أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 24 شباط 2018

 

روسيا تتشدد في مجلس الأمن وتصر على «ضمانات» لوقف النار في سورية

موسكو، نيويورك، بيروت – سامر الياس، «الحياة»، أ ف ب

 

تمسكت روسيا أمس، بلائحة تعديلات على قرار وقف الأعمال القتالية في سورية، من بينها رفض تحديد موعد محدد لبدء تنفيذه، على أن يكون ذلك «في أسرع وقت» بدلاً من 72 ساعة بعد تبني القرار. أدى ذلك إلى تمديد أمد مشاورات شاركت فيها بعثتا الكويت والسويد في نيويورك، باعتبار الدولتين راعيتي مشروع القرار.

 

وبدا التصلّب الروسي واضحاً في تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف قبل ساعات من عقد الجلسة، إذ اشترط موافقة موسكو على هدنة بـ «ضمانات» من أطراف داخلية وخارجية.

 

وبررت البعثة الروسية أثناء المشاورات لائحة التعديلات بأنها «تهدف إلى المحافظة على صدقية مجلس الأمن» لئلا يقيّد نفسه بمهلة زمنية قد لا يلتزم بها أطراف النزاع، وفق ديبلوماسيين شاركوا في المشاورات.

 

وسبقت جلسة التصويت التي تأجل موعد انعقادها ثلاث مرات لتفادي الفشل، مشاورات بناء على طلب روسيا، التي أبدت إصراراً على بحث فقرات مشروع القرار، لا سيما لجهة المدى الجغرافي الذي سيطبق فيه وقف الأعمال القتالية، وآلية مراقبته. وطالبت بتوسيع لائحة التنظيمات المذكورة في مشروع القرار التي لا تنطبق عليها أحكام وقف العمليات القتالية.

 

ومارست ألمانيا وفرنسا ضغوطاً مباشرة على روسيا لحضها على الموافقة على هدنة في سورية، وبعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل بخطابين إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يطلبان فيه دعمه مشروع قرار وقف النار.

 

وبموجب التعديلات شبه النهائية التي سبقت تحديد موعد جلسة التصويت، نصت مسودة مشروع القرار على أن مجلس الأمن يدعو إلى وقف للأعمال القتالية في أنحاء سورية لمدة 30 يوماً على أن تُستثنى من هذا الإجراء «العمليات العسكرية التي تستهدف تنظيمات داعش والقاعدة وجبهة النصرة والمجموعات والأفراد المدرجة على لوائح التنظيمات الإرهابية في مجلس الأمن»، وترك موعد بدء وقف الأعمال القتالية من دون تحديد بانتظار انتهاء المشاورات.

 

وورد في القرار أن وقف الأعمال القتالية يهدف إلى «التمكن من إيصال مساعدات إنسانية والقيام بالإجلاء الطبي للحالات الحرجة من جرحى ومصابين وفق القانون الدولي». ويدعو القرار «كل الأطراف إلى احترام وتطبيق اتفاقات وقف النار القائمة حالياً، ويدعو كل الدول إلى استخدام نفوذها لدى أطراف النزاع لضمان تطبيق وقف الأعمال القتالية ودعم الجهود لإيجاد الظروف لوقف دائم للنار».

 

وكان المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، قدّم تعديلات على مشروع القرار خلال جلسة علنية عقدت أول من أمس، أعلن خلالها رفض موسكو مشروع القرار في صيغته الحالية. واعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، أن وجود أكثر من 400 قتيل «يعكس فشل محادثات آستانة» و «يظهر أن مناطق خفض التوتر أصبحت مهزلة».

 

وفي ظلّ هذه التطورات بعثت الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية برسالة إلى الأمم المتحدة، أكدت رفضها أي «تهجير للمدنيين أو ترحيلهم»، بعدما كانت موسكو أعلنت أنها عرضت على الفصائل إجلاء مقاتليها مع عوائلهم من معقلهم الأخير هذا قرب دمشق. ووقّع الرسالة كل من «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» و «حركة أحرار الشام»، فضلاً عن عدد من المؤسسات المدنية وبينها «الخوذ البيضاء».

 

وفي حين أكّد الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان «رفض الفصائل إجلاء مقاتليها من الغوطة الشرقية» وأشار إلى أن «أحداً لم يعرض على الفصائل أي شيء من ذلك أصلاً خلال الفترة الماضية»، شدّد في المقابل على أن «الفصائل موافقة على إخراج النصرة». واستغرب يحيى العريضي الناطق باسم «هيئة التفاوض» في حديث إلى «الحياة»، «المقارنة بين استهداف المدنيين في دمشق وقصف الغوطة»، وقال إنها «تنطوي على مبالغات لا تصدق». ومع تشديده على «رفض قتل المدنيين من أي طرف لأن النظام لا يأبه بمصير مواطنيه موالين ومعارضين»، اتهم العريضي قوات مدعومة من النظام باستهداف «مناطق في أحياء دمشق من قاسيون ومواقع أخرى».

 

وأعلن الجيش التركي عن استهداف قافلة كانت تقلّ «مقاتلين وأسلحة» من حلب في اتجاه عفرين أمس، في حين أكّدت «وحدات حماية الشعب» الكردية أنها كانت تنقل مدنيين ومعهم طعام وأدوية.

 

وفي أول تأكيد كردي على دخول قوات نظامية أحياء كانت خاضعة للأكراد في حلب، قال قائد «الوحدات» في المنطقة فرات خليل إن «وحدات حماية الشعب والمرأة في حلب توجهت إلى إقليم عفرين، لذلك وقعت الأحياء الشرقية من مدينة حلب تحت سيطرة النظام السوري».

 

مقتل 21 مدنياً في غارات لقوات النظام السوري على الغوطة الشرقية المحاصرة

بيروت: قتل 21 مدنياً على الأقل السبت، في غارات جديدة شنتها قوات النظام على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، التي تتعرض لقصف عنيف لليوم السابع على التوالي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “21 مدنياً على الأقل قتلوا السبت جراء الغارات، أكثر من نصفهم في مدينة دوما” بعد حصيلة سابقة أفادت عن مقتل ثلاثة مدنيين في مدينة حرستا صباح السبت.

 

ويأتي استمرار القصف بعدما أرجأ مجلس الأمن الدولي ليل الجمعة السبت لمرة جديدة التصويت على طلب وقف لإطلاق النار في سوريا لثلاثين يوماً، بعد مفاوضات شاقة فشلت في التوصل الى اتفاق مع روسيا.

 

وشنت طائرات حربية سورية وأخرى روسية وفق المرصد “غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى إلى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية”.

 

وتنفي روسيا ضلوعها في التصعيد العسكري على الغوطة الشرقية لكن واشنطن ومجموعات حقوقية تتهمها بالمشاركة في القصف. ويؤكد المرصد أن طائرات روسية تنفذ غارات على المنطقة.

 

ومنذ الأحد، تتعرض منطقة الغوطة الشرقية لتصعيد في الغارات والقصف من قوات النظام، ما أسفر عن مقتل 474 مدنياً واصابة المئات بجروح، بحسب المرصد.

 

وقتل الجمعة 41 مدنياً بينهم 17 طفلاً جراء القصف على الغوطة، وفق آخر حصيلة للمرصد، في وقت أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على طلب وقف لإطلاق النار في سوريا لثلاثين يوما حتى مساء السبت (1700 ت غ).

 

ويجري المجلس مشاورات منذ التاسع من شباط/ فبراير حول مشروع قرار متعلق بهدنة انسانية. وتواجه المفاوضات مشاكل حول تصوّر رئيسي في نص القرار يحدد موعد بدء وقف إطلاق النار.

 

وقال سفير السويد لدى الأمم المتحدة اولوف سكوغ للصحافيين بعد اجتماع مغلق للمجلس “لم نتمكن من سد الفجوة بشكل كامل”.

 

وكتبت السفيرة الأمريكية نيكي هايلي على تويتر “من غير المعقول ان تعطل روسيا التصويت على وقف لاطلاق النار يسمح بادخال مساعدات انسانية في سوريا”.

 

وتابعت “كم عدد الاشخاص الذين سيموتون قبل أن يوافق مجلس الأمن على التصويت؟ لنقم بذلك الليلة. الشعب السوري لا يستطيع الانتظار”.

 

وتعثرت المفاوضات بسبب مطالبة روسيا بأن تلتزم الفصائل المسلحة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد بالهدنة.

 

وينص مشروع القرار على رفع كل شكل من اشكال الحصار عن مناطق عدة أبرزها الغوطة الشرقية ويطلب من كل الأطراف “وقف حرمان المدنيين من المواد الغذائية والأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.

 

وفي البداية كان مشروع القرار ينص على أن موعد سريان وقف اطلاق النار يبدأ بعد 72 ساعة من تبنيه، لكن هذا التصور لا يزال قيد المناقشة.

 

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 11 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا تستهدف حليفتها دمشق. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر استخدمت حق النقض لانهاء تحقيق تقوده الأمم المتحدة حول هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا. (أ ف ب

 

مقتل 70 مدنيًا في قصف بأسلحة محرمة دولياً استخدمها النظام في الغوطة الشرقية

أنقرة تحث موسكو وطهران للضغط على الأسد لوقف النزيف هناك

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : استمرت الانتهاكات المروعة بحق المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية لليوم السادس على التوالي وسط تعامي الأمم المتحدة ودول العالم عن الجرائم التي ترتكبها موسكو والنظام السوري، حيث ظهرت ردود أفعال لا ترتقي إلى حجم المأساة التي يواجهها المدنيون المعزولون عن العالم في بقعة جغرافية صغيرة قرب العاصمة دمشق.

إحصائيات دموية تنتهي بتوثيق مقتل ما لا يقل عن 50 مدنياً وتزيد عن ذلك حسب حالات الإصابات الحرجة التي توثق لاحقاً، حيث تحدثت إحصائية الأربع وعشرين ساعة الفائتة عن 70 مدنياً بشكل مبدئي، معظمهم من النساء والأطفال في ثلاث مجازر متلاحقة في كل من عربين ودوما وحمورية جراء قصف صاروخي ومدفعي إضافة إلى استهداف المناطق بالبراميل المتفجرة والصواريخ المحملة بمادة النابالم المحرمة دولياً الأمر الذي خلف عشرات القتلى ومئات الجرحى واندلاع الحرائق في الأحياء السكنية المستهدفة.

مركز الدفاع المدني في ريف دمشق قال إن النظام السوري قصف ظهر أمس الجمعة الأحياء السكنية في مدينة دوما بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً، واسفر عن مقتل عدد من الاهالي، فيما ارتكبت المقاتلات الحربية الروسية والسورية مجزرة راح ضحيتها أكثر من 10 مدنيين بينهم طفلة وامرأة وأصيب أكثر من مئة مدني جلهم من الأطفال والنساء في مدينة عربين، جراء قصف عنيف بأكثر من 25 غارة جوية وأكثر من 18 برميلاً متفجراً من الطيران المروحي بالإضافة إلى أكثر من 150 صاروخاً وقذيفة على الأحياء السكنية في المدينة.

 

شل القطاع الطبي

 

وأكدت شهادات طبيبة ان القطاع الطبي في الغوطة الشرقية يتعرض لتحديات عديدة بينها استهداف النظام للكوادر العاملة في المنطقة المحاصرة، وكذلك المنشآت والمراكز الصحية بشكل متصاعد خلال الايام الماضية، حيث استهدف النظام وحلفاؤه 24 مركزاً طبيا ًخلال 5 ايام، الامر الذي حد بشكل كبير من قدرة الكوادر الطبية على الاستجابة فيما خرج عدد من هذه المنشآت المستهدفة عن الخدمة والبعض الآخر اضطر من تخفيض استجابته.

وذكر الطبيب محمد كتوب من مدينة دوما، ان نحو 40 بالمئة من القدرة على الاستجابة الطبيبة حالياً مفقودة، بالاضافة إلى عدم القدرة على الحركة بسبب سياسية الارض المحروقة التي يتبعها النظام السوري وحلفائه، فسيارات الاسعاف لا تملك القدرة على التنقل او نقل المصابين من موقع الاستهداف إلى النقاط الطبية.

وما يحدث الآن في رأي الطبيب كتوب هو استهداف مباشر لمنطقة الاستهداف اثناء اسعاف المصابين من هذه المناطق، مؤكداً ان أكثر من 10 سيارات اسعاف خرجت عن الخدمة خلال الخمسة أيام الماضية، في ظل تحدي آخر وهو الحصار وسط انعدام وجود المواد الطبية التي تساعد الكوادر على الاستجابة، مضيفا «المشكلة الرئيسية هي الحركة بين المراكز الطبية ومواقع الاستهداف، فالتكتيك هو استهداف البنى التحتية والمشافي الطبية والمستودعات القليلة للمواد الغذائية والافران ومقومات الحياة الاساسية للسكان، كما استهدف النظام مركزين للهلال الاحمر السوري الذي يعتبر مركزه الرئيسي في دمشق».

 

رسالتان من الغوطة

 

الناشطة الإعلامية «ميمونة العمار» من أهالي الغوطة الشرقية المحاصرين، دونت على صفحتها الشخصية على الفيسبوك «رسالتان ربما تكونان الأخيرتين لهذا العالم، واحدة عاجلة والثانية استراتيجية لكنها عاجلة أيضاً، وكتبت «إلى دعاة اللاعنف والسلام الصادقين المؤمنين من ذوي الدماء الزرقاء وأبناء الدول الكبرى ولا أقصد هنا الإساءة وإنما أصف واقعاً أن هناك حلاً لوقف شلال الدماء في الغوطة وغيرها. إذا وجد فدائيون منكم كما كانت راشيل كوري التي وقفت أمام تجريف بيوت الفلسطينيين واستطاعت منع ذلك حينها أو تأجيله على الأقل والحد منه إلى أمد، لا يمكننا سوى تصور أن أنهار دمائنا ربما من ماء، عندما ننظر إلى ردة الفعل المختلفة فيما لو كان أحد منكم عرضة للخطر أو سالت قطرة من دمه.

الثانية وهي الأهم، حسب الرسالة «عملكم أيها الدعاة في كل حين وبلا مناسبات لإلغاء باطل (حق) الفيتو من مجلس الأمن. الذي يسمح لقليل من البشر بالتحكم بمصير غالبية البشر. وهو ما منع في كثير من الحالات ردع المجرمين من ارتكاب جرائمهم على مر التاريخ منذ إعلانه، ربما لا تتمكنون من إنقاذ الإنسان في الغوطة أو في سوريا اليوم لكن ذلك سينقذ حتماً ملايين من المستضعفين مستقبلاً. ويجعلنا أهلاً لتكريم الله للإنسان، إخوتي في المبدأ لا أقصد من كلماتي تحميلكم المسؤولية أو لومكم أو المزاودة عليكم، إلا إنني طرحت ما رأيت أنه يمكن أن يحدث فرقًا في مأساة الإنسانية، ولمن يرغب منكم بالمساعدة».

وأجمعت آراء ناشطين ومعارضين على لوم الأمم المتحدة بسبب عجزها عن إيجاد حل جدي رادع للنظام السوري وحلفائه الذين يتعمدون قتل 400 ألف مدني محاصر وتعذيبهم ومنع أبسط الحقوق عنهم، حيث يجمع المعارضون للنظام السوري على تعامي الأمم المتحدة ودول أصدقاء الشعب السوري عن هذه الجرائم واهمها استهداف الجرحى والمرافق الطبية وقتل الأطفال بشكل متعمد.

 

ردود فعل

 

ناشطون من محافظة اللاذقية الساحلية اعلنوا الخميس بياناً بعنوان «أهل مكة أدرى بشعابها» مطالبين فصائل المعارضة المسلحة العاملة في ريف اللاذقية، باستهداف مراكز النظام الأمنية نصرة لريف دمشق، وجاء في البيان «نحن أهل الساحل أدرى بجبهاتنا، مواقع استراتيجية لميليشيا النظام تحت مرمى نيران مدفعية الفصائل وإن تم استهدافها، النظام هو من سيفاوض على إيقاف الهجمة على الغوطة، وانطلاقاً من هذا الأمر فإن فصائل الساحل على المحك ليثبتوا أنهم ماضون على درب الشهداء وأنهم لازالوا مع ثورة الشعب الذي قدم آلاف الشهداء والأسرى والمهجرين» حيث طالب الناشطون قيادات المعارضة في الساحل بأن يتخذوا قرارهم بالاستجابة للنداء أو رفضه مستحضرين «قسم الثورة الذي عاهدوا به الله والشعب وأنفسهم».

و كرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا امس الجمعة، دعوته لوقف اطلاق النار في ريف دمشق، وذلك قبيل ساعات من انعقاد جلسة لمجلس الامن للتصويت على مشروع قرار لفرض هدنه إنسانية لمدة شهر واحد، وذلك لمنع القصف «المروع» للغوطة الشرقية المحاصرة وقصف العاصمة السورية دمشق بقذائف مورتر دون تمييز.

وقال دي ميستورا في بيان تلته المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي خلال إفادة في جنيف، إن وقف إطلاق النار ينبغي أن يتبعه دخول فوري للمساعدات الإنسانية بلا أي معوقات وإجلاء للمرضى والمصابين إلى خارج الغوطة، وتابع البيان أن على الدول الضامنة لعملية أستانة، وهي روسيا وإيران وتركيا، الاجتماع بسرعة لإعادة تثبيت مناطق عدم التصعيد في روسيا حسب رويترز.

الخارجة الامريكية حمّلت موسكو مسؤولية جرائم الغوطة الشرقية حيث قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، إن «روسيا هي المسؤولة عما يحدث في الغوطة الشرقية من مأساة إنسانية، جاء ذلك في تصريحات أدلت بها المسؤولة الأمريكية في مؤتمر صحافي من واشنطن، تطرقت خلالها للهجمات التي يشنها نظام الأسد ضد المدنيين بالغوطة الشرقية بريف دمشق، وذكرت أن «أكثر من 400 ألف مدني يقتلون بشكل مرعب من قبل النظام في الغوطة الشرقية، وكما نعلم جميعاً فإنه (النظام السوري) مدعوم من إيران وروسيا».

ولفتت إلى أن المسؤولية التي تقع على عاتق روسيا مختلفة، مضيفة «فإذا لم تكن تدعم سوريا، ما وقعت عمليات القتل والأحداث المروعة التي نراها حالياً، كما ذكرت ناورت أن «ما يجري من أحداث، يشير إلى انتهاء عملية أستانة (بشأن الأزمة السورية)، لذلك فإن الولايات المتحدة وبعض الدول يؤكدون دعمهم لمفاوضات جنيف».

وأوضحت ناطقة الخارجية أن النظام السوري استطاع الوقوف على قدميه من جديد بسبب الدعم الروسي في 2015، مشيرة لوجود تقارير تؤكد إمداد موسكو لدمشق بالمعدات العسكرية، وتابعت قائلة «روسيا وإيران ضامنان في مفاوضات أستانة، وقد شكلا مناطق خفض التوتر التي تعتبر الغوطة الشرقية واحدة منها التي تشهد اليوم أشياء كثيرة».

وحثت تركيا امس الجمعة كلاً من روسيا وإيران، على وقف الغارات التي يشنها النظام السوري منذ يوم الأحد على الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 400 مدني، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن «على روسيا وإيران وقف النظام السوري»، معتبراً أن الهجوم على الغوطة ومحافظة إدلب الخاضعة كذلك لسيطرة المعارضة يتعارض مع الاتفاقات التي توصلت إليها أنقرة وموسكو وطهران في إطار المحادثات التي جرت في أستانة.

 

«تايمز»: في الغوطة الشرقية يذبح الأطفال والنظام حوّلها إلى جحيم على الأرض

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: كتبت صحيفة «تايمز» في افتتاحيتها أن الأطفال السوريين يذبحون بسبب القصف الجوي على الغوطة الشرقية في ضواحي العاصمة دمشق. ولو لم يتوقف القصف فعلى الغرب التفكير بضرب المطارات الجوية السورية.

وقالت إن السكان الخائفين حصلوا على فسحة قصيرة من القصف يوم الخميس، ولم يكن هذا بسبب قوة الدبلوماسية الدولية أو تصميم الأمم المتحدة ولكن لسوء الأحوال الجوية. وقرر سلاح الجو السوري وقف طلعات مروحياته خوفاً من المطبات الجوية التي قد تمنعها من رمي البراميل المتفجرة. إلا أن القصف المدفعي ظل متواصلا بشكل عزز ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتـريش أن الغـوطة أصـبحت «جـهنم على الأرض».

وتذكر الصحيفة أن هناك الكثير من النيران التي اندلعت في سوريا منذ عام 2011. فقبل ستة أعوام كانت ماري غولفين، مراسلة صحيفة «صنداي تايمز» واحدة من الذين حوصروا وقصفوا في مدينة حمص. وفي عام 2016 تم تحويل شرقي حلب إلى أنقاض. ورغم تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انهم تعلموا من درس حلب. إلا أن الغوطة الشرقية وسكانها الـ 400.000 سيواجهون المصير نفسه.

فبالنسبة للنظام فإن الدروس المستقاة من حلب تعني محاصرة وتجويع وقصف السكان حتى يصيب الإجهاد الجميع ويستسلمون وبعد ذلك تعطيهم عرضاً إما الجلاء أم التدمير الكامل. وتشير إلى أن لا أمل في قيام مجلس الأمن بحل الأزمة. فقد تم الإتفاق على وقف إطلاق النار ليتم خرقه بعد ذلك على يد الرئيس فلاديمير بوتين وبشار الأسد اللذين يحتفظان بحق سحق أي طرف يرونه هم إرهابياً. وتقول روسيا والنظام إن العملية في الغوطة جاءت بسبب إطلاق قنابل الهاون منها على العاصمة. ويزعمون أن هناك 500 إرهابي ذابوا بين السكان. مع أن معظم المحللين الغربيين يرون أن هذا الرقم مبالغ فيه.

وأياً تكن الحقيقة فقد كان الرد غير متناسب. وكما شاهدنا منذ سنوات فقد استخدم النظام القنابل الحارقة وغاز السارين من قبل. وترى الصحيفة أن محور روسيا، إيران والقيادة السورية يرتكب جرائم حرب في وقت يزعمون أنهم يقومون بعمليات مكافحة تمرد. وتزعم روسيا أنها قلقة على الخسائر في الأرواح مع أنها تدعم النظام بالسلاح والمعلومات الإستخباراتية والغطاء الجوي والاستشارة العسكرية.

وتظاهرت موسكو بأنها الضامن للنظام السوري في اتفاق تقكيك السلاح الكيميائي السوري. وسمحت بإخفاء جزء منه يستخدمه الأسد وييبد مجتمعا سوريا آخر حتى يعلن نفسه قائدا على دولة متلاشية لكنها لا تزال فاعلة.

وتقول الصحيفة إن الهجوم على الغوطة الشرقية هو جزء من لعبة نهاية صممها بوتين ووكيله السوري. فهناك 350 مليار دولار يجب توفيرها لإعمار البلاد. وكل العقود يجب أن تمر عبر الحكومة المركزية. وستمنح هذه العقود الحياة للنظام الذي سيوزعها على الروس والصينيين ويؤكد سيطرته على كل سوريا ما قبل الحرب.

وترى الصحيفة أنه يجب ان لا يكون سكان الغوطة الشرقية جزءاً من لعبة السلطة الرهيبة هذه. وهناك حاجة للمساعدات الإنسانية وإن اقتضى الأمر فعلى الولايات المتحدة تحدي سيطرة الروس على الأجواء فوق دمشق وضـرب الطيـران السـوري.

وتقول إن هناك حالة قوية لشل اسطول المروحيات التابع للأسد ومنعه من استخدام البراميل المتفجرة. ويرى البعض أن هذه العملية يمكن إنجازها بسرعة. ورغم أنها لن تنهي حكم عائلة الأسد إلا أنها ستنقذ حياة المدنيين.

وتتهم الصحيفة الغرب بالجبن حيث سمح للروس ببناء معسكر تأثير لهم أينما شاءوا. وربمـا اعتـقد الأسـد ورعاته أنهم يقومون بتحقيق النصر عبر القصف، لكن يجب أن لا يسمح لهم بالإنتصار في السلام لأن السلام هو مقبرتهم.

 

«واشنطن بوست»: أمريكا تفكر مع حلفائها في توسيع المنطقة الأمنية جنوبي سوريا

 

كتب ديفيد إغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» أن سوريا تحولت مرة أخرى إلى «حفرة رهيبة». وأشار إلى أن الصورة الثابتة التي انتشرت في مؤتمر الأمن الذي انعقد في ميونيخ كانت عندما حمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبطريقة مسرحية بقايا طائرة إيرانية بدون طيار وحذر طهران «لا تمتحنوا صبر إسرائيل».

وتساءل إن كانت إسرائيل وإيران في محاولتهما تأكيد التأثير في سوريا تمشيان نحو الحرب. مجيباً أن الإحتمال لا، مع أن لعبة بدأت يحاول فيها صناع السياسة في روسيا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل تحديد قواعد اللعبة. وقال إن المواجهة بين إسرائيل وإيران تعتبر العامل الأخطر الجديد في الحرب الأهلية السورية التي تفجرت من جديد بعد أشهر من الهدوء. ويحاول النظام سحق المقاومة في الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث لا تزال مجموعات من المسلحين الذين دعمتهم المخابرات الأمريكية مرة يكافحون اعتمادًا على أنفسهم.

ويرى الكاتب أن الوجه الجديد من النزاع السوري هو إعادة تكرار لحصار حلب ولكن بعامل جديد خطير وهو احتمال المواجهة بين إيران وإسرائيل، مشيرا إلى أن هذه النقطة هي التي تثير مخاوف المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، خاصة بعد إسقاط مقاتلة أف-16 خلال مهمة غارات انتقامية بعد حادث الدرون. ولخص مسؤول بارز في إدارة ترامب استراتيجية القوات الإيرانية في سوريا بأن على إسرائيل الإحتفاظ بحرية التحرك لضرب التهديدات الإيرانية في سوريا وفي أي مكان، ويجب على الولايات المتحدة وروسيا توسيع المنطقة العازلة في جنوب غربي سوريا حيث لا يسمح للقوات المدعومة من إيران العمل هناك.

وتبلغ مساحة المنطقة العازلة الآن حوالي 10 كيلومترات، إلا أن الولايات المتحدة تريد توسيعه إلى 20 كيلومتراً. ويرى الكاتب أن هذه الصيغة البسيطة لا تعالج المشكلة الأكبر التي تعلم المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية. وتساءل إن كان على إسرائيل العمل مع روسيا لتخفيف الخطر الإيراني؟ وهل على الولايات المتحدة استخدام قوتها العسكرية لوقف التقدم الإيراني في شرقي سوريا؟ مشيراً إلى تفكير مثير للجدل يتم بحثه بهدوء بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين.

ويدور حول واقعية إدارة القوات الأمريكية وحلفائها أكراد سوريا المناطق شرقي الفرات، لأنها عملية طويلة. والسؤال يتعلق فيما إن كان على الولايات المتحدة العمل وبطريقة تدريجية إعادة سيطرة الحكومة على ذلك الجزء من البلاد؟ ويصف مسؤولون المدخل إنه «عودة الدولة لا النظام»، وهناك شرط مهم لتحقيق هذا وهو أن عودة الدولة لا تعني إعادة سلطة بشار الأسد الذين لن يغفر له ملايين السوريين المجازر التي ارتكبها ضدهم. وكان هذا واضحاً في المجازر التي ارتكبت في الغوطة الشرقية. ويبحث المسؤولون في واشنطن وتل أبيب وموسكو إمكانية عقد صفقة بين أكراد سوريا «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة والدولة السورية والجيش الذي سيعاد تأهيله من جهة أخرى. ولو حدث تحالف كردي مع الحكومة السورية فسيكون بمثابة الحاجز الجيد ضد التأثير الإيراني أكثر من احتلال أمريكي لا يمكن الحفاظ عليه لمدة طويلة. وربما شكل حجر أساس لإقامة سوريا جديدة.

 

ميليشيا وكيلة

 

ويرى إغناطيوس إن الولايات المتحدة في حاجة لاستراتيجية قوية ومتماسكة تستطيع من خلالها الحد من التأثير الإيراني في سوريا. ويعترف الكاتب بأن واشنطن لديها أوراق نفوذ لكنها غير متأكدة من كيفية استخدامها وهو ما يعطي المنافسين لها الفرصة للتحرك مثل تركيا وإيران وروسيا. وحسب المدير السابق للعمليات الإيرانية في وكالة الإستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) نورمان رول إن «أكثر الخيارات كلفة في الشرق الأوسط هو أن لا تفعل شيئًا». وتقوم إيران في سوريا، بإعادة استنساخ النموذج الذي أقامته في لبنان والعراق واليمن.

ويعلق رول أن الإيرانيين يعتمدون على ثلاثة عوامل لتأكيد تأثيرهم، وكلها متوفرة اليوم في سوريا. فقد أقامت ميليشيا وكيلة باسم «المقاومة الوطنية السورية» أو «حزب الله سوريا». وهي مجموعة صغيرة ومتحركة وتتميز بالدافعية حسب أيمن جواد التميمي. وقاتلت في دمشق وتدمر وحلب وأنشأت فروعاً لها في شمال شرقي وجنوب غربي سوريا. ويختم بالقول إن الولايات المتحدة وروسيا بحاجة للعمل على تحقيق استقرار وإلا استمرت هذه الكارثة وزادت سوءا. مذكرا أن التنازع على التأثير بين القوى الأجنبية والجماعات الوكيلة لها تذكر بلبنان قبل حربي عام 1982 و 2006.

 

 

 

إبراهيم درويش

 

مشروع قرار أممي حول الغوطة يترنّح بسبب التعنت الروسي… ولافروف: ندعم المشروع لكن بشروط وضمانات

ترامب يهاجم موقف موسكو وطهران في سوريا معتبرا أنه «عار»

عواصم ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد ووكالات: على وقع الانتهاكات المروعة بحق المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية لليوم السادس على التوالي، ومقتل 70 مدنيا بقصف للنظام السوري على الغوطة الشرقية خلال 24 ساعة، ووسط تعامي الأمم المتحدة ودول العالم عن الجرائم التي ترتكبها موسكو والنظام، لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن الدولي من التصويت خلال جلستهم، أمس، التي امتدت لأكثر من ساعتين، على مشروع قرار بشأن فرض هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حيث اشترط وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لدعم بلاده مشروع القرار، وجود ضمانات، وذلك في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه نظيره الأوزبكي، عبد العزيز كاملوف، في العاصمة موسكو، أمس.

وتأجل التصويت على مشروع القرار بسبب التعنت الروسي. وكان لافروف تطرق إلى مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت والسويد، ويدعو لفرض هدنة إنسانية لمدة شهر في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وقال: «ندعم المشروع»، مستدركاً «لكن ليس هناك ما يضمن التزام المسلحين (المعارضين) به وعدم مهاجمتهم دمشق». وأشار إلى أن روسيا على استعداد للتشاور حول صيغة يقترحونها (في مجلس الأمن) لتسوية الوضع في الغوطة بشكل حقيقي. وتابع لافروف: «اقتراحنا يستند إلى وقف إطلاق النار من خلال ضمانات من داخل الغوطة الشرقية والجهات الفاعلة الخارجية (لم يسمها)». وأضاف «من أجل تطبيق مشروع القرار، يجب تقديم ضمانات من الجهات التي لها نفوذ على المسلحين»، دون مزيد من التوضيح.

وتطرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، إلى حملة القصف الكثيفة التي يشنها النظام السوري على معارضيه في الغوطة الشرقية قرب دمشق، معتبرا ان موقف روسيا وايران في سوريا هو «عار».

وقال ترامب في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض «ما قامت به روسيا وايران وسوريا اخيرا هو عار على الإنسانية»، مضيفا «ما قامت به هذه الدول الثلاث لهؤلاء الناس (سكان الغوطة الشرقية) (…) هو عار».

وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية الروسي أن «مباحثات أستانة تفشل خطط الولايات المتحدة لتقسيم سوريا». وتابع «ولهذا السبب، يقوم الأمريكيون بكل شيء للتقليل من شأنها (مباحثات أستانة)».

وكانت قوات النظام وحلفاؤه استهدفت الغوطة الشرقية لليوم السادس بالقذائف والصواريخ والغارات الجوية، وحصدت أرواح العشرات من المدنيين، في أعنف هجمة ضد المدنيين. كما استهدفت 24 مركزاً طبيا خلال 5 أيام، الأمر الذي حد بشكل كبير من قدرة الكوادر الطبية على الاستجابة، فيما خرج عدد من هذه المنشآت المستهدفة عن الخدمة، والبعض الآخر اضطر لتخفيض استجابته.

وذكر الطبيب محمد كتوب من مدينة دوما، أن نحو 40 في المئة من القدرة على الاستجابة الطبيبة حالياً مفقودة، بالإضافة إلى عدم القدرة على الحركة بسبب سياسية الأرض المحروقة التي يتبعها النظام السوري وحلفاؤه، فسيارات الإسعاف لا تملك القدرة على التنقل او نقل المصابين من موقع الاستهداف إلى النقاط الطبية.

الناشطة الإعلامية ميمونة العمار من أهالي الغوطة الشرقية المحاصرين، دونت على صفحتها الشخصية على «فيسبوك»: «رسالتان ربما تكونان الأخيرتين لهذا العالم، واحدة عاجلة والثانية استراتيجية لكنها عاجلة أيضاً»، وكتبت «إلى دعاة اللاعنف والسلام الصادقين المؤمنين من ذوي الدماء الزرقاء وأبناء الدول الكبرى ولا أقصد هنا الإساءة وإنما أصف واقعاً أن هناك حلاً لوقف شلال الدماء في الغوطة وغيرها. إذا وجد فدائيون منكم كما كانت راشيل كوري التي وقفت أمام تجريف بيوت الفلسطينيين واستطاعت منع ذلك حينها أو تأجيله على الأقل والحد منه إلى أمد، لا يمكننا سوى تصور أن أنهار دمائنا ربما من ماء، عندما ننظر إلى ردة الفعل المختلفة فيما لو كان أحد منكم عرضة للخطر أو سالت قطرة من دمه».

الثانية وهي الأهم، بحسب الرسالة «عملكم أيها الدعاة في كل حين وبلا مناسبات لإلغاء باطل (حق) الفيتو من مجلس الأمن، الذي يسمح لقليل من البشر بالتحكم بمصير غالبية البشر. وهو ما منع في كثير من الحالات ردع المجرمين من ارتكاب جرائمهم على مر التاريخ منذ إعلانه، ربما لا تتمكنون من إنقاذ الإنسان في الغوطة أو في سوريا اليوم لكن ذلك سينقذ حتماً ملايين من المستضعفين مستقبلاً، ويجعلنا أهلاً لتكريم الله للإنسان، إخوتي في المبدأ لا أقصد من كلماتي تحميلكم المسؤولية أو لومكم أو المزاودة عليكم، إلا إنني طرحت ما رأيت أنه يمكن أن يحدث فرقًا في مأساة الإنسانية، ولمن يرغب منكم بالمساعدة».

وأجمعت آراء ناشطين ومعارضين على لوم الأمم المتحدة بسبب عجزها عن إيجاد حل جدي رادع للنظام السوري وحلفائه الذين يتعمدون قتل 400 ألف مدني محاصر وتعذيبهم ومنع أبسط الحقوق عنهم، حيث يجمع المعارضون للنظام السوري على تعامي الأمم المتحدة ودول أصدقاء الشعب السوري عن هذه الجرائم وأهمها استهداف الجرحى والمرافق الطبية وقتل الأطفال بشكل متعمد.

ناشطون من محافظة اللاذقية الساحلية أعلنوا بياناً بعنوان «أهل مكة أدرى بشعابها»، مطالبين فصائل المعارضة المسلحة العاملة في ريف اللاذقية، باستهداف مراكز النظام الأمنية نصرة لريف دمشق. من جهته كرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس الجمعة، دعوته لوقف إطلاق النار في ريف دمشق، وذلك قبيل ساعات من انعقاد جلسة لمجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار لفرض هدنه إنسانية لمدة شهر واحد.

الخارجية الأمريكية حمّلت موسكو مسؤولية جرائم الغوطة الشرقية، حيث قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، إن «روسيا هي المسؤولة عما يحدث في الغوطة الشرقية من مأساة إنسانية».

من جهتها حثت أنقرة، أمس الجمعة، كلاً من روسيا وإيران على وقف الغارات التي يشنها النظام السوري منذ يوم الأحد على الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 400 مدني. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو إن «على روسيا وإيران وقف النظام السوري»، معتبراً أن الهجوم على الغوطة ومحافظة إدلب الخاضعة كذلك لسيطرة المعارضة يتعارض مع الاتفاقات التي توصلت إليها أنقرة وموسكو وطهران في إطار المحادثات التي جرت في أستانة.

 

محللون: سلبية الولايات المتحدة في مواجهة فظائع النظام في الغوطة تضر بمصالحها الخارجية

«دبلوماسيوها يفتقرون للنفوذ والمصداقية في علاج الأزمة السورية»

رائد صالحة

واشنطن – «القدس العربي» : تراقب ادارة الرئيس الامريكي دونالد المأساة السورية وجرائم الحرب المستمرة ضد السكان المحاصرين بدون ان تجرؤ على صد النظام السوري وايران وروسيا ولكن المخاوف الحقيقية بالنسبة إلى العديد من المحللين الامريكيين كانت في قضية أخرى تتمثل في ان سلبية الولايات المتحدة من الاحداث في سوريا ستساعد على تآكل موقع واشنطن في العالم وستضر بمصالحها بشكل واضح.

وقال مراقبون إن موقف الولايات المتحدة من الاحداث الاخيرة في الغوطة الشرقية تمثل في العجز امام سعى الاسد إلى تصعيد معاناة المدنيين لاجبارهم على الاستسلام في جيب المعارضة المحاصر على مشارف العاصمة دمشق وقالوا ان التكلفة في الارواح ستكون مفزعة حيث يعيش ما يقارب من 400 الف شخص في هذا الجيب وفقاً لما ذكرته الامم المتحدة، وانهم يموتون نتيجة الهجمات الجوية والحرمان من المساعدات والأدوية.

وقالت جينيفر كافاريلا، وهي محللة استخبارية في معهد الحرب بواشنطن، ان سلبية الولايات المتحدة في مواجهة عنف الاسد لا تعمق الازمة الانسانية فحسب، بل تضر بالامن القومي الامريكي، ايضًا، وانها تقوي بالفعل ادعاءات الجماعات الجهادية بان الولايات المتحدة متحالفة مع ايران في حملتها في سوريا، واضافت ان السلبية تقوض المصداقية الامريكية في جميع انحاء العالم في وقت يقوم فيه العديد من الخصوم، بما في ذلك كوريا الشمالية وإيران وروسيا بفحص الارادة الامريكية للدفاع عن مصالح البلاد. ولا يمكن للولايات المتحدة الادعاء بأنها تحاول احتواء ايران او انها تقف في وجه الرئيس الروسي فلادميير بوتين بينما تستسلم للأسد، وفي الواقع، زادت مكاسب النظام السوري وطهران وموسكو بينما خسرت واشنطن.

ومن الواضح، وفقاً لاستنتاجات العديد من المحللين، أن ادارة ترامب تحاول تجنب الاشتباك في صراع فوضوي على المدى القصير في سوريا ولكنهم قالوا ان هذه السياسة ستؤدي إلى مخاطر أسوأ وصراعات اكبر في المنطقة كما ان محاولة ادارة ترامب بفرض عقوبات لإجبار الاسد على تغيير سلوكه تبدو سياسة ضعيفة غير فعالة كما ان تعليقات الادارة تساعد بالتأكيد على مواصلة الاسد للعنف العشوائي حيث قال وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس «اننا لا نشارك في الحرب الاهلية السورية» مشيراً إلى ان الولايات لا تنوي استخدام القوة دعماً للدبلوماسية كما نقل وزير الخارجية ريكس تيلرسون الرسالة نفسها، وهي بلغة أخرى، الاستسلام للأسد وايران وروسيا من خلال تجاوز جميع تدابير بناء الثقة، مثل ايصال المساعدات الانسانية.

وحاول الدبلوماسييون الامريكيون استخدام الدبلوماسية لتجميد النزاع على المستويات المحلية وكان لديهم طموحات بعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات وتوفير راحة مؤقتة للمدنيين من القصف المتواصل وتمكين منظمات الاغاثة من تقديم بعض الامدادات ولكن النتائج كانت مخيبة للامال حيث اختطف الاسد النهج الدبلوماسي واصبحت الولايات المتحدة والامم المتحدة متواطئتين في استخدام المجاعة كسلاح في الحرب، وقد شاهدت الولايات المتحدة النتيجة نفسها في حمص وحلب وداريا ولكن ادارة ترامب لم تغير مسارها، وبدلا من ذلك، قامت باعادة تسمية التجميد إلى مناطق التصعيد.

وقالت جينيفر كافاريلا ان الولايات المتحدة فقدت العلاقة بين الحرب والدبلوماسية، واضافت ان الدبلوماسيين الامريكيين الذين يتعاملون مع الأزمة السورية يفتقرون إلى النفوذ والمصداقية اللازمة لإجراء دبلوماسية فعالة، واستنتجت جينيفر ان السياسة الامريكية في سوريا ستشكل سابقة من شأنها ان تضر بالقدرة على منع الحروب في المستقبل من خلال الردع والدبلوماسية. واضافت ان سلوك الولايات المتحدة يشير إلى انها لا تملك الارادة للدفاع عن مصالحها او تخصيص الموارد اللازمة لتحقيـق الاهداف المعلنة.

 

محرقة” الغوطة تتواصل: مقتل 17 قتيلاً بقصف جوي وبري

جلال بكور

واصل النظام السوري وروسيا، صباح اليوم السبت، قصفهما الجوي والمدفعي، على الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق، ما أسفر عن سقوط 17 مدنياً، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 45 قتيلاً، منذ منتصف الليلة الماضية، تزامناً مع وصول طائرات روسية إلى قاعدة حميميم الجوية شرقي البحر المتوسط.

 

وتحدثت “تنسيقية مدينة دوما” المعارضة للنظام عن مقتل عشرة مدنيين وإصابة آخرين بجروح جراء القصف الجوي والمدفعي من قوات النظام على الأحياء السكنية في المدينة.

 

من جهته، قال الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، إن طيران النظام والطيران الحربي الروسي قصفا مدينة حرستا بثلاث غارات، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين بجروح.

 

في غضون ذلك، قتل مدني جراء القصف براجمات الصواريخ على مدينة سقبا، فيما قتل مدنيان بغارة جوية على بلدة الشيفونية في منطقة المرج، كما قتل مدني بغارة على مزارع بلدة بيت سوى بحسب ما أفاد به “مركز الغوطة الإعلامي”، كذلك سقط جرحى بين المدنيين نتيجة القصف الجوي من قوات النظام السوري على بلدة حزة.

 

ويأتي تصعيد النظام السوري وحليفته روسيا، على الغوطة الشرقية المحاصرة، في انتظار جلسة تصويت في مجلس الأمن الدولي حول هدنة لمدة ثلاثين يوما في سورية.

 

وقال مصدر من “مركز الغوطة الإعلامي” في وقت سابق اليوم، لـ”العربي الجديد”، إنّ طيران النظام السوري، استأنف، صباح اليوم، غاراته على الغوطة الشرقية، مستهدفاً الأحياء السكنية في بلدة مسرابا.

 

وأضاف المصدر، أنّ “القصف الجوي، تزامن مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية، على بلدات ومدن؛ زملكا وعربين وسقبا وحزة وحمورية”.

 

وأشار المصدر، إلى ارتفاع حصيلة الضحايا في الغوطة، جراء القصف من قوات النظام، أمس الجمعة، إلى 45 قتيلاً، بينهم سبعة أطفال على الأقل وامرأة.

 

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنّها وثقت، أمس الجمعة، مقتل ثلاثة أطفال على الأقل، في مدينة كفربطنا بالغوطة الشرقية، جراء القصف من قوات النظام، وروسيا.

وفشل مجلس الأمن، يومي الخميس والجمعة، في التصويت على مشروع قرار قدمته الكويت والسويد، من أجل وقف لإطلاق النار في الغوطة وعموم سورية، لمدة 30 يوماً.

بقايا صاروخ ألقاه النظام في دوما (حمزة العجوة/فرانس برس)

 

طائرات روسية تصل إلى حميميم

 

تزامناً، قالت وسائل إعلام روسية، إنّ موسكو أرسلت مزيداً من طائرات “سو-57” المتطورة، إلى قاعدة حميميم العسكرية في سورية، شرقي البحر المتوسط.

 

وأوضحت أنّ عدد الطائرات من طراز “سو-57″، في قاعدة حميميم، بلغ، يوم الخميس الماضي، أربع طائرات مقاتلة؛ وهي من الجيل الخامس الأكثر تطوراً، مشيرة إلى أنّ هذه الطائرات ما زالت ضمن الاختبار، ولم تعتمدها القوات الروسية في الخدمة الدائمة بعد.

القصف على الغوطة مستمر (عبد المنعم عيسى/فرانس برس)

 

 

وقلّل فاسيلي كاشين الباحث في “معهد الشرق الأقصى” لأكاديمية العلوم الروسية، من احتمالات أن تكون موسكو قد أرسلت هذه المقاتلات إلى قاعدة حميميم في هذا التوقيت، لأهداف سياسية، وفق ما نقلت عنه وكالة “نوفوستي”.

 

ومن جهته، اعتبر فلاديمير غوتنيف رئيس لجنة الدعم القانوني لتطوير مؤسسات الصناعات الدفاعية الروسية، في مجلس النواب الروسي، أنّ ظهور مقاتلات “سو —57″، في سورية، “قد يصبح رادعاً لطائرات الدول المجاورة التي تحلّق بشكل دوري فوق أراضي البلاد”، من دون استبعاد إمكانية إرسال أحدث المقاتلات إلى سورية، وفق موقع “روسيا اليوم”.

 

وشنّت القوات الروسية، في 30 سبتمبر/أيلول عام 2015، أولى غاراتها الجوية ضد المدنيين والمعارضة السورية، دعماً للنظام بشار الأسد، لتواصل بعدها ارتكاب المجازر، وبمختلف أنواع الأسلحة.

 

اتفاق أميركي روسي “ضمني” على الغوطة: كلٌّ يتسيّد “منطقته

واشنطن ــ فكتور شلهوب

في خطابه الشامل، يوم الجمعة، أمام مؤتمر “لجنة العمل السياسي المحافظة”، في إحدى ضواحي واشنطن، عرّج الرئيس الأميركي دونالد ترامب على معظم الملفات الخارجية الملتهبة، ما عدا سورية. صحيح أن حديثه كان مخصصاً كله تقريباً للشؤون السياسية المحلية، لكنه مرّ، ولو بسرعة خاطفة، على عدد من القضايا: الملف النووي الإيراني وكوريا الشمالية، وتباهى بقرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل (جمهور المؤتمر يطرب لهذه النغمة)، فضلاً عن رفضه اتفاقية باريس للمناخ، كما اتفاقيات التجارة الدولية.

 

غير أن موضوع اللحظة الأكثر سخونة، كارثة الغوطة الشرقية، غاب عن القائمة. تجاهله الرئيس، بالرغم من أن سيرته شغلت العالم ومجلس الأمن الدولي وحتى الإعلام الأميركي.

 

بدا غير معني به، ولو من باب مداولات مجلس الأمن بخصوصه، والعراقيل المتواصلة لصدور قرار بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوماً، والذي تقول الخارجية الأميركية إن الإدارة تدعمه. لاسيما وأن عملية وضع العصي الروسية في دواليب مثل هذا القرار ما زالت مستمرة، حتى ظهر اليوم السبت، بعد تأجيل مكرر فرضته موسكو وحال دون طرح المشروع على التصويت.

 

الواضح أن الإدارة، بقدر ما تريد التوصل إلى قرار من هذا النوع، بقدر ما تحاشت التصدي لتحكّم موسكو في صيغة وتوقيت صدوره. وكأنها تعمل بتسليم ضمني بأن لموسكو امتيازا وحرية تصرف في هذا الجزء من سورية، مقابل تسليم موسكو بدور واشنطن في شرق البلاد.

 

كل طرف يتسيّد في “منطقته”، طالما تحوّل البلد إلى حصص للأطراف الدولية والإقليمية الحاضرة على أرضه؛ أميركا بزعم أنها تلاحق “داعش”، وروسيا تدّعي أنها متواجدة بطلب شرعي من الحكومة السورية، وتركيا دخلت بحجة ضرب الإرهاب الكردي، وإيران بذريعة دعم الحليف السوري.

 

ويبدو من تطور الأحداث أن هناك معادلة من هذا النوع يجري ترسيخها على الأرض، بحكم الأمر الواقع والتسليم الضمني، أو ربما المتفاهم حوله بين اللاعبين.

 

من مؤشرات التسليم بهذه المعادلة والتصرف على أساسها، أن الخارجية الأميركية في تعاملها مع فاجعة الغوطة، حرصت على مقاربتها من منظور إنساني بحت، مع الاكتفاء بغمز خجول من زاوية موسكو ودورها. خلال الإيجاز الصحافي في وزارة الخارجية الذي احتكر موضوع الغوطة معظم وقته، حرصت الناطقة الرسمية، هيذر نيورت، على انتقاء المفردات النقدية المخففة لدور روسيا، وبما يشير إلى الرغبة في الابتعاد عن لغة المصادمة معها.

 

لا إدانة صريحة ولا تلويحا بخطوات عقابية، على غرار ما حصل في مجزرة حلب، نهاية 2016. بقي المأخذ على موسكو في حدود “أنها لم تفَ بالتزاماتها” السورية التي تعهّد بها الرئيس فلاديمير بوتين لنظيره ترامب، خلال لقائهما في فييتنام، فضلاً عن استمرارها “في تمكين النظام السوري”؛ من دون شرح وتوضيح لتفاصيل هذا التمكين الميداني.

 

الرئيس ترامب، في مؤتمره الصحافي بعد ظهر الجمعة مع رئيس الحكومة الأسترالية، اكتفى بتوصيف ما “فعلته روسيا وإيران ودمشق” في الغوطة بأنه “مشين”. لكنه توقّف عند هذا التوصيف. لا تحذير من عواقبه ولا من التمادي فيه. الرسالة أن إدارته ليست في وارد التحرك الفعال لوقفه، ولا للتصدي له. رد الخارجية خلال الإيجاز على فيض الأسئلة بهذا الخصوص، بقي في حدود حصر الدور الأميركي في مواصلة “التباحث” مع موسكو وحثها على “تفعيل تأثيرها على الرئيس السوري”. ولما جوبهت بالاستغراب من هذا الموقف الرمادي، أجابت الناطقة: “ماذا تريدوننا أن نفعل؟”.

 

طبعاً بإمكان واشنطن أن تفعل أكثر. وقد فعلت قبل أيام قرب دير الزور عندما تهددت مواقع حلفائها. لكن شرق الفرات شيء وضواحي دمشق شيء آخر. لكل طرف دولي وإقليمي في الساحة السورية حساباته وأولوياته. حسابات الشعب السوري ليس لها من بينهم من يرعاها.

جميع حقوق النشر محفوظة 2018

 

الغوطة الشرقية:مليشيات النظام تطلق هجومها البري

بدأت مليشيات النظام، صباح السبت، هجوماً برياً واسعاً على الغوطة الشرقية، مدعوماً بالطيران الحربي الروسي ومروحي البراميل، على جبهات حزرما والزريقية وحوش الضواهرة والشيفونية، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبو زيد.

 

ودارت أعنف الاشتباكات على محور حوش الضواهرة باتجاه “كتيبة الباتشورا” في أوتايا، ومن حوش نصري باتجاه بلدة الشيفونية. ورافق العمليات الهجومية استهداف بلدات حوش الضواهرة والشيفونية، بعشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة.

 

واستهدفت مليشيات النظام المنطقة بمئات الصواريخ التي أطلقت من مطار دمشق الدولي ومطار ضمير وضاحية حرستا، ما أدى لوقوع قتلى مدنيين وإصابة العشرات من سكان المنطقة بجروح.

 

ولم تحرز المليشيات أي تقدم خلال المعارك.

 

ونشرت “قاعدة حميميم” الروسية في “فايسبوك”، نيتها تقديم الدعم الجوي اللازم لقوات العميد سهيل الحسن، التي تحاول التقدم على الأرض من الجبهات الشرقية للغوطة. وتحدثت “حميميم” عن اشتراك أربع مقاتلات طراز “Su57” ذات الأنظمة المتطورة والميزات الاستثنائية في المعركة.

 

وأعلن “جيش الإسلام” عبر معرفاته الرسمية عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من مليشيات النظام إثر استهداف الطيران الحربي مواقع لهم، بالخطأ، وتدميرها بالكامل.

 

وتحدث قائد أركان “جيش الإسلام”، في تسجيل صوتي نُشر في وسائل التواصل الاجتماعي، عن تجهيز ثلاثة خطوط هندسية دفاعية محصنة ومجهزة بشكل كامل، والقيام باستهداف تجمعات النظام بقذائف الهاون، وأن عمليات القنص مستمرة. وأضاف أن معنويات عناصره عالية جداً، وهم بالجهوزية العالية لمواجهة أية تطورات.

 

وقتل 19 مدنياً، منهم 10 في دوما، و3 في حرستا، و2 في عربين، وواحد في كل من بيت سوا وزملكا وسقبا والشيفونية، السبت. وأصيب أكثر من 200 آخرين جراء استهداف هذه البلدات بالغارات الروسية والبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ والقنابل العنقودية.

 

وشنّ الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، السبت، أكثر من 60 غارة جوية على بلدات دوما وسقبا وحمورية وكفربطنا وحزة وزملكا وعين ترما ومسرابا وبيت سوا وحرستا والشيفونية وحوش الضواهرة وعربين والمرج، كما استهدفت المليشيات هذه المناطق بعشرات البراميل المتفجرة من المروحيات ومئات صواريخ الراجمات التي تركزت على منطقة المرج، والتي استهدفت لوحدها بأكثر من 200 صاروخ، وفق الدفاع المدني.

 

وأغار الطيران الحربي، ليل الجمعة/السبت، بصواريخ تحوي مادة النابالم الحارق على مدن دوما وسقبا وحزة، ما أدى لاندلاع حرائق في المناطق المستهدفة وفق مركز الغوطة الإعلامي.

وبلغت حصيلة القتلى المدنيين، الجمعة، 43 مدنياً بالإضافة لمئات الإصابات جراء الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والصواريخ على مختلف مناطق الغوطة الشرقية، ولا تزال العديد من العائلات عالقة تحت الأنقاض.

 

الإعلام السوري المعارض يتحد من أجل الغوطة

أطلق “نادي الصحافيين السوريين” في مدينة غازي عنتاب التركية، الجمعة، غرفة للتنسيق الإعلامي، تضم مؤسسات إعلامية سورية معارضة بهدف تنظيم وتنسيق حملات إعلامية مشتركة لمناصرة أهالي الغوطة، ورفع وتيرة الضخ الإعلامي حول حرب الإبادة التي يشنها نظام الأسد وحليفته روسيا على مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

 

 

ونقلت وسائل إعلام سورية، عن رئيس مجلس إدارة النادي، محمد أمين، أن النادي “يهدف من هذا التنسيق بين وسائل الإعلام السورية في غازي عنتاب، إلى توحيد جهود المؤسسات في تغطية مأساة أهلنا في الغوطة، من خلال التركيز على الجانب الإنساني ونقل معاناة المدنيين، وفضح المجازر اليومية التي يرتكبها النظام هناك”.

 

وأضاف أمين: “نأمل أن تكون هذه الغرفة خطوة باتجاه توحيد الجهود بين وسائل الإعلام السورية، والتخفيف من حالة التشتت التي مرّ بها الإعلام السوري المعارض، طوال الفترات الماضية”.

 

التجربة هي الأولى من نوعها في الإعلام السوري المعارض، حيث تجتمع عشر وسائل إعلامية مختللفة في بث مشترك حول الغوطة ينطلق من الساعة 12 ظهراً وحتى الواحدة بوقيت تركيا، ليعود يوم الاثنين ببث مشترك جديد في الموعد ذاته. علماً أن الغرفة تضم ممثلين عن كل من “شبكة جيرون الإعلامية”، “تلفزيون حلب اليوم”، وإذاعات “نسائم سورية” و”فجر” و”ليوان”، و”شبكة بلدي الإعلامية” ومنظمة “بصمة سورية” وموقع “الشرق السوري”.

 

إلى ذلك اتفق ممثلو المؤسسات على إنتاج مقاطع فيديو مترجمة إلى اللغتين التركية والانجليزية، وبوسترات موحدة عن مجازر الغوطة، وتوزيعها على الصحافيين السوريين لنشرها في وسائلهم، كما سيتم تخصيص ساعة بث مشترك، بين تلفزيون “حلب اليوم” ومختلف الإذاعات المتواجدة في المدينة، لتناول أحداث وتفاصيل مذابح في الغوطة.

 

يذكر أن “نادي الصحافيين السوريين” تأسس قبل عام تقريباً، في مدينة غازي عنتاب التركية، ويضم نحو 200 صحافي وعامل في قطاع الإعلام، ويهدف إلى دعم الصحافيين السوريين، اجتماعياً ومهنياً.

 

تحرير الشام” و”تحرير سوريا”: المواجهة المصيرية/ عقيل حسين

لطالما بدت المواجهة متوقعة بين “حركة نور الدين الزنكي” و”هيئة تحرير الشام”، لكنها غدت حتمية بعد الإعلان عن تشكيل “جبهة تحرير سوريا” من اتحاد “الزنكي” و”أحرار الشام الإسلامية”، منتصف شباط/فبراير. الأمر الذي دفع قيادة “تحرير الشام” لاستعجال هذه المواجهة، مستخدمة كل ما في جعبتها لتبرير البدء فيها؛ لا لاقناع الرأي العام الذي أصبح خارج الحسابات تماماً، بل لاقناع مقاتليها ومن يمكن جذبه من المقاتلين غير السوريين “المهاجرين” المنفضين عنها مؤخراً. وذلك للمشاركة في هذه المعركة المصيرية، ليس فقط بالنسبة لـ”الهيئة”، بل أيضاً بالنسبة لـ”الجبهة” الوليدة، التي كانت ستهاجم “الهيئة” وتفككها كهدف استراتيجي، متى وجدت نفسها قادرة على ذلك.

والهدف من الإعلان عن تشكيل “جبهة تحرير سوريا” كان لإعادة التوازن مع “هيئة تحرير الشام” في الشمال السوري، بعد الهيمنة غير المسبوقة هناك لـ”الهيئة” منذ الحاقها الهزيمة بـ”حركة أحرار الشام” منتصف العام 2017. منذ ذلك الوقت، بقيت جيوب عصية على “الهيئة”، هنا وهناك، أهمها وأكثرها خطورة الجيب الواسع والقوي لـ”حركة نور الدين زنكي” في ريف حلب الغربي.

المخطط الاستراتيجي بعيد المدى بالنسبة لأبو محمد الجولاني، زعيم “تحرير الشام”، وفريقه، كان القضاء على تلك الجيوب بأقل تكاليف ومن دون أي تعجل، طالما أن أياً منها لا يشكل خطراً على هيمنة “الهيئة”. فإذا كان الوضع السياسي الجديد، بعد هزيمة “الأحرار”، قد فرض “تحرير الشام”، على المجتمع الدولي كقوة أساسية في المسألة السورية، كما يعتقد قادتها، فلماذا قررت التخلي عن حذرها، واستعجال الهجوم على “تحرير سوريا” و”حركة نور الدين زنكي”؟.

خلال العام 2017، حققت “تحرير الشام” مكاسب عسكرية وسياسية مهمة، وأصبحت القوة الأولى ميدانياً على الأرض في الشمال، بعد نجاحها في تدمير أو تقويض معظم الفصائل هناك، كما أنها في الجانب السياسي، نجحت بتسجيل تطورات غير مسبوقة بالنسبة لفصيل جهادي، في ضوء تحكمها بملفات اعتقدت أنها كافية لتفرض على العالم القبول بها والتعامل معها كقوة أمر واقع على الأقل. ومن هذه الملفات أو في مقدمتها، تمركز قوات تركية في الشمال بالتنسيق معها، واتفاق “المدن الأربع” مع إيران، بما في ذلك الجزء الحساس المتعلق ببلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب، وذلك، بالإضافة إلى الملف الأمني، خاصة في ما يتصل بخلايا “داعش” و”تنظيم القاعدة” في الشمال السوري.

وجعل ذلك من “تحرير الشام” مستعدة لفعل أي شيء يحول دون قيام أي فصيل قوي بقلب الطاولة عليها، وفرض نفسه كقوة معتبرة ترفض أن تكون تابعة أو خاضعة لها، فكيف إذا تعلق الأمر بتنظيم يحمل مشروعاً فكرياً وسياسياً مناهضاً، وله قوة معتبرة على الأرض وقبولاً شعبياً وإقليمياً؟ عدا عن الدعم والرعاية التي حظيت بها “تحرير سوريا” الوليدة، من شخصيات ومؤسسات إسلامية وازنة يمكن أن يُشكّل دعمها لـ”الزنكي” و”أحرار الشام”، عامل قوة كبير للحركتين، حتى وإن اقتصر تشكيلهما الاندماجي على مجرد تحالف مؤقت، ولم يصل إلى مرحلة اندماج كامل كما هو متوقع أيضاً.

“هيئة تحرير الشام” كانت قد خسرت الغالبية العظمى من “المهاجرين” والجزء الأكبر من غطاء التيار السلفي الجهادي لها، مؤخراً، واستغنت عن دعم وتمويل الكثير من المؤسسات والجمعيات والشخصيات السلفية الجهادية والحركية الإسلامية، خاصة من منطقة الخليج، ممن سبق وقدمت لـ”جبهة النصرة” وغيرها من الفصائل دعماً كبيراً في المواجهة والمفاصلة مع “الدولة الإسلامية” خلال السنوات الأربع الماضية، وفي مقدمتها “التيار السروري” و”تيار الأمة”. وذلك طبعاً، بعد الواردات الكبيرة التي تحصّلت عليها “الهيئة” من “اتفاق المدن الأربع”، بالإضافة لسيطرتها على المعابر التجارية. وفي الوقت الذي خرجت فيه “أحرار الشام” من دائرة الفعل، استطاعت “نور الدين زنكي” أن تقدم نفسها لكل تلك الجهات كبديل قوي وقريب فكرياً، ومنفتح في الوقت نفسه على التوحد مع “أحرار الشام”، الابن المدلل للتيار السلفي الحركي في العالم الإسلامي. وهو أمر لا يمكن لهذا التيار الغاضب جداً من الجولاني و”تحرير الشام” تفويته، ما عجل من اتمام صفقة “جبهة تحرير سوريا”، بحسب معطيات متقاطعة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبه من يمكن تسميتهم بـ”اصلاحيي” التيار السلفي الجهادي في إنجاح هده الصفقة، وهو دور يعتبر حاسماً. إذ كان الكويتي علي العرجاني، والسعودي ماجد الراشد، على رأس فريق من الجهاديين القدماء المنشقين عن المنشقين عن تنظيم “القاعدة”، على رأس طاولة المفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، من أجل اتمام عملية التوحد والاندماج بين “الزنكي” و”أحرار الشام”.

وعلى الرغم من أن الجولاني وفريقه لم يعد لديهم في الفترة الأخيرة تأثير كبير على المهاجرين، ولا أي آمال بعد الفشل المدوي في ايقاف انشقاقاتهم عن “الهيئة” التي تصاعدت خلال الإشهر الخمسة الماضية، إلا أن بيانات “تحرير الشام” حاولت باستمرار استغلال هذا الوتر الحساس، كعادة مختلف الجماعات الجهادية. إذ ركزت “الهيئة” بشكل واسع على قضية مقتل أحد شرعييها، أبو أيمن المصري، على أحد حواجز “الزنكي” قبل اسبوع تقريباً من اندلاع المواجهات، كما اتهمت غير مرة “الزنكي” بتأسيس خلايا اغتيال لقادتها وللمقاتلين “المهاجرين” بالتعاون مع “جيش الثوار”، بالإضافة إلى العديد من التهم الأخرى التي تصب في إطار تجييش “المهاجرين” واستقطابهم للقتال ضد “جبهة تحرير سوريا”.

إلا أن قيادة “الزنكي”، أبدت مرونة في التعامل مع موضوع المُهاجرين، بشكل مسبق وذكي، فاستقبلت العديد من قادة “المهاجرين” من التيار السلفي الجهادي؛ عبدالله المحيسني، ومصلح العليان، وعبدالرزاق المهدي، وعرضت عليهم أدلتها التي تقول إنها تؤكد زيف ادعاءات “هيئة تحرير الشام” ضدها. وهي جهود كانت “الزنكي” تحتاج للقليل منها كي تكون مقنعة لهذا التيار، بالنظر إلى التوتر الشديد والسلبية الطاغية على علاقة “هيئة تحرير الشام” مع قادة الجهاديين في سوريا، المستقلين منهم والمؤيدين لـ”القاعدة”، على حد سواء.

التعليق الذي أدلى به المسؤول عن المقاتلين المغاربة المنشقين عن “هيئة تحرير الشام” عبدالرحمن المغربي، على تصريحات الشرعي العام لـ”الهيئة” عبدالرحيم عطون، في ما يتعلق بالتطورات الأخيرة بين “الهيئة” و”الزنكي”، قد يُسهمُ في توجيه ضربة أخرى لمصداقية رواية “تحرير الشام”. إذ اعتبر المغربي أن تصريحات عطون، وبيانات “الهيئة”، إنما تأتي ضمن “سلسلة من الأكاذيب” دأب عليها الجولاني وفريقه. وقد يسهم ذلك لا في التأثير على مساعي “الهيئة” لاستقطاب مقاتلين مهاجرين إلى جانبها من أجل خوض المعركة الجديدة مع “جبهة تحرير سوريا”، بل أيضاً على استجابة مقاتليها السوريين، الذين ضاعفت المؤسسة الشرعية في “الهيئة” جهودها خلال الأيام الثلاثة التي سبقت المواجهات في أجل ضخ أكبر كمية ممكنة من الدعاية من أجل اقناعهم بخوض هذه المعركة.

ويُعتقد بأن كل ذلك كان مؤشرات مهمة لـ”هيئة تحرير الشام”، دلت على مدى الخطورة التي باتت تشكلها بالفعل “جبهة تحرير سوريا”، الأمر الذي دفع الجولاني ومجلس قيادته للتعجيل باتخاذ قرار المواجهة مع “الزنكي”. وتجنبت “تحرير الشام” في إعلامها الرسمي والرديف، أي اشارة إلى “جبهة تحرير سوريا”، في رغبة منها لتحييد “حركة أحرار الشام” عن هذه المواجهة التي لا يمكن التقليل من صعوبتها، والتي أصبح واضحاً أنها وجودية، ومعركة مصير بالنسبة للطرفين، مهما تدثرت بمبررات وذرائع، حقيقية أو زائفة. معركة على عكس ما يعتقد الجميع تقريباً، ستكون طويلة، ومن الصعب توقع المنتصر فيها.

المدن

 

الغوطة الشرقية: مجلس الأمن عاجز

أرجأ مجلس الأمن الدولي، ليل الجمعة/السبت، تصويتاً على مشروع قرار سويدي-كويتي حول “هدنة” لـ30 يوماً في سوريا، بعد خلافات في مفاوضات اللحظة الأخيرة على النص بعدما اقترحت روسيا تعديلات جديدة، الجمعة.

 

وقال رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي ومندوب الكويت الدائم لدي الأمم المتحدة منصور عياد العتيبي، إن مشروع القرار الذي يهدف إلى إنهاء المذبحة في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق في سوريا، سيطرح للتصويت في المجلس في الساعة 1700 بتوقيت جرينتش، السبت. وقال في تصريحات للصحافيين: “أعتقد أننا قريبون للغاية من الغاية وسوف نعقد اجتماعا آخر للمجلس السبت للتصويت علي مشروع القرار”.

 

وبحسب وكالة “رويترز” فقد تركزت المحادثات على صياغة فقرة واحدة تطالب بوقف الأعمال القتالية لمدة 30 يوماً للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وإجراء عمليات الإجلاء الطبي. واقتراح أن يبدأ وقف إطلاق النار بعد 72 ساعة من اعتماد القرار جاء تخفيفاً لمطلب البدء “دون إبطاء” في محاولة لكسب تأييد روسيا.

 

المفاوضات حول مسودة مشروع القرار الكويتي السويدي تجري منذ أسبوعين، من دون حصول توافق حولها، وتواجه التعديلات الروسية على المسودة رفضاً من راعيي المشروع والدول الغربية. ويُعدُّ هذا التأجيل هو الثالث لجلسة مجلس الأمن بشأن التطورات في في غوطة دمشق الشرقية، بعد تأجيل الجلسة مرتين الجمعة، لاستكمال المفاوضات.

 

وقال سفير السويد لدى الأمم المتحدة أولوف سكوج للصحافيين: “لم نتمكن من سد الفجوة تماماً… لن نفقد الأمل… آمل أن نقر شيئاً قوياً ومعبراً ومؤثراً في الغد”.

 

وقالت “الأناضول” إن المقصود بالفجوة التي أشار إليها المندوب السويدي في تصريحاته هي إصرار الجانب الروسي على أن يستبدل من مشروع القرار جملة “مجلس الأمن يقرر وقف الأعمال العسكرية”، لتصبح: “مجلس الأمن يطلب وقف الأعمال العسكرية”. وأوضحت المصادر أن الجانب الروسي يريد ضمانات من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية، تتعلق بالوقف الكامل للمعونات العسكرية والتقنية للجماعات المسلحة داخل الغوطة الشرقية”.

 

وكتبت فصائل المعارضة في الغوطة رسالة لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، حصلت “المدن” على نسخة منها: “ھذا السلام الذي افتقدته غوطة دمشق منذ سبع سنوات، لا لشيء فقط إلا لأنھا آمنت بقیم الحریة والإخاء والمساواة وطالبت بأن تسود العدالة والدیومقراطیة في بلد عانى عقوداً من الظلم والعسف والاستبداد”، وأضافت فيها: “نرفض رفضاً قاطعاً أي مبادرة تتضمن إخراج السكان من بيوتهم ونقلهم لأي مكان آخر، فلا یجوز قانونا أو عرفا أو أخلاقا معالجة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة عبر جریمة حرب أخرى وھي جریمة التشرید القسري للسكان”.

 

وتابعت الرسالة بالقول: “إن الحصار بحد ذاته یشكل جریمة حرب، فكیف إذا ترافقت ھذه الجریمة مع جریمة تعمد قصف المدنیین وتعمد قصف الأعیان المدنیة والمنشآت الطبیة والتعلیمیة والدینیة، ومما یؤسف له أن تكون دولة عضو دائم في مجلس الأمن ھي من یقوم بھذا العمل المشین الذي یعتبر إھانة لكل ضمیر حر وإھانة لكل القیم السامیة التي قام علیھا میثاق الأمم المتحدة”. “الائتلاف” السوري المعارض حمّل موسكو مسؤولية الإبادة في الغوطة الشرقية، ودعا إلى عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل تعطيل روسيا لعمل مجلس الأمن.

 

وقال ديبلوماسيون إن موسكو لا تريد تحديد موعد بدء وقف إطلاق النار. ولم يتضح كيف ستصوت روسيا السبت. ولم تُبد موسكو أي تجاوب مع المطالب والضغوط الدولية للقبول بمشروع القرار، رغم مضي أكثر من أسبوعين على المفاوضات بشأنه. ووصل عدد ضحايا القصف النظام وروسيا على الغوطة الشرقية نحو 500 مدني خلال أقل من أسبوع واحد.

 

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، في تغريدة في تويتر: “من غير المعقول أن تعطل روسيا تصويتا على هدنة تسمح بوصول (المساعدات) الإنسانية في سوريا”. وأضافت في تغريدة: “كم من الناس يجب أن يموتوا قبل أن يصوت مجلس الأمن علي مشروع القرار؟ دعونا نفعل ذلك الليلة ..فالشعب السوري لا يمكنه ان ينتظر”.

 

نائب وزير الخارجية الأميركية جون سوليفان، قال أثناء وجوده في بروكسل، الجمعة، إن تعامل واشنطن مع موسكو بشأن سوريا أصبح أكثر صعوبة.

 

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن ما تقوم به روسيا وإيران وسوريا، هو أمر مخز على المستوى الإنساني، وأضاف في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبل، في البيت الأبيض، أن وجود قوات أميركية في سوريا هو للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، مؤكداً أنها ستغادر بعد تحقيق هذا الهدف.

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال الجمعة، إنه متفائل بأن مجلس الأمن الدولي سيدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا. وناشد ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقف القصف على منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقال ماكرون إنه سيواصل جهوده للتوسط في وقف لإطلاق النار إذا لم يتسن التوصل إلى قرار لمجلس الأمن.

 

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية، واعتبر في بيان شديد اللهجة صدر قبل لقاء على مستوى القادة الأوروبيين في بروكسل، أن دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق وحماية المدنيين واجب أخلاقي وأمر عاجل.

 

مطار الضمير: قصف متبادل بين فصائل القلمون ومليشيات النظام

استهدفت طائرت النظام الحربية جبال القلمون الغربي، بـ17 غارة جوية، الخميس، وشددت المليشيات من حملتها الأمنية على مدينة الرحيبة، بعدما أمطرت فصائل المعارضة في القلمون الشرقي مطار الضمير العسكري بصواريخ أرض-أرض “نصرة للغوطة”، بحسب مراسل “المدن” عمار حمو.

 

وطال قصف مليشيات النظام محيط مدينة الرحيبة باتجاه منطقة الخزنوية، بقذائف المدفعية، فيما منعت دخول وخروج المدنيين من جيرود في القلمون الشرقي، في خرق واضح وتعطيل لبنود “الهدن” مع هاتين المدينتين.

 

وكانت فصائل المعارضة في جبال القلمون قد أطلقت رشقات صاروخية على مطار الضمير العسكري، الذي تُقلِعُ منه الطائرات الحربية لقصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية. مصدر عسكري من “جيش الإسلام”، قال لـ”المدن”، إن قصف مطار الضمير هو عمل من مجموعة أعمال أطلقتها الفصائل نصرة للغوطة الشرقية، في كل من القلمون ودرعا والساحل.

 

وبدأ أول عمل عسكري “نصرة للغوطة”، الأربعاء، بعدما استهدفت فصائل “الجبهة الجنوبية” نقاطاً عسكرية لمليشيات النظام في درعا، وأتبعه ثوار القلمون باستهداف مطار الضمير، والمعارضة في الساحل باستهداف مدينة القرداحة.

 

وبحسب مصدر من “جيش الإسلام”، فإن صاروخاً باليستياً أطلق من القلمون باتجاه مناطق النظام في الساحل السوري، ولكن لا معلومات لديه حتى اللحظة عن حجم الأضرار التي ألحقها هناك، نظراً لصعوبة تتبع آثاره، بحسب وصفه.

 

وأضاف المصدر أنه من المفترض أن يخرج بيان، الجمعة، من غرفة عمليات “لبيك يا غوطة”، توضح الأهداف التي تم استهدافها والفصائل المشاركة فيها، وما إذا كان هناك تصعيد جديد ضد النظام.

 

ولا تشكّل العمليات العسكرية للمعارضة قوة ضغط كبيرة، كالأثر الذي يتركه أي عمل عسكري من مدينة الضمير، إلا أن الخيارات صعبة أمام فصائل الضمير. وقال مصدر من “جيش الإسلام”، لـ”المدن”، إن أكثر عمل له تأثير، قد تقوم به المعارضة، هو قطع طريق إمداد مليشيات النظام من الضمير إلى مطارها العسكري، مشيراً إلى أن الفصائل قد تمكنت في مرحلة سابقة من قطع الطريق لمدة ثلاثة أيام، فلم تقلع حينها أي طائرة من المطار العسكري، لأن الطريق هو ذاته الذي يسلكه الطيارون. ولكن لا يمكن القيام بأي عمل عسكري غير مدروس، ما قد يُلحق الضرر بعشرات آلاف المدنيين، في الضمير، وعدد كبير منهم من نازحي الغوطة الشرقية.

 

الغوطة تئن تحت القصف مع إرجاء جلسة مجلس الأمن

مجلس الأمن يرجئ التصويت على قرار يوقف معاناة أهالي الغوطة الشرقية بعد فشل المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع روسيا.

بيروت – لا تزال الغوطة الشرقية المحاصرة تتعرض لليوم السابع على التوالي لغارات تشنها طائرات النظام وأخرى روسية، ما تسبب بمقتل ثلاثة مدنيين على الاقل واشتعال حرائق في الأحياء السكنية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتتواصل الغارات الدموية بعد أن أرجأ مجلس الأمن الدولي ليل الجمعة السبت لمرة جديدة التصويت على طلب وقف لاطلاق النار في سوريا لثلاثين يوماً، بعد مفاوضات شاقة فشلت في التوصل الى اتفاق مع روسيا.

ولا يبدو أن نجاح المساعي للتوصل إلى هدنة مؤقتة ووقف فوري للقصف في الغوطة الشرقية، يمكن أن يتحقق بسهولة في ضوء مطالبة روسيا بالحصول على ضمانات من المسلحين في المنطقة، وهو الموقف الذي انعكس على نقاشات مجلس الأمن الذي أجل التصويت لأكثر من مرة.

ويرى مراقبون أن تعاطي المجتمع الدولي رغم الانتقادات الحادة للوضع في سوريا ليس بالكافي لوقف تمادي النظام في انتهاك حق المدنيين العزل.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن “مقتل ثلاثة مدنيين السبت واصابة 12 آخرين بجروح جراء غارات شنتها طائرات روسية على مدينة حرستا”، التي تسيطر حركة أحرار الشام الاسلامية على الجزء الأكبر منها على أطراف الغوطة الشرقية.

 

وشنت طائرات حربية سورية وأخرى روسية وفق المرصد “غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى الى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية”.

وتنفي روسيا ضلوعها في التصعيد العسكري على الغوطة الشرقية لكن واشنطن ومجموعات حقوقية تتهمها بالمشاركة في القصف. ويؤكد المرصد أن طائرات روسية تنفذ غارات على المنطقة.

ومنذ الأحد، تتعرض منطقة الغوطة الشرقية لتصعيد في الغارات والقصف من قوات النظام، ما أسفر عن مقتل 474 مدنياً واصابة المئات بجروح، بحسب المرصد.

وقتل الجمعة 41 مدنياً بينهم 17 طفلاً جراء القصف على الغوطة، وفق آخر حصيلة للمرصد، في وقت أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على طلب وقف لاطلاق النار في سوريا لثلاثين يوما حتى مساء السبت.

ويجري المجلس مشاورات منذ التاسع من فبراير حول مشروع قرار متعلق بهدنة انسانية. وتواجه المفاوضات مشاكل حول تصوّر رئيسي في نص القرار يحدد موعد بدء وقف اطلاق النار.

وقال سفير السويد لدى الامم المتحدة اولوف سكوغ للصحافيين بعد اجتماع مغلق للمجلس “لم نتمكن من سد الفجوة بشكل كامل”.

وكتبت السفيرة الاميركية نيكي هايلي على تويتر “من غير المعقول ان تعطل روسيا التصويت على وقف لاطلاق النار يسمح بادخال مساعدات انسانية في سوريا”.

وتابعت “كم عدد الاشخاص الذين سيموتون قبل ان يوافق مجلس الأمن على التصويت؟ لنقم بذلك الليلة. الشعب السوري لا يستطيع الانتظار”.

وتعثرت المفاوضات بسبب مطالبة روسيا بأن تلتزم الفصائل المسلحة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد بالهدنة.

 

وينص مشروع القرار على رفع كل شكل من اشكال الحصار عن مناطق عدة أبرزها الغوطة الشرقية ويطلب من كل الأطراف “وقف حرمان المدنيين من المواد الغذائية والأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.

وفي البداية كان مشروع القرار ينص على ان موعد سريان وقف اطلاق النار يبدأ بعد 72 ساعة من تبنيه، لكن هذا التصور لا يزال قيد المناقشة.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 11 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا تستهدف حليفتها دمشق. وفي نوفمبر استخدمت حق النقض لانهاء تحقيق تقوده الأمم المتحدة حول هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا.

 

في غوطة دمشق الشرقية.. “الخوذ البيضاء” تقارع الموت وحدها

أحمد علي حسن – الخليج أونلاين

في ساحة المعركتين السياسية والعسكرية في غوطة دمشق الشرقية تعددت أطراف القتال، لكن في ساحة المعركة الإنسانية بقي جنود الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) يقاتلون وحدهم.

 

فالمنطقة التي يعيش فيها نحو 400 ألف مدني، أطبق الحصار على جميع مكونات الحياة فيها منذ 5 سنوات، من طرف قوات النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين و”حزب الله” اللبناني.

 

“الخوذ البيضاء” في سوريا هي رسمياً أطقم الوقاية المدنية السورية، وتعمل في مناطق الحرب التي يتم استهدافها من طرف النظام، للتسبب بأكبر الخسائر عبر قتل المدنيين والقضاء على عمل المساعدين المتطوعين.

 

والغوطة الشرقية أصبحت منذ عام 2012 معقلاً للمعارضة السورية المسلحة، وتعرضت منذ ذلك الوقت لحصار محكم فرضته قوات النظام؛ ممَّا تسبب في أزمة إنسانية خطيرة.

 

هذا الأمر ازداد سوءاً بعد أن كثفت قوات النظام السوري هجماتها بالبراميل المتفجرة وقذائف المدفعية، وشتى أنواع الأسلحة الأخرى، منذ الاثنين الماضي، إذ تجاوز عدد الهجمات، خلال الفترة المذكورة، 260 هجمة.

 

وفي ظل استمرار القصف وتزايد أعداد القتلى والجرحى في المنطقة السورية المنكوبة، يحارب رجال الدفاع المدني بما يتوفر لديهم من معدّات طبية، وما تبقى لهم من إمكانات، في محاولة لإغاثة آلاف العائلات هناك وإسعافهم.

 

لكن الحصار المفروض على المدينة منذ 5 سنوات يشكل حاجزاً أمام عمليات أفراد “الخوذ البيضاء” الذين يصلون الليل بالنهار، وسط ضعف الإمكانات، وانقطاع الدعم وتقاعس الداعمين.

 

ومدن الغوطة وبلداتها المدمرة تضم في جنباتها حارات سويت بيوتها بالأرض، وتعجز أكبر آلات إزالة الركام أمامها، لتكون شاهداً على ما تعانيه الغوطة الشرقية، في أشرس هجمة للنظام على آخر معاقل المعارضة وأكثرها قرباً من دمشق.

 

إذ إن استمرار القصف لليوم السادس على التوالي، يحرم أكثر من 400 ألف سوري مدني يعيشون في الغوطة من الإمدادات العلاجية والخدمات الطبية والإغاثية والتعليمية.

 

-المُغيث يستغيث

 

في أكثر من مناسبة خلال 5 سنوات من الحصار والقصف الذي لم يتوقف إلا نادراً، استغاثت منظمة “الخوذ البيضاء” بالمنظمات الدولية، من أجل تقديم الدعم لإنقاذ 200 ألف طفل يعيشون بالغوطة الشرقية في ظروف سيئة.

 

“الخوذ البيضاء” وعلى لسان مديرها رائد الصالح، دعت المجتمع الدولي إلى التحرك لتفادي وقوع كارثة إنسانية في الغوطة الشرقية، إذ يقول: إن “الضغط على أولئك الذين يحاصرون السكان المدنيين (نظام الأسد وحلفاؤه) يجب أن يزداد”.

 

كما دعا الصالح عدة مرّات، كانت إحداها في تصريحات لـ”دي دبليو” الألمانية، إلى وجوب فتح ممرات إنسانية في المناطق المحاصرة، وكذلك السماح بإجلاء الحالات الطبية الطارئة حال وقوعها.

 

ويطالب بدعم دولي إضافي لعمل “الخوذ البيضاء”، بحيث تساعد وحدات التدريب الإضافية والتجهيزات للعاملين المتطوعين في إنقاذ حياة الناس وتقوية عمل الفرق في مناطق الأزمات، مؤكداً أنهم يعيشون “في ظروف غير إنسانية”.

 

وتطالب “الخوذ البيضاء” منذ سنوات بوقف العمليات العسكرية وإيجاد حل لحماية السكان المدنيين من العنف، لكن الواقع مختلف من ناحية اختراق نظام الأسد الهدنات والاتفاقات التي يتم التوصل إليها بشأن إنهاء القتال وإغاثة المحاصرين.

 

وتشكل الغوطة الشرقية إحدى مناطق “خفض التوتر” التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة في 2017، بضمانة كل من تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة.

 

وفي مسعى لإحكام الحصار كثفت قوات النظام بدعم روسي عملياتها العسكرية في الأشهر الأخيرة، ويقول مسعفون إنّ القصف طال مستشفيات ومراكز للدفاع المدني.

 

وتشدد المنظمة الإغاثية دائماً على أهمية فتح معبر إنساني لإجلاء الحالات الطبية المستعجلة، وكذلك فتح معبر تجاري لضمان استمرار دخول المواد الغذائية والطبية، بما يضمن إعادة الحياة لهذه المناطق.

 

-تضييق تحت النار

 

نائب رئيس المنظمة الإغاثية، عبد الرحمن المواس، أعلن بعد يوم من بدء الهجمة الشرسة المتواصلة على الغوطة الشرقية، أن العاملين في مجال الدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية، يعانون من نقص كبير في التمويل.

 

وقال المواس في اختتام لقاء في باريس مع أحد مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “نعمل على وضع موازنتنا لعام 2018، وانخفضت بمقدار ستة ملايين دولار”، مضيفاً أن أمريكا وبريطانيا كانتا أبرز المساهمين في التمويل عام 2017.

 

المواس اعتبر أن “خفض الموازنة من 18 إلى 12 مليون دولار سيجبر الخوذ البيضاء على عدم قبول متطوعين جدد”، مشيراً إلى أنها فقدت 218 متطوعاً منذ عام 2013، في حين أصيب 500 آخرون خلال الفترة نفسها.

 

وأوضح المواس أن المعارك المتواصلة في الغوطة الشرقية يمكن أن تؤدي إلى أزمة إنسانية مشابهة لتلك التي شهدتها حلب خلال حصار أحيائها الشرقية، في ديسمبر 2016.

 

واتهم النظام السوري “باستهداف المستشفيات، وهذا ما حدث بالسابق في حلب”، مضيفاً في كلامه عن الغوطة الشرقية: “لم يبق لديهم سوى القليل من المواد الغذائية وأسعارها غالية جداً”.

 

وتم ترشيح “الخوذ البيضاء” لجائزة نوبل للسلام الماضية، لكنهم لم يُوفّقوا، إلا أن عناصر الدفاع المدني، البالغ عددهم نحو 3 آلاف متطوّع، بينهم 78 امرأة، حصلوا على إشادة عالمية بتضحياتهم.

 

وفي سبتمبر 2016 اختارتهم المنظّمة السويدية الخاصة “رايت لايفليهود” لمنحهم جائزتها السنوية لحقوق الإنسان، التي تعد بمنزلة “نوبل بديلة”، مشيدة بشجاعتهم الاستثنائية، وتعاطفهم والتزامهم الإنساني لإنقاذ المدنيين من الدمار.

 

إيكونوميست: لا نهاية قريبة للحرب السورية

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

اعتبرت صحيفة الإيكونوميست الأسبوعية أن ما يجري في الغوطة الشرقية قرب دمشق من عمليات قصف متواصلة يشير إلى أن الحرب في سوريا بدأت تسخن من جديد، وأنه لا نهاية قريبة لها.

 

وقالت الصحيفة البريطانية إن النظام السوري عازم على قصف المدنيين بلا رحمة في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون، وهو ما يجري حالياً في الغوطة الشرقية، الضاحية التي تقع قرب العاصمة دمشق، التي تعرّضت للحصار من قبل النظام في العام 2013.

 

الصحيفة تطرّقت في حديثها إلى ما ذكرته منظمة الطفولة العالمية التابعة للأمم المتحدة حول ما يحدث في الغوطة الشرقية، وقولها إنه “لم يعد هناك كلمات لوصف المعاناة في سوريا”.

 

وتابعت: “في خطوة غير معتادة، أصدرت المنظمة بياناً فارغاً للتعبير عن سخطها من الهجمات الأخيرة التي شنها نظام بشار الأسد، منذ الثامن عشر من شهر فبراير الجاري، بدعم من القوات الروسية”.

 

نظام الأسد، بحسب الصحيفة، “يحشد لهجوم برّي كبير على الغوطة، وذلك بعد سلسلة متواصلة من الهجمات الجوية، استخدم فيها النظام السوري وداعموه الروس البراميل المتفجّرة والمدفعية”.

 

ومضت الصحيفة بالقول: إن “ما يجري في سوريا يؤكد مجدداً أن نهاية الحرب ما زالت غير ممكنة بعد سبعة أعوام من اندلاعها”.

 

واستطردت في الحديث عن الحرب في سوريا، مشيرة إلى أنها “باتت اليوم أكثر تعقيداً؛ فبعد ظهور تنظيم داعش في سوريا تدخّلت العديد من الدول الأجنبية في إطار سعيها لمحاربة التنظيم، وبدأ السلاح يتدفق إلى سوريا بكميات كبيرة”.

 

تلك الأسباب بحسب الإيكونوميست “جعلت العديد من المراقبين يتحدثون عن حرب أهلية طويلة في سوريا، تماماً كما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرّت لمدة خمسة عشر عاماً، ولكن تبقى الحرب في سوريا أكثر دموية”.

 

الصحيفة البريطانية أشارت إلى أنه “عقب انهيار تنظيم داعش واستعادة السيطرة على الأراضي التي كان يسيطر عليها، بدأت عملية تركيز قوات الأسد على الجيوب المقاومة لنظامه في شمال غربي سوريا، وهو الجزء الأكثر اكتظاظاً، خاصة بعد أن تم تجميع غالبية المعارضة المسلّحة في إدلب، فلم يبقَ أمامه سوى الغوطة الشرقية، التي سبق لقوات النظام أن هاجمتها بالأسلحة الكيمياوية عام 2013”.

 

وترى الصحيفة أن تكتيات الأسد “تقشعرّ منها الأبدان؛ فهو يتعمّد محاصرة المدنيين وتجويعهم ومن ثم قصفهم حتى الاستسلام، الأمر الذي أدّى إلى تدمير المستشفيات والمنازل والمدارس، بالإضافة إلى منع وصول أي أدوية ومواد غذائية”.

 

يوميات الغوطة.. كيف يعيش الناس تحت الأرض؟

محمد النجار-الجزيرة نت

“من شباك صغير بأعلى زنزانتي الجماعية (القبو).. بشوف الدنيا.. السما كتير بعيدة عنا وصعب تنشاف.. محجوزة من المروحية والميغ والسوخوي والاستطلاع”، هذا باختصار ما وصفت به سيدة سورية قصص السوريين الذين يعيش عدد كبير منهم في أقبية تحت الأرض هربا من القصف المتواصل على الغوطة الشرقية.

القصص تروي معظمها نيفين حوتري، وهي أم لطفلين هما مايا وقصي، كما تروي سوريات يعشن في الأقبية مع عشرات العائلات قصصا من يوميات المدنيين الذين تحولوا للعيش تحت الأرض، ومن بينهم ليلى بكري التي كتبت جوانب من هذه الحياة، ومنها استراق طفلتها للحظات تحت أشعة الشمس هربا من ظلمة القبو.

يوم أمس الجمعة نشرت نيفين فيديو قالت إنها صورته قريبا من القبو الذي غادرته للحظات قالت فيه بصوت بدا متعبا وحزينا “خمسة أيام قصف متواصل بكل أنواع الأسلحة على مدار النهار، ما عم تهدا، مجتمع دولي ساكت، هذا المكان هو أقل مكان ممكن أنقل منه شو عم يصير”.

كتبت بعضا من نقاش الجالسين في العتمة عن جلسة مجلس الأمن لبحث الأوضاع بالغوطة، وقالت “بمناسبة جلسة مجلس الأمن الواضح إنها مخيبة للآمال (..) الحكم بالنفي كان عقوبة تطبق على المذنب.. هل برأيكن ذنب انو بدنا نضل عايشين ببيوتنا وعم نعيش حريتنا!، وين الحكام يلي مقبول بالنسبة إلهم ينحكم علينا بالتهجير (..) التهجير حل! ولا حكم عقوبة يا مدعيين الإنسانية، عم تعطونا خيارين إما الإبادة أو المنفى”.

قصص الأطفال

اعتادت نيفين أن تنقل قصص أطفال يعيشون في القبو، من قصص حياتهم إلى خوفهم، ومنها قصة ابنتها مايا التي اعتادت نقل الدمى الخاصة بها أينما ذهبت، وتلك الصغيرة التي تركض وترفرف بأيديها كلما اقترب القصف، وثلاثة أطفال اعتادوا أن يرددوا أدعية بألسنة مرعوبة كلما اشتد القصف.

وصفت في كتاباتها حوارا دار أمس الجمعة سأل فيه أحدهم “إحنا أي يوم”، فتعددت الإجابات بين الثلاثاء والأربعاء والخميس، وواحد فقط أجاب أن اليوم هو الجمعة.

قصص أخرى كتبتها أم قصي تختصر حياة المحاصرين في الغوطة تحت القصف، فكتبت عن شباكين (نافذتين) أثرا بشكل لافت في يومياتها تحت القصف.

الأول شباك بيتها الذي وضعت صورته قبل أيام بعد أن انكسر جزء منه قبل أن تغادر لتعيش في القبو مع اشتداد القصف.

وكتبت رسائل متعددة من قصة هذا الشباك فقالت “نحنا هون عايشين بلطف ومعجزة من رب العالمين.. وإذا كنت مسيحي فيك تقرأها متل المعجزات تبع السيد المسيح وأمه مريم عندكم، إذا كنت لا تؤمن بشيء فيك تقرأها متل قوى الطبيعة عندك، بالمحصلة لو ما لطف رب العالمين كان من 2012 انتهت البشرية بكوكب الغوطة”.

رسائل في كل اتجاه

وزادت “إذا كنت أما.. بحب خبرك أنو أولادنا غاليين جدا علينا.. وانت بتعرفي تماما غلاوة الولد.. معرضين بكل لحظة لكل شي سيئ”.

وقالت أيضا “إذا كنت من جماعة خرجهن هدول داعش بحب خبرك أنو وحياة أهلك إذا في بيتكن داعش بيكون عنا في داعش، وإذا كنت من جماعة النظام تأكد تماما انو النظام متل مو بايعني بايعك.. بس دورك لسا ما اجا”.

وأضافت “مو المطلوب منكم كلكم انو تعملوا شي.. لانو ما فيكن تعملوا شي.. بس ضروري تعرفوا كل هي التفاصيل.. تفاصيل حياة عم نعيشها كل ثانية بقرن”.

الشباك الثاني هو شباك القبو الذي تكتب نيفين قصصها من تحته، فكتبت في الـ22 من الشهر الجاري “من هالشباك الصغير بنعرف أنو في فجر بعد الليل.. وبعد العسر يسر.. بنضحك على قصص ما بتضحك.. بنتذكر شغلات حلوة مرينا فيها”.

شباك القبو

من تحت هذا الشباك روت حكاية العائلات في القبو الذي اعتادت أن تسميه “المعتقل”، وقالت “بالمعتقل (الإقامة الجبرية بالقبو) إذا توفرت لنا وجبة وحدة باليوم بنكون بألف نعمة لأن أغلب بيوتنا تضررت وأساسا الناس بالغوطة ما كانوا قادرين يخزنوا شيئا ببيوتهم.. وحاليا ما في حركة بالشارع نهائيا.. ولا في أسواق ومحلات”.

وزادت وهي تصف الحياة الحزينة في القبو “بالمعتقل الليل والنهار واحد.. محبوسين بين كم حيط منعزلين عن العالم، النهار ما اسمو نهار لأن المكان عتم.. والليل ما اسمو ليل لأن براميل وصواريخ النظام عم تضوي السماء والأرض”.

وروت أيضا “بالمعتقل.. بنعرف انو ممكن تكون تهمتنا انو بدنا حريتنا.. بس أبدا ما بنعرف نوع الحكم ومدته، بالمعتقل في تعذيب من كل الأشكال، على سبيل المثال لا الحصر ممنوع النوم، كل عشر دقائق في صاروخ قريب مشان يضمنوا انو ما حدا ينام.. هاد طبعا بأوقات راحة الطيار، أما بساعات العمل كل أقل من دقيقة في رشقة صواريخ (صعب تلحق تعدهن كم واحد.. بدهن سرعة فائقة بالعد)”.

وتابعت “بالمعتقل في أشغال شاقة حتى أبسط الأمور بتعذبنا لتصير.. لدرجة تغسيل الايدين بدو معاملة، طبعا لأن نحنا بقبو أساسا مو ملجأ ولا مسكن.. قبو على العظم مهجور ومو مخدم.. الجلوس والنوم على الحجار والتراب تبع الأرضية”.

ملابس القبو

وبنوع من الكوميديا السوداء تروي قصتها مع الملابس فتقول “بالمعتقل بنقضي نهارنا وليلنا بنفس التياب.. تياب الطريق.. لأن أولا في أكتر من عيلة مجموعين بنفس المكان.. وثانيا إذا الله أخد أمانته مو حلوة يشوفونا العالم كيف ما كان”.

وتضيف “بالمعتقل.. بنام بطريقة أقرب ما يكون لفوق بعض.. أو على نفس الجنب.. أولا لأننا كتار والمكان ما بيوسع.. تانيا بندفي بعض.. كتير برد وما في أغطية كافية، بالمعتقل الزيارات ممنوعة، والتغطية والاتصالات مقطوعة، إذا الأخت ساكنة بالبناء المجاور صعب الوصول إلها”.

وختمت بالقول “لسا بدي عمر أحكي عن المعتقل وما بخلص.. كل الأقبية صارت معتقلات إجبارية مفروضة علينا بالغوطة، كل الحكي يلي فوق احتمال تكونوا بتعرفوه.. بس يلي بيهمني العالم يعرفوا انو بالمعتقل نحنا عم نضحك وعايشين رغم كل شي وأيا شي، حتى لو ما في سبب بنخلق الضحكة وبنضحك.. لنعيش، بتمنى العالم يعرف انو ألف معتقل أهون علينا من التهجير.. فاشتغلوا على هاد الأساس”.

تتمنى نيفين في أحد منشوراتها أن تعيش ليوم لا تصل فيه رسائل المتضامنين المليئة بعبارات الرجاء بأن يحفظهم الله مما هم فيه فتتبادل النقاش عبر فيسبوك ليصبح “شو طابخين” أو عن أحوالهم، وتؤكد في نهايته “لسا بدنا حرية”.

المصدر : مواقع التواصل الإجتماعي

 

مجلس الأمن أمام اختبار الغوطة مجددا اليوم

ينتظر أن يصوت مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم على مشروع قرار يطالب بهدنة إنسانية في سوريا، وحصلت الجزيرة على آخر مسودة من مشروع القرار، حيث أدخلت تعديلات، وذلك في محاولة لتجنب فيتو روسي أثناء التصويت.

 

ولم يعرف بعد الموقف الروسي من التعديلات الأخيرة التي تضمنت اكتفاء القرار بمطالبة جميع الأطراف بوقف الأعمال القتالية دون تأجيل في عموم سوريا، وذلك بدلا من الصيغة الأصلية التي كانت تطالب بوقف القتال بعد 72 ساعة من اعتماد القرار، وبدء إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى والمصابين بعد 48 ساعة من سريان الهدنة.

 

وأعرب مندوب السويد لدى الأمم المتحدة أولوف سكوغ عن أمله في أن يجتمع أعضاء المجلس اليوم من أجل إصدار القرار بعد فشلهم في إقراره أمس.

 

وتابع سكوغ خلال مؤتمر صحفي في مقر المنظمة الدولية بنيويورك أن الموقف يبعث فعلا على الإحباط، خاصة إذا ما وضعت الحقائق على الأرض في الاعتبار.

 

بدوره، أكد منصور العتيبي رئيس مجلس الأمن الدولي مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة أن التصويت على مشروع قرار الهدنة سيجرى ظهر السبت بتوقيت نيويورك.

 

وأضاف “أعتقد أننا قريبون للغاية من الهدف، وسوف نعقد اجتماعا آخر للمجلس السبت للتصويت على مشروع القرار”.

 

تعنت روسي

وأفاد دبلوماسيون بأن الإشكالية تكمن في الموقف الروسي الذي يريد ضمانات من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية تتعلق بالوقف الكامل للمعونات العسكرية والتقنية للجماعات المسلحة داخل الغوطة الشرقية.

 

وانتقدت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة بشدة الموقف الروسي في المشاورات التي أجراها مجلس الأمن بشأن مشروع القرار.

 

وقالت إنه أمر لا يمكن تصديقه أن تماطل روسيا في التصويت على وقف لإطلاق النار يسمح بالوصول الإنساني في سوريا.

 

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الهجمات الأرضية والغارات الجوية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق تسببت في مقتل نحو أربعمئة شخص -بينهم نساء وأطفال- خلال الأيام الأربعة الماضية فقط، كما أدت إلى إصابة أكثر من ألف شخص.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

جد يدفن حفيده بالغوطة: ليتني متّ قبل حسرتي عليك

 

أظهر مقطع للفيديو نشره ناشطون سوريون بكاء وحرقة وألما بين أفراد أسرة طفل لقي حتفه جراء قصف طائرات النظام على الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

 

وكان جد الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره -على ما يبدو- في حالة من الانهيار، إذ بللت دموعه لحيته التي غزاها الشيب.

 

ولم يتوقف المسن عن العويل حتى وهو منهمك بحفر القبر الصغير، “أنا بدي إياه يروح مشان ما يعيش كثير مقهور (أنا أريده أن يذهب كي لا يعيش مقهورا)”، في إشارة إلى الحملة العسكرية القاسية التي تتعرض لها الغوطة المحاصرة، مما حوّل حياة أهلها وأطفالها إلى كابوس مزعج.

 

من جهته قال والد الطفل محمود أنور الطيفاني إن عملية الدفن تعثرت بسبب القصف الذي لم يهدأ.

 

ومنذ الأحد الماضي قتل 460 شخصا بينهم 103 أطفال، في حين أصيب أكثر من ألفين، فضلا عن تدمير العديد من المشافي والمرافق العامة جراء الغارات التي تسببت في شلل تام في الأسواق التجارية.

 

وقد نفذت خلال الحملة المستمرة مئات الغارات بمعدل مئة غارة تقريبا كل يوم، وقال الدفاع المدني إن قوات النظام استخدمت فجر أمس قنابل النابالم الحارق والقنابل العنقودية المحرمة دوليا في قصف مدينتي دوما وعربين، مما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة.

 

يشار إلى أن قوات النظام فرضت حصارا محكما على الغوطة الشرقية منذ العام 2013 حيث يعيش نحو أربعمئة ألف مدني.

المصدر : الجزيرة

 

واشنطن: التعامل مع روسيا بشأن سوريا أصبح أكثر صعوبة

بروكسل – رويترز

 

قال نائب وزير الخارجية الأميركي، جون سوليفان، في #بروكسل، اليوم الجمعة، إن تعامل #واشنطن مع #موسكو بشأن #سوريا أصبح أكثر صعوبة.

 

وأضاف سوليفان للصحافيين “بذلنا جهدا كبيرا للحفاظ على العلاقات والحوار مع روسيا بشأن القضايا والمجالات التي يمكن أن نتعاون فيها بغية الوصول إلى هدف مشترك وكانت سوريا إحداها”.

 

ومضى يقول “مع تقدم الحملة ضد تنظيم #داعش أصبح العمل مع الروس بشأن (سوريا) أكثر صعوبة لنا”.

 

وأشار سوليفان إلى أنه لم يشارك مباشرة في المشاورات التي تجري في #مجلس_الأمن التابع للأمم المتحدة بخصوص التصويت على مشروع قرار خاص بسوريا اليوم الجمعة.

 

صورة من الغوطة الشرقية.. لغز يلف هذا الرضيع

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— مغطى ببطانية رمادية اللون، وشعره الأجعد يرتاح على الوسادة، قد تبدو هذه صورة لأي رضيع ينام بسلام في منزله، إلا أن آثار الدم الجاف حول فتحتي أنفه، واللون الداكن الذي يعلو أحد عينيه يعطي لمحة أن هناك أمرا ما سيء.

 

فاقد للوعي، صورة الرضيع هذه تظهر ضحية أخرى ضمن العديد ممن لا تسمع أصواتهم بسبب القصف العنيف للغوطة الشرقية التي يسيطر عليها “الثوار”.. الأطباء لا يعرفون اسمه، أو من هما والداه أو حتى من ماذا يشكو، وفقا لما قاله الدكتور حمزة حسن، اخصائي الأنف والأذن والحنجرة في تصريح لـCNN من الغوطة الشرقية.

 

وقال حسن: “لا تظهر عليه (الرضيع) أي جروح خارجية، نعتقد أنه يعاني من مشكلة في الجهاز العصبي وإصابات داخلية،” لافتا على أن الرضيع أحضر إلى المستشفى الذي يعمل فيه، الخميس، بعد نقله من مستشفى آخر تعرض للقصف.

 

مسعفون في الغوطة الشرقية: القصف لا يهدأ لفترة تكفي لإحصاء الجثث

بيروت (رويترز) – قال مسعفون بمنطقة الغوطة الشرقية إن القصف لا يهدأ لفترة من الوقت تسمح لهم بإحصاء الجثث وذلك في واحدة من أكثر حملات القصف فتكا في الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ سبع سنوات.

أشخاص يسيرون بين المباني المدمرة بعد غارة جوية في مدينة دوما في الغوطة الشرقية يوم الجمعة. تصوير: بسام خابيه – رويترز.

 

وقال شاهد وخدمة إغاثة والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات الحربية قصفت الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة يوم السبت لليوم السابع على التوالي وسط تصعيد عنيف من جانب دمشق وحلفائها.

 

وندد سكان تحصنوا بالأدوار السفلى في مبان وجمعيات خيرية طبية بالهجوم على 12 مستشفى كما ناشدت الأمم المتحدة وقف إطلاق النار في الغوطة، المعقل الكبير الوحيد لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة.

ولم يصدر تعليق من الجيش السوري حتى الآن.

 

وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا إنهما تستهدفان المتشددين فحسب وتسعيان لوقف هجمات المورتر التي يشنها مقاتلو المعارضة على العاصمة كما تتهمان المعارضين في الغوطة باستخدام السكان كدروع بشرية.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تصعيد نيران الصواريخ والقصف والغارات الجوية أودى بحياة قرابة 500 شخص منذ مساء يوم الأحد. ومن بين القتلى أكثر من 120 طفلا.

 

وأضاف المرصد، ومقره بريطانيا، أن الغارات أصابت دوما وحمورية وبلدات أخرى في الغوطة الشرقية يوم السبت مما أسفر عن مقتل 24 شخصا.

 

وقال الدفاع المدني السوري في الغوطة الشرقية إن مسعفين هرعوا للبحث عن ناجين بعد ضربات في كفر بطنا ودوما وحرستا. وأضافت منظمة الإنقاذ التي تعمل في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية أنها وثقت 350 حالة وفاة على الأقل خلال أربعة أيام الأسبوع الماضي.

 

وقال سراج محمود وهو متحدث باسم الدفاع المدني ”يمكن أكتر من هيك بكتير… ما قدرنا امبارح نحصي أعداد الشهداء لأن الطائرات الحربية عم تتجول بالسماء“.

 

ومع تساقط القنابل التي أصاب بعضها مراكز للطوارئ وسيارات إسعاف يكافح المسعفون لانتشال الناس من تحت الأنقاض. وقال محمود ”بس نحنا إذا راح نحفر بإيدينا وراح نطلع برجلينا نركض ركض ونسعف العالم لساتنا موجودين“.

 

وقال شاهد في دوما إنه استيقظ في الساعات الأولى من صباح يوم السبت على صوت قصف الطائرات لمنطقة قريبة. وظلت معظم الشوارع خالية.

 

وتقول الأمم المتحدة إن قرابة 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية. وتخضع المنطقة لحصار تفرضه قوات الحكومة منذ عام 2013 دون ما يكفي من الغذاء والدواء.

 

وأرجأ مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة التصويت على مسودة قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في جميع أنحاء سوريا للسماح بدخول المساعدات وعمليات الإجلاء الطبي.

 

وسيصوت المجلس الذي يضم 15 دولة يوم السبت على القرار الذي وضعت مسودته الكويت والسويد. وجاء التأجيل بعد خلافات في مفاوضات اللحظة الأخيرة على النص إذ اقترحت روسيا، التي تملك حق النقض (الفيتو) وحليفة الرئيس السوري بشار الأسد، تعديلات جديدة.

 

وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن فصائل معارضة في الغوطة الشرقية أطلقت قذائف مورتر على مدينة دمشق القديمة يوم السبت. وأضافت أن مدنيا قتل وأصيب 60 في القصف يوم الجمعة وأن الجيش رد بقصف أهداف في الضواحي.

 

وانهارت بسرعة محاولات سابقة لوقف إطلاق النار في سوريا منذ نشوب الصراع الذي راح ضحيته مئات الآلاف وأجبر 11 مليون شخص على ترك منازلهم.

 

إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير علا شوقي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى