أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 23 كانون الأول 2017

آستانة تطلق مسار مؤتمر سوتشي ومطالبة دولية لرعاته بدعم جنيف

لندن، بيروت، آستانة – «الحياة»، أ ف ب

بعد أسبوع على فشل مفاوضات جنيف، أتاح تقدّم عملي سجّلته محادثات آستانة أمس، لروسيا أن تعيد الزخم إلى مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في منتجع سوتشي، على رغم غموض ما زال يحيط ببعض تفاصيله، لا سيمّا في شأن لائحة المشاركين، مع استمرار «عقدة» التمثيل الكردي وعدم تأكيد المعارضة حضورها.

 

وحددت «الدول الضامنة» (روسيا وإيران وتركيا) في ختام محادثات آستانة أمس، 29 و30 كانون الثاني (يناير) 2018 موعداً لعقد المؤتمر الذي تريد موسكو أن يؤدي إلى إحراز تقدم في مساعي حل الأزمة السورية، فيما حضّت الأمم المتحدة الدول الثلاث على دعم عملية السلام في جنيف.

 

ولم تعلن خلال محادثات آستانة لائحة المشاركين في مؤتمر سوتشي على رغم أن هذه المسألة حالت سابقاً دون تحديد موعد نهائي للمؤتمر بعدما طرحه الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين للمرة الأولى في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

 

واكتفى البيان الختامي لممثلي روسيا وتركيا وإيران، بالإشارة إلى أن «الدول الضامنة تؤكد عزمها التعاون بهدف عقد المؤتمر بمشاركة شرائح المجتمع السوري كافة». وتعتزم الدول الثلاث عقد اجتماع تحضيري في 19 و 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، يسبق افتتاحه رسمياً.

 

وفي بيان صدر في شكل منفصل، شدد مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا من العاصمة الكازاخستانية على «ضرورة أن تساهم أي مبادرة سياسية في دعم العملية التي تجرى تحت إشراف المنظمة الدولية في جنيف». وذكّر بخططه لعقد محادثات سلام جديدة في جنيف في كانون الثاني (يناير) المقبل، تركز على صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات.

 

وفي حين لم يتمكن مسار جنيف من إحراز تقدّم في جولته الماضية، تأمل موسكو في الاستفادة من التقدم الملموس الذي تحقق في آستانة وأتاح جمع النظام والمعارضة لبحث مسائل ميدانية وعسكرية، من أجل إطلاق الحوار السياسي.

 

إلى ذلك، رحّبت الخارجية التركية أمس، بإنشاء مجموعة عمل في شأن ملف المعتقلين والمفقودين، إضافة إلى نزع الألغام من المناطق التاريخية خلال محادثات آستانة.

 

واعتبرت المعارضة السورية أن إقرار مجموعة العمل خطوة إيجابية لكنها لم تحسم مسألة مشاركتها في «سوتشي»، وأشار رئيس وفدها إلى آستانة أحمد طعمة إلى «مشاورات ستجريها مع القطاعات العسكرية والسياسية لاتخاذ قرار نهائي».

 

في المقابل، حَمَل رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري على أنقرة وواشنطن، واتهمهما بشنّ «عدوان موصوف» على بلاده. وطالبهما بسحب قواتهما من سورية «فوراً ومن دون شروط»، معلناً ذهاب وفد دمشق إلى سوتشي.

 

ولا يزال يتعين حل «عقدة» تمثيل المكوّن الكردي في ظل رفض أنقرة حضور «حزب الاتحاد الديموقراطي»، فيما قال رئيس الوفد الروسي إلى آستانة ألكسندر لافرينتيف أن الحزب الكردي لم يدرَج في لائحة المشاركين في سوتشي. وتابع الديبلوماسي الروسي: «سعينا إلى التأكد من تمثيل الأكراد في المؤتمر على أوسع نطاق ممكن ولكن في الوقت ذاته من دون أن يسبب ذلك رفضاً تركياً».

 

في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، أن بلاده «أنجزت الانسحاب الجزئي لقواتها المنتشرة في سورية»، والذي بدأ في أواسط الشهر الجاري بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين.

 

وقال شويغو متوجهاً إلى بوتين خلال اجتماع مع القادة العسكريين الروس: «إن أمركم في شأن سحب مجموعة من القوات الروسية من سورية أنجِز».

 

وسحبت روسيا في شكل خاص وحدات جوية وأطباء عسكريين وكتيبة من الشرطة العسكرية، وكذلك 36 طائرة وأربع مروحيات. وأوضح شويغو أنه بعد الانسحاب الجزئي، ستبقي موسكو مركز المصالحة الروسي وثلاث وحدات شرطة عسكرية، وكذلك قاعدتي حميميم وطرطوس.

 

الدول الضامنة تحدّد نهاية كانون الثاني موعداً لـ«مؤتمر الحوار السوري»

بيروت، آستانة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

 

اختتمت في العاصمة الكازاخستانية آستانة أمس، الجولة الثامنة من المحادثات السورية، بتشكيل لجنتي عمل تبحثان في ملف المعتقلين والمفقودين وتبادل الأسرى والجثث إضافة إلى إزالة الألغام، كما حدّدت الدول الضامنة الثلاث للمحادثات موعد «مؤتمر الحوار الوطني السوري». وأعلنت روسيا وإيران وتركيا أمس، في ختام المحادثات، عقد اجتماع بين النظام السوري والمعارضة في منتجع سوتشي الروسي في أواخر كانون الثاني (يناير) 2018.

 

وشدد البيان الختامي لوفود روسيا وتركيا وإيران على أن «الدول الضامنة تؤكد عزمها على التعاون بهدف عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في 29 و30 كانون الثاني (يناير) 2018 بمشاركة شرائح المجتمع السوري كافة»، وأكدت وزارة الخارجية الكازاخستانية كذلك موعد انطلاقه.

 

وأشاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بإنشاء مجموعة عمل في شأن المعتقلين والمفقودين، واصفاً الاتفاق بأنه خطوة أولى «جديرة بالثناء في اتجاه وضع ترتيبات بين الأطراف المتقاتلة».

 

وشدد دي ميستورا الذي انتقل إلى العاصمة الكازاخستانية أمس، آتياً من موسكو حيث عقد لقاءً ثلاثياً جمعه بوزيري الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو، على «ضرورة تقييم خطة روسيا لعقد مؤتمر الحوار الوطني لناحية قدرة المؤتمر على دعم مفاوضات جنيف» التي ترعاها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي في سورية.

 

ودعا المبعوث الدولي إلى «وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى أنحاء البلاد كافة وضرورة أن تتمكن الأمم المتحدة من تقديم مساعدة فورية لإنقاذ الأرواح في كل المواقع المحاصرة، وأن تقوم بعمليات إجلاء طبي عاجل من الغوطة الشرقية». كما رحّب بـ «إحراز بعض التقدم في تدابير مهمة لبناء الثقة، مثل إزالة الألغام لأغراض إنسانية».

 

وقال دي ميستورا إن «الأمم المتحدة ترى أن أي مبادرة سياسية تقوم بها الجهات الدولية الفاعلة ينبغي تقييمها بقدرتها على المساهمة في العملية السياسية في إطار الأمم المتحدة في جنيف، ودعم التنفيذ الكامل للقرار 2254». وأضاف أن الجولة التاسعة من المحادثات السورية ستركز على «التنفيذ الكامل للقرار 2254، مع التركيز في شكل خاص على ملفّي الدستور والانتخابات في جدول الأعمال».

 

وأعلن وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبد الرحمنوف، في الجلسة الختامية لمحادثات آستانة «اتفاق الدول الضامنة على تشكيل مجموعتي عمل تتعلق بملف المعتقلين والمفقودين، وتبادل الجثث وإزالة الألغام من المناطق التاريخية من ضمن إجراءات بناء الثقة». وأشار إلى أن الدول الضامنة تعتزم «عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، بمشاركة كافة الطوائف السورية، والحكومة والمعارضة، ومن يهمه وحدة أراضي سورية واستقلالها».

 

ودعا البيان السوريين للمشاركة الكثيفة في سوتشي، التي ستعقد الدول الضامنة فيها اجتماعات تقنية في 19 و20 كانون الثاني (يناير) المقبل. كما لفت إلى أن الدول الضامنة «تشير إلى أنها ترى أن مستقبل الحوار آلية هامة تعطي دفعاً لعملية التفاوض، برعاية دولية وتساعد على إقرار اتفاقات سورية تقوم على التفاهم المستقبلي».

 

وشدد على أن «الحل يستند إلى القرار الدولي 2254، وذلك من خلال إجراء عملية حرة ونزيهة وشفافة، وإصدار دستور يوافق عليه الشعب السوري، وإجراء انتخابات بمشاركة الأطياف كافة»، كاشفاً أن «الدول الضامنة اتفقت على عقد جولة جديدة من آستانة في النصف الثاني من شباط (فبراير) المقبل». وأكدت الدول الضامنة «تمسكها القوي والمتواصل بسيادة واستقلال سورية ووحدة أراضيها، مرحبةً بالتقدم الذي حصل في تطبيق اتفاق مناطق خفض التوتر.

 

ولا تزال مسألة المشاركين في مؤتمر سوتشي غير محسومة، خصوصاً في ظل عقدة تمثيل المكوّن الكردي الذي ترفض تركيا أن يتمثل بـ «حزب الاتحاد الديموقراطي». وأشار مدير دائرة آسيا وأفريقيا في وزارة الخارجية الكازاخستانية حيدر بك توماتوف إلى أن الدول الضامنة (تركيا وإيران وروسيا) تتفق حالياً على لائحة المشاركين في المؤتمر، فيما كشف مصدر من المشاركين في آستانة لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية أن الانتهاء من إعداد لائحة المشاركين في سوتشي سينتهي في أواسط كانون الثاني (يناير) المقبل.

 

وقال رئيس الوفد الروسي إلى آستانة ألكسندر لافرينتييف في تصريح إلى وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، أن «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي لم يدرج في لائحة المشاركين في سوتشي». وتابع الديبلوماسي الروسي: «سعينا إلى التأكد من تمثيل الأكراد في مؤتمر الحوار الوطني السوري على أوسع نطاق ممكن ولكن في الوقت ذاته من دون أن يسبب ذلك أي رفض من جانب الأتراك». وأكد أن «قسماً كبيراً من محادثات آستانة خصص للمبادرة الروسية، مشيراً إلى أن «مؤتمر سوتشي سيشكل منصة تتيح لمختلف ممثلي المجتمع السوري حل المشاكل المرتبطة بالتسوية السياسية والتي لم تحلّ في جنيف».

 

النظام يؤكد حضوره في سوتشي ويحمل على أنقرة وواشنطن

 

أكد رئيس وفد النظام السوري إلى اجتماع «آستانة-8» بشار الجعفري، أن الحكومة السورية تعتبر وجود القوات التركية والأميركية على أراضيها بمثابة «عدوان موصوف»، مطالباً بخروج القوات الأجنبية من سورية «فوراً من دون قيد أو شرط»، ومؤكداً مشاركة بلاده في مؤتمر «الحوار الوطني» في سوتشي.

 

وقال الجعفري في مؤتمر صحافي في ختام المحادثات: «ناقشنا اتفاق مناطق خفض التوتر، وخصوصاً في محافظة إدلب». وأكد أن «إصرار الولايات المتحدة على إبقاء قواتها على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة، عدوان على سيادتنا ويتعارض مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها»، مطالباً «بخروج القوات الأجنبية من أراضينا فوراً». وأشار إلى أن «سورية ستحضر مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وتبذل الجهود الممكنة للتحضير الجيد لهذا المؤتمر الذي سيشكل قاعدة للحوار بين السوريين».

 

وأكّد الجعفري أن «الإجراءات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على سورية، ليست عقوبات، لأنها لم تفرض عن طريق مجلس الأمن»، معتبراً أنها «إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب، وغير شرعية من ناحية أنظمة وقوانين العمل وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن». وقال: «لا يوجد قرار صادر عن مجلس الأمن يفرض عقوبات علينا، وأثرنا هذه المسألة في محادثاتنا الثنائية مع الروس والإيرانيين، الذين يتفهمون المشكلة تماماً ومدى خطورتها وضررها على اقتصاد سورية ورفاهية شعبها».

 

وأشار الجعفري إلى أن «وفدنا لا يدخل في أي حوار ثنائي مع الوفد التركي لأسباب يعرفها الجميع، وتتعلق أساساً بدعم الحكومة التركية الإرهاب الذي يكافحه العالم كله، وتشريعها الحدود المشتركة مع سورية أمامه».

 

وكان وفد النظام عقد لقاءً ثنائياً في اليوم الثاني من اجتماعات «آستانة» مع الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري.

 

واستكمل الوفدان خلال اللقاء نقاش النقاط المدرجة على جدول الأعمال، وأكدا أهمية مواصلة اللقاءات الثنائية لضمان الخروج بنتائج إيجابية.

 

كما عقد الوفد لقاء تشاورياً مع وفد روسيا برئاسة ألكسندر لافرينتيف، واتفق الجانبان على أهمية إنجاح مسار «آستانة».

 

… والمعارضة لا تحسم مشاركتها وترحّب بنتائج « آستانة»

 

اعتبرت المعارضة السورية أمس، أن إقرار مجموعة العمل في شأن المعتقلين في اختتام مؤتمر «آستانة 8»، خطوة إلى الأمام، في حين ستقرر لاحقاً قبول المشاركة من عدمها في مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في سوتشي الشهر المقبل.

 

وقال رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة خلال مؤتمر صحافي: «أتينا إلى هنا لحل سياسي يحصل الشعب من خلاله على حريته وكرامته اللتين حرم منهما». وأضاف: «نرى أن جميع الجهود المبذولة في المفاوضات خطوة في الطريق الصحيح، لما يريده الشعب السوري، لذا أتينا لقضية المعتقلين والمفقودين، وكان إلحاحنا شديداً على كل من التقيناهم لإقرار آلية تضمن الإفراج عن السجناء ومعرفة مصير المفقودين».

 

ولفت إلى أنه «في البيان الختامي ناقشنا هذا الموضوع، ونعتقد أننا تقدمنا خطوة إلى الأمام، صحيح أن الآلية لم تقر، لكن أعتقد أننا خطونا خطوة مهمة، والضامنون توصلوا إلى نقاط للتوقيع النهائي لهذا الاتفاق». وأشار طعمة إلى أن «تشكيل لجان لمناقشة التفاصيل، يجعل المعارضين يتفاءلون بهذه النقطة»، آملاً بأن «تقر الآلية في الاجتماع المقبل، وتبدأ عملية الإفراج عن المعتقلين».

 

وفي شأن مؤتمر «الحوار السوري» الذي تقرر عقده في 29 و30 كانون الثاني (يناير) المقبل، قال طعمة: «نريد التشاور مع القوات العسكرية والمسؤولين السياسيين، ونعود إلى مرجعياتنا لنصدر القرار النهائي حول المشاركة في سوتشي»، مؤكداً تلقيهم الدعوة للحضور. وزاد: «نؤيد أي مسعى لتحقيق السلام».

 

وأكّد عضو الوفد ياسر عبدالرحيم: «قلنا للروس أن طائراتهم لا تزال ترتكب مجازر بحق السوريين في الأتارب ومعرشورين، وجنودهم يتدربون بالأهداف الحية». وسأل: «كيف يمكن النجاح لمؤتمر سوتشي، وروسيا فشلت في تبييض السجون وتواصل عمليات القصف؟».

 

وعلى الخريطة، شرح رئيس اللجنة الإعلامية في وفد المعارضة أيمن العاسمي ظهور «داعش» في ريف حماة بقوله: «عندما شعر النظام بأنه يريد فزاعة جديدة في منطقة ريف حماة، سهل مرور داعش المحاصر في البادية، إذ لا توجد جبهة بين النظام وداعش في ريف حماة من جهة المعارضة». وكشف أن «النظام سهل دخول قوات داعش عبر مسار بعمق 12 كيلومتراً، عبر فتح ثغرة مسافتها كيلومتر واحد، أدخل داعش منها 300 عنصر بالسلاح الثقيل، وقبل أيام دخل 500 عنصر بالطريقة ذاتها».

 

قوات «الحشد الشعبي» تنتشر على حدود سورية

بغداد – رويترز

 

انتشرت فصائل «الحشد الشعبي» العراقية أمس (الجمعة) على الحدود السورية، لدعم قوات حرس الحدود العراقية بعدما تعرضت لإطلاق نار من داخل سورية خلال الأيام الثلاثة الماضية، وفق ما أفاد قائد عسكري في القوات.

 

وقال قائد عمليات الحشد الشعبي لمحور غرب الأنبار قاسم مصلح في بيان: «بعد تعرض نقاط عدة تابعة لحرس الحدود العراقية لهجمات عدة عبر صواريخ موجهة، وتأخر الإسناد من القوات الأمنية، تم إرسال قطعات لواء 13 في الحشد الشعبي، وبادر إلى استهداف مصادر إطلاق الصواريخ».

 

وأضاف: «قيادة العمليات ولواء الطفوف موجودان الآن على الحدود العراقية – السورية في نقاط حرس الحدود، لصد أي تعرض أو تحرك للعدو»، متابعاً أن «تلك المنطقة ليست ضمن قاطع مسؤولية الحشد الشعبي، لكن واجبنا يقتضي إسناد القطاعات الأمنية كافة».

 

ولم ترد أنباء بعد في شأن من فتح النار من الأراضي السورية، لكن القوات المحتشدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية تتوقع أن يلجأ التنظيم إلى حرب العصابات، بعد خسارته معاقله الحضرية في وقت سابق هذا العام.

 

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي دعا إلى نزع سلاح فصائل «الحشد الشعبي» التي يُقال أنها مسؤولة عن انتهاكات واسعة النطاق ضد بلداتهم.

 

وأكد ناطق عسكري عراقي نشر هذه الفصائل، لكن العميد يحيى رسول قال أن هذا «إجراء موقت وطبيعي جداً، لأن واجب قوات الحشد الشعبي مساندة القوات الحكومية».

 

ووفقاً للقانون، تعتبر قوات «الحشد» رسمياً جزءاً من المؤسسة الأمنية العراقية، وتتبع رسمياً العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة.

 

واستعادت القوات العراقية في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، آخر مساحة من الأراضي كانت تحت سيطرة التنظيم على الحدود مع سورية، وأمنت الصحراء الغربية.

 

قيادي عسكري بالمعارضة السورية: النظام يسعى لنسف اتفاقيات خفض التوتر

أستانة- محمد شيخ يوسف: قال قيادي عسكري بالمعارضة السورية، إن النظام يسعى إلى “نسف” اتفاقيات مناطق خفض التوتر في إدلب (شمال)، وريف حماة (وسط)، بخروقات عديدة يقوم بها، بحجة قتال تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

 

جاء ذلك في حوار مع القيادي العسكري في فيلق الشام، بالمعارضة السورية، ياسر عبد الرحيم، على هامش اجتماعات “أستانة8″ التي اختتمت الجمعة، وهو عضو بوفد المعارضة المسلحة المشارك بالمؤتمر.

 

وأوضح عبد الرحيم أن “النظام يقوم بحملية كبيرة في المناطق الآمنة بإدلب، وقصف عدة أسواق، وارتكب مجازر بحق المدنيين في الأتارب (بريف حلب) ومعرشورين (بإدلب)، أمام أنظار العالم، وبتغطية ومشاركة روسية”.

 

وأضاف: “هناك عمليات في ريف حماة (وسط)، شارك فيها الطيران الروسي، وبمنطقة خان شيخون، (بإدلب) وعمليات وخروقات كبيرة يسعى فيها النظام مع حلفائه للتقدم لريف إدلب الجنوبي، وريف حماة، بغطاء ينسف اتفاقيات أستانة”.

 

وشدد على أن النظام يسعى إلى ذلك “بحجة وجود تنظيم القاعدة بالمنطقة، وهو غير موجود نهائيا على الأرض، ليقوم بقصف المدنيين”.

 

وحول تواجد تنظيم داعش الإرهابي، في منطقة ريف حماة، وسبب ذلك، أفاد القيادي العسكري المعارض، بأنه “في حماة لا يوجد تنظيم داعش، ولكن هناك عمليات عسكرية منسقة بين القوات الروسية، والنظام، وداعش، في محورين مستقلين”.

 

وكشف عن هذين المحورين بقوله: “يتقدم النظام على محور (سيريتل، أبو تريكة، أم خريمة، روبيضة شطيب) في ريف حماة، وبنفس التوقيت يتقدم في ريف إدلب الشمالي تنظيم داعش، بتمهيد من الطيران الروسي، على محور (قلعة حويص، بني هديم، أبو خندق)”.

 

وأردف أنه “بنفس التوقيت يمهد الطيران الروسي للنظام الذي يسمح للدواعش بالمرور في مناطقهم، وهذا يعني أنهم متحالفون بكل ما للكلمة من معنى، ويسعون للتقدم، واحتلو 7 قرى صغيرة بريف حماة من جهة إدلب”.

 

واعتبر عبد الرحيم، أن “هناك خرق كبير في المنطقة لخفض التوتر، بالتعاون بين النظام وروسيا وداعش، والطائرات تقصف لهم (لداعش)، ولا تقصفهم، ولا يصرحون (روسيا)، بأي عمليات عسكرية ضد داعش في المنطقة، ولكن هناك اشتباكات كبيرة”.

 

وفي اجتماعات “أستانة 4″، التي عقدت في 4 مايو/ أيار الماضي، اتفقت الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) على إقامة “مناطق خفض التوتر”، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.

 

وبدأ سريان الاتفاق في 6 من الشهر نفسه، ويشمل 4 مناطق رئيسية هي: إدلب، وحلب (شمال غرب)، وحماة (وسط)، وأجزاء من اللاذقية (غرب)، فضلا عن الغوطة الشرقية الواقعة على مشارف العاصمة دمشق.

 

وفيما يتعلق بتعاون النظام مع تنظيم “ب ي د” في سوريا، قال عبد الرحيم: “منذ انطلاق الثورة السورية في 2011، كان هناك تعاون بين (ب ي د) والنظام، وكان هناك وثائق بإمداد النظام له (للتنظيم) بالذخائر”.

 

وزاد: “ومؤخرا سمح النظام بدخول عناصر له (للتنظيم) عن طريق منبج، الباب، حربل، لتصل إلى جبال قنديل (في العراق)، (خط يصل منه المقاتلون الأجانب والإيرانيون)، ومن العراق إلى عفرين”.

 

وأوضح أنه “تم إلقاء القبض على عدة عناصر من المتسللين لعفرين، والمتحدث السابق باسم هذه القوات المنشق طلال سلو، أفاد بذلك، واعترفوا بوجود المقاتلين الأجانب في عفرين، وانتشار الجيش التركي (في إدلب) حد من تحركاتهم، وكانت نوايا المتسللين التقدم باتجاه إدلب مع تغطية أمريكية”.

 

وعن نوعية التعاون بين الطرفين أجاب القيادي السوري المعارض: “النظام كان متعاونا معهم، وسمح بمرور مقاتليهم، ومؤخرا في المنطقة التي يسيطرون عليها بمدينة حلب في الأشرفية، والهلك، والشيخ مقصود، سمح منذ أيام برفع علم النظام، وفي نفس اليوم ظهر بشار الأسد ليدعي بأنهم خونة”.

 

واعتبر أن النظام و”ب ي د”، “وجهان لعملة واحدة، ويطبقان الاتفاقيات، ويساعدان باحتلال أمريكا لسوريا وتقسيمها”.

 

وأشار عبد الرحيم، إلى أن “التراشق الإعلامي (بين النظام وب ي د)، هي مسرحية أمام العالم، ولكن تدار كلها من دمشق، وطيران النظام لا يقوم بقصفهم، ويقدم تسهيلات كبيرة لهم”.

 

وعن سبل مواجهة “ب ي د”، أوضح القيادي أن “التنظيم يقوم بتشريد الأهالي العرب، وظلم الكرد قبل العرب، ويقوم بالتجنيد الإجباري للأطفال والفتيات، وأخذهم للجبال، وإجبار أهلهم على ذلك”.

 

وأردف: “يقوم (ب ي د) بفرض إتاوات على التجار والمدنيين، ويضطهدونهم بشكل كبير، فضلا عن السيطرة على حقول النفط وبيعها لأمريكا والعراق وتهريب النفط السوري”.

 

وأكد عبد الرحيم أن “هناك بعض الأكراد الشرفاء يقاتلون مع الجيش الحر، يجب أن يشاركوا جميعا في القضاء على هذه التنظيمات، ونتمنى أن تكون العمليات قريبة لإنهاء هذه الانتهاكات”.

 

وحول التواجد الإيراني في سوريا، لفت إلى أنه “لا يزال بسوريا أكثر من 60 ميليشيا أجنية شيعية جاءت بتمويل إيران وعبرها من عدة دول، ومن حزب الله اللبناني، ولا يزالون يتواجدون في سوريا، وخاصة بالريف الجنوبي بحلب”.

 

وأشار إلى أن “الحرس الثوري (الإيراني) أيضا متواجد بكثرة، وهو من يقوم بقيادة العمليات البرية، والأسبوع الماضي كان هناك مقتل لقيادي كبير في هذه القوات، وإيران لا تنفي ذلك”.

 

وختم بأن إيران أرادت أن “تكون طرفا في الاتفاقيات، لأن لديها تواجد أكبر، فتضغط على روسيا حتى يكون لهم تأثير أكبر، نظرا للتواجد الكبير لهم (للروس)”.

 

واختتمت الجمعة، في العاصمة الكازخية أستانة، الجولة الثامنة من المحادثات حول سوريا، بتشكيل لجنتي عمل حول المعتقلين وإزالة الألغام، فضلا عن تحديد موعد لمؤتمر سوتشي بروسيا الشهر القادم، وتحديد الجولة التاسعة من أستانة، في النصف الثاني من شباط/ فبراير المقبل. (الأناضول)

 

الغارديان: بلطجة ووعيد ترامب أخبار سيئة للأمم المتحدة..وعزلة أمريكية جديدة

لندن ـ “القدس العربي” ـ إبراهيم درويش:

كتب باتريك وينتور المحرر الدبلوماسي في صحيفة “الغارديان” قائلا إن بلطجة وتهديدات ترامب في موضوع القدس هي أخبار سيئة للأمم المتحدة. وقال إن موقف أمريكا المتحيز من إسرائيل قد ينتهي بقطع واشنطن التمويل عنا لمنظمة الدولية. وبدأ مقالته بالإشارة إلى خطاب الرئيس ترامب أمام الجمعية العامة في إيلول(سبتمبر) وجاء فيه “إن الدول القوية ذات السيادة تسمح لعدد من الدول ذات القيم والثقافات والأحلام المختلفة ليس للتعايش فقط ولكن العمل جنبا إلى جنب في الأمم المتحدة  وعلى قاعدة الإحترام المتبادل” إلا أن المشهد تغير بعد ثلاثة أشهر تعرضت الدول المتنوعة نفسها لتهديدات من سفيرة الرئيس الأمريكي نيكي هيلي وقالت إنها ستسجل أسماء التي فشلت منها دعم قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس والإعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل. فعلى ما يبدو كان عصر الإحترام المتبادل قصيرا كما يقول وينتور. فقد كانت تلميحات هيلي أن الدول التي تتحدى قرار ترامب أنها ستواجه عقوبات. وكان ترامب واضحا عندما قال إن فشل الأمم المتحدة دعم قراره فسيكون انتصارا لسياسة “امريكا أولا” حيث “ستوفر الكثير”. وقال  “لا نهتم، ولكن الأمر مختلف حيث كانوا يصوتون ضدك ثم تدفع لهم ملايين الدولارات. ولن يستفيد احد منها منذ الآن”. ويقول الكاتب معلقا إن “القوة الناعمة” كما عرفها  جوزيف ني “هي القدرة للحصول على ما تريد من خلال الجذب لا الإكراه” وفي هذا السياق أصبح ترامب أحد أكبر الداعين لدبلوماسية الإكراه. وهذا يعود في جزء منه إلى أن  ترامب هو نتاج عقلية ظلت تنظر للأمم المتحدة  على أنها مركز المشاعر المعادية لأمريكا والفساد والتبذير، كما شرح مراسل “فوكس نيوز″ إريك شون في كتابه “فضح الأمم المتحدة”. وبعبارات جون بولتون، سفير جورج دبليو بوش للأمم المتحدة فالمنظمة الدولية مثلت دائما “هدفا غنيا” نظرا لفكرة تحيزها ضد إسرائيل. ويمكن النقاش أن بلطجة ترامب كشفت للعيان مظهر دبلوماسية الإكراه في الأمم المتحدة. وكما وصف ديفيد هاناي، السفير البريطاني السابق في الأمم المتحدة “مؤشر الفزع″ وهي الحسابات المتعلقة بالخوف من التصويت ضد قوة عظمى. فكل دولة عضو في مجلس الأمن ترغب بأن تكون في قمة هذا المؤشر. فاستخدام الفيتو من الدول الأعضاء مثلما فعلت روسيا مع سوريا هو دليل على أن دبلوماسيتها فشلت. ويرى الكاتب أن هناك ملمح نوعي مختلف حول الطريقة التي عاملت فيها الولايات المتحدة  الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بشأن القدس، فقد كانت الطريقة شعبية  ولا يمكن توجيهها إلا للرأي العام المحلي لا الخارجي. وكما حذر عدد لا يحصى من الدبلوماسيين خلال الـ24 ساعة الماضية من أن الخطاب هذا سيترك آثاره العكسية ويعمق عزلة الولايات المتحدة. ورغم التحذيرات صوتت الجمعية العام بغالبية كبيرة رافضة لقرار الرئيس ترامب الفردي حول القدس، حيث غيرت كندا موقعها من الجانب المؤيد لأمريكا للإمتناع عن التصويت. وحتى قبل التصويت نصح سفير بوليفيا ساشا لولرنتي هيلي بأن تكتب أول اسم في قائمة الدول التي ستعاقبها اسم بوليفيا. وبالنسبة لدول أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط فتحدي قوة عظمى سيكون بمثابة وسام الشرف. أما الدول الحليفة للولايات المتحدة مثل مصر وفرنسا والسعوية فكان عليها أن تأخذ خطوات خفية للإبتعاد. فلديها ساحتها من الرأي العام واللافت في الإنتباه أن الدول التي عارضت مشروع القرار ودعمت الولايات المتحدة صغيرة  لا يتجاوز عدد سكان الواحدة منها عن الألاف. وكان دفتر ملاحظات هيلي حافلا بأسماء 128 دولة صوتت مع القرار. وقد تكون الخطوة الرمزية مكلفة ماليا. ففي عام 2016  كانت الولايات المتحدة أكبر متبرع للمنظمة الدولية حيث ساهمت بعشرة ملايين في الميزانية، اي خمس الميزانية. بالإضافة إلى أن وكالة التنمية الدولية  “يو اس إيد” قدمت عام 2016  13 مليار دولارا  كمساعدات اقتصادية وعسكرية لدول الساحل والصحراء و 1.6 مليار دولارا لدول شرق آسيا وأوشينيا. وقدمت 13 مليار دولارا إلى دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و 6.7 مليار دولار لدول في جنوب ووسط آسيا و 1.5 مليار دولار في دول أوروبا ويوروشيا. ويرى وينتور أن الضرر الذي ستتركه المناوشة مع ترامب سيخرج عن السيطرة ويؤثر على إصلاحات الأمين العام أنطونيو غويترش. وخرجت الولايات المتحدة من اليونيسكو وأعلن مفوض حقوق الإنسان رعد بن زيد عدم ترشحه لفترة ثانية قائلا إنه يريد الحفاظ على نزاهة المجلس وعدم الخنوع للولايات المتحدة. والأسوأ قادم فالاعتراف فبلطجة ترامب للأمم المتحدة ستغطي على القضايا الملحة. فنقل السفارة الأمريكية للقدس ليست عملية نقل عقاري فالاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس يتحدى العملية السلمية ويسبب عدم الارتياح للسعودية الحليف الأقرب للولايات المتحدة في المنطقة ويبعد الولايات المتحدة عن حلفائها الأوروبيين الذين دعموا حل الدولتين خلال الأربعين عاما الماضية. ولا يمكن لأي تهديد ان يخفي الخطأ الأساسي او حقيقة أن تصويت يوم الخميس لا يترك أثرا على العالم الحقيقي باستثناء عزلة أمريكا الذاتية.

 

روسيا تستبعد الأكراد إرضاءً لتركيا… ولقاء لوفدي المعارضة وأنقرة

دمشق – حلب – «القدس العربي»: قال رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات «أستانة»، ألكسندر لافرينتيف، إن «قائمة المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري (سوتشي) لا تضم أكراداً من تنظيمي PYD أو PKK». وأضاف في تصريحات نقلها مصدر إعلامي روسي أن المسألة الكردية لا تعرقل تحديد موعد مؤتمر سوتشي. مضيفاً «الأمر وما فيه، يكمن في الرفض التركي القاطع لحضور لأي جهة مرتبطة من قريب أو بعيد بحزبي العمال الكردستاني أو الاتحاد الديمقراطي الكردستاني.

وتابع «نحن الآن نعكف على تحديد الشخصيات التي ستحضر المؤتمر، بمن فيها الكردية، التي سيتم دعوتها لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي ولفت إلى أن النقطة الحساسة الوحيدة على الصعيد الكردي، تتمثل في الاتفاق على الجهة التي ستمثل الوفد الكردي إلى مؤتمر سوتشي، وبذلنا كل ما في وسعنا بما يتيح حضور أوسع تمثيل كردي، شريطة ألا يصطدم هذا برفض تركي.

من جهة أخرى اجتمع وفد قوى الثورة العسكري في اليوم الأخير من مباحثات السلام في أستانة، مع مستشار وزير الخارجية التركي سيدات أونال والوفد المرافق له، وبحثا ملف إطلاق سراح المعتقلين وتثبيت مناطق خفض التصعيد.

وأكد رئيس الوفد العسكري أحمد طعمة على أهمية اللقاءات الثنائية التي حصلت الخميس مع الدول الضامنة، مشيراً إلى ضرورة التركيز على حصول تقدم جوهري بملف المعتقلين بشكل أساسي، وقال إن أهم موضوع بالنسبة لنا هو ملف المعتقلين. يجب تفعيل اتفاقية المعتقلين وأن يكون الجوهر الأساسي لهذه الجولة.

ووفقا للمسؤول الإعلامي لوفد المعارضة فقد طالب الوفد بالضغط على النظام والدول الضامنة الأخرى لـ»الالتزام الكامل باتفاقية خفض التصعيد تحديداً في إدلب والغوطة بريف دمشق»، معتبراً أن هذه الاتفاقية تتعلق بسلامة وأمن ملايين السوريين. فيما أكد الجانب التركي وقوف بلاده إلى جانب المعارضة السورية بصفتها ضامن لها في آستانة، وقدم شرحاً عن المشاورات التي تمت مع بقية الدول المشاركة في المحادثات، من أجل الوصول إلى نتائج حقيقية وبناءة تسهم بتحسن أوضاع المدنيين من خلال إدخال المساعدات الإنسانية كما عبّر رئيس الوفد التركي عن انزعاجه من الخروقات التي تقوم بها قوات النظام، مشدداً على أنه نقل ذلك لبقية الأطراف الضامنة للنظام والضغط عليهم لإنهاء هذه المأساة.

وسلّم العقيد الركن فاتح حسون رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوة الثورة في الأستانة رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف عدداً من المذكرات التي تتضمن خروقات النظام لاتفاقية خفض التصعيد العسكري بالإضافة إلى الخروقات الروسية وملفات عن ثلاث مجازر قام بها طيران نظام السد بالتعاون مع سلاح الجو الروسي «مجازر معرشورين، الأتارب، آل عساف» فيما رفض الوفد الروسي تسلم ملف مجزرة (آل عساف بحمص) وطلب تحويلها إلى جنيف إن أراد الوفد ذلك.

يذكر أن الجولات السابقة من مباحثات أستانة، التي تتم بضمان كل من تركيا وروسيا وإيران أفضت إلى ما يعرف باتفاق «خفض التصعيد» الذي بات مطبقاً في كل الجنوب السوري والغوطة الشرقية وفي مناطق من أرياف حماة وحمص وإدلب وحمص.

 

«أستانة-8»: «سوتشي» نهاية الشهر المقبل… وإنجاز متواضع ويتيم: لجنتا عمل لمتابعة مصير المعتقلين والألغام

العريضي: مراوغة للنظام السوري ووعود فارغة روسية وعرقلة إيرانية

هبة محمد وعبد الرزاق النبهان

دمشق – حلب – «القدس العربي»: انتهت الجولة الثامنة من المحادثات التي يطلق عليها دولياً اسم «محادثات السلام» في المدينة الكازاخية أستانة، دون تحقيق إنجاز مهم على صعيد المحورين المفترض إنجازهما في ملف السلام لسوريا، وذلك ما كان يتوقعه معظم السوريين وعدد من المؤتمرين، حيث خلصت مصادر مطلعة في استانة إلى ان هذه المحطة وجدت لغرضين رئيسيين، الأول عسكري يدور حول وقف إطلاق النار الذي اجتزئ بما يسمى مناطق خفض التصعيد، والثاني إنساني لإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة وإيصال الإغاثات، وفي كلا الجانبين لم تحصل المعارضة السورية إلا على الوعود «الخلبية» وفق تعبيرهم.

على الصعيد الأول ضمن مناطق خفض التصعيد التي تشهد خروقات مستمرة، رأى المستشار السياسي والمتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة الدكتور يحيى العريضي ان النظام يرفض تطبيق اي اتفاق لخفض التوتر ويبني استراتيجيته على الحل الامني العسكري وارهاب السوريين، فيما تقتضي مصلحة إيران باستمرار الحرب وقتل الشعب السوري وكل ذلك يمضي برعاية وتكتيك روسي.

 

وعود خاوية

 

وفي اطار البعد الإنساني والذي يتلخص بإطلاق سراح المعتقلين، قال العريضي «إن الوعود التي تلقيناها من روسيا بشكل خاص لو نشرناها على الأرض السورية لغطت نصف جغرافيتها، فهم يأخذون باعتبارهم ان مصالحهم تقتضي حماية النظام السوري، والأخير يعي ان فتح ملف المعتقلين سيفتح عليه ابواب جهنم. اما الجانب الآخر من هذا الملف وهو الحصار وايصال الاغاثات، فلا يزال الحصار مستمراً في كثير من المناطق وخاصة الغوطة الشرقية للعاصمة دمشـق».

وأضاف العريضي لـ «القدس العربي»: لقد أخذنا تعهدات قطعية من الروس حول قضية المعتقلين لتوقيع الوثيقة الناظمة لعملية اطلاق سراحهم ومتابعة الملف من قبل النظام، حيث تمت الموافقة على آلية العمل بحيث يقدم النظام السوري وثائق باسماء المعتقلين وتحدد تفصيلات عنهم وامكانية زيارات للمعتقلات، وهذا الشيء جيد من الناحية النظرية، ولكننا تعودنا على كذب النظام ومراوغته والوعود الفارغة الروسية والعرقلة الإيرانية. وأضاف: الفوائد من اجتماع استانة نسبية لأنه لا ثقة لنا بالروس، ولا نستطيع ان ننظر اليهم الا بأنههم قوة احتلال.

 

المؤتمر المر

 

اتسم الاجتماع «بالسوداوية» من وجهة نظر المعارضة، حيث وصف المستشار السياسي مؤتمر استانة بـ «المر» عازيا السبب إلى ان روسيا قد استخدمته محطة للدعوة لمؤتمر الحوار الوطني «المزعوم» في سوتشي، وأضاف المصدر «وهذا شيء مؤسف فكان من الممكن ان توجه الدعوة ولكن ليس عبر هذه المحطة». وعبّر العريضي عن انزعاجه من الدعوة إلى سوتشي ورأى انه أمر مرفوض بالمطلق، وقال ان احتمال تحصيل أي تقدم في سوتشي سوف يتلخص بأن تدفع مخرجاته نحو جنيف لتكون مخدمة او ميسرة للاتفاقات هناك.

من جهة ثانية قال العقيد فاتح حسون رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوة الثورة في الأستانة لـ «القدس العربي» انه بعد النقاش الذي دار بين الوفد والروس بالثبوتيات من قبل رئيس اللجنة العسكرية وتسلمهم الدراسة المعدة، أقر الوفد الروسي بوجود تواطؤ بين النظام وداعش في ريف حماة الشرقي، وصرحوا بأنهم سيحققون بذلك.

وأبلغ «حسون» وفد موسكو بأن صورة الضابط الروسي وهو يتعامل مع بشار الأسد أثناء زيارة الرئيس بوتين إلى قاعدة حميميم في سوريا تختصر المشهد في سوريا بشكل كامل، فيما رد الجانب الروسي على الموقف بالضحك.

 

البيان الختامي

 

وفي المقـابل ووفقاً للبيان الختامي لقوى الثورة والمعارضة في اسـتانة فقد اختتمت الجولة الثامنة من المفاوضات بين أطـراف الأزمة السورية، حيث تم الإعلان عن استضافة روسـيا لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، في حين تتواصل المباحثات بشـأن التـوقيع على وثيقتين متعلقتين بتبادل المعتقلين وإزالة الألغام وأعلنت الخارجية في كازاخستان الجمعة أن مؤتـمر الحـوار الوطـني السوري سيعقد في سوتشي الروسية يومي 29 و30 الشهر المقـبل.

وقال وزير الخارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف في ختام أعمال اجتماع «أستانة8»، أن الدول الضامنة، وهي تركيا وروسيا وإيران اتفقت على عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

 

مطالبة روسيا بالضغط

 

وقال عضو وفد قوى الثورة العسكري إلى مفاوضات أستانة ادريس الرعد لـ«القدس العربي» إن وفد الثورة أكد خلال اجتماعه مع الروس على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين، والالتزام باتفاقية خفض التصعيد. وأضاف، أن رئيس وفد قوى الثورة أحمد طعمة طالب بحصول تقدم بملف المعتقلين، وتفعيل الاتفاقية التي صيغت منذ سبعة أشهر بإشراف روسي تركي، كما شدد خلال الاجتماع على ضرورة أن تقوم روسيا بضغوط جدية على النظام لتفعيل جميع الاتفاقيات، معتبراً أن ذلك «من أهم النقاط الجوهرية التي جئنا من أجلها في آستانة».

ولفت إلى أن وفد قوى الثورة العسكري أكد للجانب الروسي عدم جدوى الحديث عن الانتقال للحل السياسي دون تحقيق الأهداف والنقاط التي بقيت عالقة في أستانة وعلى رأسها ملف المعتقلين ومناطق خفض التصعيد وفك الحصار وادخال المساعدات الإنسانية، فيما أكد الجانب الروسي حرصه على التقدم بالملفات الأساسية في الجولة الحالية من أستانة ويتوقع عملية مستمرة في حل ملف المعتقلين والمختفين وتبادل الجثث مشيراً إلى ضغط روسي تركي لايجاد حل نهائي لهذا الملف، مؤكداً ان وفد المعارضة سلّم رئيس الوفد الروسي، ملفاً كاملًا عن تغطية النظام لدخول قوات تنظيم داعش من مناطق «عقيربات» بريف حماه باتجاه إدلب، حيث طالب وفد الثورة بفتح تحقيق كامل حول هذا الملف، والذي يدين النظام ويبين تعامله المباشر مع الجماعات الإرهابية، في حين ركز «سيرغي سوروفيكين» على ضرورة استمرار العمل باتفاقية خفض التصعيد، معتبراً أن تلك الاتفاقية حققت تقدما ملموسا بدفع الصراع في سورية نحو السلام الذي يطمح له جميع السوريين.

اتى ذلك عقب اجتماع ضمن وفد قوى الثورة العسكري بالوفد الروسي بهدف مواصلة النقاش حول ملف المعتقلين والمحتجزين ومؤتمر الحوار السوري – السوري المزمع عقده في سوتشي، حيث طالب وفد قوى الثورة العسكري رئيس الوفد الروسي سيرغي سوروفيكين، قائد مجموعة القوات العسكرية الروسية في سوريا، بالضغط على النظام لوقف جرائمه.

وقدم رئيس الوفد الروسي سيرغي سوروفيكين شرحاً كاملاً للوفد العسكري عن التحضيرات الجارية لمؤتمر الحوار الوطني الذي يزمع عقده في مدينة «سوتشي» لمناقشة ملفي الدستور والانتخابات، مؤكداً على أهمية الحصول على نتائج ملموسة من المؤتمر بهدف دعم العملية السياسية في جنيف والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 2254.

وقال سوروفيكين لوفد قوى الثورة العسكري عن أهمية الالتزام بمرجعية جنيف وتنفيذ القرار الاممي 2254 وأن مؤتمر الحوار السوري – السوري سيكون ملتزماً بذلك ويحظى بالدعم الاقليمي والاممي، حيث كشف لهم أن عدة دول رشحت قوائم أسماء لحضور مؤتمر الحوار السوري – السوري والمزمع عقده في سوتشي منها مصر والسعودية وتركيا والإمارات وروسيا.

 

تحديد موعد مؤتمر سوتشي بداية الطريق لسلام صعب

وجهتا نظر مختلفتان

 

أستانة – توصّلت الدول الراعية لمحادثات أستانة بشأن الأزمة السورية إلى تحديد موعد انعقاد الحوار الوطني السوري في سوتشي، بعد تجاذبات خاصة حول مسألة إشراك الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب في هذا المؤتمر.

 

وأعلن البيان الختامي للجولة الثامنة من أستانة أنه تقرر عقد المؤتمر السوري في الـ29 والـ30 من شهر يناير المقبل على أن يسبقه اجتماع تحضيري يضم ممثلين عن روسيا وتركيا وإيران في 19 و20 من الشهر ذاته في المدينة الواقعة جنوب روسيا.

 

وكانت الدول الراعية لأستانة ممثلة في روسيا وتركيا وإيران قد ركزت في الجولة الجديدة من أستانة التي بدأت الخميس، على تقريب وجهات النظر بشأن الخطوط العريضة للمبادرة الروسية الرامية إلى أن تكون بديلا عن منصة جنيف التي فشلت الأسبوع الماضي في إحداث أي خرق نتيجة استعصاء التوافق على جملة من الملفات وعلى رأسها مصير الرئيس بشار الأسد الذي رفض وفده مقاربة المسألة لا من قريب أو بعيد.

 

وشهدت الفترة الماضية أخذا وردا بشأن مؤتمر الحوار السوري في سوتشي، في ظل وجود تحفظات عليه سواء من تركيا التي ترفض إشراك أي شخصية من الاتحاد الديمقراطي الكردي أو ذراعه العسكرية أو حتى قريبة منهما، فضلا عن اعتراضات المعارضة السورية والقوى الغربية التي تخشى من أن تنجح روسيا في فرض هذا المؤتمر بديلا عن جنيف.

 

وتقول أوساط دبلوماسية يبدو أن روسيا المتمسكة بعقد هذا المؤتمر الذي سيحتضن للمرة الأولى مفاوضات مباشرة بين المعارضة والنظام السوري، قد قدمت ضمانات لجهة أن يكون المؤتمر مكمّلا لجنيف وليس بديلا عنه.

 

وأكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي حضر اليوم الختامي من أستانة، أن مؤتمر سوتشي هو “خطوة أولى باتجاه وضع ترتيبات بين أطراف الصراع السوري”.

 

وشدد دي ميستورا في بيان منفصل على أن “كل مبادرة سياسية يجب أن تساهم في العملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة في جنيف ودعمها”. وذكّر بعزمه عقد محادثات سلام جديدة في جنيف في منتصف يناير تركز على صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات.

 

وكان المبعوث الأممي قد اعتبر الخميس خلال زيارة إلى موسكو التقى خلالها بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه “حان الوقت لإحراز تقدم في العملية السياسية”، مؤكدا وجوب أن تركز عملية أستانة على مناطق خفض التوتر التي تم تحديدها في الاجتماعات السابقة، إضافة إلى المسائل المتصلة بالمعتقلين.

أحمد طعمة: نريد أن نتشاور مع مرجعياتنا لنصدر القرار النهائي بشأن سوتشي

 

ويرى مراقبون أن روسيا نجحت في إقناع شركائها في أستانة بوجوب تحديد موعد لمؤتمر سوتشي، حيث أن هذا الموضوع لم يكن على أجندة الجولة التي كان من المفترض أن تركز على ملف المعتقلين والمفقودين وأيضا على الوضع الإنساني في المناطق المحاصرة وخاصة الغوطة الشرقية التي تعاني وضعا كارثيا وفق تصريحات المسؤولين الأمميين.

 

وسجل في هذه الجولة اختراق نسبي لجهة الاتفاق على تشكيل مجموعتي عمل تعنيان بملف المعتقلين والمفقودين وأيضا نزع الألغام، الأمر الذي اعتبرته المعارضة السورية تطورا مهما، خاصة وأن وفد النظام حرص على تهميش هذه المسائل ولكنه رضخ في النهاية للضغوط.

 

ولطالما اتخذ النظام من مسألة المعتقلين والمفقودين ورقة ضغط على المعارضة، يناور بها، في ظل مخاوف من أن يقود الكشف عن مصير هؤلاء إلى مثوله أمام المحاكم الدولية، بيد أنه هذه المرة وجد نفسه غير قادر على الاستمرار في هذه السياسة، لجهة أن روسيا تريد أن تظهر للمعارضة حسن النية في التوصل إلى سلام لطالما شككت فيه الأخيرة.

 

ودعت المعارضة روسيا في العديد من المناسبات إلى ممارسة ضغوط على دمشق للكشف عن مصير الآلاف من المعتقلين والمفقودين، خاصة مع تواتر أنباء عن تعرضهم لعمليات تعذيب أدت إلى مقتل المئات منهم. وقال رئيس وفد المعارضة السورية أحمد طعمة “جئنا من أجل قضية المعتقلين والمفقودين، وكان إلحاحنا شديدا على كل من التقيناهم لإقرار الآلية التي تضمن الإفراج عن السجناء، وتضمن لنا معرفة مصير المفقودين”.

 

ولفت إلى أنه “في البيان الختامي تمت مناقشة هذا الموضوع، ونعتقد أنه تم التقدم خطوة نحو الأمام، وحصل تصوّر لهذا، صحيح لم يتم إقرار الآلية والبدء بتنفيذها، لكن أعتقد أننا خطونا خطوة مهمة، والضامنون توصلوا إلى نقاط من أجل التوقيع النهائي لهذا الاتفاق”.

 

وبخصوص المشاركة في مؤتمر سوتشي أوضح “نريد أن نتشاور مع القطاعات العسكرية والسياسية ونعود إلى مرجعياتنا لنصدر القرار النهائي حول المشاركة في سوتشي”، مؤكدا تلقيهم الدعوة للحضور.

 

وشدد على أن “أي مسعى من أجل تحقيق السلام نقف موقفا إيجابيا تجاهه بما يخدم المصلحة العامة ومحددات المشاركة أنه، إذا أدت لدفع عملية السلام في جنيف، فهو مرغوب فيه، وإن كانت ستسير مسارا خاصا، لن يكون مكان ترحيب”.

 

وردا على سؤال حول ما إذا كانوا قد حصلوا على ضمانات للحضور إلى المؤتمر، أجاب “قيل لنا ستكون هناك ضمانات على أن تحصلوا على دستور عادل، سيتم التوافق عليه دوليا، يهتم بالمعايير والمقاييس التي تكفل تحول سوريا من نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي”.

 

ومعلوم أنه ليس هناك اليوم اتفاق بين الأمم المتحدة ورعاة سوتشي حول أجندة هذا المؤتمر، حيث تصر المنظمة الأممية على أن الحسم في تفاصيل الدستور القادم لسوريا من مهام جنيف ضمن السلال الأربع التي تم التوافق عليها، في المقابل ترى موسكو أن لهذا الموضوع أولوية في سوتشي.

 

ويقول مراقبون إنه وإن نجح الروس في تحديد موعد لمؤتمر سوتشي بيد أن ضمان تحقيقه لخرق في مسار السلام يبقى مشكوكا فيه في ظل استمرار التباعد في وجهات النظر بين الأطراف المؤثرة في النزاع.

 

ويشير المراقبون إلى أنه في حال نجحت تركيا في فرض رأيها بشأن عدم مشاركة الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة الأميركية والذين يسيطرون اليوم على أكثر من ربع المساحة السورية، فإن ذلك سيكون مؤشرا سيئا لجهة إمكانية نجاح هذا المؤتمر.

 

كما أن غياب التوافق على مصير الرئيس بشار الأسد يبقى عقدة قد تطيح بأي تسوية رغم أن المجتمع الدولي أبدى مرونة حيال إبقائه في السلطة خلال المرحلة الانتقالية، أو حتى مشاركته في الانتخابات الرئاسية التي قد يتم الاتفاق بشأنها في سوتشي.

 

تفاهم ثلاثي على إبعاد حلفاء واشنطن عن «سوتشي»

مفاوضات في جنيف قبل الحوار السوري نهاية الشهر المقبل… وتقدم في ملف المعتقلين يمهد لحضور المعارضة

موسكو: طه عبد الواحد أنقرة: سعيد عبد الرازق بيروت: بولا أسطيح

أسفرت الجولة الثامنة من اجتماعات آستانة أمس عن اتفاق «الدول الضامنة» الثلاث، روسيا وتركيا وإيران، على تحديد يومي 29 و30 الشهر المقبل لعقد «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي واستبعاد «الاتحاد الوطني الديمقراطي» الكردي الذراع السياسية لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية التي يدعمها التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة.

 

وقال حيدر بيك توماتوف، مدير دائرة آسيا وأفريقيا في وزارة الخارجية الكازاخية على هامش «آستانة – 8»، أمس، إن مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي سينعقد يومي 29 و30 يناير (كانون الثاني). وأعلنت الدول الضامنة عزمها عقد لقاء تحضيري لمؤتمر سوتشي يومي 19و20 يناير.

 

وأكد ألكسندر لافرينتيف، رئيس الوفد الروسي إلى آستانة، أن مفاوضات جنيف ستستأنف في 21 الشهر المقبل قبل انعقاد مؤتمر سوتشي. وأضاف أن أنقرة ترفض «حضور أي جهة مرتبطة بحزبي العمال الكردستاني والديمقراطي الكرديين» إلى سوتشي. وبدورها، قالت مصادر تركية إن المجلس الوطني الكردي «الذي ليس له علاقة بأنشطة إرهابية يعتبر هو الممثل الشرعي لأبناء المنطقة من الأكراد».

 

من جهته، أفاد رئيس وفد المعارضة في آستانة، أحمد طعمة، بتلقي الوفد دعوة لحضور المؤتمر. ومهد تقدم في ملف المعتقلين لهذا الحضور.

 

«آستانة ـ 8» يحسم موعد مؤتمر سوتشي ويستبعد الأكراد

مفاوضات جنيف في 21 الشهر المقبل تمهيداً للحوار السوري

موسكو: طه عبد الواحد

اتفقت وفود روسيا وتركيا وإيران، في ختام الجولة الثامنة من المشاورات في آستانة حول الأزمة السورية، على تحديد نهاية شهر يناير (كانون الثاني) 2018، موعداً لعقد مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود.

وأكد رئيس الوفد الروسي إلى آستانة عدم توجيه الدعوة للأحزاب الكردية التي تصر أنقرة على رفض مشاركتها في العملية السياسية، وقال وفد المعارضة إنه تسلم دعوة للمؤتمر، لكن قرار المشاركة لم يحسم بعد، ومن جانبه عبر دي ميستورا عن أمله في أن يساهم مؤتمر سوتشي بدفع التسوية على مسار جنيف. وفشل المشاركون في «آستانة – 8» بالتوصل لاتفاق حول تشكيل اللجنة الخاصة بملف المعتقلين والمخطوفين والمفقودين.

وقال حيدر بيك توماتوف، مدير دائرة آسيا وأفريقيا في وزارة الخارجية الكازاخية، في تصريحات على هامش «آستانة – 8» أمس: إن مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي سينعقد يومي 29 – 30 يناير مطلع العام المقبل. وأعلنت الدول الضامنة (روسيا، تركيا وإيران) في بيان أمس، عزمها عقد لقاء تحضيري لمؤتمر سوتشي. وجاء في البيان وفق ما نقلته «إنتر فاكس»، إن الدول الضامنة «تدعو إلى التعاون كل من ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، المتمسكين بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية»، وأشار البيان إلى أن «الضامنين الثلاثة سيعقدون لقاءً تحضيرياً خاصاً في سوتشي يومي 19 – 20 يناير عام 2018»، بينما تم تحديد النصف الثاني من فبراير (شباط) 208 موعداً للجولة القادمة، التاسعة من المشاورات بين الدول الضامنة في آستانة.

وأكد ألكسندر لافرينتيف، رئيس الوفد الروسي إلى آستانة، أن وفود الدول الضامنة تعمل على وضع قائمة المدعوين، لافتاً إلى استبعاد حزبي «الاتحاد الديمقراطي» و«العمال الكردستاني» عن المؤتمر، وقال: إن «المسألة الكردية عموماً، لا تعرقل المشاورات المستمرة حول موعد مؤتمر سوتشي»، موضحاً أن «الأمر يكمن في الرفض التركي القاطع لحضور أي جهة مرتبطة بحزبي (العمال الكردستاني) و(الديمقراطي) الكرديين؛ ولذا فإننا نعكف الآن على تحديد الشخصيات، بمن فيها الكردية، التي ستتم دعوتها لحضور مؤتمر سوتشي»، ولفت إلى أن التعقيدات تكمن في اختيار الجهة التي ستمثل الأكراد، ولا يرفضها الجانب التركي.

وشارك المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في أعمال اليوم الثاني من «آستانة – 8»، حيث أجرى محادثات مع وفود الدول الضامنة، تناولت بصورة خاصة مؤتمر الحوار السوري في سوتشي. وشدد المبعوث الدولي في تصريحات من آستانة أمس على أن «الأمم المتحدة ما زالت على رأيها بأن أي مبادرة سياسية يقترحها المشاركون الدوليون، يجب أن يتم تقييمها بناءً على إمكاناتها بالمساهمة في العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة في جنيف، والدعم التام لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254».

وقال لافرينتيف، إن دي ميستورا يخطط لعقد الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف يوم 21 الشهر المقبل. وتابع في حديث لوكالة «نوفوستي»: «قال ستيفان دي ميستورا إنه يخطط لعقد لقاء جديد في جنيف في يناير، يوم 21 تقريباً. وبعد ذلك سيجري مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي».

وأضاف لافرينتيف: «لقاء أمس (الخميس) مع وزير الخارجية (الروسي سيرغي) لافروف ووزير الدفاع شويغو أقنع ستيفان دي ميستورا بأن آستانة لا تعتبر منصة موازية لعملية جنيف، ناهيك عن أي تناقض معها أو سعي إلى تحقيق أهداف خفية. وأعتقد أنه أدرك ذلك».

وتابع أن موسكو تأمل بأن تدعم الأمم المتحدة مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وبخاصة بعد لقاء دي ميستورا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة.

في غضون ذلك، طالب بشار الجعفري، رئيس وفد النظام إلى آستانة، تركيا والولايات المتحدة بسحب قواتهما من سوريا، وقال عقب مشاورات آستانة أمس: إن «دمشق ترى في الوجود العسكري الأميركي والتركي على الأراضي السورية عملاً عدوانياً»، وأشار إلى أن وفد النظام لا يجري أي اتصالات مع الجانب التركي، متهماً تركيا بدعم الإرهابيين على الأراضي السورية، وفتح حدودها أمامهم. وفيما يخص مؤتمر سوتشي، أكد الجعفري أن «الحكومة» ستشارك فيه، وستبذل كل جهدها للتحضير له بنجاح، ووصف المؤتمر بأنه «أساس جيد للحوار بين السوريين».

 

هل تخرج “هيئة تحرير الشام” من الغوطة؟

سلافة جبور-دمشق

 

تعيش غوطة دمشق الشرقية حالة من الترقب مع غموض لا يزال محيطا بملف إجلاء عناصر هيئة تحرير الشام إلى إدلب (شمال البلاد) وإعادة تفعيل اتفاق خفض التصعيد في المنطقة التي تعتبر من آخر معاقل فصائل المعارضة المسلحة بمحيط دمشق وأكثرها سخونة.

 

فمنذ مطلع الشهر الحالي، تتداول وسائل إعلامية مختلفة -منها ما هو مقرب من النظام- أخبارا حول مفاوضات تجري بين فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة وبين الجانب الروسي بهدف تأمين خروج المئات من عناصر هيئة تحرير الشام إلى إدلب.

 

الخروج المرتقب في حال حدوثه يعني القضاء على آخر حجج النظام وروسيا في قصف الغوطة واستمرار حصارها، ويفتح الباب لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار وفك الحصار المطبق على المنطقة منذ أكثر من أربعة أعوام.

 

كيف بدأت المفاوضات؟

في مايو/أيار الفائت، دخلت الغوطة الشرقية ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد وذلك بعد توقيع جيش الإسلام ومن ثم انضمام فيلق الرحمن للاتفاق في أغسطس/آب، ليشمل الاتفاق بذلك أكبر فصيلين عسكريين بالغوطة.

 

غير أن الأشهر التالية لم تشهد التزاما من جانب النظام، حيث استمرت محاولات الاقتحام والقصف بمختلف أنواع الأسلحة، واشتدت وطأة الحصار بشكل غير مسبوق وذلك بذريعة محاربة فصائل إرهابية يفترض منع وجودها في الغوطة والمقصود بها هيئة تحرير الشام، الأمر الذي دفع بالأهالي والهيئات المدنية للمطالبة بخروج عناصر الهيئة.

 

المطالبة اتجهت نحو الضغط الشعبي وذلك بخروج عدة مظاهرات على مدار الأشهر الماضية تندد بوجود الهيئة بالغوطة وتدعو عناصرها للخروج، وانتقلت لممارسة الضغط العسكري على الهيئة والذي تمثل بشكل أساسي في محاربة جيش الإسلام للهيئة منذ مايو/أيار الفائت، مما أفقد الأخيرة نحو 70% من عتادها وذخيرتها، إضافة لاعتقال أكثر من 150 ومقتل نحو أربعين من عناصرها.

 

ترافق ذلك مع تعليق منشورات على أبواب المساجد في الغوطة الأسبوع الفائت، تدعو عناصر الهيئة للخروج وتحثهم على تسجيل أسمائهم في مركز مخصص لذلك في حمورية الواقعة ضمن قطاع سيطرة فيلق الرحمن، وفق ما أفاد به سالم عباس وهو من سكان تلك البلدة.

 

المواطن أفاد بتسجيل عشرات العناصر أسماءهم للخروج إلى إدلب، إضافة لتصفية وبيع ممتلكاتهم ومنازلهم تحضيرا لعملية الإجلاء المرتقبة.

 

بالتوازي مع ذلك، بدأت منذ أسابيع مفاوضات بين روسيا من جهة وفيلق الرحمن وجيش الإسلام من جهة أخرى، بهدف الوصول لاتفاق يقضي بإخراج المئات من عناصر الهيئة من الغوطة باتجاه إدلب، وهي مفاوضات لا يزال الغموض يلف مصيرها حتى الآن.

 

وأكد الناشط الإعلامي كنان العطار لـ الجزيرة نت عرض جيش الإسلام خروج مقاتلي الهيئة عن طريق معبر مخيم الوافدين مما يعني إجبارهم على المرور بمدينة دوما المعقل الأساسي لجيش الإسلام، وهو ما ترفضه الهيئة بشكل قطعي حيث تفضل الخروج من مناطق سيطرة فيلق الرحمن.

 

هذا العرض ترافق مع انتشار أخبار حول انتظار حافلات خضراء عند معبر مخيم الوافدين لنقل عناصر الهيئة، الأمر الذي نفاه جيش الإسلام باعتباره المسؤول عن المعبر، لكن أكدته عدة مصادر أخرى وناشطون داخل الغوطة، كما نشرته وسائل إعلامية مقربة من النظام السوري، لكنها عادت وتحدثت عن تأجيل الخروج إلى أجل غير مسمى.

 

جيش الإسلام أيضا تحدث عن اتفاق يريد عقده مع هيئة تحرير الشام لتبادل أسرى بين الطرفين، مع إخراج أسرى الهيئة فورا خارج الغوطة، وهو ما ترافق مع اتهام الهيئة للجيش بإعدام بعض من أولئك الأسرى الأحد الفائت، الأمر الذي نفاه الأخيرة بشكل قاطع في بيان صادر عنه الاثنين الماضي.

مواقف متباينة

وسط هذه المفاوضات والضغوط، انقسمت الهيئة على نفسها كما يقول العطار. القسم الأول وهو الرافض للخروج من الغوطة، والقسم الثاني الموافق على مطلب الخروج من المهاجرين بشكل أساسي.

 

الرافضون للخروج يعتبرون الغوطة منطقة جهاد وساحة قتال لا يجوز الابتعاد عنها، والطرف الآخر يبرر موقفه بالرغبة في الخروج للقتال مع الهيئة في مناطق أخرى داخل سوريا، خاصة بعد أن فقدت قوتها في الغوطة مما يهدد بعدم استمرارها على المدى الطويل.

 

الخلاف بين الطرفين من قياديين وعناصر وصل حد الاستنفار والحشد العسكري والقبض على بعض الراغبين بالخروج أو حجزهم داخل مقراتهم في محاولة لمنعهم من المغادرة.

 

كما انتشر تسجيل صوتي لأحد شرعيي الهيئة في الغوطة -وهو أبو عبد الله الشرعي- اتهم فيه الراغبين بالخروج “بشق الصف والفرار من الزحف” معتبرا أن فيلق الرحمن وجيش الإسلام يسعيان خلف المؤتمرات وترك السلاح لإفراغ الغوطة من المجاهدين بالتنسيق مع روسيا.

 

تسجيل صوتي آخر للقائد العسكري للهيئة “أبو محمد الشامي” نشره ناشطون، أشار إلى تحضير الهيئة لعمل عسكري يهدف لفك الحصار عن الغوطة.

 

ماذا بعد؟

ويرى العطار أن مصير الغوطة لا يزال مجهولا، والسبب الأساسي هو رفض النظام خروج عناصر الهيئة كي لا يخسر مبرره في الدفع لحسم عسكري لإنهاء أي وجود لمعارضيه في محيط دمشق.

 

تصريحات وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر لصحيفة الوطن المحلية منذ أيام تصب ضمن نفس السياق، حيث اعتبر أن ما يتناقل حول خروج عناصر الهيئة من الغوطة “لا يتعدى الأقاويل، وهو أمر تتداخل به عدة عوامل بسبب ارتباط المجموعات المسلحة بمشغليها من دول إقليمية”.

 

وأضاف حيدر أن “ما يهم أكثر من خروج فصيل لحساب آخر هو خروج كل الفصائل واستعادة المناطق كاملة سواء عبر مشروع مصالحة أو من خلال مواجهة”.

 

ولا يستبعد الناشط الإعلامي العطار أن يساهم خروج عناصر الهيئة في رسم معالم حل نهائي لأزمة الغوطة التي طال الصراع فيها، خاصة وأن فصائل الغوطة الأساسية (جيش الإسلام وفيلق الرحمن) مقبولة من الطرفين الروسي والأميركي.

المصدر : الجزيرة

 

مرضى السرطان بشمالي سوريا.. معاناة ونقص دواء

يعاني مرضى السرطان في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمالي سوريا، من غياب الأدوية ومراكز علاج الأورام السرطانية.

 

وتتضاعف المعاناة مع عجز العديد من المنظمات الطبية -العربية والعالمية- عن تأمين الأدوية للمرضى، رغم  توافر الكوادر الطبية والمعدات.

 

ومع عجز مديرية صحة إدلب والمنظمات الطبية عن تأمين مركز لعلاج السرطان في الشمال السوري، يضطر مئات المرضى للذهاب إلى تركيا، حيث يبقون مشتتين بين تركيا وعائلاتهم في ريف إدلب.

 

و يُحوّل أسبوعيا أكثر من ثلاثين مريضا إلى تركيا. وما بين المستشفيات التركية العامة وازدحامها، والمستشفيات الخاصة وغلاء نفقات العلاج فيها, معاناة مضاعفة.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى