صفحات الرأينجيب جورج عوض

أين أخطأنا؟ هل سيسأل “الإخوان المسلمون” أنفسهم يوماً هذا السؤال؟/ نجيب جورج عوض

حتى فترة قصيرة جداً مضت، كان عندي إيمان حقيقي بقدرة الإخوان المسلمين الإيجابية على الانخراط في العمل المدني والعام ورغبتهم البناءة بأن ينضجوا سياسياً ويتعلموا من أخطائهم كيف يتحولون إلى لاعب واعد جداً في العالم العربي. إلا أن الأحداث المفجعة الأخيرة في مصر جعلتني أدرك أن رجائي بأن أرى هذا يتحقق في أوساط قيادات الإخوان الحالية كان خاطئاً وأنَّ إيماني بحكمة قيادات الإخوان الحاليين في مصر كان مبنياً على وهم. للأسف!

لم يخطئ الجيش والشعب المصري أبداً في دعم فض وزارة الداخلية لاعتصامات الإخوان، فالإخوان هم من أعلن منذ أسابيع أنهم سيشنون حرباً مفتوحة على الشعب المصري وأنهم يريدون أن يستجروا الجيش والحكومة إلى مواجهة دموية عنفية وأنهم سيستجلبونها بكل الطرق والوسائل. ترافق هذا الشحن والتحفيز للعنف والدم والمواجهة مع خطابات تعبوية وتجييشية تربط الحرب المرجوة بالشهادة والجهاد الدينيين وكأن الإخوان هم الإسلام في مواجهة الكفار (أي باقي الشعب المصري). لم يكن أمام الشرطة والحكومة سوى فض تلك الاعتصامات. الإخوان هم من اختار أن يجر البلاد إلى الفوضى والعنف والموت وكأنهم يقولون للشعب المصري: “إما الإخوان أو ندمر مصر وندفنها في الرماد.” واليوم ينتقمون طبعاً من المسيحيين قبل أي طرف آخر، لأن المسيحيين تجرأوا أن يرفعوا صوتهم كمواطنين أحرار. في قلب تلك المعمعة المؤسفة في مصر, لا يسع المراقب الموضوعي إلا أن يعترف بأن الإخوان هم أصحاب المسؤولية الأولى والأساس (وإن لم يكن الوحيدة أو الأخيرة) في ما يحصل. فهم اتبعوا أسلوب النظام السوري ذاته بحرفيته، بأن جروا الحكومة والشرطة لاتخاذ اجراءات عاجلة لإعادة البلد إلى وضعها الطبيعي. رفضوا، كما رفض النظام السوري، كل الحلول السلمية والحوار، وركنوا بشكل علني وواضح، وبغض نظر فاضح من كل الدول الغربية، إلى الدم والعنف والموت وقالوا: “نحن نريد أن نجر مصر إلى الدمار والموت، فهو لغتنا وأسلوبنا الذي نحترفه.” كل المعطيات تفيد بأنَّ الإخوان في مصر، سواء عن وعي أو عدم وعي، عن قصد أو من دون قصد، يستنسخون منهجية النظام السوري بامتياز ويدفعون لها. وشعار “الأسد أو نحرق البلد” صار في مصر “الإخوان أو ندمر مصر”.

عندي إيمان عميق بأن العقلاء بين الشباب في الإخوان المسلمين في مصر وفي العالم العربي سيتوقفون في لحظة ما، حين تبرد القلوب والرؤوس، عند ما يجري في مصر ويسألون أنفسهم “أين أخطأنا؟” أود في هذا المقال أن اسمح لنفسي بتقديم مساهمة تحليلية فكرية هدفها، وبكل تواضع وانفتاح، أن تساهم في تقديم إجابة ما عن هذا السؤال الجوهري. برأيي المتواضع، أخطأ الإخوان المسلمون، وما انفكوا يخطئون حتى هذه اللحظة، في ارتكابهم لثلاثة مماهيات اختزالية فكرية منهجية هي برأيي ما يتسبب في ركونهم لخيار العنف والدمار، وهي برأيي ما قد يكون السبب البنيوي الرئيس لانهيارهم الايديولوجي والتنظيمي في يوم ما.

المماهاة الاختزالية الأولى التي يمكن للمراقب أن يستشفها من تحليل الموقف الكارثي الأخير للإخوان المسلمين في مصر هي مماهاة بين المصير القطري والجزئي لأحد تنظيمات الإخوان، من جهة، ومصير الإخوان المسلمين على المستوى التنظيمي العام والواسع، من جهة أخرى. نقلت لنا وسائل الإعلام عن اجتماع طارئ أقامه تنظيم الإخوان المسلمين العالمي في تركيا في أعقاب إزاحة الرئيس المخلوع محمد مرسي عن السلطة. جرى الاجتماع في فترة قصيرة جداً من عملية السقوط. وخرج المجتمعون فيه بمقررات تفيد بأن قادة الإخوان قرروا اعتبار فشل إخوان مصر تهديداً عاماً ومصيرياً يمس التنظيم برمته ويتطلب موقفاً دفاعياً مبدئياً شاملاً وكاسحاً على قاعدة “أكون أو لا أكون”. وقد لمسنا كمراقبين تداعيات هذا الاجتماع وقرار التنظيم العالمي بشن حرب شعواء ودموية واكتساح الشارع المصري بأعمال تخريبية وعنفية منفلتة العقال، وكأن من قرر هذا الخيار في التنظيم يفترض أن فشل الإخوان في مصر يهدد الكيان العالمي برمته في الصميم. برأيي كمراقب، هذه المماهاة الاختزالية بين مصير الإخوان في مصر ومصير التنظيم العالمي هي خطأ استراتيجي ومنهجي فكري مدمر تماماً. لا يجب اختزال تجربة الإخوان المسلمين العالمية بإرهاصات وأخطاء تجربة الإخوان في مصر، ولا ينبغي على الموقع العاطفي والتاريخي والمعنوي الذي يتمتع به الإخوان المسلمون في مصر (كونها الجماعة الأولى التي نشأت تاريخياً وكون مؤسسي الحركة الأول، أو آباءها، هم من مصر) أن يعني أن مصير التنظيم يجب أن يقترن دوماً بمصيره في أرض المنشأ. كان ينبغي على التنظيم أن ينطلق من اعتراف شجاع بفشل الإخوان في مصر وأن يبدأ بعملية نقد ذاتي ممنهج ومسؤول. لو فعل التنظيم هذا، ولو ركن إلى الفصل بين التنظيم العالمي وتجربة فروعه الأخرى في باقي دول المنطقة وبين التنظيم وفشله الفاضح في مصر لمكَّن عقلاء الإخوان من التعلم من نجاحات الإخوان القطرية الأخرى (هم ناجحون في تركيا، ويتعلمون من أخطائهم في تونس، ويتبنون موقفاً عاقلاً في المغرب وليبيا) وعدم ربط مصير تلك النجاحات بإخفاق الإخوان في بلد المنشأ. لا القيمة المعنوية، ولا حتى الجغرافية، لمصر الإخوان تقرر مصير القيمة الواقعية لما حققه الإخوان خارج مصر. أخطأ تنظيم الإخوان العالمي حين ماهى منهجياً بينه وبين إخوان مصر، فهذا الاختزال البنيوي سيقول للعالم أن فشل الإخوان في مصر هو فشل لهم في كل مكان، وكلما تشوهت صورة الإخوان في مصر أكثر كلما تشوهت صورة الإخوان في العالم أيضاً. مواجهة هذا الترابط لا تكون بتعزيزه والبنيان استراتيجياً عليه وكأنه أمر واقع، بل تكون برفضه والتأكيد على عدم الوقوع به، بل وبتوجيه الانتقاد للمخطئين والمتسببين بهذا الفشل دون خجل أو محاباة. هذا لم يحدث.

المماهاة الاختزالية الثانية التي يمكن للمراقب أن يستشفها من مراقبة الموقف “الإرهابي” للإخوان المسلمين في مصر هو مماهاة خطيرة ومدمرة بين تجربة الإخوان المسلمين السياسية وبين الإسلام السياسي بشكل عام. لطالما ردد الإخوان المسلمون خلال سنة حكمهم الفاشلة في مصر بأنهم هم الإسلام السياسي الوحيد والأصيل الذي يمكن التعويل عليه في مصر، وأن الإسلام السياسي هو هم فقط دون سواهم لمجرد أنهم أقدم تنظيم إسلامي في البلد. أصروا أن يقنعوا العالم برمته بأن كل ما يمت لتجربة وطبيعة وأجندات الإسلام السياسي في العالم يمكن استخلاصها في أوضح صورها وأكثر ملامحها موثوقية وواقعية في أدبياتهم وأدائهم وتنظيرهم وممارساتهم وعملهم السياسي والمدني والعام وعلاقاتهم وتحالفاتهم ودورهم السلطوي في مصر وباقي العالم. اختزل الإخوان في مصر كل الإسلام السياسي كظاهرة مدنية وسياسية ومجتمعية بهم هم دون سواهم (وقد حاول الإخوان في سوريا لعب الدور نفسه والقيام بعملية الاختزال ذاتها وما زالوا، وها نحن نشهد تخبطهم السياسي ووقوعهم في أخطاء فادحة وتسبيبهم لوقوع الثورة السورية في أفخاخ فشل عديدة). هذا الاختزال نوع ثان من المماهاة الفكرية والمنهجية التي قادت وستقود لا إلى دمار الإخوان المسلمين لوحدهم، بل وستقضي على أي أمل لقبول الرأي العام العربي بحضور ظاهرة الإسلام السياسي برمته على الساحة العربية العامة. لا يجب برأيي السماح باستمرار المماهاة بين تجربة الإخوان السياسية الجزئية وبين الإسلام السياسي كخط تفكير ومنهج ممارسة سياسيين ومدنيين بين منهجيات وممارسات سياسية ومدنية أخرى في الساحة العامة. ففشل الإخوان الأخير لن يدمر فقط دور الإخوان في مصر، بل وسيفتح المجال واسعاً أمام تدمير أي فرصة لولادة إسلام سياسي مدني وديمقراطي محترف يمارس بشكل حقيقي العمل العام بطريقة مدنية وحقوقية مقبولة ومعتدلة ومنفتحة وتعددية. سيبقى راسخاً في ذهن الجميع أن الإسلام السياسي المعادل للإخوان المسلمين يعني دوماً الإقصاء والقمع والعنف والتكفير والجشع السلطوي والفشل الدولتي. من الجيد أنَّ التيار السلفي في مصر تبنى موقفاً سياسياً ومدنياً مخالفاً لموقف الإخوان المسلمين ولم يساندهم في عملية اختزالهم لتجربة الإسلام السياسي بتجربتهم السياسية الفاشلة. هذا موقف حكيم ومتوازن وبعيد النظر يُحسب لهذا التيار وعقلائه. يخطئ الإخوان المسلمون المصريون، ومعهم كل إخوان مسلمون آخرون في التنظيم العالمي، إن هم استمروا باختزال الإسلام السياسي بهم وبتجاربهم وتنظيماتهم فقط. ففشلهم الأخير عندها لن يقضي عليهم فقط، بل سيقوض أي أمل بولادة إسلام سياسي حقيقي تعددي ومتنوع في الساحة العامة. كما أن الركون إلى العنف والقتل والتدمير والفوضى من قبل إخوان مصر سيعطي، وبسبب هذا الاختزال والمماهاة، صورة سلبية جداً عن الإسلام السياسي ويجعل الشارع يفقد الأمل به. ما كان يجب المماهاة اختزالياً بين الإخوان المسلمين والإسلام السياسي. إلا أنَّ تجنب هذا الاختزال أيضاً لم يحدث.

أما المماهاة الاختزالية الثالثة والأخيرة، والأكثر خطورة وتدميرية، برأيي، فهي مماهاة الإخوان المسلمين بينهم وبين “الإسلام” بحد ذاته. يحلو لإخوان مصر أن يرددوا مقولة شهيرة لطالما رددها مؤسسا حزب الإخوان في مصر، السيد قطب وحسن البنا، حين كانا يسألان عن تعريف مختصر دقيق للإخوان المسلمين. كان الشيخان يقولان: “الإخوان المسلمون هم الإسلام.” أسمح لنفسي بالتحذر والتخيل بأن الشيخين الجليلين لو عادا إلى الحياة اليوم وسمعا ترداد جماعة الإخوان لمقولتهما، خصوصاً في ضوء رؤيتهما المفترضة لما يفعله الإخوان اليوم في الساحة المصرية، لربما ندما على قولهما هذا وطلبا من أتباعهما أن لا يرددوه أبداً لأن معناه ومغازيه لا تنطبق أبداً على ما يرتكبه الإخوان المصريون من أفعال فادحة اليوم. ما أريد قوله من هذا المثل التخيلي هو أن الاستمرار في المماهاة بين الإخوان المسلمين والدين العظيم والعميق والواسع المدى “الإسلام” بحد ذاته لا يسيء فقط لهم ولتجربة الإسلام السياسي، بل ويسيء جداً للإسلام بحد ذاته. واحد من أكبر التحديات التي يواجهها المثقفون والأكاديميون العرب أمثالي في الغرب هو أن نثابر على تذكير الرأي العام بأن علينا التفريق المبدئي والقاعدي دوماً بين “الإسلام” وبين “المسلمين الذين يسمون أنفسهم بإسمه”. هذا التفريق هو ما يساعدنا على جعل العقل العالمي يحافظ على تفريق مبدئي بين مبادئ الإسلام وقيمه وتعاليمه، من جهة، وبين نموذج الإسلام الذي يقدمه إرهابيون مسلمو التدين ومتطرفون باسم الإسلام حول العالم. اليوم في مصر، يبني الإخوان المسلمون خطابهم التعبوي والتحريضي وخيارهم العنفي والدموي والتدميري في مصر على منطق أنَّ الشعب المصري والجيش قد انقلبوا على “الإسلام” بحد ذاته، وليس على جماعة إسلامية بذاتها، وأنَّ حربهم في مصر هي حرب بين “الإسلام” وبين “الكفار”. مثل هذا الخطاب الاختزالي المدمر يعيد ترسيخ المماهاة نفسها التي يعمل المثقفون والاكاديميون المسلمون والعرب حول العالم على تفكيكها. فما نحاول أن نخلص الإسلام منه في العالم، يأتي الإخوان المسلمون في مصر اليوم ليعيدوا تأصيله في أرض منشأ الإسلام وفرضه على المشهد في مصر، إن لم يكن على العالم العربي برمته. لا، الإسلام ليس الإخوان المسلمين فقط. لا بل في ضوء الأحداث الأخيرة في مصر، يمكن القول أنَّ الإسلام يقف على الطرف النقيض البعيد جداً عن الطرف الذي يقف عليه الإخوان المسلمون، سواء في حضورهم القُطْري المصري، أو في موقفهم وخيارهم الحربي والهجومي الأعمى على مستوى تنظيمهم العالمي. كان يجب الابتعاد تماماً عن اختزال الإسلام بالإخوان وتبرئة الدين الحنيف من كل ما يحصل في مصر. الملايين التي ملأت الشوارع في مصر ضد حكم الإخوان كانوا بغالبيتهم العظمى الساحقة مسلمين أيضاً. واليوم، من يناهض الإخوان في تجريتهم الفاشلة وينقدهم عليها هم مسلمون أيضاً (السعودية والإمارات والبحرين والأزهر الشريف). أي اختزال للإسلام بفريق مسلم بحد ذاته قد يعطي لهذا الفريق ميزات وصورة جذابة وشعبية مؤقتة وظرفية في البداية، إلا أنه قد يسيء جداً لصورة الإسلام ويشوه عمق رسالته بما لا يقاس حين يقع حامل الصورة في أخطاء ويرتكب جرائم بشعة لا تعود تبعاتها ونتائجها القصوى إلا على هذا الدين قبل غيره. كان يجب، بل ويجب دوماً، تحرير الإسلام من هذه المماهاة الاختزالية المنهجية والقاعدية التي ينتهج الإخوان اقترافها بحقه انطلاقاً من فهم خاطئ لتعاليم مؤسسي جماعتهم. ولكن، تجنُّب هذا الاختزال لم يحدث حتى هذه الساعة كذلك.

إنني أكتب مقالتي هذه كنوع من الدعوة الصادقة للإخوان المسلمين في مصر وفي التنظيم العالمي على حد سواء بأن يسمحوا للعقل بأن يتغلب على العاطفة، وللإنسانية بأن تتغلب على شهوة السلطة والطغيان، وبأن يبدأوا بسؤال أنفسهم بانفتاح وصدق وعقلانية جريئة “أين أخطأنا؟” إنني أدعوهم لإجراء قراءة نقدية وتفكيكية جريئة وجادة لكل أدبياتهم السابقة والحاضرة ولكل هيكلية منطقهم التفكيري ورؤيتهم لأنفسهم وللعالم حولهم. فليفعلوا ذلك بأن يقرأوا كل أدبياتهم وتعاليم مؤسسيهم على أنها نصوص تاريخية، نصوص في التاريخ ومن قلب التاريخ، كُتبَت لتخاطب التاريخ وانطلاقاً من هواجس وأسئلة وصراعات بذرها التاريخ في رحم عقولهم. عودوا لقراءة عقائدكم ومبادئكم ومشاريعكم السياسية والمدنية والإنسانية والدينية وسواها كقرَّاء تاريخيين يعيشون في قلب معطيات زمكانية وسياقية دائمة التبدل والتحول لدرجة أبعد ما تكون عن الميتافيزيقية وأعمق ما تكون تجذراً في الوجود التاريخي للواقع البشري. كل مماهاة اختزالية تتمسكون بها ما هي إلا إصرار على الانسلاخ عن التاريخ وسلخ الفكر والنص والتعاليم المتوارثة عن طبيعتها التاريخية. البداية ليست في تغيير الأساليب والممارسات، بل في إعادة تشكيل العقول والمنهجيات وطرائق الوجود في الزمان والمكان. البداية هي بأن تتذكروا أنكم كائنات تاريخية من قلب إرهاصات الزمان والمكان وعليكم أن تتفاعلوا معها بانفتاح وإيجابية وتماهٍ كينوني، كي لا يلفظكم التاريخ وكي لا يسحقكم طوفان الزمن. هل من عاقل في الإخوان يسمع ويتأمل بانفتاح؟ هل من عقلاء باقون في تنظيمات الإخوان القطرية أو تنظيم الإخوان العالمي مستعدون أن يخلصوا العالم العربي من مأساته الحالية التي يسببونها فيه وأن يتحولوا إلى مساهمين، عوضاً عن أعداء مناهضين، في سيرورة وصول العالم العربي الطويلة والمعقدة للربيع العربي؟ مازال عندي بعض رجاء بأن أجيال الشباب من الإخوان ستحمل عقلاء إلى الساحة.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى