صفحات العالم

أوباما المتردّد

    هشام ملحم

قالت مصادر أميركية معنية بالنزاع السوري، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما “مرتاح” الى قرار الاتحاد الاوروبي الغاء حظر تسليح المعارضة السورية، لكنه “غير متحمس” له ولا يزال متمسكاً بشكوكه في شأن جدوى تسليح المعارضة أو التورط في الاضطلاع بدور قيادي أقوى للتعجيل في اطاحة الرئيس بشار الاسد. وكشفت المصادر أن قرار الاتحاد الاوروبي جاء بعد مشاورات وتنسيق مع واشنطن شارك فيه اوباما شخصياً الى وزير الخارجية جون كيري والمسؤول عن منطقة الشرق الأوسط والخليج فيليب غوردون والمسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية السفير روبرت فورد.

واشارت الى وجود تفاهم يقضي بعدم تسليح الدول الاوروبية بما فيها بريطانيا وفرنسا المعارضة في أي وقت قريب، لكنها اضافت الى أهداف القرار اقناع المعارضة بالمشاركة في جنيف – 2 وتوجيه رسالة الى الأسد بأن لدى الغرب خيارات أخرى للضغط عليه. لكن التردد وتفادي القرارات الحاسمة لا يزالان السمة الأساسية لسياسة واشنطن حيال سوريا.

هذه المواقف المترددة لواشنطن واوروبا تفسر مشاعر الشك في اوساط مؤيدي التدخل الأميركي في الحرب السورية بأن واشنطن والاوروبيين يبحثون عن آليات سياسية تسمح لهم بكسب المزيد من الوقت وتأجيل القرارات الصعبة مثل التسليح والتدريب أو فرض حظر طيران او حتى شن غارات جوية لشلّ قدرات سلاح الجو السوري. وتحدث مصدر في الكونغرس بمرارة عن تحول مؤتمر جنيف “عملية سلام” سورية مفتوحة توفّر الغطاء للنظام السوري وحلفائه من طهران و”حزب الله” الى موسكو لمواصلة القتال.

ولكن في الوقت عينه، يؤكد المسؤولون الأميركيون أنهم يواصلون تقويم الخيارات العسكرية بما فيها امكان فرض حظر طيران او تحييد سلاح الجو السوري او التدخل العسكري المحدود من طريق القوات الخاصة، وخصوصاً في حال استخدام السلاح الكيميائي بشكل صارخ او حصول ما وصفه ديبلوماسي مخضرم بانه “حلبجة سورية”.

ويواصل المسؤولون القول إن رهانهم لا يزال على رئيس أركان “الجيش السوري الحر” العميد سليم أدريس الذي يريده الأميركيون ان يثبت أكثر جدارته وقدرته الميدانية وخصوصاً في ادارة اي مناطق محررة قبل ان يفكروا جدياً في تسليحه من طريق اطراف ثالثين. وكان ادريس قد ناشد الوزير كيري في رسالة بعث بها أخيراً تسليح المعارضة بالصواريخ المحمولة المضادة للدروع وللطائرات وقدم له ضمانات ان هذه الأسلحة سوف يستخدمها عسكريون سوريون منشقون موثوق بخلفياتهم. ويقول المسؤولون إن هناك تفاهماً أميركياً – أوروبياً على رفض تزويد المعارضة الصواريخ المضادة للطائرات.

وتدليلاً على تعقيدات الوضع على الارض، قال مصدر مسؤول إن مؤتمر جنيف قد ينهار، إذا سقطت القصير ومحيطها في أيدي قوات النظام و”حزب الله”، “لأنه سيكون من المستحيل مشاركة المعارضة فيه”.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى