أحداث وتقارير اخبارية

أحداث 26.04.2011

 

2011-04-26

 

قصف بدرعا وحصار على حمص

قال شاهد عيان من مدينة درعا للجزيرة إن المدينة تتعرض منذ فجر أمس لقصف شديد، الأمر الذي أسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلا بينهم العديد من النساء والأطفال، فيما يعيش سكان مدينة حمص حالة خوف من تعرضهم لـ”مجزرة”، في ظل الحصار الأمني المطبق المفروض على المدينة.

وقال الشاهد إن قوات الجيش قامت بتدمير خزان المياه في المدينة، لتفاقم معاناة السكان الذين يعيشون بلا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات منذ فجر أمس الاثنين، فيما يستخدم بعضهم أرقام هواتف أردنية.

وأكد أكثر من شاهد عيان للجزيرة أن عددا من ضباط الجيش والعسكريين انضموا بأسلحتهم لصفوف المواطنين في المدينة، بعد يوم دام سقط فيه العشرات من أبناء المدينة.

وبدوره برر مصدر عسكري مسؤول دخول وحدات من الجيش لمدينة درعا بأنه استجابة لاستغاثة المواطنين، ووضع حد لعمليات القتل والتخريب التي تقوم بها من سماها مجموعات إرهابية متطرفة.

وأسفرت العملية -بحسب المصدر ذاته- عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش والأمن وعناصر تلك الجماعات.

وكانت مصادر قريبة من الحكومة قد تحدثت عن مقتل تسعة من قوات الجيش -بينهم ضباط- على أيدي من سمتهم “المندسين” على الطريق السريع بين درعا ودمشق، في هجوم على قافلة عسكرية.

انضمام

وفي تطور آخر أكد شاهد عيان في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن نحو ثلاثة ضباط وخمسة عسكريين أعلنوا صباح اليوم انضمامهم لصفوف المواطنين، وقاموا بالتصدي للقوات الأمنية والقناصة الذين وجهوا بنادقهم باتجاه صدور المواطنين العارية.

وقال الشاهد إن أهالي المدينة يعيشون حالة مأساوية في ظل انقطاع الكهرباء والماء والاتصالات، فيما تواصل القوات الأمنية فرض حالة حظر للتجول، ويستهدف القناصة -الذين اعتلوا أسطح العديد من المباني- أي مواطن يخرج للشارع.

وكانت درعا قد عاشت يوما دمويا أمس، بعد أن دخلتها قوات الأمن مدعومة بمدرعات ودبابات فجر أمس الاثنين، وسط إطلاق كثيف للنيران.

وتضاربت المصادر حول عدد قتلى الأمس، وقد تراوحت هذه الأعداد ما بين 39 و18 شخصا، في ظل حالة التعتيم الإعلامي الشديد الذي تفرضه السلطات على ما يجري في المدينة، وقطع كل وسائل الاتصال مع سكانها.

وتعرضت المدينة لقصف جوي شاركت فيه قوات تابعة لفرقة من الجيش يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.

وأكد شهود عيان تحدثوا للجزيرة أمس أن القناصة الذين انتشروا على أسطح المباني، وجهوا بنادقهم باتجاه كل من يخرج للشارع، محاولا سحب الجثث التي شوهد العديد منها مسجى في الشوارع، فيما منعت قوات الأمن سيارات الإسعاف من الوصول إلى القتلى أو إسعاف الجرحى.

كما أحكمت السيطرة على مداخل جامع أبو بكر الصديق ومسجد بلال الحبشي ومسجد المنصور، بالإضافة إلى مقبرة الشهداء.

ونقل مراسل الجزيرة في الأردن حسن الشوبكي عن شهود عيان من قرى أردنية قريبة جدا من الحدود السورية، قولهم إنهم سمعوا أصوات القصف بالمدفعية في عدة مناطق من مدينة درعا.

توتر بمدن أخرى

وفيما سقط نحو 13 شخصا بمدينة اللاذقية وبلدة جبلة برصاص قوات الأمن، انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن في مدينة حمص وحاصرتها من كل الجوانب، فيما اعتقلت نحو 500 ناشط من دوما وجبلة ومدن أخرى.

وقال شاهد عيان للجزيرة إن الجيش أقام متاريس في بعض الشوارع في حمص، فيما يعيش الأهالي حالة خوف وهلع شديدين، خوفا من “مجزرة مثل التي وقعت في درعا”.

عشرات القتلى برصاص الجيش السوري

قال ناشطون حقوقيون سوريون إن العشرات قتلوا أمس في مدن سورية عدة -بينها درعا وجبلة- خلال عمليات عسكرية تقوم بها قوات الأمن والجيش السوري. كما تحدثت جهات حقوقية عن اعتقال المئات في المدن السورية التي تشهد احتجاجات واسعة مطالبة بالإصلاحات السياسية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناشط عبد الله أبا زيد أن 25 شخصا قتلوا في درعا, لكن مصادر أخرى تحدثت عن 18 قتيلا فقط في المدينة.

أما وكالة الأنباء الألمانية فنقلت عن ناشطين قولهم إن 39 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب سبعون آخرون جراء القصف الذي تعرضت له درعا.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن 25 شخصا على الأقل قتلوا في القصف الذي شهدته المدينة وشاركت فيه قوات تابعة لفرقة من الجيش يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.

وعن تفاصيل تلك العملية قال ناشطون حقوقيون سوريون إن قوات من الأمن والجيش معززة بدبابات ومدرعات دخلت مدينة درعا منذ فجر الاثنين من أربعة محاور، وسط إطلاق نار كثيف.

وذكرت وكالة رويترز أن تلك القوات أطلقت النار بشكل عشوائي على الأحياء والمنازل، وأحكمت السيطرة على مداخل جامع أبي بكر الصديق ومسجد بلال الحبشي ومسجد المنصور، بالإضافة إلى مقبرة الشهداء.

ونقل مراسل الجزيرة في الأردن حسن الشوبكي عن شهود عيان من قرى أردنية قريبة جدا من الحدود السورية قولهم إنهم سمعوا أصوات القصف بالمدفعية في عدة مناطق من مدينة درعا.

وقال نشطاء على شبكة الإنترنت أيضا إن الدبابات أطلقت قذائفها على البيوت والأشخاص.

وأضاف شهود آخرون أن المساجد دعت الناس إلى مساعدة الجرحى، في حين فرضت قوات الأمن حظرا للتجول في المدينة التي قطعت عنها الاتصالات، لكن العديد من سكانها يستخدمون شرائح هواتف أردنية.

وفي هذه الأثناء قالت منظمات حقوقية إن قوات الأمن شنت حملات اعتقال واسعة في مناطق متفرقة من البلاد خاصة في ضواحي العاصمة دمشق تم خلالها توقيف نحو 500 شخص.

مدينة مظلمة

وأكد شاهد عيان من درعا للجزيرة نت -طلب عدم ذكر اسمه- أن المدينة تعيش في ظلام دامس بعدما قطعت عنها السلطات الكهرباء والمياه وحاصرتها من كل مداخلها.

وقال إن القصف أسفر عن عدد كبير من القتلى يصعب الآن حصرهم لأن هناك قناصة يتمركزون على عدة مبان ويطلقون النار على كل من يتحرك في الشارع و”يمنعون سحب الجثث من الشوارع، ويمنعون حتى سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى الذين ينزف بعضهم حتى الموت”.

وأضاف أن نحو خمسين من عناصر الجيش السوري -بينهم خمسة ضباط- انضموا إلى أهالي درعا ورفضوا إطلاق النار عليهم، وأعطبوا أربع دبابات كانت معهم حتى يمنعوا استخدامها ضد هؤلاء الأهالي، وأكد أن قسما من الجيش انسحب حتى لا يتورط في ما أسماها “المجزرة التي تنفذ في درعا”.

ومن جهته، قال الشاهد عبد الله أبا زيد للجزيرة نت إن إطلاق النار استمر بكثافة في درعا إلى مساء الاثنين، مؤكدا أن قوات الأمن قصفت خزانات المياه على سطوح المنازل “حتى تمنع عن السكان ما تبقى لهم من ماء”.

وناشد المجتمع الدولي التدخل لإنقاذ المدينة وأهلها، وحذر من كارثة قد تقع فيها، “خصوصا أن قطع الكهرباء يشكل خطرا على المرضى الذين يعتمدون على أجهزة كهربائية، إضافة إلى الجثث المنتشرة في الشوارع والتي لا تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليها”.

من جهته، قال مصدر عسكري مسؤول إن وحدات من الجيش دخلت درعا استجابة لاستغاثة المواطنين، ووضع حد لعمليات القتل والتخريب التي تقوم بها من سماها مجموعات إرهابية متطرفة.

وأسفرت العملية -بحسب المصدر ذاته- عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش والأمن وعناصر تلك الجماعات.

وكانت مصادر قريبة من الحكومة قد تحدثت عن مقتل تسعة من قوات الجيش -بينهم ضباط- على أيدي من سمتهم “المندسين” على الطريق السريع بين درعا ودمشق، في هجوم على قافلة عسكرية.

حصار حمص

وفي مدينة حمص وسط البلاد، قال الشاهد أبو عمر للجزيرة نت إن أعدادا كبيرة من قوات الأمن والجيش تنتشر في شوارع المدينة وتحاصرها من كل المداخل.

وأضاف أن “المدينة تعيش حضورا أمنيا لافتا للنظر وغير مسبوق.. هناك رجال أمن منتشرون في الشوارع وعلى مداخل المدينة وأمام المباني الحكومية، والجيش يحاصر المدينة من كل مداخلها وأقام متاريس في بعض الشوارع”.

وأكد أبو عمر أن الأهالي في حمص يعيشون في “خوف وهلع شديدين”، ويخشون أن يتم تنفيذ “مجزرة مثل التي وقعت في درعا” الاثنين.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل خمسة أسابيع في سوريا -وفق أرقام ناشطين ومنظمات حقوقية دولية بينها منظمة العفو- إلى 340 على الأقل، ثلثهم تقريبا سقطوا يومي الجمعة والسبت الماضيين.

بسبب قمع السلطات للمتظاهرين حملة لحجب المقعد الحقوقي عن سوريا

تسعى جماعات حقوقية وعدد متزايد من الحكومات إلى العمل على منع سوريا من الحصول على عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وذلك على خلفية حملة القمع التي تشنها سلطات الرئيس بشار الأسد ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية والديمقراطية.

وحتى الآن تبدو سوريا قريبة من الحصول على عضوية المجلس الذي يتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرا له، حيث إنها مع كل من الهند وإندونيسيا والفلبين ضمن قائمة تضم أربع دول آسيوية في طريقها لذلك ما لم يتقدم مترشحون منافسون بشرط الحصول على أكثر من نصف الأصوات خلال الانتخابات المقررة يوم 20 مايو/ أيار المقبل.

ومنذ أعلنت مجموعة الدول الآسيوية بالمجلس الـ53 عن ترشيح هذه الدول الأربع، تم توجيه انتقادات كثيرة لاختيار سوريا لكن الأمر تصاعد بعد الأحداث الأخيرة المتمثلة في قمع السلطات للمتظاهرين مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص.

وقبل أيام قالت الحكومة الأميركية إن السجل السوري في انتهاكات حقوق الإنسان يجب أن يمنعها من نيل عضوية المجلس، لكن وكالة أسوشيتد برس تؤكد أن الأيام الماضية شهدت تسارع الجهود من جانب عدة دول بهذا الشأن.

ونقلت الوكالة عن دبلوماسي لم تكشف عن اسمه أن مشاورات خاصة تجري حاليا مع عدة دول آسيوية كي تترشح إحداها في مواجهة سوريا.

يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت أواخر الشهر الماضي توصية من مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية تقضي بتعليق عضوية ليبيا بالمجلس بسبب ما وصفته بالقمع الذي تمارسه قوات العقيد معمر القذافي ضد الثوار المطالبين بإسقاط نظامه.

مجلس الأمن

من جهة أخرى، قالت مصادر دبلوماسية إن جهودا تجري في مجلس الأمن الدولي حاليا بقيادة كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والبرتغال من أجل استصدار قرار من المجلس لإدانة قمع السلطات السورية للمتظاهرين.

في الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له، إن 350 شخصا قتلوا منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بالإصلاح في سوريا منتصف مارس/ آذار الماضي، مشيرا إلى أن معظم الضحايا سقطوا في درعا وريف دمشق وحمص والساحل السوري.

من جانبه، قال مركز سواسية لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء إن قوات الأمن السورية ألقت القبض على حوالي خمسمائة من أنصار حركة المطالبة بالديمقراطية في أرجاء سوريا.

تحركات سياسية دولية ضد سوريا

الأساسيين، معلنة تخفيض حجم بعثتها في دمشق وإخلاء جزئيا للسفارة. ويأتي ذلك في ظل توجهات لإدانة دولية لسوريا بسبب ما وصف بقمعها للاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وقالت الخارجية الأميركية إنها أمرت بعض الموظفين غير الأساسيين بسفارتها في دمشق وجميع أسر العاملين بالسفارة بمغادرة البلاد بسبب “حالة عدم اليقين والاضطراب”. كما نصحت مواطنيها في سوريا بمغادرتها، وطلبت من الأميركيين عدم السفر إلى هناك.

وفي بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء الاثنين، نبهت الوزارة مواطنيها في سوريا بأن محاولات حكومة دمشق تحميل جهات خارجية مسؤولية الاضطرابات التي تشهدها البلاد حاليا ربما تؤدي إلي زيادة المشاعر المعادية للأجانب، وقد يواجه الأميركيون الذين يتم اعتقالهم تهما بالتجسس.

في الوقت نفسه، أوضحت الخارجية الأميركية أن سفارتها في دمشق ستبقى مفتوحة “لكن لتأدية خدمات محدودة”.

وبالتوازي مع ذلك فقد أعلن مسؤول أميركي أن الخارجية استدعت السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى للاحتجاج على استخدام العنف ضد المتظاهرين.

عقوبات منتقاة

وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض أن واشنطن تدرس

جملة خيارات تتعلق بالأوضاع في سوريا بينها فرض “عقوبات منتقاة” رداً على ما تصفه إدارة الرئيس باراك أوباما بأعمال قمع وقتل المحتجين.

كما قال مسؤول أميركي أمس إن بلاده تدرس فرض عقوبات ضد مسؤولين بالحكومة السورية لزيادة الضغوط على الرئيس بشار الأسد من أجل إنهاء

حملة العنف ضد المحتجين.

ومن جانبه أدان الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور ما وصفه بـ”العنف الوحشي الذي تستخدمه السلطات السورية ضد الشعب” مؤكدا أن عليها أن تستمع لمطالب الشعب، ومضيفا أن العقوبات التي تدرسها بلاده تهدف لإيصال رسالة مفادها أن السلوك الذي تتعامل به تلك السلطات مع المحتجين غير مقبول.

أوباما وأردوغان

في الوقت نفسه، أكد البيت الأبيض أن أوباما بحث الأوضاع في سوريا خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حيث عبر عن القلق العميق من استخدام دمشق للعنف، واتفقا على أنه يتعين عليها “أن تنهي استخدام العنف الآن، وأن تنفذ على الفور إصلاحات ذات مغزى تحترم التطلعات الديمقراطية للمواطنين السوريين”.

وتشير وكالة رويترز إلى أن رد أوباما على ما يجري في سوريا اقتصر حتى الآن على التصريحات شديدة اللهجة دون أن يتضمن إجراء ملموسا يُذكر ضد الحكومة السورية، في تباين مع ما تقوم به واشنطن من دور في الحملة الجوية التي ينفذها حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد قوات العقيد معمر القذافي في ليبيا.

وتضيف أن واشنطن تضع بحسبانها قدرتها المحدودة على التأثير على دمشق التي تربطها علاقات وثيقة بإيران، كما أنها تلزم الحذر بشأن أي تدخل عسكري آخر بالعالم الإسلامي الذي تخوض فيه حربين بالفعل بالعراق وأفغانستان.

مشروع قرار

في الأثناء، أعلن دبلوماسيون أمميون أن أربع دول أوروبية هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال تروج داخل مجلس الأمن الدولي لمشروع قرار يدين قمع المتظاهرين في سوريا، بهدف زيادة الضغوط على النظام السوري.

وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي قد استنكرت أمس قمع الحكومة السورية المتزايد والعنيف للمتظاهرين السلميين في البلاد، ودعتها للوقف الفوري لاستخدام القوة المفرطة الذي تكثف خلال الأيام الأخيرة.

وذكر مكتب المفوضة إنه تلقى لائحة باسم 76 شخصاً قتلوا خلال مظاهرات يوم الجمعة الماضي بسوريا، لكنه لفت إلى أن العدد قد يكون أكبر بكثير، مشيرا إلى أنه تلقى تقارير عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً في جنازات تشييع القتلى السبت.

وفي ردود الفعل الشعبية دوليا، شهدت الجزائر تجمع عشرات من السوريين والجزائريين أمام السفارة السورية بالجزائر العاصمة, للتنديد بما سموها المجازر التي ترتكبها قوات الأمن بحق المواطنين العزل, مطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد.

كما شهدت إسطنبول التركية مظاهرات مماثلة، حيث عبر تجمع مواطنين أمام القنصلية السورية بالمدينة للتنديد بما وصفوها بالمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري، حيث قاموا بحرق صور لبشار الأسد ورددوا هتافات تطالب بخروجه من سوريا وترك الشعب يقرر مصيره بنفسه.

في وقت رفع الشارع سقف المطالب بعد الأحداث الدامية

سوريون: السلطات أعلنت الحرب على الشعب

بهية مارديني من دمشق

فيما تستمر الأحداث في سوريا بالتفاقم، يرى ناشطون سوريون أن ما يحدث بمثابة حرب من السلطات على شعبها. ومع ارتفاع عدد القتلى بنيران القوى الأمنية، ارتفع سقف المطالب من تطبيق الإصلاحات إلى إسقاط النظام.

دمشق: اعتبر ناشطون سوريون في تصريحات خاصة لـ”ايلاف” أنّ ما يحدث في بلادهم هو بمثابة اعلان حرب من السلطات على الشعب السوري، وامتداد لأزمة الثمانينات. وأشاروا الى أن العميد في الحرس الجمهوري مناف مصطفى طلاس حاور مثقفين، ما لبثت أن اعتقلتهم السلطات.

وفي حديثه لـ”ايلاف” قال المحامي حسن عبد العظيم الأمين العام لحزب الاتحاد العربي الاشتراكي الديمقراطي المعارض، الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي “إنّ الاوضاع في سوريا سيئة جدًا، والحلّ اتجه الى التعقيد، رغم أن الحلول كانت متوافرة”.

اتجاهان اصلاحي وأمني في سوريا

وأفاد أن “هناك اتجاهًا اصلاحيًا يرأسه الرئيس السوري بشار الأسد، واتجاهًا متشددًا لجهة استمرار الحلول الامنية”، ولفت الى “أن الاتجاه الاصلاحي كان يرسل وفودًا إلى المناطق الملتهبة في دوما وبانياس ودرعا.. ويستقبل الوفود ويحاول بلسمة الجرح، بينما كان كل ما حدث شيء ايجابي يعطّله الاتجاه المتشدد بإطلاق النار على المتظاهرين، ويوقع عددًا أكبر من الشهداء والجرحى لتتعقد الامور بشكل أكبر”.

وأوضح “لقد صدرت مراسيم تشريعية الخميس الماضي لإلغاء محكمة الطوارئ، والغاء محكمة أمن الدولة، ولكن جاءت عاصفة اطلاق النار على المتظاهرين، ثم المشيعين، مما نسف كل المراسيم التشريعية التي كانت بمثابة استجابة للمطالب الشعبية”، وأكد أنه” كلما قدم الاتجاه الاصلاحي خطوات خجولة… تعصف فيه رياح التشدد”.

وتساءل “ماقيمة رفع  حالة الطوارئ اذا استمر اطلاق النار على المتظاهرين؟”، وعبّر عن أسفه لتغليب الحل الأمني على الحلول السياسية وقطع الطريق مع أي حوار. وأشار الى” أنه لابد من انهاء الأزمة من جذورها عبر خطوات جدية وبرنامج واضح يتم تطبيقه”.

واعتبر “أن الأزمة باتجاه التصعيد، هي استمرار لأزمة الثمانينات، والأمور مرشحة إلى الأسوأ، والأخطر هو دخول الدبابات الى درعا واطلاق النيران من دون إسعاف الجرحى”، وعبّر عن أسفه لان مايحدث هو اعلان حرب من السلطات على الشعب السوري، وهذا أمر خطر.

يجب على الأسد التحدث إلى شعبه

ورأى “أنه لايزال بإمكان الرئيس بشار الأسد أن يخاطب شعبه عبر وسائل الاعلام مباشرة، ويقول إن لديه رغبة حقيقية بالاصلاح السياسي والتغيير الوطني الديمقراطي ضمن برنامج واضح وسريع وفوري للتطوير والتحديث الموعود، ويعلن عن ساحة في كل مدينة مسموح فيها التظاهر دون تعرض من يتظاهر الى اطلاق نار ومحاسبة جميع من خالف ويخالف التعليمات، كما يجب الدعوة إلى حوار وطني”.

وردًا على سؤال حول هل الشارع تجاوز القوى السياسية اعتبر “أن القوى السياسية لا أحد يتجاوزها، ولكن الكبت الطويل على مدى خمسة عقود من غياب الحريات ومصادرتها ومن اذلال وافقار، كله تراكم لدى الناس”.

وقال عبد العظيم في اتصال هاتفي أجرته “ايلاف” إلى دمشق “إن القوى السياسية كانت قد كسرت حاجز الخوف منذ الثمانينات، ولا تزال واقفة على قدميها،  رغم انها محاصرة، ولكن قوى المجتمع كسرت حواجز الخوف، وواكبت القوى السياسية، ولا مانع لدينا من أن تسبقنا، الا أن القوى السياسية لديها قيادات تصرّ على التغيير الوطني الديمقراطي، بينما الشعب، الذي يتظاهر، ليست لديه قيادات، مما يجعله يرفع شعارات (اسقاط النظام)، مما يبرر اطلاق النار على المتظاهرين من الطرف المتشدد للسلطة، الذي يخاف من المحاسبة، لتورطه في الفساد، رغم أنه لا وجود لأي مبرر لذلك”.

حوار بين القيادات السياسية والمعارضة

وكشف عبد العظيم عن دعوات سلطوية جدية إلى الحوار بين القيادة السياسية والمعارضة، “الا اننا طلبنا خطوات تمهيدية فورية، منها الغاء حالة الطوارئ فعليًا والقوانين الاستثنائية والافراج عن المعتقلين والدعوة العلنية إلى الحوار الوطني، وصدرت المراسيم التشريعية، الا ان اطلاق النار الجمعة على المتظاهرين ويوم السبت على المشيعين، اضافة الى ما يحدث الآن، قطع الطريق أمام أي حوار”.

الوضع في سوريا أصعب مما تبثه الفضائيات العربية

من جانبه أكد المحامي محمود مرعي رئيس مجلس ادارة المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا في تصريحات خاصة لـ”ايلاف” “أن الواقع على الأرض في سوريا أسوأ وأصعب مما تتحدث عنه وسائل الاعلام، فدوما محاصرة منذ يومين، وقطعوا عنها الاتصالات، وهناك خمسة شهداء الجمعة، وأثناء التشييع سقط اربعة شهداء، واليوم صباحاً دخلت قوات الأمن إلى دوما، واعتقلت اكثر من 50 شخصًا، وحتى الآن لدينا بعض الأسماء، منهم عمر كرداس وابنه الصغير ومصطفى كحلوس وابو نضال كحلوس وفادي كحلوس ومحي الدين كحلوس والدكتور ياسر سلام”.

وأوضح في اتصال هاتفي من “ايلاف” الى دمشق “في معًضمية الشام الأخبار نفسها، فهي محاصرة منذ يومين. أما درعا فقد حاصروها بالدبابات، ويتردد ان هناك 18 شهيدًا اليوم الاثنين، الا اننا تأكدنا من اسماء خمسة منهم، وهناك العشرات من المعتقلين والجرحى، وسط صعوبات كثيرة في الحصول على معلومات”.

سقف الشارع السوري ارتفع

واعتبر مرعي “أن المشكلة أن سقف الشارع السوري ارتفع، وكانت في البداية مطالبه اصلاح وحوار وحزم اصلاحات، الا انه بعد الدم الذي سقط، أصبح يطالب بإسقاط النظام”، مؤكدًا “أن الشارع لا يتجاوب مع القوى السياسية، لأن هناك عنفًا ودماء وقتلى وجرحى، كما إنّ الارقام كبيرة”.

وأشار الى أنه “رغم قنص المشيعين في منطقة الرأس، الا أن الشارع لن يعود عن التظاهر، ولن يخرج المتظاهرون من الشارع حتى التغيير”، مشددًا على أنه يجب أن يكون هناك تغيير جدي في بنية النظام.

وأفاد “أنه لا يمكن للقوى السياسية فتح حوار مع السلطة، بل انها لا تستطيع ذلك دون حد أدنى من الاصلاح ووقف حمامات الدم والافراج عن المعتقلين السياسيين والغاء المادة 8 من الدستور …”.

وقال “من يحاور الآن السلطات سينتهي، ويسقط شعبيًا، ولابد من حزمة فورية من الاصلاحات”، معتبرًا ان أحد عناصر المشكلة هي أن العميد في الحرس الجمهوري مناف مصطفى طلاس حاور مثقفين، فاعتقلت السلطات من فاوضوه!”.

اعتصام لمحامين سوريين في القصر العدلي

الى ذلك، أعلن محامون سوريون لـ”ايلاف” أنه اعتصم اليوم حوالي خمسين محاميًا في القصر العدلي في وسط العاصمة السورية دمشق احتجاجًا على مايجري في البلاد، وعلى المجازر التي ترتكب في بعض المحافظات السورية، الا أنهم أكدوا أن “الشبيحة والموالين للنظام من المحامين استخدموا عبارات الشتائم والتخوين في صدّ الاعتصام”.

الدبابات السورية تقتحم درعا وتوقع أكثر من 25 قتيلاً

أنباء عن انشقاقات في الجيش… وارتفاع قتلى جبلة إلى 13

عمّان تؤكد ودمشق تنفي إغلاق الحدود

واشنطن تدرس فرض عقوبات موجهة… والأمم المتحدة تطلب وقفاً فورياً لعمليات القتل

تواصل التوتر في عدة مدن سورية أمس خاصة في مدينة درعا التي اقتحمتها الدبابات بعد أن قطعت قوات الأمن عنها الكهرباء والاتصالات.

بعد أيام من التحركات الأمنية في محيط مدينة درعا جنوب سورية التي كانت مهد الاحتجاجات من أجل الحرية، وبعد ساعات على قطع الاتصالات والكهرباء عن جميع مناطق المحافظة الجنوبية، اقتحمت قوات الأمن السورية أمس، مدعومة بفرق من الجيش والدبابات، المدينةَ وبعض القرى المحيطة بها، ما أدى إلى مقتل أكثر من 25 شخصاً، بحسب تقارير غير نهائية.

ووصف ناشطون سوريون هذه الخطوة بأنها قرار من السلطة بالقضاء على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية بالقوة، في حين بدأت ردود الفعل الدولية بالتصاعد، إذ أعلن البيت الأبيض أمس، أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تبحث فرض ‘عقوبات موجهة’ على حكومة الرئيس بشار الأسد ‘رداً على أعمال القمع العنيفة’ ولـ’إيضاح أن هذا السلوك غير مقبول’.

بدورها، طلبت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس ‘الوقف الفوري لعمليات القتل’ في سورية، وأدانت رد السلطات السورية ‘العشوائي والعنيف’ على ‘المتظاهرين السلميين’.

ودعت بيلاي في بيان قوات الأمن السوري إلى ‘وقف إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين’، مضيفة أن ‘واجب الحكومة القانوني الدولي هو حماية المتظاهرين السلميين وحق التظاهر بسلام’.

وأضافت أنها تسلمت لائحة تضم أسماء 76 شخصاً قتلوا الجمعة خلال تظاهرات سلمية، لكنها قالت إن عدد القتلى ‘قد يكون أكبر من ذلك بكثير’، معربة عن أسفها لأن ‘الأسرة الدولية طالبت بإلحاح الحكومة السورية بوقف إطلاق النار على شعبها، لكن هذه الطلبات لم تلق صدى’.

وبينما أعلن ناشطون حقوقيون أن عدد القتلى الذين سقطوا مساء أمس الأول، في مدينة جبلة قرب اللاذقية، قد ارتفع من 4 إلى 13، قامت قوات الأمن السورية وعناصر من الشرطة السرية التي باتت تُعرف بـ’الشبيحة’ بحملة مداهمات واسعة في محافظة ريف دمشق أمس، تركزت خصوصاً في دوما والمعضمية، حيث جرى اعتقال العشرات من دون أي مذكرات توقيف.

إلى ذلك، أفاد مصدر مطلع بأن قائد الفرقة الخامسة في الجيش السوري اللواء محمد الرفاعي، وهو من درعا، رفض إطلاق النار على المتظاهرين وتعهد بالدفاع عنهم، كما حذا حذوه اللواء كامل عياش القائد المساعد للفرقة الأولى الموجودة في درعا إضافة إلى خمسة ضباط وعدد من الجنود.

وبعد توارد الأنباء عن الهجوم على درعا، خرجت تظاهرات مناصرة للمدينة في حي السباع في حمص بعد صلاة العصر، إذ ردد الآلاف هتافات تناهض النظام وتحيي الشهداء. وخرجت تظاهرة نسائية في داريا في ريف دمشق نصرة لجبلة ودرعا. كما ذكرت التقارير الإعلامية أن نحو 300 شخص خرجوا في السويداء نصرة لدرعا.

إلى ذلك، أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية طاهر العدوان أمس، أن الجانب السوري أغلق الحدود البرية بين البلدين.

وأشارت التقارير الواردة من المنطقة إلى أن بعض الحافلات التي كانت متوجهة إلى الأردن أُعيدت ومُنعت من السفر.

إلا أن المدير العام للجمارك في سورية مصطفى البقاعي أكد أن جميع المعابر الحدودية بين سورية والدول المجاورة مفتوحة خصوصاً مع الأردن.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن البقاعي قوله إن ‘الحركة على المنافذ تسير بشكل طبيعي ومنتظم سواء بالنسبة إلى المسافرين أو حركة الشحن’.

(دمشق، عمان، واشنطن – أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

ترجيحات باتساع الاحتجاجات في سوريا وسقوط نظام البعث

حسن مواسي

مع استمرار الاحتجاجات والمظاهرات في المدن السورية، ومع تواصل سقوط القتلى في أوساط المتظاهرين على يد عناصر الأمن السورية، تباينت ردود الفعل الإسرائيلية حول مستقبل النظام السوري وبقاء الرئيس بشار الأسد كرئيس للجمهورية، بين توقعات بقرب نهاية النظام وتوقعات أن يقوم النظام السوري بالسيطرة على الأوضاع في سوريا.

التظارات والاحتجاجات تتواصل في معظم المدن السورية

حسن مواسي: استحوذت الأحداث الحاصلة في سوريا على اهتمامات وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية، التي أبدت في غالبية تغطيتها وتحليلاتها للوضع في سوريا عن أملها بسقوط الرئيس الأسد، فيما توقعت بعض التحليلات فرضية أن يقوم النظام السوري بفرض النظام واحتواء الأزمة التي تمر بها سوريا.

ورأت صحيفة “معاريف” أن سقوط عدد كبير من القتلى يوم الجمعة الأخير، الذي أطلق عليه يوم “الجمعة العظيمة”، أكدت قرب نهاية الرئيس بشار الأسد المحتومة، فيما أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الولايات المتحدة وإسرائيل ينتابها خوف من تداعيات سقوط نظام الأسد، مع أنهما يسعيان إلى خنقه.

المحلل والخبير في الشؤون العربية عوديد غرانوت كتب في تحليل يقول إن الأسد بدا فاقد السيطرة وشبه ضائع في اليوم الذي شهد سقوط أكثر من مائة قتيل في أكثر الأيام عنفًا منذ اندلاع الاحتجاجات.

وأضاف “ما يجري في سوريا هو عبارة عن كسر حاجز الخوف، ويوم الجمعة كان يومًا مفصليًا لدى الطرفين، إذ طالب المتظاهرون للمرة الأولى بسقوط الرئيس ونظامه، حيث اقتصرت مطالبهم على الإصلاح والحرية، فيما قام النظام باستخدام درجات عنف رهيبة، وحنث بوعده لوجهاء المدن، الذين قام البعض منهم بتقديم استقالته على الهواء مباشرة احتجاجًا على القتل الجماعي على يد قناصة النظام وقوات الأمن.

ورأى غرانوت أن الرئيس السوري أخطأ ويخطئ حين يصرح أن سوريا ليست تونس ومصر، وكان الأحداث لن تصل إلى سوريا، إلا أنه كان على حق، إذ أطلق يد القوات الأمنية لقمع المتظاهرين، بصورة لم تشهدها مصر ولا تونس حتى. وقد أخطا الرئيس السوري الظن أن ما يجري في سوريا لن يحصل ولم يكن يعلم أن الشعب السوري مستعد لكسر حاجز الخوف.

في سياق آخر، وجهت “معاريف” انتقادات لموقف الإدارة الأميركية حيال ما يجري في سوريا، زاعمة أنها تبدو ضائعة بين انتقاد الأسد والخوف الكبير من أن يؤدي انهيار حكمه إلى حمّام دم بين العلويين والسنّة أو إلى تدخل من إيران و”حزب الله” لإنقاذ النظام العلوي.

قلق إسرائيلي

بدوره أشار المراسل السياسي لصحيفة “يديعوت احرنوت” إلى أن المنظومة الأمنية والسياسية الإسرائيلية تتابع عن كثب وبحذر للتطورات الحاصلة في سوريا، لافتًا نقلاً عن مسؤولين كبار أن كل السيناريوهات المتوقعة في سوريا، ستزيد من تعقيد الموقف في سوريا، وقد تتحول حالة الفرح بسقوط الرئيس الأسد من جانب إسرائيل إلى خطر كبير على إسرائيل، والذي قد يؤدي إلى تسلم المتطرفين مقاليد السلطة، وهذا الأمر لن يكون في مصلحة إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن التقدّيرات في أوساط الأجهزة الأمنية والسياسية الإسرائيلية ترجّح أن يتمكن الرئيس الأسد من التغلب على الأوضاع والبقاء في الحكم لو لفترة زمنية في المستقبل القريب، لكون النظام السوري يتعمد على جيش قويّ وعلى قوات مخابرات قامعة وقويّة.

المخابرات الإسرائيلية: السوريون اجتازوا الخوف

في السياق عينه، أشارت تقديرات للأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن السوريين اجتازوا مرحلة الخوف، وخلال الأسابيع المقبلة ستنشر رقعة الثورة السوريّة، الأمر الذي سيضع النظام أمام امتحان البقاء أو الانكسار.

إلى ذلك أشارت بعض التقديرات إلى مخاوف إسرائيلية من أن إسرائيل تعيش في معضلة شديدة بين رغبتها بسقوط الرئيس الأسد، وذلك بسبب تحالفه مع إيران و”حزب الله” ومساعدته حركة “حماس”، ومن جهة أخرى استفادتها من كون الأسد حرص على مدى السنين أن تكون هضبة الجولان هادئة من دون إطلاق رصاصة واحدة.

بيري: استمرار دعم الجيش

محللة الشؤون العربية في صحيفة “يديعوت احرنوت” سمدار بيري أكدت أن ما يحدث في سوريا حتى مع استمرار دعم الجيش للرئيس الذي يبدو فاقدًا الوسيلة، أدى إلى تخريب مخططات إيران بشأن المنطقة، وأضافت أنه في سنوات حكم الرئيس الأسد الابن، لم يكن لآيات الله حليف ضعيف ومطيع أكثر من سوريا، التي أصبحت بالتالي محطة انتقال وملعبًا للإرهاب الإيراني، ولذلك يريد الإيرانيون للأسد أن يبقى ويتجندون لمساعدات ويوصونه بقمع الاضطرابات بعنف”.

وزعمت بيري أن وصول رئيس سنّي إلى سدة الحكم في سوريا من شأنه أن يخلق مشكلة عسيرة لطهران الشيعية، التي طالما أكدت أخيرًا أنه فقط الرؤساء القريبون من الولايات المتحدة، مثل زين العابدين بن علي وحسني مبارك، وحتى معمّر القذافي، هم الذين يمكن أن يسقطوا.

ورأت أنّ سقوط الأسد سيُشكّل ضربةً قاسيةً لكلٍ من الجمهوريّة الإسلاميّة الايرانيّة و”حزب الله” اللبنانيّ، الأمر الذي يعني توقف إمداد الحزب بعشرات آلاف الصواريخ الآتية من إيران، وبالتالي فإن الاعتقاد السائد في إسرائيل أنّه كلّما واصل النظام السوري حربه من أجل البقاء فإنّه لن يعمل على تزويد “حزب الله” بالأسلحة.

وخلصت إلى القول إنّ سقوط نظام البعث سيكون صفعة قاسية لكل الدول التي سارعت إلى تأييده مثل إيران و”حزب الله” وتركيا والعديد من الدول الأوروبية، فسقوط النظام سيُوجعهم كثيرًا.

زيسر: الأخوان المسلمين لن يحكوا سوريا

الخبير في الشؤون السورية ايال زيسر أشار في تحليل كتبه في صحيفة “يسرائيل هيوم” إلى أنه من السابق لأوانه تقدير وجهة سوريا، وما إذا كان نظام بشار الأسد سيتمكن من قمع موجة الاحتجاج المتصاعدة، أم إن هذه الموجة ستؤدي إلى نهاية نظام البعث.

واعتبر أن سقوط نظام الرئيس السوري سيودي إلى انهيار الحلف غير المقدس بين سوريا وإيران و”حزب الله”، ومن هنا فإن شعور الكثيرين في إسرائيل بألا تخشى مثلما كان الحال في الماضي من تغيير النظام في سوريا على غرار التغيرات التي حدثت في مصر وتونس.

واستبعد زيسر صعود الإخوان المسلمين إلى الحكم في سوريا، مرجحًا سقوط النظام السوري، وإنه خلافًا للتوقعات التي تبثها الحكومة الإسرائيلية بأن الإخوان المسلمين سيستولون على الحكم فإن الإخوان المسلمين قد يشاركون في الحكم، لكنهم لن يكونوا النظام الذي سيحكم سوريا في المستقبل.

وأضاف: “إسرائيل تخاف دائمًا من كل شيء، وبالتأكيد هناك من يشيرون إلى حقيقة أن الإخوان المسلمين هم حركة قوية جدًا ومنظمة في سوريا، لكنني لا أعتقد أنهم سيصعدون إلى سدّة الحكم، وإنما ربّما سيكونون جزءًا من الصورة في الحكم”.

المدير العام السابق لوزارة الخارجية وسفير إسرائيل السابق في تركيا ألون ليئيل رأى أن المؤسسة الأمنية السورية هي الجهة الأقوى، وستتمكن من استبدال الأسد في حال رأت أن ثمة ضرورة لذلك، ووصف حدوث تغيير كهذا بأنه “تقني”.

 

سورية: هل ينجح الاسد في قمع الاحتجاجات؟

فواز جرجس

استاذ سياسات الشرق الاوسط والعلاقات الدولية ـ لندن سكول اوف ايكونوميكس

يسعى النظام لاحتواء الاحتجاجات بالقوة

تبدواجزاء كبيرة من سورية الان اشبه بمناطق عسكرية ـ من مدينة حمص شمالي دمشق الى مدينة درعا في الجنوب حيث اندلعت الاحتجاجات في البداية في مارس/اذار.

ولجأ النظام الى تكثيف حملته القمعية ضد المحتجين في محاولة لسحق المعارضة، حتى ان البلاد الان على شفا حرب داخلية تقريبا.

ويقول السكان ان الجنود المدججين بالسلاح، تدعمهم الدبابات، يجوبون الشوارع في المدن والقرى.

وقال شهود العيان في درعا يوم الاحد ان قوات الامن فتحت النيران بشكل عشوائي رغم انه لم تكن هناك احتجاجات في ذلك الوقت.

وتقول جماعات حقوق الانسان ان اكثر من 300 قتلوا حتى الان في حملة القمع الامني في انحاء اليلاد، واعتقل المئات كذلك.

الا ان كل هذا لا يمثل سوى نذرا يسيرا من حمام الدم الذي يمكن ان تشهده سورية.

فالنظام البعثي، الذي يواجه اخطر ازمة لحكمه المستمر منذ اربعين عاما، اطلق جهازه الامني بما في ذلك وحدات الجيش في محاولة لكسر ارادة المعارضة.

وهو التكتيك ذاته الذي استخدمه الرئيس السابق حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار الاسد، ضد قوى المعارضة بقيادة الاخوان المسلمين في مدينة حماه عام 1982.

وقتل حوالى 10 الاف سوري حين سوت قوات النخبة السورية المدينة بالارض تقريبا.

والمعروف انه على عكس ما في تونس ومصر لا يوجد فارق اطلاقا بين نظام الاسد والجيش السوري خاصة الحرس الجمهوري وهو وحدات نخبة عسكرية قوية.

ورغم الانباء غير المؤكدة عن بعض انشقاقات في بعض وحدات الجيش الا ان غالبية القوات الخاصة هم من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد وتهيمن على نظام البلاد.

وتلك النخبة تقاتل من اجل بقائها وبقاء طائفتها وليس فقط لبقاء القيادة السياسية.

ولن نرى اعمال قتل على نطاق ما جرى في حماه، لكن الواضح ان النظام مستعد لاستخدام القوة المفرطة لسحق المحتجين.

كما ان للنظام مؤيدين: من ابناء الاقلية العلوية واقليات اخرى مثل المسيحيين والدروز وبعض السنة الذين ادخلهم النظام في تركيبة السلطة على مر السنين.

الا ان كثافة وعمق الانتفاضة الشعبية كشف عن شرخ كبير وشقاق ما بين الدولة والمجتمع.

ومع اراقة المزيد من الدماء البريئة، يتعمق الانقسام مع ما يتبعه من اضرار على السلم والانسجام الاجتماعي.

الا انه حتى في سورية، التي بها اكثر اجهزة الامن قمعية في العالم العربي، فقد انهار عامل الخوف، اذ خرج عشرات الالاف من السوريين متحدين سلطة الحكومة السورية.

وعلى عكس ما يؤكد عليه الرئيس الاسد، فما يجري ليس مؤامرة اجنبية.

انها انتفاضة داخلية تضم شرائح متعددة من المجتمع السوري، من المهنيين في الطبقة الوسطى ونشطاء حقوق الانسان والفقراء المحرومين الذين تضرروا اكثر من سنوات البطالة والجفاف واعضاء جماعة الاخوان المسلمين.

ويشترك كل هؤلاء في الاحباط من حقيقة انه بعد عشر سنوات من توليه السلطة اثر وفاة والده لم يحقق الاسد الصغير كثيرا من الاصلاحات التي وعد بها.

ومن بين تلك الاصلاحات التي لن تتحقق تحرير النظام السياسي وتخفيف قبضة المخابرات وانهاء احتكار حزب البعث للحياة السياسية السورية.

وعلى عكس ما ادعى مؤخرا فان سوريا ليست محصنة ضد فيروس الديمقراطية الذي اخذ في الانتشار في الشرق الاوسط.

ومجرد وصول العدوى الى سورية يعني ذلك الكثير بشأن المزاج العام حاليا في العالم العربي.

فهناك الان مواطن عربي جديد يشعر بالجسارة وامتلاك المبادرة ولديه تصميم على ان يشارك في ادارة حكومته لشؤونه.

الا اننا لم نر بعد في سورية تلك الحشود الجماهيرية الضخمة التي شاهدناها في تونس ومصر واليمن وليبيا.

اذ يخشى كثيرون من ان تدخل سورية في حرب طائفية شاملة مثلما جرى في العراق المجاور.

ويعتقد هؤلاء انه ما زالت هناك فرصة لان يرتقى الرئيس بشار الاسد الى مستوى التحدي ويحدث تغييرا حقيقيا.

وبذلت الاحتجاجات جهدها للتاكيد على انها غير طائفية وغير قبلية وغير عنيفة.ومع انه من المبكر الان تحديد تركيبة المحتجين، الا انه من الواضح ان هوية سورية جديدة تتشكل عمادها التسامح العرقي واستيعاب الكل.

ويوم الثلاثاء وقع اكثر من 100 شخصية من السوريين الذين يعيشون في الخارج على بيان يدين اعمال القتل والاجراءات القمعية، ومن بين الموقعين سنة وعلويون ومسيحيون ودروز واكراد.

وهذا دليل على نضج المجتمع السوري رغم عقود من القمع.

ويعد رد فعل الاسرة الدولية مهما في الضغط على النظام لحثه على الانفتاح على المعارضة وضرورة وقف استخدام القوة ضد المحتجين.

وبدأت حكومة الرئيس الامريكي باراك اوباما وضع خطة لفرض عقوبات مالية على الرئيس الاسد واركان نظامه.

ورغم اهمية رد الفعل الغربي الا ان السوريين انفسهم هم من سيحدد ما يحدث في سورية في الاسابيع والاشهر المقبلة.

تلك ازمة داخلية تضع النظام في مواجهة قوى اجتماعية صاعدة، وسيحدد صراع الارادات هذا نتيجة هذه الازمة البنيوية.

وحتى الان لم يقطع بعد ذلك الحبل السري الذي يربط اجهزة الامن بالقيادة السياسية.

وقد يسمح ذلك للرئيس بشار الاسد بتجاوز العاصفة في المدى القصير، الا انه على المدى المتوسط والبعيد يمكن للانتفاضة ان تطور نفسها.

وكلما زاد سفك الدماء وعمليات القتل كلما غذى ذلك مزيدا من الاحتجاجات.

ومع انضمام المزيد من العلويين، وغيرهم من المحايدين الان، للاحتجاجات ستفكر قوات الامن مليا قبل اطلاق النار على المدنيين العزل.

وهذا ما عدل ميزان القوى في اليمن حيث انشق كبار ضباط الجيش عن النظام وانضموا للشعب مع تنامي حركة الاحتجاج.

وحين ادرك الرئيس علي عبد الله صالح انه لم يعد قادرا ان يعتمد تماما على الجيش كانت تلك بداية النهاية.

وستتفاعل الازمة السورية اكثر فاكثر وستدخل في جولات عدة.

وبغض النظر عن بقاء النظام ام لا، والارجح ان يبقى، فان الرئيس بشار الاسد سيخرج من الازمة ضعيفا ومتضررا.

الا ان الرهان حتى الان يبقى في غير صالح المحتجين.

 

عدو يمكن التعايش معه ـ إسرائيل قلقة من سقوط نظام الأسد

إسرائيل تتمنى سقوط نظام الأسد، لكنها تتخوف من القوى التي ستأتي بعده إلى سدة الحكم

تتابع إسرائيل بقلق كبير ما يحدث في سوريا، وفيما تتخوف من تداعيات سقوط نظام الأسد “المعتدل” وبالتالي من احتمال صعود قوى إسلامية متشددة، إلا أنها تأمل من ناحية أخرى أن يشكل سقوط نظام الأسد ضربة لإيران وحزب الله وحماس.

منذ خمسة أسابيع والناس في سوريا يتظاهرون من أجل الحرية والديمقراطية، فيما ترد قوات الجيش والأمن على المحتجين بطريقة وحشية. هذه الأوضاع جعلت الحكومة الإسرائيلية تتابع الوضع في سوريا بقلق كبير.

وفي العادة يعبر وزراء الحكومة الإسرائيلية عن آرائهم علنا، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب منهم التزام الصمت إزاء الاضطرابات التي تقع في الجارة سوريا، حسب ما أعلنته الإذاعة الإسرائيلية الشبه حكومية. ومن مكتب رئيس الحكومة تسرّب إلى الخارج إيضاح قصير بأن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تعتقد بأن إيران لن تتدخل في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد. ومعروف أن إيران وسوريا تنسقان سياسيا مع بعضهما البعض منذ أكثر من ثلاثين سنة.

عدو معتدل يمكن التعايش معه

من وجهة النظر الإسرائيلية فان الحذر مطلوب. صحيح أن الأسد ونظامه عدوان لإسرائيل، لكن مع ذلك أمكن التعايش معهما منذ نحو 40 سنة، حتى أنه في بعض المراحل تفاوضت الحكومة الإسرائيلية مع مبعوثين للأسد حول السلام.

سوريا كانت قد وصلت إلى حد التفاوض مع إسرائيل، وحاولت تركيا في مرحلة ما التوسط بين البلدينسوريا كانت قد وصلت إلى حد التفاوض مع إسرائيل، وحاولت تركيا في مرحلة ما التوسط بين البلدين لكن الأحداث الحالية في سوريا أحدثت بلبلة على الصعيد السياسي والعسكري والرأي العام في إسرائيل، الأمر الذي يظهره على سبيل المثال تعليق للعقيد في قوات الاحتياط مايك هيرتزوغ بثته إذاعة الجيش وتحدث فيه عن “الكثير من المخاطر”. وقال المسؤول العسكري في هذا السياق: “من الواضح من جهة أنه من الأفضل لنا أن يتحول الشرق الأوسط إلى الديمقراطية، ولكن الطريق إلى ذلك محفوف من جهة أخرى بالمخاطر”. وأضاف محذرا من أنه “وخلال عملية الانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية هناك قوى كثيرة مناهضة للديمقراطية تحاول التقدم إلى الأمام والوصول إلى سدة الحكم”.

وخلال الانتفاضة في مصر تخوفت إسرائيل من إمكان وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة. وفي حالة سوريا يتخوف الكثير من الإسرائيليين من مما قد يترتب على سقوط نظام الأسد؛ فقيام نظام إسلامي متشدد مكان النظام الإسلامي العلوي المعتدل سيشكل تهديدا كبيرا إسرائيل.

تفكك أعداء إسرائيل

ويناقش سياسيون وصحافيون إسرائيليون مسألة التداعيات المحتملة لسقوط النظام السوري على الدول الجارة الأخرى لسوريا. فمن ناحية يوجد محور سوريا ـ إيران المرتبط بصورة وثيقة مع حزب الله الشيعي في لبنان وحركة حماس. هذا المحور المعادي لإسرائيل سوف يضعف في حال تغيّر الحكم في سوريا. وهذا يعني، في رأي ألكس فيشمان، من جريدة “يديعوت أخرونوت” أن إسرائيل ستستفيد من ذلك. ووافقه على هذا الرأي زفي يهيسكيلي من القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، الذي أشار إلى أن إيران تعد بمثابة العمود الفقري لسوريا، كما أن إيران نفسها تشعر بالقلق من فقدان دميتها وحليفها في الشرق الأوسط وكذلك من فقدان تأثيرها على حزب الله في لبنان.

الرئيس نجاد وتخوف طهران من سقوط المحور السوري ـ الإيرانيالرئيس نجاد وتخوف طهران من سقوط المحور السوري ـ الإيراني وأضاف فيشما: “أنظروا فقط كيف يصمت زعيم حزب الله حسن نصر الله، وكيف يطأطأ أتباع الحزب رؤوسهم متخوفين من التداعيات” التي قد تحصل. ويعتقد الصحفي الإسرائيلي، فيشمان، أن ظهري كل من زعيم حركة حماس خالد مشعل، والجهاد الإسلامي سوف يقصما قريبا. وأنهى بالقول إن كل طرف “يكافح الآن من أجل البقاء وهو ما يفسّر قلق الإيرانيين الكبير”.

ولا يستبعد معلقون آخرون من أن تشكل اضطرابات سوريا تهديدا لإسرائيل. وكتب رئيس مفاوضي إسرائيل السابق في محادثات السلام مع سوريا، إيتامار رابينوفيتش، حول ذلك يقول بأنه ليس من المستبعد أن يستفيد الأسد وحلفاؤه الإيرانيون من حدوث أزمة في لبنان أو في قطاع غزة، مضيفا أن وقوع حرب ضد إسرائيل من الممكن أن يوحد السلطة والمعارضة من جديد في سوريا.

سيباستيان إنغلبريشت/اسكندر الديك

مراجعة: عبده جميل المخلافي

واشنطن تدرس معاقبة مسؤولين سوريين ومجلس الأمن يصدر اليوم إعلاناً يستنكر القمع

دمشق تختار الحل العسكري لإخماد الاحتجاجات في درعا

قدم الحكم في سوريا دليلا جديدا امس على انه اختار الحل العسكري في مواجهة الاحتجاجات الشعبية عندما ارسل قوات من الجيش مدعومة بالدبابات الى مدينة درعا، لضرب ما قال انها مجموعات ارهابية وسلفية، وهو ما اسفر عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين والعسكريين، فيما صعدت الادارة الاميركية موقفها فاستدعت السفير السوري لدى واشنطن وابلغته احتجاجا على اعمال القمع للمعارضين السوريين، مشيرة الى انها تدرس امكان فرض عقوبات على مسؤولين سوريين، في وقت يبحث مجلس الامن الدولي، بطلب من اربع دول اوروبية، اصدار بيان اليوم يدين قمع التظاهرات، بالرغم من انه يشيد بمبادرة الرئيس السوري بشار الاسد لرفع حال الطوارئ، ويشير الى اهمية سوريا لاستقرار الشرق الاوسط.

وذكر مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر ان الجيش السوري سيطر على وسط مدينة درعا، ولا سيما ساحة البلدة القديمة التي شكلت قلب الاحتجاجات التي حصلت طوال الأسابيع الماضية، وذلك بعد اقتحام المدينة فجر أمس في تحرك «نحو حسم» ما تشهده المدينة من احتجاج، لم يتوقف رغم جلسات الحوار التي جرت بين فعاليات ووجهاء من المدينة وأركان الدولة العليا على مدى الاسبوعين الأخيرين.

وبدا أن سبب القرار الأخير مرتبط بضحايا عملية «نوى» القريبة من درعا التي قتل فيها سبعة من قوى الأمن في هجوم، قالت مصادر رسمية ان «مجموعة مسلحة» قامت به، فيما ذكرت روايات نشطاء على محطات تلفزيونية فضائية أنه جاء نتيجة محاولة اقتحام مركز أمني.

وسبق هذا التحرك تواصل سوري إماراتي، حيث ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الرئيس بشار الأسد تسلم رسالة من رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، نقلها وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، «تتعلق بالتطورات الجارية في المنطقة، ووقوف الإمارات إلى جانب الشعب والقيادة السـورية لتجـاوز هذه المـرحلة الـتي تمـر بها سوريا». وتنـاول اللقـاء «تطورات الأحداث التي تشهدها سوريا وجملة الاصلاحات الشاملة التي تقوم بها القيادة السورية، إضافة إلى الوضع في منطقة الخليج العربي وخاصة في البحرين».

وميدانيا، دخلت مجموعة عسكرية من سبع دبابات مدينة درعا متجهة نحو البلدة القديمة، وفقا لما ذكرته مصادر إعلامية، وبرفقتها مجموعات من عناصر الأمن. وقال مراقبون ان القرار بالحسم العسكري جاء بناء على تطورات ميدانية أبرزها «مقتل مجموعة من 7 عناصر من قوى الأمن أمس الأول في نوى»، إضافة إلى «ورود معلومات عن ترتيبات لمجموعات في البلدة لإعلان انفصالها عن الدولة، وذلك بعد مطالبات علنية بفصل نقابات البلدة عن حزب البعث الحاكم».

كما زادت الأمر سوءا أخبار، لم يمكن التأكد منها، ترددت عن فتوى في درعا تبيح «قتل عناصر الأمن»، ناهيك بالرواية المتداولة في الإعلام السوري عن الشروع في «إعلان إمارة إسلامية». كما زاد من تعقيد الأمور ما ظهر من أشرطة على مواقع المعارضة للأئمة في بعض جوامع المدينة ومحيطها، تناولتها بالنقد مواقع الكترونية سورية محلية، وتضمنت تحريضا طائفيا صريحا.

وصدر بيان عسكري يقول انه «استجابة لاستغاثات المواطنين والأهالي في درعا، ومناشدتهم القوات المسلحة ضرورة التدخل ووضع حد لعمليات القتل والتخريب والترويع التي تمارسها المجموعات الارهابية المتطرفة، قامت بعض وحدات الجيش بالدخول صباح اليوم (امس) إلى مدينة درعا لإعادة الهدوء والأمن والحياة الطبيعية إلى المواطنين، وهي تقوم الآن بمشاركة القوى الامنية بملاحقة هذه المجموعات، حيث تمكنت من إلقاء القبض على العديد منهم إضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. وقد أسفرت المواجهة عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش والقوى الأمنية. كما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية المتطرفة».

وأوعزت وزارة الداخلية إلى «جميع قيادات الشرطة والادارات المعنية تقديم كافة الموقوفين عرفيا إلى القضاء، وذلك عملا بالمرسوم التشريعي القاضي بإنهاء حالة الطوارئ».

وتمكنت قوات الأمن والشرطة السورية «من القبض على عدد من المسلحين المجرمين، الذين تبين أن عناصر منهم هم من قاموا بقتل شباب طرطوس في منطقة جوبر، والتمثيل بجثثهم بطريقة وحشية». كما «تم إلقاء القبض على شيخ الفتنة في درعا عبد السلام الخليلي، الذي ظهر في أحد مقاطع الفيديو يروج ويدعو للفتنة والطائفية ضد أهل السويداء».

وردا على ما ذكرته قناة «الجزيرة» عن انشقاق في الجيش، ذكرت «شبكة أخبار دمشق» أن «معلومات الجزيرة ناقصة، لأنه لا وجود للفرقة الرابعة في درعا».

واكدت مصادر سورية وأردنية أن الحدود بين البلدين ليست مغلقة، إلا أن الحركة فيها كانت شبه معدومة لتأثير الأحداث. ونقلت «سانا» عن المدير العام للجمارك في سوريا مصطفى البقاعي قوله «ان جميع المعابر الحدودية بين سوريا ودول الجوار مفتوحة، وخاصة مع الأردن»، مضيفا «ان الحركة على المنافذ تسير بشكل طبيعي ومنتظم، سواء بالنسبة للمسافرين أو لحركة الشحن. وكانت وكالة الانباء الاردنية نقلت عن وزير الدولة للاعلام طاهر العدوان قوله ان «قرار اغلاق الحدود البرية بين الاردن وسوريا جاء من قبل الجانب السوري»، مشيرا الى انه «يتعلق بتطورات الاوضاع الداخلية السورية».

واشنطن ومجلس الأمن

وأعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي طومي فيتور ان واشنطن تدرس امكان فرض عقوبات على مسؤولين سوريين، ردا على استخدام السلطات السورية «العنف غير المقبول» ضد المتظاهرين.

وقال فيتور ان واشنطن تدرس خيارات عدة «منها العقوبات ردا على حملة القمع، ولتظهر بوضوح ان هذا التعامل غير مقبول». واضاف ان «العنف الوحشي الذي تستخدمه الحكومة السورية ضد شعبها مرفوض تماما، وندينه باشد العبارات».

وتابع فيتور، في بيان، «يجب الاصغاء الى الشعب السوري المطالب بحرية التعبير والتجمع والتظاهر سلميا»، والى رغبته في «اختيار قادته بحرية».

وقال مسؤول اميركي ان الاجراءات قد تتضمن تجميد الاموال وحظر التعاملات التجارية في الولايات المتحدة. ومن المرجح ان يصدر ذلك في صورة أمر تنفيذي يوقعه الرئيس باراك أوباما، لكن لم يصدر قرار نهائي بعد بشأن التوقيت المحدد لمثل هذه الخطوة.

واستدعت وزارة الخارجية الأميركية السفير السوري عماد مصطفى وأبلغته «إدانة الولايات المتحدة لأعمال القمع الوحشية ضد المتظاهرين السوريين، وإرسال رسالة واضحة للحكومة السورية بهذا الشأن».

وأكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أن وجود السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد سمح لواشنطن بالتواصل بشكل واضح مع النظام السوري. وقال «وجود سفير في سوريا سمح لنا بالتعبير عن وجهات نظرنا».

وردا على سؤال حول سبب عدم دعوة اوباما الرئيس السوري الى التنحي خلافا لما فعل مع الرئيس الليبي معمر القذافي، اكد كارني ان «ليبيا، مرة جديدة، تمثل (وضعا) فريدا». واضاف ان «معمر القذافي كان فاقدا السيطرة على جزء كبير من البلاد، ونظام القذافي كان يتقدم في مواجهة شعبه بطريقة منسقة، وكان على وشك مهاجمة مدينة كبرى» بنغازي عندما انطلقت العملية الدولية ضد ليبيا.

وكانت دمشق اعربت السبت الماضي عن «اسفها» لبيان اوباما حول التطورات في دمشق. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مسؤول قوله ان «الجمهورية السورية تعبر عن اسفها لصدور بيان بالامس (الجمعة) لاوباما بشأن الاوضاع في سوريا لكونه لا يستند الى رؤية موضوعية شاملة لحقيقة ما يجرى» على الارض. واضاف «قد سبق لسوريا ان نفت ما روجت له الادارة الاميركية حول الاستعانة بايران او غيرها في معالجة اوضاعها الداخلية ونستغرب اصرار الادارة على تكرار هذه الادعاءات، الامر الذي يشير الى عدم المسؤولية والى ان ذلك جزء من التحريض الذي يعرض مواطنينا للخطر».

ورفضت ايران السبت اتهامات اوباما بان النظام السوري يسعى للحصول على مساعدة طهران لقمع حركات الاحتجاج. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست «نرفض هذه التصريحات. سياستنا الخارجية واضحة جدا. لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى».

واعلن دبلوماسيون في الامم المتحدة ان بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال تروج داخل مجلس الامن الدولي لمشروع ادانة لقمع التظاهرات في سوريا. وأشار دبلوماسي الى ان مشروع الاعلان هذا يمكن ان يتم نشره على الملأ اليوم اذا ما توصل الاعضاء الـ 15 داخل مجلس الامن الى اتفاق بالاجماع. وقال ان «الاعلان المشترك يندد بالعنف، ويوجه نداء الى ضبط النفس».

واضاف الدبلوماسي ان الدول الاربع تشيد ايضا بمبادرة الرئيس السوري بشار الاسد لرفع حال الطوارئ، كما تشير الى اهمية سوريا لاستقرار الشرق الاوسط. واوضح دبلوماسي لدى الامم المتحدة «تجب رؤية ماذا يرغب مجلس الامن بفعله في موضوع سوريا. لسنا امام وضع مماثل لليبيا. ثمة احتمال ضئيل بأن تبدي روسيا حماسة كبيرة للقيام بخطوات تصعيدية بحق بلد ذات سيادة». ولفتت اوساط دبلوماسية الى ان الفارق الآخر مع الوضع الليبي هو ان الشعب لم يبادر الى حمل الاسلحة لمقاتلة النظام.

ونقلت وكالات (ا ف ب، ا ب، رويترز) عن الناشط عمار القربي قوله إن 18 شخصا على الاقل قتلوا في درعا، مضيفا أن كثيرين آخرين اصيبوا او فقدوا، فيما قال الناشط عبد الله ابا زيد ان «25 شهيدا على الاقل سقطوا اثر قصف كثيف شنته قوات الجيش على مدينة درعا». واضاف «لا نعرف مصير البقية نظرا لعدم وجود مستشفيات، ما يجعل الجرحى ينزفون حتى الموت».

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن احد المتظاهرين في درعا قوله «ليأت اوباما ويأخذ سوريا. ليأت اليهود ويأخذوها. كل شيء افضل من بشار الاسد». وكان النائبان عن درعا بشير الزعبي وناصر الحريري ونائب رئيس غرفة التجارة في درعا فيصل الهيمد ومفتي المدينة رزق عبد الرحيم ابازيد اعلنوا استقالتهم من مناصبهم «احتجاجا على قتل المتظاهرين».

واعلن ناشط في حقوق الانسان مقتل 13 شخصا وجرح عدد آخر برصاص قوات الامن في جبلة قرب اللاذقية. وقال ناشطون ان قوات الامن تقوم بعمليات مداهمة في دوما والمعضمية قرب دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «الامن اعتقل العشرات خلال اليومين الماضيين في سراقب ودير الزور والرقة ودوما وبانياس».

وقتل 13 شخصا السبت الماضي خلال جنازات لمتظاهرين. وقال ناشطون حقوقيون ان الشرطة السورية داهمت منازل قرب دمشق وفي حمص واعتقلت عددا من النشطاء.

واصدر كتاب سوريون من جميع الطوائف بيانا نددوا فيه بحملة قمع دامية ضد المحتجين. ووقع على بيان 102 كاتب وصحافي في سوريا وفي المنفى، ودعوا المثقفين الذين لم يكسروا حاجز الخوف لاتخاذ موقف واضح.

ودعت انقرة دمشق إلى «اقصى ضبط للنفس» ومواصلة الاصلاح. (تفاصيل ص ). واعربت وزارة الخارجية الروسية «عن قلق روسيا من تصاعد التوتر والمؤشرات الى مواجهات تتسبب في معاناة ابرياء»، داعية الى تسريع الاصلاحات في سوريا.

وادان عملية قمع المحتجين في سوريا كل من وزراء خارجية بريطانيا وليام هيغ وفرنسا آلان جوبيه وبلجيكا ستيفن فاناكيري وايطاليا فرانــكو فراتينــي. وأعلنت أكثر من حــركة مصرية شبابية فاعلة في «ثورة 25 يناير» تضامنها مع انتفاضة الشعب السوري.

السفير

الجيش السوري اقتحم أحياء درعا بالدبابات

واشنطن تلوّح بعقوبات على 6 شخصيات أمنية

دمشق تؤكّد دخول قواتها المدينة “استجابة لاستغاثات أهلها”

أربع دول أوروبية تضغط في مجلس الأمن لإصدار رد فعل “قوي وحازم”

واشنطن – هشام ملحم

الأمم المتحدة – علي بردى

دمشق – الوكالات:

لوحت واشنطن بفرض عقوبات على مسؤولين عسكريين وامنيين سوريين، وضغطت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال لاصدار رد فعل “قوي وحازم” لمجلس الأمن على حملة القمع التي تشنها السلطات السورية، بينما سعى ديبلوماسيون غربيون الى إقناع روسيا والصين بتأييد موقف كهذا، مع تريث من لبنان.

وجاء ذلك عقب اقتحام الجيش السوري مدينة درعا بالدبابات لقمع حركة الاحتجاج فيها، مما ادى الى مقتل 25 شخصا على الاقل وجرح العشرات. وسقط 13 قتيلا أيضاً في مدينة جبلة القريبة من اللاذقية بعد اقتحام مماثل لقوى الامن، فارتفع الى نحو 160 عدد الذين قتلوا في سوريا منذ الجمعة الماضي حتى الاثنين.

ووصف ناشطون ما حدث في درعا بانه جبهة حرب ورأوا ان “السلطات السورية اتخذت على ما يبدو قرارا بالحسم العسكري والامني” للضغط على التظاهرات المطالبة بالديموقراطية. ص11

لكن مصدراً عسكرياً صرح بأن الجيش السوري دخل امس مدينة درعا “استجابة لاستغاثات المواطنين والاهالي في درعا ومناشدتهم القوات المسلحة ضرورة التدخل ووضع حد لعمليات القتل والتخريب والترويع التي تمارسها المجموعات الارهابية المتطرفة”. واضاف ان “وحدات من الجيش بمشاركة القوى الامنية تلاحق المجموعات الارهابية المتطرفة في المدينة وتلقي القبض على العديد منهم وتصادر كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر”.

واشار الى ان “المواجهة اسفرت عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش والقوى الامنية، كما سقط عدد من القتلى والجرحى فى صفوف المجموعات الارهابية المتطرفة”.

واشنطن

• في واشنطن، تخطط ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما لفرض عقوبات جديدة على شخصيات سورية سياسية وعسكرية وأمنية، لمعاقبتها على التصعيد العسكري حيال تظاهرات الاحتجاج التي عمت سوريا، منها تجميد الارصدة  ومنع المسؤولين السوريين من السفر الى الخارج من طريق التهديد بمقاضاتهم بتهم ارتكابهم انتهاكات لحقوق الانسان.

وعلمت “النهار” ان النقاش يتركز على ست شخصيات أمنية وعسكرية تشمل افراداً من عائلة الرئيس بشار الاسد، هم: شقيقه ماهر الاسد، مدير المخابرات العامة علي المملوك ونائبه حافظ مخلوف، رئيس فرع المخابرات العسكرية عبد الفتاح قدسية ونائبه علي يونس، ورئيس المخابرات الجوية اللواء جميل حسن.

وتتعرض ادارة اوباما لانتقادات متزايدة من اعضاء الكونغرس ومنظمات حقوق الانسان وفي وسائل الاعلام، لان مواقفها مما تسميه هي “القمع الوحشي” لم يرقَ الى مستوى الاجراءات العقابية التي اتخذتها في حق الانظمة العربية الاخرى التي قامت بممارسات مماثلة.

وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: “نواصل النظر في السبل والخيارات المتوافرة لدينا، بما في ذلك فرض العقوبات على الافراد، رداً على القمع الجاري في سوريا وكي نوضح ان مثل هذا السلوك غير مقبول”. واوضح ان “العقوبات التي تدرس الان هي للرد على تصلب الحكومة السورية ورفضها احترام حقوق الشعب السوري وتطلعاته، بما في ذلك احترام حريات التعبير والتجمع السلمي وحق اختيار قادته”.

لكنه رفض الادلاء بتفاصيل  او التطرق الى أسماء المسؤولين الذين يمكن ان تشملهم العقوبات الجديدة، وان يكن كرر  ان الهدف هو الضغط على السلطات السورية لتغيير سلوكها، وقال: “نحن نواصل تشجيع الرئيس الاسد وحكومته على احترام الوعود التي قطعها الرئيس الاسد بالغاء قانون الطوارئ على سبيل المثال، والبدء بالاصلاح ووقف العنف ضد شعبه”. وجدد الدفاع عن وجود سفير اميركي في دمشق ليتولى مباشرة ايصال الموقف الاميركي الى المسؤولين السوريين. ورفض مقارنة سوريا بليبيا، مشيرا الى انه في ليبيا كان ثمة غطاء عربي ودولي للتدخل العسكري، لمنع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من اراتكاب اعمال عنف كبيرة ضد مدينة بنغازي.

واستدعت وزارة الخارجية الاميركية السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى وابلغته تنديد واشنطن بأعمال “القمع الوحشي” للمتظاهرين.

مجلس الأمن

• في نيويورك، علمت “النهار” من ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال “مهتمة ببدء نقاش” لا سابق له في المجلس في شأن أحداث سوريا، موضحاً أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون سيقدم بعد ظهر اليوم إحاطة الى المجلس عن جولته الأخيرة في المنطقة. وتوقع أن يثار موضوع سوريا خلال هذه الإحاطة. وأفاد أن الدول الاوروبية الاربع أعدت مشروع بيان صحافي “يندد بشدة بالعنف الدموي” الذي تمارسه السلطات السورية حيال المتظاهرين المسالمين، ويطالبها بـ”وقف فوري” لاستخدام العنف. وإذ “يأخذ علماً” ببرنامج الإصلاحات الذي أعلنه الرئيس السوري، وخصوصاً قراره رفع حال الطوارئ المفروضة على سوريا منذ زهاء نصف قرن، يؤيد مشروع البيان دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الى اجراء “تحقيق مستقل ذي صدقية” في أعمال القتل التي تشهدها المدن  السورية منذ أسابيع .

الموقف اللبناني

ورداً على سؤال “النهار” عما إذا كان لبنان سيحول دون صدور بيان تنديد، لفت ديبلوماسي غربي الى أن “على لبنان أن يجيب عن هذا السؤال. غير أننا نتوقع أن يتصرف لبنان هذه المرة كما تعامل مع موضوع ليبيا واليمن وغيرهما من البلدان التي تعرض قضايا أمام مجلس الأمن”. وقال: “لم نسمع حتى الآن أي اعتراضات من لبنان، ونحن في أي حال نعمل حالياً على نيل موافقة روسيا والصين على مشروع البيان”. وذكر أن “موقف الولايات المتحدة معروف، لأن الإدارة الأميركية نددت بقوة بأعمال القتل هذه وهي تتجه الى فرض عقوبات على المسؤولين عنها”.

ورفض المندوب اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام التكهن بما ستؤول اليه مشاورات مجلس الأمن في موضوع سوريا.

وأبلغ مصدر مطلع على الموقف السوري “النهار”، أن دمشق “تعتبر ما يجري شأناً داخلياً يتعين على مجلس الأمن ألا يتدخل فيه”. وقال إن “السلطات السورية اتخذت اجراءات اصلاحية جوهرية ينبغي تشجيعها عوض اتخاذ مواقف سياسية واعلامية لا طائل منها”. وإذ ذكر بأن “هناك من يستخدم السلاح ضد الجيش في سوريا”، توقع “من أي عضو عربي في مجلس الأمن أن يدافع عن الحقوق العربية. ونحن على ثقة أن لبنان داعم لسوريا”.

النهار

صحيفة: تركيا وأمريكا تدرسان الوضع في سوريا حال انهيار نظام الأسد

أنقرة – دانيال عبدالفتاح

خلال زيارة سرية قام بها رئيس المخابرات المركزية

كشفت صحيفة “صباح” اليومية القريبة من الحكومة التركية، في عدد اليوم الثلاثاء 26-4-2011، عن زيارة سرية قام بها رئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” ليون بانيتا لتركيا في نهاية شهر مارس/ آذار الماضي. وقالت الصحيفة إن بانيتا والوفد المرافق له أجرى خلال زيارته التي استغرقت خمسة أيام وتم التعتيم عليها بشدة من جانب المسؤولين في تركيا والسفارة الأمريكية في أنقرة، مباحثات مع نظيره التركي “هاكان فيدان” وعدد من المسؤولين في الحكومة التركية ورئاسة هيئة أركان الجيش تركزت على التطورات في المنطقة العربية وتقييم الأوضاع في ليبيا وسوريا.

وأضافت الصحيفة أنه تم خلال المباحثات أيضا مناقشة عدد من الموضوعات المهمة منها العلاقات التركية الإسرائيلية وتقاسم المعلومات الاستخبارية بين تركيا والعراق وأمريكا حول نشاط منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية والتعاون بين تركيا والولايات المتحدة في أفغانستان ونشاط حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لسوريا فإن الجانبين التركي والأمريكي أكدا أن الأوضاع في سوريا دخلت مرحلة حرجة وستتجه إلى حالة من الفوضى الحادة، إذا فشل الرئيس السوري بشار الأسد في اتخاذ خطوات حاسمة لتنفيذ الإصلاحات ووضع حد للفوضى والاضطرابات التي تشهدها سوريا، أما بالنسبة لليبيا فوصف الجانب الأمريكي الوضع هناك بأنه “أزمة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطة تركيا للتعامل مع التطورات في سوريا واحتمالات إخراج الأسد وعائلته من سوريا وخطة تأمين هذا الخروج، حال سقوط النظام السوري، نوقشت أيضا خلال المباحثات.

في السياق نفسه، أوضحت الصحيفة أن تنسيقا يتم بين وزارة الخارجية التركية وجهاز المخابرات ورئاسة أركان الجيش بشأن التطورات في الدول العربية، وأن الخارجية وضعت سيناريوهات وبدائل للتعامل مع هذه التطورات تضع في اعتبارها قوة القيادات في كل بلد، وقوة المتمردين على النظام، ووجود المواطنين الأتراك.

ونوهت إلى أنه في ضوء هذه العوامل تجري المناقشات بين المسؤولين الأتراك حول الحاجة إلى تنفيذ عمليات عسكرية أو تقديم مساعدات إنسانية.

دعوات دولية لوقف العنف ضد المتظاهرين في سورية

دعت ايطاليا وفرنسا السلطات السورية الى وقف القمع العنيف الذي يتعرض المحتجون في سورية.

وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني في تصريحات له عقب الاجتماع بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في العاصمة الايطالية روما ان فرنسا وايطاليا تدعوان الى “الوقف الفوري للقمع العنيف الذي يتعرض له المحتجون في سورية”.

من جهة أخرى قالت المنظمة السورية لحقوق الانسان “سواسية” ان اجمال عدد المدنيين الذي قتلوا على يد قوات الامن منذ انطلاق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية الشهر الماضي وصل الى 400 شخص.

واعلنت بريطانيا، الثلاثاء، انها تعمل مع شركائها الدوليين بشأن امكانية اتخاذ اجراءات جديدة ضد سورية. ودعت الرئيس السوري بشار الاسد لوقف الهجمات على المحتجين المناهضين للحكومة.

دبابات في درعا

قالت الحكومة السورية إنها أرسلت الجنود إلى بعض المدن بطلب من المواطنين

وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز إن بريطانيا “تعمل بشكل مكثف مع شركائها الدوليين لاقناع السلطات السورية بوقف العنف واحترام حقوق الانسان في حرية التعبير والتجمع”.

واضاف هيغ: “هذا يشمل العمل مع شركائنا في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة لارسال اشارة قوية للسلطات السورية تفيد بأن أعين المجتمع الدولي مسلطة على سورية، وكذلك العمل مع شركائنا في الاتحاد الاوروبي والمنطقة بشأن امكانية اتخاذ مزيد من الاجراءات”.

كما ذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان الخارجية الفرنسية تحث الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي على اتخاذ اجراءات ضد سورية.

درعا

وميدانيا نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشط حقوقي سوري قوله ان اطلاق نار سمع مجددا الثلاثاء في درعا، غداة عملية واسعة يقوم بها الجيش السوري في المدينة الواقعة جنوبي سورية حيث قتل ما لا يقل عن 18 شخصا امس الاثنين.

وقال الناشط عبد الله ابا زيد في اتصال هاتفي مع الوكالة ان “اطلاق النار مستمر على السكان”.

واضاف ان منزل مفتي درعا، الذي استقال السبت احتجاجا على قمع الحركة الاحتجاجية في درعا، “مطوق صباح اليوم (الثلاثاء) لكن المفتي ليس موجودا في منزله”.

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان في درعا قوله ان اصوات طلقات الرصاص والمدفعية سمعت صباح الثلاثاء في محيط مدينة درعا المحاصرة.

واضاف ان السكان بقوا في منازلهم للاحتماء من الدبابات والقناصة الذين اعتلوا أسطح المباني.

وتحدث الجيش السوري عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات المسلحة و”المجموعات الارهابية”.

واكدت السلطات السورية، التي تتهم منذ بدء الاحتجاجات “عصابات مسلحة” بالوقوف خلف التحركات الشعبية، ان الجيش دخل درعا “استجابة لاستغاثات المواطنين والاهالي”.

واضافت ان هذا التحرك يهدف الى ملاحقة “المجموعات الارهابية المتطرفة”.

ونقلت وسائل اعلامية سورية عن عضو مجلس الشعب السوري والداعية الإسلامي محمد حبش قوله أن الأسبوع القادم في مجلس الشعب سيكون اسبوعا فاصلا لأنه سيناقش إجراء تعديل المادة الثامنة من الدستور التي تنظم علاقة الحزب والدولة.

وتنص المادة الثامنة من الدستور السوري على أن حزب البعث الحاكم هو قائد الدولة والمجتمع.

وطالب حبش السوريين بالتهدئة وإعطاء الدولة فرصة لتحقيق الإصلاحات، كما طالب الدولة بالدخول مباشرةً في نطاق تطبيق الإصلاحات و”تبييض السجون” على حد قوله.

اتصال هاتفي

من جهة اخرى، حثت الولايات المتحدة مواطنيها على مغادرة سورية في أعقاب الاضطرابات التي شهدت إطلاق جنود سوريين النار على المحتجين المناوئين للحكومة في عدد من المدن مما خلف قتلى وجرحى.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بعض الموظفين غير الأساسيين وعوائلهم في سفارتها في دمشق سيغادرون سورية.

وقالت الحكومة السورية في بيان إن الجنود الذين أرسلوا إلى بعض المدن لإخماد الاضطرابات نجحوا في ” استعادة الطمأنينة”.

وقال مراسل بي بي سي في لبنان، أوين بنيت جونز، إن شبكة الاتصالات مع سورية مقطوعة عمليا، مضيفا أن الحكومة تبدو مسيطرة على الوضع.

وتصاعدت الضغوط الغربية على سورية على خلفية القمع الذي تتعرض له تظاهرات الاحتجاجات فيها، إذ رشحت أنباء عن تفكير واشنطن في فرض عقوبات على مسؤولين سوريين، بينما تسعى دول أوروبية لاصدار بيان لإدانتها من مجلس الأمن.

ونقلت رويترز عن مسؤول أمريكي أن بلاده تبحث في إمكانية فرض عقوبات على مسؤولين سوريين لزيادة الضغط على الرئيس بشار الاسد لإنهاء العنف ضد المتظاهرين.

وقال المسؤول، الذي لم تكشف هويته، أن العقوبات الجديدة يمكن أن تشمل تجميد أصول اولئك المسؤولين ومنعهم من الاستثمار في الولايات المتحدة، مضيفا انها ستفرض في الغالب بواسطة أمر يوقعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

في هذه الاثناء أعلن البيت الابيض أن اوباما أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، حيث عبر الرئيسان عن قلقهما من العنف في سورية.

وقال بيان البيت الأبيض “اتفق الزعيمان على أن الحكومة السورية يجب أن تنهي استخدام العنف الآن وأن تجري إصلاحات ذات مغزى تحترم التطلعات الديمقراطية للمواطنين السوريين”.

“عملية إصلاح”

من جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني “يجب أن يحترم السوريون وأن تحترم حقوقهم، يجب ألا يهاجموا، يجب ألا يقتلوا”، مضيفا “نحن ندعو إلى عملية إصلاح”.

وتأتي هذه التصريحات والخطوات الأمريكية الأمريكية بالتزامن مع الإعلان عن مساع أوروبية لإصدار بيان من مجلس الأمن يدين الحكومة السورية.

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال تسعى لاصدار بيان من مجلس الأمن الدولي “لإدانة القمع الدامي للتظاهرات في سورية”.

وقال دبلوماسي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه يمكن الإعلان عن نص البيان المذكور الثلاثاء، إذا ما توصل أعضاء المجلس الـ 15 إلى اتفاق بالإجماع بشأنه.

غاي كارني

وأضاف: “يندد مشروع الإعلان المشترك بالعنف ويوجه نداء إلى ضبط النفس”.

إلا أن الدبلوماسي المذكور قال إن الدول الأربع أشادت في الوقت ذاته بالمبادرة التي أقدم عليها الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا لرفع حالة الطوارئ التي كانت سارية في البلاد منذ عام 1962.

وضع مختلف

من جانب آخر، قال دبلوماسي في الأمم المتحدة “إن وضع سورية يختلف عن ليبيا التي طالب ممثلوها في المنظمة الدولية، والمنشقون عن النظام، مجلس الأمن الدولي بإدانة أعمال العنف في البلاد، وبفرض عقوبات على الزعيم الليبي معمَّر القذافي وأركان نظامه”.

وأضاف الدبلوماسي قائلا: “يجب رؤية ماذا يرغب مجلس الأمن بفعله بموضوع سورية. لسنا أمام وضع مماثل لليبيا، فثمة احتمال ضئيل بأن تبدي روسيا حماسة كبيرة للقيام بخطوات تصعيدية بحق بلد ذي سيادة”.

علم سوري

وكان ناشطون على شبكة الانترنت قد قالوا “إن 25 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب مئات آخرون عندما اقتحمت وحدات خاصة من الجيش السوري، مدعومة بالأمن المركزي والمخابرات، مدينة درعا في وقت مبكر من فجر الاثنين”.

إلاَّ أن عمار القربي، رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان، قال: “إن عدد القتلى الذين سقطوا في درعا منذ دخول الجيش إليها بلغ 18 شخصا على الأقل”.

وأضاف أن البعض قُتلوا نتيجة إطلاق النار عليهم، بينما قضى الآخرون جرَّاء قصف بعض الأبنية في المدينة”.

وتشير تقديرات حقوقيين الى ان عدد المعتقلين في احداث درعا الاثنين بلغ 500 شخص تقريبا.

أيمن الأسود: “الوضع في درعا مزري جدا والناس بحاجة إلى إغاثة

إعداد فرانس 24 بتاريخ 26/04/2011 – 13:33

في تصريح لقناة فرانس 24، قال الناشط الحقوقي السوري أيمن الأسود إن الوضع في درعا في تدهور مستمر، مضيفا أن المدينة عاشت ليلة مظلمة نتيجة انقطاع الكهرباء وأن القمع مستمر, مشيرا إلى سقوط ما بين 20 و25 قتيلا. كما دعا منظمات الإغاثة إلى التدخل من أجل تقديم المساعدة للسكان لاسيما المسنين والأطفال الصغار.

لا تزال مدينة درعا السورية تشهد مداهمات أمنية وعسكرية واسعة النطاق أدت أمس الاثنين إلى مقتل ما بين 20 و25 شخصا حسب أيمن الأسود، وهو ناشط حقوقي سوري من سكان مدينة درعا.

وفي تصريح هاتفي لقناة فرانس 24 الثلاثاء، قال الأسود إن مدينة درعا عاشت أمس ليلة مظلمة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، فيما لا يزال يعاني سكانها من نقص في المياه إضافة إلى انقطاع شبكة الاتصالات الهاتفية الأرضية منها والنقالة. وأضاف أنه سمع ليل الاثنين الثلاثاء أصوات رشقات نارية متقطعة يعتقد أن الهدف منها ترويع السكان ومنعهم من الخروج من منازلهم.

وتابع الأسود أن مدينة درعا تعيش حالة حظر تجول، وأن سكانها على الأرجح لن يقبلوا بهذا الوضع لأن اليوم هناك شهداء يريدون تشييعهم. وبخصوص انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية، حمل أيمن الأسود المسؤولية لمدراء المؤسسات المعنية، قائلا: “إذا كان الأمن يسيطر على [هؤلاء المدراء]، فعليهم الذهاب إلى المسجد العمري وتقديم استقالاتهم وإلا فأن الشعب سيحاسبهم”.

وبشأن عدد ضحايا العنف الأمني، أشار الناشط السوري إلى أن لا أحد يمكن أن يقدم رقما دقيقا، لأن بحسبه، لا أحد يستطيع أن يتحدث مع جاره، “لكن هناك تأكيدات بوقوع ما بين 20 و25 قتيلا”.

ودعا أيمن الأسود المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل من أجل تقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكان درعا، لاسيما المسنين والأطفال الصغار منهم, وأضاف أن المواجهات متركزة في درعا البلد وهو حي قديم أزقته ضيقة جدا يتميز بطابعه العشائري والتضامن العالي السائد بين أهاليه.

درعا هي مهد الاحتجاج وهناك اعتصامات قرب المسجد العمري. الناس يرفعون شعارات مناهضة للنظام، أبرزها “من يقتل شعبه خائن”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى