أحداث وتقارير اخبارية

أحدث الثلاثاء، 01 تشرين الثاني 2011

المعلم يلتقي أمير قطر ولا رد على الورقة العربية

الدوحة – محمد المكي احمد ؛ القاهرة – محمد الشاذلي

دمشق، نيقوسيا، لندن – «الحياة»، ا ف ب – في الوقت الذي كان من المفترض ان تعطي دمشق امس ردها على الخطة العربية لتسوية الازمة السورية، لم يرد من الدوحة ما يشير الى ان الوفد السوري الذي التقى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بدل اعضاء اللجنة قدم الرد على ورقة الجامعة. ووجهت الأمانة العامة للجامعة الدعوة إلى الدول الأعضاء لعقد الاجتماع غير العادي المقرر يوم غد الأربعاء لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لمتابعة الوضع في سورية. وينتظر أن تعرض اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة الوضع في سورية برئاسة دولة قطر على مجلس الجامعة تقريراً حول نتائج مهمتها في دمشق واجتماعها في الدوحة خلال اليومين الماضيين.

وكان الجانب السوري والرئاسة القطرية للجنة الوزارية تحفظا عن الاعلان عن نتائج لقاءات الدوحة، رغم اعلان اللجنة سابقاً انها كانت تنتظر الرد السوري على مقترحاتها امس. وافادت معلومات في العاصمة القطرية ان الوفد السوري غادر، بعد اعضاء اللجنة العربية، من دون تقديم الرد.

وكشف الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الخطة العربية التي تنتظر ردا رسميا من دمشق، تتضمن سحب الآليات العسكرية من الشارع ووقف العنف فورا وبدء حوار في القاهرة بين النظام ومكونات المعارضة، «وذلك بهدف اعطاء صدقية وكرسالة تطمين للشارع السوري».

وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان لقاء الوفد السوري مع اللجنة العربية مساء اول امس (الاحد) «ساده حوار صريح مع بقاء بعض النقاط قيد الدرس وتوجه مشترك لبعضها الآخر».

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم انتقل امس مع الوفد المرافق، وفي خطوة غير متوقعة، من الفندق الذي شهد الاجتماع مع اللجنة العربية الى الديوان الأميري، قبيل مغادرته الى دمشق ظهرا، والتقى الشيخ حمد بن خليفة، في حضور الشيخ حمد بن جاسم ونائب رئيس الوزراء رئيس الديوان الأميري عبد الله العطية وجرى البحث في تطورات الملف السوري. وعقد هذا الاجتماع بعدما بقي الوفد السوري في قطر يوما اضافيا بناء على طلبه ليتم تقديم الرد المفترض على «ورقة « الجامعة العربية.

ويؤشر تمديد وجود المعلم في الدوحة ثم انتقاله من الفندق الذي عقد فيه اجتماع لجنة الجامعة للقاء المسؤولين القطريين الى أن المسؤولين السورييين يسعون حسب مصادر عربية الى ايجاد «مخرج» للأزمة التي اشتدت وباتت تضعهم أمام خيارين، وهما إما الموافقة على الورقة العربية لحل الأزمة أو انتظار موقف عربي متشدد في الاجتماع الذي سيعقده مجلس الجامعة العربية يوم غد الأربعاء.

وينتظر أن يقدم رئيس لجنة الجامعة تقريرا الى الوزراء العرب عن «خلاصة المشوار التفاوضي» مع الحكومة السورية. وبدا واضحا من تأكيدات وفود مشاركة في اجتماع الدوحة تحدثت الى «الحياة» أن مركز الثقل في شأن حل الأزمة السورية سيكون في القاهرة غدا بعدما غادرت الدوحة أمس الوفود المشاركة.

وعلى الصعيد الامني استمرت الاشتباكات امس في مختلف المدن السورية، في وقت باتت العناصر المنشقة عن الجيش تشارك في التظاهرات ويسقط منها قتلى خلال تبادل اطلاق النار مع القوات الامنية. فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيين قتلا احدهما شاب في التاسعة والعشرين من عمره برصاص قناصة في مدينة حمص. وقتل مدني وجندي منشق في محافظة حماه برصاص قوات الامن وجنود كانوا يطاردونهما. كما قتل مدني رابع بالرصاص في حرستا بريف دمشق فيما كانت قوات الامن تقوم بعمليات دهم في هذه المدينة، فاعتقلت ثلاثة عشر شخصا على الاقل.

مقتل سبعة مدنيين وجندي منشق ووفاة مدنيين متأثرين بجروحهما في سورية

نيقوسيا – ا ف ب – ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان سبعة مدنيين وجنديا منشقا قتلوا أمس برصاص قوات الامن في سورية التي يواجه نظامها حركة احتجاج غير مسبوقة منذ منتصف آذار (مارس).

وقتل مدنيان احدهما شاب في التاسعة والعشرين من عمره برصاص قناصة في مدينة حمص (وسط)، احد معاقل الاحتجاج، وفق المرصد.

كذلك قتل ثلاثة مدنيين اثنان منهم في حي الخالدية بحمص وتحديدا في شارع القاهرة اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن، اضافة الى مدني ثالث قتل باطلاق رصاص في حي كرم الشامي في المدينة، وفق المصدر نفسه.

وتابع المرصد ان مدنيين توفيا الاثنين في حمص متأثرين بجروح اصيبا بها باطلاق رصاص خلال اليومين الماضيين.

وكان قتل مدني وجندي منشق في محافظة حماه (شمال) برصاص قوات الامن وجنود كانوا يطاردونهما.

كما قتل مدني بالرصاص في حرستا بريف دمشق فيما كانت قوات الامن تقوم بعمليات دهم في هذه المدينة، فاعتقلت ثلاثة عشر شخصا على الاقل، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي مدينة درعا جنوب البلاد اطلقت قوات الامن الرصاص الحي على تظاهرة بجامعة المدينة تدعو للحرية. وقد اعتقل بعض الطلاب، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ولجان التنسيق المحلية في سورية.

وفي دمشق بدأت لجنة وطنية اعمالها الاثنين “لاستكمال مشروع وضع دستور جديد لسورية” بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

سوريا لا تعطي رداً على الورقة العربية

واشنطن تريد تنحّي الأسد لبدء الحوار

أمير قطر ناقش مع المعلم الوضع السوري

الأطلسي يستبعد تدخلاً عسكرياً في سوريا

واشنطن – هشام ملحم

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

غادر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الدوحة أمس من غير ان تقدم دمشق ردا رسميا كانت وعدت بتقديمه اليوم على ورقة العمل العربية الرامية الى وقف العنف في سوريا (راجع العرب والعالم) بينما دعي مجلس جامعة الدول العربية الى عقد اجتماع وزاري غدا الاربعاء في القاهرة لمتابعة الوضع في سوريا. ومع استبعاد حلف شمال الاطلسي أي تدخل عسكري في سوريا على غرار لييبا، ردت واشنطن على تهديد الرئيس السوري بشار الأسد بإحراق المنطقة في حال حصول تدخل عسكري غربي ضد بلاده، بتكرار المطالبة بتنحيه عن السلطة لبدء حوار يحدد مستقبل البلاد. أما الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، فدعا ضمناً الى “استخلاص العبر” من النهاية التي وصل اليها العقيد معمر القذافي في ليبيا.

وبثت قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية ان الوفد السوري برئاسة المعلم غادر الدوحة من غير ان يقدم ردا على ورقة العمل العربية التي تتضمن وفق الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “سحب الآليات العسكرية من الشارع ووقف العنف فورا وبدء حوار في القاهرة بين النظام ومكونات المعارضة”.

واشنطن

¶ في واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، بأن لا أحد يريد عسكرة الوضع في سوريا، وأن واشنطن تريد حوارا لتحقيق مستقبل غير طائفي وديموقراطي وسلمي لسوريا. وأضافت انه  لو كان الاسد مهتما فعلا بمستقبل بلاده لكان “تنحى عن السلطة للبدء بمثل هذا الحوار الديموقراطي”، وطالبته بسحب القوات السورية من المدن والكف عن ترهيب الشعب وعن اعتقال المتظاهرين المسالمين وضربهم وتعذيبهم، مشيرة الى أن هذا ما تطالب به جامعة الدول العربية الآن.

ورأت انه اذا قبل الاسد بمثل هذه المطالب، الى نشر مراقبين دوليين بينهم مراقبون ترسلهم جامعة الدول العربية، فان الوضع يمكن أن يتحسن “ولكن يبدو أنه لا يريد ان يفعل ذلك… هذا في رأينا سيكون خطوة أولى. ومن الطبيعي اننا نريد ان نرى بداية حوار ديموقراطي حقيقي، ونريد ان يتنحى الاسد عن السلطة”.

 وذكرت ان نهاية الاسبوع الماضي شهدت عنفا متزايدا “ومعلوماتنا تفيد عن مقتل 70 مدنيا على الاقل في سوريا بين 28 تشرين الاول و30 منه على أيدي قوى الامن السورية”. وقالت: “نحن نواصل شرح موقفنا في أي اتصال نجريه، ان كان مع شركائنا في مجلس الامن الدولي أم دول المنطقة أم حلفائنا في جميع أنحاء العالم، بأننا سنواصل زيادة الضغوط على نظام الاسد، الضغوط السياسية وكذلك الضغوط الاقتصادية… ويجب ألا تبيع أي دولة هذا النظام سلاحا، ويجب ألا يحصل هذا النظام على التأييد  والدعم من أي دولة تتعامل معه تجاريا”.

 وعن الاتهامات بأن أعمال قتل حدثت على أيدي المعارضين للنظام، قالت الناطقة: “رأينا وتحليلنا هو ان الاكثرية الساحقة من أعمال العنف في سوريا تحدث على أيدي النظام”. وفي حال حصول بعض أعمال العنف على أيدي المعارضة “فان العنف المتواصل والذي لا يكل الذي يقوم به نظام الاسد هو الذي يؤدي الى مثل ردود الفعل هذه”.

وعن التقارير التي تتحدث عن آلاف الجنود المنشقين الذين لجأوا الى تركيا وما اذا كانوا يحصلون على دعم تركي وربما اميركي، قالت: “الاكثرية الساحقة في المعارضة السورية تقول انها لا تريد زيادة عسكرة الوضع، وإنهم لا يريدون التدخل الاجنبي، وما يريدونه هو ان يتوقف عنف نظام الاسد كي يبدأ الحوار”.

    وفي سياق الاتصالات الاميركية مع “المجلس الوطني السوري” المعارض، قال مصدر حكومي مطلع لـ”النهار” ان واشنطن تمنت على المجلس ألاّ يعقد كل اجتماعاته في تركيا  “لئلا يتعزز الانطباع السائد لدى البعض في سوريا ان المعارضة تتأثر بالتوجه الاسلامي للحكومة التركية”. واضاف ان واشنطن اقترحت ان تعقد الاجتماعات في مصر، ولكن يبدو ان القاهرة التي قالت انها ستنظر في الامر، مترددة لأسبابها الداخلية.

بان كي – مون

وفي نيويورك، دعا بان – كي مون أمس الرئيس السوري بشار الأسد من غير أن يسميه الى “استخلاص العبر مما رأى”، في إشارة مبطنة الى المشاهد التي بثت عن نهاية  القذافي.

وخلال مؤتمر صحافي عن بلوغ عدد سكان العالم سبعة مليارات نسمة أمس، سئل بان عن أسباب عدم قلق الأمم المتحدة من البحرين واليمن بالدرجة ذاتها من قلقها من الوضع في سوريا، فأجاب: “نحن قلقون من كل الأوضاع التي تحصل الآن، أكان في اليمن أم سوريا”، آملاً في أن “ينظر زعيماهما جديا في كل هذه الأمور، وأن يستمعا بانتباه وجدية بالغين الى شعبيهما، والى التطلعات والتحديات والمظالم لدى شعبيهما”. وأضاف: “تحدثت مع زعماء اليمن وتحديداً مع زعماء سوريا”، وأنه “كانت هناك مناشدات عدة متكررة حين يتعلق الأمر بسوريا – من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومني – لحل الموضوع من طريق اجراء حوار شامل، والقيام باصلاحات حاسمة استجابة لتطلعات الناس”.

وكرر أنه “يجب أولاً وأخيراً وقف قتل الناس مهما تكن الأسباب، قتل المدنيين والناس يجب أن يتوقف”. وأشار الى أنه “سمع من السلطات السورية أن هناك أعمال قتل لرجال أمن. كائناً من كانوا، الحياة البشرية ثمينة للغاية، والقتل يجب أن يتوقف، والحوار يجب أن يبدأ. هذا طال انتظاره”. وخلص الى أن “الزعماء ينبغي أن يستخلصوا العبر مما رأوا، وعليهم أن يتعلموا من دروس الماضي… إذا كان أحدهم لا يستخلص العبر من التاريخ، فلن ينجحوا قط… هذا ما تعلمناه من تاريخنا”.

باريس

* في باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، بأن الاسد يحاول “تحويل انتباه الرأي العام الدولي من خلال التحذير الذي وجهه الى الغرب من أن زلزالا سيحرق المنطقة اذا تدخلت الدول الغربية ضد سوريا عسكريا”.

وقال إن “على الرئيس السوري أن يتوقف عن ترهيب شعبه وتعذيبه وقتله” معتبرا ان “أسلوب القتل هذا هو الذي يهدد الاستقرار في سوريا، في حين تطالب الشعوب العربية باحترام حقوقها المشروعة”. ورحب بموقف جامعة الدول العربية التي “وجهت رسالة حازمة الى الرئيس السوري طالبته من خلالها بالافراج عن السجناء وسحب الدبابات ووقف العنف وبدء حوار وطني”. وشدد على أن “الوقت قد حان كي تتحمل الدول الاعضاء في مجلس الامن مسؤولياتها حيال “نظام يثبت كل يوم أنه فقد شرعيته الكاملة من خلال مهاجمته لشعبه”.

حرق شركة إنتاج معارضة للنظام السوري

الساعة الرابعة والربع من فجر أمس الاثنين، تلقى المدير الاداري والمالي لقناة “حياتنا الفضائية” عمر المصري اتصالاً مفاده ان شركة “فيرست لينك” للانتاج في منطقة كركول الدروز في بيروت، والتي هي في توأمة مع القناة تحترق.

للوهلة الأولى عزا المصري سبب الاحتراق الى احتكاك في الأسلاك الكهربائية. ولكن الأمر بدأ ينجلي ليتبين انه مفتعل، القصد منه توجيه رسالة الى القناة المعروفة بتوجهها، كما يبدو للمصري الذي لم يستوعب بعد هول “الصدمة” كما وصفها لـ “النهار”.

الحريق ليس صدفة

“يبدو ان الحريق الذي اندلع في تلك الساعة المتأخرة من الليل ليس من قبيل الصدفة. فنحن نتأكد من اطفاء كل المعدات والتجهيزات المرتبطة بالتيار الكهربائي قبل المغادرة، مما يفتح باب الاحتمالات والتكهنات على مصراعيه”. أبواب المكتب، وفقاً للمصري، خُلعت من مجهولين عمدوا الى رشّ معدات الشركة ومفروشاتها بالبنزين، مما سهل عملية الاحتراق حتى استحالت الشركة “فحمة سوداء لم يبق مكان فيها الا والتهمته ألسنة اللهب”.

وعن الأسباب التي دفعت الفاعلين الى اشعال النار، لم يستبعد المصري ان تكون سياسية في الدرجة الاولى، “مع الأخذ في الاعتبار كل الاحتمالات الأخرى. فالمحطة معروفة بتوجهها السياسي الداعم للثورة في سوريا والمعارض للنظام، ولعل الحريق جاء على خلفية المواقف التي تتبناها تجاه ما يدور من حوادث هناك”.

الخسائر والتحقيق

لم يبق شيء على حاله في أروقة القناة، فالنيران لم توفر التجهيزات والكومبيوترات، “وهذه يمكن تعويضها بـ 30 أو 40 ألف دولار، الا ان الشيء الذي لا يُضاهى بثمن هو أرشيف القناة الذي احترق بالكامل ولا مجال أبداً لتعويضه. كما انه لم يُسجل اصابات في صفوف العاملين بفضل عدم وجودهم في المكتب ليلة الحريق، والبث لا يزال مستمراً لانطلاقه من دولة البحرين وليس من لبنان”.

وفي شأن التحقيق، يؤكد المصري ان القناة في انتظار ما سيصدر عن الأدلة الجنائية، ولا سيما بعدما تم القبض على شابين من الجنسية السورية كمشتبه بهما وبعدما أُخذت البصمات عن قنينة البنزين الفارغة المرمية في المكتب، “لكن هذا لا يعني شيئاً، فالأفضل انتظار المعلومات الرسمية لنبني على الشيء مقتضاه”.

 أمير قطر يلتقي المعلم ويبدي حرصاً على استقرار سوريا … وصالحي يحذر من أي فراغ

دمشق تقدّم تصوراً للحل … واللجنة العربية تضغط بحوار القاهرة أو التدويل

قدمت دمشق، أمس، إلى اللجنة العربية المكلفة الملف السوري تصورها لحل الأزمة السورية، فيما عبر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال استقباله الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم في الدوحة، «عن حرصه على حفظ الأمن والاستقرار في سوريا»، وذلك تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر غداً في القاهرة والذي يفترض ان يبت في ما بين الأفكار السورية والبنود العربية المقترحة لوقف العنف وفتح حوار بين السلطة والمعارضة في مقر الجامعة العربية، بصفتها البديل الوحيد عن التدويل الذي يلوّح به بعض العرب في وجه سوريا.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن أمير قطر بحث مع الوفد السوري، الذي غادر في وقت لاحق امس الدوحة عائداً الى دمشق، «آخر تطورات الأوضاع في سوريا». وشارك في اللقاء رئيس الحكومة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ونائبه عبد الله بن حمد العطية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المعلم بحث مع أمير قطر «الأوضاع العربية الراهنة، كما تطرق الحديث إلى الوضع في سوريا، حيث عبر الشيخ حمد عن حرصه على حفظ الأمن والاستقرار في سوريا، وجرى التأكيد على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين». حضر اللقاء من الجانب السوري المستشارة في الرئاسة السورية بثينة شعبان والدكتور ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد.

وذكرت «قنا» أن رئيس الحكومة القطرية تلقى اتصالين من وزيري خارجية فرنسا آلان جوبيه وإيطاليا فرانكو فراتيني تم خلالهما «استعراض العلاقات القائمة بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك».

وعلمت «السفير» أن الوفد السوري المكلف الاتصال باللجنة الوزارية العربية عاد إلى دمشق أمس، بعدما قدم تصوره لحل الأزمة في سوريا للجانب القطري الذي يترأس اللجنة. وعاد الوفد بهدف «التشاور» مع القيادة السورية بشأن بعض النقاط التي تضمنتها الورقة العربية المقدمة من اللجنة الوزارية، علماً أن اجتماعاً وزارياً على مستوى وزراء الخارجية سيعقد غداً في القاهرة.

وتداولت أوساط سياسية أمس أن الوفد السوري عاد إلى دمشق بعد أن سلم الجانب القطري أفكاراً يراها مناسبة لحل الأزمة في سوريا، من وجهة نظر دمشق.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، لوكالة «فرانس برس» في الدوحة، إن الخطة التي قدمت للوفد السوري في الدوحة أمس الأول، تنص على «سحب الآليات العسكرية ووقف العنف فوراً حتى نعطي مصداقية ورسالة تطمين للشارع السوري». وأضاف إن الخطة تنص أيضا على «بدء عمليات الحوار مع كل مكونات المعارضة في القاهرة»، مع العلم أن دمشق لم تبد حماسة في السابق لأي حوار خارج أراضيها.

وقال دبلوماسيون عرب إن الخطة التي طرحت على المعلم تتضمن الإفراج الفوري عن السجناء المحتجزين وانسحاب قوات الأمن ونشر مراقبين من الجامعة العربية والبدء في حوار. وذكر مصدر دبلوماسي عربي في الدوحة أن هناك «جواً من التفاؤل الحذر» بالنسبة للرد المتوقع من سوريا.

إلى ذلك، وجهت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الدعوة إلى الدول الأعضاء لعقد اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري غداً، وقال مصدر دبلوماسي عربي، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن «اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة الوضع في سوريا برئاسة قطر ستعرض على المجلس تقريراً حول نتائج مهمتها في سوريا واجتماعها أول أمس في الدوحة».

وأضاف «من المنتظر أن تقدم اللجنة ورقة عمل تم إعدادها للتعامل مع كل القضايا، ووقف كل أعمال العنف والقتل في سوريا إلى مجلس الجامعة العربية لاتخاذ ما يراه مناسباً في ضوء الرد السوري على هذه الورقة التي سلمت للوفد السوري برئاسة المعلم في الدوحة».

وذكرت «سانا» أن اللجنة التي شكلها الأسد قبل أسبوعين لصياغة دستور جديد اجتمعت للمرة الأولى في دمشق. وأمام اللجنة حتى منتصف شباط لوضع الدستور الجديد.

وقالت الوكالة «عقدت اللجنة الوطنية المكلفة بإعداد مشروع دستور، برئاسة مظهر العنبري، اجتماعها الأول. وبحث رئيس وأعضاء اللجنة بعض الرؤى والتوجهات المقترحة لتنظيم آلية عمل اللجنة، وتحديد المفاهيم والمحاور الاستراتيجية التي تشكل الإطار الناظم لمناقشة وصياغة مشروع الدستور وفق المهمة المحددة لها».

وقال المتحدث باسم اللجنة سام دلة للوكالة إن «اللجنة اجتمعت على مدار جلستين مطولتين وتداولت آليات عملها وجرى نقاش عام حول الرؤى المطروحة بمشروع الدستور». وأضاف «تم تحديد الثلاثاء (اليوم) لاجتماعها المقبل حيث سيتم البدء في مناقشة المبادئ الأساسية أو الحاكمة لصياغة الدستور المنتظر»، مشيراً إلى أن «اللجنة تعمل بشكل منفتح على كل أطياف المجتمع السوري».

ردود دولية

وأعرب وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، بعد اجتماعه مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد، عن «أمله في خروج المنطقة من حالة عدم الاستقرار». وقال «نأمل في أن تسعى دول المنطقة إلى أن تجتاز سوريا هذه المرحلة، بحيث تتم تلبية المطالب المشروعة للشعب، وأن تدير الحكومة والرئيس الأسد دفة الأمور في سوريا». وأضاف إن «أي فراغ في سوريا ستكون له عواقب وخيمة، وطبعاً فإن المستقبل مشرق ونأمل بتسوية قضايا المنطقة بطريقة مناسبة».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «نرحب بالرسالة الحازمة التي وجهتها الجامعة العربية للرئيس السوري وطالبته الإفراج عن المعتقلين وسحب الدبابات ووقف العنف والتعهد بحوار وطني». وأضاف «من الواضح أن بشار الأسد يحاول تحوير انتباه الرأي العام الدولي». وتابع «المطلوب من الرئيس السوري أن يوقف حملة الترهيب والتعذيب والقتل بحق شعبه. طلبت الجامعة العربية منه ذلك مجدداً بوضوح أول أمس».

وقال فاليرو إن «هذا المنطق الدموي يهدد استقرار سوريا في حين تطالب الشعوب العربية باحترام حقوقها المشروعة». وأوضح «آن الأوان للدول الأعضاء في مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتها حيال هذا النظام الذي يثبت من خلال قتل شعبه كل يوم بأنه فقد كل شرعية».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية ماوريتسيو ماساري «نحن نواصل مراقبة الوضع عن كثب في سوريا، ونطلب الوقف الفوري لأعمال العنف ضد السكان». وأضاف «نحن نضم صوتنا إلى النداءات التي وجهها كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية»، مشدداً على أن «ايطاليا تأمل في التحول السريع إلى الديموقراطية مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان في البلاد».

ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «سبعة مدنيين وجندياً منشقاً قتلوا برصاص قوات الأمن في حمص وحماه وحرستا في ريف دمشق». وأضاف «في مدينة درعا جنوب البلاد أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على تظاهرة بجامعة المدينة تدعو للحرية. وقد اعتقل بعض الطلاب».

(«السفير»، سانا، قنا،

ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

“حلم قديم – جديد بنشر قوات دولية على الحدود مع سوريا”

لماذا إثارة المزاعم عن زرع ألغام على الحدود اللبنانية – السورية؟

داود رمال

لم تمر مسألة إثارة زرع الألغام عند الحدود السورية – اللبنانية مروراً عابراً، إنما استوقفت مسؤولين لبنانيين وبعثات ديبلوماسية، لجهة السعي إلى التأكد من صحتها وجدّيتها، “لأن توقيت طرح قضية كهذه له دلالات كبيرة، من حيث ربطها بطروحات سابقة تطال الوضع على هذه الحدود، وطروحات راهنة تستثمر على الواقع العربي المستجدّ في محاولة لتمرير إجراءات ظاهرها بريء وباطنها خطير”، على حد تعبير مسؤول لبناني كبير.

ويسارع المسؤول المعني الى القول إن هذا الاتهام لسوريا بزرع ألغام عند الحدود لا سيما الشمالية اقل ما يوصف بأنه “غير منطقي”، ويشير الى أن التصنيف الذي حاول أفرقاء في الداخل اللبناني وضعه في خانته هو تصنيف خاطئ لا يعكس حقيقة العلاقة التي يجب ان تقوم بين لبنان وسوريا، لأن اجراء كهذا يتم عادة بين دولتين عدوتين أو في حالة حرب، وليس بين دولتين شقيقتين ينص الدستور على علاقات مميزة بينهما”.

ويضيف المسؤول “إن وضع الالغام المزعوم يطرح السؤال البديهي عما اذا كانت الحدود مرسمة بين البلدين، وهذا ما ليس حاصلاً الى الآن في ظل التداخل القائم في الاراضي والترابط العائلي الامر الذي يحتاج الى إجراءات متأنية وعمليات تبادل للأراضي في بعض المناطق الامر الذي تجنبته حكومات البلدين منذ الاستقلال والى اليوم، لاعتبارات عدة معظمها ذو بعد إنساني صرف”.

ويوضح المسؤول نفسه أن الجميع يعرف التداخل بين لبنان وسوريا على صعيد الأراضي والعلاقات الاجتماعية والقربى والتعليم وشراء الحاجيات المعيشية وهذا الأمر متبادل، ومع وجود الغام فإن ذلك سيؤدي الى حالة انسانية مأزومة نتيجة وقوع المواطنين على الجانبين ضحايا هذه الالغام الأمر الذي لم يحصل على الإطلاق على طول الحدود بين البلدين، وللبنان تجربة مؤلمة ومستمرة مع الالغام والقنابل العنقودية الاسرائيلية واكثرها دموية بعد حرب تموز 2006، حيث زرعت اسرائيل مناطق شاسعة بهذه القنابل والتي يقع اللبنانيون ضحيتها يومياً”.

واذ يستغرب المسؤول المعني إثارة هذه القضية “التي لا اساس عملياً لها على ارض الواقع”، فإنه يقول “اذا افترضنا حصول إجراء كهذا وأدى الى مشكلة على المستويات كافة، وبالتالي تقرر نزع هذه الالغام المزعومة على جانبي الحدود، فمن هي الجهة التي ستتولى هذه العملية، ففي الجنوب وبالإضافة لعمل فوج الهندسة في الجيش اللبناني بهذه المهمة تمت الاستعانة بمنظمات دولية ومؤسسات اجنبية متخصصة، فهل يعني ذلك الاستعانة بهم عند الحدود مع سوريا، اذا كان الهدف كذلك، فانه يعني تحقيق الحلم القديم – الجديد المتمثل بنشر قوات دولية على طول الحدود مع سوريا بمهمة ظاهرها نزع الالغام اما هدفها الحقيقي فهو أمر آخر ليس اقله محاصرة المقاومة بمنع وصول السلاح اليها من سوريا، كما ان ذلك سيؤدي الى جعل هذه الحدود تحت السيطرة الدولية الامر الذي يسهل عملية التدخل بالشأن السوري من الخاصرة اللبنانية”.

ويرى المسؤول اللبناني “ان الحملة على السفارة السورية في لبنان لا تخرج عن هذا السياق، علماً ان من يستهدفون السفارة في بيروت هم انفسهم من وضعوا اقامة علاقات ديبلوماسية متبادلة بين لبنان وسوريا شرطاً لإعادة العلاقات الى طبيعتها بين البلدين، وهم من يراهنون اليوم على سقوط النظام السوري ويتدخلون بأشكال مختلفة تحريضاً وتمويلاً وتسليحاً ضاربين عرض الحائط بكل المواثيق والاتفاقيات الموقعة بين البلدين، فالجميع في قوى المعارضة يتدخلون في الوضع السوري، ولو طبقت الاتفاقيات الموقعة بين البلدين لكان الوضع مختلفاً، وهذه المسؤولية تقع مباشرة على عاتق الحكومة اللبنانية لوضع حد لاستباحة كل المحرمات المرتبطة بهذه العلاقة”.

ويسأل المسؤول “هل ما تقوم به السفارة السورية يصل ولو بجزء بسيط منه الى ما تمارسه السفارة الاميركية في بيروت من تدخل مباشر في كل شاردة وواردة وصولاً الى التجسس وهذا ما ثبت من خلال توقيف العديد من عملاء “الموساد” المرتبطين مباشرة بعوكر؟”.

وحذر المسؤول المعني “من مغبة الاستمرار بسياسة كهذه لان فيها مخاطر كبيرة على لبنان حاضراً ومستقبلاً، لا يمكن لأحد تحمل تبعاتها خصوصاً ان ما يحصل يناقض كل ما نص عليه الدستور لجهة ان لا يكون لبنان ممراً او مستقراً للتآمر على سوريا، الأمر الذي نشهد نقيضه اليوم”.

الطريق الى التدخل الغربي في سورية لا يزال بعيدا

صحف عبرية

تهديدات الاسد تبدو كاقتباس مباشر لتهديدات القذافي في الايام الاولى من الثورة في ليبيا.

وذلك مثلما هي اقوال الاسد، والتي جاء فيها ان جيشه يقاتل ضد الارهابيين، لا تختلف عن تصريحات القذافي وبموجبها ليس الثوار غير رجال القاعدة، يسعون الى فرض دولة على نمط الطالبان في ليبيا. ولكن خلافا لليبيا، لا يزال الاسد يمكنه أن يعتمد على امتناع الدول الغربية، ولا سيما قوات الناتو، عن التدخل العسكري في سورية.

الاسد محق، على الاقل بشكل مؤقت، عندما يعتقد أن سورية ليست ليبيا أو مصر. سورية تتمتع باسناد روسي سخي ودعم صيني. روسيا تتبنى موقف النظام السوري الذي يقول ان هذا صراع بين الجيش وميليشيات مسلحة وان ‘الاعمال بتعليمات وتأييد تأتي من محافل خارجية’.

اما الصين، التي وان كانت قررت بان الوضع العنيف في سورية لا يمكن أن يستمر، فانها ليست مستعدة لان تساعد حتى في حقنة اخرى من العقوبات الدولية الجديدة على سورية.

في ظل غياب الموافقة الروسية والصينية، فان الدول الغربية والدول العربية لا يمكنها أن تأمل في أن يصادق مجلس الامن على قرار معناه التدخل العسكري الدولي في سورية. كما ان الناتو ايضا سيجد صعوبة في أن يتبنى مثل هذا القرار، وذلك لان الحرب في سورية لا يمكنها أن تفسر كمس باحد من أعضاء المنظمة.

الفارق الجوهري بين وضع سورية ووضع ليبيا يكمن بالذات في موقف الدول العربية. فبينما تبنت الجامعة العربية موقفا أيد تحديد منطقة حظر طيران في ليبيا، بالنسبة لسورية فانها لا تزال تتردد. الموقف العربي طبق في ليبيا بشكل جارف، عندما بدأ تدخل الناتو بذريعة الحفاظ على منطقة حظر الطيران ولكنه سرعان ما انتقل الى الهجوم الجوي واسع النطاق على أهداف عسكرية وعلى منشآت النظام، والى جانب القوات البرية للثوار أدى الى سقوط النظام الليبي.

في سورية الوضع مختلف. وزراء خارجية الجامعة العربية اجتمعوا في الدوحة أمس، عاصمة قطر، في محاولة لصياغة انذار لسورية بموجبه على النظام السوري أن يقرر جدولا زمنيا لانسحاب قوات الجيش من المدن وتطبيق اصلاحات جوهرية. ولكن لا يزال لم يصدر قولا عما ستفعله الجامعة اذا ما رفضت سورية المبادرة العربية. والرفض لم يتأخر في المجيء. فقد نددت سورية بشدة باجتماع وزراء خارجية الجامعة، وفي تراشق التصريحات القاسية بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظرائه أطلقت ايضا الاتهامات بان المبادرين الى الاجتماع يخدمون الولايات المتحدة بشكل خاص والغرب بشكل عام. كما أن احتمال فصل سورية عن عضويتها في الجامعة العربية طفيف، بسبب معارضة بعض من كبار الاعضاء في الجامعة.

ولكن حتى لو تبنت الجامعة العربية قرارا يدعو الناتو او الامم المتحدة الى التدخل من اجل خلق منطقة حظر جوي في سورية، كتبرير للتدخل العسكري الاكثر اتساعا، من شأن مثل هذا التدخل ان يؤدي الى رد فعل متسلسل من الصعب توقع نتائجه. وحتى لو غضت روسيا والصين النظر عن مثل هذا التدخل، فليس واضحا ماذا سيكون رد فعل ايران. هذا يمكنه ان فتح جبهة محلية في الخليج الفارسي او الى ارسال قوات مساعدة الى سورية عبر العراق. حزب الله من شأنه أن يطلق قوات الى داخل سورية كي تقاتل ضد الهجوم الغربي. فضلا عن ذلك لا يمكن استبعاد امكانية الهجوم على اسرائيل، لاحداث رد فعل مضاد لاسرائيل يمنح سورية مكانة دولة تدافع عن نفسها.

هذه الاعتبارات غابت بشكل طبيعي عن القرار للهجوم في ليبيا. هناك لم تكن دولة حليفة عربية او اسلامية هددت بمساعدة القذافي، ولم يكن بوسع أي منظمة ان تطرح تهديدا في جبهة اخرى كي تصد الهجوم.

هذه الاعتبارات لا تستبعد الخيار العسكري تجاه سورية، ولكنها تثقل جدا على تبنيه. وفي نفس الوقت، غياب خيار منظم ومسلح يمكنه أن يشكل قوة عسكرية برية تكمل الهجوم الجوي، يطرح شكوكا شديدة بالنسبة لنجاعة الهجوم الجوي في اسقاط النظام السوري.

يحتمل أن تتحقق في الايام القريبة القادمة الانعطافتان الضروريتان لتنتجا قرارا عربيا يدعو الى التدخل العسكري. اضافة الى ذلك، فان الفرار من صفوف الجيش السوري سيبلور القوة العسكرية اللازمة للانقلاب. ولكن حتى ذلك الحين لا تزال لدى الاسد الوسائل كي يلحق ضررا شديدا في اوساط المواطنين، الضرر الذي من شأنه أيضا ان يدفع المقاومة الى الانهيار.

هآرتس31/10/2011

عمليات الصيانة لآليات الجيش السوري العسكرية تتم باستخدام قطع حديثة حصراً

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ قالت مصادر سورية مطلعة لـ ‘القدس العربي’ ان جميع عمليات الصيانة الاعتيادية التي تجريها القطع العسكرية السورية لآلياتها ضمن ما يسمى بـ ‘الرحبات العسكرية’ تجري على درجة عالية من إعادة التأهيل وتتم باستخدام قطع تبديل حديثة تماماً وغير مستعملة إطلاقاً لاستبدال أية قطع فيها عطل أو مضى على استخدامها زمن طويل، وأضافت المصادر أنه وفيما مضى كان يمكن استبدال قطعة ما أصابها عطل لآلية عسكرية بقطعة أخرى قد تكون مستعملة، لكن وفي الفترة الحالية فإن جميع عمليات الصيانة تتم بقطع حديثة بالمطلق، وتأتي هكذا إجراءات كجزء احترازي متقدم وسط كل التوقعات التي لا تستثني عملاً عسكرياً ضد سورية رغم ضآلة إمكانية حدوثه، وتعتبر الرحبات العسكرية المكان الميداني لإجراء أعمال الصيانة للقطع والآليات العسكرية للجيش السوري وهي تتبع وزارة الدفاع السورية.

ويقول محللون انه من الصعب تحديد قدرات الجيش السوري العسكرية والتقنية والبشرية بشكل دقيق نظراً للتكتم الشديد على المسألة العسكرية برمتها في سورية، لكنهم يؤكدون أن الجيش السوري يمتلك قدرات عالية وربما تكون مفاجئة في

مواجهة عسكرية ما بين دمشق وطرف آخر إقليمي أو دولي، وتُقدَّر القوات المسلحة

السورية الفعّالة على الأرض بحوالي 500 ألف عسكري موزعة بين قادة وضباط وصف ضباط وأفراد.

ويُعتبر سلاح الصواريخ قوة حاسمة في مقدرات الجيش السوري نظراً لما يٌحكى من أوساط مقربة من السلطات عن ترسانة صاروخية سورية تمتاز بالعدد الكبير والقدرة التدميرية الجيدة والمدى البعيد الذي تصله تلك الصواريخ مضافاً إلى ذلك طبيعة توزع وانتشار تلك الترسانة والتي حسب ما يرجّح خبراء عسكريون إنها ذات جدوى جغرافي فعال متوزِّع بين الساحل والوسط والجنوب والشمال، حتى أن تقارير إسرائيلية عديدة تنقل عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم أن ‘القرار الأهم الذي

اتخذه السوريون كان إعادة بناء جيشهم، بصورة مغايرة تماما وفي الواقع بصورة لا تذكر بأي جيش آخر في العالم، وأن السوريين قرروا عدم صرف الأموال على الدبابات والطائرات، مفترضين أنها لا تمتلك فرصة كبيرة للنجاح في مواجهة سلاحي الجو والمدرعات الإسرائيليين، في المقابل قرروا صرف أموال كثيرة على ثلاثة أسلحة: الصواريخ المضادة للدبابات، والصواريخ الحديثة ضد الطائرات، وطبعاً الاستثمارات الهائلة في الصواريخ الموجهة للعمق الإسرائيلي’،

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أكد أن بلاده تضع في حسبانها كل الاحتمالات معتبراً أنه عندما يكون الوطن مهدداً بشكل عسكري أو أمني فلا يكون هناك قيمة لموازين القوى وقال: لا يهم من هو أقوى ومن هو أضعف وإذا كنت كدولة تمثل دولة صغيرة وضعيفة والعدو هو كبير وقوي فمن الطبيعي أن تدافع عن بلدك بغض النظر عن الموازين.

وتابع الأسد: إن الحسابات بالنسبة للآخرين تجاه السيناريو العسكري هي ليست حسابات سهلة فسورية بلد له موقع خاص جدا من الناحية الجغرافية الجيوسياسية، وأضاف: سورية هي كخط التقاء صفيحتي الزلزال وأي محاولة لهز استقرار صفائح الزلزال ستؤدي إلى زلزال كبير يضر كل المنطقة ولمسافات بعيدة تصيب دولا بعيدة وإذا اهتز الشرق الأوسط فكل العالم سيهتز وأي تفكير من هذا النوع من السيناريوهات سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله لهذا السبب حتى الآن تبدو الأمور تذهب باتجاه محاولات ضغط إعلام سياسي اقتصادي.

طرد الاكراد السوريين من منطقة برج حمود الارمنية

سعد الياس:

بيروت – ‘القدس العربي’ تفاعلت قضية الاشتباكات التي وقعت في منطقة برج حمود مساء أول من أمس على خلفية الطلب الى سوريين أكراد مقيمين فيها مغادرة المنطقة، وأصدر حزب الطاشناق بياناً جاء فيه: ‘طالعتنا بعض وسائل الاعلام في الايام الاخيرة عن انباء مغلوطة مفادها ان الحزب يقوم بحملة طرد الاكراد من برج حمود والدورة والنبعة. يهم مكتب الاعلام في حزب الطاشناق ان يوضح ان برج حمود كانت ولا تزال تمثل رمزاً لتعايش كل الطوائف والمذاهب في منطقة جغرافية واحدة من دون اي تمييز او تفرقة بين اي منهم’.

واضاف ‘ان الموضوع لا يتعدى كونه اعادة تنظيم المنطقة بالتنسيق مع بلدية برج حمود نظراً الى كثرة اعداد العمال الاجانب ومن كل الجنسيات الذين يسكنون في هذه المناطق ويفوق عدد الساكنين في منزل واحد مؤلف من غرفة او غرفتين الى اكثر من عشرة وخمسة عشر شخصاً، مما سبّب ازعاجاً كبيراً في الابنية التي يسكنونها فضلاً عن كون هذه الايجارات غير قانونية وغير مسجلة في البلدية ولا تحترم اصول وقواعد عقود الايجارات، وليس لديهم اوراق ثبوتية، هذا من ناحية.

ومن ناحية اخرى، تزايدت وتضاعفت عمليات الاخلال بالامن والتعرض للسكان وتحوير وجه هذه المنطقة من منطقة سكنية، تجارية، صناعية الى منطقة تعج بأجانب اقامتهم في لبنان غير قانونية وهم من جنسيات مختلفة سريلانكا، الفيليبين، اثيوبيا، مصر، سورية، الهند والتركمان. وبالتالي وتلبية لمطالب سكان المنطقة والهيئات المدنية فيها وحرصاً من قيادة حزب الطاشناق على ابقاء منطقة برج حمود النبعة والدورة مناطق سكنية يتمتع فيه المواطن بالراحة وحرية التنقل والامن والاستقرار، بادرت الى الطلب من البلدية ازالة هذه الاوضاع الشاذة دون ان يكون لعملها او مبادرتها هذه اي خلفيات سياسية او اثنية او مذهبية او طائفية او غيرها’.

وختم بيان الحزب ‘نظراً الى ان سياسة الحزب ونمط عمله معلومان ومعروفان من الجميع من ناحية الانفتاح والتعاون والحوار مع الجميع، نرى ان الذي يثار في وسائل الاعلام عار عن الصحة ولا يمت الى الحقيقة بصلة’.

في المقابل، اعتبرت مؤسسة حقوق الانسان أن ‘ما يعنيها في سياق ما حصل هو اعتراضها الشديد على تخطي بلدية برج حمود صلاحياتها وقيامها بما هو من شأن السلطات الأمنية والمحاكم’، كما لفتت الى ‘ان موقف النائب آغوب بقرادونيان يشكل تخطياً لدوره كمشرّع ومراقب على أعمال الحكومة اذ دخل في صلب ما هو من صلاحيات السلطتين التنفيذية والقضائية’. واشارت الى ‘ان النائب بقرادونيان أيّد قرار البلدية نافياً ما اثير حول اسباب سياسية تعود الى موقف الأكراد من الأحداث في سورية.

من جهته، توقف النائب خالد الضاهر عند طرد حزب الطاشناق للاكراد، وسأل ‘هل ينسى حزب الطاشناق انهم جاؤوا الى لبنان لاجئين وتم استقبالهم ؟’، وقال ‘هذا الامر يستدرج الازمة السورية الى لبنان’.

تصعيد يسبق اجتماع القاهرة ودمشق تستوضح ولا تردّ

«الإخوان المسلمون» يدفعون نحو التدخّل العسكري

مع نهاية المهلة التي حدّدها العرب لسوريا للرد على الورقة التي قدموها، تبدو الأمور متجهة إلى تصعيد، في ظل ظهور حديث لمعارضين، في مقدمتهم «الإخوان المسلمون»، عن تأييد للتدخل العسكري

تتجه الأزمة بين الحكم في دمشق والمجموعة العربية القريبة من التوجهات الغربية إلى مزيد من التصعيد، مع إبقاء الغموض قائماً بما خصّ الرد السوري على ورقة اللجنة المنبثقة عن اجتماع الجامعة العربية، وبروز تطور في مواقف معارضين سوريين يتقدمهم فريق «الإخوان المسلمين» المطالب بتدخل عسكري أجنبي ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وذكر مصدر سوري مطّلع لـ«الأخبار» أن دمشق تأمل من «الإخوة العرب المساعدة على حل الأزمة لا العمل على تسعيرها والدفع نحو مغامرات قد تؤدي إلى إحراق المنطقة»، لافتاً إلى أن الوفد الذي شارك في اجتماعات الدوحة والتقى أمير قطر «عرض لبرنامج عمل الحكم في إنجاز الخطوات الإصلاحية كاملة، وأبرز حجم التدخلات الخارجية وعمليات التسليح ونتائج نشاط مجموعات إرهابية تريد تخريب سوريا». وقال المصدر إن الوفد أكد «استعداد الحكم في دمشق لكل أنواع التواصل والحوار مع أطياف الشعب السوري».

لكن المصدر أبدى «تشاؤماً حيال توجهات بعض العواصم العربية التي تستعجل المزيد من التوتر والتصعيد في سوريا وحتى استجداء العالم». وقال «تلقّينا تهديدات على شكل تحذيرات ونصائح بأن المجموعة العربية قد تضطر إلى الانتقال إلى مجلس الأمن، لأن العالم لا يقدر على السكوت أكثر عمّا يجري في سوريا».

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم والوفد المرافق له قد غادرا الدوحة من دون بروز أي نتائج واضحة للاجتماعات. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصادر عربية أن «الوفد السوري غادر من دون أن يقدم أي ردّ على ورقة الجامعة»، في حين من المتوقع أن تعقد الدول الأعضاء في الجامعة العربية غداً اجتماعاً غير عادي لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لمتابعة الوضع في سوريا، يتخلله عرض اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة الوضع في سوريا برئاسة قطر تقريراً عن نتائج مهمتها في سوريا واجتماعها في الدوحة، وذلك بعد انتهاء مهلة الـ15 يوماً التي كانت الجامعة العربية قد حددتها في اجتماعها في السادس عشر من الشهر الماضي لإجراء اتصالات مع القيادة السورية بهدف إطلاق حوار وطني بين الحكومة والمعارضة السورية.

وقالت مصادر إعلامية إن «دمشق ناقشت مسألة وقف الانتشار العسكري من زاوية أنها تخشى استمرار العمليات الإرهابية ضد المؤسسات الرسمية وضد المواطنين، وهي لا ترى في المبادرة ما ينصّ على وقف كل أشكال التظاهر وأعمال العنف، وعدم تحويل الساحات إلى مراكز تجمع وميادين تحرير، وهي تميّز في طلب الإفراج عن المعتقلين بين سجناء الرأي ومن تسمّيهم منفّذي الاعتداءات على القوى الأمنية والمنشآت العامة والحكومية».

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قد أوضح أن الخطة العربية التي قدمتها اللجنة العربية لسوريا تقضي بسحب الآليات العسكرية ووقف العنف فوراً حتى نعطي صدقية ورسالة تطمين للشارع السوري. كذلك نقلت وكالة «فرانس برس» عن العربي قوله إن الخطة العربية تنص على «بدء عمليات الحوار مع كل مكوّنات المعارضة في القاهرة».

وفي موازاة الحراك العربي المرتبط بالأزمة السورية، يستمر الخلاف بين أطياف المعارضة السورية بشأن التدخل الخارجي ومدى خطورته على الأزمة السورية.

وفيما يصرّ القيادي في المجلس الوطني السوري، برهان غليون، على موقفه الرافض لخيار الحرب، بقوله «نحن مع الخيار الذي يجنّب الحرب والتدخل العسكري» في موازاة دعوته إلى إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا لمراقبة أعمال العنف، يذهب عدد من أعضاء المجلس الوطني، بينهم كاثرين العلي، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» أمس، إلى القول إن «تصاعد العمليات العسكرية في عدد من المدن يتطلب حماية دولية قد تتطور إلى تدخل قوات دولية».

بدورهم، يعتقد الإخوان المسلمون أن الوقت قد حان للتدخل الخارحي. ونقلت «رويترز» عن ممثل الإخوان في المجلس الانتقالي، ملهم دروبي، قوله «يبدو أن الأسد يتجه نحو رفض مبادرة الجامعة العربية (لإنهاء الأزمة)، ما يثير الحاجة إلى تدخل القوات الأجنبية في سوريا».

في المقابل، تبدو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي أكثر حزماً في رفضها للتدخل الخارجي، في موازاة تحذيرها من أن رفض النظام لمبادرة الجامعة العربية سيذهب بالأزمة إلى التدويل. وأكدت الهيئة الوطنية، على لسان أمينها العام حسن عبد العظيم، أنها «ترفض التدخل الخارجي بالقدر نفسه الذي ترفض فيه الاستبداد».

في هذه الأثناء، عقدت اللجنة الوطنية المكلفة بإعداد مشروع دستور لسوريا أمس اجتماعها الأول. ووفقاً لوكالة «سانا»، بحثت «التوجهات المقترحة لتنظيم آلية عمل اللجنة وتحديد المفاهيم والمحاور الاستراتيجية التي تمثّل الإطار الناظم لمناقشة مشروع الدستور وصياغته».

(رويترز، أ ف ب، يو بي آي، سانا، الأخبار)

قتلى في حمص وحماة وريف دمشق

في الوقت الذي يسير فيه الملف السوري في منحى تصعيد دبلوماسي، تواصلت الأحداث الميدانية. فقد نقلت وكالة «فرانس برس» عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله «إن سبعة مدنيين وجندياً منشقاً» قتلوا أمس في سوريا. ووفقاً للمرصد، «قتل مدنيان في مدينة حمص»، فيما «قتل ثلاثة مدنيين، اثنان منهم في حي الخالدية بحمص وتحديداً في شارع القاهرة، إضافة إلى مدني ثالث قتل بإطلاق رصاص في حي كرم الشامي في المدينة». كذلك «قتل مدني وجندي منشق في محافظة حماة» خلال مطاردتهما، و«قتل مدني بالرصاص في حرستا بريف دمشق، فيما كانت قوات الأمن تقوم بعمليات دهم في هذه المدينة، فاعتقلت ثلاثة عشر شخصاً على الأقل»، بحسب رواية المرصد.

من جهته، ذكر موقع «سيريا نيوز» أن «مدنيين ورجال أمن سقطوا أمس في سوريا جرّاء استمرار حركة الاحتجاج وما يرافقها من أعمال عنف في بعض المناطق»، فيما أشارت مصادر من الأهالي ونشطاء للموقع إلى أن أصوات (إطلاق) نار وصوت أسلحة ثقيلة سمعت (أول من أمس) في حمص».

من جهته، أعلن موقع «شام برس» عن تحرير خمس فتيات اختطفن أول من أمس على أيدي مجهولين في حي النازحين في حمص، فيما لا تزال أسر عدد من الأشخاص بانتظار أن يجري تحرير ذويهم بعد أن ضاق الأهالي ذرعاً بغياب أبنائهم. كذلك أشار الموقع إلى العثور، أول من أمس، على عدد من الجثث المنكّل بها في حمص. وكشف عن وصول ثلاثة جثث لثلاثة مخطوفين إلى المشفى الوطني في حمص مع أربع جثث أخرى قتل أصحابها بطلقات نارية في ظروف لا تزال غامضة. إلى ذلك، أعلن التلفزيون السوري أمس «مقتل أكبر مموّل للأسلحة في حمص محمد برهان الشعار في حي الشماس».

(الأخبار)

جنبلاط لم يعد خائفاً من سوريا؟

كلما أعاد النائب وليد جنبلاط تركيب خياراته وخلط تحالفاته، سَرّ فريقاً وأغضب آخر. يريدونه معهم، وهو يريد أن يكون مع نفسه وطائفته وخوفه فقط. حملته الهواجس على مصالحة حزب الله وسوريا بكلفة وانحناءة باهظتين. يترك دمشق اليوم، وقد يترك الحزب، لكن بلا تخويف

نقولا ناصيف

أوحت المواقف التي أطلقها رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الأحد (30 تشرين الأول) في الجمعية العمومية للحزب، بمقارنة خياراته الجديدة بتلك التي أعلنها في 2 آب 2009 على أثر الانتخابات النيابية. يومذاك، انتقل من قوى 14 آذار إلى مكان لا يزال إلى اليوم بلا هوية، إلا أنه بلا أعداء، محاط بحلفاء ومشككين ومتحفظين. في 30 تشرين الأول انتقل من هذا المكان الغامض إلى آخر قد يكون أدهى، يكثر فيه الخصوم والمتربّصون والشامتون. لم يخرج في ذلك الحين من قوى 14 آذار كي يدخل في قوى 8 آذار، ولم يغادر التحالف مع حزب الله وسوريا اليوم كي يعود إلى قوى 14 آذار.

امتحان الخيار الجديد وتوقيته، أن جنبلاط تخلّص من خوفه من سوريا الغارقة في أزمتها الدموية، وقد أصبحت هي الخائفة على نظامها. بيد أنه لم يتمكّن بعد من التخلّص من حزب الله الذي رسم له، منذ عام 2008، خطوطاً حمراً وسقوفاً لا يسع الزعيم الدرزي إلا أن يضع نفسه تحتها.

إلا أن مواقف الأحد، شأن ما اعتاد أن يفعله جنبلاط كأحد قلّة تصنع الحدث في لبنان، تفتح الباب على مسألتين مهمتين:

أولاهما، تأكيده مغادرته رئاسة حزبه لأول مرة، وتدشينه سابقة غير مألوفة في البيت الجنبلاطي، ولا في القسم الأوفر من الطائفة الدرزية الذي يدين بالولاء لهذا البيت وزعامته عليه، هو أنه يريد ـــــ بعد سنة ـــــ إجراء انتقال للسلطة منه إلى أحد ما، من دون قرن ذلك بالتوريث.

تبدو السابقة مزدوجة: كيف يتصوّر جنبلاط حزبه من دون بيته على رأسه؟ وكيف يتصوّر انتقالاً للسلطة على الحياة؟

سبقت زعامة البيت زعامة الحزب بثلاثة قرون على الأقل. كان كمال جنبلاط أول رئيس للحزب التقدّمي الاشتراكي ومؤسّسه ومعلمه. ولكن الزعامة الجنبلاطية، كصورة حتمية مكمّلة لزعامة الطائفة، ظلّت أكبر بكثير من رئاسة الحزب. لم يكن الحزب التقدّمي الاشتراكي عائلياً كأحزاب الكتائب والوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية، وهو شأنهم حزب طائفة. ولم يتعرّف مرة إلى الطريقة التي اتبعها زعماء الأحزاب المارونية هذه وهم يُعدّون أبناءهم لخلافتهم على الحياة. بعضها انتقلت على الحياة كداني شمعون خلفاً للرئيس كميل شمعون عام 1985، وبعضها بالوفاة كريمون إده خلفاً للرئيس إميل إده عام 1949، والرئيس أمين الجميّل متأخراً أكثر من عقدين خلفاً لبيار الجميّل عام 2007.

مع البيت الجنبلاطي أمر آخر تماماً.

خلفت نظيرة جنبلاط في زعامة البيت زوجها فؤاد جنبلاط بعد اغتياله في 6 آب 1921. وخلف كمال جنبلاط في نيابة الشوف صهره حكمت جنبلاط على أثر وفاته عام 1943. وخلف جنبلاط الابن والدته في زعامة العائلة والطائفة بعد وفاتها في 27 آذار 1951. وخلف الحفيد وليد أباه كمال في البيت والطائفة والحزب على أثر اغتياله في 16 آذار 1977. لم يخلف أحدهم الآخر على الحياة. دخل الوارث إلى الزعامة في نعش المُورث. وعلى نحو لم يألفه تاريخ البيت، لمّح جنبلاط إلى رغبته من الآن وإلى تشرين الأول 2012، في تأمين انتقال للسلطة لا يجزم بأنه سيكون حكماً لنجله تيمور الذي قرّبه والده من علاقاته وتحالفاته وخياراته السياسية. صحبه إلى دمشق وإلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.

قيل حينذاك إن الأب يريد توريث ابنه خيار المصالحة مع سوريا وحزب الله قبل رئاسة الحزب. قيل أيضاً إنه يريد منفرداً تحمّل وزر الأخطاء والتنازلات الكبيرة كي يكمل تيمور حقبة لم يصنعها هو.

لكن جنبلاط انقلب على نفسه مجدّداً وعلى حلفائه.

ثانيتهما، انتقاله من خيار إلى آخر. بعدما قرّر العودة إلى سوريا والاعتذار عن كل ما ساقه ضدها (2004 ـــــ 2009)، قرّر أن يعود منها وهو بالكاد صمد سنة. حتى 9 حزيران كان قد قصد سوريا 10 مرات التقى خلالها رئيسها بشّار الأسد 6 مرات، في آخرها كان قد تفاقمت المواجهة بين النظام ومعارضيه. تحدّث الأسد لجنبلاط في اجتماعهما الأخير عن خطته الإصلاحية وموقفه من المعارضة والهجمات المسلحة التي يتعرض لها الجيش والشرطة.

قبل أن يتحدّث الزعيم الدرزي بدوره، طلب من الأسد الأمان، كي يخوض معه بصراحة في ما يجري في سوريا. أعطاه الأمان، فسمع الأسد كل ما ينفّره. عندما عاد إلى بيروت، كانت انطباعات جنبلاط ممّا سمعه من الرئيس السوري بالغة السلبية:

ــ ليس الأسد جدّياً في الإصلاحات، وقد باتت بمضمونها أقل بكثير ممّا بلغته الأزمة السورية.

ــ لا مسلحين في سوريا، بل هناك معارضون مناضلون ضد العنف والقمع وكبت الحريات. ما يجري هناك ثورة شعبية.

ــ لا تزال مقاربة الأسد لتفاقم الأحداث متأخرة عمّا يقتضي استعجال إجرائه، تارة لأنه يعتقد أن ما يجري في سوريا مؤامرة، وطوراً لأنه يتمسّك بأولوية الحلّ الأمني على الحلّ السياسي.

ــ يصغي الأسد إلى المحيطين به، وبين هؤلاء من يتمسّك بالعنف والقمع لضرب المتظاهرين والمعارضة، ويتشبّث بالسلطة، ويتعلّق بحزب ـــــ هو حزب البعث ـــــ بات من الماضي.

منذ الزيارة الأخيرة لدمشق، أدرك جنبلاط أنه في مكان، والنظام السوري في مكان آخر. في الأسابيع الأخيرة التي سبقت التئام الجمعية العمومية رفع من وتيرة دعمه المعارضة، ودفاعه عن اللاجئين إلى لبنان، وهو يقترب أكثر فأكثر من إيصاد الأبواب بينه وبين دمشق. لم يعد يطلب موعداً لمقابلة الأسد لأنه لن يستقبله. ولم يذهب بعد 9 حزيران لمقابلة عرّابه لدى النظام، معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف، وكان قد التقى به حتى ذلك الوقت 10 مرات. تولى ناصيف إدارة علاقة جنبلاط بالقيادة السورية، وهو يصغي إلى صنفين من الأقاويل من حوله تنقل إليه أو يسمعها في القيادة: فريق يدعوه إلى عدم الوثوق بجنبلاط؛ لأنه سينقلب مجدّداً على سوريا، وآخر جارى ناصيف في رأيه، وهو المحافظة على جنبلاط من ضمن التحالف العريض في قوى 8 آذار، نظراً إلى الحاجة إلى دوره في التوازنات الداخلية.

في آخر اجتماع جمعه بنصر الله في 13 تشرين الأول، كان التناقض واضحاً بينهما. ساق جنبلاط ملاحظاته حيال المرحلة المقبلة، ومنها:

ـــــ يفصل علاقته بحزب الله عن علاقته بسوريا. وهو إذ يبتعد عن دمشق لا يريد الخلاف مع حزب الله ولا نزاعاً مع الشيعة، ملمحاً إلى التفكير بتسوية داخلية تأخذ في الاعتبار ما ينتظر النظام السوري، وتنأى بلبنان عن التأثر بتداعيات سقوطه.

ـــــ نصح الحزب بعدم الرهان على بقاء الأسد؛ لأنه آيل إلى السقوط، وإن صمد بعض الوقت. لكنه سينهار حتماً، وربما خلال شهرين.

ـــــ لا يسعه حيال تصاعد تطورات المنطقة وأخصّها «الربيع العربي» إلا أن يكون إلى جانب ثورات الشعوب للتخلّص من الأنظمة الديكتاتورية وتثبيت الديموقراطيات.

التدخل الغربي في سوريا مرهون بتطور النزاعات فيها

في حال حصوله هل تواجه دمشق مصير العراق وليبيا؟

ريما زهار من بيروت

  حذّر الرئيس السوري بشار الأسد من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى زلزال من شأنه أن يحرق المنطقة بأسرها، فهل تتجه الأزمة بين الحكم في دمشق والمجموعة العربية إلى مزيد من التصعيد، خصوصًا مع نهاية المهلة التي حدّدها العرب لسوريا للرد على الورقة التي قدموها.

بيروت: يؤكد النائب السابق في تيار المستقبل مصطفى علوش في حديثه لإيلاف انه بات من المؤكد ان المساعي العربية لن تمر من خلال النظام السوري، لان هذا الاخير يعتبر اي تعديل على موقفه هو نوع من السقوط، ومصر على سياسته في القمع وبان هذه الاخيرة التي ستؤدي الى نتيجة بالنسبة له، اعتقد ان هذه المساعي هي فاشلة في الاساس، وقد يؤدي ذلك الى قيام الجامعة العربية بواجباتها تجاه الشعب السوري من خلال على الاقل تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية.

ويضيف علوش:” الواقع هو ان دور النظام كان سلبيًا على مدى الاربعين سنة الماضية، فقد حاول استخدام مختلف المواضيع من ارهاب الى الوضع في لبنان والعراق بالاضافة الى الضغط على المنظمات الفلسطينية والتحالف مع ايران لخلق جو من عدم الاستقرار وتهديد ليس الغرب بل العالم باجمعه والدول العربية، بالتأكيد هناك مرحلة من الفوضى والاضطراب قد تمر بها المنطقة في حال تم التدخل لكنه مستبعد في الوقت الحالي، ولكن في النهاية زوال هذا النظام سيؤدي بالتأكيد الى الاستقرار في المنطقة.

ويقول علوش ان هناك فروقات بين وضع سوريا وليبيا ومصر وتونس، ولكل بلد خصوصيته ولكن في النهاية القرار يجب ان يتم وزنه بين ان يستمر الوضع غير المستقر الذي يخلقه هذا النظام، واستمراره بقمع شعبه وقتله، وبين ان يكون هناك تدخل قد يؤدي الى فترة من عدم الاستقرار.

عن امكانية سيناريو مماثل لسوريا كما ليبيا في ما خص التدخل الدولي، يجيب علوش:” هذا قد يكون محتملاً في حال تطورت الامور الى حد وجود نوع من المناطق المحررة كما يمكن تسميتها داخل سوريا، وتعتبر مركز انطلاق للمقاومة.

مسار خطر

المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور يتحدث بدوره لإيلاف ويقول:” ما يمكن ان نقوله بمسألة تدويل ما يجري في سوريا، هو انه مسار خطر محفوف باستمالات تنذر بعواقب لا تنحصر بسوريا انما تشمل دول المنطقة العربية كلها، فالتدويل كما رأيناه، في بلدان عربية اخرى، ادى الى تمزيقها والى خلق ارتجاجات خطرة من حولها، ولعل ما نشاهده اليوم في العراق بعد سنوات من الاحتلال الاميركي من دعوات لقيام اقاليم منفصلة عن المركز في الشمال والغرب والجنوب، هو اكبر دليل على ما يمكن ان تفعله الدعوات الى التدخل الخارجي، بالنسبة لسوريا، يضيف:” الوضع اكثر حساسية، لان سوريا تطل مباشرة على القضية الفلسطينية، ولها ارض محتلة، وبالتالي فان قوى عديدة في المنطقة، وليس فقط القيادة السورية، لن تتساهل في مسألة تدويل يؤدي الى اخراج سوريا من موقعها الحالي، الى مواقع اخرى، ومن هنا، فتصريح الرئيس السوري بشار الاسد، هو نوع من الرد الاستباقي على ما يعتبره تهويلاً بالتدويل مؤكدًا انه مع حلفائه، داخل سوريا وخارجها، سيقود معركة كبيرة ضد مشاريع التدويل، وايضًا لا بد ان ننتبه هنا، الى ان التدويل بالمعنى الشامل للكلمة بات شبه متعذر اليوم في ظل بروز متغيرات هامة، على مستوى مجلس الامن والامم المتحدة، لذلك قد تتجه الامور اكثر نحو الاطلسة، اي ان يقوم تحالف أطلسي بالمهام المطلوبة، وهذا التحالف الاطلسي تواجه حكوماته في الولايات المتحدة واوروبا ازمات كبيرة، وقد تبدت محدودية قدراته في ليبيا، كما ان هذا التحالف يسعى لان يعتمد على تركيا كرأس حربة لها، ولا اعتقد ان الحكومة التركية بما تواجهه من مشاكل امنية وغيرها، قادرة على ان تتحمل في وقت واحد الدرع الصاروخي الاميركي والتدخل المباشر في سوريا.

ولدى سؤاله لاي مدى يؤثر التدخل في سوريا على المنطقة عمومًا ولبنان بوجه خاص؟ يجيب بشور:” اعتقد ان التدخل الغربي في سوريا سيواجه مقاومة سورية وعربية واقليمية، وبالتالي ستنعكس هذه المواجهة على دول المنطقة المحيطة بسوريا عمومًا وعلى لبنان بشكل خاص، حيث التداخل المعروف بين الامن السوري واللبناني، وحيث التربة اللبنانية اصلاً مهيأة للتجاوب السريع مع صراعات في المنطقة.

ويضيف بشور:” التدخل الغربي لم يظهر بشكل علني الا في ليبيا، وهو اعطى ما اعطاه من نتائج كارثية، لم يعد اعضاء الناتو فقط يتحدثون عنها، بل بات بعض الذين ايدوا تدخل الناتو يشيرون الى ان مهمة حماية المدنيين التي ادعى الناتو انه مكلف بها، قد ادت الى قتل اعداد من المدنيين، يفوق بكثر الاعداد التي قتلها القذافي والتي جاء الناتو ليحميها، في مصر وتونس التدخل الخارجي ربما بدأ بعد انتصار الثورتين، وهو انتصار فاجأ الجميع، لا سيما دول الغرب، ولكنه حتى الآن هو تدخل سياسي واعلامي ومالي وليس امنيًا، من هنا التدخل في سوريا هو خطوة اذا حصلت، تكمل مسار التدخل الاجنبي في العراق وليبيا والنتائج في البلدين معروفة.

مصادر: سوريا ترد على الورقة العربية.. بورقة

طالبت بوقف الحرب الإعلامية ورفع العقوبات.. مقابل انتخابات رئاسية متعددة

 واشنطن تدعو الجامعة لزيادة ضغوطها على الأسد

جريدة الشرق الاوسط

دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: سوسن أبو حسين واشنطن: هبة القدسي

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان الوفد السوري لاجتماعات اللجنة الوزارية العربية، التي عقدت في الدوحة مساء أول من أمس لبحث الملف السوري, قدم ورقة عمل للجانب العربي ردا على الورقة العربية، التي طالبته بوقف العنف وسحب الجيش من الشوارع والحوار مع المعارضة. وقالت المصادر ان الورقة السورية تضمنت «إيقاف الحرب الإعلامية ضد سوريا، ومنع تمويل وتهريب السلاح عبر الحدود، ورفع العقوبات الظالمة عن الدولة السورية»، مقابل «جملة من الإصلاحات الجذرية والسريعة».

وستعقد الجامعة العربية غدا الاربعاء جلسة في القاهرة لمناقشة الملف السوري، ورد دمشق على ورقة العمل العربية. وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد السوري غادر الدوحة طالبا مهلة 30 ساعة للرد تنتهي اليوم، واشارت الى ان دمشق وافقت على بنود الورقة العربية باستثناء البند المتعلق بعقد الحوار بين النظام والمعارضة السورية في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، متمسكة بعقده في سوريا.

الى ذلك دعت واشنطن الجامعة لزيادة ضغوطها على الرئيس السوري بشار الأسد لإجباره على التنحي. (تفاصيل ص10و12و14)

مسؤول أميركي يدعو الدول العربية لدعم جهود واشنطن لزيادة الضغوط على الأسد للتنحي

الخارجية الأميركية ترحب بجهود الجامعة العربية وتتخوف من أن يتخذها الرئيس السوري وسيلة للمماطلة

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: هبة القدسي

رحبت الولايات المتحدة بدعوة الجامعة العربية لدمشق لإنهاء العنف، وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية: «إننا نفهم أن مهمة لجنة الجامعة العربية هي مطالبة النظام السوري بوقف جميع أعمال العنف، وبدء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة، بهدف تنفيذ الإصلاحات السياسية التي تستجيب لتطلعات الشعب السوري، وأن الولايات المتحدة ترحب بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية لإقناع النظام السوري بوقف العنف ضد الشعب السوري، والسماح لهم بممارسة حقوقهم المعترف بها دوليا».

وأضاف المسؤول الأميركي: «إننا نتخوف من أن النظام السوري سيحاول أن يتخذ من المفاوضات أسلوبا للمماطلة، بينما يواصل قتل وسجن كل الأصوات المعارضة داخل سوريا». وطالب المسؤول الأميركي أن تقوم وفود الجامعة العربية بالتحدث إلى الشعب السوري التي يقفون وراء النظام والمسيرات التي تدعم النظام السوري. وقال: «إنه على الرغم من كل الدعوات، فإن أعمال العنف والاحتجاجات والاعتقالات ما زالت مستمرة في سوريا».

وشدد المسؤول الأميركي على أن لجوء الأسد لاستخدام القوة المميتة والقتل العشوائي يجب أن يتوقف، الآن، مشككا في رغبة النظام السوري في الحوار على الرغم من إعلانات الرئيس الأسد لكثير من النوايا الحسنة والإصلاحات. وقال المسؤول بالخارجية الأميركية: «لا يمكن لأي حوار له مصداقية أن يتم بين قوات أمنية وعسكرية تقوم بقتل وسجن وتعذيب السوريين الأبرياء في محاولة لإسكات المعارضة».

وألقى المسؤول الأميركي الكرة في ملعب السلطات السورية قائلا: «فقط يمكن للنظام السوري أن يتخذ خطوات لوضع حد للعنف، من خلال سحب القوات السورية فورا، والإفراج عن الآلاف المحتجزين بصورة غير قانونية».

وحول التقارير التي أشارت إلى دور للولايات المتحدة في إعادة الملف السوري إلى مجلس الأمن، وإرسال مراقبين لحقوق الإنسان إلى دمشق، قال المسؤول الأميركي: «إننا نواصل حث النظام السوري على منح حق الوصول الفوري وغير المقيد والمستمر، للمراقبين الدوليين لحقوق الإنسان، وأن تسمح سوريا بدخول لجنة تحقيق تابعة لمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، ودخول الصحافيين من الهيئات والمصادر الإعلامية المختلفة».

وفي إشارة غير مباشرة إلى تدخل إيران ودعم النظام في سوريا، حذر المسؤول الأميركي دولا في المنطقة العربية من تقديم الأسلحة للنظام السوري، وقال: «إن دولا في المنطقة العربية ودول العالم تتحدى فرض العزلة الدولية على النظام، ينبغي لدول في المنطقة الامتناع عن تقديم الأسلحة للنظام ليستخدمها في قمع مواطنيه».

وطالب المسؤول الأميركي الدول العربية بأن تنضم إلى جهود الولايات المتحدة لزيادة الضغوط على الأسد ونظامه حتى يتنحى عن الحكم.

وكانت جامعة الدول العربية قد دعت دمشق إلى إنهاء القمع الدموي للمتظاهرين في سوريا، وأرسلت اللجنة الوزارية العربية رسالة عاجلة إلى السلطات السورية، أعربت فيها عن «امتعاضها» لاستمرار عمليات القتل.

إلى ذلك، نشر المعهد العربي الأميركي بواشنطن، أمس، نتائج استطلاع للرأي، أشار فيه إلى أن الأسد قد يكون على الطريق ليصبح منبوذا في المنطقة العربية، وقال استطلاع الرأي الذي أجري في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين على أربعة آلاف عربي من ستة دول (المغرب ومصر ولبنان والأردن والسعودية والإمارات)، إن الحكومة السورية أصبحت معزولة وتنظر إليها الشعوب العربية بازدراء.

وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن الغالبية الساحقة من المستطلعة آراؤهم في الدول الست التي شملتها الدراسة، تقف إلى جانب السوريين ضد الحكومة السورية، وبلغت نسبة الدعم 83 في المائة في المغرب و100 في المائة في الأردن.

وفي سؤال حول إمكانية أن يستمر الأسد في الحكم، جاءت أعلى النسب الإيجابية لصالح استمراره لا تتعدى 15 في المائة في المغرب، و14 في المائة في مصر، بينما تناقصت إلى نسب أقل في بقية الدول التي استبعدت استمرار الأسد في الحكم، وجاء الدعم الأكبر للرئيس السوري من لبنان، حيث لا يزال اللبنانيون يدعمون حزب الله ويدافعون عن دور إيران في سوريا.

المعارضة تعلن رفضها لأي مسعى عربي يقوم على حوار خارج إطار التفاوض على نقل السلطة

أعضاء في المجلس الوطني السوري لـ «الشرق الأوسط»: غير راضين على تحرك الجامعة العربية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

أعرب عدد من أعضاء المجلس الوطني السوري عن عدم رضاهم على مبادرة جامعة الدول العربية باتجاه سوريا مشددين رفضهم لأي حوار مع النظام خارج إطار التفاوض على نقل السلطة.

وكان المجلس الوطني السوري وفور الإعلان عن المبادرة العربية الأسبوع الماضي، أصدر بيانا رسميا أعرب فيه عن «قلقه وقلق الشعب السوري من أن تسوي هذه المبادرة بين الضحية والجلاد، وتعطي مهلة أخرى للنظام كي يسفك مزيدا من الدماء البريئة»، وهو ما كرره عضو الأمانة العامة للمجلس أحمد سيد يوسف الذي جزم بأن «المجلس والمعارضة السورية ككل ترفض أي حوار فيما القتل والذبح العنصران الفاعلان في الشارع»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نرفض أي فكرة للحوار مع النظام خارج إطار التفاوض على نقل السلطة من النظام للمعارضة بعدما فقد الأسد شرعيته بالكامل، ولكننا من جهة أخرى نؤيد أي جهد عربي لوقف نزيف الدم».

وأوضح يوسف أن «القسم الأكبر من المعارضة غير راض على التحرك الذي تقوده جامعة الدول العربية لأن إعطاء المهل لنظام قاتل أمر لا نرضى به على الإطلاق»، وأضاف: «نحن نطالب الجامعة أو أي وسيط يدخل على خط الأزمة السورية بموقف حازم وليس بمواقف ليّنة وبإعطاء مهل للقتل» مستبعدا أن يقبل النظام بالمبادرة العربية أو في حال قبل بها بتنفيذ بنودها لأنها ستكون «بمثابة بداية نهايته».

وفي السياق عينه، قال عضو المجلس الوطني، المفوض السياسي عن قبائل سوريا الشيخ خالد خلف لـ«الشرق الأوسط»: «نرفض المبادرة العربية جملة وتفصيلا وأي مبادرة أو خطة أخرى تدعو للحوار مع النظام. نحن نصر على أن أي تفاوض معه يجب أن يتم حول كيفية تسليم السلطة» مشددا على أن «من يحاور أو سيحاور النظام سيسقط مثله تماما».

واعتبر خلف أن «الخطة العربية وكما تم طرحها تهدف لتثبيت وضع النظام والإبقاء على الأسد والمحيطين به من دون محاكمة»، وأضاف: «بعض ضعفاء النفوس من العرب يحاولون تحصيل مكاسب سياسية بالمنطقة من خلال إجراء مفاوضات مع النظام على حساب دماء شهدائنا وبالتالي استمرار الجامعة وأمينها العام في هذا النهج سيؤدي لسقوطهم مع النظام السوري في الوقت عينه» لافتا إلى أن «المعارضة السورية تنتظر من الجامعة العربية وقفة عروبية وإنسانية حازمة وليس وقفة على قياس بعض المصالح الشخصية». وتابع خلف قائلا: «ليس مستبعدا أن تخرج المظاهرات يوم الجمعة المقبلة لإعلان رفض الشارع السوري للمبادرة العربية جملة وتفصيلا وهي المبادرة التي لا علم لنا بها ولم تطرح علينا ونحن نمثّل أكثر من مليون و200 ألف نسمة».

وكان المجلس الوطني قد طالب في وقت سابق الجامعة العربية «بحماية المدنيين في سوريا من القتل المبرمج الذي ينفذه النظام»، وأضاف: «أمن السوريين ووحدتهم الوطنية حق وواجب على بقية الدول في الجامعة العربية، ونحملها مسؤولية العمل على صيانة هذا الحق والدفاع عنه».

واعتبر المجلس الوطني أن «مبادرة الجامعة العربية تأتي في ظروف يستمر فيها النظام السوري في سياسة استهداف المدنيين التي تدفع أبناء شعبنا إلى المطالبة بإيجاد حلول سريعة ومجدية لحماية المدنيين والمتظاهرين السلميين من عمليات القتل والاعتقال والتشريد التي تمارسها السلطات السورية، والتي تدخل في مجال الجرائم ضد الإنسانية». وعبّر المجلس عن «قلقه وقلق الشعب السوري من أن تسوي هذه المبادرة بين الضحية والجلاد، وتعطي مهلة أخرى للنظام كي يسفك مزيدا من الدماء البريئة» موضحا أن «ما يتطلبه الوضع السوري هو توفير المناخ المناسب للبدء في عملية الانتقال السلمي للسلطة، وبناء نظام ديمقراطي تعددي خال من كل من تلوثت يداه بدم السوريين وشارك في نهب ثرواتهم».

ودعا المجلس إلى «وقف العنف وسحب الجيش وقوى الأمن من كل المدن والقرى، وحل عصابات الشبيحة وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والموقوفين على خلفية الحراك الثوري والكشف عن مصير المفقودين والمغيبين وتسليم جثامين القتلى، كما دعا إلى دخول مراقبين عرب ودوليين وهيئات حقوق الإنسان للاطلاع على حقيقة الأوضاع وتوثيقها وكذلك دخول وسائل الإعلام العربية والدولية المستقلة لتغطية الوقائع والأحداث».

باريس ترحب بـ«الرسالة الحازمة» التي وجهتها الجامعة العربية لدمشق

جريدة الشرق الاوسط

أعلنت الخارجية الفرنسية، أمس، أن فرنسا ترحب بـ«الرسالة الحازمة» التي وجهتها الجامعة العربية لنظام الرئيس بشار الأسد وطالبت بوقف العنف وسحب الدبابات من شوارع المدن السورية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي «نرحب بالرسالة الحازمة التي وجهتها الجامعة العربية للرئيس السوري وطالبته بالإفراج عن المعتقلين وسحب الدبابات ووقف العنف والتعهد بحوار وطني»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وعقد اجتماع مساء أول من أمس في الدوحة بين سوريا والجامعة العربية في أجواء من انعدام الثقة. وكان الرئيس السوري قد حذر من أن تدخلا غربيا ضد بلاده سيؤدي إلى زلزال في المنطقة، وطلب دعم روسيا.

وقال فاليرو أمس «من الواضح أن بشار الأسد يحاول تحويل انتباه الرأي العام الدولي». وأضاف «المطلوب من الرئيس السوري أن يوقف حملة الترهيب والتعذيب والقتل بحق شعبه. طلبت الجامعة العربية منه ذلك مجددا بوضوح أمس (الأحد)». وتابع أن «هذا المنطق الدموي يهدد استقرار سوريا، في حين تطالب الشعوب العربية باحترام حقوقها المشروعة»، وأوضح «آن الأوان للدول الأعضاء في مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتها حيال هذا النظام، الذي يثبت من خلال قتل شعبه كل يوم أنه فقد كل شرعية».

ومنذ مارس (آذار)، لم يتمكن مجلس الأمن الدولي من تبني قرار يدين سوريا، بسبب معارضة روسيا والصين اللتين استخدمتا الفيتو مطلع أكتوبر (تشرين الأول).

مظاهرة في جامعة القلمون المقربة من النظام.. والإدارة تعلق الدوام وتخلي السكن الداخلي

الاحتجاجات تصل إلى الجامعات الخاصة.. واشتباكات بالأيدي بين طلبة مؤيدين ومعارضين للنظام في درعا

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في مارس (آذار) الماضي، شهدت الجامعات السورية الخاصة أمس تحركات احتجاجية، وقال طلاب في الجامعة العربية الدولية – محافظة درعا – إنه بعد جلسة حوار كانت مقررة يوم أمس في الجامعة حصل اشتباك بالأيدي بين طلاب مؤيدين للنظام وآخرين مناهضين للنظام الذين قاموا بصبغ مياه البحيرة في الجامعة باللون الأحمر، في إشارة إلى لون الدم.

وانفضت الاشتباكات بعد تدخل أمن الجامعة الذي انحاز للطلاب المؤيدين، وفي الوقت نفسه خرجت مظاهرة في جامعة القلمون أكبر الجامعات الخاصة في سوريا، وتقع في منطقة القلمون وسط البلاد. وقال طلاب في الجامعة إن إدارة الجامعة قامت بتعليق الدوام إلى 11 / 12 / 2011. كما قامت بإخلاء السكن الجامعي خلال أقل من ساعة، وذلك على خلفية مظاهرة كبيرة خرجت في الجامعة أمس، حيث دعا مجموعة من الطلاب للوقوف دقيقة صمتا على «أرواح الشهداء» أمام الكافيتريا في الجامعة، وإعلان موقفهم الرافض للحوار مع النظام، وما أن قرأوا الفاتحة على أرواح القتلى حتى علت الأصوات والهتافات الداعية لإسقاط النظام ونصرة حمص ودرعا وإدلب بعد أن تجمع نحو ألفي طالب. على أثرها جاء رئيس الجامعة سليم دعبول وطلب عقد اجتماع مع المتظاهرين في المسرح المكشوف، إلا أن الطلاب لم يستجيبوا وعاودوا الهتاف بأصوات أعلى نحو نصف ساعة، وكان قد تجمع عدد من الطلاب المؤيدين وراحوا يهتفون للرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد، بينما هتف المعارضون لإسقاط النظام والحرية للشعب السوري، ثم انفضت المظاهرة بعد مشادات قليلة.

وقامت إدارة الجامعة بتعليق الدوام إلى 11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ودعت إلى إخلاء السكن الجامعي خلال أقل من ساعة.

يشار إلى أنها المرة الأولى التي تشهد فيها الجامعات الخاصة مظاهرات أو تحركات بهذا الحجم، إذ تعد الجامعات الخاصة لا سيما جامعة القلمون مؤسسات علمية مملوكة لرجال أعمال مقربين من النظام أو من أبناء وأقارب المسؤولين. وسليم دعبول، رئيس الجامعة، يعتبر أحد أكبر المساهمين في جامعة القلمون، وهو نجل أبو سليم دعبول، المدير السابق لمكتب الرئيس السابق حافظ الأسد لسنوات طويلة، وهو من مدينة دير عطية التي تعد من المدن السورية القليلة المحظوظة بعطايا النظام من حيث الخدمات والتنمية. وتقع الجامعة وسط منطقة القلمون التي تتوسط البلاد وتصنف ضمن البؤر السورية الساكنة. إلا أن غالبية طلاب جامعة القلمون هم من أبناء الطبقة الوسطى التقليدية في حمص وحماه وإدلب ودمشق، وأبناء الميسورين والمسؤولين أيضا، ومنذ بدأت الأحداث في درعا واشتداد الأزمة في حمص وحماه، حصل شرخ بين الطلاب، وانقسم مجتمع الجامعة بين مؤيدين أشداء ومناهضين أشداء، إلا أن أحدا لا يتوقع أن يصل الأمر إلى حد التجرؤ على الخروج بمظاهرة رغم شعور غالبية الطلاب في الجامعة بالغبن جراء ارتفاع تكاليف الدراسة فيها، من حيث ارتفاع الأقساط السنوية وأجور السكن والنقل، والتركيز على ربحية الجامعة بالدرجة الأولى.

ومع اشتداد الأزمة لم تتخذ الجامعة أي إجراء تظهر فيه تعاطفها مع طلاب المناطق الساخنة لا سيما حمص وإدلب، فحسب بعض الطلبة، كان يتم تكثيف برامج الامتحان وبشكل يصعب النجاح فيها، كما منعت سيارات الجامعة من توصيل طلاب حمص إلى منازلهم لأسباب أمنية.

إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 7 مدنيين وجنديا منشقا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن في سوريا. بينما شهدت العاصمة دمشق مظاهرة احتجاجات دعت إلى إسقاط الأسد.

وقتل مدنيان أحدهما شاب في التاسعة والعشرين من عمره برصاص قناصة في مدينة حمص (وسط)، أحد معاقل الاحتجاج، كذلك قتل 3 مدنيين منهم اثنان في حي الخالدية بحمص، وتحديدا في شارع القاهرة إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن، إضافة إلى مدني ثالث قتل بإطلاق رصاص في حي كرم الشامي في المدينة.

كان قتل مدني وجندي منشق في محافظة حماه (شمال) برصاص قوات الأمن وجنود كانوا يطاردونهما.

كما قتل مدني بالرصاص في حرستا بريف دمشق بينما كانت قوات الأمن تقوم بعمليات دهم في هذه المدينة، فاعتقلت 13 شخصا على الأقل، كما ذكر المرصد.

الناتو يستبعد التدخل العسكري بسوريا.. لكنه قد يتحرك إذا حصل على تفويض

جريدة الشرق الاوسط

بروكسل – طرابلس: «الشرق الأوسط»

استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن فرض منطقة حظر جوي على سوريا، أثناء زيارة مفاجئة للعاصمة الليبية طرابلس أمس.

وقال راسموسن ردا على سؤال عن احتمال أن يتزعم الحلف الأطلسي الآن منطقة حظر جوي فوق سوريا «الأمر مستبعد تماما. ليس لدينا أي نية للتدخل في سوريا»، وأضاف أن الظروف في سوريا مختلفة عنها في ليبيا، وأوضح «اضطلعنا بمسؤولية العملية في ليبيا لوجود تفويض واضح من الأمم المتحدة، ولحصولنا على دعم قوي ونشط من بلدان المنطقة»

وتابع «في الواقع لقد أسهموا بشكل نشط في عملية الدرع الموحد. غير أن أيا من تلك الظروف لا يتوافر في سوريا. فضلا عن ذلك فإن الحالتين مختلفتان. علينا اتخاذ القرارات في كل حالة وفق أوضاعها، وعموما لا يمكن مقارنة سوريا بليبيا».

لكن صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلت عن مسؤول في الناتو أن الحلف بحاجة إلى ضوء اخضر ليقوم بأي تدخل، وأوضح «نحتاج إلى تفويض من المجتمع الدولي وإلى دعم الجامعة العربية وجيران سوريا. لم يطلب أحد» مساعدة الناتو. وكانت مصادر أميركية قد لمحت مؤخرا إلى أنها تعمل مع حلفائها من أجل إعادة الملف السوري إلى مجلس الأمن بعد أن تقوضت جهوده بداية الشهر الماضي عندما استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد قرار لإدانة النظام السوري في مجلس الأمن الدولي.

وكان النشطاء السوريون ناشدوا المجتمع الدولي فرض منطقة حظر طيران على سوريا لحماية المدنيين وتشجيع المنشقين عن الجيش ضد النظام المستبد للرئيس بشار الأسد.

وأدان راسموسن بشدة حملة النظام السوري على المحتجين المطالبين بالديمقراطية التي قتلت أكثر من ثلاثة آلاف شخص معظمهم من المدنيين بحسب حصيلة الأمم المتحدة.

وأضاف: «بالتأكيد أدين حملة القوات الأمنية على المدنيين في سوريا وهو أمر شائن تماما والسبيل الوحيد للتحرك قدما في سوريا، كما هو في بلدان أخرى، هو تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري والأخذ بإصلاحات ديمقراطية».

استقبال سوري حاشد لأسير محرر من السجون الإسرائيلية.. وسط هتافات تندد بالنظام

المعارضة تعبر عن امتعاضها من مواقف القنطار وتهديده «بقطع يد الثوار في سوريا»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: «الشرق الأوسط»

خصصت المعارضة السورية المظاهرات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد والمطالبة برحيل نظامه، والمتواصلة منذ سبعة أشهر، أمس تحية للأسير السوري المحرر من السجون الإسرائيلية وئام عماشة، حيث دعت صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك» إلى التظاهر تحت عنوان «اثنين الوفاء لوئام عماشة.. وحدهم الأحرار يحتفلون بالأحرار».

وخرجت مظاهرات في مدن وقرى سورية عدة، تركزت معظمها في ريف دمشق وحمص ودير الزور وريف حماه، تحية لعماشة، وهو من بين الأسرى المحررين غير الفلسطينيين، الذين شملتهم صفقة التبادل الأخيرة بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، حيث تم إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية، على خلفية اتهامه في عام 2005 «بتشكيل خلية لمناهضة إسرائيل، والارتباط بمنظمات محظورة والتخطيط لعملية اختطاف جندي إسرائيلي، وصدور حكم لاحق بسجنه لمدة 21 عاما ونصف العام».

وكان عماشة، المنحدر من هضبة الجولان المحتلة، وصل إلى قرية بقعاتا بعد أن أطلق سراحه من مركز شرطة كتسرين، وكان في استقباله كثر من أهالي الجولان في ساحات القرية، مرددين شعارات وهتافات مؤيدة للثورة السورية: «الله.. سوريا.. حرية وبس»، و«حرية.. حرية.. حرية»، و«يا درعا إحنا معاكي للموت».

ويظهر شريط فيديو تم عرضه على موقع «فيس بوك» حجم الأعداد التي استقبلت عماشة في قريته الجولانية، وترديد المستقبلين شعارات منددة في معظمها بالنظام السوري وممارساته القمعية ضد المدنيين المطالبين بحريتهم. وعلق الناشط السياسي السوري المعارض محمود طيبة في صفحته على «فيس بوك» بسخرية لاذعة، قائلا: «يخرج أسير من سجون الاحتلال الصهيوني، ويهتف مستقبلوه ضد احتلال النظام السوري.. لا نعرف أي الاحتلالين مجرم أكثر من الآخر، لكن يبدو أن الأولوية للشعب السوري هو التخلص من احتلال النظام السوري».

وكان الإعلام الرسمي السوري قد تجاهل حدث إطلاق سراح الأسير، الذي سبق أن أعلن من سجنه في 23 مايو (أيار) الماضي إضرابا عن الطعام «احتجاجا على ما يمارسه النظام السوري من اعتقال تعسفي وسفك دماء السوريين العزل وصل إلى حد المجازر الجماعية، وتضامنا مع المحتجين ودعما لمطالبهم بالحرية والكرامة الوطنية».

واعتبر أحد المحللين السياسيين، المقربين من المعارضة السورية، أن «هذه التسمية إضافة إلى أنها (رد جميل) للأسير المحرر الذي خرج ليتابع النضال مع أبناء شعبه ضد نظام الأسد، حيث أعلن العديد من المواقف المؤيدة للثورة السورية، فإن التسمية تعتبر ردا على تصريحات الأسير اللبناني المحرر سمير القنطار الذي قال إنه سيقطع يد الثوار في سوريا، في إشارة واضحة لوقوفه إلى جانب نظام الأسد ضد الشعب المطالب بحريته».

واستغرب المحلل موقف القنطار وتناقضه، وقال: «من أطلقوا التسمية أرادوا أن يقولوا إننا لسنا بحاجة لمواقف دعم من سمير القنطار، لا سيما أنه أصبح مقربا من أحد الأحزاب اللبنانية المتحالفة مع النظام السوري ويدور في فلكها»، موضحا أن «لدينا أسيرنا وئام عماشة وهو يعبر بصدق عن فكرة الحرية ويحارب على جميع الجبهات للحصول عليها، وحاليا النضال من أجل الحرية لا بد أن يكون ضد النظام السوري». ولفت إلى أن «خروج السوريين في مظاهرات شعبية لتحية أسير أمضى في سجون إسرائيل سنوات عديدة، يدل على أن الشعب السوري هو المقاوم لإسرائيل وليس نظامه الذي تجاهل خبر إطلاق سراح عماشة وغيّبه عن وسائل إعلامه».

وكان ناشطون معارضون قد أنشأوا على موقع «فيس بوك» صفحة بعنوان «رسائل محبة إلى الأسير وئام عماشة المتضامن مع حرية شعبه»، ضمت رسائل من سوريين تهنئه على خروجه من سجون إسرائيل، وتتمنى «خروج المعتقلين السوريين في سجون نظام بشار الأسد».

وفي إطار الردود على كلام القنطار، رأى حزب «الأحرار السوري» أن «ما قاله وادعاءه بأنه سيقطع يد الثوار المعارضين في سوريا، ما هو إلا مدعاة للتأكيد على أنه وضع نفسه ووضع كل ما حفل به تاريخه البطولي المزعوم تحت أقدام نظام القمع والإجرام بدمشق»، معلنا «أننا مستعدين لقطع لسان كل من يتطاول على ثورة الكرامة المباركة في سوريا».

يشار إلى أن المعارضة السورية تعتمد منذ فترة أسلوب إطلاق التسميات على جميع أيام الأسبوع وليس يوم الجمعة فقط، بهدف زيادة زخم المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل نظام بشار الأسد.

الأسد: سوريا ليست ليبيا.. وأي محاولة لتكرار السيناريو سيكون ثمنها باهظا

قال إنه «لا يعلم الكثير» عن المجلس الوطني ولا يهتم به.. وحرق العلم الروسي «تصرفات مدفوعة من الخارج».. ودمشق تتوجه منذ شهرين إلى الإعلام الخارجي

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

جدد الرئيس السوري بشار الأسد زعمه بأن زلزالا سيصيب المنطقة في حال تم الإطاحة بنظامه. وكرر في ثاني حديث له خلال 48 ساعة لوسائل إعلام أجنبية أن سوريا في «موقع التقاء كل مكونات الشرق الأوسط وخط التقاء صفيحتي الزلزال وأي محاولة لهز صفائح الزلزال ستؤدي إلى زلزال كبير يضر كل المنطقة ولمسافات بعيدة»، وقال في حديثه للقناة الروسية الأولى الذي بثته مساء أول من أمس إن الجميع في سوريا متفق على رفض التدخل الأجنبي لحل الأزمة في البلاد، واصفا إحراق العلم الروسي (بسبب الفيتو) من قبل متظاهرين سوريين بأنه «تصرفات فردية»، وأكد أنه «لا يعلم الكثير» عن المجلس الوطني المعارض. واتهم دولا بتسليح المعارضين في سوريا، وأكد أن «الأسلحة تأتي من دول الجوار ومن الصعب ضبط الحدود مع الدول المحيطة».

وقال الأسد، حسب ما أوردته وكالة «سانا» نقلا عن القناة الروسية الأولى، ردا على سؤال حول احتمال قيام الغرب بشن هجوم على سوريا، إن هذه مجرد «ادعاءات نسمعها من وقت لآخر، خاصة في الأزمات التي تحصل بين سوريا وعدد من الدول الغربية خلال العقود الماضية، والتي تهدف إلى الضغط على سوريا لتغيير مواقفها السياسية».

وقال إن سيناريوهات التعامل مع الملف السوري مختلفة، وتابع في تحذير للغرب من التدخل لإسقاط نظامه، أن «الحسابات بالنسبة للآخرين تجاه هذا السيناريو هي ليست حسابات سهلة، فسوريا بلد له موقع خاص جدا من الناحية الجغرافية ومن الناحية الجيوسياسية ومن الناحية التاريخية ومن النواحي الأخرى المختلفة، وسوريا هي موقع الالتقاء لكل مكونات أو معظم مكونات الشرق الأوسط الثقافية والدينية والطائفية والعرقية وغيرها، وهي كخط التقاء صفيحتي الزلزال وأي محاولة لهز استقرار صفائح الزلزال ستؤدي إلى زلزال كبير يضر كل المنطقة ولمسافات بعيدة تصيب دولا بعيدة، وإذا اهتز الشرق الأوسط، فكل العالم سيهتز، وأي تفكير من هذا النوع من السيناريوهات سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله، لهذا السبب حتى الآن تبدو الأمور تذهب باتجاه محاولات ضغط إعلام سياسي اقتصادي».

وذكر الرئيس السوري أن نظامه يعول على روسيا في وقف أي تدخل أجنبي، خصوصا بعد استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد قرار من مجلس الأمن الدولي يدين سوريا بداية الشهر الماضي.

وذكر الرئيس السوري أن النظام والمعارضة يرفضان أي تدخل خارجي، وأوضح: «نحن لا نختلف مع المعارضة حول سيادة سوريا ورفض التدخل الخارجي والوقوف ضد العمليات الإرهابية التي تحصل في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، نحن نختلف حول القضايا الداخلية وفي القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وأعتقد أن هذا الموقف هو موقف عام في سوريا». وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد أعلن في وقت سابق عن رفضه التام للتدخل الخارجي، إلا أن المظاهرات التي نظمها المعارضون في الداخل حثت على التدخل الخارجي من خلال المطالبة بفرض منطقة حظر الطيران.

وعندما سئل عن أسباب حرق العلم الروسي من قبل متظاهرين سوريين، قال الأسد إن ذلك «لا يمثل معارضة أو غيرها، وغالبا يمثل حالات فردية، وقد تكون هذه الحالات مدفوعة من الخارج.. لكي تظهر روسيا وكأنها تقف مع دولة ضد الشعب، هذه هي اللعبة الإعلامية المفترضة من هذا العمل».

وعند سؤاله حول من تمثل المعارضة، قال إن «القرار يكون أكثر دقة عندما تكون هناك انتخابات ووجود أحزاب جديدة وانتخابات إدارة محلية وانتخابات مجلس الشعب، بعدها بفترة قليلة هو الذي سيحدد من الذي يمثل الشعب من هذه المعارضة. وبالنسبة لنا، نحن نتعامل مع الجميع.. مع كل القوى الموجودة على الساحة.. كل القوى الموجودة سابقا والتي وجدت خلال الأزمة، لأننا نعتقد أن التواصل مع هذه القوى الآن مهم جدا من دون أن نحدد من له قاعدة شعبية أو لا.. لذلك، فإن الجواب الأكثر دقة سيكون بعد الانتخابات التي نعتقد أنها ستكون في شهر شباط (فبراير) القادم».

ودعا الأسد إلى الحوار الوطني، لكنه تساءل إن كانت القوى التي على نظامه أن يحاورها «مقبولة من قبل الشعب السوري؟ وهل هي قوى صنعت في الخارج من قبل دول أجنبية؟ وهل تدعو أو تقبل بتدخل أجنبي؟ وهل تدعم الإرهاب؟ عندما نحدد كل هذه الأسس، نستطيع أن نحدد إذا كنا سنحاور أم لا».

وأضاف قائلا حول المجلس الوطني المعارض: «أما عن المجلس الذي أنشئ في إسطنبول، فلا أعرف عنه الكثير، ولكن أستطيع أن أقول إن السؤال أو الجواب الدقيق يأتي على هذا المجلس من قبل الشعب السوري.. لذلك نحن لا نعلق كثيرا على هذا المجلس، طالما أن الشعب السوري لم يهتم، فنحن لن نهتم».

وقلل الأسد من شأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده، لكنه أضاف أن «الحصار يضر بالشعب السوري وليس بالدولة بالدرجة الأولى، ولكنه لن يخنق سوريا، فهي بلد يعيش من إنتاجه ويصدر للخارج».

وحول احتمالية تكرار السيناريو الليبي في سوريا، قال الأسد: «سوريا ليست ليبيا ولا أي دولة أخرى.. أي سيناريو من هذا النوع سيكون مكلفا كثيرا للدول الأخرى كما قلت، ولا يمكن تطبيقه عمليا في سوريا».

وأكد الأسد أنه «في الشهرين الأخيرين بدأنا نركز على الإعلام الخارجي وبدأنا نقوم بدعوة عدد كبير من وسائل الإعلام لكي تأتي وترى الأمور على حقيقتها، والإعلام في الغرب بشكل عام منحاز دائما ليس في الأزمات وحتى في الأوقات العادية هو إعلام منحاز.. لديه تصور مسبق خاطئ عن الأمور، أحيانا لا يدخل بالعمق، وأحيانا يعبر عن أجندات سياسية تجاه المنطقة مع بعض الاستثناءات»، وأضاف: «التوجه الأساسي هو التوجه الإعلامي، وعلينا فضح المخطط الخارجي ضد سوريا، وبالوقت نفسه، علينا أن نساعد هذه الدول في أخذ موقف بمساعدة الإعلام المحلي».

وردا على سؤال حول وجود من يساعد المعارضة في سوريا وتسليحها، قال الأسد: «في الأشهر الأولى، وتحديدا في الشهر الأول (من الانتفاضة منتصف مارس – آذار الماضي) لم يكن من السهل معرفة حقيقة ما يجري ومن أين تأتي الأموال أو الأسلحة أو هل كانت هناك فعلا أموال وأسلحة.. كان هذا سؤالا في البداية، واليوم، وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بدء الأزمة في سوريا، تكونت لدينا معلومات واضحة ليست مكتملة، ولكن من خلال التحقيقات مع الإرهابيين التي تمت مؤخرا أصبح واضحا بشكل لا يقبل الشك تهريب السلاح عبر الحدود السورية من دول الجوار ودفع أموال أيضا تأتي من قبل أشخاص في الخارج»، وتابع قائلا: «لدينا معلومات عن أشخاص يقودون هذه الأعمال خارج سوريا في أكثر من دولة ولا توجد لدينا معلومات دقيقة حول علاقة هؤلاء الأشخاص بدول، ولكن واضح تماما من نوعية الأسلحة ومن حجمها ومن كمية الأموال أن هذا التمويل هو ليس تمويل أشخاص، وإنما هناك دول تقف خلف هذا التمويل.. لكي نقول من هذه الدول، لا بد أن يكون لدينا معطيات أكثر وضوحا حول هذا الموضوع، وعندها لن نتردد في كشف الحقائق».

وحول مصادر التسليح، قال: «لدينا أسلحة من دول مختلفة بما فيها بعض الأسلحة صناعة إسرائيلية، ولكن لا نستطيع أن نحدد مصدر هذا السلاح؛ هل هو من إسرائيل تحديدا، أم من دولة أخرى تمتلك هذا السلاح».

الخطة العربية تقضي بسحب الآليات العسكرية ووقف العنف فوراً وحوار بين النظام والمعارضة

الوفد السوري يغادر قطر من دون رد والأزهر لا يرى شرعية للنظام

غادر الوفد السوري الدوحة أمس بعد لقائه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء القطري رئيس اللجنة العربية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني من دون تقديم أي رد على المبادرة العربية التي كشف الامين العام للجامعة نبيل العربي ان خطتها لسوريا تتضمن سحب الآليات العسكرية من الشارع ووقف العنف فوراً وبدء حوار في القاهرة بين النظام والمعارضة.

وفي بيان تلاه على الصحافيين قال شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس، إن لا شرعية لحاكم يريق دماء المواطنين المسالمين.

الأمين العام للجامعة العربية التي يجتمع في مقرها في القاهرة غداً وزراء الخارجية العرب لاتخاذ قرار بشأن الأزمة السورية في ضوء طريقة تعاطي دمشق مع مبادرتهم، قال أمس ان الخطة التي قدمت للوفد السوري في الدوحة مساء الأحد، تنص على “سحب الاليات العسكرية ووقف العنف فورا حتى نعطي صدقية ورسالة تطمين للشارع السوري”.

وأضاف ان الخطة تنص ايضاً على “بدء عمليات حوار مع كل مكونات المعارضة في القاهرة”، مع العلم ان دمشق لم تبد حماسة في السابق لأي حوار خارج اراضيها.

وأمس، استعرض أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، الأوضاع في سوريا مع وزير خارجيتها وليد المعلم.

وقالت الوكالة القطرية الرسمية للأنباء (قنا) إن الشيخ حمد استقبل في مكتبه في الديوان الأميري بعد ظهر أمس الوزير السوري والوفد المرافق بحضور رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

وأوضحت “قنا” أنه جرى خلال اللقاء “استعراض آخر تطورات الأوضاع في سوريا”.

وكانت اللجنة الوزارية العربية برئاسة وزير خارجية قطر اجتمعت في الدوحة مساء الأحد مع الوفد السوري برئاسة وزير خارجية سوريا، واتفقت على “ورقة عمل” لحل الأزمة السورية.

وطلب الطرف السوري مهلة حتى أمس لإعطاء جواب دمشق النهائي قبل إعلان مضمون الورقة، فيما لم يصدر حتى الآن أي إعلان رسمي من الطرفين.

مصدر مقرب من الوفد السوري أكد كذلك ان وزير الخارجية السوري زار الديوان الاميري والتقى امير قطر.

وأيد الأزهر الشريف أمس الانتفاضات الشعبية التي أطاحت عدداً من القادة العرب وطالب من بقوا منهم في الحكم بإصلاح سياسي واجتماعي ودستوري “طوعا”، مشددا على أن أي حاكم ليس بوسعه الآن “أن يحجب عن شعبه شمس الحرية”.

وفي بيان تلاه شيخ الأزهر أحمد الطيب على الصحافيين قالت أقدم مؤسسة للتعليم الديني السني في العالم العربي والإسلامي إن الأزهر يرى أن “مواجهة أي احتجاج وطني سلمي بالقوة والعنف المسلح وإراقة دماء المواطنين المسالمين نقض لميثاق الحكم بين الأمة وحكامها ويسقط شرعية السلطة ويهدر حقها في الاستمرار”، فيما يبدو أنه إشارة إلى سوريا واليمن. وناشد البيان الجيوش “أن تلتزم واجباتها الدستورية في حماية الأوطان من الخارج ولا تتحول إلى أدوات للقمع وإرهاب المواطنين وسفك دمائهم”.

وأضاف “وليس بوسع حاكم الآن أن يحجب عن شعبه شمس الحرية. ومن العار أن تظل المنطقة العربية وبعض الدول الإسلامية قابعة دون سائر بلاد العالم في دائرة التخلف والقهر والطغيان وأن ينسب ذلك ظلماً وزوراً إلى الإسلام وثقافته البريئة من هذا البهتان”.

وردّت فرنسا امس على التهديدات التي اطلقها الرئيس السوري بشار الاسد عندما حذر من زلزال في الشرق الاوسط اذا تم التعرض لنظامه، فاعتبرت ان “منطقه القاتل” هو الذي يؤدي الى زعزعة استقرار سوريا. وشددت على ان مواصلة نظامه اساليب القتل والتعذيب دليل يومي على انه فقد كامل شرعيته.

وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو امس “بشار الأسد يبحث بوضوح عن طريقة لتحويل الصراع وتشتيت انتباه الرأي العام الدولي. المنتظر من الرئيس السوري هو ان يكف عن ترهيب وتعذيب وقتل شعبه. وهذا ما اعادت الجامعة العربية طلبه منه امس بوضوح. ان هذا المنطق القاتل هو الذي يهدد الاستقرار في سوريا في وقت تطالب فيه الشعوب العربية باحترام حقوقها المشروعة”.

وعن ورقة عمل المبادرة العربية التي تطالب بسحب القوى المسلحة وبدء حوار وطني وما اذا كانت كافية لأنها لم تتضمن مطالبة للأسد بالرحيل، قال فاليرو: “الايام الاخيرة شهدت ايضا سقوط عشرات القتلى من المدنيين ضحايا القمع الدموي الذي يمارسه النظام بحق شعبه. نحن ندين لجوء قوات بشار الاسد المسلحة الى القمع والتعذيب الممنهجين ضد الشعب السوري. ان اصرار النظام السوري على اعتماد هذا المنطق القاتل لا يمكن الا ان يقود الى زعزعة كبيرة للاستقرار في سوريا. ونحن نرحب بالرسالة الصارمة التي وجهتها الجامعة العربية الى الأسد طالبة منه اطلاق سراح السجناء وسحب الآليات المسلحة ووقف العنف والالتزام بحوار وطني”.

وختم الديبلوماسي الفرنسي مشددا على انه “الآن اكثر من اي وقت مضى، على الدول الاعضاء في مجلس الامن تحمل مسؤولياتها في مواجهة نظام يبرهن يوميا انه فقد كامل شرعيته من خلال اعتدائه على شعبه”.

واستبعد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في تصريح ادلى به اثناء زيارة مفاجئة للعاصمة الليبية طرابلس أمس، فرض منطقة حظر جوي على سوريا.

وقال راسموسن رداً على سؤال عن احتمال ان يتزعم الحلف الاطلسي الان منطقة حظر جوي فوق سوريا “الامر مستبعد تماما. ليس لدينا اي نية للتدخل في سوريا”.

ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان سبعة مدنيين وجنديا منشقا قتلوا أمس برصاص قوات الامن في سوريا التي يواجه نظامها حركة احتجاج غير مسبوقة منذ منتصف اذار (مارس) الماضي.

وقتل مدنيان احدهما شاب في التاسعة والعشرين من عمره برصاص قناصة في مدينة حمص (وسط)، احد معاقل الاحتجاج، وفق المرصد.

كذلك قتل ثلاثة مدنيين اثنان منهم في حي الخالدية بحمص وتحديدا في شارع القاهرة اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن، اضافة الى مدني ثالث قتل باطلاق رصاص في حي كرم الشامي في المدينة، وفق المصدر نفسه.

وكان قتل مدني وجندي منشق في محافظة حماه (شمال) برصاص قوات الامن وجنود كانوا يطاردونهما، كما قتل مدني بالرصاص في حرستا بريف دمشق فيما كانت قوات الامن تقوم بعمليات دهم في هذه المدينة، فاعتقلت ثلاثة عشر شخصا على الاقل، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي مدينة درعا جنوب البلاد اطلقت قوات الامن الرصاص الحي على تظاهرة بجامعة المدينة تدعو للحرية. وقد اعتقل بعض الطلاب كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ولجان التنسيق المحلية في سوريا.

وكان سبعة مدنيين قتلوا أول من امس في اعمال القمع في سوريا حيث دعا النشطاء المطالبون بالديموقراطية الى تظاهرات مطالبين بان تجمد الجامعة العربية عضوية سوريا وتوقف “دعمها للقتلة”.

وفي دمشق بدأت لجنة وطنية اعمالها أمس “لاستكمال مشروع وضع دستور جديد لسوريا” بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز، “المستقبل”)

تعزيزات عسكرية و12 قتيلا بسوريا

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط عشرة قتلى أمس في حمص برصاص القوات السورية، بعد سلسلة مداهمات وتفريق لمظاهرات. فضلا عن سقوط قتيل في ريف حماة, وآخر في ريف إدلب. كما أفيد عن تعزيزات عسكرية علاوة على انشقاقات جديدة في الجيش.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدنيين قتلا في حي الخالدية بحمص وتحديدا في شارع القاهرة إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن، إضافة إلى مدني ثالث قتل بإطلاق رصاص في حي كرم الشامي في المدينة. كما قتل مواطن في حي الوعر برصاص قناصة، وآخر في حي بابا عمرو برصاص قناصة.

وأوضح المرصد أن مدنيين توفيا الاثنين في حمص متأثرين بجروح أصيبا بها بإطلاق رصاص في اليومين الماضيين. كما قتل مدني وجندي منشق في محافظة حماة برصاص قوات الأمن وجنود كانوا يطاردونهما.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن مدنيا قتل بالرصاص في حرستا بريف دمشق، فيما كانت قوات الأمن تقوم بعمليات دهم في هذه المدينة، فاعتقلت 13 شخصا على الأقل.

مداهمات وتفتيش

وفي تلبيسة بحمص شنّ الجيش وقوات الأمن حملة مداهمات وتفتيش للمنازل فضلا عن قصف في قرية البياضة. وأفيد عن تعزيزات عسكرية كبيرة في جسر الشغور بإدلب وعن انشقاق عدد من عناصر الجيش في الحواش في ريف حماة.

وفي حرستا شنّت المخابرات الجوية حملة اعتقالات في أحياء مختلفة من المدينة. وفي الهبيط في إدلب أفيد عن إطلاق نار كثيف وانتشار أمني واسع بحثا عن جنود منشقين. بينما أفيد في كفرنبل في إدلب عن تحركات لقوات الجيش السوري النظامية بشكل كثيف وإغلاق معظم الطرق.

وقال المرصد السوري إن مظاهرة طلابية حاشدة خرجت أمس داخل جامعة القلمون بريف دمشق طالبت برحيل النظام وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وأضاف أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي لتفريق مظاهرة طلابية داخل الحرم الجامعي لجامعة درعا للمطالبة بإسقاط النظام، وقامت باعتقال 53 طالبا و4 طالبات لا يزال مصيرهم مجهولا.

وفي وقت سابق أكدت هيئة الثورة السورية أن قوات المخابرات شنت حملة اعتقالات في حمص وبلدة حرستا بريف دمشق، واعتدت على بعض المارة بالضرب، دون أي سبب يذكر.

اعتقالات واختطاف

وقال ناشطون سوريون إن قوات الأمن السورية اعتقلت ثلاثة إخوة أطباء، هم يحيى وعبد الوهاب وياسين أبو يحيى في عربين بريف دمشق، بتهمة معالجة الجرحى في المظاهرات.

وفي العاصمة دمشق، خرجت مظاهرة في سوق مدحت باشا في المدينة القديمة، وهتف المشاركون بحماية المدنيين وتجميد عضوية النظام في الجامعة العربية.

وفي الزبداني بريف دمشق خرجت مظاهرة من مسجد الجسر الكبير تهتف للشهداء، ورفعت لافتة موجهة إلى عميد الأسرى العرب السابق سمير القنطار تقول “سمير قنطار.. أغلب المعتقلين في سوريا لا يخرجون أحياء”، وذلك في إشارة إلى رفض المتظاهرين لتصريحات القنطار التي قال فيها إنه على استعداد لأن يقاتل كل من يعارض بشار الأسد.

في غضون ذلك، أكد ناشطون اعتقال المعارض السوري محمد شاكر في مطار بيروت الدولي لدى توجهه إلى المملكة العربية السعودية.

وقال ناشط، فضل عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية إنه يعتقد أن الموالين لسوريا في لبنان، والذين يسيطرون على الحكومة حاليا، يساعدون السلطات السورية في تتبع الناشطين الذين يفرون إلى لبنان.

وكان مجهولون قد اختطفوا الأسبوع الماضي ثلاثة سوريين قرب المطار. وكان الكثير من خصوم الأسد قد فروا إلى لبنان بحثا عن الأمن وهربا من العنف الذي يطول المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في بلادهم.

دستور جديد

وفي دمشق، بدأت لجنة وطنية أعمالها الاثنين “لاستكمال مشروع وضع دستور جديد لسوريا”، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وتشهد سوريا منذ 15 مارس/آذار الماضي مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، قالت الأمم المتحدة إن حصيلة القتلى فيها تجاوزت 3000 قتيل، فيما تقول السلطات السورية إن الحصيلة بلغت 1500 قتيل بينهم 800 رجل أمن.

وتتهم السلطات السورية مجموعات مسلّحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.

انقلاب أردوغان فرصة لإسقاط الأسد

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تردد في المطالبة بتغيير النظام السوري، يجد الآن فرصة سانحة لقيادة زعامة غير مباشرة لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد بعد انقلاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من حليف للأسد إلى قائد أعدائه.

وقالت الصحيفة إن أردوغان في البداية دعا الأسد للإصلاحات، لكن نداءه واجه آذانا صماء في دمشق فما كان منه سوى دعم المعارضة السورية.

وأكدت الصحيفة أن أنقرة لا تعترف بالمجلس الانتقالي السوري الذي تشكل في إسطنبول الشهر الماضي، ولا تدعمه عسكريا، فوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يقول إن تركيا تريد رؤية سوريا تتحول إلى الديمقراطية سلميا، لكن تقارير إعلامية تشير إلى تحول في الموقف التركي، فهي تتحدث عن إيواء أنقرة قيادة الجيش السوري الحر الذي يهاجم القوات الموالية لبشار الأسد.

وأوضحت الصحيفة أن انقلاب الموقف التركي قد يكون بمثل أهمية نداء الجامعة العربية للتدخل العسكري في ليبيا، فهو شجع الولايات المتحدة على سحب تحفظها ودعمَ مجلس الأمن في إصدار قرار الحظر الجوي على ليبيا وهو ما أدى إلى إسقاط القذافي.

وأكدت الصحيفة أن الموقف التركي الجديد يعطي الولايات المتحدة فرصة أخرى لتنظيم التحالف من أجل تغيير النظام في دمشق.

فخارج مظلة الأمم المتحدة يمكن لواشنطن أن تعطي المجلس الوطني الانتقالي والجيش السوري الحر دعما دبلوماسيا ودعما غير عسكري (الاستخبارات، وتكنولوجيا الاتصالات)، وربما الأسلحة، والولايات المتحدة ليس لديها ما تخسره من اغتنام الفرصة لمساعدة الأتراك على إبعاد حليف إيران الذي يدعم الإرهاب في سوريا.

أكثر من 4100 قتيل على أيدي قوات الأمن السورية منذ انطلاق الاحتجاجات

ما يزيد عن 1000 منهم قضوا خلال الشهرين الأخيرين

بيروت – محمد زيد مستو، دبي – العربية.نت

ذكرت مصادر سورية معارضة، أن عدد الذين قضوا على أيدي الجيش السوري وقوات الأمن والشبيحة بلغ حوالي 4135 شخصاً حتى 29 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، بينهم نساء وأطفال.

وبحسب موقع متخصص بإحصاء من سمّاهم “شهداء الثورة السورية”، الذي أفاد أنه يعمل على جمع معطيات القتلى وصورهم من مصادر متعددة بعضها حقوقي؛ فإن عدد الذكور الذين قُتلوا على أيدي الجيش والأمن والميليشيات التابعة له، بلغ 3948 مقابل ما يربو على وفاة 187 امرأة منذ اندلاع الثورة السورية في الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي.

وقُتل ما يزيد عن 1000 شخص خلال الشهرين الأخيرين فقط، حيث وصل عدد القتلى إلى 3105 قتلى حتى 30 أغسطس/آب الماضي.

وتتصدر محافظة حمص، التي تواجه أعنف الحملات العسكرية، واستعملت فيها السلطات أسلحة ثقيلة لقمع المحتجين؛ قائمة الضحايا بـ1369 قتيلاً. وهو ما دعى الناشطين السوريين إلى وصفها بـ”عاصمة الثورة السورية”.

وتلي حمص مدينة درعا التي شهدت الشرارة الأولى للاحتجاجات بعدد فاق 747 قتيلاً خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، ثم إدلب شمال البلاد بـ747 قتيلاً، فيما عرفت مدينتا السويداء والرقة النسبة الأقل من القتلى بعدد لا يتجاوز الأربعة قتلى في كل مدينة، حسب الموقع.

وبلغ عدد القتلى ذروته في العاشر من شهر يونيو/حزيران الماضي، في الجمعة التي أطلق عليها المحتجون “جمعة العشائر”، حيث بلغ عدد القتلى فيها 210 قتلى معظمهم في محافظة إدلب ومدينة اللاذقية على الساحل السوري.

وفيما وصل عدد القتلى من المدنيين إلى 3704 قتلى، ارتفعت حصيلة القتلى إلى431 عسكرياً، انشقوا عن الجيش السوري بسبب رفضهم إطلاق االنار على المدنيين، وشرع العديد منهم في مواجهات مسلحة مع قوات الأمن والجيش السوري، في إطار ما يسمونه “الجيش السوري الحر”. وهو تنظيم لضباط وجنود انشقوا عن الجيش وأعلنوا تأييدهم للثورة السورية والدفاع عنها.

قتلى من الأطفال

ويذكر الموقع الذي يعرّف نفسه بـ”قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية” جميع أسماء القتلى، ويصنفهم حسب الجنس والعمر والمدينة وتاريخ الوفاة، كما يحتوي على صور ومقاطع فيديو للعديد منهم.

وتشير إحصائياته إلى ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال إلى 265 طفلاً، وهو عدد كبير مقارنة بالأعداد التي ذكرتها منظمات حقوق الإنسان في وقت سابق.

وتعتبر مصادر حقوقية أن هذا الرقم المرتفع من القتلى في سوريا من جهة المحتجين، يقابله تعتيم إعلامي تنتهجه السلطات السورية على عدد القتلى في صفوف الجيش وقوات الأمن السوري.

واتهم رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تصريحات إعلامية سابقة، النظام السوري، بإخفاء عدد قتلى رجال الأمن الذين ارتفع عددهم في الآونة الأخيرة مع تزايد الاشتباكات مع الجيش السوري الحر.

الأمن السوري يقتل 7 مدنيين وجندي منشق

وميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سبعة مدنيين وجندياً منشقاً قتلوا الإثنين برصاص قوات الأمن في سوريا التي يواجه نظامها حركة احتجاج غير مسبوقة منذ منتصف مارس/آذار.

وقتل مدنيان أحدهما شاب في التاسعة والعشرين من عمره برصاص قناصة في مدينة حمص (وسط)، أحد معاقل الاحتجاج، وفق المرصد.

كذلك قتل ثلاثة مدنيين، اثنان منهم في حي الخالدية بحمص، وتحديداً في شارع القاهرة، إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن، إضافة إلى مدني ثالث قتل بإطلاق رصاص في حي كرم الشامي في المدينة، وفق المصدر نفسه.

وتابع المرصد أن مدنيين توفيا الإثنين في حمص متأثرين بجروح أصيبا بها بإطلاق رصاص خلال اليومين الماضيين.

وقد جاء قتل مدني وجندي منشق في محافظة حماة (شمال) برصاص قوات الأمن وجنود كانوا يطاردونهما.

كما قتل مدني بالرصاص في حرستا بريف دمشق، فيما كانت قوات الأمن تقوم بعمليات دهم في هذه المدينة، فاعتقلت ثلاثة عشر شخصاً على الأقل، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي مدينة درعا جنوب البلاد، أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على تظاهرة بجامعة المدينة تدعو للحرية. وقد اعتقل بعض الطلاب، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية في سوريا.

وكان سبعة مدنيين قتلوا أمس الأحد في أعمال القمع في سوريا، حيث دعا النشطاء المطالبون بالديمقراطية إلى تظاهرات، مطالبين بأن تجمد الجامعة العربية عضوية سوريا وتوقف “دعمها للقتلة”.

وفي دمشق بدأت لجنة وطنية أعمالها الإثنين “لاستكمال مشروع وضع دستور جديد لسوريا”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

سوريا تتفق مع الجامعة بشأن الأزمة

أفاد التلفزيون السوري أن دمشق توصلت إلى اتفاق مع الجامعة العربية بشأن مبادرتها حول الأزمة السورية. وبينما حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دمشق من عواقب استمرار قمع المعارضين، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء أن بلاده لن تسمح بتكرار ما أسماها المأساة الليبية في سوريا.

وقال التلفزيون السوري إن من المقرر أن يعلن الاتفاق الذي تم التوصل إليه غدا الأربعاء في القاهرة.

وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية التي تترأسها قطر قد سلمت الأحد الخطة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا لوزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للصحافيين في القاهرة اليوم، إن “هناك موقفا اتخذته اللجنة الوزارية وتحدثت فيه مع المعلم والرد يفترض أن يصل للاجتماع الوزاري العربي”.

وأوضح دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرد السوري النهائي على الخطة العربية المقترحة لمعالجة الأزمة السورية ينبغي أن يتم إبلاغه الثلاثاء إلى السلطات القطرية، مشيرا إلى أن الجهود كلها منصبة على إيجاد حل للأزمة السورية في الإطار العربي.

وقال الدبلوماسي إن المعلم طلب الاثنين تعديلات على المبادرة العربية، وإنه تمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة، لكن الوفد العربي طلب منه ردا نهائيا الثلاثاء على المبادرة العربية في مجملها، ليكون الموقف السوري واضحا قبل الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة.

وأوضح أن المبادرة العربية ترتكز أساسا على عنصرين، هما “وقف العنف والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتحقق من ذلك، ثم عند إحراز تقدم ملموس على الأرض، بدء حوار وطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة يشمل كل أطياف المعارضة السورية”.

التحركات السورية

وذكرت صحيفة الوطن السورية القريبة من السلطة أن المسؤولين السوريين يجرون الثلاثاء مشاورات تتعلق بالمبادرة العربية، مؤكدة أن المعلم سلم الجانب القطري أفكارا يراها مناسبة لحل الأزمة في سوريا، وطلب أيضا وقتا للتشاور بشأن أفكار أخرى تضمنتها الورقة مع القيادة في العاصمة السورية.

وترفض دمشق حتى الآن أي حوار سياسي خارج أراضيها، بينما تصر المعارضة السورية على ألا يتم هذا الحوار داخل سوريا.

وقال السفير السوري في القاهرة يوسف أحمد إن بلاده ستتعامل بإيجابية مع الخطة العربية، وأدلى وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي بتصريحات مماثلة، وقال إنه تم التوصل إلى اتفاق مع السوريين خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في الدوحة، وعبر عن أمله في أن يتم إقرار هذا الاتفاق في القاهرة.

إلا أن دبلوماسيين عربا يشككون في أن يتعامل الرئيس السوري بشار الأسد بشكل جدي مع الخطة العربية.

ويؤكد الدبلوماسيون أن الأسد ما زال يأمل في الإفلات من خلال الحل الأمني، خصوصا أنه يدرك أن وضع سوريا مختلف كليا من الناحية الجيوستراتيجية عن وضع ليبيا، وهو على قناعة بأن قطاعات مهمة في المجتمع السوري ما زالت تؤيد النظام، ويدلل على ذلك بأن ليس هناك حركة احتجاجية في أكبر مدينتين سوريتين، دمشق وحلب.

ويقولون إن الأسد ربما يعطي إجابة من نوع “نعم ولكن” في إطار سعيه إلى المناورة وكسب الوقت.

ويعتقد الدبلوماسيون أن تحذير الأسد الأحد من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى ما أسماه بزلزال من شأنه أن يحرق المنطقة بأسرها، يعكس قناعته بأن وضع سوريا مختلف.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني حذر الأحد النظام السوري من “اللف والدوران والاحتيال”، داعيا إلى اتخاذ خطوات ملموسة سريعة في سوريا لتجنب عاصفة كبيرة في المنطقة.

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن الاثنين أنه ليس لدى الحلف “أي نية للتدخل في سوريا”.

وفي انتظار وصول الرد السوري، استبعد الدبلوماسيون العرب أن يستجيب وزراء الخارجية العرب لمطلب المعارضة السورية بتجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية، بسبب معارضة عدة دول عربية لذلك.

تحذير تركي

يأتي ذلك في وقت واصلت فيه تركيا ضغوطها على النظام السوري، وقال رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان إن هذا النظام يستخدم القوات المسلحة في قمع شعبه على نطاق واسع، وإن أنقرة لن تسكت على ذلك.

واعتبر أردوغان ضحايا النظام السوري شهداء، مشدداً على أن الأسد أصبح فاقداً للشرعية على حد قوله. وأعرب رئيس الوزراء التركي عن ثقته في أن الشعب السوري سيحقق أهداف ثورته.

وفي المقابل أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لن تسمح بتكرار ما أسماها بالمأساة الليبية في سوريا.

وقال لافروف للصحافيين في العاصمة الإماراتية اليوم إن لدى بلاده الكثير من الأسئلة بعد أن تبنى مجلس الأمن القرار حول ليبيا، وبعد المأساة الليبية.

وأضاف على هامش منتدى الحوار الإستراتيجي الأول بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا أنه لو عاد الأمر لموسكو، فإنها لن تسمح بتكرار أمر من هذا القبيل في سوريا، مشددا على أن بلاده “لا تقوم بحماية أي نظام”.

من جهته، أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن الدول العربية لا تريد أبدا تدويل الأزمة في سوريا، بل تريد مساعدة الأشقاء في سوريا على معالجتها.

وأشار الوزير الإماراتي إلى وجود بوادر إيجابية بالنسبة للخطة العربية للأزمة السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى