صفحات مميزةفراس سعد

أنا الصامت …غقرانك يا شعبي


(بيان وإعتذار للشعب السوري)

فراس سعد

أشاهد بموت صامتاً  ما يجري في بلادي سورية لا ينتمي إلى هذا العصر، إنه بالأحرى من كون آخر من جحيم، من عهد هولاكو ما، ليس هولاكو التاريخي الذي نعرفه، من عهد ديكتاتورية وحشية افتراضية تفعس الأطفال كما تفعس الصراصير ….

أتغلّب شيئاً فشيئاً على خوفي، على بقايا السجن في روحي، أتغلب على خيانات في دمي عميقة، أعمق من وجودي الضحل أنا الكائن أنا الغائب في دوامة مجهولة

في بداية الثورة  السورية كنت أطمح للحديث عبر قناة فضائية ما، وبالفعل اتصلت إحدى القنوات بناء على طلب مسبق عبر أحد الأصدقاء، لكن القدر وحده تدخّل ولم يتم الحديث، ولم تعد تلك القناة للإتصال ولم أتمكن بدوري من الإتصال بهم. فكرت بالسفر فقط لأجل القيام بنشاط إعلامي ما في الخارج، لكني وجدت أن العمل في الداخل أهم بما لا يقارن ….

قررت أن أنشر أخيراً ما كتبته طوال سبعة شهور، لم أتوقف فيها عن الكتابة، كتابة أفكار، فقدت الصبر على كتابة مقال، مع ذلك تغلبت على أصابعي وكتبت عدداً من المقالات نشرت بعضها بأسماء مستعارة، وبقي عدداً منها لم ينشر حتى الآن.

ختاماً على الرغم من معرفتي بمخاطر النشر غير أني لا أستطيع الصمت أكثر مما فعلت، ولأن السجن ضريبة دفعناها سابقاً وسندفعها لاحقاً، ولأن الدم ضريبة سندفعها اليوم أو غداً، فلا مبرّر لاستمرار احتراقنا اليومي أكثر .

الدم السوري يسفك أكثر مما يهدر الماء،

يسفكه غزاة من كوكب ما فضائيون مريخيون أورانسيون …

روائح الكذب والتضليل تصل إلى أعلى السماوات، فتصمّ آذان غوبلز والشيطان

كلما ازداد الكذب يزداد القتل وكلما ازداد القتل يزداد الكذب كل ذلك برعاية قناة الدنيا، (أكذب قناة في الدنيا)

هولاكو وتيمورلنك مع جنكيزخان و صدام ودراكولا والحجّاج يسكنون في خيمة واحدة في مكان ما من دمشق ، لم يبق سوى استحضار روح هتلر واستحضار المعتقلات النازية معه ! معتقلات نازية في سورية ؟ لما لا ؟

مع ذلك هناك من يفكر بالحوار مع القتلة، وهناك من يفكر بتأسيس أحزاب، وهناك من يفكر بعقد مؤتمرات في دمشق التي لا يمضي يوم دون أن يسقط فيها شهداء للحرية، صار لدمشق طعم الدم معنى المقاومة والحرية

الشعب السوري يموت من التجاهل من صمت العالم من الجوع من المرض، الجرحى يقتلون في المشافي، تختطف عصابات الشبيحة مراهقات وتغتصبهن، تهجّر قرى وبلدات بكاملها، تستمر الأغتيالات لقادة ورموز وطنيون، تقصف بلدات وأحياء ومدن فقط لأنها خرجت في مظاهرات سلمية  تنادي بإسقاط الديكتاتورية، وتطالب بالحرية

الأسوأ هو أن النظام يضع السوريين في مواجهة بعضهم البعض،  يقسم الشعب السوري قسمين قسم قاتل وقسم مقتول، ويحاول منذ شهور افتعال حر أهلية مغزياً النعرات الطائفية والغرائز المذهبية، سلوك يذكّر بالفوضى الخلاّقة التي تسعى لتفتيت سورية إلى كانتونات طائفية إثنية ، وهو ما كانت دعايته تدينه باعتباره مشروعا أمريكياً ؟!

22 تشرين اول 2011

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أتفهم عندما يقوم معارض ما بانتقاد فساد الدولة والسلطه…وأتفهمة أيضا عندما ينتقد إستئثار فئة قليلة بالسلطة وبخيرات البلاد…..كما أستطيع تفهم كره حقد الكثيرين منهم على السلطة, فلكل منهم أسبابة, فمنهم من سجن بسبب مقال كتية أو اجتماع حضرة ومنهم من اضطر للهروب من البلاد خوفا من الملاحقة والانتقام, ولكن ما لا أستطيع فهمة هو هذا الاستخفاف بعقول الملايين من الشعب السوري, هل نحن عميان أم مجانين حتى نصدق كل ماتكتبون عن طهارة ثورتكم المزعومة؟ لقد أحرقتم جميع مراكبكم لدى الشعب السوري, لطالما ظننت أن المعارضة السورية هي الأمل في التخلص من الوضع المزري للبلد… لطالما كنت أؤمن أن دخول المعارضة على الساحة السياسية سيكون الملجأ والحضن الحنون للشعب الذي تعب من الفساد والظلم السائد, ولكن جاءت هذه الأزمة لتعري ماكان مستورا وراء عبائة محاربة الظلم ونشر الحرية, أية حرية تنشدون؟؟ ووراء أية ديمقراطية تسعون؟؟ كيف تريدون من الشعب أن يصدق اناسا لم يروا حتى هذه اللحظة أن الثورة لم تكن سلمية ولو للحظة؟ كيف تريدوننا أن نمشي ورائكم وأنتم تنادون وتستجدون الأجنبي ليأتي الينا, كيف تريدوننا أن نتبع اناسا لم يتعلموا شيئا مما حدث في العراق أو في ليبيا؟ انني أجد خيارين لا ثالث لهما: اما أن المعارضة (التي تنادي بالتدخل الخارجي) هي معارضة غبية وساذجة ولا تفهم خطورة ماتنادي به ولا تعلم مايجري على الأرض , واما هي معارضة متواطئة مع أعداء الوطن باعت نفسها مقابل بعض الريالات والدولارات. لقد خذلتمونا يامن تسمون أنفسكم معارضين وأنا اسميكم متخاذلين, أننا الأن في حيرة من أمرنا فمن جهة فقدنا الثقة بقدرة وإرادة النظام الحالي على التغيير وعلى محاربة من يسرقون أموال الشعب خصوصا وأن أولائك الالغارشيه قد أصبحوا جزءأ من النظام “أحيانا بشكل واضح ووقح وأحيانا بشكل متخفي بواسطة أقنعة تخفي الشخصية الحقيقية لصاحبها”, ومن الجهة المقابلة فقد اكتشفنا أن الجزء الأكبر من المعارضة هم عبارة عن أناس لهم أجنداتهم الخاصة التي يريدون تنفيذها بأي ثمن ولو كان الثمن هو ضياع الوطن. كيف أستطيع أن أؤمن بوطنية معارض يدعو الناتو للقيام بضربات جوية ضد بلده؟ حتى لو أغمضت عيني وسددت أذناي وصدقت ماتقولة محطاتكم الفضائية التي تريد”الحرية والديمقراطية للشعب السوري”فذلك لايبرر لكم أن تدعوا الأجنبي لاحتلال وطننا, ان كانت حجتكم هي الضحايا التي تسقط يوميا بايدي النظام كما تقولون فان ماسقط من ضحايا وبحسب أرقامكم خلال عام سيسقط خلال اسبوع واحد من الضربات الجوية التي ستدمر البلد وستدمر معة كل أحلامنا ببناء وطن حر وديمقراطي.هل يعقل أنكم تؤمنون أن ملك السعودية وأمير قطر لايستطيعان النوم لأنه لاتوجد حرية أو ديمقراطية في بلدنا؟ كيف استطاعا اذن النوم طوال هذه السنين وشعبنا في فلسطين يموت جوعا؟ ويبقى الشعب السوري هو الخاسر الأكبر من كل مايجري بغض النظرعن موقعة من الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى