أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 26 آب 2017

 

25 ألف مسلح من «هيئة تحرير الشام» في سورية

موسكو، لندن – «الحياة»

تشير وقائع ميدانية الى تسارع السباق بين القوات النظامية السورية وفصائل معارضة مسلحة نحو مدينة ومحافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم «داعش» على مساحات واسعة منها. وأعلن رئيس الإدارة في هيئة الأركان الروسية إيغور كوروبوف في ندوة بموسكو أمس، أن عدد عناصر مجموعات «هيئة تحرير الشام»، بمن في ذلك أعضاء «جبهة النصرة»، في سورية، تجاوز 25 ألفاً.

واعتبر بروز نشاط «المجموعة الإرهابية الجديدة» تهديداً واسعاً يتطلب مضاعفة الجهد العسكري ضدها. وقال أن الـ «هيئة» تقوم بأعمال قتالية ناشطة ضد القوات الحكومية والمعارضة المعتدلة في محافظات حلب، وريف دمشق، وإدلب وحماة.

وأشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية الروسية تقدر عدد عناصر تنظيم «داعش» الذين ما زالوا ينشطون حالياً في سورية بأكثر من 9 آلاف مسلح، إضافة إلى أكثر من 15 ألف مسلح، معظمهم سوريون، ينتمون إلى تنظيم «جبهة النصرة».

وشدد كوروبوف على أن حوالى 9 آلاف عنصر من «النصرة» موجودون في محافظة إدلب، كثفوا عملياتهم ضد فصائل المعارضة المعتدلة في محاولة للاستيلاء على المنطقة، ويرجح أن يكون القصد من ذلك منع إقامة منطقة تخفيف التوتر في المحافظة.

وكان لافتاً تأكيد قائد القوات الروسية في سورية الجنرال سيرغي سوروفيكين في الندوة ذاتها أن روسيا ستواصل عملياتها العسكرية حتى القضاء نهائياً على كل الإرهابيين في سورية. وقال أن «القوات السورية بالتعاون مع قواتنا تعمل على إعادة الاستقرار إلى المناطق التي تتم السيطرة عليها وتجنب عمليات غير ضرورية، لكن بالنسبة إلى الإرهابيين من تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» لا يمكن إلا مواصلة القتال حتى القضاء عليهم نهائياً».

وكان رئيس غرفة العمليات في الأركان العامة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي أعلن في الندوة ذاتها أن روسيا نفذت 90 ألف غارة جوية منذ تدخلها العسكري المباشر في سورية عام 2015 استهدفت البنى التحتية للإرهاب.

من جهة أخرى، صرح مسؤول من «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) لرويترز أمس بأن، «قسد» ستبدأ قريباً هجوماً لطرد تنظيم «داعش» من محافظة دير الزور. وقال أحمد أبو خولة رئيس المجلس العسكري في دير الزور الذي يحارب تحت لواء «قسد» أن الهجوم ربما يبدأ «خلال أسابيع» بالتزامن مع معركة مدينة الرقة.

ميدانياً، تكبدت القوات النظامية السورية عدداً من القتلى والأسرى خلال هجوم مضاد شنه عناصر تنظيم «داعش» لاستعادة مناطق كانت القوات النظامية سيطرت عليها في محافظة الرقة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن التنظيم تمكن خلال هجومه المضاد من استعادة السيطرة على المناطق الممتدة من شرق بلدة غانم العلي وصولاً إلى منطقة السبخة والسيطرة على مسافة نحو 40 كلم من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي. أما القوات النظامية التي كانت وصلت إلى أطراف مدينة معدان- آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في ريف الرقة- فقد باتت الآن على مسافة تبعد نحو 30 كلم غربها.

إلى ذلك، قال إياد بركات من «الجيش السوري الحر» المرابط على الحدود السورية- الأردنية أن المنطقة تشهد، على رغم استتباب الهدوء فيها، موجة اغتيالات في صفوف المعارضة. وتابع بركات لوكالة آكي الإيطالية: «ارتفعت في شكل كبير نسبة الاغتيالات والتصفية الفردية في صفوف فصائل المعارضة السورية المسلحة، وغالبية هذه الاغتيالات لا يُعرف مُرتكبها، وهي يومية وبتزايد مضطرد».

وذكر أن المعارضة تتهم القوات الحكومية بالوقوف خلف بعض تلك الاغتيالات، لكنه أقر بأن بقيتها تحصل كتصفية حسابات بين بعض عناصر الفصائل المسلحة لأسباب شخصية في الغالب.

 

الأردن: علاقتنا مع النظام السوري تسير باتجاه إيجابي

عمان – أ ف ب

قالت الحكومة الأردنية أمس (الجمعة) إن العلاقات مع الدولة والنظام في سورية «تتجه باتجاه إيجابي»، وعبرت عن أملها في أن يسهم الاستقرار في جنوب سورية في إعادة فتح المعابر بين البلدين.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني للتلفزيون الرسمي الأردني إن «العلاقات بيننا وبين الدولة السورية والنظام السوري تتجه باتجاه إيجابي».

وأضاف في حديثه لبرنامج «ستون دقيقة» مساء أمس «نتحدث عن الاستقرار (في جنوب سورية) وعن علاقات تتجه باتجاه إيجابي بيننا وبين الدولة السورية والنظام هناك، وهذه رسالة مهمة للجميع لأن يلتقطوها».

وأوضح المومني أن «وقف إطلاق النار لا زال صامداً ومحافظاً على استدامته، ونتطلع في المرحلة المقبلة إلى مزيد من الخطوات التي ترسخ الاستقرار والأمن في جنوب سورية». وتابع «إذا ما استمر الوضع في جنوب سورية في منحى الاستقرار، فهذا يؤسس لعودة فتح المعابر بين الدولتين».

وقال الوزير الأردني إن «علاقاتنا مع الأشقاء في سورية مرشحة لأن تأخذ منحى إيجابياً أكثر»، وأشار إلى أن «كثيراً من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية في سورية تدرك المصلحة المشتركة للبلدين في أن تتطور العلاقات باتجاه إيجابي، ويدركون ما هي خطوطنا الحمر الاستراتيجية، ونحن نعلم تماماً أن لديهم مصلحة في مراعاة ذلك».

وشدد المومني على أن عمان «تتطلع إلى الوقت الذي يعم فيه الأمن والاستقرار في سورية، وتعود العلاقات طبيعية كما كانت في السابق وتفتح المعابر».

والأردن من الدول العربية القليلة التي لم تغلق سفارتها لدى دمشق أو السفارة السورية في عمان. وأعلنت المملكة الأربعاء الماضي أن «مركز عمان لمراقبة وقف إطلاق النار في جنوب سورية» الذي يسري بموجب اتفاق أميركي – روسي – أردني منذ التاسع من تموز (يوليو) الماضي، باشر عمله.

ويشترك الأردن مع سورية بحدود برية يزيد طولها عن 370 كيلومتراً. وبموجب الاتفاق تسري هدنة منذ التاسع من تموز الماضي في ثلاث محافظات في جنوب سورية هي السويداء ودرعا والقنيطرة.

وفاقم إغلاق آخر المعابر الرسمية بين الأردن وسورية عام 2015 من الأزمة الاقتصادية للمملكة التي أغلقت معابرها أيضاً مع العراق، قبل أن يعلن الجيش الحدود الشمالية والشمالية الشرقية مع سورية والعراق منطقة عسكرية مغلقة عام 2016 اثر هجوم إرهابي في منطقة الركبان.

 

«قوات سورية الديموقراطية» تعلن بدء عملية دير الزور «قريباً جداً»

بيروت – رويترز، أ ف ب

قال مسؤول من «قوات سورية الديموقراطية» اليوم (الجمعة) إنها ستبدأ قريباً هجوماً لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من محافظة دير الزور.

وقال أحمد أبو خولة، رئيس «المجلس العسكري في دير الزور» الذي يحارب تحت لواء «قوات سورية الديموقراطية، إن الهجوم ربما يبدأ «خلال أسابيع عدة» بالتزامن مع معركة مدينة الرقة.

و«قوات سورية الديموقراطية» تحالف مدعوم من الولايات المتحدة ويضم جماعات مسلحة كردية وعربية، ويخوض معارك لإخراج «داعش» من مدينة الرقة القديمة، معقله الرئيس في سورية.

وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» بقيادة «وحدات حماية الشعب» الكردية عمليتها العسكرية في حزيران (يونيو) بعد أشهر من القتال لمحاصرة الرقة مدعومة بضربات جوية وقوات خاصة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وقال أبو خولة «تبدأ عملية تحرير دير الزور قريباً جداً جداً»، مضيفاً «نحن دخلنا في أراضي دير الزور فحررنا قرى عدة بعضها كبيرة».

وقال الناطق باسم التحالف الذي تقوده أميركا الكولونيل ريان ديلون إن التركيز ما زال على الرقة.

وذكر أبو خولة أن هناك أربعة آلاف مقاتل، معظمهم من العرب ومن دير الزور، في «المجلس العسكري في دير الزور» الذي يرأسه. وقال إن هؤلاء المقاتلين شاركوا في جميع الحملات التي شنتها «قوات سورية الديومقراطية ويقاتلون الآن داخل الرقة».

من جهة أخرى أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم أن «داعش» قتل 34 عنصراً من القوات الحكومية والقوات الموالية لها إثر هجوم شنه التنظيم المتشدد لاستعادة مناطق سيطرت عليها قوات النظام في محافظة الرقة.

وأشار «المرصد» إلى أن التنظيم تمكن من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في شرق محافظة الرقة، وطرد قوات النظام منها خلال المعارك التي حصلت أمس.

 

القوات النظامية تتكبد قتلى وأسرى على أيدي عناصر «داعش» شرق الرقة

لندن – «الحياة»

قتل 34 عنصراً من القوات النظامية السورية وقوات موالية لها إثر هجوم شنه تنظيم «داعش» لاستعادة مناطق كانت القوات النظامية سيطرت عليها في محافظة الرقة (شمال)، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الجمعة.

غير أن وكالة «أعماق» التي تنطق باسم «داعش» ذكرت امس أن «أكثر من 15» عنصراً من قوات النظام قتلوا في الهجوم المضاد الذي شنه التنظيم جنوب شرقي الرقة، وهو رقم يقل بكثير عن الرقم الذي نشره «المرصد السوري».

وكانت القوات النظامية وحلفاؤها نجحوا أول من أمس بتطويق تنظيم «داعش» في شكل كامل في البادية السورية وسط البلاد تمهيداً لبدء المعركة من أجل طرده منها.

وتخوض القوات النظامية بدعم روسي منذ أيار (مايو) الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية التي تمتد على مساحة 90 ألف كلم مربع وتربط محافظات سورية عدة وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية.

وتهدف القوات النظامية من خلال عملياتها هذه إلى استعادة محافظة دير الزور من عناصر «داعش» عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوباً، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية- الغربية.

وأوضح «المرصد السوري» أن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وقوات العشائر واصلوا قصفهم المكثف مناطقَ سيطرة التنظيم والمناطق التي تقدم إليها عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، مستهدفة إياه بالصواريخ والقذائف المدفعية، وسط غارات نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام على المناطق ذاتها.

وجاء هذا القصف مع استمرار الاشتباكات بين عناصر «داعش» والقوات النظامية المدعمة بالموالين لها وقوات العشائر المسلحة المدرَّبة روسياً على محاور في محيط منطقة السبخة، في محاولة من التنظيم لتحقيق مزيد من التقدم على حساب القوات النظامية.

وذكر «المرصد السوري» أنه وثق، إضافة الى مقتل أكثر من 34 مقاتلاً من القوات النظامية، أسر آخرين منها أثناء الهجوم الذي تمكن التنظيم خلاله من استعادة السيطرة على المناطق الممتدة من شرق بلدة غانم العلي وصولاً إلى منطقة السبخة. ومكن الهجوم التنظيم من السيطرة على مسافة نحو 40 كلم من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي. أما القوات النظامية التي كانت وصلت إلى أطراف مدينة معدان- آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في ريف الرقة- فقد باتت الآن على مسافة تبعد نحو 30 كلم غربها.

وأردف «المرصد السوري» أن 12 عنصراً من «داعش» قتلوا خلال هذا الهجوم الذي يعد أعنف هجوم معاكس استهدف القوات النظامية عند ضفاف الفرات الجنوبية في الريف الشرقي للرقة.

وتخوض القوات النظامية السورية عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي، وهي عملية منفصلة عن حملة «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن لطرد عناصر «داعش» من مدينة الرقة، معقلهم الأبرز في سورية.

وبعد أكثر من شهرين ونصف من المعارك داخل الرقة، باتت «قوات سورية الديموقراطية» تسيطر على نحو 60 في المئة من المدينة التي فر منها عشرات آلاف المدنيين.

ولا يزال حوالى 25 ألف شخص عالقين في المدينة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

 

معارك وغارات جوية في ريف حماة الشرقي

 

سمع دوي انفجار عنيف في بلدة قلعة المضيق، قالت مصادر أهلية أنه نجم عن انفجار دراجة قرب مسجد فيها على حدود ريف حماة مع محافظة إدلب، ما تسبب في وقوع جرحى، بينما قصفت قوات النظام مناطق في محيط بلدة اللطامنة وقرية لطمين بريف حماة الشمالي، ولم ترد أنباء عن إصابات.

وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، على محاور في الريفين الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة سلمية فيما يحاول كل طرف تحقيق تقدم على حساب الطرف الآخر.

وتأتي هذه المعارك بعد هجوم لتنظيم «داعش» على محاور الشيخ هلال والسعن تزامن مع هجوم لـ «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) على المنطقة ذاتها من محور آخر وذلك ليل الأربعاء، والذي تلاه فجر أول من أمس هجوم معاكس شنته القوات النظامية في المنطقة.

وكانت القوات النظامية تمكنت أول من أمس من فرض سيطرتها الكاملة على قرية جنى العلباوي في ريف ناحية عقيربات، في الريف الشمالي الشرقي لمدينة سلمية، بعد أيام من سيطرتها على قرى الدكيلة الشمالية والدكيلة الجنوبية وأم حارتين.

وأكدت مصادر أن أصوات الانفجارات لا تكاد تهدأ في الريف الشرقي لحماة، نتيجة القصف المكثف بقذائف المدفعية والهاون والدبابات والصواريخ، إضافة إلى الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على محاور القتال ومناطق أخرى يسيطر عليها التنظيم.

ووثق «المرصد السوري» مقتل 19 عنصراً على الأقل من تنظيم «داعش»، بينما قتل 8 عناصر على الأقل من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، وأصيب عشرات آخرون من الجانبين.

 

فصائل سورية تنضم لتنظيم يقوده الأكراد وتموله واشنطن وتنشق عن تيار الجربا

منظمة حقوقية: قوات «سوريا الديمقراطية» تعذب وتعدم خارج القانون

حلب ـ دمشق ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان ووكالات: أعلنت سبعة فصائل عسكرية في مدينة الشدادي جنوب محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، الانشقاق عن «تيار الغد السوري» الذي يتزعمه أحمد الجربا والانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، والعمل ضمن إطار مجلس دير الزور العسكري التابع لـ»قسد».

من جهة أخرى قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، إن مقاطع مصورة تُظهر عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القانون نفَّذتها ما تعرف بـ»قوات سوريا الديمقراطية» بحق المدنيين.

وجاء في بيان صادر عن الفصائل العسكرية التابعة لأبناء قبيلتي البكارة والشعيطات تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، أن سبع كتائب من أبناء القبيلتين أعلنت انضمامها بكامل سلاحها وعتادها إلى مجلس دير الزور العسكري، وشكر قيادة «قسد» على استقبالها ومنحها إياهم فرصة الانضواء تحت رايتها للمشاركة في محاربة الإرهاب.

وقال رئيس التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة هشام المصطفى لـ«القدس العربي»: إن الانشقاقات جاءت رداً على ممارسات قوات النخبة بقيادة احمد الجربا التي اتسمت بالاهتمام بجمع عدد من أبناء العشائر تحت مسمى قوات النخبة، وبدعوى قتال داعش والإرهاب. واتهم الجربا بتجيير كل شيء له شخصياً عندما استغل المال والدعم من دول خليجية على رأسها الامارات ليكوّن مجموعات تتبعه اتصفت بالشللية والعصبوية وفق تعبيره.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، إن مقاطع مصورة تُظهر عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القانون نفَّذتها ما تعرف بـ»قوات سوريا الديمقراطية» بحق المدنيين، موردة تحقيقات أجريت بحق أشخاص تم تعذيبهم وقتلهم. جاء ذلك في تقرير صدر عن الشبكة أمس، وصلت الأناضول نسخة منه، جاء فيه أنه «منذ بداية 2016 رصدت تصاعداً ملحوظاً في شدة أساليب التَّعذيب، وارتفاع حصيلة ضحاياه على يد قوات سوريا الديمقراطية، حملَ البعض منها صبغة عرقية».

وشددت الشبكة في تقريرها أن «تصوير ثم نشر عمليات القتل والتعذيب بشكل عمدي مقصود، يُعبِّر عن مرض مجتمعي تفشَّى بشكل صارخ وسط ترك الشعب السوري وحيداً أمام نظام يمارس أبشع أساليب القتل». وبينت أن «سجلَّ قوات سوريا الديمقراطية حافل بالانتهاكات، وعمليات القتل خارج نطاق القانون.

 

سبعة فصائل عسكرية تعلن الانشقاق عن تيار الغد السوري والانضمام لـ «قسد» في الجزيرة السورية

المنشقون اعتبروا «قسد» مرجعية قيادية عسكرية لهم

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي»: أعلنت سبعة فصائل عسكرية في مدينة الشدادي جنوب محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، الانشقاق عن تيار الغد السوري الذي يتزعمه أحمد الجربا والانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، والعمل ضمن إطار مجلس دير الزور العسكرية التابع ل»قسد».

وجاء في بيان صادر عن الفصائل العسكرية التابعة لأبناء قبيلتي البكارة والشعيطات تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، إن سبعة كتائب من أبناء القبيلتين عانت جراء تصديها للنظام، إضافة إلى المعاناة الطويلة من الحرب في كل ميادين سوريا ضد الجماعات الإسلامية الإرهابية، وانحراف كل ما كان يسمى كتائب وفصائل الجيش الحر عن أهداف الشعب السوري وارتهانها للمال السياسي والبترودولار.

وأضاف، أن الفصائل المنشقة تؤسمت خيراً عندما تم الإعلان عن تأسيس قوات النخبة! حيث اعتقدت أنها محاولة جادة لإعادة الأمور إلى نصابها فسارعت إلى الانضمام إليها والانتقال من إدلب إلى ريفي ديرالزور والحسكة لمشاركة قوات سوريا الديمقراطية بمحاربة الإرهاب وتحرير مدنهم وقراهم من يد تنظيم داعش الإرهابي.

وأشار البيان إلى أن الكثير من المشاكل رافقت عملهم، لتظهر إلى السطح الكثير من الأسئلة المبهمة التي لم تجد الجواب الشافي المطمئن لهم، منها غياب المشروع أو برامج العمل الواضح لدى هذه القوات وعدم جديتها في العمل الثوري وارتباطها بالمصالح الشخصية الضيقة، فآثرنا نحن الكتائب السبعة من عشيرتي البكارة والشعيطات بالانفصال من قوات النخبة والانضمام لمجلس دير الزور العسكري ، واعتبار قوات سوريا الديمقراطية مرجعية قيادية عسكرية لنا نعمل تحت رايتها لتحرير مدينتنا من رجس إرهاب داعش.

وأكد انضمامه بكامل سلاحه وعتاده إلى مجلس ديرالزور العسكري، وشكره لقيادة قوات سوريا الديمقراطية على استقبالها ومنحها إياهم فرصة الانضواء تحت رايتها للمشاركة في محاربة الإرهاب.

وقال رئيس التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة هشام المصطفى لـ «القدس العربي»: إن الانشقاقات جاءت رداً على ممارسات قوات النخبة بقيادة احمد الجربا التي اتسمت بالاهتمام بجمع عدد من ابناء العشائر تحت مسمى قوات النخبة وبدعوى قتال داعش والإرهاب.

وحسب المصفطى فإن الجربا كان يريد من وراء ذلك اضفاء شرعية لتيار الغد الذي يتزعمه عند المجتمع الدولي ليظهر بأن وراءه ابناء العشائر العربية ليكمل ما بدأه عندما كان في الائتلاف بتجيير كل شيء له شخصياً عندما استغل المال والدعم من دول خليجية على رأسها الإمارات ليكوّن مجموعات تتبعه اتصفت

وأشار إلى أنهم تفاءلوا بهذا الانشقاق في البداية حيث كانوا ينتظرون بأن تكون هذه الكتائب نواة لجيش يقاتل الإرهاب والنظام وكل الميليشيات الاجنبية الدخيلة، إلا أن انضمامهم إلى قسد ادى إلى الشعور بالخيبة باعتبار قوات قسد ميليشيات إرهابية بنسبة لا تختلف عن داعش الا بالاسم بسبب ارتكابها انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في مناطق الحسكة واريافها وفي كل مكان حكمته بقوة السلاح والدعم الأمريكي.

في المقابل يقول القيادي في تيار الغد السوري عبدالجليل السعيد لـ «القدس العربي»: إن قيادة قوات النخبة تحدثت قبل أسابيع عن إجراء تنظيمي قامت به حيال مجموعة صغيرة من المنتسبين إليها، أقدمت القيادة على فصلهم، لأسباب تتعلق بطبيعة عمل القوات وسلوك المفصولين، وما سوى ذلك من أخبارٍ، ما هو إلا تضخيم لحدث غير موجود من قبل جهات لا تعرف ماهية قوات النخبة وكيف بنت تاريخاً جيداً من التضحية والمصداقية في نشاطها الثوري.

ويضيف أن قوات النخبة هي القوات الثورية الوحيدة التابعة للجيش الحر والتي ترفع «علم الثورة» وراء نهر الفرات، والإشاعات دوماً تستهدفها من كل حدب وصوب من قبل أعداء الثورة السورية، وتستمر هذه القوات في عملها دون أن تلتفت لأن هدفها واضح، مكافحة إرهاب داعش والأسد على حد قوله.

وطالب السعيد الذين يقفون خلف هكذا تضليل بفيديو واحد أو مقطع مصور صغير ليس لسبع كتائب إنما لسبعة أشخاص، يثبت هذا العدد الضخم الذي يتحدث عنه المرجفون الكاذبون، معتبراً أن البيان هلامي وذو محتوى إنشائي ظلامي غير قابل للتصديق من قبل طفلٍ خرج من بطن أمه للتو، فكيف بشعب سوري يعرف صغائر الأمور وكبائرها في ثورته».

وردا على سؤال «القدس العربي» حول تداعيات انضمام منشقين في تيار الغد إلى قسد، قال السعيد ان قيادة النخبة تتعامل مع قسد ضمن إطار العلاقة المشتركة على الأرض، وفي معايير التحالف الدولي الذي تتزعمه أمريكا، ، فقوات الغد هي فصيل عسكري ثوري يقوده أحمد الجربا رئيس تيار الغد ويعمل وفقاً لآلية مؤسسية في القرار والتموضع الميداني والثوري.

الجدير بالذكر أن «القدس العربي» كانت قد أشارت في عددها الصادر في 17 آب/ أغسطس الماضي إلى انشقاق المئات من عناصر قوات النخبة التابعة لتيار الغد السوري الذي يرأسه أحمد عوينان الجربا، في حين فشل الجربا في إقناع المنشقين بالعدول عن قرارهم حسب نشطاء.

 

منسق الشؤون الإنسانية الأممي لسوريا: أوضاع المدنيين في الرقة الأسوأ في العالم

مقتل 34 من قوات النظام في الرقة… ومسؤول في «قسد»: عملية دير الزور «قريباً جداً»

عبد الحميد صيام ووكالات

نيويورك – بيروت ـ «القدس العربي» : قال يان إيغلاند، المستشار الخاص لمبعوث الأمم المتحدة لسوريا، إن الاحتياجات الإنسانية لآلاف المدنيين في مدينة الرقة هائلة ولا يمكن تصورها. في وقتٍ يحاصر نحو 20 ألف شخص في الرقة من قبل تنظيم «داعش» لاستخدامهم دروعاً بشرية. في وقت قال مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية لرويترز امس الجمعة إنها ستبدأ قريباً هجوماً لطرد تنظيم الدولة من محافظة دير الزور. بينما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 34 عنصراً من قوات النظام وقوات موالية له بهجوم شنه تنظيم الدولة في محافظة الرقة.

تصريحات إيغلاند الصحافية جاءت من جنيف بعد اجتماع مجموعة العمل المعنية بالوصول الإنساني في سوريا. وقال: «لا يمكن تصور حجم الاحتياجات، ونشعر بالقلق البالغ بشأن حماية المدنيين. يبدو أن نحو 20 ألف مدني يوجدون في منطقة صغيرة بالمدينة. لا أستطيع أن أتخيل وجود مكان أسوأ في العالم من هذه الأحياء الخمسة في المدينة».

وقال إن الفرار من الرقة يعتبر أمراً في منتهى الخطورة، ومن يحاولون الهروب يتعرضون لخطر إطلاق القذائف الكثيف والقصف الجوي الذي تنفذه قوات التحالف.

وتمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من توصيل المساعدات لنحو 260 ألف نازح بسبب القتال في الرقة. وقال إيغلاند إن مساعدة الموجودين داخل المدينة أمر صعب للغاية، كما أن تقييم الاحتياجات هناك معقد.

ومازال أكثر من نصف مليون شخص محاصرين في 11 موقعاً في سوريا، ثمانية منها من قبل الحكومة فيما يحاصر مقاتلو المعارضة الفوعة وكفرايا.

كما يطوق تنظيم «داعش» مدينة دير الزور في الشرق، التي قامت الأمم المتحدة وشركاؤها بإسقاط المساعدات الغذائية جوا عليها أكثر من 160 مرة.

وبالنسبة للمحادثات السياسية السورية التي أُعلن عنها من قبل، فمن المقرر أن تبدأ جولتها المقبلة الشهر المقبل. لكن نائب المبعوث الخاص رمزي عز الدين رمزي قال إن شيئاً لم يتقرر بعد بهذا الشأن.

وأضاف أن مكتب المبعوث الخاص سيقوم بدراسة نتائج الاجتماع الأخير بين مجموعات المعارضة الرئيسية في الرياض. وقال: «بالنسبة للمحادثات التي كان من المقرر عقدها الشهر المقبل، سنواصل تقييم الموقف ونحن بانتظار تكوين صورة كاملة عما حدث في الرياض، وسنجري مزيدًا من المشاورات مع الأطراف المعنية. وعلى أساس ذلك سيتخذ قرار بشأن موعد عقد المحادثات».

 

معركة دير الزور

 

من جهة اخرى أكد مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية لرويترز امس الجمعة إنها ستبدأ قريبا هجوماً لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من محافظة دير الزور. وقال أحمد أبو خولة رئيس المجلس العسكري في دير الزور الذي يحارب تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية إن الهجوم ربما يبدأ «خلال عدة أسابيع» بالتزامن مع معركة مدينة الرقة. من جهة أخرى وحسبما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قتل 34 عنصراً من قوات النظام وقوات موالية له اثر هجوم شنه تنظيم الدولة لاستعادة مناطق كان جيش النظام سيطر عليها في محافظة الرقة.

وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) تحالف مدعوم من الولايات المتحدة ويضم جماعات مسلحة كردية وعربية، وهو يخوض معارك لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة القديمة، معقله الرئيسي في سوريا. وبدأت «قسد» بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية عمليتها العسكرية في حزيران/يونيو بعد أشهر من القتال لمحاصرة الرقة مدعومة بضربات جوية وقوات خاصة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقال أبو خولة «تبدأ عملية تحرير دير الزور قريبا جدًا جدًا» مضيفًا «نحن دخلنا في أراضي دير الزور فحررنا قرى عدة بينها قرى كبيرة».

وقال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف الذي تقوده أمريكا إن التركيز ما زال على الرقة. وذكر أبو خولة أن هناك أربعة آلاف مقاتل، معظمهم من العرب ومن دير الزور، في المجلس العسكري لدير الزور الذي يرأسه. وقال إن هؤلاء المقاتلين شاركوا في جميع الحملات التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية ويقاتلون الآن داخل الرقة.

 

ضربة للنظام

 

من جهة أخرى قتل 34 عنصرا من قوات النظام وقوات موالية له في سوريا اثر هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية لاستعادة مناطق كان الجيش سيطر عليها في محافظة الرقة (شمال)، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. واشار المرصد إلى ان التنظيم تمكن من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في شرق محافظة الرقة وطرد قوات النظام منها خلال المعارك التي جرت الخميس.

وكان الجيش السوري وحلفاؤه نجحوا الخميس في تطويق تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كامل في البادية السورية وسط البلاد تمهيدا لبدء المعركة من اجل طرده منها. ويخوض الجيش السوري بدعم روسي منذ أيار/مايو الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية التي تمتد على مساحة 90 الف كلم مربع وتربط عدة محافظات سورية وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية.

ويهدف الجيش السوري من خلال عملياته هذه إلى استعادة محافظة دير الزور من الجهاديين عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا، فضلا عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية . ويسيطر التنظيم على غالبية محافظة دير الزور باستثناء جزء صغير من المدينة التي تحمل الاسم نفسه ويحاصر فيها الجهاديون القوات الحكومية والمدنيين منذ عام 2015.

وذكر المرصد ان تنظيم «الدولة الإسلامية» تمكن من «تحقيق تقدم هام واستعاد السيطرة (…) ليوسع التنظيم سيطرته عند ضفاف الفرات الجنوبية». وأوضح المرصد ان «التنظيم تمكن من اعادة قوات النظام على بعد 30 كيلومترا من الضواحي الغربية لمعدان» اخر معاقل التنظيم في ريف الرقة الشرقي والمتاخمة لدير الزور، والتي تمكنت القوات النظامية في وقت سابق من هذا الشهر من الوصول إلى اطرافها.

ويخوض الجيش السوري عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي، وهي عملية منفصلة عن حملة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن لطرد الجهاديين من مدينة الرقة، معقلهم الابرز في سوريا. وبعد أكثر من شهرين ونصف من المعارك داخل الرقة، باتت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على نحو 60 في المئة من المدينة التي فر منها عشرات الاف المدنيين. ولا يزال نحو 25 الف شخص عالقين في المدينة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

 

«قسد خارجة على القانون»

 

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، امس الجمعة، إن مقاطع مصورة تُظهر عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القانون نفَّذتها ما تعرف بـ»قوات سوريا الديمقراطية» بحق المدنيين، موردة تحقيقات أجريت بحق أشخاص تم تعذيبهم وقتلهم.

جاء ذلك في تقرير صدر عن الشبكة امس، وصلت الأناضول نسخة منه، جاء فيه أنه «منذ بداية 2016 رصدت تصاعداً ملحوظاً في شدة أساليب التَّعذيب، وارتفاع حصيلة ضحاياه على يد قوات سوريا الديمقراطية، حملَ البعض منها صبغة عرقية».

ولفتت إلى أنه «انتشرت مؤخراً عبر شبكة الإنترنت مقاطع مصورة يظهر فيها عناصر مسلحة يُشير زيُّهم، ولهجتهم المحكية، ومحتوى الفيديوهات نفسها، وقرائن أخرى، إلى انتمائهم إلى قوات سوريا الديمقراطية، وهم يُنفِّذون عمليات تعذيب وحشية لمحتجزين.. وتظهر فيها أيضاً عمليات قتل عبر إعدام مباشر دون أية مُحاكمة، والتُّهمة الدائمة هي الانتماء لتنظيم داعش».

الشبكة أوردت تحقيقا لأحد هذه المقاطع، مبينة أنه «في 15 تموز/يوليو 2017، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع مصور يُظهر مجموعة من 3 أو 4 عناصر مسلحة تُطلق النار بشكل مباشر على شخص مكبَّل اليدين إلى جانبه جثتان».

وأضافت «يظهر المقطع تناوبَ العناصر على إطلاق النار على الضحية، وتصويب عدة رصاصات، مُعظمها في الرأس، ويقول أحد العناصر المسلحة في الفيديو أن هذا هو مصير كل من يحارب حزب ي ب ك (الإرهابي)، ومصير كل من ينتمي لتنظيم داعش».

إلا أن الشبكة أكدت أنها «استطاعت التَّعرف على الضحية وهو علي أحمد المحمد مواليد عام 1980 من قرية خس عجيل التابعة لناحية الكرامة بريف الرقة الشرقي، حيث تواصلت مع قريبه سامر، الذي أفادهم أن الضحية كان يعمل في لبنان منذ منتصف 2015 وفي آذار/مارس الماضي عاد إلى قريته، عبر الطائرة من مطار دمشق الدولي إلى مطار القامشلي».

وأردفت أن «سامر أبلغهم بأنَّ مشادَّة كلامية حدثت بين علي وشخص مقرَّب من عناصر قوات سوريا الديمقراطية، أدَّت إلى احتجازه عدة ساعات، وقد تكون هي السبب في تصفيته لاحقاً في 3 نيسان/أبريل الماضي كما ظهر في المقطع المصوَّر».

كذلك أورت الشبكة في تقريرها حادثة أخرى، حيث قالت «في 21 تموز/يوليو الماضي، نُشِرَ مقطع فيديو يُصوِّره مسلح يتكلم اللغة الكردية، ويظهر في الفيديو رجل مُسن تبدو ثيابه مُلطَّخة بالدماء، استطعنا الَّتعرف عليه وهو أحمد زينو، البالغ من العمر 80 عاماً، كنَّا قد سجلناه في قائمة الضحايا في 24 حزيران/ يونيو الماضي، بعد تعرُّض منزله في حي الرميلة بمدينة الرقة لقنابل يدوية من قبل قوات سوريا الديمقراطية تسبَّبت في مقتل ابنه أسعد زينو بينما أُصيب هو، ثم تمّت تصفيته».

وأوضحت أن «صورا تُظهره جريحاً؛ جراء طلق ناري في كتفه الأيمن، وبعد يومين من انتشار المقطع المصوَّر سجلوا اعتقال قوات سوريا الديمقراطية أحمد أسعد زينو، وهو حفيد أحمد زينو من منزله بالرغم من أنه يعاني من إصابة سابقة جراء قصف طيران التحالف الدولي لمدينة الرقة، ونعتقد أنَّ الاعتقال حصل نتيجة تسريب المقطع المصور».

وشددت الشبكة في تقريرها أن «تصوير ثم نشر عمليات القتل والتعذيب بشكل عمدي مقصود، يُعبِّر عن مرض مجتمعي تفشَّى بشكل صارخ وسط ترك الشعب السوري وحيداً أمام نظام يُمارس أبشع أساليب القتل، وميليشيات منفلتة من أبسط الأعراف والقوانين المحلية والدولية، وهذه الأفعال تهدف إلى إرهاب المجتمع وتركيعه لردعه عن أية مخالفة للسلطة الحاكمة».

وبينت أن «سجلَّ قوات سوريا الديمقراطية حافل بالانتهاكات، وعمليات القتل خارج نطاق القانون، والهجمات العشوائية عديمة التمييز على المدنيين، إضافة إلى عمليات الاعتقال التعسفي، ولم تَقُم هذه القوات بأي تحقيق يُذكر في أي نوع من أنواع الانتهاكات، كما أنها لا تستجيب لطلبات المنظمات الحقوقية ومحاولات التواصل بهدف التَّعرف على موقف القيادة من هذه الممارسات، وما هي سياستهم المستقبلية تجاهها».

 

الإفراج عن 95 أسيراً بينهم 11 ضابطاً للنظام السوري مقابل 65 مسلحاً لجيش الإسلام

عملية تبادل ضمن اتفاق «خفض التصعيد» في الغوطة الشرقية

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: أعلن تشكيل «جيش الإسلام» العامل في ريف دمشق المحاصر، عن إتمام قيادته العسكرية أمس أكبر عملية تبادل من نوعها بالنسبة لجيش الإسلام، أسفرت عن الإفراج عن 36 معتقلاً من أهالي ريف دمشق، مقابل 11 أسيراً للنظام بينهم مجموعة من نساء معظمهن كنّ معتقلات لدى سجون جبهة النصرة حسب ما صرح به المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار لـ «القدس العربي».

فيما صرح مصدر مسؤول من النظام السوري ان لجنة المصالحة تمكنت بعد مفاوضات مع جيش الإسلام ووفقاً لبنود اتفاق «خفض التوتر» من الافراج عن «95 مخطوفاً كانوا لدى «جيش الإسلام» مقابل الافراج عن 65 مسلحاً كانوا موقوفين لدى النظام، وهم 11 ضابطاً و 16 امرأة و 68 شخصاً بين عسكري ومدني».

وقال «جيش الإسلام» في بيان نشره عبر معرفاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه أتم صفقة تبادل تمكن على إثرها تحرير 36 معتقلاً من سجون قوات النظام من بينهم 12 طفلاً و 10 نساء و 14 رجلاً، ممن اعتقلتهم قوات النظام ضمن حملتها الأخيرة على حيي برزة والقابون لتهجير أهلها، مقابل إطلاق صراح 11 اسيراً للنظام.

الصفقة تمّت على دفعتين مساء أمس عبر معبر المخيم المؤدي إلى ضاحية الإسكان، وتضمّنت الإفراج عن 11 عنصراً لقوات النظام، كان جيش الإسلام قد أسرهم في معارك عدة على جبهات الغوطة الشرقية، مقابل تحرير أربعة عشر طفلاً وعشر نساء واثني عشر رجلاً من أبناء حي برزة الدمشقي والغوطة الشرقية، ممن اعتقلتهم أفرع الأمن في حملتها الأخيرة لتهجير أهالي بلدتي برزة والقابون حسب المصدر.

وأضاف البيان ان هذه العملية أكبر عملية تحرير أسرى في صفقة تبادل واحدة شهدتها الغوطة الشرقية منذ عدة سنوات، حيث كان جيش الإسلام قد عقد صفقات تبادل عدة للأسـرى كان آخـرها تحرير 3 مقاتلين للمعارضة بعد نحو 5 سـنوات من الاعتقـال في سجـون النظـام السـوري.

المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام قال ان أبرز من تم إطلاق سراحه أمس ضمن الصفقة هو ضابط برتبة عقيد اسمه سلامة شنان من محافظة السويداء، إضافة إلى العقيد رفعت جرجس رزوق من محافظة حمص، والملازم اول حاتم كامل حاتم من تلكلخ.

وأكد ان المفاوضات كانت بشكل مباشر عبر وسائل التواصل، مع جهة أمنية تمثل النظام السوري، ولبثت تلك المفاوضات قرابة الشهرين حسب المتحدث.

وحول سؤاله عن النساء اللواتي أفرج عنهن من قبل جيش الإسلام، حيث ذكرت مصادر موالية أسماء «صهباء علي الفيل، سلمى خليل منى، غادة محمد فارس، دلال خلف العبد الله، ريحانة سليمان طراف، واعتدال هاني عبيد» قال «بيرقدار» ان بعض المفرج عنهم كانوا في سجون جبهة النصرة، وعند حملتنا على جبهة النصرة في الغوطة الشرقية أخرجن من سجونهن لنضعهن عندنا ريثما يتم إطلاق سراحهن، ومن بينهن اعتدال عيد، مضيفا: ان «معظم النساء هن من سجون جبهة النصرة والباقي من موقوفي عدرا العمالية» لدى جيش الإسلام حسب قوله.

وفي المقابل صرح رئيس لجنة المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية «جابر عيسى» لوسائل اعلام موالية انه «تم التبادل بين الدولة السورية من جهة وما يسمى بـ «جيش الإسلام» من جهة أخرى، حيث تضمنت العملية إخراج 95 مخطوفاً كانوا لدى «جيش الإسلام» مقابل الافراج عن 65 مسلحاً كانوا موقوفين لدى الدولة السورية» حسب المصدر.

وأضاف: المحررون هم 11 ضابطاً و 16 امرأة و 68 شخصاً بين عسكري ومدني، هذا التبادل هو ضمن بنود اتفاق مناطق خفض التوتر في الغوطة الشرقية، مؤكدا ان «الأسرى الذين تم تحريرهم تم خطفهم من قبل المجموعات المسلحة في منطقة برزة وتم نقلهم إلى الغوطة الشرقية، وبهذا التحرير تم إغلاق ملف برزة بشكل كامل» وفقاً للمصدر.

 

التحالف يدمر مستشفى الرقة وروسيا تقصف حماة وحمص

عدنان علي

استهدف طيران التحالف الدولي، اليوم السبت، المزيد من الأهداف المدنية في شرق سورية، خاصة في محافظتي الرقة ودير الزور، وهو ما فعلته أيضاً الطائرات الروسية وقوات النظام السوري في شرقي محافظتي حماة وحمص وسط البلاد.

 

واستهدفت غارات طيران التحالف مناطق متفرقة في مدينة الرقة، التي تشهد قتالاً بين تنظيم “داعش” الإرهابي و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)؛ وقصف حارة البدو، مساكن الصحة، حي مدرسة هواري، ما تسبب في دمار كبير في هذه المناطق وسقوط ضحايا بين المدنيين.

 

كما خرجت أقسام عدّة من مستشفى الرقة الوطني عن الخدمة جراء قصف مدفعي من قبل مدفعية التحالف الدولي.

 

وقالت مصادر محلية، إن أكثر من أربعين قذيفة أطلقتها المدفعية الأميركية سقطت على المستشفى، ما أدى إلى خروج بعض أقسامه عن العمل وانقطاع الكهرباء عن الأقسام الأخرى.

 

ويعتبر هذا المستشفى الوحيد الذي يقدم بعض الخدمات الإسعافية البسيطة، نتيجة انعدام الإمكانيات الطبية وفقدان الأدوية، في الوقت الذي يعتمد التنظيم على مشافيه الميدانية الخاصة.

 

كذلك قصف طيران التحالف الدولي شارع أبو الهيس جانب مدرسة المأمون شرقي مركز المدينة بعدة غارات خلفت دماراً وخسائر مادية.

 

وقتل تسعة مدنيين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف على أحياء مدينة الرقة في اليومين الماضيين. بينما أصيب عدد من المدنيين جراء قصف مدفعي من مليشيات قوات “سورية الديمقراطية” استهدف مناطق دوار النعيم ومحيط مشفى المواساة وحي الأماسي وحديقة الرشيد وسط مدينة الرقة.

 

وفي مقابل جمود الجبهات داخل مدينة الرقة، واصل تنظيم “داعش” الإرهابي تقدمه في الريف الشرقي للرقة، جنوبي نهر الفرات، وتمكن من استعادة السيطرة على قريتين بعد يوم واحد من سيطرته على سبع قرى، وتكبيد قوات النظام ومليشياته خسائر فادحة.

 

وقالت مصادر محلية، إن التنظيم استعاد السيطرة على قريتي شريدة شرقي وشريدة غربي، إضافة إلى بلدة السبخة التي تعد آخر النقاط التي تقدم إليها النظام في هذا المحور.

 

ولفتت المصادر إلى أن التنظيم استقدم تعزيزات كبيرة بهدف إحكام السيطرة مجدداً على المناطق التي خسرها، أخيراً، في المنطقة في ظل ما تشهده قوات النظام من انهيارات متسارعة، جراء الخسائر الفادحة التي منيت بها في الأسبوع الأخير على يد التنظيم، بالرغم من الغطاء الجوي الذي توفره الطائرات الروسية.

 

وتشير المعطيات إلى سيطرة التنظيم على جميع المواقع المرتفعة والتلال الممتدة بين مدينتي معدان والسبخة، ما يمكنه من رصد المنطقة نارياً.

 

من جهتها، سيطرت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية، أمس، على تل الواطية وضهرة العريضة في ريف السويداء الشرقي، وذلك عقب هجوم شنته على فصائل المعارضة، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل.

 

واستهدفت المقاتلات الحربية مواقع فصائل المعارضة، فيما تمكنت الأخيرة من تدمير دبابة لقوات النظام في رتا الشيخ على بعد عشرين كيلومترا من منطقة الزلف.

 

وكانت قوات النظام والمليشيات المساندة لها تمكنت في الآونة الأخيرة من السيطرة على كامل الحدود السورية مع الأردن في محافظة السويداء، عقب انسحاب فصيل جيش أحرار العشائر بشكل مفاجئ.

 

وفي محافظة حماة، وسط البلاد، قصفت قوات النظام مناطق في محيط بلدة كفرزيتا، وسط اشتباكات مع فصائل المعارضة في المنطقة في ريف حماة الجنوبي الشرقي، في حين شنت الطائرات الحربية غارات على مناطق في ريفي سلمية الشرقي والشمالي الشرقي استهدفت بشكل خاص قرى: أبو حنايا، ومسعدة، والحانوتة، ومسعودة، ورسم العبد، وحمادة عمر، وعكش، وجروح، ومحيط صلبا، والقسطل، وأبو دالية، ورسم الأحمر، ومناطق أخرى، في ناحية عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام وعناصر التنظيم.

 

بدورها، شنت الطائرات الحربية غارات في محيط منطقة حويسيس ومناطق أخرى في غرب جبل شاعر، بريف حمص الشرقي، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم “داعش” في محاولة من قوات النظام تحقيق تقدم في المنطقة.

 

وفي جنوب البلاد، اعتقل تنظيم “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “داعش” أحد القادة البارزين فيه ويدعى أبو علي شباط بتهمة التعامل مع التحالف الدولي.

 

ووجَّه “جيش خالد” للقيادي شباط هذه التهمة، بعد ملاحظته انسحاب شباط من عدة اجتماعات قيادية كان يحضرها الصف الأول من التنظيم، وتمَّ استهدافها من قِبَل طائرات التحالف بعد وقتٍ قصيرٍ من مغادرته.

 

وكان العديد من قادة التنظيم قتلوا جراء استهداف اجتماعاتهم بغارات لطيران التحالف أو نتيجة انفجارات مجهولة.

 

شرق سورية: حرب على المدنيين

عدنان علي

بعد توقف معظم جبهات القتال بين قوات النظام السوري والمعارضة، نتيجة اتفاقات وقف النار التي تمت برعاية دولية، وعلى الرغم من خروقات النظام المتكررة لها، تتركز المعارك في سورية حالياً في وسط البلاد وشرقها، ويبدو كأنها تدور أساساً ضد السوريين المدنيين أكثر مما هي ضد تنظيم “داعش” الذي لا يزال يقاوم هجمات القوات الكردية في مدينة الرقة. كما تمكن من شن هجمات معاكسة ضد قوات النظام في الجنوب الشرقي للمدينة واستعاد مناطق كان فقدها هناك. وفيما تواصل قوات النظام جهودها لإنهاء سيطرة “داعش” في مناطق شرق حماة حيث أطبقت الحصار على مواقعه، أعلنت “قوات سورية الديمقراطية” عزمها على مهاجمة مناطق سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور قريباً. وإذا كانت التطورات الميدانية لا تبشر بعد بقرب موعد القضاء على “داعش” في الرقة، إلا أنها تستمر في حمل أنباء غير سارة للسكان المدنيين الذين تتعاظم معاناتهم جراء القصف ونقص الغذاء والخدمات، وهو الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من استمرار محنة المدنيين.

ولا تقتصر معاناة المدنيين على سكان الرقة، بل إن المقيمين في مناطق شرق حماة ينالون قسطهم من القصف والغارات الجوية. وقد قتل سبعة أشخاص وجرح العشرات، بينهم أطفال ونساء، جراء غارات جوية روسية، أمس الجمعة، على قرية “أبو الفشافيشو” التابعة لناحية عقيربات بريف حماة الشرقي. وقالت مصادر محلية إن المقاتلات الروسية استهدفت تجمعاً للنازحين في القرية، مشيرةً إلى أن العدد مرجح للارتفاع جراء وصول جرحى حالاتهم وصفت بالحرجة. وكانت قوات النظام فرضت في الآونة الأخيرة، حصاراً خانقاً على عقيربات، شرق حماة، والتي يتواجد فيها ما يقارب 15 ألف نسمة، وفق تقديرات محلية، إضافة إلى آلاف آخرين في محيطها.

 

وطالبت الأمم المتحدة، يوم الخميس، بهدنة إنسانية لتأمين خروج المدنيين المحاصرين داخل مدينة الرقة، الواقعين بين نيران الأطراف المتقاتلة. ودعت “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى حصر ضرباته الجوية التي تتسبب بسقوط ضحايا مدنيين. وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، يان إيغلاند، للصحافيين في جنيف، إنه لا ينبغي مهاجمة المراكب في نهر الفرات، وتعريض الفارين لغارات جوية لدى خروجهم.

 

وكانت “منظمة العفو الدولية” حذرت من أن المدنيين في الرقة معرضون لأخطار كبيرة، مشيرةً إلى مقتل المئات منهم جراء الحملة العسكرية الحالية في المدينة المدعومة من “التحالف الدولي”. ودعا تقرير للمنظمة كل أطراف الصراع إلى اتخاذ “الإجراءات الاحترازية الفعالة للحد من إلحاق الأذى بالمدنيين بما في ذلك الكف عن استخدام الأسلحة المتفجرة التي تترك أثراً كبيراً في المناطق المأهولة بالسكان إلى جانب وقف الهجمات غير المتناسبة ومن دون تمييز”. وأكد التقرير أن تنظيم “داعش” يستخدم المدنيين داخل مدينة الرقة كدروع بشرية، ويستهدف من يحاولون الفرار بالقناصة والألغام. وشككت المنظمة بتقارير “التحالف” عن الخسائر في صفوف المدنيين، والتي قدرتها منظمات حقوقية بين 700 إلى 1000 مدني منذ بدء المعارك في المدينة. وحول الحملة التي تشنها قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها بدعم جوي روسي ضد “داعش” في ريف الرقة الجنوبي، تحدثت “العفو الدولية” عن استهدف مخيم للنازحين، واستخدام القنابل العنقودية المحرمة دولياً في الهجمات، داعيةً إلى زيادة المساعدات للمدنيين الفارين من الرقة.

 

وفي هذا الإطار، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في تقرير له حول الوضع الإنساني في مخيمي الحول والمبروك في ‫الحسكة، شرقي سورية، أن حالة النازحين في المخيمين اللذين تشرف عليهما “الإدارة الذاتية” الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، مزرية وتتفاقم، وأن القيود البيروقراطية التي تفرضها “الإدارة الذاتية” على وصول المساعدات تحد من الاستجابة الإنسانية. وأكد التقرير أن ‏الهاربين من الرقة يواجهون خطر التجنيد القسري في نقـاط التفتيش ومصادرة وثائق الهوية وتقييد الحركة في مخيمات النازحين، وفق ما ورد في تقرير غوتيريس.

 

وذكرت مصادر محلية أن قوات النظام السوري سيطرت على مواقع لتنظيم “داعش” في ريف حمص الشمالي الشرقي، ما أدى لمحاصرة التنظيم في منطقة تبلغ مساحتها ألفي كلم مربع. وأوضحت المصادر أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها تقدمت من ريف الرقة الجنوبي وسيطرت على جبل الضاحك وخربة الطلاع ووادي أبو قلة، ما أتاح لها الالتقاء بالقوات الأخرى الموجودة في شمال مدينة السخنة، شرق حمص، كما سيطر النظام على بلدة جنى العلباوي والتلال المحيطة بها في ريف حماة الشرقي. وكانت قوات النظام سيطرت مطلع الشهر الحالي على مدينة السخنة في ريف تدمر الشمالي الشرقي، في إطار حملتها الرامية للوصول لمدينة دير الزور، شرق البلاد.

 

وأكد ناشطون أن اشتباكات عنيفة ومعارك كر وفر تدور بين الجانبين في عدة محاور بريف حماة الشرقي وسط قصف من جانب طائرات النظام والطائرات الروسية لقرى وبلدات المنطقة، مثل سوحا وأبو حبيلات والحردانة والمعضمية ووادي العظام وعكش وطهماز والقسطل وقليب الثور ومسعود والمكيمن وحمادة عمر وأبو حنايا، الواقعة في ناحية عقيربات والخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” في ريف حماة الشرقي.

 

وذكرت وكالة “أعماق” الناطقة باسم “داعش”، أن 20 عنصراً من قوات النظام ومليشيات إيران قتلوا وجرح عشرات آخرون، جراء هجوم معاكس لمقاتلي التنظيم على مواقعهم في منطقة وادي الوعر بالبادية السورية والتابعة إدارياً لريف حمص، قرب الحدود العراقية. وأكدت الوكالة أن المعارك أدت أيضاً إلى تدمير ثلاث آليات عسكرية، وراجمة صواريخ، وآليتين رباعيتي الدفع. كما ذكرت مواقع قريبة من “داعش” أن مقاتلي الأخير شنوا هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام والمليشيات في ناحية بلدة السعن وقرية الشيخ بريف حماة الشرقي، ما أدى إلى مقتل 20 عنصراً من تلك القوات خلال استهداف التنظيم حواجز عسكرية على طريق أثريا – خناصر، الذي يصل مدينة حلب بالمحافظات الوسطى والساحلية والجنوبية، بأربع سيارات مفخخة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الإثنين الماضي، أن قوات النظام اقتربت من السيطرة على المنطقة الوسطى في سورية، مؤكدةً أن هذا التقدم تم بمساندة القوات الجوية الروسية التي نفذت، بحسب الوزارة، ألف طلعة جوية منذ مطلع أغسطس/ آب الحالي.

 

كما استعاد “داعش”، الخميس الماضي، السيطرة على قرى جنوب شرق مدينة الرقة بعد معارك مع قوات النظام ومليشيات “مقاتلي العشائر” الموالية لها. وقال ناشطون محليون إن التنظيم استعاد قرى البوحمد، زور شمر، غانم العلي، العطشانة، الحويجة، والمقلة، جنوب شرق الرقة، تزامناً مع انسحاب عناصر قوات النظام من المنطقة الواصلة بين بلدة السبخة ومدينة معدان. وأكدت مواقع تابعة لـ”داعش” مقتل 42 عنصراً لقوات النظام خلال معارك السيطرة على تلك القرى، إضافةً إلى مقتل 58 آخرين في تفجير انتحاري بموقع لقوات النظام قرب قرية غانم العلي.

 

وأكدت صفحات موالية للنظام على موقع “فيسبوك” أن قوات النظام ومليشيات “مقاتلي العشائر” انسحبت من بعض النقاط شرقي الرقة، جراء هجوم لعناصر “داعش”. من جهته، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه وثق خلال الساعات الـ24 الماضية، مقتل أكثر من 34 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وأسر آخرين، أحدهم جرى ذبحه وفصل رأسه عن جسده، بينما استخدم آخرون “كأهداف حية” في سياق التمرينات لعناصر التنظيم الجدد. وأضاف “المرصد” أن التنظيم تمكن إثر الهجوم من استعادة السيطرة على المناطق الممتدة بين شرق بلدة غانم العلي وصولاً إلى منطقة السبخة، والتي مكنت التنظيم من توسيع نطاق سيطرته بحيث بات يسيطر على مسافة بطول حوالي 40 كيلومتراً، على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي. وباتت قوات النظام التي كانت وصلت لأطراف مدينة معدان، آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في ريف الرقة، على مسافة تبعد نحو 30 كيلومتراً غربها. كما وثق “المرصد” مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من تنظيم “داعش” خلال هذا الهجوم الذي يعد الأعنف عند ضفاف الفرات الجنوبية بالريف الشرقي للرقة. وعزا ناشطون أسباب انهيار قوات النظام في تلك المنطقة إلى سرعة تحرك مقاتلي “داعش” واتباعهم أساليب التمويه، واعتماد قوات النظام على شبان من أبناء العشائر في المنطقة ممن قامت بتجنيدهم قسراً، بعدما ألقت القبض عليهم وزجت بهم في القتال على الخطوط الأولى.

 

في غضون ذلك، أعلن مسؤول من “قوات سورية الديمقراطية” التي تهيمن عليها المليشيات الكردية، لوكالة “رويترز”، أمس الجمعة، أن هذه القوات ستبدأ هجوماً لطرد “داعش” من محافظة دير الزور قريباً جداً. وقال رئيس المجلس العسكري بدير الزور والذي يحارب ضمن “سورية الديمقراطية”، أحمد أبو خولة، إن الهجوم ربما يبدأ خلال عدة أسابيع بالتزامن مع معركة مدينة الرقة.

 

إنزال أميركي بدير الزور

وفي هذا السياق، أكدت مصادر محلية أن القوات الأميركية قامت خلال اليومين الماضيين بعمليتي إنزال جوي في ريف دير الزور. وأوضحت أن العملية الأخيرة جرت فجر الخميس، في منطقة “البو ليل” الواقعة إلى الشرق من مدينة دير الزور بنحو 25 كيلومتراً، إذ حطت مروحيات على علو منخفض في منطقة البادية، وانتشلت عدداً من الأشخاص الذين من المرجح أنهم من منتسبي تنظيم “داعش” الذين يتعاملون مع القوات الأميركية. وسبق هذه العملية بيوم واحد عملية مشابهة في حي “اللايذ” في بلدة بقرص في الريف الشرقي لدير الزور، حيث حطت طائرات لـ”التحالف الدولي” فوق أحد المنازل الذي يتخذ منه التنظيم مقراً وسجناً لمعارضيه ومستودعاً للسلاح، وبعد مواجهات متقطعة تمكنت من سحب عائلتين، إحداهما من أصول شيشانية والأخرى مصرية.

 

وفي مدينة الرقة، ذكر موقع “فرات بوست” أن أكثر من 15 شخصاً قتلوا وأصيب العشرات جراء عشرات الغارات الجوية وقذائف المدفعية من قبل مليشيات “سورية الديمقراطية”، التي استهدفت أحياء مدينة الرقة خلال اليومين الماضيين. وتتواصل المعارك بين المليشيات الكردية ومقاتلي “داعش” داخل المدينة بوتيرة بطيئة بسبب تحصن مقاتلي التنظيم واستخدامهم المكثف للألغام والمفخخات، ما يدفع طيران “التحالف الدولي” والقوات المهاجمة إلى تكثيف القصف من بعيد، وهو الأمر الذي يدفع ثمنه المدنيون.

 

ومن جهة ثانية، تزداد الخلافات والانشقاقات داخل المجموعات التي تقاتل “داعش” في الرقة، خاصة بين المكونين العربي والكردي. وأكد ناشطون أن مئات العناصر من “قوات النخبة” التابعة لـ”تيار الغد السوري” بقيادة أحمد الجربا، انشقوا عنها وانضموا إلى “قوات سورية الديمقراطية”. وتضم قوات النخبة التي تعمل تحت قيادة “التحالف الدولي”، مقاتلين من عشائر عربية في دير الزور والرقة، وهي كانت انسحبت من معركة الرقة بعد خلافات مع “سورية الديمقراطية”.

 

“حراس الأمل”… النظام السوري يستغل أجساد جنوده

نور عويتي

استغل إعلام النظام السوري أجساد ضحاياه لرصد ما يُسمّيه “انتصاراته” بدون أي مراعاة لحرمة الجسد، إنما بالعكس عمل على التنكيل بالجثث، وتصويرها ليبيّن وحشية رده على معارضيه، ويزرع الخوف في قلوبهم. وبالوفاق مع نفس النهج الإجرامي، يستغل إعلام النظام السوري أجساد جنوده المبتورة والمصابة، ليكسب شفقة وعطف الشعب الذي تذمر من التمييز العسكري الذي فرضته الدولة.

 

 

على شاشة القناة الفضائية السورية الرسمية، يعرض برنامج محدث بعنوان “حراس الأمل”، ويستعرض فيه إعلام النظام قصصاً لجنود في الجيش السوري تعرضوا للإصابة خلال العمليات العسكرية الميدانية، وتسببت الإصابة في شللهم أو تشوههم أو فقدان أجزاء من أجسادهم، وأدت الإصابة إلى تسريحهم من الخدمة العسكرية.

 

ويستغل البرنامج مأساة الجنود الذين تعرضوا للإصابات المختلفة وصور الأجساد المبتورة بطريقة مثيرة للسخط، فيركز بتصويره على الأجزاء المصابة، فيستبيح أقدام الجنود المبتورة، وأعينهم المفقوءة، ويصور معاناتهم وهم يتعايشون مع عجزهم.

 

ويبدأ البرنامج بالتعريف عن الجنود المصابين، ويبتدع لفظة “الشهداء الأحياء” في تسميتهم. ويقول مقدم البرنامج “هؤلاء الشهداء الأحياء، قدموا جزءاً من أجسادهم فداء الوطن وقائد الوطن”. ويحاول البرنامج أن يرصد بيأس الفرح والسعادة التي يفتعلها الجنود إزاء التضحية بأجسادهم للوطن، حيث يطلب البعض منهم من القيادة إعادتهم للقتال بجانب زملائهم، ويدعون شباب سورية للالتحاق بالجيش ونيل “شرف الشهادة”.

 

ويستعرض البرنامج خلفية الجنود الاجتماعية المختلفة، بغرض تشجيع الشباب للانضمام إلى الجيش، فيدعي البعض بأنهم تركوا جامعاتهم طوعاً للالتحاق بالجيش، ومنهم من يعيش في بيئة فقيرة ومعدمة. ويحاول البرنامج أن يمرر رسائل سياسية بالغة القسوة على ألسنة المصابين، بالتداخل مع لقطات التشوهات والأعضاء المبتورة. فقام أحد المصابين بالتصريح بأن “الشهادات الجامعية والدراسة بالجامعة ليست لها أي أهمية والوطن في حالة الحرب”، وادعى أنه ترك جامعته في لبنان وعاد ليخدم وطنه الذي يحتاجه، ودعا الشباب الجامعي “لترك جامعاتهم والالتحاق بالجيش”.

 

ويبدو جلياً أن طرح البرنامج لا يمت للواقع بصلة أبداً، فالشباب في سورية يحاولون بكافة الأشكال والوسائل الفرار والتهرب من الخدمة العسكرية الإجبارية. ولم يشهد الشارع السوري فكرة الترحيب بالتطوع بالجيش، وإنما تم سحب الشباب تعسفياً للخدمة العسكرية الإلزامية.

ويُعدّ هذا البرنامج جزءاً من الدعاية لحملة التجنيد التي لم ينكفئ النظام عنها يوماً، تحديداً لجهة الانفصال الذي يعيشه الإعلام السوري عن الواقع العسكري والاجتماعي.

 

ومن ناحية أخرى، يحاول البرنامج أن يستعرض “أفضال النظام على جنوده”، فيذكّر باستمرار بأن “الدولة” هي من تكفلت بتأمين الأطراف الصناعية للجنود، وتكفلت بثمن العمليات الجراحية التي احتاجوا إليها، وعوضتهم مادياً. وعلى الرغم من ذلك، فإن التصوير يوضح بأن أغلب المنازل التي صورت بها حياة الجرحى هي منازل لأناس معدمين وبعضها آيل للسقوط، وواضح للعيان بأن الدولة لم تقدم لهم أية مساعدة بعد أن استهلكت أجسادهم، وسرحتهم من الخدمة.

 

الأردن: العلاقات مع سوريا مرشحة لمنحى ايجابي

قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في برنامج بثّه التلفزيون الرسمي الأردني: إن “العلاقات مع سوريا مرشحة لمنحى ايجابي ونتطلع لعلاقات أفضل”. مشيراً إلى أن 30 ألف نازح عادوا من مخيم الركبان إلى قراهم وبلداتهم، وأن “الاردن سجل موقفاً تاريخياً وانسانياً مهماً تجاه الاشقاء”.

 

وأضاف: “الأردن لم يغلق سفارته مع دمشق وقدرت جامعة الدول العربية موقف الاردن وحساسية الموقف تجاهها”، مشيراً إلى أن “سفارتي البلدين تعملان بصورة كاملة ولم تتعطلا يوماً”.

 

وكانت جامعة الدول العربية، قد قررت في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، تعليق عضوية سوريا، وسحب السفراء العرب من دمشق، الى حين تنفيذها الخطة العربية لحل أزمتها. وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد قررت، نهاية أيار/مايو 2014، إبعاد السفير السوري في عمان بهجت سليمان، بسبب “إساءات متكررة للدولة ورموزها وتدخله بشؤونها (البلاد) الداخلية”.

 

تصريحات الوزير الأردني جاءت بعد يومين من إعلان الأردن وروسيا عن تفعيل مركز عمّان لمراقبة اتفاق “خفض التصعيد” في الجنوب السوري، والذي أعقب سريان اتفاق “وقف إطلاق النار” بين قوات النظام والمعارضة جنوب غربي سوريا، في 9 يوليو/تموز الماضي.

 

المومني قال إن “الاتفاق لهدوء الجنوب السوري صامد الى الان باتفاق أردني سوري والاطراف الاخرى خاصة الجيش السوري والمعارضة المعتدلة”.

 

وأشار المومني إلى إمكانية فتح المعابر حال توفر الظروف الامنية وعودة الحياة الى طبيعتها. وكانت فصائل “الجبهة الجنوبية” قد سيطرت على معبري الجمرك القديم في العام 2013، ونصيب في العام 2015، الحدوديين بين سوريا والأردن. والمعبران مغلقان منذ ذلك الحين بسبب رفض عمان التعامل مع المعارضة كقوة مسيطرة عليهما. وتعتبر قضية إعادة فتح معبر نصيب بنداً مؤجلاً من اتفاق “خفض التصعيد” حتى اللحظة.

 

وقال المومني: “صناع القرار في سوريا يدركون حكمة الموقف الاردني من اللحظة الاولى وحرص الاردن على وحدة التراب السوري والمحافظة على استقراره وعدم قبولنا بأي مليشيات بيننا وبين دمشق”.

 

حرب الخشب والذهب في جرود القلمون

نذير رضا

النقاشات اليوم، تحمل صفة التحدي وفرض أمر واقع سياسي تحدده ظروف الميدان

النقاشات المحتدمة بين أنصار “التكامل” مع الجيش السوري النظامي في معركة الحدود الشرقية، وبين المناهضين لها، ليست سوى جرعات تمهيدية لنقاشات أكثر احتداماً، وصراعات ستتسيّد الأدبيات السياسية اللبنانية في مرحلة الاستحقاقات المقبلة، بدأت على مستوى غير منسق بين جمهورين، واتخذت صفقة المعركة، ولو أنها ظهرت في حرب “الذهب” و”الخشب”.

حفلة مزاودات “سيادية” من جهة، و”تنسيقية” من جهة ثانية، طغت على مشهد محتدم، لا يحمل أي اشارات لعقلانية لبنانية ستجتمع على بناء الدولة، أو تضع اي اساس لبناء منظومة مواطنة خارج الاصطفاف السياسي الذي بات في أمسّ الحاجة إلى التنظيم، منعاً لتفاقم الصراعات.

 

لكن تلك الصراعات الالكترونية، رسمت مشهداً مخيفاً لما ستكون عليه نقاشات الانتخابات النيابية المقبلة، لجهة ابعاد الاستحقاق عن المصلحة الوطنية، وحقوق المواطنين. فالمداولات، تؤشر أكثر من أي وقت مضى، الى ان الخلافات السياسية على عناوين وكليشيهات مصلحية، ستقود الخطاب الانتخابي، وستقوّض من جهة أخرى أي جهود للتغيير، وستكرس، عوضاً عن ذلك، خطاباً تخويفياً على “السيادة” أو “الاقتصاص من ظهر المقاومة” بغرض تمرير الاستحقاق بالخطوط السياسية نفسها، رغم بعض التغيير في الوجوه.

 

فالفضاء الالكتروني اللبناني، لم يخرج من نقاشات “الخشب” و”الذهب” التي تسيدت الأدبيات السياسية في ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، وهي نقاشات لم تفلح في سد ثغرة الفراغ في رئاسة الجمهورية على مدى عامين ونيف، كما لم تفلح في إزلة النفايات من الشوارع طوال شهور، ولم تساهم في تحسين الوضع المعيشي أو الضغط لاقرار خطة علمية لتوليد الكهرباء..

 

اليوم تتجدد النقاشات بصيغة أكثر حدة، بعد اضافة أمين عام “حزب الله”، حسن نصرالله، عنصر الجيش السوري الى معادلته “الشعب والجيش والمقاومة” التي يتمسك بها الحزب وحلفاؤه، وتلقى رفضاً بصيغتيها، الاساسية والموسعة، من خصومه.

 

فالنقاشات اليوم، تحمل صفة التحدي من جهة، وفرض أمر واقع سياسي تحدده ظروف الميدان المشتعل في المنطقة الحدودية الشرقية مع سوريا، على ضفتي الحدود. فيزاود، مثلاً، مغرد من “حزب الله” بالقول ان المعادلة سيُضاف اليها “الحشد الشعبي والحرس الثوري”، رداً على رفض التوسعة من قبول جمهور معارض، لا يرى المعادلات الذهبية الا بمعادلة “شرف وتضحية ووفاء”، في اشارة الى شعار الجيش اللبناني.

 

وفي مقابل هاشتاغ  #جيش_شعب_مقاومة_جيش_سوري، تصدر هاشتاغ آخر حمل عنوان #الرباعيه_الخشبيه، استناداً الى وصف الرئيس السابق للمعادلة الثلاثية التي يتمسك بها الحزب، بأنها “خشبية”. صراع الذهب والخشب هنا، توسع من اطاره السياسي، حتى بات لغة شتائم واقتصاص وتحدٍّ.. ولا سبيل للتهدئة الا بجهود جديدة لتنظيم الخلاف.

 

قدري جميل:تطورٌ كبيرٌ في الموقف السعودي

اعتبر رئيس “منصة موسكو” قدري جميل، أن هناك “تطوّراً كبيراً” في الموقف السعودي، لمسه خلال اجتماع المعارضة السورية الذي استضافته الرياض. وقال جميل في مؤتمر صحافي مع المجموعة الإعلامية “روسيا سيغودنيا”، الجمعة، إن هذا الرأي تكون لديه خلال لقائه وكيل وزارة الخارجية السعودية عادل مردود.

 

وأشار جميل إلى أن السعودية طالبت بتوحيد المعارضة السورية، ودعت إلى تحضير مؤتمر ثان لمنصات المعارضة، خلال تشرين الأول/اكتوبر المقبل، لتحقيق هذا الأمر.

 

وتعليقاً على تصريحات مساعد المبعوث الدولي إلى سوريا رمزي عزالدين رمزي، بأن موعد الجولة المقبلة لمفاوضات جنيف مرتبط بنتائج اجتماع الرياض واجتماع أستانة المقبل حول سوريا، اعتبر جميل أنه “من غير المنطقي أن يؤجل الموضوع السوري بسبب نشاطات في كازاخستان”، معتبراً أن “تأجيل الموضوع السوري ليوم واحد يعني الدم والدمار والخراب”.

 

وكان عز الدين قد صرّح، في وقت سابق الخميس، أن الأمم المتحدة مستمرة في تقييم نتائج محادثات الرياض، وأنها ستتخذ على أساس هذه التقديرات، قراراً حول تنظيم جولة جديدة من مفاوضات جنيف في أيلول/سبتمبر المقبل.

 

في غضون ذلك، عقدت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاً مع ممثلي عدد من “دول أصدقاء الشعب السوري”، لبحث آخر التطورات الميدانية والسياسية التي تشهدها الساحة السورية.

 

وبحسب بيان صدر عن الائتلاف “ناقش الطرفان الاجتماعات الأخيرة التي جرت في العاصمة السعودية الرياض بين ممثلين عن الهيئة العليا للمفاوضات وممثلين عن مجموعتي القاهرة وموسكو. ودعا أعضاء الهيئة السياسية، الدول الداعمة للثورة السورية لمواصلة دعمها السياسي لوفد الهيئة العليا للمفاوضات”، معتبرين أن “وقوفهم إلى جانبنا لمواجهة التحديات الراهنة سيصب في مصلحة الانتقال السياسي الحقيقي في سوريا”.

 

وأضاف البيان “أكد أعضاء الهيئة أن جوهر الانتقال السياسي لن يتحقق ببقاء بشار الأسد، مضيفين أن ذلك سيعيد الاستبداد والفساد إلى سوريا، وسيؤدي إلى المزيد من العنف الذي يولد إرهاباً جديداً يهدد السلم والأمن الدوليين”.

 

من جهة ثانية، حذّر الائتلاف من أن المدنيين في الرقة يواجهون مخاطر جسيمة نتيجة العمليات العسكرية الدائرة في المدينة. وقال البيان إن الهيئة السياسية في الائتلاف طالبت “بضرورة فتح ممرات إنسانية للمدنيين العالقين في المدينة، وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية لهم، حيث سقط مئات الضحايا، بينهم أطفال ونساء، جراء المعارك العنيفة بين تنظيم داعش وقوات قسد المدعومة من الولايات المتحدة”.

 

عشرات القتلى للنظام في الرقة..وتبادل أسرى في الغوطة

شنت طائرات حربية روسية وسورية حملة قصف جوي عنيف على قرى وبلدات في ريف حماة الشرقي ما أدى الى مقتل عدد من المدنيين، فيما شن تنظيم “الدولة الإسلامية” هجوماً معاكساً في الرقة، أسفر عن مقتل العشرات من عناصر قوات النظام وإبعادها عن مدينة معدان، آخر معاقل التنظيم في ريف المحافظة.

 

وقال “المجلس المحلي لناحية عقيربات” في ريف حماة، الجمعة، إن “أكثر من سبعة شهداء و20 مصاباً سقطوا جراء استهداف طائرات الاحتلال الروسي تجمعاً للنازحين في قرية أبو الفشافيش، إحدى قرى ناحية عقيربات”، وأوضح أن “عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب الإصابات الخطيرة وعدم وجود مشافٍ أو نقاط طبية”.

 

من جهته، أشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إلى تعرض ريف محافظة حماة لحملة غارات مكثفة ومتواصلة منذ أكثر من 72 ساعة، استهدفت القرى الواقعة ضمن مناطق ريف حماة الشرقي والمتصلة بريف حمص، موضحاً أن عدد ضحايا القصف بلغ 32 مدنياً على الأقل، بينهم 6 أطفال و6 نساء، فيما تسببت الغارات بإصابة حوالى 75 مدنياً بجروح متفاوتة الخطورة.

 

وقال “المرصد”، الجمعة، إن الطيران الروسي استهدف كلاً من ناحية عقيربات وقرى سوحا وحمادة عمر وعكش والقسطل والمعضمية ووادي العظام بعشرات الغارات الجوية، فضلاً عن قرى طهماز وقليب الثور ومسعود والمكيمن وصلبا ومسعدة وأبو حنايا وأبو حبيلات.

 

وكان التنظيم سيطر، الخميس، على نقاط وحواجز على طريق خناصر- أثريا، ما مكنه من فتح ثغرة بين عقيربات والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، إلا أنه عاد وتراجع في نقاط عديدة بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، التي تحاصر عقيربات وتفصلها عن مناطق المعارضة.

 

في السياق، شن التنظيم هجوماً معاكساً على مواقع قوات النظام في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، وقتل أكثر من 15 عنصراً، فيما عرضت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، الجمعة، صور القتلى، فضلاً عن صور لمقاتلين قالت إنهم أسرى سقطوا خلال “غزوة لجنود الخلافة على مواقع الجيش النصيري جنوب شرق الولاية”.

 

أما “المرصد السوري”، فقال إنه وثق، خلال الساعات الـ24 الماضية، مقتل أكثر من 34 عنصراً من قوات النظام وأسر آخرين، أحدهم جرى ذبحه بواسطة سكين، فيما أصيب آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، نتيجة الهجوم الذي تمكن التنظيم خلاله من استعادة السيطرة على المناطق الممتدة بين شرق بلدة غانم العلي وصولاً إلى منطقة السبخة.

 

وأشار “المرصد”، إلى أن التنظيم بات يسيطر على حوالى 40 كيلومتراً من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي، وأبعد قوات النظام مسافة 30 كيلومتراً غرب مدينة معدان، بعدما كانت قد وصلت لأطرافها، وهي آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في ريف الرقة.

وأضاف “المرصد”، أن ما لا يقل عن 12 عنصراً من مقاتلي التنظيم سقطوا خلال الهجوم، الذي يعد أعنف هجوم معاكس استهدف قوات النظام عند ضفاف الفرات الجنوبية بالريف الشرقي للرقة، بعدما كانت المسافة التي تفصلها عن مدينة معدان لا تزيد عن 4 كيلومترات.

 

يذكر أن التنظيم شنّ في الأيام القليل الماضية عشرات الهجمات المعاكسة لإيقاف تقدم قوات النظام في المنطقة، ولتخفيف الضغط العسكري المفروض عليه في ريف حماة وحمص الشرقي، ويتركز هجومه حالياً على قريتي الحويجة وزور شمر جنوب منطقة معدان، فيما تحاول قوات النظام التقدم بغطاء جوي من الطيران الروسي.

 

وفي غوطة دمشق الشرقية، أعلن “جيش الإسلام” عن عملية تبادل، أفرج النظام بموجبها عن مدنيين معتقلين، مقابل إفراج “جيش الإسلام” عن أسرى له، كانوا قد وقعوا في قبضته خلال معارك في الغوطة.

 

وقال “جيش الإسلام” في بيان، إن “الصفقة تمّت على دفعتين بعد عصر اليوم (الجمعة) عبر معبر المخيم المؤدي إلى ضاحية الإسكان، وتضمّنت الإفراج عن 11 عنصراً من عناصر عصابات الأسد كان جيش الإسلام قد أسرهم في عدة معارك على جبهات الغوطة الشرقية، مقابل تحرير 14 طفلاً و 10 نساء و 12 رجلاً من أبناء حي برزة الدمشقي والغوطة الشرقية، ممن اعتقلتهم عصابات الأسد غدراً في حملتها الأخيرة لتهجير أهالي بلدتي برزة والقابون”.

 

إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكي، الجمعة، إن سلاح الجو الروسي شنّ نحو 90 ألف ضربة جوية منذ بدء عمليته في سوريا ضد من وصفهم بـ”الإرهابيين”، مشيراً إلى أن القوات الجوية الروسية شنت أكثر من 28 ألف طلعة جوية قتالية، وقرابة 90 ألف ضربة جوية.

 

وأكد المسؤول العسكري الروسي، أنه خلال عملية القوات الجوية الروسية في سوريا، ارتفع حجم الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري إلى 78 ألف كيلومتر مربع، أي أكثر من أربعة أضعاف ما كان يسيطر عليه قبل التدخل الروسي الذي بدأ في أيلول/سبتمبر من عام 2015.

 

التحالف و”قسد”يدمران الرقة..و”داعش” يستعين بالمعاقين

عبدالقادر ليلا

تقدمت قوات من “مجلس منبج العسكري” المنضوي في “قسد” على المحور الجنوبي الشرقي عبر شارع القوتلي “السوق القديم”، بعد أن تحوّل إلى ركام نتيجة العمليات العسكرية، ووصلت إلى دوار الساعة وسط المدينة التجاري، وتقدمت أيضاً من جهة الجنوب عبر حس الحني، لتحاصر حي الثكنة الذي أمطرته بـ200 قذيفة مدفعية. وغطى التحالف هذا التقدم بـ85 غارة جوية، في ليلة واحدة، ليتحول الحي الذي لا تتجاوز مساحته كيلومترا مربعا إلى كتلة من النار. نيران قناصي “قسد” رصدت دوار المشهداني.

 

ومن جهة الجنوب الغربي، تقدمت “قسد” بعد تمهيد جوي عنيف لتصل حتى قسم المرور وشارع النور، وبذلك أصبح “المستشفى الوطني” ومساكن الصحة الهدف القادم لها. وتقع هذه المناطق في مرتفع عن القوات المهاجمة، ما يُرجّحُ استخدام سلاح الجو بشكل كبير. فعلياً، عشر قذائف صاروخية كانت من نصيب “المستشفى الوطني”، الوحيد المتبقي في الرقة، ليل الجمعة/السبت، لتخرج أقسام متعددة منه عن الخدمة. وهذه ليست المرة الأولى التي يُستَهدَفُ فيها المستشفى، بعدما أصبح هدفاً مباشراً لطيران “التحالف الدولي” ومدافع “قوات سوريا الديموقراطية”. ومن الشمال تقدمت “قسد” من جهة البريد لتصل إلى جامع الشهداء، ومن الغرب ما زالت تراوح عند مساكن الادخار في حي الدرعية إذ لم تحقق أي تقدم فيه منذ شهرين.

 

وبذلك أصبح نصف مدينة الرقة خارج سيطرة تنظيم “الدولة”، وتُقدّرُ المساحة الفعلية المتبقية تحت سيطرته بأقل من 10 كيلومترات مربعة.

 

التكتيك العسكري الذي تتبعه “قسد” ومن خلفها “التحالف الدولي” هو الكثافة النارية، وتدمير الأبنية واحداً تلو الآخر، لتنتهي بتدمير أحياء بأكملها، ومن ثم إعلان استعادتها، كما تُظهرُ المقاطع المصورة التي تعرضها “قسد”. دمار هائل ومخيف لحق بالأحياء والأسواق .

 

وتتداخل خطوط الاشتباك بين المتصارعين على الأرض، وعلى الرغم من وصول “قسد” إلى شارع الوادي وسط المدينة، فإن طائرات “التحالف” استهدفت الجمعة شارع أبو الهيس، في أقصى شرق المدينة، والمفترض أنه تحت سيطرته منذ شهرين. كما نفّذ التنظيم هجوماً بسيارة مفخخة على دوار البتاني، الخميس، والذي سبق وأعلنت “قسد” سيطرتها عليه منذ شهرين.

 

ويبدو أن عمليات الكر والفر والهجمات المضادة والسريعة ما زالت إحدى أهم أدوات التنظيم، يضرب من خلالها أي مكان في المدينة. ويدرك مقاتلو “داعش” أنهم لن ينتصروا، ولن تأتي قوات “جيش الخلافة” لمساعدتهم، وقد استعطفوا قبل اسبوعين “الأخوة” في ولايتي “الخير” و”الفرات” في نداءات متعددة لفك الحصار عنهم، وكذلك عبر اصدارات “وكالة أعماق” من دون جدوى. فانتقل مقاتلو التنظيم نحو المرحلة الأخيرة؛ “الاثخان بالأعداء” وايقاع أكبر الخسائر الممكنة في صفوفهم، وهم يرددون عبارتهم الشهيرة: “قتلانا بالجنة وقتلاهم بالنار والله مولانا ولا مولى لهم”.

 

وتنتشر في مختلف أنحاء الرقة العربات المفخخة المركونة في الأحياء وبين المساكن، فإذا ما احتاج التنظيم إلى واحدة منها، لا يضطر إلى نقلها فتكون هدفاً للطيران. في كل حيّ حصته من العربات المفخخة، يُفترضُ أن تُفجّر في حال حصول هجوم أو هجوم مضاد. هذه العربات المفخخة أصبحت مصدر رعب حقيقي للسكان. يقول محمد، لـ”المدن”: “يتعمدون وضع العربات غالبا في الدكاكين ومداخل العمارات والأبنية والمساكن، فأصبحنا كمن يسكن فوق لغم سينفجر إذا ما تم استهداف المكان بقذيفة”. ويضيف محمد: “أصبحنا نهرب من حي إلى آخر، خوفاً من المفخخات، لكنهم يلاحقوننا بها، إلى أن استسلمنا لاقدارنا.. فبتنا لا نعرف إذا ما كان يتوجب علينا الحذر من صواريخ السماء، أم من مفخخات الأرض”.

 

وفي حالة الفوضى التي يعيشها التنظيم، قامت مجموعة مراهقين من مقاتليه بخلع أبواب المحال والبقالات التي تركها أهلها، ونهبت محتوياتها ليتم بيعها للسكان المدنيين، وتحويل المحلات الى أماكن للمبيت.

 

يضيف محمد أن أغلب المتبقين من مقاتلي التنظيم هم من إدلب وريفها وحلب وحمص، وبعض العرب والأوزبك والطاجيك والأذريين من قيادات الصف الثاني، وأكثر المتبقين من أصحاب العاهات وفاقدي الأطراف والمشلولين نصفياً أو رباعياً واليائسين من الحياة. ويتابع: “ففي ظل انعدام أي رعاية صحية أو نفسية تقدم لهم، وبعدما أصبحوا عالة وعبئاً على زملائهم، لجأ معظمهم لوضع حد لمعاناتهم عبر العمليات الاستشهادية”.

 

وقد روى أبو خالد، ميكانيكي السيارات، لـ”المدن”، أن التنظيم قام بتصميم سيارات مفخخة لأصحاب الإصابات في أطرافهم السفلية، كالشلل النصفي، لينفذوا بها عملياتهم “الاستشهادية”. وفي إحدى العربات المفخخة، صعد إلى جانب السائق “الاستشهادي”، شخص مصاب بشلل رباعي كان قد عجز عن قيادة العربة بمفرده، فرافق “الاستشهادي” إلى الجنة.

 

يقول فراس، الذي خرج قبل أيام من الرقة، لـ”المدن”، إنه سمع من خطيب الجمعة “أبو البراء التونسي” قوله: “في الرقة أربعة آلاف مقاتل من أسود الدولة الاسلامية، بقوا هنا لينصروا دين الله، أو يهلكلوا دون ذلك، وقد كتب علينا القتال فأما الشهادة أو تحكيم شرع الله حتى يفصل الله بيننا وبينهم”. وأضاف الخطيب: “قبل حصار المدينة اجتمع الاخوة وقلنا لهم من يريد الخروج نحو ولاية الفرات فالطريق مفتوح ليذهب بماله وسلاحه وأهله ومن يريد البقاء هنا في ولاية الرقة عليه أن يبايع على القتال حتى الموت في سبيل الله، وقد بقي هؤلاء ومن خيرة المجاهدين ولا أزكي على الله أحد”.

 

ويبدو أن المبالغة في أعداد المقاتلين هي “رسالة ترهيب للخصوم وتطمين للإخوة”. المدنيون المحاصرون بين نيران المتحاربين، يبلغ عددهم 40 ألفاً، في آخر احصائية، وقد بات قتلهم يتم جماعياً، بعد استهداف الملاجئ التي يتحصنون بها، من قبل  طيران “التحالف”. عائلات يتجاوز عدد أفرادها 100 شخص قضي عليها كلّياً خلال الساعات الـ48 الماضية في حي البدو ودوار الدلة وحي الملاهي. وقد تجاوز عدد القتلى بين المدنيين 1500 ضحية، منذ بداية “معركة تحرير الرقة”، أكثر من ثلثهم أطفال. ناطق باسم “البنتاغون” كان قد قال إنهم سيجرون تحقيقا في مزاعم سقوط ضحايا من المدنيين!

 

من بقي على قيد الحياة في الرقة، ولم تقتله طائرات “التحالف” وألغام “داعش” وقذائف “قسد”، فهو محروم من كل شيء، فلا دواء ولا طعام إلا بعض البقول التي تحجرت البطون منها، وأوراق الشجر. مياه الشرب ملوثة. والخوف من الموت تحت الركام. العالقون ينتظرون الخلاص بصبر الجبال، ولا شيء هناك إلا أزيز الرصاص ونواح النائحات، والدعاء والابتهالات ألا يدفن الموتى تحت الأنقاض.

 

ريف الرقة: “داعش” يباغت النظام بـ”الانغماسيين

تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال اليومين الماضيين من استعادة السيطرة على قرى شريدة غربية وشريدة شرقية والجبلي وزور شمر والغانم العلي والبوحمد والدعمة ومغلة صغيرة وكبيرة و6 تشرين في ريف الرقة الشرقي، بعد أيام من سيطرة قوات النظام ومليشيا “مقاتلي العشائر” عليها، بحسب مراسل “المدن” محمد حسان.

 

سيطرة تنظيم “الدولة” جاءت بعدما شّن مقاتلوه هجوماً معاكساً على نقاط تمركز قوات النظام والمليشيات المساندة لها من محورين: الأول من جهة قرية الجابر غربي مدينة معدان، والثاني من جهة البادية الجنوبية لقرى ريف الرقة، مستخدماً الأسلحة الثقيلة من مدفعية ودبابات، إضافة إلى تفجير سيارتين مفخختين طالتا مواقع تمركز قوات النظام.

 

الناشط الإعلامي أحمد الرقاوي، قال لـ”المدن”، إن التنظيم بدأ هجومه بالتسلل إلى قرى شريدة شرقية وغربية والجبلي وزور شمر من الجهتين الشرقية والجنوبية، ثم قام بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت نقاط قوات النظام في قرية غانم العلي، تلت ذلك حرب شوارع انتهت بسيطرة التنظيم على تلك القرى وانسحاب قوات النظام والمليشيات المساندة لها إلى بلدة السبخة. وأضاف الرقاوي أن الاشتباكات لاتزال مستمرة بين الطرفين على الطرف الشرقي من بلدة السبخة، ومن جهة البادية الجنوبية على الطريق الدولي “المدحول”. واستهدف التنظيم نقاط قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون، في محاولة للتقدم والسيطرة على كامل ريف الرقة الشرقي.

 

وقُتل في المعارك أكثر من 40 عنصراً من قوات النظام ومليشيا “مقاتلي العشائر”، فيما قتل أكثر من 15 عنصراً من التنظيم بينهم أجانب، وتمكن التنظيم من اغتنام دبابة وعربة BMB ومضادات طيران من عيارات مختلفة، وسيارات دفع رباعي وأسلحة فردية وذخائر.

 

كما قام عناصر التنظيم، بإعدام 7 مدنيين ميدانياً في قرية البوحمد، التي ينحدر منها تركي البوحمد، قائد مليشيا “مقاتلي العشائر”، بتهمة تعاملهم مع المليشيا وإعطائها معلومات عن تحركات التنظيم، فيما نزح المئات من المدنيين الذين كانوا يتواجدون داخل تلك القرى، إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” عبر نهر الفرات.

 

قوات النظام والطيران الحربي الروسي، ردت على تقدم التنظيم بقصف عنيف استهدف القرى التي تمت السيطرة عليها، بالاضافة إلى قصف الجابر والخميسية ومدينة معدان وقرية أبو شهري في ريف الرقة الشرقي، ما تسبب بتدمير عشرات المنازل والمنشآت العامة.

 

هجوم تنظيم “الدولة” على ريف الرقة الشرقي، كان متزامناً مع هجوم آخر شّنه عناصره على نقاط تمركز قوات النظام والمليشيات المساندة لها، في الطرف الشمالي الشرقي لمنطقة حميمة من ريف حمص الشرقي. وأسفر الهجوم الذي بدأه التنظيم بتفجير سيارتين مفخختين في مواقع تمركز قوات النظام، عن مقتل 20 عنصراً واغتنام التنظيم عدداً من الآليات والأسلحة.

 

من جانب آخر، تستمر قوات النظام، بالتقدم في محيط مدينة السخنة من ريف حمص الشمالي الشرقي، وتمكنت من السيطرة على تلول الكواريات ووادي الرباحية وبئر عبود، غربي المدينة، ووادي الحرب من جهة الشمال الغربي، بعد معارك مع “داعش”.

 

وباتت قوات النظام، تحاصر عناصر تنظيم “داعش” في ريف حمص الشمالي الشرقي، بعد سيطرتها على جبل الضاحك وخربة طلاع ووادي أبو قلة، والتقائها بقوات النظام المتواجدة شمالي مدينة السخنة.

 

وتسعى قوات النظام، لتأمين مدينة السخنة ثاني أكبر مدن  البادية السورية بعد مدينة تدمر، من أجل جعلها مركز انطلاق لعملياتها الهادفة للتقدم شمالاً والسيطرة على بقية ريف حمص الشمالي والتقدم باتجاه محافظة ديرالزور. وتقوم قوات النظام منذ أيام، بنقل العشرات من عناصر “الدفاع الوطني” من محافظة الحسكة إلى مدينة السخنة، تحضيراً لعمل عسكري يستهدف منطقة هريبشة، الفاصلة بين محافظتي حمص وديرالزور.

 

قوات النظام، تلاقي صعوبة بالغة في التقدم في ريف حمص الشرقي، بسبب الدفاع المستميت من تنظيم “داعش”، الذي حشد المئات من مقاتليه على طول جبهات البادية، إضافة إلى المساحات الصحراوية الشاسعة التي تحتاج الآلاف من قوات النظام لتغطيتها. ويستفيد “داعش” من تلك المعيقات أمام قوات النظام، فيلتف عليها ويضربها في العمق بعمليات تسلل تنفذها “القوات الخاصة” لديه المعروفة بـ”الانغماسين”، والتي تمتاز بقدراتها القتالية العالية ومرونة الحركة، بالإضافة إلى اعتمادها تكتيك الالتحام المباشر، ما يُحيّد سلاح الطيران، أهم الأسلحة التي تعتمد عليها قوات النظام.

 

أبو جابر الشيخ مستعد لحل “تحرير الشام”..بشرط

قال القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام” هاشم الشيخ “أبو جابر”، في خطبة صلاة الجمعة، في مدينة بنش في إدلب، إن “الهيئة” مستعدة لحل نفسها، لكنه ربط ذلك الأمر بإعلان باقي الفصائل حل نفسها والقبول بقيادة واحدة.

 

وكشف الشيخ، بحسب تسجيل نقلته “عنب بلدي”: “قالوا لنا عليكم أولاً أن تحلوا هيئة تحرير الشام، وقلنا نحن مستعدون لحل التنظيم الذي بني لوسيلة وليس لغاية، لكن شرط أن تحل الفصائل نفسها، ونكون تحت قيادة واحدة”.

 

وحذّر الشيخ من أن محاولات تجري لتشكيل “جسم واحد”، من أجل إبرام اتفاق حل الأزمة السورية معه. وأوضح “يتم البحث حالياً عن جسم واحد، بعد سنوات من التمزق والتشرذم الذي شهدته الساحة”، وأشار إلى أن “العالم الدولي وعلى رأسه روسيا وأميركا يحضّرون لإنهاء الثورة، والخروج إلى جهة يتم الاتفاق معها على حل سياسي يبقي الأسد ويضيع الدماء والشهداء”.

 

واعتبر الشيخ أن “الاجتماعات والمفاوضات السياسية لا تمثل إراد الشعب وثورته”، واتهم “منصة موسكو” بأنها “صنيعة روسيا”، إلى جانب “منصة القاهرة” التي تعتبر “صنيعة مصر والسيسي والنظام السوري”، علاوة على “هيئة التفاوض التي صنعتها الرياض”، والذين “يعد تمثيلهم للشعب السوري في حقيقته باطلاً”.

 

وأوضح الشيخ أن “الغرب يحاول شخصنة الصراع في سوريا، على أنه مرتبط بأشخاص يريدون السلطة”. وقال إنه “لا مانع من الحل السياسي لكن مع تضمين مبادئ وأهداف الثورة السورية”. ودعا إلى “مشروع جامع يوضع له برنامج يرتكز على جهة سياسية تمثل الشعب، وجهة عسكرية تحمي الشعب”، لافتاً إلى أن “هذا ما نسعى إليه بعيداً عن أي وساطة خارجية أو داخلية”.

 

“من القاهرة هنا دمشق”: لإحياء العلاقات مع نظام الأسد

بعد أيام قليلة من زيارة فنانين مصريين إلى دمشق، من بينهم هاني شاكر وإلهام شاهين ومحمد صبحي، في إطار دعوة لحضور معرض دمشق الدولي، باتت الدعوات لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري أكثر علنية، مع عريضة إلكترونية تطالب بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري.

 

العريضة تواكبها حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل عنوان “من القاهرة هنا دمشق” ويشارك فيها سياسيون وإعلاميون مصريون، حسبما نقلت مواقع إعلام سورية رسمية وأخرى روسية، وتستمد خطابها الأساسي من “القومية العربية”، من أجل حشد “جماهير الشعب المصري” لدعم العريضة.

 

وجاء في بيان الحملة: “انطلاقاً من ثوابتنا الوطنية والقومية وحرصنا على الأمن القومي المصري والعربي الذى يُضرب بقوة بواسطة المشروع الأمريكي الصهيوني بأدواته التكفيرية الإرهابيَة لضرب وحدة واستقرار مجتمعاتنا العربية وتفتيت جيوشنا الوطنية ندعو جماهير الشعب المصري لدعم مبادرة عودة العلاقات المصرية – السورية التى تشكل عصب العمل العربي المشترك”.

 

في السياق، تطالب العريضة بثلاث نقاط، هي: “عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسوريا كاملة اتساقاً مع الوضع الطبيعي والتنسيق التام مع الدولة السورية في الحرب المشتركة ضد قوى الإرهاب التكفيري المنفذ للمخططات الأمريكية الصهيونية، وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر وسورية وإعلان الحرب المشتركة ضد الإرهاب وتنظيماته”.

 

ويأتي شعار الحملة الأساسي “من القاهرة هنا دمشق”، كمحاكاة لنداء “من دمشق هنا القاهرة”، الذي أطلقته إذاعة دمشق لدى قصف سلاح الجو الفرنسي والبريطاني، للإذاعة المصرية العام 1956، علماً أن نداءات متكررة بهذا الصدد تتكرر منذ مطلع الشهر الجاري، أبرزها مؤتمر صحافي عقدته من قوى وأحزاب سياسية مصرية للمطالبة بالتنسيق مع النظام السوري في 12 آب/أغسطس.

 

تجدر الإشارة إلى أنه لم يصدر أي موقف رسمي مصري واضح بخصوص التعاون مع النظام السوري، إلا أن الحكومة المصرية تواجه اتهامات متكررة بأنها تدعم نظام الأسد سياسياً وعسكرياً منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة العام 2013 في انقلاب عسكري، علماً أن الدور المصري في البلاد تنامى بشكل واضح مؤخراً، ليس عبر رعاية المعارضة وتشكيل منصة القاهرة، بل عبر التقارب مع روسيا، والذي يتجلى  برعاية القاهرة بالتعاون مع روسيا، لاتفاقي “تخفيف التوتر” في كل من الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي.

 

بوتين يأخذ الأسد إلى السعودية..ونصرالله يأتي ببشار إلى لبنان/ منير الربيع

أهداف بعيدة المدى أراد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التصويب عليها. في البعد السياسي، بالإمكان تلخيص مجمل الكلمة، بعنوان رئيس هو أن نتائج كل المعارك التي خيضت في سوريا، وفي لبنان، يجب أن تعمّد بتعميق التنسيق مع النظام السوري، وبإعادته إلى لبنان.

ظهر ذلك جلياً، حين تحدث نصرالله عن المعادلة الرباعية الماسية، جيش، شعب، مقاومة، وجيش سوري. أكد نصرالله أن المعركة مستمرة، والمهمة لم تنتهِ في سوريا. فيما البعض يقرأ في خلفيات كلامه، أنه استشعار لمرحلة تطورات قد تشهدها الساحة السورية، على غرار ما حصل في الجنوب السوري، وتنعكس سلباً على الدور الإيراني في المنطقة. لذلك، أراد استعجال تكريس هذه المعادلة الجديدة، للتأكيد أن إيران جزءٌ أساسيٌ من أي اتفاق سياسي.

كان نصرالله واضحاً في الإشارة إلى أن حزب الله والجيش السوري اضطلعا بدور رئيس في المعركة ضد تنظيم داعش، بالموازاة مع الجيش اللبناني. يقرأ البعض في رسائل نصر الله، التي تتعارض مع الجيش وخطابه، لجهة إعلانه عن تفاوض سبق المعركة ويشمل ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين، ودعوته الدولة اللبنانية إلى التنسيق مع الجيش السوري لأجل كشف مصير العسكريين، باعتبارها محاولة لتكريس التنسيق وإعادة العلاقات، على قاعدة أن الجيش اللبناني يحتاج إلى مساعدة الجيش السوري. الأبعد من ذلك، هو إشارة نصرالله، إلى أن وضع المعركة مع داعش أصبح يشبه السيناريو الذي حصل مع جبهة النصرة، أي التفاوض تحت النار. بالتالي، هو يريد القول إن هذه المعركة أيضاً ستنتهي بصفقة معينة كما انتهت المعركة مع النصرة.

لا ينفصل هذا الكلام عن جملة تطورات سياسية إقليمية. لذلك، أصرّ نصرالله على استعجال إعلان الانتصار في سوريا. ويستعجل الدعوة إلى التنسيق بين الدولتين اللبنانية والسورية، بالإضافة إلى التأكيد أن حزب الله والجيش السوري كان لهما الفضل في الانتصارات التي حققها الجيش اللبناني. والهدف من ذلك هو القول إن الحزب وإيران جزء أساسي من أي حلّ سياسي سيتم التوافق عليه للأزمة السورية.

لا شك في أن هدف المعادلة التي طرحها نصرالله هو الاستثمار في النتائج المترتبة عنها في الداخل اللبناني. قبل أشهر، كان المشهد مختلفاً. النظام السوري هو الذي يحتاج إلى حزب الله ودعمه لتأمين الاستمرار. اليوم، يبدو، أن هذه المعادلة في طور التغيّر، لأن الحزب يسعى إلى تعزيز مكتسباته في الداخل اللبناني وفي سوريا، بالاستناد إلى النظام السوري، الذي يتجه ليحظى بقبول من بعض الدول. بالتالي، فإن الدعوات إلى إعادة إدخاله إلى لبنان، هدفها جعله مطيّة لتعزيز المكتسبات، التي لا تجد سبيلاً لتصريفها سياسياً.

مناسبة هذا الكلام، هي التطورات الحاصلة في الملف السوري، بالتزامن الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي يحظى به الجيش اللبناني في معارك الجرود. ما استدعى ردّاً من نصرالله عبر تأكيده أن الحزب والجيش السوري شريكان في المعركة ولهما الفضل الأكبر في تحقيق النتائج، إلى جانب إشارته إلى حجم الإنزعاج الأميركي والغربي من الهالة التي حققها الحزب في جرود عرسال. ولكنها سرعان ما تبددت لمصلحة الجيش وما يقوم به.

وهذه قد تشكّل مقدّمة لما ستكون عليه التطورات المقبلة، التي ستبدأ الظهور في القمة السعودية الروسية، خصوصاً في ظل تأكيدات تفيد بأن موسكو أصبحت موافقة على تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، وبأنها جاهزة لتلعب دور راعي المصالح الأميركية والخليجية في المنطقة، وخصوصاً في سوريا. وهذا الدور يقضي بضرورة تحجيم نفوذ إيران. وثمة من يذهب بعيداً في قراءة هذا التحليل، معتبراً أن الدليل على ذلك هو عدم استقبال رئيس النظام السوري بشار الأسد وزيري حزب الله وحركة أمل خلال زيارتهما دمشق، رغم الضخ الإعلامي الذي رافق الزيارة. ويعتبر أصحاب هذا الرأي أن عدم استقبال الوزراء يأتي بضغط روسي، ويكشفون أن حجم التفاوت الروسي الإيراني كبير في سوريا، وسيظهر في الفترة المقبلة.

لا يقف التحليل عند هذا الحدّ. فهؤلاء يعتبرون أن هناك موجة إقليمية ودولية ستعيد إنتاج صيغة فصل بشار عن إيران. ويربطون هذا الكلام بما سرّب من حديث على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمام وفد الهيئة العليا للمفاوضات، بأن الأسد قد يبقى 18 شهراً في المرحلة الانتقالية. ورغم نفي السعودية هذا الكلام، إلا أن هؤلاء يعتبرون أن هناك مسعى لفصل بشار الإيراني عن بشار الروسي. بالتالي، فإن التقاء المصالح الروسية السعودية في سوريا، قد يحصل على نقطتين: أن ترضى السعودية ببقاء الأسد إلى ما بعد المرحلة الإنتقالية وعدم إثارة مصيره حالياً، مقابل أن تتولى روسيا، السيطرة الكاملة على سوريا، وتحجيم نفوذ إيران فيها كما في لبنان.

المدن

 

خيارات طرد داعش من دير الزور تشتت قوات سوريا الديمقراطية

اعتبر مراقبون انضمام كتائب من قوات النخبة التابعة لرئيس الائتلاف السوري المعارض السابق أحمد الجربا في ريفي دير الزور والحسكة إلى قوات سوريا الديمقراطية، لن يكون له تأثير كبير على جهود التحالف الدولي في المعركة المرتقبة على المتطرفين في دير الزور.

 

الاحتشاد للمعركة

 

دمشق – قلل متابعون للشأن السوري من تأثير انشقاق 7 كتائب من الائتلاف السوري المعارض وانضمامها لقوات سوريا الديمقراطية، في ظل إصرار واشنطن على عدم مشاركة الأخيرة في المعركة التي يتوقع أن تنطلق قريبا على متطرفي داعش في دير الزور.

 

وأعلنت الكتائب السبعة، التي تنتمي إلى قبيلتي البكارة والشعيطات في محافظتي دير الزور والحسكة، في بيان لها الجمعة، من مدينة الشدادي انشقاقها، مشيرة إلى أن “فصائل الجيش الحر انحرفت عن أهداف الشعب السوري وارتهنت للمال السياسي”.

 

وأضافت “نحن الكتائب السبعة من عشيرتي البكارة والشعيطات فضلنا الانفصال من قوات النخبة والانضمام لمجلس دير الزور العسكري واعتبار قوات سوريا الديمقراطية مرجعية قيادية عسكرية لنا نعمل تحت رايتها لتحرير مدينتنا من رجس إرهاب داعش”.

 

وتضم قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، تحالفا من جماعات مسلحة كردية وعربية، وهو يخوض معارك لإخراج مسلحي من مدينة الرقة القديمة، معقله الرئيسي في سوريا.

 

وذكرت الكتائب أنها “قررت الانتقال من إدلب إلى ريفي دير الزور والحسكة لمشاركة قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب وتحرير مدننا وقرانا من يد تنظيم داعش الإرهابي، ولكن وللأسف ظهرت الكثير من المشاكل التي رافقت عملنا”.

 

وأضافت في البيان “لقد ظهرت إلى السطح الكثير من الأسئلة المبهمة التي لم تجد الجواب الشافي المطمئن لنا، منها غياب المشروع أو برامج العمل الواضح لدى هذه القوات وعدم جديتها في العمل الثوري وارتباطها بالمصالح الشخصية الضيقة”.

 

وتابعت “إننا في الوقت الذي نؤكد فيه انضمامنا بكامل سلاحنا وعتادنا إلى مجلس دير الزور العسكري، فإننا بالمثل نشكر قيادة قوات سوريا الديمقراطية على استقبالهم لنا ومنحهم إيانا فرصة الانضواء تحت رايتهم للمشاركة في محاربة الإرهاب”.

 

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية قولها إن “عدد المنشقين عن قوات النخبة يقدر بحوالي 800 عنصر”.

 

وتقاتل قوات النخبة على الجبهة الشرقية للرقة حيث خاضت أعنف المعارك مع مسلحي داعش واستطاعت تحرير حيي المشلب والصناعة شرق المدينة.

 

وجاء الإعلان بعد ساعات قليلة من كشف مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية لرويترز بأنها ستبدأ “قريبا جدا جدا” هجوما لطرد داعش من دير الزور، فيما لم يعلق التحالف حول ذلك.

 

وقال أحمد أبوخولة رئيس المجلس العسكري في المحافظة، إن الهجوم ربما يبدأ “خلال عدة أسابيع” بالتزامن مع معركة مدينة الرقة.

 

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية عمليتها العسكرية في يونيو الماضي، بعد أشهر من القتال لمحاصرة الرقة مدعومة بضربات جوية وقوات خاصة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

 

وذكر أبوخولة أن هناك 4 آلاف مقاتل، معظمهم من العرب ومن دير الزور، في المجلس العسكري لدير الزور الذي يرأسه. وقال إن “هؤلاء المقاتلين شاركوا في جميع الحملات التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية ويقاتلون الآن داخل الرقة”.

 

وكان الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف، قد قال في وقت سابق إن “التركيز مازال على الرقة”.

 

وطفت على السطح مؤخرا خلافات بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف حول دور القوات ذات الأغلبية الكردية في معركة دير الزور.

 

وكشفت مصادر مطلعة الأسبوع الماضي أن التحالف يرفض مشاركة سوريا الديمقراطية في المعركة، فيما تصر هي على أن يكون لها دور أساسي في الحملة.

 

ومن الواضح أن عدم رغبة التحالف بمشاركة سوريا الديمقراطية ناتج بالأساس عن رفض العشائر العربية للفصائل الكردية من جهة، والضغط التركي على واشنطن من جهة أخرى.

 

عدم رغبة التحالف الدولي في مشاركة قوات سوريا الديمقراطية ناتج عن رفض العشائر العربية للفصائل الكردية

وتثير العملية مخاوف أمنية لدى تركيا. وتخشى من أن وحدات حماية الشعب ستغير التركيبة السكانية للرقة وحذرت مرارا من أنها سترد إن هي واجهت أي تهديد عبر الحدود.

 

وتؤكد المصادر أن التحالف وقوات النخبة التابعة لرئيس الائتلاف السوري السابق ستقود المعركة ضد المتطرفين في المحافظة مع جيش مغاوير الثورة المكون من سكان المنطقة.

 

ووفق المصادر، فإن مسؤولين في مغاوير الثورة اجتمعوا مع مستشارين في التحالف لمناقشة تشكيل فصيل جديد باسم “جيش التحرير الوطني” في الريف الجنوبي للحسكة ليكون القوة الوحيدة المخولة بالتوجه إلى دير الزور.

 

ويبدو أن ممانعة الأميركيين في مشاركة قوات سوريا الديمقراطية في المعركة تأتي انسجاما مع ما أعلنت عنه الشبكة السورية لحقوق الإنسان الجمعة، بأن هناك مقاطع فيديو تظهر عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القانون نفذتها قوات سوريا الديمقراطية بحق المدنيين.

 

وأوردت الشبكة تحقيقات مصورة انتشرت على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” منذ العام الماضي، أجريت بحق أشخاص تم تعذيبهم وقتلهم.

 

وقالت في بيان إنه “منذ بداية 2016 رصدت تصاعدا ملحوظا في شدة أساليب التَّعذيب، وارتفاع حصيلة ضحاياه على يد قوات سوريا الديمقراطية حملَ البعض منها صبغة عرقية والتهمة الدائمة هي الانتماء لتنظيم داعش”.

 

وبدا في أحد المقاطع الذي تم تصويره في منتصف يوليو الماضي مجموعة من 3 أو 4 عناصر مسلحة تُطلق النار بشكل مباشر على شخص مكبَّل اليدين وإلى جانبه جثتان.

 

90 ألف ضربة روسية وسعت مناطق النظام أربعة أضعاف

موسكو: طه عبد الواحد – بيروت: بولا اسطيح

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن قاذفاتها شنت 90 ألف غارة في سوريا منذ التدخل العسكري المباشر في سبتمبر (أيلول) 2015، ما وسع مساحة سيطرة قوات النظام أربع مرات.

 

وخلال طاولة مستديرة، على هامش منتدى – معرض «الجيش – 2017» قرب موسكو، كرست لبحث «التجربة السورية»، قال الجنرال سيرغي رودسكوي، رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان الروسية، إن القوات الجوية الروسية نفذت منذ بداية العملية في سوريا أكثر من 28 ألف طلعة قتالية، وجهت خلالها زهاء 90 ألف ضربة لـ«مواقع الإرهابيين»، أدت إلى «قطع طرق الإمداد الرئيسية للمسلحين بالسلاح والذخيرة، وحرمت المنظمات الإرهابية من التمويل عبر التجارة غير الشرعية بالنفط»، علماً بأن موسكو تعتبر كثيراً من فصائل المعارضة «إرهابية». وقال إن النظام السوري تمكن منذ بدء العملية الروسية من توسيع المساحات التي يسيطر عليها بأربع مرات، من 19 إلى 78 ألف متر مربع من الأراضي السورية البالغة 185 ألفاً.

 

إلى ذلك، نفذ «داعش» في الساعات الماضية هجوماً معاكساً في ريف الرقة الشرقي أدّى إلى مقتل 34 من قوات النظام واستعادته مناطق واسعة عند ضفاف الفرات الجنوبية.

 

موسكو تحذر من ابتلاع {جبهة النصرة} للمعارضة في إدلب

قالت إنها تتحالف مع 70 تنظيماً وتضم 25 ألف مقاتل

موسكو: طه عبد الواحد

أعلنت وزارة الدفاع الروسية إن طائراتها نفذت أكثر من 28 ألف طلعة جوية في سوريا منذ بدء العملية العسكرية الروسية، شنت خلالها نحو 90 ألف غارة على «مواقع الإرهابيين»، ما ضاعف مساحة سيطرة قوات النظام أربع مرات.

 

وأكدت أن العمليات العسكرية في الفترة الحالية تركز على تحرير مدينة دير الزور من تنظيم داعش، محذرة في الوقت ذاته من تصعيد «جبهة النصرة» ضد المعارضة بهدف السيطرة على محافظة إدلب. إذ تستمر المشاورات بين الدول الضامنة لإنجاز الاتفاق حول منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتأمل الخارجية الروسية إعلان بدء العمل في تلك المنطقة في وقت قريب.

 

ونظمت وزارة الدفاع الروسية أمس طاولة مستديرة، على هامش منتدى – معرض «الجيش – 2017» قرب موسكو، كرستها لبحث «التجربة السورية». وخلال هذه الفعالية قال الجنرال سيرغي رودسكوي، رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان الروسية، إن القوات الجوية الروسية نفذت منذ بداية العملية في سوريا أكثر من 28 ألف طلعة قتالية، وجهت خلالها زهاء 90 ألف ضربة لـ«مواقع الإرهابيين»، أدت إلى «قطع طرق الطرق الإمداد الرئيسية للمسلحين بالسلاح والذخيرة. وحرمت المنظمات الإرهابية من التمويل عبر التجارة غير الشرعية بالنفط».

 

وأقر رودسكوي بوضوح بمشاركة القوات الروسية الخاصة في القتال في سوريا، قائلاً إن «قوات المهام الخاصة لعبت دوراً هاماً في العمليات ضد العصابات المسلحة، وقامت بتنفيذ مهام القضاء على قادة الإرهابيين، وتدمير المواقع ذات الأهمية الحيوية بالنسبة لهم، فضلا عن تحديد الإحداثيات وتصحيحها خلال الغارات الجوية». ونوه بالمساعدة الملموسة التي يقدمها المستشارون العسكريون الروس لقوات النظام السوري، من خلال مشاركتهم في التخطيط للعمليات، لافتاً إلى أن النظام السوري تمكن منذ بدء العملية الروسية في سوريا من توسيع المساحات التي يسيطر عليها بأربع مرات، من 19 إلى 78 ألف متر مربع من الأراضي السورية البالغة 185 ألفاً.

 

وفي الفترة الحالية، تركز القوات الروسية في سوريا جهودها على تحرير دير الزور من قبضة «داعش»، بالتعاون مع قوات النظام السوري، بحسب رودسكوي. ومن دون أي إشارة إلى المستجدات في الرقة، وصف دير الزور بأنها آخر معاقل «داعش» في سوريا، وعبر عن قناعته بأنه بفك الحصار عن دير الزور ستنتهي عمليات القضاء على تشكيلات «داعش» التي تتمتع بقدرة قتالية، منوها إلى أن «المعلومات تفيد بأن مجموعات من الموصل، والمجموعات الأكثر قدرة قتالية من مدينة الرقة انتقلت إلى دير الزور».

 

ووفق تقديرات الأركان الروسية يزيد عدد مقاتلي «داعش» في سوريا حاليا على 9 آلاف مقاتل. وقال الجنرال إيغور كوروبوف، نائب رئيس قسم العمليات في الأركان الروسية، إن الجزء الرئيسي من قوات التنظيم تنتشر بصورة رئيسية في مناطق وسط سوريا وفي المناطق على الحدود السورية – العراقية، ولديها تعليمات بالحفاظ على المناطق الخاضعة لسيطرتها بأي ثمن.

 

إدلب و«النصرة»

 

في سياق متصل، حذر الجنرال كوروبوف من دور «جبهة النصرة» في منطقة إدلب، وقال إن هذا التنظيم الإرهابي يضم حاليا في صفوفه أكثر من 70 جماعة مسلحة، بعضها كان من المعارضة المسلحة في وقت سابق. وإجمالي عدد المقاتلين في «النصرة» حاليا يزيد على 25 ألف مقاتل، وأكد الجنرال الروسي أن «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) «تشن هجمات ضد القوات الحكومية كما وضد قوات المعارضة السورية المعتدلة في محافظات حلب ودمشق وإدلب وحماة»، وأردف محذرا من أن «نحو 9 آلاف عنصر من (جبهة النصرة) في مناطق شمال غربي محافظة إدلب، يحاولون فرض السيطرة التامة على المحافظة، ويصعدون هجماتهم ضد تشكيلات المعارضة السورية المعتدلة»، ولم يستبعد أن «هيئة تحرير الشام» تحاول في المرحلة الحالية عرقلة إقامة منطقة خفض التصعيد في المحافظة، وبالتالي تقويض عملية التسوية السياسية للنزاع في سوريا.

 

وشدد الجنرال سيرغي سورفيكين، قائد مجموعة القوات الروسية في سوريا، على أن العمليات ضد «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين ستستمر حتى القضاء التام على التنظيمين في سوريا.

 

ويشكل الوجود الكثيف لعناصر «جبهة النصرة» في محافظة إدلب إحدى أكثر العقبات تعقيداً خلال المشاورات حول إقامة منطقة خفض التصعيد في المحافظة. وكانت الدول الضامنة أعلنت خلال لقاء «أستانة – 5» مطلع يوليو (تموز) الماضي، عن تشكيل لجنة خاصة لمواصلة العمل على الوثائق الخاصة بإقامة مناطق خفض التصعيد، وتركز اللجنة حاليا على منطقة إدلب، نظرا للتوصل إلى اتفاقات حول المناطق الثلاث الأخرى في ريف حمص، وجنوب سوريا والغوطة. ويفترض أن تنجز اللجنة عملها بحلول نهاية أغسطس (آب) الجاري، وعرض الوثائق على لقاء «أستانة – 6» الذي كان مقررا في الأسبوع الأخير من أغسطس. إلا أن روسيا أعلنت عن تأجيل موعد اللقاء السادس في أستانة حتى منتصف سبتمبر (أيلول)، الأمر الذي يكشف حجم تعقيد الوضع حول إدلب.

 

وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات مؤخراً عن أمله أن تؤدي المشاورات المكثفة في إطار صيغة أستانة إلى تثبيت الاتفاق حول منطقة خفض التصعيد الرابعة في محافظة إدلب. وكان ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي بحث الوضع حول إدلب مع نظيره سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، واتفق الجانبان على تكثيف الجهود في هذا الاتجاه.

 

التايمز: الغرب يبلغ المعارضة السورية أن الأسد موجود ليبقى

بي. بي. سي.

تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت 26 أغسطس/آب 2017 حيث تناولت الشأن السوري والتحول الغربي إزاءه، والملف الليبي وعلاقته بتريزا ماي، فضلا عن قضايا الإرهاب وتصاعد التوتر مع كوريا الشمالية في ظل المناورات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة.

 

تغير جذري

في صحيفة التايمز كتبت هنا لوسيندا سميث من اسطنبول وريتشار سبينسر مراسل الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط تقريرا تحدثا فيه عن تغير جذري في موقف بريطانيا وحليفاتها تجاه الحرب السورية بعد تخليهم عن مطلبهم الذي تمسكوا به لفترة طويلة بتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة بل وربما قبلوا بانتخابات يسمح له بالمشاركة فيها.

 

وأشار التقرير إلى أن الحلفاء الغربيين أبلغوا زعماء المعارضة السورية خلال اجتماعهم أخيرا في الرياض أنه ليس أمامهم سوى قبول وجود الأسد في دمشق وبالتالي ليس هناك مجال للتمسك بضرورة تنحيه قبل خوض مفاوضات حول مستقبل سوريا.

 

وكان بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني قد ألمح لهذا التغيير في لقاء مع برنامج توداي لراديو 4 حيث قال: ” دأبنا على القول على ضرورة تنحيه كشرط مسبق ولكن نقول الآن إنه يجب أن يذهب في إطار مرحلة انتقالية ومن حقه أن يخوض غمار انتخابات ديموقراطية.”

 

تعلموا من خطأ تريزا ماي

وفي التايمز أيضا كتب باتريك ماغوير يقول إن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون نصح فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا المدعومة من الأمم المتحدة، بأن يتعلم من خطأ رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عندما حاولت تعزيز الأغلبية التي تتمتع بها فلم تسر الأمور كما أرادت.

 

وقال تقرير التايمز حول هذا الموضوع إن جونسون تناول هذا الأمر في حديثه لبرنامج توداي في راديو 4 حيث قال إنه أبلغ السراج بشكل غير رسمي “إذا كنتم ستجرون انتخابات فلابد وأن تكونوا مستعدين لها”.

 

وقال جونسون: “إننا بالغنا في التفاؤل بعد الإطاحة بالقذافي في عام 2011 واعتقدنا أن انتخابات 2014 ستكون الحل ولكن في الواقع سارت الأمور للأسوأ.”

 

عبد الباقي السعدي

وفي صحيفة الديلي تلغراف كتبت هنا سترينغ من برشلونة تقول إن الشرطة الأسبانية حصلت على إذن قضائي عام 2005 بمراقبة هاتف محمول خاص بالشيخ عبد الباقي السعدي الذي دبر هجمات الأسبوع الماضي في برشلونة وكامبريلس حيث كانت تشتبه في علاقته بالقاعدة.

 

ويعتقد أن عبد الباقي السعدي، البالغ من العمر 44 عاما والذي لقي حتفه قبل يوم من الهجمات بمتفجرات كان يتم إعدادها لعمليات إرهابية، هو مدبر الهجمات التي أسفرت عن مقتل 15 شخصا بعد تكوين خلية إرهابية من 12 شخصا في مدينة ريبول الكاتالونية.

 

وكانت شرطة إقليم كاتالونيا قد أعلنت أنه لم تتوفر أية معلومات مسبقة عن صلات إرهابية للشيخ السعدي.

 

وقال التقرير إن الأمر القضائي يكشف أن الشرطة اعتقدت أن له صلات بالقاعدة، مشيرا إلى تصاعد النزاع بين مدريد وبرشلونة حيث قال متحدث باسم حكومة كاتالونيا إنه كان على مدريد إمدادها بهذه المعلومات فما حدث يمكن أن يكون “فضيحة كبرى”.

 

سوء المصير

وفي صحيفة الغارديان كتب جاستن ماكوري من طوكيو يقول إن كوريا الشمالية حذرت بريطانيا من “سوء المصير” إذا انضمت للمناورات التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والتي بدأت الإثنين الماضي وتستمر حتى نهاية شهر أغسطس/آب الجاري.

 

وقال التقرير إن هذه المناورات السنوية، التي تحمل اسم “أولشي فريدم غارديان” وتشارك فيها أعداد صغيرة من قوات كل من بريطانيا وأستراليا ودول أخرى، تتزامن مع تصاعد التوتر مع كوريا الشمالية.

 

وأضاف التقرير أنه في الوقت الذي تقول فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن هذه المناورات تهدف إلى تحسين القدرات الدفاعية تعتبرها بيونغ يانغ تدريبات على حرب ضدها.

 

“ديلي بيست”: الأسد يواصل بناء ترسانة سلاحه الكيماوي

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

كشف موقع صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، السبت، عن أعمال يجريها نظام بشار الأسد في سوريا؛ في إطار بناء وتعزيز ترسانة سلاحه الكيماوي المحرّم استخدامه دولياً.

 

ما كشفته الصحيفة يؤكد ضرب نظام الأسد بالتحذيرات الأمريكية عرض الحائط، غير آبهٍ بالهجوم الذي استهدف مطار الشعيرات السوري، في أبريل الماضي، على خلفية استخدام النظام أسلحة كيماوية في بلدة خان شيخون.

 

وأشارت الصحيفة، في عددها الصادر السبت، إلى تقرير جديد للأمم المتحدة يكشف تفصايل شحنات كيماوية من كوريا الشمالية إلى سوريا، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة حول الجهة التي تموّل مثل هذه الصفقات، خاصة أن موارد حكومة الأسد المالية قليلة جداً.

 

تقرير الأمم المتحدة أثار مرة أخرى الشكوك حول العلاقة بين الرئيس السوري ونظيره الكوري الشمالي، وبحسب الصحيفة فإنه من المقرر أن تتقدّم لجنة أممية مكلّفة بمراقبة فرض العقوبات على كوريا الشمالية بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.

 

الصحيفة عقّبت بالقول إن الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، يُعرف بممارساته في مسألة بيع الأسلحة بطريقة غير مشروعة، متجاوزاً العقوبات الدولية المفروضة على بلاده، في ظل توتّر الأجواء مع الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرار الأولى بتجارب الصورايخ الباليستية.

 

وذكرت أيضاً أنه “تم الكشف في السابق عن صفقات مماثلة وصلت إلى دمشق، واتضح لاحقاً أن أحد المقرّبين من الأسد موّل الصفقة، كما سبق لإيران (الداعم القوي للأسد) أن تعاونت مع كوريا الشمالية لتطوير أسلحة نووية وقذائف خاصة بحمل الرؤوس النووية”.

 

وفي هذا الصدد تقول الصحيفة: إن “إيران أحد أهم داعمي نظام الأسد، ومصدر قوته بالبقاء في السلطة، وتدخل طهران في الأحداث السياسية التي تشهدها سوريا، إلى جانب أن وجودها العسكري (فيالق الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة لها) أدى دوراً كبيراً في دعم الأسد”.

 

إيران، بحسب “ديلي بيست”، أثارت الكثير من ردود الأفعال الغاضبة على تحركاتها في المنطقة، خاصة من طرف الدول العربية، التي رأت كيف أن مليشيات مموّلة إيرانياً أحكمت سيطرتها على أجزاء كبيرة من العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن وحتى أفغانستان، كما أن الأمر أثار قلق إسرائيل وأمريكا.

 

وتتساءل الصحيفة: “هل إيران هي من موّلت هذه الصفقة؟”، فيجيب مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وأحد أبرز النقاد الأمريكيين للنظام الإيران، إنه “من المعقول جداً أن تكون طهران هي من موّلت ودفعت ثمن الأسحلة”.

 

لكن أنتوني روجيرو، المتخصّص بالشؤون الكورية الشمالية، يرى أن إثبات وصول أسلحة كيماوية من بيونغ يانع إلى دمشق أمر معقّد جداً، إذ إن النظام السوري ليس لديه ما يقدمه لنظيره الكوري، خاصة أن المعاملات المالية بين البلدين تمرّ من خلال شبكة معقّدة.

 

في هذا الصدد، وتحديداً سنة 2007، دمّرت إسرائيل منشأة نووية في منطقة دير الزور شرق سوريا، وعليه صدر تقرير للمخابرات الأمريكية والطاقة الذرية آنذاك؛ قال إن كوريا الشمالية تشارك في إعادة بنائه، كما أشار تقرير للاستخبارات الإسرائيلية إلى أن طهران دفعت مليار دولار لبيونع يانغ؛ لتمويل المشروع النووي في دمشق.

 

وقتها رد وزير الدفاع الإسرئيلي، أفيغدور ليبرمان، في تصريح منشور على موقع عبري، بالقول إن رئيس كوريا الشمالية هو أقرب حليف للأسد، وإن “إيران وسوريا وكوريا الشمالية وحزب الله تمثل محور الشر”.

 

إدلب بين مطرقة الجولاني وسندان حملة عسكرية دولية.. أين تقف تركيا؟

عبدالله حاتم – الخليج أونلاين

مع بسط هيئة تحرير الشام سيطرتها على معظم محافظة إدلب نهاية شهر يوليو الماضي، بدأ المجتمع الدولي والدول الإقليمية تنظر إلى المدينة على أنها معقل خطير لتنظيم القاعدة في المنطقة.

 

وسيطرت “هيئة تحرير الشام” على مفاصل محافظة إدلب الاقتصادية والعسكرية، بعد اقتتالٍ مع حركة “أحرار الشام الإسلامية”، انتهى بسيطرة “الهيئة” على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا وعددٍ من المناطق.

 

وفتح ذلك سيناريوهات تدخُّل دولي في إدلب، باعتبار “الهيئة” مصنَّفة على قوائم الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 

الحكومة التركية سارعت بتقديم مقترح إلى المعارضة السورية؛ لتجنيب إدلب، التي تضم أكثر من مليوني نازح فروا من نظام الأسد، عملية عسكرية دولية وشيكة.

 

صحيفة “يني شفق” التركية المقربة من الحكومة كشفت، في عددها الصادر الثلاثاء 22 أغسطس، أن المقترح التركي يتمثل في ثلاث نقاط أساسية؛ وهي: تشكيل هيئة إدارة محلية مدنية للمدينة، تتكفل بإدارة شؤونها الإنسانية والحياتية، مع تحييد التنظيمات المسلحة عن إدارتها، وإخلاء المدينة من جميع المظاهر المسلحة، وحل “هيئة تحرير الشام” بشكل كامل.

 

وأوضحت الصحيفة أن تركيا تجري حالياً اتصالات مع المعارضة السورية، والتنظيمات الفاعلة في المدينة؛ من أجل التوصل إلى حل يلغي أسباب القيام بعملية عسكرية على إدلب.

 

وبحسب الصحيفة، يتصدر العمليةَ المحتملةَ الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا، ويجري الإعداد لها وتسريع خطواتها قبل نهاية 2017، وذلك تحت مبرر “الحرب على الإرهاب” المتمثل في تنظيم القاعدة وعناصر “النصرة” المنضوين حالياً تحت اسم “هيئة تحرير الشام”.

 

وأشارت “يني شفق” إلى أن “تركيا تخشى أن تؤدي هذه العملية إلى تقوية النظام السوري، من خلال إنهاء أكبر معقل للمعارضة السورية المسلحة، بالإضافة إلى الخشية من وقوع كارثة إنسانية على حدودها”.

 

– دعوة مفاجئة

 

وتتزامن هذه الأحداث الجدية مع مبادرة للحوار، أطلقها أبو محمد الجولاني، زعيم “هيئة تحرير الشام”، للحوار مع شخصيات “معارضة”.

 

لكن أنقرة وجهت رسالة تحذير إلى المعارضة السورية، شددت فيها على أن المجتمع الدولي مصمم على إنهاء الجولاني، وأن الحوار أو التعاون مع “هيئة تحرير الشام” بمنزلة “انتحار”.

 

وفي هذا السياق، ذكر حسن الدغيم، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، وأحد الشخصيات المعارضة التي تلقت دعوة الجولاني، أن الدعوة كانت “مفاجئة”، خاصة أنه كان يرفض الحوار مع المعارضة منذ ما يزيد على 4 سنوات.

 

وكشف الدغيم، في حديث لـ”الخليج أونلاين”، أن الهدف من الدعوى هو تشكيل “إدارة مدنية”، إلا أنه أوضح أن المناخ الذي تفرضه “هيئة تحرير الشام” على المدينة لا يسمح بالحوار، واصفاً إياه بـ”العدواني”.

 

وأضاف أن الأطراف المدعوَّة اشترطت لقبول الحوار مع الجولاني، وقف الملاحقات الأمنية، وإخلاء سبيل الموقوفين السياسيين دون مساومة، وإنهاء مظاهر العداء المسلح في المدينة.

 

وعبّر الدغيم عن خشيته من أي عملية عسكرية على إدلب؛ بسبب الكثافة المدنية فيها، وأيضاً أن تؤدي هذه العملية إلى دفع سكان المدينة للاصطفاف مع “تحرير الشام”، لافتاً إلى أن الخيار الأفضل لإنقاذ إدلب هو أن تمد تركيا سيطرتها العسكرية عن طريق دعم الجيش السوري الحر، والشرطة الحرة، وتفكيك “هيئة تحرير الشام”؛ لخلق مناخ آمن يؤدي إلى إنهاء أي ذريعة لروسيا أو غيرها بضرب المدينة.

 

– ممارسات الجولاني

 

مصادر مطلعة كشفت لـ “رويترز”، الثلاثاء 22 أغسطس، أن واشنطن ترصد وجود نحو 10 آلاف قيادي وعنصر من تنظيم القاعدة في محافظة إدلب، كاشفة أن موسكو طلبت من الأمريكيين، مطلع السنة، وقف غاراتهم على قياديي هذا التنظيم في شمال غربي سوريا.

 

وأوضحت المصادر أن واشنطن لم تقبل بتغيير “جبهة النصرة” اسمها إلى “جبهة فتح الشام” وانضمامها لاحقاً إلى “هيئة تحرير الشام”، عادّةً ذلك مناورة من فرع “القاعدة” السوري المدرج إرهابياً في قرارات مجلس الأمن.

 

وبالتزامن مع ذلك، بدأت دول مانحة مراجعة قضية استمرارها في تقديم مساعدات إلى مؤسسات وجمعيات مدنية وتنموية عاملة بإدلب، في حين قررت وكالة التنمية الألمانية تجميد هذه المساعدات، وهو ما سينعكس سلباً على نحو مليوني مدني يقطنون إدلب؛ بينهم نازحون من مناطق أخرى.

 

وفي هذا السياق، اتهم مجلس مدينة إدلب “الإدارةَ المدنية للخدمات” التابعة لـ”الهيئة”، بمحاولة إخضاعه لتبعيتها، من خلال قرارات وصفها بـ”المتسارعة”.

 

وعبّر البيان، الصادر الثلاثاء 22 أغسطس، عن خشية المجلس على مصير سكان البلدة، مبيناً أن “الإدارة اتخذت قرارات وخطوات متسارعة ومتتالية، وخاصة فيما يخص الدوائر التي تتبع للمجلس، محاوِلةً إخضاعها لتبعيتها، فكانت قرارات أحادية، من شأنها فرض سطوتها على محافظة إدلب”.

 

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي كفاح الناصر، أن ممارسات الجولاني تدل على أنه يريد أن يأخذ إدلب معه إلى النهاية دون أن يأبه بسكانها الأبرياء.

 

وأضاف في حديث لـ”الخليج أونلاين”: “الجولاني ليس بصدد العمل على إنقاذ إدلب؛ بل إغراقها معه، وهناك ضغط عام على الجولاني لتجنيب إدلب المصير العسكري المتوقع، والجميع يترقب ما الذي سوف يحصل”.

 

وأشار الناصر إلى أن “الجولاني سيمانع أي محاولة لإخراج إدلب من تحت هيمنته، وهناك حراك مدني واسع لإخراجه من المدينة؛ حتى لا يورط أهالي المنطقة في مصير مرعب”.

 

وأوضح المحلل السياسي أن هدف الجولاني من “الحوار الذي دعا له هو إضفاء شرعية على وجوده في إدلب”، ودعا المدعوين إلى رفضها “والتركيز على دعم الحملات المدنية لطرده وإنقاذ إدلب”.

 

وحول المقترح التركي لتجنيب إدلب أي سيناريو عسكري، لفت الناصر إلى “أن تركيا تخشى أن تصل المليشيات الانفصالية الكردية إلى إدلب بدعم أمريكي”، مشيراً إلى أن “هذه الخطوة إن وقعت فسوف تصعّد من التعصب القومي، وهذا أمر لا تحمد عقباه”.

 

ولفت إلى أن “المخاوف التركية مفهومة جداً، وهناك مساعٍ جدية لحل الأمر قبل اتخاذ واشنطن أي خطوات عسكرية”.

 

قوات سوريا الديمقراطية تدمر المشفى الوطني بالرقة

قالت مصادر محلية للجزيرة إن المستشفى الوطني بمدينة الرقة شرقي سوريا توقف عن العمل بشكل كامل إثر تعرضه لقصف مكثف بالقذائف والصواريخ من قبل ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية، مما أدى إلى دمار كبير في منشآته. وذكرت المصادر أن المدنيين يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة جدا بالأحياء المحاصرة بالرقة.

وذكر مراسل الجزيرة في غازي عنتاب محمد عيسى أن تعطل المستشفى الوطني بالرقة سيزيد من معاناة المدنيين، مضيفا أن قصف المستشفى استمر فترة طويلة وأدى لدمار كبير بالمبنى الرئيسي والمنشآت التابعة له، مشيرا إلى توقف معظم المرافق الطبية والخدمية جراء القصف المستمر منذ أسابيع، ما خلف دمارا واسعا في أحياء الرقة ولا سيما وسط المدينة وفي حارة البدو.

وأوردت شبكة شام أن محيط مشفى الأطفال بالرقة تعرض لقصف من طائرات التحالف الدولي، وذكرت وكالة أعمق التابعة لـ تنظيم الدولة الإسلامية أن أكثر من أربعين قذيفة مدفعية استهدفت المستشفى الوطني بالرقة، وأضافت الشبكة أن محيط المستشفى يشهد اشتباكات بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية، حيث تحاول الأخيرة التقدم في المنطقة للوصول إلى حي الثكنة.

كما قصفت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي مواقع أخرى وسط الرقة والأحياء المحاصرة الباقية تحت سيطرة تنظيم الدولة، ما أسفر عن ضحايا بين المدنيين لم يتسن التأكد من عددهم، ودمار واسع في الأبنية السكنية.

الأوضاع الإنسانية

وأضافت المصادر أن أوضاعا إنسانية صعبة جدا يعيشها المدنيون في الأحياء المحاصرة بالمدينة جراء القصف المستمر من التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، والحصار المحكم المفروض من قبلها، والذي أدى إلى نقص كبير في الاحتياجات الضرورية، وانقطاع في الماء والكهرباء منذ أكثر من سبعين يوما.

وتجري معارك على أطراف الأحياء المحاصرة بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية، وتقول الأخيرة إنها قتلت ثلاثين من مسلحي التنظيم وإحراز تقدم كبير بأحياء وسط المدينة، بالمقابل يقول تنظيم الدولة إنه صد العديد من هجمات القوات الكردية وقتل خمسة من أفرادها.

وتشن قوات سوريا الديمقراطية -التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيس فيها- منذ 6 يونيو/حزيران الماضي هجوما على تنظيم الدولة بالرقة، ودفعت المعارك عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار، وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 25 ألفا لا يزالون محاصرين داخل المدينة.

دعوة للهدنة

وكان يان إيغلاند مستشار مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا دعا قبل أيام إلى هدنة إنسانية بالرقة تسمح بخروج عشرين ألف محاصر، وذلك في وقت تشتد فيه ضراوة العمليات العسكرية لاستعادة المدينة من يد التنظيم، وأصدرت منظمة العفو الدولية (أمنستي) تقريرا جديدا لها الخميس الماضي قالت فيه إن آلاف المدنيين المحاصرين بالرقة يتعرضون لوابل من النيران من جميع الجهات مع وصول معركة السيطرة على المدينة إلى مرحلتها الأخيرة.

وحذر تقرير منظمة أمنستي من خطورة الأوضاع التي يواجهها المدنيون العالقون بالرقة، مضيفا أنهم يعيشون حالة من التيه وسط نيران المعركة بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام السوري والتحالف الدولي.

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية

 

تعزيزات عسكرية تركية قبالة عفرين السورية

عزز الجيش التركي مواقع تمركزه على الحدود مقابل منطقة عفرين شمال غربي سوريا التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، وسبق أن توعدت أنقرة بشن هجوم على الأكراد بعفرين بعد سلسلة مواجهات على الحدود التركية السورية.

وذكرت وكالة الأناضول اليوم أن مجموعة من شاحنات النقل العسكرية محملة بالدبابات والمدافع وصلت إلى ولاية كيليس جنوبي تركيا، وذلك في إطار تعزيز الوحدات المتمركزة على الحدود السورية. وقال مراسل الأناضول إن الشاحنات أرسلت وسط تدابير أمنية مشددة.

وسبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن توعد قبل أسبوعين بشن هجوم على الأكراد في منطقة عفرين بعد سلسلة مواجهات على الحدود، وقال أردوغان الأسبوع الماضي إن أنقرة لن تسمح بإنشاء ما وصفه بممر إرهابي من شمال سوريا إلى البحر الأبيض المتوسط، وإن تركيا “ستعمل على إيقاف الإرهاب في عفرين”.

مواجهات متكررة

وسُجلت في الفترة الأخيرة مواجهات متكررة بين الجيش التركي ووحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا، وسبق لأنقرة أن قصفت مواقع لمقاتلي وحدات حماية الشعب بعفرين.

وترى أنقرة في وحدات الحماية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقود تمردا في جنوب غربي تركيا منذ الثمانينيات.

وعفرين تحتل أهمية إستراتيجية في المشروع الكردي، نظرا لأنها تشكل الجسر الجغرافي لوصل هذا المشروع بالبحر الأبيض إذا ما أتيحت ظروف ذلك، كما صرح بذلك العديد من المسؤولين الأكراد.

يُشار إلى أن القوات التركية أطلقت في أغسطس/آب الماضي عملية عسكرية في شمالي سوريا تحت اسم “درع الفرات”، لإبعاد الأكراد عن المناطق الحدودية والحيلولة دون الربط بين المناطق التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب الكردية.

المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى