صفحات الحوار

“أعشق فرنسا لكن عقلي وقلبي ما زالا ملكاً لسوريا”

عدي غزوان سجين سابق في المعتقلات السورية، يعيش الآن في منفاه الفرنسي، حيث يمارس مهنة الطب. التقته مجلة “اكسبرس” (18 أيلول 2011) اثناء احتفالات “الاومانيتيه” التي ينظمها الحزب الشيوعي الفرنسي، وحيث اخذ كشكا له، تصدح منه الاغاني والشعارات المعادية للنظام السوري ويدور فيه النقاش عن اوضاع سوريا واخبار ثورتها. هنا نص حوار المجلة معه:

– ما الذي جاء بك الى احفالات “الاومانيتيه”؟

– انها طريقة بالنسبة لنا، نحن السوريين المنفيين في فرنسا، ان نتضامن مع مواطنينا الذين يقاتلون في الداخل. ان اقامة هذا الكشك هو بمثابة حمل صوتهم الى الخارج.

– هل تتصل بانتظام مع المتظاهرين السوريين؟

– احاول ان اكرس ساعة واحدة يوميا من اجل الاتصال برفاقنا هناك. الحكومة تحاول قطع الاتصالات الهاتفية وخطوط الانترنت، ولكننا ننجح دائما في الوصول اليهم. الثوريون السوريون طوّروا حيلا خاصة بغية الابقاء على الاتصالات قائمة. مثلا، اشتروا شرائح هاتفية لبنانية بغية اضاعة الباحثين عن مكانهم.

– ما هو الوضع على أرض الواقع؟

– التظاهرات تحصل يوميا. ليس من الضروري ان تكون حاشدة، بل جلها يقتصر على بعض التجمعات داخل الاحياء. بهذه الطريقة يبقون على ضغطهم ضد الحكومة. يكفي بعث رسالة قصيرة عن طريق الشبكات الاجتماعية حتى تعم المسيرات ارجاء الاحياء. الامر بهذه البساطة. وهذه القدرة على التعبئة شيء عظيم حقاً.

– ومن جانب الحكومة؟

– القمع مستمر. فقد ارسلت دبابات الى بعض المدن، مثل حماه او حمص. ان طلب الحكومة من سوريين اطلاق النار على سوريين آخرين جعل الكيل يطفح بالنسبة لهم. خصوصا ان الذين يتلقون الرصاص في صدورهم ليسوا مسلحين. العديد من العسكريين هربوا من الجيش ويشتركون مع الاهالي في التظاهرات.

– ما رأيك بالـ”تنازلات” التي قدمها بشار الأسد؟

– أي تنازلات؟ ان الحديث عن “تنازلات” هو كلام بكلام، يرمي الى طمأنة القوى الاجنبية. الأسد يخشى من وصول الربيع العربي الى دياره. بالنسبة للسوريين، هذه “التنازلات” ليست سوى أكاذيب هدفها كسب الوقت. ان نظام عائلة الأسد يعتمد على إخافة السكان. ولكن الناس لم تعد تخشى شيئا اليوم. انهم يقاتلون من اجل الحرية، ومن اجل كرامتهم خصوصا. عندما يكون المرء في هكذا وضع، لا يمكنه العودة الى الوراء. لا يمكنه سوى المضي قُدُما او السقوط برصاص الامن.

– انه وضع جامد، الثورة السورية لا نهاية لها اذن…

– ان مخرج هذه الثورة لا يترك مجالا للشك. في انتفاضة العام 1979 والتي انتهت بمجزرة بحق عدد غير قليل من المعارضين، كانت الناس تجهل ماذا يحصل داخل سوريا. اليوم التلفزيون والانترنت يعرضان ممارسات النظام القمعية على الملأ. السوريون اصبحوا يعون اليوم بانهم يعيشون في ظل نظام ديكتاتوري. سوف يأخذ الامر وقتا: اسبوعا، شهرا، سنة… المهم ان يرحل النظام.

– اذا علمت غدا بأن بشار الأسد تنحّى عن السلطة، ماذا سيكون رد فعلك الاول؟

– لقد انذرت المستشفى التي اعمل فيها هنا في فرنسا: اذا بلغت الثورة السورية مبتغاها، فانا استقيل منها وأعود الى سوريا. سوف يكون الامر عظيما بالنسبة لي بعد 22 سنة من المنفى. انا انتظر هذه اللحظة بلهفة. انا اعشق فرنسا، ذاك البلد الذي استقبلني، الذي فتح لي ذراعيه. ولكن قلبي وعقلي ما زالا ملكا لسوريا.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى