربي»: «بسبب لحيتي سُجنت سبعة أشهر عند ميليشيات تدعي بأنها ديمقراطية»، هذا ما قاله محمود المحمد من حلب بعد سبعة أشهر قضاها في سجون الوحدات الكردية YPG في مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية شمال مدينة حلب في سوريا.

ويروي محمود قصته بعد اعتقاله على أحد حواجز مدينة عفرين في شتاء عام 2016، قائلاً: «جريمتي كانت اللحية وصور للثورة السورية»، إذ توقّف محمود على حاجز للوحدات الكردية في عفرين، فسأله أحد عناصر الحاجز عن سبب إطالة لحيته، وثم طلب منه النزول من السيارة والتوجه إلى إحدى غرف الحاجز والانتظار، وعاد إليه العنصر ليخبره عن صور محذوفة من جهازه المحمول، وهي عبارة عن علم للثورة السورية وصور للقصف على مدن وقرى ريف حلب.

يقول محمود لـ»القدس العربي»: «أخذني عناصر الحاجز إلى مخفر باسوطة قرب مدينة عفرين وسط شتائم وعبارات تم تكرارها كثيراً، يا مرتزق … يا إرهابي… خربتم البلد»، مضيفاً «لم اسمع هذه العبارات إلا في حواجز نظام الأسد».

الاعتراف

يقول محمود: «طال انتظاري أربعة أيام في المخفر، وتوالت جلسات التحقيق التي تعرضت خلالها للضرب والشتائم، حتى اعترفت أنني كنت مع الجيش الحر في بداية الثورة».

ويعلل محمود سبب ظلمه في هذه التهمة، «منذ فترة طويلة تركت القتال والتحقت بإحدى المدارس ومارست مهنة التعليم، وجاء الاعتراف بعد التعذيب والضغط النفسي وخداعي بالإفراج عني وبأنهم أخوتنا، وأنهم لن يؤذوني، وفي النهاية قاموا بتحويلي إلى ما يُعرف بالسجن الأسود».

سجن «معصرة الزيتون»

معصرة زيتون تحولت إلى سجن يدعى «الأسود» هكذا كان المحققون والسجانون يطلقون الاسم على البناء الذي عاش به محمود ثلاثة أشهر، طبيعة السجن وسمعته لما يجري داخله من ضغوط على المعتقلين كانت كافية لتحقيق البناء هذه السمعة السيئة، بالإضافة إلى إنارة السجن التي هي عبارة عن «لدّات» أي أضواء خافتة تعمل على البطاريات.

كان محمود في غرفة منفردة قبل نقله إلى المهجع، حيث تعرض لجلسة تحقيق مختلفة عن جلسة تحقيق المخفر الذي نقل إليه في بداية اعتقاله، وتسمى «المرحلة الثانية للتحقيق».

ويصف محمود «المنفردة» بأنها غرفة ذات جدران متشققة، تتساقط قطرات المطر من سقفها، وتتسرب المياه من جدرانها، ولم يسمح لأحد بالحصول على أكثر من بطانيتين رقيقتين للتمدد على واحدة، والتغطي بواحدة أخرى، ما سبب لي معاناة كبيرة مع البرد في فصل الشتاء وتعرضت لأمراض عدة. وتابع: «الدخول إلى الحمامات كان خلال وقت معين، وأحياناً خلال عد السجان للأرقام من واحد إلى عشرة، ويقوم السجان بتعبئة مياه الشرب للمعتقل من صنابير الحمامات».

محاكمة باسم الشعب

ويتابع محمود سرد قصته قائلاً: «نُقلنا بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال في السجن الأسود إلى محكمة عفرين، وهي محكمة للنظام السوري سابقاً، وتمت إعادة التحقيق معنا من جديد، وهي المرحلة الثالثة، هُددنا بعقوبة المؤبد خلال الاعتقال والعبارة الأكثر تكراراً، والتي كانت تشكل رعباً لنا وهي تسليمنا إلى نظام الأسد كفرع المخابرات الجوية وفرع السياسية وغيرها من فروع الأسد، مع عبارات متطرفة دائمة ضد مدينتي التي انتمي إليها، وضد الريف الشمالي الذي انتمي اليه، إضافة على شجبنا بأننا خرّبنا البلد».

وأردف: «استمرت هذه الحالة شهرين ونصف حتى حاكمتني امرأة، وكالمعتاد نطقت حكمنا باسم الشعب»، يقولها ضاحكاً، و»الحكم الحبس عاماً كاملاً».

وبعد المحاكمة نُقل المعتقلين إلى مهجع في «السجن الأسود»، وتبلغ مساحة المهجع 40 متراً مربعاً، بداخله حوالي 60 شخصاً أي أقل من نصف متر واحد للمعتقل الواحد.

وقال: «لقد كنّا ننام في التناوب بسبب ضيق السجن ولعدم وجود مساحة كافية داخل المهجع»، وحسب محمود إن وحدات YPG خلال ستة أشهر قامت بتوسيع ما يدعى «السجن الأسود» من خمسة مهاجع إلى عشرة مهاجع، ليتسع السجن لأكثر من 600 معتقل بين مدنيين وعسكريين.

طفل يصبح يافعاً

ويروي الشاب قصصاً إنسانية مؤثرة عايشها مع سجناء آخرين وقال: «الغريب أنّ هناك أطفالاً داخل السجن، وبينهم طفل كان يبلغ من العمر 12 عاماً عند اعتقاله، وصار عمره الآن بالسجن 15 عاماً، واستغرق التحقيق معه ثلاث سنوات، وعند خروجي كان متواجداً ولم يفرج عنه».

وأردف: «كما يوجد طفل عمره 14 عاماً اعتقلته الوحدات الكردية أثناء سيطرتها على الهلك في حلب بتهمة الانتماء للجيش الحر، والطفل دائماً يردد العبارة المعروفة بالسجن وهو مبتسم… أنا حاطط بالأمانات «دحل» وهي لعبة اعتادها الأطفال في سوريا».

وتعددت القصص ومنها عن رجل كبير بالسن ويبلغ عمره حوالي 70 عاماً كان معتقلاً بتهمة الانتماء للجيش الحر، حيث يعاني الرجل من شلل نصفي، وتعرض المسن حسب «المحمد» لأزمة نفسية، ويدخل الرجل بحالة من البكاء والكآبة لأيام عدة. وأفرجت عنه الوحدات بعد أربعة أشهر من المعاناة داخل جدران السجن وفي ظلمته، لكن ورد خبر مفاجئ أنّه توفي أثناء توجهه إلى عائلته بعد خروجه من المعتقل بأيام.

نداء إلى المنظمات الإنسانية

ووجه محمود المحمد نداء إلى المنظمات الإنسانية، للدخول إلى تلك السجون، ومنها السرية كسجن «المغارة» وهو كهف يحوي معتقلين متهمين بالانتماء لـ»داعش» ومتابعة الأطفال وكبار السن، ومراجعة الحالة الصحية للمرضى، لعدم الاعتناء بالمعتقل، وجاء ذلك بعد تجربة شخصية نتيجة تعرضه لوعكة استمرت أسبوع بدون علاج من التسمم الغذائي.

وقضى المحمد سبعة أشهر متنقلاً بين المعتقلات التي وُجدت خلال السنوات الأربع الماضية، وأُفرج عنه بواسطة عملية تبادل أسرى بين فصائل الجيش الحر ووحدات» YPG».

واختتم محمود حديثه قائلاً: «في بداية الثورة حمل معظمنا السلاح دفاعاً عن المظلومين، ولاحقاً اتجه كل شخص إلى عمله ضمن اختصاصه، لكن اعتبرتها الميليشيات جريمة يعاقب عليها الشعب، وتمت محاكمتي باسمه!، لكن هل يعلمون بأنني عندما حملت السلاح في ثورتي دفاعاً عن الشعب لم تكن هذه الميليشيات متواجدة حينها؟».

القدس العربي

 

قتلى بقصف النظام الغوطة و”حزب الله” يتقدم في عرسال

عدنان علي

شنت طائرات النظام السوري، صباح اليوم السبت، غارات على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.

 

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن اثنين من المدنيين، على الأقل، قتلا خلال القصف الجوي بالصواريخ الفراغية على مدينة دوما. كما استهدفت غارات أخرى بلدتي عين ترما وجسرين، ما أسفر عن سقوط جرحى.

 

ومن جهتها، قالت مصادر النظام إن الغارات استهدفت ما سمته الخطوط الخلفية لـ”جبهة النصرة” في مثلث عين ترما – جوبر.

 

إلى ذلك، سيطر “حزب الله” اللبناني، صباح اليوم، على منطقة “قرنة وادي الخيل” ومرتفع قرنة القنزح، في جرود عرسال، بعد اشتباكات مع الفصائل المسلحة الموجودة في المنطقة، وهما فصيل “سرايا أهل الشام”، و”هيئة تحرير الشام”، وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل.

 

وكان “حزب الله” سيطر، أمس الجمعة، وفق ناشطين، على عدة نقاط في جرود بلدة عرسال، شرقي لبنان، واستطاع التقدم في سهل الرهوة، بعد تسليم الجيش اللبناني نقاطه في طرف السهل من جهة البلدة إلى الحزب، الأمر الذي ساعده على تحقيق هذا التقدم.

 

من جهته، قال المتحدث باسم “سرايا أهل الشام”، إن “حزب الله سيطر على نقطتين في جرود عرسال بمساعدة الجيش اللبناني، في ظل استمرار المعارك”. وأكد “سرايا أهل الشام”، في وقت سابق، مقتل 30 عنصرًا وجرح آخرين من قوات النظام و”حزب الله”، خلال الاشتباكات في جرود القلمون الغربي، وجرود بلدة عرسال.

 

وقالت مصادر محلية إن المعارك في جرود عرسال تتركز في منطقة القزنح ومرتفعات عقاب ووادي الخيل وشعبة النحلة، في حين تتركز الاشتباكات في جرود الفليطة بمرتفعات الضليل وتلتي الكرة والعلم.

 

ولفتت تلك المصادر إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” في جرود قارة وجريجر بالقلمون الغربي، لا تشهد أية اشتباكات مع “حزب الله” أو قوات النظام.

 

وكان لاجئان سوريان قتلا، أمس، إثر استهداف الجيش اللبناني بقذائف الهاون مخيمات اللاجئين في جرود بلدة عرسال، وسط هروب جماعي لهم.

 

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن النازحين السوريين من النساء والأطفال وكبار السن مستمرون بالخروج من المخيمات في مدينة الملاهي باتجاه بلدة عرسال، بإشراف الجيش اللبناني ومنظمات إنسانية دولية.

 

وكان “حزب الله” اللبناني أطلق، أمس الجمعة، العملية العسكرية في عرسال، بمعزل عن الجيش اللبناني، واقتصرت على التنسيق مع النظام السوري براً وجواً.

 

تحرير الشام” تقترب من باب الهوى وترقب للموقف التركي

عدنان علي

تجددت الاشتباكات في قرى وبلدات عدّة بريف إدلب بالشمال السوري، خصوصاً القرى الحدودية مع تركيا، في ظلّ محاولة “هيئة تحرير الشام” الوصول إلى معبر “باب الهوى” الذي أكدت “حركة أحرار الشام” استمرار سيطرتها عليه، في وقت برزت تساؤلات حول موقف تركيا إزاء ما يجري، وما إذا كانت ستسمح بسيطرة “هيئة تحرير الشام”، المصنّفة في خانة الإرهاب على المعبر الذي يعتبر بوابتها الرئيسية إلى الشمال السوري. ومع تسارع التطورات والاصطفافات، دخلت دفعة من قوات “درع الفرات” العاملة في ريف حلب الشمالي، إلى محافظة إدلب، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

 

في هذا السياق، أفاد المتحدث باسم “حركة أحرار الشام” محمد أبو زيد، في تصريحات صحافية بأن “دفعة أولى من عناصر الحركة دخلوا إلى إدلب عبر الأراضي التركية، وهم نحو 150 مقاتلاً”، متوقعاً وصول دفعات أخرى. كما كشفت “هيئة تحرير الشام”، أن عناصرها سيطرت على “نقطة 106” المطلة على معبر باب الهوى عند الحدود السورية التركية. وقالت مصادر محلية إن “الاشتباكات انتقلت إلى نقاط قريبة من المعبر الذي باتت الهيئة تحاصره من جميع الجهات”. وأضافت المصادر أن “الهيئة استعادت السيطرة أيضاً على نقطة حطين، بعد سيطرة حركة أحرار الشام عليها ليومين، كما أعلنت سيطرتها على بلدتي أطمة وبابسقا، من دون التعرض لمقرات الفصائل الأخرى فيهما”.

من جهته، أوضح متحدث عسكري باسم “حركة أحرار الشام” أن “مستودعات تحوي مواد إغاثية في معمل الأزرق ضمن المعبر، احترقت نتيجة الاشتباكات وقصف “هيئة تحرير الشام بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة”، نافياً أن “تكون الحركة قامت بحرق المستودعات عمداً قبل انسحابها منها”. وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إن “الاشتباكات بين الطرفين وصلت إلى كاراج المعبر، كما تمكنت الهيئة من التقدم داخل المعبر”.

 

وكان مدير العلاقات الإعلامية في “هيئة تحرير الشام” عماد الدين مجاهد، قد اعتبر أن “الهيئة طلبت تسليم إدارة المعبر لجهة مدنية مستقلة، الأمر الذي رفضته حركة أحرار الشام”. وقد وجّهت “هيئة تحرير الشام”، نداء إلى قادة ومقاتلي “حركة أحرار الشام” في معبر باب الهوى، لترك المعبر والعودة إلى بيوتهم متعهدة بألا يمسهم أي ضرر. وبدأت “هيئة تحرير الشام” محاولات التقدم نحو المعبر، يوم الخميس، بعد رفضها مبادرةً أطلقها بعض علماء الدين من أجل وقف القتال. وقد أصيب مدنيون بجروح جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل المتقاتلة، على مخيمات النازحين في بابسقا، وعقربات، وكفرلوسين، والتريمسة، والنواعير، والعاصي في ريف إدلب الشمالي، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين المتقاتلين بالمسؤولية عن استهداف المخيمات.

 

في غضون ذلك، أعلنت فصائل من الجيش السوري الحر تحركها للتدخل كقوات فصل بين الجانبين. وأبدى كل من “فيلق الشام” وحركة “نور الدين الزنكي” في بيان مشترك، استعدادهما للتحرّك تجاه المعبر من أجل الفصل بين الجانبين، من دون توضيح آليات ذلك والمناطق التي سينتشرون فيها. كما قال ناشطون إن “هيئة تحرير الشام استهدفت رتلاً لقوات الفصل التابعة لفيلق الشام وحركة نور الدين الزنكي، في قرية معارة الأتارب، في ريف حلب الغربي، بينما خرجت تظاهرة في مدينة الأتارب منددة بهذا الاستهداف. وقد رحّبت “حركة أحرار الشام” بالبيان الذي أصدره الفصيلان، معتبرة أن “استمرار المواجهة العسكرية مع هيئة تحرير الشام، سيكون مرتبطاً بوقف بغي الهيئة على قوات الحركة في الشمال السوري”.

كما رحّبت الحركة بانسحاب “حركة نور الدين الزنكي” من “هيئة تحرير الشام”، وتمنّت أن تكون هذه الخطوة “عودة إلى حضن الثورة بزخم وقوة”. مع العلم أن عديد عناصر “حركة نور الدين الزنكي” نحو 8 آلاف عنصر. ومع الانتقادات الموجهة إلى “حركة أحرار الشام”، بسبب ضعف حضورها السياسي والاعلامي في هذه التطورات، وجّه القائد العام للحركة، علي العمر كلمة قال فيها إن “اعتداء هيئة تحرير الشام يهدف لإنهاء الثورة السورية وتحويل مناطق أهل السنة إلى رقة وموصل جديدة”.

 

وظهر العمر في شريط فيديو بثه المكتب الإعلامي للحركة يوم الجمعة، على أحد محاور الاشتباك مع هيئة تحرير الشام في ريف إدلب. وكشف العمر أن “لديه معلومات تؤكد تجهيز تحرير الشام للهجوم على الحركة منذ أكثر من شهر، مع إقامة معسكرات خاصة لعناصرها من أجل ذلك”، مطالباً الشعب السوري بـ”الدفاع عن الثورة”.

 

وقال الصحافي التركي اوكتاي يلماظ، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “تركيا تصنّف “هيئة تحرير الشام” منظمة إرهابية، وإذا ما تمكّن هذا الفصيل من توسيع سيطرته في إدلب أو السيطرة على معبر باب الهوى، فهذا بالتأكيد لن يريح تركيا التي لا يمكن أن تتعامل معه”. وعن احتمال تحرك تركيا عسكرياً لمواجهة هذه الاحتمالات، استبعد يلماظ أن تكون هناك عملية عسكرية مباشرة لأنقرة، “لأن لديها أولويات أخرى متعلقة بمواجهة المليشيات الكردية في الشمال السوري التي تهدد الأمن التركي بشكل مباشر”، مرجحاً أن تلجأ تركيا إلى دعم حركة “أحرار الشام” والفصائل الأخرى الحليفة لها في إدلب والشمال السوري لمواجهة “هيئة تحرير الشام”. وأضاف أن هناك مشاورات مستمرة مع روسيا لتطبيق اتفاق أستانة الخاص بـ”مناطق خفض التصعيد” في إدلب، وفي حال تم الاتفاق قد ترسل تركيا قوات إلى إدلب، لكن ما يجري حالياً يعقّد الموقف، ولا شك أن أنقرة تدرس الخيارات الممكنة للتعامل معه.

 

في غضون ذلك، يغيب صوت القائد العام لـ “هيئة تحرير الشام”، هاشم الشيخ (أبو جابر)، حول ما يجري من اقتتال في الشمال السوري، وسط شائعات عن منعه من اتخاذ القرارات من جانب فريق أبو محمد الجولاني داخل الهيئة. ولم يصدر عن الشيخ أي موقف علني في القتال المتواصل منذ أيام مع “حركة أحرار الشام”، الفصيل الذي قاده الشيخ سابقاً خلفاً لحسان عبود، بعدما قُتل مع عدد من القادة في ريف إدلب، في سبتمبر/أيلول 2014. وسبق أن وصف مبعوث الولايات المتحدة إلى سورية مايكل راتني في مارس/آذار الماضي الشيخ وغيره من المنتمين إلى الهيئة، من خارج “جبهة النصرة” بأنهم “كومبارس ولا دور لهم في التشكيل الجديد”، معتبراً أن “صاحب السلطة الحقيقية، هو الجولاني المتحكم من الناحية العمليّاتية، ومنهجه ومنهج جماعته هو التغلب، الذي ما هو إلا وجه آخر للاستبداد”. من جهته، اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن “هيئة تحرير الشام ارتكبت أعمال قتل بحق المدنيين، إضافة للتضييق والملاحقة”.

 

تقرير تلفزيوني يُنقذ عمالاً سوريين من العمل بالسخرة

بيروت ــ العربي الجديد

عاد حوالي 30 عاملاً سورياً إلى ممارسة نشاطاتهم الخاصة أيام الآحاد في بلدية غلبون في منطقة جبيل، شمالي العاصمة اللبنانية بيروت، بعد أن عملوا لأشهر عدة في تنظيف طرقات البلدة وصيانة البنى التحتية وأحواض الزهور بشكل مجاني وإجباري بطلب من المجلس البلدي.

 

وكانت البلدية خيّرت العمال المُقيمين ضمن نطاق بلديتهم بين العمل المجاني (بالسخرة)، وبين دفع رسوم مالية للبلدية مقابل إقامتهم فيها، ففضل جميع العمال العمل على الدفع نظرا لظروفهم المعيشية، رغم إصدار وزير الداخلية والبلديات، نهاد المشنوق، بيانا منتصف الشهر الجاري حذر فيه رؤساء بلديات في جبل لبنان من إحالتهم لهيئة التأديب بعد معلومات مؤكدة حول استيفاء عدد منهم رسوماً غير قانونية من لاجئين سوريين.

 

 

وساهم تقرير تلفزيوني أعده الصحافي في قناة “الجديد”، آدم شمس الدين، في كشف هذا الأمر، وفي تحويله إلى قضية رأي عام في ظل حالة التجييش العنصري الواسعة التي تطاول اللاجئين السوريين في لبنان والتي انتقلت من التصريحات السياسية للأحزاب المتحالفة مع النظام السوري، إلى مواقع التواصل ومنها إلى الشوارع والأزقة التي شهدت حالات ضرب واعتداء على سوريين من قبل شبان لبنانيين، وهو ما دفع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى التأكيد على أن “الكراهية والتحريض مرفوضان، وإن كنا نعمل على عودة النازحين لأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل أعباء النزوح”.

 

ويشير معد التقرير آدم شمس الدين، إلى أن “دور الصحافي لا يقتصر على نقل الخبر فقط بل يجب عليه استخدام الأدوات الصحافية لتغيير الواقع، خصوصا إذا ما ارتبط الأمر بانتهاك حقوق الإنسان أو مخالفة القوانين”.

 

ويؤكد شمس الدين أن “توافر الوقت الكافي للمراسلين يساعد في البحث عن القصص التي تمس حياة الناس بشكل مباشر وإعداد المواد عنها بعيداً عن هويتهم، ولا يجب أن يحول الانهماك في المتابعة اليومية للأحداث والتغطيات السياسية والذي يستهلك وقتا وجهدا كبيرين من الصحافيين، من دون التقصي عما هو أبعد من مجرد نقل الخبر وتغطية الأحداث بشكل روتيني، ومن هذا المنطلق ليس عبثاً أن يطلق على هذه المهنة سمة صناعة الرأي العام لكن المشكلة تبقى أن البعض يختار تشويهه بدلاً من الارتقاء به”.

 

وأكد المحامي والناشط، نعمة شاهين، وهو من بلدة غلبون، لـ”العربي الجديد” أن “المجلس البلدي اعتذر من اللاجئين بعد انتشار التقرير وأوقف استدعاءهم أيام الآحاد للعمل بإشراف موظفين من البلدية”.

 

وأشار شاهين إلى أنه لا لاجئين سوريين في البلدة، “ولكن عشرات العمال المُقيمين فيها استقدموا عائلاتهم كاملة من سورية بعد اندلاع الأزمة، ولا يتجاوز عدد كل السوريين في البلدة 150 شخصاً يقيمون بين 1500 من أبنائها”.​

 

ناشطو إدلب للفصائل المتقاتلة: كفى ملاحقة وقمعاً!

أصدر ناشطون إعلاميون في محافظة إدلب، في وقت متأخر الخميس، بياناً طالبوا فيه الفصائل المتقاتلة باحترام عملهم وضمان حرية التعبير عن آرائهم، والتوقف عن ملاحقتهم واعتقالهم، بعد ساعات من مقتل ناشط إعلامي برصاص عناصر تابعين لـ “هيئة تحرير الشام”، المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، خلال تفريقها لمظاهرة في مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي، بالإضافة إلى الاعتداء على ناشط آخر في سراقب أيضاً.

 

وأكدت “رابطة الصحافيين السوريين” التي نشرت البيان، أن عناصر الهيئة اعتقلوا أيضاً، الناشط الإعلامي عبد الغني العريان، إثر مداهمة منزله في مدينة سلقين بالريف الشمالي للمحافظة، فيما تمت ملاحقة ناشطين آخرين، من دون التمكن من اعتقالهم، فيما أكدت المصادر اعتقال الهيئة لوالد أحد الناشطين الإعلاميين بعد مداهمة منزله، على خلفية نقل الناشطين لأخبار الاشتباكات الدائرة بين “تحرير الشام” وحركة “أحرار الشام” في المحافظة.

 

وجاء في البيان: “لطالما كان العمل الإعلامي محفوفاً بمخاطر الاعتقال والملاحقات الأمنية لنظام الأسد، قدم فيها الناشط الإعلامي ضروباً في الثبات والعمل الدؤوب لكشف انتهاكاته بحق المدنيين وتوثيق جرائمه التي فضحت كل ممارساته”، مضيفاً أن “اتّباع بعض الفصائل العسكرية في الثورة السورية سياسة الاعتقالات ومحاربة الرأي الآخر، مهما كان موقفه، وملاحقة النشطاء الإعلاميين هو انتهاك صارخ لحرية العمل الإعلامي الثوري، وحق الجميع في النقد وابداء الرأي، الذي يتوجب على جميع الفصائل احترامه”.

 

وأضاف البيان: “آلمنا جداً استشهاد الناشط الإعلامي مصعب العزو بالأمس برصاص عناصر تحرير الشام التي واجهت مظاهرة شعبية بالرصاص الحي، تلا ذلك الملاحقات الأمنية التي طالت منازل عدد من نشطاء الثورة في مدينة سلقين، واعتقال الناشط الإعلامي عبد الغني العريان، وملاحقة عدد من الزملاء الآخرين واعتقال والد أحدهم للضغط عليه لتسلم نفسه”.

 

وطالب الناشطون في ختام بيانهم الفصائل المتخاصمة بضرورة احترام عملهم في المناطق التي تسيطر عليها، وعدم التعرض لهم تحت أي ظرف كان، وتقبل الرأي الآخر، والإفراج الفوري عن العريان، ووقف الملاحقة لزملائه الإعلاميين.

 

يذكر أن محافظة إدلب تشهد في الآونة الأخيرة اقتتالاً بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام” في مناطق متفرقة من المحافظة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وعناصر الطرفين.

 

معركة الجرود: حزب الله يغير التكتيك ويبدأ المرحلة الثانية

منير الربيع

بدأ حزب الله المرحلة الثانية من عملية استكمال السيطرة على جرود بلدة عرسال والجرود المحيطة وطرد المسلّحين منها، فجر السبت في 22 تموز. حتى ساعات قليلة ماضية، كانت المفاوضات لا تزال مستمرّة تحت النار من أجل انسحاب المقاتلين من الجرود، لكنها اصطدمت بعوائق عدّة. لكن التطور اللافت كان البيان الذي أصدره مقاتلو سرايا أهل الشام، وأعلنوا فيه خوضهم المعركة ضد الحزب، فيما كان الحزب يحاول العمل على تجنيبهم ذلك عبر اصراره على حصر المعركة ضد جبهة النصرة. إذ إن الحزب يعتبر أن الضغط على النصرة ودفعها إلى الإنسحاب سيؤدي إلى خلخلة كل القوى، وسيسهل مسألة انسحاب جميع المقاتلين.

 

يتحدث حزب الله عن السيطرة على العديد من النقاط في الجرود، فيما المسلّحون يعتبرون أن كلامه غير دقيق، لأنه كان في الأساس يسيطر على المواقع التي يعلن السيطرة عليها حالياً. ويلفتون إلى أن الحزب استطاع تحقيق تقدّم لكن ليس بحجم الحملة الإعلامية التي يستخدمها لتظهير الإنتصار. وهو استطاع التقدم باتجاه موقعين أساسيين، أحدهما تلّة مرتفعة وإستراتيجية.

 

ولا تخفي مصادر متابعة أن المعركة صعبة جداً على الطرفين، نظراً لجغرافية المنطقة وطبيعتها الجردية وانتشار المغاور فيها. بالتالي، فإن القصف من بعيد لا يأتي بالنتائج المرجوة، فيما تحقيق النتائج يحصل من خلال الالتحام في الاشتباكات والمعارك. وهذا ما يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الخسائر لدى الطرفين. وأبرز الصعوبات التي واجهها الحزب في عملياته الهجومية، كانت في جرود بلدة فليطة، إذ تتحدث المعارضة عن أنه حاول ثلاث مرّات التقدّم باتجاه نقاط معيّنة، وتم صدّه ومنعه من تحقيق ذلك. ما دفعه إلى إعادة التمهيد لذلك بقصف مدفعي وصاروخي هائل، مهّد عبره طوال الليل، لبدء المرحلة الثانية، عبر تكتيك جديد. وتلفت مصادر المسلّحين إلى أن الحزب تكبّد خسائر كبيرة في معارك اليوم الأول، وصلت إلى أكثر من 17 قتيلاً، عدد كبير منهم قضوا في أحد الكمائن التي نصب لهم في جرود فليطة.

 

وعن المرحلة الثانية، تشير مصادر متابعة قريبة من حزب الله إلى أن التكتيك الجديد لحظ توسيع نقاط الانطلاق لشن الهجوم، بهدف تشتيت قوى المسلّحين. وهذا ما أدى إلى استمرار المعارك في جرود فليطة، مع فتح جبهة أخرى لناحية جرود عرسال، حيث تمكن حزب الله من السيطرة على منطقة جوار الشيح وادي كريتي وضليل الأبيض وسرج قويصف جنوب جرد عرسال، وسط اشتباكات مع مسلحي “النصرة”. كما أنه يتقدم في جرود عرسال، مسيطراً على قرنة وادي الخيل ومرتفع قرنة القنزح بعد اشتباكات عنيفة مع “النصرة”، وفق ما يؤكد الإعلام الحربي.

 

ولا تخفي المصادر أن الحزب تكبّد خسائر كبيرة نسبياً منذ بدء المعركة. وإذ ترفض الافصاح عن العدد النهائي للخسائر، تعتبر أن الخسائر متوقعة والعدد الذي سقط لم يكن بعيداً من التوقعات، في ضوء الخطّة التي وضعها الحزب لهذه المعركة، خصوصاً أن طبيعة المنطقة تفرض القتال عن قرب ومن مسافة قريبة جداً، نظراً لوعورتها. بالتالي، فإن سقوط هذه الأعداد من المقاتلين مسألة مبررة، نسبة إلى ما يريد الحزب تحقيقه، ليس على صعيده فحسب، بل على صعيد لبنان ككل. كما أن هناك ثابتة في العلوم العسكرية أن القوة المهاجمة غالباً ما تتكبد خسائر أكبر من الطرف المقابل، لأن الخصم حينها يكون متمركزاً في تحصينات. وتؤكد المصادر أن إحصاء الخسائر ليس مهمّاً بقدر أهمية النتائج المتوخاة من هذه المعركة، وهي الإنتصار وطرد المسلّحين.

 

وفيما يسعى حزب الله الآن إلى استمرار الفصل الكامل لمدينة عرسال عن الجرود، بعد اعلانه عن فصلها عن الكسارات، تؤكد المصادر أن الوضع في بلدة عرسال لا يزال هادئاً. كما أن الجيش اللبناني شدد اجراءاته لمنع تسلل أي من المقاتلين باتجاه البلدة. ولدى سؤال المصادر عن مدّة المعركة وعن الفترة التي يحتاجها حزب الله لتحقيق كامل أهدافه، تشير إلى أن التقديرات غير ممكنة حالياً، ولا يمكن تحديد موعد زمني لذلك، فيما فصائل المسلحين تؤكد أن المعركة ستكون طويلة ولن تكون سهلة. وتشير مصادر مراقبة لـ”المدن” إلى أن الحسم العسكري سيكون صعباً، والرهان سيبقى على الضغط العسكري وتحقيق الأهداف لدفع المسلحين على الخضوع لمبدأ الانسحاب.

 

معركة جرود عرسال: خط الدفاع الأول تحت النار

منير الربيع

حاولت فصائل المسلحين في جرود عرسال والمناطق المحيطة امتصاص صدمة الهجوم الأول الذي بدأه حزب الله، الجمعة في 21 تموز، من محورين رئيسيين باتجاه مواقع سيطرتها. وتشير مصادر المسلحين في جرود القلمون، لـ”المدن”، إلى أن حزب الله بدأ هجومه باستخدام كثافة نارية عبر قصف مركّز باتجاه مواقعهم والمغاور التي يتمركزون فيها. وبعدها بدأ بالعملية البرّية، حيث حاول التقدم باتجاه أكثر من منطقة في جرود فليطة، لكن حتى الآن لا يزال كل طرف يسيطر على مواقعه. وتقول المصادر إن التقدم الذي أحرزه حزب الله، عاد وتراجع عنه. وهو حقق ذلك بفعل عامل المفاجأة، لكن بعد امتصاص الصدمة تم صد الهجوم وإفشاله وإجبار عناصر الحزب على التراجع. ما أدى إلى تخفيف حدة القصف خلال فترتين منفصلتين.

 

تعتبر جرود فليطة، التي تركزت فيها المعارك الأولى، منطقة أساسية وإستراتيجية بالنسبة للجميع. فهي تقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول يسيطر عليه حزب الله، وهو في الجهة الجنوبية من الجرود، وهي آخر النقاط التي كان الحزب قد سيطر عليها في معارك الجرود في العام 2015. والقسم الثاني في الوسط وهو القريب من جرود عرسال، وتسيطر عليه فصائل سرايا أهل الشام. فيما القسم الثالث هو الجهة الشمالية من هذه الجرود، التي أيضاً تعتبر قريبة من جرود عرسال من الجهة الشمالية الشرقية وتخضع لسيطرة النصرة.

 

أهمية السيطرة على تلك المناطق، لكلي الطرفين تتركز على مبدأ أنها تشكّل خط الدفاع الأول للفصائل المتمركزة هناك. بالتالي، هي حجر الزاوية في الدفاع عن نفسها ومنع تحقيق أي تقدم للإحتفاظ بمواقعها. أما بالنسبة إلى حزب الله، فهي تمثّل الأهمية الكبرى، لأن إختراقها والسيطرة عليها وإبعاد المسلّحين منها، يعني أنه استطاع خلخلة بنيتهم الدفاعية في الخطّ الاول. ما سيؤدي إلى بدء مرحلة التراجع لدى المسلحين، من الجهة الجنوبية للجرود باتجاه الجهة الشمالية. وهذا ما يريد الحزب تحقيقه بقوة النار، من أجل دفع المسلحين نحو استخدام معبر وحيد للخروج باتجاه الشمال عبر العمق السوري.

 

ووفق ما يؤكد مصدر قيادي في سرايا أهل الشام لـ”المدن”، فإن حزب الله حاول التقدم، يوم الجمعة، من خلال ثلاث محاولات باتجاه مواقع المسلحين للسيطرة عليها، وتم إفشال المحاولات الثلاث. وبعدها، عاد حزب الله إلى استخدام كثافة نارية هائلة جداً من أجل التمهيد مجدداً للإقتحام. ويقول القيادي إنهم قادرون حتى الآن على صد هجوم الحزب، لكن بالنتيجة هذا النوع من المعارك هو عبارة عن كرّ وفرّ، لاسيما أن المناطق جردية ووعرة. بالتالي، فإن الإنسحاب من مكان باتجاه آخر، لا يمكن أن يصبح هزيمة، لا بل قد يكون ضمن التكتيك العسكري من أجل الإلتفاف على القوات المهاجمة.

 

وفيما أعلن حزب الله أنه أنهى المرحلة الأولى من معارك الجرود بتحقيق كامل أهدافها، وأنه سيطر على سهل الرهوة، ووادي دقيق والزعرور، واستطاع فصل عرسال عن الكسارات، تعتبر الفصائل أن حزب الله لم يحقق سوى الإنتصار الإعلامي حتى الآن. لأن المناطق التي أعلن السيطرة عليها هي خاضعة لسيطرته في الأساس ومنذ العام 2015، وكل محاولات تقدمه تم صدّها.

 

ويلفت القيادي إلى أن الحزب يركز هجومه على النصرة وسرايا أهل الشام فحسب، من دون تحريك أي ساكن ضد تنظيم داعش. وهنا يبدي بعض مقاتلي هذه الفصائل تخوفهم من أن يتحرك داعش لشن معركة ضدهم في نفس الوقت، كما حصل في العام 2015، حين استفاد داعش من لحظة الإشتباك بينهم وبين حزب الله وقرر الإنقضاض على مواقعهم للسيطرة عليها. ويلفت إلى أنهم يتخذون الاجراءات ويتحسبون لحصول أمر كهذا.

 

وعن الخسائر في صفوف الطرفين، يشير القيادي إلى أن حزب الله تكبد خسائر كبيرة، لافتاً إلى عدم وجود إحصائية دقيقة لذلك. لكنه يؤكد أن مجموعة من عناصر الحزب وقعت في أحد الكمائن التي نصبت لها في جرود فليطة. ما أدى إلى مقتلهم، معتبراً أن عدد قتلى الحزب تخطى السبعة في اليوم الأول، فيما سقط للنصرة عدد من القتلى، ولسرايا أهل الشام ثلاثة، معتبراً أن في معارك كهذه، غالباً ما يتعرض الطرف المهاجم لخسائر أكبر. ووفق تقديرات القيادي، فإن المعركة ستكون طويلة جداً وصعبة، معتبراً أن معظم المقاتلين يفضلون البقاء حتى الموت على الإنسحاب، رغم وجود آراء عديدة في صفوف البعض الآخر، بأن الإنسحاب أفضل من البقاء.

 

إدلب السورية على أعتاب موصل جديدة

هيئة تحرير الشام تسجل نجاحات في عدة بلدات وسط انهيار لافت لدفاعات أحرار الشام رغم الإسناد التركي.

دمشق – تمكّنت هيئة تحرير الشام وهي تحالف لفصائل إسلامية متشددة تقودها جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) من إحراز تقدّم واضح في القتال الدائر بينها وحركة أحرار الشام المدعومة تركيا.

 

ونجحت هيئة تحرير الشام التي توجد تحفظات دولية كبيرة تجاهها في السيطرة على جميع النقاط المحيطة بمعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا الأمر الذي قد يضطر الأخيرة إلى التدخل المباشر.

 

وقال أحد سكان أطمة، وهي بلدة شمالي المعبر، على تواصل مع مسؤولين ومقاتلي معارضة محليين إن معبر باب الهوى أصبح محاصرا بشكل فعلي من الجانب السوري.

 

وأضاف أن هيئة تحرير الشام “سيطرت على التلال المحيطة بباب الهوى” لتصبح على بعد كيلومتر من المعبر. وذكر أنّ المعبر فقط لا يزال تحت سيطرة أحرار الشام.

 

وقال مصدر في أحرار الشام أيضا إن تحرير الشام حاصرت المعبر لكنه تعهد بعدم التخلي عنه.

 

ويعدّ معبر باب الهوى الشريان الوحيد الذي يمدّ محافظة إدلب بمختلف مستلزماتها من أغذية وأدوية، فضلا عن أنه المنفذ الوحيد بالنسبة إلى المنظمات الإنسانية إلى المحافظة، وبالتالي سيطرة هيئة تحرير الشام سيثير مخاوف تلك المنظمات الذي ربما ستضطر لتعليق أنشطتها، كما أنه قد يدفع تركيا إلى إغلاقه ما يعني تحويل إدلب إلى سجن كبير.

 

وشكّلت إدلب على مرّ الثلاث سنوات الأخيرة ملجأ لمئات الآلاف من النازحين من مناطق مختلفة من سوريا، ويخشى العديد أن يؤدي سيطرة هيئة تحرير الشام على المحافظة إلى أن تتحول إلى موصل جديدة.

 

تقدّم هيئة تحرير الشام لم يقتصر فقط على المعبر حيث سجلت نجاحات في عدة بلدات منها بابسقا، وسرمدا، وكفرلوسين، وقاح، وعقربات في ريف إدلب الشمالي، وسط انهيار لافت لدفاعات أحرار الشام، رغم الإسناد التركي.

 

وكانت مصادر بالمعارضة السورية كشفت أن نحو 150 من المعرضين السوريين تدعمهم تركيا وصلوا إلى محافظة إدلب الخميس لدعم جماعة أحرار الشام، وسط معطيات تروّج لها الأحرار عن أن تركيا قد تتجه لإرسال المزيد من الدفعات لإنقاذها.

 

وقال مسلح في المعارضة السورية مطلع على الموقف في إدلب لكنه لا ينتمي لأي من الجماعتين إن هيئة تحرير الشام هي المتفوقة في القتال. وأوضح “الأمر سينتهي لصالح النصرة… أحرار (الشام) على وجه خاص انتهت. في الواقع هم يتواجدون في باب الهوى وقريتين أو ثلاث. سيبقون لأن الأتراك في صفهم”.

 

ورفضت هيئة تحرير الشام الخميس مبادرة للوساطة من جانب رجال دين بارزين. وقالت إن السبيل الوحيد لإنهاء القتال هو إقامة إدارة محلية إقليمية للشمال الذي يسيطر عليه مقاتلو الفصائل تساعد في المصالحة وردع التدخل الأجنبي في الصراع.

 

ويرى متابعون أن موقف الهيئة متوقع خاصة وأن مجريات القتال تصب في صالحها، وهي لطالما كانت تسعى إلى أن تكون صاحبة الكلمة الفصل في إدلب.

 

وفي حال نجحت الهيئة في تحقيق هذا الهدف فإن مستقبل إدلب سيزداد سوداوية حيث لن تقبل روسيا أو الولايات المتحدة الأميركية أن تكون هذه المحافظة الاستراتيجية تحت سيطرة المتشددين، كما أن ذلك سيشكل إحراجا كبيرا لتركيا.

 

وهاجم علي العمر زعيم حركة أحرار الشام في شريط فيديو بث الجمعة على “يوتيوب” هيئة تحرير الشام واعتبر هجماتها الهدف منها إنهاء الثورة السورية وتحويل مناطق أهل السنة إلى موصل جديدة.

 

والسبب المباشر في اندلاع شرارة القتال كان حين رفضت هيئة تحرير الشام رفع علم “الثورة” مصرة على أن يكون علمها ذو اللون الأسود والمكتوب عليه “لا إله إلا الله” هو الذي يرفع فوق الدوائر بالمحافظة.

 

ولفت علي العمر إلى أن هجمات الهيئة لم تكن بشكل عفوي مؤكدا وجود معلومات تفيد بأن “الهيئة” كانت تعدّ العدة وتحضّر لهجومها ضد حركته منذ عدة أسابيع وقد نشرت المعسكرات لتدريب عناصرها.

 

ويقول مراقبون إن الموقف التركي مثير للانتباه حيث أنها إلى الآن لم تتحرك بحزم تجاه هيئة تحرير الشام المتقدمة حاليا، واقتصرت على ارسال بضع عشرات من العناصر التابعة لعملية درع الفرات لدعم الأحرار.

 

ويرى محللون أن سرعة انهيار عناصر أحرار الشام قد يكون السبب خلف الموقف التركي الذي ربما يرى أنه من الأفضل تعويم مجموعات أخرى على غرار نورالدين الزنكي وفيلق الشام، المقربتين من هيئة تحرير الشام في فرض نفوذها على إدلب.

 

وجدير بالذكر أن فصيل نورالدين الزنكي قد اعلن الخميس انشقاقه على هيئة تحرير الشام، قبل ساعات من طرح نفسه كقوة فصل بين الفصيلين المتناحرين.

 

ويقول اصحاب هذا الرأي إن تركيا ماتزال على دعمها لهيئة تحرير الشام التي يبدو أنها رقم صعب في إدلب يصعب كسره، رغم ما تروّج له أنقرة لدى الروس بأنها أوقفت ذلك الدعم.

 

وسبق وأن اعتمدت تركيا هذا سيناريو أي تعويم المتطرفين في أكثر من مناسبة الأول حينما دفعت هي وقطر جبهة النصرة إلى تغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام وإعلان الانفصال التنظيمي عن القاعدة، ولكن ذلك باء بالفشل ولاقى معارضة شديدة من روسيا، ثم حينما طالبت جبهة فتح الشام بالانصهار ضمن هيئة تحرير الشام، واليوم ربما تفكر في ذات الشيء تحت مسميات جديدة.

 

بالمقابل يرى البعض أن تركيا تدرك أنه من الصعب خداع الروس والأميركان بذلك، وقد يكون الهدف من عدم التدخل السريع لنجدة الأحرار، هو السماح بمزيد تغوّل الهيئة لشرعنة تدخلها المباشر في المحافظة.

 

اتفاق روسي مع المعارضة السورية لخفض التصعيد بالغوطة الشرقية

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (السبت) أن مسؤولين من الوزارة وقعوا على اتفاق مع المعارضة السورية خلال مباحثات سلام في القاهرة حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية.

وقالت الوزارة في بيان: «نتيجة للمحادثات التي جرت في القاهرة بين مسؤولي وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة تحت رعاية الجانب المصري… تم التوقيع على اتفاقات حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية».

والغوطة الشرقية من ضمن المناطق الأربع التي تشملها خطة «خفض التصعيد» التي أبرمتها روسيا وإيران حليفتا النظام وتركيا الداعمة للمعارضة في مايو (أيار)، لكن الخلافات بشأن الجهات التي ستراقب هذه المناطق الأربع أخرت تطبيقه.

وفشلت المفاوضات الأخيرة في يوليو (تموز) الجاري بآستانا في وضع التفاصيل النهائية لمناطق خفض التصعيد في سوريا.

وأعلنت روسيا أن الأطراف وقعوا اتفاقات تم بموجبها «تحديد حدود مناطق خفض التصعيد وكذلك مناطق الانتشار وحجم قوات مراقبة خفض التصعيد».

كما أعلنت أن الأطراف وافقوا على اعتماد «طرق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان وتأمين حرية التحرك للمقيمين».

وقالت روسيا إنها تنوي إرسال أولى قافلاتها للمساعدات الإنسانية وإخلاء الجرحى «في الأيام المقبلة».

وتعتبر منطقة الغوطة الشرقية معقلا للفصائل المقاتلة قرب دمشق، وتشكل هدفا للعمليات العسكرية التي تشنها القوات النظامية وحلفاؤها.

وقتل أكثر من 330 ألف شخص بينهم نحو مائة ألف مدني، خلال أكثر من ست سنوات من النزاع الذي تشهده سوريا منذ مارس (آذار) 2011 حين انطلقت مظاهرات معارضة للنظام.

 

جنرال أميركي: نظام الأسد ملهم للجماعات المتطرفة

قال قائد العمليات الخاصة الأميركية الجنرال ريموند توماس إن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه يشكلان مصدر إلهام للجماعات المتطرفة، مشيرا إلى أن وضع الأسد الآن أفضل مما كان عليه قبل عامين.

وأضاف توماس خلال ندوة تعنى بالشؤون الأمنية نظمها معهد آسبن في واشنطن أن للأسد ونظامه تأثيرا مدمرا، وهو لا يشكل خيارا للملمة سوريا أو حل المشكلة فيها.

في سياق ذي صلة، أعلن الجنرال الأميركي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أنهت برنامجها لدعم فصائل معارضة سورية تقاتل قوات الأسد، مشيرا إلى أن بعض منتقدي البرنامج يعتقدون أن مقاتلي المعارضة لا يملكون فرصة للإطاحة بالأسد.

وأكد بذلك معلومات نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأربعاء، وقال توماس إن ذلك “كان قرارا صعبا حقا”، وهو ليس “استرضاء للروس”.

وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت الأربعاء عن مسؤولين أميركيين -طلبوا عدم كشف أسمائهم- أن برنامج دعم المعارضة السورية الذي بدأ قبل أربع سنوات لم يكن له سوى أثر محدود، خصوصا منذ التدخل الروسي في البلاد قبل عامين.

وحسب الصحيفة فإن إلغاء برنامج دعم المعارضة السورية يظهر مدى اهتمام الرئيس دونالد ترمب “بإيجاد وسائل للعمل مع روسيا”.

وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وافق على برنامج المساعدات هذا في العام 2013 عندما سعت جماعات معارضة مختلفة إلى الحصول على دعم من الخارج ضد النظام السوري.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

وحدات الحماية تحولت لـ”سوريا الديمقراطية”.. بطلب أميركي

أسبن (كولورادو) – رويترز

قال جنرال أميركي كبير إنه أمر #وحدات_حماية_الشعب الكردية بتغيير “اسمها”، وذلك قبل يوم تقريبا من كشفها عن تحالف مع السوريين العرب في 2015 يطلق عليه اسم #قوات_سوريا_الديمقراطية.

وتلقي تصريحات رايموند توماس، الجنرال بالجيش الأميركي والمسؤول عن قيادة العمليات الخاصة، نظرة على الآليات التي سبقت الزيادة الكبيرة في الدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد على الرغم من المعارضة الشرسة من تركيا، حليفة واشنطن والعضو في حلف شمال الأطلسي.

وترى تركيا وحدات حماية الشعب امتدادا لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون على الأراضي التركية، وانتقدت بشدة الدعم الأميركي لها والذي زاد بمرور الوقت.

وقال توماس، أمس الجمعة، إنه أبلغ الوحدات بمخاوف تركيا في 2015.

وأضاف: “قلنا لهم بالحرف: عليكم تغيير اسمكم. ماذا تودون أن يكون اسمكم بخلاف وحدات حماية الشعب؟ وفي غضون يوم أعلنوا أن اسمهم أصبح قوات سوريا الديمقراطية.. رأيت في استخدام كلمة “الديمقراطية” لفتة رائعة. أعطتهم بعض المصداقية”.

ووردت تصريحات توماس خلال “منتدى أسبن للأمن” في ولاية كولورادو الأميركية، وهو مؤتمر سنوي يجمع المسؤولين وقادة الجيش وخبراء الأمن القومي.

وتحدث توماس فيما بعد عن تطور وحدات حماية الشعب التي تكبدت خسائر فادحة في المعارك الأولى ضد تنظيم #داعش، لكنها ظلت تقاتل وتزيد من قوتها وأعداد مقاتليها تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية.

واستمر التوتر بين وحدات حماية الشعب و #تركيا، وأدى إلى تأزم العلاقات بين واشنطن وأنقرة. وسعت تركيا للحصول على تطمينات من الولايات المتحدة بأن الأسلحة التي تقدمها بهدف هزيمة متشددي داعش لن توجه لاحقا إلى تركيا.

وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية الآن على مناطق واسعة على الحدود شمال شرقي حلب وجيب من الأراضي إلى الشمال الغربي من المدينة. وتسيطر فصائل تدعمها تركيا على الأراضي الفاصلة بين المنطقتين لتمنع القوات الكردية من الربط بينهما.

وقال قائد وحدات حماية الشعب هذا الشهر، إن انتشار الجيش التركي قرب مناطق سيطرة الأكراد بشمال غرب سوريا يصل إلى حد “إعلان الحرب”.

واشتبك مقاتلون من المعارضة تدعمهم تركيا مع المقاتلين الأكراد يوم الاثنين حول قرية عين دقنة وقاعدة منغ الجوية المجاورة شمالي حلب.

وترك وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، الباب مفتوحا أمام إمكانية تقديم دعم على المدى البعيد لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، قائلا إن واشنطن قد تحتاج إلى تزويدها بالأسلحة والعتاد حتى بعد انتزاع السيطرة على الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا.

وأقر توماس أيضا بأن الصلات المفترضة بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني تخلق المشاكل.

وأضاف “عليهم العمل على اسمهم. إذا واصلوا الارتباط بمنتجهم القديم، خاصة الصلة بحزب العمال الكردستاني، فستنطوي العلاقة على تحديات هائلة”.

 

اتفاق بين أحرار الشام وجفش على وقف النار بإدلب

بيروت – رويترز

أعلنت #حركة_أحرار_الشام في بيان نشر على الإنترنت، أنها اتفقت، اليوم الجمعة، مع هيئة تحرير الشام على وقف إطلاق النار في محافظة #إدلب بسوريا بعد أيام من القتال بينهما.

وأضافت أحرار الشام أن الفصائل ستنسحب من معبر #باب_الهوى على الحدود مع تركيا وتسلم السيطرة عليه إلى “إدارة مدنية”.

وفي وقت سابق، حاصرت #هيئة_تحرير_الشام، التي تقودها جماعة كانت تابعة لجبهة النصرة سابقاً، أحرار الشام قرب المعبر.

 

تقارير: حزب الله اللبناني والجيش السوري يحرزان تقدما في هجوم حدودي

بيروت (رويترز) – أفادت تقارير لوسائل إعلام موالية لدمشق بأن جماعة حزب الله اللبنانية والجيش السوري أحرزا تقدما ضد مسلحين سنة يوم السبت في اليوم الثاني من هجوم لطردهم من آخر معاقلهم على الحدود السورية اللبنانية.

 

وتستهدف العملية مسلحين سنة مما كانت تعرف بجبهة النصرة التي سبق أن تحالفت مع  تنظيم القاعدة وتسيطر على منطقة جرود عرسال الجبلية القاحلة.

 

وذكر الإعلام الحربي التابع لحزب الله أن قواته سيطرت على منطقتي جوار الشيخ ووادي كريتي ومناطق أخرى في الجزء الجنوبي من جرود عرسال.

 

وقال إن الطائرات العسكرية السورية استهدفت مواقع المسلحين على الجانب السوري من الحدود قرب بلدة فليطة السورية.

 

وأضاف أن الهجوم بدأ يوم الجمعة وأودى بحياة ما لا يقل عن 23 من مسلحي النصرة في اليوم الأول. وقتل ما لا يقل عن خمسة من مقاتلي حزب الله أيضا.

 

وصرح مصدر أمني في وقت مبكر من صباح يوم السبت بأن قتلى حزب الله 15 وأن ما لا يقل عن 43 مسلحا قتلوا.

 

ويتخذ الجيش اللبناني مواقع دافعية حول بلدة عرسال استعدادا لإطلاق النار على المسلحين السنة الذي يحاولون اقتحام خطوطه وعزز الأمن في المنطقة.

 

وذكر قائد بتحالف عسكري موال لدمشق ومصدر أمني لبناني أن الجيش اللبناني لا يشارك في العملية.

 

وقال المصدر الأمني إن الجيش يسهل مرور اللاجئين السوريين الفارين من المنطقة وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وتستعد مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين لتدفق اللاجئين السوريين من جرود عرسال وبلدة عرسال. وجرى الإبلاغ عن فرار مجموعة صغيرة فقط من اللاجئين يوم الجمعة.

 

ويسكن بضعة آلاف من اللاجئين السوريين مخيمات إلى الشرق من عرسال.

 

ولعب حزب الله، المدعوم من إيران، دورا حاسما في حملات سابقة ضد المسلحين السنة على طول الحدود اللبنانية في إطار دور أوسع يلعبه في دعم الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية.

 

وأثار دور حزب الله انتقاد خصومه السياسيين في لبنان ومنهم رئيس الوزراء سعد الحريري وهو سني.

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

حصري-مصدر: إدمان العقاقير المخدرة وراء تنحية ولي عهد السعودية

من سامية نخول ونيك تاترسال

 

جدة (رويترز) – كان عزل الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد الشهر الماضي يصب في “مصلحة الدولة العليا” نظرا لإدمانه المورفين والكوكايين لدرجة أثرت على أدائه وبدت آثارها واضحة عليه، حسبما ذكر مصدر قريب من العائلة الحاكمة بالمملكة العربية السعودية في تصريحات حصرية لرويترز.

 

وأكد المصدر رفيع المستوى معظم ما ورد في تقرير بثته رويترز هذا الأسبوع عن القرار المفاجئ بتنصيب الأمير محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي والبالغ من العمر 32 عاما وليا للعهد وأقر بأن تنحية الأمير محمد بن نايف كانت بسبب إدمانه العقاقير المخدرة.

 

وقال المصدر إن عزل محمد بن نايف كان بقرار من الملك وهيئة البيعة التي تضم 34 عضوا من كبار الأمراء والتي توافق على من هم في سلسلة الخلافة وتتابع أداءهم.

 

ورفض المصدر أن يكون الأمير محمد بن نايف ضحية لانقلاب داخل القصر من تدبير الأمير محمد بن سلمان، ابن الملك الأثير، تمهيدا لأن يخلف والده الملك سلمان البالغ من العمر 81 عاما.

 

ونفى المصدر تماما بعض التقارير التي أشارت إلى استعداد الملك للتنازل عن العرش لابنه قريبا ربما في سبتمبر أيلول.

 

وقال إن الأمير محمد بن نايف عانى من تعاطي مواد مخدرة لسنوات منذ عهد العاهل الراحل الملك عبد الله، مشيرا إلى أن الملك عبد الله والملك سلمان نصحاه مرات عديدة بالعلاج.

 

وأضاف المصدر أن وزير الداخلية وولي العهد السابق لم يدمن فقط المسكنات القوية مثل المورفين، والتي يعود تعاطيه لها إلى أيام محاولة تنظيم القاعدة اغتياله عام 2009 والتي تركت شظايا في جسده، بل أدمن أيضا الكوكايين.

 

وقال المصدر في تصريحاته لرويترز “لنا تقديرنا الكبير للأمير ولي العهد ووزير الداخلية لكن توجد مصالح عليا بالدولة أكبر من مكانته الاجتماعية والوظيفية”.

 

وتابع “كان مدمنا للمسكنات منذ عهد الملك عبد الله، تحديدا المورفين، وكان الملك عبد الله يعاتبه على هذا بشدة. وكان هو يؤكد أن هذا بسبب عملية الاغتيال التي تعرض لها وأنه بحاجة لتخفيف الألم بسبب الشظايا التي في جسده. ووعد الملك عبد الله بأن يخضع للعلاج”.

 

ولم يتسن لرويترز الاتصال بالأمير محمد بن نايف للتعليق. وذكرت مصادر قريبة منه أنه يمتنع عن التعليق وأنه ما زال في قصره في جدة منذ تنحيته في يونيو حزيران. وأقرت المصادر بأمر إدمانه العقاقير المخدرة لكنها قالت إن الأمر كان ذريعة لدفع الأمير محمد بن سلمان للعرش.

 

* حرج

 

قال المصدر إن حالة الإدمان زادت حدة بعد أن أصبح الأمير محمد بن نايف وليا للعهد عام 2015 حتى أن الأمر بات ملحوظا ومحرجا لمن حوله في الاجتماعات الرسمية واجتماعات القمة والأحداث العامة التي كان يظهر فيها نائما.

 

ومضى قائلا “عندما أصبح وليا للعهد زادت ظاهرة الإدمان بشكل كبير ولاحظ عليه أعضاء مجلس الوزراء أنه ينام في الجلسات وأن لسانه ثقيل. كان أحيانا يأتي شبه مخدر لا يستطيع أن يتكلم وأحيانا يأتي في حالة نشاط زائد”.

 

وقال إن الأمير محمد بن نايف “بدأ لا يتحفظ على الموضوع وبدأ الناس يرونه أمامهم هكذا. بدأ الشهود يكثرون.. مسؤولون بوزارة الداخلية يرون ذلك ووزراء وكل الذين حوله”.

 

وأكد المصدر تقرير رويترز الذي ذكر أنه ذهب أكثر من مرة إلى سويسرا للعلاج لكن دون فائدة إذ كان يعود للإدمان بعد فترة.

 

وأضاف “تكلم معه الملك بوضوح وقال له إذا استمريت في الإدمان فسوف تعزل. وهو تعهد للملك السنة الماضية أنه سيخضع للعلاج وقال إنه أحضر أخصائيين لعلاجه، لكن للأسف هذا لم يحدث”.

 

وقال المصدر إن الملك سلمان “اتخذ القرار في آخر عشرة أيام من رمضان في مكة المكرمة ووصل لقناعة بأن محمد بن نايف لا يستطيع أن يقوم بواجباته ومسؤولياته وأن بقاءه يضر بالبلد”.

 

وأضاف “بدأ الكلام يكثر حول الأمير محمد بن نايف وظهر في لقطات على التلفزيون في اجتماعات نائما وهذه اللقطات كانت دائما تحذفها وزارة الإعلام. لكنها كانت محرجة.

 

“لكن من الأشياء التي لم نستطع أن نحذفها أنه في القمة الإسلامية العربية التي حضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان ينام بين الحين والآخر وكان معاونه يوقظه. هذه اللقطات شوهدت على أكثر من محطة”.

 

وتابع بقوله “كان يجلس قرب الملك ولاحظ الملك أن لسانه ثقيل وكان الموضوع محرجا للملك وللدولة. وكان الوضع واضحا. تكلمت مجموعة من كبار شخصيات العائلة المالكة مع الملك وطلبت مجموعة من هيئة البيعة عزله”.

 

* التنازل عن الحكم غير مطروح

 

أبدى الأمير محمد بن نايف (57 عاما) تأثرا بالغا عندما أبلغه الملك سلمان بقرار عزله. لكن المصدر أكد أنه أقر بأن أداءه تأثر بسبب إدمانه المخدرات.

 

وأضاف المصدر “قال: أشعر بالأسف لما حدث. وأنا بذلت جهدي خلال كل السنوات الماضية لأخدم وطني وأقوم بمسؤولياتي. أنا خادم البلد أبايع محمد بن سلمان”.

 

ونفى المصدر وضع الأمير محمد بن نايف تحت إقامة جبرية أو منعه من استقبال زائرين أو استبدال حرسه الشخصي بحرس جديد يتابعون اتصالاته كما سبق وأن ذكرت مصادر وتقارير. وقال إنه يستقبل بعض الزائرين.

 

ورغم أن التقاليد تقضي بسحب الحرس الملكي المكلف بحماية الملك وولي العهد، فقد طلب الأمير محمد بن نايف بقاء 18 من حرسه الشخصي معه وهو طلب تمت تلبيته.

 

وقال المصدر “ليس تحت إقامة جبرية لكنه وعد بالخضوع لمعالجة طبية جدية”.

 

وأضاف “كان معه حرس من الداخلية بصفته وزير الداخلية إضافة للحرس الملكي. بعد تنحيه ذهبت حراسات الداخلية للوزير الجديد وطلب بقاء ١٨ منهم من المقربين له وقد تم ذلك. وتم تعويض نقص الحراسات بإضافة المزيد من الحرس الملكي حيث أن الحرس الملكي هو المسؤول عن حماية الملك وولي العهد وأولياء العهود السابقين مثل الأمير مقرن.”

 

ونفى المصدر تقارير ذكرت أن قرار تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد يمهد لتنازل الملك سلمان عن العرش قريبا وقال إن هذا لا يتفق مع أعراف المملكة حيث يبقى الملك على العرش إلى أن توافيه المنية.

 

وقال “هذا السيناريو ليس مطروحا. الملك في السعودية يحظى بالتبجيل. الملك فهد أصيب بجلطة أعاقت عمله من 1995 إلى 2005 وبقي ملكا ولم يعزل. كذلك الملك عبد الله قبل أن يتوفى في 2015 كان في حالة غيبوبة وظل في مكانه ولم يفكر أحد في عزله.

 

“أؤكد مليون في المئة أن هذه الفكرة غير مطروحة وليست محل نقاش”.

 

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

جنرال أمريكي: إنهاء دعم جماعات مسلحة معارضة للأسد “لم يكن استرضاء للروس

آسبن (كولورادو) (رويترز) – قال قائد عسكري أمريكي كبير إن قرار الولايات المتحدة بإنهاء برنامج المخابرات المركزية الأمريكية الخاص بتدريب جماعات مسلحة معينة تحارب القوات الحكومية السورية وإمدادها بالسلاح لم يكن تنازلا لروسيا حليف الرئيس بشار الأسد.

 

كان مسؤول أمريكي قال في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن هذا القرار يأتي في إطار مسعى إدارة ترامب لتحسين العلاقات مع روسيا التي نجحت هي وجماعات تدعمها إيران إلى حد كبير في الحفاظ على الأسد وحكومته خلال الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ ست سنوات.

 

وقال الجنرال بالجيش الأمريكي ريموند توماس قائد قيادة العمليات الخاصة أمام المنتدى الأمني السنوي في آسبن بولاية كولورادو “كان حسب اعتقادي تقييما لطبيعة البرنامج وما نحاول أن نحققه ومدى قابليته للاستمرار “.

 

وتابع قائلا “على الأقل فيما أعلم عن هذا البرنامج وقرار إنهائه لم يكن أبدا استرضاء للروس”.

 

ووصف توماس، الذي قدم أول تعليق رسمي معلن المصدر على الأمر من مسؤول أمريكي، القرار بأنه شديد الصعوبة. وأشار إلى أن بعض المنتقدين للبرنامج يعتقدون أن مقاتلي المعارضة لا يملكون فرصة للإطاحة بالأسد من السلطة.

 

وبدأ برنامج المخابرات المركزية الأمريكية في عام 2013 في إطار جهود الرئيس السابق باراك أوباما للإطاحة بالأسد لكنه لم يحقق نجاحا يُذكر.

 

وقال مسؤولون طلبوا عدم نشر اسمائهم لرويترز إن مستشار الأمن القومي إتش.آر مكماستر ومدير المخابرات المركزية مايك بومبيو أنهيا البرنامج بعد التشاور مع مسؤولين تابعين لهما قبل اجتماع ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السابع من يوليو تموز على هامش قمة مجموعة العشرين.

 

وقال المسؤولون إن الأمر لم يكن جزءا من المفاوضات الأمريكية الروسية بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا.

 

(اعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى