أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 30 كانون الثاني 2016

هيئة المفاوضات ترسل وفداً إلى جنيف

جنيف – إبراهيم حميدي , الدمام – منيرة الهديب

أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من مؤتمر الرياض للمعارضة السورية إرسال وفد إلى جنيف، بعدما لجأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى «ديبلوماسية الهاتف» مع نظرائه الغربيين والإقليميين الداعمين للمعارضة لإقناعهم بالضغط على الهيئة لحضها على إرسال وفدها المفاوض لـ «اختبار نيات النظام السوري وروسيا» إزاء الحل السياسي و «عدم ترك الساحة» لوفد الحكومة، الذي بدأ فور وصوله أمس حملة إعلامية وعقد لقاء مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في الموعد الذي كان مقرراً أن تنطلق فيه المشاورات.

وأعلنت الهيئة في بيان أنها قررت «المشاركة في عملية سياسية لاختبار جدية الطرف الاخر من خلال المباحثات مع فريق الامم المتحدة لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية كمقدمة للعملية التفاوضية واتمام عملية الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية».

واكد مسؤول غربي ورئيس «الهيئة الوطنية للتنسيق» حسن عبد العظيم لـ «الحياة» مساء أمس ان طائرة نقلت وفداً كبيراً من الهيئة الى جنيف. وقال مصدر مطلع إن المعارضة تسعى إلى توضيحات تتعلق بطبيعة المفاوضات غير المباشرة و «معنى وجود مستشارين سوريين يُجري دي ميستورا محادثات معهم»، إضافة إلى «العمل على تحقيق تقدم في الملف الإنساني وإجراءات حسن النية، بحيث يطلق النظام سراح الأطفال والنساء وتوفير ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة» وعددها ١٨.

لكن هذا الاحتمال لم يكن كافياً كما يبدو لكيري الذي شوهدت مساعدته آن باترسون في جنيف، فاتصل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي رفض «محاولات بعض معارضي الحكومة السورية فرض شروط مسبقة لبدء عملية المفاوضات»، وفق بيان روسي. كما كثّف كيري اتصالاته مع نظرائه في دول داعمة للمعارضة للدفع باتجاه إقناع الهيئة العليا كي ترسل وفداً من ١٥ عضواً بصلاحيات كاملة كي يدخل في مفاوضات لتطبيق «بيان جنيف» والقرار ٢٢٥٤ لـ «تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة وقبول متبادل»، مع اقتناع أميركي بـ «توازي مسار وقف النار في سورية والمساعدات الإنسانية والمسار السياسي». وتبلغت الهيئة «رسالة موحدة» من جميع حلفائها بضرورة المشاركة، لأن «البديل هو استمرار الصراع»، وفق مسؤول غربي.

وبين اعضاء وفد الهيئة الذي يضم بين 30 و35 عضواً، رياض نعسان آغا وسالم المسلط ومنذر ماخوس. وسيقوم بحملة إعلامية» على هامش اللقاء، إضافة إلى «إجراء مفاوضات للحصول على ضمانات» في خصوص مطالب المعارضة.

وكان دي ميستورا تمسّك بإطلاق مشاورات جنيف في موعدها، والتقى في مقر الأمم المتحدة رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، الذي وصل على رأس وفد من ١٥ عضواً من وزارة الخارجية والقصر الرئاسي وبينهم شخصية أمنية اتهمها ناشطون سوريون بـ «قمع تظاهرات دوما» شرق دمشق.

وفي موازاة لقاء دي ميستورا مع وفد الحكومة، واصل معارضون آخرون في «القائمة الروسية» لقاءاتهم مع مسؤولين دوليين وغربيين في انتظار درس طلب رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع وآخرين دعوة ١٥ من فريقهم. وعلم أن رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم قرر مغادرة جنيف بعد تأكد عدم حصوله على دعوة من الأمم المتحدة، إضافة إلى تبلغه من مسؤول غربي أن «وحدات حماية الشعب التابعة للحزب هي مكون أساسي ولها دور رئيسي على الأرض، وسيكون هناك انخراط معهم في المستقبل».

في غضون ذلك، أكد قياديان في المعارضة السورية أنها لا تترقب نتائج لمفاوضات جنيف. وأوضح قائد الجبهة الشرقية عضو الوفد المفاوض للهيئة العليا للمفاوضات المقدم الدكتور محمد العبود، أن لا أهمية للمحادثات التي بدأها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا مع وفد الحكومة السورية، مضيفاً في تصريح إلى «الحياة»: «لا نترقب نتائج أبداً لهذه المحادثات»، التي وصفها بـ «المهزلة». وتابع: «أعتقد أن الأمم المتحدة والسيد دي ميستورا والدول الراعية أمام استحقاق كبير، إذ تم تجاهل مطالب المعارضة بوقف القتل وفك الحصار، وهذا يثبت وقوفهم في صف القاتل».

من جهته، أوضح مساعد رئيس هيئة الأركان قائد جبهة حمص العقيد ركن فاتح حسون لـ «الحياة»، أن النظام في جنيف «يحاور نفسه … وإن لم نشارك لاحقاً فلا نعتقد أن هذه المفاوضات ستأتي بشيء يذكر». وقال: «أصبح واضحاً عندنا أن روسيا والنظام يعطلان العملية التفاوضية بالمجازر اليومية ضد المدنيين، وبالممارسات السياسية غير الصحيحة التي تهدف إلى إفشال وفد المعارضة التفاوضي واختراقه بضم شخصيات محسوبة على النظام».

 

دي ميستورا يريد «توازي المسارات» … وكيري لـ «تسلسلها بدءاً من وقف النار»

جنيف – إبراهيم حميدي

دشن المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس مشاورات جنيف بلقائه رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري مع تناقض الأنباء إزاء مشاركة الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة المنبثقة من مؤتمر الرياض وبينها حديث عن وصول وفد مصغر إعلامي- تشاوري أو وفد من ٣٠ عضواً نصفهم احتياطيون، فيما غادر رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم جنيف أمس مع بقاء حلفائه فيها لإجراء «استشارات» مع المبعوث الدولي الذي استمر فريقه في التواصل مع ممثلي المجتمع المدني ونساء ناشطات في الشأن السوري.

ونقل مسؤول غربي لـ «الحياة» عن دي ميستورا قوله إن خطته للمشاورات، التي كان مقرراً أن تبدأ رسمياً أمس، تتضمن الانتقال من المشاورات والمفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات متوازية بين وفدي الحكومة والمعارضة، على ثلاثة مسارات، هي «الإنساني ووقف النار والسياسي»، بحيث يتم إدراج موضوع محاربة الإرهاب في إطار بند وقف النار، لافتاً إلى أن الجانب الأميركي يريد أن تكون المفاوضات «متسلسلة لا متوازية»، مع رغبة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالبدء في تنفيذ «وقف النار والمساعدات الإنسانية وترك عملية السلام تتقدم في بقية المسارات».

وأعد فريق من الخبراء في الأمم المتحدة خطة لوقف النار في سورية ودور المراقبين المحليين والدوليين غير المسلحين لدى تطبيق وقف النار، مستفيدين من تجربتي المراقبين العرب والغربيين في السنوات السابقة.

ويُعتقد أن المقاربة الأميركية القائمة على «التسلسل» هي أقرب إلى الخطة الإيرانية ذات النقاط الأربع، ونصت على «وقف للنار وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور ثم إجراء انتخابات»، علماً أن الحكومة السورية تصر على «أولوية مكافحة الإرهاب» في حين تتمسك المعارضة بـ «أولوية المسار السياسي وبحث تشكيل هيئة حكم انتقالية». وكان هذا سبب فشل مفاوضات «جنيف-٢» في بداية ٢٠١٤، رغم اقتراح المبعوث الدولي السابق الأخضر الإبراهيمي «التوازي بين ملفي مكافحة الإرهاب والعملية السياسية- الانتقالية».

وأصر دي ميتسورا أمس على إطلاق مشاوراته رغم عدم وصول تأكيدات بمشاركة الهيئة التفاوضية العليا في المفاوضات، إذ أعلنت خولة مطر الناطقة باسم دي ميستورا، أن المبعوث الدولي التقى الجعفري، الذي وصل على رأس وفد من ١٥ شخصاً و١٩ إعلامياً الى جنيف صباح أمس، حيث شرح له آلية المفاوضات ومرجعياتها وأهدافها ومدتها.

وضم الوفد السوري ١٥ عضواً برئاسة الجعفري «بإشراف» نائب وزير الخارجية فيصل المقداد و «مقره دمشق». وبين أعضاء الوفد، السفير السوري في جنيف حسام الدين آلا والمستشار القانوني في الخارجية أحمد عرنوس، ومدير المكتب الصحافي في القصر الرئاسي أمجد عيسى، ورئيس «المبادرة الكردية» عمر أوسي، إضافة إلى آخرين.

وكان السفير رمزي رمزي التقى عدداً من أعضاء «القائمة الروسية»، بينهم رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع، ضمن سلسلة المشاورات، و «دورهم كطرف رئيسي في المفاوضات»، وفق قول أحدهم، الذي أشار إلى قرارهم العمل على دعوة ١٥ عضواً الى الوفد واستعجال آخرين كانوا قد تأخروا في القدوم، علماً أن الهيئة التفاوضية تبلغت أنها «الطرف الوحيد المفاوض باسم المعارضة».

وفي الرياض، استمرت مساعي الحصول على تأكيدات للحسم بين إرسال وفد من ١٥ عضواً أصيلاً و١٥ احتياطياً أو وفد إعلامي- تشاوري مصغر، حيث وزع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة المنسق العام للهيئة رياض حجاب على أعضاء مجلس الأمن، كما أن الدول الثلاث الحليفة للمعارضة (أميركا وبريطانيا وفرنسا) حضت روسيا على تحقيق بعض مطالب المعارضة قبل بدء المفاوضات.

وإذ ركزت الهيئة في رسائلها الرسمية وبياناتها الإعلامية على التطبيق الكامل للمادتين ١٢ و١٣ في القرار ٢٢٥٤ المتعلقتين بفك الحصار والإفراج عن المعتقلين ووقف القصف العشوائي، فإن الاتصالات الرسمية بين الدول الغربية وروسيا تركزت على «إيجاد ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة والإفراج عن الأطفال والنساء» واعتبار ذلك «حسن نيات» قبل بدء المفاوضات.

وهذا واحد من أربعة مطالب للهيئة التفاوضية، يُضاف إليه أن يكون الهدف من بدء العملية هو «التفاوض» لتطبيق بنود «بيان جنيف» والقرار ٢٢٥٤ ومعرفة جدول أعمال المفاوضات، إضافة الى تسلسل المفاوضات، بدءاً من بحث تشكيل الهيئة الانتقالية. وبحسب أحد الأعضاء، فإن رسالة دي ميستورا الخطية التي تضمنت تأكيدات أن «القضايا الإنسانية غير قابلة للتفاوض» وأن المفاوضات «أفضل طريقة» لتنفيذ المادتين ١٢ و١٣، إضافة إلى التأكيد أن «المفاوضات هي حصراً بين وفدي الحكومة وهيئة الرياض» وأن الآخرين مدعوون بـ «صفتهم الشخصية»، ساهمت في ارتفاع أصوات المؤيدين للمشاركة في «جنيف السوري».

كما لعبت الضغوط والنصائح التي قدمها مبعوثو دول غربية وعربية دوراً في «تليين» موقف أعضاء الهيئة التفاوضية وداعميها.

وقال المسؤول الغربي لـ «الحياة» أمس، إن الرسالة الموحدة للهيئة من المبعوثين الغربيين والإقليميين: «يجب أن تأتي إلى جنيف لكسب الحرب الإعلامية. يجب اختبار نيات النظام وحلفائه وما إذا كانوا يريدون حلاً سياسياً وتطبيق القرار ٢٢٥٤». مضيفاً: «إن رسالتنا لهم هي: هناك فقط طريق واحد للحل، هو مفاوضات بين النظام والمعارضة لإطلاق عملية انتقالية تؤدي إلى سورية بعيداً من (الرئيس بشار) الأسد».

ولاحظ المسؤول، الذي كان على تواصل مباشر مع أعضاء الهيئة خلال اجتماعاتها في الرياض، أن ممثلي الفصائل المقاتلة هم الأكثر تشدداً ضد المشاركة في مشاورات جنيف قبل تنفيذ البندين ١٢ و١٣. وقال: «يقولون لنا: لماذا نأتي إلى جنيف ولا يزال الروس والنظام والميليشيات يضغطون علينا؟ كيف نبرر هذا لأهلنا وحاضتنا الشعبية؟ الأمر المستغرب أن أولئك الأكثر ضرراً ومعاناة من الروس، هم الأكثر رفضاً للمجيء بأي ثمن».

وبين الخيارات التي طرحت أمس، أن يرسل المنسق العام للهيئة قائمة بـ١٥ مفاوضاً و١٥ احتياطياً إلى مكتب دي ميستورا من دون أن يضم حجاب أو ممثل «جيش الإسلام» محمد مصطفى علوش.

وإذ قال المسؤول الغربي أمس، إن تركيبة الوفد المعارض تعود الى الهيئة التفاوضية، فإن الخارجية الروسية كررت موقفها من أنه «من غير المقبول» أن يشارك في الوفد ممثلون من «جيش الإسلام» و «أحرار الشام». وقال قائد «أحرار الشام» مهند المصري (أبو يحيى الحموي) ليلة أول من أمس: «الذهاب إلى المفاوضات من دون تحقيق أي شروط إنسانية للشعب السوري خيانة»، مؤكداً أن «قوة المفاوض تستمد من الأرض». وحذر في تغريدات على موقع «تويتر» من أن تتحول «العملية السياسية إلى تقاسم سلطة مع النظام»، وأن «العملية السياسية خطفها الروس».

ووصل إلى جنيف عضوان في الهيئة العليا، هما خالد محاميد وهند قبوات، لأسباب ليست لها علاقة في المفاوضات. وفي حال قررت الهيئة المشاركة، قد ينضمان إلى الوفد. كما وصل خبراء غربيون إلى أروقة جنيف لتقديم الدعم الفني إلى المعارضة على الديبلوماسية وأصول التفاوض، إضافة إلى الخبرة الإعلامية. وإذ وصل ممثلو معظم الدول الغربية والعربية للدول الداعمة للمعارضة إلى جنيف، تقرر عقد لقاءات دورية للتنسيق في ما بينهم، كما حصل في «جنيف-٢» عندما كان يحصل اجتماع دوري بين ممثلي هذه الدول في البعثة الفرنسية في جنيف.

 

وفد المعارضة السورية الرئيسة يتوجه إلى جنيف اليوم

عمان – رويترز

قال ناطق باسم المعارضة السورية الرئيسة إن وفدها سيتوجه إلى جنيف اليوم (السبت) لاختبار نوايا الحكومة السورية بشأن تطبيق إجراءات إنسانية قد تسمح له بالانضمام للمفاوضات في شأن تسوية سلمية للحرب.

وأضاف الناطق رياض نعسان أغا أن «الفريق المؤلف من 17 شخصاً يتضمن رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب ،ورئيس فريق التفاوض أسعد الزعبي، وإن أفراده سيركبون طائرة خلال الساعة المقبلة من العاصمة السعودية».

وتابع قوله «نريد أن نظهر أمام العالم جديتنا نحو المفاوضات لإيجاد حل سياسي».

وتطالب الهيئة العليا للتفاوض وقف القصف الروسي والسوري والسماح لقوافل المساعدات بدخول المناطق المحاصرة التي تسيطر عليها جماعات المعارضة حيث يعيش الآلاف في ظروف صعبة.

وقال أغا «نحن لا نطلب معجزة أو وقف القتال، لكن نطلب وقف قصف الأسواق والمستشفيات والمدارس من دون تمييز من النظام وداعميه الروس».

وافقت المعارضة السورية الرئيسة على السفر لجنيف، حيث افتتحت الأمم المتحدة أمس محادثات سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام، لكنها قالت إنها تريد مناقشة القضايا الإنسانية قبل الخوض في المفاوضات السياسية.

 

الرياض تؤيد قرار المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف

دبي – «الحياة»

عبّر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية اليوم (الجمعة)، عن تأييد المملكة لقرار «الهيئة التفاوضية العليا» لـ «قوى الثورة والمعارضة السورية» في الرياض، المشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2254 بكامل بنوده، بناء على التأكيدات التي تلقتها الهيئة من غالبية دول مجموعة فيينا والأمم المتحدة.

وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) نقلاً عن المصدر تأكيده على موقف المملكة الداعم للمعارضة السورية، وللحل السياسي المستند إلى مبادئ إعلان جنيف1 الذي تضمنه قرار مجلس الأمن الرقم 2254، بتشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد لسورية، والإشراف على الانتخابات، وصولاً إلى «سورية جديدة لا مكان فيها لبشار الأسد».

 

ضغوط أميركيّة وسعوديّة دفعت وفد الرياض إلى جنيف

جنيف – موسى عاصي

لم تتراجع حدة الضغوط الدولية وتحديداً الأميركية على الهيئة العليا للمعارضة في الرياض بسبب رفضها المشاركة في حوار “جنيف3” قبل تطبيق شروط كرر الأميركيون والأمميون مراراً خلال الايام الاخيرة ان تحقيقها يتم إلى طاولة المفاوضات وليس كشروط مسبقة. ووصل غضب الحلفاء الغربيين للهيئة المعارضة الى استخدام مقولة “الافضل لهم أن يأتوا الى جنيف لطرح همومهم بدل البقاء في فنادق الرياض”.

وقد انضمت السعودية، التي تحتضن المعارضين، الى حملة الضغط الغربية. وكان الكلام السعودي واضحاً خلال جلسة جمعت وزير الخارجية عادل الجبير وقيادة الهيئة المعارضة في الرياض أمس، عن ضرورة المشاركة في الحوار، وصدر بعد ذلك بيان عن الهيئة العليا للمعارضة يؤكد الموافقة على المشاركة في عملية سياسية “لاختبار جدية الطرف الآخر من خلال المباحثات مع فريق الأمم المتحدة لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية كمقدمة للعملية التفاوضية وإتمام عملية الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية”.

وأكد البيان ان الهيئة تلقت “دعماً من الدول الشقيقة والصديقة وبخاصة من خلال اللقاء مع عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية الذي أكد فيه دعم المملكة لقرار الهيئة العليا للمفاوضات”. وأشار الى تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري “دعم بلاده لتنفيذ كامل القرار الدولي 2254 وبخاصة ما يتعلق بالوضع الإنساني عبر إنهاء الحصار وإطلاق المعتقلين والأسرى والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين”.

وعقب اعلان المعارضة الموافقة على المشاركة، صدر عن وزارة الخارجية السعودية بيان أيّد قرار المشاركة “لتطبيق القرار الدولي 2254 بكامل بنوده بناء على التأكيدات التي تلقتها من غالبية دول مجموعة فيينا”.

ولم يتضمّن البيان الصادر عن الهيئة لائحة الاسماء التي ستتوجه الى جنيف، مكتفياً بأن الوفد سيكون برئاسة رياض حجاب المنسق العام للهيئة المعارضة. ولم يعرف ما اذا كان ممثل “جيش الاسلام” محمد علوش ضمن اللائحة. وفي هذا الاطار، تنتظر موسكو، التي ترفض مشاركة هذا التنظيم بسبب “تحالفه مع جبهة النصرة”، موقفاً عملياً وواضحاً يحدد فيه هذا التنظيم موقفه من الارهاب ومن علاقته بـ”جبهة النصرة” “التي يتشارك معها في غرفة عمليات في الجنوب السوري”. وبدت الاوساط الروسية أكثر مرونة بالنسبة الى هذا التنظيم “فيما لو اعلن انفصاله التام عن التنظميات الارهابية”.

 

دو ميستورا التقى وفد النظام

وقد انطلقت الجولة الاولى من المفاوضات بجلسة جمعت وفد النظام السوري برئاسة المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري وعضوية 15 شخصاً وفريق الامم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص ستافان دو ميستورا. واستمرت الجلسة ساعتين لم يدل الجعفري بعدها بأي تصريح، فيما اعلن دو ميستورا أنه يتوقع قدوم وفد الرياض غداً الأحد “كي نمضي في المفاوضات”. وقال: “لدي أسباب وجيهة للاعتقاد أنهم يفكرون حقاً في ذلك بجدية بالغة، الأحد على الأرجح نبدأ المناقشة معهم”.

وأضاف: “طرحوا نقطة مهمة تثير قلقهم… يريدون أن يروا مبادرة من السلطات الحكومية تتعلق بتحسين وضع الشعب السوري أثناء المحادثات… كإطلاق سجناء أو رفع الحصار عن بعض المناطق على سبيل المثال”. لكنه أوضح أن هناك نقطة تتعلق بحقوق الإنسان “وهذه ليست نقطة للتفاوض”. ورأى أن “أفضل طريقة لوضع إجراءات كهذه موضع التنفيذ ستكون انطلاق المباحثات في جنيف سواء من خلال ممثلين أو بتفاوض غير مباشر”.

ويبدو أن مسألة مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي قد استبعدت نهائياً من هذه الجولة. وتؤكد الاوساط الديبلوماسية الغربية في جنيف أن تفاهما حصل بين الروس والاميركيين على مشاركة الاكراد في الجولة الثانية من “جنيف 3” بعد منتصف شباط المقبل.

 

روحاني

وشككت ايران (و ص ف) في امكان التوصل الى نتيجة سياسية سريعة. وصرح الرئيس حسن روحاني في حديث الى وسائل اعلام فرنسية بأن التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية سيستغرق وقتاً، وانه ينبغي تجنب الافراط في التفاؤل حيال ما ستفضي اليه المفاوضات. وقال: “أملنا ان نرى هذه المفاوضات تثمر في أسرع وقت. ولكن سيكون مفاجئاً اذا حقّقت نتيجة مبكرة جداً”.

وشدد على أن “المسألة السورية معقدة جداً. اعتقد ان الحل يجب ان يكون سياسياً، ولكن من الصعب التوصل الى نتيجة في غضون أسابيع، عبر اجتماعات عدة. هذا سيكون تفاؤلا مفرطاً، لأن المسألة السورية معقدة الى حد كبير جداً”.

 

أوصياء «معارضة الرياض» يراهنون على المماطلة.. بانتظار رحيل أوباما

«جنيف السوري» يبحث عن مُفاوضين!

محمد بلوط

مع من سنتفاوض؟ لم يجد الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا، في أول لقاء له أمس مع الوفد الحكومي السوري، ما يجيب به على سؤال رئيسه بشار الجعفري سوى النصيحة بالصبر: «أعطوني فرصة حتى يوم الإثنين لكي أقول لكم مع من ستتفاوضون».

ولكن انتهاء مقاطعة مجموعة الرياض لجنيف، لا يعني أن المهلة التي أعطاها دي ميستورا للوفد الحكومي، لمعرفة من سيجلس في القاعة المجاورة لهم في قصر الأمم المتحدة، لن يتم تجاوزها، إذ إن «دراما» الاجتماعات في الرياض، وإملاء الشروط المسبقة، كفرض إجراءات بناء الثقة، قبل الدخول في المفاوضات، انتهت بالقبول بركوب طائرة وزير الدفاع محمد بن سلمان ليلة السبت أو غداً صباحاً، والانطلاق الى جنيف، والانصياع للضغوط الأميركية، من دون الحصول على أي ضمانات.

وبرغم أن البيان «الاستسلامي» لمجموعة الرياض يتحدث عن تلبية مطالبه من قبل وزير الخارجية الأميركي، إلا أن أحداً لم يطرح سوى تطبيق القرار 2254، الذي اعتبرته مجموعة الرياض هشاً، بل ومعادياً في شقه الذي يتناول «إعلان فيينا» وخريطة الطريق الروسية التي ستجبرها على الدخول في عملية سياسية مديدة مع الرئيس بشار الأسد، والاحتكام الى صناديق الاقتراع، والقبول بألا تعود من جنيف بمفاتيح السلطة كما كانت تأمل.

كما أن رسالة دي ميستورا الى الهيئة التفاوضية التي بدت تحولاً في موقف الأمم المتحدة وقبولاً بالشروط المسبقة، ليست سوى نسخة عن نص الدعوة نفسه الذي تلقته كل الوفود المشاركة، وهي تتضمن بوضوح تأجيل كل القضايا وحلها الى حين الجلوس على طاولة المفاوضات والأولويات التي تبدأ بالبحث بوقف إطلاق النار والإغاثة الإنسانية وخريطة الطريق السياسية، وهي كلها بنود لم يتغير فيها شيء.

وكان دي ميستورا قد حاول الحصول من بشار الجعفري على ما «يشجع»، كما قال، مجموعة الرياض على القبول بالمشاركة في المفاوضات، خصوصاً في إطار بناء الثقة، فردّ المسؤول السوري، بأن وفده معني بالتفاوض مع المعارضة، وليس مع الأمم المتحدة، وأنه يريد أن يعرف لمن يعطي الضمانات، ولأية جهة، قبل أن يتحدث بها.

وللمرة الاولى، اعترف دي ميستورا في رده على تساؤلات الجعفري عن المعارضة وغيابها وعدم جديتها «بأننا جئنا للبحث في حل الأزمة من دون تدخل خارجي، والبحث في آلية الخروج من الحرب، لكننا لم نجد الطرف الآخر».

وقال دي ميستورا إن جزءاً من المعارضة التي سيفاوضها الوفد الحكومي، «موجودة في جنيف»، في إشارة الى وفد العلمانيين الديموقراطيين، الذي تروّج مجموعة الرياض بأنه ليس سوى وفد استشاري.

وكانت الطائرة نفسها قد انتظرت الإقلاع أمس لنقل وفد مصغر، ينقل شروط مجموعة الرياض الى دي ميستورا، ويقف عند مداخل قصر الأمم المتحدة من دون ولوجه، بانتظار أن تستجيب الأمم المتحدة لشروطه وقف قصف المدنيين، ورفع الحصار عن بعض المدن، اي وقف العمليات الروسية عملياً.

وكانت مفاوضات الساعات الأخيرة، قد شهدت تدخلاً سعودياً واسعاً، لتشجيع السوريين على الالتحاق بجنيف، وتراجعاً للضغوط التركية على المجتمعين في الرياض.

وبعدما نجحوا في تجميد بطاقات دعوة «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، وزعيمه صالح مسلم، لم يعارض الأتراك إقلاع الطائرة، وكانوا قد أوفدوا الى الرياض سفيرهم المشرف على المعارضة عمر اونهون، وفرقان جانبيه، أحد مساعدي رئيس الاستخبارات، ولحق به رئيس الوزراء احمد داود اوغلو، الذي يلتقي رياض حجاب اليوم، ووزير الخارجية القطري محمد آل ثاني، في ما يشبه مؤتمر ثلاثي الأوصياء على معارضة الرياض للتفاهم مباشرة على موقف نهائي من جنيف.

وكان الديوان الملكي قد استدعى رياض حجاب لإبلاغه الموقف السعودي القاضي بالمشاركة، فيما كان ولي العهد محمد بن نايف يلتقي رئيس المجلس السياسي لـ «جيش الإسلام» محمد مصطفى علوش، بحضور الشيخ أبو زهران عبدالله علوش، ليطلب منه المشاركة في الوفد الذاهب الى جنيف.

ولا ينبغي النظر الى تأييد السعودية ذهاب مجموعة الرياض الى جنيف، تأييداً منها للحل السياسي فيها، فالرياض لا تملك رداً سياسياً آخر في الوقت الحاضر في ظل تراجع حلفائها ميدانياً، غير الاستجابة للضغوط الاميركية، وتجنب الظهور بمن يسعى الى إفشال المسار السياسي، الذي تؤيده واشنطن، من دون الذهاب طبعاً الى الضغط على «معارضتها» للقبول بشروط الحل، كما تظهر في خريطة الطريق الروسية – الاميركية.

وتوضح تعرجات اجتماعات الرياض، ورفع سقف الشروط المستحيلة، عدم وجود بدائل أمام المحور المعادي لدمشق وموسكو وطهران بأكمله في سوريا سوى تمرير المفاوضات لا إنجاحها، وكسب الوقت، وتخفيف الضغوط، إذ إن العودة مرة أخرى الى اختبار تغيير ميزان القوى، لن تذهب بعيداً. فعندما سحب السفير الأميركي فورد وفد المعارضة السورية في شباط العام 2014 من «جنيف 2»، وأفشل المفاوضات، ضرب في تصريح شهير، موعداً للحكومة السورية على الجبهة الجنوبية، وطلب من المعارضة فتحها، أملاً بتهديد دمشق من اكثر جبهاتها خطراً وأقربها الى دمشق التي لا تبعد اكثر من تسعين كيلومتراً، عن ارتال فصائل الجنوب التي قادتها غرفة عمليات عمان، والاستخبارات الاميركية.

ومنذ فشل عاصفة الجنوب، معطوفة على الانخراط الروسي، لم يعد الرهان الميداني يصب في مصلحة المعارضة، بل إن رهاناً على التغيير الميداني لن يؤدي الى إطالة الحرب والمزيد من الهزائم. إذ إن حصيلة أربعة اشهر فقط من الإسناد الجوي الروسي للجيش السوري أجبرت المجموعات المسلحة على التراجع بصورة ملموسة على معظم الجبهات السورية، باستثناء ريف حماه الشمالي. ويساعد الروس في عملية طويلة لن تتوقف فيها الحرب على الإرهاب، كما قال الرئيس فلاديمير بوتين. كما أن الفصل بين الميدان والمفاوضات، كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحه ان «العمليات الميدانية، منفصلة كلياً عن جنيف» يجعل من اي شروط مسبقة عقيمة، ويوضح ان شروط المفاوضات ستمضي من سيئ إلى أسوأ، إذا استمر إيقاع التقدم الميداني للجيش السوري وتراجع المجموعات المسلحة.

ويمكن في الإجمال القول إن الحل العسكري لم يعد بعيدا عن متناول المعارضة والقوى الاقليمية التي تدعمها فحسب، وإنما يمكن الاضافة ايضا ان الطريق الى دمشق قد اغلق نهائياً، بعد الانخراط الروسي، وانقلاب المعادلة.

والأغلب ان النزعة الانتحارية، وأنانية الدول الوصية على المعارضة، لا سيما السعودية والاتراك، قد تدفع المعارضة ايضاً الى المماطلة في المفاوضات، وكسب الوقت، بما لا يؤدي في الواقع إلا الى خسارته وإدامة الدمار السوري، أملا بتغيير في إدارة باراك اوباما، المتهمة بالتراخي إزاء دمشق، وقدوم ادارة جمهورية اكثر إقداماً، وأكثر قدرة على فرض الحل العسكري .

ويبدو ان صيغة الوفد القادم الى جنيف قد اعيد تشكيلها مجدداً مستعيدة العسكريين، بحيث يبقى العقيد اسعد الزعبي رئيساً للوفد، ويحافظ العميد عبد الباسط الطويل على عضويته، ويسترد محمد مصطفى علوش دعوة «جيش الاسلام» الى المفاوضات، التي ينضم اليها ايضاً رئيس الهيئة التفاوضية رياض حجاب، وسفير «الائتلاف» في باريس منذر ماخوس، ورياض نعسان الآغا، وسالم المسلط، ورئيس الائتلاف خالد خوجا.

ويقول رياض حجاب إن أول مهماته ستكون آليات التفاوض، بعد مكالمة هاتفية ليلاً مع الوسيط الدولي دي ميستورا. الا ان المفاوضات الحقيقية ، تبدأ يوم الاثنين المقبل، اذا لم تظهر شروط جديدة، وعراقيل اضافية.

 

فابيوس: محادثات السلام السورية يجب أن تضمن الانتقال السياسي

باريس- (رويترز): قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت إن محادثات السلام المنعقدة في جنيف بهدف إنهاء الحرب السورية المستمرة منذ خمسة أعوام يجب أن تضمن حدوث انتقال سياسي وإنه لا بد من احترام حقوق الإنسان.

وقال فابيوس في بيان أرسل لرويترز “لا بد من احترام القانون الإنساني والسعي بهمة وراء تحقيق هدف حدوث انتقال سياسي كي تنجح المحادثات”.

 

وفد المعارضة السورية إلى محادثات السلام يصل مساء السبت إلى جنيف

جنيف- (أ ف ب): اعلن ناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية، ان وفد اكبر مجموعة للمعارضة سيصل مساء السبت إلى جنيف للمشاركة في المحادثات التي تنظمها الامم المتحدة لمحاولة ايجاد حل للازمة في سوريا.

وقال منذر ماخوس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “سنصل مساء اليوم إلى جنيف” من الرياض، موضحا أن الوفد يضم حوالى 15 عضوا وان نحو عشرين ممثلا آخرين عن الهيئة العليا للمفاوضات سيكونون موجودين ايضا.

واضاف ان منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب سينضم الى الوفد في وقت لاحق خلال النهار وستبدأ المحادثات مع مبعوث الامم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا “ربما غدا”.

وبعد أربعة أيام من التردد قررت الهيئة العليا للمفاوضات في نهاية المطاف مساء الجمعة الانضمام الى المحادثات التي بدأها دي ميستورا بلقاء وفد للنظام السوري الجمعة في جنيف.

وتقول المعارضة التي كانت ترفض المشاركة في هذه المحادثات غير المباشرة بسبب الوضع الانساني الكارثي في سوريا، انها حصلت على ضمانات من الامم المتحدة حول بعض النقاط لذلك قررت الذهاب الى جنيف مكررة في الوقت نفسه انها تأتي خصوصا للتباحث مع دي ميستورا.

ويفترض أن تسمح محادثات جنيف في تحسين الوضع الانساني والعمل على وقف لاطلاق النار والبدء في عملية انتقالية سياسية لاخراج سوريا من الحرب الدامية التي اسفرت عن سقوط اكثر من 260 الف قتيل في خلال نحو خمس سنوات.

وهذه الحصيلة ترتفع كل اليوم. وقد اعلنت منظمة اطباء بلا حدود في بيان السبت ان 16 شخصا توفوا بسبب الجوع في بلدة مضايا المحاصرة بالقرب من دمشق منذ منتصف كانون الثاني/ يناير.

وتندرج هذه المفاوضات السورية في اطار قرار صادر عن الامم المتحدة في كانون الاول/ ديسمبر ينص على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا.

وقرر مبعوث الامم المتحدة الخاص اجراء محادثات غير مباشرة ينتقل فيها مبعوثون في حركة مكوكية بين وفدي النظام والمعارضة الموجودين في قاعتين منفصلتين.

 

وفاة 16 شخصا آخرين بسبب الجوع في بلدة مضايا السورية المحاصرة

بيروت- (أ ف ب): اعلنت منظمة اطباء بلا حدود في بيان السبت أن 16 شخصا آخرين توفوا بسبب الجوع في بلدة مضايا المحاصرة من قبل القوات الموالية للنظام في سوريا، منذ ان دخلتها قوافل المساعدات الانسانية في منتصف كانون الثاني/ يناير.

وقالت المنظمة انها تقدر ب320 عدد حالات سوء التغذية في البلدة بينهم “33 يعانون من سوء تغذية حادة مما يضعهم تحت خطر الموت في حال لم يتلقوا العلاج السريع والفعال”.

الا ان المنظمة الخيرية اكدت أن العدد يمكن أن يكون اكبر.

وذكرت المنظمة في بيان ارسلته لوكالة فرانس برس انها تبلغت بوفاة 46 شخصا جوعا منذ الاول من كانون الاول/ ديسمبر.

وتخضع بلدة مضايا لحصار من قبل قوات النظام السوري، وهي من بين اربع بلدات شملها اتفاق نادر تم التوصل اليه العام الماضي لوقف القتال والسماح بدخول مساعدات انسانية.

ولكن ورغم الاتفاق الا ان دخول وكالات الامم المتحدة وغيرها من منظمات الاغاثة محدود الى مضايا والزبداني التي تسيطر عليهما المعارضة، وبلدتي كفريا والفوعة التي تسيطر عليهما الحكومة ويفرض المسلحون حصارا عليهما.

وقال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود بريس دو لا فين “من غير المقبول أن يموت الناس من الجوع وأن تبقى الحالات الطبية الحرجة عالقة في البلدة رغم ضرورة نقلها لتلقي العلاج منذ أسابيع عدة”.

واكد على وجود حاجة ماسة “لتواجد طبي فوري ودائم ومستقل في مضايا بحيث نتوقع أن يتدهور الوضع الطبي بسبب عدم توفير الرعاية الصحية للأشخاص العالقين.”

وتقدر الامم المتحدة بنحو 486700 عدد السوريين الذين يعيشون تحت الحصار سواء من قبل قوات النظام او تنظيم الدولة الاسلامية.

 

المعارضة السورية تقرر المشاركة في جنيف بعد تطمينات أمريكية

دي ميستورا بعد لقائه وفد النظام: المفاوضات ستبدأ الاثنين

جنيف ـ الرياض ـ «القدس العربي»: في مؤتمر صحافي لستيفان دي ميستورا، قال المندوب الأممي لسوريا إن وفد المعارضة سيصل الأحد، مؤكداً أن المفاوضات ستكون يوم الاثنين. وأشار دي ميستورا أن وفد النظام في اجتماعه الأول معه ركّز في جدول أعماله على قضية المنظمات «الإرهابية».

وفي تصريح لرئيس الوفد المفاوض، العميد أسعد الزعبي، لقناة «الجزيرة» قال إن الوفد سيكون كاملاً، ويضم 17 شخصا، وذلك بعد تطمينات تلقاها الوفد في اجتماع مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وكذلك بعد اتصال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري برئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، وتأكيده تطبيق القرار الدولي 2254 خاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني.

وقالت الهيئة في بيان صدر الجمعة «لقد قررنا المشاركة في عملية سياسية لاختبار جدية الطرف الأخر ( النظام السوري) من خلال المباحثات مع فريق الأمم المتحدة لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية كمقدمة للعملية التفاوضية وإتمام عملية الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية».

وأشار البيان إلى «تأكيد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على دعم بلاده لتنفيذ كامل القرار الدولي 2254 وبخاصة ما يتعلق بالوضع الإنساني عبر إنهاء الحصار وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين».

وأعرب كيري عن دعم الولايات المتحدة لتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وفقاً لبيان جنيف .1

وأعلن مصدر رسمي من الحكومة السورية أمس «وصول وفد التفاوض إلى جنيف واجتماعه بالمبعوث دي ميستورا بعد ظهر الجمعة» دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وقال مصدر سياسي في المعارضة السورية «إن بين وفد الرياض خبراء يهدف وجودهم إلى شرح عدالة مطالب السوريين، وإن نائب الأمين العام بان كي مون والمبعوث الأممي دي ميستورا أرسلا رسالتين إلى الهيئة العليا مفادهما أنكم كهيئة حققتم انجازات للشعب السوري ونتطلع للقاء بكم في جنيف».

وكان حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق المعارضة في سوريا أكد في وقت سابق توجه أعضاء من هيئة المفاوضات إلى جنيف الجمعة، وأن مجموعة أخرى ستلتحق بهم لاحقا، وهيئة التنسيق التي تمثل معارضة الداخل هي جزء من الهيئة العليا للمفاوضات المجتمعة في الرياض.

وأوضح حسن عبد العظيم في تصريحات لـ»بي بي سي» أن «ثمة فرصة تاريخية للتوصل لحل للصراع في سوريا بسبب التوافق الروسي الأمريكي ولا يجب ان تفوت»، لكنه أشار إلى أن «ثمة أقلية من أعضاء هيئة المفاوضات ترفض المشاركة نزولا عند رغبة دولة إقليمية» لكنه رفض تسميتها.

عبد العظيم أوضح أيضا أن هناك توافقا كبيرا بين الكتلة، تشمل أعضاء في الائتلاف الوطني السوري، على حضور المفاوضات.

من جانبه قال منذر خدام المتحدث الرسمي وعضو هيئة التنسيق المعارضة السورية على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «إن تصريحات جورج صبرا البارحة وكذلك تصريحات رياض حجاب بعدم الذهاب إلى جنيف3 غير مقبولة».

اما صالح مسلم فقال في تصريحات صحافية من جنيف «لم ندع ولن ندع في الأيام القليلة المقبلة، أجريت لقاءات هامة هنا مع الكثير من الأطراف السورية وغير السورية، وسأغادر خلال أيام».

وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه «هذا فشل تام». ووصف المحادثات بأنها «هدية» لحكومة الأسد.

وأضاف الدبلوماسي «تخلصوا تماما من الورطة. مع من سيتحدثون؟ إذا كنت تريد الدخول في مفاوضات فيجب أن يكون هناك شريك. انها مناسبة رائعة للنظام ليظهر أنه عازم (على الحوار)».

وقال الدبلوماسي إن أعضاء المعارضة إذا حضروا «فإنهم سيقولون إنهم حضروا بصفتهم الشخصية».

 

أوروبا تنقلب على اللاجئين… السويد وفنلندا ستطردان 100 ألف وهولندا ستعيدهم لأنقرة

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بشكل دراماتيكي، تتلاحق القرارات الأوروبية المتعلقة باللاجئين، فبعد قرار السويد طرد قرابة 80 ألف لاجئ وقرار فنلندا طرد قرابة 20 ألف آخرين، أعلنت هولندا عزمها إعادة أعداد من اللاجئين إلى تركيا، في الوقت الذي أغلقت فيه مقدونيا حدودها أمام اللاجئين المارين إلى دول أوروبية أخرى، في حين أقرت الحكومة الألمانية سلسلة قرارات لـ»الحد من اللاجئين» أبرزها منع «لم الشمل» لمدة عامين.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه تركيا أن عدد اللاجئين السوريين على أراضها قد تجاوز 2.5 مليون، بينما أعلنت المفوضية العليا للاجئين أن 47 ألف مهاجر وصلوا اليونان خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري على الرغم من الظروف المناخية القاسية، وسط مساع أوروبية لتصنيف تركيا على أنها «بلد آمن للاجئين».

وبضغط من الاتحاد الأوروبي، تابعت اليونان جهودها لوقف تدفق اللاجئين، لكن المفوضية الأوروبية تعتبر أن أثينا «أهملت كثيراً واجباتها» في إدارة حدودها، وألزمتها اتخاذ تدابير مشددة في غضون 3 أشهر، وإلا ستتم إعادة فرض مراقبة على الحدود الوطنية لدول فضاء شنغن لمدة سنتين.

وزير الداخلية السويدي أندرس يغمان أعلن، الخميس، نية بلاده ترحيل آلاف اللاجئين، قائلاً: «أننا نتحدث عن 60 ألف شخص، لكن العدد يمكن أن يرتفع إلى 80 ألفاً»، موضحاً أن الحكومة طلبت من الشرطة ومن مكتب الهجرة تنظيم عمليات الترحيل.

وأضاف يغمان أن عمليات الترحيل تتم في الأوقات العادية على متن رحلات تجارية، لكن نظراً إلى العدد الكبير من المبعدين «سنلجأ إلى مزيد من رحلات التشارتر» التي سيتم استئجارها خصيصاً لعمليات الترحيل التي يمكن أن تستغرق سنوات.

كما أعلنت فنلندا أنها تعتزم طرد 20 ألف طالب لجوء من بين 32 ألفاً وصلوا إلى البلاد في العام الماضي، تماشياً مع نسبة الرفض المعتادة التي تصل إلى ٪65، بحسب ما صرحت بايفي نرغ مديرة مكتب وزير الداخلية التي لفتت إلى أن طائرتي تشارتر تم حجزهما لطرد المهاجرين العراقيين في الأشهر المقبلة.

وأكدت العاصمتان أن إجراءاتهما تستند إلى الاجتهادات القانونية للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تمنع الطرد الجماعي لمهاجرين إلا في حال درس حالاتهم الفردية مسبقاً.

في السياق ذاته، تعتزم هولندا التي تتولى في النصف الأول من العام الجاري الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن ترحل إلى تركيا مهاجرين وصلوا حديثاً إلى اليونان، مقابل أن تستقبل أوروبا 250 ألف لاجئ مقيمين في تركيا.

وقال رئيس حزب العمال ديدريك سامسوم أن هذا المشروع يدرس بالتعاون مع أحزاب سياسية في 10 دول من بينها النمسا وألمانيا والسويد. لكن متحدثاً باسم المفوضية الأوروبية قال إن هذا المشروع قد يخالف اتفاقية جنيف والسياسات الأوروبية، مضيفاً: «إذا دخل أحد إلى أراضي الاتحاد الأوروبي أو كان موجوداً على حدود إحدى الدول الأعضاء وطلب اللجوء، فلن نرفض دخوله إطلاقاً».

وانتقدت منظمة العفو الدولية هذه الفكرة، معتبرة أن «خطة شاملة لاستقبال اللاجئين في تركيا فكرة جيدة، لكن رهنها بالعودة السريعة لمن يعبر الحدود خلافاً للقانون يشكل مقايضة لحياة البشر»، في تصريح لمدير فرعها الأوروبي جون دالويسن.

المفوض الأعلى الجديد لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي أكد أن أصحاب طلبات اللجوء المرفوضة «يجب أن تتم إعادتهم بالتأكيد إلى بلدانهم»، إنما «بموجب الإجراءات الصحيحة والإنسانية واحترام حقوقهم».

ومنذ الأربعاء، تغلق مقدونيا حدودها أمام اللاجئين القادمين من اليونان بغرض مواصلة الرحلة إلى وسط أوروبا. وذكرت شبكة «إيه بى سى نيوز» الإخبارية الأمريكية، أن هذا الإجراء أدى إلى تكدس نحو 2600 شخص من اللاجئين على الجانب اليونانى من الحدود، دون أن تكشف السلطات المقدونية عن الأسباب التي تقف وراء إغلاق حدودها، وهو الإغلاق الثاني خلال أسبوع.

مساعد المستشارة الألمانية «سيغمار غابرييل» أعلن أنّ بلاده تدعم مقترح المفوضية الأوروبية حيال إعلان تركيا على أنها البلد الآمن بالنسبة للاجئين، موضحاً في تصريحات صحافية أن الإقدام على مثل هذه الخطوة، سيسهل عملية استقبال اللاجئين إلى القارة الأوروبية، غير أنّ ذلك لا يعني الاستغناء عن تدقيق طلبات اللجوء القادمة من تركيا، بينما أعلنت المتحدثة باسم الحزب اليساري «سفيم داغ ديلين» أنّ إعلان تركيا كبلد آمن بالنسبة للاجئين، سيكون له آثار سلبية كبيرة فيما يخص حل أزمتهم.

كما أعلنت ألمانيا أنها ستضع المغرب والجزائر وتونس على لائحة «الدول الآمنة»، في تشديد لشروط اللجوء بالنسبة إلى رعايا هذه الدول، وقال «غابرييل»، بعد اجتماع مع رئيسي الحزبين الآخرين الشريكين في الائتلاف الحاكم: «الآن، سندرج في القانون الألماني البلدان الثلاثة، المغرب والجزائر وتونس بوصفها بلداناً آمنة».

لكن الأهم في القرار الألماني الجديد هو تشديد شروط لم شمل العائلات وذلك عبر تعليقها لسنتين إمكانية استقدام بعض المهاجرين لعائلاتهم، وقال «غابرييل»: «المهاجرون الذين يحصلون على «حماية ثانوية» لن يحق لهم «لمدة سنتين» استقدام عائلاتهم».

و«الحماية الثانوية» مرحلة تسبق تماما حق اللجوء وتسمح بمنح المهاجر إقامة لمدة 3 سنوات وجلب عائلته. وهي تمنح لبعض الذين ترفض طلباتهم للجوء ولا يمكن طردهم بسبب احتمال تعرضهم للتعذيب أو الإعدام في بلدانهم، وتسمح بمنح إذن بالإقامة لمدة سنة واحدة أولى قابلة للتجديد.

كما سيشمل هذا الإجراء عدداً من السوريين الذين استفادوا لفترة طويلة من حق اللجوء بشكل شبه تلقائي. لكن منذ الأول من يناير/ كانون الثاني أدخلت برلين مجدداً دراسة ملفات كل فرد بما في ذلك للسوريين، حيث يشكل فرض قيود على لم الشمل من النقاط التي تثير خلافاً كبيراً في هذه السلسلة الثانية من الإجراءات التي اتفق الشركاء في التحالف الحاكم عليها مساء الخميس.

وبموجب القرارات الجديدة سيتم إعطاء الأولوية في لم شمل العائلات في المستقبل للاجئين «القادمين من تركيا ولبنان والأردن».

ودخل أكثر من مليون مهاجر بينهم عدد كبير من السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم، إلى أوروبا في 2015، فتسببوا بأكبر أزمة هجرة في القارة منذ الحرب العالمية الثانية.

ورغم الظروف المناخية القاسية، استمرت عمليات الوصول بدون توقف. وتقول المفوضية العليا للاجئين إن اليونان شهدت في يناير/كانون الثاني وصول 47 ألف مهاجر، يستطيع 92٪ منهم تقديم طلبات للحصول على حق اللجوء (السوريون والعراقيون والأفغان.)

وانتشل خفر السواحل اليوناني، الخميس، جثث 24 شخصاً من بينهم 10 أطفال قضوا في غرق زورق قبالة جزيرة ساموس اليونانية في بحر إيجه، بينما لا يزال 11 شخصاً في عداد المفقودين، بينما أعلنت البحرية الإيطالية، الخميس، أنها عثرت على 6 جثث و74 ناجياً على متن زورق مطاطي في المتوسط، موضحة أنها لا تزال تبحث عن مفقودين محتملين.

وفي تركيا، أفاد نائب رئيس الوزراء يالجين أكدوغان، أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في أنظمة البيانات بتركيا بلغ مليونين و541 ألف لاجئا، موضحاً أن عدد اللاجئين الذين سجلوا دخولا إلى مراكز الإيواء المؤقتة (المخيمات) في تركيا، بلغ حوالي 548 ألف لاجئا، وأن أكثر من 260 ألف لاجئ يقيمون في الوقت الحالي في مراكز الإيواء المؤقتة الـ 25، التي تقع في 10 ولايات، يتلقون فيها كافة الاحتياجات الإنسانية الأساسية.

 

سيناتور يطالب أوباما بالعمل على تغيير النظام في سوريا

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: طالب السناتور بوب كيسي إدارة الرئيس الامريكي، باراك اوباما، باستخدام محادثات السلام المقبلة حول سوريا باتجاه التوصل إلى اتفاق يتطلب من الرئيس السوري، بشار الأسد، التنحى عن السلطة.

وقال كيسي، ممثل ولاية بنسلفانيا، في رسالة بعث بها إلى وزير الخارجية، جون كيري، والمندوبة الامريكية لدى الامم المتحدة، سامانثا باور: «بشار الأسد وحاشيته القليلة المحيطة به لا يتمتعون بأي شرعية منذ فترة طويلة بقيادة سوريا، ولا يمكن القبول بالخيار الزائف الذى قدمه للعالم: استمرار حكمه أو حكم تنظيم «الدولة الإسلامية».

وجاءت رسالة كيسي بمناسبة عقد محادثات جنيف، التى تهدف لايجاد وسيلة لانهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ 4 سنوات، بعد انهيار الجولة الاخيرة من المفاوضات عام 2014.

وأعرب السناتور الديمقراطي عن سعادته بجهود الولايات المتحدة في استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي تفاوضي ينهى حكم الأسد، موضحا ان استمرار النظام السوري يساعد تنظيم «الدولة» على تجنيد المزيد من العناصر.

ودعت إدارة اوباما مرارا إلى انتقال السلطة كجزء من أى اتفاق حول سوريا، ولكن كيري خفف من هذه اللغة بالقول إن الأسد لا يمكن ان يكون جزءا من مستقبل سوريا «على المدى الطويل»، مما أثار الشك في أوساط المعارضة السورية المعتدلة والقلق من ان إدارة اوباما ستستجيب لمطالب إنشاء «حكومة وطنية»، الامر الذي من شأنه السماح للأسد بالترشح لإعادة انتخابه.

وكشف كيسي ان لغة تقارير الامم المتحدة المنقحة في وثائق المساعدات الانسانية مروعة للغاية، لأنها أزالت عبارات مثل «الحصار» من اجل تقديمها للحكومة السورية، وقال ان التقييمات المنتجة من الأمم المتحدة وخطط المساعدات الانسانية يجب ان تعكس الظروف على الأرض وليس الاهتمامات السياسية لنظام الأسد المسؤول عن الأزمة الانسانية.

 

محادثات لرئيس الوزراء التركي في الرياض اليوم الأول للتنسيق في التعامل مع الأزمة السورية

الرياض ـ «القدس العربي» يبدأ رئيس الوزراء التركي داوود اوغلو محادثات اليوم في الرياض في الوقت الذي يتزايد فيه التقارب بين الرياض وانقرة والذي يشمل توافقا في المواقف من أغلب قضايا المنطقة، وخاصة في سوريا.

وكان رئيس الوزراء التركي قد وصل امس إلى السعودية مبتدئا زيارته باداء مناسك العمرة في مكة المكرمة.

ويلاحظ ان زيارة رئيس الوزراء اوغلو للسعودية تأتي بعد نحو شهر من زيارة قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للمملكة توجت بالاعلان عن انشاء مجلس مشترك للتعاون الاستراتيجي بين البلدين اللذين ينسقان ويتعاونان في تقديم العون والدعم للمعارضة السورية التي تسعى للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

ويتوقع ان يعقد مجلس التعاون الاستراتيجي السعودي – التركي اولى اجتماعاته بوجود رئيس الوزراء التركي في الرياض، الذي يلاحظ انه يصطحب معه وفدا كبيرا يضم نائبيه «يالتشن أقدوغان»، و«لطفي ألوان»،إضافة إلى وزراء الاقتصاد، «مصطفى أليتاش»، والداخلية «أفكان آلا»، والدفاع «عصمت يلماز»، فضلاً عن وزير المواصلات والملاحة البحرية والاتصالات، «بن علي يلدر».

وتاتي محادثات رئيس الوزراء اوغلو في الرياض في الوقت الذي تتداول فيه معلومات في الرياض عن تدخل عسكري بري ومباشر لقوات من دول التحالف الإسلامي (تركية وسعودية وقطرية بشكل اساسي ) في سوريا قريبا بالتعاون مع قوات من دول التحالف الدولي ( أمريكية وبريطانية وفرنسية بشكل اساسي) لمطاردة «داعش « ودعم قوات المعارضة السورية.

ويلاحظ ان وزيري الدفاع والداخلية التركيين سيشاركان في محادثات رئيس وزرائهما مع السعوديين الامر الذي يؤكد التنسيق العسكري والامني بين البلدين في التعامل مع الازمة السورية.

كان رئيس الوزراء التركي قال في مؤتمر صحافي عقده في مطار «أسن بوغا» في أنقرة، قبيل مغادرته إلى السعودية امس، إن «الزيارة تعد فرصة هامة لإجراء مباحثات موسعة حول التطورات في المنطقة، وعلى رأسها سوريا واليمن والعراق»، دون أن يضيف تفاصيل أخرى.

من جهة أخرى قالت وزارة الداخلية السعودية وشهود إن تفجيرا انتحاريا وهجوما بالأسلحة على مصلين شيعة أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل في شرق السعودية أمس الجمعة في امتداد لموجة هجمات تستهدف الأقلية الشيعية في السعودية.

وأسفر الهجوم على مسجد الإمام الرضا ـ في ضاحية محاسن بالمنطقة الشرقية التي يسكنها خليط من السنة والشيعة ويوجد بها مجمع يسكنه موظفون من شركة أرامكو النفطية ـ أيضا عن إصابة 18 شخصا على الأقل.

ولم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها لكن الهجوم يشبه هجمات سابقة نفذها متشددون من تنظيم الدولة الإسلامية على الشيعة. والمنطقة الشرقية المنتجة للنفط هي موطن الشيعة في السعودية.

وجاء الهجوم بعد أقل من شهر على إعدام السعودية لسبعة وأربعين شخصا معظمهم من متشددي تنظيم القاعدة الذين أدينوا في هجمات نفذت في السعودية منذ 2003 إلى جانب رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر. وقالت وزارة الداخلية إن قوات الأمن منعت انتحاريين اثنين من دخول المسجد حيث فجر أحدهما نفسه مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل. وتبادلت الشرطة إطلاق النار مع الرجل الثاني واعتقلته.

وذكر شهود أن انتحاريا فجر نفسه خارج المسجد مما أدى إلى انقطاع الكهرباء بالداخل. وقالوا إن المصلين تغلبوا على مهاجم ثان بعد أن فتح النار على المسجد حيث كان هناك نحو 200 يؤدون صلاة الجمعة. وقال شاهد في رسالة صوتية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي «الانفجار وقع خارج المسجد.. في باحة المسجد بينما دخل شخص آخر حاملا سلاحا آليا. هناك شهداء وجرحى».

وتابع «نزع شبان سلاحه وضربوه لكنه لم يمت. ثم جاءت الشرطة واقتادته ونقل الجرحى في سيارات خاصة لأن عربات الاسعاف لم تصل بسرعة».

وقال شاهد آخر عبر الهاتف إنه يعتقد أن مهاجما ثالثا كان ضالعا في الهجوم وإنه ربما هرب أو اختفى.

وأظهر تسجيل فيديو قدمه نشطاء حشدا من الناس يحيط برجل ملقي على الأرض وهم ينزعون عنه ما قالوا إنها سترة ناسفة حول خصره.

وكان شهود قد ذكروا في وقت سابق أن ثلاثة أشخاص لاقوا حتفهم في الهجوم.

وأدانت دول ومؤسسات عربية وإسلامية، التفجير، ففي الأردن، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، وزير الإعلام محمد المومني، إن «الهجوم الإجرامي الذي استهدف الأبرياء في مسجد الإمام الرضا، يثبت مجدداً، أن الإرهاب الأعمى لا يستثني أحداً ويستهدف الجميع».

أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، أعرب من جانبه، في برقية بعث بها إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن استنكار بلاده، وإدانتها الشديدة لهذا التفجير.

وقال إن «هذا العمل الإرهابي الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنيين، يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وكافة القيم الانسانية»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.

بدوره، أدان الأزهر الشريف، الحادث ووصفه بـ«الإرهابي الأثيم»، وقال في بيان، إن هذه الهجمات، «تنتهك حرمات بيوت الله»، مقدماً التعازي لأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء للمصابين.

من جهتها، أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الهجوم، وقالت في بيان لها، إن «هذه الجريمة البشعة التي استهدفت بيتاً من بيوت الله يوم الجمعة، دليل على ضلال من قام بها، وهي فساد في الأرض كبير».

 

النظام يُفشل مفاوضات انسحاب تنظيم «الدولة» من جنوب دمشق

عبدالله العمري

اسطنبول ـ «القدس العربي»: كشف مصدر مقرب من تنظيم «الدولة الإسلامية» في جنوب دمشق عن تهديدات تلقاها وجهاء وناشطون يلعبون دور الوساطة بين تنظيم «الدولة» وفصائل المعارضة السورية المسلحة للوصول إلى صيغة توافقية لانسحاب آمن لمقاتلي التنظيم وعوائلهم من المنطقة. وذكر المصدر في حديثه مع «القدس العربي» أن «الوسطاء أوقفوا وساطتهم استجابة لرغبات بعض قيادات الفصائل التي تلقت، هي أيضا، تهديدات من «قوات النظام بقصف واستهداف أيّ قوة تحاول الخروج من المنطقة».

وكانت قيادات الدولة الإسلامية في جنوب دمشق «قد تسلمت أوامر عليا من قياداتها في الرقة بإخلاء المقاتلين وعوائلهم»، حسب قول المصدر، الذي أضاف: «وعلى هذا الأساس تواصل وجهاء المناطق مع مسؤولين دوليين للضغط على النظام السوري لعدم عرقلة أيّ اتفاق ينجحون بالوصول اليه مع قيادات الدولة الإسلامية»، حسب تعبيره.

وكان الوسطاء قد حققوا «تقدما ملموسا في انجاز الصفقة، لكن تقدم الدولة الإسلامية في دير الزور والخسائر الكبيرة التي وقعت في صفوف جنوده دفعت بالنظام للتدخل بالمفاوضات والتهديد باستهداف أيّ فصيل أو قوة تحاول الخروج من جنوب دمشق، إلا بشرط انسحاب الدولة الإسلامية من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا في دير الزور وتسليمها للنظام»، كما قال المصدر الذي أكد على «رفض أمير الدولة الإسلامية في جنوب دمشق القبول بهذه الشروط رفضا قاطعا».

من جانب آخر، نفى المصدر، المقرب من تنظيم الدولة، صحة الأنباء التي تحدثت عن «مغادرة أمير الدولة الإسلامية في جنوب دمشق أو القيادات الأخرى وعوائلهم مناطق جنوب دمشق»، واصفا إياها بـ «الكذب والافتراء»، وهي حملة يقودها «أعداء التنظيم» لعكس صورة أخرى عن حقيقة الأوضاع في مناطق سيطرة تنظيم الدولة، خاصة مخيم اليرموك الذي «بات يعيش حالة من الأمن والاستقرار ووفرة الحاجات الأساسية للسكان». وأوضح أن «حقيقة ما جرى هو أن قيادة الدولة الإسلامية أصدرت قبل أكثر من شهرين تعليماتها إلى مقاتليها في جنوب دمشق بالانسحاب هم وعوائلهم من المنطقة تجنبا لحالة الحصار وشح السلاح والذخيرة، نتيجة الحصار المفروض على مناطق سيطرته من أطراف عدة من بينها قوات النظام وبعض الفصائل المسلحة».

وقال إن «المفاوضات كانت محصورة بخروج مقاتلي الدولة الإسلامية فقط، وقد رفضت قيادة الدولة الانسحاب باصطحاب الأسلحة الخفيفة فقط، إنما بكامل سلاحه وذخيرته ومعداته».

وأكد على أن تنظيم الدولة «لم يتواصل مباشرة مع أيّ ممثل عن النظام، إنما كان التواصل يتم فقط مع الفصائل المسلحة من خلال وجهاء المناطق، بغرض تأمين طرق الانسحاب»، ومن جهة ثانية عدم إفساح المجال لقوات النظام «بعرقلة الانسحاب أو استهداف القوة المنسحبة، وضمان الوجهاء ذلك عن طريق أطراف تعمل بإشراف الأمم المتحدة ومهمتها ضمان عدم تدخل النظام «، كما قال مختتما حديثه مع «القدس العربي».

 

المعارضة السورية تتوجه إلى جنيف لاختبار نوايا النظام

أمين محمد

يتوجه وفد المعارضة السورية اليوم السبت، إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات المزمع عقدها تحت رعاية أممية مع وفد من النظام السوري.

 

وقالت مصادر في المعارضة، لـ”العربي الجديد”، إن طائرة خاصة ستنقل الوفد المفاوض، وأغلب أعضاء الهيئة العليا للتفاوض وفي مقدمتهم منسقها العام رياض حجاب.

 

وأشارت المصادر، إلى أن الهيئة لا تزال مصرة على أن القضايا الإنسانية خارج نطاق التفاوض، في حين أن الموفد الأممي يدفع باتجاه أن تكون الأيام الأربعة الأولى من المفاوضات مكرسة لمناقشة هذه القضايا.

 

وأكدت المصادر، على أن وفد المعارضة مصر على الشروع فوراً في مناقشة مسألة تشكيل هيئة حكم انتقالي، كما نص بيان جنيف1 الصادر في منتصف عام 2012، متوقعة حدوث خلاف كبير حول هذه النقطة ما “سيؤدي ربما إلى انسحاب وفد المعارضة السورية من المفاوضات”.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية أصدرت أمس الجمعة بياناً أوضحت فيه، أنها قررت المشاركة في عملية سياسية، لاختبار جدية الطرف الآخر، من خلال المباحثات مع فريق الأمم المتحدة، لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية كمقدمة للعملية التفاوضية، وإتمام عملية الانتقال السياسي، عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية.

وأوضح بيان الهيئة، أن الموافقة جاءت “بناءً على ما تلقته الهيئة العليا للمفاوضات من دعم من الدول الشقيقة والصديقة، خاصة من خلال اللقاء الذي تم مساء اليوم 29/1/2016 مع السيد عادل الجبير، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، والذي أكد فيه دعم المملكة لقرار الهيئة العليا للمفاوضات”، وبناءً على ما أكده وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، حول دعم بلاده لتنفيذ كامل القرار الدولي 2254، وبخاصة ما يتعلق بالوضع الإنساني عبر إنهاء الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين.

كما أشار البيان، إلى أن كيري أعرب عن دعم الولايات المتحدة لتنفيذ الانتقال السياسي، عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، وفقاً لبيان جنيف 1.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم المعارضة السورية، أن وفدها سيتوجه إلى جنيف اليوم السبت لاختبار نوايا النظام السوري.

وقال رياض نعسان آغا، لوكالة “رويترز”، إن الفريق المؤلف من 17 شخصاً، يتضمن رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، ورئيس فريق التفاوض أسعد الزعبي، وإن أفراده سيستقلون طائرة خلال الساعة المقبلة من العاصمة السعودية للتوجه إلى جنيف.

 

أطباء بلا حدود”: 16 قضوا جوعاً في مضايا

بروكسل- العربي الجديد

وضعت منظمة “أطباء بلا حدود”، الوضع الإنساني في مضايا التي يحاصرها النظام السوري وحلفاؤه، في خانة الأسوأ على الإطلاق من بين جميع المناطق المحاصرة في سورية.

 

وتحدثت المنظمة عن وفاة 16 شخصاً منذ وصول القوافل الإنسانية الثلاث في وقت سابق من شهر يناير/كانون الثاني الحالي. وأفادت المنظمة الناشطة عبر طواقمها في مضايا، بأن سكان البلدة السورية المحاصرة لا يزالون “يموتون جراء الجوع، على الرغم من تأمين المساعدات لهم عبر القوافل الإنسانية، بحيث أن التحالف المدعوم من قبل الحكومة السورية يمنع وصول الإمدادات الطبية الطارئة”.

 

وفي هذا السياق قال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود، بريس دو لا فين: “من غير المقبول أن يموت الناس من الجوع، وأن تبقى الحالات الطبية الحرجة عالقة في البلدة، رغم ضرورة نقلها لتلقي العلاج منذ أسابيع عدة”.

 

وتقدّر منظمة أطباء بلا حدود أن مليونا ونصف إلى مليوني شخص اليوم تحت الحصار في سورية حالياً. وبحسب أرقام المنظمة الطبية، يقدّر وجود 320 حالة سوء تغذية اليوم في البلدة التي يبلغ عدد سكانها 20,000 نسمة، و33 من بين هذه الحالات يعانون من سوء تغذية حادة، ما يضعهم تحت خطر الموت في حال لم يتلقوا العلاج السريع والفعّال.

 

ويفيد أطباء مدعومون من قبل منظمة أطباء بلا حدود أن الوضع الغذائي يزداد سوءاً في بلدات سورية أخرى كمعضمية الشام.

 

شهادات عن حصار التجويع في سورية: الموت بأي لحظة

واشنطن ــ منير الماوري

لم يحجب الصخب الذي رافق الإعداد لمحادثات جنيف السورية، التي أصرّت الأمم المتحدة على إطلاقها أمس الجمعة رغم غياب المعارضة، حقيقة ما يجري في المدن والمناطق التي يحاصرها النظام وحلفاؤه، حيث لا يزال الجوع يفتك بأهالي هذه المدن وسط تجاهل أممي ودولي. وألقت صحيفتا “واشنطن بوست” و”وول ستريت جورنال” الأميركيتان، الضوء على ما يجري في المدن الخاضعة لحصار التجويع معتمدة على شهادات للأهالي.

وتسرد الصحيفتان وقائع مرعبة في مضايا ومعضمية الشام وداريا، حيث “أجساد المحاصرين أصبحت ضعيفة”. ومع أن الأمم المتحدة لا تنفك تردد أنها سعت إلى إدخال المواد الغذائية والطبية إلى تلك المناطق، إلا أن شهادات السكان، على ما تنقل الصحيفتان، تشي بواقع مختلف، حيث لا يزال يسيطر الجوع بينما يهدد الموت الأهالي.

وتذكر الصحيفتان في تقريرين منفصلين، أن المعاناة تفاقمت في مضايا، على نحو غير مسبوق. وتلفت إلى أن “النظام السوري يمنع وصول قوافل الإغاثة والمساعدات والأدوية”، كما تنقل عن مسؤولين في الأمم المتحدة تأكيدهم بأن “الموت جوعاً يُهدد عشرين ألف شخص في مضايا، حتى بعد وصول عمال الإغاثة، مثلما كان الأمر ذاته يهددهم قبل وصولهم”.

في مضايا تحديداً، تبدو الأوضاع صعبة. يشير عبدالله، أحد سكان البلدة، إلى أن “كل شيء يتفاقم يومياً، ونحن نعاني من الجوع، كما أن الطقس يُصبح أبرد فأبرد”. ويضيف “أجسامنا باتت ضعيفة، وقد نموت في أي لحظة”.

وتنقل صحيفة “واشنطن بوست” عن العاملين في المجال الإنساني الذين زاروا البلدة مع القافلة الإغاثية التي دخلت هذا الشهر وصفهم للظروف المروعة التي يواجهها السكان، بما في ذلك وجود 400 شخص يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، لكن معظمهم لم يتم إخراجهم من البلدة. كما أن بعضهم، وفقاً لعبدالله، كان من بين تسعة أشخاص لقوا حتفهم جراء النقص الحاد في المواد الغذائية ونقص الرعاية الطبية.

أما أم عمر (40 عاماً)، فتشير إلى أن “جميع النساء في مضايا، يعانين من فقر الدم، إذ أن هناك أمهات ولدن حديثاً، وليس لدينا أطباء للتعامل مع الأوضاع المستجدّة”.

ومع الانقطاع في الكهرباء وعدم توفّر الحطب للتدفئة، تبدو الأوضاع لدى جنان وولديها جميل (12 عاماً) وراما (9 أعوام)، سيئة للغاية. تعمد جنان إلى إطعام ولديها مرة واحدة يومياً. وتضيف أن “الطعام يساعد، لكنه لا يكفي، وليس مغذّيا. نحتاج إلى اللحم والخضار”. وتضيف “أحاول أن أتناول بعض العشب وإظهار الأمر وكأنني أتناول سلطة، لكنني أخشى أن يتناول ولديّ ما أتناوله، فقد يكون الأمر مؤذيا بالنسبة إليهما”.

” من جهته، يقول عمّار أحمد، الذي يعمل مع فرق إغاثة محلية، “إنها طريقة صعبة للبقاء على قيد الحياة”. أما شام، أحد أعضاء مجلس معضمية الشام، فيلفت إلى أنه “كالعادة قبل أي مفاوضات أو مباحثات، يرفع النظام حصاره لنا، قبل أن يعود ويفرضه بعد المفاوضات. إن الوضع الإنساني يزداد مأساوية هنا”.

أما في معضمية الشام، فيشير أهلها إلى أن قوات النظام أعادت ضرب الحصار حول البلدة، دافعة أهل البلدة إلى الاكتفاء بوجبة واحدة يومياً، فيما يكشف نائب مدير فريق إغاثي، كيفن رابي، أنه “تمّ توثيق وفاة 23 شخصاً جوعاً في المعضمية، في الأسابيع الثلاثة الماضية”.

 

يُذكر أن الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، كان قد أعلن أن “الأمم المتحدة لم تتمكن من إغاثة سوى 1 في المائة من السكان المحاصرين في سورية، العام الماضي”، فيما أشارت ليندا توم، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى أن “النظام لم يستجب للنداءات الدولية المتكررة لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات للمناطق المحاصرة”.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن “نحو نصف مليون سوري محاصرين في مناطق متعددة، نصفهم تقريباً في مناطق يسيطر عليها النظام كلياً”.

من جهتها، سبق أن اعتبرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، أنه “لا يجب اعتبار أن قوافل الإغاثة والأدوية التي تدخل مضايا، معيار معمّم على كل المناطق السورية”.

أما رئيسة المعهد الأميركي للسلام، نانسي ليندبرغ، التي تقود فريقاً إغاثياً ضمن برنامج “يو أس أيد”، فتستعيد ذكريات الحرب اليوغوسلافية في البلقان (1992 ـ 1995)، وترى أن “الوضع يُشبه البلقان سياسياً وإنسانياً. الناس على الطرقات، ومضايا ليست سوى محطة أولى من سنوات الحرب الخمس في سورية”.

 

المعارضة السورية تعلن قرار المشاركة في مفاوضات جنيف

عبسي سميسم

أصدرت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية، بياناً أوضحت فيه أنها قررت المشاركة في عملية سياسية، لاختبار جدية الطرف الآخر، من خلال المباحثات مع فريق الأمم المتحدة، لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية كمقدمة للعملية التفاوضية، وإتمام عملية الانتقال السياسي، عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية.

وأوضح بيان الهيئة أن الموافقة جاءت “بناءً على ما تلقته الهيئة العليا للمفاوضات من دعم من الدول الشقيقة والصديقة، خاصة من خلال اللقاء الذي تم مساء اليوم 29/1/2016 مع السيد عادل الجبير، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، والذي أكد فيه دعم المملكة لقرار الهيئة العليا للمفاوضات”.

وبناءً على “ما أكده السيد جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية من دعم بلاده لتنفيذ كامل القرار الدولي 2254، وبخاصة ما يتعلق بالوضع الإنساني عبر إنهاء الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين”.

كما أشار البيان إلى أن كيري أعرب عن دعم الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ الانتقال السياسي، عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، وفقاً لبيان جنيف 1.

وبحسب بيان الهيئة، فإن الموافقة جاءت أيضاً “بناء على ما تلقته الهيئة العليا من عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة من دعم مماثل، وعلى كتاب نائب السيد الأمين العام للأمم المتحدة، والذي أكد فيه دعم المنظمة الدولية لتنفيذ الالتزامات الإنسانية، وبخاصة المواد 12 و13 الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.

وكذلك “بناء على الرسالة الجوابية التي تلقتها الهيئة من السيد ستيفان دي ميستورا التي أكد فيها حق الشعب السوري بتلك المطالب”.

بدوره أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن وفد المعارضة سيصل إلى المفاوضات، وقد يلتقيه نهار الأحد المقبل.

وأضاف “قلنا للمعارضة إن الطريقة المثلى لتحسين الوضع على الأرض هي الحضور”، مشيراً إلى أنّ “مكافحة الإرهاب يجب أن يكون مجلس الأمن هو المعني بها”.

دي ميستورا، وبعد لقائه وفد النظام السوري اليوم، أكد أن المحادثات لن تنصب فقط على الشق السياسي، بل ستتطرق إلى الوضع الإنساني، إذ يتعين من خلالها وصول المساعدات لكل المناطق المحاصرة.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد أعلنت أنها تتمسك بتلبية مطالبها المتعلقة بإيصال مساعدات إلى المناطق المحاصرة، ووقف القصف على المدنيين قبل دخول المفاوضات.

 

الهيئة العليا للتفاوض إلى “جنيف-3” برئاسة حجاب:ما هي الضمانات؟

دينا أبي صعب

أعلنت الهيئة العليا للتفاوض قبولها المشاركة في مؤتمر “جنيف-3″، بعد تلقيها ضمانات من الأمم المتحدة ومن واشنطن. وقالت الهيئة إنها تلقت تأكيدات من وزير الخارجية الأميركية جون كيري “بدعم الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وفقاً لبيان جنيف”. إلا أن مصادر مواكبة لتحضيرات “جنيف-3″ نفت، لـ”المدن”، أن تكون المعارضة قد حصلت على ضمانات، وأكّدت أن إعلان قرار المشاركة جاء تحت ضغط دولي واسع.

 

ومن المتوقع أن يغادر وفد الهيئة العليا الرياض متوجهاً إلى جنيف، بعد ظهر السبت، بعضوية رياض نعسان آغا، وسالم المسلط، ومنذر ماخوس و”برئاسة رياض حجاب، كبادرة حسن نية بانتظار تطبيق الالتزامات الإنسانية، ولن يكون هناك دخول في أي مفاوضات قبل أن يتم انجاز الالتزامات الإنسانية”. واكدت مصادر اميركية دبلوماسية لـ”المدن” أن وزير الخارجية الأميركية “جون كيري تواصل مع نظيره السعودي عادل الجبير، وطلب منه الضغط على الهيئة العليا من أجل المشاركة”.  وأضاف المصدر أن العنوان العريض لهذه المرحلة من المفاوضات هو “اعتبار فرصة التفاوض الحالية في جنيف فرصة لا يجب اضاعتها”، وقال إن هذه العبارة “وردت في تصريحات كيري ولاحقاً في رسالة دي ميستورا للشعب السوري، والطرفان الروسي والاميركي متفقان على أهمية المفاوضات كفرصة ثمينة يجب الخروج منها بافضل نتائج ممكنة”.

 

ونفى المصدر حصول أي اتصال بين كيري والمنسق العام لهيئة التفاوض رياض حجاب، وقال إن الرسائل الاميركية نقلها الجبير الى حجاب، ودارت حول “القرار ٢٢٥٤ وخاصة الفقرتان ١٢ و١٣” التي تصر الهيئة على تنفيذهما قبل البدء بأي مفاوضات، وهي مسألة رد عليها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بالقول ان “أي اتفاق لوقف النار لا يتم الا على طاولة المفاوضات وبين طرفين”.

 

وعلمت “المدن” من مصدر في الأمم المتحدة، أن “وفداً اميركياً من 23 شخصية دبلوماسية حضر الى جنيف وباشر الاشراف على عملية التفاوض، فيما بدأت السفارة الروسية منذ أيام حراكها بين جانبي المعارضة الديموقراطية ووفد الحكومة السورية بشكل حثيث”. هذا الوفد التقى مندوب سوريا الدائم في الامم المتحدة في نيويورك، ورئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري، بعد وصوله الى جنيف، بعد ظهر الجمعة، وعقد معه اجتماعاً مطولاً قبل انتقال الجعفري الى مقر الامم المتحدة للقاء دي ميستورا في اولى جلسات مفاوضات “جنيف-3”.

 

الجعفري والوفد الحكومي المفاوض غادروا قاعة الاجتماع بعد أكثر من ساعتين، من دون التصريح بأي كلمة لعشرات الصحافيين المنتظرين، فيما قال دي ميستور عقب اللقاء إن “وفد الحكومة السورية أثار القضية المرتبطة بقائمة الإرهابيين، وتم الحديث خلال الجلسة عن ضرورة التوصل الى حل للازمة السورية من دون تدخل خارجي، وان لا حل عسكرياً للازمة، والحل يحدده السوريون سياسيا ضمن عملية يقودوها بانفسهم”. وأضاف “أتوقع أن يصل وفد المعارضة السورية يوم الأحد المقبل لكي نمضي قدما في المفاوضات”.

 

وفد الهيئة العليا للتفاوض أكد في بيان موافقته على المشاركة في المفاوضات، بدعم من السعودية وبناء على ما أكده كيري “من دعم بلاده لتنفيذ كامل القرار الدولي 2254، وبخاصة ما يتعلق بالوضع الإنساني عبر إنهاء الحصار وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين، وتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة وفقا لبيان جنيف 1″، وبناء على دعم عدد من الدول الشقيقة والصديقة والرسالة الجوابية التي تلقتها الهيئة من دي ميستورا التي اكد فيها على حق الشعب السوري في تلك المطالب”.

 

وحصلت “المدن” على نسخة من رسالة دي ميستورا، التي وجهها إلى حجاب. وقال فيها “تلقيت اليوم رسالتكم المتضمنة طلب الحصول على معلومات إضافية بشأن المفاوضات التي سترعاها الأمم المتحدة والتي تمت دعوتكم لها بشكل رسمي. وبالنظر إلى الطبيعة الملحة لهذه المسألة، وحقكم في تلقي ردود على تساؤلاتكم المشروعة، فإنني سأجيب بشكل شخصي ولكن أيضاً رسمي في هذه الساعة المتأخرة من اليوم”.

 

وأضاف “سوف أتناول النقاط الثلاث الرئيسية والأكثر أهمية: 1- أنتم محقون في المطالبة بتنفيذ الفقرتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن رقم 2254. فهذه حقوق غير قابلة للتفاوض وتعبر عن التطلعات المشروعة للشعب السوري، ولكنكم تدركون أيضاً أنه لا يمكن لي أن أنفذ بنفسي ما ورد في الفقرتين المشار إليهما. على الرغم من ذلك، فإنني وعددا من الأطراف الفاعلة نؤمن بأن المفاوضات التي دُعيتم إليها هي أفضل وسيلة لحمل الجميع على تنفيذ الفقرتين الرئيسيتين 12 و13 من القرار 2254.

2- كما سبق أن ذكرت لكم في رسالة الدعوة، فإنني أنفذ الطلب الوارد في القرار 2254 بالبدء في مفاوضات رسمية. وكما تعلمون فإن المفاوضات تكون مبنية على محادثات “وبالتالي نحن نشير بشكل دارج إلى المفاوضات على أنها “المحادثات السورية السورية”.

3- وقد قمت حتى الآن بدعوة 10 شخصيات بصفتهم الشخصية، إضافة إلى وفدي الحكومة والهيئة العليا للتفاوض، وذلك بهدف الاستماع والاستفادة من آراء أكبر شريحة من السوريين”.

 

وختم دي ميستورا رسالته بالقول إنه يتمنى أن توافق الهيئة على المشاركة، معتبراً أنه “إذا تمت إضاعة تلك الفرصة أو تأجليها فإننا قد ننتظر طويلاً حتى تسنح فرصة جديدة لإنهاء معاناة الشعب السوري وتطبيق عملية الانتقال السياسي وفقاً لما ورد في بيان جنيف”.

المدن

 

دي مستورا يوجه دعوات حوار لمعارضة الداخل في سوريا

النظام يرفض تطبيق القرارات الدولية

بهية مارديني

علمت “إيلاف” أنّ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، وجه دعوات لمعارضين في الداخل السوري، من أجل المشاركة في محادثات السلام التي تعقد في جنيف.

 

بهية مارديني: في مشهد ضبابي، غادر وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية الى جنيف وسط بيانات دولية مؤيدة لموقف الهيئة بالانضمام الى مباحثات السلام مع النظام السوري، رغم عدم تطبيق نظام بشار الأسد للقرارات الدولية خاصة القرار 2254، لاسيما المواد 12 و13 التي تلزم النظام بفك الحصار عن المدن والبلدات في سوريا، والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول، ووقف القصف وكذلك إطلاق سراح الأسرى.

 

علمت “إيلاف” أن الموفد الدولي ستيفان دي مستورا وجه الدعوة الى “معارضة الداخل” القريبة من النظام وحصل الوفد على ترتيبات “الفيزا” اثر سفرهم الى لبنان الا أن بقية التفاصيل اللوجستية (تذاكر الطائرة وحجز الفندق) لم تصلهم بعد مما أخر سفرهم الى جنيف.

 

وضمّ الوفد المحامي محمود مرعي، ميس كريدي، اليان مسعد، بروين ابراهيم، سهير سرميني، نواف الملحم، طارق اﻷحمد، جعفر مشهدية،عادل نعيسة وفاتح جاموس.

 

وكان دي ميستورا دعا أيضا ما سمي “القائمة الروسية” وقال إنهم “مستشارون” الا أنه تجنب دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لخلاف بين الدول على تواجده.

 

الى جنيف

 

وكان رياض نعسان آغا المتحدث باسم هيئة التفاوض قال في وقت مبكر من صباح السبت لوسائل الاعلام إن الفريق المؤلف من 17 شخصا يتضمن رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، ورئيس فريق التفاوض أسعد الزعبي، وإن أفراده سيركبون طائرة خلال الساعة المقبلة من العاصمة السعودية.

 

وأكد المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، منذر ماخوس “إن الوفد يرهن مشاركة الوفد في المباحثات بتطبيق نظام بشار الأسد للقرارات الدولية”.

 

وقال جوني عبّو الاعلامي والصحافي السوري لـ”إيلاف” إن “هذه مفاوضات غير مباشرة، لكن واضح ان الهدف منها ان تصل الى نتيجة”.

 

أضاف: “الخلافات تبقى قائمة حول ما هي هذه النتيجة بحيث كل طرف يدفع باتجاه خياراته، المعارضة تشارك وفق مقررات الشرعية الدولية والتي تقول بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، بينما وفد النظام يشارك تحت سقف مكافحة الارهاب”.

 

مكافحة الإرهاب

 

ويرى عبّو أن الخلافات لن تحسم بزمن قصير ويقول: “التطورات على الارض في الداخل السوري وتوجهات الدعم الدولي ومن ثم الاقليمي هما العامل الفصل، وفي الفترة المقبلة سيكون اهتمام المجتمع الدولي منصبا على “القضاء على الارهاب” و ليس كما كانت الصيغة سابقا محاربة الارهاب”.

 

وأكد أن القضاء على الارهاب ستكون “اولوية اما العملية السياسية فستحتاج وقتا لبناء الثقة اتجاه الحل المنتظر”.

 

وبعد بضعة أيام من الاجتماعات في العاصمة السعودية الرياض، قررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع الرياض، المشاركة في مباحثات جنيف 3.

 

وبحسب بيان الهيئة الذي تلقت “إيلاف” نسخة منه، فإن قرار الموافقة أتى بعد أن تلقت ضمانات دولية بتنفيذ التزامات قرار مجلس الأمن 2254، كما أنها سافرت استنادا الى  تأكيدات من وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدعم بلاده لتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وفقاً لبيان جنيف (1)”.

 

وقال البيان إن ذهاب المعارضة إلى جنيف “يأتي لاختبار جدية النظام السوري”، ونوه إلى أن “المفاوضات ستكون بطريقة غير مباشرة”، ولفتت إلى أن المعارضة “تلقت دعما من عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة”.

 

ترحيب دولي وعربي

 

ورحبت السعودية بقرار المشاركة في مفاوضات جنيف، وهو الموقف الذي لقي أيضا ترحيباً من واشنطن ولندن، من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “إن محادثات السلام المنعقدة في جنيف بهدف إنهاء الحرب السورية المستمرة منذ خمسة أعوام يجب أن تضمن حدوث انتقال سياسي وإنه لا بد من احترام حقوق الإنسان”.

 

وقال فابيوس في بيان “لا بد من احترام القانون الإنساني والسعي بهمة وراء تحقيق هدف حدوث انتقال سياسي كي تنجح المحادثات”.

 

وكان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا التقى الجمعة وفد النظام السوري، وأكد عقب اللقاء أن المفاوضات تسعى في نهاية الأمر إلى “تحسين واقع الشعب السوري”.

 

روسيا تفرض الشروط وكيري يبلغها للمعارضة السورية

هل فشلت جنيف-3 قبل أن تبدأ؟

إيلاف

عشية جنيف-3، تبدو المعارضة السورية في وضع لا تحسد عليه، بعدما تبين أن الولايات المتحدة منساقة في السياق الروسي الإيراني، وقد حصرت دورها بتبليغ المعارضة السورية شروط روسيا ونظام الأسد.

 

بهية مارديني – علي الابراهيم – حسن حميدواي: تبدأ الجمعة مفاوضات جنيف-3 بين وفدي المعارضة السورية والنظام السوري، برعاية الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية، فيما يبدو أن ثمة ألغامًا مزروعة بكثافة في الطريق إلى حل سلمي يتكلم عنه الجميع، لمن لا يريده أحد، خصوصًا في ظل تراجع أميركي مريب عن دعم الشعب السوري وتطلعاته، ونزول الولايات المتحدة عند رغبات الروس، ما ينذر بأن تفشل المفاوضات قبل أن تبدأ.

 

فشلت قبل أن تبدأ

 

الدكتور علي التواتي، الخبير الاستراتيجي السعودي، أوضح أن مفاوضات جنيف-3 فشلت قبل أن تبدأ، “فحتى المندوب الأممي ستيفان دي مستورا نفسه لا يعلم ما هي أهداف هذا الاجتماع، مشيرا لـ “إيلاف” إلى أن اجتماع جنيف يهدف إلى القبول بحكومة انتقالية يوضع فيها تمثيل شكلي للمعارضة، من دون مناقشة الأمور الأساسية كموضوع بشار الأسد، أو الدستور، أو غيرها من المسائل الأساسية التي قامت على أساسها الثورة السورية.

 

أضاف: “يبدو أن هناك إجماعًا على بقاء نظام الأسد، وإنهم يريدون من المعارضة أي نوع من الرفض حتى تظهر أمام العالم انها هي التي ترفض الحلول السلمية”.

 

أما حمد شهاب الطلاع الجبوري، المعارض السوري المستقل وسجين الرأي السابق، فقال لـ”ايلاف”  إنه لا يستطيع القول إن محادثات جنيف-3 انتهت قبل أن تبدأ، “لكن هذه الحلقة من حلقات مفاوضات الحل السياسي المزعوم هي الحلقة الأكثر فضحًا وتعرية لكل ما كان يحاك للشعب السوري وثورته في دوائر صنع القرار الدولية التي لم تكن ترغب يومًا بتغيير نظام الأسد وفق هيكليته المعهودة التي لعبت دورًا مهمًا في خدمة السياسات الأميركية والإسرائيلية والإيرانية في الشرق الأوسط خدمة لم يستطع أي نظام عربي آخر القيام بها”.

 

ويعتقد أن الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية متواطئتان لتعويم الأسد من خلال تفويض روسيا وإيران بدعم النظام ومساعدته على جذب التنظيمات الإرهابية إلى ساحة الثورة السورية تحضيرًا لهذه المرحلة الراهنة.

شروط كيري

وقال التواتي إن تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن حول التدخل لضرب تنظيم داعش تهديدات مبطنة للمعارضة السورية، “فكلمة داعش الآن مظلة لضرب أي طرف، وبالتالي هي تهديدات للتدخل لضرب أطراف في المعارضة السورية إذا لم تنصع للضغوط الأميركية”، وأضاف: “ما يجري الآن عملية إخضاع للمعارضة السورية، لحل توافق عليه الروس والأميركيون عبر وضع شروط تعجيزية لا يمكن للمعارضة إلا أن ترفضها، وهذا ما يراد، فهم يريدون سحب الشرعية من المعارضة، فيما ستظهر معارضة أخرى من خلف الستار لتقود التوقيع والاتفاق، وغير هؤلاء ليسوا سوى جماعات إرهابية لا تختلف عن داعش”.

 

بدوره، قال محمد رحمة، القائد الميداني في تنظيم جبهة النصرة، لـ”إيلاف”: “كل من يقبل بجنيف من سياسيين وعسكريين خائن لله ولدم السوريين، فالعالم كله اليوم يقف بجانب الأسد… هذه العصابة ومن معها من ميليشيات لا تفهم سوى لغة السلاح، وخير دليل على ذلك فشل كل ما تم التفاوض عليه في وقت سابق”.

 

وقال الدكتور لؤي صافي، عضو مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، لـ”إيلاف” إن جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يبحثان الآن عن حل سياسي يساعد السوريين على الخلاص من نظام الاستبداد وتحقيق الحرية والكرامة، بل يريدان الوصول إلى هدوء بين المعارضة والنظام، وتوظيف هذا الهدوء لمحاربة داعش”.

 

انتكاسة أميركية

 

قال الصحافي والمحلل السياسي جمال خاشجقي لـ”إيلاف” إنه التقى بعض أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض ولمس منهم إحباطا من الموقف الأميركي، “فيبدو أن هناك عجزًا أميركيًا في الضغط على الروس، “لكن الرأي الغالب والأفضل والذي اعتقد أن السعودية تدعمهم فيه، هو أن المعارضة السورية لا بد أن تقطع هذا الشوط، وتذهب إلى جنيف، وتصر على مطالبها”، مشيرًا إلى أن السعودية لم تتراجع وهي لا تزال مصرة وتؤكد  دعمها للثورة السورية ومطالبها.

وقال القاضي العام لجيش الفتح الدكتور عبدلله المحيسني لـ “إيلاف”: “إن الثوار والمجاهدين أمام الجميع يدافعون عن الجميع بالمال والأنفس، ولا يهمنا تصريحات كيري وغيرها، وأن الاستسلام في هذا الطريق الذي دفع السوريين أكثر من نصف مليون شهيد، ما هو الإ خيانة”. وكشف المحيسني أن “قادة الفصائل الذين سيقبلون بجنيف وشروطه سوف يلاقون فشلًا ذريعًا، وسينشق عناصرهم ويقفون بوجههم، فمن قاتل وصبر هدفه اسقاط النظام لا القبول بالأسد وعسكره وفرض الاملاءات عليهم”، على حد تعبيره.

 

رؤية سورية

 

حمّل احمد رمضان، عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض، روسيا مسؤولية فشل مفاوضات جنيف-3، إضافة إلى المجتمع الدولي الذي ترك روسيا تتصرف بشكل مؤذٍ على النحو الذي يؤدي إلى إجهاض عملية التفاوض، سواء من ناحية الشروط والضغوط السياسية أو من ناحية التصعيد العسكري، الذي أدى إلى سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل منذ أيلول (سبتمبر) الماضي.

 

أضاف: “فعليًا لا توجد دلائل على انطلاق عملية سياسية ناجحة ولا توجد دلائل على أن هذه العملية سوف تؤدي إلى تحقيق انتقال سياسي في سوريا، والمجتمع الدولي للأسف تساوق مع الرؤية الروسية سواء في تمييع مرجعية جنيف، أو تقويض مرجعية المعارضة.

 

تبدو خيارات فصائل المعارضة المسلحة اليوم لمواجهة التدخل الروسي البري، بشتى وسائله، ذاهبة باتجاه واحد وهو التوحد في مواجهة هذا التدخل والضربات الجوية، في ظروف يتفق العديد من المراقبين أنها تشكل حالة نموذجية لتشكيلات مثل جيش الفتح، والذي يملك السلاح الكثير والتعبئة الهائلة والإمكانات الكبيرة التي يمكن أن تدفع بعدد من المقاتلين الراغبين في القتال ضد القوى الأجنبية “المحتلّة”، إلى الانضمام إلى صفوفهم.

 

ويؤكد ذلك القائد العسكري يوسف السيد التابع للفرقة الساحلية الأولى العاملة في الساحل السوري. يقول: “التنسيق والتماسك والانضباط والقوة النارية الموحدة لهزيمة الروس ضرورية أكثر من أي وقت مضى، وستكون الأيام القادمة شاهدا على ذلك”، على حد تعبيره.

 

عض أصابع

 

قال التواتي إن المعارضة السورية تُضرب الآن بشكل عنيف، وقد فقدت مواقعها في اللاذقية وحلب وادلب ودرعا ودير الزور، “فأميركا بقضها وقضيضها تتواجد الآن في شمال شرق سوريا لتقيم قاعدة جوية جديدة، ويبقى موضوع عملية تصفية الثورة السورية، مسألة وقت ولن تزيد عن عدة أشهر”.

 

وقال خاشقجي إن النظام السوري، ومن خلفه الروس، يعتقدون انهم يستطيعون أن يفرضوا كلمتهم على الأرض وبالتالي على مسار المفاوضات، لكنهم لن يستطيعوا أن ينكروا أن هناك حالة قمعية كبيرة في سوريا، وبالتالي لن يكون هناك استقرار، يمكن أن لا تنتصر الثورة السورية، ولكن أيضا لن ينتصر النظام، لن تعود سوريا إلى طبيعتها وهذه صورة حقيقية، حتى لو تقدم النظام إلى مناطق جديدة، ستستمر الاضطرابات، ورغم كل الوحشية الروسية إلا أن الثورة لن تنكسر والأزمة سوف تستمر، ويبدو اننا قد نشهد تصعيدًا عسكريًا ودعمًا غير مسبوق من قبل القوى المؤيدة للمعارضة السورية.

 

يؤكد بلال عبد الرحمن، أحد القادة الميدانيين في الشمال السوري، بالقول: “اليوم لدينا عشرات الفصائل العسكرية الاسلامية والتابعة للحر لا ترى حلًا إلا بالبندقية مع هذا النظام الذي قتل وهجر وقصف ويراوغ كل يوم لأخذ مزيد من الوقت لسفك دماء الابرياء، فلو كانت الحلول السياسية والعالم من خلفها جدية في ذلك لرحل منذ سنين، لكن كما يقال لا يفل الحديد سوى الحديد”.

 

من جهته، قال صافي لـ”إيلاف” إن التدخل الروسي جاء لتغيير موازين القوى والحفاظ على نظام الأسد، “وهم يأملون أن تساهم خطتهم في تغيير موقف المعارضة وإجبارها على الخضوع للإملاءات، ويبدو أن التقسيم وتمكين النظام من السيطرة على الشريط الممتد من دمشق إلى الساحل يشكل أساس الخطة باء التي يسعى الروس لتحقيقها في حال فشل الخطة ألف، فالتحركات الروسية زادت من حجم الألم في سوريا بسبب الغارات التي تستهدف المناطق المعارضة للنظام دون تمييز بين مدني ومقاتل، لكنها في الوقت نفسه زادت إصرار السوريين على الخلاص من نظام مستعد لبيع سورية ورهن مستقبلها من أجل البقاء في السلطة”.

 

لكن الدكتور كمال اللبواني يعتبر أنه “مهما تغير الوضع العسكري سيبقى مجرد احتلال فيما اذا تابع الشعب تمرده ورفض الاذعان وهذا كفيل بإفشال أي احتلال”.

 

ويقول: “رسالتنا إلى الهيئة العليا للمفاوضات أن الشعب مستمر في نضاله لتحقيق مطالبه وعلى رأسها اسقاط نظام الإجرام وطرد المحتل الايراني والروسي ومنع التقسيم”.

 

تحالف سعودي تركي للتدخل العسكري

 

وعن الحديث الذي رشح سابقًا عن حلف سياسي عسكري يضم الرياض والدوحة وأنقرة، يمكنه أن يتدخل عسكريًا في سوريا، قال خاشقجي: “سوريا مزدحمة جدًا، والتدخل في سوريا لم يعد سهلًا، فمن سيحارب من، ومن سيتحالف مع من، ورسم خريطة لقوات سعودية وتركية في سوريا من حلفائها ومن أعدائها، عملية جدًا معقدة، وتؤدي إلى وضع هذه الدول في حالة اشتباك مع دول أخرى كروسيا وإيران”.

 

أضاف خاشقجي: “وزير الخارجية السعودية عادل الجبير استخدم مفردة ’”قوات خاصة” في سوريا، والأتراك لديهم موقف ورغبة في التدخل ومنع الأكراد من التقدم غرب الفرات، لكن في الوقت نفسه هؤلاء لو تدخلوا بشكل مباشر، سيدخلون إلى ساحة معقدة جدًا، والأفضل من ذلك استمرار الضغط على الأميركيين لكي يتخذوا موقفًا جادًا حيال هذه الأزمة، والتأكيد أن الوضع لم يهدد المنطقة فحسب، بل سيجر العالم كله إلى أزمة”.

 

وقال رمضان: “الخيار المتاح يتمثل في أن على جميع الدول العربية وخصوصًا الدول الشقيقة الصديقة التي وقفت وتحملت أعباء الوقوف إلى جانب الشعب السوري، لا سيما السعودية وتركيا وقطر والإمارات، عليها أن تزيد من دعم السوريين سواء على المستوى السياسي او العسكري، لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي سوف يؤدي إلي إجهاض عملية بناء النفوذ الروسي أو الإيراني”.

 

أضاف: “ليس هناك طرف قادر وراغب في مواجهة هذه العملية التي ستتمدد مستقبلًا إلى مناطق أخرى، إلا من خلال دعم السوريين والمعارضة المعتدلة سياسيًا والمعارضة المعتدلة عسكريًا، وهذا الخيار الأساسي الذي نأمل أن يتحرك العرب على أساسه من دون انتظار ضوء أخضر من واشنطن”.

 

بريطانيا ترحّب بذهاب المعارضة السورية إلى جنيف

وزير خارجيتها هاموند حادث رياض حجاب هاتفيًا الجمعة

نصر المجالي

رحّبت الحكومة البريطانية بقرار الهيئة العليا للمفاوضات من المعارضة السورية المشاركة في محادثات السلام في جنيف، وكان وزير الخارجية فيليب هاموند اتصل هاتفيًا برئيس الهيئة رياض حجاب يوم الجمعة لحثه على المشاركة.

 

نصر المجالي: يصل إلى جنيف اليوم السبت وفد المعارضة، المؤلف من المؤلف من 17 شخصًا، يتضمن رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب ورئيس فريق التفاوض أسعد الزعبي.

 

وفي تصريحه، قال وزير الخارجية، فيليب هاموند: أرحب بالقرار الصعب الذي اتخذته الهيئة العليا للمفاوضات السورية لحضور محادثات السلام التي يستضيفها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في جنيف.

 

وأضاف: لا بد وأن تفضي مفاوضات السلام السورية إلى عملية انتقال بعيدًا عن الأسد، وإنهاء معاناة الشعب السوري. تساند المملكة المتحدة هذه العملية وتطالب بالسماح تمامًا بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا من دون أي عراقيل، وإنهاء كل انتهاكات القانون الإنساني الدولي، وفق ما ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

 

وأكد هاموند أن المملكة المتحدة تؤمن بتسوية سياسية بقيادة السوريين لإنهاء الصراع، وتتوقع من كلا الجانبين المشاركة بحسن نية لتحقيق السلام أخيرًا الذي يستحقه الشعب السوري.

 

تحذير

وكان المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين سموأل حذر من أن “المعارضة السورية بغيابها تضيّع فرصة كبيرة إذا لم تنخرط في المحادثات”.

 

وأضاف في تصريح نشره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية، ومقره دبي، أن “المعارضة السورية يجب أن تتعلم ما تعلمناه في إيرلندا الشمالية: الجلوس مع من نعتبرهم بربريين، ومفاوضتهم هو جزء من كوننا أمة ناضجة وراشدة جاهزة ليس للقتال فحسب، وإنما للتفاوض أيضًا من أجل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة”.

 

وقال سموأل: “ندرك كم هو قاس وصعب الجلوس مع نظام الأسد، الذي ارتكب الفظائع بحق الشعب السوري، ولكن من أجل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة في سوريا يجب الدخول في مفاوضات.”

 

للمشاركة في مفاوضات أممية تسعى إلى إيجاد حل للأزمة

وفد المعارضة السورية يصل مساء السبت إلى جنيف

أ. ف. ب.

أعلن ناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة من المعارضة السورية، أن وفد أكبر مجموعة للمعارضة سيصل مساء اليوم السبت إلى جنيف، للمشاركة في المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل للأزمة في سوريا.

 

جنيف: قال منذر ماخوس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “سنصل مساء اليوم الى جنيف” من الرياض، موضحًا ان الوفد يضم حوالى 15 عضوا وان نحو عشرين ممثلا آخرين عن الهيئة العليا للمفاوضات سيكونون موجودين ايضا.

 

ضمانات أممية

واضاف ان منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب سينضم الى الوفد في وقت لاحق خلال النهار، وستبدأ المحادثات مع مبعوث الامم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا “ربما غدا”.

 

وبعد اربعة ايام من التردد، قررت الهيئة العليا للمفاوضات في نهاية المطاف مساء الجمعة الانضمام الى المحادثات، التي بدأها دي ميستورا بلقاء وفد للنظام السوري الجمعة في جنيف.

 

وتقول المعارضة، التي كانت ترفض المشاركة في هذه المحادثات غير المباشرة، بسبب الوضع الانساني الكارثي في سوريا، انها حصلت على ضمانات من الامم المتحدة حول بعض النقاط، لذلك قررت الذهاب الى جنيف مكررة في الوقت نفسه انها تأتي خصوصا للتباحث مع دي ميستورا.

 

قاعتان منفصلتان

ويفترض ان تسمح محادثات جنيف في تحسين الوضع الانساني، والعمل على وقف لاطلاق النار، والبدء في عملية انتقالية سياسية لاخراج سوريا من الحرب الدامية، التي اسفرت عن سقوط اكثر من 260 الف قتيل في خلال نحو خمس سنوات.

 

وهذه الحصيلة ترتفع كل اليوم. وقد اعلنت منظمة اطباء بلا حدود في بيان السبت ان 16 شخصا توفوا بسبب الجوع في بلدة مضايا المحاصرة بالقرب من دمشق منذ منتصف كانون الثاني/يناير. وتندرج هذه المفاوضات السورية في اطار قرار صادر من الامم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر ينص على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا.

 

وقرر مبعوث الامم المتحدة الخاص اجراء محادثات غير مباشرة ينتقل فيها مبعوثون في حركة مكوكية بين وفدي النظام والمعارضة الموجودين في قاعتين منفصلتين.

 

خاص لـ«الخليج الجديد»: هذه تعهدات «كيري» لوفد المعارضة كي يشارك في جنيف

كشفت مصادر مطلعة ومتطابقة لـ«الخليج الجديد» عن التعهدات التي أعطاها وزير الخارجية الأمريكية «جون كيري»، للمعارضة السورية من أجل المشاركة في مفاوضات جنيف 3، التي بدأت الجمعة، في الوقت الذي شددت فيه الأمم المتحدة على أن «المسائل الإنسانية فوق التفاوض، وسيتم تطبيقها على الفور».

 

ودفعت هذه التعهدات، إعلان المعارضة المشاركة في المفاوضات، شريطة إنجاز الالتزامات الإنسانية، وهو الموقف الذي أيدته المملكة العربية السعودية.

 

وبحسب المصادر مطلعة، فقد أجرى «كيري» اتصالا مع «رياض حجاب» المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، تعهد فيه بتنفيذ كامل «القرار الأممي رقم 2254، وخاصة الفقرتان 12 و13 على الفور، والتزام الولايات المتحدة بدعم تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية، وإبداء الرغبة بالاستعداد للقدوم إلى جنيف لدعم وفد المعارضة».

 

والقرار رقم 2254، صوت عليه مجلس الأمن يوم 18 ديسمبر/كانون أول 2015، وينص على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير/كانون ثاني 2016، وأكد أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد ودعا لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية مطالبا بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.

 

كما كشفت المصادر أن «يان إلياسون» نائب الأمين العام للأمم المتحدة، بعث برسالة إلى وفد المعارضة، أكد فيها أن «المسائل الإنسانية فوق التفاوض، وسيتم تطبيقها على الفور».

 

في الوقت الذي «تلقت الهيئة العليا للمفاوضات، اتصالات من دول أوروبية بينها بريطانيا تدعم هذا الموقف»، بحسب قول المصادر.

 

كما قالت المصادر إن وفد التفاوض سيكون برئاسة «حجاب»، وسيكون بمثابة «بادرة حسن نية، بانتظار تطبيق الالتزامات الإنسانية»، مشددة على أنه «لن يكون هناك دخول في أي مفاوضات، قبل أن يتم إنجاز الالتزامات الإنسانية».

 

من جانبه، عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، عن تأييد المملكة لقرار الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية بالرياض بالمشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف، لتطبيق قرار مجلس الأمن بكامل بنوده، وذلك بناء على التأكيدات التي تلقتها الهيئة من غالبية دول مجموعة فيينا وكذلك من الأمم المتحدة.

 

وأكد المصدر، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية «واس»، موقف المملكة الداعم للمعارضة السورية، وللحل السياسي المستند على مبادئ إعلان جنيف 1 الذي تضمنه قرار مجلس الأمن رقم 2254، بتشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد لسوريا، والإشراف على الانتخابات، وصولا إلى سوريا جديدة لا مكان فيها لـ«بشار الأسد».

 

«برهان غليون»، وهو مفكر فرنسي سوري، وأستاذ علم الاجتماع السياسي، ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس، دعم موقف المعارضة السورية بالمشاركة في مفاوضات جينيف 3.

 

وكتب «غليون»، الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك»، أن «قرار الهيئة العليا للمفاوضات بالعودة إلى المفاوضات، أعاد المعارضة إلى الطريق الصحيح».

 

وأضاف: «ينبغي أن نعرف أن ما كان مرفوضا، ليس المشاركة في مفاوضات التوصل لحل سياسي، وإنما عدم القبول بالدخول فيها بينما يستمر التجويع والقصف الهمجي على المدنيين وعمليات الاختطاف والاعتقال».

 

وتابع: «إذا التزمت الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالوقف الفوري لحصار المدن، وحل مشكلة الاعتقالات، وتجنيب المدنيين القصف، وتعريف هدف المفاوضات الرئيسي على أنه الانتقال نحو نظام ديمقراطي، فسيكون هذا انتصار كبير لوفد المفاوضات ولقوى الثورة والمعارضة».

 

وأضاف «غليون»: «حتى الآن يبدو أن سياسة التمسك بحقوق الشعب ورفض التنازلات المجانية لصالح التفاهم الدولي قد حققت بعض أهدافها، وإن كان من السابق لأوانه التأكد من أن كل ما وعدت به الدول والأمم المتحدة سوف يتحقق بالفعل، فبعد خمس سنوات من سياسات الخديعة والكذب والتحلل من الالتزامات والمسؤوليات أصبح من الصعب علينا أن نثق بأحد».

 

وأشار إلى أن «مفاوضات السلام معركة قد تكون أصعب من المعركة العسكرية، لا يمكن أن نهرب منها، ولا يمكن أن نتهاون فيها، وفي الإعداد لكسبها، وهذا يستدعي قبل أي عامل آخر أن نبقى موحدين خلف وفد المفاوضات، وألا نوفر إظهار دعمنا وتأييدنا له، وثقتنا به وبحرص رجالاته على مصالح سورية وشعبها».

 

وتصر الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم فصائل عسكرية ومعارضين سياسيين لـ«بشار الأسد»، على أنها لن تحضر مفاوضات جنيف 3، قبل أن توقف الحكومة القصف، وترفع الحصار، وتفرج عن المحتجزين.

 

كما قال مصدر في المعارضة قبل أيام، إن المعارضة تتعرض لضغط من جانب «كيري» لحضور محادثات السلام.

 

وتشكلت الهيئة العليا للمفاوضات في السعودية، الشهر الماضي، وتضم مجموعات من فصائل المعارضة المسلحة، بينها فصائل تقاتل قوات «بشار الأسد» في غرب سوريا.

 

وبدأت محادثات جنيف 3، الجمعة، بعد تأخير 4 أيام، بدون وفد المعارضة، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه عملية السلام في سوريا مع احتدام القتال على الأرض.

 

وتواصل قوات النظام السوري استعادة أراض من المعارضة المسلحة بفضل دعم عسكري من إيران وروسيا.

المصدر | الخليج الجديد

 

ضمانات تعيد المعارضة السورية إلى جنيف

قررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية مساء أمس، المشاركة في محادثات جنيف، بعد الحصول على ضمانات أميركية ودولية بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي والعمل لرفع المعاناة عن الشعب السوري.

 

ورحبت الولايات المتحدة بقرار المعارضة السورية مجددة «التأكيد على ضرورة التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 2254 من قبل جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات» حسب وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وكذلك رحبت المملكة العربية السعودية بقرار المعارضة «المشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بكامل بنوده» حسب وزارة الخارجية السعودية.

 

فبعد ساعات على عقد أول اجتماع في جنيف بين الأمم المتحدة ووفد الحكومة السورية في إطار المفاوضات لحل النزاع في سوريا، قررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية إثر أربعة أيام من المشاورات المكثفة في العاصمة السعودية، إرسال وفد الى جنيف، مشددة على ضرورة البدء بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، خصوصاً لجهة إرسال المواد الغذائية الى المناطق المحاصرة ووقف عمليات القصف على المدنيين، قبل التفاوض.

 

وأعلنت الهيئة العليا في بيان رسمي أنها قررت التوجه الى جنيف للتباحث مع الأمم المتحدة «كمقدمة للعملية التفاوضية» بعد أن حصلت على «دعم المنظمة الدولية لتنفيذ الالتزامات الإنسانية الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي 2254».

 

وجاء في البيان أنها وافقت على «المشاركة بالعملية السياسية لاختبار جدية الطرف الآخر من خلال المحادثات مع فريق الأمم المتحدة لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية كمقدمة للعملية التفاوضية وإتمام عملية الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية».

 

وأعلنت الهيئة في تغريدة على موقع تويتر «الهيئة العليا للمفاوضات تؤكد مجيئها الى جنيف للمشاركة في محادثات مع الأمم المتحدة وليس للتفاوض».

 

وأعلنت الهيئة قبل يومين أنها وجهت رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلبت فيه أن تلتزم الأطراف المعنية بتنفيذ القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن في كانون الأول الماضي.

 

وأعلنت في بيانها مساء أنها اتخذت قرارها بالمشاركة في المفاوضات «بناء على ما تلقته من دعم من الدول الشقيقة والصديقة خصوصاً من خلال اللقاء الذي تم مساء مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير«، وعلى كتاب من الأمم المتحدة أكد الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن.

 

كما تحدثت عن حصولها على تأكيد من وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول «دعم بلاده لتنفيذ كامل القرار الدولي 2254، وبخاصة ما يتعلق بالوضع الإنساني عبر إنهاء الحصار وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين». وأضافت أن كيري عبّر أيضاً «عن دعم الولايات المتحدة لتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وفقاً لبيان جنيف 1».

 

وصدر بيان جنيف 1 في حزيران 2012 ونص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. ويعني هذا البند وفق المعارضة، تجريد بشار الأسد من صلاحياته، بينما يتمسك النظام بأن مصير الرئيس يقرره السوريون من خلال صناديق الاقتراع.

 

وكان أحد أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات أوضح أن الهيئة المجتمعة في الرياض لاتخاذ قرار حول المشاركة في المفاوضات، ستوفد إلى جنيف وفداً من «30 الى 35 شخصاً«.

 

ورحبت السعودية مساء بقرار المعارضة، ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن الرياض «تؤيد قرار الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية بالرياض المشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بكامل بنوده».

 

كذلك رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بقرار الائتلاف الرئيسي في المعارضة السورية المشاركة في المفاوضات التي انطلقت في جنيف برعاية الأمم المتحدة للتوصل الى حل سياسي للنزاع السوري. وقال كيري في بيان إن «الولايات المتحدة ترحب بالقرار المهم الذي اتخذته الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية لجهة المشاركة في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف».

 

وأضاف ان «الولايات المتحدة تجدد التأكيد على ضرورة التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 2254 من قبل جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات، بما في ذلك ما يتعلق بالحاجة الملحة لممر إنساني الى المناطق المحاصرة في سوريا»، موضحاً أن «الولايات المتحدة تتوقع أن يبرهن الأطراف المشاركون في هذه المفاوضات عن حسن نية وأن يحرزوا سريعاً تقدماً ملموساً في الأيام المقبلة».

 

وكانت الهيئة العليا أعلنت أمس أنها لن تشارك في المفاوضات قبل تطبيق مطالبها الإنسانية، وأبقت الأمم المتحدة على المفاوضات التي بدأت أمس، بلقاء بين الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا ووفد الحكومة السورية. وبدا واضحاً أن المعارضة تتعرض لضغوط دولية مكثفة للمشاركة.

 

وكررت واشنطن خلال الساعات الماضية دعوتها الى المعارضين للتوجه الى جنيف من دون «شروط مسبقة».

 

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، توجد 18 منطقة محاصرة في سوريا، فيما أكثر من 4,6 ملايين شخص لا تصلهم مساعدات إنسانية أو يحصلون على كميات قليلة منها.

 

وفي جنيف بدأت المحادثات بلقاء بين المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا والوفد الحكومي السوري المؤلف من 16 عضواً على رأسهم المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري. بينما ذكر مصدر قريب من السلطات أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سيشرف على المفاوضات من دمشق، إذ لم يتمكن من الحضور الى جنيف «لأسباب صحية». وكان هذا الاجتماع بمثابة إشارة انطلاق الحوار الذي يُرتقب أن يستمر ستة أشهر.

 

وسيجري الحوار بطريقة «غير مباشرة» أي يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا الذي يقوم بديبلوماسية مكوكية بينهما.

 

وتنص خارطة الطريق التي حددت ضمن القرار الدولي 2254 الذي صدر في كانون الأول الماضي على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وانتخابات في غضون 18 شهراً. وتجمع عشرات المتظاهرين بعد الظهر أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف ورددوا هتافات تقول «الأسد والقاعدة نفس الوسائل ونفس المعركة» و»الأسد ليس الحل لمواجهة الإرهاب، إنه سببه».

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إنه سيكون من الصعب أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة محادثات السلام التي تُعقد في جنيف من دون وقف لإطلاق النار لإيقاف القصف الروسي لمقاتليها.

 

وأضاف للصحافيين في اسطنبول «يمثل قصف روسيا المستمر لمناطق المعارضة على وجه الخصوص مشكلة كبيرة للمعارضة«. وأضاف «ستكون مشاركتهم بدون وقف إطلاق النار خيانة لمن يقاتلون«.

 

وشككت إيران الداعمة للنظام السوري في إمكانية التوصل الى نتيجة سياسية سريعة.

 

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في حديث مع وسائل إعلام فرنسية إن التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية سيستغرق وقتاً، مشيراً الى أنه ينبغي تجنب الإفراط في التفاؤل حيال ما ستفضي اليه المفاوضات.

 

وأضاف «أملنا أن نرى هذه المفاوضات تثمر في أسرع وقت. لكن سيكون مفاجئاً إن أحرزت نتيجة مبكرة جداً«.

 

وأضاف «المسألة السورية معقدة جداً. أعتقد أن الحل يجب أن يكون سياسياً، لكن من الصعب التوصل الى نتيجة في غضون أسابيع عبر عدة اجتماعات. هذا سيكون تفاؤلاً مفرطاً لأن المسألة السورية معقدة الى حد كبير جداً«.

(ا ف ب، رويترز، العربية)

 

فرنسا تدعو لضمان الانتقال السياسي بمؤتمر جنيف  

قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم السبت إن محادثات السلام السورية في جنيف يجب أن تضمن الانتقال السياسي واحترام حقوق الإنسان، في وقت يتوجه وفد المعارضة السورية إلى جنيف اليوم بعد موافقته على الانضمام للمفاوضات.

 

وأوضح فابيوس، في بيان أرسل لرويترز، أنه “لا بد من احترام القانون الإنساني، والسعي بهمة وراء تحقيق هدف حدوث انتقال سياسي كي تنجح المحادثات”.

يأتي ذلك، بينما أفادت مصادر للجزيرة أن وفد المعارضة السورية سيغادر العاصمة السعودية الرياض ظهر اليوم.

 

وأضافت المصادر أن الوفد المفاوض يضم 17 عضوا، كما يضم 25 من الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة.

 

ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان قوله إن الفريق المكون من 17 شخصا يضمّ رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب ورئيس فريق التفاوض أسعد الزعبي.

 

محادثات وشروط

وكانت الهيئة العليا للمعارضة السورية أعلنت أمس الجمعة موافقتها على حضور محادثات جنيف.

 

وقالت في بيان إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى اتصالا مع منسقها العام حجاب وتعهد بتنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن الأخير (2254) خصوصا الفقرتين المتعلقتين بوقف القصف وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

 

كما أكد كيري التزام الولايات المتحدة بدعم تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية، واستعداده للقدوم إلى جنيف لدعم وفد المعارضة.

 

وقال بيان الهيئة إن نائب الأمين العام للأمم المتحدة بعث رسالة أكد فيها أن المسائل الإنسانية فوق التفاوض وسيتم تطبيقها على الفور. كما تلقت الهيئة اتصالات من دول أوروبية -بينها بريطانيا- تدعم هذا الموقف.

 

قضايا وتفاوض

من جهته، قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن وقف إطلاق النار بسوريا هو القضية التي يتم بحثها الآن في مفاوضات جنيف، مشيرا إلى أن هذه القضية تحتاج الطرفين للتفاوض.

 

وجاءت تصريحات دي ميستورا عقب جلسة محادثات أولية مع وفد النظام برئاسة المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

 

وكانت المحادثات في جنيف قد بدأت بعد ظهر أمس الجمعة بلقاء بين دي ميستورا والوفد الحكومي السوري المؤلف من 16 عضوا، على رأسهم الجعفري.

 

ويعد لقاء أمس بمثابة إشارة انطلاق الحوار الذي يرتقب أن يستمر ستة شهور.

 

وسيُجرى الحوار بطريقة “غير مباشرة” أي أن يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا الذي يقوم بدبلوماسية مكوكية بينهما.

 

وتأمل القوى الكبرى أن يتمكن السوريون من وقف النزاع الذي أوقع أكثر من 260 ألف قتيل وتسبب بتشريد الملايين منذ مارس/آذار 2011.

 

وتنص خريطة الطريق التي حددت ضمن القرار الدولي 2254 -الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول الماضي- على وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة شهور وانتخابات في غضون 18 شهرا.

 

جدل حول مشاركة ممثلين أكراد بالمفاوضات السورية  

كمال شيخو-القامشلي

 

أثارت مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي بزعامة صالح مسلم في مفاوضات السلام السورية المزمع عقدها في جنيف يوم غد الجمعة جدلا واسعاً بعد أن رفضت تركيا وفرنسا ذلك، في حين طالبت روسيا وألمانيا بضرورة إشراكه.

يأتي ذلك في وقت يشارك فيه أعضاء من المجلس الوطني الكردي ضمن قائمة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوفد المعارضة المفاوض.

 

كما تضم الهيئة العليا للمفاوضات السورية التي تشكلت مؤخراً بالعاصمة الرياض شخصيات من الكتلة الكردية المنضوية تحت الائتلاف المعارض، إلى جانب مشاركة خلف داود، وهو شخصية كردية، في وفد هيئة التنسيق الوطنية.

 

ولدى حديثه مع الجزيرة نت، أكد مستشار مكتب العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو أنه لم تصلهم دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر حتى اللحظة، لكنّ صالح مسلم وآخرين تلقوا إشعاراً من الخارجية السويسرية كي يكونوا في مدينة لوزان، حسب تعبيره.

تمثيل متوازن

وأرجع ديبو السبب إلى إصرار بعض الدول الإقليمية في مقدمتها تركيا على عدم تمثيل متوازن للكرد وخاصة حزب الاتحاد وممثلي الإدارة الذاتية بشقيها السياسي والعسكري، كما يقول.

 

وحذر سيهانوك ديبو من غياب التمثيل الكردي وتكرار فشل مؤتمر جنيف2، متهما تركيا باستبعاد حزب الاتحاد من المفاوضات.

 

وقال “لكن تركيا نجحت في مساعيها بما يعني أنها في خانة الدول غير الراغبة في إيجاد مخرج للأزمة السورية”.

 

وأفاد القيادي في حزب الاتحاد بأن قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية التابعة للإدارة الذاتية غير مدعوة لمؤتمر جنيف3.

 

وأكد أنه “إذا ما نجحت تركيا وبعض الدول الإقليمية الأخرى في إقصائها فذلك يعني أن الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي تناقض نفسها بنفسها”، مشيرا إلى أن ذلك ينطبق أيضا على روسيا وكل جهة تدعي محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا.

 

ولم ينضم حزب الاتحاد الديمقراطي إلى صفوف الائتلاف السوري المعارض كما أعلن تجميده من هيئة التنسيق، لكن ممثلين عنه شاركوا في مؤتمر القاهرة ولقاءات موسكو.

 

في حين انضم المجلس الوطني الكردي الذي تأسس يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011 للائتلاف السوري المعارض نهاية عام 2013 بعد خلافات ومباحثات طويلة.

 

ويشكل المجلس مظلة لطيف واسع من الأحزاب والتنسيقيات الكردية باستثناء حزب الاتحاد الديمقراطي.

في دائرة الاتهام

وفي حديثه للجزيرة نت، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف حواس عكيد إن وفد المجلس الكردي المشارك في مؤتمر جنيف3 يتألف من ست شخصيات، ويتعلق الأمر بعبد الحكيم بشار عضو بالهيئة العليا للمفاوضات وفؤاد عليكو عضو بوفد التفاوض للمعارضة ومصطفى أوسو باللجنة الاستشارية وثلاثة قياديين من المجلس لتقديم الدعم والمشورة.

 

وذكر حواس عكيد القيادي في حركة الإصلاح الكردي المنضوية تحت المجلس الوطني الكردي، أن المجلس ممثل في جميع المكاتب واللجان الفنية والإدارية بناءً على الوثيقة الموقعة مع الائتلاف الممثل بدوره في الهيئة العليا للتفاوض.

 

وكشف القيادي الكردي أن النظام السوري ومن خلال حلفائه يسعى إلى تمييع القضية الكردية ليقدم نفسه على أنه الحامي الوحيد للأقليات وذلك من خلال تعويله على بعض الأطراف التي تدعي أنها كردية، حسب وصفه.

 

واتهم عكيد حزب الاتحاد الديمقراطي بكونه ليس لديه أهداف معلنة وما من شيء يثبت أنه حزب كردي أو معني بالحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا، وفق ما ذكره.

 

بدوره يرى المحامي والناشط الحقوقي مصطفى إسماعيل أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا ينتمي إلى المعارضة بأي شكل من الأشكال.

 

وقال في تصريح للجزيرة نت “لم يقدم على أي فعل معارض منذ بداية الثورة 2011 ولا يريد هذا الحزب الإقرار بأنه مجرد أداة دون مقابل أو مكاسب سياسية”.

 

وتساءل مستغرباً “مجلس سوريا الديمقراطية تلقى دعوة للمشاركة، أليس حزب الاتحاد طرفاً فيه؟ ولماذا يلهث حثيثاً إلى ادعاء تمثيل الكرد وهو مجرد حالة حزبية مؤدلجة ويتنكر للمفاهيم القومية والرؤية الكردية؟”.

 

المعارضة تتقدم بريفي حماة وحلب  

تمكنت المعارضة المسلحة من التقدم في ريفي حماة (وسط) وحلب شمال سوريا بعد سيطرتها على قريتين وعدد من الحواجز والمواقع، بينما استهدف تفجيران “انتحاريان” نفذهما تنظيم الدولة الإسلامية قوات النظام في دير الزور شرق البلاد.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في ريف حماة بأن المعارضة المسلحة سيطرت على قرية البويضة وعدد من الحواجز والمواقع بريف حماة الشمالي.

 

كما أشارت المعارضة إلى أنها قتلت جنودا تابعين لقوات النظام واستولت على آليات ثقيلة وأسلحة وذخائر.

 

وتأتي هذه المعارك في ظل قصف روسي مكثف على مواقع المعارضة في ريف حماة الشمالي.

 

معارك وغارات

وفي حلب قالت المعارضة المسلحة إنها تمكنت من السيطرة على قرية البل شمال المدينة على الحدود السورية التركية بعد معارك مع تنظيم الدولة.

 

وتزامن ذلك مع تواصل الغارات الجوية الروسية على ريف حلب، موقعة مزيدا من القتلى المدنيين.

 

وقالت مصادر للجزيرة إن 15 شخصا قتلوا وأصيب نحو خمسين آخرين في الغارات التي شنتها طائرات روسية على مدينة الباب وبلدة قباسين في ريف حلب الشرقي.

 

كما أفاد مراسل الجزيرة بوقوع غارات روسية جديدة هذا اليوم على أحياء تسيطر عليها المعارضة في حلب.

 

وفي دير الزور سقط تسعة قتلى وعشرات الجرحى في قصف روسي على قرية الصالحية بريف دير الزور.

 

من جهتها، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن عمليتين انتحاريتين استهدفتا قوات النظام في حيي الحويقة والرشيدية بدير الزور ليلة أمس الجمعة.

 

المعارضة تتقدم بريفي حماة وحلب  

تمكنت المعارضة المسلحة من التقدم في ريفي حماة (وسط) وحلب شمال سوريا بعد سيطرتها على قريتين وعدد من الحواجز والمواقع، بينما استهدف تفجيران “انتحاريان” نفذهما تنظيم الدولة الإسلامية قوات النظام في دير الزور شرق البلاد.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في ريف حماة بأن المعارضة المسلحة سيطرت على قرية البويضة وعدد من الحواجز والمواقع بريف حماة الشمالي.

 

كما أشارت المعارضة إلى أنها قتلت جنودا تابعين لقوات النظام واستولت على آليات ثقيلة وأسلحة وذخائر.

 

وتأتي هذه المعارك في ظل قصف روسي مكثف على مواقع المعارضة في ريف حماة الشمالي.

 

معارك وغارات

وفي حلب قالت المعارضة المسلحة إنها تمكنت من السيطرة على قرية البل شمال المدينة على الحدود السورية التركية بعد معارك مع تنظيم الدولة.

 

وتزامن ذلك مع تواصل الغارات الجوية الروسية على ريف حلب، موقعة مزيدا من القتلى المدنيين.

 

وقالت مصادر للجزيرة إن 15 شخصا قتلوا وأصيب نحو خمسين آخرين في الغارات التي شنتها طائرات روسية على مدينة الباب وبلدة قباسين في ريف حلب الشرقي.

 

كما أفاد مراسل الجزيرة بوقوع غارات روسية جديدة هذا اليوم على أحياء تسيطر عليها المعارضة في حلب.

 

وفي دير الزور سقط تسعة قتلى وعشرات الجرحى في قصف روسي على قرية الصالحية بريف دير الزور.

 

من جهتها، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن عمليتين انتحاريتين استهدفتا قوات النظام في حيي الحويقة والرشيدية بدير الزور ليلة أمس الجمعة.

 

الصحف الغربية: محادثات سوريا لن تسفر عن شيء  

اهتمت غالبية الصحف الأميركية والبريطانية بمحادثات جنيف حول سوريا، وكان معظمها يميل إلى القول إنه لا يُتوقع لهذه المحادثات أن تسفر عن شيء رغم ما يتعرض له الشعب السوري من مأساة هي الأشد في التاريخ الحديث.

 

وقالت هذه الصحف إن ممثلي المعارضة رفضوا المجيء إلى جنيف إلا بعد فك الحصار عن البلدات المحاصرة من قبل النظام وعددها 15 بلدة ووقف القصف، والإفراج عن المعتقلين السياسيين. لكن وفي وقت متأخر الليلة الماضية شعرت اللجنة العليا للمعارضة، وهي مظلة تضم مجموعة من الفصائل، بضرورة الذهاب إلى جنيف للتحدث على الأقل حول كيفية وقف الحرب بدلا من المقاطعة.

 

وأوضحت أنه وبعد مقتل 250 ألف شخص ولجوء حوالي خمسة ملايين من البلاد ونزوح نصف السكان من منازلهم، واتهامات بأبشع جرائم الحرب، لا يزال السوريون بعيدين حتى عن مجرد الموافقة على البحث في تخفيف بعض المآسي الإنسانية التي تنتهك قوانين الحروب.

 

ضآلة التوقعات

وقالت نيويورك تايمز إن الدبلوماسيين أعربوا عن أملهم في أن تصل أطراف المحادثات إلى اتفاق بشأن أمور لا يجب أن تكون أصلا محل نقاش وهي توصيل الطعام والأدوية للعالقين خلف خطوط القتال الأمامية وفك الحصار عن البلدات المحاصرة ووقف القصف، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، لأن ذلك يوجبه القانون الدولي والقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولمعرفة إلى أي حد أصبحت توقعات المراقبين ضئيلة بشأن هذه المحادثات، فإنهم يقولون إنه لو تم التوصل لاتفاق لرفع الحصار عن البلدات المحاصرة فسيكون ذلك انتصارا يجب الإشادة به.

 

ونقلت نيويورك تايمز عن المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا قوله عندما سأله الصحفيون عما إذا كان قد حصل على وعد من النظام السوري وروسيا لرفع الحصار، قال إنه يجب على الصحفيين إعطاء المحادثات فرصة لتبدأ وكأنه يريد تأكيد أن هذه المحادثات لن ينتج عنها شيء قريب من التسوية السياسية، مشيرا إلى أنها ليست عن السياسة وحدها، وإنما “نريدها أن تكون حول دليل ما عن تحسن من أجل الشعب السوري”.

 

الخوف من أميركا

وقالت وول ستريت جورنال إن ممثلي المعارضة وافقوا على المجيء لجنيف، لكنهم قالوا إنهم لن يتباحثوا فورا مع النظام خوفا من أن تكون الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على خطة لإنهاء الصراع بشكل لا يرضي المعارضة.

 

ووفقا لدبلوماسيين غربيين وأعضاء في هذه المعارضة، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين الذين يدعمون المعارضة ماليا وسياسيا ضغطوا بقوة عليها وعلى السعودية وتركيا للحضور من غير شروط مسبقة.

 

أما لوس أنجلوس تايمز الأميركية فقد قالت إن هذه المحادثات متعثرة للغاية، وإنه ليس من المعروف حتى الآن من الذي تسلم دعوة للمشاركة من المعارضة السورية المنقسمة وإن الأمم المتحدة لم تكشف بعد عن قائمة المدعوين.

 

تمكين الأسد

وقالت غارديان البريطانية في افتتاحية لها إن التعامل مع هذه المحادثات بشكل خاطئ لن يؤدي إلى السلام وربما ينتهي بها إلى تعزيز تنظيم الدولة، وإن الهدف المعلن لها بعيد المنال. ودعت إلى التركيز على المأساة الإنسانية، قائلة يبدو أن الولايات المتحدة والدول الغربية قدمت تنازلات لروسيا وإيران مكنت الأسد من الاستمرار في ضرب المدنيين.

 

وأضافت غارديان بأنه من السهل الضغط على المعارضة، لكن الضغط الضروري يجب أن يُمارس على داعمي الأسد في موسكو وطهران، وأن تمكين الأسد من أن تكون له اليد العليا لن يفعل شيئا غير تعزيز ما يقوله تنظيم الدولة عن أنه الوحيد القادر على الدفاع عن المسلمين السُنة.

 

ووصفت تايمز البريطانية هذه المحادثات بأنها محادثات سلام وهمي، ودعت إلى التركيز على وقف لإطلاق النار في عدة مناطق بالبلاد وإنهاء الحصار الوحشي للنظام ضد المدن والبلدات التي توجد بها المعارضة.

 

وقالت فايننشال تايمز البريطانية إن الانقسامات وعدم الثقة أعاق محادثات جنيف، وإن الدفع القوي من وزير الخارجية الأميركية جون كيري ومن دي ميستورا لعقد المحادثات بأسرع وقت ممكن تسبب في انقسامات وعدم ثقة وسط أطراف المعارضة، في وقت تحتاج فيه هذه الأطراف لزخم لفرض صفقة على الأرض.

 

ونقلت عن ممثلي المعارضة قولهم إنهم يعيشون بين فكي الرحى ويتعرضون للانتقاد والهجوم من المطالبين بالذهاب لجنيف لمحاولة الحصول على إغاثة للذين يعانون ظروفا لا تُطاق، ومن المطالبين بالمقاطعة الذين يقولون بعدم الذهاب حتى يتم إنهاء العنف والحصار.

 

الخارجية الروسية: لا شروط مسبقة بشأن محادثات جنيف

دبي – قناة العربية

قالت جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إنه لا شروط مسبقة بشأن محادثات جنيف، ونقلت وكالة انترفاكس نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسي أنه لا خطط لمحادثات مباشرة بشأن سوريا في جنيف والمتوقع إجراء محادثات غير مباشرة.

وتوجه اليوم وفد المعارضة السورية المفاوض إلى جنيف للمشاركة في محادثات السلام، بعد تلقيها تطمينات من الأمم المتحدة بتلبية مطالبها المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وقال جاتيلوف الذي يتوجه إلى جنيف لحضور المحادثات في مقابلة مع إنترفاكس إن مبعوث الأمم المتحدة للسلام الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا “اعتزم دائما إجراء محادثات غير مباشرة وهو الحديث مع وفد تلو الآخر: الحكومة وشخصيات المعارضة.”

وأعلن الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية، أن وفد أكبر مجموعة للمعارضة سيصل، مساء اليوم السبت، إلى جنيف للمشاركة في المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل للأزمة في سوريا.

وعلمت “العربية.نت” أن الوفد الذي يضم 17 عضوا هم جميع أفراد الهيئة العليا للمفاوضات، وأن رئيس الهيئة العليا للتفاوض، رياض حجاب، سيلتحق بهم غداً، على أن يجتمعوا مع المبعوث الدولي لمناقشة تطبيق القرار 2254، وبناء على نتيجة الاجتماع مع المبعوث سيتم اتخاذ القرار بالدخول للتفاوض من عدمه.

وقال منذر ماخوس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “سنصل مساء اليوم إلى جنيف”، وأن نحو عشرين ممثلا آخرين عن الهيئة العليا للمفاوضات سيكونون موجودين أيضا.

وكان المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، منذر ماخوس، قال إن الوفد يرهن مشاركة الوفد في المباحثات بتطبيق نظام بشار الأسد للقرارات الدولية خاصة القرار 2254، ولاسيما المواد 12 و13 التي تـلزم النظام بفك الحصار عن المدن والبلدات في سوريا، والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول، ووقف القصف وكذلك إطلاق سراح الأسرى.

وبعد أيام من المشاورات المكثفة في العاصمة السعودية الرياض، قررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية، المشاركة في مباحثات جنيف 3، والتي بدأت في وقت سابق من يوم الجمعة، للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري.

وبحسب بيان الهيئة فإن قرار الموافقة يأتي بعد أن تلقت ضمانات دولية بتنفيذ التزامات قرار مجلس الأمن 2254، كما أنها حصلت أيضا على تأكيدات من وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدعم بلاده لتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وفقاً لبيان جنيف (1)”.

وبحسب بيان الهيئة العليا للمعارضة السورية، فإن ذهابها إلى جنيف يأتي لاختبار جدية النظام السوري، ونوهت إلى أن المفاوضات ستكون بطريقة غير مباشرة، وأشارت إلى أنها تلقت دعما من عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة.

هذا ورحبت السعودية بقرار المشاركة في مفاوضات جنيف، وهو الموقف الذي لقي أيضا ترحيباً من وزير الخارجية الأميركي.

وكان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا التقى في وقت سابق الجمعة وفد حكومة الأسد، وأكد عقب اللقاء أن المفاوضات تسعى في نهاية الأمر إلى تحسين واقع الشعب السوري.

وكانت الأمم المتحدة والأطراف الداعمة للحل السياسي في سوريا رفضوا تأجيل محادثات جنيف، وحسب المعلومات الأولية فإن الجولة الأولى من المحادثات ستنتهي قبل يوم الحادي عشر من فبراير المقبل، حيث ستعقد قمة في جنيف لتقويم سير المحادثات.

 

بحر إيجه يبتلع اللاجئين.. انقلاب مركب وغرق 33 مهاجراً

العربية.نت – وكالات

مئات اللاجئين قضوا غرقاً في رحلة هروبهم من “جحيم” بلدانهم حيث الموت اليومي، ولا تزال المآسي تتكرر، وكأن البحر يلاحق هؤلاء مضطهداً أحلامهم بالعيش الآمن، وكأن بؤسهم اليومي لا يكفيهم حتى تأتي الأمواج لتتقاذف ما تبقى من “آمالهم”.

ففي آخر فصول “التغريبة”، لقي 33 مهاجرا على الأقل مصرعهم السبت في حادث غرق جديد في بحر ايجه عندما انقلب المركب الذي كان يقلهم من تركيا إلى جزيرة يونانية. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن غرق عشرة مهاجرين ثم ارتفعت إلى 17 قبل أن تتحدث أن تصل إلى 33. والمهاجرون قادمون من سوريا وافغانستان وبورما وكانوا يحاولون الوصول الى جزيرة ليسبوس انطلاقا من السواحل التركية.

ويأتي هذا الحادث بعد يومين على غرق 24 مهاجراً، بينهم 10 أطفال الخميس قبالة جزيرة ساموس اليونانية، في حين لا يزال 11 شخصا في عداد المفقودين.

وأشار خفر السواحل التركية إلى أن 45 شخصاً في الإجمال كانوا على متن الزورق، الذي غرق في البحر بين تركيا واليونان، وتم انتشال عشرة فقط سالمين لكنهم في حالة صدمة.

كذلك لفظ البحر في 25 يناير جثث 21 مهاجرا، من بينها جثث 3 أطفال، في موقعين على ساحل بحر إيجه بعد غرق الزورق الذي كان يقلهم أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

وفي خضم الأفق المسدود للحرب الدائرة في سوريا والعراق وليبيا لا يزال مشهد الموت غرقاً يتكرر بشكل يومي، دون خاتمة.

 

وثيقة سرية.. عجز أممي عن تنفيذ أي حل في سوريا

العربية.نت

في الوقت الذي تبذل فيه الأمم المتحدة والدول المعنية بالملف السوري جهوداً كبيرة، بغية السعي إلى دفع كافة الأطراف السورية المتصارعة إلى الحوار والنقاش والمشاركة في التوصل إلى حل، لاسيما في جنيف 3، كشفت وثيقة سرية حصلت عليها مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أن الأمم المتحدة لن تكون قادرة على رصد أو تنفيذ أي اتفاق للسلام قد يخرج عن محادثات السلام الجارية في جنيف.

وأضافت الوثيقة أن الأمم المتحدة عبرت عن قلقها إزاء تعويل العالم على قدرة الأمم المتحدة الخروج بحلول للأزمة السورية، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة قد لا تستطيع فرض وقف لإطلاق النار، بسبب تعدد الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية في سوريا.

كما لفتت الوثيقة إلى أن الحرب الأهلية في سوريا والتطورات السياسية إزاء الأزمة تشير إلى أن الاعتماد على قوات دولية أو مراقبين طريقة غير ملائمة لمراقبة وقف النار، بسبب خطورة الوضع على الأرض بالنسبة لقوات حفظ السلام.

وأشارت إلى أن الدول الكبرى والمعنية بالأزمة لا يظهرون رغبة جدية للتدخل للقيام بهذه المهمة على نحو فعال، كما أن هناك خطرا من قبل المتشددين والمتطرفين الذين سيتم استبعادهم من المحادثات السياسية.

 

عشائر دير الزور والحسكة “تتكتل” ضد داعش

العربية.نت

أعلن عن تشكيل الجبهة الشرقية المكونة من عشائر تقاتل داعش في دير الزور والحسكة.

وقال شيوخ في المنطقة الشرقية إن هذه العشائر اجتمعت لتشكيل قوة موحدة في وجه مسلحي داعش، وذلك بدعم من الولايات المتحدة وتركيا.

وتضم الجبهة في المرحلة الأولى 82 ضابطاً، إضافة إلى 500 مقاتل. كما تم الإعلان عن جسم سياسي يمثل الجبهة الشرقية في المحافل الدولية.

 

محلل سوري لمدير المخابرات: شكراً على البراميل المتفجرة

دبي – قناة العربية

في الوقت الذي يطالب المجتمع الدولي النظام السوري بوقف استخدام البراميل المتفجرة في قصف الشعب السوري يتباهى النظام باستخدام هذه البراميل لانخفاض كلفتها وفعاليتها، حيث وجه المحلل السوري شكرا خاصا على شاشة التلفزيون السوري للواء جميل الحسن، مدير المخابرات الجوية على اختراع البراميل المتفجرة.

ويمطر نظام الأسد القرى والمدن السورية يوميا بعشرات البراميل المتفجرة التي تقضي على البشر والحجر، وتسوي أحياء كاملة بالأرض.

وأدان مجلس الأمن الدولي، الجمعة، استمرار الهجمات العشوائية على المدنيين في سوريا، بما في ذلك القصف الجوي والقصف بالبراميل المتفجرة التي تقول القوى الغربية إن نظام الأسد وحده قادر على القيام بها.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أعلنت مراراً أن نظام الأسد يستخدم منذ أكثر من عام براميل متفجرة غالباً ما تتساقط على رؤوس المدنيين، وهي تحوي غازات سامة، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك ووضع حد لتلك المأساة.

ووصفت منظمة العفو الدولية الهجمات التي يشنها نظام الأسد بالبراميل المتفجرة في الخامس من مايو 2015 بأنها “جرائم ضد الإنسانية”.

وأضافت المنظمة أن البراميل المتفجرة – وهي براميل محشوة بالمتفجرات والشظايا المعدنية تلقيها طائرات الهليكوبتر- قتلت أكثر من 3000 مدني في 2014 في محافظة حلب الواقعة في شمال البلاد، بينما أوقعت أكثر من 11 ألف قتيل في سوريا منذ 2012 .

 

وفد المعارضة السورية يصل جنيف السبت

دي ميستورا توقع بدء المحادثات مع وفد المعارضة الأحد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يصل وفد المعارضة السورية إلى جنيف قادما من الرياض، في وقت لاحق من السبت، حسبما أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية”، من أجل الانضمام إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ 5 سنوات.

وكان المبعوث الدولي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، توقع أن تنطلق المحادثات مع وفد المعارضة، الأحد، ينتظر أن تكون اجتماعات تحضيرية في بدايتها.

 

وفي وقت سابق، حدد دي مستورا مدى واسعا للمفاوضات التي عرفت باسم “جنيف 3” يصل إلى نحو 6 أشهر، مشيرا إلى أنها ستبدأ منفصلة مع وفدي الحكومة والمعارضة كل على حدة.

 

وقال متحدث باسم المعارضة السورية إن وفدها سيتوجه إلى جنيف، السبت، “لاختبار نوايا الحكومة السورية بشأن تطبيق إجراءات إنسانية، قد تسمح له بالانضمام للمفاوضات بشأن تسوية سلمية للحرب”.

 

وأضاف المتحدث رياض نعسان أغا لـ”رويترز”، أن الفريق المؤلف من 17 شخصا يتضمن رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، ورئيس فريق التفاوض أسعد الزعبي.

 

ووافقت المعارضة السورية على السفر إلى جنيف، حيث افتتحت الأمم المتحدة الجمعة محادثات السلام، لكنها قالت إنها تريد مناقشة القضايا الإنسانية قبل الخوض في المفاوضات السياسية.

 

المعارضة السورية: أرسلنا وفدا إلى جنيف.. ولكن ليس للتفاوض

جنيف، سويسرا (CNN)– أعلنت جماعة المعارضة السورية الرئيسية أنها أرسلت وفدا إلى مدينة جنيف السويسرية، حيث بدأت المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة وتشمل وفد النظام السوري، الجمعة، ولكن الجماعة قالت إنها “لن تذهب للتفاوض.”

 

إذ قال المتحدث باسم لجنة المفاوضات العليا، منذر ماخوس: “لن نذهب للأمم المتحدة،” ولكنه يتوقع لقاء مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان دي مستورا، في الفندق. وأضاف ماخوس أنه يتنظر إعلان الحكومة السورية التزامها ببعض الشروط المحددة في قرار مجلس الأمن الدولي بشأن عملية السلام.

 

وتتضمن بعض تلك الشروط السماح للوكالات الإنسانية بـ”الوصول السريع والآمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا،” ووقف الهجمات ضد المدنيين والمرافق الطبية.

 

وكان دي مستورا دعا المعارضة للقدوم إلى المحادثات بصرف النظر عما إذا كانت الحكومة ستوافق على مطالب المعارضة مثل الإفراج عن السجناء وإنهاء الحصار المفروض على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة.

 

وكان رئيس الوزراء السوري المنشق ورئيس الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، قد قال في مقابلة مع CNN: “قلنا للسيد دي مستورا إن هذه المبادئ هي فوق المفاوضات وهي نهائية ولا يمكن مناقشتها ولا يمكن التضحية بها.”

 

ورغم عدم مشاركة جميع الأطراف المعنية، بدأت محادثات السلام، الجمعة، بعد سلسلة من التأجيلات بسبب المناقشات حول من ينبغي أن يمثل المعارضة.

 

الهيئة العليا للمفاوضات تتجه لتأجيل موعد إرسال وفد إلى جنيف لشرح الموقف

روما (29 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

في تطور جديد، علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الهيئة العليا للمفاوضات، التي تُمثّل المعارضة السورية قررت تأجيل إرسال وفد إلى جنيف لشرح الموقف، في وقت يصر عليه بعض العسكر في الهيئة على مقاطعة المؤتمر.

 

ووفق مصادر متابعة لاجتماعات الهيئة، فإن وفد الهيئة ربما يسافر خلال اليومين المقبلين إلى جنيف، ويضم عدداً من المعارضين، لشرح موقف الهيئة وضرورات تنفيذ البنود المتعلقة بالتمهيد للمفاوضات خلال لقاءات المبعوث الأممي ومع عدد من الدبلوماسيين. ولن يكون هناك أي اجتماع مع وفد النظام. أما الوفد المُفاوض، فيمكن أن يلتحق بالمشاركين في جنيف في حال حصل وفد الهيئة على تطمينات ووعود بتنفيذ الشروط التمهيدية للمفاوضات.

 

وكانت المصادر قد أفادت في وقت سابق بأن الهيئة تلقت وعوداً شفهية من الأمين العام للأمم المتحدة بالضغط لتنفيذ المادة 12 و13 من القرار 2254 المتعلقتان بتسهيل إدخال المواد الإغاثية للمحاصرين ووقف قصف المدنيين، وإطلاق سراح المعتقلات النساء، لكن العسكر في الهيئة يريدون أفعالاً ملموسة وهم متشددون لصالح ضرورة مقاطعة مؤتمر جنيف وعدم ذهاب وفد من الهيئة ما لم يتم تنفيذ وقف قصف المدنيين وفك الحصار عن المناطق التي يحاصرها النظام والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لها. ورجّحت المصادر أن يرأس رياض حجاب رئيس الهيئة وفد الهيئة العليا المُصغّر المشارك في جنيف.

 

جينتيلوني: لا بديل لمفاوضات جنيف3 لمواجهة أسوأ أزمة إنسانية عالمية

روما (29 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب وزير الخارجية الايطالي، باولو جينتيلوني عن الأمل في إنطلاق محادثات جنيف بشأن الأزمة السورية مساء اليوم الجمعة، منوها بأنه “لا سبيل آخر لمواجهة أسوأ أزمة إنسانية شهدناها في السنوات الأخيرة”، على حد تعبيره

 

وأشار في مقابلة مع صحيفة (لا ستامبا) الجمعة إلى أن “المفاوضات ستكون أولية جدا”، أو أنها على الأكثر “ما يسميه الدبلوماسيون بـ محادثات التقارب”، غير المباشرة، والتي تتمثل بـ”المبعوث الأممي دي ميستورا الذي يوفق بين طرفين لا يلتقيان”. وقال إن “طريق التفاوض ضيقة، وما يزيدها وعورة هو زيادة التوتر بين الدول الرئيسية في المنطقة، كإيران والمملكة العربية السعودية”، إلا أنه أضاف مبينا أنه “ليس هناك أي سبيل آخر لمواجهة أسوأ أزمة إنسانية شهدناها في السنوات الأخيرة”، وفق ذكره

 

أما من ناحية العلاقة مع إيران، فقد نوه رئيس الدبلوماسية الايطالية بأن “الأهمية السياسية واضحة جدا”، لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، فـ”لم تكن إيطاليا المحطة الاولى في أول زيارة للغرب محض صدفة”، بل “إنها نتيجة لعلاقة بدأت قبل ستين عاما، واستمرت حتى في الآونة الأخيرة”، حسب قوله

 

وخلص الوزير جينتيلوني إلى القول إن “هذه الأولوية لا تكفي في سياق يتنافس فيه الجميع على السوق الإيرانية”، لكن “إيطاليا تتحرك انطلاقا من تميّز صغير”، على حد تعبيره

 

مسؤول روسي:المتوقع محادثات سلام سورية غير مباشرة في جنيف

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة إنترفاكس الروسية يوم السبت عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن من المتوقع أن تكون مفاوضات السلام بين المعارضة الرئيسية ومبعوثي الحكومة السورية في جنيف مفاوضات غير مباشرة.

 

وأضاف أنه ليست هناك شروط مسبقة للمحادثات السورية وأن موسكو ترحب بقرار منسق المعارضة السورية رياض حجاب المشاركة في المحادثات بجنيف.

 

وقال جاتيلوف الذي يتوجه إلى جنيف لحضور المحادثات في مقابلة مع إنترفاكس إن مبعوث الأمم المتحدة للسلام الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا “اعتزم دائما إجراء محادثات غير مباشرة وهو الحديث مع وفد تلو الآخر: الحكومة وشخصيات المعارضة.”

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

وفد المعارضة السورية الرئيسية يتوجه لجنيف مع بدء محادثات السلام

عمان (رويترز) – قال ممثل لمجموعة المعارضة السورية الرئيسية إن وفد المجموعة توجه إلى جنيف يوم السبت ليحدد إن كان سينضم إلى ممثلي الحكومة السورية في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

 

وأضاف المتحدث رياض نعسان أغا لرويترز أن الفريق المؤلف من 17 شخصا يضم رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للتفاوض -وهي مجموعة المعارضة المدعومة من السعودية- وأسعد الزعبي رئيس فريق التفاوض.

 

وكانت الهيئة العليا للتفاوض التي تضم ممثلين للمعارضة السياسية والمسلحة قد أبدت رغبتها في مناقشة قضايا إنسانية تشمل وقف حملات القصف التي تشنها روسيا والحكومة السورية وذلك قبل أن تشارك في محادثات السلام التي انطلقت في جنيف يوم الجمعة بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن الضربات الجوية الروسية في سوريا أودت بحياة ما يقرب من 1400 مدني منذ بدأت موسكو حملتها الجوية قبل حوالي أربعة أشهر.

 

وقال أغا “ذاهبون إلى جنيف لاختبار جدية المجتمع الدولي في وعوده للشعب السوري وجدية النظام في تنفيذه للمستحقات الإنسانية.”

 

وتابع قائلا “نريد أن نظهر أمام العالم جديتنا نحو المفاوضات لإيجاد حل سياسي.”

 

من ناحية أخرى قالت منظمة أطباء بلا حدود يوم السبت إن 16 شخصا ماتوا جوعا في بلدة مضايا التي تحاصرها الحكومة منذ وصلت قوافل إغاثة إليها هذا الشهر وألقى باللائمة على السلطات في منع وصول الإمدادات الطبية.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم السبت إن محادثات جنيف يجب أن تضمن حدوث انتقال سياسي في سوريا.

 

وأضاف في بيان أرسل لرويترز “لا بد من احترام القانون الإنساني والسعي بهمة وراء تحقيق هدف حدوث انتقال سياسي لكي تنجح المحادثات.”

 

ومن بين مطالب الهيئة العليا للتفاوض السماح لقوافل المساعدات بدخول المناطق المحاصرة التي تسيطر عليها جماعات المعارضة حيث يعيش الآلاف في ظروف صعبة.

 

وقال أغا “نحن لا نطلب معجزة أو وقف القتال لكن نطلب وقف قصف الأسواق والمستشفيات والمدارس بدون تمييز من النظام وداعميه الروس.”

 

وتنفي روسيا وسوريا مرارا استهداف المدنيين وتقولان إنهما تحرصان على تفادي قصف المناطق السكنية.

 

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى