أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 30 آب 2014

«داعش» يجهز طيارين … ويفرض نظامه التعليمي
لندن، واشنطن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

مع بدء العام الدراسي الجديد في سورية، بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) فرض مناهجه التعليمية في معقله في شمال شرقي البلاد، في وقت قال نشطاء معارضون إن «داعش» بدأ بإجبار الطيارين الذين أسرهم من مطار الطبقة العسكري، على تعليم كوادره فن الطيران. وشارك النظام السوري و «حزب الله» في مواجهات في حي جوبر الدمشقي.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران شن أمس غارات على مناطق سيطرة «داعش» في دير الزور والرقة، بالتزامن مع حشد التنظيم نخبة من قواته لاقتحام مطار دير الزور العسكري، آخر معقل مهم للنظام في شمال شرقي البلاد، مع بث «داعش» فيديو لإعدام عناصره عشرات الجنود النظاميين. (للمزيد)

وكانت «مديرية المناهج» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» أصدرت تعميماً نشرته في الرقة، إلى المؤسسات التربوية والتعليمية كافة في مناطق سيطرتها، تضمّن تعليمات تتعلّق بالمنهاج الدراسي الجديد، وإلغاء «داعش» في شكل كامل مواد «التربية الفنية والموسيقية والتربية الوطنية والتربية الاجتماعية والتاريخ والتربية الفنية التشكيلية والرياضة وقضايا فلسفية واجتماعية ونفسية والتربية الدينية الإسلامية والتربية الدينية المسيحية».

وتضمن التعميم تعليمات «شطب جملة الجمهورية العربية السورية أينما وجدت، واستبدالها بالدولة الإسلامية»، إضافة إلى «طمس جميع الصور التي لا توافق الشريعة الإسلامية»، وصدرت تعليمات بـ «حذف النشيد العربي السوري أينما وجد، وعدم تدريس مفهوم الوطنية والقومية، وإنما الانتماء للإسلام وأهله، واستبدال كلمة الوطن أو وطنه أو سورية أو وطني أينما وجدت بالدولة الإسلامية أو دولته الإسلامية أو بلاد المسلمين أو ولاية الشام».

وتضمنّت الورقة أيضاً «حذف أي مثال في مادة الرياضيات يدل على الربا أو الفوائد الربوية أو الديموقراطية أو الانتخاب، وحذف كل شيء في مادة العلوم يتعلّق بنظرية داروين أو رد الخلق للطبيعة أو الخلق من عدم، ورد كل الخلق لله سبحانه وتعالى». وأعلن «ديوان التعليم في ولاية الرقة عن دورة شرعية مدّتها أسبوع لمديري ومعلمي المدارس ذكوراً وإناثاً».

وتواصل أطراف عدة جهودها لدى «جبهة النصرة» لإطلاق 43 جندياً كانت خطفتهم في الجولان السوري أول من أمس. وتوقع «المرصد» الإفراج عنهم في «الساعات المقبلة». كما دعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان الى «ضمان سلامة جميع المحتجزين وإطلاق سراحهم فوراً من دون قيد أو شرط»، قائلاً إن «مثل هذه الأفعال والتصرفات لا تمتُّ إلى أخلاق الثوار ومبادئهم بصلة».

وفي دمشق، واصل الطيران لليوم الثاني غاراته المكثفة على حي جوبر شرق العاصمة. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، إن «حزب الله يشارك في العمليات الى جانب قوات النظام»، وإن «صواريخ أرض- أرض المستخدمة هي إيرانية من ترسانة الحزب اللبناني»، وأوضح أن العملية «تهدف الى السيطرة على الحي والتقدم نحو الغوطة وإبعاد المقاتلين عن دمشق». وأفادت «الهيئة السورية للإعلام» بمقتل 30 جندياً نظامياً أمس.

في لندن، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي في بيان، رفع درجة التأهب الأمني في البلاد إلى مستوى «الخطر»، أي ما قبل الخامس والأخير في بريطانيا، في مواجهة التهديد الإرهابي المرتبط بسورية والعراق، مشيرة إلى أن ذلك يعني أن هجوماً «مرجح جداً».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أقر بوضوح بعد لقائه كبار مستشاريه مساء أول من أمس، بأن واشنطن لا تملك استراتيجية حتى الآن لمهاجمة تنظيم «داعش» في سورية، قاطعاً الشك باليقين حول إمكان توجيه ضربات عسكرية وشيكة، بحيث إنه ربط توسيع الضربات بعودة الكونغرس للاجتماع في الثامن من أيلول (سبتمبر) المقبل للاستشارة وليس لطلب الإذن منه، إضافة إلى إيفاد وزير الخارجية جون كيري إلى المنطقة.

في جنيف، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان، أن «أزمة اللاجئين السوريين المتفاقمة تخطت اليوم رقماً قياسياً جديداً قدره ثلاثة ملايين» لاجئ، إضافة إلى نزوح أكثر من 6.5 مليون نسمة داخل البلاد، ما يعني حوالى 50 في المئة من السوريين.

قائد كتيبة في الحسكة سيبايع “الدولة الاسلامية”
بيروت – “الحياة”
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” نقلا عن مصادر أهلية في حي غويران بجنوب شرق مدينة الحسكة، أن قائد كتيبة يطلق على نفسه اسم “أمير تونسي” متواجد في الحي يعمل على التحضير لمبايعة “الدولة الإسلامية” (داعش)، وأنه من المقرر في حال تمت “البيعة” عند صلاة الجمعة اليوم، أن يمنع “الأمير” ومقاتلوه، أي رجل من حمل السلاح إلا تحت “إمرة وطاعة الدولة الإسلامية”.

وأضاف ان هذه المعلومات تأتي بالتزامن مع استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية إلى الحسكة، وقيامها بتعزيز حواجزها في المدينة بالجنود والعتاد، ونصب حواجز جديدة تفصل الأحياء الواقعة على أطراف المدينة.

وأشار المرصد إلى انه بعد لبسيطرة على المطار العسكري في الرقة، انتقلت الاشتباكات في منتصف ليل الخميس – الجمعة، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وجيش “الكرامة” التابع لحاكم الإدارة الذاتية حميدي دهام الهادي الجربا من جهة، وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، في منطقة جزعة، بريف بلدة تل كوجر على الحدود مع العراق.

وأكد المرصد أن الاشتباكات العنيفة في حي غويران، أدت إلى حركة نزوح واسعة للمواطنين، وذلك عقب اجتماع بين ممثلين عن الحي وقوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردي، وذلك بعدما وجهت قوات النظام إنذاراً أخيراً بوجوب إخلاء الحي من المسلحين والمقاتلين، أو أنها ستقوم بقصفه واقتحامه.

كيري يدعو الى تحالف عالمي لمكافحة “الدولة الاسلامية”
واشنطن – أ ف ب
بعد إعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عن استراتيجة جديدة تقضي بتشكيل تحالف في منطقة الشرق الاوسط لـ”دحر” خطر تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الجمعة الى تحالف عالمي واسع من اجل مكافحة هذا التنظيم.

وقبل اسبوع من قمة حلف شمال الاطلسي التي ستعقد في ويلز في الرابع والخامس من ايلول (سبتمبر)، دعا كيري في مقال في صحيفة “نيويورك تايمز” الى “رد موحد بقيادة الولايات المتحدة واوسع تحالف ممكن بين الامم”.

واوضح انه سيسعى مع وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل الى تشكيل هذا التحالف خلال المحادثات مع شركائه الغربيين على هامش قمة الحلف.

واضاف كيري ان اوباما سيقترح استراتيجية ضد “الدولة الاسلامية” خلال اجتماع مجلس الامن الدولي الذي ستتولى الولايات المتحدة رئاسته في ايلول (سبتمبر).

وقال الوزير الاميركي “سننتهز هذه الفرصة لمواصلة تشكيل تحالف واسع والتأكيد على الخطر الذي يشكله هؤلاء المقاتلون الاجانب وخصوصا الذين التحقوا بالدولة الاسلامية”.

ورأى ان هذا التحالف يمكن ان يلجأ الى الوسائل “السياسية والانسانية والاقتصادية والقانونية والاستخباراتية لدعم التحرك العسكري”.

وتابع كيري انه سيتوجه مع هاغل الى الشرق الاوسط بعد قمة الحلف الاطلسي للحصول على مزيد من الدعم “من الدول الاكثر تعرضا للتهديد المباشر”.

واكد انه “لن نسمح لسرطان الدولة الاسلامية بالامتداد الى دول اخرى. العالم يستطيع مواجهة هذا الوباء ودحره في نهاية المطاف”.

مقتل 3 اطفال من عائلة واحدة في ريف الرقة
بيروت – “الحياة”
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” “استشهاد 3 أطفال من عائلة واحدة دون سن العاشرة، جراء قصف للطيران السوري على بلدة المنصورة”.

وأضاف انه سمع دوي انفجار في أطراف مدينة إدلب ناجم عن قصف من قبل قوات النظام على أماكن في مزارع المدينة بالجهة الجنوبية دون معلومات عن خسائر بشرية.

وأكد أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الكتائب الإسلامية ومقاتلو جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية، ما ادى إلى مقتل 3 عناصر من قوات النظام على الاقل، وإصابة آخرين.

من جهة ثانية، أشار المرصد إلى سماع دوي انفجارات بالقرب من منطقة العكيرشي التي يتواجد فيها معسكر تدريب لمقاتلي تنظيم ” الدولة الإسلامية” (داعش)، مشيراً الى انه لم ترد معلومات عن سبب وظروف الانفجارات.

“داعش” يرفع التأهّب في بريطانيا ولا تهديد محدّداً للولايات المتحدة
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
أعلنت وزارة الأمن الداخلي الاميركية امس إن الولايات المتحدة لا تعلم بتهديد محدد للأراضي الأميركية من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يعرف بـ”داعش” وذلك بعدما رفعت بريطانيا مستوى الخطر الإرهابي الذي يمكن أن تواجهه.

لكن وزير الأمن الداخلي الأميركي جي جونسون قال في بيان إن مقاتلي “الدولة الإسلامية” ومؤيديهم “أظهروا عزما وقدرة على استهداف مواطنين أميركيين في الخارج”. وأشار إلى أن وزارته اتخذت خطوات خلال الصيف لتعزيز الأمن في المطارات بالخارج في ما يتصل بالرحلات المباشرة الى الولايات المتحدة.
وأعلن أنه تحدث مع وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي عن قرار بلادها رفع درجة التأهب للهجمات الإرهابية إلى ثانية أعلى الدرجات. وهذه المرة الأولى منذ منتصف 2011 ترفع بريطانيا درجة الخطر إلى هذا المستوى.
وقالت ماي: “رفع مستوى الخطر مرتبط بالتطورات في سوريا والعراق حيث تخطط جماعات إرهابية لهجمات على الغرب. ومن المرجح أن يشترك في بعض هذه الخطط مقاتلون أجانب سافروا إلى هناك من المملكة المتحدة ومن أوروبا للانضمام الى تلك الصراعات”.
لكن السلطات البريطانية قالت أيضا إنه لم يرق إلى علمها أن ثمة أي مخطط “وشيك” لمهاجمة أهداف بريطانية.
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “أن الأسباب الجذرية للتهديد الإرهابي في المملكة المتحدة هي التطرف الإسلامي”. ورأى أنه “حتى لو حلت مشكلة (داعش) يبقى الخطر قائما في من ينشرون الفكر الإسلامي المتطرف”. وقال إن “خطر (داعش) بات يمثل الخطر “الأعظم والأعمق” بالنسبة الى الأمن في المملكة المتحدة، أكثر مما عرفته البلاد في أي وقت مضى، وهذا سببه جزئيا أن (داعش) ببساطة لا تبحث عن ملجأ في دولة، لكنها تبحث من غير رحمة عن تأسيس دولتها الإرهابية الخاصة وتوسيعها”. وقال أنه سيكشف خطة الاثنين لوقف من يمكن اعتبارهم جهاديين من السفر إلى سوريا والعراق، وجعل إمكان أخذ جوازات سفرهم أكثر سهولة، وأن بريطانيا تحتاج إلى عمل المزيد من أجل منع المقاتلين الحاليين من العودة من الشرق الأوسط، والتعامل بحزم مع أولئك الذين عادوا فعلاً من هناك.

واشنطن
وفي واشنطن، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” جون كيربي بأن كلفة العمليات العسكرية الاميركية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” بلغت في المتوسط 7٫5 ملايين دولار يوميا وذلك منذ أن بدأت النشاطات العسكرية في العراق منتصف حزيران الماضي.
وقال ان الغارات الجوية التي شنت على أهداف تنظيم “داعش” الارهابي داخل العراق والتي بلغت نحو 110 غارات حتى الآن كانت مؤثرة من الناحية التكتيكية وأدت إلى الحد من تحركات عناصر التنظيم. وأضاف ان المناقشات مستمرة داخل “البنتاغون” في شأن تحديد الخيارات العسكرية المحتمل القيام بها داخل سوريا للحد من قدرات تنظيم “داعش”.

قلق روسي
وفي موسكو، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو من إعلان الولايات المتحدة قرارها القيام بطلعات جوية استطلاعية فوق الأراضي السورية.
ولفت الناطق باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش في بيان إلى أن واشنطن تبرر هذه الخطوة بضرورة حماية مواطنيها في الخارج من هجمات المتطرفين الإسلاميين والإعداد لتوجيه ضربات الى مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق المجاور.
وتمنى أن تتمسك واشنطن في خطواتها المستقبلية في ما يتعلق بالملف السوري بقواعد القانون الدولي التي تقضي بأنه في غياب موافقة دولة ما على إجراء عمليات عسكرية في أراضيها يعود تفويض إجرائها إلى مجلس الأمن وحده.

الامم المتحدة
في غضون ذلك، تنقل مسؤولون من الامم المتحدة عبر الحدود الصخرية بين سوريا وهضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل في محاولة لتحديد مكان 43 جندياً فيجياً يعملون في اطار قوة الامم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك “اندوف” يحتجزهم متشددون من “جبهة النصرة” التي تعتبر فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا.
وإتخذت قوات اسرائيلية مواقع عند القنيطرة وهي معبر حصين بين سوريا والجولان يبعد مسافة لا تزيد عن 400 متر من المتشددين.
وقال مقاتل قريب من “جبهة النصرة” ان جنود فيجي أحتجزوا لانهم كانوا يقدمون العلاج الطبي للجنود الجرحى من الجيش السوري.
وصرح الناطق باسم الامم المتحدة في نيويورك ستيفان دوجاريك بأن “الامم المتحدة تتواصل على نطاق واسع مع الاطراف داخل سوريا”، وانها تتحدث ايضا مع “عدد من الدول التي قد يكون لها نفوذ على عناصر المعارضة المسلحة لحثها على اطلاقهم سالمين”.
وكشف مسؤول في الامم المتحدة ان قطر كانت من الدول التي اتصلت بها الامم المتحدة لتحرير أفراد “اندوف”. وكانت الدوحة ساعدت في الايام الاخيرة في تأمين الافراج عن كاتب أميركي تحتجزه “جبهة النصرة” منذ مدة طويلة.

عبداللهيان يزور دمشق سراً بعد الرياض.. وبغداد على الخط
«داعش» يعيد تجميع المتخاصمين لمواجهة شاملة
كتب المحرر السياسي:
وضعت المنطقة كلها على سكة مواجهة «داعش». ثمة بحث مستمر عن جوائز ترضية لهذا المحور أو ذاك، مقابل تنازلات محتملة عن ملفات و«استثمارات» أمنية أو سياسية، وهذه عملية تحتاج الى بعض الوقت.
بهذا المعنى، صار لبنان مهتماً بمسار تشكيل حكومة حيدر العبادي، مثلما تبدو بغداد متابعة لكيفية تعامل لبنان رسمياً مع ظاهرة «داعش» الذي اقتحم حدوده الشرقية، وربما صارت خلاياه النائمة منتشرة في غير منطقة لبنانية. السعوديون يترقبون كيفية تعامل طهران مع الملفين العراقي والسوري، والإيرانيون يعوّلون على إدارة سعودية جديدة لعدد من ملفات المنطقة، من بغداد الى لبنان مروراً باليمن والبحرين.
كذلك فإن ارتدادات الاكتساح «الداعشي» للعديد من المناطق في سوريا، وبالتحديد تلك المتاخمة للحدود مع العراق، قد فرضت تعزيز التوجّه نحو صيغة سياسية تحصّن الوضع الداخلي عبر توكيد وحدة المجتمع في المواجهة بحكومة وحدة وطنية مؤهلة وقادرة.
ترابطت الملفات بفضل «داعش» وأخواته.. وما كان مستحيلاً قبل شهور أو سنوات صار ممكناً بين ليلة وضحاها.

السعودية ـ إيران: مرحلة جديدة

منذ أن وجّه الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز خطاباً نقدياً لرجال الدين السعوديين هو الأول من نوعه في تاريخ العلاقة بين المؤسسة الحاكمة وشريكتها المؤسسة الدينية، في مطلع آب الماضي، مستنكراً فيه «صمت هذه المؤسّسة عن القيام بواجبها تجاه ظاهرة الإرهاب»، برز تحوّل كبير في مسار السياسة السعودية في المنطقة كلها، وكانت عودة سعد الحريري الى بيروت مكللاً بمساعدة المليار دولار، واحدة من أبرز انعكاساتها المباشرة.
قرع السعوديون أبواب طهران بالواسطة ومن ثم مباشرة. تلقف الإيرانيون اللحظة والفرصة وبداية التحول في الموقف السعودي طالما أن الجميع بات يستشعر خطر «داعش»، فكانت زيارة مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان بداية مرحلة جديدة في العلاقة بين البلدين.
وقال سفير إيران الدائم لدى منظمة التعاون الاسلامي حميد رضا دهقاني لـ«السفير» إن اللقاء الايراني ـ السعودي الأخير في جدة «تجاوز ما كنا نتوقعه، والمهم أننا نسير في الطريق الصحيح»، وكشف أنه تم الاتفاق على آليات وخطوات معينة وكذلك على زيارات معينة لمتابعة مناقشة كل الأمور التي تهم البلدين وكل دول المنطقة وشعوبها، وتوقع أن تكون هناك زيارة لوزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى الرياض وأن تكون هناك أيضاً زيارة لنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل إلى طهران «في المستقبل»، رافضاً الخوض في التفاصيل أو المواعيد (راجع المقابلة ص 10).
غير أن اللافت للانتباه، وفق مصادر ديبلوماسية عربية واسعة الاطلاع في العاصمة اللبنانية، أن عبد اللهيان، وبعد أقل من 48 ساعة على مغادرته السعودية، زار العاصمة السورية سراً، والتقى كبار المسؤولين فيها، ووضعهم في أجواء زيارته الى السعودية.
وكشفت المصادر لـ«السفير» أن السلطات السعودية قررت في الأيام الأخيرة السماح، للمرة الأولى منذ فترة طويلة، بمنح خمس سمات دخول لخمسة موظفين ديبلوماسيين سوريين في القنصلية السورية في جدة، في تطور غير مسبوق في العلاقة المتوترة منذ أكثر من ثلاث سنوات بين الجانبين.

اتصالات غربية مع دمشق

وأكدت المصادر لـ«السفير» أن خطر «داعش» أدى الى حرق المراحل، وبالتالي ما كان مستحيلاً صار ممكناً في وقت قياسي، بدليل أن الأميركيين أجروا اتصالاً استخبارياً مع النظام السوري، ترافق مع طلب وفد أمني ألماني زيارة دمشق والإقامة فيها بضعة أيام، فكان جواب السلطات الأمنية السورية الاستجابة السريعة، لكن شرط أن لا يغادر الوفد الأمني الفندق الذي اختار النزول فيه، وردّ الألمان بالموافقة، وببيان تمويهي أصدرته وزارة الخارجية الألمانية يوم الاثنين الماضي ونفت فيه علمها بحصول أي اتصال ديبلوماسي مع الحكومة السورية، وأكدت أن الحكومة الألمانية لا تعتزم إحياء العلاقات الديبلوماسية مع دمشق بسبب التهديد الذي يجسده «داعش»!
هذه الاندفاعة الألمانية تأتي في ظل مسار متعرج في تعامل النظام السوري مع مقدمات الانفتاح الأمني الأوروبي (النروج أعادت فتح سفارتها في فندق «فور سيزن»، وسويسرا أعادت بعض موظفيها بعناوين إنسانية، والنمسا تتواصل بصورة دائمة مع الحكومة السورية). وكان لافتاً للانتباه أن الاستراليين طلبوا موعداً لزيارة وفد أمني استخباري الى دمشق، لكنهم سرعان ما تريثوا بناء على نصائح عاصمة أوروبية بارزة.
وكشفت المصادر الديبلوماسية العربية لـ«السفير» أن موفد الأمم المتحدة الى سوريا السويدي ستيفان دي ميستورا، والذي عُيّن خلفاً للأخضر الابراهيمي، أجرى اتصالات عدة مع الحكومة السورية التي وافقت على مهمته، وتمّ تحديد التاسع من أيلول المقبل موعداً مبدئياً للزيارة الأولى له للعاصمة السورية، يرافقه مساعده الديبلوماسي المصري السابق رمزي عز الدين رمزي.
وقالت المصادر إن دي ميستورا سيلتقي الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، قبل أن يبدأ جولة عربية وإقليمية ستشمل عدداً من العواصم المعنية بالملف السوري، وبينها بطبيعة الحال العاصمة اللبنانية، ربطاً بملفي النازحين وعرسال (الملف الأمني).
وتوقّعت المصادر أن تكون هناك إقامة شبه دائمة لدي ميستورا في العاصمة السورية بناء على طلبه، على أن يدشّن مهمته ببدء التحضير لمؤتمر «جنيف 3».
وقالت المصادر إن المشاورات الدولية والإقليمية ربما تكون قد أدت إلى تجميد خيار تشكيل حكومة سورية جديدة، وبالتالي استعيض عنها ببقاء الحكومة السابقة برئيسها ومعظم وزارئها (باستثناء 10 وزراء جدد يغلب عليهم طابع التكنوقراط).
وأوضحت المصادر أن مسار العلاقات الإقليمية، خصوصاً الانفراج في العلاقات الإيرانية السعودية، يمكن أن يفضي إلى تزخيم العملية السياسية في العراق، بإشراك كل المكوّنات في الحكومة الجديدة، وخصوصاً المكوّن السنيّ، وبدور قيادي، على أن يسحب المعطى العراقي نفسه على حكومة سورية جديدة يفترض أن تتبلور صورتها في ضوء مسار «جنيف 3»، مع مراعاة التوازن والكفاءة بحيث تكون شريكة في القرار السياسي.
وأشارت المصادر الى وجود زخم ديبلوماسي سعودي وإيراني في المنطقة عبّر عن نفسه من خلال المسعى الهادف الى اعادة ترميم العلاقات الخليجية الإيرانية والبيت الخليجي العربي.. ووصول سفير ايراني جديد الى الرياض (هو حسين صادقي الذي كان مستشاراً لوزير الخارجية محمد جواد ظريف)، وفي الوقت نفسه، احتمال استبدال السفير السعودي الحالي في طهران عبد الرحمن بن غرمان الشهري بسفير جديد «فوق العادة»، فضلاً عن تثبيت السفير السعودي الحالي في بيروت علي عواض عسيري في منصبه وإلغاء فكرة إرساله الى منصبه السابق في باكستان.

«داعش» يعتقل «أمراءه» ويمنع صور الذبح:
تراجع أم محاولة لتحييد الشارع؟
عبدالله سليمان علي
عمد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات بحق بعض قادته و«أمرائه» الشرعيين والأمنيين، تراوحت بين التنبيه والاعتقال، فيما وصلت إلى القتل بحسب إحدى الروايات المتداولة.
وأصدر التنظيم المتشدد أيضاً تعميماً يتضمّن توجيهات بخصوص نشر صور الذبح وقطع الرؤوس، فيما برز خلاف في صفوف كبار منظري التنظيم المتشدّد حول مسألة «تكفير العاذر»، غلب فيه التيار الذي لا يرى وجوب تكفير .
وكان «داعش» اعتقل، منذ حوالي أسبوعين، عدداً من قياداته، عرف منهم: أبو جعفر الحطاب («أمير شرعي»)، وأبو مصعب التونسي («أمير» سابق في دير الزور)، وأبو أسيد المغربي وأبو الحوراء الجزائري وأبو خالد الشرقي وأبو عبدالله المغربي («أمير الأمنيين» في حلب)، وكانت التهمة الموجهة إليهم هي الغلو في التكفير!
والجدير بالذكر أن أبي مصعب التونسي سُرِّب له مقطع صوتي يكفِّر فيه زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. أما أبو جعفر الحطاب فكان أحد أعضاء «اللجنة الشرعية» التي صاغت التقرير المطول الذي قضى بتكفير جميع قادة «الجبهة الإسلامية» و«الجيش السوري الحر». وتشير المعلومات إلى أن الحطاب هو العقل المدبر لهذا التقرير، إلا أن اعتقاله لا يعني تراجع «داعش» عن حكمه بردة أولئك القادة، إنما هو إشعار بنهاية دوره في هذه المرحلة.
أما أبو عبد الله المغربي، فقد أشيع مؤخراً أنه تمت تصفيته من قبل «داعش»، بعد اكتشاف علاقاته مع الاستخبارات البريطانية، من دون أن يصدر أي بيان رسمي بهذا الخصوص.
كذلك صدر قرار عن «ولاية حلب» يقضي بوضع أبي عمر الكويتي في الحبس الانفرادي، لتجاهله تعليمات القيادة بعدم التعبير عن آرائه على مواقع التواصل الاجتماعي. والكويتي هو مؤسس كتيبة «جند الخلافة» التي تحولت إلى «جماعة المسلمين» قبل أن يبايع «الدولة الإسلامية» في وقت سابق، علماً بأنه كان يرى أن «الخلافة» محصورة بداعمه المقيم في بريطانيا أبو محمد الرفاعي. ولم تتضح حتى الآن ملابسات مبايعته وماذا عن خليفته السابق.
وبدأ الخلاف مع الكويتي عندما أصبح يتحدث علناً بتكفير الظواهري، بذريعة أن الأخير لا يفتي بتكفير الشيعة، ويعاملهم بمبدأ «العذر بالجهل»، أما الكويتي فيرى أنه لا عذر بالجهل في الشرك بالله (الشرك الأكبر)، وأكثر من ذلك يقضي بكفر من يعذر الجاهل ومن هنا نشأت مسألة «تكفير العاذر بالجهل»، التي كان أحد أشد المنظرين لها هو الشيخ الخليجي أحمد الحازمي، والتي أحدثت بلبلة في صفوف «داعش» خلال الفترة الأخيرة، واستدعت اتخاذ الإجراءات المنوّه عنها.
وينبغي التنويه إلى أن الكويتي، ومنذ دخوله الأراضي السورية قبل حوالي عامين – وهو معروف بنزعته التكفيرية- قد تحالف في وقت من الأوقات مع «كتيبة أبو البنات»، التي قادها الداغستاني المتطرف الملقب بأبي البنات قبل حل الكتيبة واعتقال مؤسسها في تركيا، حيث يخضع لمحاكمة منذ أشهر طويلة. وكان للكويتي دور بارز في أحداث دانا بريف إدلب العام الماضي، والتي أدت إلى اشتباكات واسعة بين «داعش» وبين كتائب من «الجيش الحر».
ومؤخراً صدر عن اللجنة العامة في «الدولة الإسلامية» تعميم حمل الرقم 7، ويقضي «بمنع تصوير ونشر مشاهد الذبح التي يقوم بها جنود الدولة الإسلامية أثناء الغزوات أو خارجها». وجاء في هذا التعميم أن «نشر مثل هذه المشاهد يحتاج إلى إذن خاص من اللجنة، وأنه ستتم محاسبة أي مخالف».
ويأتي هذا التعميم بعد أن امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع عن مئات عمليات الذبح التي نفذها عناصر التنظيم خلال الفترة السابقة، تحت شعار «نصرنا بالرعب».
وقد يكون من شأن هذا التعميم إلقاء المزيد من الشكوك على الصور التي وزعت أمس الأول باسم «داعش» لعملية نحر جندي لبناني، لاسيما أن الصفحات الرسمية للتنظيم لم تتبنّ هذه العملية حتى الآن.
وبينما يرى البعض أن هذه الأمور تدلّ على وجود مراجعات ضمن قيادات «داعش» تهدف إلى الحد من ظاهرة التكفير والغلو في العنف، لاسيما بعدما بدأت آثارها تصيب التنظيم نفسه، يرى البعض الآخر عدم وجود أي مراجعات حقيقية، وأن الأمر يتعلق باعتقاد قادة التنظيم أن المرحلة الحالية تستدعي التخفيف من العنف ومحاولة كسب ود الحاضنة الشعبية، لا سيما أن الأيام المقبلة ستكون عصيبة لجهة إمكانية شن أميركا غارات، وبالتالي فإنّ مصلحة التنظيم تقتضي تحييد الشارع، كي لا يتعاون مع التحالف الجديد الذي يجري إنشاؤه بهدف محاربة التنظيم في كل من العراق وسوريا.
وقد يكون مما له دلالته أن يقوم عشرات من قادة أهم فصيل منافس لـ «داعش» في العراق، هو «أنصار الإسلام»، بمبايعته والانضمام إليه. ومن غير المستبعد أن تكون الإجراءات الأخيرة التي اتخذها التنظيم المتشدّد لتحسين صورته، بالإضافة إلى استدعائه أحد كبار «أمرائه الشرعيين» الشيخ البحريني تركي البنعلي من سوريا إلى العراق لمناقشة «الشرعيين» في فصائل أخرى، قد تركت تأثيرها المباشر على قرار قيادات «أنصار الإسلام» بتقديم البيعة، بعد أن كان الطرفان يتحاربان ويُصفيان قادة بعضهما البعض منذ سنوات.
يشار إلى أنه صدر بالأمس بيان عن حوالي 50 قيادياً في «أنصار الإسلام» في العراق، أحدهم عضو «مجلس شورى» فيه، يعلنون من خلاله حل هذا التنظيم بشكل نهائي، ومبايعة زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي «خليفةً» عليهم والانضمام إلى صفوف جنوده.
ورغم رفض قسم من «انصار الإسلام» لهذا البيان، إلا أنه يعتبر صفعة قوية لـ«جبهة النصرة»، ومن ورائها تنظيم «القاعدة»، لأن الأشهر الماضية شهدت محاولات مكثفة من قبلهما لاستقطاب «أنصار الإسلام»، وتشكيل نواة لمحاربة «داعش» في العراق.

الأمم المتحدة: نصف السوريين أجبروا على ترك بيوتهم
هجوم على حي جوبر يشارك فيه «حزب الله» بصواريخ إيرانية
■ دمشق وجنيف ـ وكالات: يتعرض حي جوبر في شرقي دمشق لقصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف من قوات النظام في اطار عملية عسكرية متواصلة، فيما صرحت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى الدول المجاورة بلغ أمس الجمعة ثلاثة ملايين لاجىء. وقال مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس الجمعة «منذ البارحة، هناك عملية عسكرية في حي جوبر في اطار محاربة الارهاب والقضاء على البؤر الارهابية».
ويسيطر مقاتلو المعارضة على الحي منذ اكثر من سنة، ويعتبر استراتيجيا لأنه يؤدي الى ساحة العباسيين التي تقود الى وسط العاصمة، بينما يتصل من الناحية الاخرى بمنطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تشكل معقلا بارزا للمعارضة المسلحة.
ووصف مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن من جهته العملية بأنها «الأعنف» منذ سيطرة مقاتلي المعارضة على الحي، وتستخدم فيها الطائرات والصواريخ والمدفعية.
واشار الى ان حزب الله «يشارك في العمليات الى جانب قوات النظام»، وان «صواريخ ارض- ارض المستخدمة ايرانية من ترسانة الحزب اللبناني». واوضح ان العملية «تهدف الى السيطرة على الحي والتقدم نحو الغوطة وابعاد المقاتلين عن دمشق».
وتحدث بعض سكان المناطق المحيطة بالحي لفرانس برس عن «قصف عنيف ووضع مشتعل منذ امس». واشار بعضهم الى تحطم زجاج الابنية الساكنين فيها.
وتسمع اصوات الانفجارات الناتجة عن القصف في كل انحاء العاصمة. وترتفع غيمة من الدخان الاسود من الحي.
ونفذت طائرات النظام 18 غارة الخميس على جوبر، بينما بلغ عدد الغارات التي استهدفته أمس 15. ويترافق القصف مع معارك عنيفة بين الطرفين. وقالت الأمم المتحدة إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى الدول المجاورة بلغ أمس الجمعة ثلاثة ملايين لاجىء لكن تقطعت السبل بعدد كبير منهم بسبب تقدم متشددين إسلاميين أو لصعوبة الوصول إلى معابر حدودية مفتوحة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن السوريين الراغبين في مغادرة وطنهم الذي تمزقه الحرب يضطرون إلى دفع رشى ضخمة عند نقاط تفتيش مسلحة تنتشر على امتداد حدود سوريا أو لمهربين.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة أن هذا العدد القياسي يمثل زيادة بمقدار مليون لاجىء مقارنة بعام مضى، بالإضافة إلى نزوح 6.5 مليون داخل سوريا وهو ما يعني ان «قرب نصف السوريين جميعا أجبروا الآن على ترك بيوتهم والنجاة بأرواحهم.»
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس في بيان «الأزمة السورية أصبحت أكبر حالة طوارىء إنسانية في حقبتنا ومع ذلك فشل العالم في توفير احتياجات اللاجئين والدول التي تستضيفهم.»
وقالت ممثلة هوليوود أنجلينا جولي التي تم اختيارها سفيرة خاصة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيان منفصل ان «ثلاثة ملايين لاجىء ليس مجرد احصاء آخر، إنه اتهام شديد لفشلنا الجماعي لإنهاء الحرب في سوريا.»
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن الغالبية بقيت في دول مجاورة وان العدد الأكبر لجأ إلى لبنان (1.17 مليون) ثم تركيا (830 ألفا) ثم الاردن (613 ألفا).

قائمة غريبة لـ«المغضوب عليهم» من النظام السوري والمطلوبين للمخابرات
تضم أسماء أشخاص بعمر 110 سنوات ويهودا هاجروا من عشرات السنين
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»ـ من محمد إقبال بلو: سربت بعض المواقع الإخبارية قائمة تحتوي على حوالى مائة ألف اسم من المواطنين السوريين المطلوبين للنظام السوري، والذين يحملون تهمة وحيدة هي الوقوف ضد قمع النظام للسوريين، والمساهمة بشكل أو بآخر في الثورة السورية. وانتشرت هذه القائمة انتشار النار في الهشيم ليبدأ كل شخص بالبحث عن اسمه وهل هو موجود ضمن القائمة أو أنه خارج قائمة «المغضوب عليهم» من قبل النظام السوري وأجهزته الامنية، التي يقدر عددها بالعشرات، ولدى معرفة الجميع ان القائمة تشمل أقل من مائة ألف معتقل، أدركوا أنها ليست الوحيدة إذ أن عدد المطلوبين يفوق هذا الرقم بعدة أضعاف.
واللافت في الموضوع هو تراوح أعمار المطلوبين من الجنسين لقوات النظام السوري بين عشرة أعوام ومائة وعشر سنوات، فلا أحد ينجو من تهمة الإرهاب في سجلات النظام السوري حتى لو كان طفلاً لم يبلغ أشده، أو شيخاً بلغ من الكبر عتياً، ولا مفر من العقاب لكل إرهابي في عيون النظام الذي نذر نفسه لمكافحة الإرهاب الذي تفشى فجأة في صفوف شعبه دون أن يميز هذا «الإرهاب» بين رجل وامرأة أو طفل أو عجوز حنى الدهر ظهره. ووردت عشرات الأسماء في قائمة المطلوبين الذين اتهمهم النظام بالإرهاب أو دعم الإرهاب أو احتضانه، كلهم تتراوح أعمارهم بين مائة عام ومائة وعشرة أعوام، وغالباً هم ميتون منذ سنوات، إلا أن ذويهم نسوا أن يدونوا واقعة وفاتهم في السجلات المدنية التي يحتفظ بها النظام أحياناً، وأحياناً يقوم بحرقها كما حدث في عدة مدن خطط النظام لتغيير ديموغرافي فيها. ومن الأسماء الواردة في القائمة: كرز إبراهيم دباح (مواليد نيسان/ابريل 1905)، عبد الرحمن مكاوي، ضاهر حسن غانم، ساسون ناحوم (مواليد شباط / فبراير 1906) صفوان عبد القادر خلوف، روام نقاش (مواليد شباط/ فبراير 1907) خالد محمد دوماني، يوسف صموئيل (مواليد شباط/فبراير 1908) حسين أحمد الحسن، سعيد محمد علي (مواليد كانون الثاني/يناير 1909) شحادة خالد المحمد (مواليد حزيران/يونيو 1910) عزار يوسف بغدادي، حسن رحمين، ذياب شتات العنزي، عواد الشمري، داوود مزراحي راحيل (مواليد شباط/فبراير 1911) إيليا سرور، موسى حاييم (مواليد شباط/فبراير 1912) خضر محمد الأحمد، راشيل اسحاق (مواليد حزيران/يونيو 1913) عباس محمد الحسين، جمشين برويز زادة، أحمد سليم منصور، حياة ناحوم، محمد صالح نفجاتي، عباس هزاع الشمري (مواليد كانون الثاني/يناير 1914).
والأشد غرابة في قائمة الأسماء السابقة ليس موضوع العمر بل وجود أسماء يهودية من مطلوبي النظام، ويتضح انهم يهود من خلال الأسماء مثل راشيل اسحاق، داوود راحيل، وموسى حاييم، فمن أين جاءت هذه الأسماء اليهودية وكيف شاركت في الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، إذ يعلم الجميع أن يهود سوريا رحلوا منذ عشرات السنين، ويتوقع الناشطون أن تلك الأسماء موجودة في سجلات النفوس فقط، حيث يكون أحياناً في تقاليد الاعتقالات والإدانات لدى النظام السوري كل أهل الحي من المطلوبين بسبب انتفاض الحي ضده، ويبدو أنه هنا استخدم الأسلوب الأسهل لذلك وهو تدوين كل من هم في سجلات القيد المدني لديه.
والجدير بالذكر أن موضوع اعتقالات كبار السن والشيوخ والعجائز ليس موضوعاً غريباً على النظام السوري أو أنه مستحيل الحدوث، فأبو الصادق الحاج محمود من ريف حلب الشمالي ذو الثمانين عاماً قامت قوات النظام السوري وعلى أحد حواجزها في مدينة حلب باعتقاله وتوقيفه في فرع الأمن العسكري، وقاموا بضربه وتعذيبه لأكثر من شهر، وترافق ذلك مع السخرية منه والاستهزاء بلحيته البيضاء، وكانت تهمته آنذاك أنه والد لشهيد قضى إثر سقوط صاروخ راجمة على منزله.

«داعش» عدو خطير وذكي ولن يهزم بدون تأهيل الجيش العراقي وبناء صحوات سنية
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: دفع اعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعدم وجود استرايتجية واضحة لبلاده في سوريا عددا من المعلقين اقتراح معالم حل وفيما قدم آخرون تحليلا للوضع في سوريا والعراق وكيفية القضاء على تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش.
فالتصدي للخطر بحاجة لإعادة بناء القوات العراقية وتنظيفها من القيادات التي عينها نوري المالكي بناء على معيار الطائفة والولاء.
ويجري الحديث في الوقت نفسه عن دور للصحوات السنية في مواجهة خطر داعش والتصدي له.
ومع ذلك تظل هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج الولايات المتحدة الإجابة عليها، سواء فيما يتعلق باستراتيجيتها العراقية أو السورية.
وهو ما بدا في افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز».
فحتى يكون الرئيس أوباما قادرا على توسيع حملة الغارات لتشمل سوريا فهناك حاجة لنقاش عام حتى يدعم الأمريكيون قرار عملية عسكرية ستكون مكلفة. وأشارت هنا لتحضيرات الإدارة لضرب داعش في سوريا حيث أصدر أوباما أوامره للبنتاغون كي ترسل طائرات استطلاع فوق سوريا لجمع معلومات عن داعش.
وخلال الأسبوع الحالي اقترحت تقارير ان الإجراءات تتحرك سريعا بشكل يمكن الرئيس من إصدار قرار في وقت قريب مع ان مسؤولين أخبروا الصحيفة يوم الأربعاء ان قرارا بهذا الشأن لن يتم اتخاذه قبل حلول أيلول / سبتمبر وبعد اجتماع دول حلف الناتو التشاوري حول ما يمكن عمله للقضاء على تهديد داعش.
وتقول الصحيفة ان هناك حاجة لان يوضح أوباما للرأي العام علاقة الغارات الجوية على سوريا بالاستراتيجية، وما هو حظها من النجاح ومعنى النجاح نفسه بدون ان يستفيد الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه هجوما من داعش وبقية الفصائل السورية.
وتشير الصحيفة لمشاكل تعتور أي إجراء تقوم به الإدارة وهي عدم اكتمال الصورة وغياب المعلومات عن تنظيم داعش وعدد مقاتليه وبنيته التنظيمية. وهو ما تراه مثيرا للقلق في ضوء المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة منذ هجمات أيلول/ سبتمبر 2001 على تطوير استراتيجيات يمكنها فحص ومعرفة التهديدات الإرهابية. صحيح ان داعش بدأ أولا كفرع للقاعدة التي قاتلت الأمريكيين في العراق بعد الغزو لكن المسؤولين الأمريكيين والعراقيين فوجئوا من التحول في أسلوب التنظيم من قتال الأسد للسيطرة على مدن ومناطق في شمال سوريا.
وفي الوقت الذي يتفق فيه الخبراء على طبيعة التهديد الذي يمثله داعش على حكومة إقليم كردستان والأقليات والحكومة العراقية إلا انهم مع المسؤولين الأمريكيين منقسمون حول التهديد الذي يمثله داعش على الولايات المتحدة.
فقد اعتبره وزير الدفاع تشاك هيغل «تهديدا محتوما لكل مصلحة لنا» مع ان المسؤول الإعلامي للبنتاغون قال ان هيغل لا يعتقد بقدرة داعش في الوقت الحالي القيام بهجمات ضد الولايات المتحدة.
ويرى آخرون ان داعش لم يعد مشكلة عراقية أو إقليمية بل أبعد منها ويمثل تهديدا حقيقيا.
وفي غياب التقييم الحقيقي لخطرالتنظيم فمن الصعب تحديد الهدف.
وفي هذا السياق تقول الصحيفة ان إضعاف المتطرفين كما فعلت أمريكا مع القاعدة شيء وتدميرهم شيء آخر.
وتعلق على تصريحات جون كيري، وزير الخارجية الذي دعا لتدمير التنظيم، في رده على قتل الصحافي جيمس فولي، وإذا كان هذا هو الهدف، فماذا يتطلب من أمريكا لتحقيقه.
فحتى الان لا تزال واشنطن حذرة في حملتها في العراق، حيث طلبت الحكومة العراقية الغارات. وتقوم الطائرات بضرب مواقع داعش فيما تشرف القوات العراقية والبيشمركة على العمليات الميدانية. ويقوم المستشارون الأمريكيون بتحديد الأهداف الواجب ضربها.
وهذا الوضع مختلف في سوريا، فلم تتلق أمريكا دعوة للتدخل، ولم تقدم إدارة أوباما مبررا قانونيا لدخول الأراضي العراقية ولم تقدم توضيحا حول كيفية تعزيز قوة المعارضة حتى تستطيع قتال داعش.
ولن تكون الغارات الجوية كافية في حد ذاتها لهزيمة التنظيم، ومن هنا تعمل أمريكا على تشكيل تحالف لمواجهته، حيث سمحت تركيا وبعض دول الخليج باستخدام قواعدها العسكرية لتنظيم غارات ضد داعش، فيما بدأت الدول الأوروبية بتسليح الأكراد.
ورغم كل هذا فلم يتم بعد تحديد استراتيجية شاملة وبدونها فمن غير المنطقي توسيع مهمة قال أوباما انها «لن تكون سهلة ولن تكون سريعة».

صورة قاتمة

والتساؤل نفسه حول قدرات الدولة الإسلامية في مقال فريد زكريا الذي أكد على أهمية التوصل لاستراتيجية شاملة تدعم جهود الرئيس الأمريكي لمواجهة داعش في العراق وسوريا وبدون إرسال قوات برية للعراق، وكتب في صحيفة «واشنطن بوست» «ما هي قوة الدولة الإسلامية؟»، وللإجابة عليه تحدث مع دبلوماسي أوروبي وآخر أمريكي له علاقة بالمعارضة السورية ويسافر لسوريا أي له اتصالات مع الحكومة السورية.
وقدم زكريا في مقالته التي كتبها من اسطنبول تقييم الدبلوماسي الأوروبي والمسؤول الأمريكي.
فالأول يرى ان التنظيم قوي وعزز من قدراته المالية والعسكرية في الأشهر الأخيرة الماضية. ويقدر الدبلوماسي ما يدخل في ميزانيته من أموال شهريا مليون دولار في اليوم وهي عائدات ما يبيعه من نفط وغاز من سوريا والعراق. ويعترف زكريا بقسوة الاستراتيجية العسكرية للتنظيم وذكائها في الوقت نفسه. فالكتاب السنوي لداعش يفصح عن قدرات قتالية وتكتيكية تهدف لإبهار الداعمين له. أما المظهر الآخر من استراتيجيته وهي القتل والذبح كما يبدو في أشرطة الفيديو فتهدف لإثارة الرعب في قلوب أعدائه وإقناعهم ان الفرار أفضل من مواجهته في ميادين المعركة.
لكن أخطر ما يملكه التنظيم حسب الدبلوماسي هي أيديولوجيته التي يجذب من خلالها الناس واستطاع تجنيد السنة الذين شعروا بالظلم في سوريا والعراق وأقنعهم ان أنظمة كافرة تحكمهم.
كما ونجح داعش في الحصول على دعم سنة العراق بسبب النهج الطائفي لحكومة نوري المالكي. ولا يمكن فصل صعود تنظيم داعش عن انهيار القوى المعتدلة والعلمانية وحتى المؤسسات الإسلامية والجماعات، مثل الإخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط.
وإزاء عدو كهذا يطرح الكاتب تساؤلا حول كيفية هزيمته؟ وفي هذا السياق ينقل الكاتب وجهة نظر المسؤول الأمريكي السابق، وهي وجهة نظرة لا تدعو إلى التشاؤم ويعتقد ان تنظيم داعش ليس قويا بنفس قوة تنظيم القاعدةعندما كان أوج نشاطه في العراق.
ولم ير المسؤول أية أهمية للتقارير التي ركزت على الدور العسكري الذي يلعبه ضباط الجيش العراقي السابق في تنظيم داعش. وقال «لقد واجهنا ذلك الجيش (العراقي السابق) ولم يكن محلا للإعجاب». ولكن كيف تهزم أمريكا داعش، هذا ممكن ان توفرت الاستراتيجية الشاملة مثل تلك التي طبقت بعد إرسال الرئيس الأمريكي جورج بوش قوات جديدة للعراق عام 2007.
ولا بد في الاستراتيجية من التركيز على البعد السياسي أي دعم جهود إدارة أوباما لتشكيل حكومة وطنية عراقية موسعة.
وأكد المسؤول على ان امريكا تتمتع بنفوذ في بغداد أكثر من السنوات الماضية وهو ما تقوم باستخدامه. حال تشكلت الحكومة يتم التحرك للمرحلة الثانية وهي تشكيل قوات عراقية حرفية وقوية تستطيع مواجهة داعش وهزيمته. وسيتم تشكيل القوات هذه من فرق الجيش العراقي الذي أعيد تأهيله.
وستشرف أمريكا على بناء وتدريب وتسليح هذه القوات وستضم حسب المسؤول القوات الخاصة التي تلقت تدريباتها في الأردن التي لها سجل جيد في القتال.
وذكر المسؤول ان هذه القوات هي التي استعادت سد الموصل من تنظيم داعش.
ويرى ان ضعف أداء هذه القوات جاء لان المالكي حولها لقوات طائفية وموالية له.
وحتى تتحق الكفاءة للجيش هناك حاجة لتبديل القادة الشيعة الذين عينهم المالكي، وهذا يشبه تماما ما حدث عندما زادت القوات الأمريكية من عدد قواتها عام 2007 حيث تم استبدال نسبة 70% من قادة الفرق العراقية لخلق وحدات قتالية فاعلة.
وبعد تشكيل هذه القوات فسيتم نشرها لحراسة مواقع النفط الاستراتيجية حيث ستعمل على إخراج المقاتلين وتأمين المناطق.
كل هذا لن يكون كافيا لو لم يتم الحصول على ثقة السنة. ويرى المسؤول ان هذا النموذج صالح للتطبيق في سوريا حيث يقوم الجيش السوري الحر باستخدام المال لتوفير الأمن من أجل استعادة سكان المناطق المحليين الذين يعارضون الأسد ولكنهم يدعمون داعش خوفا منه لا إيمانا بما يقوم به.
وأهم ما جاء في تقييم الدبلوماسي والمسؤول هو تجنب استفادة نظام الأسد من هذه الجهود، وبحسب الدبلوماسي «فسيغذي هذا التعاون شعور السنة المحاصرين وان الصليبيين المسيحيين والشيعة يقومون باضطهادهم ولهذا يجب على كل السنة مواجهة الغزو الأجنبي».
ويرى الكاتب ان مفتاح الحل هو ان يكون السنة في موقع القيادة ضد الدولة الإسلامية وفي مقدمة المعارك.
ومن هنا يرى ان الاستراتيجية التي يمكن ان تعمل ضد الدولة الإسلامية هي إنشاء صحوات باعتبارها الخيار الذي يملك حظا للنجاح.

التعاون مع السعودية

وفي الصحيفة نفسها اقترح المعلق الآخر ديفيد إغناطيوس فكرة التعاون مع السعودية لمواجهة داعش.
وقال انه خلافا للتقارير التي اتهمت السعودية بدعم التنظيمات الجهادية إلا ان السعودية يمكن ان تكون لاعبا مهما في مواجهة خطر الدولة الإسلامية.
ويعترف إغناطيوس ان التغييرات الجيلية بطيئة، فالعاهل السعودي وهو حليف مهم ويتمتع بشعبية داخل بلاده إلا ان عمره 90 عاما ولهذا فـــدرجة تركيزه على القضايا ليست كبيرة.
ويشير الكاتب إلى ان السعودية القلقة من الإتهامات تبرعت بمبلغ 100 مليون دولار لمركز مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، وأصدر مفتي الدولة تصريحات شجب فيها كلا من داعش والقاعدة باعتبارها «العدو رقم 1 للإسلام».
ويرى ان ما يعقد دور السعودية كي تلعب دورا مهما في احتواء النزاعات التي تشهدها المنطقة هي مسألة الإصلاح والتغير الجيلي البطيئة.
ولهذا السبب لوحظ في العام الماضي وبسبب عجز الملك عبدالله توترا في عدد من الوزارات مما اقترح نوعا من التنافس على السلطة جرى بين الأمراء.
وعلى خلاف الخوف الدائم الذي يبديه الأمريكيون والسعوديون على مستقبل المملكة والتي هي بمثابة «علبة كبريت» قابلة للاشتعال نظرا للتهديدات التي تواجهها من الإسلاميين والعلمانيين ومحاولاتهم لإضعافها إلا ان السعودية تبدو اليوم أكثر استقرارا مما كانت عليه قبل عقد من الزمان، رغم اشتراك المتشددين السنة والشيعة في هدف الإطاحة بالنظام الحاكم فيها.
وعموما يرى الكاتب ان هناك مشكلة في فهم الطريقة التي تعمل فيها العائلة الحاكمة فهي صعبة على الفهم، فحركة الأمراء الكبار البطيئة ومحاولتهم حماية انفسهم ورفضهم نصائح من خارج العائلة تفتح الباب أمام التكهنات حول ما يجري خلف جدران القصور.
ولكن الكاتب يقول «مهما كانت خلافاتهم فقد حافظ أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز على درجة من الإجماع لحماية واستمرار الحكم».

ثلاثة مخاطر

وعموما يتحدث الأمريكيون والعرب عن ثلاثة مخاطر تثير قلق المملكة وهي: تزايد نفوذ إيران وحلفائها الشيعة في المنطقة، صعود المتطرفين السنة الذين تجسدهم الدولة الإسلامية والشك من مصداقية الولايات المتحدة، حامية المملكة والتي ينظر إليها الكثير من السعوديين كقوة متراجعة في المنطقة.
ويرى الكاتب ان الوضع بدا واضحا في مواقف الأمير بندر بن سلطان الذي نحي عن موقعه كمدير للمخابرات السعودية وكلف في الصيف بترؤس مجلس الأمن القومي.
وحل الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز محله في الاستخبارات وهو رجل مهني ويوثق فيه ويعمل مع وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف والذي تثق فيه الولايات المتحدة أيضا.
لكن هناك سؤال يتعلق بالأمير سلمان (78 عاما) ولي العهد ووزير الدفاع وحالته الصحية. ومما أثار تكهنات حول خلافة الملك هو تعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد.
ويشير الكاتب هنا إلى الصعوبات التي واجهت الأمير سلمان في إدارة وزارة الدفاع منذ توليه المنصب في تشرين الثاني / نوفمبر 2011.
وللأمير أربعة، اثنان من أبناء وزير الدفاع السابق الأمير سلطان.
ولعل الرقم الصعب في أوراق اللعبة السعودية كما يقول السفير السابق في واشنطن هو بندر، فعندما كان رئيسا للمخابرات السعودية ومسؤولا عن ملف سوريا كان من الصعب التكهن بتحركاته وفي أحيان لم يكن محلا للثقة من واشنطن. فقد وعبر عدد من المسؤولين الأمريكيين عن مخاوفهم من جهود بندر السرية في سوريا التي قد تكون قد أسهمت بطريقة غير مقصودة لصعود القاعدة.
ولهذا شعر الأمريكيون بنوع من الراحة عندما تمت تنحيته عن الاستخبارات وكمسؤول عن العلاقة مع المعارضة السورية.
وفي الوقت الذي اثنى المحللون الغربيون على جهود كل من خالد بن بندر ومحمد بن نايف لبناء قوات أمنية عالية الكفاءة وحرفية إلا ان السعودية أمامها تحد كبير وهو منع وصول أثار الحروب في المنطقة للسعودية وحتى لا يتكرر درس أفغانستان.

أوباما: الاستراتيجية المقبلة لدحر «داعش» في سوريا ستتضمن أعمالا عسكرية
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي» اعترف الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان إدارته لا تملك استراتيجية شاملة حتى الآن لمكافحة الجماعات المتشددة الإسلامية في داخل سوريا كما تعهد بانه لن يترك الكونغرس في الظلام في حالة اتخاذ قرار، مؤكدا بانه لا يريد وضع العربة أمام الحصان .
وردا على التقارير الإعلامية التي أوحت بأن اوباما يدرس توسيع الضربات الجوية إلى سوريا قال اوباما ان «الناس يمضون قدما أبعد من المكان الذي نحن فيه الان» وأضاف «نحن بحاجة للتأكد من ان لدينا خططا واضحة نطورها ولكن في الوقت الراهن سوف يتم التشاور مع الكونغرس للتأكد بان أصواتهم مسموعة». وقد فوض الرئيس الأمريكي بالفعل الضربات الجوية ضد مقاتلي «الدولة الإسلامية» في العراق دون موافقة الكونغرس، ودافع عن هذا القرار الخميس، بالقول ان الغارات كانت جزءا من واجبه كقائد عام للقوات، موضحا بان الأمور تتطلب منه سرعة التصرف بناء على معلومات تلقاها حول وجود تهديد للسفارة أو القنصلية الأمريكية.
وطلب المشرعون بما في ذلك قادة الحزب الديمقراطي ومن بينهم السناتور تيم كاين من اوباما ان يأتي إلى الكونغرس للحصول على موافقة صريحة للقيام بحملة عسكرية موسعة، ودعا كاين الإدارة الأمريكية إلى توضيح مهمة وأهداف العمل العسكري الكبير الحالي ضد «داعش « إلى الكونغرس والشعب الأمريكي ورجال ونساء الجيش. وقال في بيان: «يجب ان يصوت الكونغرس بالموافقة أو الرفض على ذلك» كما حث الإدارة على استغلال الأسبوعين المقبلين لتحديد واضح لاستراتيجية وأهداف المهمة المقبلة ضد «داعش» وإحضارها إلى الكونغرس للنقاش والتصويت.
وقال اوباما ان الإدارة تحتاج إلى وقت لوضع استراتيجية إقليمية واسعة ثم جمع شركاء وحلفاء الولايات المتحدة للمساعدة في استقرار سوريا وأضاف: «سنعمل سياسيا ودبلوماسيا مع الناس في المنطقة وسنحشد تحالفا يحتاج إلى استراتيجية طويلة الأجل في أقرب وقت ممكن حينما نضم المكونات العسكرية والسياسية والاقتصادية لهذه الاستراتيجية مؤكدا بانه سيكون هنالك جانب عسكري لهذه الاستراتيجية مما يستدعي إطلاع الكونغرس عليها لانها تعني تكاليف مادية».
وشدد اوباما على ان تركيزه في الوقت الحالي فقط هو للتأكد من عدم تجاوز «داعش» حدود العراق وحماية الموظفين الأمريكيين على الأرض والتأكد من توفير الأمن للناس وتقييم قدرات القوات العراقية والكردية.
وصادر ميتش ماكونيل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تعليقات اوباما بالقول بانه يحتاج إلى تطوير استراتيجية إقليمية لهزيمة «داعش» ولكنه يعتقد بان اوباما يفتقر إلى السلطة لتنفيذ هذه الاستراتيجية موضحا بان اوباما يحتاج إلى تقديم شرح للكونغرس حول السلطة الاضافية التى يريدها لاستخدام القوة من أجل حماية الشعب الأمريكي، وذهب السيناتور الجمهوري ممثل ولاية كنتاكي إلى القول بان اوباما بحاجة، ايضا، إلى ممارسة «بعض القيادة» بشأن هذه القضية.
وسارع مساعدو البيت الابيض إلى توضيح تصريحات اوباما حيث قال جوش ارنست، السكرتير الصحافي، بان اوباما كان واضحا كما كان في الماضي حول الاستراتيجية الشاملة التي تستخدمها الولايات المتحدة لمواجهة «داعش»، وقال مسؤول آخر في البيت الابيض بان اوباما كان صريحا في وصف الاستراتيجية. وكشف البيت الابيض ان اوباما وجه هيئة الأركان لإعداد مجموعة من الخيارات وانه يعتزم الاجتماع مع مجلس الأمن القومي للاستمرار في تطوير هذه الاستراتيجية.

«الدولة الإسلامية» تلغي «الموسيقى» و«التاريخ» من المناهج الدراسية في مناطق سيطرتها داخل سوريا
علاء وليد
اسطنبول ـ أصدر تنظيم «الدولة الإسلامية»، أول أمس الخميس، تعميماً موجهاً للمؤسسات التربوية والتعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا ينص على إلغاء مناهج عدد من المواد الدراسية الموضوعة من قبل النظام سابقاً في مقدمتها التربية الموسيقية والتاريخ والتربية الإسلامية، كما فرض حذف واستبدال عدد من المفاهيم والأمور التي لا تتناسب مع منهجه في بعض المناهج الأخرى.
ونشرت صفحات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تعميماً صادراً عن ما يسمى «ديوان التعليم» في «الدولة الإسلامية»، حصل مراسل «الاناضول» على نسخة منه، نص على ما يلي حرفياً:
تلغى من المناهج الدراسية المواد التالية بشكل نهائي (التربية الفنية الموسيقية، التربية الوطنية، دراسات اجتماعية، التاريخ، التربية الفنية التشكيلية، الرياضة، قضايا فلسفية واجتماعية ونفسية، التربية الدينية الإسلامية، التربية الدينية المسيحية)، على ان تضاف مواد تعويضية لها.
شطب جملة «الجمهورية العربية السورية» أينما وجدت واستبدالها بـ»الدولة الإسلامية».
شطب تسمية «وزارة التربية» (متبعة من قبل النظام) واستبدالها بـ»وزارة التربية والتعليم».
طمس جميع الصور التي لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية.
حذف النشيد الوطني السوري أينما وجد.
عدم تدريس مفهوم القومية أو الوطنية، وانما الانتماء للإسلام وأهله والبراءة من الشرك وأهله، حيث ان بلاد المسلم هي البلاد التي يحكم فيها شرع الله.
يسد المعلم نواحي النقص المترتبة على الحذف بأمثلة لا تتعارض مع الشريعة أو سياسة الدولة الإسلامية.
تستبدل كلمة الوطن أو الوطنية أو سوريا أو وطني أينما وجدت بـ»الدولة الإسلامية» أو دولته الإسلامية أو بلاد المسلمين أو ولاية الشام…إلخ. حذف أي مثال في مادة الرياضيات يدل على الربا أو الربوية.
حذف من مادة العلوم كل شيء يتعلق بنظرية دارون أو رد الخلق للطبيعة أو الخلق من عدم، ورد كل الخلق لله سبحانه وتعالى. يقوم المعلم بتنبيه الطلاب دائما إلى ان قوانين الفيزياء والكيمياء هي قوانين الله في الخلق.
يعتبر هذا التعميم ملزماً ويستوجب على المخالف المحاسبة، لم يبيّن نوع المحاسبة. وحمل التعميم بالإضافة إلى ختم الدولة الإسلامية توقيع كل من مسؤول المناهج «أبو رامي»، ومسؤول ديوان التعليم «ذو القرنين».
وقال أبو نزار الفراتي، الناشط الإعلامي في مدينة دير الزور، ان تعميم «الدولة الإسلامية» الصادر اليوم، انهى حالة من الجدل والتساؤلات بين سكان المدينة وأولياء أمور الطلاب حول استمرار العمل بالمناهج القديمة خاصة ان غالبيتها تحوي صوراً لرئيس النظام بشار الأسد وعلم النظام، وغيرها من «مخلفاته».
وأوضح الفراتي ان هناك أموراً لم يتم ذكرها بالتعميم، حسب ما ذكر له مسؤول بالتنظيم، كون الأخير يعتبرها من المسلمات ومن أصول الشريعة مثل عدم وجود مدارس مختلطة بين الجنسين، وكذلك من يدرّس للذكور مدرسين حصراً والأناث يدرس لهن مدرسات، مع الالتزام بارتداء اللباس الشرعي للطالبات.
في سياق متصل، أصدر ديوان التعليم في «ولاية الرقة» التابعة للتنظيم، إعلاناً عن دورة شرعية «إلزامية» مدتها أسبوع لكافة مدراء ومعلمي المدارس ذكوراً واناثاً، وذلك نهاية الشهر الجاري وطبعاً في مكانين منفصلين لكل فئة، حددهما الإعلان.
وذكر الإعلان في نهايته ملحوظة تنص على منع كل مدرس أو مدرسة من التدريس في مدارس «الولاية» إلا بعد الخضوع للدورة تحت طائلة المساءلة الشرعية.
واستمرت المعارضة التي سيطرت قواتها على مناطق واسعة من البلاد قبل عامين في تدريس الطلاب نفس المناهج التي وضعها النظام وكانت تدرس في سوريا قبل اندلاع الثورة مارس/آذار 2011، وذلك بسبب عدم توفر الإمكانيات لاستبدالها أو تعديلها.
واستمر تدريس المنـــاهج نفسها في المناطق التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» خاصة في محافظتي الرقة (شمال) ودير الزور(شــرق) حتى اليوم، قبل ان يصدر التنظيم تعليماته الجديدة بإلغاء بعض المناهج وتعديل أخرى. وسيطر التنظيم على محافظة الرقة منذ نحو 8 أشهر بعد طرد مقاتلي المعارضة منها، كما فعل الأمر نفسه على معظم مساحة دير الزور قبل شهرين.

أوباما يفتتح “بازار” الحرب على “داعش” في سورية
تحليل إخباري ــ أحمد كيلاني
أثار كلام الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ليل الخميس، الذي كشف فيه عن أنّ الولايات المتحدة لم تضع بعد استراتيجية لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، العديد من الأسئلة إزاء رؤية البيت الأبيض للأزمة السورية، وخصوصاً أن هذه الأزمة تزداد تعقيداً بالنظر إلى تداخل وتشابك أهداف وأجندات وارتباطات فاعليها الرئيسيين، ممثلين بالنظام والمعارضة المسلحة وتنظيم “الدولة الإسلامية”. طلب أوباما من وزير خارجيته، جون كيري، التوجه إلى المنطقة من أجل العمل على بناء تحالف إقليمي ودولي ضد “التنظيم”، مشيراً إلى أن وزير الدفاع، تشاك هاغل، ورئيس هيئة الأركان، مارتن دمبسي، يعملان على “وضع الخطط وخيارات التدخل في سورية”، مما يؤكد أن بدء عمل عسكري ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” سيحتاج مزيداً من الوقت، وذلك على الرغم من المكاسب الهائلة التي يحققها في سورية، والمجازر المهولة التي يرتكبها هناك.

وخلافاً للعراق، حيث أتاح دعم الدول الغربية والعربية للعملية السياسية تدخلاً أميركياً وبتنسيق كبير مع بغداد وأربيل، وخصوصاً بعد تكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة جديدة، لا يبدو أن ثمة توافقاً غربياً أو إقليمياً أو سورياً حتى الآن على أسس الحل السياسي في سورية، وهو ما قد يعيق تدخلاً حاسماً ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” يضع حداً لتمددها في العديد من مناطق البلاد، وهو ما يبرر على ما يبدو سعي الرئيس الأميركي إلى العمل على تشكيل تحالف إقليمي ودولي لدحره.

على الصعيد العسكري، ليس ثمة مجال للشك في أن أي تدخل عسكري يقتصر على ضربات جوية في سورية، لن يؤدي إلى تحقيق الهدف المطلوب، وربما ينتج عنه في أحسن الأحوال وقف تمدد التنظيم، وبالتالي فالحاجة ماسة إلى تنسيق تحرك عسكري على الأرض لم يتضح شكله بعد.
وفي السياق نفسه، تسربت بعض الأنباء عن عقد مسؤولين أميركيين سلسة اجتماعات مع قادة بعض العشائر السورية في إقليم كردستان لمعرفة نقاط قوة وضعف التنظيم، وإمكانية تعاون تلك العشائر في مواجهته، وهو ما ألمح إليه أوباما بقوله إن استراتيجيته ستتضمن دعم المعارضين السنة المعتدلين في سورية. ويتوقع أن تتجه الأنظار في الأيام القليلة المقبلة إلى جولة وزير الخارجية الأميركي، التي يتوقع أن تشمل بعض الدول الخليجية ودول الجوار السوري، بهدف تشكيل تحالف للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”. لكن السؤال الأساسي هنا يكمن حول مشاركة تلك الدول عسكرياً ضمن هذا التحالف وعلى الأخص تركيا والأردن، بالنظر إلى المخاطر، التي قد تترتب على هذه المشاركة من احتمال نقل الحرب إلى البلدين.

لكن، وربما الأهم من ذلك، هو نتائج جولة كيري سياسياً، إذ يتوقع أن تجهد الإدارة الأميركية للوصول إلى تصورات لحل الأزمة السورية كمدخل لا بد منه لنجاح أي جهد عسكري للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما لا يبدو أن ثمة توافقاً بشأنه حتى اليوم.

أشار الرئيس الأميركي إلى انه ليس على واشنطن أن تختار بين التنظيم وبين الرئيس السوري، بشار الأسد، وهو كلام حمّالُ أوجهٍ، ويترك الباب موارباً لإمكانية التعاون مع الأسد ضد التنظيم، إذ كان بمقدوره إطلاق تصريحات أوضح وأقوى وأكثر حزماً ضد النظام السوري لو أراد، مثلما فعل نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند، في اليوم نفسه، عندما أكد أن “الأسد ليس شريكاً في الحرب ضد الإرهاب”، ووصفه بأنه “حليف للإرهابيين”.

وعكست تصريحات هولاند استياءً فرنسياً من طريقة تعاطي الإدارة الأميركية مع ملف الأزمة السورية، خصوصاً حين أشار إلى أن التدخل في سورية كان يتوجب أن يتم منذ عام على الأقل، في إشارة إلى الحشود الأميركية في المتوسط عقب تعرض الغوطة الشرقية لقصف بأسلحة كيماوية أدت إلى مقتل المئات في 21 أغسطس/آب 2013.

ورغم الحلف العربي، الذي لا يزال يبدو متماسكاً إزاء الموقف من نظام الأسد، إلا أن التشققات بدأت في الظهور أخيراً على أكثر من صعيد إزاء كيفية التعاطي مع الأزمة السورية، التي باتت تشكل تهديداً كبيراً على كافة دول المنطقة من بوابة “الإرهاب”. ربما كان أبرزها تصريحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بشأن وقوف مصر على مسافة واحدة من النظام والمعارضة بتأكيده عدم دعم أي من الطرفين، وكذلك خلو البيان، الذي صدر عقب اجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات في جدة، بشأن سورية، من أية إشارة إلى الموقف من النظام السوري، والاكتفاء بالتحذير من مخاطر “نمو الفكر الإرهابي المتطرف، والاضطرابات، التي تشهدها بعض الدول العربية، وانعكاساتها الخطيرة على دول المنطقة، وتهديدها للأمن والسلم الدوليين”.

تدرك المعارضة السورية، ممثلة بالائتلاف الوطني، كما يدرك النظام بدوره أيضاً، أن “بازاراً” قد فتح بشأن الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، مما استدعى من الطرفين عرضاً للتعاون لم يتم الرد عليه رسمياً من البيت الأبيض بعد.

وفي انتظار تشكيل الحلف، الذي دعا إليه الرئيس الأميركي، يعزز تنظيم “الدولة” مكاسبه في سورية، ويستعد لحرب يدرك قادته أنها باتت محتمة، لكنها كما أكد أوباما بنفسه، ستكون طويلة الأمد، وقد تمتد لسنوات يتوقع ان تتغير خلالها تحالفات “البازار” بالنظر إلى تغير حسابات تجّاره ممثلين في الأطراف المعنية بالأزمة داخلياً وخارجياً.

وفي انتظار ذلك وخلاله، يبدو أن الرئيس أوباما ليس على عجلة من أمره على الإطلاق، وسيبقى وحده الشعب السوري يدفع فاتورة الدم.

البنتاغون يدرس خططا لمهاجمة تنظيم الدولة
قال المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جوش إيرنيست إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بصدد إعداد خطط لعملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، بينما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تحالف عالمي واسع من أجل مكافحة “برنامج الإبادة” الذي يتبعه تنظيم الدولة في سوريا وشمال العراق.

وأوضح إيرنيست أن ثمة من يطلب من الرئيس باراك أوباما القيام بعمل عسكري أو الأمر بذلك في سوريا، وبيّن أن البنتاغون يعمل على وضع خطط أو خيارات عسكرية للرئيس للنظر فيها في حال رأى أن من الضروري القيام بذلك.

وذكر أنه حتى الآن لم يتخذ أوباما القرار لقيام بعمل عسكري في سوريا، لكنه إن أقدم على هذه الخطوة فسيكون ذلك بعد تفكير دقيق وبتأنٍ، وبعد مشاورات وثيقة مع الكونغرس.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الرئيس أوباما ما زال يعد خطة شاملة لدحر تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق وأعلن فيها “دولة خلافة”.

وتابع كيري أن أوباما سيقترح إستراتيجية ضد تنظيم الدولة الإسلامية خلال قمة لمجلس الأمن الدولي الذي ستتولى الولايات المتحدة رئاسته في سبتمبر/أيلول المقبل.

دعوة للرد
كما طالب الوزير ذاته في مقال في صحيفة نيويورك تايمز أمس الجمعة بـ”رد موحد بقيادة الولايات المتحدة وبأوسع تحالف ممكن بين الأمم”، يأتي ذلك قبل أسبوع من قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي ستعقد في ويلز في 4 و5 سبتمبر/أيلول المقبل.

وأوضح أنه سيسعى مع وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل للحصول على أكبر مساعدة ممكنة من حلفاء الولايات المتحدة.

وقال كيري “سننتهز هذه الفرصة لمواصلة تشكيل تحالف واسع، والتأكيد على الخطر الذي يشكله هؤلاء المقاتلون الأجانب بمن في ذلك الذين التحقوا بالدولة الإسلامية”.

وأكد أن “ما نحتاج إليه للتصدي للرؤية العدمية وبرنامج الإبادة هذا هو تحالف واسع يستخدم الوسائل السياسية والإنسانية والاقتصادية والقانونية والاستخباراتية لدعم التحرك العسكري”، وبيّن أن واشنطن لن تسمح لما سماه “سرطان الدولة الإسلامية بالامتداد إلى دول أخرى، فالعالم يستطيع مواجهة هذا الوباء ودحره في نهاية المطاف”.

ألوية الحبيب المصطفى: الانسحاب من غوطة دمشق مستحيل رغم الوضع الإنساني السيء
روما (29 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكد الناطق باسم ألوية الحبيب المصطفى المقاتلة أن “انسحاب الثوار من الغوطة الشرقية حول دمشق مستحيل”، وشدد على أن القصف غير المسبوق الذي تتعرض له جوبر قرب العاصمة “لن يغير من المعادلة العسكرية”، وأعرب عن تفاؤله بتشكيل “جيش الأمة” الذي تعتبر الألوية جزءا منه.

وحول سبب الهجوم غير المسبوق لقوات النظام على جوبر في الغوطة الشرقية قرب دمشق، قال أبو نضال الشامي، الناطق باسم الالوية ومسؤول الإعلام والتواصل، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لهذه الهجمة سببين، فأولاً هي رد فعل على تحرير ألوية الحبيب المصطفى مع عدة فصائل لحاجز عارفة الذي لا يبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن ساحة العباسيين في دمشق والذي له أهمية استراتيجية كبيرة ويريد النظام استرجاعه، وثانياً بسبب خطة النظام للتضييق على الثوار بالغوطة الشرقية بعد الانتهاء من المليحة”. وتابع “بالإضافة لهذين السببين العسكريين يسعى النظام من خلال قصفه الهمجي للمنطقة للضغط على الأهالي ليكونوا بدورهم وسيلة ضغط على الثوار للتوقيع على المصالحات، فالنظام يسير بخطين متوازيين، الضغط على العسكريين والمدنيين بالقصف وعرض مسودات لمصالحات بخط مواز للعمل العسكري”.

وأعرب الشامي عن أمله أن يؤدي اتحاد كتائب المعارضة المسلحة في الغوطة ضمن تشكيل جديد يحمل اسم “جيش الأمة” إلى فك الحصار عنها. وقال “الرهان على الاتحاد الذي حصل في الغوطة أن يستطيع فتح طريق للمدنيين وفك الحصار الذي فرضه النظام منذ أكثر من 16 شهراً لتأمين حاجياتهم”، وفق تعبيره.

وأضاف “لم تعد ورقة الضغط على المدنيين تفيد النظام، فقد اعتاد السكان على إخلاء أي منطقة تتعرض لاعتداء وقصف وينزحون عنها، وفي جوبر ترك الأهالي مساكنهم لأماكن أخرى ويسطر الثوار أروع البطولات في مواجهة آلة القتل المرخصة من جميع دول العالم”.

وعن تشكيل جيش الأمة الذي بدأ تشكيله ابتداء من الغوطة ليمتد إلى كل الأراضي السورية وفق الإعلان الأولي، قال الناطق باسم ألوية الحبيب المصطفى التي تنشط وتقاتل في ريف دمشق “نحن من أول من وقع على ميثاقه، ليس كألوية الحبيب المصطفى بل كقيادة موحدة للغوطة الشرقية التي تشكلت مؤخراً”.

وعن الفرق بين هذا الجيش وبقية التشكيلات والتكتلات العسكرية الأخرى التي تقاتل النظام، قال “لا فرق طبعا، يبقى الرهان على التطبيق على الأرض وعلى الأفعال”.

وعن احتمال انسحاب المقاتلين من الغوطة الشرقية ضمن صفقات أو مصالحات، قال “الانسحاب من الغوطة الشرقية شبه مستحيل، وإن تم فإنه لن ينهي الثورة وكفاحنا المسلح ضد آلة القتل البشعة ولكنه قد يطيل في عمر الصراع”.

وناشد الشامي المنظمات الدولية مساعدة سكان غوطة دمشق مؤكداً على أنهم يعيشون “ظروفا غير إنسانية”. وقال “أتوجه لكل من لديه ذرة إنسانية بالمساعدة لأهالي الغوطة فالأطفال يموتون جوعا ولا ماء ولا كهرباء ولا وقود، وأناشد جميع المنظمات والجمعيات مساعدتهم”‘. وتابع “كما أتوجه إلى دول الغرب والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لأشدد على أن صمتهم عن جرائم الأسد وإيقاف دعمنا ساهم في صناعة الجماعات المتطرفة التكفيرية كداعش، بينما يريد السوريون الحرية والكرامة، وسياساتهم هذه إن استمرت ستجعل كل السوريين متطرفين”، على حد تعبيره

الإندبندنت: أسلحة داعش صادمة مثل وحشيتها
الاسلحة التي في حوزة مسلحة تنظيم الدولة الاسلامية أسلحة متطورة يمكنها اسقاط طائرات حديثة

تناولت الصحف البريطانية عددا من القضايا العربية مثل أسلحة تنظيم الدولة الإسلامية وخوف الأقليات في العراق، كما تناولت عددا من القضايا الدولية مثل موقف روسيا من الأزمة الأوكرانية.

البداية من صفحة الرأي في صحيفة الاندبندنت ومقال بعنوان “أسلحة داعش صادمة مثل وحشيتها” كتبه كيم سينغوبتا مراسل شؤون الدفاع في الصحيفة.
موضوعات ذات صلة

عرض الصحف

ويقول سينغوبتا إن الصور تبدو كصور الدعاية الجهادية على الانترنت لمسلحين مقنعين مع شعارات عن انتصار الخلافة. ولكن ما أثار قلق المحللين الغربيين هو ان الاسلحة التي في حوزة مسلحة تنظيم الدولة الاسلامية أسلحة متطورة يمكنها اسقاط طائرات حديثة.

ويضيف أنه في الاسبوع الماضي اقتحم تنظيم الدولة الاسلامية قاعدة الطبقة الجوية في محافظة الرقة السورية بعد حصار طويل، ثم تلى ذلك نشر فيديو لاعدام 250 جنديا سوريا بعد تجريدهم من معظم ملابسهم واقتيادهم في الصحراء.

ويقول سينغوبتا إنه على الرغم من أن هذه الصور صادمة، لكن الاهم كمصدر للقلق هو استحواذ التنظيم على صواريخ روسية مضادة للطائرات، وهو امر ذو اهمية بالغة بينما يحاول الرئيس الامريكي باراك اوباما حشد تحالف لشن هجمات جوية على المتطرفين الاسلاميين في سوريا.

ويضيف سينغوبتا أن المعارضة المسلحة السورية حصلت على قدر كبير من اسلحتها من النظام السوري، كما أن داعش حصلت على اسلحة أمريكية متطورة مثل المدفعية ومركبات مدرعة وعدد من الدبابات من القوات العراقية.

ويقول سينغوبتا إن العدد الدقيق لانظمة صواريخ ارض جو في حوزة تنظيم الدولة الاسلامية يتراوح بين 250 و400، حسبما تشير التقارير.

ويضيف سينغوبتا إن ادارة الطيران الفيدرالية الامريكية اصدرت انذارا لجميع الخطوط الامريكية منذ عشرة أيام بتجنب الطيران في المجال الجوي السوري. ويقول الانذار إن المسلحين “مجهزين باسلحة متنوعة مضادة للطائرات يمكنها تهديد الطائرات المدنية”.

ويتساءل سينغوبتا: هل سيمضي اوباما قدما في شن هجمات جوية على الرغم من أخطار ذك؟

ويجيب ديفيد ميلر، الذي كان مستشارا لستة وزراء خارجية امريكيين لشؤون الشرق الاوسط “في العراق توجد عوامل عدة لانجاح هجماتها الجوية مثل وجود حلفاء اكراد يوثق بهم وتدريب جنود الجيش العراقي على يد الولايات المتحدة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى