صفحات الحوار

أحمد الجربا: «الحرس الثوري» الإيراني يحكم سورية الآن والأشهر المقبلة مفصلية

جدة – جميل الذيابي

الجزء الأول

قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا إن من يقود المعارك ضد المعارضة في سورية هم «الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله وبعض الحوثيين الذين جاؤوا من اليمن بدعم إيراني»، مضيفاً: «بشار الأسد لا يحكم سورية حالياً، الحاكمون الحقيقيون هم الحرس الثوري ومقاتلو حزب الله، وحسن نصر الله قالها علناً: تدخلنا في سورية لكي نمنع سقوط دمشق».

وأكد الجربا في حوار أجرته معه «الحياة» هو الأول بعد تعيينه رئيساً للائتلاف قبل شهر أنه يرفض بقاء بشار الأسد في سورية بعد سقوط نظامه، وأضاف: «بشار قاتل ومجرم، وفي أية تسوية مقبلة لا نقبل بوجوده وأي من زمرته، ونطالب بأن يُعاقَب على ما ارتكبه من جرائم».

ونفى أن يكون هو مَن رشح مناف طلاس رئيساً لقيادة «الجيش الوطني السوري» الذي ينوي الائتلاف تشكيله، وقال: «أنا لم أرشح طلاس، سمعت هذا في الإعلام، ومناف يستحق الشكر لانشقاقه عن النظام، لكن انشقاقه لا يعني أن يبتوأ مركزاً في قيادة الجيش». وتوقع أن تكون الأشهر المقبلة قبل نهاية السنة حاسمة ومفصلية في تاريخ الثورة السورية، «بعدما سيطر الثوار على أقل من نصف مساحة سورية».

وجدد رئيس «الائتلاف» رفض المعارضة موقف حكومة نوري المالكي والعراق تجاه الأزمة في بلاده، وقال: «نحن مستاؤون جداً من موقف حكومة المالكي ومن دورهم في إدخال المقاتلين والمتطرفين إلى سورية، والمالكي دعم نظام الأسد بإيعاز من إيران».

وهنا نص الحوار:

> بداية هل الثورة السورية باتت في مرحلة معقدة للسوريين والمجتمع الدولي؟

– ما من شك في أن الشعب السوري خرج في آذار (مارس) 2011 ثائراً وباحثاً عن حريته وكرامته. السوريون لم يخرجوا بسبب جوع وإنما خرجوا لحريتهم وكرامتهم المفقودة منذ أكثر من خمسة عقود. الآن وضع سورية معقد، بسبب دعم إيران وأدواتها في المنطقة من «حزب الله» والحوثيين وغيرهم، ووقوف روسيا إلى جانب نظام بشار الأسد، وتلك من العوامل التي أدت إلى إيصال الثورة إلى المرحلة المعقدة الراهنة. وسورية قدمت الكثير من الشهداء، لكن الثورة السورية قائمة ومتقدمة وستنتصر.

> فيما لو قدم بشار نفسه مرشحاً للرئاسة في الانتخابات المقبلة في سورية الجديدة 2014، كيف سيكون موقف الشعب السوري؟

– بشار قاتل ومجرم، وأعتقد ما عاد بالإمكان أن يكون هناك شيء اسمه بشار فهو منهار، والسوريون يبحثون عن الحق والعدالة والحرية، وأعتقد أنه لم يعد الآن بالإمكان أن يكون هناك أحد صامت من الشعب، فإما أن يعمل مع نظام الشبيحة أو مع الثورة بحثاً عن الحق والعدالة والمساواة. في بداية الثورة كان هناك جمهور سوري صامت وبعد سبعة أشهر أو ثمانية وربما بعد سنة، لكن الآن إما مع الثورة وإما مع النظام الفاشي وشبيحته. الآن تغيرت المعادلة داخل سورية لمصلحة الثورة والثوار.

> في حال وجود تسوية دولية للملف السوري، هل «الائتلاف» يقبل بوجود بشار الأسد؟

– في أية تسوية سياسية مقبلة لا نقبل بوجود بشار وأي من زمرته، ونطالب بأن يُعاقب على ما ارتكبه من جرائم حرب ضد الشعب السوري، ولا بد من أن يخدم أي حل سياسي أهداف الثورة برحيل بشار الأسد.

مواجهة «حزب الله»

> تحدثت عن تشكيل جيش وطني قوامه 6 آلاف للقضاء على أمراء الحرب! هل هذا الجيش سيكون على غرار «صحوات» العراق؟ وماذا تقصد بأمراء الحرب؟

– نحن لا نفكر في موضوع الصحوات، وهذا الموضوع أُخذ في اتجاه بعيد عن النقل الصحيح. حقيقة عندما ذكرت تشكيل جيش وطني لم يكن عبر إعلام مباشر ولا في مقابلة صحافية ولا مع تلفزيون، كان لقائي مع الجالية السورية في عمان، مع أبناء الشهداء في عشاء يوم العيد الأول، وكنت قادماً من مدينة درعا بعد أداء صلاة العيد هناك، وكان فيه أسئلة من الإخوة والأخوات من أهالي الشهداء والنازحين، وسئلت عن سبب طول أمد الثورة وعدم سقوط النظام وأسباب الفرقة بين الجيش الحر في داخله، فكانت الإجابة لهم، منذ شهر ونحن نفكر في وجوب أن تكون هناك نواة جيش وطني ليكون هو قيادة حقيقية للجيش الحر للمرحلة المقبلة، لأنه عندما ندخل إلى منطقة محررة فهذا الجيش يجب أن يسيطر على المناطق وعلى المحافظات والوزارات والممتلكات، ليشعر المواطنون بالأمان لأن هناك جيشاً نظامياً يحافظ على أمن الناس والبلد، وحتى لا تكون هناك انتقامات أو ما شابهها، وهذا هو الهدف الأساسي.

الآن نحن في مجابهة ومواجهة مع «حزب الله»، كنا في السابق نجابه جيش النظام «المحبط المفلس»، وفيه انشقاقات كبيرة، والآن نلتقي مع جيش تقوده إيران الحرس الثوري وحزب الله والحوثيون، وهم يقودون المعارك بأسلحة متطورة. الجيش الإيراني يدنس أرض سورية، وتتوجب مجابهته بجيش قوي يكون مدرباً ومنظماً، ويرتكز على خطط حربية واضحة للمعارك.

> ومن تقصد بأمراء الحرب؟

– حتى أوضح، لم أقصد بأمراء الحرب لا إسلاميين ولا غير إسلاميين. بل كل من يتاجر بالثورة سواء أكان علمانياً أم يسارياً أم قومياً أم إسلامياً، نحن عندنا مناطق في شرق سورية محررة، والآن تسيطر عليها بعض القوى. وهذه ثورة قومية ووطنية يجب أن يستثمرها الائتلاف السوري لمصلحة الثورة.

نريد هذا التكوين للجيش الوطني السوري المبتدئ بـ6 آلاف لكل من هو مع الثورة ومع المعارضة أن ينضم تحت لواء هذا الجيش وبإدارة وقيادة رئيسية واحدة، وألا تكون هناك فرقة. نحن نرحب بكل من يعترف بالائتلاف مظلة سياسية، ويعترف بأركان وقيادة الجيش الحر مظلة عسكرية.

> وُجهت لك انتقادات شخصية حادة بسبب ترشيحك مناف طلاس لقيادة الجيش الوطني السوري الذي تعزمون على تشكيله؟

– طبعاً سمعت هذا في الإعلام، أنا لم أرشح مناف طلاس ولست في وارد ترشيحه لنكن واضحين. مناف يستحق الشكر على أنه انشق عن النظام وهو كان من المقربين جداً للنظام ومن رأس النظام، وهذا شيء يحسب له ونحن نشكره على هذا الموقف الوطني، ولكن انشقاقه لا يعني أن يتبوأ مركزاً في قيادة الجيش، هذا موضوع آخر، وموضوع الجيش الوطني هو بالتنسيق مع رئيس الأركان اللواء سليم إدريس وبإشراف الجيش الحر فقط.

«الجيش الحر» الذراع العسكرية للثورة

> حتى لو كان من جبهة النصرة أو دولة العراق والشام؟

– نحن نريد من يكون تحت مظلة الائتلاف، ومن يعترفون ويسيرون لمصلحة سورية وشعبها لا بث الفرقة، بعض من الكتائب في الأرض لا تعترف لا بالأركان ولا بالائتلاف وهذه مشكلة. ومن يعترف بأركان الجيش الحر وهي الذراع العسكرية للثورة فنحن مستعدون أن نتعامل معه ونعمل له رواتب ونعطيه سلاحه ومؤنه ونقويه.

> الجماعات الجهادية الموجودة على الأرض السورية والقادمة من ليبيا أو السعودية أو الأردن أو مصر أو تونس، هل أضافت لثورتكم أم أصبحت عبئاً عليكم وأداة ضغط دولية عليكم؟

– كنا من البداية نقول دائماً لكل الداعمين من رجال أعمال أو غيرهم أو من الدول الشقيقة والصديقة إننا لسنا بحاجة إلى الرجال. سورية فيها من الأبطال ومن الرجال ما يكفي، وهم خرجوا من دون سلاح في تظاهرة لمواجهة نظام مجرم. وأنت تعرف أن من يخرج ضد النظام، يخرج من منزله وهو يحمل كفنه على يده، وحرائر سورية اللائي خرجن إلى التظاهر بشكل سلمي يعرفن أنهن كن ذاهبات إلى حتفهن وخرجن. السوريون خرجوا سلميين من دون أي سلاح، وواجهوا فظاعة النظام بشجاعة. نحن لسنا بحاجة إلى أي أشخاص قادمين من الخارج، والسوريون قادرون على أن يحسموا المعركة لصالحهم إذا وجد السلاح والمال.

> بمعنى تريدون المساعدة بتسليح الجيش الحر فقط؟

– نعم تسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية متطورة، سيغيّر مسار الثورة وسينهيها لمصلحة الشعب السوري.

> الدول الداعمة للثورة أليست تتفق على تسليح الجيش الحر لكنها خجولة؟!

– الدول الداعمة ومن بينها الولايات المتحدة تقول توجد حلول من ضمنها التسليح ولكنها مترددة. ويجب أن تسارع في تزويدنا بالسلاح لمنع المزيد من سفك دماء السوريين على أيدي النظام وإيران.

> هل وصلكم سلاح نوعي من أية دولة؟

– في الحقيقة لدينا وعود وأتمنى ألا تتأخر وأتمنى أن يكون هناك ضغط سياسي وديبلوماسي على روسيا وإيران ومنعهما من تقديم السلاح للنظام، إضافة إلى الضغط العسكري، وأنا قلتها للسفير الروسي أمام الملأ في كلمتي أمام مجلس الأمن، وأيضاً على الدول الحليفة سواء أكانت عربية أم غيرها وعلى رأسها أميركا وفرنسا وبريطانيا أن تضغط في هذا الاتجاه.

 «الحرس الثوري»

> هل بشار صاحب اليد الطولى الآن في سورية؟!

– الحقيقة أن بشار الآن لا يحكم سورية، الحاكمون الحقيقيون لسورية هم الحرس الثوري الإيراني بناءً على دلائل ومعطيات وبمشاركة قوية من مقاتلي حزب الله، وحسن نصرالله قالها علناً نحن تدخلنا في سورية لكي نمنع سقوط دمشق.

> يقال إن بعض الميليشيات الكردية في سورية هي من صنع النظام ومن الأكراد المهاجرين من تركيا والعراق، وليست من أكراد سورية الذين يتألفون من قبيلتي الكوجر والميران؟ أنتم ماذا تقولون؟

– أنا أعرف الأكراد جيداً تربينا معاً في منطقة واحدة، وأعرف ثقافتهم ولغتهم، وكرد سورية ليست عندهم بشكل عام نزعات انفصالية، وهم يعرفون جيداً أن سورية ليست (كردستان العراق) أو (كردستان إيران)، سورية موضوعها مختلف اختلافاً جذرياً عن العراقي أو الإيراني أو التركي. ليست هناك منطقة كردية، هناك تداخل بين كل الفئات السورية، والعلاقة بين أبناء الشعب الكردي والعرب والمسيحيين علاقة جيدة جداً، وأعتقد ثمة جهات من قبل النظام ومن قبل إيران تريد أن تخلق من موضوع الأكراد مشكلة، ولكن في الحقيقة ليست هناك مشكلة، فالأكراد منا، والعلاقة معهم طيبة جداً. وهم في طور الدخول إلى الائتلاف خلال الفترة الوجيزة القادمة.

> البعض منهم يطالب بسورية اتحادية وليست جمهورية عربية؟

– موضوع سورية اتحادية أم سورية عربية قابل للنقاش، ليس هناك شيء مغلق، والحقيقة أن الأكراد ليس موجوداً في أجندتهم الانفصال عن شعبهم. في فترة من الفترات كان حزب البعث وهو حزب صاحب شعارات فضفاضة، كان الأكراد مضطهدين في حكمه، والآن ليست فترة اضطهاد للأكراد أو غيرهم. الآن سورية للجميع أكرادها وعربها مسلميها ومسيحييها سنتها وشيعتها وعلوييها وتركمانها ودروزها، وكل مكونات النسيج السوري كلهم في بلد واحد اسمه سورية للجميع.

التركمان لم يخرجوا من عباءة سورية

> هل يوجد في الائتلاف السوري ممثلون للتركمان؟ وأين هم من الجيش الحر فالملاحظ عدم مشاركتهم؟

– موجودون، ونحن نحترمهم ونقدرهم، ولم يخرجوا من عباءة الجماعة، وهم مع اتحاد ووحدة السوريين.

> ماذا عن الدروز؟

– الدروز لهم وضعيتهم وحساسيتهم، ونحن مقدرون لوضعهم. وبالنسبة لموضوع الأقليات فالنظام يلعب على هذا الوتر مع الأقليات ويحاول أخافتهم من الثورة، وأنها مجموعة من المتطرفين الذين يريدون أن يأخذوا البلد ويقتلوا غيرهم. والدروز موقفهم الوطني معروف من أيام فرنسا، وعندما تحين ساعة هذا النظام سيكونون من ضمن هذا النسيج الأساسي والمكون السوري.

لا مشكلة مع العلويين

> هل هناك عدد من العلويين في الجيش الحر؟

– هناك عدد منهم لكن ليس بالعدد المطلوب، وهذا شيء معروف، وأنت تعرف أنه قبل الثورة كان المعارض (غير العلوي) يسجن 5 سنوات، والمعارض العلوي يسجن 10 سنوات يعني «دبل»، والآن أي منشق علوي إذا وجدوه يعدم، وحتى عائلته يمكن أن تتعرض لانتهاكات، يعني لا رحمة عندما يكون العلوي مع الثورة أو عائلته، ونحن لدينا علاقات مع الطائفة العلوية بشكل كبير منذ كنا في سورية قبل الثورة، وأكلنا في بيوتهم، وأكلوا في بيوتنا.

وليست لدينا مشكلة طائفية مع العلويين أو مشكلة مذهبية في حياتنا، وما اعتبرناهم إلا جزءاً أصيلاً من سورية، ولكن الآن المنظومة العسكرية في سورية تسيطر عليها مجموعة قريبة جداً من العائلة «الأسدية»، هي التي تتحكم برقاب وبمعيشة أبناء الطائفة العلوية، والحقيقة، أنه يوجد في المعارضة كثير من العلويين في الائتلاف وخارج الائتلاف، وفي سورية بيننا وبينهم تنسيق حتى مع ضباط منهم.

> طبعاً أنت ابن القامشلي والقامشلي معروفة بتنوعها العرقي والثقافي. ألا تخشى أن يكون فيها احتراب مذهبي مستقبلي؟ خصوصاً أنه بدأت فيها لهجة خلافات مذهبية؟

– القامشلي هي سورية مصغرة، لأن المنطقة فيها أكراد وقبائل من العرب وسريان وآشوريون وحتى شيشان، كما فيها مسيحيون حتى الأرمن موجودون بثقلهم، وكل المذاهب المسيحية من البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس كلهم موجودون في هذه المدينة، أنا ترعرعت في هذه المدينة إلى أن أكملت الثانوية العامة، وكنا دائماً نشعر مثل باقات الورد ومثل الفواكه فيها تفاح وبرتقال كل واحد له بيئته، وما كنا نشعر باختلاف.

وكان أكثر أصدقائي أكراداً ومسيحيين بصراحة وعندما ذهبت إلى الشام أيضاً كان من بين أصدقائي علويون ودروز. التنوع جعل هذا الشعور يعيش في عروق السوريين، والولاء لسورية. الآن توجد مشكلات في سورية لكن أعتقد أن هذه المشكلات مرحلية وستنتهي قريباً بإذن الله.

> في قرية تل غزال.. هناك قتال بين جبهة النصرة والأكراد، كيف تعمل على حل هذا الاقتتال، خصوصاً وأنت ابن هذه القرية؟

– طبعاً القتال في المنطقة وليس بشكل عام وليس في القرية حيث هناك اقتتال بين الكتائب الكردية التابعة لـ«واي بي جي» وبين جبهة النصرة وبعض الكتائب الإسلامية. هذا القتال أسميه (حرباً مجنونة) لأنها لا تخدم أحداً، والمنطقة المفروض أنها تكون محررة، ويقاتلون فيها مشروعين مختلفين، والخدمة الوحيدة هي من حيث يعلمون أو لا يعلمون لا تخدم إلا النظام الذي يريد الاقتتال الداخلي والأهلي.

تهمة الانقلاب

> كم مرة سجنت في سورية؟

– لا أعتقد أن في سورية عائلة ليس فيها سجين سياسي، وأنا سجنت في أمن الدولة لمعارضتي للنظام ومن دون لائحة أو أي شيء، ووضعت في زنزانة أنا ومجموعة أخرى، ولم نخرج من السجن أبداً وبقينا لمدة سنتين ونصف السنة، وخرجت من السجن قبل عام 2000، وسجنت مرة أخرى إبان الثورة لمدة أيام وكانت مخيفة جداً هذه المرة طريقة اقتحامهم للمنزل مدججين بالسلاح وأنا كنت خارج البيت، أتيت وكان هناك أكثر من 40 مسلحاً في أطراف الشارع، وكانت اتهاماتهم مثل السابقة أن هناك تخطيطاً لانقلاب، وأن عندي مقاتلين من السعودية والأردن، وأنني أموّل المتظاهرين وغير ذلك من التهم المعلبة والجاهزة. وبعد أن خرجت من السجن انتقلت إلى بيروت مباشرة.

> لماذا اخترت درعا لتصلي بها عيد الفطر المبارك وتنتقل منها إلى عمان؟

– اخترت درعا لأنها مهد الثورة، واندلعت منها ثورة الشعب السوري، ولأن أحداً من المعارضة السورية لم يذهب إلى درعا وحوران. واخترت الذهاب إلى درعا لأصلي مع إخواني وأهلي هناك وأتفقد النازحين والمهجّرين. كنت أريد أن أسمع للأطفال وكبار السن وأعرف أكثر عن أوضاعهم، كما زرت بعض الجرحى، وعملنا على نقل من يحتاجون إلى علاج إلى خارج سورية.

أقل من النصف

> كم المساحات المحررة من سورية؟

– أقل من النصف بقليل. هناك أجزاء من المدن الكبرى مثل دمشق واللاذقية وحماة أصبحت في يد الثوار، ولكن وكما تعرف أن المدن مساحتها الجغرافية صغيرة والمساحة السورية هي في الأرياف، نحن نتكلم عن الجزيرة ودير الزور محرر منها 80 في المئة وكذلك حلب ودرعا.

> تعتقد أن الشهور المقبلة قبل نهاية 2013 أو مع مطلع 2014 ستكون مفصلية لنجاح الثورة أم قاسية على الأرض السورية؟

– أتمنى أن تكون حاسمة، ولديّ معطيات بأن الشهور المقبلة ستكون حاسمة ومفصلية في تاريخ ثورة شعبنا العظيم.

> كم عدد اللاجئين في لبنان والعراق والأردن وتركيا.. وكيف تتعاطون مع الدول التي يوجد بها لاجئون ونازحون.. خصوصاً أن أعدادهم تجاوزت حاجز الـ 4 ملايين نازح؟

– طبعاً يوجد نازحون ولاجئون داخل سورية وبأعداد كبيرة جداً تقترب من الثلاثة ملايين، وهناك نازحون من أهل حماة واللاذقية وطرطوس والرقة.

أعداد اللاجئين في دول الجوار تجاوزت المليون، وقد ذهبت إلى معسكرات اللاجئين في تركيا خلال رمضان، وذهبت إلى معسكرات اللاجئين في الأردن والتقيت مع النازحين في حوران الذين جاؤوا من حمص وريف دمشق على رغم أن حوران فيها قتال متواصل بين الجيش الحر وجيش الأسد، ونحن نسعى إلى مد يد العون لأهلنا النازحين ومساعدتهم، ونحاول تأمين ما يمكن تأمينه لهم من حاجات وضروريات.

نناشد دول الخليج تقديم دعم

> هل توجد مساعدات من الدول الخليجية بناء على الوعود التي تطلقها؟

– نحن عبر صحيفة «الحياة» نناشد دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن نعرف شيمة أهلنا في دول الخليج وحرصهم على سورية وبلاد الشام، ونحن نعتبرهم بعد الله سندنا وذخرنا والداعم الرئيسي لنا، ولكن وبعد أن أصبح الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري نتمنى من أهلنا أن يمدوا لنا يد العون، خصوصاً أن جيشنا الحر يخوض معركة العرب الآن على التراب السوري.

كما نأمل من أهلنا في دول الخليج حكومات وشعوباً أن يتحملوا مسؤولية دعم الائتلاف لندعم السوريين في الداخل، هذا هو هدفنا. هناك دعم من دول الخليج لكنه قليل، ونحن ننتظر الوعود، وكان من المفترض أن يكون هناك شيء ملموس قبل العيد والآن العيد انتهى ورمضان مضى، وكنا نأمل أن نفرح السوريين في الداخل بأن إخوانهم العرب فعلاً وقفوا معهم وقفة حقيقية.

وأنا متأكد أن المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أطال الله في عمره – وإخوانه في مجلس التعاون يقومون بواجبهم تجاه القضية السورية وفي دعم الائتلاف، لكننا نحتاج للمزيد من الدعم.

الجزء الثاني

أكد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، أن الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله «أصبح عدواً حقيقياً للسوريين، وشعبيته انتهت وانكشفت حقيقته في المنطقة، وهذه أحد منجزات ثورتنا»، مضيفاً: «لا وجود لأي وساطة لبنانية للتسوية في سورية».

وقال الجربا في الجزء الثاني من حوار أجرته معه «الحياة» إن «نظام بشار الأسد حليف لإيران وروسيا وإسرائيل، وعلاقته مع أميركا ليست سيئة. هدفنا ليس إخراج الأسد من بيت الطاعة الروسية – الإيرانية والذهاب به إلى بيت الطاعة الأميركية، وإنما القضاء على نظامه ورحيله».

ورداً على سؤال عن عدد الذين قتلوا في سورية من عناصر إيران، قال أن القتلى أكثر من مئة، والمعتقلون يقدرون بـ30 من «حزب الله» و «الحرس الثوري» والحوثيين.

وعن التحريض الإعلامي المصري ضد اللاجئين السوريين، قال الجربا أنه تلقى وعداً بحل كل المشكلات التي يواجهونها في مصر، وزاد: «مصر تعيش حالات استثنائية وهدفنا أن تبقى في أمان، وسأقوم بزيارة ثانية لمناقشة الوضع مع المسؤولين» في القاهرة.

ووجّه رئيس «الائتلاف» نداء إلى القادة العرب خصوصاً دول الخليج العربي بتقديم دعم سريع للائتلاف و«الجيش الحر» في سورية، وقال: «سورية هي اليوم معركة الأمة، ويجب أن تدعموا الائتلاف والمعارضة بكل ما أوتيتم، لأن دعم إيران وروسيا الجهة المقابلة مخيف ومستمر، ويجب أن تتحملوا مسؤولياتكم في سبيل الدفاع عن أرض الشام».

في ما يأتي الجزء الثاني من الحوار مع الجربا:

الكويت أقامت مؤتمراً للمانحين «أصدقاء سورية» بمشاركة ممثلين لـ60 دولة و20 منظمة وخرج بتبرعات جيدة. ألم تسلم اليكم؟

– موضوع الكويت موضوع مختلف وهو تحت إشراف الأمم المتحدة، ونحن لدينا زيارة مرتقبة إلى الكويت خلال الشهر المقبل لنتحدث معهم في هذه الأمور وغيرها، لكن نأمل من دول مجلس التعاون تحمل مسؤوليتها ومساندتنا.

 يهدد الجيش الحر باستهداف حزب الله ونقل المعركة إلى لبنان؟

– لا شك في أن حسن نصرالله أصبح عدواً حقيقياً للسوريين، والحقيقة أن شعبيته انتهت وانكشفت حقيقته في المنطقة وفي العالمين العربي والإسلامي، واتضحت صورته، وهذا أحد منجزات ثوارنا، إذ كشفوا حقيقة هذا الحزب الإيراني التابع لولاية الفقيه، وهي الحقيقة التي كنا نعرفها. اليوم اتضحت الصورة أمام الملأ، وأصبح الحزب ميتاً دماغياً بعد أن كشفنا حقيقته على الأرض السورية التي تحولت إلى مقبرة لعناصر حزب الله. وإذا أراد أن يبقى يحارب مع النظام في سورية فسينهيه السوريون، لأنهم يدافعون عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم.

  أقصد هل هناك وساطات من لبنانيين أو غيرهم حتى لا يستهدف لبنان من الجيش الحر؟

– في الحقيقة لا توجد محاولات جدية للوساطة. ونحن نعلم أن لبنان مقسوم بين 8 و14 آذار. 14 آذار بكامله مع الثورة السورية، وعلى رأسه سعد الحريري، و8 آذار مع نظام بشار الأسد.

  ألا تلاحظ أن هناك شيئاً من اللبس يواكب موقف مصر وتونس من الحدث السوري، هل يوجد التباس أو ارتباك في تحديد الموقف من النظام في دمشق؟

– نعم يوجد التباس شعبي. الناس كانت متعاطفة مع الثورة السورية ولا تزال بعد عقود من الديكتاتورية، لكنهم ينسون أن هناك تراكمات اقتصادية واجتماعية ونفسية تجب معالجتها. الناس كانت متوقعة أن الربيع العربي سيزهر مباشرة وعندما تأخر أصبح عندهم إحباط وكآبة، وهذه انعكست على الثورة السورية لأنها طال أمدها، أعتقد أن هناك تشويشاً لدى البعض، وأيضاً أقول لك إن النظام يحاول ترويع الناس وتصوير الثورة على أنها ثورة متطرفين ومرتزقة، والبعض صدق إعلام النظام من دون أن يفكر بأنها ثورة حرية وكرامة شعب.

 هناك انتقادات تقول إن المعارضة تسعى لإخراج سورية من بيت الطاعة الروسية الإيرانية لتدخلها إلى بيت الطاعة الأميركية؟

– نظام الأسد حليف لإيران وحليف لإسرائيل وعلاقته مع أميركا لم تكن سيئة. وعلاقته مع الروس جيدة، والآن عندما انحشر قدّم مصالح روسيا لكسبها لإطالة أمد بقائه، ونحن هدفنا ليس إخراج الأسد من بيت الطاعة الروسية الإيرانية لنذهب وندخله إلى بيت الطاعة الأميركية، بل هدفنا القضاء على هذا النظام ورحيله، ثم أن نعيش بسلام وبأمان في سورية الجديدة. سورية الديموقراطية التعددية.

 ماذا تقول أنت كرئيس للائتلاف لمن يقول إن سورية على وشك الدخول في حرب أهلية أو صدام عسكري؟

– طبعاً سورية اليوم أصبحت ساحة للتحارب، وأصبحت تعيش حالة فوضى يغذيها وجود الحرس الثوري وقوات حزب الله وقوات الشيعة المتطرفين في العراق، وكذا من الحوثيين من اليمن، وفي سورية اليوم أفغان وشيشان ومتطرفون من كل حدب وصوب، والنظام من جلب بعضهم إلى سورية لتشويه صورة الثورة. نحن نعوّل على صبر السوريين وعلى وطنيتهم وشجاعتهم وعلى بأسهم لينهوا هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن. وأهم شيء الآن هو القضاء على النظام وهذا هو الهدف الأساسي، والخطوة الأولى نحو تغيير النظام هي دعم الائتلاف الوطني بشكل كبير، لأنه ممثل شرعي وداعم لهيئة أركان الجيش الحر العسكرية بتأليف جيش وطني وتقديم السلاح له، ليكون مظلة لكل كتائب الجيش الحر المنضوية تحت مظلة هيئة أركان الجيش الحر.

 توجد أصوات يسارية قومية في بعض البلاد العربية تجاهر بدعمها لنظام بشار بمبرر أن سورية تتعرض لمؤامرة أميركية صهيونية لضرب المقاومة عبر جماعات الإسلام السياسي؟

– هؤلاء مخطئون خطأ بليغاً في حق الشعب السوري أولاً، لأن مشكلتهم داخلية. في الحقيقة الإسلام السياسي بعد الربيع العربي حكم في بعض الأقطار العربية، لكن سورية لها وضع مختلف. سورية فيها قوميات وعرقيات عدة ومكونات عدة، فهذا سبب أن يكون شكل الحكم في سورية توافقياً وتعددياً. أعتقد أن هذه الأصوات التي تجاهر بدعم النظام السوري ليست قناعتها بالنظام بل بسبب المال السياسي الذي تقدمه إيران لهم.

 هل هناك انشقاقات جديدة؟

– «أقول لك شيئاً، لدينا ضباط علويون وغير علويين وسفراء يرغبون في الانشقاق على نظام الأسد، وقلنا لهم إن بقاءكم أنفع للثورة فابقوا وادعمونا بالمعلومات والتحركات، ونحن نُقدّر لهم ذلك ونتابع معهم».

 سمعت أن بينكم وبين جماعة المالكي في العراق تواصل، ماذا يريدون؟

– في الحقيقة خلال رئاستي للائتلاف لم يتم بيننا أي تواصل، قبل ذلك كانت هناك محاولات من جماعة المالكي، ونحن مستاؤون جداً من موقف حكومة المالكي ومن دورهم في إدخال مقاتلين ومتطرفين إلى سورية، وطبعاً الطائرات الإيرانية تمر بالأجواء العراقية محملة بالسلاح، والمالكي دعم النظام في سورية بالمال بإيعاز من إيران، وصار هناك هروب من سجن أبوغريب لأكثر من 1000 سجين، ولا يعتقد أحد أن مثل هذا العدد من السجناء يستطيعون الخروج من سجن محصن مثل أبوغريب أو التاجي لولا وجود أصابع خفية وراء ذلك وله أهدافه. مثل هذه الأحداث تسيء إلى العلاقات وتجعلها أكثر توتراً، لكننا في الائتلاف نفرق بين علاقتنا مع الحكومة والأحزاب العراقية وبين علاقتنا مع الشعب العراقي الذي نكنّ له كل محبة واحترام. نحن نعلم أن الجيش العراقي أسهم في ضرب عناصر من الجيش الحر، وأن أشخاصاً داخل المنظومة السياسية العراقية سلموا لاجئين سوريين إلى النظام، وكنا سمعنا ذلك عبر الإعلام ومناشدات نواب في البرلمان العراقي لحكومتهم بكف يدها عن التدخل.

السعودية رائدة في دعم الشعب السوري

  طالما أنه يوجد مال سياسي لإيران، ألا تعتقد أن السعودية ودول الخليج العربية يجب أن تعزز نفوذها في ساحة المعارضة السورية وتجمع أوراقها بقوة لدعم الثورة السورية لتكون رابحة؟

– السعودية دولة رائدة في المنطقة وفيها مكة المكرمة قبلة المسلمين هذا من جهة، ومن جهة ثانية السعودية لديها قبول وحضور إقليمياً ودولياً، كما أنها تملك قوة ناعمة خصوصاً في ظل غياب دور العراق ومصر. وأعتقد أن السعودية تتحمل وستتحمل مسؤوليتها التاريخية والقومية في نصرة الشعب السوري ومعها شقيقاتها في دول مجلس التعاون. نحن لا نريد أن تذهب سورية كما ذهب قبلها العراق إلى حضن إيران، وهذا لن يتأتى إلا بموقف عربي تقوده السعودية.

 كأن قطر غابت عن دعم الثورة بعد تسلّم السعودية الملف السوري؟

– لا أعتقد أن قطر غابت، فهي داعمة من الأساس للثورة السورية، وكانت حاضرة بقوة في الموضوع السياسي والعسكري. والحقيقة أن لا قطر غابت ولا السعودية حضرت، نحن نعتبر أن هذا نوع من أنواع التكامل بين الدوحة والرياض. السعودية هي الشقيقة الكبرى والعمل تكاملي بينها وبين قطر وليس تنافسياً، ونحن نعتقد أن السعودية وقطر والإمارات وكل دول مجلس التعاون الخليجي داعمة لثورة أهلنا في سورية.

 يبدو أن تركيا انكفأت بسبب أوضاعها الداخلية.. وأصبح جهدها أقل من السابق الذي كانت تقوم به في بداية الثورة؟

– الأتراك لم يقصروا في الموضوع السوري نهائياً وأنا أتكلم بشفافية ووضوح، هناك أناس يذهبون إلى تركيا وليست لديهم جوازات سفر كان الأتراك يستقبلونهم. وهناك جرحى ليست معهم أوراق ثبوتية ويستقبلونهم ويعالجونهم، ونحن ليست لدينا مشافٍ فنرسلهم إلى تركيا التي تقوم بعلاجهم. الأتراك – وهذا يجب أن نذكره للتاريخ – وقفوا مع الثورة السورية وقفة حقيقية.

  من أين يأتيكم السلاح والمال؟

– لا شك أن هناك دولاً داعمة حقيقية للشعب السوري، وهذا الموضوع متكفلة به هيئة الأركان بدعم من أشقاء عرب وقفتهم واضحة مثل السعودية وقطر والإمارات.

 هل فشلت الجامعة العربية في الملف السوري؟

– لا يمكن أن نقول إنها فشلت فهي حاولت، ولكن إمكاناتها محدودة والموضوع السوري معقد.

  هل سمعت باسم الشيخ شافي العجمي من الكويت؟ هو يقوم بجمع تبرعات مالية وعينية من الداعمين والمناصرين للثورة.. هل قدم شيئاً للمعارضة أو لكم من تلك التبرعات التي يجمعها؟!

– صراحة أنا سمعت بالشيخ شافي العجمي قبل كم يوم في عيد الفطر المبارك، وهو يهاجمني شخصياً وأنا لا أعرفه وتكلم كلاماً غير صحيح. وأقول له: الله يسامحه، وهو رجل دين يجب أن يتوخى الصدق ويتأكد من المعلومة بشكل كبير.

ومن الناحية الأخرى أنا لي علاقة بالجيش الحر من البداية ولم يقدم لنا شيئاً كجهات كنا نشتغل في هذا الموضوع، وإن زعم أنه يقدم بعض الأموال إلى الإخوة السوريين. أنا لا أعلم بهذا الكلام، ونحن نطلب من الإخوة الداعمين سواء أكانوا رجال أعمال أم رجال دين وغيرهم أن يدعموا هذه الثورة مشكورين، من دون أن ينصبوا أنفسهم مرشدين لسورية. سورية ليست بحاجة إلى مرشد. ورجالاتها فيهم الخير والبركة.

 أين يتم تدريب قوات المعارضة والجيش الحر الآن؟

– لدينا الآن مناطق محررة داخل سورية، وغالبية عناصر الجيش الحر تتدرب في هذه الأراضي المحررة، وحوران نصفها محرر. والشرق والشمال غالبيته محرر والتدريب يتم فيها.

 «حماس» أعلنت عن موقفها من الثورة بنقل مكاتبها من دمشق، يشاع أن هناك تذبذباً في موقف «حماس» كما «الجهاد الإسلامي»؟

– يوجد فرق بين موقف «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، موقف «حماس» بالنسبة إلى الثورة السورية متقدم، و«الجهاد الإسلامي» أقل من موقف «حماس» بكثير. ونذكر هنا خطبة لإسماعيل هنية في الجامع الأزهر في مصر حيّا فيها الثورة السورية.

 هل الفصائل الفلسطينية الموجودة على تراب سورية ثارت مع ثورة الشعب السوري؟

– بشكل عام الفلسطينيون في سورية مع الثورة السورية، إلا مجموعة قليلة من جماعة أحمد جبريل.

 يردد بعض السوريين إذا لم تبكِ القرداحة فلن تضحك سورية.. ماذا يعني اقتراب المعارضة مسافة كيلومترات من القرداحة.. وهل السيطرة على القرداحة تعني لكم شيئاً معنوياً؟

– الثورة السورية على كل الأراضي السورية، وطبعاً سيطرتنا على القرداحة تعني للثورة شيئاً معنوياً. وهدفنا ليس إسقاط القرداحة فحسب، بل إن هدفنا هو إسقاط النظام، والقرداحة والساحل السوري جزء عزيز من سورية ونحن نحبه، وهو الواجهة البحرية والمنطقة الجميلة والسياحية في سورية، وكثير من أبناء الساحل انضووا تحت لواء الثورة منذ البداية.

 أين تكمن قوتكم؟

– قوتنا تكمن في الشعب السوري الصامد البطل وفي صبره. هذه هي قوتنا الحقيقية وهذا هو استثمارنا الحقيقي.

القبائل السورية

 القبائل والعشائر في سورية بعضها ليس مع الثورة هل هذه القبائل والعشائر تخشى جبروت النظام؟

– في بداية الثورة كان بعض من القبائل والعشائر ومن جميع شرائح السوريين مع النظام، ويرون أنه سيبقى وأنه نظام جبار وقوي، وأن هذه الثورة لن تستمر أكثر من عشرة أيام وتنتهي. الآن 80 في المئة من القبائل السورية مع الثورة.

> بعد أن أصبحت رئيساً للائتلاف، هل أسهم ذلك في اجتذاب أبناء القبائل؟

– أعتقد ذلك. وجودي – كابن لقبيلة عربية، على رأس الائتلاف السوري، اجتذب كثيرين ليسوا من أبناء القبائل السورية فحسب، بل من دول أخرى، وإن كنت أعتز بهويتي القبلية إلا أنني الآن لكل السوريين. أحس بأنني ابن لكل أم فقدت ابنها في الثورة، وأخ لكل سوري فقد أخاه. أنا الآن مع كل السوريين حتى النصر.

 تقولون إن إيران تدعم نظام الأسد بالمال والرجال والسلاح.. هل قدمتم إثباتات جديدة للمجتمع الدولي؟

– ارتباطات إيران مع نظام الأسد واضحة جداً. نحن لدينا إثباتات بأن الحرس الثوري الإيراني يقاتل في شوارع دمشق ويدير العمليات قاسم سليماني، وهناك حوثيون جاؤوا من اليمن بدعم إيراني، وحسن نصرالله اعترف بأنه يقاتل السوريين في سورية ويقول أنا جندي في ولاية الفقيه، هذه كلها أدوات إيرانية تبرهن على وجود إيران وتغلغلها في سورية، ناهيك عن الميليشيات العراقية التي ترسلها الأوامر الإيرانية للقتال في سورية.

 قبض الجيش الحر على أمراء من دولة العراق والشام أو المنتمين إلى فكر «القاعدة» من أي دول هؤلاء؟

– هؤلاء جاؤوا من عدد من الدول، يوجد منهم من دول الخليج واليمن ومصر وشمال أفريقيا، وبعضهم من أصول شيشانية.

 كم عدد الذين قتلوا من عناصر إيران وكم عدد من اعتقلهم الجيش الحر منهم؟

– القتلى أكثر من الـ100، والمعتقلون يقدرون بـ30 من حزب الله والحرس الثوري والحوثيين والأفغان أيضاً.

> ما مدى صحة التحليلات بأن الجماعات الإسلامية و«القاعدة» تقاتل داخل سورية لإقامة دولة الخلافة على أرضها وتهجير الأقليات منها؟!

– بالنسبة إلينا هذا خطأ. سورية هي دولة ديموقراطية تعددية مدنية، يحكمها صندوق الاقتراع، إذا اختار الناس حزباً إسلامياً سنكون مرحبين. فإما نكون مع (موالاة)، أو نكون ضد (معارضة) ديموقراطية، أو أن يفوز حزب آخر، ويمكن ألا يكون إسلامياً، هدفنا هو الديموقراطية والمشاركة والتعددية والبعد عن إقصاء أي طرف، أما الأمور الثانية فسورية فيها مكونات أصيلة موجودة منذ آلاف السنين، ونحن وإياهم مع بعض إن شاء الله كتفاً بكتف ويداً بيد.

زيارة إدريس مهمة

 ماذا تعني زيارة رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس إلى ريف اللاذقية؟

– تعني زيارة مهمة ومعنوية ومهمة لمقاتلي الجيش الحر البواسل والأبطال الذين أخذوا على عاتقهم تحرير سورية من نظام مستبد ودموي، وبهدف الإشراف على خطط المعركة. وليشهد الانتصارات التي حققها الثوار على الجبهة الساحلية.

  هل قصمت ظهركم وأثرت في معنوياتكم خسارة القصير؟

– معركة القصير صورها نظام الأسد وحزب الله وإعلامه أنها معركة مهمة. القصير بلدة صغيرة محاطة بقرى موالية للنظام، وسقوط القصير لا يعني سقوط الثورة، ونحن نستطيع استعادة القصير وغير القصير إذا جاءنا سلاح نوعي ومتطور.

> ما هي أسباب التحريض ضد اللاجئين السوريين في مصر؟

– في مصر هناك تحريض إعلامي كبير ضد اللاجئين السوريين، لكن وعدنا الإخوة المصريون بإنهاء المشكلات العالقة مع الجالية السورية واللاجئين السوريين في مصر، السوريون يعتبرون مصر مثل سورية، وهناك ترابط كبير بين مصر وسورية وما كانت هناك أية مشكلة. الآن أصبحت مشكلة كبيرة، ومصر تعيش حالات استثنائية والله يكون في عون مصر، وهدفنا أن تبقى مصر في أمان، وسأقوم بزيارة ثانية لمناقشة الوضع مع المسؤولين المصريين، ولترجمة ما تكلمنا به في الفترة السابقة على أرض الواقع ليرتاح السوريون في مصر. وأطلب من السوريين الذين في مصر ألا يكونوا طرفاً في أية مشكلة بين المصريين، ونحن نأمل أن تكون مصر آمنة قوية.

> ماذا تقول للعالم الذي جبن عن مساعدتكم.. وأطفالكم يقتلون؟!

– أولاً أقول للشعب السوري الأصيل الطيب الشجاع أنتم صبرتم على البلاء، ولكنكم لن تناموا على ضيم، ونعدكم أن النصر قريب.

وأقول لرؤساء الدول العربية، خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي: سورية هي اليوم معركة الأمة، وهذا الكلام حقيقة واضحة، يجب أن تدعموا الائتلاف والجيش الحر بكل ما أوتيتم لأن دعم الجهة المقابلة من إيران وروسيا مخيف ومستمر، ويجب أن تتحملوا مسؤوليتكم في سبيل الدفاع عن أرض الشام الشريفة.

وأقول للغرب وبخاصة الأصدقاء الأوروبيين والولايات المتحدة الأميركية إن التطرف في سورية هو حال طارئة، لأن سورية هي بلد الوسطية والاعتدال، ولا تخافوا من هذه الحال الطارئة لأنها ستذهب بذهاب النظام بإذن الله.

وأدعو العالم بأسره إلى مساعدة الشعب السوري بدلاً من أن يتفرج على قتله وقتل أطفاله وكهوله.

السوريون اليوم في حاجة ماسة للدعم، والوضع الإنساني بصراحة خطر، ويتطلب من الكل المساعدة وألا يبخلوا علينا بكل الإمكانات.

الأكيد أن الشعب الإيراني شعب عظيم عنده تاريخ مهم وأصحاب حضارة، وأعتقد أن نظام الملالي يريد أن يرجع بهم إلى الوراء عقوداً كثيرة، والنظام الإيراني يدعم دول العالم وأجندته الخاصة والشعب الإيراني جائع.

من هو الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري؟

وُلِدَ رئيس الائتلاف الوطني السوري الجديد أحمد الجربا في مدينة القامشلي عام 1969، وهو من شيوخ قبيلة شمّر العربية، في الجزيرة السورية، وحاصل على إجازة في الحقوق من جامعة بيروت العربية.

– هو معارض تاريخي للنظام، ولم ينتمِ يوماً إلى حزب البعث، ولم تشارك عائلته في جميع البرلمانات خلال فترة حكم البعث، إذ كان لعائلته نشاط برلماني وسياسي قبل هذه الفترة. كان لعائلته تمثيل برلماني منذ عام 1954 حتى عام 1963، حيث مثلها بعد الاستقلال عمه الشيخ دهام الهادي الجربا، ثم والد أحمد الشيخ عوينان العاصي الجربا، وقد مارس حزب البعث العربي الاشتراكي، اضطهاداً ضد عائلته، منذ وصوله إلى الحكم عام 1963.

– اعتقل رئيس الائتلاف الجديد عام 1996 من قبل النظام السوري مدة عامين في فرع المخابرات العامة عرفياً، وخرج عام 1998 من دون محاكمة، بعدها انتقل إلى دمشق ومارس فيها عمله السياسي.

– اعتقل في بداية اندلاع الثورة السورية في 27 آذار (مارس) 2011، في فرع الأمن الداخلي التابع لأمن الدولة لفترة قصيرة، بعدها ذهب إلى لبنان حيث بقي ثلاثة أشهر، نشط خلالها في العمل الإغاثي، ثم عاد إلى سورية ليخرج منها في 19 آب (أغسطس) 2012.

– أحمد الجربا هو أحد مؤسسي المجلس الوطني السوري، وكان عضواً في الأمانة العامة، كما أنه عضو مؤسس في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

– أصبح الجربا رئيساً للائتلاف الوطني السوري، بعد فوزه على منافسه مصطفى الصباغ في المرحلة الثانية من التصويت بتحقيقه 55 صوتاً، في مقابل 52 صوتاً لمنافسه.

– الجربا هو الرئيس الثاني للائتلاف الوطني السوري، الذي تأسس في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2011 في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف توحيد جهود المعارضة السورية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. إذ ترأس إمام المسجد الأموي المعارض أحمد معاذ الخطيب الائتلاف بعد أن حصل على غالبية ساحقة من أصوات أعضاء الائتلاف، ليعود ويتقدم باستقالته في آذار (مارس) 2013، ويغادر منصبه في نيسان (أبريل) من العام نفسه، حينها كلّف نائبه المعارض اليساري جورج صبرا بمهمات رئاسة الائتلاف، حتى انتخاب رئيس جديد.

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى