أحداث وتقارير اخبارية

أحداث 29.04.2011

 

29.04.2011

 

إجماع في إسرائيل: بقاء الأسد ثروة ثمينة لأمن تل أبيب

محمد نعيم من القاهرة

إعتبرته الأكثرية أفضل من نظام راديكالي يقود سوريا لواقع فوضوي

أعربت أكثرية الدوائر السياسية في إسرائيل عن قناعتها بأن بقاء النظام السوري، ينعكس ايجاباً على استقرار الامن القومي للدولة العبرية، فيما إعتبرت الاقلية ان حالة الهدوء على الجبهة السورية سمحت للأسد ببناء برنامج نووي، الا ان الفريقين استبعدا احتمالات وصول الاخوان المسلمين للحكم بعد بشار الاسد.

تراقب الدوائر السياسية الاسرائيلية ما يجري في سوريا بحذر بالغ، إذ يسود الاعتقاد لدى الأكثرية ان بقاء نظام بشار الاسد يصب في صالح الامن القومي الاسرائيلي، وان الاطاحة به قد تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار جبهة اسرائيل الشمالية، التي تعتبرها حكومات تل ابيب المتعاقبة من اكثر الجبهات المأمونة منذ حرب (يوم الغفران) تشرين الاول/ اكتوبر عام 1973، بينما يرى فريق آخر من الأكاديميين الاسرائيليين، ان التعويل على بقاء الاسد الابن للحفاظ على هدوء جبهة اسرائيل الشمالية ليس مضموناً، لاسيما ان بشار الاسد يستغل هذا الهدوء غطاء لتمرير برنامجه النووي، الذي سبق وقصفته اسرائيل في منطقة دير الزور بحسب تقارير غربية. وان فرص سيطرة الاخوان المسلمين على سوريا ما بعد الاسد ضئيلة للغاية.

نظرية “من تعرفه افضل من غيره”

وبحسب صحيفة يديعوت احرونوت يرى المستشرق الاسرائيلي، خبير الشؤون السورية “موشي ماعوز”: “ان الحلبة السياسية في اسرائيل باتت على قناعة بنظرية “من تعرفه افضل من غيره”، لاسيما ان هناك فرصة للتوصل الى تسوية مع بشار الاسد، على خلفية ميوله العلمانية، فضلاً عن انه سبق وعرض على اسرائيل امكانية التوصل الى اتفاق سلام، ولعل ذلك هو ما يجعلنا في اسرائيل نقف امام علامة استفهام كبيرة وهي، ما الذي يمكن ان يشهده الواقع السياسي الجديد في سوريا اذا سقط نظام بشار الاسد”.

واضاف ماعوز استاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية ان السيناريو الاكثر سوءاً، الذي قد تؤول اليه الامور بعد سقوط نظام الاسد، هو بزوغ نجم جماعة الاخوان المسلمين السورية، واحتلالها المقاعد الامامية في النظام الجديد، الامر الذي يحول دون التوصل الى تسوية سلمية بين دمشق وتل ابيب. والمح الخبير الاسرائيلي الى انه من غير المضمون ان يخلف نظام الاسد الابن نظاماً علمانياً، يدعم وجود الدولة العبرية في منطقة الشرق الاوسط، ولهذا السبب يرى ماعوز ضرورة بقاء بشار الاسد، للحيلولة دون زعزعة استقرار امن الدولة العبرية.

ووفقاً لما نقلته الصحيفة العبرية عن الخبير الاسرائيلي، اكد الاسد الابن منذ بداية حكمه، اعتزامه مواصلة الطريق الذي بدأه والده مع اسرائيل، وعلى حد رأي ماعوز: “من الممكن التوصل الى تسوية مع الاسد الابن، خاصة ان جهاز الامن القومي الاسرائيلي ادرك ذلك خلال الاونة الاخيرة، وتطلع الى عزل النظام السوري عن الحلف الايراني”. كما ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك فطن الى تلك الحقيقة، وتمكن خلال رئاسته للحكومة الاسرائيلية من التوصل الى تفاهمات مع سوريا بخصوص التسوية، الا انها فشلت في نهاية المطاف، ولذلك فإن رأس النظام السوري الحالي افضل لاسرائيل بكثير عن الحالة الضبابية التي قد يؤول اليها الوضع حال سقوطه.

ثروة ثمينة لاسرائيل

اما البروفيسور “غوشوع لنديس” الخبير العالمي في الشأن السوري، ورئيس تحرير مدونة syriacomment.com، فيقول في سياق حديثه للصحيفة العبرية: “انه من خلال وجهة النظر الاسرائيلية، يعتبر بشار الاسد ثروة ثمينة لاسرائيل”. واوضح لنديس الذي اقام لسنوات طويلة في سوريا، ويعلم جيداً واقع المشهد السياسي في دمشق، ان سقوط نظام بشار يعد خسارة فادحة للدولة العبرية. ويعتقد لنديس رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما: ” ان غالبية الخبراء السياسيين يدركون ان اندلاع حرب اهلية في سوريا سيفتح الباب امام نمو ميليشيا راديكالية او تنظيم اسلامي مقابل نظام ديمقراطي ضعيف، الامر الذي يحفز الولايات المتحدة على العمل لاعادة هضبة الجولان الى سوريا، في مسعى لحصول واشنطن على الشرعية، وفي اي حال من تلك الاحوال ستصبح اسرائيل هي الخاسر الاول، لذلك تفضل اسرائيل نظام الاسد “عديم الانياب” على اي تحول مفصلي في خارطة السياسة السورية”.

على صعيد ذي صلة اعرب البروفيسور غوشوع لنديس في حديثه ليديعوت احرونوت عن توقعه، عن أن طبيعة المشهد السياسي في سوريا بالغة التعقيد، إذ تعتقد الأغلبية في الخارج والداخل السوري، ان الاسد الابن هو احدى اسوأ الاقليات في سوريا. وعلى خلفية حمامات الدم التي يشهدها العراق، يبدو انه حال سقوط بشار الاسد، ستخوض العشائر والطوائف السورية حربا اهلية ضارية، الامر الذي يقود الى حالة من الفوضى لن تقتصر على سوريا، وانما سيطول مداها منطقة الشرق الاوسط، بما في ذلك المنطقة الحدودية “الهادئة” حتى الان بين اسرائيل وسوريا. وعلى اية حال – كما يقول الخبير العالمي لنديس – فإن بشار الاسد هو افضل النماذج التي يمكن التعويل عليها عند الحديث عن استقرار الامن القومي الاسرائيلي، لما يمتلكه من قوة وما يحافظ عليه من مناخ مستقر، فإذا زال نظام الاسد فستجد اسرائيل نفسها امام عراق جديد، ولن يكون ذلك افضل من الوضع الراهن بالنسبة إلى الدولة العبرية.

من جانبه يحاول “إيال زيسر” خبير الشؤون السورية، عميد كلية الاداب في جامعة تل ابيب الإجابة على سؤال محدد، وهو: ما الانعكاسات التي ستعود على اسرائيل في ما يخص التطورات الحاصلة في سوريا؟، فيقول زيسر: “إذا كنت اعتقد في الماضي ان نظام بشار الاسد يعني الاستقرار بالنسبة إلى الجبهة الشمالية لاسرائيل، فإنه ينبغي في الوقت الراهن خلق نوع من التوازن في طبيعة المشهد، في ظل اصرار النظام السوري على البقاء في كنف الحلف الايراني، ودعم علاقاته بحماس وحزب الله”.

واقع هادئ وآخر مشتعل

ويعتقد زيسر انه انطلاقاً من تلك الازدواجية، باتت اسرائيل امام واقعين في سوريا، احدهما هادئ ويخص الجبهة السورية، والاخر مشتعل ويخص العلاقات السورية بحزب الله وحماس”. غير انه المح الى ان حالة الهدوء التي تخيم على المشهد السوري منذ حرب الغفران، تمكن الاسد من استغلالها في تطوير برنامجه النووي، ومن هذا المنطلق يجزم الخبير الاسرائيلي: “ان نظام الاسد لم يعد ثروة بالنسبة لاسرائيل كما كان الحال عليه في الماضي”.

وفي ما يتعلق بامكانية سيطرة الاخوان المسلمين على نظام ما بعد بشار الاسد، لم يبد الخبير الاسرائيلي زيسر وجود مؤشرات تؤكد تلك الامكانية، مشيراً في حديثه مع صحيفة يديعوت احرونوت الى ان تركيبة المجتمع السوري تنطوي على عدة طوائف: “لا اعتقد ان هناك فرصة جادة امام سيطرة الاخوان المسلمين في سوريا على النظام حال سقوط بشار الاسد، فعلى الرغم من ان تلك الجماعة قائمة ومنظمة، الا ان 40% من الشعب السوري ينتمون الى اقليات متباينة”.

لم يكن الخبير إيال زيسر وحده صاحب هذه القناعة، وانما شاركه فيها المعارض السوري “فريد غادري”، رئيس حزب الاصلاح السوري، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، ففي حديثه مع يديعوت احرونوت، أوضح: “ان السوريين يعلمون جيداً ان ايران باتت تفرض نفسها على سوريا وسياستها، وان حكومة طهران مسؤولة مثل الاسد عن عمليات القتل، التي تُرتكب اليوم تلو الاخر ضد الثوار في مختلف المدن السورية”، فالخيار الذي لا يزال باقياً امام الاسد هو “ديمقراطية الغليان”، التي لن يتم التوصل اليها الا اذا رفض الغرب التنازل للاخوان المسلمين، ودافع عن حق كل سوري في ان يكون صوته مسموعاً.

الى ذلك ترى عناصر المعارضة السورية، بحسب ما نقلته عنهم الصحيفة العبرية، ان القوات الايرانية وغيرها التابعة لحزب الله، يدعمون الاسد في قمع التظاهرات، خاصة ان الولايات المتحدة اتهمت بشار الاسد بذلك مباشرة، ولعل ذلك كان واضحاً لدى الثوار السوريين انفسهم، عندما رددوا هتافات مناهضة لحزب الله وايران. وتعتقد المعارضة السورية ان بقاء نظام بشار الاسد يخدم اسرائيل قبل اية جهة اخرى، غير ان فصيل آخر من المعارضة يعتقد ان سقوط الاسد سيؤدي الى حالة من الفراغ السياسي، الذي قد يسمح بدخول عناصر راديكالية الى المشهد السوري، ويقود حتماً الى حرب اهلية سيكون لها بالغ الخطورة على سوريا والمنطقة بما في ذلك اسرائيل.

 

السوريون الستة الذين يساعدون بشار الأسد على البقاء

عبدالاله مجيد

كثيراً ما يعيد المهتمون بالشأن السوري إلى الأذهان مجيء بشار الأسد إلى الرئاسة وسط آمال بالاصلاح والتغيير بعد ثلاثة عقود من الحكم بقبضة حديدية في زمن والده الرئيس الراحل حافظ الأسد.

ولكن مراقبين يلاحظون أن الأسد الابن بعد 11 عاما يبدو عازمًا على سحق الاحتجاجات التي تجتاح سوريا بالقوة.  وليس هناك ما يشير إلى اتخاذه موقفًا يختلف عن مجموعة الأقارب والقادة الأمنيين الذين يقدمون له المشورة داخل الحلقة الضيقة للنظام في دمشق.

وتنقل صحيفة الغارديان عن محللين ودبلوماسيين وأكاديميين سوريين وغربيين أن الرئيس مصمم على استخدام القوة للحفاظ على النظام متحديا الضغوط الدولية.  ويرى هؤلاء أن الإجراءات السياسية التي اعلنها الأسد جاءت متأخرة وطغى عليها اسوأ ما شهدته سوريا من اعمال تنكيل وبطش منذ سحق تمرد الاسلاميين في حماه عام 1982.  وأشار دبلوماسي غربي إلى أن نظام الأسد “يعتمد تكتيكات من أجل البقاء، وهي معالجة أمنية أولا وثانيًا وثالثاً”.

وقال مراقب متمرس للشأن السوري أن هناك تصورًا واسع الانتشار بأن لدى الأسد ميولا اصلاحية اقوى من المحيطين به.  ولعل البعض من هؤلاء اكثر تشددًا من البعض الآخر، ولكن النظام  نظام واحد وسيُحاكم على ما يفعله جماعيا.

ويذهب معارضون سوريون إلى القول إن الأسد اتخذ قراراً استراتيجياً بتصعيد الحملة ضد المحتجين، ربما بعد مشاورات سرية جرت في أواخر آذار/مارس الماضي.

ولا يبدو أن انشقاق بعثيين من مستويات متدنية في مدينة درعا يشكل خسارة كبيرة رغم انه قد يطلق تفاعلاً متسلسلاً مؤدياً إلى تعاظم الانشقاقات مثل كرة الثلج.  ولكن حزب البعث عموما لم يعد مهما في عهد بشار كما كان في زمن والده.

ولم يكن التعديل الوزاري الأخير مجديًا في اقناع المشككين في توجهه الاصلاحي لأن الوزراء في سوريا اقل نفوذًا بكثير من القادة الأمنيين صانعي القرارات الكبرى.  وتبقى صلة القربى بعائلة الأسد أهم بكثير من العنوان الوظيفي أو المسؤوليات الشكلية.

وتبدو نواة النظام متماسكة ومتلاحمة حتى الآن.  فان كبار مستشاري الأسد كلهم تقريبا من العلويين الذين يشكلون 12 في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليونا ، والعديد منهم تربطهم به قرابة.  وبخلاف ليبيا لم ينضم مسؤول كبير إلى المعارضة التي لا تسيطر على رقعة ارض.  ومن هنا ضراوة الحملة على درعا للحيلولة دون نشوء موطئ قدم كهذا.

من ابرز اركان النظام ستة مسؤولين في مقدمهم  ماهر الأسد شقيق بشار الأصغر وقائد الوحدات النخبوية للحرس الجمهوري والفرقة الآلية الرابعة التي شاركت في إخماد التظاهرات في درعا.  ويُعتقد أن ماهر اقنع بشار بانهاء فترة الانفتاح القصيرة التي عُرفت باسم ربيع دمشق بعد توليه الرئاسة في عام 2000.  ويشير محققون دوليون إلى ضلوع ماهر في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام 2005.

الثاني بين الستة آصف شوكت زوج اخت بشار الوحيدة بشرى وصاحب سطوة لا مراء فيها.  ويتولى الآن منصب نائب رئيس الأركان وكان سابقا رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية.  ويُقال إن ماهر أصاب شوكت بطلق ناري في مشاجرة بينهما عام 1999.  وهو أيضا من الأسماء التي يذكرها محققو الأمم المتحدة في قضية اغتيال رفيق الحريري.  وشملته الولايات المتحدة بعقوباتها لدوره في لبنان.

الشخصية الثالثة التي لها حضور في مركز صنع القرار رامي مخلوف ابن خال بشار.  وهو رجل اعمال كبير بنى امبراطورية اقتصادية قيمتها مليارات الدولارات خلال العقد الماضي.  وشملته الولايات المتحدة بعقوباتها على اساس ضلوعه في قضايا فساد.

ويعتبر مراقبون أن مخلوف قد يكون الأقرب الى الأسد بين افراد حلقته الداخلية ويُعد تجسيداً للمحسوبية والفساد.  كما انه يملك الصحيفة الوحيدة غير الحكومية في سوريا.  ويتولى شقيقه حافظ مخلوف رئاسة المخابرات العامة.

رابع الأركان عبد الفتاح قدسية رئيس الاستخبارات العسكرية الذي خدم في الحرس الجمهوري وتولى رئاسة استخبارات القوة الجوية.  وقاد لجنة التحقيق في اغتيال المسؤول الأمني والعسكري في حزب الله اللبناني عماد مغنية في دمشق عام 2008.

الخامس محمد ناصف خير بك مساعد نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية.  ويعتبر من المقربين الموثوقين إلى الأسد ومن المخضرمين الباقين من زمن الأسد الأب. وهو المسؤول عن العلاقة السياسية مع ايران.  كما يتولى نجله موقعاً كبيرًا في جهاز الأمن الداخلي.

وسادس الاركان علي مملوك مستشار الأسد الخاص لشؤون الأمن ورئيس المخابرات سابقا، لكنه يحتفظ بعلاقة وثيقة مع الأجهزة الأمنية عموما. ويظهر في البرقيات الاميركية المسربة على موقع ويكيليكس متباهياً بقدرة الأجهزة السورية على اختراق الجماعات الإرهابية.

ومن المسؤولين المتنفيذن الآخرين الذين يشير اليه المراقبون نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الدفاع علي حبيب ومسؤول مكتب الأمن القومي في حزب البعث هشام اختيار.  ويُسجل لمستشارة الاسد الاعلامية بثينة شعبان التي درست في بريطانيا، تحسين صورة الرئيس الأسد في الاعلام ولكن وعودها بالاصلاح في بدايات الأزمة تبدو خاوية الآن.

ويتفق الخبراء عموما على بقاء الجيش والأجهزة الأمنية موالية للنظام.  وتنقل صحيفة الغارديان عن الباحث محمد بازي من مجلس العلاقات الخارجية ان ما شوهد من انقسام بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية في تونس ومصر لم يحدث في سوريا.  واضاف ان سوريا حالة مختلفة لأن المؤسسة العسكرية وقيادة الجيش والقيادات الأمنية علويون في الاساس…. وهم يعتبرون ان مصيرهم مرهون بمصير الأسد.

ومن الواضح ان اركان النظام قلقون لكنهم يؤكدون قدرتهم على احتواء الموقف.  وتنقل صحيفة الغارديان عن مسؤول سوري قوله “ستكون لدينا بضعة اشهر من الأوقات العصيبة ولكن لا اعتقد انها ستمتد ابعد من ذلك.  ستكون فترة من الاضطراب وليس اسقاط النظام.  فان هذا مستبعد جدا” ، بحسب المسؤول الذي كان يتحدث في مجلس خاص.

ايلاف

فرار مئات السوريين سيرا على الاقدام الى شمال لبنان وحركة الترانزيت تراجعت كثيراً عبر الاراضي السورية

سعد الياس

بيروت – ‘القدس العربي’ على إثر الإحتجاجات الشعبية المتنقلة في الداخل السوري وإتساع رقعتها يوماً بعد يوم فرّ مئات المواطنين السوريين سيراً على الأقدام منذ صباح امس من منطقة تل كلخ الحدودية إلى منطقة وادي خالد في شمال لبنان عبر معبر ترابي وذلك بعد اشتباكات حصلت في المنطقة السورية.

وفي معلومات وردت من شمال لبنان ان إشتباكات وقعت طيلة الليل داخل الأراضي السورية بين وحدات امنية وعسكرية سورية تردد انها بين ‘الهجّانة’ والجيش السوري، حيث استخدمت فيها اسلحة رشاشة من مختلف الأنواع وقذائف صاروخية، وعلت سحب الدخان في المنطقة ما يدل إلى ان حرائق إشتعلت في بعض المواقع العسكرية.

وقد تدفقت فجراً وحتى فترة الظهر مئات النسوة والأطفال والمسنين من الأراضي السورية نحو الأراضي اللبنانية وهم يحملون بعض الأكياس والحقائب والفرش والأغطية. وكانت السيارات تنزلهم قبل المعبر الترابي ويقطعون المسافة على الأقدام وصولاً إلى الأراضي اللبنانية، وعملت وحدات حرس الحدود على استيعابها ونقلها إلى الجانب اللبناني من الحدود مما ينذر بأزمة إنسانية.

وقال الرئيس السابق لبلدية المقيبلة الواقعة في منطقة وادي خالد محمود خزعل إن عدد العابرين بلغ نحو 700 شخص. وقالت مصادر مطلعة ان الجيش اللبناني ووحدات حرس الحدود وضعت في حال إستنفار قصوى منذ صباح امس لمواجهة ما قد ينجم عن إحتمال تطور هذه الإشتباكات في تلك المناطق ومدى إنعكاساتها على المواطنين المدنيين القاطنين على جانبي الحدود. وفي المعلومات أنّ الجيش اللبناني نشر لواءً على الحدود مع سورية كما عزّز الجيش السوري من انتشار جيشه على الحدود مع لبنان.

وكانت تقارير أفادت أن حركة الترانزيت بين لبنان والدول العربية تراجعت كثيراً في الايام القليلة الماضية عبر الاراضي السورية، ولم يعبر الحدود من لبنان الى سورية امس سوى شاحنة واحدة فيما وصلت 4 شاحنات من السعودية والكويت.وتأثرت الحركة السياحية بين لبنان والاردن من جراء اقفال الحدود السورية مع الاردن وتراجع عدد القادمين من الاردن الى بيروت عبر الاراضي السورية.

الاخوان يتهمون النظام ب “حرب ابادة” في سوريا

نيقوسيا- اتهمت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب “حرب ابادة” وطالبت الشعب السوري بعدم السماح “لاي طاغية باستعباده”.

وقالت قيادة الاخوان في المنفى في بيان وردت فرانس برس نسخة منه الجمعة “يدرك كل مواطن سوري أن ما تمارسه أجهزة النظام على الأرض السورية هو حرب إبادة، تستهدف روح الانعتاق التي تمثلها انتفاضة الشباب الوطني المتطلع إلى الحرية والكرامة”.

واضافت موجهة حديثها الى الشعب السوري “لا تتركوا النظام ينفرد ببعض أهليكم” في اشارة الى مدينة درعا مهد الحركة الاحتجاجية في جنوب البلاد حيث تشن قوات الامن السورية منذ الاثنين عملية واسعة اوقعت خمسين قتيلا على الاقل بحسب مجموعات حقوقية.

وتابع البيان “اهتفوا بصوت واحد للحرية وللكرامة، لقد خلقكم الله أحرارا فلا تسمحوا لطاغية ولا لجبار عنيد أن يستعبدكم”.

كما قالت الجماعة ان حديث النظام عن “المؤامرة والفتنة والمندسين والارهابيين وأعمال العنف هو محض اختلاق لا أساس له” مؤكدة ان “المصدر الوحيد للعنف هو النظام وأجهزته، وأن القاتل الوحيد هو الأجهزة الأمنية وملحقاتها”.

واكد الاخوان ان الجنود والضباط السوريين الذين اعلنت السلطات السورية عن مقتلهم منذ بدء الحركة الاحتجاجية “تمت تصفيتهم برصاصة من الخلف، على أيدي قادة عصابات النظام، لرفضهم الانصياع لأوامر إطلاق النار على مواطينهم، وأن هؤلاء الشهداء إنما يقتلهم النظام عمدا ليجعل منهم شاهدا على وجود أعمال عنف مضاد لرجال الجيش”.

وتابع الاخوان موجهين حديثهم الى “رجال الجيش العربي السوري” أن دور الجيش “هو الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين. ونصر على إبقاء مؤسسة الجيش في إطار وقارها ومهمتها الوطنية الأساسية، والامتناع عن الزج بها كعامل قمع للارادة الوطنية المتطلعة إلى الحرية والكرامة”.

ويعتبر الاخوان المسلمون اهم مجموعة معارضة للنظام السوري.

وكان الرئيس الراحل حافظ الاسد سحق انتفاضة مسلحة لهم في مدينة حماة عام 1982، ما اوقع الاف القتلى بحسب منظمات حقوق الانسان.

الجمعة 29 أبريل 2011

ا ف ب i

ايران مرتبكة من الاضطرابات في سورية ابرز حلفائها العرب

طهران ـ ا ف ب: قالت وسائل اعلام اايرانية الخميس ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الغائب منذ اسبوع عن الساحة السياسية في بلاده، قد ‘يخاطب الامة’ الاسبوع المقبل عبر مقابلة تلفزيونية.

وفي تصريح لنائب الرئيس المكلف العلاقات مع البرلمان محمد رضا مير تاج الدين اوردته صحف ومواقع للانترنت، ان ‘احمدي نجاد سيتحدث رسميا الاسبوع المقبل وستسر كلماته اصدقاء الثورة وتغيض اعداءها’. غير ان هذا الاعلان لم يؤكد من جانب وسائل الاعلام الرسمية التي تلتزم الصمت بشان وضع الرئيس.

ولم يظهر احمدي نجاد منذ 22 نيسان (ابريل)، غداة الضربة التي تلقاها من المرشد الاعلى علي خامنئي برفضه اقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي.

واثار غياب الرئيس المطول العديد من الشائعات على الانترنت وفي وسائل الاعلام غير الرسمية التي اشارت الى خلاف عميق بين الرئيس الغاضب من ضرب سلطاته المتكرر وخصومه من المحافظين المتطرفين الذين يسيطرون على البرلمان والمدعومين من المرشد الاعلى.

والخميس قالت صحف ان احمدي نجاد الذي لم يشارك في اجتماعين لمجلس الوزراء، الغى زيارة كانت مقررة هذا الاسبوع لمدينة قم معقل رجال الدين الشيعة جنوب طهران.

غير ان بعض وسائل الاعلام الموالية للمحافظين المتشددين اشارت في الساعات الاخيرة الى نشاطات للرئيس احمدي نجاد الذي قالت انه ‘اتصل هاتفيا برئيس تركمانستان’ بشأن عقد غاز. وقالت وكالة فارس القريبة من الجناح المتشدد من النظام ان كتلة المحافظين الاغلبية في البرلمان قد تكون اجتمعت صباح الخميس مع رئيس المجلس علي لاريجاني لبحث الوضع بعد ان استمعت الى تقرير من مسؤول برلماني التقى احمدي نجاد في الاونة الاخيرة. وبادر خمسون نائبا محافظا الاربعاء لاعداد عريضة تطلب من الرئيس الايراني المثول امام البرلمان للاستماع اليه.

ويرى محللون في طهران ان الاضطرابات في سورية تربك حليفها الايراني الذي يبدي حذرا لافتا بالمقارنة مع حدة الانتقادات التي وجهتها طهران الى الانظمة العربية الاخرى التي واجهت الوضع نفسه.

وبعد فترة من الصمت في البداية، انتهى القادة الايرانيون بالتعليق على الازمة السورية التي اودت بمئات القتلى محاولين في الوقت عينه التقليل من خطورتها.

واكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مطلع نيسان (ابريل) ان ‘هذه شؤون سورية الداخلية. سورية صديقتنا (…) نحن على ثقة بان الحكومة والشعب السوريين سيحلان مشاكلهما بالتفاهم والهدوء’.

وبعد ان اكد انه ‘ما من سبيل اخر سوى قبول رأي الشعب (…) وتصويت الاكثرية، في سورية كما في سواها’، سعى احمدي نجاد الى تحييد القادة السوريين باسم الكفاح المشترك لطهران ودمشق ضد اسرائيل. وأكد ان الاضطرابات في سورية تحقق ‘هدف الولايات المتحدة وحلفائها والنظام الصهيوني الرامي الى كسر جبهة المقاومة’ في وجه اسرائيل.

والبرلمان الايراني الذي غالبا ما يطلق مواقف متطرفة في السياسة الخارجية، التزم الصمت حول الوضع في سورية الذي بات موضع اهتمام للصحافة الايرانية لكن من زاوية اخبارية بحتة.

وهذا الحذر يعكس تباينا في المواقف الايرانية بالاستناد الى الانتقادات التي وجهتها طهران ضد قمع التحركات الشعبية في باقي انحاء العالم العربي خصوصا في البحرين ذات الغالبية الشيعية والتي تحكمها عائلة ملكية سنية.

واوضح محمد صالح صادقيان مدير مركز الدراسات الايرانية العربية الذي يتخذ من طهران مقرا له ان ‘ايران تدعم حركة الثورة العربية في البلدان الاخرى لكن ليس في سورية لان دمشق تقاوم اسرائيل، وطهران تبني علاقاتها مع البلدان العربية بناء على درجة معارضتها’ لاسرائيل.

 

وقال صادقيان لفرانس برس ‘في الوقت نفسه، تنتقد بعض النخب هذا التفريق والمسؤولون الايرانيون اعتمدوا مقاربة اكثر توازنا خلال الايام الماضية’، في وقت استمرت حصيلة ضحايا القمع في الارتفاع.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ‘نعتبر استخدام العنف ضد الناس في اي بلد امرا غير مقبول’، الا انه لم يسم سورية.

وتعتبر سورية حليفة ايران الرئيسية في العالم العربي منذ الثورة الاسلامية عام 1979.

وعلى الصعيد الاستراتيجي، رأى المحلل المستقل في طهران مهرداد سرجوي ان انقلابا او اضعافا للنظام السوري ‘لا يمكن الا ان يكون له تبعات سلبية على ايران’. واعتبر ان ‘سورية تشكل مدخل ايران الى لبنان وحزب الله’ المدعوم من طهران، و’اسرائيل لديها مصلحة كاملة في كسر صلة الوصل هذه ما سيخفف ضغط’ الحزب الشيعي اللبناني على اسرائيل.

الا ان امير مهيبيان مدير مركز اريا للابحاث الاستراتيجية قال ‘نظرا للعداء لاسرائيل في حركات الثورة العربية، فإن (نجاح) الحركة الديمقراطية لن يضع سورية تحت نفوذ اسرائيل’.

واعترف في المقابل ان ‘الدعم الايراني لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد قد تنظر اليه المعارضة السورية بسلبية’ وسيؤثر على العلاقات مع طهران بحال وصلت الى السلطة.

تركيا تنقل “نصائح ومقترحات” إلى سوريا

وتظاهرات اليوم اختبار لزخم حركة الاحتجاج

عشية دعوة معارضين الى تظاهرات جديدة في سوريا ستكون اختباراً لزخم حركة الاحتجاج بعد الاقتحام الدموي لدبابات الجيش السوري لمدينة درعا في محاولة لسحق التحركات الشعبية فيها وتوجيه رسالة قوية الى المحتجين، استأثرت تطورات الوضع في سوريا  باهتمام تركيا التي انكبت على متابعة مجريات الامور لدى جارتها.

وأفادت وكالة “الأناضول” التركية شبه الرسمية ان وفداً تركياً برئاسة مدير المخابرات الوطنية والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء التركي، حقان فيدان، التقى امس الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وأعرب له عن دعم تركيا لعملية الإصلاح في سوريا.

وضم الوفد أيضاً مدير هيئة التخطيط الحكومية التركية كمال مادينوغلو، والتقى قبل ذلك رئيس الوزراء السوري الجديد عادل سفر وعدداً من المسؤولين السوريين.

وقالت إن الوفد التركي عبّر عن دعم أنقرة لعملية الإصلاح في سوريا، فيما اطلعه المسؤولون السوريون على آخر مستجدات الأحداث التي تجري في البلاد.

واوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان سفر بحث مع الوفد الفني والتقني التركي في آلية التعاون المشترك بين حكومتي البلدين للافادة من الخبرة التركية في مجال تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والسياسية وتطوير البنى والهيكليات الإدارية.

وكانت صحيفة “الصباح” التركية نشرت انه يبدو ان “الخطة أ” التي وضعتها أنقرة والتي تتضمن تصوراً لتحول إلى الديموقراطية في سوريا عبر سلسلة من الإصلاحات، وضعت جانباً، وأن البحث بدأ بـ”الخطة ب” التي تتضمن احتمال حصول فوضى في سوريا وحرب أهلية وعملية نزوح على ان يناقشها مجلس الأمن القومي التركي الذي انعقد أمس أيضاً وانضم اليه في وقت لاحق فيدان العائد من سوريا.

وفي نهاية الاجتماع دعا المجلس السلطات السورية الى “إرساء السلم”، معلناً ارسال موفد تركي جديد الى دمشق لحضها على اجراء اصلاحات، وقال مصدر تركي رسمي إن المبعوث التركي سيضغط على حكومة الاسد لاطلاق اصلاحات فضلاً عن “نقل نصائح ومقترحات” في هذا الاطار!

وسيعود السفير التركي في دمشق عمر أونهون، الذي كان قد استدعي الاثنين الماضي للتشاور والذي شارك في جلسة المجلس، إلى دمشق بعد انتهاء الجلسة لنقل عدد من الرسائل الى الرئيس السوري في ضوء المناقشات التي جرت خلال الاجتماع.

ويتضمن السيناريو الذي أعدته رئاسة الوزراء ورئاسة الأركان ووزارة الشؤون الداخلية ووكالة الاستخبارات الوطنية بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإجراءات الاتية: مراقبة مشددة للحدود مع سوريا، تعزيز الإجراءات الأمنية في المراكز الأمنية وتجهيز المنطقة الحدودية بكاسحات للألغام.

ومن الإجراءات الأخرى التي تتضمنها “الخطة ب”، تحضير مخيمات للنازحين استعداداً لنزوح سوريين، كذلك سيبدأ الهلال الأحمر بالاستعداد، كما سيجري تصميم مستشفيات متنقّلة.

وتتضمن الخطة أيضاً رصد اتصالات المعارضة الكردية في سوريا مع منظمة “حزب العمال الكردستاني” الانفصالية، اذ رصد تقرير لجهاز الاستخبارات التركي اتصالات كهذه فعلا ولقاء لاربعة ممثلين للمعارضة الكردية السورية مع القيادي في المنظمة الانفصالية مراد كارايلان في جبال قنديل بشمال العراق.

وتشمل الخطة، الى ما سبق، الاستعداد لمواجهة احتمالات استغلال المنظمة الانفصالية الاحداث في سوريا واحتمالات حصول موجات من الهجرة لتسريب مجموعات من عناصرها الارهابية لدخول الاراضي التركية.

المجلس التركي

ورأس الرئيس التركي عبدالله غول جلسة مجلس الامن القومي التركي في القصر الجمهوري بأنقرة، وشارك فيها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ورئيس الاركان الجنرال اشيك كوشنير وعدد من نواب رئيس الوزراء والوزراء ورؤساء اجهزة الامن والاستخبارات وقادة القوات المسلحة. وبعد سبع ساعات من افتتاح الجلسة كان المجلس لا يزال منعقدا ليلا.

وركز المجلس على التطورات في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا على الوضع في سوريا الى جانب التطورات في ليبيا.

عقوبات اوروبية

☐ في بروكسيل، افادت مصادر ديبلوماسية ان الاوروبيين سيناقشون تبني سلسلة عقوبات في حق سوريا، من تجميد المساعدات الى تجميد ارصدة مسؤولين وفرض حظر على الاسلحة.

وتلحظ وثيقة اعدها الجهاز الديبلوماسي الاوروبي وسيبحث فيها الجمعة سفراء الدول الـ27 في بروكسيل، وقف مساعدات الاتحاد الاوروبي في اطار سياسة التعاون وصناديق سياسة الجوار وقروض بنك الاستثمار الاوروبي.

ويقدم الاتحاد الاوروبي كل سنة نحو 210 ملايين اورو من المساعدات والقروض الى سوريا. واوضح ديبلوماسي اوروبي ان الاجراءات العقابية ستشمل فقط الاموال التي تدفع مباشرة للحكومة السورية وليس المشاريع التي تستفيد منها منظمات غير حكومية.

ومن الخيارات الاخرى المطروحة ان يسحب رسميا عرض اتفاق الشركة الذي ابدى الاتحاد الاوروبي استعدادا لتوقيعه في تشرين الاول 2009 والذي كان ينتظر موافقة دمشق.

وقد يتخذ الاتحاد الاوروبي قرارا بعقوبات محددة تطاول المسؤولين عن قمع التظاهرات في سوريا وتلحظ تجميد ارصدتهم ومنعهم من الحصول على تأشيرات، فضلا عن فرض حظر على الاسلحة.

وتقترح الوثيقة ممارسة ضغوط مشتركة على الدول الآسيوية لعدم طرح ترشيح سوريا لعضوية مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان.

واعلنت فرنسا انها لا تزال تأمل في ان يصدر “قريبا” بيان لمجلس الامن يندد بالقمع الدامي في سوريا.

148 قتيلا

في غضون ذلك، صرح مصدر عسكري سوري مساء امس بان 78 من افراد الجيش والشرطة وقوى الامن و70 مدنيا سقطوا في الاحداث الجارية في سوريا حتى الآن وليس 450 قتيلا كما بث عدد من القنوات الفضائية.

وقال ان “وحدات الجيش اعادت الهدوء الى احياء مدينة درعا والطمأنينة الى نفوس المواطنين الذين روعتهم جرائم المجموعات الخارجة على القانون”.

دعوة الى عدم التظاهر

وفي وقت متقدم امس، اهابت وزارة الداخلية السورية “بالمواطنين في الظروف الراهنة المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن ومساعدة السلطات المختصة في مهماتها على تحقيق هذا الهدف الوطني، وذلك بالامتناع عن القيام بأي مسيرات او تظاهرات او اعتصامات تحت اي عنوان كان الا بعد اخذ موافقة رسمية على التظاهر”.

ونبهت الى ان القوانين المرعية في سوريا ستطبق خدمة لامن المواطنين واستقرار الوطن”.

واشنطن

وفي واشنطن (“النهار”) حض ثلاثة اعضاء متشددين في مجلس الشيوخ الرئيس باراك أوباما على مطالبة الاسد بالتنحي عن منصبه، كما طالب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من قبل. ورأى جون ماكين وليندزي غراهام الجمهوريان، وجوزف ليبرمان المستقل في بيان مشترك ان القمع العنيف لتظاهرات الاحتجاج في سوريا والذي يشرف عليه الاسد “قد وصل الى نقطة حاسمة”.

ولاحظ سير الاسد على الطريق الذي سار عليه قبله القذافي، اي قمع التظاهرات السلمية بالقوة المفرطة، معتبراً ان الرئيس الاسد واولئك الموالين له قد فقدوا الشرعية للبقاء في مناصبهم في سوريا… ونحن نحض الرئيس اوباما على ان “يقول بشكل لا لبس فيه – كما فعل في حال القذافي و(الرئيس المصري) مبارك إن الوقت قد حان للاسد كي يرحل”.

 

ي ب أ، أ ش أ، و ص ف، رويترز ، سانا

الحرس الجمهوري يطوق الطريق الدائري حول دمشق

مظاهرات تعم سوريا وتحذير بإطلاق النار على من يغادر منزله في درعا

دبي – العربية.نت

اندلعت مظاهرة ضخمة في العاصمة السورية دمشق بعد صلاة الجمعة 29-4-2011 التي أطلق عليها “جمعة الغضب”، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالإطاحة بالنظام. وذكر شهود عيان أن شاحنات الحرس الجمهوري السوري المسلحة بالرشاشات تجوب الطريق الدائري حول دمشق. وقال الشهود إن وحدات أمن مختلفة وشرطة سرية تمركزت في نقاط تفتيش بالعاصمة السورية وإن المدينة منقطعة عن الضواحي والمناطق الريفية كما انقطعت الاتصالات والكهرباء عن مراكز حضرية وبلدات تحدت تحذيرات من تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة. وكانت قوات الحرس الجمهوري قد انتشرت في ضاحية دوما في وقت سابق من هذا الأسبوع وأرسل الرئيس بشار الأسد الفرقة الميكانيكية الرابعة بقيادة شقيقه ماهر الأسد لضرب مدينة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات على حكم الأسد الممتد منذ 11 عاما. وقال ناشط حقوقي على اتصال بسكان في حي القنوات القديم في دمشق إن قوات الأمن السورية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مطالبين بالديمقراطية في شوارع الحي الضيقة.

وبدأت تظاهرات في منطقة التل في ريف دمشق، وفي مدينة الطبقة في الرقة من أمام جامع الحمزة.

كما شهدت المدن ذات الغالبية الكردية، مثل القامشلي وعامودا ودير الزور، وبنش في إدلب، وفي البوكمال؛ مظاهرات شارك فيها الآلاف.

وفي مدينة درعا في الجنوب السوري ذكر شهود عيان أن جنوداً سوريين أطلقوا أعيرة تحذيرية في الهواء لمنع الناس من حضور صلاة الجمعة أو المشاركة في الاحتجاج.

وقال الشاهد خلال اتصال هاتفي مع “رويترز” إن الجنود هددوا بإطلاق النار على من يغادر منزله.

وتدفقت الدبابات والجنود على درعا لسحق المقاومة في المدينة التي انطلقت منها انتفاضة مستمرة منذ ستة أسابيع.

وتأتي المظاهرات رغم بيان أصدرته وزارة الداخلية تحذر فيه المواطنين من القيام بأي مسيرات أو تظاهرات اليوم.

سورية : مظاهرات في عدة مناطق ودوريات للحرس الجمهوري حول دمشق

خرجت مظاهرات في أماكن عدة في سورية بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة.

وأطلق الجنود عيارات نارية في الهواء في درعا لمنع الناس من المشاركة باحتجاجات بحسب ما أفادت وكالة رويترز،وقال أحد المواطنين لوكالة أنباء رويترز: “يطلقون النار على من يغادر منزله”.

وقال مواطن آخر إن حافلات نقلت المواطنين متجهة الى درعا من قرى مجاورة للمشاركة في الاحتجاجات.

وتجولت ناقلات جنود مزودة بالرشاشات وتابعة للحرس الجمهوري في الطريق الدائري المحيط بدمشق.

كما تم تفريق تظاهرة في منطقة القدم في حي الميدان بدمشق خرجت من جامع الحسن واستمرت نحو 20 دقيقة.

وأطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع، وهرع المصلون من المسجد بعد أن تسرب الدخان الى الداخل بحسب روايات شهود العيان.

وخرجت مظاهرات في كل من القامشلي ودير الزور والرق وحمص وفي ضاحية دراية والسقبا القريبة من دمشق، كذلك خرج الآلاف في مدينة بانياس الى الشوارع مرددين شعارات مناهضة للنظام.

كما ذكر شهود عيان أن قوات الأمن السورية استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع في تفريق مظاهرة في شارع أنطاكية بمدينة اللاذقية.

كما أفادت أنباء بخروج مظاهرة في بلدة داعل وبأن قوات الأمن السورية قطعت الطريق الدولي المؤدي إلى الأردن في منطقة خربة غزالة.

وكان سكان إحدى القرى المحيطة بمدينة درعا قد ذكر أن هناك دعوات وجهت لأبناء هذه القرى للتجمع في بلدات داعل وصيدا وطفس بعد صلاة الجمعة والتوجه بتظاهرة احتجاجية إلى درعا تضامنا معها. كما

بيان الداخلية

ودعت السلطات المواطنين الى الامتناع عن التظاهر” اليوم الجمعة بعد دعوات الى “جمعة غضب” في جميع انحاء البلاد.

مظاهرات

وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان انها “تهيب بالاخوة المواطنين في الظروف الراهنة الامتناع عن القيام باي مسيرات او تظاهرات او اعتصامات تحت اي عنوان كان الا بعد أخذ موافقة رسمية على التظاهر”.

ودعت الوزارة في بيانها الذي بثته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الى “المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق هذا الهدف الوطني”.

واكدت الوزارة ان “القوانين المرعية في سوريا ستطبق خدمة لأمن المواطنين واستقرار الوطن”.

ودعا “شباب الثورة السورية” على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الى التظاهر في يوم “جمعة الغضب” ضد النظام وللتضامن مع درعا.

وكتب الشباب في موقعهم “الى شباب الثورة, غدا سنكون في كل مكان, في كل الشوارع ونتعهد لكل المدن المحاصرة بما في ذلك اشقائنا في درعا باننا بالموعد”.

وقد دعت جماعة الاخوان المسلمين السورية المحظورة للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات فى سوريا قبل ستة اسابيع – دعت – انصارها الى المشاركة فى المظاهرات .

من جهة اخرى ، يعقد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة جلسة طارئة له اليوم فى جنيف لبحث الوضع فى سورية.

وكانت الانباء قد اشارت الى مقتل خمسين شخصا على الاقل بالرصاص فى المدينة الواقعة جنوب سورية خلال الاحتجاجات المستمرة ضد نظام الرئيس السورى بشار الاسد.

طردوا المراسلين الاجانب من سورية ثم بدأت عمليات القتل

صحف عبرية

قام أول من أمس كاتب المقالات وناشط حقوق الانسان السوري، ميشيل كيلو، والمخابرات تنفخ في قفاه، بالدفاع عن سلوك الرئيس بشار الاسد الوحشي. فعل هذا بطريقة معوجة محاولا ان يعرض موقف السلطة التي جندته في دمشق من غير ان يمس بصورته باعتباره محاربا جريئا من اجل الديمقراطية وحرية التعبير، وواحدا لا يخاف من الرقابة وبلطجية الاسد.

‘الرئيس لا يرسل من اجل قتل الاولاد’، قال كيلو لقنوات التلفاز العربية. ‘بشار طبيب في تخصصه وأب لثلاثة اولاد. ولن يمس البتة بالصغار’، أضاف من غير ان يطرف له جفن، ‘أرسل بشار قوات عسكرية مع أمر واضح وهو علاج العصابات الارهابية المسلحة التي تسللت الى سورية’. لكن عندما سُئل عن احتمالات بقاء السلطة أجاب: ‘لا أرى كيف سينجح بشار الاسد في التغلب على ذاك’.

إن كيلو وهو في السبعين من عمره نصراني، يعرف السجون في دمشق من الداخل. فقد مكث مرتين في السجن: في سنة 1981 عندما حاول ان يقترح اصلاحات وديمقراطية، وفي 2006 عندما حُكم عليه بثلاث سنين حبس بسبب ‘اضعاف الروح المعنوية الوطنية وتعريض أمن الدولة للخطر’. يقول م.ج، وهو من سكان دمشق صديق لكيلو في حديث الى ‘ملحق السبت’ من هذه الصحيفة انه ‘جرت عليه اعمال تعذيب رهيب لا تخطر في خيال شخص سليم العقل، فقد علقوه منكوسا: وجوعوه ولم يتخلوا عن صعقات كهربائية ايضا’.

أوجدوا شعارا لكل واحدة من الثورات في العالم العربي. في تونس كان محمد بو عزيزي، بائع الخضراوات الذي أحرق نفسه بعد ان تلقى صفعة من شرطية. وفي مصر خالد سعيد الذي قُتل بضربات من رجال شرطة انقضوا عليه في مقهى انترنت شعبي في متنزه الاسكندرية. ورمز الثورة في سورية هو مصطفى عياش ابن الرابعة عشرة الذي خرج مع 14 من اصدقائه لكتابة كتابات جدارية على الجدران في مدينة درعا زمن الاستراحة في المدرسة. كتب الفتيان من درعا ‘نريد حرية’، و’امنحونا حياة أفضل’. وفي خلال وقت قصير وصلت اليهم ذراع السلطة الطويلة وحُملوا في شاحنة واعتُقلوا. حدث هذا قبل ستة اسابيع بالضبط. ‘عندما تحين لحظة ان يحاسب نفسه’، يقول م.ج، وهو في الثانية والاربعين، الذي نجح في ان يهرب هذا الاسبوع من سورية الى الاردن، ‘يجب على بشار الاسد ان يتذكر مجموعة الفتيان الصغار من درعا. لم يتجرأوا على انتقاده وقلدوا شعارات ميدان التحرير في مصر فقط، لكنه زج بهم في السجن وبعد اسبوعين أرسل شبيحة لقتل آباء عدد منهم’.

ينبغي ان ننتبه الى موقع درعا التي سمع قليلون في العالم عنها الى ما قبل شهرين. فهي من جهة مدينة متوسطة نائية تقع في منطقة حوران السورية. سكانها وهم أكثر من مليون نسمة بقليل، من المسلمين السنة لا من أبناء الطائفة العلوية التي تمسك بزمام السلطة، وهي من جهة اخرى تقع على مفترق طرق استراتيجي وتحاذي الاردن. حتى المدة الاخيرة كانت تأتي اليها كل صباح عشرات الشاحنات من الاردن، كان سائقون يدفعون البقشيش الى رجال الشرطة ويتابعون السفر الى سورية. ‘تصل نسبة ثابتة من الدفعات الى رجال رامي مخلوف ابن عم الاسد’، يقول م.ج.

يتحدث م.ج ايضا عن تجربة شخصية ويقول: ‘حلمت دائما بسيارة. وفرت مبلغا يعادل 5 آلاف دولار واستقليت سيارة مستعملة عن طريق المعبر الحدودي في الاردن. ولسوء حظي تعقبني بعضهم وضبطوني. إما ان تدفع 200 في المائة ضرائب، قال لي الضابط من المخابرات، وإما أن أصادر سيارتك. حاولت المساومة وقلت له تعال نتقاسم نصف نصف، فعاند. أكان لي خيار؟ سلمت الضابط السيارة وبعد اسبوع رأيت أحد أقربائه يجلس وراء المقود’.

يوجد واقع مشابه ايضا في الحدود مع لبنان، بيد ان المال هناك يبلغ أبناء عائلة الأخرس اخوة زوجة الرئيس أسمى الأخرس الاسد. يعرف مهربو السلع الى ميناء اللاذقية ايضا انه يجب عليهم ان يدفعوا من الطرف. لا توجد صناعة في سورية. يعتاشون على التصدير، وتُثري السلطة من رسوم الرعاية مثل عائلة مافيا. يحدد مبلغ ‘عن جانب’ لكل كرتونة، يمضي الى أصحاب ملايين في القيادة. ‘الأثرياء في سورية يزدادون ثراء بسبب الارتباط بين المال والسلطة، ومن أراد البقاء دفع دون ان ينبس’، يقول التاجر اللبناني ميخائيل د.

هذا الاسبوع سافر ميخائيل د في سيارة محملة بالسلع من بيروت الى دمشق مسافة ساعة سفر ونصف الساعة. وعندما عاد الى لبنان استقر رأيه على أخذ مهلة وألا يعود الى سورية حتى يمضي الغضب. ‘عندما رأيت المتظاهرين يمزقون صور بشار ويحطمون التمثال المذهب للرئيس السابق حافظ الاسد، تذكرت ايام صدام حسين الاخيرة وأدركت ان الامر في سورية قد انتهى’، يقول. ‘المستبدون لا يتنازلون بلا عنف. المسألة مسألة وقت فقط: فبعد شهر أو نصف سنة لن يكون بشار في ‘قصر الشعب’. أسقط الجماهير حاجز الخوف ولا ينوون ان يدعوا بشار وشأنه. سيرسلون عليهم دبابات وشبيحة ويقتلونهم ويهددونهم بالتعذيب في السجن ولن يساعدهم هذا. كذلك حراسة السلطة التي تريد البقاء لن تساعدهم. فالجماهير اليائسة لم تعد تصدق أي كلمة’.

زيارات منزلية للمتظاهرين

لا تشبه الثورة في سورية الانتفاضة في تونس أو المظاهرات التي أفضت الى تنحية الرئيس مبارك. ‘ففي تونس أبعد الجيش بن علي الفاسد، وفي مصر مضى مبارك قبل لحظة من إركابه في المروحية العسكرية بالقوة، أما في سورية فما يزال الجيش مع الاسد، لكنه حذر من أن ينشر الجنود في جميع المدن الكبيرة كي لا تبدأ موجة رفض أمر قتل مدنيين’، يُبين م.ج السوري. ‘يظنون خطأ ان كل القيادة في اجهزة الامن في أيدي العلويين. الواقع مختلف: فهناك ايضا ضباط كبار من السنيين وجنود أكراد ولا يمكن الاعتماد عليهم ان ينفذوا مجزرة في اخوتهم باسم سلطة بغيضة، وهذا ما يدعو الى القاء المهمات الوحشية على الشبيحة من أبناء الطائفة العلوية، لكنهم لا يستطيعون قتل ملايين دون ان يشوش أحد ما على هذا الهياج. حتى وإن لم تخرج الصورة الكاملة الى الخارج فان العالم لا ينوي ان يسكت’.

ابراهيم، وهو اكاديمي من لبنان، يمنح المتظاهرين في مدن سورية الساحلية خدمات خلوية. فهم يستعملون الذبذبة الخلوية لواحدة من شركات الهواتف الكبرى الثلاث في لبنان ويرسلون صورا ونصوصا، وهكذا مع تأخر يوم تصل التقارير من الميدان عن الجثث الملقاة في الشوارع وعن القناصة الذين يفرضون منع التجول. ‘لا يعلم أحد كم قُتل بالضبط ومن اختطفوا واحتُجزوا’، يقول ابراهيم.

دخل الشبيحة وهم زعران النظام ذوو الملابس السوداء هذا الاسبوع بالقوة البيوت السكنية في درعا. أطلقوا النار على الشباب واعتقلوا من اعترضهم وسلبوا كل ما وقع تحت أيديهم. يتسلل الشبيحة مثل مرتزقة القذافي خلال المظاهرات ويصورون قادة الاحتجاج سرا. بعد ذلك في الليل يزورونهم ‘زيارات منزلية’. ‘نحن في الحاصل ننفذ عملية جراحية لطيفة لابعاد الورم الخبيث الخطر’، بيّن الاسد هذا الاسبوع لمحرر الصحيفة الاسبوعية السورية ‘الوطن’. انه نفس الاسد الذي سخر من مبارك قبل شهرين في مقابلة صحفية مع الصحيفة الامريكية ‘وول ستريت جورنال’. ‘عندما يكون لديك ماء عكر فلا عجب ان تهاجمك الجراثيم وتجد نفسك محاطا بقمامة وتعرض وضعك للخطر’. وأعلن الاسد الذي قصد الى ‘الماء العكر’ لاتفاق السلام مع اسرائيل انه ‘لا يوجد في سورية خطر عصيان مدني. فلا أحد سيخرج للتظاهر على السلطة لأننا لم نصنع سلاما مع اسرائيل بخلاف ارادة المواطنين’.

صفعه الواقع على وجهه. ‘بسبب نظام الحكم الديكتاتوري صار للسوريين صيت شعب منحط، فلاحين ومساكين وفقراء وجبناء’، يُبين ابراهيم. ‘لا أحد يعرف الثقافة والعطش السياسي. فسورية مجتمع شديد حب الاستطلاع مع وعي لما يحدث حولها. بسبب الانغلاق خاصة يلتصق البالغون بـ ‘الجزيرة’ والـ ‘سي.ان.ان’ ويعرفون كيف تبدو حياة مختلفة أفضل. والشباب مرتبطون بالشبكات الاجتماعية. إن الفيس بوك والتويتر بالنسبة اليهم يقودان الثورة الحقيقية’.

‘في اسرائيل كما في الولايات المتحدة لم يستوعبوا حجم تأثير الشبكات الاجتماعية في نظم الحكم الديكتاتورية’، يضيف م.ج.

‘عندكم يحل قول كل شيء بصوت عال وان تنشروا في الصحف كل ما تهوون عن السلطة وعن رئيس الحكومة وعن اجهزة الاستخبارات والجيش. أعلم انه توجد لديكم رقابة على الشؤون العسكرية لكن يحل لكم الجدل في الصالونات السياسية. أما عندنا فانه عندما تولى بشار الحكم في سنة 2000، افتتح الصالونات السياسية وبدأ الناس يتحدثون بلا خوف من التنصت. لكن بعد ثلاثة اشهر ذُعر أو ذعره مستشاروه فأُغلقت الصالونات. أوضحوا لنا أننا ننكص الى الوراء وأن من يتجرأ على الانتقاد سينتهي به الامر الى السجن.

‘فجأة أصبح الشباب محبطين. فملايين من خريجي الجامعات بلا مستقبل وبلا أمل يتبين لهم كيف أخرج ذلك الشاب من غوغل، وائل غنيم، الملايين الى شوارع مصر. في البدء أرسلوا رسائل تشجيع الى القاهرة ورأوا أن الاجهزة في دمشق لم تضبطهم. بعد ذلك جاء أصحاب البلوغات ومدمنو التويتر وقالوا: تعالوا نحاول فربما ينجح الامر. لسنا شعبا غبيا، نحن شعب ألمعي. أصبحت الشبكات الاجتماعية عندنا واحة صحراء. ارتبط الناس عندنا ايضا بمنظمات المعارضة السورية في اوروبا وحصلوا منها على أفكار. ‘لماذا لا تخرجون للتظاهر كما في مصر واليمن؟ اقترحوا علينا’.

ويستعيد ابراهيم اللبناني متذكرا: ‘قبل شهرين، عندما طُرح في الشبكة موعد المظاهرات في سورية أصيب الجيل البالغ بالذعر. حذروا الشباب من ان ذلك سينتهي الى عنف وأنذروا بأن بشار لا يعرف التعامل مع شعبه بقفاز لطيف. قالوا انه لا يتجرأ على اطلاق النار على اسرائيل لاعادة الجولان لكنه لن يتردد في اصدار أمر اطلاق النار على مواطنيه. وقالوا ايضا ان الطائفة العلوية لن تتخلى عن التمسك بالمقاعد الوثيرة وانه لا أمل في الانتصار عليهم. لكن الشباب رأوا ما حدث في اربع دول عربية اخرى وقرروا انه لا يوجد ما يخسرونه.

‘آنئذ وقعت حادثتان: اعتقال الاولاد في درعا والسلطة التي ذُعرت وسارعت الى الافراج عنهم، وبعد ثلاثة ايام خطبة بشار في الجلسة الافتتاحية التي لم يقل فيها شيئا في الحقيقة. فبعد ان أرسل متحدثيه وعلى رأسهم بثينة شعبان ليروجوا لطائفة من الوعود، لم يتم تنفيذ شيء. بل انهم لم يلغوا قانون الطوارئ برغم ان الرئيس أقسم بأنه سيُلغى بعد لحظة’.

عدو بشار الكبير

إن س.م الاردني هو ايضا اكاديمي تابع هذا الاسبوع اغلاق المعبر الحدودي بين سورية والاردن. ‘يشك قادة الاجهزة في دمشق في ان لبنان والاردن وقطر والسعودية تنقل سلاحا ومعدات واموالا الى المتمردين في سورية، قد يكونون على حق، فربما مرت ارساليات كما نقلت ايران الى سورية ايضا معدات محكمة لتفريق المظاهرات وسلاحا. ففي الحاصل سورية هي ساحة اللعب في صراع القوى بين ايران والسعودية، لا أحد في الحقيقة يحسب حسابا لبشار. آيات الله يريدون ان يبقى بشار الضعيف والهستيري كي يستطيعوا الاستمرار في ‘الزحف الاسلامي’. ويريد السعوديون ان يرحل بشار وان يأتي بدلا منه زعيم سني يجابه شيعة ايران وحزب الله’.

وفي حين يهيج هياج ‘الشبيحة’ في شوارع درعا تضطر وسائل الاعلام المجندة الى ان تكون فم السلطة. ‘ليس دقيقا انهم منعونا من الابلاغ’، يقول الياس مراد رئيس اتحاد الصحافيين السوري متلعثما. ‘الميدان يشتعل في درعا، واقام الجيش حواجز في الشوارع التي تربط دمشق بالمدن الكبيرة، ولا سبيل للوصول ولهذا نساعد السلطة’.

يُفسر م.ج التعتيم الاعلامي تفسيرا مختلفا شيئا ما: ‘إن من يتذكر فظائع المجزرة في حماة في سنة 1982 عندما قُتل عشرون ألف مواطن بدم بارد، يجب ان يفهم كيف يعملون في سورية. أُغلقت المدينة آنذاك مثل درعا وانتقل الشبيحة من بيت الى بيت وحصدوا الأرواح برشاشات. لا توجد الى اليوم صورة واحدة توثق المجزرة. ولا ذكر لجثث القتلى فقد دُفن الجميع بسرعة مدهشة ولم يرَ أحد. هذا ما يحاولون الآن فعله بالضبط في اطار ‘العملية الجراحية اللطيفة’ لبشار. فقد أبعدوا المراسلين الاجانب وهددوا الصحافيين المحليين، لكنهم لا ينجحون في مجابهة الشبكات الاجتماعية. أصبحت يو تيوب والفيس بوك فجأة عدو بشار الأكبر’.

يتوقع الجمعة موجة اخرى من المظاهرات في سورية بعد الصلاة في المساجد مباشرة. أرسلت الاجهزة مئات الدبابات الى ضواحي دمشق وأغلقت الطريق السريع وانشأت حواجز ونقاط تفتيش على الشوارع الرئيسة. وتلقى الشبيحة أمرا بمغادرة درعا وأن يلبسوا ملابس ‘عادية’، وان يتسللوا الى المسيرات ويطعنوا ويطلقوا النار ويختطفوا منظمي المظاهرات. يهاتف ابراهيم صوان، وهو ناشط حقوق انسان سوري من دمشق، اصدقاء في عمان وفي بيروت ليقول ما الذي يقلق بشار الاسد: ‘توجد في هذه الاثناء انتقالات في نطاق محدود من الجيش الى المتظاهرين، ومن يرفض الامر العسكري يختفي. وما يزال الساسة الذين استقالوا من الحزب الحاكم احتجاجا لا يهددون النظام. لكن اذا نشبت المظاهرات دفعة واحدة في دمشق وحلب وحمص فسينتهي الامر بأسرع مما يُقدر الخبراء. تُنتظر اليوم المعركة الحقيقية. الدبابات والمدرعات والجنود وناس اجهزة الامن والشبيحة المسلحون بازاء المعسكر الغاضب. لن نعجب اذا أرسل الايرانيون مددا من شرطة الباسيج. يبدو ان طهران وحدها هي التي تريد الحفاظ على بشار’.

يديعوت 29/4/2011

 

مجلس حقوق الإنسان يتبنى قراراً بارسال لجنة تحقيق لسوريا

عقد مجلس حقوق الإنسان اليوم في جنيف جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في سوريا، اعتمد في ختامها مشروع قرار أمريكي يدين سوريا على خلفية الاحتجاجات الأخيرة، بتأييد 26 عضو، وإعتراض 9 دول، وإمتناع 7 عن التصويت، وغياب وفود دول الأردن وقطر والبحرين وأنغولا عن التصويت.

يدين القرار قتل واعتقال وتعذيب مئات المتظاهرين المسالمين من قبل الحكومة السورية، وعرقلة وصول الاسعافات للمصابين، ويدعو السلطات السورية إلى الإفراج الفوري عن معتقلي الرأي، والموقوفون بشكل تعسفي بما في ذلك مَن كانوا معتقلين قبل هذه الاحداث، ووقف عمليات التهديد، والقمع، والحبس الإعتباطي الذي يتعرض له المواطنون في سوريا، بما في ذلك المحامون والمدافعون عن حقوق الإنسان والصحفيون.

ويطالب بإرسال بعثة تحقيق دولية ومستقلة على الفور للتحقيق في ادعاءات انتهاك حقوق الإنسان  في سورية، ولتوثيق الظروف التي تمت فيها تلك الانتهاكات والجرائم، والتحقق ممن ارتكبها  من أجل تقديم توصيات بخصوص اجراءات محاسبة المسئولين، وتقديم تقرير عن ذلك أثناء الدورة السابعة عشر لمجس حقوق الإنسان.

ويشجع القرار المقررين الخواص التابعين للمجلس كل حسب ولايته على وضع اهتمام خاص بالأوضاع في سوريا مناشدا حكومة دمشق والسلطات بالتعاون معهم بما في ذلك السماح لهم بدخول البلاد.

وافق على القرار كل من: غانا وغواتيمالا والمجر واليابان وقيرغيستان ومالديف وموريشيوس والمكسيك والنرويج وبولندا وكوريا ومولدوفا والسنغال وسولوفاكيا واسبانيا وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة واوروغواي وزامبيا والارجنتين وبلجيكا والبرازيل وبوركينا فاسو وشيلي وفرنسا، واعترض عليه  كل من: بنغلادش، ماليزيا، موريتانيا، باكستان، الصين، كوبا، الاكوادور، الغابون، روسيا، وامتنع عن التصويت كل من: أوكرانيا، نيجريا، الكميرون، جيبوتي، السعودية، تايلاند، أوغندا.

رد الفعل السوري

قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير فيصل الحموي في تعليقه على مشروع القرار أنه “غير متوازن ويوجه رسالة خاطئة ألى جميع الشعوب، وبخاصة الى أولئك المتطرفين الذين آمنوا بالعنف والتخريب وسيلة لتحقيق مطالبهم أنه رسالة تشجيع لهم على الاستمرار في عنفهم وفي تخريبهم وفي قتلهم للمدنيين الأبرياء”.

وأضاف أن سوريا “حاولت اثناء المفاوضات حول مشروع القرار جاهدة وقدمت تنازلات كبيرة للتوصل الى مشروع منطقي ومقبول من الجميع على اساس الحوار الايجابي والتعاون البناء بين أعضاء المجلس والدول المراقبة”.

وأعرب عن أسفه “لان ايجابية وانفتاح سوريا قوبلت بتعنت الوفد الامريكي الذي صمم على أن يوجه رسالة خاطئة الى العالم وصمم على تقديم هذا المشروع”.

ردود فعل معارضة

اعترضت الصين على ما وصفته اهانة او التشهير بأي دولة بحجة حل مشكلة تتعلق بحقوق الانسان مشيرة إلى أن مشروع القرار يزيد من أمور حقوق الانسان تعقيدا في سوريا ولن يسهم في حل الأوضاع في هذا البلد ويمكن أن يشكل سابقة خطيرة معربة عن اسفها لعدم نجاح جهودها المبذولة لتعديل المشروع.

أما روسيا فقد رأت ان هذه المبادرة القائمة على الصدام تتنافى مع حقوق الانسان وتنتهك مبدأ العالمية وعدم المنهجية وأنها مثال على التسييس وتتنافى مع سياسة التعاون الفعلي مع البلد المعني.

وأعربت روسيا عن شعورها بالقلق حيال الاوضاع في سوريا لكنها لم تجد مبررا للقبول بقرارات محددوة لاسباب اخرى مؤكدة أن المجلس لا ينبغي ان يتم استخدامه كأداة لبلوغ اهداف سياسية.

كلمة المفوضية

قالت “كانغ كيونغ وها” نائبة المفوضة السامية لحقوق الإنسان في افتتاح الجلسة إن الأحداث بسوريا استدعت الاهتمام الطارئ للمجلس، مشيرةً إلى أن المعلومات الآتية من هناك “رسمت صورة مثيرة للقلق”.

وقالت إن المجلس تبلّغ بقلق سقوط قتلى في صفوف الجيش وقوات الأمن، إلا أنها أوضحت أن القسم الأكبر من المعلومات يشير إلى “أن هناك استخفافا واسعا ومستمرا بحقوق الإنسان من قبل الجيش السوري والقوى الأمنية”.

وحملت كانغ الحكومة السورية المسؤولية عن “ضمان احترام الحق في الحياة والحرية والأمن للمواطنين في جميع الظروف في إطار الجهود للحفاظ على القانون والنظام. ولديها أيضاً مسؤولية في حماية الشعب من الجرائم ضد الإنسانية والجرائم الدولية”.

من جهته، تحدث المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء “أوليفر دي شاتر” نيابة عن المقررين الخواص، عن تقارير بشأن انتهاكات “خطيرة” لحقوق الإنسان في سوريا وأن “الجيش والقوى الأمنية استخدمت القوة بشكل عشوائي وغير مناسب، في انتهاك للقانون الدولي”، معرباً عن استعداد الخبراء لمساعدة الحكومة السورية في قيام حكومة ديمقراطية وإيقاف العنف فوراً.

كلمة المجموعة العربية

أعربت المجموعة العربية في مجلس حقوق الانسان عن قلقها واستغرابها لعقد جلسة خاصة حول أوضاع حقوق الانسان في سوريا معتبرة ذلك يأتي ضمن استهداف الدول النامية في المجلس التي تسيء الى مبادئ الحوار والموضوعية  .

واعتبرت المجموعة في بيانها أمام مجلس حقوق الانسان “أن استجابة الحكومة السورية لمطالب المظاهرات السلمية في بداياتها من خلال اصدار سلسلة من القوانين والمراسيم اجراءات تستحق التنويه بها وتقديرها  “.

وأعربت عن رفضها التام “لتحول الممارسات المشروعة مثل حرية التعبير والتجمع والتظاهر السلمي الى محاولات لرزع الفتن الطائفية في مجتمع منفتح على الاديان والطوائف والاعراق والى اعمال تخريبية تسفر عن وقوع الضحايا والخسائر  “.

ورأت أن احترام العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية في الحق في الظاهر والتجمع سلمي يقابله ايضا تدابير ضرورة لصيانة الامن القومي وحماية السلامة العامة وحماية حقوق الآخرين وحرياتهم  .

وأكدت المجموعة العربية على مسؤولية المجلس في توطيد اواصر الحوار والتعاون بين الجميع والابتعاد عن اسلوب التهديد والمعاقبة والتدخل في الشؤون الداخلية  .

وأكدت المجموعة تضمانها التام مع سوريا وشعبها في هذه المرحلة العصيبة وتشجيعها على متابعة مسيرة الاصلاح والتطوير كما ناشدت دول العالم دعم القوى السورية على متابعة مسيرة الاصلاح والتطوير  .

ترشح سوريا للمجلس

تسعى سوريا إلى الانضمام لأعضاء مجلس حقوق الإنسان الـ 47، عبر الترشح لانتخابات العضوية في 20 مايو/أيار المقبل، وتسعى الدول الغربية لمنع ذلك، عبر بند في القرار الذي تم تبنيه اليوم يشير إلى  قرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة 60/251 الذي ينص على ضرورة مراعاة سجل البلد الراغب في العضوية في مجلس حقوق الإنسان.

إلا ان المجموعة العربية في المجلس أعربت عن رفضها التام لأية محاولة لمنع أية دولة من الدول الأعضاء في الامم المتحدة الترشح لعضوية احدى المنظمات الاممية أو هيئاتها بما في ذلك مجلس حقوق الانسان.

وتعد سوريا من مرشحي المجموعة الآسيوية لعضوية مجلس حقوق الإنسان إلى جانب الهند، وإندونيسيا، والفلبين.

المصدر: خاص، معهد جنيف لحقوق الإنسان

 

مقتل العشرات في تظاهرات ‘جمعة الغضب’ في سورية

اوباما يفرض عقوبات على شقيق الاسد ومسؤولين اخرين

2011-04-29

دمشق ـ عمان ـ نيقوسيا ‘القدس العربي’ ـ وكالات: اعلن البيت الابيض مساء الجمعة ان الرئيس باراك اوباما فرض عقوبات اقتصادية على العديد من المسؤولين والكيانات الادارية في النظام السوري، بينهم ماهر الشقيق الاصغر للرئيس السوري بشار الاسد، فيما تحدثت تقارير صحافية عن اطلاق القوات السورية النار الجمعة على آلاف المحتجين الذين كانوا في طريقهم إلى مدينة درعا، قلب الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ ستة أسابيع ضد حكم الرئيس الأسد، فقتلت 16 مدنيا وجرحت العشرات، فيما قتل 9 اخرون في حمص خلال تظاهرات تطالب باسقاط النظام، الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد مساء امس بان 48 مدنيا على الاقل قتلوا الجمعة في سورية خلال التظاهرات المناوئة للنظام، اغلبهم في محافظة درعا جنوب البلاد.

وعمت التظاهرات دمشق وحمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) والمناطق ذات الغالبية الكردية، في تحد لطلب السلطات الامتناع عن التظاهر بعد دعوات الى ‘جمعة غضب’ في جميع انحاء البلاد.

وقال مصدر طبي ان مستشفى قريبا من مدينة درعا السورية استقبل الجمعة 16 جثة مثخنة بجراح من اثر طلقات رصاص، وهي لقرويين قتلوا حين اطلقت قوات الامن النار على الالاف لدى محاولتهم دخول المدينة الجنوبية المحاصرة.

وقال المصدر في مستشفى طفس على مسافة 12 كيلومترا شمال غرب المدينة لرويترز ان المستشفى استقبل 38 مصابا اخرين من القرويين. كما قتل تسعة اشخاص الجمعة بنيران قوات الامن السورية في مدينة حمص والمناطق المجاورة لها، بحسب ما افاد به ناشط حقوقي.

واكد الناشط ان ثلاثة اشخاص، بينهم طفل يبلغ من العمر 11 عاما، قتلوا في منطقة دير بعلبا في حمص.

كما قتل ثلاثة اخرون لدى اطلاق قوات الامن النيران على متظاهرين كانوا متوجهين من منطقتي تلبيسة والغنطو باتجاه الرستن للمشاركة في تظاهرة اقيمت فيها.

وكشفت المسيرات الضخمة عن ان المحتجين لم يخفهم نشر أعداد كبيرة من وحدات الجيش ولا سقوط عشرات القتلى والاعتقالات الواسعة. وحملت لقطات فيديو صورها هواة على موقع على الانترنت الجمعة تظهر محتجين مناهضين للحكومة وهم يمزقون ملصقات لصور الرئيس السوري في مدينة حماة التي كانت مسرحا في عام 1982 لقتل آلاف الأشخاص على يد قوات الأمن السورية.

وأظهرت لقطات فيديو منفصلة أشخاصا يفرون من اطلاق النار في قرية جوار على مقربة من درعا التي اندلعت فيها احتجاجات ضد الأسد منذ ستة أسابيع.

وقالت وكالة الأنباء السورية الجمعة إن مجموعة ‘إرهابية’ مسلحة هاجمت نقطة تفتيش فقتلت أربعة جنود وخطفت اثنين في درعا، حيث ارسل الاسد دباباته وجنوده لإخماد المعارضة منذ يوم الاثنين.

وقال شهود عيان ان المتظاهرين رددوا الهتاف الشهير ‘الشعب يريد اسقاط النظام’.

وقال وسام طريف مدير منظمة انسان لحقوق الانسان ان شخصين قتلا في احتجاجات في اللاذقية. ولم يتسن على الفور التحقق من صحة الانباء بشأن القتلى. وقد طردت السلطات السورية معظم الصحافيين الاجانب من البلاد.

وفي واشنطن قال مسؤولون أمريكيون كبار إن الرئيس باراك اوباما وقع الجمعة أمرا تنفيذيا يفرض عقوبات جديدة على المخابرات السورية واثنين من اقارب الرئيس بشار الأسد ردا على الحملة ضد المحتجين.

وتستهدف هذه العقوبات، ماهر الاسد المسؤول في الجيش السوري اضافة الى رئيس جهاز الاستخبارات علي مملوك وعاطف نجيب رئيس الاستخبارات السابق في محافظة درعا.

واضاف المسؤولون أن العقوبات لم تستهدف الأسد لكن قد يتم استهدافه فيما بعد إذا استمرت القوات الحكومية في استخدام العنف ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وسوف تشمل العقوبات تجميد أصول وحظر تعاملات مع شركات أمريكية.

والتقى سفراء الاتحاد الاوروبي في بروكسل الجمعة لمناقشة امكانية فرض عقوبات على سورية وهي عقوبات قد تتضمن تجميد الاصول وفرض قيود على سفر كبار المسؤولين.

كما صوت مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الجمعة لصالح قرار يطلب ارسال بعثة بصورة عاجلة الى سورية للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان.

والقرار الذي اقترحته الولايات المتحدة تم تبنيه بعد يوم طويل من المفاوضات بين الدول الـ47 الاعضاء في المجلس بغالبية 26 صوتا مقابل اعتراض 9 واحجام سبعة اعضاء عن التصويت.

ويطلب القرار من المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة ان ترسل ‘في صورة عاجلة بعثة الى سورية للتحقيق في الانتهاكات المفترضة لحقوق الانسان وتحديد وقائع وظروف هذه الانتهاكات والجرائم المرتكبة’.

كذلك، يدين القرار ‘في شكل صريح استخدام العنف الدامي ضد المتظاهرين المسالمين من جانب السلطات السورية’.

 

فيسك: اللاجئون للبنان يحملون قصصا من المدن المحاصرة وتصرفات الشبيحة

في المطار يصادرون ‘اي بود’ واجهزة الكمبيوتر وتقليل من اهمية المنشقين فالجيش ما زال مع الاسد

لندن ـ ‘القدس العربي’: حمل الهاربون من القمع الذي تمارسه قوات الامن السورية ضد المتظاهرين، قصصا مثيرة عن الاوضاع في البلاد، فهناك تحركات للجيش في مدن قريبة من تركيا مثل القامشلي، والساحلية مثل بانياس واللاذقية، فيما قامت السلطات الامنية السورية بتشديد الرقابة على العاصمة دمشق من خلال نزع صور الرئيس ووالده من الشوارع العامة خشية تعرضهما للتشويه، وقامت عصابات من اللصوص ورجال الامن بايقاف اي قادم لسورية من الخارج ومصادرة اي جهاز ‘اي بود’ او جهاز كمبيوتر حتى لا يستخدم في نقل الاحداث للعالم الخارجي.

وبحسب تقرير كتبه يوم الجمعة مراسل ‘الاندبندنت’ البريطانية من بيروت فقد نقل عن لاجئين قولهم ان سكانا من قرى قريبة من درعا دعوا سكانها المسيحيين اما للانضمام للانتفاضة او الرحيل. واكد الكاتب ان اللاجئين ـ حقيقة يحملون معهم قصصا وتفاصيل عما يحدث في سورية، عن انشقاقات داخل اللواء الرابع والخامس حيث ورد اسم جنرال بارز اسمه محمد صالح الرفاعي.

وحكايات عن القتل العشوائي الذي تمارسه عصابات ‘الشبيحة’ في المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق. كما يتحدث القادمون الى لبنان عن مسارعة السكان لتخزين المواد الغذائية للتحضير على ما يبدو لازمة طويلة. ونقل عن سيدة قولها انها تركت امها في العاصمة وامنت لها 10 كيلوات مكرونة و5 كيلو سكر و10 كيلوات ارز، وصناديق عديدة من مياه الصحة. فيما تعيش درعا المحاصرة بدون ماء او كهرباء، وتعاني المدينة من قلة حادة في المواد الغذائية حيث ارتفع سعر كيلو الخبز 500 ضعفا، فيما يتم تهريب الخبز للمدينة عبر الجبال ليلا. وما يخيف السكان اكثر من قلة المواد الاساسية هي عمليات القتل التي ترتكب في المدينة التي لا يعرف ان كانت من فعل شبيحة النظام وهي ميليشيا مسلحة انشئت في السبعينات من الطائفة لمكافحة التهريب، ام تقوم بها قوات الامن، ام القتلة واللصوص الذين يستغلون فرصة الفوضى وغياب القانون. وقال ان ثلاثة رجال كانوا يحملون معهم اكياسا من الطعام في الليل طلب منهم مسلحون الوقوف وعندما رفضوا قتلوا على الفور. وفيما طلبت الحكومة من الاقليات مواصلة دعم الحكومة، من الاكراد والمسيحيين فان قرى يعيش فيها المسيحيون بدأوا يفكرون بما سيفعلونه، الوقوف مع الحكومة ام الانضمام للانتفاضة، وقاموا في الوقت الحالي باغلاق محلاتهم كما حدث في قرية حالا. ويواصل قائلا انه في محاولة للتخلص من كل المؤثرات ‘الاجنبية’ طلبت وزارة التعليم من المدارس وقف كل الدروس الانكليزية، وحتى قامت بمنع استخدام الاسماء الانكليزية والفرنسية، وحتى رياض الاطفال التي يذهب اليها ولدا الرئيس طبق فيها نفس المنع. ومع كل هذه الاخبار السيئة الا ان فيسك يتحدث عن الوجه المشرق للانتفاضة، حيث يقول ان مواقع الانترنت وفيسبوك تقوم بنقل كم هائل من المعلومات عن الاحداث في داخل البلاد.

وكشفت الصحيفة عن وجود نظام اللجان الشعبية التي انشئت في معظم المدن السورية وتتكون كل لجنة من 10- 12 زميلا يثقون ببعضهم البعض وتقوم اللجان على مبدأ هرمي حيث يقوم كل شخص منهم بتنظيم عشرة اخرين، حيث يتواصلون فيما بينهم عبر الشبكات التي اقامتها المعارضة في بيروت.

ويقول الكاتب ان ‘حلقات الثقة’ انتشرت في كل مكان بعيدا عن اعين الامن السوري. فهناك الان مسؤولو تنسيق في دوما، وداريا وميدان وحرستا وغيرها، ويحاول بعض المسؤولين اختراق المخابرات من اجل تجنيد رجالها للعمل معهم مع وعود بالعفو عنهم حالة سقوط النظام. ويقول مدون سوري ان هناك العديد من رجال الامن قد انضموا للانتفاضة ولكن المعارضة لا تثق بهم خشية ان يكونوا مصيدة. ويقول المعارضون في بيروت ان رجال الشرطة السورية والامن لا يعرفون التكنولوجيا التي تستخدم ضدهم، خاصة ان المدونين يعرفون مصادر الدعاية القادمة من النظام، ويقول مدون هرب للبنان بعد ان تعرض للتحقيق ان مسؤولا امنيا كبيرا حقق معه لا يعرف اسم ‘غوغل’.

ويضيف الكاتب ان الكثير من المعارضين السوريين الذين يخشون من المعلومات المبالغ فيها والصادرة من الداخل قد تؤثر على حملتهم ضد النظام ولهذا باتوا اكثر حذرا خاصة تلك التقارير التي تتحدث عن الدور الايراني. وتقارير غير صحيحة مثلا عن اختفاء مراسل لوموند الجزائري خالد سيد موهاند. ولكن هناك تقارير تتحدث عن اعتقال اجانب من مثل ما حدث لامرأتين اجنبيتين حيث اعتلقتا وهما تخرجان من حفلة في اخر الليل، ثم اطلق سراحهما مما يعني ان الاجانب لم يعودوا بامان. وهناك شائعات عن انشقاقات في الجيش ومواجهات بين فرق الجيش والتي تصدر من المعارضة وهذه الشائعات لم يتم التأكد منها خاصة ان الجيش على خلاف ليبيا هو جيش الطائفة كما يقول تقرير في صحيفة ‘الغارديان’.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله ان بشار الاسد الذي جاء بوعود اصلاحية قرر ان يوقف كل هذا فالنظام يقاتل الان من اجل بقائه. وعليه يفهم الطريقة الامنية التي يواجه فيها النظام معارضيه. ويواصل الدبلوماسي قوله ان بشار ربما يكون اصلاحيا، ومع ذلك فالحكم عليه سيتم من خلال المنظومة كلها والتي تضم المتشددين والفاسدين. وتنقل عن المعارضة قولها ان الاسد اتخذ قرارا استراتيجيا بالمواجهة، وجاء هذا القرار بعد مشاورات سرية في نهاية الشهر الماضي. وتقلل الصحيفة من اهمية الانشقاقات داخل حزب البعث لانها جاءت من الصف الخلفي فيه، وكذلك لان حزب البعث لم يعد له اي تأثير في ظل بشار.

علاوة على انه لم تحدث انشقاقات داخل قيادة الحزب او الجيش الذي يعتمد عليه الاسد في بقائه. وفيما لم تقنع حكومة الاسد الجديدة نقادها ولا الاجراءات الرمزية التي قام بها فان النظام هو نظام العائلة ويحميه ستة رجال اضافة لاخرين، وهؤلاء هم شقيقه ماهر، قائد الحرس الجمهوري وآصف شوكت صهره ورئيس هيئة الاركان، ومدير المخابرات السابق، ورامي مخلوف قريبه الذي بنى امبراطورية مالية تقدر بالمليارات وعبدالفتاح قدسية، مدير الاستخبارات العسكرية والذي قاد لجنة التحقيق في مقتل القيادي العسكري لحزب الله عماد مغنية عام 2008. ومحمد ناصف خير بك، نائب الرئيس للشؤون الامنية، وعلي مملوك المستشار الخاص للشؤون الامنية و الى رجال اعمال اخرين . اضافة الى فاروق الشرع وعلي حبيب، وزير الدفاع وهشام اختيار مدير لجنة الامن في حزب البعث وبثينة شعبان، مستشارة الاسد والتي قامت بتحسين صورة الاسد في الاعلام. وتشكك الصحيفة من حجم التقارير التي تتحدث عن انشقاقات داخل الجيش. ويرى الخبراء ان الجيش والامن ما يزالان مواليين للرئيس خاصة ان قادتهما من الطائفة التي تربط مصيرها بمصير الاسد. وهو ما يوافق عليه الباحث الاسرائيلي ايال زيسر كاتب سيرة الرئيس الذي قال انه في سورية خلافا لمصر فالنظام لا يزال يتمتع بدعم غير مشروط، خاصة ان الجيش والامن يعلم قادتهما ان المعارضة تريد رأسها مع رأس الرئيس. وفي الوقت الذي عبر فيها المسؤولون السوريون عن مخاوفهم الا ان الامر يحتاج الى اشهر صعبة ولن يستمر طويلا.

 

تفاصيل دمشقية صغيرة لكنها تنذر بشر مستطير الهاجس الأمني والخوف يسيطر على الجميع

صديق غادر دمشق اليوم يروي لـ”الحقيقة” تفاصيل دمشقية صغيرة لكنها تنذر بشر مستطير

الهاجس الأمني والخوف يسيطر على الجميع ، والحواجز الأمنية تنتشر على طول طريق المطار وتفتش سيارات المسافرين وأمتعتهم ، وجيش من ” شبيحة التحريض الطائفي” يدور على الحارات السنية والعلوية مهددا ومتوعدا!؟

دمشق، الحقيقة (خاص): ثمة مشاهد وتفاصيل “هامشية وجانبية ” في حياتنا اليومية  تغيب عن وسائل الإعلام ، ولاتحظى بالاهتمام ، رغم أنها في غالب الأحيان تكون إنذارا بشر مستطير . من هذه التفاصيل”الهامشية الجانبية” ما رواه صديق غادر دمشق اليوم إلى إحدى الدول الخليجية التي خاطبنا منها واصفا ما يجري على ” هوامش” الحياة اليومية في دمشق ، وفي صلبها.

وبحسب ما رواه الصديق ، الذي يعيش في ضاحية “كفر سوسة” جنوب غرب المدينة ، والتي شهدت تظاهرات قوية أيام الجمع الماضية ، فإن دمشق تعيش في حالة”مكهربة” حقيقية لا ينقصها سوى تماس صغير حتى تحرق الأخضر واليابس. فالناس لا يخرجون من بيوتهم إلا للضرورة القصوى ، والخبز شبه مفقود ، والمخابز بعضها لا يعمل . وكان من اللافت اليوم أن التلفزيون الرسمي دعا المخابز اليوم إلى توزيع مخصصات الموزعين الفرعيين بطريقة عادلة ، وحذر من الاحتكار. وهو ما ينطوي على اعتراف ضمني بوجود أزمة حتى في توفر الخبز ، ليس بسبب النقص في المواد الأساسية ، ولكن لأن بعض المخابز لا يعمل بسبب سيطرة الهاجس الأمني الذي يكبح العديد من أصحاب المصالح المهنية عن ممارسة عملهم ، فضلا عن بعض ضعاف النفوس ممن يشكلون نوعا خاصا من ” تجار الحروب أو الأزمات” الذين يتعيشون على حساب الآخرين كالطفيليات.

ويؤكد الصديق أن العديد من محطات الوقود لم يعد يتوفر فيه بنزين أو مازوت ( ديزل). أما طريق المطار الدولي ، وطبقا لما لمسه شخصيا اليوم أثناء توجهه إلى المطار، فإن هناك خمسة حواجز أمنية على امتداد طريق لا يتجاوز طوله 20 كم من مدخل المدينة الجنوبي الشرقي ( دوار البيطرة أو المطار) إلى مدخل المطار. وتقوم هذه الحواجز ، واحدا تلو الآخر، بتفتيش كامل لكل سيارة عابرة ولركابها وما يحملونه من أمتعة ، خصوصا الكومبيوترات و الأقراص المدمجة (سي دي). كما ويطرحون عليهم أسئلة خاصة من قبيل : لماذا أنت مسافر ؟ وإلى أين ؟ وأين كنت .. إلخ.

أما هناك ، في الحواري والشوارع  والأحياء الجانبية ، وفي كل مكان تقريبا، فثمة”مدنيون” يأتون إلى كل “مشتبه” به وينزعون جاكيته أو كنزته ويلفون رأسه بها قبل أن ” يشحطوه” مباشرة أمام الناس تحت الضرب والصفع والركل إلى مكان قصي ليحقق معه ثم يطلق سراحه بعد ساعة أو ساعتين.

المثير للأمر ، يتابع الصديق، هو التعميم الرسمي على المشافي بأن لا تقبل أي حالة إسعافية إلا بموجب موافقة أمنية. ويروي الصديق تجربة خاصة على هذا الصعيد فيقول : ابن جيراننا كسر فكه ، لكنهم لم يسمحوا له بدخول أي مشفى للعلاج دون موافقة أمنية . لكن صاحب الفك المكسور رفض الذهاب مرة أخرى إلى الأمن من أجل الموافقة خوفا من ” علقة ” ثانية . فقد كان تعرض للضرب قبل ذلك من قبل عناصر الأجهزة الأمنية في المنطقة الواقعة إلى جانب ” مركز شام سنتر” في كفر سوسة .

ثمة ما هو أخطر من ذلك ، يتابع الصديق روايته ، هو ” شبيحة التحريض الطائفي” . فهؤلاء جيش من ” الأشباح” يدور على الحارات التي تقطنها أغلبية سنية محافظة ويقول أمام سكانها ” نحنا العلوية نعرف نربّيكم ( نؤدبكم) يا كلاب” . وبعد ذلك ينتقل هؤلاء إلى الحارات التي تقطنها أغلبية من الطائفة العلوية ( مثل المزة 86 ) ليكرروا التهديد نفسه ، ولكن معكوسا : ” نحنا السنية نعرف كيف نربيكم يا كلاب” …

وهكذا تدور طاحونة الحياة اليومية في دمشق … بعيدا عن كاميرا التلفزيون السوري العوراء العمياء .. حيث تبدو دمشق من وراء الكاميرا كما لو أن كل شيء ” عال العال” ….بفضل حكمة الديكتاتور!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى