أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 3 تشرين الأول 2015

روسيا حشدت طائرات لغارات تستمر 100 يوم

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

شنت قاذفات «سوخوي» روسية أولى غاراتها على مواقع تنظيم «داعش» شرق سورية مع استمرار الغارات لليوم الثالث على مواقع للمعارضة في ريفي إدلب وحماة، وأفاد مسؤول روسي مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين بأن بلاده «ستكثف» قصفها في سورية خلال فترة بين ثلاثة وأربعة أشهر (مئة يوم) «كي لا تغرق في المستنقع السوري»، في وقت شن تنظيم «داعش» هجمات أمس على مدينة دير الزور ومطارها العسكري. واستبعد مسؤول أميركي نية واشنطن «حماية» مقاتلي المعارضة الذين استهدفتهم روسيا. وأفاد مصدر فرنسي «الحياة» بأن المناقشات بين بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس أمس كانت صريحة وبمثابة «حوار الطرشان» لأنها لم تحقق أي تقارب بين مواقف الطرفين.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف إن قاذفات من طرازات «سوخوي» المختلفة نفذت 18 طلعة خلال الليل وساعات النهار الأولى، وقصفت منشآت لـ «داعش»، مضيفاً أنها دمرت «مركز قيادة ومركز اتصالات ومعسكراً للتنظيم ومستودعات تحوي الذخائر والمحروقات والعشرات من الآليات العسكرية الخاصة بالمجموعات الإرهابية». واشار الى ان الطائرات الروسية دمرت «مركز قيادة» للتنظيم في الرقة معقل «داعش» شرق البلاد وإلى أن «طائرات «سوخوي» «ضربت معسكراً لمسلحي «داعش» في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب، في حين تقول المعارضة إن «داعش» غير موجود في المنطقة.

وفي اللاذقية، قال الجنرال إيغور كليموف الناطق باسم القوات الجوية الروسية في سورية، إن عشر طائرات صهريج روسية انضمت إلى الأسطول الجوي الذي جهزته روسيا على الأراضي السورية وهي تتمركز في قاعدة حميميم على الساحل، موضحاً أن روسيا أرسلت هذا الطراز من الطائرات لتسهيل تزويد الطائرات العسكرية الروسية بالوقود خلال تنفيذ طلعاتها الجوية.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) أليكسي بوشكوف إن موسكو تتوقع استمرار حملتها الجوية في سورية ثلاثة أو أربعة أشهر. وقال بوشكوف وهو حليف لبوتين لإذاعة «أوروبا 1» الفرنسية: «هناك دائماً خطر السقوط في مستنقع يصعب الخروج منه لكننا في موسكو نتحدث عن عملية تستغرق ثلاثة أو أربعة أشهر». وأضاف أنه سيحدث تكثيف للضربات.

وفي نيويورك، أعلنت سبع دول من التحالف الدولي- العربي بينها أميركا والسعودية وتركيا، أن الغارات الروسية في سورية ستؤدي الى تصعيد النزاع. ودعت موسكو الى التوقف فوراً عن استهداف عناصر المعارضة السورية، في وقت اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو روسيا باستهداف عناصر المعارضة السورية المعتدلة لدعم نظام الأسد.

وشكك وزير الخارجية السوري وليد المعلم في جدوى المفاوضات السياسية. وقال إن الضربات الجوية ضد المتشددين في بلاده غير مجدية إذا لم تتم بالتنسيق مع حكومته. وقال المعلم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «الإرهاب لا يحارب من الجو فقط وكل ما سبق من عمليات لمكافحته لم تؤد إلا إلى انتشاره وتفشيه. الضربات الجوية غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش العربي السوري القوة الوحيدة في سورية التي تتصدى للإرهاب».

وعكست تصريحات الإدارة الأميركية أمس حذرها في التعاطي مع الضربات الروسية، بانتقادها استهداف معظم هذه الضربات للمعارضة وليس «داعش» من جهة، وتأكيدها من جهة أخرى أن خياراتها محدودة ولن تتحرك عسكريا لمواجهة موسكو.

وفيما دانت الخارجية استهداف الغارات الروسية للمعارضة المعتدلة بنظر الأميركيين، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لموقع «دايلي بيست» أن الجيش الأميركي «لن يقصف الطائرات الروسية أو قواعدها ولن نعطي المعارضة صواريخ ضد الطائرات بسبب التحديات على الأرض مثل وجود «داعش» و «جبهة النصرة» في مواقع قريبة، وتحاشي واشنطن الدخول في مواجهة عسكرية مع موسكو». وعكست خارطة نشرها «معهد دراسات الحرب» أن ضربات روسيا استهدفت الأربعاء والخميس ١٢ موقعا للمعارضين المعتدلين، مقابل موقعين لـ «داعش».

في باريس، قال مصدر الفرنسي بعد لقاء بوتين- هولاند على هامش قمة تتعلق بالأزمة الأوكرانية، إن المحادثات كانت بـ «مثابة حوار طرشان مهذب في ظل خلاف في المواقف. فرنسا على قناعة بأن التدخل العسكري الروسي في سورية هو لحماية الأسد وليس لضرب داعش، في حين أن الجانب الروسي لم يبد اهتماماً حقيقياً في الحوار السياسي وكان تركيزه على تقوية الجيش السوري على الأرض وتركيزه على شرعية عمله العسكري وعدم شرعية عمل التحالف» الدولي- العربي بقيادة أميركا ضد «داعش».

وزاد: «هولاند دافع عن مبادئه بالنسبة إلى القضية السورية وتوجهه لعمل عسكري يستهدف فقط داعش ولا يريد في أي شكل من الأشكال مساعدة الأسد»، مضيفاً أن «المعلومات لدى فرنسا تشير إلى أن روسيا استهدفت مواقع المعارضة السورية وليس داعش». وتابع أن بوتين «يحاول تكثيف الضربات العسكرية في سورية لإجبار الأوروبيين على التفاوض معه حول رفع العقوبات التي فرضت عليه على أوكرانيا وقبول بقاء الأسد، فيما قال هولاند إنه لا يمكن أن يكون هناك حل والأسد في الحكم لأن ذلك سيعني المزيد من العنف والتهجير والتطرف، وإن مسالة داعش لم تتفاقم لو لم يكن الأسد اعتمد العنف»، إضافة إلى قناعته بأنه «إذا كانت العمليات العسكرية الروسية ضد المعارضة وليس ضد داعش ستعقد الأمور في سورية وفي المنطقة».

إلى ذلك، قال «المرصد» إن «معارك عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر «داعش» من طرف آخر في مدينة دير الزور ومحيطه، إثر هجوم عنيف للتنظيم على أحياء الصناعة والرصافة والعمال ومناطق أخرى في دير الزور ومحيط مطار دير الزور العسكري وجنوبه، ترافق مع سماع دوي انفجارين عنيفين يعتقد أنهما ناجمان من تفجير عربتين مفخختين من قبل التنظيم، وسط تنفيذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في محيط المطار».

سياسياً، أعلن المعلم أمام الأمم المتحدة أن حكومته تقبل المشاركة في محادثات تمهيدية اقترحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لعقد اجتماعات لأربع لجان في جنيف، فما أفاد بيان باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ومعظم الفصائل المسلحة بينها «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» رفض «مبادرة «مجموعات العمل» باعتبارها تجاوزاً لمعظم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري، ذلك أن المجموعات الأربع عملية سياسية معقدة تتطلب بناء الثقة بين الشعب السوري من جهة والطرف الراعي للعملية السياسية». وتابع: «مجموعات العمل بصيغتها الحالية والآليات غير الواضحة التي تم طرحها توفر البيئة المثالية لإعادة إنتاج النظام».

وأشار البيان إلى «رفض التصعيد العسكري الروسي المباشر في سورية الذي يتحمل مسؤوليته النظام السوري الذي حوّل سورية إلى مرتع للتدخل الأجنبي، ذلك أن هذا التصعيد قد يشكل نقطة لاعودة في العلاقة بين الشعب السوري من جهة وروسيا من جهة أخرى ويظهر بطريقة لا تحتمل الشك أن روسيا لم تكن جادة أو صادقة في التزامها بالعملية السياسية، وأنها لم تكن يوماً وسيطاً نزيهاً وإنما طرفاً من أطراف الصراع وحليفاً أساسياً للنظام».

وفي جنيف، قالت ناطقة باسم دي ميستورا إن الأمم المتحدة اضطرت لتعليق العمليات الإنسانية المزمعة في سورية في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بسبب زيادة الأنشطة العسكرية.

وكان من المزمع القيام بعمليات إغاثة تشمل إجلاء مصابين في الزبداني وهي مدينة تحاصرها قوات موالية للحكومة قرب الحدود اللبنانية وفي قريتي الفوعة وكفريا اللتين تسيطر عليهما المعارضة المسلحة بمحافظة إدلب بشمال غرب سوريا في إطار الاتفاق الذي تم بمساعدة الأمم المتحدة ودعمته إيران وتركيا.

وقال الناطق: «تدعو الأمم المتحدة كل الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين والتوصل إلى التفاهمات الضرورية من أجل تنفيذ هذا الاتفاق بأسرع ما يمكن».

 

روسيا تعلن شن سلسلة ضربات جديدة في الرقة وحماة وإدلب

موسكو – رويترز

قالت روسيا اليوم (الجمعة) إنها نفذت سلسلة جديدة من الضربات الجوية في سورية على حماة وإدلب وأغارت للمرة الأولى على الرقة معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وقصفت 12 هدفاً.

وذكرت “وزارة الدفاع الروسية” في بيان أن “طائرات سوخوي 34، وسوخوي 24، وسوخوي 25، نفذت 18 غارة، وقصفت موقع قيادة ومركز اتصالات في محافظة حلب، إضافة إلى معسكر ميداني للمتطرفين في إدلب”. وأضافت أنه “تم تدمير موقع قيادة في محافظة حماة بالكامل”.

 

المعلم: دمشق مستعدة للمشاركة في محادثات سلام برعاية أممية

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – أ ف ب

أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمام الأمم المتحدة اليوم (الجمعة) أن الحكومة السورية تقبل المشاركة في مباحثات تمهيدية اقترحتها الأمم المتحدة للتحضير لمؤتمر سلام.

وكان يشير إلى «أربع لجان خبراء» اقترحها وسيط الأمم المتحدة ستيفان دو ميستورا لإجراء «مشاورات تمهيدية غير ملزمة».

وأوضح المعلم أن «هذه اللجان هي لتبادل الأفكار وهي مشاورات تمهيدية غير ملزمة تمكن الاستفادة من مخرجاتها التي يتم التوافق عليها للتحضير في ما بعد لإطلاق جنيف – 3»، أي جولة ثالثة من مفاوضات السلام.

وأكد المعلم أن «مكافحة الإرهاب أولوية للسير بالمسارات الأخرى وسورية مؤمنة بالمسار السياسي عبر الحوار الوطني السوري – السوري من دون أي تدخل خارجي».

وشدد على أنه «لا يمكن سورية أن تقوم بأي إجراء سياسي ديموقراطي يتعلق بانتخابات أو دستور أو ما شابه والإرهاب يضرب في أرجائها ويهدد المدنيين الآمنين فيها».

وأشار المعلم إلى وجوب عدم توقع كثير من الليونة من جانب دمشق في هذه المباحثات، وقال: «لا يظنن أحد أياً كان أنه وبعد كل هذه التضحيات والصمود لأربع سنوات ونيف يستطيع أن يأخذ بالسياسة ما لم يستطع أن يأخذه بالميدان وأنه سيحقق على طاولة المفاوضات ما فشل في تحقيقه على الأرض».

واعتبر أن «الإعلان عن بدء الغارات الجوية الروسية في سورية، والذي جاء بناء على طلب من الحكومة السورية وبالتنسيق معها هو مشاركة فعالة في دعم الجهود السورية في مكافحة الإرهاب»، مكرراً تأييد دمشق للاقتراح الروسي بتشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب يشمل النظام السوري ويحظى بموافقة الأمم المتحدة.

في المقابل، أكد المعلم أن الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة «غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش العربي السوري القوة الوحيدة في سورية التي تتصدى للإرهاب»، لافتاً إلى أن «الإرهاب لا يحارب من الجو فقط وكل ما سبق من عمليات لمكافحته لم يؤد إلا إلى انتشاره وتفشيه».

 

الغارات الروسية تتكثف وتتسع أوباما: مشكلة سوريا في الأسد

المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات

أستانا – (قازاقستان ) – موسى عاصي

ما فعله الروس في سوريا خلال ثلاثة ايام كان كافيا لاعادة خلط الاوراق وفتح الباب واسعا امام مرحلة جديدة في الأزمة السورية، في ظل وقائع ميدانية روسية متسارعة أملتها الغارات الجوية على المواقع الاساسية والبنى التحتية لمجموعات من المعارضة المسلحة في المناطق السورية الشمالية المحاذية للحدود مع تركيا، حيث تحاول أنقرة منذ بضعة أشهر اقناع حلفائها باقامة حزام أمني محظور على الطيران.

 

أوباما

في غضون ذلك، شن الرئيس الاميركي باراك اوباما هجوماً عنيفاً على الدور العسكري الروسي في سوريا، معتبراً ان الغارات الجوية الروسية على المعارضة المعتدلة “ستبعدنا أكثر عن الانتقال السياسي وان معظم السوريين يرون في روسيا عدواً الان وان السنة في الشرق الاوسط سينظرون اليها بالطريقة نفسها”. وقال إن “سياسة اميركا في سوريا واضحة وترى أن المشكلة في سوريا تتمثل في وجود (الرئيس بشار) الأسد”.

وأكد أن “روسيا لا تفرق بين تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وجماعات المعارضة الإسلامية المعتدلة في سوريا” . وأضاف: “من وجهة نظرهم هم جميعا إرهابيون. وهذا سيؤدي إلى كارثة”. وجدد استعداده للعمل مع روسيا وإيران وشركاء التحالف للتوصل إلى انتقال سياسي في سوريا. واضاف إن “إيران والأسد هما تحالف السيد بوتين الآن وبقية العالم يمثل تحالفنا”. ولاحظ انه “لم يكن كافيا لبوتين أن يرسل الى الأسد الأسلحة والأموال فأرسل طائراته وطياريه”. لكن “السياسة الروسية في سوريا ستدفع المعارضة المعتدلة الى العمل السري وتعزز تنظيم الدولة الإسلامية”. وحذر من أن “روسيا وإيران ستنزلقان إلى مستنقع إذا حاولتا دعم الأسد”. وشدد على أنه لن يجعل سوريا تتحول إلى حرب بالوكالة بين أميركا وروسيا.

 

الغارات تتسع

ووسعت الطائرات الروسية غاراتها مستهدفة للمرة الأولى مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في عقر داره بمدينة الرقة، حيث لم تجر صلاة الجمعة في المساجد للمرة الأولى منذ سيطرة التنظيم المتطرف على المدينة في آذار 2013. وبدت المدينة وطرقها خالية تماما من الناس والمقاتلين.

وعلمت “النهار” أن الطائرات الروسية تستخدم استراتيجية هجومية قائمة على شن غارات بلا توقف طوال ساعات، وعند توقف الغارات تواصل الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع التحليق على نحو شبه دائم، مما ادى الى شل حركة المجموعات المسلحة نهائيا. وفي معلومات مؤكدة، أن مجموعات تابعة لـ”جبهة النصرة” و”أحرار الشام” المنضويتين في “جيش الفتح” و”الحزب الاسلامي التركستاني”، أجلت مواقعها في ريف ادلب وخصوصا مستودعات الاسلحة والذخيرة الى الجبال الوعرة القريبة من الحدود التركية، وذلك بعد استهداف الطائرات الروسية عددا من مخازن الذخيرة لهذه الفصائل في ريف ادلب.

وفي محاولة للرد على الغارات الروسية، شن “داعش” هجوما على مواقع القوات النظامية في مدينة دير الزور.

 

الاهداف الروسية

وبعد ثلاثة أيام من بدء الحملة العسكرية الروسية، بدأت أهداف هذه الحملة تتضح شيئا فشيئاً، فالغارات الروسية لم تستهدف مواقع تابعة للمجموعات المسلحة بعيدة من خطوط التماس مع القوات النظامية السورية، ومواقع القوات الروسية لا سيما في اللاذقية، حيث حوّل الروس جزءا من مطار حميميم المدني (مطار باسل الاسد في اللاذقية) الى مطار عسكري يستخدمونه في غاراتهم اليومية، ويريدون ابعاد أي خطر من المجموعات المسلحة عنه، وعن المواقع النظامية في حلب وحمص وحماه خطوة أولى .

 

بوتين وهولاند

وقد حضر الملف السوري بقوة على طاولة نقاش جمعت في باريس كلا من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند، على هامش قمة رباعية حول اوكرانيا مع المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو، في محاولة لتضييق الخلافات بين الطرفين على هذا الملف. وقال مساعد للرئيس الفرنسي ان هولاند ناقش ثلاثة شروط فرنسية كي تتعاون مع روسيا في سوريا وهي: مهاجمة “داعش” و”القاعدة” دون سواهما، وضمان سلامة المدنيين وعملية انتقال سياسي تشمل رحيل الأسد عن منصبه.

ولم يعرف الموقف الروسي من الشروط الفرنسية، الا أن اوساطا ديبلوماسية قالت لـ”النهار” إن بوتين عاتب على هولاند بسبب التغيير الذي طرأ على الموقف الذي اتخذه في بروكسيل في 24 ايلول الماضي على هامش القمة الاوروبية حول اللاجئين، عندما اشار الى موافقة فرنسية على بقاء الاسد خلال المرحلة الانتقالية “الى أن تنظم انتخابات جديدة”، قبل أن يتراجع عن هذا الموقف أخيرا في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ويعود الى المطالبة بالرحيل الفوري للاسد.

وقالت الاوساط الديبلوماسية، إن موقف هولاند في بروكسيل كان بالتنسيق مع بوتين جزءاً من صفقة تسويات في الملفين السوري والاوكراني، لكن الرئيس الفرنسي تراجع عن “الليونة ” في الملف السوري لسببين مرتبطين أحدهما بالآخر، الأول رفع بوتين السقف إذ “يرفض التخلي عن الاسد” ويضع مصيره في يد الشعب السوري في الانتخابات المقبلة، والثاني الضغط الذي مارسه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المعروف بموقفه المتشدد ضد الاسد، على الرئيس الفرنسي مستندا الى “التشدد الروسي” في عدم التخلي عن الأسد.

وقالت المستشارة الألمانية ردا على سؤال عن سوريا “انه بحث في الملف السوري خلال الاجتماعات الثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ان تنظيم داعش هو العدو ولكن يجب أن تؤخذ في الاعتبار مصالح المعارضة السورية”.

 

سوريا..”الدولة” يسيطر على نقاط بجبل استراتيجي في ريف الحسكة

الحسكة- الأناضول – سيطر تنظيم “داعش”، السبت، على عدد من النقاط،  في جبل عبد العزيز، غربي محافظة الحسكة، بعد اشتباكات مع “وحدات حماية الشعب”، التابعة لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي”، ذراع منظمة “بي كا كا” الإرهابية في سوريا، بحسب مصادر محلية.

 

وأفادت المصادر، أن المناطق التي تمت السيطرة عليها هي منطقة تلة الإذاعة، والغرا، شمالي جبل عبد العزيز، وقريتي السارقة والبديع غربه.

 

وأوضحت المصادر، أن “الهجوم سبقه تفجير سيارتين مفخختين، استهدف حواجز الوحدات الكردية في المنطقة”، مضيفة أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في الجبل ذو الأهمية الاستراتيجية (10.45 ت.غ)، بين مقاتلي “داعش” من جهة، و”وحدات حماية الشعب”، و”قوات الصناديد” المساندة لها (ميليشا من أفراد ينتمون لعشيرة شمر العربية).

 

وأكدت مصادر طبية في مشافي بلدة تل تمر، ومدينة رأس العين، في ريف الحسكة، وصول  قتلى وجرحى من عناصر “وحدات حماية الشعب” إلى البلدتين.

 

في الأثناء، قتلت سيدة مسنة وابنتها في غارات لطيران التحالف الدولي، على الجبل، بهدف وقف تقدم مقاتلي “داعش”،  كما قصف المقاتلات التنظيم في أطراف “تل حميس″ و”تل براك”، شمال شرقي الحسكة.

 

قال الإيرانيون للروس: إن لم تتدخلوا فسيسقط الأسد… وسقوط إدلب وجسر الشغور عامل رئيسي حفز الحشد العسكري

تدخل سيعقد الأزمة ويطيل أمد الحرب… وعلى الغرب امتحان نوايا إيران وروسيا

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: بعد ثلاثة أيام على بدء الغارات الجوية الروسية في سوريا والتي ضربت مواقع جماعات مسلحة بعضها يلقى الدعم من الغرب والولايات المتحدة، بدا من الواضح عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حماية نظام بشار الأسد. وبحسب أليكسي ماكارين «هدف روسيا هو حماية الأسد: فمن يقف ضده هو عامل هدم».

وأضاف ماكارين رئيس المركز من أجل التكنولوجيا السياسية «تريد روسيا أن تدفع الأسد للانخراط في تسوية سياسية من موقع قوة».

ويحتاج بوتين لمساعدة الأسد على استعادة سيطرته على كامل البلاد أو «تخييط» المناطق التي خسرها أن يحقق ما لم تحققه الدول الغربية من قبله، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» خاصة أنه استبعد نشر قوات برية.

ومع ذلك ترى الصحيفة أن بوتين يمكنه تحقيق عدة مكاسب على المدى القصير منها نزع المبادرة من يد المعارضة السورية وتخريب الخطط الغربية الأمريكية وإحراج الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

 

وهج الانتصار

 

ويرى محللون وقادة عسكريون في المعارضة أن وهج الانتصار للحملة الروسية سيختفي في حالة اكتشف الروس وقائع الحرب الأهلية القاسية وتجاوزت المعارضة السورية الصدمة الأولى، وعندما يفشل الجيش السوري المنهك والمنهار معنويا بتأكيد سيطرته على مناطق جديدة.

وكان الرئيس الأسد قد اعترف صيف العام الحالي بخسائر جيشه الذي أكد أنه لم ينهزم، ولكنه تعرض لنكسات ويعمل على حماية المناطق الضرورية والانسحاب من المناطق الأقل أهمية.

وفي بلد غالبية سكانه من السنة لم يعد هناك من يقبل بحكم الأقلية العلوية، ولهذا أجبر الأسد على الاعتماد على القوى العلوية التي باتت ترفض القتال في مناطق السنة والبقاء في مناطقها. ويواجه النظام ضغوطا من كل المحاور، ففي الوسط بين حمص والعاصمة دمشق يتقدم «تنظيم الدولة» فيما يندفع مقاتلو «جيش الفتح» نحو المعاقل التقليدية للنظام العلوي- أي الساحل.

وعليه فقصف الطائرات الروسية المعارضة يخفف من حدة الضغوط على النظام و»حزب الله» الموالي له.

وترافق القصف الجوي مع تقارير غير مؤكدة عن عملية عسكرية لـ»حزب الله» في الشمال وعن حشود إيرانية ستدخل سوريا. وترى الصحيفة أن دروس التاريخ تقترح صعوبة فرض حل عسكري.

فلم تستطع الولايات المتحدة بمئات الألوف من الجنود السيطرة على المقاتلين في أفغانستان والعراق، ولم تحقق حملتها ضد «تنظيم الدولة ـ داعش» تقدما ذا معنى. ولروسيا تجربتها المعروفة في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. وهناك مخاوف من أن تزيد الغارات من الميول نحو التشدد، وبدا واضحا عندما أعلن فصيل إسلامي انضمامه لـ»جبهة النصرة».

 

إدارة الحملة

 

وفي الوقت الحالي لا يبدو بوتين متعجلا من أمره، فسيطرته على الإعلام تسمح له بتشكيل الرأي العام. وبحسب سيرغي كاراغانوف، مستشار الكرملين والرئيس الفخري لمجلس السياسات الخارجية والدفاع «فهو يلعب لعبة طويلة من أجل تقوية موقع روسيا وإظهار أنها لاعب مستقل».

ولا يبحث الرئيس عن نصر ولكن عن «حوار جاد مفاده أن روسيا تلعب دورا إيجابيا» حسب المعلق الروسي قنسطنطين فون أيغرت.

وقال «لا يمكن تجاهله بسبب وجوده العسكري هناك» فهي حقيقة لا يمكن تجاهلها.

وترى أن دفاع بوتين عن الأسد محاولة لإحراج أمريكا التي تخلت عن حليفها حسني مبارك في مصر. وفي إطار آخر يشكك آخرون فيما لو كان لبوتين استراتيجية واضحة في سوريا وأن حساباته هناك تكتيكية حسب دبلوماسي غربي.

وتساءل آخرون إن كان لبوتين ما يطلق عليها «استراتيجية خروج». ويتعامل مسؤلون أمريكيون مع التدخل الأمريكي من وجهة نظر أن بوتين مسؤول عن أفعال الأسد خاصة أنه تدخل لحمايته.

وفي ظل الحديث عن دوافع بوتين للتدخل في سوريا يرى إيان بلاك ان العامل الرئيسي للتدخل الروسي هو انهيار الجيش السوري الذي بدا عليه الإجهاد خلال الأشهر الأخيرة. وينقل عن مسؤولين ومحللين قولهم إن موسكو قررت تعميق وجودها العسكري في سوريا بعد سقوط مدينتي إدلب وجسر الشغور في أيار/مايو بيد جيش الفتح والتي كانت على ما يبدو «صيحة تحذير».

وأضاف أن روسيا تحركت بعد ضغوط إيرانية، فرغم الجهود التي بذلتها طهران لدعم النظام عسكريا وماديا إلا أنها ترددت بنشر قواتها على الأرض.

ونقل عن دبلوماسي في دمشق قوله «قال الإيرانيون للروس بوضوح: إن لم تتدخلوا، فسيسقط الأسد ونحن لسنا في وضع لتقويته».

وتراجعت قوة الجيش السوري الذي كان تعداده قبل الحرب حوالي 300.000 تراجعت إلى ما بين 80.000 -100.000 جندي بات يعاني من الإجهاد والتعب والانشقاق المستمر والخسائر. ونظرا للطبيعة الطائفية للنزاع بات الجنود العلويون يرفضون القتال في مناطق السنة ويفضلون الدفاع عن مناطقهم.

وبحسب خبير «فقد سقطت مدينة إدلب بسرعة لأن الجنود السوريين لم يكونوا مستعدين للقتال» و»استغرب مقاتلو أحرار الشام من الطريقة السريعة التي انهار فيها الجيش السوري» في المدينة. كما توسعت القوات السورية فوق طاقتها، ففي دمشق تدافع الفرقة الرابعة من الحرس الجمهوري بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس، ولكنها لم تنجح في استعادة المناطق المحيطة بالمدينة التي سيطر عليها المقاتلون مثل الغوطة.

ويقول بلاك إن الدفاع عن العاصمة والمناطق المحيطة بها أولوية، لكن قلة الجنود تجعل الجيش يتردد في خوض حروب مدن. ولهذا سيطر المقاتلون الإسلاميون على جوبر ويقومون منها بقصف دمشق بقذائف الهاون. ولم يستطع الجيش استعادة الزبداني إلا بمساعدة من «حزب الله» وجماعة فلسطينية موالية للأسد.

ويرى الكاتب أن النظام ونتيجة للخسائر المتتالية اتبع سياسة التحصن في مناطقه التقليدية أو ما وصفه أحدهم بـ»العقلنة الفعلية للهزيمة».

ويشير الكاتب إلى أن الملصقات الدعائية عن طلب مجندين للجيش السوري تظهر الحاجة الماسة التي يعاني منها الجيش. وكدليل على الضغوط التي يواجهها الجنود عمل بعضهم بسياقة سيارات الأجرة في الليل، والتذمر المستمر من تدني رواتبهم في وقت تزايدت فيه الأسعار.

ويشتكي الجنود من أن مقاتلي «جبهة النصرة» و»تنظيم الدولة ـ داعش» يحصلون على رواتب أفضل منهم. لكل هذا أصبح الهروب من الخدمة وطلب اللجوء في أوروبا طريقا لتجنب الانخراط في الجيش. فالكثير من الشبان يقولون إنهم قرروا الهجرة بعد تلقيهم أمرا بالذهاب إلى مراكز الجيش.

ويضيف الكاتب عاملا آخر أسهم بتراجع قدرات الجيش السوري وهو إنشاء ميليشيا الدفاع الشعبي وتعدادها 125.000 مقاتل والتي مولت إيران تدريب أفرادها وسلحتهم. مع أن طهران تفضل عادة استخدام الميليشيات من العراق وباكستان وأفغانستان.

 

تعقيد الأزمة

 

وترى صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها أن التدخل الروسي سيعقد «الشبكة المعقدة من الأغراض المتصارعة وطرق ممارسة العنف التي أوصلت البلاد لوضع متدن.

وحتى لو افترضنا أن روسيا ستضرب في المستقبل تنظيم «الدولة الإسلامية» والجماعات المعارضة التي استهدفت في مفتتح الغارات فإن العملية الروسية ستترك أثرا محدودا على قدرة «تنظيم الدولة» على الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطر عليها.

وفي الوقت الذي لن يضعف فيه «تنظيم الدولة» فالدعم الروسي الموجه وبوضوح ضد جماعات المعارضة سيقوي نظام بشار الأسد على المدى القصير وسيطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة المدنيين».

وتعتقد الصحيفة أن التدخل الروسي يجب أن يكون فرصة للولايات المتحدة وحلفائها والتحول من استراتيجية محو تنظيم «القاعدة» إلى توفير الحماية للمدنيين بأي وسيلة كانت وسواء تعاونت روسيا أم لم تتعاون.

وفي الوقت الذي تدعو فيه لتقبل كلام بوتين على عواهنه إلا أنها تطالب في الوقت نفسه بطرح أفكار حول مناطق آمنة ومناطق حظر جوي وتحقيق اتفاقيات وقف إطلاق نار محلية ومن ثم أخذ رأي الإيرانيين والروس.

وتعترف الصحيفة بمصاعب تطبيق هذه المقترحات خاصة أنها ستؤدي لتقوية طرف على حساب طرف آخر، كما أن نجاح مناطق الحظر الجوي بعد حرب الخليج الأولى لا يعني نجاحها اليوم. فما لم ينجح به التحالف الدولي حتى الآن وبالضرورة الدول الغربية هو تحقيق الحماية للمدنيين.

فالفشل في حمايتهم في رواندا والبوسنة أدى لظهور مبدأ «مسؤولية الحماية» في عام 2005 وهو الذي تبنته الأمم المتحدة عام 2009.

ولعل المسؤولية للحماية هو ما يقف وراء الرغبة البريطانية لشن هجمات عسكرية ضد سوريا مع أن غارات جديدة لن تحدث تغييرا على الأرض.

وهناك حاجة ماسة وجهد جماعي لحماية السوريين. فمهما كانت دوافع بوتين في سوريا- من تغيب الموضوع الأوكراني إلى تعزيز صورة روسيا الدولية وحماية الأسد أو مقاومة الجهاديين – فالتحرك الروسي لن يزيد إلا من مشاعر العداء السنية لروسيا.

ويبدو حتى الارتباط بالأسد غير حكيم. وتتوقع الصحيفة أن تبدأ روسيا وفي فترة زمنية قصيرة بالبحث عن مخرج لها من سوريا. وعندما نصل لهذه النقطة فعندها ستلتقي المصالح الغربية والروسية بطريقة تدعو للبحث عن حل. وفي هذه المرحلة يجب ضم إيران لجهود التسوية.

وفي الوقت الحالي يجب على الدول الغربية البحث عن وسائل لحماية المدنيين السوريين وامتحان إيران وروسيا حولها.

 

تعطيل الجهود الأمريكية

 

وعليه ترى صحيفة «التايمز» في افتتاحيتها أن الاستعراض الجوي الروسي في ثلاث محافظات سورية يهدف إلى تعطيل الجهود الأمريكية، وسيترك نتائج كارثية على الشعب السوري والحملة ضد «تنظيم الدولة».

وترى أن ضرب بوتين لكل القوى التي تعارض الأسد لن تطيل إلا من أمد الحرب. وتضيف أن بوتين الذي دعا لتحالف موسع ضد «تنظيم الدولة» اختار تحالفا ضيقا للحفاظ على الأسد. فالنظام السوري منح لروسيا، ومنذ أن طرد أنور السادات الخبراء الروس من مصر عام 1972، منفذا للتأثير في المنطقة.

ورغم أهمية المصالح الروسية وحيويتها إلا أن بوتين أدخل بلاده في حرب لا يمكنه الفوز فيها. ومن هنا تعتقد صحيفة «دايلي تلغراف» في افتتاحيتها أن الأزمة السورية دخلت مرحلة مثيرة للقلق، ولم يكن التدخل الروسي ممكنا لو كانت هناك سياسة غربية متماسكة.

وترى أن الغرب الذي تجاهل الأزمة السورية أدى لظهور «تنظيم الدولة» كبديل عن نظام الأسد وعندها قرر الغرب التحرك من دون نجاح.

وعن المغامرة الروسية ترى أن بوتين الذي يريد الظهور بمظهر الفارس الذي يحمي حلفاءه لم يكن ليفعل ما يفعل في ظل قيادة غربية قوية.

وتأمل أن يسود صوت العقل ويتوصل الغرب وروسيا لحل الوضع. وفي الوقت الحالي فخيارات الغرب تظل محدودة في التعامل مع بوتين. كما يرى كيم سينغوبتا في صحيفة «إندبندنت» فقد يضطر المعارضون «المقربون» من الغرب للتراجع إلى تركيا أو الانضمام للجماعات المتطرفة.

فيما انهار برنامج تدريب المعارضة السورية الذي رصدت له الولايات المتحدة 500 ملايين دولار لتدريب 5.000 معارض.

ومن أنهى تدريبه «الفرقة 30» سلم سلاحه إلى جبهة النصرة. وقد يشتكي الغرب من ضرب بعض فصائل المعارضة إلا انه قد يجد صعوبة في الشكوى لضرب روسيا الجماعات الموالية لـ»القاعدة».

وهو ما فعلته الولايات المتحدة بالضبط في مفتتح غاراتها على سوريا العام الماضي، عندما استهدفت تنظيم «خراسان» الذي قالت إنه كان يخطط لعمليات ضد الغرب. ومثل الغرب فتركيا التي صمتت في البداية هددت على لسان رئيسها طيب رجب أردوغان بأنها لن تسمح بولادة كيان قريب من أراضيها. وفي السياق، فقد تلجأ العناصر المتشددة في السعودية التي فوجئت هي الأخرى بالعملية الروسية لزيادة الدعم العسكري. مع أن السعوديين عقدوا اجتماعات منظمة مع الروس كانت ستفضي في مرحلة لحل الأزمة.

وبدت الدهشة واضحة في تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي قال إنه زار موسكو قبل شهرين «وسط أجواء إيجابية، وفجأة عزز الروس من دورهم العسكري وحددوا موقفهم السياسي الداعم للأسد».

وذكر الكاتب هنا بزيارة مسؤول الأمن القومي السابق الأمير بندر بن سلطان قبل 3 سنوات وهدد بوتين أنه سيتم تفعيل خلايا المقاتلين الشيشان حالة لم يخفف الكرملين من دعمه للأسد وعرض على بوتين صفقة تجارية مربحة. ورد الرئيس الروسي بغضب محذرا من عواقف وخيمة. وعزل بندر من منصبه.

 

تورط عميق

 

ويظل التدخل الروسي الذي ظل بعيدا عن الأنظار ولشهور عدة تعبيرا عن خطة للتدخل العميق في سوريا. وبحسب جون ماكلوغلين، النائب السابق للسي آي إيه «هذه حقائق على الأرض».

وأضاف أن «كل شيء نعمله الأن مشروط بوجودهم، وهذا هو الواقع الذي يجب علينا التعامل معه.

ويعلق ديفيد إغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يتوقعون نزع فتيل الأزمة السورية قريبا وبتعاون روسي. ففي أثناء المحادثات النووية التفت لافروف إلى زملائه المجتمعين في فيينا واقترح فعل الأمر نفسه لحل نزاعات الشرق الأوسط الأخرى.

ويضيف أن الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري كانا يأملان بالعمل مع الروس لتحقيق «عملية نقل مرتب للسلطة».

وبدا التفاؤل واضحا في تصريحات أوباما للصحافيين في 5 آب/أغسطس «أعتقد أن هناك نافذة فتحت كي نتوصل لحل سياسي في سوريا، خاصة أن كلا من روسيا وإيران تعترفان بأن الوضع ليس جيدا للأسد».

ويعلق إغناطيوس أن جو التفاؤل من تغير في الموقف الروسي لم يتوقف على أوباما بل وعلى حلفاء أمريكا التقليديين مثل السعودية التي سافر ولي ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو وكذا ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي التقى لافروف وكيري في قطر.

وكانت هذه التطورات علامة مشؤومة على ما هو قادم حيث كانت روسيا وإيران تعملان من أجل تعزيز موقع الأسد. وبعدها جاءت زيارة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.

ويرى إغناطيوس إن أوباما وحلفاءه فشلوا في توقع خطوات بوتين الذي جاء متسلحا بالديمقراطية ومستعدا لاستخدام السلاح ليحقق نفوذا عسكريا. ويجسد الرئيس الروسي «الدبلوماسية المفتولة العضلات» والتي احتقرتها الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاث الماضية. ففشل أوباما بتطوير سياسة متماسكة فتح الباب أمام بوتين.

ويشير إغناطيوس إلى أن الحزم الذي أبداه بوتين في سوريا فاجأ إدارة أوباما خاصة كيري الذي عبر عن «قلقه العميق». بل وفاجأ السلطات الأمنية التي توقعت أن تقدم روسيا دعما غير مباشر من المستشارين والتدريب ولكنهم لم يتوقعوا تدخلا عسكريا مباشرا.

ونقل الكاتب عن مصدر مقرب من نظام الأسد والذي انتقد سوء الفهم الأمريكي «الفضيحة هي في عجز المخابرات الأمريكية»، «فلم يكن الأمريكيون يتوقعون تخلي الروس عن الأسد.. ولم تستطع المخابرات الأمريكية الكشف عما كان يفعله الروس من تحضيرات لوجيستية وفنية وعسكرية قوات للقيام بهذه العملية غير المسبوقة». ويعلق إغناطيوس أن الروس يلعبون لعبة خطيرة من خلال دعم الأسد الذي يمقته السنة في كل أنحاء العالم العربي. ونقل ما قاله المتحدث باسم المعارضة إحسان الريس «أي قوة ستقف مع الأسد في قتله للسوريين فهي عدو للشعب السوري».

ويدعو الكاتب بوتين لقراءة دراسة عن دروس حرب أفغانستان التي أعدتها أكاديمية فرونز العسكرية الروسية والتي ترجمت للإنكليزية «الدب يصعد فوق الجبل» والتي تحدثت عن دهاء المجاهدين وشبكات الإمدادات ومعرفتهم بالطبيعة الافغانية، وهو ما لم يتوفر للجنود السوفييت. ربما لم يفهم أوباما مخاطر التدخل الروسي وهو ما قد يصلح على بوتين نفسه.

 

إلغاء صلاة الجمعة للمرة الأولى في ريف حمص تخوفاً من القصف الروسي

حمص ـ الأناضول: ألغيت إقامة صلاة الجمعة، ولأول مرة، في كافة مدن وقرى ريف حمص الشمالي، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، بسبب كثافة تحليق الطيران الحربي الروسي في أجواء المنطقة.

وأوضح مصدر محلي من ريف حمص (فضل عدم ذكر اسمه)، أن إلغاء الصلاة جاء عبر بيان أذيع على مآذن المساجد جاء فيه «أنه وبناء على قرار المحكمة الشرعية العليا بحمص تلغى إقامة صلاة الجمعة والظهر في كافة المساجد، بسبب الظروف الراهنة وكثافة تحليق الطيران الحربي الروسي في سماء المنطقة وخشية ارتكاب مجازر جديدة بحق المدنيين».

وكان  الطيران الحربي الروسي، شنّ أولى غاراته في سوريا قبل يومين ضد مدن تلبيسة والرستن وقرى الزعفرانة في ريف حمص الشمالي، ما تسبب بمقتل 38 شخصا، جلّهم من المدنيين.

 

بريطانيا وفرنسا وألمانيا وقطر والسعودية وتركيا وأمريكا: الغارات الروسية ستؤدي لتصعيد النزاع

وليد المعلم: لا أحد يستطيع أن يأخذ منا بالسياسة ما لم يستطع أخذه حربا

دمشق ـ لندن ـ باريس ـ «القدس العربي»: أعلنت دول من ائتلاف تقوده الولايات المتحدة، الجمعة، أن الغارات الروسية في سوريا ستؤدي إلى تصعيد النزاع في هذا البلد. ودعوا موسكو إلى التوقف فورا عن استهداف مقاتلي المعارضة السورية.

وأفاد بيان أصدرته سبع دول بينها تركيا والسعودية والولايات المتحدة ونشر على موقع وزارة الخارجية الأمريكية أن «هذه الأعمال العسكرية ستؤدي إلى تصعيد أكبر وستزيد من التطرف والأصولية».

وأضاف البيان الذي نشر أيضا على موقع وزارتي الخارجية الإلمانية والفرنسية «ندعو روسيا إلى وقف هجماتها فورا على المعارضة والمدنيين في سوريا».

وتابع أن روسيا «عليها أن تركز جهودها على محاربة تنظيم الدولة».

وتشدد روسيا على انها تستهدف فقط مواقع للتنظيم الجهادي، بينما تقول تركيا وعدد من دول الغرب إنها استهدفت مواقع لمجموعات معتدلة تحارب نظام بشار الأسد.

وأعرب البيان عن «القلق الشديد» إزاء الغارات الجوية الروسية التي «أوقعت ضحايا من المدنيين ولم تستهدف تنظيم الدولة». والدول السبع التي أعدت البيان المشترك هي بريطانيا وفرنسا والمانيا وقطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة.

هذا وشكك وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الجمعة في جدوى المفاوضات السياسية، وقال إن الضربات الجوية ضد المتشددين في بلاده غير مجدية إذا لم تتم بالتنسيق مع حكومته.

وقال المعلم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «الإرهاب لا يحارب من الجو فقط وكل ما سبق من عمليات لمكافحته لم تؤد إلا إلى انتشاره وتفشيه.»

وأضاف المعلم «الضربات الجوية غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش العربي السوري القوة الوحيدة في سوريا التي تتصدى للإرهاب.»

وباءت جهود الأمم المتحدة حتى الآن للوساطة لعقد محادثات سلام بين الحكومة ومقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بالفشل. وشهدت الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات تصعيدا جديدا هذا الأسبوع حين بدأت روسيا ضربات جوية في سوريا.

ونفذت روسيا غارات جوية على سوريا لليوم الثالث أمس الجمعة، مستهدفة مناطق خاضعة لسيطرة جماعات معارضة مسلحة سوى تنظيم الدولة الإسلامية الذي قالت إنها تستهدفه. وأثارت الغارات رد فعل غاضبا من الغرب.

وقال المعلم إنه سيكون من المستحيل إنهاء الأزمة في بلاده من خلال المفاوضات السياسية وحسب.

وأضاف «فلا يظنن أحد أنه وبعد كل هذه التضحيات والصمود لأربع سنوات… أنه يستطيع أن يأخذ بالسياسة ما لم يستطع ان يأخذه بالميدان وأنه سيحقق على طاولة المفاوضات ما فشل في تحقيقه على الأرض.»

لكنه عبر عن استعداد حكومة الأسد للمشاركة في عدد من مجموعات العمل التي اقترحها وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بهدف وضع إطار عمل لاتفاق بشأن انتقال سياسي مستقبلي في سوريا.

وأشار إلى أن النتائج التي ستتوصل إليها مجموعات العمل ستكون غير ملزمة.

وقال المعلم إن الإصلاحات المرتبطة بالانتخابات الديمقراطية ودستور البلاد يجب أن تنتظر بينما تواصل الحكومة معركتها ضد ما وصفه بالإرهاب.

وأضاف «مكافحة الإرهاب هي الأولوية للسير في المسارات الأخرى، فلا يمكن لسوريا أن تقوم بأي إجراء سياسي ديمقراطي يتعلق بانتخابات أو دستور أو ما شابه والإرهاب يضرب في أرجائها ويهدد المدنيين الآمنين فيها. كيف لنا أن نطلب من الشعب السوري أن يتوجه إلى صناديق الاقتراع وهو غير آمن في الشوارع والبيوت والقذائف تنهال عليه من المجموعات الإرهابية التي تدعمها دول معروفة لكم جميعا».

 

رئيس الوزراء الروسي : الهدف من عملياتنا في سورية هو حماية شعبنا من التهديدات الارهابية

موسكو – (د ب ا)- صرح رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ان الهدف من العمليات العسكرية التي تشنها روسيا في سورية هو حماية شعبنا من الارهاب .

 

وقال ميدفيديف لشبكة التلفزيون الروسي السبت، في إشارة إلى العملية الجوية العسكرية الروسية في سورية “نحمي شعب روسيا من التهديدات الإرهابية”، مشددا على ضرورة درء التهديدات الإرهابية في الخارج حتى لا تطال روسيا.

 

وأكد رئيس الحكومة الروسية ،في التصريحات التي اوردتها وكالة سبوتنيك الروسية ، اهتمام روسيا بإنهاء الصراع الدائر في سورية بقوله إن الأكثر أهمية هو حل النزاع السوري من خلال المفاوضات بين المعارضة والسلطة، مشددا على أهمية “جلوس المعارضة والسلطة إلى مائدة المباحثات لإعداد اقتراحات بشأن مستقبل سورية.

 

كانت روسيا قد بدأت العملية الجوية لمساندة الجيش السوري الذي يخوض قتالا ضد الجماعات الارهابية وفى مقدمتها تنظيم الدولة الاسلامية”داعش” يوم الاربعاء الماضي.

 

سوريا: روسيا تشن غارات جديدة على الرقة

بيروت – (أ ف ب) – شن الطيران الروسي غارات جديدة ليل الجمعة السبت على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية بالقرب من مدينة الرقة (شمال)، التي يتخذها التنظيم المتطرف “عاصمة” له، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن”استهدفت الضربات الجوية مواقع للتنظيم في ريف الرقة الغربي وسمع دوي الانفجارات في المدينة” دون اعطاء تفاصيل اضافية تتعلق بطبيعة المواقع المستهدفة.

 

ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على عدد من السدود والمواقع في محافظة الرقة الشمالية، المعقل الرئيسي للتنظيم المتطرف منذ عام 2013.

 

وشن الطيران الروسي للمرة الاولى مساء الخميس غارة على محافظة الرقة غداة بداية تنفيذ ضرباته، ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 12 جهاديا بحسب المرصد.

 

واتخذ النزاع في سوريا المتشعب الاطراف، الذي اندلع في اذار/مارس 2011، منعطفا جديدا مع اشتراك روسيا التي بدأت بشن ضربات جوية على سوريا تحت شعار “مكافحة الارهاب”.

 

ويشتبه الغرب والدول العربية بان موسكو تركز ضرباتها على فصائل اخرى مسلحة معارضة للنظام السوري، في حين يبدو ان النظام السوري يضعف ميدانيا.

 

واشار عبد الرحمن الى ان الضربات الروسية استهدفت الخميس “مشفى ميداني” في بلدة اللطامنة الواقعة في ريف حماة (وسط)، مشيرا الى “اصابة اطباء بجروح”.

 

ولفت عبد الرحمن الى عدم وجود عناصر للتنظيم في هذه المنطقة التي يسيطر عليها “جيش العزة” المدعوم من واشنطن وبعض الدول العربية ويحارب ضد القوات النظامية.

 

النظام يفشل باستعادة تلال مطلة على أتوستراد دمشق-حمص

دمشق, حلب-رامي سويد

تمكنت قوات تابعة لجيش الاسلام وقوات فيلق الرحمن من التصدي لمحاولات جديدة لقوات النظام السوري، للتقدم من جهة ضاحية الأسد التي تسيطر عليها نحو التلال الجبلية الواقعة إلى الشمال منها.

 

وسيطر جيش الإسلام الشهر الماضي على هذه التلال التي مكنته من السيطرة عليها على أتوستراد حمص دمشق من جسر حرستا شمال العاصمة، وصولا إلى مخيم الوافدين شمال مدينة دوما.

 

اقرأ أيضا: جيش الإسلام يعلن عن فتح طريق دمشق- حمص الدولي

وتمكنت قوات المعارضة من التصدي مجدداً لمحاولات قوات النظام الرامية لاستعادة التلال المشرفة على الأوتوستراد، بحسب مصادر مقربة من جيش الإسلام.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات بقيت مستمرة حتى بعد منتصف الليلة الماضية، وشارك الطيران الحربي التابع للنظام السوري باستهداف قوات المعارضة أثناء الاشتباكات.

 

في سياق متصل، أوضح الناشط أمجد الداراني لـ “العربي الجديد” أن قوات النظام السوري واصلت قصف مناطق سيطرة المعارضة السورية وسط مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية بالبراميل المتفجرة، موضحا أن مروحيات النظام ألقت أكثر من سبعة براميل متفجرة، مسببة مزيدا من الدمار في أحياء المدينة.

 

وأحصى نشطاء محليون في مدينة داريا قيام طائرات النظام السوري بإلقاء ألف وثلاثة وثمانين برميلاً متفجرا على المدينة خلال الشهرين الماضيين، تمكنوا من توثيق ستمئة منها بالصور، لتصبح المدينة شبة مدمرة بالكامل وغير صالحة للسكن، بعد أن نزح أكثر من مئة وتسعين ألفا من سكانها عنها، ليبقى فيها أقل من خمسة آلاف منهم فقط.

 

وفي حلب، تجددت الاشتباكات بين قوات المعارضة السورية وجبهة النصرة من جانب، وقوات حماية الشعب الكردية في محيط حي الشيخ مقصود شمال حلب؛ والذي تسطير عليه قوات حماية الشعب الكردية؛ وذلك على خلفية استمرار القوات الكردية بفتح معبر بين مناطق سيطرتها في حي الشيخ مقصود ومناطق سيطرة النظام السوري في أحياء الأشرفية والميدان شمال حلب.

 

وأكد الناشط حسن الحلبي لـ “العربي الجديد” أن الاشتباكات اندلعت منتصف الليلة الماضية بالرشاشات الخفيفة والمتوسطة بين الجانبين، على محاور التماس بين الطرفين شمال وشرق حي الشيخ مقصود، بالتزامن مع شن الطرفين قصفا متبادلاً بقذائف الهاون.

 

وأكد الحلبي أن قذائف الهاون التي أطلقتها القوات الكردية من حي الشيخ مقصود على حي بعيدين الذي تسيطر عليه قوات المعارضة شمال حلب، تسببت بإصابة ثلاثة مدنيين على الأقل في الحي، في الوقت الذي لم يتم التأكد فيه من سقوط إصابات نتيجة قصف قوات المعارضة لحي الشيخ مقصود.

وناشد نشطاء محليون قوات المعارضة بإعطاء محلة للمدنيين القاطنين في حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه القوات الكردية من أجل الخروج من الحي، حيث أفادت مصادر إغاثية تعمل في حلب لـ “العربي الجديد” بأن حي الشيخ مقصود يحوي 17500 عائلة نازحة من بقية أحياء مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة، هربا من قصف قوات النظام السوري لهذه الأحياء بالبراميل المتفجرة.

 

وكان متظاهرون قد خرجوا يوم أمس الجمعة في تظاهرة في مختلف أحياء مدينة حلب طالبوا فيها قوات المعارضة بالحزم بالتعامل مع القوات الكردية التي استهدفت السيارات المدنية التي تعبر عبر أوتوستراد الكاستيلو، الذي يعتبر المنفذ الوحيد للسكان في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب نحو مناطق ريف حلب الشمالي والغربي.

 

كما خرجت تظاهرة أخرى في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي طالب فيها المتظاهرون بإغلاق الطريق الذي يصل مدينة اعزاز بمدينة عفرين التي تسيطر عليها القوات الكردية، بهدف الضغط على القوات الكردية، إلا أن قوات الجبهة الشامية أكبر تشكيلات المعارضة المسلحة بريف حلب الشمالي قامت بمنع المتظاهرين من قطع الطريق، وأشرفت على استمرار عمله.

 

بريطانيا: 5% فقط من الضربات الروسية تستهدف داعش

قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، اليوم السبت، إن واحدة فقط من كل عشرين ضربة لسلاح الجو الروسي في سورية تستهدف مقاتلي تنظيم داعش، وفقا لفرانس برس.

وأوضح فالون لصحيفة ذي صن البريطانية أن الاستخبارات البريطانية لاحظت أن خمسة بالمئة من الضربات الروسية استهدفت مقاتلي التنظيم الجهادي، وأن معظم الغارات “قتلت مدنيين” واستهدفت المعارضة المعتدلة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأضاف أن التدخل الروسي أدى إلى مزيد من “تعقيد” الوضع. وتابع “نقوم بتحليل المواقع التي تجري فيها الضربات كل صباح (…) معظمها ليس إطلاقا ضد تنظيم الدولة الاسلامية”.

 

وقال الوزير البريطاني إن “العناصر المتوفرة لدينا تؤكد انهم يطلقون الذخائر غير الموجهة على قطاعات يرتادها مدنيون مما يؤدي الى مقتل مدنيين، وأنهم يطلقون ذخائر على قوات الجيش السوري الحر الذي يقاتل الأسد”. وأضاف أن روسيا “تدعم الأسد وتطيل المعاناة”.

 

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر أمس الجمعة من أن الحملة العسكرية الهجومية الروسية في سورية لدعم بشار الأسد تؤدي إلى “كارثة مؤكدة” لكنه أكد أن واشنطن وموسكو لن تخوضا “حربا بالوكالة” بسبب هذا الخلاف.

وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي إن الرئيس الروسي فلادمير بوتين “لا يفرق بين الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعارضة (السورية) السنية المعتدلة التي تريد رحيل الأسد”.

 

وأضاف “من وجهة نظرهم كل هؤلاء إرهابيون، وهذا يؤدي إلى كارثة مؤكدة”.

واتهم الرئيس الأميركي موسكو “بدعم نظام مرفوض من قبل الغالبية الكبرى للشعب السوري”.

من جهة أخرى، قال فالون إن الحكومة ستطلب تمديد مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية ضد تنظيم داعش، معتبرا أنه “من الخطأ أخلاقيا” عدم ضرب التنظيم في سورية. وتشارك بريطانيا حاليا في قصف تنظيم داعش في العراق فقط.

 

وقال فالون إن ضرب التنظيم يسمح بالوقاية من تهديد هجمات على الأرض البريطانية “ولا يمكننا ان نترك ذلك للطيران الفرنسي او الاسترالي او الاميركي”.

 

سيناريوهات أميركية سوريّاً وعراقيّاً… تسليم موسكو لتوريطها

عثمان المختار

في ظلّ الأحداث المتسارعة في المنطقة عموماً، والعراق وسورية خصوصاً، لا يمكن إغفال الربط بين إعلان موسكو عن تحالف عسكري رباعي في العراق وسورية، يضم كُلاًّ من إيران والعراق وسورية وموسكو لاستهداف الجماعات الإرهابية، مع مرور عام كامل على بدء قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملياتها العسكرية الجوية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في كلا البلدين، من دون أن تحرز أي تقدم ملموس على الواقع الميداني.

صعّدت موسكو منذ يونيو/حزيران الماضي، حدّة انتقاداتها للتحالف الدولي، متهمة إياه بالفشل وتعقيد الأزمة في العراق وسورية، لتقوم، أخيراً، بإنشاء جسر جوي علني لدعم الرئيس السوري، بشار الأسد، بالأسلحة والصواريخ والمعدات العسكرية المختلفة عبر العراق، الذي التزم الصمت حيال ذلك، على الرغم من التنديد العربي والدولي لدعم حكام دمشق.

في العراق، بدا المشهد فاضحاً، إذ رحّب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بما وصفه بـ”الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب”، ومنها الجهود الروسية، فاتحاً الباب أمام مناقصة على بلده لمن يتدخل ويضرب من دون تكرار مصطلح “السيادة الوطنية”، الذي دأب على قوله في كل خطاب محلي أو دولي، يرافق ذلك ترحيب عال من مراجع دينية ومليشيات وقيادات التحالف الوطني العراقي، بالتدخل الروسي الإيراني، وصولاً إلى حدّ المطالبة بإزاحة التحالف الأميركي والإبقاء على الروسي بعد عام من الفشل.

هنا، تقفز سيناريوهات أو فرضيات عدّة للتدخل الروسي، مستقاة من واقع الأرض السورية والعراقية وسرّ الموافقة أو الصمت الأميركي الغريب، وربطها بتقارير تتحدث عن توقّف مفاجئ أو تجميد لجهود الجيش الأميركي في استعادة الأنبار من قبضة “داعش”.

سيناريو التوريط

وفقاً لبيانات ومعلومات رسمية، فإنّ التحالف الدولي، بدأ أولى ضرباته في العراق، في 19 سبتمبر/أيلول 2014، أعقبها بأربعة أيام فقط، بدء عملياته في سورية، بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول من العام ذاته. بلغ عدد الدول التي شاركت في التحالف 63، من بينها 13 دولة تشارك بشكل فعلي مباشر، أبرزها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وألمانيا، وإيطاليا، وبولندا، وأستونيا، وإسبانيا، وفرنسا، وأستراليا، والدنمارك، وألبانيا، بينما تشارك الدول الأخرى بمساعدات لوجستية عسكرية أو مالية أو على مستوى التدريب والاستشارة للقوات العراقية. وأخيراً، انضمت منظمات دولية للتحالف بشكل رسمي للمساعدات الإنسانية، كبرنامج الأغذية العالمي، والمفوضية العليا السامية لحقوق الإنسان، واليونيسف، والجامعة العربية.

نفّذ التحالف الدولي، في العام الماضي، أكثر من 19 ألف طلعة جوية في كلا البلدين، منها 14 ألف غارة جوية، نتج عنها قصف أهداف محددة أو مرسومة مسبقاً، والأخرى تراوحت بين عمليات إمداد عسكري ومراقبة جوية وإمداد مقاتلين محليين بواسطة مناطيد تحمل شحنات ذخيرة وعتاد، أسفرت، وفقاً لإحصاءات غير رسمية، عن تدمير أكثر من سبعة آلاف هدف لتنظيم “داعش” في كلا البلدين، تراوحت بين مقارّ ومبانٍ تابعة لهم ومواضع وتجمعات مسلحة وحواجز تفتيش وخطوط أمامية خلال المعارك. كما أسفرت تلك الغارات عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن أربعة آلاف عنصر من “داعش”، كما قتل وأصيب مئات المدنيين العراقيين والسوريين.

خسر التنظيم في العراق، عام 2014، في إثر عمليات التحالف، 2 في المائة فقط من مجمل المساحات التي يسيطر عليها، والبالغة نحو 182 ألف كيلومتر، ما يعادل 40 في المائة من مساحة العراق الإجمالية. بينما ارتفعت نسب المساحات التي يسيطر عليها في سورية، خلال عام 2015، إلى مستوى قياسي، بعد سقوط مدينة تدمر وبلدات مجاورة لها وبلدة القريتين والطاسة والجزء الجنوبي من محافظة دير الزور، فضلاً عن احتلاله تسع قرى كردية قرب الحسكة، بالإضافة إلى استمرار فرض التنظيم سيطرته على حقول نفط مهمة شمال العراق وشرق سورية.

تبيّن هذه النسب أنّ التحالف الدولي، بالفعل، لم يكن عند مستوى الآمال الدولية، كما أنّ بقاءه على هذا النحو، لن يغيّر شيئاً في المعادلة، مع استمرار نجاح “داعش” بفرض نظرية الاستبدال والتعويض، وهما نظريتان باشر التنظيم بتطبيقهما، تقومان على تعويض قتلى التنظيم بمقاتلين جدد، واستبدال الذين يهاجرون من السكان المحليين، بعوائل المقاتلين القادمين حديثاً للانضمام إليه، من أوروبا.

مقابل ذلك، سعى الأميركيون إلى توريط الروس بالملفين العراقي والسوري بشكل أكثر علنية، وكسب موسكو استعداء أكثر للشعوب في المنطقة، من خلال إظهارها على أنّها المدافع الأول عن مصالح إيران في المنطقة ومحاولتها تثبيت نظام الأسد. ووفقاً لتاريخ الروس العسكري، يتّضح أنّ التدخل الجوي، سيكون البداية، وسيكون تورّطهم في المستنقع برّاً، مع قناعة الولايات المتحدة بأنّهم لن يحققوا شيئاً، مع محاولة أميركية للفت أنظار التنظيمات المتطرفة إلى الشرق، بدلاً من تركيزها على استعداء واشنطن ولندن، كما دأبت منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، ونقل هذا العداء إلى مرحلة أولوية الجماعات الإرهابية، هي موسكو، وهو ما أكّده عدد كبير من المراقبين، الذين اعتبروا هذا السيناريو واقعياً، وإن لم يكن الرئيسي، فهو ثانوي.

في هذا الصدد، كتب الصحافي توماس فريدمان، مقالاً في “واشنطن بوست”، أكّد فيه، أنّ “بوتين ذهب بغباء إلى سورية، متطلعاً إلى حلوى رخيصة، ليظهر لشعبه أنّ روسيا لا تزال قوة عظمى. بوتين الآن يقف فوق الشجرة، ويجب على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ووزير خارجيته، جون كيري أن يتركاه هناك، لمدة شهر، ليقاتل داعش وحده هو والأسد، ويتفرجان عليه، ليصبح العدو رقم واحد للعالم السنّي”.

يمكن التسليم بأنّ الروس يسعون، اليوم، إلى تحقيق نصر عجز عنه الأميركيون وحلفاؤهم، طيلة عام كامل، مما سيجرّ الروس إلى توسيع مؤكد لطبيعة تدخلهم العسكري، الذي لن ينتج عنه سوى مزيد من الدمار وقتل المدنيين، إذ يحتلّ الروس، المرتبة الأخيرة في دقة التصويب الجوي مقارنة بالجيوش الغربية، فضلاً عن همجية الآلة العسكرية التي سبق أن سجّلت جرائم في أفغانستان والشيشان ودول أخرى، في القرن الماضي.

لذا، فإنّ سيناريو التوريط الأميركي للروس، اكتمل، وقد يدفع ذلك إلى فتح محادثات جديدة لبحث مصير الأسد، وإن بشكل مختلف. في هذا الوقت، سيظهر الأميركيون أكثر قرباً من تطلعات شعوب المنطقة أو قاعدتها الجماهيرية، التي تؤيد إسقاط الأسد ودعم فصائل المعارضة، كمرحلة أولى قبل القضاء على “داعش”.

سيناريو التسليم

يرى مراقبون أنّ الولايات المتحدة قرّرت تسليم الملف السوري إلى موسكو وإشراكها في الملف العراقي، مما يمكّنها من التعامل بشكل أكثر حرية وراحة مع جهة واحدة قادرة على اختزال أو جمع كل الأطراف المعادية في مسمى واحد. كما سيكون التفاهم مع الروس وحدهم كافياً أو يعوّض عن التحاور مع إيران والمليشيات والتحالف الشيعي وحزب الله اللبناني الذين يحرجون واشنطن، في إعلانها أمام شركائها، عن عدم قدرتها على التفاهم مع تلك الأطراف، خصوصاً، أنّ الرأي العام الأميركي ينتقد أي تقارب مع مليشيات “الحشد الشعبي” العراقي.

بناءً عليه، وبحسب المراقبين أنفسهم، أمام الأميركيين فرصة للتفاهم مع الشريك الواحد (روسيا) من دون الحاجة إلى تعدد المفاوضات مع شركاء عدة، فتربح واشنطن، بذلك، فرصة ادّخار جزء من جهود قواتها الجوية، من خلال استبدالها بالغارات الروسية في العراق وسورية، أو الإبقاء عليها لزيادة الضغط على “داعش”، وعدم خسارة نفوذها في أي من البلدين، في الوقت الذي يتم فيه الاتفاق على السيناريو الروسي المطروح بقوة والمتضمن حماية وتأمين دمشق والساحل السوري وإبعاد فصائل المعارضة و”داعش” عنهما.

 

ويتم الانتقال في ما بعد، إلى الجزء السياسي، الذي سينتهي برحيل الأسد، ثم دعم حكومة جديدة في البلاد لاستعادة باقي المدن السورية. في المقابل، سيكون السيناريو العراقي مختلفاً تماماً، ويكمن في مزيد من الإصلاحات وإشراك حقيقي للسنة وإقرار قانون الحرس الوطني، الذي يتضمن تشكيل قوة سنيّة، تتولى تحرير وحماية مناطقها.

لكن إلى حين تحقيق هذا السيناريو، يظهر سيناريو آخر في الداخل الأميركي، وهو انتقاد الجمهوريين لإدارة أوباما، في اليومين الماضيين، حول ما وصفوه بـ”ضعف أداء، تسبّب بتراجع دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، معتبرين أنّ خطوة روسيا كانت مفاجئة للأميركيين وتمثل انتصاراً أو هدفاً تسجّله موسكو في مرمى واشنطن، من خلال تدخلها السريع والمذهل في المنطقة العربية من دون استشارة أو مراجعة القوى الدولية الموجودة على الأرض هناك، مما أفقد واشنطن القدرة على التصرف حياله، باستثناء التفرج أو الترحيب به بشكل سطحي إزاء القوة، التي ظلّت لسنوات طويلة مهمّشة أمام القوة الأميركية خصوصاً، منذ احتلال العراق في مارس/آذار 2003.

 

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تسعى الآن إلى تدارك الموقف سياسياً عبر المباحثات، التي من المتوقع أن تجري خلال أيام بين الجانبين الأميركي والروسي، وفقاً لما أعلن عنه مسؤول أميركي بارز، وهو ما يفسر التصريحات الأميركية المتناقضة بين ترحيب وتحفظ ومهاجمة للخطوة الروسية بشكل لم تألفه الساحة السياسية الأميركية من قبل.

ويرى المراقبون أنفسهم أنّ ما يجمع المواقف الغربية مع روسيا، حيال الأزمة السورية والعراقية، أكثر مما يفرقهما، بدءا من الحرب على الإرهاب والقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومخاوف استمرار تدفق اللاجئين إلى أوروبا وفوبيا ولادة خلايا جديدة تهدّد أمن المنطقة، ليبقى التوقيت الزمني لتوقف سيل الدماء في كلا البلدين مجهول المصير.

 

مختصون عراقيون: أنظار الجهاديين تتحول إلى موسكو

بغداد ــ العربي الجديد

أكد مختصون في شؤون الجماعات المتطرفة في العراق تصاعد اللهجة العدائية لدى تلك الجماعات اتجاه روسيا خلال اليومين الماضيين، سواء بالخطب والمحاضرات التي يلقونها في المدن المسيطر عليها من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، “تويتر” وفيسبوك”.

 

وقال الدكتور فيصل أحمد المحمدي المختص بشؤون الجماعات الجهادية في العراق إن “أنظار داعش والقاعدة تحولت إلى روسيا وعبارات التهديد بدت واضحة من خلال خطب ومحاضرات ألقيت بالموصل والأنبار أو من التغريدات”. وأضاف المحمدي إن “الجهاديين توعدوا برد سريع في الداخل الروسي، وذهب آخرون إلى استنفار من وصوفهم أسود الشيشان للاستعداد”، مضيفًا أن “شعارات العداء لأميركا انخفضت مقابل ارتفاعها تجاه روسيا لدى الجماعات الأصولية”.

 

من جانبه، قال فياض السعدي الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة بغداد إن “ضرب روسيا مواقع المعارضة المعتدلة دفع المسلمين الاعتياديين والعرب بشكل عام، إلى اعتبار روسيا عدوا جديدا لهم أسوة بالشعور الذي ساد عقب غزو واشنطن أفغانستان والعراق”.

 

وأوضح السعدي أن “استهداف تنظيم داعش طيلة الفترة الماضية من قبل التحالف لم يكن له تأثير عند الشعوب؛ كون التنظيم مرفوضا مسبقًا، لكن الخطوة الروسية هي تثبيت للأسد واستهداف للمعتدلين لترجيح كفة مليشيات إيرانية تقاتل على الأرض”. ورجّح ما وصفه “عدم سكوت الجماعات الجهادية في دول الاتحاد السوفييتي السابق على هذا العدوان، خاصة أن روسيا تعتبر من الدول الهشة التي يسهل استهداف مصالحها في تلك الدول أو في داخل الأراضي الروسية”.

 

النظام يقبل خطة دي ميستورا.. بعد رفض الائتلاف

أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بياناً مشتركاً مع 70 فصيلاً عسكرياً في مقدمتهم حركة “أحرار الشام”، و”جيش الإسلام”، وفصائل الجبهة الجنوبية، أعلنوا فيه رفض مبادرة “مجموعات العمل”، التي اقترحها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. واعتبر الموقعون على البيان أن مجموعات دي ميستورا الأربع تتجاوز معظم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري.

 

وأوضح البيان أن المبادرة عبارة عن “عملية سياسية معقدة تتطلب بناء الثقة بين الشعب السوري من جهة، والطرف الراعي للعملية السياسية ـ الأمم المتحدة ـ من جهة أخرى، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق تنفيذ القرارات الأممية التي قام النظام السوري بتعطيلها ومنها القرارات 2118 -2165 – 2139”. ويرى البيان أن “مجموعات العمل” يجب أن تُبنى على مبادئ أساسية واضحة بما يخص معايير المشاركين فيها والتصور النهائي للحل.

 

وطالبت القوى الموقعة على البيان باحترام مبادىء أساسية في أي عملية تفاوضية أو مبادرة لحل سياسي في سوريا، وفي مقدمتها أن “بشار الأسد لا مكان له في أي عملية سياسية”، فقد كان وصوله إلى الحكم “بطريقة توريثية غير شرعية”، وتحول إلى “مجرم حرب” استخدم كافة الأسلحة في قتل الشعب السوري بما فيها السلاح الكيماوي. كما فتح “أبواب سوريا أمام الميليشيات الأجنبية لترتكب المجازر الطائفية”، وحرض في الوقت نفسه على تكريس “الخطاب الطائفي”. وأخيراً: “قام بشار الأسد بتسليم سوريا إلى الاحتلالين الإيراني والروسي”، وهو ما اعتبره الموقعون على البيان “خيانة لا تغتفر لتاريخ البلد ومستقبله وكرامته”، ما ينزع عنه أهلية المشاركة في أي عملية سياسية تهدف إلى توحيد البلاد.

 

واعتبر البيان مسألة تفكيك الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية المسؤولة عن قتل الشعب السوري بنداً أساسي في أي حل سياسي، “فهذه المنظومة المتفككة والمنهارة، التي تحولت إلى ميليشيات طائفية بقيادة إيرانية لا يمكن أن تكون نواةً لجيش وطني حقيقي، ولا يمكن للشعب السوري أن يثق بها لتحقيق الأمن والاستقرار لمستقبل البلاد”. وأوضح البيان أن قوى الثورة والمعارضة تعاملت بإيجابية كاملة مع دي ميستورا، على الرغم من غياب أي نتائج عملية على الأرض. وجدد الإئتلاف تأكيده على الاستمرار بالتعاطي الإيجابي مع الأمم المتحدة بما يحقق مصلحة الشعب السوري.

 

في السياق، أعلن وزير الخارجية السورية وليد المعلم في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الجمعة، موافقة النظام على المشاركة في لجان الخبراء الأربع المقترحة من قبل دي ميستورا. وقال المعلم أن مكافحة الإرهاب هي الأولوية وأن “سوريا مؤمنة بالمسار السياسي عبر الحوار الوطني السوري- السوري دون أي تدخل خارجي”. وطالب المجتمع الدولي بوقف “تدفق الإرهابيين” إلى سوريا، و”إن لم يحصل ذلك فإن النار التي اشتعلت في سوريا والعراق وليبيا ستنتشر خارجها الدول الممولة والراعية والداعمة للإرهاب مازالت تغذي التطرف في المنطقة وتسلح وترسل الإرهابيين إلى سوريا”.

 

100 قتيل في حلب.. مجزرة جديدة يرتكبها النظام

تعرض ريف حلب الشرقي الذي يسيطر عليه تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى قصف جوي عنيف، الجمعة، حيث شهدت سماء مدن وبلدات دير حافر، والباب، وتل سبعين، والجديدة، وتادف، تحليقاً مكثفاً للطيران، الذي ألقى عشرات البراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية.

وتسبب القصف المركز، الذي استمر لساعات، بمقتل أكثر من 100 شخص من المدنيين، وجرح 200 آخرين على الأقل، كما لحق بالمواقع المستهدفة دمار هائل لم يسبق أن تعرضت له هذه المناطق من قبل.

 

المناطق التي استهدفت تعتبر من أكثر المراكز السكانية اكتظاظاً بالسكان، ويتخذ منها تنظيم الدولة معاقل له لشن هجماته ضد مواقع قوات النظام في ريف حلب الشرقي، ومعامل الدفاع، ومطار كويرس القريب منها، وتشكل بالنسبة للمطار طوقاً محكماً.

 

عضو وكالة “شهبا برس” الإخبارية الناشط عبداللطيف نورس، أكد لـ”المدن” أن المواقع التي استهدفت للتنظيم في مدينة الباب تعتبر من أكثرها تحصيناً، وهي نادي الباب الرياضي، وشعبة الحزب. أما المواقع الأخرى فكانت مدنية وخدمية، حيث استهدف القصف، الذي نفذته مروحيات النظام بغطاء من المقاتلات الروسية، محيط جامع أبو بكر الصديق، وسوق الهال، وأتوستراد المحلق، وجبل عقيل، ومدخل المدينة جانب صالة الدنيا، ما أدى إلى سقوط 60 قتيلاً في الباب وحدها.

 

أما عن خسائر التنظيم، فأشار نورس إلى أنها بلغت 50 عنصراً على الأقل، وهي حصيلة منفصلة عن المدنيين الذي قتلوا في الغارات. ولفت الناشط إلى أن التنظيم عقب الاستهداف طوق مواقعه، ومنع الحركة حتى ساعات متأخرة من مساء الجمعة.

 

من جهة ثانية، قصفت قوات النظام المتمركزة في مدينة السفيرة ومعامل الدفاع، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، قرى وبلدات تل حاصل، وتل سبعين، والمحطة الحرارية، والجديدة، وعدداً من المزارع في محيط مطار كويرس العسكري. وخلّف القصف عدداً من القتلى، كما شهدت هذه البلدات حركة نزوح كثيف نحو مناطق تخضع إلى سيطرة تنظيم الدولة قرب منبج والرقة.

 

إلى ذلك، اعتبر العقيد في الجيش الحر ماهر الفاضل أن التدخل الروسي قد بدأ في شرق حلب ضد معاقل تنظيم “الدولة الاسلامية”. وأكد لـ”المدن” أن الحملة الجوية تستهدف الحواضن الشعبية الأبرز للتنظيم ودفعها للنزوح نحو الداخل، وتوقع استمرار القصف الجوي من قبل النظام بمساندة من الطيران الروسي على المدن والبلدات القريبة من معامل الدفاع، ومطار كويرس، في محاولة لتأمين تلك المناطق وفك الحصار عن المطار كمرحلة أولى.

 

ورأى العقيد الفاضل أن النظام سيعمل جاهداً على توريط الروس أكثر، ففاتورة القتلى اليوم عالية جداً ستدفعهم إلى تكرار القصف، وفي عمق مناطق التنظيم، ليتستّروا على جرائمهم شرق حلب ضد المدنيين، كما أن الغارات الجوية ضد التنظيم ستخفف من الاحتجاج الدولي على استهدافهم معاقل المعارضة خلال الأيام الماضية، في إدلب وحماة وريف حمص الشمالي.

 

من جانب آخر، لا تزال الأزمة بين المعارضة ووحدات حماية الشعب الكردية قائمة في حي الشيخ مقصود، الخاضع لسيطرة الوحدات، حيث يشرف مقاتلوها بشكل مباشر على طريق المعارضة الوحيد الذي يصل مناطق سيطرتها في المدينة بريفها الشمالي والغربي، والذي قطع لأكثر من مرة مؤخراً على خلفية استهدافه المتكرر بالأسلحة الثقيلة من قبل الوحدات الكردية.

 

وعلى الرغم من الاتفاق المعلن مؤخراً بين غرفة عمليات “فتح حلب” ووحدات الحماية الكردية، إلا أن الأخيرة لم تلتزم ببنوده ومن بينها عدم إقامة معبر بين مناطق سيطرتها في الشيخ مقصود ومناطق تسيطر عليها قوات النظام.

 

المتحدث باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، أكد لـ”المدن ” أن لدى الوحدات الكردية أجندات خاصة تعمل من أجل تحقيقها في ظل الضعف الذي تعيشه معظم فصائل المعارضة في حلب، وانعدام التنسيق والتفاهم بينها. وأشار إلى ضرورة وضع حد لهذه التجاوزات التي تأتي في مرحلة تعتبر من أكثر المراحل خطورة على المعارضة السورية ككل، وعلى حلب بشكل خاص، تحديداً بعد أن استنفذت الوحدات الكردية كل الوسائل السلمية التي تقدمت بها المعارضة والنوايا الحسنة التي بادرتها بها خلال الفترات الماضية.

 

الجيش الحر والائتلاف يرفضان مبادرة دي ميستورا ولجانه

بهية مارديني

لا بد من استثناء رأس النظام من أية عملية سياسية

قامت الفصائل العسكرية المعارضة والائتلاف الوطني السوري، بدراسة مقترحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، في ما يخص مبادرة “مجموعات العمل”، ورفضوا المبادرة بصيغتها الحالية، و طالبوا الإعلان بشكل صريح وفعلي عن استثناء رأس النظام وأركانه، من أي دور في العملية السياسية، واعتبروا أن بشار الأسد لا مكان له في أية عملية سياسية .

 

بهية مارديني: أكد أنس العبدة عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، الذي حضر الاجتماعات المشتركة  لـ”ايلاف” أنه “منذ أن بدأت الهيئة السياسية دورتها الحالية، وضعت لنفسها استراتيجية واضحة بضرورة الوصول إلى وحدة الموقف المشترك، والقرار السياسي الواحد بين الائتلاف والفصائل الثورية والعسكرية. وهذا البيان المشترك هو نتاج عمل دؤوب وتواصل مستمر قامت به الفصائل والهيئة السياسية، وذلك لإدراك الجميع بضرورة هذا التنسيق والتكامل”.

 

تحالف اقليمي

وقال إن “التدخل والعدوان العسكري الروسي أضر كثيرا بمسار الحل السياسي في سوريا وأوقفه لصالح مسار حسم عسكري يتوهم الروس أنهم قادرين عليه، بمساعدة المليشيات الإيرانية وبقايا مليشيات النظام.”

وأشار الى أن “المجتمع الدولي مسؤول عما يجري حاليا في سوريا”، وطالب” بتحالف إقليمي ودولي للوقوف في وجه هذا الاحتلال الجديد، الذي يهدف لإعادة الوضع في سوريا إلى ما قبل الثورة”.

وأكد أنه لا “يوجد حاليا شريك في الحل السياسي في سوريا، النظام هو الذي استدعى الاحتلال وهو الان أداة بيد المحتل الروسي الإيراني، فهو بالتالي ليس مؤهلا لأن يكون طرفا في الحل السياسي. ولا بد من مقاومة شعبية لتحرير سوريا من هذا الاحتلال الطارئ.”

 

تفادي الفشل

وبعد مراجعة معمقة للواقع الإقليمي والدولي المحيط بالساحة السورية، والتطورات الأخيرة بالغة الحساسية والتأثير سواءً ميدانياً أو سياسياً، قال البيان  المشترك، الذي تلقت “إيلاف” نسخة منه، أن ما خلصوا اليه “من باب حرصنا على ألا يتم إطلاق عملية سياسية جديدة فاشلة تكلف السوريين الآلاف من الشهداء والمزيد من الدمار، لما تبقى من البنى التحتية للبلاد كما حدث سابقاً “.

أكد المجتمعون التزامهم بالعمل “من أجل حل سياسي يحقق أهداف الثورة ويحافظ على هوية الشعب السوري ويقصر من أمد معاناة أبنائه، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تضمن هذه العملية السياسية منع إعادة إنتاج النظام الحالي بصورة جديدة أو إعطاء رأس النظام وأركانه الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين أي دور في عملية سياسية إنتقالية أو على المدى البعيد”.

 

وفي ظل تعامل قوى الثورة والمعارضة دائماً بإيجابية كاملة مع المبعوث الأممي كان هناك غياب تام لأي نتائج عملية على الأرض وأكدت القوى على استمرار تعاطيها الإيجابي مع الأمم المتحدة بما يحقق مصلحة الشعب السوري وفقد الشعب السوري الثقة تماما بقدرة المجتمع الدولي على دعم قضيته بعد خمس سنوات من الجرائم المرتكبة بحقه من قبل النظام السوري بدعم عسكري إيراني وغطاء سياسي روسي وشرعية دولية، ما زال المجتمع الدولي مصراً على توفيرها للنظام المجرم، فيجب أخذ هذا الغضب الشعبي بعين الإعتبار في أي عملية سياسية، وأن يسبقها خطوات حقيقية لكسب ثقة الشعب السوري أهمها بحسب البيان: الإعلان بشكل صريح وفعلي عن استثناء رأس النظام وأركانه من أي دور في العملية السياسية.

 

لا مكان للأسد

واعتبرت القوى “أن بشار الأسد لا مكان له في أي عملية سياسية للأسباب القانونية والعملية التالية أن وصول بشار الأسد إلى الحكم كان بطريقة توريثية غير شرعية وتحول بشار الأسد إلى مجرم حرب عندما بدأ بقتل أبناء الشعب السوري الذين خرجوا سلمياً للمطالبة بحقوقهم حتى وصل إلى استعمال السلاح الكيماوي ضدهم ، كل هذه الجرائم تم توثيقها من قبل منظمات دولية حيادية بطريقة لا تحتمل الشك أو الانحياز  وأظهر بشار الأسد ونظامه عجزاً كاملاً عن الدخول في أي عملية سياسية أو الالتزام بهدن معلنة أو التعاون مع المجتمع الدولي في مسائل إنسانية بحتة مما أفقده أي مصداقية وثقة”.

وتحدثت القوى الموقعة على البيان عن فشل بشار الأسد ونظامه في “حربه المزعومة ضد داعش وعن تحقيق أي انتصار ميداني أو فكري على داعش، بل إن المعلومات على الأرض تدل على تنسيق كامل بين الطرفين، وعلى دور للنظام في ظهور داعش.”

وأشارت الى فتح بشار الأسد أبواب سوريا أمام الميليشيات الأجنبية، التي ارتكبت أسوأ المجازر الطائفية وحرض في نفس الوقت على الخطاب الطائفي، مما ينزع عنه أي أهلية للمشاركة في أي عملية سياسية تهدف إلى توحيد البلاد.

كما قام بشار الأسد بتسليم سوريا إلى الاحتلالين الإيراني والروسي في خيانة لا تغتفر لتاريخ البلد ومستقبله وكرامته.

 

بند جديد

وأضافت القوى بندا جديدا بتضمن حل الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية المسؤولة عن قتل الشعب السوري بطريقة مباشرة وموثقة واعتبرته “بند أساسي في أي حل سياسي، فهذه المنظومة العسكرية المتفككة والمنهارة والتي تحولت الى ميليشيات طائفية بقيادة إيرانية لا يمكن أن تكون نواةً لجيش وطني حقيقي ولا يمكن للشعب السوري أن يثق بها لتحقيق الأمن والاستقرار لمستقبل البلاد “.

 

وطالبت باستعادة القرارات الدولية وقالت “انه لابد من تشكيل “هيئة الحكم الانتقالية” وهي عملية انتقال للسلطة كاملة لا مكان فيها لبشار الأسد ورموز وأركان نظامه، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة التي هي ملك للشعب السوري ومنع تفككها ، والحيلولة دون وقوع البلاد في المزيد من الفوضى”.

 

كما اعتبرت أن طرح مبادرة “مجموعات العمل” بهذا الشكل هو تجاوز لمعظم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري لا سيما القرارات 2118 و 2165 و 2139، وهي – أي مبادرة “مجموعات العمل”-  عملية سياسية معقدة تتطلب بناء الثقة بين الشعب السوري من جهة والطرف الراعي للعملية السياسية ـ الأمم المتحدة ـ من جهة أخرى، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق تنفيذ هذه القرارات الأممية التي قام النظام السوري بتعطيلها.

 

ورأت القوى المعارضة “أن (مجموعات العمل) التي طرحها المبعوث الأممي بصيغتها الحالية والآليات غير الواضحة التي تم طرحها توفر البيئة المثالية لإعادة إنتاج النظام، وأن (مجموعات العمل) يجب أن تُبنى على مبادئ أساسية واضحة بما يخص معايير المشاركين فيها والتصور النهائي للحل”.

ورفض البيان “التصعيد العسكري الروسي المباشر في سوريا والذي يتحمل مسؤوليته النظام السوري الذي حوّل سوريا إلى مرتع للتدخل الأجنبي، وساهم في ذلك صمت المجتمع الدولي، وأن هذا التصعيد قد يشكل نقطة لا عودة في العلاقة بين الشعب السوري من جهة وروسيا من جهة أخرى ويظهر بطريقة لا تحتمل الشك أن روسيا لم تكن جادة أو صادقة في التزامها بالعملية السياسية، وأنها لم تكن يوماً وسيطاً نزيهاً وإنما طرفاً من أطراف الصراع وحليفاً أساسياً للنظام المجرم”.

 

المبادرة مرفوضة

وجددت  قوى الثورة ومؤسساتها التزامها “أمام شعبنا الحبيب باستنفاذ الوسع في الجهد لتوحيد الصف والكلمة وتصحيح ما اعترى مسيرة الثورة من أخطاءٍ لا نبرئ أنفسنا منها، وأن تبقى هذه الثورة مخلصة لمبادئها ولدماء شهدائها، وأننا سنوازن بين تحقيق أهدافنا والحفاظ على ثوابتنا وتخفيف آلام شعبنا والتسريع بخلاصهم ما استطعنا، ونسخر قدراتنا السياسية والعسكرية لهذا الهدف”.

 

واعتبرت مجموعات العمل التي اعلنها دي مستورا في صيغتها الحالية “مرفوضة من ناحية عملية وقانونية حتى يتم أخذ النقاط السابقة بعين الاعتبار وتوضيح النقاط الغامضة”.

 

وكان رئيس الائتلاف خالد خوجة قال إن عدوان روسيا على سوريا يقوّض أسس التسوية ومسار الحل السياسي وفق ما قرره بيان جنيف، وذلك في سياق لقائه المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا في نيويورك .

 

كما أكد خوجة في لقاءات أجراها مع وزير خارجية الدنمارك كريستيان جينسين، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، أن أزمة اللاجئين ستزداد سوءاً طالما أن الأسد بإمكانه الاستمرار بهجماته ضد المدنيين بحرية ودون اعتراض المجتمع الدولي.

 

وأكد خوجة لوكيل الأمين العام أن الحجم المتصاعد للفظائع التي يرتكبها نظام الأسد يتطلب دوراً أكبر وأكثر فاعلية لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، لاسيما أن نظام الأسد ينتهك كافة الاتفاقات الدولية المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

 

كما دعا خوجة المجتمع الدولي إلى إدانة عدوان روسيا غير القانوني على سورية، والذي أوقع ضحايا بين المدنيين زاد عددهم عن 60 شهيداً، بينهم أطفال ونساء.

 

وطالب في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن السفير الإسباني رومان أورازون بالعمل الفوري على إيقاف الغارات الجوية الوحشية على دمشق وحمص وحماة، حيث دمّرت منازل على رؤوس ساكنيها ومشاف ومساجد وهيئات عامة.

 

وحذر خوجة من الأثر المدمّر والمميت للعدوان الروسي الذي تسبب في زيادة أعداد النازحين واللاجئين بسبب استهدافه مناطق مأهولة.

 

وأكد أن الهجمات الجوية “جزء من محاولات روسيا علنية ومحسوبة لتغذية حرب الأسد ضد المدنيين السوريين، إضافة إلى أن مشاركة روسيا إلى جانب النظام تجعلها طرفاً مباشراً ضد الشعب السوري، ويعزز من احتمال تورطها في ارتكاب جرائم حرب”.

 

وأضاف إن تدخل موسكو “انتهاك لكل من البند الرابع من اتفاق جنيف، والمتعلق بحماية المدنيين خلال النزاعات، وقرار مجلس الأمن 2139، الذي يطالب بالتفريق بين المدنيين والمقاتلين، والامتناع عن استخدام أسلحة دمار عشوائية، وإيقاف الهجمات ضد المدنيين”.

 

وحذر خوجة من أن الاحتلال العسكري الروسي له تبعات كبيرة ليس على الروس فحسب، ولكنه سيغذي التطرف وسيكون أداة تجنيد بيد داعش، كما سيزيد من أزمة اللاجئين، وإن سوريا والعالم سيكونان أقل أمناً واستقراراً جرّاء هذا التدخل السافر.

 

ولفت إلى أنه في حال لم تسمح روسيا لمجلس الأمن بالتصرف، فإن على الأعضاء أنفسهم مسؤولية ضمان حماية أرواح مدنيين يتعرضون الآن لخطر القصف الجوي.

 

محللون: مساعدة تركيا ستكون حاسمة في أزمة اللاجئين

إيلاف- متابعة

الأوروبيون يستقبلون إردوغان على وقع توتر وصعوبات

يرى محللون ان تركيا قد تقدم مساعدة حاسمة للاتحاد الاوروبي لتسوية ازمة اللاجئين الذين يهربون بكثافة من النزاع السوري لكن لا بد من بناء تعاون افضل بين بروكسل وانقرة اللتين تتسم العلاقات بينهما بالصعوبة.

 

بروكسل: تسارع الازمة السورية على وقع الضربات الجوية التي تقوم بها روسيا منذ الاربعاء قد تدفع المزيد من اللاجئين الى الطرقات. وعلى هذه الخلفية سيستقبل رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك اردوغان في بروكسل الاثنين.

 

وفي هذا الاطار تلعب تركيا دورا محوريا. فمن سواحلها ينطلق كل يوم الاف الاشخاص الى الجزر اليونانية في بحر ايجه. وعندما يصلون الى القارة يتابعون طريقهم عبر البلقان الى المجر او كرواتيا ليحاولوا بعدها الوصول الى شمال اوروبا وخصوصا الى المانيا على امل ايجاد ملجأ.

 

وقال مارك بييريني الباحث في معهد كارنيغي اوروبا “في هذه الكارثة المتعلقة بالمهاجرين، في هذا النزوح الكثيف الذي تتسبب به سوريا والان جزئيا بسبب الوجود العسكري الروسي الذي يعطي الانطباع لدى الناس بان الوضع سيتفاقم، تجد تركيا والاتحاد نفسيهما في مركب واحد (…) انه امر يزعزع الاستقرار بالنسبة اليهما”.

 

وعبرت تركيا الخميس عن “قلقها الشديد” بعد شن اولى الضربات الروسية في سوريا. وكرر الرئيس اردوغان التأكيد على رغبته في دفع بلاده للانضمام الى الاتحاد الاوروبي الذي تتعثر المفاوضات بشأنه منذ 2005 ويرى في ذلك استراتيجية تعود بالمكسب على الطرفين.

 

وقال سيمون موردو الموظف الكبير في المفوضية الاوروبية هذا الاسبوع ان “تركيا تشكل جزءا من الحل”. واضاف ان “تركيا تستقبل حاليا اكثر من مليوني لاجىء سوري، 260 الفا منهم في مخيمات و1,75 مليون خارج المخيمات”.

 

وتابع ان تركيا “وظفت اكثر من ثمانية مليارات دولار لاسكان” هؤلاء اللاجئين، مضيفا “اننا ننظر اذن الى تركيا كشريك في هذه الازمة وهي تواجه تحديات عديدة مماثلة لتلك التي نواجهها”.

 

لكن هذه اليد الممدودة تخفي ضيق الاوروبيين الذين توترت علاقاتهم مع اردوغان منذ بضع سنوات.

 

ولائحة الاعتراضات التي وجهتها بروكسل الى انقرة في السنوات الاخيرة طويلة وتبدأ خصوصا بحقوق الانسان وحرية التعبير واستقلالية القضاء …

 

لكن حتى وان اقر الاوروبيون بحق انقرة ب”مكافحة الارهاب” فهم يعبرون في مجالس خاصة عن قلقهم من الهجوم الذي شنته على متمردي حزب العمال الكردستان اواخر تموز/يوليو ويأسفون لعدم مسارعتها في محاربة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.

 

في المقابل انتقدت الحكومة التركية الاسلامية المحافظة واردوغان بروكسل لتقاعسها امام مشكلة اللاجئين السوريين. وتطالب انقرة باستمرار باقامة منطقة آمنة على طول الحدود التركية السورية لكن الاتحاد الاوروبي لا ينظر الى هذا الاقتراح بعين الرضى.

 

ولفت بييريني السفير السابق للاتحاد الاوروبي في هذا البلد الى “ان هذه الزيارة (لاردوغان) تأتي ايضا في فترة من الاضطراب الشديد في تركيا مع انتخابات برلمانية مرتقبة في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر على خلفية دوامة العنف وتدهور دولة القانون” بسبب الغارات والهجمات على احزاب ووسائل اعلام مناصرة للاكراد.

 

لكن التعاون الذي تنشده بروكسل يذهب ابعد من ذلك بكثير. فهو يتناول مكافحة المهربين على السواحل التركية — في حين يتوقع ان تدر عمليات تهريب طالبي اللجوء الى اوروبا بين مليار وملياري يورو على الاقل هذه السنة بحسب بييريني — وايضا تفكيك الشبكات المتعلقة بجوازات السفر المزورة.

 

ويرغب الاوروبيون خصوصا في ان توافق تركيا على فرض آلية اجراءات لتسجيل طالبي اللجوء الذين يمكن بعد ذلك استقبال قسم منهم في اوروبا، لتفادي مجازفتهم في رحلة محفوفة بالمخاطر على مراكب عشوائية. لكن هذه الفكرة اعتبرها رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو “غير مقبولة”.

 

ويقترح جيرالد كنوس مدير مركز المبادرة الاوروبية للاستقرار للابحاث من جهته “تدبيرا استثنائيا” لتخفيف العبء الملقى على عاتق تركيا وتجفيف الطريق الدامية عبر بحر ايجه. ويقول “ينبغي على برلين التعهد باخذ 500 الف لاجىء سوري مباشرة من تركيا خلال الاشهر الاثني عشر المقبلة”.

 

وفي الوقت نفسه ينبغي برأيه على الاتحاد الاوروبي لثنيهم ابعاد المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني الى اوروبا الى تركيا.

أوباما: الغارات الروسية تقوّي داعش

نصر المجالي

أعلن استعداده للعمل مع بوتين على اتفاق سياسي في سوريا

أعلن الرئيس الأميركي بارك أوباما عن استعداده للعمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاق يقضي بانتقال سياسي في سوريا، إلا أنه أكد أن الغارات الجوية التي تشنها روسيا دعمًا للرئيس الأسد، تقوّي تنظيم داعش، وتضعف المعارضة المعتدلة.

 

نصر المجالي: قال أوباما في مؤتمر صحافي، الجمعة، إنه لن يحوّل الحرب الأهلية السورية إلى “حرب بالوكالة” بين الولايات المتحدة وروسيا معتبرًا أن “هذا ليس نوعًا من التنافس بين قوى عظمى على رقعة شطرنج”.

 

طريق كارثي

وأضاف: “لقد قلت له (للرئيس الروسي) إنني جاهز للعمل معه، إذا أراد أن يصبح وسيطًا للحل السياسي في سوريا”. واعتبر في الوقت نفسه تعليقًا على العملية الجوية التي بدأتها روسيا في سوريا ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” أنه “(بوتين) لا يفرّق بين “الدولة الإسلامية” والمعارضة السنية المعتدلة.

 

وتابع الرئيس الأميركي قائلًا: “هذا طريق يؤدي إلى الكارثة”… “ضرب المعارضة المعتدلة، وهو ما تفعله روسيا، سيكون غير بناء. فهم ينحون بنا جانبًا، ولا يقودوننا إلى حل الأزمة، الذي مازلنا نبحث عنه”، ورفض أوباما طرح موسكو بأن جميع المسلحين الذين يعارضون “وحشية” الأسد إرهابيون.

 

يذكر أن روسيا أكدت مرارًا على مختلف المستويات أن مقاتلاتها تستهدف في سوريا مواقع تابعة لـ”داعش” و”جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة المنضوية تحتهما حصرًا بضربات عالية الدقة، مشددة على عدم ضرب خصوم السلطات الرسمية.

 

نظرية خاسرة

كما قال أوباما إن الرئيس السوري بشار الأسد لايزال في السلطة بفضل الدعم الروسي والإيراني فقط، معتبرًا أن “محاولات روسيا وإيران دعم الأسد واسترضاء السكان ستخلق لهم مشاكل فقط”.

 

وأضاف في هذا النهج: “لن نتعاون مع الحملة الروسية (العسكرية في سوريا) فقط من أجل القضاء على أي جهة ضجرت من سلوك الأسد وشعرت بالاشمئزاز منه (…) نحن نرفض النظرية الروسية، التي ترى أن كل من وقف ضد الأسد فهو إرهابي. نعتقد أن هذه نظرية خاسرة ستؤدي (بروسيا) إلى مستنقع”.

 

قصف روسي للاذقية والنظام يستهدف حلب  

يواصل الطيران الروسي غاراته على مناطق عدة في سوريا لليوم الرابع، بينما قتل أكثر من مئة وأصيب نحو مئتين في قصف لقوات النظام السوري في ريف حلب الشرقي.

 

فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات روسية أغارت اليوم السبت على قرية البرناص في جبل التركمان بريف اللاذقية، دون معرفة الخسائر على الأرض.

 

وقالت مصادر للجزيرة في وقت سابق إن طائرات روسية شنت عدة غارات على مقر للفرقة الساحلية الأولى الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، في منطقة اليميضية بريف اللاذقية.

وأضافت المصادر أن المقر مخصص لإيواء النازحين في المنطقة، وأنه تسبب في هروب عشرات العائلات نحو الحدود مع تركيا.

 

وقد شن الطيران الروسي غارات جديدة مساء الجمعة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية قرب مدينة الرقة (شمال)، التي يتخذها التنظيم “عاصمة” له، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن الضربات الجوية “استهدفت مواقع للتنظيم في ريف الرقة الغربي، وسمع دوي الانفجارات في المدينة” دون إعطاء تفاصيل إضافية تتعلق بطبيعة المواقع المستهدفة.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات السلاح الجوي الروسي في سوريا نفذت عشرين طلعة في الأربع والعشرين ساعة المنصرمة.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن مقاتلاتها من طراز (سوخوي سو34، وسوخوي سو24أم، وسوخوي سو25)، شنت ست طلعات جوية على مواقع لتنظيم الدولة في محافظتي إدلب (شمال) وحماة (وسط).

 

وخلفت الغارات الروسية على عدة مناطق في سوريا أمس قتلى وجرحى في صفوف المدنيين ومقاتلي المعارضة. وأفادت مصادر ميدانية بأن المقاتلات الروسية قصفت عدة قرى في سهل الغاب، مستهدفة فصائل جيش الفتح التابع للمعارضة المسلحة.

 

وقالت المصادر للجزيرة إن الغارات الروسية استهدفت مواقع خالية تماما من مقاتلي تنظيم الدولة، وإنها أوقعت عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، على عكس ما تدعيه الحكومة الروسية من أن طائراتها استهدفت مواقع عسكرية للجماعات “الإرهابية”.

 

وقد شهدت مدن وبلدات سورية عدة مظاهرات تنديدا بالقصف الروسي، معتبرة أنه عدوان غاشم.

 

مئات القتلى والجرحى

في هذه الأثناء قالت مصادر محلية للجزيرة إن أكثر من مئة شخص قتلوا وأصيب نحو مئتين، في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام السوري على مدينتي الباب ودير حافر وبلدتي تادف والجديدة، في ريف حلب الشرقي.

 

وذكرت المصادر أن القصف ببراميل متفجرة وصواريخ استهدف أسواقا شعبية وتجمعات سكنيةً في المنطقة.

 

يأتي ذلك وسط تصعيد النظام السوري قصفه على ريف حلب الشرقي، لفك الحصار المستمر منذ عام ونصف عام عن مطار “كويرس” العسكري، واستعادته من تنظيم الدولة.

 

وقد لقي 145 مدنيا مصرعهم، جراء قصف بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية، شنه طيران النظام أمس الجمعة، على مناطق تسيطر عليها المعارضة في أنحاء متفرقة من سوريا.

 

وأفاد بيان صادر عن الهيئة العامة للثورة السورية، بأن طائرات النظام الحربية قصفت بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وأضاف البيان أن القصف خلّف 125 قتيلا مدنيا في حلب، وتسعة في ضواحي العاصمة دمشق، وسبعة في درعا، وأربعة في دير الزور.

 

انقسام روسي بشأن التدخل العسكري بسوريا  

افتكار مانع-موسكو

مع بدء الحملة الجوية الروسية في سوريا أصبحت تلك العملية من المواضيع الأكثر تداولا في الداخل الروسي، وقد تباينت آراء المحللين والخبراء في تقييم مبرراته وآثاره، في حين انقسم الشارع بين مؤيدين لقرار القيادة الروسية وآخرين يرون التدخل العسكري مغامرة غير محسوبة العواقب، وقد يجر البلاد إلى ما يشبه السيناريو الأفغاني.

وبررت روسيا قرار التدخل في سوريا بنيتها القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها واجهت سيلا من الانتقادات من الولايات لمتحدة وحلفائها بأن الطيران الحربي الروسي شن خلال الأيام الماضية غارات على مدن سورية لا يوجد فيها تنظيم الدولة، واستهدف بدلا من ذلك مواقع تابعة للمعارضة السورية المسلحة، موقعا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين, في محاولة لإنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد ومنعه من الانهيار.

 

يقول الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط أندريه ستيبانوف إن الشعب الروسي يعارض التدخل الروسي في سوريا، مستندا إلى استطلاع للرأي أجري في الداخل قبل نحو شهرين أظهر أن ما يزيد على 69% من المشاركين عارضوا التدخل العسكري بالشأن السوري وعارضوا إرسال قوات إلى الخارج تحت أي ذريعة كانت.

تضليل وكذب

وأضاف ستيبانوف أن الإعلام الروسي يمارس التضليل والكذب العلني تجاه ما يحدث في سوريا، ولا يقدم صورة حقيقية للجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين العزل، ولهذا لدى كثير من المواطنين الروس صورة مغلوطة عن حقيقة الوضع المأساوي هناك، ولا يبقى أمام الكثيرين سوى مواقع الشبكة العنكبوتية للاطلاع على حقيقة ما يحدث.

 

لكن -في المقابل- أكد المستشرق الروسي عضو أكاديمية العلوم  فيكتور ميخين أن غالبية الشعب الروسي يؤيدون قرار التدخل العسكري بسوريا تأييدا مطلقا، ويرون أنه ضروري كخطوة استباقية لحماية أمن روسيا من “الإرهاب” ومن إمكانية وصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى جمهوريات آسيا الوسطى، ومنها إلى الجمهوريات المسلمة بالاتحاد الفدرالي الروسي، ولمنع تكرار ما حصل في الشيشان.

 

وقال ميخين أيضا إنه من خلال نقاشاته مع المسلمين الروس لمس لديهم قبولا وتفهما لدوافع التدخل العسكري المباشر في سوريا.

 

وأضاف أن الغارات الروسية تستهدف معاقل وتجمعات من سماهم “الإرهابيين من تنظيم الدولة الإسلامية” ومخازن السلاح والذخائر، وأن هناك تنسيقا استخباريا روسيا كاملا مع العراق وسوريا وإيران من خلال مركز تبادل المعلومات في بغداد, مشددا على عدم جدية الولايات المتحدة في حربها على “الإرهاب”.

تداعيات وأدوار

أما أستاذة الاقتصاد بجامعة موسكو إيرينا فيليبفا، فترى عدم صوابية قرار التدخل العسكري الروسي في سوريا لما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية خانقة وعقوبات غربية مفروضة، والأزمة الأوكرانية التي استنزفت وما زالت تستنزف الخزينة الروسية.

 

وترى فيليبفا أن “التدخل العسكري يتطلب زيادة إنفاق للمجهود الحربي الجديد، وتقليص الإنفاق على قطاعات أخرى كالصحة والتعليم، وخطط التحديث التي اتخذتها حكومتنا الحالية، وبرامج الاستغناء عن الاستيراد” مما يؤدي إلى “تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمجتمع الروسي”. وأضافت “نحن في غنى عن التورط في نزاعات خارجية، بل يجب العمل على النهوض باقتصاد بلادنا”.

 

في حين يرى نائب رئيس مركز النانوتكنولوجي أن تدخل روسيا العسكري في سوريا تأكيد لدورها وحضورها على مسرح السياسة الدولية، وكسر هيمنة القطب الواحد، وأن لروسيا مصالح يجب أخذها في الحسبان.

 

وأضاف أرمن تادوفسيان أن قرار التدخل العسكري اتخذ بعد أن تم التصويت عليه بمجلس الشيوخ (الغرفة العليا) مشيرا إلى أن 86% من الجمهور الروسي أعربوا عن ثقتهم بسياسة الرئيس فلاديمير بوتين “وهذه أعلى نسبة ثقة تمنح لسياسي”.

 

السعودية وسوريا.. هل من خيارات عسكرية؟  

هيا السهلي-الدمام

 

استبعد سياسيون وخبراء عسكريون سعوديون تدخل بلادهم عسكريا في سوريا على غرار “عاصفة الحزم” التي تقودها باليمن، مشيرين إلى أن الأمر قد يتوقف عند تحديد مناطق آمنة للمعارضة ودعمها بالسلاح النوعي.

 

وذهب الخبراء إلى أن المملكة لا تستطيع خوض حرب أخرى تستنزف قدراتها التي سخرتها في حربها على الحوثيين في اليمن.

 

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه “لا مستقبل للأسد في سوريا”، مضيفا أن هناك خيارين من أجل التسوية هناك، إما عملية سياسية تفضي لتشكيل مجلس انتقالي، وإما خيار عسكري ينتهي أيضا بإسقاط بشار الأسد.

 

ويرى رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر أنه “لا يوجد خيار عسكري مباشر للمملكة في التعامل مع الوضع السوري كما حدث بالتدخل عسكريا في اليمن لإنهاء الانقلاب الحوثي”.

 

ويرى بن صقر في حديثه للجزيرة نت، أن خيار عاصفة الحزم كان ممكننا لوجود حدود سعودية مشتركة مع اليمن تقارب 1500 كيلومتر، تسمح بعملية “التدخل المباشر”.

تسليح المعارضة

ويعتقد بن صقر أن الخيار العسكري السعودي في سوريا يكمن بعامل أساسي يتمثل في تجاوز الفيتو الدولي المفروض على زيادة السلاح النوعي للمعارضة السورية المسلحة، وخاصة الفصائل التي توصف بـ”المعتدلة”، وهو ما قد يساهم في تغيير موازين القوى العسكرية على أرض المعركة.

 

ويقول بن صقر إن نوعية السلاح المطلوبة لا تعد من الأسلحة المتقدمة تكنولوجيا، بل هي أسلحة يتكرر وجودها في الصراعات المسلحة، ولكن السياسة الغربية منعت وصولها إلى المعارضة.

 

ويبين بن صقر أن هذه الأسلحة تشمل الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات ذات الارتفاعات المنخفضة، وهي لا تهدد العمليات الجوية للتحالف الدولي، ولكنها تحدّ من حرية مروحيات النظام.

 

كما تشمل أيضا القذائف المضادة للدروع ومدفعية الهاون المتوسط ووسائل الاتصال ومناظير القتال الليلي وغيرها من المعدات التي سيؤدي استخدامها للحد من حركة قوات النظام السوري بشكل كبير.

 

وفي السياق يستبعد القائد السابق لكلية القيادة والأركان اللواء الدكتور ركن شامي الظاهري التدخل العسكري، ويرجع ذلك إلى أن “بشار الأسد في أيامه الأخيرة، وهو ما بدا في التدخل الروسي والإيراني بكثافة مؤخرا، كما أن كلفة الحرب البشرية والمادية عالية، خصوصا في ظل الحرب على الحوثيين في اليمن”.

 

ويقول الظاهري للجزيرة نت إنه “لا يجب اللجوء إلى الخيار العسكري إلا إذا استنفدت جميع الخيارات الأخرى”.

 

وأكد الظاهري أن الأولوية القصوى للمملكة هي التركيز على الحرب في اليمن وعدم خوض حربين، علما بأن “انتصار التحالف في اليمن سيحقق على المدى البعيد انتصاراً في سوريا والعراق ولبنان لأنه انتصار على إيران”.

 

ومع ذلك أشار الظاهري إلى أنه لا بد من دور عسكري ضد الأسد، لأن الحلول السياسية والدبلوماسية المطروحة حاليا في صالحه.

بدائل عسكرية

غير أن اللواء الدكتور سعد الشهراني يرى أن الخيارات العسكرية ربما كانت موجودة -مع احتمال نجاح ضعيف- قبل تورط روسيا وإيران وحزب الله وظهور تنظيم الدولة الإسلامية، أما في هذه المرحلة فيعتقد الشهراني أن الخيار العسكري لا يتجاوز كونه تهديدا يساند ويدعم الحل السياسي.

 

ويحصر الشهراني السيناريوهات العسكرية في أحد اثنين، أولهما إنشاء تحالف تركي غربي خليجي إضافة إلى الأردن لمساندة المعارضة السورية المسلحة لإسقاط النظام السوري.

 

ويقول الشهراني إن هذا السيناريو “يتطلب محاربة التنظيمات المصنفة إرهابية، ويبدو أن الجميع يدرك مخاطر هذا السيناريو خاصة بعد أن تدخلت روسيا بشكل مباشر في الأزمة السورية”.

 

ولا يعتقد الشهراني أن الغرب يرى هذا خيارا مقبولا ومفيدا في ظل التجربة الأميركية في العراق.

 

أما السيناريو الثاني فيتمثل -وفق الشهراني- في تحديد مناطق آمنة شمالي سوريا، وإنشاء جيش تحرير وطني سوري قوي بغطاء جوي كثيف من قوات تحالف عربية تركية غربية ليقوم بالزحف على معاقل النظام وإسقاطه.

 

لنائبة الرئيس السوري دموعٌ تنهمر على الإيرانيين فقط

العربية.نت – عهد فاضل

قامت الدكتورة نجاح العطار، نائبة رئيس النظام السوري، بزيارة إلى مقر السفارة الإيرانية في دمشق لتقديم “واجب العزاء” للحكومة الإيرانية والشعب الإيراني، بالحجاج الإيرانيين الذين قضوا نتيجة تدافع أثناء تأدية مناسك الحج.

ولفت كلام للدكتورة العطار عن “مدى حزنها وألمها” لما أسفرت عنه نتيجة التدافع ما بين الحجاج، معربة عن ضرورة “محاسبة المسؤولين عن ذلك” بينما لم تخرج العطار عن صمتها، طيلة “حرب النظام على الشعب السوري” لما يقارب الخمسة أعوام، وأدت إلى مقتل أكثر من ربع مليون سوري وتهجير ونزوح أكثر من 10 ملايين.

كما أن الدكتورة العطار والتي سبق وشغلت مناصب متعددة من أيام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وجلست على كرسي وزارة الثقافة لفترة طويلة، لم تطالب “ولو بالإيماء أو الإشارة” إلى ضرورة محاسبة المسؤولين السوريين عن قتل الأطفال والأمهات وكبار السن.

وأكثر ما لفت انتباه المراقبين هو التعبير الذي استخدمته نائبة الرئيس السوري، حول ما حصل من تدافع أدى لأن يقضي العشرات من إيرانيين وغير إيرانيين، في تأدية مناسك الحج.

فقد قالت العطار عن الحادثة بأنها “كارثة” ووصفتها بأنها “لم تكن بالحسبان” فيما شعبها يقضي نزوحاً أو “غرقاً على شواطئ التهجير والغربة”. ولم يعرف حتى اللحظة أن السيدة العطار قد “همست أو أومأت” ولو “برفع الحاجبين” اعتراضاً “وحزناً وألماً على الكارثة الحقيقية التي ضربت شعبها”.

وتساءل مصدر إعلامي سوري عن “الجرأة” التي اتسمت بها “العطار وهي تتألم على ضحايا أجانب وماتوا في الواقع في أرض مقدسة ومناسك مقدسة” بينما تغض طرفها “عن آلاف الأطفال من أبناء شعبها الذي ماتوا حرقاً بقنابل النظام وآلته الحربية”.

هذا فضلاً عن “قتل عشرات الآلاف من الرجال والأمهات والتلاميذ” السوريين الذين فشلوا في دفع العطار إلى “ذرف دمعة واحدة عليهم”. وأضاف المصدر: “هل تجرؤ العطار على القيام بواجب التعزية للسوريين ولو من قبيل المجاملة؟”.

ينهي المصدر، مؤكداً أن العطار “وسواها من رجال النظام” يعرفون أن لا كرسي “لهم في أي مجلس عزاء سوري” إذ هم في هذه الحالة “سينطبق عليهم المثل المصري القائل: “يقتلون القتيل ويمشون بجنازته!”.

لهذا يمكن لهم “التعزية بشركائهم في قتل السوريين” أما تعزية أهل البلد “فهي لذوي الضحايا أو من تبقى منهم”.

وقد رافق نائبة الرئيس السوري وفد كبير من حكومة النظام، على رأسه وزير الدفاع الذي أسرع لكتابة كلمة في سجل الزوار المعزين، كما رافقها عدد من “مسؤولي حزب البعث” وعلى رأسهم هلال الهلال صاحب أرفع منصب في تراتبيات حزب البعث السوري، بعد منصب الأمين العام، وهو الأمين القطري المساعد.

وقال عدد من النشطاء والمتابعين إن مرافق ومقار الحكومة السورية قد أفرِغت من وزرائها وموظفيها الكبار، بسبب تقاطرهم “إلى السفارة الإيرانية لتقديم واجب العزاء”.

خصوصاً أن وكالة أنباء النظام الرسمية “سانا” كانت قد ذكرت في خبرها أنه بالإضافة إلى المذكورين السابقين الذين تقاطروا لتقديم واجب العزاء فقد حضر أيضاً كلُّ من وزراء “الداخلية والكهرباء والأشغال العامة والنفط والثروة المعدنية”، بالإضافة إلى السفير السوري السابق في مصر يوسف الأحمد، والذي يشغل الآن منصب “عضو القيادة القطرية لحزب البعث”.

وعبّر كثير من السوريين عن أسفهم “إلى الحال التي وصل إليها النظام وأعوانه” بل إلى الدرجة “التي يتعاملون فيها مع قتلى بلدهم كأعداء” بينما قتلى “الحليف الاستراتيجي لهم الصدارة بذرف الدموع”.

إلا أن تعليقاً حسم الأمر برمّته وفسّره بأنه “طبيعي” خصوصاً أن هؤلاء المسؤولين “السوريين” هم شركاء “بقتل أبناء شعبهم” فلماذا تستغربون حزنهم على ضحايا إيران” ثم تطلبون منهم “القيام بواجب التعزية لأبناء شعبهم؟”.

أم أنكم، يضيف المصدر المعلّق، تريدون منهم “أن يقتلوا القتيل ثم يمشون بجنازته؟”.

 

أميركا تدرس تقديم دعم جديد للمعارضة السورية ضد “داعش

دبي – قناة العربية

قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تفكر في تقديم دعم لآلاف من مقاتلي المعارضة السورية، ربما بأسلحة وغارات جوية لمساعدتهم في طرد تنظيم “داعش” من جيب استراتيجي من الأراضي السورية يقع بمحاذاة الحدود التركية.

كما ذكروا أنه من المرجح اتخاذ قرار في إطار إصلاح شامل لدعم الجيش الأميركي للمعارضين المسلحين لمحاربة “داعش”، عقب نكسات قضت تقريباً على برنامج للتدريب والتجهيز.

ولفتوا إلى أن الاقتراح الذي يجري دراسته يقضي بدعم الولايات المتحدة وتركيا تجمعاً أغلبه من المقاتلين العرب، ويضم أفراداً من جماعات عرقية متعددة.

 

روسيا تشن غارات على “داعش” بالرقة.. وتصيب أطباء في حماة

دبي – قناة العربية

شن الطيران الروسي غارات جديدة على مواقع لتنظيم “داعش” في ريف الرقة الغربي، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشنّ الطيران الروسي أول غارة جوية له على الرقة الخميس الماضي، غداة بداية تنفيذ ضرباته، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 متطرفاً، بحسب المرصد.

وبحسب المرصد، أصيب أيضاً بالغارات الروسية الخميس أطباء إثر استهداف مشفى ميداني في بلدة اللطامنة في ريف حماة، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المعتدلة والمدعومة من واشنطن.

 

قيادي كردي يؤيد التدخل الروسي في سوريا

صالح مسلم: سوف نقاتل إلى جانب كل من يحارب داعش

العربية.نت

أعرب القيادي الكردي البارز صالح مسلم، ضمنياً، عن دعمه للغارات التي تشنها روسيا في سوريا، والتي تقول إنها موجهة ضد تنظيم داعش المتطرف، في حين يظهر أنها تستهدف في غالبيتها الفصائل السورية المعارضة لنظام الأسد.

وقال مسلم الذي يعد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المعروف اختصارا بـ PYD: “سوف نقاتل إلى جانب كل من يحارب داعش”.

جاء ذلك في مقابلة أجراها معه موقع “المونيتور” المتخصص في أخبار الشرق الأوسط.

وبين الميليشيات الكردية وداعش صراع محتدم، فقد ظلت على خط الجبهة مع التنظيم المتطرف طيلة سنة ونصف السنة. ولعل أبرز معاركهم معه تلك التي دارت في مدينة عين العرب/كوباني السورية على الحدود مع تركيا، والتي استطاعوا خلالها بدعم من الغارات الأميركية طرد التنظيم من المدينة.

وفي تعليقها على تصريحات مسلم، اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن أكراد سوريا لديهم اعتقاد بأن التدخل الروسي من شأنه تبديد مخاوفهم إلى حد ما، تلك التي اجتاحتهم عندما قررت أنقرة شن غارات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا، باعتبار أن التدخل التركي يهدف إلى كبح التقدم الذي أحرزوه في عدة مناطق يسعى أكراد سوريا إلى إنشاء كانتون مستقل فيها على الحدود مع تركيا، الأمر الذي أعلنت الأخيرة بأنها لن تسمح بحدوثه.

وقد نقلت الصحيفة عن مسلم وصفه للسياسة التركية حيال سوريا بـ “المفلسة”.

وجر التدخل الروسي الأخير انتقادات عدة تستند إلى أن غارات موسكو ستؤدي في الواقع إلى تقوية حليفها بشار الأسد فقط، في الوقت الذي يجاهر فيه الروس بعزمهم تكثيف دعمهم للنظام السوري الذي خسر سيطرته على جزء كبير من الأراضي ودخل مرحلة حرجة.

ولا يبدو واضحا أن الأكراد يضعون اعتبارات لهذه المسألة في الوقت الحالي، بحسب “واشنطن بوست”، التي أشارت إلى أنهم على الرغم من ذلك مازالوا متشبثين أيضا بمطلب رحيل الأسد ونظامه.

ووفقاً لتصريحات مسلم فإن علاقة أكراد سوريا بالروس توطدت على مدى السنوات الثلاث الماضية، لكن ذلك لا يمنعه في الوقت ذاته من اعتبار أن “النظام لا يمكنه أن يبقى كما هو، ولا يمكن لعقارب الساعة أن تعود إلى الوراء”.

من جهة أخرى، لم يبدِ القيادي الكردي اعتراضه على استهداف روسيا لفصائل سورية معارضة عبر غاراتها، معتبراً أن إخراج فصائل متشددة كالنصرة وأحرار الشام من سوريا من شأنه أن يقوي فصائل المعارضة المعتدلة التي تعاني من الضعف، بمن فيهم أولئك الذين يقاتلون إلى جانب الأكراد تحت لواء الجيش الحر.

 

مقتل العشرات بقصف الطائرات الروسية والسورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

لقي ما لا يقل عن 39 مدنيا و14 مسلحا مصرعهم بقصف الطائرات الروسية لمواقع في سوريا، في حين قتل قرابة 90 شخصا بقصف الطائرات الحكومية لمدينة الباب وبلدة دير حافر في ريف حلب، بينما شنت طائرات التحالف 27 غارة في العراق وسوريا.

ففي سوريا، قتل 39 مدنيا على الأقل، بينهم 8 أطفال و8 نساء، في ضربات جوية روسية في سوريا خلال الأربعة أيام المنصرمة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

 

وأضاف أن 14 مقاتلا، بينهم 12 من تنظيم داعش، قتلوا في مدينة الرقة واثنان من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن العدد يتضمن فقط من تم التأكد من مقتلهم.

عشرات القتلى بقصف على ريف حلب

 

من ناحية ثانية، ذكر ناشطون سوريون معارضون إن الطائرات الحكومية شنت أكثر من 15 غارة جوية على مدينة الباب في ريف حلب ما أدى إلى مقتل أكثر من 70 شخصا، وإصابة العشرات بجروح.

 

وأفادوا أيضا بمقتل نحو 20 آخرين وإصابة العشرات في قصف شنته القوات الحكومية على بلدة دير حافر.

 

التحالف يقصف داعش

 

وفي الأثناء، أعلن التحالف الدولي أنه شن 27 ضربة جوية على مواقع تابعة لتنظيم داعش في كل من العراق وسوريا.

 

وجاء في بيان للقوات المشتركة أن من بين هذه الضربات الجوية 17 في العراق، منها 6 استهدفت مواقع لداعش في منطقة الرمادي مركز محافظة الأنبار.

 

ومن بين الضربات، 10 استهدفت مواقع لداعش في 5 مدن بسوريا.

 

الحرب في سوريا: كاميرون يدين الغارات الروسية “المساندة للأسد الجزار

استنكر رئيس الوزراء البريطاني بشدة مساندة روسيا للرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بالجزار.

وقال ديفيد كاميرون إن هذه المساندة تتمثل في ضربات روسيا الجوية.

وقال إن هذه الضربات “لاتستهدف فقط مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.”

وتواجه روسيا حملة انتقادات غربية وأمريكية واسعة بعد بدئها شن غارات على ما تقول إنها مواقع “إرهابية” تابعة للتنظيم المتطرف.

وتخشى واشنطن من أن تستهدف هذه الغارات المعارضة السورية المسلحة الساعية لإسقاط حكم الرئيس السوري.

وقال كاميرون في تصريحات صحفية السبت “من الواضح تماما أن روسيا لا تميز بين تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات المعارضة السورية المشروعة ونتيجة لذلك، فإنهم يدعمون فعليا الجزار بشار الأسد، ويساعدونه ويجعلون الموقف أكثر صعوبا حقيقة.”

وأضاف “من الصواب أن يواجهوا (الروس) استنكارا في أنحاء العالم العربي لما يفعلونه واعتقد أن العالم العربي محق في ذلك.”

وجاءت تصريحات كاميرون بعد أن قال وزير الدفاع البريطاني إن روسيا تستهدف بالأساس القوات التي تحارب بالأساس الرئيس الأسد وليس مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ونقلت صحيفة “ذي صن” عن مايكل فالون قوله إن روسيا نفذت قصفا جويا “غير موجه” أدى إلى مقتل مدنيين.

وقال إن المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن موسكو استهدفت بالأساس القوى التي تحارب قوات الجيش السوري الموالي للأسد.

لكن روسيا تقول إن ضرباتها الجوية استهدفت مراكز القيادة ومستودعات الأسلحة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

واستهدفت روسيا معقل تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة لكنها استهدفت أيضا حلب وحماة وإدلب حيث وجود تنظيم الدولة الإسلامية ضعيف.

وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن الضربات الروسية التي ابتدأت يوم الأربعاء الماضي “لا تعمل سوى على تقوية” مكانة تنظيم الدولة الإسلامية.

قال وزير الدفاع البريطاني إن أغلبية الضربات الروسية استهدفت قوات المعارضة وليس تنظيم الدولة الإسلامية

ومضى فالون قائلا إن مشاركة روسيا في القصف لن تمنع بريطانيا من الدفاع عن حق القوات الجوية الملكية في تنفيذ ضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وأوضح أن المعلومات الاستخبارية أشارت إلى أن ضربة جوية واحدة فقط من مجموع 20 ضربة جوية روسية استهدفت بالفعل تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف “نحن نعكف على تحليل مكان الضربات كل صباح. الأغلبية الكبيرة من الضربات ليست ضد تنظيم الدولة الإسلامية على الإطلاق”.

ومضى فالون إلى القول إن “الأدلة التي في حوزتنا تشير إلى أنهم يلقون ذخيرة غير موجهة على المناطق المدنية، ويقتلون المدنيين، إنهم يلقون هذه الذخيرة على قوات الجيش الحر التابع للمعارضة والذي يحارب الأسد. إنهم يدعمون الأسد ويطيلون المعاناة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى