صفحات الحوار

“إما أن يسقط النظام وإما أن يسقط الشعب”

 


إعداد علاوة مزياني

أكد المحامي المعارض والناشط الحقوقي السوري هيثم المالح في مقابلة مع موقع فرانس 24، أن ليس ثمة بديل في بلاده، قائلا أن الخيار هو بين سقوط النظام أو سقوط الشعب. وأضاف المالح، البالغ من العمر 80 عاما والمقيم بدمشق، أن الاحتجاجات مرشحة للتصاعد.

فرانس 24: سرت أنباء عن وقوع مجزرة ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة حمص (ثالث أكبر مدينة في سوريا). هل لديك معلومات عن صحة ما حدث؟

هيثم المالح: أنا أعلم أن قوات الأمن هاجمت محتجين معتصمين بساحة “الساعة” في حمص – وسط البلاد – لتفريقهم وإخلاء الساحة. وأعلم أيضا أن الأمن استعان، وهذا أمر مألوف، بما يسمى في سوريا بـ”الشبيحة”، أي أناس خارج النظام يعملون لحساب قوات الأمن مقابل أموال للتهجم والتسلط على الشعب ومنعه من المطالبة بحقوقه. وهذا بالطبع أمر غير مقبول تماما لأنه يحمل مخاطر على وحدة الشعب السوري.

الأوضاع في سوريا لم تهدئ بالرغم من تعهدات الرئيس بشار الأسد بالإصلاحات السياسية والاجتماعية. برأيك، هل الاحتجاجات مرشحة للاستمرار والانتقال إلى مدن ومناطق أخرى أم أنها ستخمد بمرور الزمن؟

لا شيء يوحي بأن الاحتجاجات ستتوقف فجأة وأن الناس سيعودون إلى بيوتهم بين عشية وضحاها. فهم يدركون أنهم حققوا مكاسب كبيرة أبرزها كسر جدار الخوف والخروج إلى الشارع في تظاهرات جماهيرية ضخمة. وقد يصل بهم الأمر إلى استعمال العنف إذا تعذر، بفعل السلطة، تحقيق مطالبهم.

فالأوضاع في سوريا ازدادت سوءا وتدهورا. ومع ذلك ما لمسته لدى السلطة أن توجهاتها العامة هي زيادة القمع والبطش وممارسة سياسة الكذب على الشعب. مثال على ذلك النظام يتكلم ويطيل الحديث عن خطر السلفية على سوريا ويصر على تضخيم حجم هذا الخطر، إلا أن الكل يعلم أن هذه مناورات وكلام فارغ ليس له أساس من الصحة.

للإجابة عن سؤالك، فأنا أعتقد أن الاحتجاجات التي تجتاح سوريا منذ أسابيع لن تخمد بمرور الزمن كما يأمل ويتوقع النظام، بل هي مرشحة للتصاعد والتشدد. وأتوقع أنها ستعم عاجلا أو آجلا كل المدن السورية

هل المحتجين والمتظاهرين هم “مجموعات مجرمين مسلحة” كما وصفهتم مصادر رسمية أمس الاثنين؟

هذه المصادر تتلقى تعليمات من جهاز الأمن عن هذا الحدث أو ذاك. فهي مطالبة بتنفيذ التعليمات التي تتلقاها للدفاع عن النظام.

هل أصاب الرئيس بشار الأسد في رده على الاحتجاجات؟ هل قدم ما يكفي من التنازلات؟ وهل الشارع السوري راض عن إعلاناته ووعوده الأخيرة؟

لا، لم يصب في رده على مطالب الشعب السوري. الرئيس بشار الأسد في الحقيقة لم يجب على أي مطلب من مطالب المحتجين والمتظاهرين، والشيء الوحيد الذي أراه تنازلا منه هو أنه أقر في خطاباته وتصريحاته بأحقية هذه المطالب. لكن، بالرغم من ذلك لم يقدم أي برنامج ولا خطة تدل على أنه سيلبي مطالب الجماهير. وأنا لم أتفاجأ برده على المحتجين، لأنني بعثت إليه بما لا يقل عن ثماني رسائل تضمنت مقترحات وحلول لمشاكل السوريين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لكني لم أتلق أي رد.

هل تتوقع سقوط النظام أو حدوث تغيير في سياسة القمع التي ورثها بشار عن والده الرئيس حافظ الأسد؟

ليس هناك بديل: فأما أن يسقط النظام وأما يسقط الشعب. الواقع أن النظام السوري لم يتغير منذ ثمانينات القرن الماضي، لا في طبعه ولا في تفكيره. فهو دائما يعتمد نهج القمع والبطش والطغيان والتعتيم والمضايقة والتجاوزات الخارقة للقانون والعدل. ولا يزال يمارس سياسة خطف المعارضين وتعذيبهم واعتقالهم في أماكن سرية يستحيل العثور عليها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى