أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 24 أذار 2018

 

جنوب الغوطة يلتحق بـ «اتفاق» الإجلاء وقصف وتفاوض قبل وقف النار في دوما

حرستا (سورية)، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

 

لحق «فيلق الرحمن»، أبرز فصائل المعارضة السورية الناشطة في الغوطة الشرقية، بركاب حركة «أحرار الشام» التي لم تجد بعد عزل حرستا خياراً سوى التفاوض على الجلاء في اتجاه محافظة إدلب. وتوصل «الفيلق» إلى اتفاق مع ممثلين عن النظام السوري برعاية روسية أمس، يقضي بإجلاء 7000 مدني ومسلّح من مناطق سيطرته في القطاع الجنوبي من الغوطة، إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

وفيما استُكملت أمس عملية إجلاء الدفعة الثانية من مقاتلي «أحرار الشام» وعائلاتهم من مدينة حرستا شمال الغوطة في اتجاه إدلب، تنفيذاً للاتفاق الذي رعته روسيا مع النظام، أعلن التلفزيون السوري الرسمي التوصل إلى اتفاق مع «فيلق الرحمن» يبدأ تنفيذه صباح اليوم، ويقضي بإخراج مقاتلين مع عائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما، فضلاً عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وذلك بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق.

 

وبعد أن كرر «فيلق الرحمن» مراراً في الأيام الماضية رفضه الخروج من المنطقة، قال الناطق باسمه وائل علوان على صفحته على خدمة «تلغرام»: «بعد الصمود الأسطوري… توصل الفيلق بعد مفاوضات مباشرة مع الروس» إلى الاتفاق. وأضاف أن مجموعته ستطلق أسرى لديها من القوات النظامية.

 

وكان «الفيلق» أعلن ليل الخميس- الجمعة وقف نار في مناطق سيطرته إفساحاً في المجال أمام «مفاوضات نهائية» للتوصّل إلى حل «ينهي المعاناة». وأوضح الناطق في وقت سابق أن المجموعة ستعقد اجتماعاً مع مفاوضين روس، من دون أن يُحدد إن كان سيؤدي إلى انسحاب المقاتلين. وقال: «لا يوجد حتى الآن تصور لما يمكن أن تؤول إليه المفاوضات، لكنها من المفترض أن تجد حلاً ومخرجاً من هذه المعاناة»، متحدثاً عن «وضع إنساني كارثي» مع انتشار «القمل والجرب» في الأقبية. وأكد في تصريحات أن المفاوضات ستركزّ على «إيجاد حل ومخرج يضمن عدم استمرار هذه المعاناة بأي ثمن».

 

وقبل وقف النار، وثّق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل أكثر من 70 شخصاً في قصف على بلدات جنوب الغوطة، بينهم 37 مدنياً قتلوا في غارات روسية على بلدة عربين. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «القصف الروسي بالغارات والقنابل الحارقة تسبب بمقتل هؤلاء المدنيين في الأقبية حرقاً أو اختناقاً».

 

وبعد اتفاقي حرستا والجنوب، لا يزال مصير مدينة دوما في الشمال، الخاضعة لسيطرة الفصيل الأقوى في الغوطة، «جيش الإسلام»، غير معروف، في ظل استمرار المفاوضات فيها مع الجانب الروسي تحت ضغط القصف الجوي. ووفق «المرصد»، فإن هذه المفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة «مصالحة» وعودة مؤسسات الدولة إليها وبقاء مقاتلي «جيش الإسلام»، من دون دخول قوات النظام. وتتواصل منذ أيام حركة نزوح جماعي من المدينة عبر معبر الوافدين شمالاً، أحد المعابر الثلاثة التي حددتها القوات الحكومية للراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المعارضة.

 

ولليوم الثاني، تجمّعت في حرستا 30 حافلة في منطقة تماس عند دوار الثانوية، تقلّ 1902 شخص، بينهم 628 مسلحاً، قبل أن تتحرك ليلاً في شكل جماعي في اتجاه إدلب، كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وقال رئيس المجلس المحلي في حرستا حسام البيروتي لوكالة «فرانس برنس»، إن «مشهد الناس مبكٍ فعلاً، خرجوا من تحت الركام، من أقبية دفنوا فيها من دون أكل أو خدمات، خرجوا للحياة مجدداً على رغم شعورهم بالخذلان من المجتمع الدولي».

 

روسيا: أكثر من 105 آلاف مدني غادروا الغوطة الشرقية

موسكو – رويترز

 

نقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن وزارة الدفاع قولها إن أكثر من 105 آلاف شخص غادروا الغوطة الشرقية منذ أن بدأت القوات الحكومية هجوماً قبل شهر لانتزاع السيطرة على المنطقة، مشيرة إلى أن 700 آخرين خرجوا اليوم (السبت).

 

وأشارت الوكالة إلى عمليات إجلاء خلال «الهدنات الإنسانية».

 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الرئيس للرئيس السوري بشار الأسد، أمر بوقف إطلاق النار لمدة خمس ساعات يومياً وفتح «ممر إنساني» للسماح للمدنيين بالخروج من الغوطة الشرقية. وسيطرت القوات الحكومية على حوالى 90 في المئة من الغوطة الشرقية.

 

أردوغان: العملية العسكرية شمال سورية ستصل إدلب

دمشق، بيروت – «الحياة» – أ ف ب

 

لوحّت تركيا مجدداً بتوسيع عمليتها العسكرية الجارية ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين وصولاً إلى إدلب ومنبج «لحين إحقاق الحق في تلك المناطق»، في مؤشر على إخفاق المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة حتى الآن، خصوصاً في ما يتعلّق بالوضع في منبج حيث تنتشر قوات أميركية. في وقت نفى الكولونيل رايان ديلون الناطق باسم التحالف الدولي علمه بما أعلنته أنقرة في وقت سابق عن توصلها إلى «تفاهم» مع واشنطن حول منبج.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام تجمّع جماهيري في مدينة إسطنبول أمس، إنه أبلغ نظيريه الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين بأنّ بلاده «لن تتراجع عن الخطوات التي اتخذتها في المنطقة» ضد مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأوضح أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول»، أنه أكد خلال اتصال هاتفي مع ترامب (لم يحدد تاريخه)، «وقوف تركيا إلى جانب المظلومين والأبرياء من خلال عملية غصن الزيتون»، وأنها «لن تتراجع عن ذلك».

 

وأكد أن عملية «غصن الزيتون» لن تقتصر على عفرين، بل ستتبعها إدلب ومنبج، كاشفاً أن القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحر» المساندة لها» قتلت أكثر من 3700 إرهابي منذ انطلاق العملية العسكرية في عفرين»، ومشدداً على أن بلاده «ستواصل العملية».

 

في غضون ذلك، انتقد ديلون العملية العسكرية التركية في عفرين، قائلاً إنها شغلت اهتمام «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) الذي تشكّل «وحدات حماية الشعب» الكردية عاموده الأساسي، وحدّت من قدرة «التحالف» على القيام بعمليات واسعة ضد تنظيم «داعش» في سورية. وقال ديلون لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، إن نتيجة الهجوم التركي تجلّت في ترك العديد من قيادات «قسد» وادي الفرات للقتال إلى جانب الوحدات في عفرين»، مضيفاً: «أصبحنا محدودي الإمكانيات لإجراء عمليات مكثفة للضغط على داعش.»

 

وأكد ديلون أن التحالف ليس على علم بأي «تفاهم» بين تركيا والولايات المتحدة حول منبج السورية، رداً على إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أول من أمس أن الجانبين توصلا إلى تفاهم في شأن تأمين المدينة وانسحاب المقاتلين الأكراد منها.

 

إلى ذلك، كشفت صحيفة «يني شفق» التركية أن السلطات التركية تعمل على تدريب ألف سوري للعمل كعناصر شرطة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في عفرين. ونقلت عن عبدالعزيز التمو رئيس «رابطة المستقلين الكرد السوريين» وعضو المجلس المحلي في عفرين قوله إن «مهمة حفظ السلام ستُنقل إلى الشباب بعد انتهاء قوات غصن الزيتون من تنظيف مركز مدينة عفرين من الإرهاب»، مؤكداً أن تركيا ستتولى تدريب نحو ألف شاب من عفرين على مدى ثلاثة إلى ستة أشهر «بهدف فرض الأمن في مركز عفرين وقراها البالغة نحو 300 قرية».

 

وأضاف أن «القوات المسلحة التركية ستتولى ملء الفراغ إلى حين يتمكن العفرينيّون من تسلّم مهامهم بأنفسهم»

 

الجيش التركي يعلن السيطرة الكاملة على منطقة عفرين

أنقرة: أعلن الجيش التركي، صباح السبت، سيطرة قوات “غصن الزيتون” على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين، من تنظيمي “ب ي د/بي كا كا” والدولة الاسلامية “داعش”.

 

وذكر بيان صادر عن الجيش التركي السبت، أنّ قوات “غصن الزيتون” تتخذ تدابير احترازية من أجل ضمان عودة آمنة للمدنيين إلى منازلهم.

 

وفي هذا الإطار تجري القوات التركية تمشيطاً لمنطقة عفرين، من أجل تفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها المقاتلون.

 

وأطلقت القوات المسلحة التركية “غصن الزيتون” في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، بالتعاون مع “الجيش السوري الحر”، لتحرير منطقة عفرين من مقاتلي منظمة “ي ب ك/ بي كا كا” وتنظيم الدولة “داعش”.

 

وتمكنت تلك القوات، الأحد الماضي، من السيطرة على مركز المنطقة وجميع القرى والبلدات المحيطة بها من الشرق والشمال والغرب، فيما بدأت جموع السكان بالعودة إلى بيوتهم. (الأناضول)

 

مقتل 7 أشخاص وإصابة 25 في انفجار بإدلب

دمشق: لقي سبعة أشخاص حتفهم وأصيب العشرات في انفجار سيارة مفخخة، وسط مدينة ادلب بشمال غرب سوريا السبت .

 

وقال مصدر في الدفاع المدني، إن “سبعة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 25 آخرين في انفجار سيارة أمام المستشفى المركزي في مدينة إدلب “.

 

وتشهد مدينة إدلب تفجيرات متكررة بسيارات مفخخة أو عبوات ناسفة ، وسط ازدحام كثيف تعيشه المحافظة نظراً حركة النزوح من ارياف حلب وحماة . (د ب أ)

 

إيران تحكم سيطرتها على ريف دمشق بعد إجبار فصائل المعارضة على إخلاء الغوطة

«محرقة» لعشرات المدنيين في قصف ملجأ… وطهران وبيونغ يانغ تشرفان على بناء مفاعل نووي سوري

دمشق ـ اسطنبول من حسام محمد وهبة محمد: تعرضت الغوطة الشرقية وبموازاة عمليات الإجلاء والتهجير منها قصفت قوات النظام وروسيا، فجر أمس، مدينة زملكا بغاز الكلور السام، بالتزامن مع هجوم بري للنظام بغطاء جوي روسي على مدينتي زملكا وعربين في الغوطة الشرقية. فقد قتل 37 مدنياً أمس حرقاً في مجزرة مروعة حسب الدفاع المدني عبر صفحته في «فيسبوك» ارتكبتها المقاتلات الحربية الروسية جراء قصف بمادة «النابالم» استهدف ملجأ في مدينة عربين المحاصرة في الغوطة الشرقية.

وتوصلت فصائل من المعارضة السورية وموسكو، أمس الجمعة، الى اتفاق يقضي بتسليم معارضين مدناً وبلدات من الغوطة الشرقية للنظام، مقابل سماح النظام للمقاتلين بالخروج بسلاحهم الخفيف إلى شمالي سوريا.

ومع انجاز اتفاق خروج مقاتلي فيلق الرحمن، يكتمل مشهد تنظيف الجيوب التي سيطرت عليها المعارضة في طوق دمشق. ويبقى انجاز اتفاق في مدينة دوما مسألة وقت، لترسم بالحديد والنار على شاكلة اتفاق حرستا والقطاع الأوسط أو ربما على طريقة المصالحات السابقة في عدة مناطق تسلم بها الاسلحة كلها وتقلم أظفار «جيش الإسلام» بشكل نهائي وتسيطر على مناطقه الشرطة العسكرية الروسية وتحدد شكل الحياة فيها.

تطهير جوار دمشق وريفها هو سياسة إيران وذراعها الضاربة (حزب الله) الذي بدأها في منطقة القصير ومن ثم يبرود وانتقل بعدها الى ارتكاب جريمة التبادل السكاني بمشاركة فصائل إسلامية، عندما اتفقوا على ما عرف بصفقة المدن الأربعة (مضايا، الزبداني- الفوعة، كفريا) التي سمحت باقتلاع السكان المدنيين من أرضهم التاريخية. واستمرت عمليات القضاء على المعارضة في ارياف دمشق القريبة والتي انتهى اغلبها بعمليات تهجير قسري لمئات آلاف المدنيين في حلب ووادي بردى وداريا وبرزة والقابون وصولا الى القدم والعسالي وتتوج في أكبر عملية تهجير قسري في غوطة دمشق الشرقية.

بهزيمة المعارضة تلك، أصبحت ايران ومليشياتها المتحكم الوحيد بريف دمشق الممتد من الحدود اللبنانية وصولا الى الحدود العراقية. باستثناء الجيب الصغير في مخيم اليرموك والذي يسيطر عليه تنظيم «الدولة الإسلامية»، فالنظام وحلفائه مازلوا يرون فيه حاجة ماسة ليبقى شماعة في الحرب على «الإرهاب» ومن الواضح أن فكرة السيطرة عليه ستبقى مؤجلة الى مابعد القضاء على فصائل المعارضة في المناطق التي تعتبر خارج النفوذ الأمريكي في سوريا.

إلى ذلك أكدت مصادر في المعارضة السورية لـ«القدس العربي» أن النظام السوري يقوم ببناء مفاعل لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في منطقة القصير، التابعة لريف حمص، وسط سوريا على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية. وتتولى حراسة المنشأة مجموعة خاصة من مقاتلي «حزب الله»، ويشرف على العمليات خبراء أسلحة إيرانيون وكوريون شماليون، ويظن أنه تم نقل قضبان نووية إليه كانت معدة لمفاعل «الخبر» الذي دمرته إسرائيل عام 2007.

المنشأة، وفق ما قاله العقيد فاتح حسون، قائد «حركة تحرير الوطن»، تتبع للقصر الجمهوري، وهو المشرف عليها بسرية كباقي المنشآت العسكرية السورية التي تنتج أسلحة الدمار الشامل «نووي كيميائي جرثومي»، والمؤكد أن بشار الأسد قام بزيارة للمنشأة قبل الثورة.

وبنى «حزب الله»، وفق ما قاله العقيد حسون، داخل سوريا مجموعة كبيرة من المراكز والكهوف التي تحتوي كل صنوف الأسلحة، بما فيها أسلحة الدمار الشامل، وتعمل إيران على استكمال الجزء العسكري من برنامجها النووي في هذه المراكز، التي تقع على الحدود اللبنانية داخل كهوف في مناطق وعرة في الأراضي السورية. ووفق القيادي، فقد تم تسليم ملف كامل مع شهادات هامة حول المنشآت غير التقليدية إلى اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا.

 

«تحرير الشام» و«تحرير سوريا» في جولة جديدة من الاقتتال شمالي سوريا

حلب – «القدس العربي»: انهار اتفاق وقف إطلاق النار بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، شمالي سوريا، بعد فشل طرفي الصراع في التوصل لصيغة تفاهم مشتركة تنهي الخلافات بين المتقاتلين، لتعود لغة البنادق والأسلحة الثقيلة مجدداً، فيما هاجم مسلحون مجهولون موقعاً عسكرياً لـ»فيلق الشام» الذي تدخل كـ»وسيط» لوقف المعارك بين تحرير «الشام وسوريا» مطلع شهر آذار/ارس الحالي، مما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر فيلق الشام، وعنصر من المجموعة المهاجمة.

مكتب الأوقاف في ريف حلب الغربي شمالي سوريا أعلن بدوره عن تعليق صلاة الجمعة في عدد من القرى الخاضعة لسيطرة «تحرير سوريا» بسبب هجمات من «هيئة تحرير الشام» على مناطق الأولى. وذكر مكتب الأوقاف في تعميم له: إنه يعلن تعليق الصلاة «بسبب البغي المتواصل من قبل هيئة تحرير الشام على قرى وبلدات ريف حلب الغربي وقصغها بصواريخ الفيل والمدافع الثقيلة». ومن الملفت في الحرب الإعلامية بينهما، بأن كلا التشكيلين يصف الآخر بـ «العصابة»، في حين تجدد القصف والمواجهات بينهما امتداداً من ريف إدلب إلى ريف حلب، شمال البلاد، أما محافظة إدلب فقد عاشت مؤخراً حالة من الفلتان الأمني والاغتيالات بحق قادة في «هيئة تحرير الشام» وفصائل الجيش السوري الحر، جراء الاقتتال بين «تحرير الشام» و»جبهة تحرير سوريا»، واتهام الهيئة لحركة نور الدين لزنكي بإدخال عناصر من «جيش الثوار» التابعين لقوات سوريا الديمقراطية.

قائد حركة أحرار الشام، «حسن صوفان»: « كنا حريصين أشد الحرص على عدم تجدد القتال، وقد تبين لذوي النهى والعقول من بدأ القتال أول مرة، ومن باشر العدوان بعد الهدنة الأولى، ومن فسخ الهدنة الثانية، وبعد جلسات التفاوض المطولة وتحرير عفرين والبيان الأخير لهيئة تحرير الشام تلاشت التهم المزعومة وانمحت الادعاءات الموهومة وسقط القناع عمن يقاتل لأجل السلطة»

وأضاف، عبر موقعه الرسمي في «التلغرام»: «قد عجز الوسطاء والمصلحون والمحايدون عن إيقاف القوم عن البغي والقتال فقولوا كلمتكم واحجزوا البغاة عن بغيهم فقد امتلأت سفوح ريف حلب اليوم بقتلاهم فيا حسرة على دماء سفكت ونفوس أزهقت وإمكانات ضيعت وشعب تحمل منا الكثير». أما فصيل «صقور الشام» أحد المشاركين في النزاع، فقال ببيان له: «انهارت الهدنة مع هيئة تحرير الشام، دون التوصل لحل نهائي»، معللاً ذلك بما وصفه بـ «تعنت قائد الهيئة أبو محمد الجولاني بمطالبه، وأن الجولاني لم يقبل من الحلول إلا بأن بعودة المدن التي خسرها، والأسرى الذين فقدهم، دون أي تنازل منه عن المواقع أو المدن التي سيطر عليه قواته».

شرارة الاقتتال بين تحرير «سوريا والشام»، اندلعت في أواخر شهر شباط/فبراير الفائت، وقد أدت المواجهات بين المقتتلين إلى إنتزاع كل منهما مناطق من الآخر، كما خلفت المواجهات قتلى وأسرى، كما دفع عدد من المدنيين أرواحهم ثمناً لهذه المواجهات التي لم تفي لقضاء أي منهما على الآخر، كما تعتبر المعارك الأخيرة، حلقة تواصل للقتال الذي اندلع العام الماضي بأجزاء من محافظة إدلب بين تحرير الشام وأحرار الشام التي اندمجت مؤخراً مع حركة نور الدين الزنكي في تحالف سمي جبهة تحرير سوريا.

 

على خطى حرستا… فيلق الرحمن يبرم اتفاقاً مع روسيا لتسليم مدن في الغوطة للنظام… ومفاوضات حول دوما

مقتل 37 مدنياً «حرقاً» إثر غارة روسية بـ «النابالم» على ملجأ في عربين شرقي دمشق

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : بموازاة عمليات الاجلاء والتهجير تواصل كل من موسكو والنظام السوري جرائهما بحق آلاف المدنيين المحاصرين في قسمي الغوطة الشرقية – مدينة دوما في القسم الشمالي وقرى وبلدات القسم الجنوبي – مرتكبين أفظع المجازر بالفوسفور والنابالم الحارق، حيث قصفت القوات المهاجمة، فجر امس، مدينة زملكا بغاز الكلور السام، بالتزامن مع هجوم بري للنظام بغطاء جوي روسي على مدينتي زملكا وعربين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. كما قتل 37 مدنياً امس بمجزرة مروعة ارتكبتها المقاتلات الحربية الروسية جراء قصف بمادة «النابالم الحارق» استهدف ملجأ في مدينة عربين المحاصرة بالغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق.

وقال الدفاع المدني عبر صفحته في «فيسبوك» إن 37 مدنياً قتلوا «حرقاً» غالبيتهم من النساء والأطفال، كحصيلة أولية، جراء قصف بـ»النابالم» على ملجأ يضم عائلات في عربين، ونشر الدفاع المدني صوراً من مدينة عربين خلال محاوله فرقه انقاذ المصابين ونقل الجثث المتفحمة، وظهر في احداها عناصره وهم ينقلون جثة متفحمة في موقع مشتعل بالنيران.

مجزرة عربين جرت بالتزامن مع قصف الأحياء السكنية في مدينة دوما، بـ 25 غارة بـ»الفوسفور الحارق» و القنابل العنقودية والصواريخ الارتجاجية. أتى ذلك عقب مجزرة في ظـروف مشابهة قتل خلالها أن 25 مدنياً يوم الخميس، بغـارات جوية للطـائرات الحـربية الروسـية على مدن زملكا ودوما وعربين في الغوطة الشرقية.

وتوصلت فصائل من المعارضة السورية وموسكو امس الجمعة إلى اتفاق يقضي بتسليم معارضين مدناً وبلدات من الغوطة الشرقية للنظام، مقابل سماح النظام السوري للمقاتلين بالخروج بسلاحهم الخفيف إلى شمالي سوريا، حيث اعلن المتحدث الرسمي لفيلق الرحمن توصل الفيلق بعد مفاوضات مباشرة مع الروس إلى اتفاق ينص على وقف جميع الأطراف الأعمال القتالية، على ان تضمن روسيا البدء الفوري بإخراج الجرحى والمرضى إلى خارج الغوطة عن طريق الهلال الأحمر حسب رغبتهم وضمان سلامتهم وعدم ملاحقتهم بعد تماثلهم للشفاء وتخييرهم بين العودة إلى الغوطة أو الخروج إلى الشمال السوري.

ويضمن الاتفاق الخروج الآمن بإشراف ومرافقة من قبل الشرطة العسكرية الروسية لمن يرغب من الفصائل مع عوائلهم بأسلحتهم الخفيفة إضافة إلى من يرغب من المدنيين بالخروج إلى الشمال السوري، على ان تكون نقطة الانطلاق من مدينة عربين، وضم الاتفاق السماح للراغبين بالخروج اصطحاب أمتعتهم الخفيفة ووثائقهم الشخصية وأجهزتهم الشخصية إضافة إلى مدخراتهم المالية دون تعرضهم للتفتيش الشخصي، مع ضمان عدم ملاحقة أي من المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل النظام أو حلفائه.

وضمن الاتفاق نشر نقاط شرطة عسكرية روسية في البلدات التي تقع تحت سيطرة فيلق الرحمن حالياً، والتي يشملها الاتفاق، وهي عربين، زملكا، عين ترما، جوبر، مع اتخاذ التدابير اللازمة كافة لتحسين الحالة الإنسانية فوراً والتسهيل الفوري لدخول قوافل الاغاثة الإنسانية، واشترط اجراء عملية تبادل على الأسرى العسكريين لدى النظام وفيلق الرحمن.

ممثل قاعدة حميميم الروسية، أليكسندر إيفانوف، أوضح انه تم التوصل لاتفاق مع فصيل «فيلق الرحمن» للخروج السلمي من الغوطة الشرقية على غرار اتفاق في منطقة حرستا تم ابرامه سابقاً، ونقلت قناة حميميم المركزية عن ممثلها زعمه احتجاز جيش الإسلام للمدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية حيث قال «نسعى حالياً إلى تحييد المزيد من المدنيين والمخطوفين لدى تنظيم «جيش الإسلام» خارج مدينة دوما حفاظاً على سلامتهم في حال تطبيق الحلول البديلة في المنطقة».

 

مفاوضات دوما

 

اللجنة المدنية في مدينة دوما ذكرت في بيان لها امس الجمعة انها تعمل على «المشاركة في المفاوضات، وتتصدى لدراسة وصياغة المبادرات ومتابعة الأطراف الأخرى، وهي تعمل بشكل دؤوب على مدار الساعة وبالتشاور مع الجميع من داخل الغوطة وخارجها، وبالتواصل مع مختلف الأطراف المحلية والدولية، بهدف الوصول إلى ما يحقق تطلعات الأهالي ويضمن سلامتهم». مشيرة إلى ان عملية التفاوض «شاقة جداً» فيما لازالت اللجنة تحتفظ بـ»الكثير من أوراق القوة ومن أهمها صمود المدنيين وما الخروقات التي يرتكبها النظام يومياً ما هي إلا لتخفيض سقف المطالب المحقة لنا بالعيش الآمن في بلادنا».

التلفزيون الرسمي قال يوم الجمعة إن جماعات معارضة مسلحة في بلدات زملكا وجوبر وعربين وعين ترما بالغوطة الشرقية وافقوا على الانسحاب إلى محافظة إدلب بشمال غرب سوريا مع عائلاتهم، ونقل التلفزيون عن مراسله قوله إن الاتفاق يتضمن مغادرة نحو 7000 شخص من البلدات التي تقع داخل جيب محاصر في الغوطة وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وبث التلفزيون لقطات لمن قال إنهم 3400 شخص يغادرون مدينة دوما سيراً على الأقدام صباح يوم الجمعة حاملين أطفالهم ومتعلقاتهم. وقطع آلاف المدنيين الرحلة ذاتها خلال الأسبوع الأخير في طريقهم إلى مراكز استقبال بمناطق تحت سيطرة النظام، حسب رويترز، فيما قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 50 ألفاً غادروا المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية خلال الأسبوعين الأخيرين تقريباً، كما قدر المرصد أن نحو 120 ألف مدني في المجمل إما غادروا الجيب أو بقـوا في بلدتي كفر بطنا وسقبا اللتين استعادت الحكومة السـيطرة عليهما خـلال الأيـام الثمـانية الماضـية.

 

تهجير حرستا

 

وقالت مصادر ميدانية مطلعة لـ»القدس العربي» ان الدفعة الثانية من مهجري مدينة حرستا وصلت إلى قلعة المضيق بريف حماة، حيث وصل عدد الحافلات التي خرجت من مدينة حرستا بالغوطة الشرقية يوم امس الجمعة إلى 19 حافلة بداخلها 1176 شخصاً من بينهم 450 مقاتلاً لدى حركة احرار الشام. فيما ضمت القافلة الاولى 30 حافلة أقلت قرابة الـ 2000 شخص، وصلت صباح امس الجمعة إلى مدينة قلعة المضيق بريف حماة، بينهم نحو 650 طفلاً و400 امرأة وأكثر من 500 رجل، وذلك بالتزامن مع مواصلة الدفعات الأخرى لقوافل المهجرين من أهالي مدينة حرستا من مدنيين وعسكريين عمليات الاجلاء للخروج من المدينة إلى الشمال السوري وفق الاتفاق المبرم. يأتي ذلك وفق الاتفاق المبرم بين «حركة أحرار الشام» من المعارضة السورية ووفدي النظام وموسكو بضمانة الاخيرة، حيث نص الاتفاق على تسليم المدينة للنظام السوري مقابل السماح لعناصر المعارضة الخروج بسلاحهم الفردي من عائلاتهم باتجاه الشمال السوري، ووقف اطلاق النار في المدينة، في وقت تصعد فيه موسكو من حملتها ضد باقي المناطق الخارجة عم سيطرة النظام، مما يشرع الأبواب امام تصور سيناريوهات متطابقة لأهداف التصعيد الروسي في المناطق المتبقية والتي يسيطر عليها جيش الإسلام في شرقي دمشق.

 

مجازر في إدلب

 

وفي محافظة إدلب شمالي سوريا بلغت حصيلة قتلى الأربع وعشرين ساعة الفائتة 62 قتيلاً، حيث سجلت آخر إحصائية لضحايا المجزرة التي ارتكبتها المقاتلات الحربية الروسية يوم الخميس، أكثر من 40 قتيلاً، قضوا خلال قصف روسي على سوق شعبية في مدينة حارم في ريف إدلب، وأكدت مصادر طبية مطلعة من إدلب أن بين القتلى 15 طفلاً وطفلة، و8 نساء، في حين لازالت فرق الإنقاذ تبحث عن مفقودين وعالقين تحت الأنقاض.

ورجّحت المصادر وجود عائلات عدة تحت الأنقاض، حيث لا يزال مصيرهم مجهولاً وسط محاولة فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني البحث عن المفقودين، اتى ذلك في اعقاب مجزرة ارتكبتها المقاتلات الروسية في قرية كفربطيخ في ريف إدلب، راح ضحيتها أكثر من 22 مدنيا بينهم 18 طفلاً وثلاث نساء.

 

تركيا: قواتنا ستصل أطراف حلب للسيطرة على كامل عفرين

أنقرة ــ العربي الجديد، حلب ــ أحمد الإبراهيم

 

أعلن رئيس أركان الجيش التركي، خلوصي أكار، أنّ قوات بلاده المشارِكة في عملية “غصن الزيتون”، ستصل حتى أطراف مدينة حلب عند بلدتي نُبّل والزهراء الخاضعتين لسيطرة النظام، لتُحكم السيطرة على منطقة عفرين كاملة، شمالي سورية.

 

جاء ذلك، خلال فعالية أكاديمية بعنوان “تركيا وسياسات الأمن العالمي والتعليم”، أُقيمت في العاصمة أنقرة، اليوم السبت، بمشاركة رؤساء جامعات وعمداء ورؤساء أقسام في 185 جامعة تركية، وفق ما أوردت “الأناضول”.

 

وشدّد أكار على أنّ “تركيا لا تستهدف على الإطلاق وحدة التراب والسياسة، سواء في سورية أو العراق”، مضيفاً أنّ بلاده “ستواصل مكافحة الإرهاب في الداخل والخارج، حتى القضاء على آخر إرهابي، من دون تفرقة بين التنظيمات الإرهابية”.

 

وقال إنّه “لا يمكن أن يكون الإرهابيون بنوا الملاجئ في عفرين بقدراتهم وحدها، من المستحيل أن تكون أنشئت من دون دعم هندسي وتخطيط وتوجيه من قبل دولة ما”.

 

وبدأت، في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، عملية “غصن الزيتون” بالتعاون بين الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، في مدينة عفرين، ضدّ مليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي”، (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، والتي كانت تتلقى دعماً من الولايات المتحدة الأميركية، في حين تصنّفها أنقرة منظمة إرهابية.

 

وبيّن رئيس الأركان التركية، أنّ عملية “غصن الزيتون”، شملت مساحة 2000 كيلومتر مربع، مشيراً إلى أنّ القوات المشاركة فيها ستصل حتى بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة النظام السوري.

 

وأكد رئيس الأركان التركية، مقتل 49 جندياً لقوات بلاده خلال عملية “غصن الزيتون” في عفرين، لافتاً إلى “بدء عودة السكان إلى المناطق المحررة من الإرهاب”.

 

وأوضح أنّ “القوات التركية نشرت في عفرين نحو 150 ألف رسالة لإرشاد المدنيين على الابتعاد عن الإرهابيين، باللغات العربية والكردية، كما دعت القوات التركية، المسلحين إلى الاستسلام”.

 

وبيّن أن قوات “غصن الزيتون”، “رصدت تجوّل الإرهابيين بأزياء مدنية في عفرين، وبذلك قام أنصارهم بنشر صور القتلى على أنهم مدنيون، بهدف تشويه الجيش التركي الذي اتخذ كافة التدابير لمنع تضرر أي مدني”.

 

كما ذكر أكار أنّ “القوات المشاركة في العملية حصلت على معلومات قطعية بشأن وجود مركز قيادة للإرهابيين في أحد مباني عفرين، ولكنّها لم تقصفه بسبب وجود عائلة مع 12 طفلاً في الطابق العلوي، وتعامل مع الوضع بوسائل أخرى”.

 

وأكّد أكار “عودة أكثر من 130 ألف مدني سوري إلى أراضيهم المحررة من الإرهاب، والتي عادت فيها الحياة إلى طبيعتها، في إطار “درع الفرات”، التي خاضها الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية، بين أغسطس/آب 2016 ومارس/آذار 2017، شمالي سورية.

 

وفيما يتعلّق بالتحركات في إدلب، قال أكار إنّ “الجيش التركي أنشأ عدداً من نقاط المراقبة بموجب اتفاق “خفض التصعيد” بين تركيا وروسيا وإيران”.

 

ويرى مراقبون أن الوجهة المقبلة لعملية “غصن الزيتون”، قد تكون مناطق تل رفعت ومنغ التي انتزعتها الوحدات الكردية، في وقت سابق، وتم تهجير أهلها. في حين يرى آخرون أنّ فتح معركة منبج هو الهدف الأول لتركيا.

 

مقبرة جماعية بريف عفرين

 

إلى ذلك، عثر “الجيش السوري الحر”، مساء أمس الجمعة، على مقبرة جماعية في منطقة عفرين، يُعتقد أنها تضم جثامين لعناصر من “الجيش السوري الحر” قامت مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية بقتلهم، في كمين بمنطقة عين دقنة، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016.

 

وقالت مصادر من “الجيش السوري الحر”، لـ”العربي الجديد”، إنّه “تم العثور على مقبرة جماعية في منطقة كمروك، قرب سد ميدانكي شمال عفرين، تضم العديد من الجثث”.

 

ورجحت المصادر أنّ المقبرة تضم جثثاً لمقاتلي فصيل “جيش السنة”، التابع لـ”الجيش السوري الحر” كانوا قد قُتلوا، في وقت سابق، من قبل “وحدات حماية الشعب” الكردية، مشيرة إلى أنّه تتم عملية التأكد من هوية الجثث.

 

ويشار إلى أن قرابة 60 من عناصر “الجيش السوري الحر”، قُتلوا في كمين نصبته “وحدات حماية الشعب” الكردية، لفصيل منه في منطقة عين دقنة، وقامت بعدها بعرض جثث القتلى على شاحنة نقل في مدينة عفرين.

 

و”جيش السنة” هو فصيل تابع لـ”الجيش السوري الحر”، يضم مقاتلين من مدينة حمص وريفها، تشكّل بعد تفكك “كتائب الفاروق” التي تُعتبر أول تشكيل عسكري معارض للنظام السوري.

 

هدوء في الغوطة وتحضير لعملية تهجير في القطاع الأوسط

جلال بكور

يجري التحضير لعملية تهجير جديدة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، اليوم السبت، بعد اتفاق فُرض على المعارضة السورية المسلّحة، متمثلة في “فيلق الرحمن”، فيما يتم التحضير لعملية تبادل أسرى في مدينة دوما، بين النظام وفصيل “جيش الإسلام”.

 

وتشهد مدن القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية: زملكا، حزة، عربين، عين ترما، منذ مساء أمس الجمعة، هدوءاً تاماً لم تشهده منذ سنوات، فيما قالت مصادر إنّ قوات النظام دخلت إلى مدينة عين ترما، بعد انسحاب “فيلق الرحمن” وقسم من المدنيين إلى زملكا.

 

وقالت مصادر من المنطقة، لـ”العربي الجديد”، إنّ “لجنة من المعارضة تقوم بتسجيل الراغبين في الخروج من المنطقة إلى الشمال السوري، بينما يتم تجهيز الجرحى والمصابين والمرضى لنقلهم إلى خارج الغوطة”.

 

وينص اتفاق توصّل إليه النظام السوري وروسيا، مع فصيل “فيلق الرحمن” المعارض، على البدء بإخراج الجرحى والمرضى، إلى خارج الغوطة، عن طريق الهلال الأحمر، حسب رغبتهم وضمان سلامتهم، وعدم ملاحقتهم بعد تماثلهم للشفاء، وتخييرهم بين العودة إلى الغوطة، أو الخروج إلى الشمال السوري.

 

كما يتضمن الاتفاق، اتخاذ كافة التدابير اللازمة، لتحسين الحالة الإنسانية فوراً، والتسهيل الفوري لدخول قوافل الإغاثة إلى المنطقة.

 

ويشير الاتفاق، إلى الخروج الآمن، بإشراف ومرافقة الشرطة العسكرية الروسية حصراً، لمن يرغب من الفصائل، مع عائلاتهم، بأسلحتهم الخفيفة، إضافة إلى من يرغب من المدنيين، إلى الشمال السوري، وضمان عدم ملاحقة أي من المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل النظام أو حلفائه.

 

وينص الاتفاق أيضاً، على نشر نقاط شرطة عسكرية روسية، في البلدات التي تقع تحت سيطرة “فيلق الرحمن” حالياً، والتي يشملها الاتفاق.

 

وقبيل ساعات من إعلان الاتفاق، ارتكبت قوات النظام مجزرة في مدينة عربين، راح ضحيتها قرابة 40 مدنياً حرقاً، من جراء استهداف أحد الملاجئ بقنابل الفوسفور والنابالم.

 

وتزامناً، يتم التحضير في مدينة دوما، لعملية تبادل أسرى، بين النظام السوري وفصيل “جيش الإسلام” المعارض، وإخلاء جرحى ومرضى، بعد التوصّل إلى اتفاق مبدئي، ضمن المفاوضات المستمرة بين الطرفين، برعاية أممية، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

 

وقالت المصادر، لـ”العربي الجديد”، إنّ “جيش الإسلام”، سيفرج، اليوم السبت، عن أكثر من 50 شخصاً من المعتقلين لديه، من بينهم عناصر من قوات النظام، عبر معبر مخيم الوافدين.

 

وأضافت أنّ عملية إطلاق الأسرى، من المتوقع أن تتزامن مع إخراج جرحى ومصابين من دوما لتلقي العلاج، بعد ضمان عدم اعتقالهم من النظام، مشيرة إلى أنّ العملية ستتم بوجود فرق الهلال الأحمر.

 

وتعرّضت مدينة دوما، مساء أمس الجمعة، لقصف صاروخي من قوات النظام، أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.

 

وأنهى النظام السوري، أمس الجمعة، عملية تهجير مقاتلي “حركة أحرار الشام”، والمدنيين الرافضين لإجراء مصالحة مع النظام، من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، إلى الشمال السوري.

 

وصلت صباح اليوم الدفعة الثانية من مهجري مدينة حرستا إلى معبر قلعة المضيق شمال غرب حماة، تمهيداً للانتقال إلى مناطق أخرى في ريف إدلب وحلب وحماة.

 

وقالت مصادر، لـ”العربي الجديد”، إنّ الدفعة الثانية من المهجرين وصلت إلى الحاجز الفاصل بين المعارضة السورية والنظام على أطراف بلدة قلعة المضيق شمال غرب حماة، ومن المتوقع أن ينتقل المهجرون إلى مناطق أخرى في إدلب وحماة وحلب.

 

وضمّت الدفعة الثانية من المهجرين، وفق المصادر ذاتها، قرابة ثلاثة آلاف من مقاتلي المعارضة والمدنيين الرافضين للمصالحة والتسوية مع النظام السوري.

 

تل رفعت “الهدف الأقرب” للجيش السوري الحر بعد عفرين

أمين العاصي

قفزت مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي إلى واجهة الاهتمام الإعلامي، عقب سيطرة الجيش التركي والجيش السوري الحر على مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي أخيراً، إذ بات الطريق مفتوحاً أمام المعارضة السورية لاسترداد مواقع خسرتها منذ عامين، تقع تل رفعت في قلبها. ولكن حماسة الجيش السوري الحر للاندفاع نحو ريف حلب الشمالي، وطرد المليشيات الكردية منه ربما تعيقه تفاهمات إقليمية ودولية، خصوصاً أن تل رفعت ليست أولوية بالنسبة إلى الأتراك الذين يرمون بثقلهم لترسيخ تفاهم مع الجانب الأميركي ينهي الوجود العسكري الكردي في مدينة منبج، شمال شرقي حلب.

واختصر وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أول من أمس، سياسة بلاده ضد حزب العمال الكردستاني، ونسخته السورية حزب الاتحاد الديمقراطي، بالقول إن “جميع المناطق التي يوجد التنظيمان فيها هدف مشروع لتركيا”. ومن هنا يمكن القول إن التوجه التركي في المرحلة اللاحقة هو استهداف “الاتحاد الديمقراطي”، وذراعه العسكرية “وحدات حماية الشعب” الكردية، في شمال حلب، حيث مدينة تل رفعت وقرى في محيطها، ومدينة منبج وبعض ريفها، وإن كان الاهتمام التركي ينصب في الوقت الراهن على الأخيرة أكثر. ولكن تبدو تل رفعت “الهدف الناضج” في الوقت الراهن، خصوصاً أن فصائل المعارضة السورية انخرطت في عملية “غصن الزيتون” لطرد “الوحدات” الكردية من عفرين وريفها مقابل مساعدة الجيش التركي لها لاسترداد تل رفعت وعشرات القرى في محيطها. وكانت “الوحدات” الكردية سيطرت على مدينة تل رفعت وقرى في ريفها، يسكنها عرب، في فبراير/ شباط 2016، إبان اندلاع أزمة بين الأتراك والروس، إذ دعمت موسكو، في ذلك الحين، “الوحدات” الكردية رداً على إسقاط طائرة روسية من قبل طائرة تركية.

ولكن عودة العلاقات إلى طبيعتها بين موسكو وأنقرة أتاحت للأخيرة القيام بعملية “غصن الزيتون”، التي من المتوقع أن تشمل تل رفعت قريباً. وتقع مدينة تل رفعت إلى الشمال من مدينة حلب بنحو 40 كيلومتراً، وكانت من أولى المدن في الشمال السوري التي خرجت عن سيطرة قوات النظام  أواخر العام 2012، إبان اندفاعة كبرى للمعارضة السورية، سيطرت خلالها على الشمال السوري برمته. ويؤكد قادة في الجيش السوري الحر أن استعادة تل رفعت ومحيطها “أولوية” بالنسبة إليهم بعد الانتهاء من عمليات تمشيط عفرين من “وحدات حماية الشعب” الكردية التي نقلت عدداً من عناصرها إلى قواعد عسكرية لها في محيط تل رفعت.

وتسيطر “الوحدات” الكردية على نحو 60 مدينة وبلدة وقرية في شمال حلب، عدد كبير منها سكانها عرب سوريون، كما أن هناك قرى يسكنها أكراد سوريون، أو تركمان، أو شركس. وتأتي مدينة تل رفعت في مقدمة المواقع التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب”، إضافة إلى بلدات كفر نايا، ودير جمال، والشيخ عيسى، وكفر ناصح، وإحرص، وحربل، وعين دقنة، وأم حوش، ومنغ، ومرعناز، وفافين، والزيارة، وتل شعير، وتل رحال، ومريمين، وتل عجار، وأم القرى، وسواها من القرى والبلدات. ويقول الصحافي أسامة سعد الدين، وهو من أبناء مدينة تل رفعت، لـ”العربي الجديد”، إن مدينته لها أهمية معنوية كبرى بالنسبة إلى الجيش الحر “كونها كانت من أولى المدن والبلدات التي انضمت للثورة منذ بدايتها في العام 2011، وقدمت مئات الشهداء”. وأوضح سعد الدين أن عدد سكان مدينة تل رفعت كان 50 ألفاً في 2011، مشيراً إلى أن 9 من أبناء المدينة “استشهدوا” في معارك “غصن الزيتون” ضد “الوحدات” الكردية.

وكان قد تم تهجير آلاف المدنيين من المنطقة، جراء قيام الطيران الروسي بـ”حرق” المنطقة لتمهيد الطريق لـ”الوحدات” الكردية للتقدم إلى تل رفعت، بالتزامن مع فك مليشيات تابعة للنظام السوري الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء، شمال حلب. وتجري عمليات تعاون بين الوحدات الكردية وقوات النظام في المنطقة، بحيث وفرت الأخيرة للمقاتلين الأكراد ممرات من مدينة منبج إلى ريف حلب الشمالي. وكان حزب الاتحاد الديمقراطي يخطط لوصل مناطق سيطرته في ريف حلب، غرب نهر الفرات، مع تلك التي في شرقي الفرات، من خلال السيطرة على تل رفعت ومحيطها، ونجح إلى حد بعيد في ذلك من خلال تعاونه مع قوات النظام، ولكن عملية “غصن الزيتون” بدّلت كل المعادلات العسكرية.

لكن لا يبدو أن أنقرة تعتبر تل رفعت أولوية بالنسبة لها، وهي ترمي بكل ثقلها السياسي من أجل التوصل إلى تفاهم مع الجانب الأميركي ينهي الوجود الكردي في مدينة منبج، الأكثر أهمية من تل رفعت من نواح عسكرية واستراتيجية، إذ يعني الخروج الكردي منها نهاية “الأحلام” الكردية غربي نهر الفرات، وهو المسعى التركي الأبرز في الوقت الراهن. وأكدت مصادر في المعارضة السورية أن الاتفاق الروسي التركي حول عفرين لا يتضمن دخول الجيش التركي والجيش السوري الحر إلى مدينة تل رفعت، مشيرة الى وجود قاعدة عسكرية روسية في المدينة، وهو ما يفجر مخاوف الشارع السوري المعارض من تسليم المدينة إلى النظام. وكانت أنقرة وموسكو اتفقتا على طرد “الوحدات” الكردية من عفرين في سياق تفاهمات غير معلنة تخص العديد من الملفات في القضية السورية، إذ وقفت روسيا ضد أي تدخل لقوات النظام في عفرين، وهو ما يرجح دخول تل رفعت ومحيطها ضمن هذه التفاهمات.

 

مراكز الإيواء: سجون كبيرة لأهالي الغوطة.. بطعم الرأفة

رائد الصالحاني

شهدت بلدات ومدن الغوطة الشرقية، خروج عشرات الآلاف، خلال الأيام الماضية، من خلال أربعة “معابر آمنة” افتتحتها روسيا؛ بالقرب من حمورية، وفي جسر الغيضة بالقرب من بلدة جسرين، وفي حرستا، ومخيم الوافدين قرب مدينة دوما. كما اعتبرت روسيا أن من بقي من الأهالي في المناطق التي استولت عليها مليشيات النظام في الغوطة الشرقية، هم من عداد “الخارجين” من الغوطة.

 

ونقلت قوات النظام بإشراف روسي مباشر، جميع الهاربين من حملة القصف المكثف والهجمات البرية على الغوطة، إلى “مراكز إيواء مؤقت”، تم تخصيصها سابقاً للمُهجرين من جميع المحافظات السورية اللذين لا مأوى لهم.

 

وزارة الشؤون الاجتماعية كانت قد عملت في الشهور الأخيرة على إفراغ تلك المراكز من آلاف النازحين، وإجبارهم على العودة إلى مدنهم وقراهم التي سيطرت عليها قوات النظام، وذلك تحضيراً لموجة النزوح المتوقعة المرافقة للهجوم العسكري، للنظام وحلفائه، على الغوطة الشرقية.

 

وتتوزع “مراكز الإيواء المؤقت” على أطراف دمشق في بلدة عدرا وبلدة الدوير، وبلدة حرجلة، بطاقة استيعابية تصل لـ6 آلاف، لكل واحد منها. عدد الخارجين من الغوطة الشرقية شكّل أزمة لتلك المراكز التي شهدت ازدحاماً كبيراً “حال دون تقديم الخدمات لجميع الوافدين”، بحسب ما قاله مصدر في “الصليب الأحمر الدولي” لـ”المدن”.

 

وأكد المصدر أن قرابة 10 منظمات إنسانية دولية تابعة للأمم المتحدة “تعمل بأقصى جهدها لتأمين الدعم الطبي والغذائي للمهجرين من الغوطة الشرقية، فضلاً عن التبرعات العينية التي تقدمها بعض الجمعيات الخيرية وأصحاب رؤوس الأموال في دمشق”.

 

وتخضع تلك المراكز لإشراف روسي مباشر، وتنتشر الشرطة العسكرية الروسية في محيطها. وكان الجانب الروسي قد أصدر أوامر واضحة للنظام لإرسال عناصر حماية لا علاقة لهم بالعمليات العسكرية، تجنباً لعمليات انتقام قد تحدث ضد أهالي الغوطة الشرقية في “مراكز الإيواء”. وكانت فصائل الغوطة، في معرض دفاعها منذ سنوات عن أرضها، قد كبّدت مليشيات النظام آلاف القتلى، وسط تحامل وحقد من عناصر المليشيات على أهالي الغوطة.

 

وتُعتبر المراكز أشبه بـ”أماكن احتجاز مؤقت” للشبان والرجال بين 16 و50 عاماً، لإتمام إجراءات “التسوية الأمنية” قبل أن يُسمح لهم بالتوجه نحو مدينة دمشق، بينما سُمح لمئات النساء والأطفال وكبار السن، بالخروج إلى العاصمة، بشرط “وجود كفيل يقوم بإخراجهم من تلك المراكز، كنوع من الاستضافة، بشرط تثبيت عنوان سكن واضح وتقديم صور عن الأوراق الثبوتية الخاصة بالكفيل”.

 

“المدن” تمكنت من الحصول على شهادات من نازحين في “مراكز الإيواء المؤقت”، فقال محمود، ثلاثيني خرج مع والده ووالدته نحو مركز حرجلة بالقرب من بلدة الكسوة، إن عناصر الحماية والشرطة الروسية المنتشرين في المنطقة، “يعاملونهم بشكل جيد، مع تقديم مساعدات يومية ووجبات طعام، وسط زيارات متكررة لمحافظ ريف دمشق ومسؤولين من الوزارات للوقوف على حال المهجرين من الغوطة”، مشيراً إلى أنهم “لم يتعرضوا في ذلك المركز لأي نوع من الإهانة أو المضايقات الأمنية، رغم أنه شخصياً من المطلوبين أمنياً للنظام بتهمة التظاهر، فضلاً عن تخلفه عن الخدمة الإلزامية”. ويقول محمود: “هذا حال كل من في مركز حرجلة، ونحن ننتظر إجراء التسويات الخاصة بنا بحسب الوعود المُقدمة من النظام للخروج إلى دمشق أو العودة إلى مدننا التي خرجنا منها في الغوطة”.

 

العنصر السابق في “فيلق الرحمن” خالد، والذي يقيم في “مركز إيواء” عدرا، “إن احداً لم يتعرض لهم أمنياً، ولكنهم يشكون نقص المساعدات وأماكن المنامة بسبب الضغط الكبير في المركز”، مُشيراً إلى أنه استطاع “إخراج اخته وطفلتها إلى دمشق بعد كفالة من عمه المقيم في العاصمة، مع بداية تسجيل ملفات التسوية الخاصة بهم، وإعطاء النظام لهم وعوداً بالتسويات السريعة، والسماح لهم بالعودة إلى بلدته سقبا”.

 

أحد أهالي مدينة حمورية المقيم في “مركز الدوير”، تحدث “عن معاملة جيدة من قبل النظام لأهالي حمورية”، مؤكداً أن “محافظ ريف دمشق خلال زيارة له أكد أن أهالي حمورية سيكون لهم معاملة خاصة بسبب مساهمتهم بفتح أول معبر فعلي لخروج المدنيين وطرد (ما أسماهم) المسلحين من مدينتهم”. حمورية وبسبب موقعها الاستراتيجي في عمق الغوطة، حولها الجانب الروسي إلى قاعدة عسكرية يمكن أن تبقى لفترة طويلة في المنطقة”.

 

الاعتقالات من قبل الأجهزة الأمنية والسوق إلى التجنيد الإجباري، تطال مباشرة من يخرج من “مراكز الإيواء” قبل إتمام “عمليات التسوية”. ووثقت “المدن” اعتقال أشخاص تم تحويلهم من قبل “الهلال الأحمر” إلى مشفى القطيفة في القلمون الشرقي، بسبب حاجتهم لعناية طبية خاصة، لكن قوات من الشرطة العسكرية اعتقلت اثنين منهم، وساقتهم لـ”التجنيد الإجباري”، بعد خروجهم من المشفى.

 

وتنتشر صور لشبان محتجزين في سيارة، ويقوم عناصر من قوات النظام بتعذيبهم، قال ناشطون إنهم ممن خرجوا من الغوطة الشرقية عبر “الممرات الآمنة”، لكن مصادر محلية من بلدة كفربطنا أكدت لـ”المدن”، أن هؤلاء الشبان كانوا منتمين لمجموعة مسلحة من “فيلق الرحمن”، حاصرتهم “خلايا المصالحة” التابعة للشيخ بسام ضفدع، وقامت بتسليمهم إلى مليشيات النظام بعد دخولها المدينة. المصادر أكدت عدم حدوث عمليات إعدام ميداني في الغوطة، وأنّ جميع من خرج من كفربطنا وصل إلى “مراكز الإيواء”.

 

إذلال الناس في “مراكز الإيواء” أثناء توزيع الطعام، أشرف عليه عضوان في “مجلس الشعب” أحدهما محمد قنبض، صاحب شركة انتاج فني. وأجبر قنبض النازحين على الهتاف للأسد والجيش السوري، وشتم السعودية. تلك الحادثة، وغيرها، بحسب شهادات من “مراكز الإيواء” كانت فردية، وهؤلاء الأشخاص جاؤوا إلى المراكز بسبب “حب الظهور والحقد الدفين على أهالي الغوطة الشرقية”.

 

البعض شبّه “مراكز الإيواء” بالسجون الكبيرة، وأبدا ندمه على الخروج من الغوطة. ويتخوف معظم الأهالي من عمليات انتقامية ستطالهم بعد طي ملف الغوطة الشرقية، ويشير البعض إلى أن كل ما يجري الآن هو لتلميع صورة النظام الساعي لإظهار رأفته بالمدنيين في الغوطة الشرقية بعد سنوات من تواجدهم في مناطق سيطرة “الإرهابيين”.

 

الدفعة الأولى تستعد للتهجير من القطاع الأوسط…وحرستا بيد النظام

عمار حمو

تستعد الدفعة الأولى من مُهجّري القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، السبت، للخروج إلى الشمال السوري، بعد التوصل لاتفاق بين “فيلق الرحمن” والجانب الروسي، يقضي بتسليم مدن وبلدات القطاع الأوسط للنظام.

 

وتم الاتفاق بين لجنة مؤلفة من الفعاليات العسكرية والمدنية في القطاع الأوسط، والجانب الروسي يمثله الجنرال ألكسندر زورين، وجرى الاجتماع على جبهة جوبر قرب كازية سنبل، بحسب ما ذكره مصدر محلي لـ”المدن”.

 

ونصّ الاتفاق على وقف جميع الأعمال القتالية، ابتداءً من 23 آذار/مارس، والبدء فوراً بإخراج الجرحى والمرضى عبر الهلال الأحمر إلى خارج الغوطة، وضمان سلامتهم وعدم ملاحقتهم، وتخييرهم بين العودة إلى الغوطة أو الخروج إلى الشمال السوري، واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين الحالة الإنسانية وتسهيل دخول قوافل الإغاثة، والخروج الآمن بإشراف ومراقبة من الشرطة العسكرية الروسية لمن يرغب من الفصائل وعائلاتهم مع أسلحتهم الخفيفة، وضمان عدم ملاحقة المدنيين الراغبين بالبقاء.

 

مصدر محلي قال لـ”المدن” إن “الاستعدادات لتنفيذ بنود الاتفاقات بدأت بعيد عقد الاتفاق، ولكن نظام الأسد لم يلتزم بوقف إطلاق النار”، مشيراً إلى أن النظام حاول بعد إعلان الاتفاق التقدم براً في عين ترما، وسيطر على ساحتها، وسط غياب تام للطيران الروسي وأخذ نقاطاً جديدة، ولكنه عاد وانسحب منها”، وأضاف أن الجانب الروسي يحاول تنفيذ الاتفاق بسرعة، من دون معرفة الأسباب.

 

مصدر عسكري معارض قال لـ”المدن” إن “الثوار لا يزالون يرابطون على نقاطهم، بجاهزية مرتفعة منعاً لأي محاولة للنظام في اقتحام المنطقة، ما قد يؤثر على تطبيق الاتفاق”.

 

وذكرت مصادر محلية أن نحو 7000 مدني وعسكري سيخرجون من القطاع الأوسط إلى الشمال، وهو ما نفته مصادر متقاطعة لـ”المدن”. مصدر محلي قال لـ”المدن” إن “العدد مفتوح للراغبين بالخروج، ولكن من المفترض أن تتم عملية الخروج دفعة واحدة”.

 

وقال المصدر: “تبدأ عملية إخراج الجرحى صباح السبت، وبعد إنهاء ملف الجرحى يخرج المدنيون الراغبون بشكل كامل، دفعة واحدة، وأخيراً يخرج العسكريون وتسلم المنطقة للنظام. وبحسب الاتفاق يحق للعسكريين الخروج بسلاحهم الشخصي؛ بندقية مع مخزنين”.

 

وعلى الرغم من اتفاق الطرفين على عدم التعرض للراغبين بالبقاء في الغوطة الشرقية، إلا أن عدداً كبيراً من الشباب سيغادرون القطاع الأوسط ضمن قافلة المدنيين. وقال أحد الراغبين بالخروج لـ”المدن”: “المدنيون أمام امتحان صعب إما البقاء وتحمل تبعات ذلك من انتهاكات للنظام بحقهم، أو الرضوخ لسياسة التهجير القسري”.

 

وبعد إتمام عملية الاتفاق، ستنتشر نقاط مراقبة روسية بين مدن وبلدات القطاع الأوسط. مصدر محلي قال لـ”المدن”: “النقاط الروسية ستكون على حدود مدن بلدات زملكا وعربين وحزة وغيرها من بلدات القطاع، ولكن حتى الآن لم تدخل أي قوات روسية أو من النظام إلى مناطق الثوار”.

 

ويبدو أن التسوية التي قام بها شيخ “المصالحة” بسام ضفدع مع النظام، خلال تقدم النظام على بلدات حمورية وسقبا، هي أحد أسباب تسارع خطى اتفاق “الفيلق” مع الجانب الروسي، رغم إعلان “فيلق الرحمن” عرضه سابقاً لـ”التسوية”.

 

مصدر محلي قال لـ”المدن”: “يبدو أن النظام يعلم بنهاية طريق القطاع الأوسط إلى ما وصلنا إليه، وكان قد بدأ في تقديم تراخيص للمنشآت المدنية في كفربطنا وحمورية وسقبا منذ ثلاثة أيام”. وأضاف المصدر: “حصلت منظمات طبية كانت تعمل تحت سيطرة المعارضة على تراخيص من النظام لمزاولة المهنة منها مشفى الكهف الطبي”.

 

اتفاق القطاع الأوسط، هو ثاني اتفاق يدخل حيّز التنفيذ بعد اتفاق حرستا، الذي تم توقيعه بين “أحرار الشام” والجانب الروسي ودخل حيّز التنفيذ الخميس.

 

ووصلت مساء الخميس الدفعة الثانية من مهجري حرستا إلى الشمال السوري، وضمت أكثر من 50 حافلة تقل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، من عسكريين ومدنيين، منهم مدنيون كانوا قد نزحوا إلى حرستا. فيما ضمت الدفعة الأولى نحو ألفي شخص، خرجوا في ثلاثين حافلة.

 

وبعد خروج الدفعة الثانية من حرستا، سيطر النظام ومليشيات على المدينة، رسمياً، بحسب ما ذكرته مصادر محلية لـ”المدن”.

 

ويذكر أن “جيش الإسلام”، باعتباره أحد مكونات “القيادة الموحدة”، يجري مباحثات مع الجانب الروسي بضمانة ألمانية، وبحضور مندوبة المبعودث الدولي إلى سوريا. ورغم أن الإعلان عن المفاوضات، تم منتصف الأسبوع الماضي، إلا أن الطرفين لم يتوصلا إلى أي اتفاق، ولا تزال تتعرض مدينة دوما، معقل “جيش الإسلام”، للقصف.

 

بعد “أحرار الشام”..”فيلق الرحمن” إلى الشمال السوري

أعلن المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، الجمعة، في بيان له عن التوصل الى اتفاق مع الجانب الروسي، بخصوص إخلاء مقاتلي “الفيلق” إلى الشمال السوري. وذكرت مصادر محلية من الغوطة الشرقية لـ”المدن”، أن نحو 7000 مدني وعسكري، سيتم تهجيرهم إلى إدلب، من بينهم عناصر من “فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام”. مصدر محلي من عربين قال لـ”المدن” إن “عدد المهجرين مفتوح، وسيتم إخلاء أول دفعة صباح السبت، وهي خاصة بالجرحى والمصابين، وسيتم تهجير الدفعات الأخرى بشكل متتابع”.

 

وكانت الدفعة الأولى من “أحرار الشام” قد هُجّرت من حرستا، الخميس، بعد التوصل الى اتفاق مماثل مع الجانب الروسي. في حين يفاوض “جيش الإسلام” بخصوص اخراجه من دوما، ويتوقع أن يعلن عن نتائج الإتفاق قريباً.

 

وقال علوان في بيانه: “بعد الصمود الأسطوري في وجه أعتى قوى الشر في العالم وبعد أن كبدت الغوطة وثوارها الأبطال قوات الأسد المجرمة الخسائر الفادحة حيث سقط فقط من قوات المجرم سهيل الحسن أكثر من 800 قتيل في الحملة الأخيرة على جبهات فيلق الرحمن، ومع التصعيد الكبير بكل الأسلحة المحرمة دولياً المتزامن مع تخاذل دولي وصمت أممي كامل وبعد الإمعان الكامل بالإبادة الجماعية التي ينتهجها العدو الروسي وميليشيات الأسد وإيران فقد توصل فيلق الرحمن بعد مفاوضات مباشرة مع الروس إلى اتفاق أهم بنوده:

 

تلتزم جميع الأطراف بوقف جميع الأعمال القتالية من تاريخ 23/3/2018

وتضمن روسيا الاتحادية ما يلي:

 

البدء فوراً بإخراج الجرحى والمرضى إلى خارج الغوطة عن طريق الهلال الأحمر حسب رغبتهم وضمان سلامتهم وعدم ملاحقتهم بعد تماثلهم للشفاء وتخييرهم بين العودة إلى الغوطة أو الخروج إلى الشمال السوري.

 

اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتحسين الحالة الإنسانية فوراً والتسهيل الفوري لدخول قوافل الاغاثة الانسانية.

 

الخروج الآمن بإشراف ومرافقة من قبل الشرطة العسكرية الروسية حصراً لمن يرغب من الفصائل مع عوائلهم بأسلحتهم الخفيفة إضافة إلى من يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري. (نقطة الانطلاق هي عربين عند جامع غبير).

 

ويحق للخارجين أن يصطحبوا معهم أمتعتهم الخفيفة ووثائقهم الشخصية وأجهزتهم الشخصية (لابتوب، موبايل، كاميرا) إضافة إلى مدخراتهم المالية دون تعرضهم للتفتيش الشخصي.

 

ضمان عدم ملاحقة أي من المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل النظام أو حلفائه.

 

ويتم نشر نقاط شرطة عسكرية روسية في البلدات التي تقع تحت سيطرة فيلق الرحمن حالياً، والتي يشملها الاتفاق، وهي عربين، زملكا، عين ترما، جوبر.

 

تتم عملية التبادل على الأسرى العسكريين الذين بحوزة فيلق الرحمن”.

 

الاقتتال غربي حلب: إحتجاجات شعبية على “تحرير الشام

سيطرت “هيئة تحرير الشام” على قرية بلنتا والتلال المحيطة، وأجزاء من جمعية الرحال السكنية في ريف حلب الغربي، بعد معارك عنيفة مع “جبهة تحرير سوريا”. وتوسعت المعارك إلى أطراف جبل الشيخ بركات قرب دارة عزة، وقرية مكلبيس التي قصفتها “الهيئة”  بالهاون وصواريخ “الفيل” ما تسبب بإصابات بين المدنيين وسط حالة نزوح جماعي لأهالي القرية التابعة لبلدة عين جارة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

وخسرت “الهيئة” أكثر من 25 عنصراً خلال الهجوم على قرية مكلبيس وعلى أطراف بلنتا والجمعيات السكنية، بالإضافة لمدرعة “BMB” وسيارتين مزودتين برشاشات ثقيلة. ومعظم قتلى “الهيئة” الذين سقطوا، الجمعة، هم من الدفعة الجديدة من العناصر الذين تم تخريجهم قبل تجدد القتال بأيام قليلة.

 

المعارك في ريف إدلب لم تقل عنفاً، وتركزت المواجهات في ريف معرة النعمان الشمالي، وحاولت “صقور الشام” السيطرة على قرية الجرادة ومهدت لتقدمها بقصف مواقع “الهيئة” في محيط القرية، لكنها فشلت في التقدم بعدما تعرضت لكمين. المواجهات بين الطرفين والقصف المتبادل امتد إلى قرى كفر بطيخ وخان السبل.

 

أهالي قرية كفربطيخ في ريف إدلب قطعوا الطرقات أمام طرفي القتال، وحاولوا منع عبور أرتالهما العسكرية داخل القرية، وحملوهما مسؤولية المجزرة التي وقعت في القرية قبل أيام قليلة. وكانت كفربطيخ قد شهدت مجزرة مروعة في 21 آذار/مارس قتل فيها أكثر من 20 مدنياً، معظمهم من أطفال المدارس بعدما استهدف الطيران الروسي القرية بعدد من الغارات الجوية، في عيد الأم.

 

وشهدت مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي مظاهرة حاشدة، الجمعة، طالب المتظاهرون “الهيئة” بالكف عن قصف القرى والبلدات بالأسلحة الثقيلة، وعدم استخدام “الفوج 46” القريب من المدينة، كمنطلق للعمليات الهجومية على مواقع وقرى وبلدات ريف حلب الغربي التي تسيطر عليها “تحرير سوريا”. المتظاهرون توجهوا إلى “الفوج 46” وحاولوا دخوله سلمياً، لكن عناصر “الهيئة” أطلقوا الرصاص في الهواء لتخويف المتظاهرين.

 

الناشط محمد الشافعي، أحد منظمي المظاهرات في الأتارب، أكد لـ”المدن”: “المتظاهرون حاولوا اقتحام الفوج 46 لأن الهيئة جعلته مقراً لمدفعيتها 130، والتي تقصف القرى التي تحاول التقدم اليها في ريف حلب الغربي. وحاول المتظاهرون دخول الموقع من المدخل الرئيسي حاملين أعلام الثورة، لا يحملون أسلحة، هاتفين سلمية سلمية. وردت الهيئة برشاشات 14.5 في الهواء بحجة وجود طيران من أجل إرهاب المتظاهرين، لم ينجح المتظاهرون بدخول الفوج وجرى اشتباك بالأيدي مع حرس المدخل الرئيسي وأصيب متظاهر أثناء الصدامات”.

 

مع خروج مقاتلي المعارضة.. لا يتبقى في الغوطة الشرقية سوى دوما

 

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن الجيش السوري أوقف قصفه لدوما، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، بعد منتصف الليل وذلك فيما يستعد مقاتلون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرتهم.

حافلات تستعد لنقل مقاتلين من المعارضة من حرستا بالغوطة الشرقية يوم 11 مارس اذار 2018. تصوير: عمر صناديقي -رويترز

 

وغادر آلاف المقاتلين وأسرهم حرستا المجاورة بالحافلات يوم الجمعة بعد اتفاق مع الحكومة لتسليم المدينة. ووافق مقاتلو المعارضة في بلدات أخرى صغيرة قريبة على المغادرة تحت ظروف مشابهة.

 

وبث التلفزيون الرسمي لقطات من نقطة عبور يوم السبت قائلا إن استعدادات بدأت لخروج مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى شمال غرب سوريا.

 

ويعني ذلك أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية التي كانت المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وقالت الأمم المتحدة قبل شهر إن 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية.

 

ويشهد هجوم الجيش لاستعادة السيطرة على المنطقة أحد أعنف عمليات القصف الجوي والمدفعي في الحرب التي دخلت عامها الثامن. ويقول المرصد السوري إن الحملة العسكرية هناك أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص.

 

واتهم سكان وجماعات معنية بحقوق الإنسان الحكومة باستخدام أسلحة تقتل دون تمييز، وهي براميل متفجرة تسقطها طائرات هليكوبتر وتفتقر للدقة في إصابة أهدافها، إلى جانب استخدام غاز الكلور ومواد حارقة تتسبب في نشوب حرائق شديدة.

 

وينفي الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته المقربة روسيا، التي تقدم يد العون لحملته الجوية، استخدام كل تلك الأسلحة. وتقول دمشق وموسكو إن هجومهما ضروري لإنهاء حكم إسلاميين متشددين على مدنيين في المنطقة.

 

وقال مقاتلون في المعارضة ووسائل إعلام رسمية إن نحو سبعة آلاف مقاتل وأسرهم ومدنيين آخرين لا يريدون البقاء تحت حكم الأسد سيغادرون بلدات زملكا وعربين وجوبر اعتبارا من يوم السبت.

 

وسيتوجه المغادرون إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي، وهي مقصد الكثير من عمليات ”الإجلاء“ بعدما أجبر الحصار والهجمات البرية العديد من جيوب المعارضة على الاستسلام في العامين الماضيين.

 

لكن المغادرة لن تعني نهاية معاناتهم من الحرب فقد كثف الجيش السوري وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع المنصرم مما أسفر عن مقتل العشرات.

 

كما تشهد إدلب اضطرابات بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 يوم السبت في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة.

 

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقاتلي المعارضة المغادرين لبلدات الغوطة الشرقية سيطلقون أيضا سراح آلاف الأسرى من المقاتلين الموالين للقوات الحكومية. وقال المرصد إن هناك مفاوضات مع جماعة جيش الإسلام التي تسيطر على دوما لإطلاق سراح أسرى.

 

وقال مقاتلون في المعارضة يوم الجمعة إن روسيا ستضمن عدم تعرض المدنيين الباقين في المناطق التي استعادها الجيش السوري للملاحقة القانونية. لكن جماعات معنية بحقوق الإنسان قالت إن بعض الرجال أجبروا على التجنيد بعد فرارهم من القتال.

 

وأظهرت لقطات صورتها كاميرا للجيش الروسي في معبر الوافدين قرب دوما مجموعات صغيرة من المدنيين تواصل الفرار يوم السبت نحو مناطق تسيطر عليها الحكومة خوفا من تنفيذ الجيش مزيدا من عمليات القصف. وحمل الفارون أطفالهم وأكياسا تضم متعلقاتهم.

 

وقال الجيش الروسي يوم السبت إن أكثر من 105 آلاف شخص غادروا الغوطة الشرقية بينهم أكثر من 700 يوم السبت.

 

وفر عشرات الآلاف من منازلهم خلال الأسبوع المنصرم مع تكثيف القصف على دوما فيما وجد نازحون من مناطق أخرى في الغوطة الشرقية الأقبية التي يلجأ إليها السكان للاحتماء من القنابل مكتظة ولا تسعهم.

 

إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى