أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السيت، 05 تشرين الثاني 2011


سورية: مقتل 17 في تظاهرات اختبار الحكم

لندن، دمشق، بيروت، باريس، واشنطن – «الحياة»، ا ب، ا ف ب – رغم الامطار والطقس البارد خرج امس آلاف السوريين في تظاهرات تطالب باسقاط النظام تحت شعار «الله اكبر ضد الطغاة». وكان المتظاهرون اتفقوا على استبدال شعار «جمعة التظاهر السلمي» للتأكيد ان كل التظاهرات التي شهدتها ايام الجمعة منذ بدء الانتفاضة كانت تظاهرات سلمية.

ورغم ان المتظاهرين ارادوا اختبار نيات النظام وامتحان جديته، بعد اعلانه الموافقة على التظاهرات السلمية وسحب دباباته من الشوارع، بحسب الاتفاق مع اللجنة الوزارية العربية، قال محتجون انه لم يجدوا اي فرق بين تصرف القوات الامنية في الاسابيع الماضية منذ بدء الانتفاضة وتصرفها امس. فقد بدأ اطلاق النار على التظاهرات بمجرد انطلاقها، وشهدت مدينة حمص اكبر هذه التظاهرات، رغم كثافة الوجود الامني وعدد القتلى الذين سقطوا اول من امس وتجاوزوا العشرين قتيلاً. وسجل المرصد السوري لحقوق الانسان امس مقتل 17 شخصاً بينهم ستة مدنيين سقطوا برصاص القناصة وقوات الامن، كما قتل اربعة اشخاص في حماة. وفي محافظة درعا، قتلت قوات الامن اربعة متظاهرين في كناكر وآخر في الحمورية. وقتل شخصان، احدهما مدني والاخر جندي فر صباحا برصاص قوات الامن في منطقة تل شهاب على الحدود مع الاردن، بينما كانا يحاولان مغادرة البلاد.

كما قامت قوات الامن بتطويق مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية. واكد المرصد السوري ان مصلين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من المسجد. كما تم اعتقال عشرات الاشخاص في هذه المدينة، بينهم اربعة اطفال ينتمون الى عائلة رئيس المرصد رامي عبد الرحمن. كما خرجت تظاهرات في درعا ودير الزور والقامشلي.

واعتبر احد المتظاهرين ان نهار امس كان اختباراً حقيقياً لنيات النظام وان الرد كان واضحاً للجميع. فيما رفعت في تظاهرات حمص شعارات ترفض الحوار مع النظام وتحذر الجامعة العربية من نياته.

في هذا الوقت دعت وزارة الداخلية السورية من حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز للشرطة في منطقتهم. وقالت انه سيتم اطلاق هؤلاء فورا. وحددت فترة لهذا العفو بين 5 و 12 تشرين الثاني (نوفمبر). كما ذكرت ان العفو هو بمناسبة حلول عيد الاضحى «بهدف حفظ الامن والنظام العام».

لكن الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند قالت: «لا انصح احدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن»، معربة عن القلق ازاء سلامة من يفعل ذلك.

من جهة اخرى، قال رومان نادال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي إن «استمرار القمع (في سورية) يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية». واكد ان استمرار القمع يناقض الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري بان يفي بها. كما شدد الناطق على ان «فرنسا مصممة اكثر من اي وقت على التحرك في كل المحافل الدولية وكذلك مع الجامعة العربية التي ترحب بجهودها، للضغط على النظام السوري بهدف وقف القمع في سورية».

وقالت ايلين تشامبرلين دوناهو سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الانسان خلال اجتماع في معهد بروكينغز للابحاث في واشنطن ان الفرصة لا تزال متاحة لـ «تسليط الضوء» على الانتهاكات التي يتم ارتكابها في سورية، وان المجلس سيدفع باتجاه اجراء تحقيقات في سلوك النظام، سواء سمح لمراقبي المجلس بالدخول الى الاراضي السورية ام لم يسمح. واضافت ان منع اعضاء اللجنة من الوصول الى سورية «يزيد من عزم المجتمع الدولي» للضغط على نظام الرئيس بشار الاسد.

وكانت دمشق منعت وصول بعثة لتقصي الحقائق من مجلس حقوق الانسان في آب (اغسطس) الماضي، كما رفضت دخول لجنة تحقيق تدعمها الامم المتحدة تم تشكيلها بعد ذلك، ومن ثم توجه اعضاء اللجنة الى المناطق الحدودية في بلدان مجاورة لسورية لرصد الانتهاكات من هناك.

ومن المقرر ان تنشر لجنة التحقيق تقريرا حول سورية في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. ومن المرجح ان يعقد مجلس حقوق الانسان في جنيف جلسة للنظر في مضمون التقرير، كما قالت دوناهو.

تظاهرات واسعة ضد النظام… و«تدهور شديد» للوضع الإنساني في حمص

دمشق، نيقوسيا، عمان -»الحياة»، أ ف ب، رويترز – قال ناشطون وشهود إن قوات الامن السوري أطلقت الرصاص الحي على متظاهرين خرجوا امس في حمص وحماة وريف دمشق ودرعا، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. في موازاة ذلك وفيما تحدث ناشطون عن «تدهور شديد» للأوضاع الانسانية في حمص، قال مسؤولون دوليون إن الامم المتحدة تتجه إلى مراجعة أعداد القتلى في سورية جراء الحملة الامنية المستمرة منذ 15 آذار (مارس) الماضي ليرتفع الى أكثر من خمسة آلاف قتيل.

وقال ناشطون إن متظاهرين حاولوا الخروج للتظاهر امس في عدة مدن سورية، من بينها حمص وحماة وبانياس واللاذقية ودير الزور ودرعا وريف دمشق، إلا ان قوات الامن واجهتهم بالرصاص الحي. وتحدث الناشطون عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وذلك بالرغم من تعهد دمشق بسحب المظاهر العسكرية من الشوارع تمهيداً لحوار مع المعارضة.

وأول من امس، قتل عشرون مدنياً برصاص قوات الامن واعتقل عشرات آخرون. ورغم أعمال القمع، لم يتراجع عزم الناشطين، الذين دعوا السوريين إلى التظاهر امس تحت شعار «الله اكبر ضد الطغاة».

وأظهر شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباح امس في حي الميدان التاريخي في دمشق، مطلقين شعارات مناهضة للنظام. وسجلت تظاهرة اخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية. ووفق شريط آخر بث على «يوتيوب»، حمل احد المتظاهرين لافتة كتب عليها «الى متى تصغي الجامعة العربية؟ لقد قبل الخطة العربية… والدبابات لا تزال في الشوارع».

ونظمت تظاهرات اخرى في العديد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر بحسب المرصد السوري.

وفي دير الزور شرق سورية، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمعات وفق «المرصد»، الذي اشار ايضا الى تظاهرة حاشدة في الصنمين بمحافظة درعا جنوبا تطالب باسقاط النظام.

واكدت صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع فايسبوك تصميم المعارضين على التظاهر وعدم امكان صمود النظام بدعم من روسيا والصين ولا بفضل قرارات الجامعة العربية. وأكد الناشطون السوريون ان «النظام سقط منذ اليوم الاول الذي طالبنا فيه بالحرية ومنذ اول نقطة دم اهرقت بسبب الرصاص الذي يطلقه الطغاة».

ومع تواصل عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المحتجين، يشتكي مواطنون في مدينة حمص التي تشهد أعنف العمليات العسكرية، من نقص حاد في الخبز، وتعطل عمل الكثير من المخابز نتيجة الوضع الأمني.

ويتهم سكان في المدينة، الحكومة السورية بتقليص إيراد الطحين والوقود إلى الأفران، فقط في الأحياء المعروفة بمعارضتها للنظام.

ويقول ناشطون وشهود عيان من حمص، إن الأهالي باتوا ينتظرون ساعات في طوابير طويلة، أو يضطرون للقيام بجولة على الأفران، للحصول على كميات قليلة من الخبز.

ويقول سكان في مدينة القصير، إن السلطات منعت عنهم الغاز. كما يقول سكان احياء اخرى مثل حى الخالدية ان السلطات قامت بقطع الكهرباء والمياة في أحياء أخرى معروفة بمعارضتها للنظام السوري وذلك في اطار عقاب جماعي للسكان.

ومع تجنب الكثيرين المرور عبر الحواجز الأمنية المنتشرة في أحياء حمص وريفها، خشية الاعتقال العشوائي، أو التعرض للقنص من قناصين منتشرين في أماكن كثيرة مجهولة أو الخوف من إطلاق نار عشوائي من أحد الحواجز القريبة، أصبحت المدينة مقطعة، ما زاد الضغط على أفران معينة، في حين بقيت أحياء أخرى من دون أفران، كحي البياضة حسب ما يؤكد ناشطون.

ويتهم سكان من مدينة حمص، الحكومة السورية بتعمُّد تقليص يوم العمل في الأفران العامة التابعة للحكومة، وتقليل توريد كميات الطحين إليها، ما سبب في تراجع كميات الإنتاج بشكل كبير، كما حدث لأحد مخابز حي الخالدية، الذي تقلص فيه العمل من 10 ساعات إلى أربع ساعات عمل يومياً.

وأفادت مصادر من المدينة أن مخابز عديدة بات أصحابها يرفضون العمل بعد تعرض مناطقهم لإطلاق نار عشوائي من قبل قوات الأمن عدة مرات.

إلى ذلك، قال مسؤولون في الامم المتحدة إن المنظمة الدولية تراجع أعداد قتلى أعمال العنف في سورية، وإنها بصدد إصدار تقرير جديد يشير الى ان عدد القتلى في سورية تجاوز خمسة آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين. وكانت التقديرات الاخيرة للأمم المتحدة أشارت إلى سقوط أكثر من ثلاثة آلاف شخص، غير ان اعمال العنف في الشهرين الماضيين مع تصاعد تسلح المعارضة واستمرار الرد العنيف من قبل السلطات، أدى الى ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير.

دمشق تعد المسلحين بالعفو إذا استسلموا

وواشنطن تنصحهم بعدم الاستجابة للنظام

 محمد عمرو: هدف الخطة العربية منع أي تدخل أجنبي

مجلس حقوق الإنسان يريد تسليط الضوء على الانتهاكات

تعهدت السلطات السورية العفو عن حملة السلاح الذين يسلمون انفسهم اليها في مهلة ثمانية ايام، لكن وزارة الخارجية الاميركية نصحت السوريين بعدم تسليم انفسهم الى النظام. وقالت الناطقة باسمها فيكتوريا نولاند  للصحافيين: “لا انصح احدا بتسليم نفسه الى سلطات النظام في الوقت الحاضر”، مبدية قلقاً على سلامة من يفعل ذلك.

 في غضون ذلك، استمر قمع التظاهرات التي انطلقت امس في ما سمته المعارضة “جمعة الله اكبر على من طغى وتجبر” ، وتحدثت انباء عن سقوط 17 قتيلاً على رغم موافقة نظام الرئيس بشار الاسد على خطة جامعة الدول العربية لتجاوز الازمة، الامر الذي عزز شكوك المعارضة والعواصم الغربية في التزام دمشق هذه الخطة.

وتحدث وزير الخارجية المصري محمد عمرو عن الخطة العربية فقال: “إن هذا توجه سليم لأن الهدف كان منع اي تدخل اجنبي”، وقال: “هناك متربصون كثيرون ينتظرون فشل الجامعة العربية وفشل الجهود العربية لفرض التدخل الأجنبي… الحقيقة أننا لا نعد مساهمتنا في الشأن السوري تدخلا في شأن داخلي لأنه في بعض الأحيان يجب تدخل طرف ثالث لحل المشكلة عندما يصل الطرفان إلى طريق مسدود، وعندما يكون الطرف الثالث جزءا من الأسرة فهذا أفضل كثيرا من أن يكون الوسيط من الخارج ، خصوصا ان الجامعة العربية وكل أعضائها لا يهمهم إلا مصلحة الشعب السوري إنما الأطراف الخارجيون لا نضمن دوافعهم  لذا فهو تدخل محمود جدا”.

حقوق الانسان

وافاد اعضاء في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان انهم يريدون “تسليط الضوء” على الانتهاكات التي ترتكب في سوريا، وسيدفعون في اتجاه اجراء تحقيقات في سلوك النظام سواء سمح لمراقبي المجلس بدخول الاراضي السورية ام لم يسمح.

وكانت دمشق منعت وصول بعثة لتقصي الحقائق من مجلس حقوق الانسان في آب، كما رفضت ايضا دخول لجنة تحقيق تدعمها الامم المتحدة تألفت بعد ذلك، ومن ثم توجه اعضاء اللجنة الى المناطق الحدودية في بلدان مجاورة لسوريا لرصد الانتهاكات من هناك.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الانسان ايلين تشيمبرلين دوناهو خلال اجتماع في معهد بروكينغز للابحاث في واشنطن: “بالنسبة الى الشأن السوري لا تزال الفرصة متاحة، حتى انها متاحة جدا”. واضافت: “لا نشعر باننا فقدنا الزخم.. وسنفعل كل ما في وسعنا لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة والضغط بأقصى طاقتنا”.

وشددت على ان منع اعضاء اللجنة من الوصول الى سوريا “يزيد عزم المجتمع الدولي” على الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد.

ومن المقرر ان تنشر لجنة التحقيق تقريرا عن سوريا في 30 تشرين الثاني ومن المرجح ان يعقد مجلس حقوق الانسان الذي يتخذ جنيف مقرا له جلسة للنظر في مضمونه.

وقالت نائبة رئيسة المفوضية السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان كيونغ وا كانغ لمنتدى واشنطن انه على رغم عدم امكان الوصول الى شوارع المدن السورية كدمشق وحمص وغيرهما، الا ان “التقنيات الحديثة لا تدعنا نواجه نقصا في المعلومات”. واضافت ان مفتشي الامم المتحدة “تحدثوا مع المتظاهرين عبر سكايب وكان المتظاهرون في قلب الاحداث في الشوارع يوميا”.

وبينما شددت على ان الشهادات التي جمعت من 150 من الضحايا والشهود الذين فروا الى البلدان المجاورة اتاحت للامم المتحدة الاطلاع “بشكل اكثر وضوحا على انماط الانتهاكات”، الا انها اقرت بأن هيئات الامم المتحدة “كانت تود طبعا لو اتيح لها الدخول ومعاينة الوضع” بنفسها. وطالبت مجددا “بالدخول والتحقيق”.

نشطاء: أكثر من 120 جثة مجهولة نقلت إلى مستشفى حمص

كشفت مصادر طبية لـ”سي ان ان”، اليوم، أن 126 جثة مجهولة الهوية تم نقلها، خلال الـ72 ساعة الماضية، إلى مستشفى الوطني في محافظة حمص السورية، التي تتعرض بعض مناطقها للقصف منذ فجر اليوم، وذلك بعد سقوط 21 قتيلا أمس.

وذكر طبيب للشبكة، رفض الكشف عن هويته، إن ثمانية من الجثث كانت محترقة.

وأيد سالم قباني، عضو “لجان التنسيق المحلية” في سوريا وهي جماعة معارضة تنظم وتوثق الاحتجاجات الشعبية، المزاعم، التي لا يمكن لـ”سي ان ان” التأكد منها بشكل مستقل.

وقال قباني، “إن قرابة 100 جثة مجهولة الهوية نُقلت، مؤخراً، إلى مستشفى الوطني في حمص”، وذلك وفقاً لمصادره التي تشمل ثلاثة شهود عيان أحدهم شارك في نقل الجثث.

وتحدث عن قصف مدفعي، تتعرض له عدة بلدات في حمص، في حين تتعرض المحافظة لحظر تجوال يومي غير معلن، يُستهل بإطلاق نار كثيف من نقاط تفتيش عسكرية وقناصة منتشرون في قلب المدينة.

كما لفت إلى أوضاع إنسانية مأساوية تشهدها منطقة بابا عمرو التي تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات.

(سي ان ان)

جمعة الاختبار الأول للخطة العربية تعمّق الشرخ بين النظام والمعارضة

واشنطن تدير الصراع في سوريا: لا تسلّموا السلاح إلى السلطة!

خضع الاتفاق بين سوريا والجامعة العربية أمس لأول اختبار عملي على الأرض، حيث خرجت تظاهرات شعبية في عدد من المدن السورية، انتهت بحسب نشطاء إلى مقتل 17 شخصا، فيما نفت السلطات السورية سقوط أي قتلى. وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية السورية العفو عن كل من يسلم سلاحا خلال مهلة أسبوع تبدأ من اليوم، سارعت واشنطن إلى حث المسلحين على عدم القيام بذلك، متذرعة بالقلق على سلامتهم، في موقف يثير الاستغراب ويوحي بأن أميركا تدير بشكل مباشر الصراع المسلح في سوريا.

من جهته أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي، في مقابلة مع قناة «العربية»، أن «الحل الأساسي يجب أن يكون نابعا من الأطراف السورية»، موضحا أن «الهدف من المبادرة العربية مساندة الحل السوري». وأضاف «إن الاحتضان العربي لملف الأزمة السورية هو لتشجيع ودعم جميع الأطراف السورية، حكومة ومعارضة بكل أطيافها، للوصول إلى حل سلمي».

وفي حين أعرب وزير الخارجية المصري محمد عمرو عن أمله في حل الأزمة السورية في إطار سوري ـ عربي ومن دون تدخل أجنبي، معتبرا أن ذلك، في حال تحققه، سيكون نصرا كبيرا للعالم العربي وللجامعة العربية، شككت باريس في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة وذلك بسبب «استمرار القمع الدامي».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «مقتل 17 شخصا برصاص قوات الأمن في مناطق مختلفة من سوريا حيث انطلقت تظاهرات تحت شعار الله اكبر، ضد الطغاة». وأوضح أن «ستة مدنيين قتلوا في حمص، و4 في حماه، و5 في كناكر والحمورية في ريف درعا. وقتل مدني وجندي فار برصاص قوات الأمن في منطقة تل شهاب على الحدود مع الأردن، بينما كانا يحاولان مغادرة البلاد».

ونقلت «رويترز» عن نشطاء إشارتهم إلى «سقوط 19 قتيلاً»، فيما أشارت «اسوشييتد برس» إلى «سقوط 15 قتيلا». ونفى التلفزيون الحكومي سقوط أي قتلى، وبث صورا من أماكن قال ان تقارير وردت عن احتجاجات فيها. وتظهر اللقطات مصلين يغادرون المساجد بهدوء بعد الصلاة.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «اربعة جنود اصيبوا في معارك في كناكر مع مجموعة إرهابية مسلحة قتل احد عناصرها». وأشارت الى ان «عناصر الهندسة فككوا في مدينة دير الزور عبوتين معدتين للتفجير عن بعد».

وأشار المرصد الى ان «مصلين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس. كما تم اعتقال عشرات الاشخاص في هذه المدينة بينهم اربعة اطفال ينتمون الى عائلة رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن». وأشار نشطاء الى «خروج تظاهرات في حي الميدان التاريخي في دمشق وحرستا بريف دمشق وأحياء في حمص وريفها ودير الزور والصنمين بمحافظة درعا».

ودعت وزارة الداخلية، في بيان، «المواطنين ممن حملوا السلاح أو باعوه أو قاموا بتوزيعه أو نقله أو شرائه أو تمويل شرائه، ولم يرتكبوا جرائم القتل، إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب مركز شرطة في منطقتهم وسيصار إلى تركهم فورا، وذلك من اليوم السبت ولغاية السبت (المقبل) وسيعد ذلك بمثابة عفو عام عنهم». وأضافت إن «ذلك يأتي انطلاقا من حرص الدولة على مواطنيها، وإفساحا في المجال أمام المضللين والمتورطين في حمل السلاح وحرصا على الأمن والنظام العام وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك».

لكن وزارة الخارجية الأميركية سارعت إلى نصحهم بعدم تسليم أنفسهم إلى السلطات. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «لا أنصح أحدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن»، معربة عن

القلق إزاء سلامة من يفعل ذلك. وقالت «انه الوعد الرابع بالعفو الذي يقومون به منذ أن تسلمت منصبي قبل خمسة أشهر».

وقال وزير الإعلام السوري عدنان محمود، خلال لقائه وفدا من أبناء الجالية السورية في رومانيا وإيطاليا وعددا من وسائل الإعلام الأجنبية في دمشق، إن «الاتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية لحل الأزمة ينسجم مع الرؤية السورية للحل، بهدف استعادة الأمن والاستقرار، ومتابعة برنامج الإصلاح وإجراء حوار وطني شامل والتأكيد على السيادة الوطنية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية».

وأوضح أن «سوريا عملت منذ بداية الأحداث على إطلاق حل سياسي من خلال حزمة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكنها واجهت وما تزال مجموعات مسلحة تقوم بأعمال إرهابية وقتل المواطنين من عناصر الجيش والشرطة والمدنيين، وتخريب المؤسسات الخدمية وترتبط بقوى خارجية تمدها بالمال والسلاح خدمة لأجندات غربية تهدف إلى النيل من مواقف سوريا وقرارها المستقل». واعتبر أن «الشعب السوري بغالبيته العظمى عبر عن دعمه لبرنامج الإصلاح وأثبت وعيه الوطني وإدراكه العميق لما يحاك ضد سوريا من مخطط خارجي يستهدف النيل من نموذجها الوطني الراسخ ودورها المحوري في قضايا المنطقة ومواقفها الداعمة للحقوق العربية».

عمرو

وقال وزير الخارجية المصري محمد عمرو، في مقابلة مع قناة «دريم»، إن «جامعة الدول العربية قامت بدور إيجابي جدا في المسألة السورية، معربا عن أمله «في حل الأزمة السورية في إطار سوري – عربي ومن دون تدخل أجنبي» معتبرا أن «ذلك في حال تحققه سيكون نصرا كبيرا للعالم العربي وللجامعة العربية».

وأضاف «بالنسبة لنا في مصر، فقد كان لنا منذ البداية موقف واضح جدا مما يدور في سوريا، وهي دولة شقيقة، ولنا معها علاقة قوية تاريخية، وكنا في وقت من الأوقات دولة واحدة، وكانت مصر أول دولة عربية تصدر بيانا بشأن الأحداث في سوريا، يطالبها بوقف أعمال العنف».

وتابع «إننا نرى أن الحل لما يدور في سوريا لن يتم تحقيقه من خلال العنف أو الإجراءات الأمنية، بل لا بد من حوار وإجراءات بناء الثقة، وقد كررنا هذا الموقف في بيان آخر، وحذرنا من أن المضي في هذا السبيل قد يفتح الباب للتدخل الخارجي، وهو ما لا نريد أن نراه في سوريا».

وأوضح عمرو «عندما تحركت الجامعة العربية كان ذلك في إطار الأهداف التي طالبت بها مصر، وهي وقف العنف وبدء إجراءات بناء الثقة والحوار وقطع الطريق على أي تدخل أجنبي، وهذا كان أهم إنجاز لأن الأخوة السوريين استجابوا بالفعل للمسعى العربي، وبدأ فعلا تشكيل آليات تطبيق قرارات الجامعة العربية».

ونفى عمرو أن يكون هدف المبادرة العربية «توفير الغطاء لتدخل أجنبي في سوريا»، موضحا أن «قرار الجامعة يتضمن خطوات وتوقيتات واضحة، وهي الوقف الفوري للعنف وسحب كل القوات العسكرية من المدن إلى خارج المدن والبدء في إطلاق سراح المعتقلين خلال الأحداث الأخيرة، على أن تبدأ أول دفعة قبل عيد الأضحى، وبدء قيام الجامعة العربية بتنظيم حوار بين الحكومة والمعارضة بهدف الوصول إلى حل لهذه المسألة، وفي موعد أقصاه أسبوعان». وقال «توجد توقيتات محددة لا تعطي مجالا لطرف لأن يماطل أو يستغل هذه المهلة، وسيتم تقديم تقرير إلى مجلس جامعة الدول العربية الذي نص القرار على أنه في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموضوع، وآمل أن نصل إلى تحقيق ما يصبو إليه الشعب السوري من حرية وديموقراطية بطريقة سلمية».

ورأى عمرو «أن هذا توجه سليم لأن الهدف كان منع اي تدخل اجتبى، ويوجد متربصون كثر ينتظرون فشل الجامعة العربية وفشل الجهود العربية لفرض التدخل الأجنبي». وقال «الحقيقة أننا لا نعد مساهمتنا في الشأن السوري تدخلا في شأن داخلي، لأنه وفي بعض الأحيان يجب تدخل طرف ثالث لحل المشكلة عندما يصل الطرفان إلى طريق مسدود، وعندما يكون الطرف الثالث جزءا من الأسرة فهذا أفضل كثيرا من أن يكون الوسيط من الخارج، خاصة أن الجامعة العربية وكل أعضائها لا يهمهم إلا مصلحة الشعب السوري، إنما الأطراف الخارجية لا نضمن دوافعها، لذا فهو تدخل محمود جدا».

وفي باريس، قال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن «استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية». وأضاف «في حين اعلن النظام السوري انه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الازمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ ان 20 متظاهرا مسالما على الاقل قتلوا امس (أول أمس) في سوريا برصاص قوات الامن». وأكد ان «استمرار القمع يناقض تماما الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري بأن يفي بها».

وشدد على ان «فرنسا مصممة اكثر من أي وقت آخر على التحرك في كل المحافل الدولية وكذلك مع الجامعة العربية التي ترحب بجهودها، للضغط على النظام السوري بهدف وقف القمع في سوريا».

وأعلن أعضاء في مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، أنهم يريدون «تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتم ارتكابها في سوريا، وسيدفعون باتجاه إجراء تحقيقات في سلوك النظام سواء سمح لمراقبي المجلس بدخول الاراضي السورية ام لم يسمح».

وقالت نائبة رئيسة المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان كيونغ وا كانغ انه «ورغم عدم امكان الوصول الى شوارع المدن السورية كدمشق وحمص وغيرهما، إلا أن التقنيات الحديثة لا تدعنا نواجه نقصا في المعلومات». وأضافت ان «مفتشي الامم المتحدة تحدثوا الى المتظاهرين عبر «سكايب»، وكان المتظاهرون موجودين في قلب الاحداث في الشوارع يوميا».

وبينما شددت كانغ على ان «الشهادات التي تم جمعها من 150 من الضحايا والشهود الذين فروا الى البلدان المجاورة أتاحت للأمم المتحدة الاطلاع بشكل أكثر وضوحا على انماط الانتهاكات»، فإنها أقرت بأن هيئات الامم المتحدة «كانت تود طبعا لو أتيح لها الدخول ومعاينة الوضع» بنفسها. وقالت «نواصل المطالبة بالدخول والتحقيق».

وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى المجلس ايلين تشيمبرلين دوناهو «بالنسبة للشأن السوري لا تزال الفرصة متاحة، حتى إنها متاحة جدا».

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ)

– نشطاء: أكثر من 120 جثة مجهولة نقلت إلى مستشفى حمص

كشفت مصادر طبية لـ”سي ان ان”، اليوم، أن 126 جثة مجهولة الهوية تم نقلها، خلال الـ72 ساعة الماضية، إلى مستشفى الوطني في محافظة حمص السورية، التي تتعرض بعض مناطقها للقصف منذ فجر اليوم، وذلك بعد سقوط 21 قتيلا أمس.

وذكر طبيب للشبكة، رفض الكشف عن هويته، إن ثمانية من الجثث كانت محترقة.

وأيد سالم قباني، عضو “لجان التنسيق المحلية” في سوريا وهي جماعة معارضة تنظم وتوثق الاحتجاجات الشعبية، المزاعم، التي لا يمكن لـ”سي ان ان” التأكد منها بشكل مستقل.

وقال قباني، “إن قرابة 100 جثة مجهولة الهوية نُقلت، مؤخراً، إلى مستشفى الوطني في حمص”، وذلك وفقاً لمصادره التي تشمل ثلاثة شهود عيان أحدهم شارك في نقل الجثث.

وتحدث عن قصف مدفعي، تتعرض له عدة بلدات في حمص، في حين تتعرض المحافظة لحظر تجوال يومي غير معلن، يُستهل بإطلاق نار كثيف من نقاط تفتيش عسكرية وقناصة منتشرون في قلب المدينة.

كما لفت إلى أوضاع إنسانية مأساوية تشهدها منطقة بابا عمرو التي تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات.

(سي ان ان)

دمشق: واشنطن تكشف مرة أخرى عن تدخلها السافر في شئون الداخلية لسورية

دمشق- (د ب أ): اعتبر مصدر مسئول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن الإدارة الأمريكية “كشفت مرة أخرى عن تدخلها السافر في الشئون الداخلية لسورية وعن سياستها الداعمة للقتل وتمويلها للمجموعات الإرهابية فيها”.

وقال المصدر، وفقا للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) صباح السبت، إن الدليل على هذا التدخل “ما جاء في تصريح الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أمس بأنها لا تنصح أحداً من المسلحين بتسليم نفسه للسلطات السورية”.

وكانت الداخلية السورية ذكرت، في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي أمس أنها تدعوا “المواطنين ممن حملوا السلاح أو باعوه أو قاموا بتوزيعه أو نقله أو شرائه أو تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب مركز شرطة في منطقتهم”.

ونصحت نولاند المسلحين فى سورية أمس بعدم تسليم أسلحتهم إلى السلطات استجابة لعرض العفو الذي أصدرته وزارة الداخلية السورية.

وأضاف المصدر السوري :”تدين الحكومة السورية هذه التصريحات اللامسئولة والتي لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تهدف إلى إثارة الفتنة ودعم القتل والإرهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة بحق المواطنين السوريين”.

وتابع :”تطالب الحكومة السورية المجتمع الدولي بالوقوف في وجه هذه السياسات التي تتناقض مع أحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويله”.

وتقدر الأمم المتحدة عدد من قتلوا خلال الحملة الأمنية التي تشنها القوات الحكومية ضد المتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف آذار/ مارس الماضي بأكثر من ثلاثة آلاف شخص من بينهم 187 طفلا.

عشرات القتلى بعد الموافقة على الورقة العربية

دمشق: النظام يواصل حملته الشرسة ضد المتظاهرين وواشنطن تحث السوريين عدم تسليم انفسهم وسلاحهم

القاهرة ـ نيقوسيا ـ دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: استمرت عمليات القتل والاعتقال والمداهمات وقصف الدبابات للمدن السورية الجمعة حيث قتل 17 شخصا برصاص قوات الامن مع انطلاق تظاهرات ضد ‘الطغاة’ تلبية لدعوة المعارضين السوريين الذين يشككون في ان تلتزم دمشق بتنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة.

وقال المرصد السوري المعارض ومقره لندن ‘ان ثمانية شهداء سقطوا في مدينة حمص وأربعة في بلدة كناكر، وشهيدا في بلدة حمورية، وشهيدين في مدينة حماة، وشهيدين على الحدود السورية ـ الأردنية، كما وردت أنباء عن مقتل جنود من الجيش النظامي السوري وجنود منشقين خلال اشتباكات في بلدة كناكر، لم يتمكن من إحصاء عددهم’.

وأضاف ‘أن مظاهرات حاشدة خرجت الجمعة في قلعة المضيق وكفرنبودة والحواش وحلفايا في محافظة حماة ومظاهرة في حي القصور بمدينة حماة، كما خرجت مظاهرات في مدن وبلدات وقرى ادلب ومعرة النعمان وأريحا وبنش وسراقب وسرمين وخان شيخون وجبل الزاوية وكفرنيل وحاس وكفرومة وبسقلا وخان السبل وكورين والتح وكفر سجنة وحيش وسرمدا والشيخ مصطفى وجرجناز وتفتناز وعين الباردة والنيرب، في محافظة ادلب’.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن ‘مظاهرات خرجت الجمعة من مناطق متعددة في دمشق وريفها، ومن أحياء الميدان وبرزة والقابون وركن الدين، التي تعرضت لهجوم من قبل الأمن والشبيحة، كما خرجت مظاهرات في مدن وبلدات الزبداني والكسوة وداريا وعربين وسقبا وكناكر’.

وقال ‘إن مظاهرة خرجت في بلدة العشارة بمحافظة دير الزور تصدت لها قوات الأمن واعتقلت أكثر من 15 متظاهراً، ومظاهرات في شارع التكايا وحيي الحميدية والجبلية بمدينة ديرالزور، فيما قامت قوات الأمن السورية بمحاصرة جوامع مدينة اللاذقية في أحياء الصليبة والطابيات ومشروع الصليبة وبستان الصيداوي والعوينة والسكنتوري والرمل الجنوبي ومركز المدينة، وأطلقت النار بشكل كثيف لترهيب المصلين’.

وأضاف المرصد ‘أن قوات أمنية كبيرة اعتدت بالضرب على المصلين أثناء خروجهم من مسجد أبو بكر الصديق في مدينة بانياس لمنع خروجهم بمظاهرة’

وتعهدت السلطات السورية العفو عن حملة السلاح الذين يسلمون انفسهم اليها في مهلة ثمانية ايام، وفق ما اورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة.

وقال التلفزيون السوري ووكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ‘تدعو وزارة الداخلية المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز شرطة في منطقتهم وسيصار الى تركهم فورا وذلك خلال الفترة الممتدة من الخامس الى الثاني عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)’.

واضافت المصادر نفسها ان هذا العفو يأتي لمناسبة حلول عيد الاضحى الذي يبدأ الاحد ‘بهدف حفظ الامن والنظام العام’.

ومن جهتها نصحت وزارة الخارجية الامريكية الجمعة السوريين بعدم تسليم انفسهم الى نظام الرئيس بشار الاسد بعد ان اعلنت دمشق العفو عمن يسلمون اسلحتهم.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية للصحافيين ‘لا انصح احدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن’، معربة عن القلق ازاء سلامة من يفعل ذلك.

وقال نائب أمين عام الجامعة العربية أحمد بن حلي إن تنفيذ الخطة العربية الخاصة بسورية ‘سيبدأ فورا وليس في تاريخ آخر’.

وقال بن حلي في حديث لصحيفة ‘الشروق’ نشر الجمعة إن تطبيق الخطة ‘في مفهوم القرار الذي تمت الموافقة عليه، يبدأ فورا، وليس في تاريخ آخر.. وقد بدأ أمس (الأربعاء)، باجتماع الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي بوفد من المعارضة السورية’.

وأوضح بشأن ضمانات التزام دمشق بالخطة أنها تتمثل في موافقة القيادة السورية على مضمون الورقة العربية، وبداية التطبيق الفوري لبنود الورقة.

الى ذلك صرح اعضاء في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الجمعة انهم يريدون ‘تسليط الضوء’ على الانتهاكات التي يتم ارتكابها في سورية، وسيدفعون باتجاه اجراء تحقيقات في سلوك النظام سواء سمح لمراقبي المجلس بدخول الاراضي السورية ام لم يسمح.

دمشق تتعهد التعاون: النجاح مسؤولية الجامعة

«مشكلة الاخوان المسلمين ستكون مع الجامعة العربية وليس السلطة وحدهاً» (أ ف ب)

انسحاب تدريجي للجيش وإطلاق المعتقلين «تباعاً» وتمسّك بالحوار

أرخى الاتفاق الأخير بين دمشق والجامعة العربية بظلاله على

المستويين الرسمي والشعبي في سوريا. الكلّ في وضع الترقّب والحذر. قراءة الاتفاق تشي بكثير من الصعوبات، والغموض الذي غالباً ما يحيط بالنصوص الحافلة بالعموميات، يزيد المراقب إحساساً بالخوف من تعثر التنفيذ، فكيف تبدو الأمور من دمشق؟

دمشق | منذ إعلان الاتفاق بين القيادة السورية واللجنة الوزارية العربية، يترقب الجميع ما ستسفر عنه الساعات والأيام المقبلة من تطورات لمعرفة المسار الذي ستسلكه الأزمة. اتفاق أحدث صدمة إيجابية حركت معها آمالاً كثيرة في الشارع السوري الذي بدت فيه ملامح التعب والقلق من استمرار التوتر، الذي زاد منه الآتي من أخبار مدينة حمص حيث أعمال الخطف والقتل التي نسبتها المصادر الرسمية إلى الجماعات المسلحة المتحصنة في بعض الأحياء والقرى المحيطة بالمدينة. في المقابل، تواصل مصادر التنسيقيات المحلية والمعارضة في الخارج كلامها على وجود منشقين يشتبكون مع الجيش أحياناً وعن محتجين يتعرضون للملاحقة وإطلاق النار أحياناً أخرى، من غير تفسير منطقي لدى المعارضين والمتعاطفين معهم لوقوع أعداد متزايدة من العسكريين ورجال قوات حفظ النظام بين القتلى والجرحى.

على المستوى الحكومي الرسمي، يلمس زائر سوريا ارتياحاً واضحاً لدى المراجع السورية انطلاقاً من ثقتها الواضحة بجدية المساعي العربية للمساعدة في الوصول إلى حلّ للأزمة الراهنة. في المقابل، تضيف المراجع ذاتها «أن الحكومة السورية ستتعامل مع المبادرة العربية بكلّ إيجابية بعد أن ذوبت المفاوضات ما تلبّد من غيوم في العلاقات بين سوريا وبعض الدول العربية». وبالسؤال عن إمكانات التطبيق العملي لبنود الاتفاق، يقول مصدر سوري رفيع: «إن الحكومة السورية أعطت أوامرها إلى الجيش بالانسحاب من المدن تدريجاً، وأوكلت الأمن إلى قوات حفظ النظام والشرطة».

وحين تسأل عن هذا الأمر، يجيب المصدر بأن كلّ دول العالم لديها ما يسمى قوات مكافحة الشغب؛ ففي بريطانيا مثلاً: «استعانت الحكومة البريطانية بقوات إضافية لحفظ النظام ووضع حدّ للشغب، ووصل تعدادها إلى 15 ألفاً». ولما كان موضوع الأمن ووقف العنف هو البند الأول في وثيقة الجامعة العربية، حيث من المتوقع أن يسحب النظام الدبابات وقوات الجيش، يطرح في المقابل السؤال: ماذا بشأن المجموعات المسلحة الأخرى؟ من يضمن التزامها؟ وتقول الأوساط السورية المسؤولة: «طرحنا الأمر على اللجنة العربية، وقلنا: نحن في الحكومة نقرر بشأن الجيش ونعيده إلى ثُكنه، فهل تضمنون توقف المجموعات المسلحة عن الاعتداء على قوى الأمن والأملاك الخاصة والعامّة والمواطنين؟». ويضيف المصدر أن «أعضاء اللجنة لم يقدموا أي ضمانة، وهكذا تصبح المسألة بعهدة الجامعة المسؤولة عن الاتفاق وإنجاحه، لكن ذلك لم يمنعنا من التجاوب والتعاون مع ما أبداه أعضاء اللجنة من النيات الحسنة والأخوية».

أما عن واقع المناطق الساخنة والمتفجرة في حمص وحماه وإدلب، فإن المسؤولين السوريين يجزمون بأنّ «الوضع سيئ للغاية، الجماعات الإرهابية ترتكب مجازر، وتشيع أجواء الإرهاب، وهذا أمر نضعه أمام الجامعة العربية ونحمّل المسؤولية عنه لمن يقف وراء من يرتكبون الجرائم»، مع «إشارات وتلميحات إلى المجلس الوطني السوري» المعارض الذي يحرص بعض العرب والدول الغربية «على التعامل معه باعتباره ممثلاً رئيسياً للمعارضة، وهو ما حدا المعارضين في الداخل إلى انتقاد موقف اللجنة العربية التي تجاهلتها في الحديث عن الحوار».

ورغم هذه المطبات، بدت الحكومة السورية في غاية المرونة، علماً بأنه وفق ما رشح من أخبار، حاول البعض استفزاز المفاوض السوري الذي حافظ على رباطة جأشه تأكيداً لإيجابيته، وردّاً على الاستفزاز، بادر إلى الاعتراف بالتقصير وطلب المساعدة العربية للمساهمة في إنماء الأرياف السورية، ما فاجأ الذين لم يتوقعوا تلك المرونة السورية.

وبالانتقال إلى البند الثاني من وثيقة الجامعة، أي الإفراج عن جميع المعتقلين نتيجة الأحداث، تقول المصادر المسوؤلة إن الحكومة «ستفرج تباعاً عن كلّ من لم يرتكب جرائم، وهي لن تتردّد في الإفراج عن كلّ من تثبت براءته». وتؤكد المصادر أن ما ينقل في الفضائيات عن اعتقالات عشوائية أمر مبالغ فيه.

وعلم في هذا السياق أن اللجنة العربية المعنية بدأت بالتواصل مع عدد من العواصم العربية لترشيح شخصيات ستكون ضمن وفد من أربعين شخصية على الأقل، لزيارة سوريا بعد عطلة العيد. وقد أعدّت السلطات السورية برنامج عمل لهذه اللجنة يشمل على نحو رئيسي زيارة الأحياء الملتهبة في مدينة حمص، بالإضافة إلى مناطق أخرى من سوريا.

أما بشأن البند الأهم في مبادرة الجامعة، المتعلق بالحوار الشامل بين الحكومة والمعارضة، فإن المسؤول السوري يقول: «نحن مع الحوار، ذلك ما أعلنه الرئيس وأطلقه شخصياً مع مكونات كثيرة للشعب السوري. كذلك كان الحوار الذي رعاه نائب الرئيس. واليوم نحن بموافقتنا على المبادرة العربية، أكدنا حرصنا على الحوار، لكن ما علينا إلا أن نعيّن الفريق المفاوض، وعلى الجامعة أن تتولى الباقي».

وبعدما أعلن المجلس الوطني السوري رفض مبادرة الجامعة والحوار مع النظام إلا بشروطه، مقابل ترحيب معارضة الداخل بالاتفاق كما بالحوار، يقول المسؤول السوري الرفيع: «المسألة هنا تعني اللجنة العربية».

ورداً على سؤال مباشر عن استعداد السلطات للتحاور مع الإخوان المسلمين، قال المسؤول عينه: «هم باعتبارهم مشاركين في ما يسمى المجلس السوري يرفضون الحوار ورفضوا الاتفاق والمبادرة، كذلك فإن في ذاكرة الشعب السوري أن الإخوان أصحاب تاريخ حافل بالإرهاب، وما يرتكب اليوم في حمص من مجازر ذهب ضحيتها عشرات الضحايا من قوى الأمن والشعب شاهد على ارتكاباتهم، فضلاً عن التحريض الطائفي الذي يقومون به ويمارسونه بالقتل على الهوية. فهل تماديهم في هذا الأمر يمكن أن يجعلهم محاورين باسم الشعب السوري ما لم يغيروا سلوكهم الإرهابي؟». ويضيف المسؤول: «في مطلق الأحوال، إن مشكلة هؤلاء ستكون مع الجامعة العربية، ولن تكون مشكلتهم مع السلطة وحدها، وخصوصاً إذا كانوا ضمن وفد المجلس الوطني».

دمشق تنتقد التدخلات الاميركية في شؤونها الداخلية

أ. ف. ب.

دمشق: انتقدت سوريا في بيان السبت تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية السورية غداة نصيحة واشنطن السوريين بألا يسلموا انفسهم للسلطات السورية.

واكدت وزارة الخارجية السورية في بيان ان “الحكومة السورية تدين التصريحات غير المسؤولة للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند والتي لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تهدف الى اثارة الفتنة ودعم القتل والارهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة بحق المواطنين السوريين”.

وتعهدت السلطات السورية العفو عن حملة السلاح الذين يسلمون انفسهم اليها في مهلة ثمانية ايام، وفق ما اورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة.

وقال التلفزيون السوري ووكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “وزارة الداخلية تدعو المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز شرطة في منطقتهم وسيصار الى تركهم فورا وذلك خلال الفترة الممتدة من الخامس الى الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر”.

لكن وزارة الخارجية الاميركية نصحت الجمعة السوريين بعدم تسليم انفسهم الى نظام الرئيس بشار الاسد.

وقالت نولاند “لا انصح احدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن”، معربة عن القلق ازاء سلامة من يفعل ذلك.

واضافت الخارجية السورية ان “الادارة الاميركية كشفت مرة اخرى عن تدخلها السافر في الشؤون الداخلية السورية وعن سياستها الداعمة للقتل وتمويلها للمجموعات الارهابية فيها”.

وخلصت الخارجية السورية الى القول ان “الحكومة السورية تطالب المجتمع الدولي بالوقوف في وجه هذه السياسات التي تتناقض مع احكام القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة بمكافحة الارهاب وتمويله”.

والجمعة، نصحت وزارة الخارجية الاميركية الجمعة السوريين بعدم تسليم انفسهم الى نظام الرئيس بشار الاسد بعد ان اعلنت دمشق العفو عمن يسلمون اسلحتهم.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية للصحافيين “لا انصح احدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن”، معربة عن القلق ازاء سلامة من يفعل ذلك.

تعهدت السلطات السورية العفو عن حملة السلاح الذين يسلمون انفسهم اليها في مهلة ثمانية ايام، وفق ما اورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة.

لكن المتحدثة باسم الخارجية الاميركية اشارت الى تشككها بالنسبة الى هذا الوعد. وقالت “انه الوعد الرابع بالعفو الذي يقومون به منذ ان تسلمت منصبي قبل خمسة اشهر”.

في غياب البديل السياسي ومع تصاعد واستمرار أعمال العنف

مؤشرات تُنبئ بتحول الانتفاضة السورية إلى مقاومة مسلحة

عبدالاله مجيد

تشير العمليات العسكرية، التي تستهدف قوى الأمن السورية ودوريات الشرطة، إلى أن الانتفاضة المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر تتحول تدريجًا إلى مقاومة مسلحة. ويرى مراقبون أن هذه العمليات، وإن كانت لا تزال محدودة، فإنها تُنبئ بحدوث تحوّل في الانتفاضة السورية، التي تثبت أنها الأشدّ تعقيدًا وصعوبة بين ثورات الربيع العربي.

العنف ما زال متواصلاً في مدينة حماه السورية رغم الإعلان عن الالتزام بالمبادرة العربية

إعداد عبد الإله مجيد: أكد مسؤولون ومواطنون سوريون في مدينة حماه، تحدثوا إلى المراسلين الأجانب خلال زيارة نظمتها السلطات أخيرًا، أن مثل هذه الهجمات تقع كل ليلة في المدينة. كما تتردد أصوات الانفجارات في شوارع هذه المدينة، التي أصبح اسمها رديفًا لقوة الاحتجاجات السلمية قبل أن تقتحمها دبابات النظام لسحق انتفاضتها في أواخر تموز/يوليو واوائل آب/اغسطس.

 ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن أسامة جنودي (29 عامًا) الذي شهد هجومًا استهدف قوات الشرطة من مكتبه “أن شيئًا يحدث كل يوم، وحتى مرتين في بعض الأحيان يوميًا”، مؤكدًا “أن مسلّحين يهاجمون الشرطة، ولا أعرف من يكونون”.

 وقال محافظ حماه أنس عبد الرزاق نعيم إن ما معدله ثلاثة من عناصر الأمن يُقتلون في هذه الهجمات كل أسبوع. وأضاف إن حماه تشهد “نحو هجوم واحد في الليلة بعبوات ناسفة وكمائن وقذائف آر بي جي ، وفي غضون دقائق تتحول المدينة إلى مدينة أشباح”.

ونُظّمت زيارة المراسلين الأجانب بإشراف السلطات السورية للمدينة قبل إعلان مشروع الجامعة العربية وموافقة النظام السوري على سحب قواته من المناطق السكنية والإفراج عن المعتقلين والسماح بالاحتجاجات السلمية. لكن مقتل 20 شخصًا على الأقل يوم الجمعة، غالبيتهم خلال التظاهرات المناوئة للنظام، يشير إلى أن النظام لا يعتزم وقف حملته ضد المعارضين، الذين يتهمهم دائمًا باستخدام السلاح.

ويرى محللون أن ظهور حتى أعداد صغيرة من المسلحين يزيد البحث عن تسوية تعقيدًا، لا سيما أن تنظيم الجيش السوري الحر، الذي أعلن مسؤوليته عن العديد من الهجمات الأخيرة، أكد إنهاء وقف إطلاق النار ليل الجمعة، متوعدًا بتكثيف عملياته ردًا على أعمال القتل الجديدة. وقال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد في اتصال هاتفي مع صحيفة واشنطن بوست من تركيا “إن النظام يكذب، ويحاول كسب الوقت مع الجامعة العربية والمجتمع الدولي”. وأضاف “إننا الآن سنصعّد عملياتنا حتى إسقاط النظام”.

وقال دبلوماسي غربي في دمشق طلب عدم ذكر اسمه إن عدد أعمال القتل التي ارتكبتها قوات الحكومة ضد محتجين سلميين، وقدرت الأمم المتحدة ضحاياها بأكثر من 3000، ما زال يتخطى بكثير عدد أعمال القتل التي استهدفت قوى الأمن.

  واعتبر الدبلوماسي الغربي العمليات المسلحة ضد قوات النظام بأنها “ليست منتشرة حتى الآن، وليست واسعة النطاق، ولكنها تسير في هذا الاتجاه في غياب البديل السياسي”.

ورغم إعلان الجيش السوري الحر مسؤوليته عن العديد من هذه الهجمات، مؤكدًا أنه يضم في صفوفه 10 آلاف جندي وضابط منشق، فإن العديد من الدبلوماسيين ومنظمات حقوق الإنسان يرون هذا الرقم مبالغًا فيه، بحسب واشنطن بوست. وتقول هذه المصادر إن انشقاقات تحدث، ولكن يبدو أن مدنيين رفعوا السلاح بدافع اليأس من جدوى الاحتجاجات السلمية.

ويؤكد ضباط في الجيش السوري الحر أن المدنيين الوحيدين الذين يُقبلون في صفوفه هم ناشطون مطلوبون من السلطات. ولكنهم يعترفون بأن الضباط المنشقين في الخارج لا يمارسون قيادة أو سيطرة تُذكر على منفذي الهجمات في الداخل.

    وقال الرائد أيهم الكردي، الذي قدم نفسه في تركيا بصفة منسق الجيش السوري الحر لمنطقة حماه، إن السلطات التركية لا تسمح للجماعات المعارضة بتنفيذ هجمات عبر الحدود أو تهريب أسلحة إلى الداخل.

ويتلقى المعارضون دعمًا أكبر من لبنان، حيث سمح ضعف الرقابة على الحدود بمرور الأسلحة والناشطين والعسكريين المنشقين عبر الحدود.  وقامت القوات السورية أخيرًا بزرع ألغام على امتداد الحدود في محاولة لوقف هذه الحركة. لكن ملازمًا منشقًا في بلدة وادي خالد اللبنانية قال إن الاتصال يكاد يكون معدومًا بين العسكريين المنشقين في الخارج وأفراد المجموعات المسلحة، التي انبثقت في الداخل. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الملازم إنه “ليست هناك اتصالات معهم، وهم لا يتواصلون مع بعضهم البعض”.

وينظر المحتجون السلميون إلى المنشقين على أنهم أغيار يدافعون عن المدنيين ضد بطش النظام. وفي مدينة حماه، ينسب ناشطون الهجمات الأخيرة إلى الجيش السوري الحر، ولكنهم يقولون إنه لا يتحرك إلا دفاعًا عن المحتجين.

وأكد الناشط صالح الحموي في اتصال عبر الانترنت أن المحتجين لا يرفعون السلاح أبدًا، وأن الجيش السوري الحر يتصرف كما يتصرف أي جيش، للدفاع عن الشعب، وهو لا يكون البادئ في أي حال من الأحوال.

وأشار الحموي إلى أن الكمين، الذي استهدف قوات الشرطة في حماه قبل أيام، حدث لأن قوات الشرطة كانت في طريقها إلى قمع تظاهرة احتجاج. ولكن لا الحموي ولا منسق الجيش السوري الحر لمنطقة حماه كان لديهما علم بالهجوم أو الجهة الذي نفذته.

اعتداءات على إمام الجاليات العربية في موسكو

دعاوى على أكثر من 500 ناشط في محافظة الحسكة السورية

بهية مارديني

بهية مارديني من إسطنبول: قامت مجموعة من شبيحة النظام السوري أمس الجمعة بالاعتداء على المعارض السوري الشيخ الدكتور مصعب الجواش، خطيب وإمام الجاليات العربية في موسكو، كما حرّكت السلطات السورية دعاوى على أكثر من 500 ناشط ومحام في محافظة الحسكة.

وقال المحامي مصطفى أوسو رئيس مجلس أمناء المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا في تصريح خاص لـ”ايلاف” إن السلطات السورية قامت بتحريك دعاوى قضائية على أكثر من 500 ناشط في محافظة الحسكة ومحاكمتهم أمام المحاكم الجزائية والمسلكية النقابية في أعقاب المظاهرات التي تجري في مناطق ومدن وقرى في المحافظات السورية المختلفة.

وأكد “أنه منذ منتصف أذار 2011 تم تحويل عدد كبير من الناشطين السياسيين والحقوقيين وناشطي المجتمع المدني، في محافظة الحسكة إلى المحاكم الجزائية والمسلكية، بجرائم التظاهر بدون ترخيص، والنيل من هيبة الدولة ووحدتها وإضعاف الشعور القومي ومخالفة القوانين الداخلية للنقابات المهنية”.

وأشار الى “أنه بلغ عدد هذه الدعاوى أكثر من خمسين، وعدد الناشطين الذين يحاكمون فيها أكثر من خمسمائة شخص”. ولفت الى أن “هذه الدعاوى غير قائمة على أي أساس في الواقع والقانون، لأن الحق في التظاهر السلمي مكفول ومعترف به في كل المواثيق الدولية باعتباره دلالة على احترام حقوق الإنسان في التعبير عن نفسه، وهو أهم مظهر من مظاهر الممارسة السياسية الصحيحة، كما هو وارد في المادة (163 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكذلك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (3)، والمادة (12)، ولأن حرية الرأي والتعبير مصونة بالقانون الدولي العام، وخاصة القانون الدولي لحقوق الإنسان، وتعتبر من النظام العام في القانون الدولي لحقوق الإنسان، فلا يجوز الانتقاص منها أو الحد منها، كما إنها تعتبر حقوقًا طبيعية تلتصق بالإنسان، وأن السلطات السورية قد وقعت وصادقت على تلك القوانين والمواثيق، وأصبحت جزءاً من قانونها الداخلي”.

5وفي الوقت الذي أعلن فيه تضامنه الكامل مع هؤلاء الناشطين، رأى أوسو “أن إقامة وتحريك هذه الدعاوى أمام القضاء ومجالس فروع النقابات المهنية، واستمرارها هي محل الشجب والإدانة، وهي دلالة واضحة على ما آلت إليه أوضاع حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سوريا من تدهور وانتهاكات مستمرة، فلا القضاء السوري ولا مجالس فروع النقابات المهنية، تتمتع بالاستقلالية أو الحياد أو تتوافر فيها المعايير الدولية للمحاكمات العادلة”.

ورأى أيضًا “أنه يجب على السلطات السورية العمل على حل الأزمة الراهنة، عبر: اتخاذ التدابير اللازمة والفعالة لضمان ممارسة حق التجمع السلمي ممارسة فعلية، وضمان الحقوق والحريات الأساسية لحقوق الإنسان في سوريا، وحفظ تلك الدعاوى وإعلان عدم مسؤولية كل الناشطين المدعى عليهم عن الجرائم والمخالفات المنسوبة إليهم”.

من جانب آخر أكدت تنسيقية الثورة للجالية السورية في موسكو أنه تم مساء أمس الإعتداء على المعارض السوري الشيخ الدكتور مصعب الجواش، خطيب وإمام الجاليات العربية في موسكو، وهو من مواليد حماة “طيبة الإمام”، “وذلك تنفيذاً لتهديدات سابقة كانت قد وجّهت اليه من قبل بعض أزلام وشبيحة النظام الموجودين في موسكو”، وأكدت “أنها سابقة خطرة، وقد تؤدي الى صدامات غير حميدة بين المؤيدين والمعارضين بين أبناء الجالية السورية الواحدة في موسكو، لأنه من غير الممكن السكوت عن مثل هذه الأفعال غير المسؤولة”.

وقال الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا في تصريح خاص لـ”ايلاف” إننا “اعتدنا من السلطات السورية هذه التصرفات اللامسؤولة، والتعرض لكل من يخالفها الرأي”، ولكنه حذّر من تبعات ذلك، وقال “فإن كانت سوريا دولة اللاقانون، فهناك دول أخرى يسيطر فيها القانون ويأخذ مجراه، وما تحذيرات الدول الغربية للسفراء السوريين في بلادهم بعدم التعرض للمعارضين إلا خير دليل”.

وكانت السلطات السورية قد اعتقلت نجل بسام البني أحد أبناء الجالية السورية في موسكو في منطقة سقبا في ريف دمشق. وقال البني لـ”ايلاف” لقد وافق النظام السوري على تطبيق بنود المبادرة العربية، إلا أنه لم يفرج عن المعتقلين على خلفية ماحدث في سوريا في الاشهر الثمانية الماضية، مطالبًا بالإفراج عن كل معتقلي الرأي والضمير والمعتقلين السياسيين كافة، ودان البني حادثة الاعتداء على الشيخ الدكتور الحواش.

القتل يتواصل وواشنطن تدعو النشطاء السوريين لعدم تسليم أنفسهم

25 قتيلا ثاني يوم المبادرة.. والنظام يمهل «المسلحين» أسبوعا لتسليم أنفسهم

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح لندن – دمشق – واشنطن: «الشرق الأوسط»

فشل النظام السوري في امتحان الالتزام بالمبادرة العربية التي أعلن موافقته عليها يوم الأربعاء الماضي، إذ واجهت قواته السوريين الذين خرجوا في تظاهرات في أنحاء البلاد في جمعة «الله أكبر على كل من طغى وتجبر»، بالرصاص، وأردت 25 مدنيا حتىمثول الجريدة للطباعة.

وفي اختبار لنوايا النظام، خرج السوريون في مظاهرات أمس، وتعمد الناشطون الذين قاموا بنقل الأخبار من مناطق المظاهرات أن يبدأوا مساهماتهم بجملة «تنفيذا لقرارات الجامعة العربية، إطلاق رصاص حي على المتظاهرين». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن عدد قتلى أمس وصل حتى مساء أمس إلى 25 قتيلا. وتحدث المرصد عن ورود أنباء عن مقتل جنود من الجيش النظامي السوري وجنود منشقين خلال اشتباكات في بلدة كناكر.

جاء ذلك في وقت أمهلت فيه وزارة الداخلية السورية في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي، حاملي السلاح أو المتاجرين به أو موزعيه أسبوعا لتسليم أنفسهم، دون التعرض للعقوبة. إلا أن وزارة الخارجية الأميركية نصحت السوريين بعدم تسليم أنفسهم، وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية للصحافيين «لا أنصح أحدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن»، معربة عن القلق إزاء سلامة من يفعل ذلك.

وتلقى الناشطون في الداخل السوري الخبر الذي عممته وزارة الداخلية والذي دعت فيه المسلحين لتسليم أسلحتهم وأنفسهم، واعدة إياهم بالعفو العام، بكثير من الاستخفاف والاستهزاء.

مظاهرات تعم سوريا في جمعة «الله أكبر».. وقوات النظام ترد بالرصاص وتردي 25 مدنيا على الأقل

المظاهرات تعود لمدن الساحل.. وحمص تدعو لإلغاء مظاهر الابتهاج بعيد الأضحى

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

واصل النظام السوري قمعه للمظاهرات السلمية في أنحاء البلاد، رغم موافقة النظام على المبادرة العربية التي تدعو لحماية المدنيين ووقف العنف، وقتل في يوم جمعة «الله أكبر على كل من طغى وتجبر»، 25 مدنيا على الأقل، بحسب ناشطين، في المظاهرات التي خرجت في مناطق عديدة من البلاد.

وفي اختبار لنوايا النظام، خرج السوريون في مظاهرات أمس، وتعمد الناشطون الذين قاموا بنقل الأخبار من مناطق المظاهرات أن يبدأوا مساهماتهم بجملة «تنفيذا لقرارات الجامعة العربية، إطلاق رصاص حي على المتظاهرين».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن عدد قتلى أمس وصل حتى مساء أمس إلى 25 قتيلا، وتحدث المرصد عن ورود أنباء عن مقتل جنود من الجيش النظامي السوري وجنود منشقين خلال اشتباكات في بلدة كناكر.

إلا أن وكالة الأنباء السورية (سانا) نفت سقوط أي قتلى خلال المظاهرات في أي من أنحاء البلاد، وكتبت في شريط عاجل بقي على الصفحة الرئيسية للموقع طوال اليوم، نقلا عن مصدر إعلامي: «لا وجود لقتلى في المحافظات السورية كما تدعي بعض الفضائيات المستمرة في استخدام أسلوبها التحريضي على القتل».

وخرجت يوم أمس مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد، حتى بعض أحياء حمص التي تتعرض لعملية عسكرية شرسة. ففي دمشق خرجت عدة مظاهرات في جامع الحسن في حي الميدان، كما خرجت مظاهرة من جامع حسين الخطاب في حارة القاعة عقب صلاة الجمعة. وتفرقت المظاهرة باتجاه الحارات بعد انقضاض الأمن على المتظاهرين. وفي حي القابون، سارع الأمن فورا إلى إطلاق النار لتفريق المتظاهرين، وفي حي القدم خرجت مظاهرة «ترفض الحوار مع القتلة وتطالب بإعدام الرئيس». وفي حي برزة أطلقت النار لتفريق المتظاهرين كما أرسلت تعزيزات أمنية وجرت حملة مداهمات واعتقالات وسط برزة البلد.

وفي قدسيا في ريف دمشق خرجت مظاهرة من جامع العمري، انقض عليها الأمن والشبيحة وجرى تفريقها بعد عشرين دقيقة من انطلاقها. وفي مدينة حرستا في ريف دمشق قامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين وجرت ملاحقات للمتظاهرين. وقالت مصادر محلية إن عناصر في الجيش السوري كانوا مع الأمن في ملاحقاتهم وفيهم من يحمل آر بي جي.

وفي مدينة المعضمية حيث تنتشر قوات الأمن بكثافة كبيرة منذ عدة أشهر، خرجت مظاهرة طالبت برحيل بشار، بعدها زاد انتشار الجيش والأمن وجرت محاصرة كافة المساجد مع نصب حواجز جديدة. وفي مدينة مضايا انطلقت مظاهرة حاشدة من الجامع الشمالي هتفت للمدن المحاصرة ودعت لإسقاط النظام.

أما في حمص، ووسط أنباء عن استعدادات عسكرية ورفع الجاهزية لإعادة الانتشار في شوارع المدينة، خرجت المظاهرات في غالبية أحياء المدينة. وقال ناشطون إن امرأة أصيبت برصاص الأمن في حي كرم الزيتون، الذي قطعت عنه الكهرباء بشكل كامل. كما شوهدت عدة ناقلات جند تدخل بابا عمرو، وفي حي دير بعلبه سجل إطلاق نار من القناصة على المارة من جهة دوار البياضة. كما تمركز قناصة على طريق حماه المطاحن المطلة على الخالدية.

وفي حي بابا عمرو، تجدد ضرب الحي بعد ظهر يوم أمس وسمع أصوات قنابل صوتية بكثافة. وفي الوعر القديم خرجت مظاهرة حاشدة تحت الأمطار من جامع الروضة وأخرى من جامع فاطمة في الوعر الجديد. وفي جامع عباس على طريق حماه جرت محاصرة المصلين عدة ساعات لمنع خروجهم في مظاهرة.

وفي مدينة القصير في ريف حمص، الواقعة على الحدود مع لبنان، خرجت مظاهرة حاشدة من جامع رمزون بعد صلاة العصر، بعد أن تم منع خروج مظاهرة بعد صلاة الظهر من الجامع نفسه. وشهدت مدينة تدمر مظاهرة كبيرة هتفت لنصرة حمص ودرعا ونادت بإعدام الرئيس. وعشية عيد الأضحى، دعا «المكتب التأسيسي لمجلس الثورة في محافظة حمص»، «الأمة الإسلامية إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري»، وقال في بيان له صدر يوم أمس إنه يعتبر «أي تقصير تجاه حماية الشعب السوري هو بمثابة مشاركة للنظام في إجرامه بحق المدنيين العزل». ودعا المكتب «إلى إلغاء مظاهر الابتهاج بعيد الأضحى المبارك لهذا العام، وذلك احتراما لأرواح شهداء الثورة… وتحويل نفقات الابتهاج بالعيد لمساعدة الفقراء والمنكوبي». كما دعا المكتب السياسي إلى عدم التخلف عن صلاة العيد لأن «التكبير والدعاء والتضرع إلى الله تعالى هو أمر عظيم في هذه الأوقات».

وفي حماه، قالت مصادر محلية إن إطلاق النار لم يتوقف طيلة يوم أمس، حيث جرى إطلاق نار كثيف في منطقة الحميدية لتفريق مظاهرة حاشدة والمتظاهرون يكبرون، وأخرى في حي الكرامة. كما قال ناشطون في حماه إن أكثر من عشرة متظاهرين أصيبوا في حي طريق حلب بعد إطلاق قوات الأمن النار على المصلين في جامع عثمان.

وفي ريف حماه خرجت مظاهرات حاشدة في بلدات حريتان وصوران وحلفايا وتفتناز. وفي مدينة الرستن الواقعة في قبضة الجيش خرجت مظاهرة طيارة من جامع أبو عمو وجرى اعتقال نحو 20 متظاهرا واقتيادهم إلى النادي الرياضي مكان تجمع قوات الأمن.

وفي إدلب – شمال غرب – خرجت مظاهرات كبيرة في المدينة وفي مدن وبلدات المحافظة، حيث خرجت مظاهرة في قرية كفر عميم رغم الأمطار الغزيرة طالبت بحظر جوي وإعدام «السفاح بشار»، واتجهت إلى قرية ريان وانضمت إليها قرية شيخ إدريس والقرى المجاورة. وفي النيرب خرجت مظاهرة حاشدة جابت الشوارع وعلت تكبيرات العيد وطالبت بإعدام الرئيس والحماية الدولية.

وفي حلب، خرجت مظاهرة في منطقة صلاح الدين وقام الأمن والشبيحة بمهاجمتها وإلقاء القنابل المسيلة للدموع إلا أن أحد المتظاهرين التقط قنبلة قبل تفجرها ورماها باتجاه قوات الأمن الذين سارعوا إلى الهروب، فعاد المتظاهرون للتجمع. وفي منطقة الباب في حلب جرت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين.

وفي درعا خرجت مظاهرات في درعا المدينة وغالبية مدن وبلدات حوران، وانطلقت المظاهرة الحاشدة في حي الأربعين في درعا البلد طالبت بإعدام الرئيس واعتبرت الجامعة العربية خائنة، وقامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريقها، مما أسفر عن إصابات عديدة.

وفي شمال شرقي البلاد خرجت مظاهرات في الحسكة وفي دير الزور والبوكمال، وجرى إطلاق نار لتفريق المظاهرات هناك مع انتشار أمني مكثف في محيط الجوامع.

وفي الساحل عادت مدن الساحل بقوة إلى دائرة المظاهرة الحاشدة والتي كانت من أوائل المدن المنتفضة في البلاد وتعرض لعمليات قمع وحشية، ولا تزال تعاني من الوجود الأمني المكثف، وخرجت يوم أمس مظاهرة من منطقة الرمل الجنوبي رغم القمع الشديد هناك. وقال ناشطون إن المصلين خرجوا من جامع أبو الدرداء في الطابيات في مظاهرة كبروا فيها وهتفوا لإسقاط النظام وهجم عليهم الأمن بعد دقائق وقام بإطلاق النار وملاحقة المصلين وفي جبلة الساحلية خرجت مظاهرة من جامع المنصوري وجرى اعتقال أكثر من عشرة شبان حيث قامت قوات الأمن بالهجوم على المتظاهرين بوحشية لتفريق المتظاهرين.

وفي مدينة بانياس الساحلية، تظاهر المصلون داخل الجامع لنصرة حمص، فقامت عناصر الأمن والشبيحة باقتحام الجامع وخلع بابه، وجرى إطلاق نار كثيف.

السوريون للحكام العرب: من يهدد بحرق المنطقة ليس رئيس دولة بل رئيس عصابة

انتقدوا مبادرة الجامعة العربية وتساءلوا: مبادرة أم مؤامرة؟

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

خيم الطابع الديني على الشعارات التي رفعت أمس في جمعة «الله أكبر على من طغى وتكبر»، في سوريا، ومع أن الدعاء لله وتعليق الآمال عليه وحده تكاد تكون إحدى السمات الرئيسية للشعارات الاحتجاجية السورية، لكنها تزايدت يوم أمس بعد أكثر من تسعة أشهر من القمع المتصاعد بالنار والحديد.

وعشية عيد الأضحى، رفع المتظاهرون السوريون لافتة تطلب من الحجاج في عرفات الدعاء وتقول لهم «منكم الدعاء ومنا الصبر». كما رفعت لافتات أخرى عاتبة على الجامعة العربية التي أعطت للنظام فرصة ثانية ليتمادى في قمعهم، إلا أن جوابهم كان «الحوار على رحيل بشار».

وجاء في رسالة للجامعة العربية وجهها المتظاهرون في تفتناز بريف حماه: «إلى الجامعة العربية.. هرمنا.. سجلوا تاريخا جديدا». أما في درعا فكانوا يغنون في الصنمين «وين الملايين الشعب العربي وين». وكتبوا قراءتهم للمبادرة العربية والتي هي «أولا: اعصبوا أعينكم ولا تروا الدبابات. ثانيا: اقتلوا أنفسكم كي لا يقتلكم النظام. ثالثا: اقطعوا ألسنتكم كي لا تنطقوا بالحق».

ووجهوا رسالة إلى الرئيس بشار الأسد بأن عليه أن يختار بين أربعة احتمالات «التنحي، الإعدام، المحكمة، أو الهروب»، في حين نصحوا شقيقه ماهر بالهروب.

وفي درعا تساءل المتظاهرون «أين الأقوال من الأفعال؟». وكان التركيز في غالبية المظاهرات على اتهام الرئيس السوري بالكذب، فرفعت لافتات في أكثر من مظاهرة تضمنت كلمة واحدة كبيرة «كذاب» و«منحبك ترحل» وذلك ردا على مؤيدي الرئيس الذين يرفعون لافتات «منحبك».

وفي منطقة الحولة في حمص استخدم المتظاهرون ثلاث كلمات «بشار كذاب فاجر»، وكلمتين أخريين للجامعة العربية تدينان اتفاقها مع النظام السوري ومبادرتها لحل الأزمة وهما «مبادرة أم مؤامرة». لكن في قرى حوران كانت الرسالة أوضح «يا حكام العرب والخليج من يقول أنه سيحرق منطقة الشرق الأوسط والخليج ليس برئيس دولة وإنما هو رئيس عصابة».

وفي بانياس، كان المتظاهرون أكثر مباشرة في مطالبتهم بحلف الناتو التدخل، وتجاوزا المبادرة العربية، وعبروا عن الخلاصة التي يرونها الآن على الأرض بعبارة «السوري خلصو دماتو بدنا تدخل الناتو».

وفي حمص في حي بابا عمرو الذي يتعرض للقصف، كان المطلب «منطقة عازلة لا يجرؤ النظام على اقتحامها مثل الجولان». ورفعت لافتات كتب عليها أن «إبادة جماعية تجري في بابا عمرو وتمتد إلى كل حمص».

أما في انخل بحوران، سخر المتظاهرون من «عميد الأسرى العرب» سمير قنطار الذي توعد بقطع أيدي المناهضين للنظام في سوريا، وكتبوا «سمير قنطار بتسع نعل البطل وئام عماشة» ووئام عماشة الأسير السوري الذي خرج مؤخرا من سجون الاحتلال الإسرائيلي في الصفقة التي أتمتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، وفور تحرره أعلن تضامنه مع الثورة السورية، ما جعل الإعلام السوري يستبعده من حملته الدعائية حول الأسرى. وقال أهالي أنخل «صبرا سوريا موعدنا الحرية».

فرنسا تشكك في صدق النظام السوري بالتزام خطة الجامعة العربية

أعضاء في مجلس حقوق الإنسان سيدفعون باتجاه تحقيقات في سلوك دمشق

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط»

شككت فرنسا في «صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة في هذا البلد، بسبب استمرار القمع الدامي في سوريا». وقال رومان نادال، مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن «استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية». وأضاف «في حين أعلن النظام السوري لتوه أنه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الأزمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ أن عشرين متظاهرا مسالما على الأقل قتلوا الخميس في سوريا برصاص قوات الأمن». وأكد أن «استمرار القمع يناقض تماما الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري» بأن يفي بها.

وشدد نادال على أن «فرنسا مصممة أكثر من أي وقت آخر على التحرك في كل المحافل الدولية وكذلك مع الجامعة العربية التي ترحب بجهودها، للضغط على النظام السوري بهدف وقف القمع في سوريا».

إلى ذلك، أكد أعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، أنهم يريدون تسليط الضوء على ما وصفوه بـ«الانتهاكات التي يتم ارتكابها في سوريا»، وأعلنوا أنهم «سيدفعون باتجاه إجراء تحقيقات في سلوك النظام سواء سُمح لمراقبي المجلس بدخول الأراضي السورية أم لم يسمح».

وقالت إيلين تشيمبرلين دوناهو، سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الإنسان، خلال اجتماع في معهد بروكينغز للأبحاث بواشنطن «بالنسبة للشأن السوري لا تزال الفرصة متاحة، حتى إنها متاحة جدا». وأضافت ««لا نشعر أننا فقدنا الزخم.. وسنفعل كل ما في وسعنا لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة والضغط بأقصى طاقتنا». ورأت أن منع أعضاء اللجنة من الوصول إلى سوريا «يزيد من عزم المجتمع الدولي» للضغط على نظام الرئيس بشار الأسد.

وكانت دمشق منعت وصول بعثة لتقصي الحقائق من مجلس حقوق الإنسان في أغسطس (آب) الماضي، كما رفضت أيضا دخول لجنة تحقيق تدعمها الأمم المتحدة تم تشكيلها بعد ذلك، ومن ثم توجه أعضاء اللجنة إلى المناطق الحدودية في بلدان مجاورة لسوريا لرصد الانتهاكات من هناك.

حلب تدخل تدريجيا في أجواء الانتفاضة السورية

نفوذ رجال الأعمال فيها يجعل المدينة أقل مشاركة من ريفها

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: «الشرق الأوسط»

بدأت مدينة حلب في سوريا والتي تعد أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان، تنضم أكثر إلى مشهد الانتفاضة السورية المندلعة ضد حكم عائلة الأسد منذ أواسط شهر مارس (آذار) الماضي. ويقول ناشطون معارضون يعيشون داخل المدينة إنها شهدت في جمعة «الله أكبر على من طغى وتجبر» حراكا ملحوظا «قد يكون مقدمة لدخول المدينة بشكل كامل في حالة الاحتجاج السورية فيما بعد». ويشير الناشطون إلى أنهم «يحاولون في كل يوم جمعة النزول في مظاهرات معارضة للأسد في العديد من الأحياء والشوارع، لكن سرعة حضور الأمن والشبيحة تكون مذهلة».

المدينة وفقا لتوصيف المعارض تعاني حصارا أمنيا غير مرئي أو مباشر، «لا توجد حواجز أو سيارات عسكرية، لكن الأمن والمخابرات في كل مكان، فضلا عن وجود مجموعات من الشبيحة جاهزة للهجوم على أي تجمع معارض تبدأ بوادره في الظهور».

وأشار ناشطون إلى أن أهالي مدينة حلب «قد خرجوا في مظاهرات مناهضة لنظام بشار الأسد وممارساته القمعية، حيث خرجت مظاهرة حاشدة في الحارات الفرعية لحي الفردوس وقام المتظاهرون بالكتابة على كل الجدران في طريق المظاهرة في الحارات الداخلية التي مروا فيها. وفي حي الأتارب خرجت مظاهرة تنادي بإسقاط النظام السوري ولنصرة حمص وجميع المدن المحاصرة. أما المظاهرة الكبيرة فخرجت من حي صلاح الدين، حيث خرج المتظاهرون بعد الصلاة من جامع أويس القرني وهتفوا لإسقاط النظام ورحيل بشار الأسد، مما دفع مجموعات كبيرة من الشبيحة لمهاجمة المتظاهرين بالعصي والحجارة». وكان نشطاء سوريون قد نشروا على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» شريط فيديو يوثق حادثة الاعتداء على المتظاهرين في حي صلاح الدين في حلب.

أما فيما يتعلق بريف حلب فقد خرجت مظاهرات معارضة لنظام الأسد وفقا لشريط بث على مواقع الإنترنت في مدينة تل رفعت عقب صلاة الجمعة قرب المجمع التجاري تنادي بإسقاط النظام ورفع الحصار عن مدينة حمص. كما خرجت المظاهرات في منبج والباب ومارع وعندان وحريتان هتفت جميعها ضد نظام الأسد وطالبته بالرحيل.

ويجزم ناشطون معارضون يعيشون في المدينة التي تعد أهم مركز صناعي في سوريا إضافة إلى أهميتها التجارية والزراعية، بأن حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري «ستتوسع أكثر في الأحياء الحلبية مهما وصلت درجة القمع والترهيب»، ويلفت الناشطون إلى حال غليان تسري داخل المجتمع الحلبي بسبب القمع الوحشي الذي تتعرض له بقية المدن سواء درعا أو حمص أو ريف دمشق.

ويعزو الناشطون اتساع مساحة الاحتجاجات في الريف الحلبي أكثر من المدينة إلى عدة عناصر أبرزها، انحسار نفوذ طبقة رجال الأعمال المتحالفة مع النظام والتي تتحكم بمفاصل المدينة وتفرض سيطرتها الاقتصادية عليها، مما يترك هامشا لدى الناس للتحرك، بعيدا عن الابتزاز الاقتصادي الذي يلجأ إليه تجار المدينة لإبقاء موظفيهم الذين تتجاوز أعدادهم مئات الآلاف بعيدا عن حركة الاحتجاج، ويقول ناشط لـ«الشرق الأوسط»: «ليس كل الريف الحلبي يشارك في المظاهرات فالمناطق هناك ذات طابع عشائري، الأمر الذي يخلق تفاوتا في نسب المشاركة تبعا لموقف العشيرة من النظام حيث يلتزم عادة جميع أفرادها قرار زعامتها».

وكانت مدينة حلب قد تعرضت إلى انتقادات لاذعة من قبل السوريين بسبب مشاركتها الضعيفة في مشهد الانتفاضة السورية ضد نظام بشار الأسد، ويُرجع الكثيرون ضعف هذه المشاركة للتحالف الوثيق الذي أقامه النظام السوري مع طبقة رجال الأعمال الذين لم يحسموا أمرهم بعد بالوقوف إلى جانب الثورة، بل إن بعضهم كما يقول أحد الناشطين يقوم بتمويل الشبيحة.

العقيد الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: سنستأنف عملياتنا ضد قوات النظام بعد أن انكشفت نواياه

انقسام بين أعضاء المجلس الوطني حول التعاون مع الجيش السوري الحر

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

أعلن قائد «الجيش السوري الحر» العقيد المنشق رياض الأسعد لـ«الشرق الأوسط»، أن جيشه سيستأنف العمليات العسكرية «النوعية» ضد قوات الأسد، بعد أن «انكشفت نوايا» النظام في «جمعة الله أكبر». وكان الجيش السوري الحر قد أعلن تعليق عملياته ليل الأربعاء الماضي لإعطاء الفرصة للمبادرة العربية بالنجاح. وقال الأسعد في اتصال هاتفي «أعطينا فرصة للنظام السوري يومين بعدما أعلن عن موافقته على المبادرة العربية، وذلك كي نكشف كذبه ومناورته، ومنذ اليوم وبعدما انكشفت نواياه في (جمعة الله أكبر) سنعاود تنفيذ العمليات العسكرية النوعية وستكون تحركاتنا بشكل أكبر وأوسع».

ونفى الأسعد ما نشرته صحيفة «ديلي تلغراف»، لناحية تخطيطه ليكون جيشه الجناح العسكري للمعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وقال «نرفض أن نكون تابعين لأي طرف، وسأعمد إلى تشكيل مجلس عسكري في أقرب وقت ممكن».

وعما إذا كان هناك أي تنسيق فيما يتعلق بهذه العمليات مع المجلس الوطني السوري الذي يرفض أعضاؤه تحويل الثورة إلى عسكرية، لفت إلى أنه ليس هناك أي اتصال على المستوى الرئاسي بل على مستوى شخصيات محددة. وأضاف «نحن منشقون عن الجيش السوري ويحق لنا الدفاع عن أنفسنا وعن شعبنا عسكريا، ولمن يظن أن هذا النظام السوري سيسقط سلميا فهو واهم، لذا نرفض البقاء على الثورة السلمية، وسأعمد إلى تشكيل مجلس وطني عسكري في أقرب وقت ممكن وسيكون لنا برنامج خاص نعلن عنه في حينه». وأكد أن «الانشقاقات تزيد يوما بعد يوم ويمكنني التأكيد أننا تخطينا الـ 15 ألف عسكري».

وعما إذا كان هناك أي تنسيق عسكري مع السلطات التركية، قال «ليس هناك أي تنسيق أمني مع تركيا ويقتصر الدعم الذي تقدمه لنا السلطات على المساعدات الإنسانية، إضافة طبعا إلى المحافظة على أمننا وأمن الشعب السوري».

وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية قد أشارت إلى أن الأسعد يعيش تحت حماية دائمة من المسؤولين الأمنيين في أنقرة، لافتة إلى أن مستوى الخسائر البشرية الكبير في صفوف قوات الأمن السورية جراء الهجمات الداخلية، يؤكد وجود قوات مسلحة تعمل بموافقة سرية من السلطات. ونقلت الصحيفة عن لسان الأسعد أن أفراد الجيش السوري الحر مسلحون بأسلحة وذخيرة مسروقة من النظام، وهو يقوم بحماية حدود البلدات والقرى المعارضة، ويهاجم الجنود الذين يطلقون النار على المتظاهرين السلميين. وأضافت الصحيفة نقلا عن الأسعد «ننتظر من المجلس الوطني السوري تعيين وفد رفيع المستوى وإرسال ممثل يتحدث معنا عن سبل دعم أهدافهم عسكريا».

في المقابل، قال عضو المجلس الوطني عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إن مسألة علاقة المجلس الوطني بالجيش السوري الحر، تأخذ حيزا من النقاش بين الأعضاء، وسيعلن عن نتائجها خلال أيام قليلة، لا سيما أن بعضهم يرفض التعاون معه انطلاقا من مبدأ «الحفاظ على طهارة الثورة»، معتبرا إياها «وجهة نظر مثالية غير قابلة للتطبيق». إلا أن عضو المجلس الوطني جبر الشوفي نفى وجود أي تنسيق بين المجلس وقيادة الجيش السوري الحر، وقال لـ«الشرق الأوسط» «ليس هناك أي تنسيق بيننا وبين الجيش السوري الحر ولا علاقة لنا بأي عمليات يقوم بها على الأرض، لأننا نرفض عسكرة الثورة، مع العلم أننا ندعم هذه الانشقاقات شرط أن تكون منطلقة باتجاه الثورة السلمية». وحول ما نقلته «ديلي تلغراف» حول تخطيط الأسعد ليكون جيشه الجناح العسكري للمعارضة السورية، أكد الشوفي أن «المجلس لم يتبن هذا الجيش أو أي جناح فيه». وفيما يتعلق بإمكانية التنسيق مع الأسعد في المرحلة المقبلة، قال «من الممكن أن تفتح معه قنوات الاتصال إذا وافق والتزم بشروطنا الأساسية وهي عدم عسكرة الثورة، والحرص على بقائها سلمية كما بدأت، لأننا على قناعة كاملة بأن تحويل الثورة إلى عسكرية سيفقدها اتساعها وسيعطي النظام حجة إضافية لاستخدامها ضدنا وضد المتظاهرين». وأضاف «ندعم استخدامهم للسلاح إذا كانوا في حالة الدفاع عن أنفسهم وعن البيوت والمواطنين، لكننا نرفض بشكل قاطع أي هجوم أو عمليات عسكرية لأن هذا الأمر يتناقض مع أهدافنا وتوجهاتنا التي ترتكز عليها الثورة السلمية».

المعارضة السورية تتحضر لإطلاق برنامجها لتوسيع دائرة الثورة والوصول إلى العصيان المدني

أعضاء المجلس الوطني اعتبروا أن موافقة النظام على المبادرة العربية ستسرع نهايته

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

بعدما عكست مظاهرات «جمعة الله وأكبر» توقعات المعارضة السورية على اختلاف أطيافها وتشكيكها في نيّة النظام تنفيذ بنود المبادرة العربية، من المتوقع أن تكون الأيام القليلة المقبلة على موعد مع تصعيد لتحرّكات المعارضة السورية وذلك من خلال إطلاق برنامج خاص لتوسيع دائرة الثورة والوصول إلى العصيان المدني، بحسب عضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي. وقال إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إنّ هناك خطّة عمل كاملة ستبصر النور خلال 48 ساعة المقبلة، وهي ترتكز على تفعيل الثورة وتعميم الإضراب للوصول إلى عصيان مدني. كما أكّد عضو المجلس الوطني أديب الشيشكلي أنّ «الثورة مستمرّة بناء على برنامج عمل يهدف في نهاية المطاف إلى إسقاط النظام الذي يبدو أنّ موافقته على المبادرة ستختصر الوقت وستكون نهايته حتى قبل الوصول إلى مرحلة العصيان المدني». وفي حين اعتبر الشيشكلي في اتّصال مع «الشرق الأوسط» أنّ «موافقة النظام السوري على المبادرة العربية ليست إلا مناورة للاستفادة من الوقت»، أكد أن مظاهرات أمس وكيفية التعامل معها، «كشفت نوايا النظام الذي لجأ إلى المناورة لكسب المزيد من الوقت ولم يحترم القانون الذي يعطي الشعب الحق في حريّة التظاهر».

ورأى الشيشكلي أنّ «قبول المبادرة اختصر الوقت بالنسبة إلى المعارضة، وهي ستسرّع الوصول إلى أهداف الثورة في أقرب وقت ممكن، وستأخذنا إلى نهاية النظام بشكل أسرع، لأنّه بالتأكيد لن يتقيّد ببنودها وسيبقى مصرّا على مواجهة التحرّكات السلمية بالقتل والرصاص». وأضاف «الإضراب سيكون المرحلة الأولى التي توصل إلى العصيان المدني، مع العلم أنّنا لسنا من يسيّر الشعب السوري الذي لا يزال مصرّا على المضي قدما في ثورته بل الداخل وما يحصل على أرض الواقع هو من يسيّرنا والدليل على ذلك المظاهرات الليلية التي خرجت أول من أمس بعد إعلان النظام الموافقة على المبادرة العربية».

وفيما يتعلّق بالتحضير لبرنامج التحرّكات المقبلة، قال إدلبي إنّ هناك «فريق عمل يتولّى مهمّة إدارة مكاتب متخصّصة تعمل كلّ بحسب مجاله لتنظيم الثورة والوصول إلى الهدف المرجو وهو إسقاط النظام». وأشار إدلبي إلى أنّه ومنذ تأسيس المجلس، لم يستطع أعضاؤه الاجتماع لأسباب أمنية، ولكنه أكد أنّ التواصل مستمرّ فيما بينهم لإقرار خطّة العمل السياسية لمرحلة الثورة الحالية، «الفترة التي ستسهّل الانتقال إلى المرحلة القادمة وهي مرحلة ما بعد سقوط النظام للوصول إلى سوريا جمهورية تعدّدية مدنية». واعتبر إدلبي أن ما تحتاجه الثورة اليوم وما يتمّ العمل عليه «هو تفعيل النضال السلمي لتوسيع دائرة الفئات الاجتماعية المشاركة في المظاهرات، وصولا إلى العصيان المدني. وأهمّ هذه الفئات هي تلك التي تضمّ رجال الأعمال وموظّفي الدولة الذين يعتبرون أن استمرار النظام الحالي هو لصالحهم وهو يضمن بقاء مصالحهم، وهذا ما يحتاج إلى دراسة وخطّة عمل ناجحة نعمل على الإعداد لها بشكل دقيق». كذلك، رأى إدلبي أنّ «الوصول إلى مرحلة العصيان المدني التي ستؤدّي ومما لا شكّ فيه إلى شلل البلد، ومن ثمّ الاستمرار بها يحتاج بدوره إلى تخطيط كي لا ينعكس الوضع سلبا على حياة المواطنين في المناطق السورية، وبالتالي ما يعمل عليه المجلس الوطني اليوم هو البحث عن بدائل من شأنها إبعاد الضرر قدر الإمكان عن حياة المواطنين، ودرس نتائج هذا العصيان على النظام من جهة وعلى حياة المواطنين من جهة ثانية، وتكاليفها على الطرفين، وسنعلن عن خطّة العمل الكاملة هذه خلال الـ48 ساعة القادمة».

وعن تأمين الدعم المادي لتنفيذ هذه الخطّة وعمّا إذا كان الأمر سيتمّ بالتنسيق مع جهات خارجية، لفت إدلبي إلى أنّ «تجربة حمص التي تعيش إضرابا شبه تام منذ نحو 4 أشهر، تشكّل نموذجا ناجحا إلى حدّ ما في الحياة الاجتماعية والمدنية التي يعيشها أبناؤها بعد نجاحنا في تأمين الحاجيات اليومية الأساسية لهم من الغذاء والدواء، رغم كلّ ما قام ويقوم به النظام والجيش من عمليات أمنية وعسكرية». وأضاف: «أما فيما يتعلّق بالدعم المادي، فكما ساهم المغتربون السوريون وعدد من رجال الأعمال في دعم الثورة ماديا، من الممكن أن ينسحب الأمر نفسه على مناطق سورية أخرى بالاعتماد على معونات مقبولة تسدّ هذه الثغرة من دون الحاجة إلى معونات كبيرة من الدول».

الداخلية السورية تعد بالعفو عمن يلقي السلاح.. وناشطون: النظام يكذب

واشنطن تنصح النشطاء بعدم تسليم أنفسهم

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

تلقى الناشطون في الداخل السوري الخبر الذي عممته وزارة الداخلية والذي دعت فيه المسلحين لتسليم أسلحتهم وأنفسهم واعدة إياهم بالعفو العام، بكثير من الاستخفاف والاستهزاء، متسائلين: «هل صدق الأسد بتنفيذ بنود المبادرة العربية لتصدق وزارته بما خص العفو العام؟».

إلى ذلك، نصحت وزارة الخارجية الأميركية أمس السوريين بعدم تسليم أنفسهم إلى السلطات السورية، بعد أن أعلنت دمشق العفو عمن يسلمون أسلحتهم. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند للصحافيين «لا أنصح أحدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن»، معربة عن القلق إزاء سلامة من يفعل ذلك.

وشرح مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» الأسباب وراء عدم تشجيع السوريين على انتهاز فرصة العفو لتهدئة الأمور داخل البلاد. وقال المسؤول «لقد أعلن (الرئيس السوري) العفو مرات عدة في السابق ولكن دائما كانت وعوده فارغة». وأضاف «لا يمكن لنا أن نقول بصدق للسوريين بأن عليهم تسليم أنفسهم في وقت لا تبدو فيه الحكومة السورية بأنها ستلتزم بوعودها». واعتبر المسؤول الأميركي أن تصرفات النظام السوري ومواصلة القمع الأمني خلال اليومين الماضيين، على الرغم من إبرام الاتفاق مع الجامعة العربية، كلها دلائل على «الوعود الفارغة». وأوضح أن «كل المؤشرات تدل على أن النظام لا يفي بالتزاماته، الوضع على الأرض هو أوضح دليل»، مضيفا «من الصعب أن نصدق بأن نظام الأسد يتعامل بجدية مع الاتفاق مع الجامعة العربية».

وأمهلت وزارة الداخلية السورية في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي، حاملي السلاح أو المتاجرين فيه أو موزعيه أسبوعا لتسليم أنفسهم، دون التعرض للعقوبة. وجاء في البيان أن الداخلية تدعو المواطنين «ممن حملوا السلاح أو باعوه أو قاموا بتوزيعه أو نقله أو شرائه أو تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل، إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب مركز شرطة في منطقتهم ليصار إلى تركهم فورا وذلك من يوم السبت             5 – 11 – 2011       ولغاية يوم السبت             12 – 11 – 2011       وسيعد ذلك بمثابة عفو عام عنهم». وقالت وزارة الداخلية إن «ذلك يأتي انطلاقا من حرص الدولة على مواطنيها وإفساحا في المجال أمام المضللين والمتورطين في حمل السلاح وحرصا على الأمن والنظام العام وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك».

ورد مسؤول تنسيقية حمص (أبو جعفر) على دعوة «الداخلية» متسائلا: «هل صدق الأسد بتنفيذ بنود المبادرة العربية لتصدق وزارته بما خص العفو العام؟»، مشددا على أن «من يحمل السلاح اليوم هم الضباط والعساكر المنشقون وبالتالي لا إمكانية لتسليم أسلحتهم». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أكد أبو جعفر من حمص، أن «لا أحد سيرضخ لدعوة كهذه»، معتبرا أن «النظام وفي الأيام المقبلة سيخرج بعض المعتقلين من السجون ليقول إن هؤلاء ممن سلموا أسلحتهم وأنفسهم وإنه تم العفو عنهم»، مشددا على أن «هذه المسرحيات لم تعد تنطلي على أحد». وتساءل أبو جعفر: «لو كانت دعوة الداخلية تنطوي على نوايا صافية لكان الرئيس الأسد هو من أعلن شخصيا عن هذه الإجراءات ولم يوكل الداخلية بذلك». وأضاف: «على كل حال لو أرادت القيادة السورية أن تثبت أقوالها بإطار الأفعال، فلتسمح لمراسلي التلفزيونات العربية والدولية بالدخول للمناطق والمدن السورية لنقل الصورة كما هي على أرض الواقع». ونصت المبادرة العربية التي أعلنت دمشق موافقتها عليها منذ يومين، على إطلاق المعتقلين من السجون الذين أدخلوا على خلفية الأحداث الأخيرة، إضافة إلى إخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة.

ولفت أبو جعفر إلى أنه «ومع توقيع النظام للمبادرة العربية ازدادت عمليات القتل»، متسائلا: «كيف ترانا نصدّق نظاما كذب على الدول العربية وكيف نتوقع منه أن يكون صادقا مع مواطنيه؟»، مضيفا: «كيف تشرحون اليوم أن تكون حمص أشبه بمنطقة عسكرية يوجد فيها عشرات آلاف العسكريين؟ أهكذا يطبقون البند القائل بسحب العناصر المسلحة من المدن والبلدات السورية؟»، وتحدث أبو جعفر عن أسلحة جديدة أنزلت إلى الساحات من دبابات متطورة وغيرها، لافتا إلى أنه «ومنذ يومين استخدمت مضادات الطائرات لقصف المدنيين في حمص».

وبالتزامن مع ذلك، شن الناشطون السوريون عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وخصوصا من خلال صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، حملة واسعة على دعوة وزارة الداخلية، مؤكدين أن «لا أحد سينصاع لهذه الدعوة»، داعين بالمقابل «لتسليح الثورة وتأمين حماية دولية للمدنيين كي يصلوا وبسرعة لهدفهم بإسقاط النظام».

مصابون سوريون ينقلون سرا إلى بيوت في لبنان للعلاج.. ويتحدون الألغام المزروعة على الحدود

أحد الجرحى لـ «الشرق الأوسط»: أعيش بخوف في لبنان لأنهم يحاولون البحث عني

جريدة الشرق الاوسط

عكار (شمال لبنان): صهيب أيوب

في شقة متواضعة بمدينة طرابلس، يفترش جمال (اسم مستعار)، وهو شاب سوري في الثالثة والعشرين من عمره، سريرا صغيرا، حيث يعالج من إصابته في كتفه برصاص قناص على الحدود اللبنانية منذ 20 يوما. ويروي الشاب المصاب لـ«الشرق الأوسط» أنه كان يهرب برفقة شاب آخر في الـ19 من عمره، عندما أصيب برصاص قناصة. ويقول: «كنا نعبر ليلا الحدود فاستهدفنا برصاص القناصة، أصبت بكتفي وتم نقلي إلى أحد بيوت بلدة عكارية مجاورة للحدود، حيث عالجني السكان المحليون بطريقة سريعة إلى أن نسقوا مع أحد الناشطين الذي أمن لي دخولا إلى أحد المستشفيات الشمالية». وفيما لا يزال يتابع علاجه من قبل بعض المسعفين المتطوعين، يعيش جمال اليوم في حالة خوف رهيبة، لأن «الأمن السوري»، على حد قوله، «يحاول معرفة مكاني ليسحبوني ويقتلوني». إذا كان ضجيج السيارات و«الفانات» المتنقلة بين البلدات العكارية ومدينة طرابلس، يوحي بأن الحياة تمشي بشكل عادي، إلا أن اللافت أن الحياة تمشي بكثير من التوتر في منطقة عكار، التي قصدتها «الشرق الأوسط» مستطلعة. هذا التوتر زاده الوضع السوري شحنات إضافية. يرفض السكان الإفصاح عن مكان الجرحى السوريين، لكن الأكيد أنهم يتلقون علاجاتهم سريعا داخل مستشفيات المنطقة ومستوصفاتها، ثم ينقلون إلى البيوت سرا «خوفا على سلامتهم من أي محاولة لسحبهم وتسليمهم للأمن السوري»، كما يؤكد أحدهم لـ«الشرق الأوسط».

يسكن معظم النازحين السوريين الهاربين من الوضع الأمني في مدنهم السورية، في بيوت أهالي منطقة عكار الواقعة شمال لبنان، وفي مدارسها المهجورة ومساجدها. ويتجاوز عددهم بحسب «تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان» 7 آلاف نازح هناك، في وقت تفيد فيه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهيئة العليا للإغاثة بوجود 3.505 نازحين مسجلين لديها، وفق آخر تقرير أصدرته أمس حول أوضاع السوريين في شمال لبنان.

يعود الاختلاط العابر بين سكان المنطقة الحدودية اللبنانية – السورية إلى مئات السنين، نظرا لعلاقات القرابة والمصاهرة بين لبنانيين وسوريين. وعلى الرغم من أن العلاقة اهتزت بعيد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، فإنه بعد اشتعال الانتفاضة السورية عاد الارتباط ليقوى ويشتد، خصوصا أن العكاريين صاروا أكثر سكان لبنان احتضانا للنازحين السوريين والجرحى الباحثين عن علاج لهم بعد إصابتهم، إما قنصا على الحدود اللبنانية – السورية، وإما نتيجة انفجار لغم بهم أثناء عبورهم الحدود في الأيام الأخيرة.

وقد زرعت السلطات السورية ألغاما مضادة للأفراد، على طول الحدود مع لبنان، وانفجر لغم بشاب سوري قبل يومين خلال اجتيازه الحدود. ووفق أحد الناشطين السياسيين، فإن زرع الحدود بألغام سورية يهدف لـ«استهداف الهاربين من الجرحى والعائلات السورية». وفق ناشطين ميدانيين، لا إحصاء لعدد الجرحى المصابين بالألغام، خصوصا أن التكتم «سيد الموقف» لـ«دواع أمنية بحتة».

ففي منطقة عكار المحافظة، تبدو مشاهد الفقر فاقعة. عمال سوريون يعملون في المشاتل الموزعة على طرفي أوتوستراد العبدة الدولي. تغرق سيارة الأجرة، في الطريق إلى منازل تؤوي جرحى سوريين، في حفر مليئة بمياه الأمطار الهاطلة. في قرية فقيرة قريبة من حلبا (العاصمة الإدارية لعكار)، يعالج ماهر (اسم مستعار)، شاب سوري آخر، في بيت صغير. ورغم إصابته العميقة لم يندم على خروجه بعد صلاة الجمعة الماضية في مظاهرة سلمية في مدينة القصير السورية القريبة من الحدود مع لبنان، كما يؤكد. أصيب ماهر في فخذه، وأسعفه الأهالي في البساتين القريبة وتم نقله إلى لبنان ليتلقى العلاج الطبي المناسب.

في الغرفة الصغيرة، يجلس ابن الـ25 على سريره، لا يزال رفيقاه يساعدانه على الدخول إلى الحمام، يقول ماهر بحزم إن «الإصابة لن تخضعه للأمر الواقع وفور شفائه سيعود إلى سوريا ويتظاهر مع المتظاهرين إلى حين إسقاط النظام». ماهر شاب أعزب يعمل في مهنة البلاطة. يروي قصته بحذر، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «خرجنا بمظاهرة من أحد المساجد في جمعة (الحظر الجوي) في مدينة القصير، وهوجمنا بالرصاص الحي من قبل عناصر من قوات الأمن السورية. أصبت برصاصة قناص ولم أعرف ما حصل معي بعد ذلك». يؤكد ماهر أنه نقل إلى لبنان بمساعدة «الشبان الأوادم» ليلا وتحت الظلام الدامس، وعلى الرغم من كل المخاوف من ألغام مزروعة، تم العبور به إلى أحد المستشفيات وتمت معالجته بطريقة سريعة ثم نقل إلى بيت «الشيخة» كما يلقبها الشبان السوريون.

«الشيخة» هي سيدة عكارية تطوعت لاستقبال الجرحى في بيتها، تؤمن لهم طعامهم وتغسل لهم ثيابهم، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «سكان عكار يستقبلون الجرحى ويعيلونهم لأن هذا الأمر واجب إنساني وديني»، موضحة أنها استقبلت في بيتها «3 جرحى جراء إصابتهم في مظاهرات داخل سوريا». في غرفة ماهر، تطمئن ماجدة (اسم مستعار) بعد قدومها من سوريا على ماهر، أحضرت له دواء وغيرت على جرحه، تعمل ماجدة كمساعدة طبيب جراح ولديها خبرة طبية، قدمت إلى لبنان بعد إصابة أخيها، وتطوعت في إسعاف الجرحى. وتوضح ماجدة لـ«الشرق الأوسط» أن عددا من الشبان أسسوا «لجنة إسعاف» لمتابعة أوضاع الجرحى السوريين في لبنان والقيام بزيارتهم في البيوت لعدم القدرة على إكمال متابعتهم في المستشفيات لدقة الظروف وصعوبتها «بعد ملاحقتهم من قبل أشخاص تابعين للنظام السوري».

منذ 6 أشهر تقوم ماجدة بعملها متنقلة منذ الصباح من بيت إلى آخر. تقول إن «عددا لا بأس به من الجرحى موجودون في منطقة وادي خالد»، مؤكدة أنها قبل مجيئها لمعالجة ماهر، عالجت جريحين أصيبا بلغمين في الحدود. وتشير إلى أن «المصاب الأول هو صبي في الـ13 من عمره من محافظة حماه، كان يهرب من رصاص القناصة وهو يعبر الحدود إلى لبنان، فانفجر لغم في يده، والآخر شاب في الـ22 من عمره أصيب برجله». وتؤكد ماجدة أن «أهالي عكار لم يتوانوا عن مساعدة الجرحى وإيوائهم وصار كل واحد منهم، حسب قدرته المالية، يتبرع بقيمة علاجه والحاجات المستوجبة بعد ذلك من العكاكيز إلى الأدوية والنقل من مكان إلى آخر»، مشيرة إلى «وجود جرحى في منطقة عرسال البقاعية».

إرتياب أميركي من خلفيات “عفو” الأسد.. وتشكك فرنسي في صدقيته … والمجلس السوري الإنتقالي يطالب بتدويل “الحل

نصرالله يطل الجمعة… ومبادرة العرب تترنح في سوريا والنظام يدعو “المضللين” لتسليم أنفسهم

على الساحة اللبنانية، دخلت دائرة الأحداث في عطلة الأعياد فارضة برودة قسرية في الأجواء السياسية يُتوقع امتدادها حتى نهاية الأسبوع المقبل حين تعود لحماوتها المعهودة مع الإطلالة المرتقبة لأمين عام “حزب الله”، بحيث أفادت مصادر مقربة من قيادة “حزب الله” موقع “NOW Lebanon” أنّ السيد حسن نصرالله سيطل يوم الجمعة المقبل لمناسبة “يوم الشهيد” وستكون له جملة مواقف تتطرق لمستجدات الأحداث وآفاقها.

أما على الساحة السورية، فلا زالت المبادرة العربية عاجزة عن إسعاف السوريين وحقن دمائهم في ظل سقوط مزيد من الضحايا في جمعة “ألله أكبر” التي أعقبت إعلان موافقة النظام السوري على بنود الورقة العربية لحل الأزمة السورية، إذ أوردت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 23 سوريًا برصاص قوات الأمن خلال تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد.. وحيال ذلك، دعا رئيس المجلس الوطني الإنتقالي السوري برهان غليون جامعة الدول العربية إلى “العودة للاجراءات والنقاط التي كانت مُعدّة والقاضية بسحب السفراء العرب من دمشق وتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة”، مشددًا في حديث لقناة “الجزيرة” على وجوب “إرسال الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي بغية إيجاد حل لوقف نزف الدماء في سوريا”، وأضاف غليون: “على جامعة الدول العربية قطع الأمل من التعاون مع النظام السوري (…) من الواضح أنّ هذا النظام غير قادر أن ينفذ أي خطة، فهو في مأزق حقيقي ولا يستطيع أن يستمر وفي الوقت نفسه لا يستطيع أن يتراجع”.

في غضون ذلك، وجّه النظام السوري دعوة لمن وصفهم بـ”المضلّلين والمتورطين بحمل السلاح” من معارضيه الميدانيين إلى تسليم أنفسهم خلال أسبوع في مقابل وعد بالعفو عنهم، حسبما جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية دعت فيه “المواطنين ممّن حملوا السلاح أو باعوه أو قاموا بتوزيعه أو نقله أو شرائه أو تمويل شرائه، ولم يرتكبوا جرائم القتل، إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب مركز شرطة في منطقتهم، وسيصار إلى تركهم فوراً، وذلك من يوم السبت 5-11-2011 ولغاية يوم السبت 12-11-2011، وسيُعدّ ذلك بمثابة عفو عام عنهم”.

في المقابل، أبدت واشنطن ريبتها من هذه الدعوة التي وجهها النظام السوري للناشطين المعارضين، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين: “لا أنصح أحداً (من المعارضين السوريين) بتسليم نفسه لسلطات النظام السوري في الوقت الراهن”، معيدة السبب إلى القلق إزاء سلامة من يفعل ذلك.

بدورها، شككت باريس بصدق النظام السوري في تطبيق بنود مبادرة جامعة الدول العربية للخروج من الأزمة الداخلية في سوريا، وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في مؤتمر صحافي: “إنّ استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية”، وأضاف موضحًا: “في حين أعلن النظام السوري لتوه أنه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الأزمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ أنّ عشرين متظاهرا مسالمًا على الأقل قُتلوا في سوريا برصاص قوات الأمن”.

“المرصد السوري”: مقتل 3 مدنيين في حمص و4 مسلحين موالين للنظام في إدلب

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “ثلاثة مدنيين قتلوا صباح اليوم في حمص التي تشهد حركة احتجاج واسعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في قصف كثيف بالمدفعية الثقيلة”.

من جهة أخرى، أعلن المرصد أن أربعة مسلحين موالين للنظام قتلوا في محافظة ادلب في اشتباكات مع فارين من الجيش. وتحدث المرصد عن “اصوات انفجارات في حي كرم الزيتون”.

(أ.ف.ب.)

سوريا وإيران واللعبة الكبرى

قال الكاتب ألستير كروك إن تغيير النظام في سوريا يُعتبر هدفا إستراتيجيا أكثر منه في ليبيا، لهذا تسعى السعودية والغرب لتحقيقه.

وكشف الكاتب في مقال بصحيفة غارديان أن مسؤولا سعوديا كبيرا أبلغ جون هانّا، الرئيس السابق لطاقم ديك تشيني، أن الملك السعودي يعتقد أن التغيير في سوريا سيكون مفيدا جدا للمصالح السعودية، وقال إن “الملك عبد الله يعرف أنه باستثناء سقوط الجمهورية، فلا شيء يضعف إيران أكثر من خسارتها سوريا”.

وأوضح الكاتب أن اللعبة الكبيرة هذه الأيام هي سقوط سوريا، والخطة كما يلي: تأسيس مجلس وطني يمثل الشعب السوري، ودعم المسلحين داخل سوريا، وفرض عقوبات تؤلم الطبقة المتوسطة، وشن حملة إعلامية تقلل من أي إصلاحات يعلنها النظام السوري، والسعي للتحريض على إحداث انشقاق بين الجيش والنخبة وبالتالي سيسقط الرئيس بشار الأسد.

وأوضح الكاتب أن الأوروبيين والأميركيين وبعض دول الخليج ترى في سوريا “لعبة” تلي اللعبة الناجحة في ليبيا بما يصب في الصحوة العربية للتوجه نحو نموذج ثقافي غربي. ومن هذه الزاوية تُعتبر سوريا أكثر قيمة من الناحية الإستراتيجية، وإيران تدرك هذه الحقيقة حيث قالت إنها سترد على أي تدخل خارجي في سوريا.

وقال الكاتب إن معظم الناس في المنطقة يعتقدون أنه إذا دُفعت سوريا إلى مزيد من الصراعات الأهلية فستكون النتيجة عنفا طائفيا في لبنان والعراق.

وكشف الكاتب أن فكرة “إسقاط الأسد” سبقت الثورات العربية وتعود إلى فشل إسرائيل في حرب عام 2006، حيث تأكدت أميركا أن سوريا هي “كعب أخيل” حزب الله وهي قناة ضعيفة تربط الحزب بإيران.

وتكهن المسؤولون الأميركيون بما يمكن عمله لسد هذا الممر الحيوي، ولكن الأمير السعودي بندر بن سلطان فاجأهم بأن الحل يتمثل في تسخير الإسلاميين. ولكن الأميركيين ترددوا في التعامل مع مثل هؤلاء الناس، فكان رد الأمير بندر “اتركوا الأمر لي”. وأشار هانّا إلى أن “عمل بندر بدون الرجوع لمصالح الولايات المتحدة كان مدعاة للقلق بشكل واضح، ولكن بندر عمل كشريك… ضد العدو الإيراني المشترك هو رصيد إستراتيجي رئيسي”.

وأشار الكاتب إلى المرحلة التالية وهي دخول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كما أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أقنع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بدعم المجلس الانتقالي السوري، لكن إيران ودول مثل العراق والجزائر ومصر بدرجة أقل تسعى لإحباط الجهود الخليجية ضد سوريا داخل الجامعة العربية.

ثم أشار الكاتب إلى ما يراه هانّا خطرا حقيقيا، وهو أن السعودية قد “تستخدم مرة أخرى شبكات الحركات الجهادية السنية ضد إيران الشيعية”، وهو ما يضع سوريا في خط المواجهة. وفي الواقع، هذا بالضبط ما يحدث، ولكن الغرب، كما حدث من قبل في أفغانستان، يفضل عدم الإعلان، طالما أن الجمهور الغربي يرى الدراما بهذا الشكل.

وأشار الكاتب إلى تقارير غربية ذكرت الشهر الماضي أن السعودية وحلفاءها الخليجيين يحركون السلفيين المتطرفين، ليس فقط لإضعاف إيران، ولكن للاستمرار في عرقلة وإضعاف اليقظة التي تهدد ملكيات المنطقة، وهذا ما يحدث في سوريا وليبيا ولبنان ومصر واليمن والعراق.

وأضاف الكاتب أن ثمار هذه المحاولة سوف تأتي بنتائج عكسية مرة أخرى، كما حذر مايكل شوير، الرئيس السابق لوحدة بن لادن في وكالة الاستخبارات المركزية من أن هيلاري كلينتون وضعت ردا على الصحوة العربية بزرع نماذج غربية، بالقوة إذا لزم الأمر، سيؤدي إلى الفراغ في الأنظمة المتساقطة، وسوف ينظر إليها على أنها “حرب ثقافية على الإسلام”، وسوف تزرع بذور جولة أخرى من التطرف.

وختم الكاتب بالقول إن من المفارقات المحزنة أن إضعاف المعتدلين من السنة، الذين يجدون أنفسهم الآن بين سندان النظر إليهم على أنهم أداة غربية، ومطرقة السلفيين المتطرفين سيكون مقدمة لتفكيك الدولة. وقال “هو عالم غريب حقا، فأوروبا والولايات المتحدة تعتقدان أنه لا بأس من “استخدام” أولئك الإسلاميين تحديدا (بما في ذلك تنظيم القاعدة) الذين لا يؤمنون تماما بالنمط الغربي في الديمقراطية. ولكن بعد ذلك، لماذا لا ننظر فقط في الاتجاه الآخر ونكسب فائدة عامة هي التخلص من الأسد؟”.

                      غارديان

مصدر: وفد من لجنة متابعة المبادرة العربية يزور سوريا بعد عطلة العيد

معارضون من الداخل يحذورن من “ألاعيب النظام” لكسب الوقت

دمشق – محمد زيد مستو،دبي – العربية.نت

نقلت مصادر صحافية سورية عن مصدر سوري أن دمشق تعتبر أن نجاح المبادرة العربية من مسؤولية الجامعة العربية التي لم تتعهد بحماية المواطنين مما سماه العصابات المسلحة، مشيراً الى أنها أعطت أوامرها إلى الجيش بالانسحاب تدريجياً من المناطق، وتسليم الأمن الى جهازي الأمن والشرطة.

وأضاف المصدر الى أن اللجنة العربية المعنية بدأت بالتواصل مع عدد من العواصم العربية لترشيح شخصيات ستكون ضمن وفد، لزيارة سوريا بعد عطلة العيد.

وأكد المصدر أن المسؤولين السوريين يعترفون بخطورة الأوضاع في حمص وإدلب وحماة، حيث كما قال ترتكب العصابات المسلحة مجازر بحق المواطنين وتروعهم

وفيما يتعلق بموضوع الإفراج عن المعتقلين، بحسب بنود المبادرة العربية، أشار المصدر الى أن الحكومة ستفرج تباعاً عن كلّ من تثبت براءته، مؤكداً أن ما ينقل في الفضائيات عن اعتقالات عشوائية أمر مبالغ فيه.

من جانبها، أعلنت الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي أنها، وإذ ترحب بالجهودِ العربية لمحاولةِ وقفِ سفكِ الدماء في سوريا، إلا أنها تنبه الوفدَ الوزاري العربي إلى ما وصفته بألاعيب النظام وسعيه لكسب الوقت، وتدعو الوزراءَ العرب الى الحسمِ وعدم تركِ الوقت يمر ليحصد المزيدٍ من القتلى، وأضاف البيان أن الثورة نجحت في تسجيل نصرٍ سياسي على النظام السوري.

تواصل القصف على حمص

ميدانيا أفادت الهيئة العامة للثورة السورية اليوم، بمقتل اثنين وإصابة أكثر من 30 مدنياً في حي بابا عمرو بحمص، الذي يشهد قصفاً عنيفاً متواصلاً لليوم الرابع على التوالي.

وأصيب خلال القصف الذي يتعرض له الحي اثنين من المصورين الميدانيين المتطوعين، برصاص قناصة منتشرين على أسطح الأبنية العالية. كما أفاد ناشطون بسماع أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في حي كرم الزيتون في حمص.

وفي حمص أيضاً نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شاهد طلب عدم ذكر اسمه قوله، إنه رأى عشرات الجثث لمدنيين وعليها آثار إطلاق نار في المستشفى الوطني بحمص الذي تسيطر عليه قوات الأمن.

وتزامن ذلك في وقت كشفت فيه مصادر طبية لمحطة (CNN)، السبت، أن 126 جثة مجهولة الهوية تم نقلها، خلال الـ72 ساعة الماضية، إلى مستشفى “الوطني” بمحافظة “حمص”.

وذكر طبيب للشبكة، رفض كشف هويته خشية على سلامته، إن ثمانية من الجثث كانت محترقة.

واتهم ناشطون السلطات السورية بتجميع الجثث في المشفى الوطني بالمدينة، تمهيداً لعرضها على شاشات التلفزيون السوري الرسمي واتهام مجموعات مسلحة بقتلها.

أكبر تظاهرات

وفي سياق متصل، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية، أن يوم أمس الجمعة الذي أطلق عليه المحتجون المناوئون لنظام الأسد جمعة “الله أكبر”، قد شهد خروج أكبر عدد من التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري منذ بداية الثورة قبل نحو ثمانية أشهر.

وأضافت الهيئة العامة، أن عدد التظاهرات التي خرجت في عموم المدن السورية أمس، بلغ 277 مظاهرة، وهو رقم غير مسبوق في عدد التظاهرات التي تشهدها أيام الجمعة من كل أسبوع.

المجلس الوطني السوري: الجامعة العربية ستدين قتل المدنيين بعد قبول دمشق للمبادرة

القاهرة (4 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

من المتوقع أن تصدر جامعة الدول العربية “بياناً اليوم يعبر عن إدانتها لأعمال القتل التي قام بها النظام السوري بحق المدنبين والمتظاهرين على مدى يومين من توقيعه على نص المبادرة العربية والتي أودت بحياة نحو ستين مواطنا سوريا حتى الآن” وفق مصادر تابعت مجريات اجتماع ضم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووفد من “المجلس الوطني السوري” المعارض اليوم

وأكدت المصادر في أعقاب اللقاء، أنه “في حال استمرار النظام في عمليات قتل المدنيين فإنه ستتم الدعوة لعقد اجتماع لمجلس الجامعة دون انتظار فترة الأسبوعين التي نصت عليها المبادرة لبدء الحوار” حسب تعبيرها

ووفقاً للمصادر التي تابعت مجريات الاجتماع فإن “غالبية الدول العربية في حال موافقتها سيكون في وسعها تجميد عضوية النظام في الجامعة وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية عليه” مشيرة إلى أن “كلا من روسيا والصين مستعدتان للضغط على النظام إلا أن لديها خشية من تدخل عسكري يقوده الناتو” في سورية

ولفتت إلى أن “وفد المجلس الوطني أكد على أن دفاع السوريين عن أنفسهم مشروع في مواجهة الحملة الدموية للنظام وأجهزته وميليشياته” كما أن “الجيش الحر والضباط والجنود الأحرار الذين انحازوا للثورة يتولون الدفاع عن المدنيين والمتظاهرين، وقد تم الإشارة إلى قيام النظام باعتقال نحو ثلاثة آلاف مدني خلال يومين” على حد قولها

سورية: مقتل 3 اشخاص في حمص يوم السبت

قال ناشطون سوريون إن اطلاق النار استؤنف يوم السبت في مدينة حمص، واسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في حي بابا عمرو اثر رشق المنطقة بالرشاشات الثقيلة واطلاق الرصاص.

وعثر على جثمان شخص في حي الخالدية وعليها “آثار تعذيب”، كما عثر على جثمان آخر في حي باب الدريب وعليها “آثار تعذيب” ايضا، كما سنعت اصوات انفجارات في حي كرم الزيتون.

لقاء

على صعيد آخر، يلتقي وفد من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض برئاسة برهان غليون وعضوية بسمة قضماني ووائل مرزا ظهر اليوم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة للبحث في تطورات الوضع في سورية بعد تصاعد عمليات القتل رغم موافقة الحكومة السورية على مبادرة الجامعة.

وسيطرح وفد المجلس الوطني على الجامعة ضرورة تبيان موقفها بكل وضوح إزاء سلوك النظام السوري و”رفضه العملي لبنود المبادرة”، وأهمية عدم تمكين النظام من “ارتكاب مزيد من الجرائم،” والدعوة لتأمين الحماية الدولية للمدنيين وتجميد عضوية النظام وفرض عقوبات عليه من قبل الدول العربية الأعضاء.

“الله أكبر”

وكان 23 شخصا على الأقل قتلوا في مختلف انحاء سورية يوم امس الجمعة فيما تواصل القصف العنيف لبعض احياء مدينة حمص لليوم الثاني على التوالي على الرغم من موافقة الحكومة السورية على مبادرة جامعة الدول العربية.

وتنص المبادرة العربية التي اعلنت الحكومة السورية الموافقة عليها الاربعاء على وقف العنف وسحب الجيش والمظاهر المسلحة من المدن السورية واطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

وأفاد الناشطون بسقوط القتلى خلال مظاهرات جمعة “الله أكبر” التي خرجت في العديد المدن السورية تلبية لدعوة المعارضة التي تشكك في التزام دمشق ببنود المبادرة العربية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن القتلى سقطوا في مدينة حمص وحماة وريف دمشق وريف درعا.

وأوضح المرصد أن “شخصين أحدهما عسكري منشق قتلا اثر اطلاق الرصاص عليهما من قبل المخابرات العسكرية في منطقة تل شهاب على الحدود الاردنية السورية لدى محاولة مجموعة اشخاص الفرار إلى الاردن”.

كما قتل تسعة أشخاص بينهم امراة في حمص أحد معاقل حركة الاحتجاج الشعبي ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي محافظة حماة قتل اربعة اشخاص وسبعة في بلدة كناكر القريبة من العاصمة دمشق.

وفي المقابل نفت السلطات السورية الرسمية سقوط أي قتلى في المحافظات السورية ولكنها عادت وأكدت مقتل شرطي في كناكر بريف دمشق برصاص مجموعة مسلحة وأسفر الاشتباك عن مقتل أحد المسلحين.

من جهته نفى عاطف النداف محافظ طرطوس ما بثته القنوات التلفزيونية الفضائية عن قيام حملة اعتقالات في مدينة بانياس.

وأكد المحافظ “أن هذه الأنباء عارية تماما من الصحة وأنه لم يتم اعتقال أي مواطن في المدينة التي تشهد حالة من الاستقرار والهدوء” على حد قوله.

بينما اوضح المرصد ان من بين المعتقلين في بانياس اربعة اطفال من اقرباء رئيس المرصد رامي عبد الرحمن.

عفو

من ناحية أخرى أعلنت وزارة الداخلية السورية الجمعة مهلة أسبوعا لحاملي السلاح اعتبارا من السبت لتسليم أنفسهم وأسلحتهم مقابل العفو عنهم.

وجاء في بيان رسمي أن وزارة الداخلية “تدعو المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرم القتل إلى تسليم انفسهم واسلحتهم إلى اقرب مركز للشرطة في منطقتهم وسيصار إلى تركهم فورا خلال الفترة من السبت 5 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 12 نوفمبر / تشرين الثاني وذلك بمثابة عفو عام عنهم”.

وأضاف البيان أن “ذلك يأتي انطلاقا من حرص الدولة على مواطنيها وإفساحا في المجال أمام المضللين والمتورطين في حمل السلاح وحرصا على الأمن والنظام العام وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك”.

كسب وقت

في غضون ذلك قال زعماء للمعارضة إن رد القوات السورية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة بعد صلاة الجمعة تعد اختبارا لاتفاق الرئيس بشار الاسد مع جامعة الدول العربية لوقف العنف وبدء محادثات مع المحتجين.

كما تساور الشكوك العديد من الدول بمدى جدية الحكومة السورية في تطبيق الخطة العربية.

فقد اعلنت الناطقة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند الخميس انه لا توجد حتى الان ما يثبت ان ا الاسد سيفي بما التزم به للجامعة العربية.

يذكر ان 20 شخصا قتلوا الخميس على يد قوات الامن والقي القبض على نحو الفي شخص في ريف دمشق لوحدها حسب المرصد.

ونصحت نولاند السوريين عدم تسليم انفسهم للسلطات السورية في اطار العفو الذي اعلنت عن اليوم في الوقت الراهن وان هناك هناك مخاوف على سلامة من يقوم بذلك.

كما اشار نائب الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال الى ان استمرار اعمال القمع يعزز الشكوك الدولية في صدق نوايا الحكومة السورية في تطبيق الخطة العربية.

وتتهم المعارضة الحكومة السورية بأنها وافقت على الخطة العربية “لكسب بعضا من الوقت”.

ووافقت سورية الاربعاء الماضي على خطة وضعتها جامعة الدول العربية لسحب الجيش من المدن والافراج عن السجناء السياسيين واجراء محادثات مع زعماء المعارضة.

وتتعرض سوريا لضغوط متزايدة من الخارج لوقف حملة قمع الاحتجاجات المستمرة منذ سبعة أشهر والمطالبة بالاصلاحات السياسية وتنحي الرئيس الأسد.

وتقول الامم المتحدة ان الحملة أسفرت عن سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

المرصد السوري: مقتل ثلاثة في حمص في قصف لدبابات سورية

عمان (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة مدنيين على الاقل قتلوا في مدينة حمص المحاصرة يوم السبت في مواصلة للجهود التي تسعى لاخماد الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ سبعة شهور رغم مبادرة الجامعة العربية لوقف اراقة الدماء.

وأضاف أن ثلاثة قتلوا في قصف للدبابات لحي بابا عمرو في حمص والمستمر منذ يوم الثلاثاء.

وكان جرى التوصل لاتفاق في القاهرة يوم الاربعاء بين السلطات السورية والجامعة العربية بسحب القوات من المدن السورية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. وصية كليب لأبطال الثورة السورية
    هديت لك هدية يا مجاهد عشــــــر أبيات تفهمها التقاة
    أول بيت أقول استغفر الله إله العرش نمشـــــــي بهداه
    وثاني بيت أقول الملك لله يعطي الملك من يشـــــــــاه
    وثالث بيت توصى باليتامى وقاتل أخوك لاتقتل ســــــواه
    ورابع بيت أقول الله أكبر على بشــــــار الغدار وأخـاه
    وخامس بيت بشار خان الوطن شـوف الثكالى تعطيك النباه
    وسادس بيت قلت السوري خيِّ شــــــديد البأس قهار العداه
    وسابع بيت سوري كون رجال لرد الحق لأهله وحمـــــــاه
    وثامن بيت شبيحه لاتخلي قتلــوا الطــــــفل وأمه وأباه
    وتاسع بيت البعث لاتصالح وإن صالحت شــــــركاً بالإله
    وعاشر بيت إن بعت الوطن ذقت الذل بالصبح ومســـــاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى