صفحات سوريةفاضل الخطيب

إيديولوجية -مطرح ما يدوس يبوسوا- للأحذية المستعملة…

 


فاضل الخطيب

كنت أعتقد أن العلف “يُورق” في بعض زوايا الجبل لكن يبدو أن نوعية علف التصدير رفيعة المستوى.. تكتب حناجر طلائع بعض أيتام الوريث إبداعاً فكرياً يُبرر توريث الغالي الذي سيورثهم الذّل والخجل والذي سيوّرثوه لأبنائهم، بعضهم يحمل شهادات –تردد الولاء مثل الشاطرين الجدد حفظة أسماء الدواء، وبعضهم يعمل في تجارة الكيف ويتحدث عن الشرف. وأشعر بالشفقة على بعضهم الذي يظهر عليه أنه مغلوبٌ على أمره –لأمرٍ ربما يبتزونه فيه- محاولاً تأكيد ولاءه للوريث وتنديده بالخونة والمندسين ويستخدم يومياً عدة مرات كنزه اللغوي بكامله. وآخرون يغسلون أوساخ مخلوف ثم يرشها عليهم الوكيل العام الصغير دراهم ودنانير صغيرة للتبرك بطبخهم النظيف الخالي من الملح. وهناك نسخٌ سوقية تنافس كلاب الصيد في أمانتها وهزّ ذيلها بعد كل كلمة “برافو”. وجود الوريث عارٌ على عَلَم واسم سوريا، وجماعة “مطرح ما يدوس يبوسوا” هي فعلاً عارٌ على تاريخ ومستقبل الجبل، وأراهم فرداً -فرداً بذلّهم وبؤسهم مع أوساخهم وصور وريثهم. ويعرف بعضهم أننا نعرف عنهم معرفة يقينية أكثر مما يعرف رفاقهم أو حتى أسيادهم المعروفين. نُسخٌ ممعوطة لأذيال مافيات الأسد التي تحتضر..

جماعة “مطرح ما يدوس يبوسوا” يسخرون من أوباما ويصفونه “عبد” وغبي لأن لونه أسود… رغم أن أوباما يقود أعظم بلد في العالم –اقتصادياً وعسكرياً ونفوذاً- وأسيادهم يتمنون لمس يد أوباما، وأكثرهم يتباكى لدخول بلد أوباما. أوباما لم يرث السلطة عن أبيه، بل ضمن منافسة وانتخابات ومراقبة العالم كله وليس استفتاء أسدي سخيف، ولم يتقاسمها مع أقربائه. قادة القوات المسلحة والأمن ليسوا أخوته، ولا يوجد عنده مخلوف، وبعد انتهاء فترة حكمه القانونية سيترك السلطة، ربما لهذا لا يحتاج جمعيات إيديولوجية “يبوسوا مطرح ما يدوس” صنع في سويداء الأسد. جبلنا أنبت من حرّر الوطن وليس أحفاد وأذناب المتواطئين على ترابه.

ونستشهد بعريضة مناشدة أضحت وثيقة وهي محفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية تحت الرقم رقم 3547 بتاريخ 15/6/1936 موجّهة إلى رئيس حكومة فرنسة ليون بلوم، وجوهرها مناشدة الاستعمار الفرنسي بعدم الجلاء والموقعون: عـزيز آغـا الهوّاش، محمد بك جنيـد، سـليمان المرشـد، محمود آغـا جديـد، سـليمان أسـد(جد بشار)، محمد سليمان الأحمد.

ومن هوامش دار النشر: (1) تقول الدكتورة سلمى بنت عبد الرحمن الخيِّر وهي إبنة أحد شيوخ القرداحة، إن سليمان أسد، ليس من أهل القرداحة، بل كان وافداً إليها من خارجها، ولذلك سكن عند مدخل القرية، ولم تكن له أرض يملكها، بل كان فقيراً جداً، ومنعزلاً عن أهل القرداحة، وكان هو وأولاده ذوي قوة بدنيـة وشراسة في المعاملة حتى سماهم أهل القرية بيت (الوحش)، ويسمونهم أيضاً بيت (الحسنة)أي الصدقة، لأن أهل القرية كانوا يتصدقون عليهم، لأنهم فقراء جداً حيث لا أرض لهم.. (2) “الأسد”الصفحة 38 بطبعته الصادرة عن “شركة المطبوعات للتوزيع والنشر”… (3) “نيويورك تايمز”،العدد الصادر في العاشر من تموز 2005.

في يوم 10 حزيران 1967 أعلن وزير الدفاع حافظ الأسد البيان 66 والذي أعلن فيه سقوط القنيطرة قبل سقوطها الفعلين وشاء القدر أن يكون يوم وفاته الفعلية هو 10 حزيران. لقد كان حافظ أميناً لتراث والده النضالي، وسار الوريث على خطى عائلته أباً عن جد وبكل جدية.

سليمان الأسد كان جدهم، ورفاق سلطان الأطرش كانوا أجدادنا، ومازال يُردد بعض أحفاد أجدادنا لحفيد سليمان الأسد “مطرح ما يدوس يبوس”. وللحذاء لساناً ينطق عند البعض ولاءً وثقافة حذائية..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى