صفحات العالم

أوكازيون سوري للجثث على الهواء مباشرة !

 


بسام البدارين

عرض شيق على الطريقة السورية قدمه أحد مواطني مدينة حمص، بعدما ظهر على الجزيرة حيث أشار الرجل بيده لكاميرا الخلوي قائلا: بفضل الله كل يوم تقدم حمص خمسة شهداء، لكن زورونا يوم الجمعة حيث سنقدم عرضا خاصا قوامه 20 شهيدا دفعة واحدة.

والمثير في المشهد أن رأس الرجل لم يظهر على كادر الشاشة، بل جسده فقط وصوته مع إيماءات الأصابع، حيث كان يشير للمقابر التي تحتوي رفات الشهداء في اوكازيون الحرية وموسم التنزيلات والرخص في حياة الإنسان بسورية الشقيقة.

ويمكن للمشهد أن يكون مدمرا في جانبه المأساوي، لولا تلك الثقة التي يمكن الإصغاء لها في ثنايا كلمات ومنطوق الرجل الذي دفن للتو شقيقا سقط برصاص الشرعية، حسب عائلته وبرصاص عصابات إرهابية مسلحة حسب النص الرسمي.

كما يمكن وببساطة إدراك الفارق بين شهداء الشعب وقتلى النظام، فالعسكر الذي يسقطون وهم يؤدون واجب حماية النظام تتاح لهم جنائز ملوكية ويحظون بأهم ما في المشهد السوري هذه الأيام، وهو كاميرا فضائية الحكومة التي تلتقط ما هو جوهري دوما، في دراما دموع سيدة فقدت للتو ولدها العسكري، او زوجة مكلومة فارق زوجها الضابط الحياة بسبب الفوضى التي تعم البلاد.

وعبر الفضائية السورية يمكن رصد الاعلام وهي تغطي جثامين شهداء الواجب العسكري، لكن في حمص وبانياس ودرعا ثمة قبور بائسة مع قليل من الورود والتراب الأحمر لشهداء الحرية الذين ماتوا غدرا، ولا يحظى أي منهم بأي تغطية إعلامية تتجاوز لقطات لكاميرا عبر جهاز خلوي تتمكن من تهريب المناسبة لتلتقطها الفضائيات المتربصة بالنظام السوري وهي كثيرة بكل الأحوال.

لكن المتعة لا تفوت عند الاستماع لثوار الشارع العربي في غير مكان وهم يطورون هتافاتهم ضد الأنظمة والرؤساء، فعبر إم .بي سي بثت تلك اللقطة في شوارع حمص، حيث يردد الجمهور وراء صوت خشن على طريقة أعراس الحارات الشامية القديمة كما سمعنا تماما في باب الحارة (.. ما بنحبك .. ما بنحبك) وسرعان ما يمكن اكتشاف المرسل إليه فهو حتما شخص واحد اسمه الرئيس بشار الأسد.

لكن في شوارع تعز استنسخ هتاف مألوف في ملاعب كرة القدم العربية يقول: هيه .. هيه .. إرحل يا علي.. لا نخترع العجلة إذا أخبرنا القراء بان المقصود بالتأكيد ليس مهاجم فريق الوحدات الأردني رأفت علي اللاعب العربي الأكثر شعبية، حسب استطلاعات المجلات العربية، بل المقصود الرئيس علي عبدلله صالح، لان رأفت يحظى بالعادة بالهتاف التالي: هيه .. هي إلعب يا علي، مما يعني ان الأخوان الثوار في تعز ملوا اللعبة وقرروا وقفها ويطالبون الأخ القائد بالرحيل ومغادرة الملعب.

القدس العربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى