أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 26 تشرين الثاني 2016

بوتين والأسد «يختلفان» على مصير حلب

لندن – ابراهيم حميدي

أكد المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في حديث إلى «الحياة» أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ليست لديه نية في تدمير كامل» لحلب أو أي مدينة في سورية، لافتاً إلى أن «هذا لا يعني أن الرئيس (بشار) الأسد لا يريد تصعيد الهجوم على شرق حلب»، وإلى وجود فرق بين موقفي موسكو ودمشق، في وقت بحث الرئيس بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي إغاثة حلب وتخفيف التوتر بين أنقرة ودمشق بعد مقتل ثلاثة جنود أتراك بقصف من القوات النظامية السورية.

وتوقع دي ميستورا أن يواصل الرئيس باراك أوباما مع بوتين المساعي لخفض مستوى العنف وزيادة المساعدات الإنسانية إلى حين تسلم الرئيس المنتحب دونالد ترامب منصبه بداية السنة. وقال إن محاربة «داعش» سوية مع روسيا أو أي طرف آخر منخرط ضد «داعش» صحيح ومفهوم، لأن الجميع ضحايا للتنظيم «لكن في الواقع هزيمة «داعش» تتطلب ليس فقط تحالفاً عسكرياً، بل تتطلب حلاً سياسياً شاملاً وتمثيلياً، لأن «داعش» تستغل عدم السعادة والخيبة والغضب والتهميش لدى بعض المجموعات، بمن فيهم السنة، الذي يشعرون بأنهم غير منخرطين في العراق، بل أكثر في سورية، حيث هم الغالبية».

وأضاف أنه «قلق جداً من احتمال استئناف القصف بوتيرة عالية قبل قرار روسيا وقف القصف لـ24 يوماً، ويجب أن نسجل تقديراً لروسيا في هذا المجال. إذا استمر القصف (من القوات النظامية السورية) فإنه لن يبقى شيء شرق حلب في بداية السنة، وسيكون هناك 200 ألف نازح على حدود تركيا ومأساة إنسانية وفزع دولي. خوفي أن هذا ما سيحصل إذا كان القرار هو الهجوم الكامل على شرق حلب. آمل في ألا يحصل ذلك».

ونفى أن يكون اقترح تشكيل إدارة ذاتية أو حكم ذاتي في حلب كما أعلن مسؤولون سوريون لدى زيارته دمشق، قائلاً: «نحن جميعاً متمسكون بوحدة الأراضي السورية. الاقتراح هو بقاء المجلس المحلي المدني وليس تغييره، وذلك لمصلحة الأهالي بحيث يقوم بدوره عندما يغادر عناصر «جبهة النصرة». هذا إجراء موقت، وليس انفصالاً أو حكماً ذاتياً، بل ترك المجلس المحلي. رفضوا ذلك في دمشق. لكن آمل أن يصلوا إلى فهم: أولا، أنه ليس كما قالوا. ثانياً، يصلون إلى قناعة بأن هناك ضرورة لنوع من الإجراء المحلي الخاص شرق حلب. ثالثاً، آمل أن الروس مدركون أنه مهم جداً عدم دمار شرق حلب وهناك ضرورة لإجراء خاص».

عن المسار السياسي، قال دي ميستورا إن «الكلمة المفتاح هي الانتقال السياسي وهذا ما جاء في بيان جنيف والتعليمات الارشادية لنا من مجلس الامن في القرار 2254 لإطلاق عملية سياسية للوصول إلى مشاركة سياسية. تسميها منح الصلاحيات لأنه عندما تقوم مشاركة سياسية، فإنك تعطي صلاحيات (من الرئيس) إلى رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان، وهذا أمر عائد إلى العملية السياسية، وإلا تكون الأمور شكلية»، مضيفا: «لم أتناول مسألة (مصير) الأسد أو الرئاسة. هذه جزء من المفاوضات بين السوريين وليس لأجانب مثلي القول إذا كان الأسد يجب أن يبقى أو لا يبقى».

وأضاف أنه «إذا أطلقنا عملية سياسية ذات صدقية، ستكون هناك عملية إعادة إعمار لسورية كي تعود كما كانت إذا لم يكن أفضل (…) لكن الاستمرار في الحل العسكري، يعني أنه لن تكون هناك إعادة إعمار. وإذا لم يحصل ذلك، سورية لن تموت بل ستعاني والسوريون لا يستأهلون ذلك».

وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن إردوعان أبلغ بوتين بأن تركيا تحترم وحدة الأراضي السورية وأن التوغل الذي بدأته تركيا في آب (أغسطس) لطرد تنظيم «داعش» من الحدود دليل على عزم أنقرة على محاربة الجماعات الإرهابية، مشيرة إلى أنهما اتفقا على السعي لحل الأزمة الإنسانية في حلب.

 

دي ميستورا لـ «الحياة»: هزيمة «داعش» تتطلب حلاً سياسياً … ومشاركة الغالبية السُنّية

لندن – ابراهيم حميدي

نفى المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في حديث لـ «الحياة» نيته الاستقالة من منصبه، متوقعاً أن يواصل الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الرئيس فلاديمير بوتين الجهود لخفض مستوى العنف وزيادة المساعدات الإنسانية إلى حين تسلم الرئيس المنتحب دونالد ترامب منصبه بداية العام. وقال إن محاربة «داعش» سوية مع روسيا أو أي طرف آخر منخرط ضد «داعش» صحيح ومفهوم، لأن الجميع ضحايا محتملون للتنظيم «لكن في الواقع هزيمة «داعش» تتطلب ليس فقط تحالفاً عسكرياً، بل حلاً سياسياً شاملاً وتمثيلياً، لأن «داعش» يستغل عدم السعادة والخيبة والغضب والتهميش لدى بعض المجموعات، بمن فيهم السنة، الذي يشعرون بأنهم غير منخرطين في العراق، بل أكثر في سورية، حيث هم الأغلبية».

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي مستعدان لدعم إعادة الإعمار في سورية إذا انطلقت عملية سياسية ذات صدقية تؤدي إلى مشاركة سياسية وحكومة موسعة وتمثيلية. وهنا نص الحديث الذي أجرته «الحياة» عبر الهاتف:

> هل صحيح أنك طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة إعفاءك من مهماتك؟

– أصدرنا بياناً رسمياً بأنني لم أستقل، والمعلومات ليست صحيحة. ثانياً، إنني مستمر في مهمتي بشكل كامل، لأن الوضع جدي جداً في سورية.

> ماذا تتوقع من الرئيس باراك أوباما في نهاية ولايته؟ وماذا تتوقع من الرئيس المنتخب دونالد ترامب؟

– دعني أبدأ بالرئيس أوباما، أتوقع أن يستمر حتى اليوم الأخير من ولايته في محاولة تحقيق ما سعى إلى تحقيقه حتى الآن: أولاً محاربة «داعش» في الرقة وأي مكان آخر. وثانياً السعي عبر المبادرات الديبلوماسية التي قام بها (وزير الخارجية جون) كيري، إلى إيجاد أي فرصة للاتفاق مع روسيا واللاعبين الإقليميين لخفض العنف وزيادة المساعدات الإنسانية. إرث أوباما يقوم أولاً على محاربة جدية لـ «داعش»، وهذا صحيح. وثانياً العمل لخفض العنف وزيادة المساعدات.

بالنسبة إلى الرئيس المنتخب ترامب، لا أستطيع الحكم مسبقاً على موقفه. فقط سمعنا تصريحات ومواقف ولا نعرف من هو وزير الخارجية. لكن إذا كان لي أن أحكم على ما قيل في التصريحات، فإنه من الواضح أن أولويته القصوى هي محاربة «داعش». في هذا الصدد أشار إلى أنه سيبحث عن تعاون إضافي وشراكة مع روسيا التي تحارب أيضاً «داعش»، وقال الرئيس بوتين إنها أولوية.

القول إن محاربة «داعش» سوية، مع روسيا أو أي طرف آخر منخرط ضد «داعش»، صحيح ومفهوم، لأن الجميع ضحايا هذا التنظيم، لكن هزيمته في الواقع تتطلب ليس فقط تحالفاً عسكرياً، بل حلاً سياسياً شاملاً وتمثيلياً، لأن «داعش» يستغل عدم السعادة الخيبة والغضب والتهميش لدى بعض المجموعات، بمن فيهم السنة الذي يشعرون بأنهم غير منخرطين في العراق، بل أكثر في سورية، حيث هم الأغلبية.

إذاً هذه المقاربة لم تنفذ، وجرى التعامل مع «داعش» فقط عسكرياً، وفي هذا مخاطرة بأن ينمو «داعش» آخر وآخر كالفطر، على أساس غضب هؤلاء الذين لا يُشمَلون في الإطار السياسي العام.

> إلى أن يتسلم ترامب مهماته، سعيت إلى ملء الفراغ عبر زيارات إقليمية وإلى دمشق وطرحت خطة من أربع نقاط. ماهي النتيجة؟

– الخلاصة، يجب الاعتراف بأنه عندما تنظر إلى سورية فإن الأولوية هي للحل العسكري. هذا ما نراه على الأرض. لا نرى نقاشات سياسية، بل هجوم وهجوم مضاد من الحكومة أو المعارضة في حلب. حلب أصبحت رمزية للمعركة الأخيرة في سورية. في هذا السياق، فإن التركيز في الخطة ذات النقاط الأربع مبني على أنه عندما تأتي الإدارة الأميركية الجديدة الأمل هو أن تحصل مناقشات جدية مع الروس والدول الإقليمية، ويجب ألا يكون وقتذاك مأساة إنسانية في حلب. لذلك، فإن المقترح من منطلق إنساني تضمن إخلاء الجرحى ومساعدة الذين لا يستطيعون المغادرة ومساعدة الأطفال من أصل 275 ألف مدني ووجود الأطباء بحيث لا يكون المدنيون ضحايا ما يبدو أنه إنهاء الهجوم على شرق حلب المحاصر.

> هل أنت قلق من أن القوات الحكومية السورية تريد السيطرة على شرق حلب؟ هل أنت قلق من تكرار نموذج غروزني؟

– أنا قلق جداً من احتمال استئناف القصف إلى مستوى قبل قرار روسيا وقف القصف لـ24 يومياً، ويجب أن نسجل تقديراً لروسيا في هذا المجال. إذا استمر القصف (من القوات النظامية السورية) فإنه لن يبقى شيء شرق حلب في بداية العام، وسيكون هناك 200 ألف نازح على حدود تركيا ومأساة إنسانية وفزع دولي. خوفي أن هذا ما سيحصل إذا كان القرار هو الهجوم الكامل على شرق حلب. آمل في ألا يحصل ذلك.

> التقيت الرئيس بوتين، هل تظن أنه لا يريد تكرار نموذج غروزني؟

– نعم التقيته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتلقيت رسالة واضحة، وتأكد ذلك من لقاءات كيري ونظيره (الروسي سيرغي) لافروف من أن الرئيس بوتين ليست لديه نية تدمير كامل لأي مدينة في سورية. هذا لا يعني أن الرئيس (بشار) الأسد لا يريد تصعيد الهجوم على شرق حلب. بالنسبة إلى الروسي، لدي شعور بأنه ليست لديه النية ولا الرغبة في ذلك. هذا قد يحصل إذا قررت الحكومة القيام بذلك.

> هل هذا يعني أن هناك فرقاً بين مقاربة موسكو ومقاربة دمشق لشرق حلب؟

– نعم. هذا هو شعوري فعلاً. الدليل أنه عندما قدمت خطة للوصول إلى حل موقت لشرق حلب تم تجميدها وتدمير كامل. قام الاقتراح أولاً على وقف قصف شرق حلب. وثانياً مغادرة عناصر «جبهة النصرة» شرق حلب مع أسلحتهم. وثالثاً، بقاء المجلس المحلي. ورابعاً تمرير مساعدات إنسانية. الروس وافقوا، لكن الحكومة السورية شعرت بعدم الراحة إزاء ذلك.

> اقترحت بقاء المجلس الإداري المحلي شرق حلب ودمشق رفضت، لأنه كما قالت ينتهك وحدة سورية؟

– دعني أوضح. عندما قلت ببقاء مجلس مدني لم يكن الأمر كما فسرت الحكومة في شكل خاطئ بأنني اقترحت تأسيس إدارة ذاتية مثل الإدارات الكردية أو حكم ذاتي أو انفصالي. أنا لم أقترح ذلك، بل نحن جميعاً متمسكون بوحدة الأراضي السورية. الاقتراح هو بقاء المجلس المحلي المدني وليس تغييره، وفي ذلك مصلحة للأهالي، بحيث يقوم بدوره عندما يغادر عناصر «النصرة»، وهو إجراء موقت وليس انفصالاً أو حكما ذاتياً، بل ترك للمجلس المحلي ذاته. رفضوا ذلك في دمشق، لكن آمل في أن يصلوا إلى فهم أنه أولاً ليس كما قالوا. وأن يصلوا ثانياً إلى قناعة بأن هناك ضرورة لنوع من الإجراء المحلي الخاص شرق حلب. وثالثاً، آمل في أن يدرك الروس الأهمية البالغة لعدم تدمير شرق حلب وأن هناك ضرورة لإجراء خاص.

> هل طلبت مساعدة الروس لإقناع دمشق؟

– نعم. وتبلغت رداً بأنهم مستمرون في النقاش مع الأميركيين واللاعبين الإقليميين الرئيسيين، أقصد تركيا والسعودية وقطر لتنفيذ ذلك.

> هل لديك ضمانات بأنه لو غادر عناصر «النصرة» سيتوقف قصف شرق حلب؟

– لذلك أنا مهتم بنتائج عملية لوزان، التي تضم أميركا وروسيا والسعودية وقطر وتركيا، التي لها دور في استمرار المناقشات للوصول إلى إجراءات، لأنهم هم مَن سيكون الضامن.

> حلب رمز للأزمة السورية، هل أنت راض شخصياً عن الجهود لوقف معاناة أهالي حلب في جميع أحيائها؟

– لست راضياً بالنتائج. عندما ترى استئنافاً للقصف والقتال، فإن الأمر يقود للعنف أكثر. لست راضياً لأنه منذ تموز (يوليو) لم تدخل قافلة مساعدة واحدة إلى شرق حلب. لست راضياً، بل إنني قلق، لكن سنقوم بكل ما نستطيع ونقدم مقترحات ونطرح الموضوع على جميع المستويات.

* هناك قلق من حصول مجاعة شرق حلب؟

– هناك في حلب 250 ألف شخص بينهم 80 أو 100 ألف طفل لم يحصلوا على مساعدات منذ تموز، وهناك استئناف للقصف على مناطق محاصرة وجوارها. يجب ألا يفاجأ أحد إذا حصل جوع عام.

> الأمم المتحدة قالت إن عدد المحاصرين أصبح مليوناً بدلاً من نصف مليون قبل سنة؟

– هذا ليس محبطاً، بل صادماً. في مرحلة عندما كانت تعمل آليات «المجموعة الدولية لدعم سورية» وصلنا إلى 18 منطقة محاصرة، أي 1.8 مليون شخص في هذا العام. لكن الآن تعسكر كل شيء، فزاد عدد المحاصرين، ثم نتحدث عن مقاربة العصور الوسطى، وهي ضد كل معايير القانون الدولي.

> من المسؤول عن حصار هذه المناطق، الحكومة أو المعارضة؟

– باعتباري ممثلاً للأمم المتحدة يجب أن نكون صريحين وشفافين. هناك 18 منطقة، وبعد حصار شرق حلب باتت 19 منطقة محاصرة. هناك منطقتان كفريا والفوعة محاصرتان من المعارضة بأسلوب العصور الوسطى. وهناك 220 ألف محاصر من «داعش» في دير الزور. والمتبقي محاصر من الحكومة. عندما تقوم منظمة إرهابية أو المعارضة بالحصار أمر، لكن عندما تقوم حكومتك بالحصار فإن مستوى الصدمة يزيد.

 

المسار السياسي

*مفاوضات جنيف مجمدة منذ أشهر، ما هي مقاربتك لاستئناف المفاوضات؟ ماهو تعليقك على انتقاد الوزير لافروف لك لأنك لم تدع لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة؟

– أولاً، أفهم موقف لافروف وأشاركه الرأي في أن عملية السلام يجب ألا تتوقف وأنت في منتصف القتال، وهذا ما حصل في حرب فيتنام. وفي الوقت ذاته، ما كنت أقوله هو أننا نحتاج إلى رغبة الحكومة والمعارضة واستعدادهما للمشاركة سياسياً وتنفيذ القرار 2254. بعد سلسلة من المفاوضات، فإن الطرفين كانا متشددين ويراهنان على الانتصار العسكري. الحكومة تراهن حالياً، وهذا ما لاحظته خلال زيارتي إلى دمشق، على أن الرياح تهب لمصلحتها لذلك تتصلب في مواقفها. الفكرة ليست شروطاً مسبقة، بل إشارات من الحكومة للمجيء إلى جنيف والقول إننا مستعدون للبقاء، بل الجهوزية لنوع من المشاركة السياسية من أي نوع. هذه بداية جيدة لاستئناف المفاوضات.

أوافق رأي لافروف ويجب أن ندفع باتجاه المفاوضات، وسأشرح لمجلس الأمن في الشهر المقبل ذلك، وكيفية ألا تكون عملية السلام رهينة للعملية العسكرية.

> تذكر مشاركة سياسية، ما هو الفرق عن الانتقال السياسي؟

– الكلمة المفتاحية هي الانتقال السياسي، وهذا ماجاء في بيان جنيف والتعليمات الإرشادية لنا من مجلس الأمن في القرار 2254 لإطلاق عملية سياسية للوصول إلى مشاركة سياسية تسميها منح الصلاحيات، لأنه عندما تقوم مشاركة سياسية، فإنك تعطي صلاحيات إلى رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان، وهذا أمر عائد إلى العملية السياسية، وإلا تكون الأمور شكلية.

> تقترح أن يشارك الأسد السلطة مع رئيس الحكومة ورئيس البرلمان؟

– أنت على صواب، لأن هناك خيارات عدة بينها الذي ذكرت، وهذا بداية للمشاركة السياسية والمفاوضات، لكن لا أسمع أي شيء عن هذا من الحكومة السورية وبالعكس، وهذا ما يقلقني عندما يتحدثون عن استئناف المفاوضات. المفاوضات السياسية يجب أن تكون مبنية على حد أدنى من الاستعداد للمشاركة السياسية.

> مع بقاء الأسد؟

– لم أتناول مسالة الأسد أو الرئاسة. هذه جزء من المفاوضات للسوريين وليس لأجانب مثلي القول إذا كان الأسد يجب أن يبقى أو لا يبقى.

> تركيا تدخلت شمال سورية وروسيا وأميركا وإيران ودول عربية تتدخل في سورية، هل باتت سورية مناطق نفوذ؟

– هذا الصراع الأكثر تعقيداً وعنفاً الذي رأيته في 46 سنة، حيث هناك 12 دولة منخرطة أو فاعلة بمعنى أو آخر في شكل مباشر أو غير مباشر، يتراوح ذلك بين تقديم مساعدات إنسانية وحرب بالوكالة إلى دعم جماعات مسلحة مثل «حزب الله» وإيران. وهناك 98 مجموعة مقاتلة منخرطة صغيرة وكبيرة، إضافة إلى «داعش» و «النصرة» ونشاطات لحكومة منخرطة وميليشيات وجماعات. كل هذا يجعلها معقدة، لكن ليست مناطق نفوذ. الأرض مرنة ومتحركة، بعض المناطق تكون تحت سيطرة «النصرة» ثم لا تصبح تحت سيطرة «النصرة»، وبعض المناطق تكون تحت سيطرة القوات الحكومة ثم المعارضة والعكس. كما أن مناطق كانت تحت سيطرة الأكراد تأثرت بانخراط تركيا. من السابق لأوانه الحديث عن مناطق نفوذ، وأمل في ألا يحصل تقسيم سورية. كلنا، بما في ذلك السوريون، نريد دولة موحدة ذات سيادة تحت سلطة حكومة شاملة ذات تمثيل، آخذين في الاعتبار أن الناس لا يريدون العودة إلى الوضع السابق، وأن هناك حاجة لعملية سياسية ومشاركة سياسية. كأمر واقع آخذ بالاعتبار ما حصل.

> هل سورية ماتت؟ هل ستقسم سورية؟

– لا أظن أن سورية ستقسم. لا أريد ذلك، والأمم المتحدة لا تريد ذلك، لأن السيادة والوحدة لهذا البلد العظيم يجب الحفاظ عليهما. ثانياً، هذه ستكون سابقة خطرة لبقية دول المنطقة يجب ألا تحصل.

بالنسبة إلى القول إن سورية تموت. إنني أتحدث إلى سوري فخور مثلك، أقول إن سورية لن تموت. السوريون يحبون بلدهم وفخورون به ولن يسمحوا لبلدهم أن يموت. ما يحصل هو تدمير البنية التحتية. صحيح. هناك الكثير يموتون ويعانون والكثير لن ينسوا. لذلك، يجب إطلاق عملية سياسية ذات صدقية. وأنا في بروكسيل ستكون هناك عملية إعادة إعمار لسورية كي تكون كما كانت، إذا لم يكن أفضل.

هناك اهتمام في أوروبا كي يتوقف قدوم السوريين لاجئين، لان السوريين لا يريدون ذلك. هذا سيحصل فقط إذا بدأت عملية سياسية ذات صدقية. لكن الاستمرار في الحل العسكري يعني أنه لن تكون هناك إعادة إعمار، وحتى إذا حصل ذلك سورية لن تموت بل ستعاني، والسوريون لا يستأهلون ذلك.

> ماهو تقديرك لكلفة إعادة الإعمار؟

– لن اعطي رقماً، لان الرقم يتغير كل يوم مع استمرار القصف والمعارك و «البراميل». لكن المبلغ كبير. ما أقوله هو أنني مقتنع بأننا إذا أطلقنا عملية سياسية ذات صدقية فإن أوروبا والبنك الدولي ودولاً أخرى لا تريد سورية مصدراً للاجئين والمعاناة ومكاناً للإرهابيين.

 

أردوغان يهدّد بإغراق أوروبا بالمهاجرين

بروكسيل – نورالدين الفريضي

أنقرة – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي بالخيانة، مهدداً بفتح حدود بلاده أمام تدفّق مئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى القارة، بعدما طالب البرلمان الأوروبي بتجميد موقت لمفاوضات عضوية أنقرة في الاتحاد، وندد بحملة «قمع» شنّتها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي.

وأعلنت المفوضية الأوروبية التزامها تطبيق الاتفاق مع تركيا لوقف الهجرة غير المشروعة، لافتة إلى أن الاتحاد يعوّل على جهاز حرس الحدود الأوروبي لمواجهة أي موجة جديدة. ورفضت فرنسا «مزايدات بلا جدوى»، فيما اعتبرت ألمانيا أن «لا نتيجة لتهديدات الجانبين».

وأفادت «المنظمة الدولية للهجرة» بوصول 171 ألف مهاجر إلى اليونان منذ مطلع 2016، في مقابل 740 ألفاً في الفترة ذاتها من العام 2015. وتعهد الاتحاد مساعدة تركيا مالياً لتحمّل عبء 3 ملايين لاجئ، في مقابل إعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول إلى منطقة «شنغن»، وفتح فصول جديدة في مفاوضات العضوية. لكن أنقرة استجابت لـ65 من 72 شرطاً حدّدها الاتحاد لإلغاء التأشيرات، وبقيت 7 شروط تحقيقها صعب، خصوصاً لخلاف حول تعريف الإرهاب.

ورأى أردوغان أن قوله «الحقائق» دفع البرلمان الأوروبي إلى اتخاذ قرار بتجميد مفاوضات عضوية تركيا، وخاطب الأوروبيين قائلاً: «لم تتصرّفوا أبداً بصدق تجاه الإنسانية. لم تستقبلوا الطفل (السوري) إيلان الذي لفظه البحر على السواحل، ولا الطفل (السوري) عمران، نحن مَن أطعمنا 3.5 مليون لاجئ، وأنتم خنتم وعودكم». وأضاف: «منحتنا الأمم المتحدة 550 مليون دولار. وقدّم الاتحاد الأوروبي وعوداً، لكنه أرسل حتى الآن نحو 700 مليون، ونحن أنفقنا 15 بليون دولار. لا تنسوا، الغرب يحتاج إلى تركيا».

وتابع مخاطباً الأوروبيين: «عندما احتشد 50 ألف لاجئ عند معبر كابي كولا (بين تركيا وبلغاريا)، طلبتم مساعدة وتساءلتم: ماذا سنفعل إذا فتحت تركيا حدودها؟ لا أنا ولا شعبي نفهم تهديداتكم الجوفاء، وإذا تماديتم في إجراءاتكم ضد تركيا، ستُفتح معابرنا الحدودية أمام اللاجئين. لا يهمّ لو أيّدتم جميعاً تصويت» البرلمان الأوروبي. وكرّر أنه سيوقّع مرسوماً لإعادة العمل بعقوبة الإعدام، «يزعج هؤلاء السادة»، إذا أقرّه البرلمان، وهذا ما يعتبره الاتحاد الأوروبي مخالفاً لمعايير عضويته.

وحذر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم من أن موجات من المهاجرين قد «تجتاح» أوروبا من دون مساعدة بلاده. وأضاف: «أعترف بأن قطع العلاقات مع أوروبا سيؤذي تركيا، لكنه سيؤذي أوروبا أكثر بخمس أو ست مرات».

وعلّق الناطق باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس على تصريحات أردوغان، مؤكداً أن المفوضية تبقى «ملتزمة تطبيق الاتفاق مع تركيا» لكبح الهجرة غير الشرعية، واستدرك قائلاً: «نعوّل الآن على جهاز حرس الحدود الأوروبي» الذي لم يكن متوافراً العام الماضي خلال تدفّق أكثر من مليون مهاجر ولاجئ غير شرعي عبر بحر إيجه من تركيا إلى اليونان. ورجّح «التوصّل إلى تعريف للإرهاب يستجيب لحاجة تركيا وللتعريف الذي تحدّده شروط إلغاء التأشيرة» الأوروبية.

ونبّهت ناطقة باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، إلى أن «تهديد» الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا «لا يؤدي إلى نتيجة»، معتبرة أنه «نجاح مشترك، والاستمرار به يصبّ في مصلحة جميع الأطراف». وانتقدت فرنسا تهديد أردوغان أوروبا، معتبرة أن «لا جدوى من المزايدات والمجادلات».

في لندن، رأى نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، أن بلاده هي «جزيرة استقرار» في منطقة مضطربة، لافتاً إلى أنها «في حال حرب مع تنظيمات إرهابية، ونحتاج إلى مساعدة المنظمات الغربية». وأكد في معهد «تشاتام هاوس» أن تركيا لن تبتعد من الغرب، مستدركاً أنها «ستواصل تنويع سياستها الخارجية المتعددة الأطراف، وتقويمها استناداً إلى مصالحها القومية».

إلى ذلك، أعلنت وزارة التربية التركية إعادة 6 آلاف مدرّس إلى وظائفهم، بعد وقفهم عن العمل إثر المحاولة الانقلابية.

 

روحاني وأوغلو يبحثان ملفي العراق وسورية

طهران، دبي – رويترز، الأناضول

بدأ وزير الخارجية التركي جاوش أوغلو اليوم (السبت) زيارة إلى طهران استهلها بلقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية وتركية رسمية.

وسيلتقي أوغلو أيضاً نظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال الزيارة التي أعلن عنها من قبل.

وفيما وصفت المحادثات بأنها «نادرة» بين البلدين، أفادت «وكالة الأنباء الإيرانية» بأن «مسؤولي البلدين يبحثون (على رغم خلافاتهما) حلولاً، ويسعون إلى تقريب وجهات النظر، خصوصاً في ما يتعلق بالعراق وسورية». وانضمت إيران إلى العراق في انتقادها للوجود العسكري التركي في شمال العراق، والذي تقول أنقرة أنه جاء نتيجة لدعوة من حكومة إقليم كردستان العراق. ويبدو أن العلاقات بين تركيا وإيران تحسنت بعدما دعمت طهران حكومة تركيا ضد محاولة الانقلاب في تموز (يوليو) الماضي.

 

تقدم إضافي للنظام في حلب وبوتين وأردوغان اتفقا على التنسيق

المصدر: (و ص ف، رويترز)

حقق الجيش السوري تقدماً اضافياً في مدينة حلب، تزامناً مع مقتل ثمانية مدنيين على الاقل جراء قصف مدفعي وغارات جوية على الاحياء الشرقية لهذه المدينة، مما يزيد معاناة السكان المحاصرين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة تفاقماً.

واعلن الجيش الاميركي أولى خسائره البشرية في الميدان السوري مع وفاة جندي الخميس متأثراً بجروح أصيب بها في انفجار عبوة ناسفة خلال هجوم على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في شمال سوريا.

وفي مدينة حلب، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الجيش السوري بات يسيطر على 60 في المئة من حي مساكن هنانو، الاكبر في القسم الشرقي من المدينة ويتقدم بسرعة.

وبث التلفزيون السوري الرسمي ان “وحدات الجيش تتقدم داخل مساكن هنانو من ثلاثة محاور”، موضحاً ان الحي يشكل “أكبر جبهات حلب حاليا”.

وستتيح سيطرة الجيش تماماً على مساكن هنانو، فصل القسم الشمالي من الاحياء الشرقية عن جنوبها، كما سيتيح الاشراف نارياً على حي الصاخور المجاور.

وتعرض حي مساكن هنانو واحياء اخرى خاضعة لسيطرة الفصائل في شرق المدينة الى قصف مدفعي وغارات جوية لقوات النظام، تسببت بمقتل ثمانية مدنيين على الاقل كما قال المرصد، لترتفع بذلك حصيلة القتلى جراء قصف قوات النظام لشرق حلب الى 196 مدنياً بينهم 27 طفلاً على الاقل، منذ 15 تشرين الثاني. وسقط 122 مقاتلاً على الاقل من فصائل المعارضة خلال الفترة نفسها في شرق حلب.

وردت الفصائل المعارضة بقصف الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات النظام بالقذائف، مما أدى الى مقتل 18 مدنياً بينهم عشرة اطفال في هذه الفترة.

ومنذ الخميس، تمكنت خمس عائلات، احداها صباح أمس، من مغادرة شرق حلب الى حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في شمال المدينة. وتحدث المرصد عصراً عن وصول أربعة اطفال الى الشيخ مقصود قادمين من شرق المدينة.

وقال ان عشرات العائلات حاولت أمس الفرار من حي بستان الباشا الى الشيخ مقصود، لكن مقاتلي الفصائل منعوا عبورها واستهدفوا الحي بقذائف، مما أدى الى اصابة مدنيين بجروح احداهما امرأة.

كذلك اعلن المرصد ان غارات جوية على قريتين في ريف حلب الغربي تسببت بمقتل 18 مدنياً، بينهم أربعة أطفال.

وعلى جبهة اخرى في شمال غرب سوريا، احصى المرصد مقتل ثلاثة مدنيين جراء غارات لم يعرف ما اذا كانت سورية أم روسية على دار صغيرة للتوليد في قرية بريف ادلب الشمالي. وتسببت الغارت بخروج المشفى عن الخدمة.

 

خطر التصعيد

وأثار مقتل ثلاثة جنود أتراك الخميس في الذكرى السنوية الأولى لإسقاط تركيا طائرة حربية روسية فوق سوريا مخاوف من احتمال تصعيد الصراع المعقد أصلاً.

ويضع التقدم نحو الباب، آخر المعاقل الحضرية لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في ريف حلب الشمالي، المعارضة المسلحة التي يغلب عليها التركمان والعرب في مواجهة محتملة مع المقاتلين الأكراد والقوات الحكومية السورية.

وقال الجيش إن جندياً تركياً قتل وجرح خمسة في اشتباكات مع “داعش” الجمعة.

وذكر أن أربعة من مقاتلي المعارضة السورية الذين تدعمهم أنقرة قتلوا وأصيب 25 في الاشتباكات التي حصلت خلال الساعات الـ24 الاخيرة. وأضاف أن الطائرات المقاتلة التركية تواصل قصف أهداف للتنظيم الجهادي قرب الباب.

وبحث الرئيس التركي طيب إردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الهجوم على جنود أتراك في سوريا

وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن إردوعان أبلغ الرئيس الروسي أن تركيا تحترم وحدة الأراضي السورية وأن التوغل الذي بدأته في آب لطرد “داعش” من الحدود دليل على عزم أنقرة على محاربة الجماعات المتشددة.

وأعلن الكرملين أن النقاش في شأن سوريا كان بناء وإن كلا الجانبين وافق على مواصلة الحوار لتنسيق الجهود ضد الإرهاب الدولي.

وقالت مصادر تركية إن الرئيسين اتفقا على السعي الى حل الأزمة الإنسانية في حلب.

 

دي ميستورا يخشى المجاعة ويراهن على «حماسة» أوباما

الجيش السوري يواصل توغله في أحياء حلب الشرقية

علاء حلبي

واصل الجيش السوري توغله، أمس، في أحياء حلب الشرقية عبر ثلاثة محاور في وقت متزامن، محققاً بذلك تقدماً على المحور الشمالي الشرقي للأحياء المحاصرة وسط انهيار دفاعات الفصائل المسلحة، في وقت بحث فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان «مسائل تتعلق بتسوية الأزمة السورية».

وعلى وقع قصف عنيف، بسط الجيش السوري سيطرته على معظم حي مساكن هنانو شمال شرق حلب، في حين تقدمت وحدات راجلة على محور البحوث العلمية وحي جبل بدرو شرق المدينة، واضعاً بذلك الفصائل المسلحة المتمركزة على جبهة القتال الشرقية بين فكَّي كماشة.

مصدر عسكري سوري قال لـ«السفير» ن قوات الجيش السوري تمكنت من تدمير مركز إدارة العمليات للفصائل المسلحة في حي مساكن هنانو، ما ساهم بتحقيق تقدم سريع والسيطرة على معظم النقاط نحو حي الحيدرية، موضحاً أن عمليات تمشيط تجري في الوقت الحالي للمناطق التي سيطر عليها الجيش قبل الإعلان عن السيطرة بشكل نهائي.

وبالإضافة إلى وضع المسلحين بين فكّي كماشة، يسعى الجيش السوري بتقدمه هذا، إلى تقسيم أحياء حلب الشرقية، إلى مناطق صغيرة محاصرة، الأمر الذي من شأنه أن يسرع من عملية إخضاع المسلحين لشروط التسوية وإخراجهم من الأحياء التي يقطن فيها نحو 250 ألف مدني وفق إحصاءات الأمم المتحدة.

وساهمت القوة النارية الكبيرة للجيش السوري في تمهيد الأرض للقوات الراجلة، حيث كثف الجيش السوري قصف مناطق العمليات بالصواريخ الثقيلة بالإضافة إلى الغارات التي تنفذها الطائرات الحربية، ما تسبب بمقتل عدد كبير من المسلحين. وذكر مصدر ميداني أن مجموعة كاملة من «جبهة النصرة» كانت في طريقها لمؤازرة الفصائل المسلحة في حي مساكن هنانو استهدفها سلاح الجو السوري وقضى عليها بالكامل.

وعلى الرغم من الانهيار الكبير في صفوف الفصائل المسلحة المحاصَرة في أحياء حلب الشرقية، تواصل «جبهة النصرة» تعنتها مصرة على عدم الخروج من تلك الأحياء. وأعاد «الإعلام الحربي» التابع للمقاومة سبب هذا التعنت إلى الدول الراعية لتلك الفصائل وعلى رأسها تركيا والسعودية. ونقل «الإعلام الحربي» عن مصدر أمني في غرفة عمليات حلب قوله، إن «اللقاء الأمني الذي جرى الأسبوع الحالي في تركيا والذي شارك فيه موفد عن كل من السعودية وأميركا وتركيا وجيش الفتح، والذي تم فيه تبليغ جيش الفتح بعدم الخروج من الجزء المحاصر من مدينة حلب تحت أي ظرف كان يثبت مجدداً أن الدول التي تَدَّعي حرصها على المدنيين هي شريك كامل في القتل والتدمير».

وتابع: «قرارنا هو عدم القبول بالوضع الراهن للمدنيين الرهائن بيد المسلحين في الجزء المحاصر من حلب، وسيكون لنا عمل يتناسب مع حجم التهديدات لا يقل عن السعي لطرد الإرهابيين التكفيريين المجرمين من حلب، وبأسرع وقت ممكن»، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش «الإعداد مجدداً لعملية عسكرية كبيرة في حلب ينفذها جيش الفتح»، مطالباً المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بأن «يقول كلمة حق ولا يكون منفذا لسياسة المتآمرين».

بدوره، نفى دي ميستورا أن تكون روسيا تساهم في قصف أحياء حلب، مؤكداً أنه يصدق ما تردده روسيا من أنها لا تقصف أي أهداف في شرق حلب «لكن موسكو لا تمنع القوات السورية من استهداف المستشفيات وأهداف أخرى في المدينة»، موضحاً أنه يؤمن أن روسيا جادة «في أنها لا تريد تحمل مسؤولية تدمير شرق حلب».

ورأى الوسيط الدولي، في مقابلة مع صحيفة «زودوتشه تسايتونج» الألمانية، أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري متحمسان للغاية لإنهاء أسوأ مأساة إنسانية في هذا القرن اندلعت خلال وجودهما في المنصب، يتعلق الأمر بإرثهما»، معرباً عن خشيته من «فناء» شرق حلب بحلول عيد الميلاد إذا استمر قصف المنطقة ما سيدفع عشرات الآلاف إلى الفرار إلى تركيا، وقد يقود إلى حرب عصابات مطولة في المناطق الريفية وتفجير سيارات في المدن، وفق تصريحه.

 

وزير الدفاع الايراني: مستعدون لكافة اشكال التعاون مع روسيا دعماً لسوريا

طهران – د ب ا – أكد وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية العميد حسين دهقان، بأن ايران مستعدة لكافة اشكال التعاون مع روسيا دعماً للحكومة القانونية في سوريا.

 

جاء ذلك رداً على سؤال للصحافيين السبت حول بعض الانباء الواردة التي افادت برغبة روسيا باستخدام قاعدة “نوجة” الجوية في مدينة همدان الواقعة غرب ايران،بحسب وكالة انباء فارس الايرانية.

 

وقال”: اننا سنقوم باي تعاون ضروري مع روسيا من اجل دعم الحكومة القانونية في سوريا وان هذا التعاون يمكن ان يكون في اطار اي اجراء كان”.

 

وحول شراء مقاتلات من روسيا ، قال العميد دهقان في تصريحه للصحافيين الذي جاء على هامش تجمع التعبويين العاملين في وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية،: اننا وبغية توفير احتياجاتنا الدفاعية نتعاون ان استطعنا مع اي دولة كانت سوى اميركا والكيان الاسرائيلي”.

 

واضاف، ان شراء مقاتلة “سوخوي 30″ من روسيا مدرج في جدول اعمال وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية.

 

وبشأن التوافقات الحاصلة خلال المحادثات الاخيرة مع وزير الدفاع الصيني في زيارته الى طهران قال، انه تم خلال اللقاءات التي جرت الوصول الى عدة اتفاقيات بين حكومتي البلدين من ضمنها الجانب الدفاعي.

 

كما اشار الى الانتخابات الرئاسية الاميركية قائلاً، ان نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية بمعزل عن مسألة من يصبح رئيساً، لا تهمنا.

 

واعتبر ان الاميركيين يسعون وراء مصالحهم في المنطقة وان انتخاب الجمهوري دونالد ترامب او الديمقراطية هيلاري كلينتون لا يحدث تغييراً في اصل القضية، واضاف،” ان توجه ونهج الجمهورية الاسلامية الايرانية واضح ونحن لن نعدل عن نهجنا امام اي ضغط من قبلهم”.

 

يذكر ان الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب قد هدد بإلغاء الاتفاق النووي المبرم بين ايران والدول الست(بريطانيا والمانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة).

 

ورداً على تهديد ترامب ، قال المرشد الأعلى للثورة في ايران آية الله علي خامنئي إن بلاده “ستحرق” الاتفاق النووي إذا انتهكه الطرف الآخر واستمر البعض في التهديد بـ”تمزيقه” .

 

الرئيس التركي يهدد بفتح الحدود للاجئين إلى أوروبا

إسطنبول – أ ف ب: هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، بفتح الحدود أمام المهاجرين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، غداة تصويت البرلمان الأوروبي على طلب تجميد مؤقت لمفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد.

وردت ألمانيا على الفور مؤكدة أن «تهديد» الاتفاق الأوروبي التركي حول الهجرة «لا يؤدي إلى نتيجة».

ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من سجال حاد بين أنقرة وبروكسل التي تتهم السلطات التركية باستهداف المعارضة بقمع شديد إثر محاولة الانقلاب في تموز/يوليو.

وتهدد هذه العاصفة الدبلوماسية الاتفاق موضع الجدل الذي أبرم في آذار/مارس بين الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي، وأتاح وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر الجزر اليونانية في بحر إيجه.

وقال اردوغان الجمعة «حين احتشد 50 ألف مهاجر على مركز كابي كولا الحدودي (بين تركيا وبلغاريا)، طلبتم المساعدة وبدأتم تتساءلون: «ماذا سنفعل إذا فتحت تركيا حدودها؟».

وأضاف إردوغان في خطاب ألقاه في اسطنبول «اسمعوني جيدا، إذا تماديتم فإن هذه الحدود ستفتح، تذكروا ذلك».

وفي هذا السياق، لوح الرئيس التركي في مطلع الشهر بإمكانية طرح مسألة مواصلة مفاوضات الانضمام إلى أوروبا في استفتاء شعبي في حال لم يسجل أي تقدم حول المسألة بحلول نهاية السنة.

وطلب البرلمان الأوروبي الخميس في قرار غير ملزم «تجميدا مؤقتا» لعملية انضمام تركيا، معتبرا أن «الإجراءات القمعية التي اتخذتها الحكومة التركية في إطار حال الطوارئ غير متكافئة».

وتنفذ السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو حملة تطهير واسعة أسفرت عن اعتقال أكثر من 36 ألف شخص، بحسب الأرقام الرسمية.

وإن كانت عملية الانضمام تراوح مكانها، إلا أن معظم دول الاتحاد الأوروبي تشدد على ضرورة إبقاء «قنوات التواصل مفتوحة» مع أنقرة.

 

حلب تقترب من المجاعة والنظام يتقدم بعد قصف عنيف

مصر تنفي إرسال قوات لسوريا ومقتل جندي تركي باشتباك مع «الدولة»

حلب ـ وكالات: حذرت منظمة الدفاع المدني السوري من مجاعة في شرق حلب، في حال لم توزع المساعدات على السكان في غضون عشرة أيام، فيما حقق الجيش السوري تقدماً في حي مساكن هنانو بعد قصف عنيف امتد إلى أحياء أخرى، فيما بحث الرئيسان التركي طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، الأوضاع في سوريا، خصوصاً، الغارة التي أسفرت عن مقتل جنود أتراك، وقالت أنقرة إن الجيش السوري نفذها قرب مدينة الباب، في ريف حلب.

وقال مدير منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم «الخوذ البيضاء» أول أمس الخميس، إن «سكان الشطر الشرقي المحاصر في مدينة حلب أمامهم أقل من عشرة أيام لتلقي مساعدات إغاثة أو مواجهة المجاعة والموت بسبب نقص الإمدادات الطبية».

في موازاة ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الجيش السوري بات يسيطر على ستين في المئة من حي مساكن هنانو، الأكبر في القسم الشرقي من المدينة ويتقدم بسرعة، بعد قصف عنيف، فيما بحث الرئيس التركي طيب إردوغان، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأوضاع في سوريا، لاسيما مقتل جنود أتراك في سوريا بغارة، قالت أنقرة إن الجيش السوري نفذها قرب مدينة الباب، في ريف حلب، وهددت بالرد عليها.

وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن إردوغان أبلغ الرئيس الروسي أن تركيا تحترم وحدة الأراضي السورية، وأن التوغل الذي بدأته تركيا في آب/أغسطس لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الحدود دليل على عزم أنقرة على محاربة الجماعات المتشددة». وقال الكرملين إن «النقاش بشأن سوريا كان بناء، وإن كلا الجانبين وافقا على مواصلة الحوار لتنسيق الجهود ضد الإرهاب الدولي».

وقالت مصادر تركية إن «الزعيمين اتفقا على السعي لحل الأزمة الإنسانية في حلب حيث تحاصر القوات الحكومية شرق المدينة الخاضع للمعارضة».

وفي سياق المعارك بين قوات «درع الفرات» المدعومة بجنود أتراك، وتنظيم «الدولة الإسلامية»، في محيط مدينة الباب، في ريف حلب أعلن الجيش التركي أمس أن «جندياً قتل وأصيب خمسة في اشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة في شمال سوريا».

إلى ذلك، نفى مصدر عسكري مصري رفيع المستوى، الأنباء عن إرسال مصر قوات إلى سوريا، تعليقا على الخبر الذي نشرته «السفير» اللبنانية قبل يومين.

وقال المصدر: «هذا الكلام لا أساس له من الصحة على الإطلاق، وترديده هراء وسخف ولن يكون له أدنى تأثير، لأنه كذب وافتراء».

ونشرت صحيفة «السفير» اللبنانية، تقريرا حول وصول 18 طيارا مصريا إلى قاعدة حماة الجوية السورية.

 

الأطفال الفقراء في مدن الساحل يعيشون على نفايات المطاعم الفاخرة

سليم العمر

ريف اللاذقية – «القدس العربي»: يتهافت أطفال على الحاوية عندما يقوم عمال مطعم «بيوتي» برمي الأكياس بالقرب منها. أعمارهم لا تتجاوز سن 12 عاماً، حسب رواية أحد الشبان القاطنين في منطقة قريبة من المطعم الذي يقع في الكورنيش المشرف على البحر في مدينة اللاذقية. الأمر اللافت، حسب ما يؤكده بلال، هو أن الأطفال يتشاركون بقايا الطعام في ساعات الليل المتأخرة، فقبيل إغلاق المطعم يقوم العمال بالتنظيف ورمي البقايا.

يؤكد ناشطون أن هناك عدة مطاعم وسط المدينة التي تشتهر برفاهية زبائنها باتت معروفة لدى الأطفال الفقراء، ومن بين هذه المطاعم «غروب كافيه» في حي الزراعة، وهذا المطعم لأحد أكبر الضباط من مدينة القرداحة، ومطعم سومر، الذي يقع في الطابق الأخير من برج الاوقاف في اللاذقية، وغيرهما.

أما في مدينة جبلة، فالأمر لا يختلف كثيراً، لكن الاطفال يجرون خلفهم عربات صغيرة يضعون فيها الخبز المجفف المرمي بجانب الحاويات، خصوصاً في الأحياء التي تدعم النظام، كحي المجد، والجبيبات، وضاحية الأسد حيث تنتشر فيها العائلات الغنية والمطاعم الفاخرة.

عمر، شاب صغير يدرس وسط مدينة جبلة، يؤكد أن «الأطفال يتوافدون على الحاويات أمام أعين قوات الأمن»، مشيراً إلى أن «هناك عشرات العائلات الفقيرة التي ترسل أطفالها إلى سوق الخضار في المدينة فيجمعون الخضار التالفة التي يرميها الباعة في حاويات القمامة».

وانتشرت مؤخراً في مدينة جبلة بيوت صغيرة مصنوعة من الخشب أو الحديد يطلق عليها أهل المدينة «بيوت التنك» تؤوي عشرات العائلات الفقيرة من المدينة أو عائلات نزحت إليها، ليس لديهم أي معيل، معظمهم يقطنون في حي الفيض.

مجمع «زيتون» أحد أكبر المنتجعات السياحية، وسط جبلة يتبع لعائلة مخلوف، تقام فيه الحفلات الراقصة أيام الجمعة، يتحول أيضاً إلى مكان للحصول على بقايا الطعام بالنسبة للأطفال الفقراء.

لا أحد يقترب من هؤلاء الأطفال الصغار بسبب كثرة الأمراض التي تنتشر بينهم عدا عن منظرهم المخيف أحياناً يجعلهم يعيشون في عزلة تامة عن باقي مكونات المجتمع المحلي، ويؤكًد العديد من أبناء اللاذقية وجبلة أنهم يرون هذه الحالات بكثرة خلال ساعات الليل حيث يلتحف هؤلاء الأطفال الأماكن التي تقيهم من المطر والبرد. وأبرز هذه الأماكن هي مداخل الأبنية حيث يختبئون تحت السلالم، ويجبّرون على البحث عن مكان آخر عندما يكشف أمرهم.

سوء الاوضاع المعيشية والاقتصادية في مناطق سيطرة النظام يزيد من هذه الحالات، حيث لوحظ مؤخراً نساء ايضاً يعيشن بطريقة مشابهة في مدن اللاذقية وطرطوس، كما أن سوء الأوضاع يجعل باقي السوريين غير مهتمين بهذه الشريحة من الأطفال وغيرهم، على الرغم من تواجد العديد من الجمعيات الممولة حكومياً كجمعية التكافل الاجتماعي.

 

صعوبات لمّ شمل اللاجئين السوريين في أوروبا: مراد الذي يحلم برؤية ولديه

يعيشان مع جدتهما في إحدى قرى ريف إدلب

محمد إقبال بلو

أنطاكيا – «القدس العربي»: أمضى مراد، عاماً ونصف عام، حتى تمكن من الحصول على حق الإقامة في ألمانيا، ليبدأ بعدها مرحلة لم الشمل الأصعب والأعقد من كل ما سبقها. لا يحلم اللاجئ السوري سوى بلقاء طفليه اللذين يعيشان مع جدتهما في إحدى قرى ريف ادلب. الجدة التي قامت بتربية الطفلين حتى تجاوز عمرهما عشرة أعوام، وذلك بعد أن انفصل ابنها عن زوجته منذ سنوات.

ويقول لـ»القدس العربي»: «أم الطفلين تزوجت بعد انفصالنا بفترة وجيزة، فيما كنت أعمل بحاراً خلال السنوات التي سبقت اندلاع الثورة السورية، لهذا فقد قامت والدتي على تربية الطفلين وتنشئتهما والعناية بهما، ومازالا حتى اليوم معها، ولم أسافر إلى ألمانيا سوى طمعاً باستقدام الطفلين علهما يعيشان حياة أفضل قد تعوضهما عن المعاناة السابقة من فقدان الأم إلى سنوات الحرب التي عاشا تفاصيلها، لكن للأسف الروتين المنهك الموجود هنا يقتل أحلامنا».

حصل مراد على موعد لمقابلة الطفلين في السفارة الألمانية في تركيا، لكن العقبات توالت واحدة تلو أخرى، فلا بد من حضور الطفلين مع أحد الوالدين، أو أحد المقربين كالأعمام والاخوال أو الجد والجدة. لكن ليس هنالك سوى الجدة العجوز التي لن تتمكن من الوصول إلى أنقرة بصحبة الطفلين، بالإضافة إلى أنها لم تغادر قريتها يوماً، ولا تعرف أية طريقة لإنجاز مهمة كهذه.

لتجاوز هذه المشكلة فكر مراد بالاعتماد على بعض الأصدقاء في مدينة انطاكيا التركيا لمساعدة والدته واصطحابها مع الأولاد إلى السفارة، موضحاً «ما السبيل لوصول والدتي إلى تركيا، فرحلة التهريب شاقة جداً وغير مضمونة، بل إنها مؤخراً أصبحت خطيرة فإطلاق النار من قبل قوات حرس الحدود التركية أصبح امراً متكرراً، قد نؤمن وصول الطفلين بطريقة ما، لكن والدتي لن تتمكن من ذلك مطلقاً، كما أن وضعها الصحي لا يؤهلها للأمر».

يضيف: «بعد دراسة جوانب الموضوع كافة وجدت أنه لا حل إلا بذهابي إلى تركيا، واصطحاب الطفلين إلى الموعد المصيري الذي قد يؤجل سنة أخرى في حال عدم التمكن من الحضور، ورغم محاولاتي للحصول على التأشيرة التركية، إلا أن الأمر بدا مستحيلاً، فلا تأشيرة لسوري لاجئ في أوروبا مطلقاً، ويبدو أنني لن أتمكن من تحقيق ما أصبو إليه أبداً».

مئات الحالات المشابهة العالقة في أوروبا، بل كثير من الحالات في تركيا ذاتها. ورغم أن تركيا، قد أصدرت قوانينها بخصوص لم الشمل لأفراد العائلة الموجودين في الداخل السوري، لكن، حتى اللحظة مازال مكتوباً على الورق، ولم يدخل حيز التنفيذ بشكل واضح.

يرغب مراد بلقاء أطفاله بأية طريقة، وقد اتخذ بعد يأسه قراراً بالاستغناء عن لجوئه في ألمانيا، لكن عودته لتركيا باتت صعبة جداً.

قريباً سيغادر أوروبا، كما وصلها بطرق غير شرعية قد تكون أخطر من المرة السابقة، سيسافر إلى اليونان، ومن ثم يدخل الحدود التركية بالاتفاق مع المهربين وتجار البشر، ليكمل طريقه باتجاه الحدود السورية إلى ريف إدلب، ليعود لنقطة الصفر مرة أخرى، يقول «قد لا تقتل بالقصف ولكن يحدث أن تموت حياً».

 

المعارضة تكبّد النظام خسائر في حلب… وتطلق معركة بالقنيطرة

جلال بكور

سقط عدد من القتلى والجرحى، اليوم الخميس، جرّاء تجدّد القصف الجوي للنظام السوري وروسيا على مدن سورية عدة، في وقت كبّد مقاتلو المعارضة النظام خسائر في مدينة حلب، بالتزامن مع بدء معركة “حمراء الجنوب” في القنيطرة.

وفي مدينة حلب، تجدّد القصف الجوي الروسي والصاروخي من قوات النظام السوري على أحياء كرم الطحان والقاطرجي وطريق الباب والصاخور والحيدرية في شرق حلب المحاصر.

كذلك قُتل أربعة مدنيين بغارة استهدفت الطريق الواصل بين حلب وبلدة ياقد العدس في ريف حلب الشمالي الغربي، وقُتلت امرأة ورجل بقصف على بلدة كفربسين بريف حلب الشمالي.

في المقابل، قُتل شخص وأصيب العشرات بسقوط قذائف على حي الجابرية في شرق حلب الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها.

على صعيد المواجهات، تحدّثت مصادر محليّة لـ”لعربي الجديد” أنّ “ثلاثة ضباط مع عدد من العناصر من مليشيا (حيدر 7) التابعة للنظام السوري، قتلوا في الساعات الماضية، خلال اشتباكات مع المعارضة السورية المسلحة، بعد محاولتهم التقدّم في حي مساكن هنانو شرق حلب المحاصر”.

وفي السياق ذاته، أكّد مركز حلب الإعلامي مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام السوري، إثر صدّ مقاتلي معارضة عملية اقتحام على جبهة قطاع الحشكل في حي صلاح الدين شرق حلب.

وارتفع عدد القتلى الذين سقطوا بغارة روسية على مدينة خان شيخون إلى أربعة، امرأتان وطفلان وهم نازحون من ريف حماة الشمالي، بحسب ما أفاد الناشط جابر أبو محمد “العربي الجديد”.

إلى ذلك، أوضح المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي” محمد السباعي  لـ”العربي الجديد” أنه “وقع جرحى من المدنيين جرّاء استهداف قوات النظام السوري لحي الوعر المحاصر في مدينة حمص بالأسطوانات المتفجرة لليوم الثاني عشر على التوالي، بينما قتل مدني وجرح العشرات، بغارة روسية على مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي”.

كذلك ذكرت مصادر محلية أن جرحى وقعوا جراء سلسلة من الغارات الجوية الروسية على المناطق الزراعية في محيط مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي.

وأصيب شابان مدنيان بطلق ناري من قبل قناصي عناصر حزب الله اللبناني المتمركزين على الحواجز عند أطراف بلدة بقين بريف دمشق، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني السوري. في حين قُتل عنصر من الجيش السوري الحر وأصيب اثنان، جرّاء اشتباكات مع قوات النظام السوري في محيط مدينة خربة غزالة بريف درعا.

وفي القنيطرة، أعلنت المعارضة السورية عن بدء معركة “حمراء الجنوب” ضدّ قوات النظام السوري في ريف القنيطرة.

وقالت “الجبهة الإسلامية” إنها بدأت الهجوم “بعمليات تمهيد مدفعي على منطقة السرايا العسكرية بريف القنيطرة الشمالي”، في وقت أعلنت فيه قوات النظام السوري عن “صدّها لهجوم فجر اليوم على تلّة النقار الغربية المحاذية للسرية الرابعة في المنطقة”.

 

اتفاق على خروج مقاتلي المعارضة السورية من مدينة التل

عدنان علي

توصلت فصائل المعارضة السورية بواسطة لجنة التفاوض في مدينة التل بريف دمشق، اليوم السبت، إلى اتفاق مع قوات النظام مشابه لاتفاق قدسيا، عبر وقف القصف ومحاولات الاقتحام من جانب النظام للمدينة المحاصرة، بعد مظاهرة في المدينة أمس تحت شعار “الشعب يريد السلام”.

وذكرت “تنسيقية التل” أن “الاتفاق ينص على خروج مَن يريدون من المقاتلين من المدينة بسلاحهم الفردي إلى المنطقة التي يختارونها، وتسليم السلاح الباقي بشكل كامل لقوات النظام، إضافة الى فتح طريقي تل منين والتل أمام المدنيين”.

كما ينص الاتفاق على تسوية وضع المطلوبين من الرجال والنساء، بينما يمنح المتخلّفون عن الخدمة العسكرية مهلة 6 أشهر لتسوية أوضاعهم، فإما الالتحاق بالخدمة أو الخروج إلى خارج مدينة التل. ويعامل المنشقون عن جيش النظام معاملة المتخلفين عن الخدمة، باستثناء من خرج منهم على الإعلام بتصوير وأعلن انشقاقه، فهؤلاء لا تحق لهم العودة للجيش، بحسب الاتفاق.

وتعهد وفد النظام بعدم دخول الجيش أو الأمن أو أي مسلحين آخرين إلى داخل المدينة إلا في حال بلاغ بوجود سلاح بمكان محدد، على ان ترافقهم في هذه الحالة لجنة سيتم تشكيلها من 200 شخص مكلفة بحماية المدينة يختارها الأهالي، وتعمل بأوامر من الجهاز الأمني للنظام.

وبشأن المعتقلين من أبناء المدينة، لم يقدّم النظام أي وعد بالإفراج عنهم، دون أن يغلق الباب كذلك أمام هذا الاحتمال في وقت لاحق.

ورافق عملية التفاوض بين لجنة التواصل المنتدبة من جانب الفصائل العسكرية في المدينة ووفد النظام برئاسة قائد الحرس الجمهوري قيس فروة ورئيس فرع الأمن السياسي العميد جودت الصافي، تصعيد ميداني كبير من طرف قوات النظام التي حاولت مرات عدة اقتحام المدينة واستهدفتها بالقذائف والرشاشات المتوسطة، بينما ألقت المروحيات عشرات البراميل المتفجرة على أطراف المدينة، وذلك بهدف الضغط على المتفاوضين.

ويعيش في مدينة التل حاليا أكثر من 600 ألف شخص، بينهم الكثير من العائلات النازحة من البلدات المجاورة والغوطتين الشرقية والغربية، وقد تم إطباق الحصار عليها منذ حوالي العام من جانب قوات النظام.

وكانت المدينة شهدت يوم أمس الجمعة خروج مظاهرة تحت شعار “الشعب يريد السلام” بالقرب من الجامع الكبير، وردد المشاركون في المظاهرات هتافات تطالب بالسماح لهم بالعيش بهدوء واستقرار، بعيداً عن ويلات الحرب.

ورغم وجود هدنة مفترضة حتى مساء أمس الجمعة، إلا أن قوات النظام واصلت خرق هذه الهدنة، وحاولت التقدم على محوري وادي موسى والرويس المجر، دون أن تحرز تقدما، بينما أعلن مقاتلو المعارضة قتل قناص تابع لقوات النظام في وادي موسى.

وقد استولت قوات النظام المتمركزة في حاجز الضاحية على عدد من منازل المدنيين المجاورة للحاجز، بينما نشرت عناصرها في الأراضي الزراعية، كما نشرت قناصين على أسطح المنازل والأبنية السكنية القريبة من الحاجز.

وفي بلدة حرنة المجاورة، شنّت قوات النظام حملة اعتقالات طاولت خاصة المدنيين الذين كانوا يشترون الخبز من فرن البلدة، كما دخلت قوات النظام المتمركزة خلف حديقة السلام بالقرب من مصرف حرنه، إلى منازل المدنيين، وسجلوا أسماءهم دون معرفة الأسباب.

 

«نوبل البديلة» لناشطة مصرية و«الخوذات البيضاء» السورية

ستوكهولم ـ ب أ: حثت مؤسسة «رايت لايفليهوود» الجمعة مصر وتركيا على رفع «القيود غير الضرورية» على الفائزين بـ»جائزة نوبل البديلة» هذا العام.

ومن المقرر أن يتم منح الجائزة للناشطة المصرية في مجال الدفاع عن حقوق المرأة مزن حسن وصحيفة «جمهوريت» التركية اليومية وجماعة «الخوذات البيضاء» السورية التطوعية والناشطة الحقوقية الروسية سفيتلانا جانوشكينا في مراسم تقام في ستوكهولم الجمعة. وتم منع مزن حسن، التي تقاسمت الجائزة مع منظمة «نظرة للدراسات النسوية» التي اسستها للنهوض بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة، وموظفو صحيفة «جمهوريت» من تسلم جائزتيهما شخصياً من قبل حكومتيهما.

وحث المنظمون أيضاً على إطلاق سراح عشرة من الصحافيين بصحيفة جمهوريت، حيث كان عملهم في طليعة كفاح تركيا من أجل حرية الصحافة.

 

الدفاع المدني السوري يتسلم جائزة نوبل البديلة

جلال بكور

تسلمت هيئة الدفاع المدني السوري المعروفة بـ”الخوذ البيضاء” جائزة نوبل البديلة الخاصة بحقوق الإنسان “رايت لايفليهود”، تقديرا لجهودها في إنقاذ المدنيين السوريين.

 

وتسلم رئيس المنظمة رائد الصالح الجائزة في العاصمة السويدية ستوكهولم، والتي منحت للدفاع المدني بالشراكة مع الناشطة الروسية في مجال حقوق الإنسان سفيتلانا جانوشكينا، وصحيفة جمهورييت التركية، والناشطة المصرية مزن حسن، والتي تبلغ قيمتها 312 ألف يورو.

 

وفي السياق قال مؤسس جائزة “رايت لايفليهود”، جاكوب فون أوكسيكل إن الفائزين “لم يخشوا قول الحقيقة للسلطة”، مضيفا أنهم جاؤوا من سورية ومصر وروسيا وتركيا.

 

وتُمنح جائزة “رايت لايفليهود” المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة، سنوياً، من قبل منظمة “لايفليهود” السويدية، لمن يعملون في مجال حقوق الإنسان، والصحة، والتعليم، والسلام. ومنحت للمرة الأولى عام 1980.

 

وأسهم الدفاع المدني السوري منذ تأسيسه عام 2013 بإنقاذ حياة 73 ألف مدني من القصف الجوي الذي تستهدف به قوات النظام السوري، والطيران الروسي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة.

 

ويبلغ عدد المتطوعين في صفوف الدفاع المدني السوري ثلاثة آلاف من بينهم نجارون وخبازون وفنيون فى مجال الكهرباء، ويحملون شعار “إنقاذ الأرواح بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الديني أو الطائفي”.

 

ونال الدفاع المدني بداية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري جائزة القس “ديزموند توتو” الخاصة بالسلام في بريطانيا، مناصفة مع النائبة السابقة في البرلمان البريطاني عن حزب العمال الراحلة جو كوكس. كما نال جائزة السلام من حكومة كتالونيا، وجائزة مشتركة للسلام من الحكومتين الفرنسية والألمانية، إضافة إلى جائزة الأم تيريزا للسلام من الحكومة الهندية”.

 

وكان الدفاع المدني السوري أحد أبرز المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام خلال العام الحالي.

 

المفوضية الأوروبية: لا يمكننا إعطاء تركيا دروساً باستقبال اللاجئين

دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، الدول الأوروبية، إلى التوقف عن إعطاء تركيا، التي تستقبل 3 ملايين لاجئ، دروساً في استقبال اللاجئين.

وقال يونكر، في مقابلة تلفزيونية مع قناة “يورو نيوز” (مقرها فرنسا)، تبث، اليوم السبت، إن “تركيا فتحت أبوابها لأكثر من 3 ملايين لاجئ، ولا يمكن لأوروبا، في هذه المسألة، إعطاء الدروس لتركيا”. وأضاف أنَّ “تركيا ولبنان والأردن فعلت أكثر مما فعله الاتحاد الأوروبي”. وأشار إلى أنه “من أجل ذلك، لا أرى الانتقادات الصادرة عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مُحقة”.

وفي رده على سؤال حول مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال يونكر، “السؤال يجب أن يكون على الشكل التالي: هل ترغب تركيا في تحقيق كافة المعايير المطلوبة لقبولها في الاتحاد؟ أعتقد أن تركيا لم تسأل نفسها هذا السؤال، ولأن هذا السؤال لم يُطرح بعد، لا توجد هنالك أي أجوبة”.

وهدّدت تركيا، أمس الجمعة، بالتخلي عن اتفاق “إعادة قبول المهاجرين”، الموقّع مع الاتحاد الأوروبي، في حال عدم التزام الأخير باتفاقية “رفع التأشيرة” لدخول المواطنين الأتراك إلى دوله.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن بلاده ستتخلى عن اتفاق “إعادة قبول المهاجرين” الموقّع مع الاتحاد الأوروبي، في حال عدم الالتزام باتفاقية “رفع التأشيرة” لدخول المواطنين الأتراك إلى دوله.

وأضاف، في تصريحٍ متلفز، “لنرى كيف ستتعامل أوروبا مع هؤلاء اللاجئين، وفي حال رفضت اتفاقية رفع التأشيرة، فإن تركيا لن تلتزم بواجباتها حول منع اللاجئين”. وأشار إلى أن مشروع القرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي، الخميس، حول تجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مرفوض بالنسبة لبلاده.

كما جدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقاده قرار البرلمان الأوروبي الذي يوصي بتجميد مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد، وقال إنه “لا يقدم ولا يؤخر”.

وقال موجّهاً كلامه للغرب، في كلمة ألقاها بحفل افتتاح مجمع أنشطة ثقافية في مدينة إسطنبول “لقد اعتدتم اتخاذ مثل هذه القرارات بشكل فعلي طيلة 53 عاماً مضت (مدة سير مفاوضات انضمام تركيا لأوروبا)”.

وردًا على ذلك، هدّد الرئيس التركي، في الكلمة ذاتها، بفتح المعابر الحدودية التركية مع أوروبا أمام اللاجئين الراغبين في السفر إلى القارة العجوز.

وصوّت 479 نائباً في البرلمان الأوروبي، الخميس، لصالح مشروع قرارٍ غير ملزم، يوصي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، مقابل رفض 37، فيما امتنع 107 آخرون عن التصويت.

 

إيران تلمّح إلى إعادة فتح قاعدة همدان أمام روسيا

طهران ــ فرح الزمان شوقي

رجّح وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان احتمال عودة المقاتلات الجوية الروسية لقاعدة همدان، والتي تم استخدامها سابقاً للانطلاق وللتزود بالوقود، لتضرب بعد ذلك مواقع في سورية. وأكد أن بلاده تتعاون مع روسيا لدعم الحكومة السورية، وأنه لو اقتضى الأمر أن تستخدم روسيا قاعدة “نوجه” في همدان مجدداً، فلن تتردد طهران بفتحها ثانية، بحسب قوله.

وأضاف، في تصريحات صحافية صادرة عنه اليوم السبت، أنه “بعد تنفيذ عمليات عدّة في الموصل وفي مناطق سورية، تراجعت التنظيمات الإرهابية كثيراً”، لافتاً إلى أن بلاده ستتابع مع الحكومة العراقية موضوع تفجير الحلة والذي أدى لمقتل عشرات الإيرانيين وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أول من أمس الخميس.

وأشار إلى أن بلاده تسعى لشراء طائرات “سوخو 30” الروسية، مشيراً إلى أن طهران لن تتوانى عن الحصول على احتياجاتها العسكرية من أي طرف باستثناء أميركا وإسرائيل.

وفي ما يتعلق بالتصريحات التي صدرت عن الجانب الروسي في وقت سابق، والمرتبطة بتوقيع اتفاقية عسكرية مع طهران بقيمة عشرة مليارات دولار، أوضح دهقان أنه “لمعرفة التفاصيل يجب أن يوجه السؤال لموسكو وليس لطهران”، مشيرًا إلى أن بلاده تعمل على تطوير علاقاتها العسكرية والأمنية مع الجانب الصيني.

في سياقٍ متّصل، قال رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، إنه يجب تأسيس قاعدة بحرية في كل من سورية واليمن، معتبراً أنه يحق لطهران القيام بخطوة من هذا النوع، إذ يوجد لدى العديد من الدول قواعد بعيدة عنها. وأضاف أنه “من الممكن وضع قواعد عائمة في الجزر”.

ولفت باقريفي خلال كلمة له في مؤتمر لقادة البحرية الإيرانية، إلى أن هناك العديد من العسكريين في القوات البحرية وغيرها من المنتمين للقوات المسلحة الإيرانية أبدوا جهوزيتهم للذهاب للدفاع عن الحرم، والمقصود به مرقد السيدة زينب في سورية، مؤكّدا أنه بحال تهيئة الظروف المناسبة لهم سيكونون مستعدين لتقديم أرواحهم، بحسب تعبيره.

وأوضح أن الحكومة الإيرانية أمنت حتى الآن 20 في المائة فقط من موازنة وزارة الدفاع، مبرراً الأمر بأن عائدات النفط الذي باعته إيران للخارج لم تصل للبلاد حتى الآن على الرغم من التوصل للاتفاق النووي. ودعا للمزيد من الجهود لتطوير القوات المسلحة بما يرفع مستوى قوة الردع، مبيناً أن بلاده ستركز على تطوير الطائرات من دون طيار بما يفيد عمليات الرصد.

من جهته، قال قائد الجيش الإيراني عطاء الله صالحي، خلال المؤتمر ذاته، إن إيران تعمل على تطوير الأسلحة التي تعود للقوات البحرية. ولفت إلى أن غواصة “طارق” وسفينة “خارك” الحربية، المصنعتين محلياً، باتتا جاهزتين للعمل، مؤكّداً أنه بمجرد صدور أوامر من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي فستكون القوات البحرية جاهزة للرد على أي تهديد.

من جهته، قال قائد هذه القوات التابعة بدورها للجيش الأدميرال حبيب الله سياري، إن المهام التي قامت بها طواقم وسفن القوات البحرية ساهمت بتأمين حركة الناقلات التي تعبر من مياه خليج عدن والمحيط الهندي، معتبراً أن التهديدات التي كانت تعترض الناقلات التجارية الإيرانية كانت كفيلة بتوجيه ضربة لاقتصاد البلاد.

وأكد أن سفن الجيش لن تتوانى عن الوصول لسواحل القارة الأميركية مستقبلاً، وستثبت للبنتاغون الأميركي الذي يشكك بقدرات إيران ويستبعد أن تعبر سفنها عرض المحيط الأطلسي، أنها قادرة على الأمر، مشيراً إلى تطوير سفينة “خارك” البحرية والتي ستكون قادرة على أداء هذه المهمة، بحسب قوله.

 

في اللاذقية حرائق أيضاً..لا يطفئها الروس

عبدالسلام حاج بكري

على وقع أخبار الحرائق يعيش سكان الساحل السوري حالة ترقب ودهشة مما يجري، ولا يملكون تفسيراً لسبب الانتشار السريع للنيران، وتزايد أعداد المناطق المحترقة، فلا تكاد أفواج الإطفاء تخمد حريقاً حتى يندلع آخر أو أكثر. وباتت غابات الساحل مهددة بالزوال إذا ما استمرت الحرائق في موسم الجفاف الذي تشهده المنطقة، مصحوباً برياح قوية تسهّل توسّع رقعة النيران وتجعل اخمادها أمراً متعذراً.

 

وزارة الزراعة والمديرية التابعة لها في اللاذقية، تحدثت عن احتراق 300 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات، فيما أكدت مصادر خاصة من “دائرة الحراج” في اللاذقية لـ”المدن” أن أكثر من 1100 هكتار، حوالي 4500 دونم، قضت عليها النيران في محافظة اللاذقية وحدها خلال أسبوع.

 

ولا تزال بعض الحرائق مشتعلة في ريفي جبلة والقرداحة، وأشار الناشط الإعلامي محمد الساحلي، إلى اضطرار 7500 شخص إلى مغادرة منازلهم في ريف اللاذقية، بعدما اقتربت منها ألسنة اللهب، وقد أحرقت ما يقارب 100 منزل بعضها على أطراف مدينة القرداحة. وأشار الساحلي إلى أن 30 في المئة من المساحة المحروقة هي أراض زراعية، معظمها مزروعة بالزيتون.

 

أجهزة النظام الأمنية، ترى أن الحرائق مفتعلة، وتحدثت بعض الجهات الأمنية عن قبضها على بعض المشتبه بهم، بالإضافة إلى تعميم مواصفات لسيارات تجوب الريف وتشعل النيران في الغابات. المشكلة الوحيدة أن الحرائق ليست “فعلاً إرهابياً” هذه المرة، بل يُحتمل وقوف ضباط ومتنفذين علويين خلفها.

 

في ثمانينيات القرن الماضي، عمد فواز الأسد، ابن عم بشار، وعلى امتداد أعوام طويلة، إلى إشعال الحرائق في الغابات من أجل تحويل مخلفاتها إلى فحم وحطب كي يتاجر فيهما. فواز كان “سيّد” تجارة الفحم والحطب في ذلك الحين، ولم تتجرأ “الجهات المختصة” على ملاحقته أو محاسبته. ويرى متابعون أن حرائق اليوم تصب في الخانة ذاتها مع تنوع وتعدد مجموعات الشبيحة التي دخلت مجال تجارة الفحم والحطب، وتنافسها على مناقصات استثمار مخلفات الحرائق.

 

أحد المحامين قال لـ”المدن”، إنه ترافع أمام القضاء، في العام 2015، عن مُزارِعٍ اتُهِمَ بإشعال حريق. وأكد المحامي أن المزارع أخبره بأن عناصر يتبعون لأحد كبار الشبيحة في اللاذقية هم من أشعلها، وبعد ذلك رست مناقصة استثمار مخلفات المنطقة المحروقة على من وصفه بـ”الشبيح الكبير”.

 

ويتضح من حجم الحرائق وعددها الكبير، أن مفتعليها أكبر من عناصر شبيحة عاديين، ولهم غايات أخرى تكمن وراء إشعالها هذه المرة. ورجّح المحامي أن يكون لكبار ضباط الأمن وقوات النظام مسؤولية مباشرة عنها، لا سيما أنهم يستولون على المساحات المحروقة، ويحولونها إلى أراض يستثمرونها في مجال الزراعة والعقارات كما حصل في محيط منطقتي كسب وصلنفة.

 

وما يعزز هذا الاتجاه هو عدم مبادرة أفواج الإطفاء في الساحل لإطفاء الحرائق في اليوم الأول لاندلاعها. وهذا ما أكده لـ”المدن” أحد عناصر الإطفاء في فوج مدينة جبلة، الذي أشار إلى أن ثلاث سيارات إطفاء كانت جاهزة، مع اشتعال أول الحرائق قبل أسبوع، ورغم نداءات الأهالي لإطفائها إلا أن مدير الفوج منعهم من ذلك وأبقى بوابة الخروج مغلقة حتى اليوم التالي. وينطبق الأمر ذاته، على أفواج الإطفاء في المراكز الأخرى، “ولم يكن ذلك ليحدث لولا أوامر من جهات أعلى”، بحسب مصدر “المدن”.

 

وعلى العكس من ذلك، فقد استنفرت كل الدوائر الحكومية في محافظة اللاذقية لإطفاء حريق شبّ في منطقتي البسيط وقرية الشيخ حسن، القريبتين من جبهات القتال في جبل التركمان، وهرعت للمشاركة في إطفائه، وتمكنت من ذلك خلال ساعات. ويأتي ذلك خوفاً من انكشاف مواقع قوات النظام، أو ربما تضررها. ولم يشتعل أي حريق آخر في مناطق قريبة من خطوط المواجهة رغم اندلاع عشرات الحرائق في المناطق البعيدة عنها.

 

ورغم غضبها الواضح من انتشار الحرائق والخسائر الناجمة عنها وتقصير الجهات المسؤولة عن إطفائها، إلا أن شبكات إعلام موالية للنظام اشتركت في محاولة التمويه على مفتعلي الحرائق وحرف بوصلة الشبهات باتجاهات أخرى، بعضها كان مضحكاً. فقد اتهمت شبكة إعلام “القرداحة عرين الأسود” خلايا نائمة تتبع المعارضة بإشعال الحرائق بعد فشلها الذريع في مواجهة النظام عسكرياً، وحمّلت النازحين من المحافظات الداخلية مسؤولية ذلك، ولاقى هذا الاتهام قبولاً في أوساط الموالين. أما شبكة “أخبار الساحل” فقد أوردت اتهاماً مثيراً للسخرية تمثل بتحميل الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية إشعال الحرائق، وقالت إن أميركا فعلت وتفعل ذلك من أجل إنجاح مشروع “هارب” الذي يهدف للتحكم بالمناخ في العالم.

 

وأبدى سكان الساحل السوري غضباً من عدم مبادرة روسيا للمساهمة في إطفاء الحرائق، رغم عدم ابتعاد ألسنتها عن قاعدتها في حميميم سوى مئات الأمتار، في حين بادرت على الفور بإرسال طوافات لإطفاء الحرائق التي اندلعت في إسرائيل.

 

وكان لافتاً عدم اهتمام مؤسسات النظام الحكومية بموضوع الحرائق وتقصيرها في متابعة عمليات الإطفاء، وتأخر حضور مسؤوليها حتى الأربعاء، حين زار وزيرا الداخلية والزراعة منطقة القرداحة. ومن المرجح ألا يكون مصادفة اندلاع حرائق في غابات قريبة من القرداحة خلال زيارتهما لها.

 

وكانت دراسة أعدتها “شبكة إعلام اللاذقية-شال” قد أشارت إلى أن 70 في المئة من مساحة غابات الساحل السوري تم إحراقها منذ بداية الثورة السورية، ويتحمل النظام مسؤولية نصفها، بعدما تعمدت قواته إحراق غابات جبلي الأكراد والتركمان بالنابالم عندما كانت تحت سيطرة المعارضة.

 

مليشيات النظام و”سوريا الديموقراطية”: تحالف ضد”درع الفرات”؟

عدنان الحسين

أعلنت القوات التركية، السبت، مقتل جندي جديد وإصابة 3 آخرين، في هجوم استهدف مواقعها، إثر تقدمها المستمر تجاه مدينة الباب السورية، من دون الإشارة إلى مصدر الهجوم. وتوجهت الاتهامات مؤخراً لمليشيات النظام في الوقوف وراء الهجمات المتكررة على الجيش التركي، داخل سوريا، عبر القصف الجوي أو المدفعي.

 

وشكّل تصعيد مليشيات النظام تجاه عملية “درع الفرات” في الأيام الثلاثة الماضية، تطوراً خطيراً في منحى الأحداث الدائرة في الشمال السوري، وتصعيداً ينذر بالأسوأ، خصوصاً أن طائرات يعتقد أنها تابعة للنظام استهدفت بشكل متكرر مواقع قوات الجيش التركي والجيش الحر شمالي مدينة الباب، وتسببت في مقتل ثلاثة جنود أتراك وإصابة سبعة آخرين، فضلا عن سقوط عدد من عناصر الجيش الحر.

 

أنقرة اتهمت النظام بقصف مواقعها، وهددت بالرد على ذلك، واعتبرت القصف لمواقع جنودها تطوراً لن تبقى صامتة ازاءه، خصوصاً أنها بدأت تهيئة الرأي العام التركي من خلال نشر منشورات تحمل صور جنودها القتلى مرفقة بصور قتلى مدنيين من حلب قتلهم طيران النظام. المنشورات تضمنت عبارة: “قاتل شهدائنا ذاته قاتل أطفال حلب”.

 

ودفع ذلك رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم، إلى تحذير كافة القوى من مغبة استهداف القوات التركية الموجودة داخل سوريا، مؤكداً استمرار العمل العسكري ضمن “درع الفرات” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري.

 

وعلى الأرض، ترجمت تركيا تحذيراتها من خلال تحليق جوي مكثف وقصف عنيف على مواقع تنظيم “الدولة” في مدينتي الباب وقباسين، وكذلك على مواقع “قسد” قرب بلدة قباسين والعريمة، موقعة قتلى وجرحى بصفوفهم.

 

كما دفعت تركيا بتعزيزات نوعية تجاه سوريا، وأفادت مصادر عن وصول طائرات إلى مطار غازي عنتاب، تحمل قوات وعتاد دفاع جوي، بغرض إدخالها إلى سوريا. كما دفعت تركيا بدبابات حديثة تشارك لأول مرة في المعارك، إلى الشمال السوري، بهدف السيطرة على مدينة الباب ومحيطها.

 

تبدو قوات “درع الفرات” من الجيش الحر و”القوات الخاصة” التركية مصممة بشدة على السيطرة على مدينة الباب، والتي تُشكّلُ عمقاً استراتيجياً يضرب مصالح النظام و”قسد” و”داعش” المتقاطعة. ويسعى النظام لتوسيع رقعة سيطرته وإبعاد مقاتلي الجيش الحر عن مدينة حلب ومطار كويرس. وتشكل مدينة الباب منطلقاً هاماً للجيش الحر باتجاههما. بينما تنهي سيطرة المعارضة على الباب أحلام حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي في وصل مناطق سيطرته في كانتوني عفرين وكوباني، وإعلان الفيدرالية شمالي سوريا.

 

وسيطرت قوات الجيش الحر، الجمعة، على قريتي العجمي ودويرى، وقطعت بذلك الطريق الدولي منبج-الباب، بعد عملية التفاف على بلدة قباسين من الجهة الشرقية شرقي الباب، بهدف منع “قسد” من الوصول إليها، وكذلك بغرض حصار قباسين، كون التنظيم لا يزال يبسط سيطرته عليها، والتقدم منها نحو الباب.

 

رئيس “المكتب السياسي” في “لواء المعتصم” مصطفى سيجري، قال لـ”المدن”، إن “درع الفرات” جاءت لكسر الإرادة الدولية بتقسيم سوريا، و”نظام الأسد أجبن من أن يستطيع اطلاق طلقة على الجنود الأتراك والجيش الحر لولا الضوء الأخضر من روسيا”. وتوقع تصعيداً قادماً، خصوصاً أن “درع الفرات” بلا أي حليف دولي أو إقليمي، وإنما هي نتاج عملية تشارك للمصالح بين الجيش الحر وتركيا.

 

وأكد سيجري أن مقاتلي الجيش الحر بدعم تركي، مستمرون في التقدم في المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش” و”قسد” على حد سواء، وعزا التطورات المستقبلية إلى توافق دولي إقليمي، بعد تصعيد النظام الأخير، معتبراً أن المعني به هو تركيا كونه استهدافاً مباشراً لقواتها.

 

ومع استمرار تعثر الجيش الحر في اقتحام بلدة قباسين، قالت مصادر من داخل البلدة لـ”المدن” أن “داعش” يملك انفاقاً تحت الأرض في قباسين تصلها بمدينة الباب، ما يفسر سرعة مناوراته وقدوم التعزيزات، من دون تمكن الجيش الحر من استهدافها. كما أوضحت المصادر أن التنظيم يعتمد على التسلل و”الهجوم الانغماسي”، ما أجبر مقاتلي الجيش الحر على الانسحاب ثلاث مرات من البلدة بعد سيطرتهم عليها.

 

وتحاول قوات الجيش الحر والقوات التركية عزل مدينة الباب عن محيطها، وعن القوات المتربصة بها كـ”قسد” ومليشيات النظام، بغرض محاصرتها ثم الهجوم عليها بمساعدة التغطية الجوية والمدفعية التركية.

 

الإعلام الرسمي للنظام لم يصدر عنه أي رد فعل أو اعتراف بقصف مواقع الجيش التركي، بينما نشر موالون، بينهم مراسل “قناة العالم” الإيرانية، مقاطع مصورة، قيل إنها قرب مدينة الباب بعد سيطرة مليشيات النظام على قرى في تلك المنطقة بالتعاون مع القوات الرديفة، في اشارة إلى “قسد”.

 

وتأتي التحركات العسكرية الجديدة لمليشيات النظام ضمن الضغط العسكري على قوات “درع الفرات” خاصة بعد رفع الولايات المتحدة الأميركية دعمها لتركيا في عملية مدينة الباب. وتدور أحاديث عن انشاء تحالف عربي-كردي، من “قوات سوريا الديموقراطية” ومليشيات النظام، بهدف قتال القوات التركية والفصائل المدعومة منها، والمنضوية في “درع الفرات”. وهو ما نشره إعلاميون محسوبون على “الاتحاد الديموقراطي” الفرع السوري لحزب “العمال الكردستاني”.

 

ويزيد من احتمال انشاء هذا الحلف، البيان الرسمي لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، حول استعدادها لمؤازرة “مجلس منبج العسكري” للتصدي للهجمات التركية، ما يؤكد أيضاً عدم مغادرة “الوحدات” مدينة منبج، رغم كل التصريحات السابقة عنها.

 

قتلى بقصف مدفعي بحلب والنظام يتقدم شرقها  

أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن تسعة أشخاص قتلوا وجرح آخرون في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام السوري على الأحياء المحاصرة في مدينة حلب، بينما تمكنت قوات النظام من السيطرة على مساكن العمالية ومبان في منطقة مساكن هنانو، أكبر معاقل المعارضة في شرق حلب.

 

وقال مراسل الجزيرة في ريف حلب أدهم أبو الحسام إن قوات النظام ركزت قصفها على ما تبقى من أشباه أسواق في الأحياء المحاصرة للقضاء على كافة مظاهر الحياة فيها.

 

وأشار إلى تفاقم الأوضاع الصحية في الأحياء المحاصرة، حيث واصلت الطائرات استهداف المشافي التي تم إعدادها على عجل بعد خروج كافة مستشفيات الأحياء المحاصرة في حلب عن الخدمة.

 

من جهتها، قالت قوات المعارضة إن اشتباكات عنيفة وقعت في مناطق شرق حلب، وإنها تمكنت من قتل عشرين عنصرا من قوات النظام والمليشيات المساندة، كما صدت فصائل المعارضة هجوما عنيفا في حي صلاح الدين.

 

وأمس الجمعة، قتلت الغارات الروسية والسورية 44 مدنيا في أحياء الصاخور والمشهد وكرم حومد والشعار وباب النيرب في مدينة حلب.

 

إدلب وحمص

وفي ريف إدلب، تناوب الطيران الحربي الروسي ومقاتلات النظام على استهداف مدينة خان شيخون وبلدات التمانعة وجبالا والهبيط وعابدين ووترمانين وغيرها من المناطق والبلدات بالصواريخ الفراغية والارتجاجية؛ مما أدى إلى سقوط 12 قتيلا، بينهم نساء وأطفال.

 

كما استهدفت الغارات مدرستين في بلدتي كفرعين ومعرزيتا في ريف إدلب الجنوبي، مما تسبب في وقوع إصابات خطيرة، وتسبب في حدوث دمار في المبنيين.

 

وقتل مدني وأصيب آخرون جراء غارات شنتها طائرات النظام، استهدفت الأحياء السكنية في مدينتي تلبيسة والفرحانية الغربية بريف حمص الشمالي، مما تسبب أيضاً في دمار واسع في الممتلكات.

 

وتتعرض مدن وبلدات ريف حمص الشمالي لقصف جوي ومدفعي عنيف، وتشهد ظروفاً إنسانية سيئة بسبب الحصار المحكم المفروض عليها من قبل قوات النظام والمليشيات الداعمة لها.

 

وفي السياق، تعرضت مدينة مورك وبلدات اللطامنة وطيبة الإمام والزكاة وغيرها في ريف حماة الشمالي لقصف من الطيران الحربي والمروحي بالصواريخ والبراميل المتفجرة، مما أسفر عن استشهاد مدني وجرح آخرين.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

هل “يحلحل” دي ميستورا الأزمة في سوريا؟

دبي – قناة العربية

يطرح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ما يرى أنه بعض بصيص الأمل لحلحلة الأزمة السورية قليلاً، وذلك وسط ضبابية تخلفها غارات النظام على حلب من جهة، ويزيد حدتها من الجهة الأخرى غموض الموقف الأميركي مع قدوم ساكن جديد للبيت الأبيض دونالد ترمب.

ويقول دي ميستورا في حوار مع جريدة الحياة إن أي حل سياسي الآن في سوريا عليه أن يبدأ بالمشاركة السياسية، والتي تسبق مرحلة الانتقال السياسي. ويقصد هنا أن على الأسد الآن أن يتقاسم السلطة مع رئيس الحكومة ورئيس البرلمان، وهو الأمر الذي لا يبدو نظام الأسد مرحباً به أو حتى قادراً على طرحه كفرضية قائمة. أما عن بقاء الأسد من عدمه يضيف أنه أمر لن يحسم إلا بناء على مخرجات المفاوضات بين الأطراف السورية.

ويرى دي ميستورا أن الحرب على داعش لن تفضي إلى شيء ما دام لا حل سياسيا إلى الآن، ومادام السنة في البلاد يشعرون بالتهميش من قبل النظام .

في المقابل، لا يبدو هذا الحل السياسي قريباً، خاصة مع تعنّت النظام وغاراته المنثورة على حلب، وهي غارات لن تبقي حسب دي مستورا شيئاً من شرق المدينة مع بداية السنة الجديدة، خاصة مع وجود 250 ألف شخص بينهم ما يقارب 100 ألف طفل لم يحصلوا على مساعدات منذ يوليو/تموز.

إلى ذلك، يرى دي ميستورا أن روسيا لا تبدو راضية جداً عنه، إذ إنها حسبه أكثر تقبلاً من النظام لحلول مؤقتة تشمل وقف القصف وخروج جفش “جبهة النصرة سابقاً” من المنطقة بأسلحتهم وبقاء المجلس المحلي وتمرير مساعدات إنسانية للسكان.

 

الجيش السوري يتقدم في شرق حلب الخاضع للمعارضة

بيروت (رويترز) – قالت المعارضة السورية ووسائل إعلام مؤيدة للحكومة والمرصد السوري إن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه سيطروا على قطاع كبير في حي مهم بشرق حلب الخاضع للمعارضة يوم السبت لكن قتالا ضاريا للسيطرة على المنطقة السكنية لا يزال جاريا.

 

وتقدم الجيش بهجوم بري وجوي على طرف القطاع الشرقي من المدينة في خطوة تقول المعارضة إنها تهدف إلى تقسيم شرق حلب إلى شطرين.

 

وحلب التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب مقسمة بين قطاعين غربي يخضع لسيطرة الحكومة بينما تسيطر المعارضة على الشرق الذي تقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 250 ألف شخص محاصرون داخله.

 

والسيطرة على كل حلب سيكون انتصارا كبيرا لقوات الرئيس السوري بشار الأسد بعد ستة أعوام ونصف من الحرب.

 

وقال مصدر عسكري سوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها سيطرت على نحو 80 في المئة من حي هنانو على خط الجبهة الشمالي الشرقي من القطاع الخاضع للمعارضة.

 

وبدأ هجوم جوي جديد على مناطق سكنية وأخرى على خط الجبهة في شرق حلب يوم الثلاثاء الماضي بعد هدنة دامت أسابيع شهدت وقف الضربات الجوية والقصف.

 

وقال ياسر اليوسف من المكتب السياسي لجماعة نور الدين زنكي إن المعارضين خاضوا قتالا شرسا في الساعات الثماني والأربعين الماضية للدفاع عن هنانو والجبهة الجنوبية من شرق حلب في وجه قصف شديد من قبل الحكومة.

 

وقال اليوسف إن الحكومة تمكنت من التقدم إلى عدد من المواقع في المنطقة السكنية في هنانو لكن قوات المعارضة تحاول استردادها.

 

وقال المصدر العسكري السوري إن الجيش يأمل في تأمين المنطقة بالكامل “خلال ساعات.”

 

وظهر صحفي من التلفزيون السوري الرسمي في بث مباشر من هنانو يوم السبت وقال إن العملية التي يقوم بها الجيش السوري لتأمين المنطقة جارية. وأمكن سماع طلقات رصاص وظهرت خلفه أبنية مهدمة ودخان متصاعد.

 

وقال مسؤول في الجبهة الشامية وهي واحدة من أكبر الجماعات التي تقاتل الأسد في شمال سوريا ولها مقاتلين في هنانو إن الحي يشهد معارك كر وفر وإن الحكومة سيطرت على نحو نصف الحي.

 

ويقول معارضون إن أغلب هنانو خال من السكان منذ أشهر.

 

وقال الإعلام السوري الرسمي إن الجيش وفر ممرا آمنا لنحو 150 شخصا للخروج من هنانو وأظهرت صور مجموعة من الناس داخل مركز استقبال قالت وسائل الإعلام إنهم سكان تم إجلاؤهم.

 

وقال المرصد إنه في 12 يوما منذ تجدد القصف على حلب قتل 201 مدني على الأقل بينهم 27 طفلا في القطاع المحاصر. وقتل 134 مسلحا من المعارضة.

 

ووثق المرصد وفاة 19 مدنيا بينهم 11 طفلا إضافة إلى عشرات المصابين بسبب قصف المعارضة للقطاع الغربي من حلب الخاضع للحكومة.

 

وأضاف المرصد أن القصف الذي شنته المعارضة على حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

 

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 15 آخرون يوم السبت عندما أطلق مقاتلون من المعارضة صواريخ على القطاع الغربي من حلب الخاضع للحكومة.

 

(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

المرصد السوري: اتفاقان لخروج مقاتلي المعارضة من منطقتين قرب دمشق

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إنه تم إبرام اتفاقين لخروج مقاتلي المعارضة بأسلحتهم من أجزاء من ضواحي دمشق فيما تكثف الحكومة من هجماتها على المناطق المتبقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة حول العاصمة.

 

ويأتي الاتفاقان في إطار محاولات الحكومة السورية إبرام اتفاقات محلية مع مقاتلي المعارضة في المناطق المحاصرة والتي تتضمن ضمان ممر آمن لمقاتلي المعارضة للتوجه لمناطق أخرى خاضعة لسيطرتهم.

 

ويقول مقاتلو المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد إن تلك الاتفاقات جزء من استراتيجية حكومية للتهجير القسري من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعد حصار وقصف على مدى سنوات.

 

وقال المرصد إن اتفاقا لبدء خروج مقاتلي المعارضة بأسلحتهم من مخيم خان الشيح سيطبق اعتبارا من يوم السبت.

 

وخان الشيح مخيم للاجئين الفلسطينيين إلى الجنوب الغربي من دمشق وتقدر الأمم المتحدة أن به 12 ألفا تحاصرهم قوات الحكومة السورية.

 

وقبل شهر قطع الجيش السوري وحلفاؤه خطوط الإمداد بين خان الشيح وبلدة زاكية إلى الجنوب والهادئة بشكل كبير بسبب اتفاق سابق مع الحكومة.

 

وقال المرصد إن مخيم خان الشيح شهد شهرا من الاشتباكات العنيفة والضربات الجوية انتهت الأسبوع الماضي بوقف لإطلاق نار واتفاق الإجلاء.

 

وفي شمال غربي دمشق أبرم اتفاق ثان لخروج مقاتلي المعارضة من بلدة التل وفقا للمرصد. وينص الاتفاق على أن الحكومة السورية لن تدخل التل ما دامت المنطقة خالية من الأسلحة.

 

ومن المتوقع تنفيذ هذا الاتفاق -الذي جاء بعد أيام من الاشتباكات والضربات الجوية- خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

وضيقت الحكومة السورية المدعومة بقوة جوية روسية ومسلحين مدعومين من إيران الخناق على المعارضة المسلحة في المناطق المحيطة بالعاصمة عبر سلسلة من اتفاقات “التسوية” وهجمات الجيش.

 

ومع تقدم القوات الحكومية تقلصت في الأشهر الأخيرة المساحة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة من الغوطة الشرقية المحاصرة منذ عام 2013 والتي تعد أكبر معقل لهم قرب دمشق.

 

وتشهد الغوطة الشرقية منذ الأسبوع الماضي ضربات جوية وقصفا وصفه شاهد بأنه أسوأ موجة هجمات بالمنطقة منذ عام على الأقل.

 

وقالت منظمة أطباء بلا حدود يوم الجمعة إن تصعيد الهجمات على الغوطة الشرقية منذ 17 نوفمبر تشرين الثاني “يؤدي إلى زيادات ملحوظة في التدفق الجماعي للمصابين”.

 

وفي 15 نوفمبر تشرين الثاني استأنفت طائرات حربية سورية وروسية حملتها الشرسة على الشطر الشرقي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة من مدينة حلب بشمال سوريا. ويعتقد أن نحو 270 ألف شخص محاصرون في أوضاع متردية في شرق حلب.

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى