أحداث وتقارير اخبارية

أحداث 03.05.2011

“إيلاف” تستطلع رأي المعارضة السورية في التدخل الخارجي

بهية مارديني

غالبية ترى أن الضغط الدولي هو المخرج لوقف الدماء

رفضت غالبية الأوساط السورية المعارضة والتيارات السياسية التي تحدثت إليها إيلاف أي تدخل خارجي كمخرج مُحتمل لما يحدث في سوريا من سفك دماء وقمع واعتقال للمتظاهرين.

مع تزايد الضغط الدولي على سوريا، ومناشدة السلطات لوقف سفك دماء المتظاهرين المدنيين، ما رأي المعارضة السوريّة بالتدخّل الأجنبي في سوريا، خاصة أن هذا التدخل لم يحقق مصلحة ليبيا أو ما يريده الثوار حتى الآن. وكيف يرون شكل هذا التدخل؟ وهل يعتقدون أن لدى الدول العظمى مصلحة في سقوط الأسد؟

السيادة السورية المسلوبة

قال النائب السابق في مجلس الشعب السوري مأمون الحمصي في تصريح خاص لـ”إيلاف” إن هناك خطوات يجب على المجتمع الدولي أن يقوم بها، وأكد “أن الشعب السوري شعب منكوب، ويعيش حالة مأساوية”. وأضاف “الاعتقالات عشوائية، ولا نعرف عدد الشهداء الحقيقي، وسط غياب المعلومات والشفافية، ومنع دخول وسائل الإعلام، ومحاصرة درعا، وأشار إلى “أن هذا الوضع لا ُيحل إلا بوساطة العدالة الدولية”.

وشدد الحمصي، وهو معتقل سابق على خلفية ربيع دمشق، على “أننا لا نقبل من الدول العربية والمجتمع الدولي أن يتعاملوا بمئة مكيال، فالدم الليبي ليس أغلى من الدم السوري”، لافتًا إلى أن “الشعب السوري أعزل، ولدينا نساء اعتقلت لمجرد التظاهر”.

وقال: “على المجتمع الدولي واجب والتزامات، بموجب المعاهدات الدولية، ولدماء شعبنا قدسية لأنهم مواطنون عزّل”.

وأكد “أن السيادة السورية منزوعة أصلاً بفعل سلب البلاد من قبل عائلة الأسد”، وأضاف “أسابيع من التظاهرات، والتماثيل والصور لم تنته في المحافظات السورية، رغم محاولات يومية حثيثة لانتزاع الصور وتحطيم التماثيل”، وتساءل “كم كلفت الاقتصاد السوري كل هذه الصور والتماثيل، ألم يكن من الأجدى أن تدفع هذه التكاليف لخدمة السوريين المتعبين ماليًا؟”.

وقال “كنت في لبنان، وشاهدت الشباب السوريين يعملون كعمّال في لبنان، وكل مجموعة من عشرة شباب يعيشون في شقة واحدة”. وأضاف إن “الشعب السوري شعب نظيف، ويريد أن يعيش، وكان هؤلاء الشباب في الأعياد يعودون إلى عائلاتهم، إلا أنهم كانوا يتعرضون للابتزاز، وسط حالة عامة من الفساد في الجمارك السورية على الحدود السورية اللبنانية”.

واعتبر “أن النظام السوري يحاول أن يخيف الشعب السوري بسلاح التدخل الخارجي”، وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، والذين سكتوا عن ممارسات النظام السوري، بالقصاص العادل، محمّلاً المجتمع الدولي مسؤولية التأخير في رد الفعل، وقال “لا نريد أن يكون تعاملهم مع النظام على حساب الشعب”، وأضاف “الشعب السوري شعب بطل، واتحد بكل أطيافه حتى نجاح الثورة”.

الحل يجب أن يكون سياسيًا

من جانبه اعتبر المحامي رجاء الناصر القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض أن حل الأزمة في سوريا يجب أن يكون حلاً سياسيًا، وليس أمنيًا أو عسكريًا، وقال “حتى هذه اللحظة لا يوجد إلا خطوات عاجلة تسعف البلاد”، محذّرًا “في حال عدم حدوث ذلك، فالبلد ستقاد إلى الفوضى، والى تعقيد أكثر في الأزمات، والى مستقبل لا يمكن لأحد التكهن به”.

وأشار في اتصال هاتفي أجرته “إيلاف” إلى مدينة حلب (وسط سوريا) إلى رفض التدخل الأجنبي، وقال “نحن ضد التدخل الأجنبي، ليس لأنه أثبت فشله في ليبيا فقط، بل لأنه نوع من أنواع الاحتلال، ونحن نؤمن أن يكون التحرك داخليًا ووطنيًا من حيث المبدأ، ومن حيث الواقع، القوى الخارجية لا تهتم إلا بمصالحها الأساسية، وهي مصالح ضد القضية الوطنية”.

ورأى الناصر “من جهة أخرى أن الدول الغربية غير جادة في التدخل في سوريا، لأن مصالحها ليست متوافقة مع الشعب السوري”، معبّرًا عن حرصه “أن يكون التغيير سلميًا وداخليًا وفوريًا، ومن دون أية تدخلات خارجية، وبمبادرة وطنية باتت الآن ملحّة وعاجلة وآنية”.

وحول العقوبات على النظام، رأى “أن العقوبات على الأنظمة غير مجدية، فقد أثبتت فشلها في كل المراحل، حيث إن الرؤساء والمسؤولين لديهم ترتيباتهم الداخلية، التي تضمن حرية الحركة لهم، وتحمي أموالهم من المصادرة، في حين يبقى المتضرر الوحيد هي الشعوب”.

وأضاف “طبقت هذه الأساليب في العراق وليبيا والسودان.. ونتيجتها أن الحكام لم يتأثروا بنتائجها”. معتبرًا أن العبرة في هذه العقوبات بأن لها معنى رمزيًا وسياسيًا بأن هذه الحكومات خارج إطار التعامل المريح مع الخارج، فيما عدا ذلك ليس لها أية قيمة فعلية.

رفع الغطاء عن النظام السوري

وتحدث المعارض السوري البارز، عبيدة نحاس مدير، معهد الشرق العربي في لندن عن رفض التدخل الخارجي، معتبرًا أن كفّ المجتمع الدولي عن التعامل مع النظام السوري كـ” طفل مدلل” هو الحل للخروج من الأزمة، وطالب بتخلي الغرب عن النظام السوري ورفع الغطاء عنه.

استخدام الآليات الدولية لحماية المتظاهرين السلميين

بدوره، قال الدكتور رضوان زيادة مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان في تصريح خاص لـ”إيلاف” نحن ضد التدخل العسكري بأي شكل من الأشكال، ولا أعتقد أن أحداً من السوريين سيقبل بذلك، لكن في الوقت نفسه، أكد زيادة، الذي تحدث في مداخلة مهمة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، عن انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان “لن نتوقف عن استخدام كل الآليات الدولية الضرورية من أجل حماية المتظاهرين السلميين في سوريا، وكانت خطوة إرسال لجنة تحقيق دولية من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة البداية في هذا الإطار”.

رأي بانتظار التبلور

توجهت “إيلاف” بالسؤال إلى الناشط السوري المعارض المقيم في ألمانيا فراس قصاص رئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا عن رأي الحزب في التدخل الخارجي، فأجاب “إن حزب الحداثة لم يبلور موقفه النهائي من موضوع السؤال”.

ووفق آراء متفرقة لعدد من التيارات السياسية السورية المعارضة، استطلعت “إيلاف” أمزجتهم، إزاء ما يحدث رأوا أنه كلما طالت فترة الأزمة الدموية في سوريا… كلما تعقدت القضية باتجاه الأسوأ، وباتت الاحتمالات مفتوحة، مما يزيد القلق على البلاد.

هذا واستغرب معارضون ما يتحدث عنه موالون للنظام السوري عن عمليات عسكرية “نظيفة” تحصل في درعا، ولفتوا إلى أن المتظاهرين المدنيين في سوريا يعارضون النظام بصدور عارية وأياد تبتهل إلى الله القصاص، وكان هناك حنق كبير لدخول الحصار العسكري على درعا في الأسبوع الثاني وسط عمليات قنص وقتل والعالم يتفرج.

ايلاف

السوريون يخترعون لغتهم الخاصة على الهاتف بسبب الخوف

مهما اختلف السوريون حول الأزمة الراهنة في بلادهم، إلا أنهم يتفقون في معظمهم على أن الحديث عبر الهاتف أمر خطر، ولا بد من اتباع طرق ملتوية في الكلام إذا تعلق الأمر بالحديث في السياسة أو بخصوص التظاهرات.

فقد بات السوريون يعمدون الى رموز وشيفرات تتغير باستمرار، وهو أمر لافت أن يكون الناس أجرأ في التظاهرات منهم في الاحاديث الهاتفية.

تضع كاتبة السيناريو إيمان سعيد تعليقا على صفحتها على فيسبوك “أصبح لأمي شيفرتها الخاصة بك˜ل حديث لي معها على الهاتف: “خلص الرشح” (انتهى الرشح) تعني توقف صوت الرصاص، “تخانقوا ولاد أخوك (تعاركوا) يعني يوجد اضطرابات على مسافة منها، “الطقس عاطل لا تأتي اليوم” يعني أن هناك حواجز، “نحن بخير واشتقت لك يعني سوريا يجب أن تك˜ون بخير”.

تقول إيمان إن والدتها تسكن في داريا، في ضواحي دمشق، وهي من البلدات التي ورد اسمها مرارا في نشرات الأخبار. والتي لم تنقطع فيها المظاهرات.

وحول هذا الامر تقول ميسون (25 عاما) “أنا أرتجل كل مرة… اثناء المكالمة الماضية مع والدي في اللاذقية، تكلمنا عن برشلونة وريال مدريد”.

وتوضح أن “برشلونة هو الفريق الأقوى… لكن ريال مدريد هو من يربح اللعبة”، مؤكدة ثقتها بفوز من تقف الى صفهم اليوم ولو تطلب ذلك بعض الوقت.

وتقول ميسون: “عندما كنا خائفين كنا نقول عكس ما نريد، مثلا: الله يخلي لنا النظام”. وتضيف “ما زلنا منتبهين، ولكن من كثرة الموت لا يعود المرء خائفا مثلما كان من قبل”.

لكن ايمان وهي صحفية في العقد الرابع تسلك طريقا آخر، وتقول: “أنا أحكي ما لدي بوضوح. ما عدت اهتم، رغم أن أمي ترجوني أن لا أقول أو أكتب شيئا على فيسبوك”. وتضيف: “الغريب أنني كل ما حكيت مع أحد أحسه يحاول تغيير الموضوع. الكل يهرب بعبارة: الله لا يوفق الذي يقتل ويخرب، من دون أن يحدد من هو الذي يقتل ويخرب، ثم يختمون حديثهم بالقول: الله يستر”.

وتتابع ايمان: “كل الشعب السوري عنده إحساس بأن خطه الهاتفي مراقب”، متسائلة “معقول أن يقدروا على مراقبة 23 مليون مواطن سوري مع هواتفهم الثابتة والمتحركة والفيسبوك؟!”. تختم: “لقد وضعوا بداخل كل منا رقيبا يقول له لا تتكلم، اصمت، حين يهم بالكلام”.

أما هنادي (30 عاما)، فتقول “أحكي على الهاتف مثلما أحكي في كل مكان”، لكنها تلفت إلى جارتها الحمصية (من مدينة حمص) حين تتحدث للاطمئنان على إخوتها في حمص، فتقول لأختها “هل ذهب إخوتك الصغار إلى العرس؟”، وأختها يجب أن تفهم من دون اتفاق سابق أن العرس يعني مظاهرة.

كلمة العرس ليست وحدها التي تعني المظاهرة، البعض إذا أراد أن يسأل على الهاتف عن مظاهرة في مكان ما يقول “هل هناك غبار في تلك المدينة؟”، كما يقول مهيار (25 عاما).

ويضيف أن هناك تعبيرات مثل “المطر، والغيم، والصحو لكن في يوم الجمعة السابق التبس الأمر على الناس، إذ نزل مطر بالفعل، وحين صرت تسأل عن المطر قاصدا المظاهرة كان يفهم أنك تعني المطر الحقيقي”.

ويقول عماد، وهو في العقد الخامس من عمره، “كنت من قبل أستخدم الألغاز، أما الآن فإنهم يصورون الناس في المظاهرات ومع ذلك لا أحد يخاف. هذا الخوف من مراقبة الهواتف تجده في دمشق فقط، أما في مدينة مثل حمص فلم يعد هذا الخوف موجودا”.

(المصدر: أ ف ب)

فرنسا تطالب الإتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على الأسد

أ. ف. ب.

طالبت فرنسا من الإتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد وإدراجه ضمن لائحة تضم مسؤولين في النظام السوري.

باريس: أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء أن فرنسا تريد إدراج الأسد على لائحة الإتحاد الأوروبي التي تضم مسؤولين في النظام السوري ينوي اخضاعهم لعقوبات. وقال جوبيه ردا على سؤال حول إدراج الرئيس السوري على لائحة الاشخاص الذين سيستهدفهم عقوبات بسبب القمع الدامي للتظاهرات في البلاد “فرنسا تريد ذلك”.

وكلف سفراء الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الجمعة خبراءهم بالعمل على صياغة العقوبات. وناهيك عن حظر الاسلحة قد تشتمل تلك على تجميد اموال ومنع منح تاشيرات سفر تطال المسؤولين عن القمع. وينبغي وضع لائحة بالاشخاص المستهدفين.

تظاهرة لحزب التحرير في غزة ضد “القمع” في سوريا

إلى ذلك، نظم حزب التحرير الاسلامي في مدينة غزة الثلاثاء تظاهرة للتضامن مع الشعب السوري في احتجاجاته المطالبة بتغيير النظام. وانطلقت التظاهرة التي شارك فيها عشرات من نشطاء الحزب في محيط ميدان “الجندي المجهول” في غرب مدينة غزة. وردد المتظاهرون الذين رفعوا لافتات تدعم “الثورة” السورية للتغيير، هتافات ضد النظام السوري ومنها “مجرم من يقتل شعبه ..مجرم من يسجن شعبه”.

وفي بيان له قال الحزب ان هدف هذه التظاهرة وهي الاولى من نوعها منذ اندلاع الاحتجاجا في سوريا اخيرا، “هو التضامن مع اهل سوريا ضد اجرام وقمع النظام الحاكم في سوريا”. وتقيم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف 2007 علاقات وثيقة مع النظام السوري ويوجد مقرها الرئيسي خارج الاراضي الفلسطينية في دمشق.

اعتقالات جديدة والسلطات توجّه إنذاراً للمتظاهرين

سورية: الاعتقالات قد تتجاوز الـ5 آلاف

القبس الكويتية

ارتفعت وتيرة الاعتقالات في سورية بشكل كبير، لتشمل شريحة واسعة من الحقوقيين والسياسيين والناشطين المدنيين والمواطنين. وأعلن وسام طريف مدير منظّمة إنسان الحقوقية «اعتقال 2130 شخصاً منذ 15 مارس ولكن هذا العدد يمكن أن يتجاوز خمسة آلاف».

وأمهلت قوات الأمن الأشخاص الذين قاموا بـ«أفعال مخالفة للقانون» 15 يوماً من أجل تسليم أنفسهم.

وقد شنّت قوّات الأمن السورية أمس حملة اعتقالات جديدة، وأمهلت الاشخاص الذين قاموا بـ«أفعال مخالفة للقانون» 15 يوماً من أجل تسليم انفسهم، في وقت دعا المعارضون إلى القيام بتظاهرات لـ«التضامن» مع مدينة درعا المحاصرة (100 كلم جنوب دمشق).

وبحسب موقع المعارضة «ثورة سورية 2011»، فإنّ قوّات الأمن السورية دخلت فجر أمس إلى كفرنبل، الواقعة على بعد 320 كلم شمال دمشق، وفتّشت المنازل واعتقلت 26 شخصاً. والأحد شنّت قوّات الأمن السورية حملة اعتقالات في عدد من المدن السورية، وخصوصاً في درعا ودوما واللاذقية والقامشلي، واعتقلت 365 شخصاً على الأقل، حسبما أفاد ناشط رفض الكشف عن هويّته.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن متحدث عسكري قوله إنّه تمّ اعتقال «499 شخصاً من المجاميع الإرهابية في درعا»، مشيراً إلى «مقتل عسكريين اثنين وعنصر أمني، بالإضافة الى عشرة ارهابيين».

ومنذ بدء حركة الاحتجاجات، يتّهم النظام «العصابات الإجرامية المسلّحة»، أو «مجاميع إرهابية» بالتسبّب في أعمال العنف في سورية.

وقال وسام طريف، مدير منظمة إنسان الحقوقية، إنّه «تمّ تأكيد اعتقال 2130 شخصاً منذ 15 مارس، لكنّ هذا العدد يمكن أن يتجاوز خمسة آلاف».

وبحسب المنظّمة، تمّ اعتقال ثلاثة مصريين وسبعة لبنانيين وثلاثة أوروبيين وجزائري، غالبيتهم صحافيون، دخلوا الأراضي السورية من دون إذن عمل.

وأضافت أنّه منذ بداية الانتفاضة قتل 607 أشخاص، بينهم 451 في درعا والقرى المحيطة بها.

إنذار الداخلية

من جانبها، دعت وزارة الداخلية «من غُرّر بهم وشاركوا أو قاموا بأفعال يعاقب عليها القانون من حمل للسلاح أو إخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضلّلة، المبادرة إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات المختصّة».

كما دعتهم إلى «الإعلام عن المخرّبين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة»، مشيرة إلى أنّه «سيصار إلى إعفائهم من العقاب والتبعات القانونية وعدم ملاحقتهم حتى الخامس عشر من مايو الجاري».

سوريون: الرئيس عصري.. لكن نظامه عفا عليه الزمن

صحيفة الشرق الأوسط

هم في الثلاثينات من العمر، وينتمون إلى أسر ميسورة في دمشق، وكانوا على ثقة بالمستقبل، لكن منذ شهر ونصف شهر أصيب «جيل بشار» بالحيرة بعد موجة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس السوري.

في المساء على طاولة العشاء تتركز أحاديث هؤلاء الشباب على المظاهرات التي تطالب الرئيس بشار الأسد بالإصلاحات، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وبالنسبة للؤي، وهو طبيب يبلغ من العمر 41 عاما، فإن «الشيء الإيجابي هو أننا ولأول مرة نتناقش بانفتاح، حتى مع جيراننا، هذا شيء لم نكن نتخيله قبل شهر». ومنذ تولي حزب البعث نظام الحكم في البلاد في 1963، أي انتقاد كان يمكن أن ينقل صاحبه إلى دوائر الأمن السرية التي يخشاها الناس.

من جهته، يقول أحمد، وهو مهندس يبلغ من العمر 37 عاما: «نحن نطالب بالحرية وبأن لا نخاف مجددا أن نقول ما نعتقد من دون التفكير في الشخص الذي نعرفه في الدائرة الضيقة من السلطة والذي سيحررنا من أيدي المخابرات». أما فاروق، وهو موسيقي يبلغ من العمر 34 عاما، فتم توقيفه بعد مشاركته في المظاهرات الأولى في دمشق، فيقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «نزلت للشارع للمطالبة بالحرية ولأنني كنت متأثرا بأحداث مدينة درعا، لم أفكر يوما في أنني سأخرج في مظاهرة للتضامن مع هذه المدينة التي لم أزرها في حياتي».

وتقع درعا على مسافة 100 كلم جنوب دمشق، وأصبحت مركزا للمظاهرات منذ إساءة معاملة فتيان يشتبه بكتابتهم شعارات مناوئة للنظام على جدران المدينة. وعلى الأثر قام الرئيس السوري بإقالة المحافظ والمسؤول الأمني المحلي في 23 مارس (آذار) لاحتواء أزمة الاحتجاجات التي انطلقت في 15 مارس. وبالنسبة لهؤلاء الرجال والنساء الذين ينتمون إلى جيل الرئيس بشار الأسد (45 عاما) الموجود في السلطة منذ عام 2000، فإن الرئيس عصري لكن نظامه عفا عليه الزمن.

ويقول أحمد، وهو مستورد يبلغ من العمر 35 عاما، إن «التلفزيون السوري يعمل كما كان قبل 40 عاما، قبل ظهور القنوات الفضائية. ولم يبدِ اهتماما بالمتظاهرين الذين قتلوا، في حين هم شهداء ما دام النظام يؤكد مقتلهم على أيدي العصابات المسلحة». ويعتقد كثير من السوريين أن بشار الأسد منع من القيام بإصلاحات من قبل قادة النظام الذين يخافون فقدان مواقعهم بسبب عدم كفاءتهم.

ويؤكد عمر، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 39 عاما، أن «تشييد بناية لا يتم في يوم وليلة، وكذلك الحال بالنسبة للدولة التي تحتاج إلى وقت طويل»، مشيرا إلى ضرورة أن «نعطيه مزيدا من الوقت». ويتساءل فاروق صديقه، وهو تاجر يبلغ من العمر 35 عاما: «أي وقت؟ إنه في سدة الحكم منذ عشرة أعوام ولم يحصل شيء»، مشيرا إلى حكمة سورية تقول إن «الغيوم تعلن المطر، إلا أننا لم نرَ حتى الآن أية غيوم». ويرد عمر: «أنت تعيش في هذه الحال منذ عشرين عاما، واليوم أنت تريد الحرية حالا؟ كن صبورا».

ووعد الرئيس السوري بإجراء إصلاحات في البلاد وألغى العمل بقانون الطوارئ المطبق في سوريا منذ نحو خمسين عاما. ويقول أنور، وهو طبيب يبلغ 44 عاما، إنه مدهوش لظهور عبارات مثل «عصابات مسلحة» في المصطلحات الرسمية السورية. ويضيف: «كان هناك اتفاق غير معلن (بيننا وبين السلطات)، نتخلى عن حريتنا مقابل تأمين حياتنا، لكننا اكتشفنا الآن أن هناك عصابات مسلحة». وتابع: «بدلا من تجسسها على حياتنا الخاصة، على الأجهزة الأمنية أن تلاحق تلك العصابات».

ويؤكد أسامة، وهو موظف رفيع يبلغ 52 عاما: «من أجل سحق هؤلاء الإرهابيين، يجب القضاء على الفساد لأنه إذا كان هناك سلاح فمعنى هذا أن المهربين ينجحون في تمريره». وفي مقهى راقٍ في حي المزة تتحدث إحدى الزوجات عن مغادرة البلاد، وتقول بشرى 28 عاما: «أنا وزوجي نفكر في مغادرة البلاد، لا نستطيع البقاء هنا، الأمر يتحول إلى حرب أهلية، ننوي التوجه إلى دبي أو برشلونة أو باريس أو بيروت». ويرد عليها صديق: «بيروت؟ ألم يخطر في بالك أنه في حال ساءت الأوضاع هنا فإن الأوضاع في لبنان ستتأثر؟».

سورية: مقتل 10 في درعا واعتقالات في دمشق وحمص ودرعا

قال متحدث باسم الجيش السوري إن القوات الأمنية قتلت 10 اشخاص ممن تصفهم الحكومة بالجماعات الارهابية يوم الاحد في مدينة درعا والقت القبض على نحو 500 منهم في حملة دهم من منزل لآخر في مدينة درعا، بينما ذكرت الأنباء أن ناشطين آخرين اعتقلوا أيضا في كل من العاصمة دمشق ومدينة حمص الواقعة وسط البلاد.

وفي دمشق، اعتقلت قوات الأمن الاثنين عشرات الناشطين، بمن فيهم الناشطة دانا الجوابرة، والتي كانت قد اعتُقلت في السادس عشر من شهر مارس/آذار الماضي، وأطلق سراحها في السابع والعشرين منه.

كما شملت حملة الاعتقالات مختلف المدن السورية حيث اعتقل اكثر من 20 في بلدة كفرنبل في محافظة حماه ونحو 150 في بلدتي الزبداني ومضايا القريبتين من العاصمة دمشق حيث تعرض المعتقلون للضرب والاهانة امام اسرهم وتمت مصادرة هواتفهم النقالة واجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم حسبما احدى منظمات حقوق الانسان السورية.

وقال ناشطون إن جوابرة سُمعت تصرخ قبل أن تُرغم على الصعود إلى سيارة تابعة للأمن كانت متوقفة أمام منزلها في منطقة المزة بدمشق، حيث قالت: “أنا دانة الجوابرة من درعا.”

وفي بلدة الرستن الواقعة في محافظة حمص، شُيِّعت جثامين 17 شخصا قتلوا على يد قوات الامن خلال المظاهرات التي شهدتها البلدة يوم الجمعة الماضي.

وفي بلدة القامشلي، الواقعة شمال شرقي البلاد، شارك حوالي ألفي كردي في تشييع جنازة الشاب أحمد فنر مصطفى الذي تقول اسرته انه قُتل بسبب رفضه المشاركة بأعمال القمع ضد المتظاهرين في درعا.

من جانبها، قالت مراسلة بي بي سي في دمشق إن الشرطة فرقت تظاهرة لعشرات النساء خرجن للمطالبة بالحرية و”إنهاء حصار مدينة درعا”.

وقالت المراسلة إن الشرطة اعتقلت إحدى المشاركات في المظاهرة ورجلين كانا يقومان بتصوير التظاهرة.

اعتقالات في درعا

وفي درعا، قال شهود عيان إن قوات الأمن اعتقلت المئات من الرجال في المدينة ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاما.

وقال مراسل وكالة رويترز للأنباء في العاصمة الأردنية عمان عن شهود عيان من درعا قولهم إنهم شاهدوا حافلات مليئة بالمعتقلين وهم مقيدون وعيونهم معصوبة.

وقال أحد المحامين من سكان درعا، والذي رفض الكشف عن اسمه: “إنهم يعتقلون كل الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما”.

وتأتي هذه الاعتقالات بعد أن أحكم الجيش سيطرته على المسجد العمري الذي صار مركزا للاحتجاجات المناهضة للحكومة.

موعد نهائي

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية الاثنين عن مصادر سورية قولها إن السلطات حددت يوم 15 من مايو/ أيار الجاري كموعد نهائي للأشخاص الذين ارتكبوا “أعمالا مخلة بالقانون والنظام” لكي يقوموا بتسليم أنفسهم.

ووفقا لتقارير صادرة عن منظمات حقوقية وشهادات سكان درعا، فإن أكثر من 70 شخصا قتلوا في المدينة منذ يوم الجمعة الماضي.

وتمثل المظاهرات التي تشهدها سورية منذ 15 مارس/ آذار الماضي أكبر تحد يواجه نظام الحكم في سورية منذ أربعة عقود.

دعا نشطاء على “موقع ثورة 2011” على فيسبوك إلى الاعتصام المتواصل في المدن والبلدات السورية ابتداء من اليوم الثلاثاء، في مواجهة موجة الاعتقالات والمداهمات التي تنفذها قوات الأمن ضد المحتجين المطالبين بمزيد من الحريات وبإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وجاء على الموقع “ندعو السوريين في جميع المناطق إلى التجمع ابتداء من يوم الثلاثاء في جميع الساحات العامة لتنظيم اعتصامات مستمرة ليلا ونهارا”.

وتأتي هذه الدعوة بعد يوم واحد من طلب وزارة الداخلية السورية من المواطنين السوريين ممن ترى أنه غُرّر بهم وشاركوا في حمل السلاح أو الإخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضلّلة, المبادرة بتسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات.

كما طلبت منهم الإبلاغ عمّن وصفتهم بالمخبرين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة, مشيرة إلى إعفاء هؤلاء من التبعات القانونية وعدم ملاحقتهم خلال مهلة تمتدّ حتى 15 مايو/أيار الجاري.

حملة اعتقالات

وفي هذه الأثناء، تواصل السلطات السورية حملة اعتقالات لمؤيدي المظاهرات المطالبة بالحرية شملت مئات المتظاهرين وعددا من الناشطين خلال عمليات دهم في مدن مختلفة.

يقول رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان بلندن إن الناس يعتقلون في كل وقت في إطار حملة شاملة على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أن وكلاء النظام يحملون قوائم بأسماء من سيتم توقيفهم.

وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان بدمشق لوكالة الأنباء الفرنسية إن “اعتقالات هامة وقعت في مدينة درعا اليوم الثلاثاء وأمس شملت من تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما للاستجواب في ملعب درعا، وإن ما لا يقل عن ألف شخص اعتقلوا”.

كما تم اعتقال ناشطين في حقوق الإنسان في القامشلي والرقة وضواحي دمشق, فضلا عن عشرات المواطنين خلال مظاهرات الاحتجاج.

وأثناء ذلك خرجت أمس مظاهرة في منطقة الميدان بقلب دمشق هتف المشاركون فيها للحرية، وأخرى نسوية في ساحة عرنوس بقلب العاصمة للمطالبة بفك الحصار عن مدينة درعا.

 

ورفعت المتظاهرات لافتات تندد بأعمال القتل التي ارتكبتها السلطات الأمنية ضد المتظاهرين في المدن السورية كافة.

وفي منطقة الزبداني القريبة من دمشق، خرجت مظاهرة كبيرة طالب فيها المتظاهرون بإطلاق سراح السجناء الذين اعتقلتهم القوات الأمنية خلال فترة المظاهرات الماضية.

وسارت مظاهرات في مدينة حمص طالبت بفك الحصار عن درعا وهتف المشاركون فيها للحرية.

ونزل المتظاهرون في حي باب سباع إلى الشوارع، كما سارت مظاهرة أخرى في حي باب دريب.

وقال أحد الناشطين إن الجيش السوري دفع بتعزيزات إلى منطقة الزبداني قرب الحدود مع لبنان وإلى الرقة وإدلب.

ونسبت وكالة يو.بي.آي للأنباء إلى مصدر عسكري سوري قوله إن وحدات الجيش والقوى الأمنية تواصل مهمتها في مدينة درعا بتعقب ما سماها “المجموعات الإرهابية المسلحة”، فألقت القبض على عدد من عناصرها.

 

وأضاف المصدر -الذي لم تحدد الوكالة هويته- أن وحدات الجيش والقوى الأمنية تمكنت من العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وجدت مطمورة في أماكن متعددة من المدينة.

وقالت وكالة الأنباء السورية إن وحدات من الجيش طاردت وقتلت عشرة من عناصر ما وصفتها بالمجموعات الإرهابية التي روّعت المدنيين, واعتقلت 499 منهم.

كما قتلت قوات الجيش خمسة قناصة, وأشارت إلى مقتل عنصرين من الأمن خلال الاشتباكات.

الصليب الأحمر

وبالتزامن، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سوريا اليوم الثلاثاء إلى تمكينها من الوصول بشكل آمن وفوري إلى الجرحى والمعتقلين جراء أعمال العنف.

وقالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان جاسر إنه “من الملح أن تصل الخدمات الطبية ومسعفون يقومون بإسعافات أولية، وآخرون يضطلعون بمهام لإنقاذ أرواح من يحتاجونهم سريعا”.

وأبدت اللجنة في بيان قلقها من أعمال العنف التي أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، وأبدت مخاوفها “من إزهاق المزيد من الأرواح”.

وأكدت اللجنة وجوب معاملة جميع من اعتقلوا في أعقاب أعمال العنف والمظاهرات على مدار الأسابيع الأخيرة في سوريا، بشكل إنساني واحتجازهم في ظروف لائقة.

تراجع

وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة يو.بي.آي أن النائب ناصر الحريري تراجع عن استقالته من مجلس الشعب السوري التي كان أعلنها عبر الفضائيات احتجاجا على الأحداث التي شهدتها محافظة درعا.

وقال الحريري خلال جلسة مجلس الشعب الاستثنائية مساء أمس الاثنين إنه تقدم باستقالته في إطار سعيه لتحقيق تقدم إيجابي لحل أحداث درعا، خاصة أنه كان عضوا في لجنة شعبية لهذه الغاية.

وأضاف أن تراجعه عن استقالته جاء نتيجة استغلالها في غير مصلحة الشعب والوطن، حسب زعمه.

اعتقالات واسعة ومظاهرات ليلية بسوريا

واصلت السلطات السورية أمس الاثنين عمليات تضييق الخناق على المحتجين المطالبين بمزيد من الحريات وبإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وألقت القبض على المئات من الناشطين في حملات مداهمة طالت منازل مواطنين في العديد من مدن البلاد.

ونسبت وكالة يو بي آي للأنباء إلى مصدر عسكري سوري قوله إن وحدات الجيش والقوى الأمنية تواصل مهمتها في مدينة درعا بتعقب ما سمَّاها “المجموعات الإرهابية المسلحة”، فألقت القبض على عدد من عناصرها.

وأضاف المصدر –الذي لم تحدد الوكالة هويته- أن وحدات الجيش والقوى الأمنية تمكنت من العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وجدت مطمورة في أماكن متعددة من المدينة.

وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن قوات الأمن دخلت المنازل في درعا بحثا عن الرجال ممن هم دون الأربعين من العمر.

كما اعتُقِل ناشطون في حقوق الإنسان في مدينتيْ القامشلي والرقة وضواحي دمشق, فضلا عن عشرات من المواطنين العاديين خلال مظاهرات الاحتجاج.

وقال أحد الناشطين إن الجيش السوري دفع بتعزيزات إلى منطقة الزبداني قرب الحدود مع لبنان وإلى الرقة وإدلب.

وقالت وكالة الأنباء السورية إن وحدات من الجيش طاردت وقتلت عشرة من عناصر وصفتها بالمجموعات الإرهابية التي روّعت المدنيين, واعتقلت 499 منهم.

كما قتلت قوات الجيش خمسة قناصة, وأشارت إلى مقتل عنصرين من الأمن خلال الاشتباكات.

مهلة للاستسلام

في غضون ذلك طلبت وزارة الداخلية السورية من المواطنين السوريين ممن رأت أنه غُرّر بهم وشاركوا في حمل السلاح أو الإخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضلّلة, المبادرة إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات.

كما طلبت منهم الإبلاغ عمّن وصفتهم بالمخبرين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة, مشيرة إلى إعفاء هؤلاء من التبعات القانونية وعدم ملاحقتهم خلال مهلة تمتدّ حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.

وخرجت مساء أمس مظاهرة في منطقة الميدان في قلب دمشق هتف المشاركون فيها للحرية، وأخرى نسوية في ساحة عرنوس في قلب العاصمة للمطالبة بفك الحصار عن مدينة درعا.

ورفعت المتظاهرات لافتات تندد بأعمال القتل التي ارتكبتها السلطات الأمنية ضد المتظاهرين في المدن السورية كافة.

وفي منطقة الزبداني القريبة من دمشق، خرجت مظاهرة كبيرة طالب فيها المتظاهرون بإطلاق سراح السجناء الذين اعتقلتهم القوات الأمنية خلال فترة المظاهرات الماضية.

وسارت مظاهرات في مدينة حمص طالبت بفك الحصار عن درعا وهتف المشاركون فيها للحرية.

ونزل المتظاهرون في حي باب سباع إلى الشوارع، كما سارت مظاهرة أخرى في حي باب دريب.

تراجع

وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة يو بي آي أن النائب ناصر الحريري تراجع عن استقالته من مجلس الشعب السوري التي كان أعلنها عبر الفضائيات احتجاجا على الأحداث التي شهدتها محافظة درعا.

وقال الحريري -خلال جلسة مجلس الشعب الاستثنائية مساء أمس الاثنين- إنه تقدم باستقالته في إطار سعيه لتحقيق تقدم إيجابي لحل أحداث درعا، خاصة أنه كان عضوا في لجنة شعبية لهذه الغاية.

وأضاف أن تراجعه عن استقالته جاء نتيجة استغلالها في غير مصلحة الشعب والوطن،

تفاصيل ما حصل في الرستن يوم جمعة الغضب 29 نيسان الماضي

كما وصلتني من شاهد عيان ثقة داخل المدينة

في يوم جمعة الغضب قامت مظاهرة كبيرة في الرستن واتجه المتظاهرون الى الجسر فاعتقد الأمن العسكري أن هدفهم هو قطع الطريق الدولي وتم استدعاء مدرعات ب م ب  وكذلك ودبابات من كتيبة الهندسة الموجودة في الرستن لحماية الجسر

الجيش لم يشتبك مع المواطنين واصر على ان مهمته حماية الجسر فقط فقام المواطنون بالركوب على المدرعات والاحتفال بالجيش كما في الفيلم الذي صدر البارحة، مما اثار حفيظة عناصر الأمن العسكري فبدؤوا باطلاق الناس على الناس والجيش فردت احدى مدرعات ال بي ام بي باطلاق النار على مفرزة الامن العسكري وتم احراقها..

في خضم الأمر، حصل بعض التخريب لشعبتي الأمن العسكري والسياسي ولشعبة الحزب، ولكن أحد الأذكياء قام بسحب تقارير المتعاونين وكاتبي التقارير، وتم حصرهم بـ 1200 رجل و150 امرأة من أهل المنطقة

لاحقاً اقام اهل الرستن عزاء موحد لشهداء الجمعة وأثناء العزاء قامو باذاعة اسماء عملاء الامن

من ناحية أخرى، أحد رجال الرستن اصيب ابنه بطلق ناري يوم الجمعة وعمره 12 عام فأسعفه الى المشفى الوطني بحمص وهناك تم اعتقال الاب لمدة 30 ساعة عاد بعدها وقال امام الناس في خيمة العزاء انه سيظهر في التلفاز قريبا وهو يعترف بانه زعيم خلية ارهابية وانه يوزع السلاح والذخيرة على الاهالي …وانه اجبر على فعل ذلك تحت تهديد السلاح.

لا أعلم ما مصير قائد المدرعة والدبابة بانتظار تفاصيل أكثر

هنا خطبة والد أحد الشهداء

هنا الدبابة على الجسر

وهنا المدرعة تدافع عن الناس

أع

استمرار حملات القمع في سوريا وعزلة النظام في ازدياد

الاحتجاجات انتقلت من المطالبة بالإصلاح إلى المطالبة بإسقاط النظام

كثفت قوات الأمن السورية قمعها ضد المعارضين وقامت باعتقال مئات المتعاطفين المؤيدين للديمقراطية وذلك عشية قصف درعا معقل الانتفاضة ضد نظام الأسد، فيما اشتدت الإدانة الدولية لأعمال القمع كما ظهر ذلك في الموقف التركي الجديد.

ذكر محتجون سوريون أن الحملات الأمنية مستمرة وبشكل واسع في شتى أنحاء البلاد ما حولها إلى “معتقل كبير” حسب تعبير المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان السورية. وفي حديث لدويتشه فيله، قال الكاتب والصحافي السوري المعارض بكر صدقي إن هناك “اعتقالات في درعا وعموم المناطق السورية، إذ وصل العدد إلى ألف معتقل، بعضهم يتم إطلاق سراحه بعد أيام قليلة وعليهم آثار تعذيب شديد”.  كما أكد محتجون من داخل سوريا أن قوات الأمن انتشرت اليوم في مناطق بوسط مدينة بانياس الساحلية أيضا حيث تقوم بمداهمات وعمليات اعتقال.

من الإصلاح إلى المطالبة بسقوط النظام

ويبدو أن نظام الأسد مصر على اتباع سياسة العصا الغليظة بعد ستة أسابيع من اندلاع الاحتجاجات التي بدأت بالمطالبة بمزيد من الحريات والإصلاحات الديمقراطية، وتشددت الآن لتطالب  بالإطاحة بالنظام. وشكل إرسال الأسد لدبابات الجيش إلى درعا معقل الاحتجاجات مؤشرا على تشدد النظام وربما نقطة اللاعودة بينه وبين المحتجين. وبهذا الصدد أوضح بكر صدقي أن “درعا محاصرة منذ أكثر من عشرة أيام بالدبابات من الفرقة الرابعة للجيش السوري وقوات المخابرات، وهذا ما أدى إلى حدوث عمليات نزوح نحو الأردن بعد إطلاق نار عشوائي على كل ما يتحرك”. وأمام التعتيم والحصار المفروضين على درعا طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم السلطات السورية بسرعة رفع القيود أمام الوصول إلى ضحايا العنف في هذه المدينة من أجل تقديم المساعدة لهم.

ناشطون ومنظمات حقوقية: عدد المعتقلين المعارضين لنظام الأسد بلغ الألف

وفي نفس السياق تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص اليوم في بانياس شمال غرب سوريا. وقال ناشط لوكالة الأنباء الفرنسية إن “المتظاهرين دعوا إلى رفع الحصار عن درعا وبانياس وأطلقوا شعارات تدعو إلى سقوط النظام”. ويذكر أن الجيش السوري يحاصر بانياس أيضا منذ أكثر من أسبوع وأقام فيها نقاط مراقبة وفق بعض الناشطين. وتصف السلطات بانياس، التي تقطنها أغلبية من السنة، بمركز لـ “الإرهاب السلفي”.

من جهتها أكدت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا  في بيان لها أن السلطات السورية قامت خلال اليومين الماضيين بتصعيد وصفته بـ “الجنوني” تقوم خلاله بـ “اعتقال كل من له قدرة على الاحتجاج أو التظاهر في المدن والقرى التي تشهد اعتصامات، كما أن السلطة قد طالت باعتقالاتها التعسفية كتابا ومثقفين ونشطاء معروفين بتوجهاتهم الإصلاحية  لتتجاوز قائمة المعتقلين الألف خلال اليومين الآخرين فقط”. وهذا ما أكده بدوره بكر صدقي لدويتشه فيله بقوله “أجهزة الأمن السورية التي تبلغ 13 جهازا لا تترك لأي ناشط أو مثقف أن يقول كلمة ضد النظام”. وأضاف أن لهذه الأجهزة سطوة شديدة على السكان وتغطي كل المناطق السورية.

تركيا تشدد لهجتها اتجاه الأسد

زادت حدة الضغوط الدولية ضد نظام الأسد، ففي تحول مثير في الموقف التركي قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب “يجب ألا تقوم  سوريا بمذبحة أخرى مثل حماة”. وهو ما اعتبره المراقبون تصعيدا في ضغوط أنقرة التي تنظر إليها سوريا كحليف استراتيجي في المنطقة. وبهذا الصدد أوضح بكر صدقي، وهو متخصص أيضا في الشؤون التركية، أن “تركيا بدأت تغير موقفها بشكل تدريجي من النظام السوري، ويبدو أن تركيا بدأت تفكر في سوريا ما بعد الأسد”. وتجدر الإشارة إلى أن أردوغان سبق له وأن أرسل مبعوثين إلى دمشق كما أجرى مكالمات مع الأسد عدة مرات في سبيل إقناعه بضرورة الاستجابة لمطالب الإصلاح التي رفعها المحتجون.

الضغوط الدولية تزداد اتجاه نظام الأسد، بما فيها الحليف التركي

ويتناغم الموقف التركي مع الموقف الدولي بشكل عام، إذ كان هناك أمل في البداية في أن يسعى النظام السوري إلى إصلاح نفسه من الداخل، إلا أن الأسد اختار على ما يبدو أسلوب القمع ما قد يفقده الشرعية نهائيا. وفي هذا السياق أعلنت كل من باريس وبرلين عن سعيهما لفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على زعماء سوريين من بينهم الرئيس السوري. وقال آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي إن فرنسا تسعى لأن يكون الأسد مستهدفا أيضا بالعقوبات. وهو مؤشر على ابتعاد باريس أكثر فأكثر عن نظام بشار الأسد، وهي التي فتحت له أبواب أوروبا وكانت من أولى العواصم الغربية التي عملت على فك العزلة الدولية التي كانت مفروضة عليه.

تنديد ألماني أمريكي بسلوك النظام السوري

وفي سياق متصل أعلن نائب وزير الخارجية الألماني فيرنر هوير أن الوقت حان للتحرك في الموضوع السوري موضحا أن “التصرفات الوحشية المستمرة للحكومة السورية لا تترك للاتحاد الأوروبي خيارا سوى الضغط بقوة لتطبيق عقوبات موجهة ضد النظام”. ويذكر أن الاتحاد الأوروبي وافق الأسبوع الماضي على فرض حظر على بيع السلاح لسوريا إضافة إلى دراسة إجراءات عقابية أخرى.

ومن جهتها أكدت مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة غير حكومية مقرها في بروكسل، أن على النظام السوري أن يسيطر على أجهزته الأمنية ويعاقب المسؤولين عن أعمال العنف. وقالت إن “الوضع في سوريا يقترب من نقطة اللاعودة”.كما نددت واشنطن بـ “التدابير الهمجية” في مدينة درعا. وأدان مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية استخدام الدبابات والقيام “بحملة اعتقالات تعسفية واسعة بحق شبان في درعا” إضافة إلى قطع المياه والكهرباء. ووصف هذه الإجراءات بالعقاب الجماعي للمدنيين الأبرياء.

حسن زنيند

مراجعة: أحمد حسو

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى