صفحات المستقبل

إلى فناني سوريا : الفن رسالة و رسالة كلّ منكم قد وصلت ..

 


على الرغم من أنني كنت ُ منذ ُ أيّام ٍ في حديث ٍ مع إحدى الصديقات بأنني أرفض ُ في هذه المرحلة أيّ تضيع ٍ للوقت ِ بمشاحنات بين الأشخاص، و أنني سأعتبر ُ نفسي صمّاء لا أسمع ما يقوله ُ بعض – المشاهير و المعروفين بشكل ٍ خاص – كي أمتنع َ عن الرد و بالتالي الدخول في مشاحنات ثانويّة لا تخدم القضية في هذه المرحلة  و لكن ّ بعد قراءتي في ذات اليوم للبيان الذي صدر َ عن شركات الإنتاج الفنيّة لم أستطع أن أحتفظ َ  بتطبيقي لنظريتي المذكورة أعلاه.

فلقد أعلن َ البيان مقاطعه شركات الإنتاج للفنانين و المثقفين الذين وقّعوا على  نداء صدر َ عن ما يقارب 400 فنان وقعوا عليه تحت عنوان “ عاجل للحكومة السورية من أجل أطفال درعا“ و الذي ناشد َ الحكومة السورية أن تقوم بتموين درعا بكلّ من الحليب و الأدوية .

ما أفقدني قدرة تحمّل هكذا بيان من شركات الإنتاج هو نقطتين الأولى هي استخدامه الواضح و المستفزّ للهجة التخوين المباشرة للموقعين على “نداء الحليب” ، كما أسموه ساخرين :

“ نعلن رفضنا لمحتوى   (( نداء الحليب )) كونه جاء على شاكلة ادعاءات شهود العيان والناشطين المجهولي الهوية الذين تمت فبركتهم في الدوائر الأجنبية المشبوهة.”

و تابع َ ، “كان الأجدى بموقعي النداء التأكد من الحالة التموينية في درعا من وزارتي التموين والاقتصاد قبل اعتماد بيان (( نداء )) صيغ في دوائر الفيس بوك الأمريكية المعروفة جيداً بعدائها السافر لوطننا الغالي بكل ما يمثل “

و النقطة الثانية هي الهدف من لهجة البيان التي حاولت ُ فهم َ ما تصبو إليه  و ما هو بالضبط معنى “ مقاطعه “ الفنانين الموقعين عليه كشركات انتاج ٍ و مصدر رزق للممثلين و جائني الرد عندما قرأت ما قاله هاني مخلوف على لسان شركة الهاني للإنتاج الفني  على صفحات سيريا نيوز عندما اتهم المطالبين بفك الحصار الغذائي عن مدينة درعا “بالخضوع لتهديد بعض شركات الإنتاج المصرية بعدم التعامل مع أي فنان سوري ما لم يحسم أمره و يقف ضد الحكومة” . فلربما كان َ هذا هو لسان حال البيان الصادر عن شركات الإنتاج الموقعه على البيان مع تغيير كلمتين فيه كي يصبح – إملأ الفراغ بالكلمة المناسبة من وحي البيان : ( بالخضوع لتهديد بعض شركات الإنتاج . . . . بعدم التعامل مع أي فنان سوري ما لم يحسم أمره و يقف … الحكومة )

و مع أنّ ذلك لم يكن مباشرا ً إلّا أنه ُ ما وصل ّ إلي ّ من البيان و لهجته و تفسير السيّد هاني مخلوف له ُ ، ممسكا ً بذلك الممثلين المعنين ببيان الحليب من اليد التي تؤلم و منحهم الإختيار بين َ أن يبدوا آرائهم بحريّة و بين َ أن يحافظوا على باب رزقهم : “لا يمكن أن نسامحكم حتى تقدموا اعتذاركم لكل مواطن سوري عن بيانكم المقنع و الذي يهدد مصالحه و أمانه و وحدته الوطنية”.

أمّا عني أنا فأسأل بعض الفنانيين المؤيدين أو الموقعين على بيان ٍ يقاطع ُ زملائهم لمجرد اختلافهم بالرأي معهم ، و إلى شركات الإنتاج و أصحابها : أيعقل أنكم استطعتم الضحك على عقولنا بهذه البساطة و أننا صدقناكم على مدى أعوام ٍ ، بل و كنتم الأبطال في عيون الكثيرين و ربما المثال الأعلى ؟!! هل يعقل أنكم في الواقع لا تختلفون َ أبدا ً عن أصحاب المناصب الذين يتصدرون الشاشات ليملوا علينا الخطابات بابتسامات ٍ و لهجات ٍ نشفق ُ عليهم من خلالها ؟ و السؤال الأكبر ، هل سنستطيع يوما ً أن نصدقكم في المستقبل ؟

إنّ مسلسلاتكم النقديّة الحادة كانت توحي بأنكم أكثر اختلافا ً و ربما  براءة ً مما قد أتى الواقع ليؤكد . كيف َ سنصدقكم مجددا ً، لا أعرف ؟

لطالما سمعناكم تتصدرون شاشات التلفاز و ترددون عبارة ، الفن ّ رسالة ، و انا اضيف أيضا ً انه ُ قضيّة ، و الآن رسالة كلّ منكم تصل إلى جمهوره . لم أصّفق في ايّ لحظة ٍ سابقة لقوائم العار التي بدأت تملأ الفيس بوك ، و لكن هنا أقول ُ أن ّ التخوين َ عار ٌ و أن ّ قطع مصادر الرزق عار ٌ و أن ّ الوطن ، كان و سيبقى ، يتسع للجميع.

للإطلاع على بيان شركات الإنتاج هنا ..

للإطلاع على بيان الفنانين لفك الحصار الغذائي عن درعا هنا

http://www.freesham.com/

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى