صفحات سوريةعزيز تبسي

أطباء الفاشية يهرعون لمداواتها وتجميل صورتها

عزيز تبسي

نقد مبادرة-سوريا بيتنا-في خطر

كتب ماركس في كراس-الحرب الأهلية في فرنسا-:كانت الكومونة قبر المدرسة البرودونية الاشتراكية.

وعليه نؤسس إن الانتفاضة الشعبية السورية والعربية عموماً ستكون قبراً جماعياً للشيوعية التقليدية والقوى المتفرعة عنها والمعتاشة على فضلاتها،والقوى القومية اللفظية التي لم تنفصل على الاستبداد قط لا فكرياً ولا ممارسياً من اللذين واللواتي يرطنون بالديمقراطية على السحور ويسعون إلى إفطار تضامني مع عمر حسن البشير والقذافي…،وسترمى كل مقارباتها الفكرية والسياسية معها، عل ذلك يشكل إيناساً لها في وحشة أفولها،مما يمكن إعتبارها “وجبة الفراعنة”،التي طالما حرص الحانوتيون على دفنها مع الموتى المصريين ليقتاتوا بها ساعة النشور،مع خلاف الوظيفة المحققة من هذه الوجبة المدفونة مع هؤلاء،حالما سيبعثون من الموت سيتكفل ابتلاعهم لهذه المقاربات بإعادتهم إليه،ليتأكد نهائياً:إنهم موتى مكرسون ولن يبعثوا أبداً.

إن الحركات الثورية لاترحم وكل من خال نفسه صلباً قبلها يصير بخاراً بعدها.ولنعلنها بوضوح:إن الرصاصات التي تخترق صدور المتظاهرين مصنوعة من نفس الرصاص الذي يستخدمه هؤلاء لطباعة صحفهم ومبادراتهم….

وتبين منذ زمن طويل أن مساحة المشترك الإيديولوجي والسياسي والمصلحي مع الفاشية بتمايزاتها المحلية واسعة،من هذه النسخة المبتذلة من الشيوعية التي أرسى قواعدها الفكرية بيروقراطيو الإدارات السوفيتية المختصون بشؤون المنطقة العربية،رغم ذلك تبقى مسيرتها الطويلة زاخرة بالشموع المضيئة والتضحيات العظيمة.لكن لا يكفي حجم التضحيات في إعادة البصر قبل البصيرة لمشروع أعمى،وجوف الأرض وسطحها ممتلئ بمقابر الحركات السياسية العمياء وجثث ضحاياها.

1

يبدو على من صاغ المبادرة،أنه غير معني بأسباب الاحتجاج الشعبي في سيرورته انتفاضة شعبية،لذلك وقع في أول خطأ منهجي بإغفال أسباب الإنتفاضة،وآثر العبور بخفة إلى معالجة بعض نتائجها،متقمصاً بسرعة موقع المختار في بعض مسرحيات الأخوين رحباني،الساعي دوماً للصلح،وتبويس الشوارب،وتوزيع اللوم على طرفي الصراع،ويبقى”المختار”محط إجماع شكلي لطرفي النزاع،وجماعة “المبادرة”،لم يستطيعوا،رغم العبث بالكلمات وتدويرها، وغموضها أحيانا، إخفاء إنحيازهم للمشروع الفاشي.

وإن عبر هذا السلوك في تلك المسرحيات الرحبانية عن ضرورات درامية،ورغبة في فض الصراعات بأقل كلفة ومأساوية،إلا أنه يعبر هنا عن ضمير ميت،أو في أقل تقدير عن ضمير نائم ومنحاز لخلط الأوراق وبعثرتها،كما يفعل عادةً أتباع عتاة المجرمين وأعوانهم،عبر تغيير مسرح الجريمة،بمسح البصمات ورفع أشلاء الضحايا وغسل آثار الدماء،بعد أن يكلفهم معلموهم بذلك،ويغدو تضييع الحقيقة إحدى أهم المهمات التي يضعونها على أنفسهم.لم يتركوا مسافة تبعدهم عن أتباع المشروع الفاشي ونوادله المتنكرين بسراويل الوطنية وشراويل الديمقراطية،فتظهر الانتفاضة وكأنها لعنة إمبريالية-صهيونية-رجعية عربية أصابت هذا “الوطن”الذي تحوله الفاشية وأعوانها من هؤلاء”المبادرون” إلى رمز مجوف كما في هزليات”غوار الطوشة”،وليست تعبيراً عن أزمة عميقة تتفاعل في أعماق البنية الاجتماعية ولها أسبابها الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية،وهي تعبير عن أزمة عامة في هذا النمط الاجتماعي الذي أوصلته مصالح متحدة من الرأسمال الاحتكاري الطفيلي،المدعم بامتيازات حقوقية صارمة تتأسس في بعضها على إستئثار طائفي واضح، وحماية مسلحة من أعتى أجهزة القمع وإعلام أحادي يقول “الكذب بحرارة قوله الصدق”وفق تعبير شكسبير، إلى حدود الانفجار.

المشكلة المنهجية الثانية التي يقع فيها-أصحاب المبادرة-أنهم يخلطون عن عمد بين الانتفاضة الشعبية في أفقها الثوري المفتوح ،وبين القوى التي تعبر عنها،أو التي تدعي ذلك،ربما لتسهيل مهمة “مختار الضيعة”.

ولهؤلاء”المبادرون” ماض في التشويش على الصراع السياسي عبر حصاره بعتاد إيديولوجي يشبه وظيفياً القنابل الدخانية،فمنذ آب 1980سعواللتفتيش في لوحة الصراع السياسي-الطبقي عن كرسي بين الكراسي،دفعوا بقوة وإنعدام ضمير تجربة سياسية وفكرية واعدة ثورياً-رابطة العمل الشيوعي- إلى هاوية بكداشية محدثة،متفارقة عن تلك المرجعية الأصيلة المتماسكة والواضحة العناصر، وإسقاطها في ابتذال أضاع هويتها الفكرية ومواقعها السياسية.خدع هؤلاء أنفسهم وبعض من أتباعهم،بأنهم أنصار لتيار ثالث،ويعملون إلى تحويله إلى قطب،ليتبين أن هذا الخيار خديعة كبيرة على الشعب وعلى الأنصار،كونهم لا يتجرؤون خداع الفاشية،ولم تستطع كل المراوغات الأيديولوجية على حجب المشتركات السياسية في مقاربة الوضعين اللبناني والفلسطيني لدرجة التطابق،وفي مقاربة الأوضاع الداخلية لم يتجاوز مقاربات الشيوعية اللفظية المتحالفة مع السلطة،بالتلازم مع حصار الإتجاهات الثورية في هذه التجربة المجيدة.

وكأن التاريخ يعيد نفسه وكما في تلك الأيام الصاخبة والدامية يحصل الآن لن يجدوا مكاناً شاغراً،لذلك يجلسون في حضن المشروع الفاشي ويعملون ليل نهار في “إقناع”القوى المترددة به،وهو أقرب لقناعاتهم العميقة وهواجسهم الأقلوية التي لم يستطع تبني تلك الشيوعية اللفظية من حجبها،وكما يحصل في الإمتحان، تُكرم الهواجس الأقلوية وتُهان تلك اللفظية الشيوعية.لذلك عبثاً بحثنا عن أي أثر لتلك المدرسة على الأدوات المفاهيمية أو منطق عرض الوقائع وتحليلها وبناء إستناجات على ضوءها،فضلاً عن الإنحياز للطبقات الشعبية الكادحة ووضع إمكاناتها التاريخية،ماتابعناه أشبه بخلطة عجيبة من عناصر متناقضة،هي أقرب لإندفاع إسعافي،إلى مايرونه أخطاراً.

ينقدون الفاشية من حين لآخر،بينما يقاسمونها هواجسها وهم يمصون معاً كؤوس المته المدعمة بالقضامة المملحة،متبادلين أحدث طرائف الممانعة،وأخبار سوبر ستارها،وانقلاب الدور الوظيفي لقصائد سليمان العيسى في إنتاج جيل معاد للبعث،وعن الممانعة والمقاومة في مسيرة غازي كنعان الوطنية،وأفضلية الحمقاء الطويلة على القصيرة،والفرق بين دود الإقطاع العام ودوره،ليتبين أن هؤلاء لم يكتفوا بمقاسمة الفاشية كؤوس المته بل القناعات العميقة!!

لذلك سيفضل بعضاً منهم الجلوس وتبادل الأحاديث وقبول الضيافة لسنوات مع فيصل غانم وبركات العش-المشرفين التنفيذيين على مجزرة تدمر- على الاقتراب من رياض الترك وجمال الأتاسي….الخ في زمن صاخب مضى.

ويرسل بعضهم الآخر من السجن “المبادرات”-التي تشمل النقد الذاتي للتجربة والرغبة التامة للالتحاق بالمسيرة الفاشية زحفاً أو هرولة- بعدد أكثر من عدد حلقات المسلسلات المكسيكية والتركية مجتمعة….

ونتعجب من عدم التحاق هؤلاء بحزب بكداش ومفرزاته،وإصرارهم على تقديم”تجربة”غير أصيلة و”بندوقة”للشيوعية المحلية،بينما لايتأخرون عن اللحاق بمفرزاته وحوارهم-جماعة قاسيون- وما شابهها من مومياءات…الخ .

هل هو شكل جديد من التلهي والتسلية؟أم تعبير عن انسداد الأفق السياسي والفكري؟أم أن لهم دوراً غير مرئي،في تفكيك أي بوادر لتجميع المعارضة،عبر التسلل إليها وسبر مساراتها والتعرف على أطروحاتها كما يفعل آخرون كتيار بناء الدولةوغيره؟وساعة يتحدثون عن التغيير وضرورته ،يرطنون بالتنظير للتغيير السلمي التدريجي الآمن،وهو غير التغيير الأمني،وبذلك يعودون إلى الأطروحات الإصلاحية التي طالما لهجت بها القوى السياسية قبل 18آذار2011وهي تدون البيانات والمبادرات وتتوسل الإصلاحات،وتكرارها في هذه المبادرة وكأنما لا انتفاضة شعبية مناضلة تدق أبواب الاستبداد ،تتحدد وتتجذر مطالبها بوضوح،رغم ذلك لا يوفرون مناسبة إلا ويظهرون التبرم والضيق من شعار إسقاط النظام.

حسناً!!هل يستطيع هؤلاء إقناع السلطة بإطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المخطوفين، وسحب الجيش من الشوارع إلى الثكنات،والسماح بالتظاهر السلمي،وفتح تحقيقات مع من إرتكب المجازر،والسماح بدخول الإعلام ……الخ ،أم أنهم تجاوزا كل ذلك إلى إنتاج أحكام القيمة على الإنتفاضة وحركيتها وهي “للمصادفة” نفس الأحكام التي يرطن بها الأتباع المباشرون للسلطة،هؤلاء فقدوا أي مصداقية عند الشعب،ومن المحال استردادها.

2

إن استعمال كلمة العنف في هذه المبادرة،هو التعبير الأكثر حيادية شكلاً،والخداع مضموناً،في تعقب الإرهاب الفاشي والجرائم التي ابتدأ بها الحراك العفوي من بدايته في درعا،في محاولة للخلط بين مدلولات هذا التعبير التي تبدأ بالعنف الأسروي،ولا تنهي بالمجازر التي بدأت بإرتكابها الفاشية بدم بارد من بداية الحراك في درعا وتستمر فيها حتى الآن على إمتداد المواقع الثورية للانتفاضة.

لابل أنهم يحددون العنف الأكثر خطورة”العنف على يد قوى إسلامية متطرفة،هذا هو العنف الأكثر خطورة الآن”.وهنا تظهر الهواجس جلية واضحة أكثر من تثبيت الواقعة المراد الإشارة إليها للدلالة على القوى الإسلامية المتطرفة واستخدامها للعنف،إنها طريقة لتسويق الإرهاب الفاشي،وتعقب بذلك التوضيح”أصبح كل ذلك مبرراً للنظام أيضاً كي يطرح الأولوية للحل الأمني ومواجهة العامل الخارجي والمؤامرة الخارجية،ليسوف الحلول السياسية بالمقابل”وهل كان النظام ينتظر الحجة والمبررات الكاذبة،لقد استخدم الإرهاب ما قبل بداية الحراك الشعبي18آذار ساعة اعتقل تلاميذ المدرسة ونكل بهم في التحقيقات وقتل أربعة منهم وآذى البقية،بإخضاعهم لعمليات تعذيب وتنكيل وتشويه لا يحتملها المردة.ومن اليوم الأول للاحتجاجات استخدم القتل بإطلاق النار على المحتجين السلميين،وإستدعى في الأيام التالية الطائرات المروحية والدبابات وكأنه يخوض معركة حربية بين قوتين عسكريتين،لقد حسمت الفاشية خيارها منذ الساعات الأولى وبدأت الإعداد الفوري للحل”الحموي”-نسبة لمدينة حماة1982-وتبين أنها لا تتورع عن تحويل سوريا كلها إلى ركام يئن تحت أنقاضه الجرحى وينزف القتلى حتى الموت.

وحوصرت الانتفاضة إعلامياً،على عكس ما تدعي “المبادرة”من قبل جميع وسائل الإعلام،التي تسميها الفاشية وأعوانها”مغرضة”وكانت ترفض بصرامة نشر أي خبر أو تعليق عبر رسائل القصيرة على موقع الجزيرة مباشر،وكان الفعل اليومي لهذه القوى،يهيئ الظروف الملائمة للإستفراد بالإنتفاضة الشعبية من أجل تعجيل سحقها،لكن إنبثاق المبادرات الإعلامية الشعبية،ومساهمة ثورة الإتصالات،والقدرات العالية على التضحية والمخاطرة،ساهم في التخفيف من نتائجها.

لذلك يكذب “المبادرون”حين يكتبون مايكتبون عن العنف،إنهم يسعون لتأمين الشرط النموذجي للفاشية لتنفيذ المذبحة وتركيع الشعب المنتفض.بطرد الإعلام والتشكيك به،العداء الإنتقائي للتدخل الخارجي،فعندهم خارج ينبغي طرده،وخارج ينبغي استدعاؤه والحوار معه-إيران-روسيا..الظهيرين الحاسمين للمشروع الفاشي-وعلى عكس ما يدعي هؤلاء،إن الخارج لم يبلور أي مبادرة جديةمعادية للنظام،وكل ماقام به هو تغطية المذابح اليومية بمبادرات فارغة من المضمون الردعي وإنتاج حالة مما يسميه السوريون”صف حكي”،رغم اقتراب الانتفاضة من إتمام عامها الأول،وهذا ما ينبغي كشفه وفضحه والوقوف على أسبابه الحقيقية.إن العمل على وقف أي تدخل خارجي هو بمثابة إطلاق يد الفاشية في طول البلاد وعرضها دون أي عواقب ،وتمكين العدالة من إدراك يقينها وتحقق فعلها،رغم أن التدخل الخارجي لا يعني على الإطلاق التدخل العسكري،وهذا ما يعمل “المبادرون”على الخلط بينهما عن قصد منحازين إلى تعبير التدخل الخارجي الغامض،حيث يستوي فيه الصاروخ مع حليب الأطفال ولقاحاتهم وضمادات الجرحى..،ألا تتوفر حقوق لهذا الشعب التواق للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية على إخوته في الإنسانية لإغاثته وإسناده إعلامياً وطبياً وغذائياً…حتى هذه الحقوق يعمل هؤلاء”المبادرون”بانعدام أخلاق وضمير لحرمانه منها،وتظهر مرائيتهم ساعة يظهرون الإستعداد للمواجهة المسلحة مع خطر خارجي إفتراضي،والهرولة للتفاوض مع خطر داخلي حقيقي.

3

ويكذب مرة أخرى أصحاب “المبادرة”وهم يقاربون وضع الأقليات المذهبية،ويحتالون على الوقائع في الوصول إلى حكم قيمة لإدانة القوى المتطرفة التي وفق رأيهم تسيطر على الانتفاضة والتي تؤدي إلى:”انكفاء شعبي كامل للأقليات المذهبية من الاشتراك في الحراك،ليصبح الأمر في سوريا وكأنه استقطاب قائم على أسس مذهبية،وكأنه جزء من الاصطفاف السياسي الطائفي الحاصل في القوس الشرق أوسطي…”لكن لماذا يغض هؤلاء”المبادرون” عيونهم عن المظاهرات المتواصلة في بلدتي سلمية ومصياف ،ومشاركة أبناء هاتين البلدتين الموزعين في كل المحافظات بزخم وفعالية في كل مظاهر الانتفاضة الشعبية، وعما يحصل في جبل العرب وبلداته وأماكن انتشار أبناؤه،حتى لانقول ابناء الطائفة العلوية الذين واللواتي يشاركون نضالياً ويقاربون فكرياً الإنتفاضة الشعبية…أليس ذلك من أجل إتمام عناصر التبني العنصري لموقف الفاشية وأعوانها من الانتفاضة،بكونها انتفاضة طائفية سنية.وكانت هذه التجربة الثورية التاريخية فرصة لإطلالة معرفية على تجربة السلطة السياسية ومقاربة عناصر مشروعها الإيديولوجية التي تعتبر الطائفية ركن من أركانها من1963وحتى اليوم…..إلا انه هيهات طلب شئ مما لايملكه….لقد سيطرت الأمية الفكرية على هؤلاء والتشويش الطائفي الذي غدى حاجزاً إيديولوجياً يعيق إنتاج أي قيمة معرفية.ولا يكتفون بذلك بل ينتقلون في الأكاذيب إلى المدينتين الأكبر:دمشق وحلب،ليستنتجوا،ما يناقض الفكرة السابقة عن الطابع الطائفي للإنتفاضة،فكيف يستوي طابعها الطائفي وأهم مدينتين”سنيتين”والذي يقارب عدد سكانهما نصف سكان سوريا ،لم يشاركا فيها،أيتجاهل هؤلاء أن بداية الحراك بدأت في هاتين المدينتين(الحريقة-السفارة الليبية-السفارة المصرية-سوق الحميدية-وزارةالداخلية…)في دمشق(الجامعة-الكتابات على الجدران-البيانات الثورية….)في حلب.

لقد إعتاد هؤلاء التواطئ مع من يغلق فم الشعب ليتحدثوا بإسمه معاً،وتكيفوا مع فكرة شعب إفتراضي يلبي النداء عند الطلب،ويرتدي كل أنواع المفاهيم عند الضرورة،فهو تارة شعب،وأخرى طوائف…

هل يستطيع هؤلاء حمل “مبادرتهم”والذهاب لنقاشها في درعا وريفهاوريف دمشق وحمص وحماة وادلب ودير الزور وحلب وريفها….لايمكن إعتبار أن هذه”المبادرة”تشكل بعناصرها الهزلية،تعبيراً عن السلطة الحاكمة،بل عن الاتجاهات الأكثر رجعية وفاشية وطائفية منها،لكون العديد من أطراف السلطة باتت تعترف بالأزمة وتحدد بعضاً من أسبابها وآلية تحققها والإتجاهات السياسية والإقتصادية المسؤولة عنها…

حاولت من خلال الرد على بعض”أطروحات”المبادرة،أن أضبط بعثرة افكارها التي تشبه هذيان فاشي ،وأن أنظم تبعثرها الذي يظهر مرضى في عيادة نفسية،وآمل أن أكون قد حققت ما يتوجب عليه الرد الثوري المنحاز للانتفاضة الشعبية،وحدها المرجع الحاسم للقوى الثورية ومشروعها التاريخي.

آذار حلب 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى