صفحات الثقافةصفحات سوريةناهد بدوية

ألوان سورية على شبك سجني

 


ناهد بدوية

خرجت من الغرفة برفقة الشرطي الذي اصطحبي إلى مكان أقف به أمام شبك ومن وراء هذا الشبك رأيت منظرا بديعا هل تعرفون ما هو؟؟ لن أنسى ما حييت المشهد أمامي. حتى الآن يتكرر ذاك المشهد كل لحظة في خيالي. وفي كل مرة تندفع في داخلي ارتجافة العشق نفسها التي نختبرها في فترة شبابنا.

رأيت سورية الملونة كلها وراء الشبك، تزورني، رأيت الأخوة والحب والعشق والصداقة في زيارتي الأولى، صدقوني استأهل أن يحسدني العالم كله على تلك اللحظة. صدقوني لقد ذبت عشقا وحبا ودموعا جميلة.

أختي المحجبة كانت تحمل بنفسجا من أخت سيرين خوري المعتقلة معي. وصديقتي روزا ياسين حسن توصل لي تحيات من اللاذقية. وصديقتي وجدان ناصيف تهديني تحيات من السويداء. وتحيات من أولاد أختي الشوام وبوسات من أولاد أختي الثانية الأكراد وسلامات من أولاد أختي الثالثة الفلسطينيين. وعلى الشبك أخبروني عن  أسماء محاميينا من كل الألوان السورية  يعملون من أجلنا نحن المعتقلات والمعتقلين من أجل وقفة تضامن أمام وزارة الداخلية مع معتقلات ومعتقلي الرأي في سورية. هل تصدقون؟؟ صدقوني هذه عائلتي الحقيقية ولا يوجد أي معلومة مركبة بشكل أدبي أو رمزي من أجل الفكرة، رغم مشروعية ذلك.

صدقوني، كل ألوان السوريين، كانت تقف أمامي، في زيارتي الأولى. وعلى شبك سجن دوما للنساء.

وحتى الآن لم تنفك ارتجافة العشق التي أشعر فيها في أعماق أعماق أحشائي. وخاصة عندما خرجت من السجن وتأكدت أن سورية الحديثة الملونة في حركتها الجديدة بعيدة كل البعد عن ورقة الفتنة التي يتم محاولة رميها من قبل اليد التي تقمع الألوان كلها.

ملاحظة: كتبت هذه الصفحة بعد خروجي مباشرة من السجن ولكنني ترددت في نشرها عندما كثر الكلام المبتذل عن الفتنة من قبل النظام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى