صفحات سورية

أسئلة مواطن سوري إلى الجنرال والسيد


شراكة المسار والمصير أم شراكة في قتل السوريين؟

فيصل أسود

مما يستفزّ اليوم السوريين الرازحين تحت قصف القنابل في شتى الأنحاء السورية، وقصف الأكاذيب التي تبثّها أبواق النظام السوري في لبنان، ازدواجيةُ الخطاب السياسي لدى عدد غير قليل من هؤلاء وبينهم سياسيون من الدرجة الأولى، فيما يخص سورية ومأساة شعبها المذبوح. قرأت قبل قليل هذا التصريح للسيد الجنرال ميشيل عون، فلم استطع إلا ن أكتب رداً عليه، كمواطن سوري تثير حفيظته الأكاذيب وتحريف الوقائع:

” اعتبر رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون أن “تغيير النظام في سوريا قد يقضي على لبنان لأن الأنظمة التي ستأتي، يعود تفكيرها إلى القرن الـ14”. مشددا على ان المطلوب منا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية”، لافتا إلى ان “من يدعو الى الحرب هو العاجز عن صنع السلام”.

هنا نسأل الجنرال : إلى أي قرن يعود تفكير حليفه السياسي حزب الله؟ أليس هو الحزب الذي قتل أكثر من 18 قائداً من قادة المقاومة الوطنية اللبنانية بمساعدة مخابرات حافظ الاسد؟ اليس هو الحزب الذي يعتدي على المطاعم التي تقدّم المشروبات الروحية في مدينة صور السياحية؟ وهو نفسه الحزب الذي احرق عدداً من محلات بيع الخمور في النبطية وجوارها؟ ونساله، أليس مرشده الأعلى وزعيمه الروحي التاريخي الإمام خميني هو من أفتى بتزويج الطفلة ابنة الخمس سنوات؟ إلى أي قرن يعود هذا التفكير؟ إلى القرن الرابع عشر ام إلى عالم أكَلة لحوم البشر ومغتصبي الأطفال؟

الجنرال عون لا يهمه أن يكون حليفه ينتمي لفقه او لفكر ديني متخلف ومنحرف طالما هو حليفه السياسي. ولا يهمه ان يكون بشار الأسد قاتلاً ومدمراً لسورية طالما هو موعود من أبيه، أو منه شخصياً، برئاسة لبنان في يوم ما؟

وفي الشق الثاني من كلام الجنرال عون الخاص بالحرب والسلام، نساله ايضاً عن حليفه السياسي حزب الله: أليس هو الذي يدعو إلى الحرب على إسرائيل، لكنه يوجه صواريخه إلى رؤوس السوريين الأبرياء في القصير وجوار الحدود اللبنانية السورية من قرى وبلدات سورية ليؤمن الغطاء الناري لقوات الاسد المجرمة وشبيحته الطائفية فتقتحم تلك البلدات وترتكب فيها أبشع المجازر التي لم يرتكب مثلها أحد في تاريخ العرب والمسلمين؟

حسن نصر الله هو الشخص الذي يدخل تاريخ الكذب كقناة الدنيا، الشخص الذي قال بالفم الملان انه “لا شيء في حمص”! بينما كانت حمص تُدمّّر بصواريخ قائده بشار الأسد ودعم زعيمه الروحي خامنئي له.

وميشيل عون هو الذي كان على الدوام يدعم نهج الإصلاح في سورية، أليس هو قائد التغيير والإصلاح في لبنان؟ عون الذي يغمض عينيه وأذنيه عن مذابح سورية التي يرتكبها شبيحة بشار الطائفيون ليتهم خصومهم بالتخلف، لمجرد أنهم بذقون طويلة؟ فالمهم هو ان تكون حليق الذقن ثم تذهب إلى المجزرة وتذبح بدم بارد أطفال القبير ودوما والتل والتريمسة… هذه حضارة وحداثة بشار الأسد وميشيل عون؟!

إن خطورة موقف الجنرال مما يجري في سورية ومحاولة الدفاع المستميتة عن الاسد الابن يخفي وراءه مسألتين: الأولى قديمة تتعلّق بما سرّب عن علاقة عون المتواطئة مع الجيش السوري الذي سمح له الوقوف في وجه سمير جعجع الذي كان يريد طرد الجيش السوري المجرم والفاسد من لبنان، هو رد جميل ودين قديم إذاً!

والمسلة الثانية تتعلق بطبيعة واحدة يتشارك بها هؤلاء الثلاثة: بشار، حسن، عون، طبيعة القتل للبقاء في الكرسي او تبرير القتل للوصول إليه.

هذه طبيعة مشتركة مع السيد حسن الذي لا شك أنه سيقتل كثيراً من السوريين كي يبقى في منصبه وليبقى حزبه متحكماً في لبنان حامياً لحدود إسرائيل. وإلا كيف يزجّ السيد حسن قواته في حرب سورية ضد الشعب السوري، ويترك الحدود مع إسرائيل خاليه منها، تماماً كما فعل قائده بشار الأسد الذي سحب قواته من الحدود مع اسرائيل، لولا ان الإسرائيليين منحا كلا منهما، بشار وحسن، ضوءا أخضر لقتل السوريين مع ضمانة بعدم تحريك القوات ضدهما؟

قبل ان أختم لابد أن أقول للذكرى والتاريخ عسى تنفع: لسان حال السوريين يقول للسيد حسن نصرالله: “إنك تخون السوريين الذين وقفوا دوماً مع المقاومة، وانك تخون المقاومة! السوريون دفعوا ثمن صواريخك لتقتلهم بها بدعوى المقاومة والممانعة”؟ هذا بلا شك أمر لم تفعله إسرائيل، فمن هو عدو السوريين بعد اليوم؟ حسن نصرالله أم إسرائيل؟

ولسان حال السوريين يقول للسيد جنرال عون “أنت يهوذا، لأنك تبيع المسيحيين في لبنان وسورية مقابل ثمن بخس بوعد أو حلم قديم برئاسة الجمهورية اللبنانية، تغطي لأجله على جرائم بشار ونظامه القاتل”!

سيذهب بشار ونظام بشار الأسد وربما يكون هناك حل سياسي ما في سورية، وستضع الحرب اوزارها وسينسى السوريون جراحهم، لكنهم لن ينسوا موقف السيدين عون ونصرالله، ولن يسامحوهما على ما ارتكب لسانهما ولن يغفروا لهما أوزارهما!

كاتب سوري

شفاف الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى