أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 25 أذار 2017

 

خلاف في جنيف بين الحكومة والمعارضة حول الأولويات

لندن، موسكو – «الحياة»

أفاد ديبلوماسي روسي بأن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي وسيرغي فيرشينين رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيصلان إلى جنيف الاثنين لإعطاء زخم لمفاوضات جنيف التي انطلقت بلقاءات عقدها فريق المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا مع الأطراف السورية، مع استمرار الانقسام بين وفدي الحكومة والمعارضة على أولويات التفاوض.

ونقلت وكالة «تاس» أن الهدف من وصول الديبلوماسيين رفيعي المستوى هو «دعم العملية التفاوضية السورية في إطار جولتها الخامسة» في جنيف، التي غاب عنها حضور مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى.

وانطلقت أمس المفاوضات لدى وصول دي ميستورا بعد محادثاته في موسكو وأنقرة، لكن الخلاف استمر بين وفدي الحكومة والمعارضة حول أولوية التفاوض. وقال رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» نصر الحريري، إن المعارضة متمسكة في بحث الانتقال السياسي وفق ما ينص القرار الأممي 2254 وبيان جنيف. وأضاف أن «التركيز الآن يجب أن يكون على الانتقال السياسي وكل ما يتعلق به، أي الانتقال السياسي ثم الدستور الجديد وإجراء الانتخابات». وشدد نصر الحريري على أن القرار الأممي 2254 واضح في إلزامه الأطراف ببيان جنيف. وأضاف الحريري في مؤتمر صحافي في دمشق أن «الهيئة» تحاول التقدم عملياً ودفع العملية السياسية إلى الأمام وأن القرار 2254 يتحدث عن كامل الفترة الانتقالية وكل المواضيع التي نريد التحدث عنها».

وأشار إلى أن اجتماع «الهيئة» مع نائب المبعوث الأممي إلى سورية رمزي رمزي حيث «شهد حديثاً كثيراً عن الانتقال السياسي، وهذا الأمر أُدرج على جدول الأعمال لتتم مناقشته بالتفصيل مع دي ميستورا».

وقال عضو قيادة «الائتلاف» ياسر الفرحان إن «تطبيق الانتقال السياسي عبر المفاوضات الجارية في جنيف هو المفتاح لجميع السلال» التي تشمل مناقشة تشكيل جهاز حكم وصوغ الدستور والإعداد للانتخابات وملف الإرهاب. وأضاف أننا «نقبل تركيز دي ميستورا على قرار مجلس الأمن 2254 ليكون أساس الأعمال على أن لا يتجاوز بقية القرارات»، مضيفاً: «نريد أن ندخل في مضمون المفاوضات من دون أن تشغلنا ذرائع النظام».

في غضون ذلك، اتهم رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري عدداً من المجموعات المسلحة التي شاركت في اجتماعات آستانة ووقعت على اتفاق الهدنة في تقويض عملية السلام وخرق وقف الأعمال القتالية. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الجعفري قوله: «بدأت هذه الجولة من جنيف-5 على وقع تصعيد واضح من قبل جبهة النصرة الإرهابية والمجموعات الإرهابية الأخرى المنضوية تحتها… وهذه المرة ليست الأولى التي يتزامن فيها تصعيد الإرهابيين مع أي مبادرة سياسية أو جولة محادثات في جنيف أو آستانة، إلا أن التصعيد الأخير لافت للانتباه من حيث التوقيت والشكل والمضمون».

وأوضح الجعفري أنه في هذه المرة شارك في الهجوم على دمشق الذي انطلق من حي جوبر كل من «جبهة النصرة» و «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام»، مشدداً على أن هذه القوى كانت تتقاتل في ما بينها قبل ذلك، علماً أن «جيش الإسلام» لم يعلن مشاركته في الهجوم.

كما أكد المسؤول السوري أن الهجوم الذي يُشن حالياً على ريف مدينة حماة «يشارك فيه كل من جيش النصر وجيش العزة وفيلق الشام وجيش إدلب الحر بقيادة أحرار الشام وجبهة النصرة». وأكد الجعفري أن «هدف كل الاعتداءات الإرهابية التي حدثت هو تقويض المحادثات في آستانة وجنيف»، مضيفاً: «على كل الحكومات التي تتمتع بالمنطق دعم المسار السياسي في آستانة وجنيف».

وأعاد إلى الأذهان أن مجلس الأمن يعتبر «جبهة النصرة» («جبهة فتح الشام» حالياً) تنظيماً إرهابياً، لافتاً إلى أنه بالتالي «كل من يتعامل معها إرهابي وكل حكومة تتعامل مع هذه الفصائل الإرهابية هي حكومة ترعى الإرهاب».

وأشار إلى أنه طرح «على المبعوث الأممي مجموعة من الاستفسارات لاستيضاح الموقف من الأحداث التي تجرى الآن في سورية»، مشدداً على أن سلة مكافحة الإرهاب ستبدأ مناقشتها السبت. وقال الجعفري: «ليس هناك تقسيم للسلال أو تجزئة، بل هناك ضرورات عملية، لذا سنبدأ السبت بمسألة مكافحة الإرهاب لأنه الحدث الأساسي المهيمن على المشهد السوري».

 

معارك عنيفة في حماة وقتلى بغارة على سجن في إدلب

بيروت، دبي – رويترز، «الحياة»

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (السبت) إن ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا بعد ضربة جوية الليلة الماضية أصابت سجنا في محافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة، في وقت أعلن مصدر عسكري أن القوات النظامية استعادت قرية قرب حماة التي تشهد معارك عنيفة عرقلت خروج الدفعة الثانية من مهجري حي الوعر المتجهين إلى ريف إدلب، وتم تأجليه حد بعد غد.

وأوضح «المرصد» أن من بين القتلى سجناء واثنين من العاملين في السجن، وقال إنه تلقى معلومات بأن بعض من لاقوا حتفهم قتلوا بالرصاص أثناء محاولة الفرار من السجن بعدما أصابت الضربة الجوية جانبا منه.

وأفادت «شبكة شام» الموالية للمعارضة المسلحة على موقعها الإلكتروني اليوم بأنه و «بعد اجتماعات عدة بين لجنة تفاوض الحي وقوات النظام بحضور الوسيط الروسي ، تم التوافق على تأجل دفعة التهجير الثانية والتي كانت وجهتها ريف ادلب حتى الإثنين المقبل، وذلك بسبب المعارك التي تشكل خطورة على الطرقات المؤدية إلى المنطقة ، اضافة إلى التهديدات الكثيرة التي وصلت لأهالي الحي بخطف قافلة المهجرين من جهة أخرى، بعدما تم تحديد طريق القافلة الجديد مروراً  بمصياف وشين وطرطوس اللاذقية وسهل الغاب، وصولاً إلى قلعة المضيق» الطريق الذي وصفه بعض اهالي الحي بالانتحار بعد كثرة عدد القتلى في صفوف النظام إثر المعارك الجارية.

وأفاد مصدر عسكري سوري بأن قوات النظام وحلفاؤها استعادوا السيطرة على قرية قرب حماة اليوم، فيما تسعى القوات الحكومية لصد هجوم كبير لمقاتلي المعارضة الذين حققوا تقدما كبيرا نحو حماة فسيطروا على نحو 12 بلدة وقرية وتقدموا حتى أصبحوا على بعد كيلومترات قليلة من المدينة وقاعدتها العسكرية.

وقال المصدر العسكري: «وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة تستعيد بلدة كوكب وتواصل عملياتها العسكرية على أكثر من اتجاه في ريف حماة الشمالي».

وذكر المرصد أن مقاتلي المعارضة أجبروا على الانسحاب تحت نيران الصواريخ من بعض المواقع التي كانت تحت سيطرتهم لكن تبادل القصف في أنحاء من أرض المعركة في حماة لا يزال مستمرا، وفي دمشق قال الجيش أمس الجعة إنه نجح في استعادة السيطرة على كل المواقع التي انتزعها منه مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي في حي جوبر الذي يقع على الطرف الشمالي الشرقي من منطقة وسط العاصمة.

 

ميليشيات عراقية في دمشق وغارات روسية قرب حماة

لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز

شنت طائرات روسية غارات على ريف حماة لوقف تقدم فصائل معارضة وإسلامية بالتزامن مع وصول ميليشيات عراقية تدعمها إيران إلى الأحياء الشرقية لدمشق لدعم القوات النظامية في استعادة مناطق خسرتها في الأيام الماضية، وسط أنباء عن انفجار قرب مقر الشرطة في العاصمة. وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية التي تدعمها واشنطن، وصولها إلى سد الفرات في مدينة الطبقة مع اقتراب انطلاق معركة تحرير الرقة من «داعش».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن فصائل في «الجيش الحر» وأخرى إسلامية بينها «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، وسّعت نطاق سيطرتها في ريف حماة، وذلك في هجوم هو الأكبر لمقاتلي المعارضة منذ شهور. وعلى رغم أن اليد العليا في القتال لا تزال للقوات النظامية، فإن مكاسب عناصر المعارضة كشفت عن التحدي الذي يواجه الجيش والجماعات المسلحة المتحالفة معه في ظل خوضه المعارك على جبهات عدة.

وقال مصدر في الجيش النظامي: «بدأ الآن توجيه الضربات الجوية الروسية ورمايات المدفعية المركزة على المجموعات المسلحة ومقرات قيادتها وخطوط الإمداد الخاصة بها تمهيداً للانتقال إلى الهجوم المعاكس. الروس مشتركون طبعاً في هذه الغارات». وقال «المرصد» إن جماعات المعارضة تركز هجومها الجمعة على قرية قمحانة التي تبعد نحو ثمانية كيلومترات شمال مدينة حماة.

وأفاد حساب على تطبيق «تلغرام» للرسائل الفورية تابع لـ «هيئة تحرير الشام»، بشن هجوم انتحاري هناك، إضافة إلى بث صورة لزعيم «النصرة» الإرهابي أبو محمد الجولاني في غرفة العمليات.

في الجنوب، قال «المرصد» إن «القوات النظامية واصلت قصفها مناطق في حي جوبر عند الأطراف الشرقية للعاصمة، بينما سقط ما لا يقل عن 8 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض أطلقتها القوات النظامية على مناطق في حي القابون، فيما تتواصل الاشتباكات على محاور في المنطقة الصناعية شمال حي جوبر، وشارع الحافظ بحي برزة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى». وأفيد لاحقاً باستعادة القوات النظامية «كتل أبنية» في جوبر، بالتزامن مع وصول «حركة النجباء»، وهي ميليشيات عراقية تدعمها طهران، إلى جوبر.

إلى ذلك، قالت جيهان شيخ أحمد الناطقة باسم «قوات سورية الديموقراطية»، إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة تمكنت الجمعة من الوصول إلى سد الطبقة الذي يعد أحد أكبر المهمات في الحملة لطرد تنظيم «داعش» من الرقة، وإنها تقاتل التنظيم عند مدخل السد.

ويمتد السد، وهو الأكبر على نهر الفرات، مسافة أربعة كيلومترات عبر النهر إلى الضفة الجنوبية، وهو واحد من عدد قليل من نقاط العبور المتبقية بعد تدمير الكثير من الجسور خلال الصراع.

وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الذي تشارك بلاده في التحالف الدولي، قال إن معركة استعادة الرقة قد تبدأ على الأرجح في الأيام المقبلة. وقال بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في جنيف، إن أي هجوم تدعمه الولايات المتحدة أو تركيا على «داعش» في الرقة، لن يكون مشروعاً ما لم يتم بالتنسيق مع دمشق.

وكان المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا عقد لقاءات مع وفدي الحكومة و «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة وسط اختلاف في الأولويات بين تركيز دمشق على محاربة الإرهاب وتمسك المعارضة ببحث الانتقال السياسي.

 

واشنطن وموسكو تبحثان «السلامة» في سماء سورية

موسكو – رويترز

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قنوات الاتصال بين روسيا والولايات المتحدة في شأن سلامة الطيران في المجال الجوي السوري «تعمل بكفاءة»، وفق ما نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء.

وقالت الوزارة إن مسؤولين عقدوا مؤتمراً عبر الفيديو مع نظرائهم الأميركيين أمس (الجمعة)، وناقشوا إجراءات محتملة لتطوير مذكرة تفاهم بينهما في شأن سلامة الطيران فوق سورية التي تم التصديق عليها في 2015.

ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها: «تم تأكيد عدم وقوع أحداث تذكر بسبب إجراءات القوات الجوية الروسية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية».

واتفق قادة عسكريون كبار في البلدين خلال اجتماع عقد في آذربيجان في شباط (فبراير) على تحسين الاتصالات بينهما لضمان عدم وقوع «أحداث غير مقصودة» في محاولة واضحة لتجنب أي مواجهة في الأجواء السورية.

يأتي هذا في وقت شنت طائرات روسية غارات على ريف حماة لوقف تقدم فصائل معارضة وإسلامية تزامناً مع وصول ميليشيات عراقية تدعمها إيران إلى الأحياء الشرقية لدمشق لدعم القوات النظامية في استعادة مناطق خسرتها في الأيام الماضية، بينما يبحث المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا عقد لقاءات مع وفدي الحكومة و «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة وسط اختلاف في الأولويات بين تركيز دمشق على محاربة الإرهاب وتمسك المعارضة ببحث الانتقال السياسي.

 

إيران وسورية وكوريا الشمالية في سلة عقوبات أميركية

واشنطن – جويس كرم , طهران – محمد صالح صدقيان

فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب أمس، عقوبات على 30 كياناً وفرداً أجنبياً من 10 دول، بينها الصين، لاتهامهم بنقل تكنولوجيا حساسة تعزّز البرنامج الصاروخي لطهران، وبانتهاك قيود على التصدير إلى إيران وكوريا الشمالية وسورية، لكبح انتشار الأسلحة.

وأعلنت الخارجية الأميركية أن الكيانات والأفراد يساهمون في نشاط يؤدي إلى «تصعيد صراعات إقليمية ويشكّل تهديداً ضخماً للأمن الإقليمي». وأشارت إلى فرض عقوبات على 11 كياناً وفرداً، من الصين وكوريا الشمالية ودولة الإمارات، لنقلهم تكنولوجيا تعزّز برنامج طهران للصواريخ الباليستية. وأضافت أن عقوبات فُرِضت على 19 كياناً أو فرداً اعتبرت أنهم «نقلوا إلى إيران أو كوريا الشمالية أو سورية أو اشتروا منها سلعاً أو خدمات أو تكنولوجيات مدرجة في لوائح مراقبة الصادرات المتعددة الطرف». ووَرَدَ في بيان الخارجية الأميركية: «تؤكد هذه القرارات أن الولايات المتحدة تواصل فرض عقوبات منتظمة، وفق السلطات القائمة، وبحسب ما تقتضيه الضرورة، على كيانات وأفراد منخرطين في نشاطات انتشار نووي مع إيران وكوريا الشمالية وسورية».

أتى ذلك بعد ساعات على تقديم أعضاء نافذين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، مشروع قانون يشدّد العقوبات على إيران، بسبب إطلاقها صواريخ باليستية ونشاطات أخرى غير نووية.

وكانت إدارة ترامب فرضت في شباط (فبراير) الماضي عقوبات على 25 فرداً وكياناً في إيران، بعد تنفيذها اختبارات على صواريخ باليستية.

ويفرض مشروع القانون الجديد، والذي يتبنّاه 14 سيناتوراً (7 ديموقراطيين و7 جمهوريين)، عقوبات على برنامج طهران للصواريخ الباليستية، وعلى أي شخصية أو جهة مموّلة له أو تتعامل تجارياً مع الجهات التي تديره، بينها «الحرس الثوري» الإيراني. ويدعو النصّ الرئيس الأميركي إلى «تجميد ممتلكات أي شخص أو كيان متورط بهذه النشاطات، أو اشترى أسلحة ممنوعة أو باعها، من إيران أو إليها».

وشارك في رعاية مشروع القانون السيناتور الديموقراطي روبرت ميننديز، وزميله الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، كما يدعمه أعضاء بارزون، بينهم توم كوتون وبوب كايسي وكريس كونز.

وقال ميننديز إن مشروع القانون «يدعو إلى استراتيجية إقليمية، إذ إن إيران منخرطة بوضوح في المنطقة بوسائل مختلفة، سواء في اليمن أو سورية أو خارجهما». ولفت إلى أن المشروع صيغ بحيث لا يقوّض الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وزاد: «عملنا بدأب لضمان ألا يُؤثر أيّ بند في الاتفاق». واعتبر كوركر أن مشروع القانون «يعكس دعماً قوياً من الحزبين في الكونغرس، لنهج شامل لمحاسبة إيران وكل نواحي تصرّفاتها المزعزعة للاستقرار» في المنطقة. ورأى أن تشديد العقوبات «سيساهم في استعادة زمام المبادرة والردّ على تهديد أمننا وأمن حلفائنا».

وخُفِفت لهجة المشروع، بعدما طالب الديموقراطيون بحذف بنود تستهدف بيع طهران طائرات ركاب، وهذا مسموح وفق الاتفاق النووي، وأخرى تحدّد سقفاً مالياً لحجم تبادلات مشابهة معها. ويُرجّح أن يصوّت مجلس الشيوخ على المشروع قريباً، ثم يُحوّل إلى مجلس النواب، قبل نيله مصادقة ترامب ليصبح قانوناً.

وتعتقد أوساط في طهران بأن تشديد الولايات المتحدة عقوبات على إيران يصبّ في مصلحة المتشددين الذين يناهضون حكومة الرئيس حسن روحاني ويعارضون برامجها الاقتصادية والسياسية، الداعية إلى مزيد من الانفتاح على المحيطين الإقليمي والدولي.

وترى هذه الأوساط أن تشديد العقوبات قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية، المرتقبة في 19 أيار (مايو) المقبل، يعني أن إدارة ترامب تريد دخول هذه الانتخابات لمصلحة المتشددين، ما سيعزّز برامج الأصوليين، بما في ذلك موقفهم المتشدد من الاتفاق النووي.

وتنبّه أوساط محايدة إلى أن فرض واشنطن مزيداً من العقوبات على طهران في هذه المرحلة، سيقوّض جداراً هشاً من الثقة شيّدته إدارة أوباما مع إيران، لدى إبرام الاتفاق النووي. واستدركت أن لدى حكومة روحاني تصوّراً بتجنّب التصعيد مع الولايات المتحدة، وهي مستعدة لاستيعاب ضغوط تمارسها، لئلا تكون «كبش فداء».

 

دو ميستورا: ملزمون كل بنود جنيف ولا نتوقع اختراقاً ولا انهياراً

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أوضح المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا أمس، ان المشاركين في مفاوضات السلام ملزمون البحث في العناوين الاربعة التي يتضمنها جدول الاعمال بصرف النظر عن التراتبية، مؤكداً انه لا يتوقع “تحقيق المعجزات” في الجولة الراهنة.

وصرح في مؤتمر صحافي بعد لقائه للمرة الاولى وفدي الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات انه ترك للوفود “حرية اختيار السلة التي ترغب في مناقشتها، لكنها في نهاية المطاف ملزمة التطرق الى السلال الاربع” مضيفاً: “هذا هو الاتفاق”.

ومن المقرر ان تبحث الجولة الراهنة في جدول اعمال “طموح” يتضمن أربعة عناوين رئيسية، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب، على ان تناقش “بشكل متواز”.

وجاءت مواقف دو ميستورا اثر اعلان وفد الحكومة السورية الجمعة انه سيبدأ اليوم البحث في سلة مكافحة الارهاب، فيما قال وفد الهيئة العليا للمفاوضات إنه بدأ البحث في مسألة الانتقال السياسي مع دو ميستورا.

وقال المبعوث الاممي: “لا أتوقع المعجزات ولا اتوقع اختراقاً أو حتى انهياراً ولكن البناء على ما حققناه في الجولة الرابعة والشروع في خطوات تطبيقية”.

وبدأت جولة المفاوضات الراهنة الخميس بمحادثات تمهيدية اجراها مساعد المبعوث الخاص، رمزي عز الدين رمزي، قبل عودة دو ميستورا من جولة خارجية شملت موسكو، أبرز حلفاء دمشق، وانقرة والرياض الداعمتين للمعارضة.

ويلتقي دو ميستورا اليوم الوفدين مجدداً على ان يسافر الاثنين الى عمان لاطلاع القمة العربية على الجهود المبذولة لتسوية النزاع السوري، ثم يعود الثلثاء الى جنيف.

وبعد لقائه دو ميستورا مساء، صرح رئيس الوفد نصر الحريري للصحافيين بأن المناقشات كانت “مثمرة… وعرضنا أفكارنا عن هيكلية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي وكذلك جميع المؤسسات المرتبطة بها خلال مرحلة الانتقال السياسي”.

وتحدث رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري عن الاتفاق مع دو ميستورا على ان “التطورات التي تحدث على الارض… استدعت ان نبدأ غدا (اليوم) بسلة مكافحة الارهاب”. وقال إن البدء بنقاش مكافحة الارهاب “لا يعني اننا اهملنا بقية السلال” التي قال انه “يتم التعامل معها بالتوازي”.

ويزيد التصعيد الميداني التعقيدات التي تحيط أساساً بجولة المفاوضات. ويبدو امكان تحقيق اختراق جدي محدوداً استناداً الى محللين.

وتشن فصائل مسلحة بينها “جبهة فتح الشام” (“النصرة” سابقاً) هجومين منفصلين على مواقع القوات الحكومية في شرق دمشق وفي ريف حماه الشمالي، وتدور منذ أيام معارك طاحنة بين الطرفين.

وأمس، اعلن الاعلام السوري الرسمي ان قوات النظام السوري استعادت كل المواقع التي كانت سيطرت عليها فصائل معارضة الاحد في هجومها المفاجئ على شرق دمشق.

وقال مصدر عسكري سوري إن طائرات حربية روسية تشارك في غارات جوية على مقاتلي المعارضة للمساعدة في صد هجوم كبير على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية قرب مدينة حماه.

الرقة

من جهة أخرى، وردا على سؤال عن اعداد فصائل عربية وكردية تدعمها واشنطن لبدء معركة الرقة، قال الجعفري ان “السبيل الوحيد لهزيمة داعش هو التنسيق والتعاون مع الجيش السوري”.

وتخوض “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) منذ أشهر اشتباكات عنيفة للسيطرة على الرقة بدعم من الائتلاف الدولي، وقد تمكنت من التقدم على جبهات عدة وقطع طرق امداد رئيسية للجهاديين.

واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان – ايف لودريان الذي تشكل بلاده جزءا من الائتلاف ان “معركة الرقة ستبدأ في الايام المقبلة”. ص8

وفي موسكو، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة عن وزارة الدفاع أن قنوات الاتصال بين روسيا والولايات المتحدة في شأن سلامة الطيران في المجال الجوي السوري تعمل بكفاية.

وقالت إن مسؤولين عقدوا مؤتمرا عبر الفيديو مع نظرائهم الأميركيين وناقشوا إجراءات محتملة لتطوير مذكرة تفاهم بينهما في شأن سلامة الطيران فوق سوريا التي أقرت عام 2015.

وأضافت أنه “تم تأكيد عدم وقوع حوادث تذكر بفضل إجراءات القوات الجوية الروسية والائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا”.

 

قوات النظام تستعيد السيطرة على قرية قرب حماة ومقتل 16 مدنيا بغارة على “حمورية” في ريف دمشق

بيروت- رويترز- أ ف ب- قال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على قرية قرب حماة السبت فيما تسعى القوات الحكومية لصد هجوم كبير لمقاتلي المعارضة لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن المعارك العنيفة ما زالت مستمرة.

 

ويسعى الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه وهم روسيا وإيران وجماعات شيعية مقاتلة من دول مجاورة إلى صد أكبر هجوم يشنه مقاتلو المعارضة منذ شهور وبدأ الأسبوع الماضي في العاصمة دمشق وريف حماة.

 

وأشار المرصد إلى أن مقاتلي المعارضة حققوا تقدما كبيرا باتجاه حماة فسيطروا على نحو 12 بلدة وقرية وتقدموا حتى أصبحوا على بعد كيلومترات قليلة من المدينة وقاعدتها العسكرية.

 

وقال المصدر العسكري “وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة تستعيد بلدة كوكب وتواصل عملياتها العسكرية على أكثر من اتجاه بريف حماة الشمالي.”

 

وذكر المرصد أن مقاتلي المعارضة أجبروا على الانسحاب تحت نيران الصواريخ من بعض المواقع التي كانت تحت سيطرتهم لكن تبادل القصف في أنحاء من أرض المعركة بحماة لا يزال مستمرا.

 

وفي دمشق قال الجيش الجمعة إنه نجح في استعادة السيطرة على كل المواقع التي انتزعها منه مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي بحي جوبر الذي يقع على الطرف الشمالي الشرقي من منطقة وسط العاصمة.

 

ومن جهة أخرى، قتل 16 مدنيا على الاقل صباح السبت في قصف جوي استهدف بلدة تسيطر عليها فصائل معارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “قتل 16 مدنيا، بينهم طفل، واصيب نحو 50 شخصا آخرين بجروح في غارة استهدفت شارعا رئيسيا في بلدة الحمورية” في الغوطة الشرقية.

 

واشار عبد الرحمن إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطيرة.

 

وأسفر القصف، وفق المرصد، عن دمار في ممتلكات مواطنين في الشارع الذي يتضمن محالا تجارية.

 

ولم يتمكن المرصد من تحديد ما اذا كانت طائرات حربية روسية او سورية شنت الغارة، مشيرا في الوقت ذاته الى قصف “عنيف” يستهدف الغوطة الشرقية.

 

وتعد الغوطة الشرقية، ابرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق. ويسيطر فصيل “فيلق الرحمن”، المشارك في جولة مفاوضات السلام الجارية في جنيف برعاية الامم المتحدة، على بلدة الحمورية.

 

ويأتي القصف على الحمورية غداة استعادة الجيش السوري كافة المواقع التي خسرها في شرق دمشق بعد ستة ايام على هجوم مفاجئ شنته فصائل معارضة، بينها “فيلق الرحمن” انطلاقا من حي جوبر الذي تتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة عليه.

 

وتركزت المعارك، وهي الاكثر عنفا في دمشق منذ عامين، خلال الاسبوع الاخير بين حي جوبر والقابون (شمال شرق).

 

وكانت الفصائل تهدف من خلال هجومها الربط بين مناطق سيطرتها في الحيين.

 

فصائل «الجيش الحر» تؤيد حكما انتقاليا من المعارضة والنظام بدون الأسد

الأكراد وصلوا سد الفرات… والجعفري يعتبر تحركات واشنطن بشأن الرقّة «غير مشروعة»

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من احمد المصري: أكدت فصائل من «الجيش الحر» المشاركة في محادثات جنيف، على تمسكها بضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد فيها. كما أعلنت فصائل المعارضة موافقتها على أن تكون هيئة الحكم الانتقالية مكونة من شخصيات من المعارضة والنظام شريطة ألا تكون هذه الشخصيات قد شاركت بقتل السوريين.

كما أكدت الفصائل استمرارها في محاولة فك الحصار عن المدن طالما لم يتمكن المجتمع الدولي من تطبيق القرارات الدولية. من جانبه شدد نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة السوري في محادثات جنيف5، على أنه لا يوجد أي حل ناجع لمكافحة الإرهاب، إلا عبر الانتقال السياسي، الذي يرضي الشعب السوري، مؤكدا أن سوريا لن تتحرر من إرهاب تنظيم «الدولة» قبل إن تتحرر من إرهاب النظام.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده في جنيف في مقر الأمم المتحدة عقب مباحثات أجراها وفد المعارضة مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وهنأ الحريري خلال كلمته مقاتلي «الجيش السوري الحر» على «الانتصارات الأخيرة» التي حققوها، مؤكدا ان المدنيين ليسوا هدفا لعمليات الجيش الحر.

وقال الحريري إن كل النقاط التي ناقشها الوفد مع المبعوث الدولي تتعلق بالانتقال السياسي. وأكد «عقدنا محادثات مثمرة مع دي ميستورا وتحدثنا عن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي».

وحول المعارك التي تخوضها «قوات سوريا الديمقراطية» في معركة الرقة قال الحريري «لا نهتم بنتائج أي قتال تخوضه قوات سوريا الديمقراطية لأنها قوات خارج الشرعية».

وكان الحريري أكد في مقر إقامة وفد المعارضة، مع بدء اجتماعات جنيف5 حول العملية السياسية، أن المعارضة السورية مستعدة لمناقشة جوهر العملية الانتقالية بإيجابية، والتي تهدف لإنهاء معاناة الشعب السوري.

ولفت إلى أن «وفد الهيئة العليا للمفاوضات (معارضة)، جاء لإكمال انخراطه الإيجابي في العملية السياسية التي تهدف أولا وأخيرا، لإنهاء معاناة الشعب السوري، وبدء صفحة جديدة من الانتقال السياسي، الذي يضمن رحيل بشار الأسد، وأركان حكمه المجرمين».

وحول رؤيتهم لـ«جنيف 5»، قال الحريري: «نريد لهذه العملية أن تمضي سريعا، والتركيز على المحتوى، وتجنب العراقيل التي يضعها نظام الأسد، والتركيز على المضامين من أجل الوصول إلى الانتقال السياسي المنشود، وبعدها محاربة الإرهاب، ونؤمن أنه لن تكون هناك استراتيجية ناجعة لقتال الارهاب، إلا عبر انتقال سياسي، يتم التخلص فيها من كل المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري». إلى ذلك قالت متحدثة باسم حملة «قوات سوريا الديمقراطية» لطرد تنظيم «الدولة» من مدينة الرقة، أمس، إن هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة وصلت مدخل سد الطبقة حيث تشتبك مع مقاتلي التنظيم.

وأنزل التحالف ضد تنظيم «الدولة» بقيادة الولايات المتحدة مقاتلين من «قوات سوريا الديمقراطية» جوا قرب الطبقة في وقت متأخر يوم الثلاثاء الماضي بالقرب من نهر الفرات. ويوجد مقاتلون آخرون بالفعل على الضفة الشرقية للنهر.

من جانبه قال بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في محادثات السلام في جنيف، أمس الجمعة، إن أي هجوم تدعمه الولايات المتحدة أو تركيا على تنظيم «الدولة» في مدينة الرقة في سوريا لن يكون مشروعا ما لم يجر بالتنسيق مع الرئيس بشار الأسد.

وذكر الجعفري أن الدول الداعمة لجماعات المعارضة المسلحة مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر هم رعاة الإرهاب، وأن هجوما بدأه مقاتلو المعارضة في الآونة الأخيرة يهدف إلى تقويض محادثات السلام في جنيف وآستانة.

وأشار إلى أن كل الهجمات «الإرهابية» تدفع بالجميع تجاه الفشل التام في العملية السياسية والدبلوماسية، مضيفا أن وفد الحكومة السورية لن ينسحب أبدا من المحادثات.

 

معركة الرقة في سوريا على الأبواب… حث أمريكي وتريث كردي

عبدالله العمري

إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشف مصدر في «قوات سوريا الديمقراطية» عن اتفاق ضمني مع قيادات امريكية على تحديد مطلع نيسان/ابريل المقبل موعداً لإطلاق المرحلة النهائية من عملية استعادة مدينة الرقة.

وقال المصدر الذي عرّف عن نفسه بأنه من قيادات التحالف العربي السوري، وهو احد مكونات «قوات سوريا الديمقراطية»، أن القوات الأمريكية بالتنسيق مع مقاتلين أكراد وعرب على الأرض «نفذوا انزالين جويين إثنين، الاربعاء، على قرى المشيرفة والكرين والمحمية بالريف الغربي لقطع طرق امدادات التنظيم على طريق الرقة حلب».

وأضاف في تصريح لـ «القدس العربي» أن الانزال الأول «وقع في قرية المشيرفة بين بلدة مسكنة ومدينة الطبقة جنوب مدينة الرقة لقطع الطريق بين ريف حلب الشرقي وريف الطبقة»، حسب قوله.

اما الانزال الثاني الذي «جاء بتوقيت متزامن فقد نفذته قوة أمريكية بالاشتراك مع مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية قرب سد الفرات مستخدمين خمس طائرات من بينها مروحيات الاباتشي».

وقدر المصدر «عدد الجنود الأمريكيين بنحو مئة جندي مع عدد غير معروف من قوات سوريا الديمقراطية تمكنوا من احكام الحصار على مدينة الطبقة التي يبدو انها ستكون الهدف المرحلي قبل انطلاق معركة الرقة»، على حد قوله.

وأشار إلى أن «تثبيت هذه القوة موطئ قدم لها بالقرب من السد سيساهم في تشديد الحصار على مدينة الرقة بشكل اكبر، خاصة أن قوات النظام تقطع طريق ريف دير الزور الغربي مع مدينة الرقة.

ونوه المصدر إلى «وجود طرق بديلة للتنظيم وصولاً إلى مدينة الطبقة لكنها طرق غير ملائمة لانتقال الاليات الثقيلة، كما أن قوات سوريا الديمقراطية والأمريكيين حتى الان لم يحكموا سيطرتهم على جميع الطرق الرئيسية والفرعية»، حسب وصفه.

وأكد أن الاتفاق الأخير بين الأكراد والأمريكيين «استبعد بشكل نهائي أيّ مشاركة لقوات تركية أو أيّ قوات مرتبطة بها، مثل درع الفرات، أو حركة أحرار الشام بشكل منفرد كما ان الأمريكان يبدون رغبة كبيرة باطلاق المعركة الا ان القيادات في قوات سوريا الديمقراطية طلبت التريث خصوصاً جبهة الطبقة التي ستكون خط دفاع قوي للتنظيم».

من جهة اخرى كشف الناشط الميداني أبو معاذ النعيمي من داخل مدينة الرقة عن استعدادات دفاعية لتنظيم «الدولة» عند مداخل المدينة وعلى أطرافها من جميع الاتجاهات.

وقال، إن «التنظيم حتى الان لم يزج بإمكانياته القتالية في المعارك التي تدور في ريف الرقة ويفضل الانسحاب إلى مركز المدينة للاحتماء بها والقتال في داخلها بدلاً من القتال في مناطق مكشوفة يكون فيها هدفاً سهلاً لطيران التحالف الدولي العربي»، كما سماه.

وحسب قول النعيمي «يواصل التنظيم انسحاباته من مناطق عدة في ريف حلب الشرقي والقلمون الشرقي وغيرها دون تقديم خسائر بشرية استعداداً لخوض معركة الرقة التي يعدها المعركة الأهم لاعتبارات تتعلق بمكانة مدينة الرقة التي تمثل له «عاصمة دولة الخلافة» حتى وان لم يعلن هذا بشكل رسمي»، مختتماً بأن «جهات عربية فشلت في اقناع القبائل العربية في الرقة والحسكة بالمشاركة في معركة الرقة حيث كان رد شريحة عربية واسعة بأن الرقة سيكون مصيرها التسليم للنظام او للأكراد وبأحسن الأحوال ستكون منطقة نزاع اذا ما تم اخراج التنظيم منها»، على حد قوله.

 

 

 

 

———————-

 

 

 

 

 

اتهامات لـ «قوات سوريا الديمقراطية» بإرسال إحداثيات خاطئة لمقاتلات التحالف الدولي بعد وقوع مجازر في الرقة

عبد الرزاق النبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: أصدرت هيئات وتجمعات أهلية ومدنية من إعلاميين ونشطاء من أبناء محافظة الرقة شمالي سوريا، بياناً اتهموا فيه «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، بإرسال احداثيات خاطئة لمقاتلات التحالف الدولي على الأرض.

وجاء في البيان «نحمل قوات التحالف الدولي وذراعها العسكرية في سوريا المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، والتي تقودها قوات الحماية الشعبية، وتقوم بإعطاء الإحداثيات على الأرض، كامل المسؤولية عن سلامة المدنيين في مدينة الرقة وريفها. وأضاف البيان، أنه تم توثيق خلال الـ 48 ساعة الماضية، وعن طريق مراكز توثيق مستقلة وأطباء، وقوع أكثر من 300 قتيل في صفوف المدنين، إذ نعلن عن بدء تشكيل هيئة حقوقية للمرافعة ضد انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل القوى المهاجمة بحق المدنيين».

وأشار البيان إلى أن «بعض مقرات تنظيم الدولة، تحتوي على العديد من الأسرى المدنيين، وعليه نطالب التحالف الدولي بتحمل المسؤولية كاملة تجاه الأسرى واحترام قواعد الحرب».

وحمل الناشط السوري أبو محمد الرقاوي «قوات سوريا الديمقراطية» التي تقودها الوحدات الكردية وقوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة عن استهداف وقتل المدنيين في الرقة.

وأكد في تصريح لـ «القدس العربي» أن «الوضع في الرقة كارثي بل هو وضع يفوق ذلك إلى وضع ما بعد الكارثة»، متهماً «قوات سوريا الديمقراطية» بارسال احداثيات خاطئة للتحالف الدولي التي بدورها «تقوم بارتكاب كل أنواع الإجرام بحق المدنيين في الرقة، حيث تقصف أحياء سكنية ليست فيها معسكرات أو ثكنات عسكرية لتنظيم الدولة، بل تستهدف أحياء الرقة المكتظة بالمدنيين»، حسب تعبيره.

وأضاف «ارتفعت حصيلة القتلى خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى أكثر من 300 مدني جراء غارات لطائرات التحالف الدولي بعدما استهدفت أسواقاً شعبية وأفراناً ومدارس تؤوي نازحين من مختلف المناطق السورية في مدينتي الطبقة والمنصورة بريف الرقة الغربي».

ودعا الرقاوي المنظمات الدولية والحقوقية إلى «تشكيل لجنة للتحقيق في ما يجري من استهداف للمدنيين في محافظة الرقة، معتبراً أنه لا مجال للتساهل في قتل المدنيين ولو عن طريق الخطأ كما تدعي هذه القوى».

واستبعد العقيد الطيار حسام الأطرش احتمالات الخطأ من قبل التحالف الدولي، مرجحاً بشدة احتمال أن تكون الأخطاء في الضربات الجوية عائدة إلى أن المعلومات التي تم اعطاؤها غير صحيحة أو غير دقيقة.

وأوضح لـ «القدس العربي» أن «الطيار يقصف المواقع المحددة وفقاً للاحداثيات التي تم اعطاؤها له الذي هو مجرد منفذ التعليمات ليقوم بإلقاء القذائف»، مؤكداً أنه «يستحيل أن يقوم الطيار من تلقاء نفسه بضرب مواقع غير المعطاة له، لأن الأمر سيكون مكشوفاً وبشكل عاجل».

لكن القيادي في «حركة المجتمع الديمقراطي» عمر علوش اعتبر ان الاتهامات الموجهة لـ»قوات سوريا الديمقراطية» بإعطاء احديثات خاطئة لمقاتلات التحالف الدولي أمر غير واقعي، وأضاف لـ»القدس العربي»: «أن الإحداثيات لا تعطيها قوات سوريا الديمقراطية للتحالف الدولي، وإذا فرضنا ذلك فإن هذه الإحداثيات تخضع للتمحيص والتدقيق من قبل مسؤالي التحالف الذين يقومون بدورهم بمقارنة هذه المعلومات مع التقارير الاستخبارية الموجودة لديهم».

وأكد «وقوع أخطاء سواء من قبل قوات التحالف الدولي أو غيرها، لكن لا اتوقع ابداً أن الدول التي تقاتل ضمن اطار قوات التحالف قادمة لكي تقتل المدنيين الابرياء عن عمد فهذا امر مرفوض، إلا أن الأمر الأهم أن قوات سوريا الديمقراطية ليست الجهة التي تزود التحالف الدولي الإحداثيات بمفردها من الممكن أن تعطي معلومات موجودة على الأرض ولكن هذه الإحداثيات ليست أوامر لتلك لقوات التحالف.

يذكر أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يواصل منذ اشهر دك الأحياء والمباني و البنية التحتية والجسور، الأمر الذي أدى إلى وقوع مجازر بحق أهالي الرقة وذلك بحجة محاربة الإرهاب في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في شمال شرقي سوريا».

 

الميليشيات الشيعية ستحاصر الوعر في حمص لحين إفراغه بالكامل

توقعات بإقامة قاعدة عسكرية روسية

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: أكد مصدر مسؤول من داخل حي الوعر في مدينة حمص آخر معاقل المعارضة السورية لـ «القدس العربي» بأن الميليشيات الشيعية التي يقودها حزب الله اللبناني ستبقى تحاصر الحي لحين إفراغه بالكامل من المقاتلين والرافضين للتسوية مع النظام السوري والذين قد يتجاوز عددهم 15 ألف سوري.

وقال المصدر، الذي فضل حجب اسمه، لدواع تفاوضية مع الجانب الروسي إن «حي الوعر الذي يتم تهجير أبنائه ومقاتليه من قبل روسيا والنظام السوري سيتم تفريغه بالكامل من الشباب والرجال من أعمار 17 حتى 40 عاماً، فيما سيبقى الكهلة وكبار السن في الحي لعدم إفساح المجال أمام النظام السوري وحلفائه بإحداث تغيير ديموغرافي سكاني فيه كما حصل في ريف دمشق»..

وأشار إلى ان القوات الروسية «ستتوجه لفرض سيطرتها على مصفاة حمص النفطية، والتي تعتبر أكبر المصافي النفطية في سوريا، إلا أن الخطوة الروسية تحتاج لتحييد الميليشيات الشيعية من المنطقة، وأن الاتفاق بين الروس وهذه الميليشيات يضمن بقاء الأخيرة لحين تفريغ حي الوعر بالكامل من المقاتلين والأهالي الرافضين للتسوية».

وكان قد وصل في العشرين من شهر آذار/ مارس الحالي، 1354 مدنياً سورياً من مهجري حي «الوعر»، إلى مخيم اللاجئين في مدينة جرابلس بريف محافظة حلب شمالي البلاد، وقد تضمنت القافلة التي نقلت المهجرين 32 حافلة تحمل مدنيين مهجرين من الوعر، وصلت إلى مدينة الباب بحلب، بعد رحلة استغرقت 22 ساعة، قبل انتقالها إلى جرابلس في ريف حلب الخاضع لسيطرة الجيش السوري الحر.

و قال أسامة أبو زيد مدير مركز حمص الإعلامي لـ «القدس العربي» خلال اتصال هاتفي معه «سيبقى في حي الوعر 300 مقاتل من فصائل المعارضة السورية إلى حين تفريغ الحي من المقاتلين والأهالي، وأن تواجد هذه القوات هدفه حماية الحي من أي خروقات قد يفتعلها النظام السوري أو الميليشيات، ومجموعات المعارضة هذه ستكون بضمانة روسية، وسيبقى لهم القرار في الخطوات الأخيرة من التفريغ إما يخرجون من الحي أو يقومون بتسوية أوضاعهم مع النظام السوري».

وحول الدور المناط بالنظام السوري في عملية تهجير الوعر وتفريغه، أكد أن النظام السوري دوره فقط يقتصر على تسيير الأمور الإدارية والمدنية كـ «تثبيت عقود الزواج، الولادة، استصدار دفاتر عائلة للعائلات المهجرة»، وذلك لسد الفراغ المدني الحاصل في حي الوعر منذ ثلاث سنوات.

ونوه مدير مركز حمص الإعلامي إلى إن كتيبة روسية مكونة من 60 إلى 100 عنصر من الشرطة الروسية ستدخل الحي عند تهجير أبنائه ومقاتليه، وأن الاتفاق المبرم مع لجنة الحي يقضي بمنع موسكو لقوات النظام السوري مدة ستة أشهر ابتداءً من تفريغ الحي، وثم طرد الميليشيات الشيعية التي تحاصر الحي.

كما قال أبو زيد لـ «القدس العربي»، «من يحاصر حي الوعر من الميليشيات الطائفية الشيعية هما حزب الله اللبناني، ولواء الرضا الشيعي، وأن لواء الرضا هو ميليشيا محلية منتجة على أسس طائفية من القرى الشيعية التي تحيط بحي الوعر، وقيادة هذه الميليشيا لبنانية تابعة لحزب الله».

وتضمن الاتفاق بين المعارضة السورية وقوات النظام السوري وحليفه الروسي، ضمان موسكو للمسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين من الحي، وكان قد شهد الاتفاق بين الأطراف تشكيل لجنة عامة مؤلفة من ممثلي «لجنة حي الوعر، اللجنة الأمنية بحمص، القوات الروسية» لتتولى الإشراف على تطبيق الاتفاق ومعالجة الخروقات.

ويعتبر حي الوعر في مدينة حمص وسط سوريا، آخر المعاقل التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وقد تعرض الحي لحصار خانق على مدار السنوات الأخيرة، وكذلك تعرض لعمليات عسكرية من قبل النظام السوري، فيما كان يعتبر الحي أحد مراكز اللجوء التي قصدها عشرات آلاف السوريين من قرى وبلدات ريف حمص.

 

أمريكا ستعتمد على «الوحدات الكردية» في معركة الرقة بدلاً من تركيا… وفرنسا تتوقع بدء الاقتحام خلال أيام

قرار واشنطن وتزايد الدعم الروسي لـ «ب ي د» يمثلان انتكاسة جديدة لأنقرة في سوريا

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تلقت مساعي تركيا السياسية والعسكرية في سوريا انتكاسة جديدة مع تزايد الدعم الروسي للوحدات الكردية على الحدود مع تركيا، وظهور مؤشرات جديدة وقوية على اعتماد أمريكا والتحالف الدولي على هذه الوحدات في معركة الرقة وتجاهل خطط تركيا للمشاركة بالعملية مع استبعاد وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً يشكل تهديداً على أمنها القومي.

وعلى مدى الأشهر الماضية بذلت تركيا جهوداً سياسية ودبلوماسية حثيثة جداً على المستوى الدولي من أجل إقناع أمريكا والتحالف الدولي بعدم الاعتماد على «قوات سوريا الديمقراطية» ـ تقول أنقرة إنها تتكون في معظمها من وحدات حماية الشعب الكردية ـ في معركة الرقة، والاعتماد على الجيوش الرسمية وقوات المعارضة السورية المعتدلة عوضاً عنها، لكن هذه الجهود يبدو أنها لم تنجح في إحداث أي تغيير في الموقف الأمريكي.

وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الذي أعلن لأول مرة، الجمعة، أن معركة استعادة مدينة الرقة معقل تنظيم «الدولة» في سوريا ستبدأ «في الأيام المقبلة»، قال: «ستكون معركة قاسية جداً لكن أساسية لأنه وبمجرد سيطرة القوات العراقية على أحد المعقلين والتحالف العربي الكردي على الآخر فان داعش سيواجه صعوبة حقيقية في الاستمرار».

ويقصد الوزير الفرنسي بـ «التحالف العربي الكردي» قوات سوريا الديمقراطية، ليكون بذلك أول إعلان رسمي من مسؤول بهذا المستوى عن اعتماد التحالف الدولي على هذه القوات في المعركة المقبلة في الرقة، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يثير غضب أنقرة التي كانت تنتظر خطة ترامب الجديدة لمكافحة الإرهاب على أحر من الجمر وسط تفاؤل بإمكانية اتباعه سياسة أفضل نحو تركيا من سلفه باراك أوباما وخاصة فيما يتعلق بدعم الوحدات الكردية وتسليم فتح الله غولن.

تصريحات الوزير الفرنسي التي قال فيها إنه سيبحث تفاصيل المعركة في نظيره الأمريكي في واشنطن في الأيام المقبل، جاءت بعد يوم واحد من الوعد الذي أطلقته الدول الـ68 المنضوية في إطار التحالف الدولي للحرب على تنظيم الدولة بالقضاء على «التهديد العالمي» للتنظيم، وذلك خلال اجتماع استضافته واشنطن الأربعاء، وشارك فيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.

وفي مؤشر على البدء الفعلي بتنفيذ عملية الرقة بالتعاون مع الوحدات الكردية، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، إرسالها معدات عسكرية لهذه الوحدات المنتشرة على محيط نهر الفرات، وقال البنتاغون إنه يجري العمل على تحرير المناطق المحيطة بنهر الفرات من تنظيم الدولة بقيادة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، لافتاً إلى أن بلاده قامت بعمليات لتنزيل السلاح بالطائرات المروحية وذلك لتطهير مدينة الرقة، وسد الطبقة.

والخميس، جدد نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش التأكيد على أن بلاده لن تقبل بأن يحل تنظيم «ب ي د» محل «داعش» بعد تحرير الرقة، وقال: «الرقة عائدة لأهلها، ولو قامت قوات التحالف الدولي بدعم المعارضة المعتدلة في عملية تحرير الرقة فإننا سندعمها، كما سبق أن أعلنا في المناسبات كافة. لكن إن قلتم (قوات التحالف) لنا سنُخرج داعش لنضع ب ي د مكانه، فإن تركيا لن تسمح بذلك أبداً، ولن نشارك في العملية».

وأكدت جهات تركية متعددة في السابق «استحالة» العمل إلى جانب الوحدات الكردية بشكل مباشر وبتنسيق أمريكي، وإلى إمكانية اللجوء إلى منع طائرات التحالف الدولي من استخدام قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا في معركة الرقة في حال الاعتماد على الوحدات الكردية.

وجرت الشهر الماضي مباحثات سياسية وعسكرية مكثفة على كافة المستويات بين المسؤولين الأمريكيين والأتراك، وقدمت خلالها هيئة أركان الجيش التركي خطة شاملة للقيام بعملية عسكرية لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة مقابل استبعاد الوحدات الكردية من المعركة.

وتضمنت الخطة التركية أن يقود الجيش التركي العملية التي سينفذها بشكل أساسي آلاف من المسلحين السوريين المعارضين وبغطاء جوي ودعم لوجستي من قوات التحالف الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، كما شملت الحصول على تعهد أمريكي بفتح ممر لدخول القوات التركية من مناطق سيطرة الوحدات الكردية في منطقة تل أبيض شمالي سوريا، لكن جميع المعطيات تؤشر إلى واشنطن ارتأت مواصلة الاعتماد على وحدات حماية الشعب الكردية.

وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من احتدام الاحتقان بين واشنطن وأنقرة على خلفية تأكيد أردوغان نية قوات الجيش التركي المشاركة في عملية «درع الفرات» التوجه نحو مدينة منبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية بعد أن أتمت السيطرة على مدينة «الباب» وهو ما رفضته واشنطن وعملت قوات النظام بالتعاون مع روسيا على السيطرة على العديد من المناطق الفاصلة لمنع تقدم القوات التركية، ما جعل من سيناريو دخول القوات التركية لمنبج غير واقعي وصعب الحصول.

وفي حوار تلفزيوني أجراه مساء الخميس، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مهمة قوات بلاده في سوريا لم تنته بعد، وأنّ هناك أموراً لم تنجز إلى الآن في الشمال السوري، لافتاً إلى أن «الاهتمام الروسي والأمريكي بحزب الاتحاد الديمقراطي يبعث على الانزعاج لدى تركيا».

وقال: «مهمتنا ستستمر في الأراضي السورية إلى أن يتم تطهير المناطق السورية كافة من هؤلاء الإرهابيين، فرؤساء أركان تركيا والولايات المتحدة وروسيا تباحثوا حول الوضع في الشمال السوري ومازالوا يتباحثون، وإنّ ترويج بعض الأطراف على أنّ مهمة تركيا انتهت وعليها الانسحاب، مجرد كلام فارغ».

وانتقد «فكري إشق» وزير الدفاع التركي عناصر من الجيش الروسي لارتدائهم الشعار الخاص بحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، مشدداً على أنه «لا يمكن لتركيا أن تقبل بالتعاون المشترك بين كلّ من روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية مع حزب الاتحاد الديمقراطي».

ومنذ يومين، عاد الخلاف حول دعم الوحدات الكردية إلى الواجهة مجدداً بين أنقرة وموسكو، حيث استدعت تركيا، الخميس، القائم بالأعمال الروسي بعد مقتل جندي تركي عندما أطلق عليه قناص النار من المنطقة التي تسيطر عليها فصائل كردية مسلحة في سوريا وتنشر فيها روسيا عددا من جنودها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حسين مفتو اوغلو: «فور الحادث دعونا القائم بالأعمال الروسي إلى الوزارة وأعربنا له في البداية عن استيائنا البالغ». وأضاف «طلبنا منهم تجنب أي حوادث مشابهة بعد هذا الحادث، ويجب القيام بكل ما هو ضروري. وقلنا إنه إذا تكرر ذلك فسيتم الرد بالشكل المناسب».

ولاحقاً، سلمت الخارجية التركية الدبلوماسي نفسه رسالة احتجاج أخرى بعد نشر صور قيل إنها تظهر جنوداً روساً في سوريا يرتدون شارات وحدات حماية الشعب الكردية.

 

غارات روسية تقتل 16 بسجن إدلب… ومجزرة للنظام بالغوطة

عدنان علي، أحمد حمزة

استهدفت غارات نفذتها طائرات حربية روسية بصواريخ “ارتجاجية”، ليل الجمعة السبت، سجناً في إدلب، شمال سورية، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً، بينهم 15 من السجناء وأحد الحراس، بينما قُتل وأصيب عشرات المدنيين جراء قصف للنظام على الغوطة الشرقية لدمشق.

وأكّد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنّ ما لا يقل عن 16 شخصاً، بينهم إناث، قضوا في مدينة إدلب، جراء ضربات جوية من طائرات حربية، يرجح أنها روسية، على أطراف سجن القوة التنفيذية بالمدينة، في حين وردت معلومات أن أشخاصاً قضوا جراء إصابتهم بطلقات نارية خلال ملاحقة عناصر من القوة التنفيذية لفارين من سجنها، بحسب المرصد.

كذلك، أعلنت “القوة الأمنية” في مدينة إدلب، عن مقتل عشر نساء معتقلات وجرح خمس أخريات، جراء غارات استهدفت سجناً للنساء.

وأوضحت على صفحتها الخاصة في “فيسبوك”، أن طائرات حربية شنت غارات على مبنى القوة الأمنية في السجن، وأن نحو عشر من السجينات هربن إثر الغارة.

ولفتت القوة الأمنية إلى أنّ معظم القتلى والجرحى يتحدرون من بلدتي الفوعة وكفريا، شمالي المدينة، وأنها نقلت باقي السجناء إلى مكان آمن.

وفي ريف دمشق، ارتفعت حصيلة المجزرة التي خلفتها غارات طيران النظام السوري، في بلدة حمورية بريف العاصمة، اليوم السبت، إلى أكثر من ثمانية عشر قتيلاً، ونحو سبعين جريحاً، بينهم عناصر من فرق الإنقاذ.

وقال الناشط الإعلامي أبو وسام الغوطاني، لـ”العربي الجديد”، إنّ “ثمانية عشر مدنياً بينهم نساء وأطفال، قتلوا في الغارات التي استهدفت أحياء سكنية في حمورية”، مشيراً إلى أّن “أكثر من سبعين آخرين أصيبوا، ونقلوا للمشافي والنقاط الطبية التي غصت بالجرحى”.

وأضاف الناشط المتواجد في مكان المجزرة، أنّ سكان حمورية، بدأوا دفن جثث القتلى، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تبحث عن ناجين تحت الأنقاض، مشيراً إلى أنّ حالة من الرعب يعيشها المدنيون في البلدة، وسائر مناطق الغوطة الشرقية، تحسباً لغاراتٍ قد توقع مجازر جديدة.

وفي السياق، قال “الدفاع المدني السوري في ريف دمشق”، في منشور على “فيسبوك”، إنّ خمسة من عناصره أصيبوا، أثناء قيامهم بانتشال جثث القتلى وإخلاء المصابين، من تحت أنقاض المباني التي هدمها القصف، مشيراً إلى أنّ عمليات الإنقاذ ما زالت مستمرة، ما يُبقي حصيلة الضحايا قابلة للارتفاع.

وبثّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد مصورة من المكان المنكوب الذي استهدفته الغارات في حمورية، وتُظهر لحظات ما بعد القصف، وكيف هرع السكان المحليون، لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، ولقطات لأطفال أصيبوا بجروح بالغة.

إلى ذلك، تمكّنت قوات النظام السوري من إعادة السيطرة على مجمل المناطق التي فقدتها خلال الأيام الماضية بعد انطلاق المعارك في شرق دمشق.

وقالت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، إنّ “قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها، أعادت السيطرة على منطقة كراجات العباسيين ومعامل النسيج، في المنطقة الواقعة بين حيي جوبر والقابون”. وأشارت إلى أنّ استعادة قوات النظام السيطرة على تلك المناطق، “جاءت بعد هجوم شاركت فيه نحو عشر دبابات ومدرعات إلى جانب كاسحتي ألغام وعشرات الجنود وأفراد المليشيات، وسط قصف مدفعي وجوي وصاروخي عنيف على المنطقة”.

بدورها، أكدت حركة “أحرار الشام الإسلامية” أنّ قوات النظام استعادت السيطرة على كراجات العباسيين وكتلة معامل النسيج، في العاصمة دمشق. ونقلت وكالة “سمارت” عن مسؤول العلاقات الإعلامية في الحركة منذر الفارس، قوله إنّ “النظام اقتحم منطقة الكراجات والمعامل بالدبابات ومئات العناصر، بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل العسكرية”، مشيراً إلى أنّ نقاط السيطرة عادت تقريباً إلى ما قبل معركة “يا عباد الله اثبتوا”. وأوضح الفارس أنّ عشرة قتلى سقطوا من قوات النظام خلال هذه العمليات، فضلاً عن عشرات المصابين.

وكان كل من “فيلق الرحمن”، وحركة “أحرار الشام الإسلامية”، و”هيئة تحرير الشام”، قد أطلقت قبل أسبوع معركة باسم “يا عباد الله اثبتوا”، سيطرت خلالها على كراجات العباسيين والمنطقة الصناعية الفاصلة بين حيي القابون وجوبر، بعد اشتباكات عنيفة خلفت عشرات القتلى والجرحى والأسرى في صفوف قوات النظام.

من جهته، أكد النظام السوري، في بيان، اليوم السبت، أنّه تمكّن من استعادة جميع النقاط وكتل الأبنية التي خسرها أمام المعارضة شرقي دمشق، مشيراً إلى أنّ وحدات الهندسة قامت بتفكيك وإزالة المفخخات والعبوات الناسفة في معمل الغزل والمنطقة المحيطة به.

في المقابل، أعلنت “هيئة تحرير الشام” عن استعادتها نقطة في بساتين حي برزة بدمشق، كانت تقدّمت قوات النظام إليها في وقت سابق.

وتحاول قوات النظام اقتحام حي برزة، مدعومة بآليات عسكرية، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف، حيث تدور اشتباكات من جهة الشرطة العسكرية وشارع الحافظ.

 

ثاني أيام جنيف: وفد المعارضة يكرس دوره والنظام متوتر

جنيف ــ باسم دباغ

تستمر مفاوضات جنيف 5 لليوم الثاني، إذ من المقرر أن يلتقي المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم السبت، كلاً من وفد النظام السوري ووفد “الهيئة العليا للمفاوضات”  الممثل للمعارضة.

 

ومن المرتقب أيضاً أن يلتقي، اليوم، كلاً من منصة القاهرة ومنصة موسكو في مقر الأمم المتحدة للمزيد من المشاورات، بينما تنخفض فرص تحقيق أي خروقات في المفاوضات، وسط غياب أميركي مستمر، تبدو خلاله واشنطن منهمكة في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ومحاولة إرضاء حلفائها.

 

وبحسب جدول أعمال اليوم الثاني من جنيف 5، يلتقي دي ميستورا الساعة 11 بتوقيت جنيف ( 12 توقيت القدس المحتلة)، وفد النظام السوري، على أن يجتمع بوفد المعارضة عند الساعة 3 عصراً بتوقيت جنيف (4 بتوقيت القدس المحتلة)، ويكون بعدها لرئيس الوفد نصر الحريري مؤتمر صحافي عند الساعة 5 بتوقيت جنيف (6 بتوقيت القدس المحتلة).

ويكون ختام اللقاءات باجتماع المبعوث الأممي عند الساعة الخامسة والنصف عصرا بتوقيت جنيف (6:30 توقيت القدس المحتلة)، مع ممثلين عن مجموعتي القاهرة وموسكو، ويلي ذلك مؤتمر صحفي لممثلي المجموعتين.

وبدا دي ميستورا، أمس الجمعة، واضحاً بعدم رفع سقف التوقعات، معتبراً أنّ إنجازه الأهم “استمرار المحادثات”، رغم النتائج غير الإيجابية التي صدرت عن مؤتمر الأستانة واستمرار الاشتباكات بشدة على الأرض، مشدداً على الجدية التي أبدتها مختلف الأطراف في محاولة الوصول إلى حل ينهي الحرب السورية التي دخلت عامها السابع.

وأوضح دي ميستورا، أن “جدول أعمال المفاوضات بات أمراً خارج النقاش، مكونا من 4 سلال هي كل من الحوكمة والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، لا بد من مناقشتها كلها”. ولكنه وعلى خلاف ما يجري في أي مفاوضات سلام اعتيادية، سمح لكل طرف بالبدء بنقاش السلة التي يود بها، مما قد يحيل المفاوضات إلى نوع من تمرير للوقت، يتحول بموجبه المبعوث إلى مخاطَب، بدل دور الوسيط الساعي لتقريب وجهات النظر. وسيتوجه دي ميستورا، يوم الإثنين، إلى العاصمة الأردنية عمان لتلبية الدعوة التي وجهت له لحضور القمة العربية، على أن يعود الثلاثاء، حيث سيتولى نائبه رمزي عز الدين رمزي، تسيير أمور المفاوضات لحين عودته.

 

وعلى صعيد الوفود المفاوضة، بدا وفد نظام الأسد برئاسة بشار الجعفري، أمس، متوتراً للغاية، وفي محاولة للتغطية على الضعف الميداني على الأرض الذي يعاني منه، شن الجعفري هجوماً عل الجميع، فلم يوفر أحداً من تهمة ممارسة “الإرهاب” أو دعمه، بدءاً من الدول الأوروبية وانتهاء حتى بالوكالات الإخبارية.

 

واستخدم الجعفري كلمات بعيدة للغاية عن اللباقة الدبلوماسية بحق دي ميستورا، إذ قال إن “النظام سيقوم بإعادة عمل دي ميستورا بالتكليف الممنوح له من قبل الأمم المتحدة، إن خرج عليه”، رغم أن الأخير بذل جهده في الترحاب بوفد النظام وتحسين علاقته معه أثناء استقبال الوفد في مقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف.

 

في المقابل، يبدو أن وفد “الهيئة العيا للمفاوضات” نجح بتكريس نفسه مخاطباً رئيساً، إذ غابت كل من منصة القاهرة ومنصة موسكو عن مجريات اليوم الأول للمفاوضات، وكذلك عن اللقاءات التحضيرية التي أجراها رمزي، الخميس.

 

غير أن وفد “الهيئة العليا للمفاوضات”، انجر إلى خطاب النظام، وبدل أن يدخل المفاوضات بموقف قوي بناءً على المعطيات على الأرض، سقط في فخ الدفاع عن النفس وإبعاد تهمة الإرهاب، ليتمحور المؤتمر الصحافي لرئيس وفد الهيئة، نصر الحريري، حول الرد على اتهامات “الإرهاب” التي كالها الجعفري للجميع، بدل التركيز على الانتقال السياسي.

 

الطبقة مدينة أشباح.. و”داعش”شركة مساهمة قد تخلي الرقة

خليل عساف

تفيد شهادات سكان محليين في مدينتي الرقة والطبقة، أن مدينة الطبقة تحولت إلى مدينة أشباح بعدما هجرها سكانها، وهاموا على وجوههم في البراري والطرقات المؤدية إلى الرقة والقرى القريبة منها. كما سحب تنظيم “الدولة الإسلامية” معظم حضوره العسكري والأمني من الطبقة، التي تركز عليها قصف قوات “التحالف الدولي” خلال الأسبوع الماضي، وشهدت دماراً هائلاً في عمرانها وتوقف كل الخدمات والمرافق العامة. واستهدف قصف طائرات “التحالف” معظم المباني الحكومية ذات الأقبية داخل المدينة.

 

وتأتي هذه التطورات، بعد تحضيرات وتصريحات دولية، كان آخرها من فرنسا، باقتراب معركة الرقة، بالاعتماد على طيران “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، وعلى قوات برية تتضمن بشكل حصري مليشيات “قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري. إصرار المتحدثين الأميركيين باسم “التحالف” على وصف القوات البرية بأنها تتألف بنسبة 75 في المئة من المقاتلين العرب، هو كلام للتسويق، يناقض الوقائع، فالقوات العربية مستثناة من معركة الرقة، ما يُنذر بصراعات لن تنتهي ستعقب استيلاء مليشيات “العمال الكردستاني” و”الاتحاد الديموقراطي” على المدينة.

 

في المقابل، أخلى تنظيم “داعش”، الخميس، سجنه في مدينة الطبقة -يقع في قرية الطبقة، وليس في المدينة الحديثة للطبقة، حسب التقسيمات والتسميات المحلية- من المعتقلين، بحسب ما قالت والدة أحدهم. التنظيم فرض مبلغاً مالياً مقابل إطلاق سراح أي معتقل ممن حضر ذووه لاستلامه. في حين أطلق بقية السجناء من دون فدى. لكن الغموض يكتنف مصير بقية السجناء في سجني مطار الطبقة المخصص للسجناء من عناصر “داعش” ممَنْ ارتكبوا جرائم أو مخالفات أثناء عضويتهم في التنظيم، وسجن سد تشرين الذي يُعد من أقسى معتقلات التنظيم في محافظة الرقة.

 

ويفيد شهود عيان من المنطقة بأن الطريق بين الطبقة والرقة مكتظ بآلاف السيارات وعشرات الآلاف من النساء والأطفال والرجال ممَنْ تقطعت بهم السبل، منهم جرحى ومرضى ومصابون، يسيرون بلا وجهة محددة. فيما تتناثر على جانبي الطريق سيارات محترقة بفعل القصف. حال الطبقة الذي يُمكن وصفه بالكارثة الإنسانية، يشير أيضاً إلى أن تنظيم “داعش” قد انتهى في تلك المدينة عسكرياً وإدارياً، وحتى في حضوره السياسي. فيما لا تزال قوات برية أميركية ومجموعات من مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية في مواقع في جعبر والكرين والمشيرفة والمحمية والجهة الشمالية من السد، ترابط في أماكنها من دون أن تتقدم لاقتحام الطبقة، خشية الوقوع في كمائن اعتاد التنظيم نصبها قبل انسحابه من أي منطقة تحت سيطرته، لزيادة حجم الخسائر البشرية في صفوف خصومه وتأخير وصولهم قدر المستطاع.

 

والحال في بلدة الكرامة مشابه تقريباً لحال مدينة الطبقة، إذ أصبحت أيضاً بحكم الساقطة عسكرياً بعدما سيطرت مليشيات “وحدات الحماية” الكردية على ثلاثة أرباعها، وتشهد قتال شوارع. فيما تحاول قوة من “قوات سوريا الديموقراطية” التوجه نحو الجركة القريبة لقطع طريق الرقة-الكرامة، والتوجه لاحقاً نحو تجمع قرى الحمرات؛ وأولها حمرة بلاسم، المتصلة عمرانياً بمدينة الرقة من جهة الشرق، والواقعة جميعها بين السهل النهري الضيق في جنوبها وطريق الرقة-ديرالزور الذي يخترقها من جهة الشمال.

 

أما داخل مدينة الرقة، فبدأ السكان يستشعرون وَهنَ قبضة “داعش”، وبدأت تنتشر عصابات السرقة وكسر أقفال وأبواب المحلات التجارية ليلاً. وبدأت أيضاً حركة خروج كوادر التنظيم البشرية، خاصة بعد إخلاء المشفى الوطني من معداته وطواقمه ونقل تلك المعدات ومَنْ يرغب من الكادر البشري إلى مناطق الميادين والبوكمال. كما بدأ السكان المحليون يشعرون باختفاء الوجوه الغريبة لمقاتلي التنظيم الأجانب من شوارع الرقة، وغياب الحضور المخيف والمزعج لعناصر “الحسبة” في شوارع المدينة.

 

هذه المشاهدات والمعطيات، إن أُخذت جملة، تُشير إلى قرب نهاية التنظيم وسطوته في محافظة الرقة كلها، وإلى احتمال حدوث مفاجآت يمكن أن تظهر خلال الأيام القليلة القادمة، قد يكون خروج التنظيم من داخل مدينة الرقة من دون قتال جدي، هو أهمها. لكن تضعضع بنيان التنظيم بهذه الطريقة الدرامية يبدو للمتابعين نتيجة منطقية أيضاً لافتقاره لقدرات عسكرية حقيقية، بشرية وتسليحية، ولعداء البيئات الاجتماعية التي خضعت لقيمه وأساليب العيش التي عمل على فرضها عليها، والتي تتنافر مع قيم وتقاليد هذه المجتمعات.

 

يصف أحد ناشطي الرقة، في حديثه لـ”المدن”، “داعش” الذي اعتقله لشهور، بـ”الشركة المساهمة المغفلة” تُساهم فيها “أجهزة مخابرات دولية وقوى محلية معادية للثورة، لكنها تُخفي اسماءها ومساهماتها عنّا نحن السوريين”. في إشارة منه إلى أن التنظيم قام بدوره في إحباط الثورة السورية وتفتيت النسيج الوطني السوري واستعداء قوى دولية حصرت اهتمامها تجاه الأوضاع في سوريا في “محاربة الإرهاب” ليقتنص أصحاب المصالح والمشاريع الضيقة فرصة ما كانت لتتاح لولا “داعش”.

 

“جنيف-5”: لا اتفاق على جدول الأعمال

أكد المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أن المشاركين في الجولة الحالية من محادثات السلام السورية في جنيف، ملزمون ببحث العناوين الأربعة التي تم التوصل إليها في الجولة السابقة من المفاوضات بغض النظر عن التراتبية، مؤكداً أنه لا يتوقع “تحقيق المعجزات” في الجولة الراهنة.

 

وفي مؤتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماعات مع وفدي الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات، ليل الجمعة، قال دي ميستورا، إنه ترك للوفود “حرية اختيار السلة التي ترغب بمناقشتها لكنها في نهاية المطاف ملزمة بالتطرق إلى السلال الأربع”. وأضاف “هذا هو الاتفاق”.

 

والسلال الأربع التي اتفق المتفاوضون على بحثها في الجولة الحالية هي الحكم، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، على أن يتم نقاشها “بشكل متواز”. إلا أن وفد الهيئة العليا كان قد خرج بتصريحات تناقض حديث دي ميستورا، وتشدد على أن النقاش سيتناول “الانتقال السياسي أولا ثم الدستور والانتخابات”.

 

تصريحات الوفد الممثل للمعارضة ليست وحدها التي تتناقض مع كلام دي ميستورا، حيث أعلن وفد الحكومة السورية أنه سيبدأ بحث سلة مكافحة الإرهاب، السبت.

 

ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا، السبت، الوفدين مجدداً، على أن يغادر الاثنين إلى عمان لإطلاع الزعماء العرب على ملف تسوية الأزمة السورية، خلال اجتماع القمة العربية.

 

وكان رئيس وفد الهيئة العليا نصر الحريري قد قال عقب اجتماع الوفد مع دي ميستورا، إن المناقشات كانت “مثمرة.. وعرضنا افكارنا حول هيكلية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي وكذلك جميع المؤسسات المرتبطة بها اثناء مرحلة الانتقال السياسي”.

 

أما رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، فقد أشار إلى الاتفاق مع دي ميستورا على أن “التطورات التي تحدث على الارض.. استدعت أن نبدأ غدا (السبت) بسلة مكافحة الارهاب”. واعتبر أن البدء بنقاش مكافحة الإرهاب “لا يعني أننا أهملنا بقية السلال”، وأكد أن بحث تلك السلال سيجري بشكل متوازٍ.

 

من جهة ثانية، قال الجعفري عن التحضيرات الجارية لمعركة الرقة، إن “السبيل الوحيد لهزيمة داعش هو التنسيق والتعاون مع الجيش السوري”. وأضاف “التدخل العسكري الاميركي في اراضينا مباشرة، وتزويد بعض المجموعات بالاسلحة الاميركية، وتشجيعها على تحدي سلطة الحكومة السورية، هذه كلها لا تخدم مسألة مكافحة الارهاب”.

 

معركة دمشق: الروس يتدخلون.. ويحيّدون الإيرانيين

رائد الصالحاني

انسحبت فصائل المعارضة من جميع النقاط التي سيطرت عليها مؤخراً في محيط كراجات العباسيين ومحور شركة “كراش” على الطريق الدولي دمشق–حمص، في أحياء دمشق الشرقية، مساء الجمعة، بعد اقتحام قوات النظام للمنطقة بأكثر من 20 آلية مدرعة وكاسحة ألغام، وقصف عنيف بالمدفعية والطيران، ما مكّنها من الالتفاف في محيط مناطق تمركز الفصائل، واضطر المعارضة إلى الانسحاب، قبل الوقوع في الحصار.

 

مصدر عسكري في الغوطة الشرقية، أكد لـ”المدن”، أن “حركة أحرار الشام” كانت أول المنسحبين، مساء الخميس، بعد غارة روسية تسببت بخسارتها إحدى نقاطها الاستراتيجية المطلة على الأتستراد الدولي، تلاها انسحاب “فيلق الرحمن”، لتكون “هيئة تحرير الشام” آخر المنسحبين من المنطقة. المصدر أكد أن “العملية كان يجب أن تستمر، ولم تكن مجرد رسالة سياسية للخارج، لكن عدم مشاركة بعض الفصائل، وعدم دعمنا من جهة الاتستراد الدولي، والقصف المكثف الذي طال مناطق سيطرتنا حال دون إكمال المراحل الأخرى”.

 

وتستمر مليشيات النظام بإغلاق المناطق المحيطة بمنطقة الاشتباكات، واغلاق اتستراد العدوي، والطريق الواصل بين مساكن برزة وكراجات العباسيين، ومحيط ساحة العباسيين، وسط تخوف من هجوم مفاجئ للمعارضة على المنطقة بعد هدوء القصف، مع اتخاذ إجراءات احترازية وعدم إزالة المتاريس الاسمنتية التي تم رفعها على أطراف شارع فارس خوري. وذلك بالإضافة إلى التشديد الأمني والتفتيش الشخصي في بعض الشوارع، والانتشار المكثف لمليشيات موالية محلية وأجنبية شيعية، وتعزيز الحواجز في محيط دمشق القديمة وفروع الأجهزة الأمنية، ونشر حواجز جديدة ومضاعفة الحواجز غير الثابتة التي تتنقل بين الأحياء يومياً.

 

النظام أحرز نصراً إعلامياً “باهراً”، وظهر لمواليه وكأنه سيطر على كامل الغوطة الشرقية، فخرجت مسيرات موالية تقدمتها سيارات “همر” يملكها تاجر مُقرّب من النظام، جابت شوارع دمشق ورفعت أعلام روسيا و”حزب الله” وهتفت “للوطن والقائد”، رغم خسارة النظام الواضحة في تلك المعركة، حتى لو استعاد السيطرة على الأرض. فحالة الفوضى التي دخلت فيها العاصمة خلال الأسبوع الماضي، بيّنت هشاشة المليشيات الموالية التي تسيطر على دمشق، فضلاً عن الخسائر البشرية التي قدرت بمئات العناصر أغلبهم في الأيام الأربعة الأخيرة، ممن تمّ تجنيدهم في عمليات “التسوية” مع مناطق “المصالحات”. وفُقدت مجموعات كاملة من المليشيات الموالية، ولم يتضح مصيرها بعد.

 

مصدر مقرّب من النظام كان قال لـ”المدن” قبل أيام، إن “لا نية للروس بالتدخل في معركة دمشق نهائياً”، مع بداية المعارك في بساتين برزة. حينها حاولت روسيا إجراء “هدنة” مع مناطق المعارضة غربي حرستا، التي كانت على علاقة جيدة مع الروس، لكن قوات النظام لم تستجب للأمر وبدأت بالقصف والاقتحام المباشر، ما جعل الروس يكفّون يدهم عن تلك المناطق، ودعوا النظام بشكل واضح للاستعانة بالإيرانيين وسلاحهم.

 

المصدر ذاته، أكد أنه خلال الساعات الـ48 الأخيرة، تدخل الروس بطلب من النظام، بعد انهيار قواته على جبهة الكراجات، بشكل فعلي، وعدم القدرة على شنّ هجوم معاكس في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة. فكان الردّ الروسي بالموافقة على التدخل، شرط إبعاد المليشيات الإيرانية والشيعية عن تلك المناطق، والاكتفاء بقوات النظام ممثلة بـ”الفرقة الرابعة” و”الحرس الجمهوري” العاملين في دمشق، بالإضافة إلى” الفيلق الخامس” بإدارته الروسية.

 

وبعد ساعات من اتخاذ القرار، أنشأت روسيا غرفة عمليات بقيادة ضباط روس، انتشرت قواتها في نقاط بساتين برزة ومحيط جوبر، مع انسحاب كامل لممثلي المليشيات العراقية من غرف العمليات، وبقاء قواتهم في نقاط خلفية عن خطوط التماس. واستقدمت غرفة العمليات الروسية آليات حديثة شاركت في اقتحام منطقة الكراجات، مساء الجمعة، مع عدم التحرك الفعلي على باقي الجبهات.

 

وأشار المصدر إلى أن الرسالة الروسية للنظام باتت واضحة في الفترة الأخيرة، فإبعاد المليشيات الشيعية عن أرض المعارك، أحد أهم أهداف الروس، مع تصعيد اللهجة الروسية مع كبار ضباط النظام الذين يريدون إقحام قادة عراقيين شيعة في غرف العمليات على الرغم من عدم سيطرتهم على المنطقة. كما حصل في منطقة الكراجات عند استدعاء مليشيا “أبو الفضل العباس” التي ظهرت تقاتل إلى جانب قوات النظام، وانتشار صور لزعيم مليشيا “ذو الفقار” أبو شهد الجبوري، في غرفة عمليات المعارك، الجمعة، وهو المعروف بارتكابه مجازر تطهير عرقي كان أبرزها مجزرة النبك.

 

القوات التي نشرها الروس على محور بساتين برزة، ستعجّلُ من السيطرة على المنطقة، خاصة مع التقدم الذي احرزته مليشيات النظام في الساعات الـ48 الماضية، فضلاً عن السيطرة على أحد الانفاق الواصلة بين أحياء دمشق الشرقية والغوطة، ونفق أخر يصل حي برزة بالغوطة.

 

ويبقى الوضع غير مفهوم في حي برزة؛ فالمنطقة التي تم تحييدها عن الاشتباك، يستمر النظام بإغلاق كافة منافذها إلى دمشق، منذ تفجير القصر العدلي قبل أسبوعين تقريباً. فضلاً عن فصل برزة عن منطقة البساتين، بشكل كامل، وعدم فتح ملف “المصالحة” من جديد رغم تحريكه من قبل فصائل الحي، وإرسال الوفود إلى النظام لإنهاء الموضوع. لكن، وعلى ما يبدو، فالروس ينتظرون إنهاء ملف القابون والبساتين، قبل أن يتوجهوا إلى أحياء برزة وجوبر، وفرض حل عسكري أو “مصالحة” فيها.

 

مصادر دبلوماسية: توافق أمريكي روسي إسرائيلي على طرد إيران من سوريا

ظقالت مصادر دبلوماسية رفيعة في العاصمة الأمريكية واشنطن إن هناك توافقا أمريكياً روسياً إسرائيلي على طرد إيران من سوريا، بحسب ما نقلت صحيفة الراي الكويتية السبت.

 

وأضافت المصادر الدبلوماسية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زار كلا من واشنطن وموسكو للاتفاق مع كل منهما على أن وجود الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، منها حزب الله اللبناني، تشكل خطرا وجوديا على (إسرائيل)، وهو ما يتطلب تكثيف الضربات الإسرائيلية داخل سوريا لإبعاد هذه الميليشيات قدر الإمكان عن حدود شمال إسرائيل.

 

وتابعت المصادر الدبلوماسية، أن ضغط (إسرائيل) على القوات التابعة لإيران في الجنوب يترافق مع مجهود روسي في الوسط والشمال يقضي بتثبيت وقف النار، وحلول قوات روسية في المناطق التي يتم الاتفاق مع المعارضة السورية المسلحة على إخلائها.

 

ويمكن لمواجهة بين (إسرائيل) وإيران، فوق سوريا، أن تتوسع لتشمل لبنان، لكن المصادر الدبلوماسية تستبعد ذلك، وتعتبر أن المواجهة بين طهران وتل أبيب في سوريا لا تستدعي، حتى الآن، توسيعها إلى مواجهة شاملة عبر الحدود اللبنانية.

 

وتعتقد المصادر الدبلوماسية أن استدعاءات موسكو المتكررة للسفير الاسرائيلي لديها لاستنكار الضربات الإسرائيلية داخل سوريا هي من باب المناورة السياسية.

 

يذكر أن (إسرائيل) تشن هجمات داخل سوريا من حين لآخر تهدف، بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي افيجدور ليبرمان، منع تهريب أسلحة متقدمة ومعدات عسكرية وأسلحة دمار شامل إلى حزب الله. وكان آخر هذه الهجمات في 17 من الشهر الجاري.

 

صدمة متوقعة

وقبل أيام، حذر تقرير إيراني، من إزاحة طهران فيما يتعلق بالملف السوري، بسبب «التفاهمات التركية-الروسية-الأمريكية» الأخيرة، واصفا المصير المشؤوم بـ«الصدمة».

 

وقال مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية، الذي يعد من أهم المراكز المقربة لوزارة الخارجية الإيرانية، إن «إيران اقتربت جدا من الصدمة المتوقعة في الملف السوري، وإنه سيتم إزاحة إيران بسبب التفاهمات الجارية بين أنقرة وموسكو وواشنطن».

 

ووصف التقرير، التحليلات التي تقول إن إيران انتصرت وتركيا فشلت في سوريا، بأنها أقرب إلى «الرغبات».

 

ويخشى مراقبون إيرانيون، من أن يصادر الروس «تضحيات إيران واستنزافها العسكري والبشري في سوريا»، من خلال تفاهمهم مع الأتراك والأمريكان.

 

وفي وقت سابق، أعلن رئيس مؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين في إيران، مقتل أكثر من 2000 مقاتل أرسلتهم إيران إلى العراق وسوريا.

 

وكانت طهران نشرت في سوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ 2011 مستشارين عسكريين إيرانيين فضلا عن تدفق مقاتلين متطوعين من أفغانستان والعراق وباكستان.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

 

«ترامب» يخاطر بفقدان الدعم التركي في معركة الرقة بسبب الأكراد

ترجمة وتحرير شادي خليفة – الخليج الجديد

تسير الولايات المتّحدة وتركيا في مسارٍ تصادمي في الرقّة، وقد حذّر المسؤولون الأتراك من أنّ اعتماد الولايات المتّحدة على القوّات الكردية من أجل تحرير الرقّة، العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة، سيضرّ بشدّة علاقاتها بأنقرة.

وتعتمد خطّة الولايات المتّحدة الحالية في الرقةّ على وحدات حماية الشعب، وهي ميليشيا كردية سورية تدعمها واشنطن بالغارات الجوية وكذلك بالمعدّات العسكرية. لكن يتهم المسؤولين الأتراك المجموعة بأنّها مجرّد اسم آخر لحزب العمال الكردستاني (PKK)، وهو الحزب المدرج كمنظمة إرهابية في تركيا. وقالوا بأنّ حزب العمال الكردستاني قد استخدم الأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب في سوريا، وهي الأرض التي حصلوا عليها بدعمٍ أمريكي، لتدريب مقاتليهم والتخطيط للهجمات ضدّ تركيا.

وصرّح رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدرم» لمجموعة من الصحفيين هذا الشهر: «إذا أصرّت (الولايات المتّحدة) على الاعتماد في هذه العملية على المنظّمات الإرهابية، سيضرّ هذا بعلاقاتنا، هذا واضح. لأنّ ذلك يعني أنّ قيمة هذه المنظّمات الإرهابية أكبر عندها من قيمتنا نحن».

وقد رفض المسؤولون الأتراك مرارًا وتكرارًا تحديد الخطوات التي سيتّخذونها في حالة أبقت واشنطن على تحالفها مع وحدات حماية الشعب الكردية. لكن إذا رغبت أنقرة، يمكنها أن تصبح عقبة أمام استراتيجية الولايات المتّحدة في المنطقة، على سبيل المثال، يمكنها منع الوصول لقواعدها الجوية الجنوبية، والتي تستخدمها الولايات المتّحدة في شنّ الغارات الجوية في سوريا والعراق، أو بتعميق تعاونها مع روسيا.

وتجري مناقشة كثيفة داخل إدارة «ترامب» حاليًا حول ما إذا كانت ستستمر في دعمها للقوّات الكردية في تقدّمها نحو الرقّة، أو تحويل الدعم الأمريكي تجاه تركيا وحلفائها. ويرى كبار القادة الأمريكيين أنّ الأكراد مقاتلون متفوقّون وأنّهم هم الخيار الوحيد القادر على الإطاحة بـ«الدولة الإسلامية». وهم متشكّكون حول اقتراح تركيا البديل باستبعاد الأكراد تمامًا وترك القوّات التركية والقوّات المدعومة من تركيا للاستحواذ على الرقّة بمساعدة الولايات المتّحدة.

خيارات «ترامب»

ومع كون إدارة «ترامب» لا تزال تزن خياراتها، فإنّ الجيش الأمريكي يتأهّب من أجل الهجوم، ويستعد لنشر ما يصل إلى 1000 جندي أمريكي إضافي في سوريا دعمًا لوحدات حماية الشعب والقوّات المتحالفة معها، فيما يعرف بالقوّات الديمقراطية السورية، والتي حقّقت أميالًا من التقدّم نحو المدينة. ويرى مسؤولو البنتاغون أنّ ما يقارب 27 ألف كردي داخل القوّات الديمقراطية السورية البالغ عددهم 50 ألفًا، هم المقاتلون الأكثر فعالية وخبرة.

وقال «إريك باهون»، المتحدّث باسم وزارة الدفاع: «إنّ القوّات الديمقراطية السورية هي الأكثر قدرة على التحرّك السريع لعزل الرقّة».

ولم يستجب البيت الأبيض للتعليق حول رأيهم في احتمالية وقوع تصادمٍ دبلوماسي مع تركيا.

وقال «باهون» أنّ غالبية القوّات الديمقراطية السورية التي تعمل حاليًا على عزل الرقّة، هم مقاتلون سوريون عرب، من بينهم وحدة كبيرة تنطلق من المنطقة المحيطة بالمدينة. ومع ذلك، قال أنّه من غير الواضح أيّ مجموعة ستكون قادرة على الإطاحة بـ «الدولة الإسلامية» من معقلها.

وبالنّسبة لتركيا فإنّها ليست مسألة تتعلّق فقط بالسياسة الخارجية. يدّعي المسؤولون الأتراك أنّه بدعم وحدات حماية الشعب الكردية، فإنّ الولايات المتّحدة تقوّض أمن تركيا الداخلي بشكلٍ مباشر.

وقال «إبراهيم كالين»، مستشار السياسة الخارجية للرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»: «لدينا أدلة تثبت الصلة الواضحة بين حزب العمال الكردستاني وإنشاء حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. وقد ثبت أنّ بعض منفّذي الهجمات الانتحارية في تركيا العام الماضي جاءوا من الأراضي الخاضعة لحكم وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا وتدرّبوا فيها».

وألقت تركيا باللوم في هجوم بسيارة مفخخة في فبراير/شباط عام 2016 على مقاتل تدرّب في مناطق خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، وقصفت مواقع الوحدات في سوريا انتقامًا لذلك. كما ادّعت ورقة لمركز مكافحة الإرهاب بجامعة ويست بوينت العام الماضي أنّ أحد فروع حزب العمّال الكردستاني كان يستخدم أراضي خاضعة لوحدات حماية الشعب الكردية كـ «منصّة إطلاق» للهجمات في تركيا.

ويناقش المسؤولون الأمريكيون هذه الادّعاءات باهتمام. ويصرّ الجيش الأمريكي أنّ وحدات حماية الشعب الكردية لا تمثّل أيّ تهديد لتركيا. وفي الوقت نفسه، قال «باهون» أنّ واشنطن “ستستمر في دعم تركيا في قتالها ضدّ حزب العمّال الكردستاني.

خلافات حول النهج

ومع ذلك، دخل مسؤولون سابقون وحاليون في نقاشٍ طويل حول الدور التركي في سوريا، والحكمة من الاعتماد على وحدات حماية الشعب الكردية.

وقال «ديريك تشوليت»، الذي شغل منصب مساعد وزير الدفاع في إدارة الرئيس «باراك أوباما»، أنّه قد عمل باستمرار للتوفيق بين الولايات المتّحدة وتركيا، لكنّه لم يتمكّن أبدًا من تهدئة مخاوف أنقرة بشأن وحدات حماية الشعب الكردية.

وأضاف: «لا تشاطر الولايات المتّحدة أردوغان وجهة نظره، أنّ الأكراد السوريّين وحزب العمّال الكردستاني هما نفس الشيء بطريقةٍ أو بأخرى. ترى الولايات المتّحدة في الأكراد السوريين شركاء جيّدين». لكنّ المسؤولين الأتراك «لديهم مخاوغ من تعامل الولايات المتّحدة مع الأكراد».

 

ويؤكّد «فريد هوف»، الذي شغل منصب مبعوث «أوباما» لسوريا منذ عام 2012، صدق ادّعاءات تركيا. حيث قال أنّ وحدات حماية الشعب الكردية هي «في الأساس تابعة لحزب العمال الكردستاني». وفي الوقت نفسه، أكّد خطأ إدارة «أوباما» لأنّها «لم تسع بقوة لبناء علاقة وثقة مع تركيا».

لكنّ كليهما قد حذّر من أنّ إدارة «ترامب» لا تملك رفاهية الوقت. وكمرشّح، انتقد «ترامب» نهج إدارة أوباما في الحرب على (الدولة الإسلامية)، متوعّدًا بـتدمير الجماعة الجهادية.

وقد قال «هوف» أنّه كلّما أخّر مسؤولو الولايات المتّحدة الضّربة على الرقّة، كلّما سنحت الفرصة لزعماء الدولة الإسلامية لحبك مزيد من خطط الهجمات على الغرب.

لكن حتّى وإن انتهت الولايات المتّحدة إلى الاستمرار في دعم القوّات الديمقراطية السورية في الرقّة، فإنّ عدم التفاهم مع تركيا سيعرقل الهجوم. وقد حاولت القوّات التركية والقوّات المدعومة من تركيا للتقدّم مؤخرًا نحو مدينة منبج، غرب الرقّة، وكانت الخطوة التالية هي دفع الأكراد بعيدًا عن حدودهم. وحذّر قادة التحالف الذي يقوده الأتراك من أنّهم قد يضطرون لتحويل قوّاتهم بعيدًا عن الرقّة إذا تصاعدت التوتّرات مع أنقرة.

كما أدّى قتال هذه القوّات مع تركيا إلى تقاربها مع الرئيس السوري «بشار الأسد». وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، دعت هذه المجموعات الحكومة السورية لأخذ السيطرة على العديد من القرى القريبة من خط الجبهة مع تركيا، ليكون تواجد الحكومة السورية كحاجز محتمل أمام التقدّم التركي.

وعلى الجانب الآخر من خطوط المعركة السورية، يتأهّب «أبو وليد»، قائد فرقة السّلطان مراد المدعومة من تركيا، من أجل الحرب القادمة مع القوات الكردية. ويتحدّث بحرارة عن «الموقف التاريخي» الذي اتّخذته تركيا لصالح الثورة السورية، قائلًا أنّها هي الوحيدة التي وقفت إلى جانب الجيش السوري الحر.

ويراقب «أبو وليد» السياسة الدولية الطائشة، ويعني أنّها قد تعني الفارق بين النّصر والهزيمة. لكن مع ذلك، يعتقد أنّ قوّاته تقاتل باتّجاه الرّقة، سواء أحبّت واشنطن ذلك أم لا.

ويعترف أنّ الحرب ستكون أسهل إذا كانت الولايات المتّحدة إلى جانبه. وقد نظر إلى الوراء مع حنين إلى الأيّام التي كانت فرقته تتلقّى فيها دعم الولايات المتّحدة، وأعرب عن تحيّره بشأن أسباب انتهاء الشراكة.

وقال: «لقد قضينا وقتًا رائعًا هنا، مع فريق البنتاغون. أقمنا معًا وأكلنا وشربنا معًا، ورأوا معنا معاناة شعبنا. ثمّ قالوا أنّهم راغبون بالرّحيل، وقلنا لا مشكلة، وغادروا. ثمّ انضمّوا إلى فريقٍ آخر ليس إلى جانبنا هنا، لقد ذهبوا إلى جانب حزب العمّال الكردستاني».

فورين بوليسي

 

هجوم على الرقة وتنظيم الدولة يتظاهر بالهدوء  

أفادت مجلة نيوزويك بأن تنظيم الدولة الإسلامية يتظاهر بالهدوء في وقت بدأ تحالف يضم مقاتلين أكرادا وعربا هجوما بريا عليه في محافظة الرقة بدعم من قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة.

 

وابتدرت قوات سوريا الديمقراطية التي تتشكل من أكراد وعرب هجوما متشعبا في جنح الظلام الثلاثاء الماضي “خلف خطوط العدو”، في مسعى لاستعادة سد الطبقة الواقع على بعد 40 كلم تقريبا إلى الغرب من الرقة، بحسب بيان صادر من التحالف.

 

وقال المجلة إن مروحيات الأباتشي الأميركية شنت غارات على تنظيم الدولة هناك، وإن القوات الأميركية الخاصة تقدم المشورة إلى قادة قوات سوريا الديمقراطية.

 

ولم تنته بعد المعركة على السد الإستراتيجي. ويمثل استرداده خطوة مهمة في محاولة قوات سوريا الديمقراطية للتقدم صوب مدينة الرقة التي اتخذها التنظيم عاصمة ما يسميها الخلافة الإسلامية التي يعمل على تكريسها منذ يونيو/حزيران 2014.

 

وبينما تقترب معركة استعادة الرقة من الاندلاع، يبدو تنظيم الدولة غير آبه بالسكان، وهو الموقف نفسه الذي اتسم به رده على سلسلة الهزائم التي تعرض لها في العراق وسوريا.

 

ونسبت المجلة الأميركية إلى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن القول إن الحياة تسير بشكل طبيعي في مدينة الرقة، وإن الناس فيها خائفون “لكن التنظيم يريد أن يظهر للناس أن الحياة تسير سيرا طبيعيا وأن لا شيء قد حدث”.

 

وأضاف عبد الرحمن أنه على الرغم من “هذا القناع المنيع” في ظاهره، فإن التنظيم يسمح للمقاتلين الأجانب وعائلاتهم بمغادرة المدينة بحرية، لكنه يمنع المدنيين من الهروب. وقدر عدد مقاتلي التنظيم المتبقين في المدينة بنحو ثلاثة آلاف تقريبا.

 

وبينما لا يزال سد الطبقة في قبضة تنظيم الدولة، فإن مدينة الرقة محاصرة من ثلاثة اتجاهات. وتخوض قوات سوريا الديمقراطية قتالا ضد التنظيم في قرية كرامة التي تبعد 16 كلم شرقي الرقة.

 

ويقول خبراء إن المعركة المقبلة على الرقة لا تبدو موضوع نقاش لمقاتلي التنظيم وأنصارهم على منصات شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الدردشة على الإنترنت حيث بالكاد يأتي ذكرها في حواراتهم رغم زحف المقاتلين الأكراد والعرب نحو المدينة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

غوتيريش لن يجدد مهمة دي ميستورا بسوريا  

أفاد مراسل الجزيرة في الأمم المتحدة، نقلا عن مصادر في المنظمة الدولية، بأن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قرر عدم تجديد مهمة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا التي تنقضي نهاية هذا الشهر.

 

ونقل مراسل الجزيرة عن المصادر وجود أسماء متداولة لخلافة دي ميستورا، أبرزها منسقة شؤون الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وحارث سيلاديتش، الذي شغل سابقا منصب وزير خارجية البوسنة والهرسك.

 

وكشفت المصادر الدبلوماسية لمراسل الجزيرة أن النظام السوري كان قد طلب من غوتيريش، قبل بدء جولة المفاوضات الحالية في جنيف، استبدال دي ميستورا، معتبرا أنه لا يتمتع بالحياد المطلوب.

 

وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بأن دمشق رفضت استقبال دي ميستورا بعدما كان مقررا أن يزور سوريا في الـ19 من مارس/آذار الحالي، قبل أن تعلن موسكو استعدادها للتوسط بين الجانبين.

 

وجاء الرفض وقتها بسبب مقابلة دي ميستورا التي نسب إليه فيها أنه لا يمكن عمل دستور جديد لسوريا في ظل النظام الحالي.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الجولة الخامسة لمفاوضات سوريا تتواصل بجنيف  

تتواصل اليوم السبت أعمال الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف بين أطراف الأزمة السورية وسط تأكيد المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا على ضرورة بحث المشاركين العناوين الأربعة التي يتضمنها جدول الأعمال.

 

وقال مراسل الجزيرة في جنيف معن الخضر إنه من المقرر أن يعقد دي ميستورا جولة مباحثات جديدة مع وفد النظام برئاسة بشار الجعفري الذي كان قد شدد أمس الجمعة على أنه سيبحث خلال هذا الاجتماع مسألة مكافحة الإرهاب مع المبعوث الدولي.

 

وأضاف أن المبعوث الدولي سيلتقي وفد المعارضة الذي سيركز بدوره على مسألة الانتقال السياسي، بينما سيكون اللقاء الثالث مخصصا لما تعرف بمنصة القاهرة، لافتا إلى أن كل لقاء سيعقبه مؤتمر صحفي.

 

توقعات دي ميستورا

وكان دي ميستورا قد أكد في مؤتمر صحفي أمس الجمعة أنه لا يتوقع تحقيق خروق خلال هذه الجولة أو حصول معجزات، مشيرا إلى أنه يسعى فقط للبناء على ما تحقق في الجولة الماضية، مشيدا بحضور الوفود إلى جنيف “رغم أن المحادثات تتزامن مع هجمات وهجمات مضادة وظروف معقدة على الأرض”.

 

ودعا دي ميستورا في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه بوفد المعارضة السورية روسيا وتركيا وإيران إلى الاهتمام بالوضع “المقلق” لوقف إطلاق النار في سوريا، وعقد اجتماع آخر في أستانا بأقرب وقت.

 

وأوضح أن المحادثات التي أجرها في الرياض وموسكو وأنقرة تمخضت عنها وحدة في الموقف بشأن المضي قدما بمفاوضات جنيف.

 

وتناقش الأطراف السورية في جنيف القضايا الأربع الرئيسية التي تم الاتفاق عليها سابقا، وهي: الانتقال السياسي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، لكن نقطة الخلاف الكبيرة بين فرقاء الأزمة السورية تكمن في ترتيب أولوياتها بشأن هذه القضايا.

 

ويتمسك النظام في دمشق بأن مكافحة الإرهاب هي المدخل الوحيد لتسوية النزاع الذي تسبب منذ اندلاعه قبل ست سنوات في مقتل أكثر من 320 ألف شخص، بينما يتمسك وفد المعارضة بالانتقال السياسي بوصفه “مظلة” لكل العناوين الأخرى.

مواقف مختلفة

ووصف رئيس وفد الحكومة السورية في المفاوضات بشار الجعفري بعد اجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة كل المعارضين ومؤيديهم بأنهم “إرهابيون”، وقال إن مناقشة الحرب على الإرهاب ستكون أولويته في المحادثات.

 

على الجانب الآخر، تعهد رئيس وفد المعارضة نصر الحريري بمواصلة الضغط من أجل انتقال سياسي في سوريا، وقال إنه يريد إشارة من الجعفري على أنه جاد بشأن بحث القضية.

 

وقال الحريري “التركيز الآن يجب أن يكون على الانتقال السياسي” بهدف واضح هو تلبية احتياجات الشعب السوري وإنهاء معاناته.

 

وبدأت جولة المفاوضات الراهنة أول أمس الخميس بمحادثات تمهيدية أجراها رمزي عز الدين رمزي مساعد المبعوث الخاص قبل عودة دي ميستورا من جولة خارجية شملت موسكو أبرز حلفاء دمشق، وأنقرة والرياض الداعمتين للمعارضة.

 

ويلتقي دي ميستورا اليوم السبت الوفدين مجددا على أن يغادر بعد غد الاثنين إلى العاصمة الأردنية عمان لإطلاع القمة العربية على الجهود المبذولة لتسوية النزاع السوري، ثم يعود الثلاثاء المقبل إلى جنيف.

 

وفي سياق متصل، يزيد التصعيد الميداني الذي تشهده جبهات عدة -خصوصا في دمشق ومحافظة حماة (وسط)- التعقيدات التي تحيط أساسا بالمفاوضات.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

دي ميستورا يستقيل من منصبه كمبعوث أممي لسوريا

دبي – قناة العربية

علم مراسل “العربية” في #نيويورك من مصدر رسمي رفيع المستوى في #الأمم_المتحدة، السبت، أن #المبعوث_الأممي ستيفان دي ميستورا سيقدم استقالته في منتصف إبريل القادم لأسباب شخصية حسب المصدر.

وبحسب معلومات خاصة لـ”العربية” فإن من بين المرشحين لخلافة دي ميستورا وزيرَ الخارجية البوسني السابق حارث سيلاديتش الذي يجيد العربية، أو سيغريد كاغ رئيسة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي نجحت في تجريد النظام من سلاحه الكيمياوي بقرار أممي.

جاء ذلك بعد انتهاء اليوم الأول من المحادثات السورية الجديدة في جنيف، حيث قال المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس الجمعة، إنه لا يتوقع معجزات ولا حتى انهيارا للمفاوضات.

وأكد أنه ينبغي على #روسيا و #إيران و #تركيا عقد المزيد من المحادثات بشأن #وقف_إطلاق_النار في #سوريا في أقرب وقت ممكن من أجل السيطرة على الوضع “المقلق” على الأرض.

ويتوسط دي ميستورا في جولة #محادثات سياسية جديدة هي الخامسة في #جنيف ، لكن لا يتوقع أن تحقق تقدما كبيراً، في حين من المفترض أن تهدف المحادثات المنفصلة التي ترتبها روسيا وإيران وتركيا- في أستانا عاصمة #كازاخستان إلى ضمان وقف إطلاق النار.

 

مجلس كردي عربي لإدارة الرقة بعد داعش

العربية.نت

قال مسؤولون أكراد، الجمعة إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يدرب قوة من #سوريا #الديمقراطية لتسليمها الأمور الأمنية في #الرقة بعد استعادتها من تنظيم #داعش.

وأضافوا أن الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، لديه عدة خطط متقدمة لتشكيل مجلس مدني لقيادة المدينة بمجرد السيطرة عليها.

وسيتألف المجلس بالأساس من عرب بما يتسق مع الطبيعة السكانية للرقة لكنه سيضم أيضا مقاتلين أكرادا وعناصر من مجموعات عرقية أخرى.

وتقول الولايات المتحدة التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية إن قرارا نهائيا لم يتخذ بعد بشأن كيفية وتوقيت السيطرة على الرقة وهي المعقل الأساسي لداعش في #سوريا.

 

قوات سوريا الديمقراطية

ورفض الجيش الأميركي التعليق على أي أنشطة تدريب محددة لقوات شرطة، لكن مسؤولا أميركيا قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن أيا كان من يوفر الأمن الداخلي يجب أن يعكس المكونات العرقية للسكان.

وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية #ريكس_تيلرسون سيجتمع خلال أيام مع مسؤولين كبار أتراك في #أنقرة لبحث استعادة الرقة خاصة في ظل التباينات والامتعاض التركي من دعم #واشنطن تنظيم قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم وحدات كردية تتهمها أنقرة بالإرهاب.

وتسعى أنقرة لإقناع واشنطن بالاعتماد على جماعات عربية تدعمها تركيا في حملة استعادة المدينة، لكن هذا المقترح لم يقنع الأميركيين الذين يرون أن بإمكان الأكراد لعب دور رئيسي في حملة استعادة الرقة.

 

من جانبه قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان يوم الجمعة إن معركة استعادة الرقة ستبدأ على الأرجح خلال الأيام القادمة.

وقال قائد وحدات حماية الشعب الكردية لـ”رويترز” الأسبوع الماضي إن الهجوم سيبدأ في إبريل/نيسان وإن الوحدات ستشارك.

ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن هذا الجدول الزمني شديد التفاؤل ويشيرون إلى أن الانتهاء من معركة رئيسية جارية لاستعادة السيطرة على سد الطبقة على بعد 40 كيلومترا إلى الغرب من الرقة قد يستغرق أسابيع.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أيضا إن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بشأن تشكيل قوة الهجوم الذي تدعمه في الرقة.

 

محافظ: تأجيل إجلاء المعارضة المسلحة من حمص

بيروت (رويترز) – أعلن مسؤول سوري كبير والمرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت أن المرحلة الثانية من إجلاء مقاتلي المعارضة من حمص بموجب اتفاق لتسليم جيب الوعر ،آخر جيب للمعارضة في المدينة، إلى الحكومة قد تأجلت إلى يوم الاثنين.

 

ونقل مسؤولون بالمدينة في رسالة لرويترز عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إن العملية ستستأنف يوم الاثنين بعد أن قال في وقت سابق إنها ستمضي قدما كما هو مقرر لها يوم السبت.

 

وقال المرصد السوري إن عملية الإجلاء تأجلت بسبب القتال الذي بدأ يوم الثلاثاء في محافظة حماة بين مقاتلي المعارضة والجيش.

 

وقال ناشطون بالمعارضة والمرصد السوري إن مغادرة المجموعة الأولى من المسلحين وعائلاتهم من حي الوعر بدأت قبل أسبوع وإن من المتوقع أن تكون عملية الإجلاء واحدة من أكبر العمليات من نوعها.

 

وبموجب الاتفاق المماثل لاتفاقات سابقة تتعلق بالجيوب المحاصرة فسوف يتمكن المسلحون من المغادرة مع أسلحتهم الخفيفة إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في شمال سوريا بصحبة عائلاتهم ومدنيين آخرين اختاروا الرحيل.

 

وقال المرصد وناشطون بالمعارضة إن من المتوقع مغادرة ما بين 10 ألاف و 15 ألف شخص حمص على دفعات أسبوعية.

 

ورغم أن المعارضة المسلحة شنت قبل أيام أكبر هجوم لها منذ أشهر فإنها تشهد انتكاسة في سوريا منذ أن تدخلت روسيا في الحرب لصالح الرئيس بشار الأسد في خريف 2015.

 

وخلال العام المنصرم تسارعت وتيرة الحملة الحكومية لإرغام المعارضة المسلحة على تسليم الجيوب الخاضعة لها بموجب اتفاقات إخلاء على غرار ما يجري حاليا في حمص.

 

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أحمد صبحي خليفة)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى