صفحات سورية

إلى لقاء قريب


منذر خدام

بين الحريةوالديمقراطية من جهة، والاستبداد من جهة ثانية، لا توجد منطقة رمادية، وقد اخترت منذ أكثر من أربعين سنه الحرية والديمقراطية، وكرست ثقافتي وجهدي في سبيل ذلك، لقناعتي بأننا في الحرية نكسب جميعاً، نكسب وطناً عزيزاً كريماً حصيناً، نكسب مستقبلاً، أما في الاستبداد فنخسر جميعاً. ببساطة لأن الحرية لا معنى لها بدون المسؤولية، والمسؤولية لا معنى لها بدون المحاسبة، والمحاسبة لا معنى لها بدون سلطة القانون…بدو ن الحرية والمسؤولية والمحاسبة وسلطة القانون ينمو التخلف ويسلطن الفساد..

وبدون الديمقراطية لا تستطيع جميع فئات المجتمع الدفاع عن مصالحها، وتقديم أفضل الخيارات لتطوير البلد بصورة دينامية… في ظل الديمقراطية الجميع مضطرون للمنافسة وتقديم الأفضل…

والاختيار لم يكن سهلاً، في ظروف الفساد المعمم، والعيون الأمنية التي تحصي عليك أنفاسك…مع ذلك كنت دائما جاهزاً لدفع الثمن.. وقد سددت دفعته الأولى البالغة نحو ثلاث عشر عاماً من السجن…. وهناك آخرون يدفعون حياتهم ثمنا لذلك… كم كنت أتمنى ان ينصت المعنيون لما كتبته الدكتورة بثينة شعبان في بداية شهر آذار في جريدة تشرين الرسمية أو أن ينصتوا لما كتبته في حينه تعليقا على مقالتها، بعنوان “آفاق الزمن القادم”، او ما صرحت به على بعض وسائل الإعلام.. … لكنا وفرنا على بلدنا وشعبنا الكثير من الشهداء وكثير من المعاناة… وبدلاً من ذلك شُنت علي حملة ترهيب فظيعة لم توفر حتى زوجتي واولادي… وتقولني أشياء غريبة لم أقلها..(إنهم كعادتهم يحكمون قبل أن يستوثقوا)

مع ذلك أقول لهؤلاء لن ترهبوني… واعلموا إنني سوف اعاقبكم بالتسامح، وبتشغيل عقولكم….. وإذا كنت مضطرا للصمت مؤقتا فذلك لأسباب شخصية ضاغطة لا تقبل التأجيل… إلى لقاء قريب عسى تكون سورية أفضل..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى