أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 29 نيسان 2017

 

 

اقتتال واسع بين الفصائل في الغوطة الشرقية

لندن – «الحياة»

اندلعت مواجهات عنيفة بين فصائل معارضة في الغوطة الشرقية أمس، وسط تبادل للاتهامات وأنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى اشتباكات عنيفة تدور منذ الصباح بين عناصر «جيش الإسلام» من جانب، و «فيلق الرحمن» و «هيئة تحرير الشام» من جانب آخر، في الغوطة الشرقية لا سيما في بلدات ومدن مديرا وبيت سوى وعربين وكفربطنا وحزة وزملكا. وتحدث عن دوي انفجارات في مناطق الاشتباك، وعن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 40 من عناصر الطرفين، بينهم 8 قتلى (أبرزهم قائد مفرزة أمنية في «فيلق الرحمن» و «الأمير الأمني» في «هيئة تحرير الشام» بمدينة عربين). وأكد أيضاً مقتل طفل وجرح ثلاثة مدنيين في كفربطنا خلال المواجهات الدائرة بين الفصائل.

وأوضح «المرصد» أن الاقتتال الجديد بين كبرى فصائل الغوطة بدأ بهجوم شنّه «جيش الإسلام» على مقرات «هيئة تحرير الشام» و «فيلق الرحمن» في مناطق عربين وكفربطنا والأشعري ومديرا وحزة، وترافق مع «استقدام جيش الإسلام لآليات ثقيلة ومدرعات ودبابات وإشراكها في عملية الهجوم».

وتابع أن «جيش الإسلام عمد إلى توجيه نداءات يطالب فيها مقاتلي فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام بتسليم أنفسهم حقناً للدماء، كما طالب سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها بالتزام منـــازلهم والنزول إلى الأقبية».

وبرر «جيش الإسلام» هجومه بأنه يأتي رداً على قيام الفصائل بعرقلة وصول عناصره إلى جبهات القتال ضد القوات النظامية في القابون شرق العاصمة السورية، علماً أنه شن أول من أمس هجوماً كبيراً ضـــــد هذه القوات على جبهة حوش الضواهرة في منــــطقة الــمرج في الغوطة.

لكن «فيلق الرحمن» رد ببيان جاء فيه: «لقد شهدت معارك القابون لأكثر من ثلاثة أشهر قتالاً شديداً لم تنقطع فيها المؤازرات وطرق الإمداد لأي فصيل، ومع اشتداد هذه المعارك يقوم جيش الإسلام بهذا الاعتداء المنكر صباح هذا اليوم (أمس) على مقرات فيلق الرحمن في كل من مدينة عربين وبلدتي كفربطنا وحزة».

وتحدث عن مقتل عصام القاضي أحد قادته العسكريين وسقوط العديد من الجرحى، متهماً «جيش الإسلام» بأنــه «أعد وحشد لأسابيع للاعتداء على فيلق الرحمن في بلدات الغوطة الشرقية، وحضَّر لذلك الذرائع والرواية الإعلامية التي يسوّق بها لفعلته وغدره»، بحسب ما زعم البيان.

وتابع «فيلق الرحمن»: «كل ما أشاعه جيش الإسلام عن احتجاز مؤازراته أو قطع الطرق دونها لا صحة له… إننا نناشد العقلاء في جيش الإسلام بالتوقف الفوري عن هذه التصرفات الرعناء و الاعتداء الأحمق الذي لا يصب في مصلحة الغوطة الشرقية المحاصرة ولا الثورة السورية».

وذكرت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة إلى أنه «لم يتضح بعد سبب عودة الاقتتال، ولكن هناك رواية شبه عامة تقول إن الأمر متعلق بحي القابون ووجود نية للانسحاب منه إذ كل طرف يلقي باللائمة على الآخر، في حين تشير رواية أخرى إلى اختطاف رتل مؤازرة يتبع لجيش الإسلام كان متجهاً إلى القابون».

ولفت «المرصد»، من جهته، إلى أن هذا الاقتتال المتجدد بين كبرى فصائل الغوطة يأتي بعد «عام كامل من الاقتتال الذي جرى بين «جيش الإسلام» من طرف، و «فيلق الرحمن» و «جيش الفسطاط» الذي كانت تشكل «جبهة النصرة» («تنظيم القاعدة في بلاد الشام») عماده من طرف آخر، والذي اندلع في أواخر نيسان (أبريل) 2016، وقضى فيه أكثر من 500 مقاتل من الطرفين، بالإضافة إلى مئات الأسرى والجرحى في صفوفهما، كما تسبب في استشهاد نحو 10 مواطنين مدنيين بينهم 4 أطفال ومواطنات والطبيب الوحيد في الاختصاص النسائي بغوطة دمشق الشرقية».

 

غارات ومواجهات

على صعيد ميداني آخر، أفاد «المرصد» بأن طائرات حربية شنّت غارتين على حي القابون وأطرافه في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، مشيراً إلى أن القوات النظامية «تمكنت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على 7 مبانٍ في منطقة محطة الكهرباء، كما سيطرت على مسجد الهداية على الطريق الواصل بين حيي تشرين والقابون الدمشقيين».

وفي محافظة ريف دمشق، ذكر «المرصد» أن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية من جهة، والفصائل الإسلامية و «هيئة تحرير الشام» من جهة أخرى، في محور الثلاجات قرب جرود فليطة في القلمون الغربي، و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». لكن «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» قال من جهته، إن الاشتباكات تدور بين «جبهة النصرة» (التي تحوّلت إلى «هيئة تحرير الشام») وتنظيم «داعش» إثر هجوم شنّه الطرف الأول في منطقة الثلاجات بين جرود فليطة والجراجير في القلمون، متحدثاً عن مقتل مسؤول ميداني في «جبهة النصرة» وجرح عدد من أفراد مجموعته أثناء محاولتهم «السيطرة على نقاط داعش عند منطقة الثلاجات» الواقعة شمال غربي «معبر الزمراني».

وفي محافظة حمص (وسط)، قال «المرصد» إن الطائرات الحربية قصفت مناطق في محيط حقل شاعر بريف حمص الشرقي، وسط اشتباكات بين القوات النظامية و «داعش».

وفي محافظة حماة المجاورة، ذكر «المرصد» أن الطائرات الحربية قصفت بلدات كفرزيتا ومورك واللطامنة وقرى لطمين ومعركبة بريف حماة الشمالي، فيما فتحت القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في قرية الزارة بريف حماة الجنوبي.

أما في محافظة إدلب، فقال «المرصد» إنه ارتفع إلى 2 هما طفل ومواطنة عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية بلدة خراب قيس بريف إدلب الشرقي، فيما قصفت طائرات أطراف بلدة معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي. كما سجّل أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع تنفيذ طائرات حربية 4 غارات عليها.

 

«بورصة أسماء» لخلافة الأسد و «استفتاء» لتحديد مصيره

موسكو – رائد جبر

عبارة لافتة تلك التي أطلقها قبل يومين، الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في شأن عدم تراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موقفه حيال مصير الرئيس السوري بشار الأسد. قال بيسكوف: «بوتين لم يغير موقفه حيال مصير الأسد» و «الرئيس الروسي ليس محامياً عن الأسد، لكنه يدافع عن القانون الدولي».

العبارة التي قيلت أثناء وجود وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في قصر الضيافة التابع للخارجية الروسية، لإجراء محادثات مع نظيره سيرغي لافروف، هدفت إلى إيصال رسالة واضحة إلى أطراف دولية وإقليمية بأن الحديث عن صفقة محتملة ما زال مؤجلاً، وأن موسكو ما زالت متمسكة بمواقفها من دون تغيير.

في المقابل، خرج الوزير السعودي من لقائه ليؤكد أن الرياض «لا ترى دوراً للأسد في مستقبل سورية، بعدما بات مسؤولاً عن قتل نصف مليون سوري وتدمير مقدرات البلاد، وتهجير حوالى 12 مليوناً».

وعلى رغم أن التصريحات الصادرة عن الكرملين توحي باستمرار الخلاف حول ملف مفصلي في التسوية السورية، ليس فقط مع السعودية بل أيضاً مع جهات إقليمية ودولية عدة، فإن المغزى المقابل الذي أوحت به عبارة بيسكوف لم يعد يقبل الجدل: «بات مصير الأسد مطروحاً على طاولة التفاوض بين روسيا والأطراف المختلفة».

هذا تطور يبدو مساره مخالفاً لهوى الكرملين، الذي لم يُخف ارتياحه أكثر من مرة في نهاية العام الماضي، إلى أن هذا الملف لم يعد مثاراً على أجندة المحادثات في أي اجتماعات دولية أو إقليمية.

وتشير معطيات حصلت عليها «الحياة» إلى أن النقاشات حول هذا الملف ذهبت بعيداً، فالطرف الأميركي عرض على الروس خلال زيارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون موسكو أخيراً، «إيجاد أي بديل آخر من الأسد تختاره موسكو»، وأن الغرب لن تكون لديه مشكلة في التعامل مع شخص آخر، ما يُعد مؤشراً إلى أن بورصة الأسماء بدأت في التداول بين روسيا والأطراف التي تُجري حوارات معها.

وفي حين اقترحت موسكو البدء بالعملية وفق الأجندة الدولية المتفق عليها، أي بإقرار دستور يؤسس لانتخابات مباشرة وشفافة تشرف عليها الأمم المتحدة بدقة بعد مرور ستة شهور. لكن الجديد أن الروس ألمحوا إلى أن الأسد سيكون مقيد الصلاحيات في هذه الفترة الانتقالية. لكنه سيكون قادراً على خوض انتخابات جديدة مع انتهاء المرحلة الانتقالية إلى جانب المرشحين الآخرين.

لكن المشكلة كما يشير بعضهم، أن الوصول إلى صياغة الدستور وإطلاق المرحلة الانتقالية تقتضي جدية في المفاوضات تبدو غائبة حالياً من طرف النظام، وهو ما دفع أطرافاً إقليمية لأن تقترح على موسكو سيناريو بديلاً يتمثل في إجراء استفتاء واسع ونزيه على الثقة بالأسد، وفي حال جاءت النتيجة بفقدانه الثقة سيكون عليه أن يتنحى لإطلاق مرحلة انتقالية.

وتردد أن موسكو سألت محاوريها أكثر من مرة عن الأسماء البديلة المحتملة، وأشارت إلى أن الخشية الرئيسية هي أن رحيل الأسد حالياً سيتسبب في إطلاق مرحلة فوضى ستستفيد منها الجماعات الإرهابية. وعلى رغم ذلك أشار ديبلوماسيون إلى أن ثمة أسماء تم التداول في شأنها خلف أبواب مغلقة.

كما لفت بعضهم إلى أن موسكو تلقت اقتراحات محددة بمنح الأسد ومجموعة محددة من أعوانه حصانة كاملة من أي ملاحقات محلية أو دولية في مقابل تسهيل إطلاق مرحلة انتقالية جدية. وقال لـ «الحياة» ديبلوماسي روسي إن كل الأفكار التي باتت مطروحة للنقاش لم تقنع موسكو حتى الآن، وإن الحديث «ما زال يراوح عن دور شخص ومصيره ويتم تجاهل التداعيات المحتملة لخطوة متسرعة في هذا الاتجاه».

على صعيد آخر، وقعت مواجهات جديدة أمس على الحدود السورية- التركية بين الجيش التركي و «وحدات حماية الشعب» الكردية، في تصعيد للتوتر الذي فجّرته غارات جوية استهدفت مقر قيادة هذا الفصيل الكردي في محافظة الحسكة. وأعلنت أنقرة أمس أن جيشها قتل 11 من المسلحين الأكراد في قصف استهدف مواقعهم في سورية رداً على إطلاقهم صواريخ على الأراضي التركية.

ووزع ناشطون أكراد صوراً لقافلة من الآليات والجنود الأميركيين خلال انتشارهم في قرية الدرباسية غرب عامودا (الحسكة) على الحدود السورية – التركية مباشرة حيث حصل تبادل القصف بين الأكراد والجيش التركي. وظهر الجنود الأميركيون جنباً إلى جنب مع المسلحين الأكراد وكانوا يرفعون أعلام الولايات المتحدة على آلياتهم التي سارت بجانب آليات يُفترض أنها لـ «وحدات حماية الشعب». وبدت هذه الخطوة بمثابة رسالة مباشرة للأتراك بوقف قصفهم، تماماً كما حصل قبل أسابيع عندما نشر الأميركيون جنودهم في منبج بريف حلب بوقف هجوم بدأته قوات تركية وفصائل «درع الفرات».

وجاءت المواجهات الكردية – التركية بالتزامن مع انتقادات وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإدارة الأميركية بسبب تعاونها مع «الاتحاد الوطني الديموقراطي» الذي تشكل «وحدات حماية الشعب» جناحه المسلح، وقال إنه سيثير هذه المسألة مع الرئيس دونالد ترامب عندما يقابله الشهر المقبل. وقال أردوغان أيضاً إنه سيسعى إلى إقناع ترامب بالاستعانة بقوات تدعمها أنقرة لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم «داعش» بدل فصيل «وحدات حماية الشعب» المنضوي في إطار تحالف «قوات سورية الديموقراطية» العربي- الكردي.

واندلعت أمس مواجهات عنيفة في الغوطة الشرقية لدمشق بعدما شن فصيل «جيش الإسلام» هجوماً على مقرات فصيلي «فيلق الرحمن» و «هيئة تحرير الشام» في عدد من بلدات الغوطة. وفيما برر «جيش الإسلام» هجومه بأن الفصائل الأخرى تعرقل وصول عناصره إلى جبهات القتال، نفى «فيلق الرحمن» هذه التهمة، واتهم الطرف الأول بأنه حضّر لهذا الهجوم مسبقاً. وأفاد ناشطون بأن مواجهات أمس أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الفصائل والمدنيين.

 

الحياة»

 

موسكو مستعدة للتعاون مع واشنطن في شأن سورية

موسكو – رويترز

نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله اليوم (السبت) إن موسكو مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة في شأن حل الأزمة السورية.

ومن حين إلى آخر تؤكد السلطات الروسية استعدادها لاستئناف التعاون مع واشنطن في شأن سورية وقضايا دولية أخرى في سبيل مكافحة الإرهاب.

لكن العلاقات بين البلدين شهدت تراجعاً جديداً بعدما أطلقت الولايات المتحدة صواريخ على على قاعدة عسكرية في سورية لمعاقبة حليفة موسكو على استخدامها لغاز سام في نيسان (أبريل) الماضي. ودانت روسيا التحرك الأميركي.

وذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء أن نائب لافروف، ميخائيل بوغدانوف قال أيضاً اليوم، إن السلطات الروسية تأمل أن تشارك المعارضة السورية المسلحة في محادثات السلام المقررة في عاصمة كازاخستان، آستانة يومي الثالث والرابع من أيار (مايو) المقبل.

 

فرنسا وألمانيا تريدان علاقات جديدة مع تركيا

فاليتا – رويترز

سعت فرنسا وألمانيا إلى إبرام اتفاق جديد مع تركيا اليوم (الجمعة) لإصلاح العلاقات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكنهما لم يوضحا هل أنهت الصلاحيات الجديدة للزعيم التركي وحملته على المعارضة، طموحات أنقرة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، دعا مشرعون في الاتحاد الأوروبي، يساورهم القلق مما يعتبره الاتحاد نزوعاً للتسلط بشكل متزايد من جانب أردوغان، إلى تعليق محادثات انضمام تركيا إلى التكتل رسمياً قائلين إنها لا تفي بالمعايير الديموقراطية.

وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل الذي أجرى محادثات في مالطا مع نظرائه في الاتحاد ومع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إنه «يعارض تماماً» إلغاء مفاوضات انضمام تركيا إلى التكتل القائمة منذ عشرة أعوام. لكن بعد يوم من المحادثات، قال إن القضية الحقيقية هي ضمان أن يكون لدى الاتحاد الأوروبي اتفاق جديد أوسع لعرضه على تركيا قبل التخلي عن عملية الانضمام إلى الاتحاد.

وتسبب فوز أردوغان في استفتاء يمنحه سلطات أكبر وكذلك حملته على معارضيه وتصريحات أطلقها مسؤولون أتراك شبهوا فيها حكومات أوروبية بالنازيين في غضب كثير من أعضاء التكتل، لكن الاتحاد ما زال بحاجة إلى الحفاظ على التعاون مع تركيا.

وقال يوهانس هان الذي يدير ملف عضوية تركيا والذي سيحضر اجتماع مالطا «سير العمل كالمعتاد ليس خياراً مطروحاً». وأضاف «فلنحتفظ بهدوئنا ولنضع مجموعة قواعد تمكننا من العمل مع تركيا» في إشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يقلص العلاقات مع أنقرة وإن كان سيسعى إلى الحفاظ على علاقة تقوم على التعاون التجاري والأمني.

وبعد أن انطلقت محادثات عضوية تركيا في العام 2005 تجمدت فعليا نتيجة عقبات سياسية تتعلق بقبرص وبسبب اعتراض بعض دول الاتحاد على انضمام هذا البلد ذي الغالبية المسلمة حتى قبل التطورات الأخيرة.

وفي حين تصر النمسا على أن تركيا لم تعد مؤهلة حتى لاعتبارها بلداً مرشحاً للانضمام إلى الاتحاد، تخشى حكومات كثيرة أخرى أن تظهر في عيون البعض بمظهر الرافض لتركيا. وينبع هذا في جانب منه من القلق إزاء اتفاق كان تم التوصل إليه مع أنقرة لوقف تدفق اللاجئين الفارين من الصراع في سورية.

وقال أردوغان إن بلاده ستعيد النظر في موقفها إزاء الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إن هي ظلت في قائمة الانتظار طويلاً، لكنه أوضح أن تركيا ما زالت ملتزمة عملية التفاوض.

ونظراً لأن كل جانب ربما لا يريد النظر إليه على أنه ينهي رسمياً عملية الانضمام الرامية إلى تحديث اقتصاد تركيا وتعزيز هيئتها القضائية، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن الأولوية تتمثل في «الخروج من الطريق المسدود».

والاتحاد الأوروبي هو أكبر مستثمر أجنبي بالنسبة إلى تركيا وأكبر شريك تجاري لها، وأن حدود تركيا المشتركة مع العراق وسورية وروسيا في البحر الأسود تجعلها حليفاً مهماً.

 

تاجر أعضاء بشرية: بيع الأعضاء لا يقارن بما عاشه اللاجئون السوريون من رعب/ اليكس فورسيث

بي بي سي نيوز / بيروت

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة شارك هذه الصفحة عبر فيسبوك  شارك هذه الصفحة عبر تويتر  شارك هذه الصفحة عبر Messenger  شارك هذه الصفحة عبر البريد الالكتروني  شارك

كان أبو جعفر، الذي بدا فخورا بما يمارسه من نشاط، حارسا في حانة حين التقى مجموعة من تجار الأعضاء البشرية، وبعد هذا اللقاء امتهن العثور على أشخاص يائسين وإقناعهم ببيع أعضاء من أجسادهم مقابل الحصول المال، وهيأ نزوح اللاجئين السوريين إلى لبنان فرصة لممارسة هذا النشاط.

ويقر أبو جعفر بإنه “يستغل الناس”، مضيفا أن الكثير من هؤلاء اللاجئين كانوا عرضة للموت بسهولة في سوريا، وبيع عضو لا يمثل شيئا مقارنة بما عاشوه من رعب.

وقال “أستغلهم وهم يستفيدون من ذلك”.

ويتخذ أبو جعفر من مقهى صغير في أحد الأحياء المزدحمة في العاصمة اللبنانية مقرا لممارسة نشاطه في بناية متهالكة. وتوجد غرفة في الجزء الخلفي مكتظة بأثاث قديم وأقفاص بداخلها ببغاوات تصدح في كل ركن من أركان الغرفة.

وقال إنه أبرم اتفاقات بيع أعضاء لنحو 30 لاجئا خلال السنوات الثلاث الماضية في هذا المكان.

وأضاف أن الطلب يكون عادة على الكلى، لكنه يستطيع العثور على أشخاص وتسهيل عمليات بيع أعضاء أخرى.

وقال :”طلبوا في إحدى المرات عينا، وعثرت على شخص يرغب في بيع إحدى عينيه. فالتقطت صورة للعين وأرسلتها عبر تطبيق “واتسآب” من أجل الحصول على تأكيد لإبرام الاتفاق ، ثم سلمت الزبون بعد ذلك”.

تكتظ الشوارع الضيقة، التي يمارس فيها أبو جعفر نشاطه، باللاجئين إذ أنه من بين كل أربعة أشخاص في لبنان يوجد شخص فر من الصراع عبر الحدود مع سوريا.

ولا يسمح القانون اللبناني بعمل معظم هؤلاء اللاجئين، في حين تجاهد كثير من الأسر من أجل الحصول على فرصة عمل.

ويعاني الفلسطينيون من حالة يأس بعد أن كانوا لاجئين بالفعل في سوريا، ومن ثم لا يحق لهم تسجيل أنفسهم من جديد لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعد وصولهم إلى لبنان. كما يعيشون في مخيمات مكتظة ويحصلون على أقل القليل من المساعدات.

وقال أبو جعفر :”أولئك الذين لم يستطيعوا تسجيل أنفسهم في صفوف اللاجئين هم الفئة الأكثر تضررا. فماذا يفعلون؟ يشعرون باليأس في ظل عدم توافر وسيلة تساعدهم على البقاء اللهم إلا ببيع الأعضاء”.

ويمارس بعض اللاجئين، لاسيما الأطفال، التسول من المارة في الشوارع، كما يمسح صبية صغار الأحذية، ويتحركون بين السيارات في مناطق التكدس المرورية لبيع العلكة أو المناديل الورقية عبر نافذات السيارات، أو ينتهي بهم المطاف إلى استغلالهم في عمالة الأطفال، وآخرون يتحولون إلى البغاء، لذا يعد بيع عضو في الجسد الوسيلة الأسرع لكسب المال.

وبمجرد أن يعثر أبو جعفر على أحد الراغبين في بيع عضو من جسده، يقوده وهم معصوب العينيين إلى موقع سري في يوم معين.

و يجري الأطباء عملهم أحيانا في منازل مستأجرة يستخدمونها كعيادات عيادات مؤقتة يخضع فيها المتبرع لتحاليل دم أولية قبل إجراء العملية الجراحية.

وقال “بعد إجراء العملية، أظل اعتني بهم لمدة أسبوع تقريبا حتى إزالة الخيط الجراحي، وبعدها لا نكترث بما يحدث لهم على الإطلاق”.

وأضاف :”لا أهتم إن مات المتبرع، لقد حصلت على ما أريد. فطالما حصل الزبون على أجره فإن ما يحدث بعد ذلك لا يعنيني”.

كان أحدث زبائن أبو جعفر صبي يبلغ من العمر 17 عاما، غادر سوريا بعد مقتل والده وأخويه هناك.

جاء إلى لبنان منذ ثلاث سنوات، وهو عاطل عن العمل وتغرقه الديون ويكافح من أجل مساعدة والدته وخمس شقيقات.

أقنع أبو جعفر الصبي ببيع كليته اليمنى مقابل الحصول على ثمانية آلاف دولار.

وظل الآلم يفتك بالصبي بعد يومين من إجراء الجراحة على الرغم من تناول أقراص العلاج، وكان يتناوب الجلوس والاستلقاء على أريكة طلبا للراحة، وهو يتصبب عرقا وعلامات النزيف تبرز من ضمادة الجرح.

ولا يكشف أبو جعفر عن قدر الأموال التي يجنيها من الصفقات التي يبرمها. وقال إنه لا يعرف ماذا يحدث للأعضاء بعد استئصالها، ويعتقد أنهم “يصدّرونها إلى الخارج”.

وتعاني منطقة الشرق الأوسط من ندرة عمليات نقل الأعضاء، لأسباب ثقافية ودينية تضع عقبات أمام التبرع بأعضاء الموتى. كما أن معظم الأسر تفضل سرعة الدفن.

لكن أبو جعفر يزعم أنه يوجد نحو سبعة سماسرة أعضاء آخرين يعملون في لبنان.

وقال :”ينتعش العمل ويحقق نموا دون تراجع. لقد انتعش بالتأكيد بعد نزوح السوريين إلى لبنان”.

ويعرف أبو جعفر أن عمله يتنافى مع القانون، لكنه لا يخشى السلطات. و ينكر ذلك بإصرار. كما أن رقم هاتفه مكتوب برذاذ الطلاء على الجدران في الشوارع بالقرب من منزله، ويحظى باحترام وهيبة في الحي الذي يسكن فيه، وأثناء سيره بين الناس يتوقف ويمزح معهم ويتجادل.

وكان أبو جعفر يضع مسدسا تحت ساقه أثناء حديثنا معه.

وقال :”أعرف أن ما أفعله يتنافى مع القانون، لكنني أساعد الناس”.

وأضاف :”هذا ما أعتقده. يستعين الزبون بالمال من أجل حياة أفضل له ولأسرته. ويستطيع شراء سيارة والعمل كسائق سيارة أجرة أو حتى السفر إلى دولة أخرى. أساعد هؤلاء الناس ولا أكترث بالقانون”.

وقال إن القانون نفسه خذل الكثير من اللاجئين بتقييده فرص العمل والمساعدات.

وأضاف :”لا أجبر أحدا على إجراء العملية. أنا أتوسط فقط بناء على طلب الشخص”.

وأشعل أبو جعفر سيجارة وسأل “بكم تبيع عينيك؟”

أبو جعفر ليس هو الاسم الحقيقي لتاجر الأعضاء. وقد وافق على الحديث مع بي بي سي بشرط إخفاء هويته.

 

تصعيد أنقرة ضد «الاتحاد الديمقراطي الكردي» في شمالي سوريا يهدف إلى تأمين حدود تركيا وتوقعات بعملية كبيرة جديدة

عبد الرزاق النبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: يبدو أن القصف الجوي التركي على مواقع «وحدات الحماية الكردية» منذ أيام في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، ما هو إلا بداية لعملية عسكرية جديدة، حيث يواصل الجيش التركي حشد قواته على الحدود السورية – التركية وذلك بعدما ما أبلغت القيادة العسكرية التركية فصائل الجيش السوري الحر التابعة للمعارضة السورية المسلحة أن يكونوا على أهبة الاستعداد لما قد يحصل في الأيام القادمة.

وأكد الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل العربية مضر حماد الأسعد لـ «القدس العربي» أن القيادة العسكرية التركية أبلغت كتائب «الجيش الحر» و»العشائر» أن يكونوا في استعداد كامل لما قد يحصل في الأيام القادمة.

وأضاف: «إن ما يجري حالياً عملية تنظيف من قبل الجيش التركي للحدود السورية – التركية لما يسمّى جيش سوريا الديمقراطية والاسايش الكردية الذين شكلوا تهديدا كبيراً للأمن القومي التركي وكذلك ارتكبوا مجازر مروعة بحق الشعب السوري في محافظات الحسكة والرقة وريف حلب، وكذلك بسبب وقوفهم مع النظام السوري في قتال الجيش الحر ودرع الفرات وقيامهم في احتلال الكثير من البلدات والمدن بمساعدة من الطيران الأمريكي الروسي ونظام الأسد».

وأشار إلى أن «القيادة التركية مصممة على إخراج عناصر سوريا الديمقراطية تماما من شمال الرقة ومن محافظة الحسكة، وخاصة بوجود المئات من المرتزقة الأتراك والإيرانيين والأجانب ضمن صفوف جيش سوريا الديمقراطي، ورغم التحذيرات المتكررة من قبل تركيا وقيادة الجيش الحر والعشائر العربية والتركمانية والكردية لهم ولكنهم تكبروا وارتكبوا المجازر والتهجير بحق الشعب السوري، لذلك جاء الرد التركي عنيفاً جداً على المخافر والحواجز القريبة من رأس العين والدرباسية والقامشلي والمالكية وعفرين وتل أبيض».

ويرى الناشط السياسي محمد الأشقر ان التصعيد التركي ضد «وحدات الحماية الكردية» من خلال القصف الجوي والمدفعي وإرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية – التركية يأتي بعدما ما انتهت مرحلة التعديلات الدستوري في تركيا، حيث كانت تشير جميع التوقعات إلى تحرك عسكري تركي في شمالي سوريا عندما تنتهي مسألة الاستفتاء

وأضاف لـ «القدس العربي»، «أن الحكومة التركية كانت قد أصرت على دخول معركة الرقة في وقت سابق، حيث دعت واشنطن مرات عدة للتراجع عن إشراك قوات سوريا الديمقراطية في معركة الرقة والاعتماد على فصائل درع الفرات وأبناء المنطقة المحليين، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستجب لذلك وهو ما دفع أنقرة إلى استهداف مواقع الوحدات الكردية دون طلب استئذان أحد».

وتوقع ان «تشهد الأيام القليلة المقبلة عملية عسكرية تركية على الشريط الحدودي مع سوريا خاصة بعدما ما حذرت تركيا مرارا وتكرارا من وجود وحدات الحماية الكردية على طول حدودها، والتي تقوم بتأمين المقاتلين وتهريب الأسلحة لحزب العمال الكردستاني في الداخل التركي، لافتاً إلى أن الضربات الجوية التركية ما هي إلا البداية لعملية عسكرية لم تتضح معالمها بعد».

يشار إلى أن العديد من الناشطين السوريين تناقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة، أن قوة من الجيش التركي اقتلعت السلك الشائك على الحدود المحاذية لمنطقة تل أبيض، بريف الرقة الشمالي «تمهيداُ للتوغل فيها»، فيما يواصل الجيش التركي قصفه على قرية سوسك بريف تل أبيض، بالتزامن مع تحليق المقاتلات التركية في سماء المنطقة. وأفادت مصادر أخرى أن قوات سوريا الديمقراطية أمرت بإخلاء جميع مقراتها في البلدات الحدودية مع تركيا، فيما حضّت مآذن مساجد تل أبيض المدنيين على الخروج من المدينة حفاظاً على حياتهم.

 

اشتباكات جديدة بين الجيش التركي ومسلحين أكراد على الحدود السورية التركية

31 قتيلا في اقتتال داخلي بين فصائل إسلامية في غوطة دمشق

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: تبادل عناصر من الجيش التركي ومسلحون أكراد سوريون مدعومون من واشنطن، الجمعة، إطلاق النار مجددا على الحدود بين تركيا وسوريا، بحسب ما أفادت قيادة أركان الجيش التركي التي قالت إنها «قضت على 11 إرهابيا».

وقال المصدر نفسه في بيان إن الجيش التركي رد على إطلاق قذائف مصدرها مناطق سورية تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية استهدفت مركزا حدوديا في إقليم جيلانبينار في محافظة سانلي أورفا التركية.

وأضافت قيادة أركان الجيش التركي في البيان، الذي نشرته وكالة أنباء الاناضول الحكومية، «تم القضاء على 11 إرهابيا». ولم يشر البيان إلى أي خسائر في صفوف القوات التركية.

ويأتي هذا الاشتباك في مناخ متوتر على الحدود التركية السورية حيث يتبادل جنود أتراك ومسلحون من «وحدات حماية الشعب» الكردية إطلاق النار بشكل متقطع منذ ثلاثة أيام.

وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية الفصيل الرئيسي في «قوات سوريا الديمقراطية» وهو تحالف لقوى عربية وكردية سورية مهمتها التصدي للقوى الإسلامية المتطرفة في سوريا بدعم أمريكي.

لكن تركيا تعتبر هذه المجموعة امتدادا سوريا لحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يقاتل النظام التركي منذ 1984 وتصنفه أنقرة وحلفاء غربيون لها تنظيما «إرهابيا».

واتهم الرئيس التركي رجب اردوغان الجمعة معارضيه الأكراد بالسعي إلى إقامة دولة في شمال سوريا وقال إن تركيا لن تسمح «أبدا» بتحقيق ذلك.

جاء ذلك فيما قتل 31 مقاتلا وأصيب العشرات بجروح الجمعة خلال اشتباكات عنيفة متواصلة بين فصائل إسلامية في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واندلعت صباح الجمعة اشتباكات عنيفة بين كل من «جيش الإسلام»، الفصيل الإسلامي المعارض الأبرز في الغوطة الشرقية من جهة، و»جبهة فتح الشام»، (جبهة النصرة سابقا) وفصيل «فيلق الرحمن» من جهة ثانية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن «الاشتباكات بدأت صباحا بهجوم لجيش الإسلام على مقار لكل من الفصيلين الآخرين في بلدات عدة بينها عربين وكفربطنا»، من دون أن يتمكن من تحديد السبب المباشر خلف هذا الاقتتال الداخلي.

وأسفرت الاشتباكات العنيفة والمستمرة، حسب المرصد، عن مقتل «31 مقاتلا، هم 12 من جيش الإسلام و19 من فيلق الرحمن وجبهة فتح الشام». كما أصيب نحو 70 آخرين بجروح.

ودعا «جيش الإسلام»، الذي يحظى بدعم السعودية، «سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها، إلى التزام منازلهم والنزول إلى الأقبية»، وفق المرصد.

واتهم جيش الاسلام في بيان «هيئة تحرير الشام» (ائتلاف فصائل إسلامية بينها جبهة فتح الشام) بـ»التصعيد الدائم» إنْ كان بقطع الطرق أو «الاعتداء» على المقاتلين المتوجهين إلى الجبهات و»إهانتهم» على الحواجز.

وكان آخر تلك «الاعتداءات»، حسب جيش الإسلام، «اعتقال مؤازرة كاملة الليلة الماضية كانت متوجهة نحو جبهة القابون المشتعلة وأحياء دمشق الشرقية» حيث تخوض الفصائل معارك ضد قوات النظام.

واستدعى ذلك، بحسب البيان، «جيش الإسلام للتعامل مع هذا الاعتداء ورد هذا البغي».

إلا أن فصيل «فيلق الرحمن»، المتحالف مع «جبهة فتح الشام»، نفى في بيان «ما أشاعه جيش الإسلام من احتجاز مؤازرته أو قطع الطرق».

ويعد «فيلق الرحمن» ثاني أكبر الفصائل في الغوطة الشرقية ويسيطر على بلدات بأكملها بينها زملكا وكفربطنا. ويتلقى هذا الفصيل دعماً من دول عدة أبرزها قطر وتركيا.

 

إقصاء رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد لقائه بشار الأسد

ستراسبورغ – أ ف ب: أعلنت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا الجمعة أنها سحبت الثقة من رئيسها الإسباني بيدرو اغرامونت وجردته من صلاحياته بعدما التقى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.

لكن اغرامونت، الذي انتخب رئيسا لهذه الهيئة الاستشارية في كانون الثاني/يناير 2016 ، سيبقى بموجب القانون رئيسا للجمعية حتى نهاية ولايته في كانون الاول/ديسمبر لأنه «يرفض الاستقالة» ولا تملك الجمعية البرلمانية صلاحية إقالته، على ما أعلنت في بيان.

لكنه لن يتمكن من استخدام صفة رئيس الجمعية البرلمانية في رحلاته الرسمية أو تصريحاته العلنية، على ما أكد مكتب الجمعية، الذي يجمع رؤساء الكتل السياسية واللجان المختصة ونواب الرئيس الـ20. ولم يشارك اغرامونت في اجتماع المكتب، كما أنه لم يشاهد في قاعة الجمعية البرلمانية في ستراسبورغ منذ الثلاثاء.

وأوضح أحد نائبي رئيس الجمعية البريطاني روجر غيل أن هذا الإقصاء ضروري لأن «معايير الجمعية البرلمانية ومبادئها أهم من أي عضو ومن الضروري الحفاظ على وحدة جمعيتنا».

وتشكل هذه التقلبات حدثا غير مسبوق في تاريخ المؤسسة التي تجيز لـ324 نائبا من 47 بلدا أوروبيا الاجتماع لمدة أربعة أسابيع سنويا في ستراسبورغ لبحث ملفات الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز دولة القانون ومكافحة الفساد.

ومع افتتاح الجلسة العامة الربيعية للجمعية صباح الإثنين وجه الكثير من النواب انتقادات إلى اغرامونت، غالبا بعبارات حادة، بسبب زيارته دمشق في اذار/مارس في طائرة وضعتها الحكومة الروسية بتصرفه حيث التقى بالرئيس السوري بشار الأسد وسط تركيز إعلامي. واعتذر السناتور الإسباني موضحا أثناء «جلسة استماع» خصصت الثلاثاء لهذا الجدل أنه ضحية «تلاعب» وسائل الإعلام الروسية التي نقلت لقاءه بالأسد، لكنه لم يقنع زملاءه.

 

تحركات النظام السوري في القنيطرة والبحث عن موطئ قدم أوسع له ولـ «حزب الله» قرب الجولان المحتل

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: لا تنطوي العمليات العسكرية التي أطلقتها قوات النظام والميليشيات الموالية لها في ريف القنيطرة خلال الأيام الماضية على أهداف تقتصر على تقليص مساحة سيطرة المعارضة من محافظة القنيطرة أو حصار بعض قرى ريف القنيطرة الشمالي جباثا الخشب، إنما تتوسع لتشمل مساعي لسيطرة النظام على معبر القنيطرة مع الجولان المحتل وقضم جزء كبير من الأراضي التي تسيطر عليها قرب الحدود مع الجولان المحتل لتستطيع قوات النظام إتاحة مجال أكبر لحركة وتنقل عناصر «حزب الله» وإثارة القلاقل مع الكيان الصهيوني في تلك البقعة الحساسة.

الناطق باسم «ألوية الفرقان» أحد أبرز فصائل «الجيش الحر» العاملة في القنيطرة والجنوب السوري صهيب الرحيل قال في حديث لـ «القدس العربي»: «إن اهداف النظام من خلال هذ الحملة العسكرية هو الحصول على حدود مع الجولان المحتل بشتى الوسائل، ناهيك عما يؤمنه هذا التقدم من فصل للريف الجنوبي من المحافظة عن الشمالي من خلال السيطرة على سد المنطرة أكبر سدود القنيطرة وأكثرها أهمية، إضافة لحصار بلدة جباثا الخشب بالريف الشمالي للقنيطرة من خلال السيطرة على سد المنطرة بحيث تصبح طرق الإمداد نحو البلدة مقطوعة».

وتحدث عن إحباط أكثر من خمس هجمات لقوات النظام على بلدات ريف القنيطرة خلال الأيام الماضية قائلاً: «لقد استطعنا افشال مساعي قوات النظام للتقدم وأوقعنا عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم وفي خلال آخر هجوم قتلنا ستة عناصر من قوات النظام بينهم ضابط برتبة ملازم، إضافة لتدمير مضاد واستهداف قوات النظام بالمدفعية والهاون بخان ارنبة».

وعلى غير عادتها لم تعلن صفحات النظام عن أسماء قتلاها في القنيطرة وبرر الرحيل ذلك قائلاً: «ان احتمالية وجود عناصر «حزب الله» بين العناصر هو أحد هذه الأسباب فالنظام قد روّج طوال الفترة التي سبقت الهجوم في القنيطرة عن انحساب لعناصر «حزب الله» اللبناني من القنيطرة بغية تخفيف وطأة الغارات الإسرائيلية على تحركات الحزب الامر الذي ننفيه بشكل قاطع حيث يواصل عناصر الحزب المشاركة في العمليات العسـكرية بالقنيـطرة إلى جانـب النظـام».

وأفاد الرحيل»ان المعلومات الواردة تتحدث عن نية النظام لشن هجوم أخير بعد فشل اول خمس هجمات، وإذا فشل الهجوم ستتم الاستعانة بجميعة البستان وهي جمعية ذات لون طائفي تحاول تشييع المنتسبين لها وتضم متطوعين وجنوداً منشقين صالحوا وعادو لحضن النظام وآخرين موالين التحقوا بها بغية تحقيق مصالح مادية لما يوفره الانتساب للجمعية من رواتب جيدة وسلسل غذائية».

واعتبر أبو احمد الجولاني وهو ناشط اعلامي من القنيطرة «ان مساعي النظام كتب لها الفشل منذ البداية فالتحصين الجيد والخطوط الدافعية الحصينة هي نتيجة جهد كبير لفصائل الثوار طيلة العامين الماضين منذ تحرير معبر القنيطرة وبلدات الحميدية والقحطانية والصمدانية الغربية في العام 2014».

وتابع «ان حفظ ماء الوجه بالنسبة للنظام بات أمراً مهماً خصوصا بعد الخسائر الكبيرة التي منـيت بها قواته في كـل المنشية بدرعـا البـلد والقنـيطرة مؤخـرا».

وتشكل مناطق سيطرة فصائل المعارضة أكثر من ثلثي محافظة القنيطرة، حيث تتواجد قواتها على أكثر من 90 بالمئة تقريبا من الحدود مع الجولان المحتل لتبقى في يد النظام فقط بلدة حضر وجزء بسيط من الحدود مع الجولان المحتل وهي لا تشكل ورقة رابحة للضغط على إسرائيل بالنسبة للنظام فيما لو كانت بامتداد أكبر وتواجد أكثر لمليشيات «حزب الله».

 

تركيا تواجه “الدولة الكردية”… ومحيط دمشق مهدد بمصير حلب

ريان محمد

وجّهت تركيا رسالة واضحة بأنها لن تسمح بقيام “دولة كردية” على حدودها مع سورية، بالتزامن مع استهداف نقاط عسكرية لمليشيا “وحدات حماية الشعب الكردي” داخل الأراضي السورية. جاء ذلك في وقت تتسارع فيه التطورات الميدانية شرق العاصمة السورية دمشق في ظل هجوم هو الأشرس منذ سنوات لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية له.

وجدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رفض بلاده لتقسيم سورية وكذلك لإقامة دولة أو منطقة حكم ذاتي تابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني) على الحدود الجنوبية التركية. وأكد أردوغان، في كلمة له في قمة المجلس الأطلسي المنعقدة في مدينة إسطنبول، إدانته للتعاون مع قوات “الاتحاد الديمقراطي” في المعارك ضد “داعش”.

وشدد على أن بلاده لن تسمح بتشكيل أي دولة جديدة في شمال سورية، قائلاً: “منذ يومين تتعرض حدودنا من الجانب السوري لقذائف هاون، إن العدو واضح، ونحن لا يمكننا أن نترك الأمر من دون رد، وما دام التهديد مستمراً، سنقوم باتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهة هذا التهديد، ولا يمكن أن نسمح بتكوين ممر على حدودنا الجنوبية للتنظيمات الإرهابية”، مضيفاً: “هناك بعض الجهلة المعروفين يحاولون أن ينشئوا دولة في شمال سورية، ونحن لن ندع الأمر هذا من دون رد، ولن نسمح على الإطلاق بإقامة مثل هكذا دولة في سورية، لأننا ضد تقسيم سورية، وندعم وحدة أراضيها، ونحن مصرون على الاستمرار بمكافحة الإرهاب سواء داخل البلاد أو خارجها”.

كلام أردوغان جاء فيما كانت مدفعية الجيش التركي تستهدف فجر أمس الجمعة نقاطاً عسكرية لمليشيا “وحدات حماية الشعب الكردي” في منطقة حمدون قرب مدينة عامودا بريف الحسكة، وتصيب مخفراً تابعاً للمليشيا. كما طاول القصف التركي موقعاً لـ”الوحدات الكردية” في مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي الغربي، ومواقع في مناطق جنديرس وبنيراك وشنكيله وميدان اكبس قرب مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، في حين ذكرت مصادر مقربة من مليشيا “وحدات حماية الشعب” أن الأخيرة أمرت عناصرها بإخلاء المقرات القريبة من الحدود السورية التركية، وذلك بالتزامن مع تحليق مستمر من الطيران التركي على طول الحدود. وفي السياق نفسه، تحدّثت مصادر محلية عن استقدام الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى الشريط الحدودي المقابل لمدينة تل أبيض. من جهتها، أعلنت هيئة الأركان التركية تحييد 11 من مقاتلي حزب “الاتحاد الديمقراطي”، بعد الرد على إطلاق نار من عناصر الأخير على المخافر الحدودية التركية من مناطق سيطرتها في الأراضي السورية.

في سياق آخر، تتسارع التطورات الميدانية في شرق العاصمة السورية دمشق، خصوصاً في أحياء القابون وبرزة وتشرين. وقال عضو المكتب الاعلامي لحي القابون في دمشق، عواد حطها، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “النظام حقق تقدماً عبر محاور حي تشرين والاوتوستراد الدولي (دمشق-حمص) وبساتين برزة”، محذراً من “مصير مشابه لمصير حلب الشرقية، في حال تُرك الأهالي وحيدين أمام الآلة العسكرية المدمرة وسياسة الأرض المحروقة”. ولفت إلى أن “قوات النظام ومليشياته مدعومة من قبل الروس، تستخدم مختلف الأسلحة الثقيلة وشديدة التدمير بما فيها القصف الجوي وصواريخ أرض-أرض”.

وأشار إلى أن “نحو 210 عائلات كانت أمس الجمعة لا تزال محاصرة في ما تبقى من البلدة المدمرة بشكل كامل، إذ تعيش تحت الأنقاض في محاولة منها للابتعاد عن القصف الشديد، في مساحة لا تزيد عن 800 متر طولاً و200 متر عرضاً”، لافتاً إلى أن “النظام سيطر أخيراً على البساتين ونقاط حول الأوتوستراد، في حين تعد البلدة كلها مكشوفة لقناصي النظام”، مضيفاً أن “الأوضاع الإنسانية في حي القابون متدهورة بشكل كبير، ولا تتوفر المواد الغذائية ولا مياه الشرب أو الكهرباء”.

من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي في حي برزة بدمشق عدنان الدمشقي، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “الحصار على حي برزة البلد يتواصل بشكل تام منذ نحو 20 يوماً، عقب فصله عن حي القابون وحي تشرين، كما تم قطع الأنفاق التي كانت تؤمن تواصله مع محيطه”. وأضاف أن “برزة تم فصله بشكل تام عن بساتين برزة، عقب معارك عنيفة مع قوات النظام التي سيطرت على البساتين والكتلة المحيطة ببناء الوسائل التعليمية، فيما لا يزال شارع الحافظ محور اشتباكات يومية”، لافتاً إلى أن حي برزة “لا يزال يتعرض بشكل يومي إلى قصف بقذائف الهاون، ما يتسبب بسقوط العديد من الضحايا المدنيين، في الوقت الذي يستهدف فيه قناصو النظام الشوارع الرئيسية في الحي”.

وحذر من أن حي برزة يتجه إلى كارثة إنسانية في حال تواصل الحصار المستمر منذ نحو 72 يوماً، إذ تكاد تنعدم المواد الغذائية والطبية وحليب الأطفال، موضحاً أن الحي صغير جداً جغرافياً لاستيعاب النازحين من حي تشرين والقابون وبساتين برزة، ويزيد عدد المدنيين عن 40 ألف نسمة، منهم من يفترش الحدائق والطرقات وأقبية المباني.

في غضون ذلك، أعلن “جيش الإسلام”، عبر مواقعه الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مقتل 10 عناصر من قوات النظام بينهم ضابط في هجوم معاكس نفذه مقاتلوه إثر محاولتها التقدم في شارع الحافظ بحي تشرين.

وتزامنت معارك أحياء شرق دمشق، مع نشوب اشتباكات في مناطق عدة من الغوطة الشرقية، بين “جيش الإسلام” من جهة و”هيئة تحرير الشام” و”فيلق الرحمن” من جهة أخرى. وأفادت مصادر مقربة من “جيش الإسلام” “العربي الجديد”، أن “سبب تجدد الاشتباكات يعود إلى اعتراض الهيئة رتلاً من مقاتلي جيش الإسلام كان في طريقه إلى القابون”.

من جهته، قال المتحدث باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، على صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”: “أعد جيش الإسلام وحشد لأسابيع للاعتداء على فيلق الرحمن في بلدات الغوطة الشرقية، وحضَّر لذلك الذرائع والرواية الإعلامية التي يسوّق بها لفعلته وغدره”، معتبراً أن “المستهدف بهذا الاعتداء هو فيلق الرحمن وبشكل مباشر، وكل ما أشاعه جيش الإسلام عن احتجاز مؤازراته أو قطع الطرق لا صحة له”.

وفي الرقة، أعلنت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) أنها ضمن حملة “غضب الفرات” استطاعت أمس الجمعة السيطرة على حيي النبابلة والزهراء جنوب مدينة الطبقة، إضافة إلى قتل 27 إرهابياً من مقاتلي تنظيم داعش، فيما يستمر تقدّم قوات سورية الديمقراطية جنوبي وغربي المدينة، في إطار المرحلة الثالثة من “تحرير الرقة.”

من جهتها، نفت “تنسيقية مدينة تدمر” سيطرة النظام على حقل الشاعر للغاز شمال غرب تدمر، موضحة أن “الاشتباكات لا تزال قائمة في محيط الحقل، في حين تتعرض المنطقة لقصف جوي كثيف للطيران الحربي الروسي، الذي استهدف كذلك قريتي الطيبة والكوم ومحيطهما شمال شرق تدمر، في حين تم استهداف مواقع تنظيم “داعش” في محيط صوامع الحبوب شرق المدينة بقصف صاروخي. وفي إدلب، واصل الطيران المروحي قصف بلدة خان شيخون في الريف الجنوبي، بالبراميل المتفجرة.

 

هل يكون اقتتال الفصائل مقدمة للانسحاب من القابون؟

رائد الصالحاني

استعادت المعارضة ليل الجمعة/السبت بعض النقاط التي خسرتها في أحياء دمشق الشرقية، وتمكنت من قتل عدد من عناصر مليشيات النظام بينهم قيادي كبير يُعتقد أنه إيراني.

 

وشهدت الأحياء الشرقية لمدينة دمشق في الأسبوعين الأخيرين تقدماً متواصلاً لمليشيات النظام للسيطرة على المنطقة وقطع خطوط إمداد المعارضة فيها مع الغوطة الشرقية وحي برزة. وتمكنت المليشيات فعلياً من فصل حي برزة عن حيي تشرين والقابون، شرقي دمشق، بعد سيطرتها على النفق الوحيد الواصل بينها، والتابع لـ”جيش الإسلام”، كما سيطرت على نفق آخر يربط الغوطة الشرقية بأطراف حي القابون، قبل أيام، كان تحت سيطرة “فيلق الرحمن”.

 

ووسط تهاوي جبهات المعارضة شرقي دمشق، والحديث عن تسويات ومصالحات يحاول النظام إبرامها مع مجموعات وكتائب معارضة بشكل منفرد في حي برزة ومنها “تجمع شهداء جبل الزاوية” و”فوج قاسيون” التابع لـ”اللواء الأول” حول إمكانية الخروج إلى ادلب، شهدت الغوطة الشرقية فجر الجمعة، اقتتالاً جديداً بين فصائل المعارضة.

 

وبدأ “جيش الإسلام” بالهجوم على مقرات تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” و”فيلق الرحمن” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” في مدينة عربين. وقال بيان “الجيش” إن “الهيئة” بغت واعتدت واختطفت مؤازرة كان قد أرسلها “الجيش” إلى جبهات أحياء دمشق الشرقية. وعدا عن بيان “جيش الإسلام” الرسمي، فقد التزم إعلاميوه بالصمت الكامل، ولم يصدر عنهم أي تعليق.

 

مصدر في “هيئة تحرير الشام” التي تشكل “جبهة فتح الشام” أساسها، أكد لـ”المدن”، أن “جيش الإسلام” حشد قواته منذ أربعة أيام في محيط مدينة عربين تمهيداً لدخول مدينة دمشق، انطلاقاً من حي القابون، بعد عبور الأنفاق الواصلة بين الغوطة الشرقية والأحياء الشرقية، بحسب ادعاءات “الجيش”، إلا أن ذلك الهجوم تحوّل ضد مقرات “الهيئة”. وحاصرت قوات “الجيش” مقرات “الهيئة” وتم اعتقال العشرات من عناصرها، وسط أنباء عن إعدامهم ميدانياً، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين خلفت عدداً كبيراً من القتلى. واستعصت مجموعة من مقاتلي “الهيئة” في أحد أبنية مدينة عربين، رافضة الاستسلام ومستمرة بالقتال.

 

المصدر أكد ما نفاه بيان رسمي لـ”الهيئة” عن اتهامها من قبل “جيش الإسلام” باعتقال مؤازرة من “الجيش” كانت متوجهة إلى حي القابون. المصدر أكد ان ما جرى هو “عملية غدر” من قبل “جيش الإسلام” ومداهمة مقرات “الهيئة” وعناصرها نيام، وقتل أغلب عناصر “المكتب الإعلامي” للهيئة وحرق المقر الإعلامي التابع لها، بكافة المعدات الموجودة داخله. وأفاد مصدر أهلي في مدينة عربين عن عملية تنكيل بالجثث نفذها بعض عناصر “جيش الإسلام” بحق قتلى “الهيئة”، ومصادرة مبالغ مالية كانت موجودة في أحد مقراتها مع كميات كبيرة من سلاحها.

 

واستطاع “جيش الإسلام” بعد معارك وسلسلة من عمليات القنص والتصفيات الميدانية، السيطرة على بلدات حزة والأشعري وبيت نايم ومدينة عربين بالكامل، إلا أن هجوماً معاكساً لـ”فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام” أعاد بلدة حزة إلى سيطرتهما، مع تقدمهما على جبهات عربين التي لا تزال فيها مجموعات تابعة لـ”الهيئة” متحصنة ترفض الانسحاب.

 

وتسببت المعارك بمقتل القائد العسكري لقطاع عربين في “هيئة تحرير الشام” أبو غازي، وقيادي آخر في “فيلق الرحمن”. واعتقل “جيش الإسلام” القيادي راتب صعب، ابن مدينة دوما، والذي كان سابقاً في صفوف “جيش الأمة”، قبل أن يتم حلّه بعد الهجوم الكبير لـ”جيش الإسلام” عليه مطلع العام 2015.

 

حرب البيانات بين الفصائل تواصلت، ودعا “لواء فجر الأمة” إلى وقف الاقتتال وتحكيم العقل، بالرغم من وقوفه مع “فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام” في الاقتتال الذي جرى قبل عام بالتمام بين الأطراف ذاتها. “فيلق الرحمن” في بيانه أكد عدم تحييده من قبل “جيش الإسلام” عن المعارك، كما قال بيان لـ”الجيش”، وأشار إلى أن ما جرى هو اعتداء مباشر يستهدف “الفيلق”. فيما نفت “حركة أحرار الشام” معرفتها بما جرى، مؤكدة أن “جيش الإسلام” قام بمداهمة ومهاجمة مقرات تابعة لها في الغوطة الشرقية.

 

الاقتتال الداخلي في الغوطة الشرقية تسبب بمقتل مدنيين اثنين في حزة، وطفل في بلدة كفر بطنا، وسقوط عشرات الإصابات، بعضها باستهداف مباشر من قبل قناصي “جيش الإسلام” المتمركزين على أبنية عالية في أطراف حزة. ووثق ناشطون إصابة عشرات المدنيين برصاص قناص وسط موجة من الغضب تجاه عناصر “الجيش”، مؤكدين على ضرورة تحييد المدنيين عن أي اقتتال بين الفصائل. فيما قتل مسعف ميداني في عربين جراء الاشتباكات الحاصلة في المنطقة.

 

وخرج عشرات المدنيين الجمعة، بمظاهرات حاشدة دعت الفصائل لوقف الاقتتال الفوري وتحكيم العقل، إلا أن مقاطع مصورة لتلك المظاهرات أظهرت تعرضها لإطلاق نار حي بغرض تفريقها، وقيل إن مصدر الرصاص مجموعات تابعة لـ”جيش الإسلام”. ودعا ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق حملات تذكر بالاقتتال السابق الذي خلف أكثر من 700 قتيل بين فصائل الغوطة، انته بمصالحة بين القادة، داعين العناصر لعدم الانسياق وراء القادة الذين سيجلسون على طاولة واحدة في النهاية، وأن الاقتتال لن يجلب إلا الدم بين الأخوة.

 

الاقتتال الحاصل في الغوطة الشرقية، لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، وسيستمر حتى يبتلع أحد الأطراف للبقية، بحسب ما يقوله بعض سكان الغوطة الشرقية. وعلى الرغم من التهدئة بين الفصائل خلال العام الماضي، إلا أن الغوطة باتت مقسمة فعلياً لقطاعات بين “جيش الإسلام” من جهة، وبقية الفصائل من جهة أخرى، ومعركة استئصال “الهيئة” من قبل “الجيش” قادمة لا مجال للشك فيها.

 

وتجددت الاشتباكات بين الفصائل بعد عام كامل على معارك دامية جرت في مسرابا ومديرة خلفت مئات القتلى، انتهت باجتماع صُلح بين قائد “فيلق الرحمن” أبو النصر، و قائد “جيش الإسلام” أبو همام، وتعهدهما بوقف إطلاق النار. صلح متأخر جاء بعدما استغل النظام الاقتتال الداخلي وسيطر على منطقة المرج وكامل القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية. فهل يشبه اليوم البارحة؟ وهل يكون الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة مقدمة لسقوط وشيك للقابون شرقي دمشق؟

 

دوريات أميركية في الدرباسية.. وتركيا تحشد قواتها

سُيّرت دوريات عسكرية أميركية قرب بلدة الدرباسية في محافظة الحسكة السورية على الحدود مع تركيا، وسط أنباء عن اقتصار الانتشار الأميركي على تلك المنطقة. وكان الجيش التركي قد أزال الساتر الأسمنتي الحدودي قرب بلدتي الدرباسية وعامودا في ريف الحسكة، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية تركية باتجاه الحدود السورية. كما بدأت القوات التركية بتكثيف حشودها العسكرية بالقرب من مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، في حين أخلت “وحدات حماية الشعب” جميع مواقعها، من قرية حمام تركمان المحاذية لتل أبيض.

 

ويُعتقد أن الدوريات الأميركية في الدرباسية هي لطمأنة لـ”وحدات الحماية” الذراع العسكرية لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، كما أنها في الوقت ذاته رسالة إلى تركيا لحضّها على عدم مهاجمة “الوحدات” الكردية التي تتهمها أنقرة بأنها فرع لـ”حزب العمال الكردستاني”. وكان قائد عسكري أميركي قد زار مواقع لـ”الوحدات” التي استهدفها الطيران التركي في جبل قره تشوك في الحسكة فجر الثلاثاء.

 

القيادي في “وحدات حماية الشعب” الكردية شرفان كوباني، قال الجمعة لوكالة “رويترز”، إن قوات أميركية ستبدأ مراقبة الوضع على الحدود التركية-السورية بعد إطلاق نار عبر الحدود بين “الوحدات” والجيش التركي، في وقت سابق من الأسبوع الجاري. وقال كوباني، بعد اجتماعه بمسؤولين من الجيش الأميركي في بلدة الدرباسية القريبة من الحدود التركية، إن المراقبة لم تبدأ بعد لكن القوات سترفع تقاريرها إلى قادة عسكريين أميركيين كبار. وتجول المسؤولون الأميركيون في الدرباسية، التي طالتها نيران المدفعية التركية في وقت سابق.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكابتن جيف ديفيس، الجمعة، إن قوات أميركية انتشرت على الحدود، و”نواصل حث جميع الأطراف المعنية على التركيز على العدو المشترك وهو تنظيم الدولة الإسلامية”. ديفيس قال رداً على سؤال حول ما إذا كانت القوات الأميركية تقود دوريات العربات المصفحة في سوريا قرب الحدود التركية: “لدينا شركاءنا في قوات سوريا الديموقراطية يعملون هناك، ونحن نعمل معهم، على مقربة منهم”. وتابع: “القوات الأميركية منتشرة عبر كامل المنطقة الشمالية من سوريا وتعمل مع شركائنا في قوات سوريا الديموقراطية، والحدود هي من بين المناطق التي يعملون فيها”. وأضاف: “نريد من شركائنا في قوات سوريا الديموقراطية أن يركزوا على الرقة والطبقة وألا ينجروا إلى صراع في مناطق أخرى”.

 

وكان الجيش التركي، قد أعلن الأربعاء، أنه ردّ بالمثل ولأكثر من مرة على مصادر نيران أطلقت من مناطق سيطرة “وحدات حماية الشعب” شمالي سوريا، على مواقع حدودية تركية.

وكانت اشتباكات قد اندلعت مساء الجمعة، عقب تعرض موقع حدودي تركي في شانلي أورفا، للاستهداف من قبل “الوحدات الكردية”. وقال الجيش التركي في بيان له إنه رد بالمثل، مؤكداً قتل 11 من المسلحين الأكراد، ثمانية منهم كانوا في عربة مزودة برشاش. واندلعت مناوشات الجمعة في عفرين وتل أبيض ورأس العين وعامودا، على الحدود السورية التركية.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان قد قال خلال ندوة نظمها معهد “أتلانتيك كاونسيل” للدراسات في اسطنبول: “الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمقاتلين أكراد داخل سوريا، يضر بروح التضامن بين واشنطن وأنقرة”.وأضاف: “إنني على ثقة بأننا سنخط مع ترمب صفحة جديدة في العلاقات التركية الأميركية”. وقال “لماذا نطلب العون من منظمات إرهابية؟ نحن موجودون… تركيا وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والجيش السوري الحر يمكنهم جميعاً القضاء عليهم (الدولة الإسلامية). هذا ليس بالأمر العسير علينا”. وأضاف: “أعتقد أن بوسعنا تحقيق هذا وسأخبر ترامب بذلك”.

 

خسائر حزب الله في سوريا.. بالأرقام

سامي خليفة

منذ العام 2012 دخل حزب الله إلى المعركة السورية. ورغم نجاحه، مع إيران وروسيا، في تثبيت نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه تكبّد خسائر كبيرة. وتوفر دراسة نشرتها مجلة نيوزويك معلومات قيمة عن التفكير الاستراتيجي لطهران والاعتبارات التكتيكية لقيادة حزب الله، التي قد يكون لها آثار كبيرة على ديناميات الأمن الإقليمي.

 

ووفق الدراسة الاستقصائية، خسر حزب الله نحو 1048 من مقاتليه في سوريا، بين 30 أيلول 2012 و10 نيسان 2017. مع ذلك، وفق نيوزويك، يجب التعامل مع هذا العدد كحد أدنى، لأن قيادة حزب الله لديها كل الأسباب لتقليل الخسائر. ومن شأن تقديم معلومات كاملة عن عدد القتلى أن يكشف مزيداً من المعلومات عن قواته لخصومه.

 

ومن بين مقاتلي حزب الله، تم التعرف على 60 شخصاً على أنهم قادة ميدانيون. لكن حزب الله، وفق المجلة، يتعامل بسرية مع الأماكن التي قتل فيها هؤلاء المقاتلين في سوريا. إذ يُعرف أماكن مقتل 143 شخصاً فقط من مجموع ما خسره من عناصر (35 في حلب، 58 في دمشق وريفها، 12 في حماه، 18 في حمص، 11 في إدلب، 6 في القنيطرة، 3 على الحدود اللبنانية- السورية). وهذه المعلومات مستقاة من مواقع إيرانية ومصادر المعارضة السورية.

 

ووفق نيوزويك، فإن ذروة ارتفاع عدد القتلى كانت في العام 2013. فقد خسر حزب الله نحو 100 مقاتل في شهر أيار 2013، بعد هجومه على مدينة القصير. وهي مدينة تقع استراتيجياً بين دمشق وساحل البحر الأبيض المتوسط ​​وعلى مقربة من الحدود اللبنانية.

 

وفي تموز 2014، خسر حزب الله 36 مقاتلاً مع استيلاء داعش على حقل للغاز في محافظة حمص وعلى قاعدة الفرقة السابعة عشر التابعة للجيش السوري بالقرب من الرقة. ما يشير إلى أن قوات حزب الله لعبت دوراً مهماً في المعركة. وبالمقارنة، قُتل 270 شخصاً من القوات النظامية السورية، وتم إعدام 200 منهم على الأقل بعد القبض عليهم.

 

ومن المحتمل، وفق المجلة، أن تعكس الوفيات التي وقعت في شباط 2015، وبلغ عددها 35، الهجوم المشترك الذي شنته قوات الجيش السوري الحر وجبهة النصرة على معاقل حزب الله في غرب القلمون بالقرب من الحدود اللبنانية. ومعدل الوفيات الشهري المرتفع في النصف الأخير من العام 2015 (217 عنصراً من تموز إلى كانون الأول)، هو حصيلة لا تنحصر بمعركة الزبداني في تموز 2015. لكنها تشير إلى بدء الحملة الجوية الروسية الأولى في سوريا.

 

أما المعارك التي اندلعت في حزيران وآب وتشرين الأول 2016 في ضواحي مدينة حلب المحاصرة، فكانت حصيلة خسائر حزب الله فيها نحو 50 عنصراً. وقد سقط إلى جانب مقاتلي حزب الله كحد أدنى في المعارك، منذ العام 2012، 482 مقاتلاً إيرانياً، و606 من الأفغان و88 من الجنسية العراقية.

 

وتخلص نيوزويك إلى القول إن طهران تخلت في البداية عن الانتشار الواسع النطاق للقوات الإيرانية في سوريا، وفضلت بوضوح نشر قوات حزب الله. لكن ارتفاع معدل قتلى الحزب، أجبر إيران على نشر قوات الحرس الثوري والميليشيات الشيعية المتحالفة معها في سوريا. لكن حزب الله لايزال يواجه تحدياً لكي يوازن بين نشر قواته في سوريا والحفاظ على وجوده المحلي، خصوصاً احتمال استفادة الجيش الإسرائيلي من مشاركته في الحرب السورية للهجوم على مواقعه في لبنان.

 

حرب الغوطة الشرقية تندلع من جديد

تشهد الغوطة الشرقية اقتتالاً دامياً بين “جيش الإسلام” من جهة، و”فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام” من جهة ثانية، وذلك على خلفية “اعتداءات متكررة من قبل هيئة تحرير الشام”، بحسب ما أعلن “جيش الإسلام” في بيان نشره الجمعة.

 

واتهم “جيش الإسلام” في بيانه “هيئة تحرير الشام” باعتقال “مؤازرة كاملة الليلة الماضية (الخميس) كانت متوجهة نحو جبهة القابون المشتعلة وأحياء دمشق الشرقية، ما استدعى قوات جيش الإسلام للتعامل مع هذا الاعتداء ورد البغي بحزم ومسؤولية لإطلاق سراح هذه المؤازرة التي تم اختطافها من قبل مسلحي هيئة تحرير الشام، وإيقاف هذه الممارسات الغاشمة اللامسؤولة من قبلهم، والتي لا تصب إلا في مصلحة عصابات الأسد”.

 

في المقابل، نفى المتحدث باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان “كل ما يروج عن اعتداء على مؤازرة لجيش الإسلام”، متهماً إياه بـ”الاعتداء” على مقرات الفيلق في عربين وكفربطنا.

 

وقال “فيلق الرحمن” في بيان، إنه “مع اشتداد هذه المعارك (في القابون) يقوم جيش الإسلام بهذا الاعتداء المنكر صباح هذا اليوم (الجمعة) على مقرات فيلق الرحمن في كل من مدينة عربين وبلدتي كفربطنا وحزة، وأسفرت الاعتداءات حتى الآن عن مقتل عصام القاضي أحد القادة العسكريين في فيلق الرحمن بالإضافة للعديد من الجرحى”. واتهم البيان “جيش الإسلام” بأنه “أعد وحشد لأسابيع للاعتداء على فيلق الرحمن في بلدات الغوطة الشرقية، وحضر لتلك الذرائع والرواية الإعلامية التي يسوق بها لفعلته وغدره”.

 

وأشار نشطاء مقربون من “جبهة فتح الشام” إلى مقتل 50 من عناصر “جيش الإسلام”، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 40 شخصاً، غالبيتهم من المقاتلين، قتلوا خلال الاشتباكات المتواصلة بين فصائل الغوطة.

 

وبحسب المرصد، فإن القتلى هم “15 مقاتلاً من جيش الاسلام و23 من فيلق الرحمن وجبهة فتح الشام، بالاضافة الى مدنيين اثنين” قتلوا خلال الاشتباكات، الجمعة، كما أصيب نحو 70 آخرين بجروح.

 

التوتر القائم حالياً بين الفصائل الإسلامية في الغوطة يعيد إلى الأذهان اقتتالاً مماثلاً حدث في شهري نيسان/أبريل، ومايو/أيار عام 2016، أسفر آنذاك عن مقتل نحو 500 مقاتل من “جيش الإسلام” و”جبهة فتح الشام” (هيئة تحرير الشام حالياً) و”فيلق الرحمن”.

 

أردوغان:لن نسمح بقيام حزام إرهابي على حدودنا

جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفض بلاده “إنشاء دولة” على حدودها الشمالية مع سوريا، وأكد أن تركيا “لن تبقى مكتوفة الأيدى حيال من يحاولون إنشاءها”، مضيفاً أن أنقرة نتنظر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “توسيع نطاق مكافحة الإرهاب” وعدم التركيز على تنظيم “داعش” فقط، للحيلولة دون تقوية التنظيمات الأخرى.

 

وقال أردوغان خلال مشاركته في القمة الثامنة “لمؤسسة مجلس الأطلسي البحثية”، في اسطنبول، الجمعة، إن تركيا تعارض تقسيم سوريا ولن تسمح أبداً “بإنشاء حزام إرهابي” على امتداد الحدود الجنوبية لتركيا، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد. ووصف أردوغان الذين يحاولون إنشاء دولة شمالي سوريا بـ”الجهلة”، مؤكداً أن بلاده لن تبقى دون رد حيال هؤلاء.

 

وحذّر الرئيس التركي دول الغرب من “التعاون مع التنظيمات الإرهابية لهزيمة تنظيم إرهابي آخر”، قائلاً إنه من الخطأ التركيز على هزيمة تنظيم “داعش” وترك بقية التنظيمات الإرهابية التي تتلقى الدعم والأسلحة.

 

وأضاف أردوغان “لدينا جميع الوثائق والتسجيلات والصور، ونحن نعرف كل التحركات بشكل جيد وليس هناك أي مجال للتهرب أو إنكار الحقائق، ولكن يجب أن أشرح هذا الأمر للرئيس ترامب”. وأشار إلى أنه كان قد شرح هذه النقاط للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إلا أن الأخير “لم يقتنع”.

 

ويعتزم الرئيس التركي القيام بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة يومي 16-17 مايو/أيار المقبل، يلتقي خلالها نظيره الأميركي.

 

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن، إن الحكومة التركية قدمت للولايات المتحدة “اقتراحات ملموسة وواضحة” في ما يتعلق بمكافحة تنظيم “داعش”، وتنتظر منها تغييراً في سياستها الداعمة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي شمالي سوريا، وذراعه المسلحة “وحدات حماية الشعب”.

 

قالن، وخلال مشاركته جلسة بعنوان “تركيا والشرق الأوسط والغرب: التحديات والفرص”، على هامش القمة الثامنة “لمؤسسة مجلس الأطلسي البحثية” في اسطنبول، قال إن أنقرة تأمل أن تحقق تقدمّاً في هذا الإطار مع الجانب الأميركي، خلال زيارة اردوغان المرتقبة إلى واشنطن. وأوضح أن هناك مباحثات مستمرة حالياً بين الجانبين التركي والأميركي على مستويات مختلفة، كاشفاً أن أردوغان وترامب سيحددان خلال اللقاء في البيت الأبيض “خريطة طريق لتجاوز المشاكل العالقة”.

 

ولفت المسؤول التركي إلى أن أنقرة وواشنطن “تتفقان في قضايا عديدة”، إلا أن دعم إدارة أوباما “للإرهابيين” أدى إلى توتير العلاقات، وبالتالي فإن أنقرة تنتظر من إدارة ترامب تغييراً لهذه السياسة.

 

الشبكة السورية: النظام يجند السجناء مقابل الإفراج  

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثقت قيام النظام السوري بتجنيد محكومين ومعتقلين بسجونه في صفوف قواته للزج بهم في العمليات القتالية، وذلك مقابل وعود بالإفراج عنهم.

وذكرت الشبكة في تقرير اطلعت الجزيرة نت عليه، أن معظم السجناء هم من أصحاب الجرائم الجنائية والجنح، وأن المعتقلين السياسيين مستثنون من التجنيد، مشيرة إلى أن هذه العملية جرت في ثلاثة سجون تابعة للنظام السوري، وهي سجن السويداء وسجن عدرا وسجن حمص المركزي.

 

وأشار التقرير إلى زيارة قائد شرطة محافظة السويداء اللواء فاروق عمران سجن السويداء المركزي يوم 12 أبريل/نيسان الماضي، حيث التقى بمحتجزين وقدم لهم عرضا بالانضمام إلى صفوف جيش النظام أو مليشيات محلية وأجنبية، وذلك كخطوة أولى لاتخاذ إجراءات للإفراج عن الأسماء التي تنتقيها قيادة السجن.

 

كما تحدث التقرير عن واقعة حدثت في يونيو/حزيران 2016، إذ سجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان زيارة لجنة أمنية تابعة للنظام إلى سجن عدرا المركزي بمحافظة ريف دمشق حيث قدمت للمعتقلين عرضا يقضي بالإفراج عنهم مقابل الالتحاق بصفوف القوات التي تقاتل إلى جانب النظام السوري.

 

ووثق فريق الشبكة السورية في العام 2015 إفراج النظام عن 176 شخصا في سجن حمص المركزي، قائلا إنه حصل على معلومات تشير إلى أنه قد تم استخدامهم في العمليات القتالية والاستخباراتية.

 

وأشارت الشبكة إلى أن طرح النظام السوري لهذه الصفقة التي وصفتها بـ”الخبيثة” يؤكد أن “المعتقلين لديه لا يتعدون كونهم ورقة يقوم باستخدامها والاستفادة منها وتوظيفها بحسب مصالحه”.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

أردوغان: أنقرة وواشنطن يمكنهما تحويل الرقة السورية الى “مقبرة” للجهاديين

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت 29 ابريل 2017 ان تركيا والولايات المتحدة يمكنهما إذا وحدتا قواهما، تحويل الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، الى “مقبرة” للجهاديين.

وقال اردوغان في كلمة ألقاها في اسطنبول ان “أميركا الهائلة، والتحالف وتركيا قادرون على توحيد قواهم وتحويل الرقة الى مقبرة لداعش”.

 

ويزور الرئيس التركي الولايات المتحدة في منتصف أيار/مايو 2017 لعقد أول لقاء له مع الرئيس دونالد ترامب.

 

وتختلف واشنطن وأنقرة حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها في سوريا حيث لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على مناطق واسعة.

 

وتدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردي، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، تحالف من فصائل عربية وكردية مدعوم من واشنطن ويقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.

 

إلا أن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني، حركة التمرد المسلحة الناشطة منذ 1984 في تركيا والتي تصنفها أنقرة وحلفاؤها الغربيون “إرهابية”.

 

ويعارض اردوغان أي مشاركة لوحدات حماية الشعب في هجوم لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من معقله في الرقة، وقال السبت إنه سيعرض على ترامب خلال لقائهما “وثائق” تثبت ارتباط وحدات حماية الشعب بحزب العمال الكردستاني.

 

وأضاف “هذا ما سنقوله لأصدقائنا الأميركيين حتى لا يتحالفوا مع مجموعة ارهابية”.

 

وتتهم تركيا الفصائل الكردية بالسعي لإقامة دولة كردية في شمال سوريا، وهو ما ترفضه.

 

وترى أنقرة تهديدا استراتيجيا كبيرا في انشاء منطقة كردية ذات حكم ذاتي بمحاذاتها، وترمي عمليتها العسكرية في سوريا خصوصا الى منع وصل المناطق الخاضعة للقوات الكردية ببعضها.

 

واثارت تركيا استياء واشنطن بعد ان قصفت الثلاثاء مقر قيادة لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا ما أوقع 28 قتيلا على الاقل وشنت غارة جوية في العراق على مجموعة موالية للاكراد ما أسفر عن مقتل ستة عناصر من قوات كردية عراقية عرضا.

 

في العراق نفذت انقرة الضربة في منطقة سنجار (شمال غرب) حيث تعرضت الاقلية الايزيدية للاضطهاد على ايدي تنظيم الدولة الاسلامية في 2014.

 

وقال اردوغان “نفذنا غارات على سنجار والموقع الاخر (في سوريا) وقضينا على 210 الى 220 ارهابيا هناك. لماذا؟ لا مزاح مع أمتنا”.

 

كما المح ضمنا الى ضربات محتملة مستقبلا ضد وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا. وقال اردوغان “نعرف تماما ما علينا القيام به عندما يحين الوقت. يمكننا ان نظهر فجأة في احدى الليالي”.

 

إلا أن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني، حركة التمرد المسلحة الناشطة منذ 1984 في تركيا والتي تصنفها أنقرة وحلفاؤها الغربيون “إرهابية”.

 

ويعارض أردوغان أي مشاركة لوحدات “حماية الشعب” في هجوم لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من معقله في الرقة، وقال السبت إنه سيعرض على ترامب خلال لقائهما “وثائق” تثبت ارتباط و”حدات حماية الشعب” بحزب العمال الكردستاني.

 

وأضاف “هذا ما سنقوله لأصدقائنا الأميركيين حتى لا يتحالفوا مع مجموعة إرهابية”.

 

وتتهم تركيا الفصائل الكردية بالسعي لإقامة دولة كردية في شمال سوريا، وهو ما ترفضه.

 

وترى أنقرة تهديدا استراتيجيا كبيرا في إنشاء منطقة كردية ذات حكم ذاتي بمحاذاتها، وترمي عمليتها العسكرية في سوريا خصوصا إلى منع وصل المناطق الخاضعة للقوات الكردية ببعضها.

 

وأثارت تركيا استياء واشنطن بعد أن قصفت الثلاثاء 25 نيسان ـ أبريل 2017، مقر قيادة لـ “وحدات حماية الشعب الكردية” في سوريا ما أوقع 28 قتيلا على الأقل وشنت غارة جوية في العراق على مجموعة موالية للأكراد ما أسفر عن مقتل ستة عناصر من قوات كردية عراقية عرضا.

 

وفي العراق نفذت أنقرة الضربة في منطقة سنجار (شمال غرب) حيث تعرضت الأقلية الأيزيدية للاضطهاد على أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية” في 2014.

 

وقال أردوغان “نفذنا غارات على سنجار والموقع الآخر (في سوريا) وقضينا على 210 إلى 220 إرهابيا هناك. لماذا؟ لا مزاح مع أمتنا”.

 

كما ألمح ضمنا إلى ضربات محتملة مستقبلا ضد وحدات “حماية الشعب الكردية” وحزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا. وقال أردوغان “نعرف تماما ما علينا القيام به عندما يحين الوقت. يمكننا أن نظهر فجأة في إحدى الليالي”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى