صفحات الثقافة

أصالة وتانيا صالح: العسكر يلعب ويخسر/ محمد بركات

 

 

لا مشكلة في تجوّل المغنيَين السوريَّين علي وحسين الديك، في أرجاء لبنان، لابسين علم النظام السوري ومردّدين التحيات لآل الأسد. والفنان دريد لحّام تكرّمه بلدات ومهرجانات لبنانية. لا مشكلة. ما دام يقف ضدّ الثورة السورية فهو سيكون بأمان في لبنان.

أمّا الفنانة أصالة، فلإنّها تعاطفت منذ اللحظة الأولى مع صراخ الشباب السوريَّين في أحيائهم وساحات مدنهم، مطالبين بالحريّة، فلا بدّ من إذلالها في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

والمهمة نفّذها باحترافٍ عالٍ جهاز الأمن العام اللبناني القريب إلى “حزب الله”، واستطرادا إلى نظام الأسد في سوري.

هذا يعيد طرح سؤال مفتوح، عن علاقة الفنان بالسلطة. فالسلطات تمسك مفاصل الفنّ من حيث لا ندري. في المطارات، في تنظيم الحفلات التي تحتاج إلى موافقات أجهزة أمنية وإدارية، في المهرجانات التي تموّلها الدول… إلى غيرها من التفاصيل التقنية التي تسمح لممثلي السلطة بالضغط على الفنانين.

اللافت في ما تعرّضت له أصالة أنّ “سلطة” أخرى ساهمت في تخليصها من “فخّ” السلطة الأولى. فوزير العدل أشرف ريفي، من كتلة “المستقبل”، أخذ على عاتقه مهمّة “عدم تسييس” القضية. وأعاد لها جواز سفرها.

“العسكر” المناصر للنظام السوري في بيروت حاول التضييق على أصالة. وزير العدل اللبناني، العسكري سابقاً، فهم اللعبة وتصدّى لها.

العسكر يملأ المشهد. لا يستطيع الفنان العربي، في السنوات الأخيرة، أن يقف على الحياد. إما مع “السلطة” وإما ضدّها. ويتعرّض الفنان لمواقف مقلِقة حين يطأ أرضاً “السلطة” فيها متنازع عليها، أو غير محسومة. كما في لبنان.

في مصر الذين وقفوا ضدّ “العسكر”، الممثَّل بالرئيس عبد الفتاح السيسي، إما جلسوا في بيوتهم، مثل الإعلامي باسم يوسف، أو تركوا مصر وانتقلوا إلى بلاد أخرى.

قبل ساعات فقط من توقيف أصالة كانت الفنانة اللبنانية تانيا صالح تقول للجيش اللبناني: “إيدنا بصبّاطك”، كدليل على دعمه في مواجهته الإرهابيين. وقد قامت الدنيا ولم تقعد على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على “شكل” التعبير، وربّما ليس على مضمونه. إذ حرّكت تغريدة تانيا صالح حساسية عالية ضدّ العسكر في أوساط الناشطين.

كانت “الانتفاضة” ضدّ تانيا صالح نافذة أمل في أنّه بين “داعش” و”العسكر” هناك فريق ثالث انتقد تانيا صالح، بعيداً عن الانقسام بين محبّي أصالة وكارهيها.

من “طاردوا” تانيا صالح على الفيس بوك والتويتر قصدوا أن يقولوا لها إنّهم لا يريدون تمجيد “العسكر” ويرفضون تزلّفها لـ”الصبّاط”، أي الجزمة. فيما أجابتهم بتعليق كتبته: “أنا ضدّ الحريّة والديمقراطية”.

أصالة حرّة مع جواز سفرها. تانيا صالح منبوذة في أوساط النخب اللبنانية.

العسكر يلعب ويخسر في النقلتين.

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى