أحداث وتقارير اخبارية

احداث الثلاثاء 19 تموز 2016

 

 

 

غارات التحالف تحبط هجمات على «قوات سورية الديموقراطية»

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

قتل 21 مدنياً في قصف لقوات التحالف الدولي على مدينة منبج وقرية قريبة منها شرق حلب، استهدف وقف هجوم مباغت شنه «داعش» على «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية في المدينة وريفها، في وقت اتهمت فصائل سورية معارضة «وحدات حماية الشعب الكردي» بالمساهمة في إحكام الحصار على مناطق المعارضة في الأحياء الشرقية لحلب.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بمقتل 15 مدنياً في قصف للتحالف الدولي على أطراف حي الحزاونة الشمالية في مدينة منبج، إضافة إلى ستة آخرين في قرية التوخار في ريفها الشمالي». وأشار إلى جرح 20 آخرين.

ويواجه «داعش» في منبج في ريف حلب منذ 31 أيار (مايو) هجوماً واسعاً لـ «قوات سورية الديموقراطية» التي نجحت في تطويق المدينة بالكامل ودخلتها في 23 حزيران (يونيو) بدعم من طائرات التحالف الدولي. ووثق «المرصد» منذ ذلك الوقت مقتل «104 مدنيين في قصف التحالف على منبج وريفها».

وتعد منبج إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في محافظة حلب. ولمنبج أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله شرق والحدود التركية.

وكان «داعش» شن أمس هجوماً مباغتاً على «قوات سورية الديموقراطية» شمال شرقي منبج على قرى تسيطر عليها هذه «القوات» وتبعد نحو 15 كيلومتراً من المدينة. وترافقت الهجمات على ريفي منبج الشمالي الشرقي والجنوبي، مع قصف متبادل بين الجانبين.

وفي مدينة حلب، استمرت «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في مزارع الملاح وطريق الكاستيلو شمال حلب» بحسب «المرصد» بعد إعلان دمشق أول من أمس إحكام القوات النظامية والميلشيات الموالية الحصار على الأحياء الشرقية في حلب شمال البلاد بعد تمكنها من قطع بشكل كامل آخر منفذ إلى تلك الأحياء التي يقطنها عشرات آلاف المواطنين.

وقالت «الجبهة الشامية» التي تضم فصائل معارضة إن «وحدات حماية الشعب الكردي (جزء من قوات سورية الديموقراطية) التي تسيطر على حي الشيخ مقصود في حلب شاركت النظام بقطع طريق الكاستيلو شمال حلب، وفرض حصار مطبق على المدينة» التي تعرضت إلى قصف روسي وسوري عنيف، أسفر عن مقتل 914 و5700 جريح خلال 87 يوماً من القصف، بحسب «المرصد».

وأفاد بيان لـ «الجبهة الشامية» بأن مدينة حلب «تمر بظروف عصيبة جراء القصف الهمجي المتواصل من النظام والمدعوم بالطيران الروسي على المدينة التي يقطنها نحو 400 ألف مدني خلال الأسابيع الماضية». وأضافت: «قطع طريق الكاستيلو زاد من معاناة المدنيين، حيث يعتبر المنفذ الطبي والإنساني والمدني الوحيد للمدينة».

 

خوف في شرق حلب بعدما حاصرها الجيش السوري

المصدر: (و ص ف، رويترز)

يسيطر الخوف على سكان الاحياء الشرقية في مدينة حلب بشمال سوريا بعدما باتت قوات النظام تحاصر منطقتهم تماماً، ويسعى كثيرون الى ايجاد طريق للرحيل استباقاً لسقوط المدينة أو تحسباً لحصار تجويعي طويل.

وأحكم الجيش السوري الاحد الحصار على الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة بعدما قطع تماماً طريق الكاستيلو، آخر منفذ الى تلك الاحياء التي يقطنها أكثر من مئتي الف سوري.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الاشتباكات تتواصل بين قوات النظام والفصائل الاسلامية والمقاتلة في محيط الكاستيلو بشمال حلب. كما تتعرض الاحياء الشرقية لغارات جوية منذ صباح الاحد.

وقال محمد ركبي (38 سنة) من سكان حي بستان القصر في الجهة الشرقية: “أشعر بالخوف من القادم. ربما هاجم النظام الاحياء الشرقية ولن يكتفي فقط بمحاصرتها، فالقصف اليومي الشديد لاحيائنا يوحي بذلك”.

وبدأ سكان الاحياء الشرقية منذ أيام يعانون نقصاً في مواد التموين.

وقال محمد زيتون (44 سنة) من سكان حي المشهد، وهو ميكانيكي سيارات ووالد لخمسة اولاد، “توقفت عن العمل منذ أيام بسبب فقدان الوقود”.

وأبدى مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية قلقه من قطع طريق الكاستيلو “أمام الامدادات الانسانية من شرق مدينة حلب واليه”، وخصوصا بسبب “الكثافة السكانية المرتفعة في هذه المنطقة”.

وأوضح ان في الاحياء الشرقية حالياً “غذاء يكفي لـ145 الف شخص على الاقل لمدة شهر واحد ومستلزمات طبية تكفي لاربعة الى خمسة أشهر”، مؤكدا “الحاجة العاجلة الى مزيد من المساعدات المنقذة للحياة”.

وشددت الامم المتحدة على ضرورة وصول المساعدات الانسانية “باستمرار ودون عرقلة الى شرق مدينة حلب لانقاذ حياة الناس والحدّ من المعاناة”.

وأفاد المرصد إن 20 مدنياً على الأقل قتلوا في غارات شنتها مقاتلات تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا.

 

محاولة الانقلاب في تركيا تفاقم الأزمة بين واشنطن وانقرة

واشنطن – أ ف ب – تفاقم محاولة الانقلاب في تركيا وعمليات التطهير التي تقوم بها السلطات التركية، الأزمة في العلاقة بين واشنطن وانقرة، علماً بأنها تشهد أصلاً فتوراً بسبب الحرب في سوريا وملف حقوق الانسان.

 

والبلدان حليفان تاريخيان داخل حلف شمال الأطلسي ويخوضان رسمياً المواجهة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق. لكن العلاقة الدبلوماسية بينهما ليست على ما يرام منذ أشهر، سواء جراء خلافاتهما العميقة حول المعركة الدولية ضد الجهاديين او بسبب التوجه السلطوي لنظام الرئيس رجب طيب اردوغان.

 

ووجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاثنين تحذيراً شديد اللهجة، وحض في حضور نظيرته الأوروبية فيديريكا موغيريني في بروكسل، “حكومة تركيا على احترام المؤسسات الديموقراطية للأمة ودولة القانون”.

 

وليست المرة الأولى التي تحذر فيها واشنطن انقرة في موضوع الحريات العامة.

 

فبعد قمع لوسائل الإعلام والمعارضين الأتراك استمر أشهراً، ندد الرئيس باراك اوباما في نيسان/ابريل ب”النهج المقلق جداً” الذي يتبناه نظيره التركي على صعيد حرية الصحافة.

 

وعلق كيري الاثنين، على عمليات التطهير الواسعة التي يقوم بها اردوغان في صفوف الجيش والشرطة والقضاء، محذراً انقرة بوضوح بالنسبة الى مستقبلها في الحلف الأطلسي ومعتبراً ان العضوية في هذا الحلف “تشمل متطلبات على صعيد الديموقراطية”.

 

– تركيا خارج الأطلسي –

 

ورأى ماثيو بريزا، الخبير في مركز “دينو باتريسيو اورايجا” الذي مقره في تركيا، ان تصريحات كيري “أسيء تفسيرها هنا (…) (واعتبرت) بمثابة تحذير مفاده ان الولايات المتحدة قد تدفع تركيا الى الخروج من الأطلسي”. وكان يتحدث خلال مؤتمر لمجلس الأطلسي (مركز دراسات) في واشنطن. وتوقع تالياً ان تشهد المرحلة المقبلة من العلاقة بين البلدين “اضطراباً”.

 

ويقول الباحث في مركز الأبحاث الدولية للعلوم السياسية بيرم بلشي، ان تصريح كيري “غير مسؤول تماماً”. وتساءل “اذا خرجت تركيا من الحلف الأطلسي، من سيحل محلها بمبادرة من الولايات المتحدة؟”.

 

ويرى محللون ان عقدة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة تكمن هذه المرة، في مصير الداعية فتح الله غولن الذي يقيم في منفاه الأمريكي وتتهمه انقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب. ويقود غولن، الخصم اللدود لأردوغان، حركة قوية في تركيا تضم مدارس ومنظمات غير حكومية وشركات.

 

وفي حين تطالب انقرة واشنطن بتسليمها المعارض، رد كيري والخارجية الأمريكية ان الولايات المتحدة “لم تتلق حتى الآن طلباً رسمياً” من تركيا، مطالبين اياها بتقديم “أدلة وليس مزاعم” بحق غولن الذي يقيم منذ 1999 في شمال شرق الولايات المتحدة.

 

وأكد الرئيس اردوغان عبر شبكة “سي ان ان”، ان انقرة ستقدم قريباً الى واشنطن طلباً رسمياً في هذا الشأن بموجب “اتفاق لتبادل المجرمين”.

 

– “تركيا ام غولن” –

 

وقال ارون شتاين من مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، والذي كان يتحدث أيضاً امام مجلس الأطلسي “نرى مزيداً من المسؤولين الأتراك الكبار يقولون ان على الولايات المتحدة ان تختار بين تركيا وغولن”.

 

وتوقع بدوره “أزمة في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا”.

 

على المدى القريب، قد يشهد التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية مزيداً من التعقيد.

 

وكان الحليف التركي الذي تعتبره واشنطن في الكواليس متردداً وربما ملتبساً في موقفه، أجاز في تموز/يوليو 2015 للتحالف الدولي استخدام قاعدة انجرليك الجوية (جنوب) لشن غارات جوية على الجهاديين في سوريا والعراق. ونشرت الولايات المتحدة في هذه القاعدة 1500 من الجنود والمدنيين اضافة الى طائرات من دون طيار ومقاتلات.

 

غير ان انقرة تشتبه بأن القاعدة استخدمت لإمداد مقاتلات الانقلابيين مساء الجمعة.

 

وتبقى اولوية تركيا في المنطقة التصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني، في حين تدعم واشنطن الأكراد في سوريا والعراق في معركتهم ضد الجهاديين.

 

وبناء عليه، اعتبر ارون شتاين ان “كيفية تنفيذ التحالف لعملياته ستتأثر”.

 

وأقر السفير البريطاني السابق في تركيا والولايات المتحدة بيتر وستماكوت، بأن “كل ذلك سيشهد تعقيداً اكبر في لحظة معينة، لكن مشاركة تركيا في الجهد الموحد والدولي ضد الدولة الاسلامية لن تتبدل، آمل في ذلك”.

 

مقتل 85 مدنياً في قصف للتحالف الدولي شرقي حلب

حلب – الأناضول – قُتل 85 مدنياً في قصف لطائرات التحالف الدولي، الثلاثاء، استهدف قرية توخار، بريف منبج الشمالي شرقي حلب (شمال)، الواقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية”.

 

وأفادت مصادر محلية، أن القصف استهدف تجمعاً للمدنيين، كانوا يحاولون الخروج من القرية بسبب القصف والاشتباكات في محيطها.

 

وأوضحت، أن عائلات بأكملها قتلت في القصف، مشيرة أن هناك 100 جريح على الأقل تم نقلهم إلى المشافي الميدانية.

 

وأطلقت منظمة “ب ي د” (ذراع منظمة “بي كا كا” في سوريا)، وقوات التحالف العربي السوري، الفصيلان المنضويان تحت مايسمى بقوات سوريا، قبل نحو شهرين عملية عسكرية بمساندة طائرات التحالف الدولي للسيطرة على مدينة، أحد أهم معاقل التنظيم في حلب.

 

الطلبة السوريون في الأردن ضحايا «الائتلاف» وشهادة البكالوريا «التوجيهي» غير المعترف بها

فراس اللباد

مخيم الزعتري (الأردن) ـ «القدس العربي»: بعد أن ترك الطلبة السوريون مقاعد الدراسة وهربوا من بلادهم بسبب الحرب، لم ترحمهم الصحراء في مخيم الزعتري الذي يعيشون فيه.

«الشهادة الثانوية البكالوريا هي حلم للشاب السوري لأنها هي التي تحدد حياته وتكون شخصيته، وخاصة في ظل هذه الظروف التي تمر بها سوريا، وما نعيشه نحن في دول اللجوء»، بحسب ما قال خالد العايد، وهو طالب لاجئ في مخيم الزعتري.

وتابع العايد حديثه لـ «القدس العربي»، «نحن نعيش في مخيمات ورغم ذلك نتفوق ونثبت جدارتنا بالعلم، ولكن لا أحد يقدر ذلك لنا، حتى اصبحت المعارضة السورية أو «الائتلاف» يقدم لنا شهادات بكالوريا بلا اعتراف، وهي فقط حبر على ورق بدون أي فائدة منها».

في حين قالت ريم صالح وهي طالبة تدرس التوجيهي الأردني «البكالوريا»، بعدما أنهت بكلوريا الائتلاف: اضطرت إلى إعادة الثانوية العامة التوجيهي الاردني، لأن شهادة الائتلاف السوري غير معترف بها، ولم تقبلها اي جامعة، وتقدمت لكل المنح المعطاة للطلبة السوريين في الخارج، ولكن الجامعات كانت تطلب الثانوية العامة الرسمية للبلد الموجود به الطالب، أو الثانوية العامة السورية (النظامية)، ولم استفد من شهادة الائتلاف، فقررت أن أتقدم للثانوية العامة الرسمية التوجيهي في الأردن لأحصل على منحة لدراسة جامعية واكمل دراستي وأنقذ ما تبقى من مستقبلي.

وقال الناشط الاجتماعي محمد نايف: هناك أعداد جديدة من الطلاب السوريين الذين سيحصلون على شهادة البكلوريا من الائتلاف، وسيضعونها في درج الخزانة حيث لن تلزمه في أي شيء في حياته التعليمية، ولا العملية، باستثناء التسجيل في الكلية ضمن ما يسمى شهادة الديبلوما.

وتابع نايف انه لا يمكن للطالب حتى التجسير من بعد التخرج من الكلية، ويتم اعتبارها مجرد شهادة خبرة لا أكثر، مشيراً إلى أنه يتم «صرف مبالغ مالية منذ اربع سنوات على الدورات التعليمية والمراقبين والمناهج، وفي النهاية الطلاب لا يستفيدون شيئاً من شهادة الائتلاف السوري”. يذكر أن عدد طلبة مدارس مخيم الزعتري يبلغ قرابة 19 ألف طالب وطالبة.

 

التهجير وسيلة الأسد للسيطرة على المناطق المحررة في سوريا

سما مسعود

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: اعتمد نظام الأسد على مبدأ إعادة التوزيع السكاني في المناطق الخارجة عن سيطرته والمهادنة كوسيلة سريعة وفاعلة لإعادة بسط نفوذه، تمهيداً لما بات يعرف بـ «سوريا المفيدة»، ولم تكن محاولات تفريغ مدن الطوق الدمشقي آخر هذه الخطوات فقد لجأ نظام الأسد إلى تفريغ قريتي قزحل وأم قصب بريف حماة الجنوبي من ثوارهما باتجاه بلدة الدارة الكبيرة بريف حمص الشمالي.

ساد حذر مشبوب بالترقب بين الطرفين في الفترة الماضية، إلى أن اعتقلت قوات النظام من ادعت أنهم مطلوبون ومنهم نساء، بحسب ما أكده ناشطون لـ «القدس العربي» الأمر الذي دفع بعض الثوار إلى التصدي للدورية واحتجاز عدداً من عناصرها، وبين الناشط الإعلامي عبيدة الحموي لــ «القدس العربي»: أن القريتين مقموعتين لكن حادثة اعتقال النساء أدت لتفجير الموقف وسط ترقب لما هو آت، مشيراً إلى أن أغلب سكانهما من الأغلبية التركمانية.

وأردف الحموي قائلاً : «تفاقم الوضع عندما حاصر الجيش التابع لنظام الأسد بدباباته ورشاشاته القريتان الواقعتان بين بلدات من الطائفة العلوية الموالية للأسد كالتونة والدلبوز إضافة لمحاذاتها لقطعة عسكري، وقد حصلت اشتباكات بين الطرفين ووقع جرحى ما دفع وجهاء بلدة قزحل لفتح باب حوار مع قوات النظام وسط تخوف من وقع مجزرة بين المدنيين على غرار ما حصل في الحولة بريف حمص المجاور أواسط 2012، ومثل النظام في هذه المفاوضات طلال البرازي محافظ مدينة حمص ومدير الأوقاف».

وكانت موجة خوف عارمة قد اجتاحت الأهالي في القريتين حيث قال الحموي:»بات الخوف سيد الموقف حيث أعلنت مليشيات النظام نيتها الانتقام من أهالي قزحل وأم قصب».

وشرح الحموي كلامه: «لم تغب عن أذهان الناس مجريات مجزرة الحولة القريبة منهم ما دفعهم للضغط باتجاه حل سلمي، وتوصل الأهالي والنظام بعد يومين داميين لاتفاقية يخرج بموجبها الثوار من داخل قريتي قزحل وأم قصب مع عوائلهما باتجاه بلدة الدارة الكبيرة بريف حمص الشمالي وعودة القريتين لوضعهما قبل التطورات الأخيرة، ووصلت ستة باصات كبيرة إلى الدارة الكبيرة حيث سيقيم الثوار المُهَجرون، دون «وجود جهة تتبنى أماكن إقامتهم وكيفية تدبر أمورهم»، بحسب ما أفاد الحموي، الذي نوه بأن الهلال الأحمر هو من تولى إيواء المهجرين في المدارس أو الأماكن المعدة لاستقبال مثل هذه الحالات ومن ثم تأمين الطعام والشراب لهم.

وبهذه الطريقة يكون نظام الأسد قد تمكن من تغيير ديموغرافية مناطق في ريف حماة الجنوبي خزانه البشري في معاركه بالمنطقة الوسطى من سوريا، معتمداً على مخططات إيرانية وفق ما يمكن تسميته «الهندسة الاجتماعية» والتي تنهض على نهج يعتمد التغيير الديموغرافي، ويفرض من خلال شن حرب شاملة، بالتزامن مع الحصار والتجويع والقصف والترهيب، بحسب ما يراه ناشطون، وبعد إنهاك المناطق المستهدفة يجري عقد هدن، تفضي إلى ترحيل سكانها، واستبدالهم بآخرين، إيرانيين أو من حزب الله والمليشيات العراقية، أو آخرين من شمال سوريا، ويعولون على أن يتحول المستوطنون الجدد إلى جزء من كتلة طائفية متراصة.

 

أنباء عن مبادرة روسية بتسليم الزبداني لحزب الله ومضايا وما حولها للنظام السوري والمعارضة إلى إدلب

سلامي محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: تحدثت مصادر تابعة للمعارضة السورية عن مبادرة أو اتفاق جديد حول مدينة الزبداني وبلدة مضايا في ريف دمشق وما حولهما، اتفاق بحسب المصادر تديره مجموعة تفاوض روسية، تزامناً مع مفاوضات تجري بين «جيش الفتح» ومفاوض إيراني يمثل حزب الله حول المنطقة ذاتها.

الناشط الإعلامي عبد الوهاب أحمد تحدث عن دخول مفاوض روسي للمفاوضات الخاصة بملف مدينة الزبداني وبلدة مضايا، مشيراً إلى أن المندوب الروسي يحمل في جعبته مبادرة وبنود اتفاق جديد، وأن المقترحات المقدمة من المسؤول الروسي قابلتها حالة من الترحيب المبدئي من جانب الأهالي والمعارضة، بدون الإعلان عن أي قرار رسمي حتى الساعة.

وقال أحمد خلال اتصال هاتفي خاص لـ «القدس العربي» معه: من بنود الاتفاق الجديد «غير الرسمي حتى الساعة» هي: «إخلاء المقاتلين وعائلاتهم من مدينة الزبداني باتجاه محافظة إدلب، في حين سيبسط حزب الله الشيعي اللبناني سيطرته الكاملة على مدينة الزبداني وسهلها وجزء من سهل بلدة عين حور، فمدينة «الزبداني» غادرها وهجرها السواد الأعظم من أبنائها ومن كان يقطنها، ولم يبق فيها سوى 160 مقاتلاً، ما زالوا رهن الحصار، أو الإقامة الجبرية»، على حد وصف المصدر.

وكذلك تسوية أوضاع ومصالحة شاملة في بلدة مضايا، ويشمل الاتفاق غير المعلن عنه إخلاء 50 مقاتلاً من المعارضة وعائلاتهم من بلدة مضايا «من الرافضين للاتفاق»، فيما ستخضع مضايا، وسرغايا، والروضة والحوش وبقين إلى سيطرة قوات النظام السوري».

الاتفاق المتوقع بحسب ما نوه إليه الناشط، سيبدأ تطبيقه مطلع شهر آب/ أغسطس المقبل، ويأتي هذا الاتفاق بعد مرور أكثر من 13 شهراً على حصار بلدة «مضايا» التي قضى فيها ما يزيد عن 86 مدنياً بينهم أطفال جراء الحصار والجوع، وكذلك يأتي التفاوض بعد مرور قرابة شهرين ونصف على دخول آخر قافلة إغاثية أممية للمنطقة، وكلما زاد تأخر المساعدات الأممية سيتوجه الوضع نحو الكارثة أكثر.

المصدر أشار إلى أن اللاجئين من أبناء مدينة الزبداني لا يسمح لهم من قبل النظام السوري وحزب الله بالعودة إلى مدينتهم، على عكس ما يحدث في مضايا التي يسمح لأبنائها بالدخول لبلدتهم.

وحول مخاطر المبادرة الروسية أكد الناشط المطلع بأن التغيير الديموغرافي بات يلامس الواقع في ريف دمشق، وهذه المبادرة ترمي إلى سلخ الزبداني ومضايا عن الوطن الأم وتفتيت النسيج الاجتماعي، وكل ذلك سببه تراخي المجتمع الدولي في إجبار حزب الله عن فك حصاره لهذه البلدات والضغط على الأسد بإزالة حواجزه والسماح بدخول الأغذية والمواد الضرورية. ومن سلبيات الاتفاق المزمع تطبيقه قال المصدر: من مخاطر هذا الاتفاق هو إخلاء المنطقة من المعارضة المسلحة، وبالتالي ترك أكثر من 40 ألف مدني بدون أي حماية ضد انتهاكات حزب الله والنظام السوري، كما أن هذا الاتفاق سيشرع آلية التقسيم والتي يبدو أنها ستنطلق من الزبداني وسهولها وكذلك مضايا وما حولها.

أما إيجابيات الاتفاق يتحدث الناشط الإعلامي بأنها تكمن في «عودة الحياة الطبيعية لـ 40 ألف مدني، وكذلك 400 طالب جامعي سيتمكنون من العودة إلى الجامعات السورية لإتمام الدراسة والتعليم.

وفي السياق ذاته عمل حزب الله اللبناني يوم أمس وخلال ساعات اليوم على إنذار سكان قرى وبلدات في وادي بردى بإخلائها بأسرع وقت ممكن تحت التهديد المباشر، الأمر الذي أدى إلى نزوح وتهجير ما يقارب 400 عائلة من المنطقة المنذرة.

 

خوف في حلب الشرقية غداة حصارها الكامل من الجيش السوري…. والمعارضة تقول إن على أمريكا التصدي لروسيا

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: سيطر الخوف على سكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سوريا بعدما باتت قوات النظام تحاصر منطقتهم بشكل كامل، ويسعى كثيرون إلى إيجاد طريق للمغادرة استباقاً لسقوط المدينة او تحسباً لحصار تجويعي طويل.

وأحكم الجيش السوري صباح الاحد الحصار على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة بعدما قطع بشكل كامل طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى تلك الأحياء التي يقطنها أكثر من مئتي الف سوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتتواصل الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط الكاستيلو في شمال حلب، وفق المرصد. كما تتعرض الأحياء الشرقية لغارات جوية منذ صباح الاحد.

ويقول محمد ركبي (38 عاما)ً من سكان حي بستان القصر في الجهة الشرقية «اشعر بالخوف من المقبل من الأيام. ربما سيقوم النظام بالهجوم على الأحياء الشرقية ولن يكتفي فقط بمحاصرتها، فالقصف اليومي الشديد على احيائنا يوحي بذلك».

ويضيف «لا أعلم ماذا سيحل بنا، لا يوجد أي مكان نذهب اليه.. جميع الطرق مغلقة، ونعاني منذ ايام من نقص الخبز والغذاء وكل شيء تقريبا».

ويأتي تقدم قوات النظام ووصولها إلى طريق الكاستيلو الاحد بعد عشرة أيام من تمكنها من قطعه نارياً اثر سيطرتها على مزارع الملاح الجنوبية المطلة عليه من الجهة الشرقية.

وتدور منذ السابع من تموز/يوليو معارك ضارية في محيط الكاستيلو من الجهتين الشرقية والغربية، اذ شنت الفصائل الإسلامية والمقاتلة هجمات عدة في محاولة لمنع تقدم قوات النظام، الا انها فشلت في تحقيق مسعاها. وبدأ سكان الأحياء الشرقية منذ ايام يعانـون نقصـاً في التمـوين.

ويقول محمد زيتون (44 عاما) من سكان حي المشهد، وهو ميكانيكي سيارات ووالد لخمسة اولاد، «توقفت عن العمل منذ ايام بسبب فقدان الوقود». ويضيف «لم اكن اتوقع حدوث ذلك فجأة. خلال ايام معدودة، استطاع النظام الوصول إلى طريق الكاستيلو».

ويتابع «التفكير في الحصار بات يمنعني من النوم ليلاً. أسعى للنزوح خارج المدينة ولكن لا يوجد اي طريق آمن». ولدى زيتون، بحسب قوله مؤن قد تكفيه لمدة اسبوع واحد. ويتخوف «من حدوث مجاعة في حال فقدت المواد الغذائية من الاسواق».

واعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه ازاء قطع طريق الكاستيلو «امام الامدادات الإنسانية من والى شرق مدينة حلب»، خصوصاً بسبب «الكثافة السكانية المرتفعة في هذه المنطقة».

واوضح انه يوجد في الأحياء الشرقية حالياً «غذاء يكفي لـ145 الف شخص على الأقل لمدة شهر واحد ومستلزمات طبية تكفي لاربعة إلى خمسة اشهر»، مؤكداً «الحاجة العاجلة للمزيد من المساعدات المنقذة للحياة».

واشارت الأمم المتحدة إلى ضرورة وصول المساعدات الإنسانية «باستمرار وبدون عرقلة إلى شرق مدينة حلب لانقاذ حياة الناس والتقليل من المعاناة».

وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع الذي تشهده سوريا منذ العام 2011 إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه جميع الأطراف المتنازعة. ويعيش بحسب الأمم المتحدة نحو 600 الف شخص في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام.

ويقول مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس كريم بيطار «الى جانب الكارثة الإنسانية المقبلة، فان التطورات الاخيرة في شرق حلب لها اهمية سياسة كبيرة». ويوضح ان من شأن هذا التقدم ان يجعل الرئيس السوري بشار الاسد يشعر «بانه اكثر امناً للاشهر القليلة المقبلة، فان قواته قادرة على التقدم اكثر لتثبيت مواقعها».

وفي حديث مع صحافيين السبت عبر الهاتف، قالت المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني «يعتقد النظام انه حقق نصراً رمزياً (…) وان هذا الوضع على الأرض مناسب له للعودة إلى مفاوضات جنيف بموقف قوي».

واضافت العضو في الهيئة العليا للمفاوضات التي تضمم ممثلين عن أطياف واسعة من المعارضة السورية «الا ان العقاب الجماعي الذي نشهده في حلب وحقيقة ان روسيا مشاركة في كل هذا، يضع علامة استفهام كبيرة على مفاوضات جنيف».

واعتبرت ان فرص نجاح المفاوضات التي تسعى إليها الأمم المتحدة وعرابا المفاوضات الولايات المتحدة وروسيا «تتراجع اكثر واكثر وتصبح بعيدة اكثر واكثر».

وتتقاسم قوات النظام والفصائل منذ العام 2012 السيطرة على احياء مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، وتعتبر المعارك فيها محورية في الحرب.

وكانت قوات النظام السوري بدعم من حزب الله شنت في شباط/فبراير الماضي هجوما واسع النطاق في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وضيقت الخناق على الأحياء الشرقية. في 27 شباط/فبراير، فرضت واشنطن وموسكو اتفاقا لوقف الأعمال القتالية في مناطق عدة في سوريا، ما ادى إلى تراجع العمليات العسكرية لوقت قصير جدا. لكن الهدنة انهارت تماما في مدينة حلب بعد نحو شهرين.

الى ذلك قالت مفاوضة بارزة في المعارضة السورية الأحد إن الولايات المتحدة لا تتصدى لروسيا التي ترتكب «جرائم حرب» في سوريا. ويأتي ذلك في الوقت الذي شددت فيه على ما يبدو القوات التي تدعمها روسيا حصارها لمدينة حلب.

وقالت بسمة قضماني عضو اللجنة العليا للمفاوضات في مؤتمر صحافي «ما نفتقده هنا هو رد فعل جاد على السلوك الروسي على الأرض… روسيا تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر.»

وأضافت أن فرص عقد جولة جديدة من محادثات السلام تبدو بعيدة على نحو متزايد مع مشاركة روسيا في الغارات الجوية بعد «الكذب على نحو مستمر» بشأن الخطوات التي تقول إنها مستعدة للقيام بها من أجل السلام في سوريا.

وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن المحادثات بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تؤدي إلى تفاهم بشأن أكبر عقبتين أمام العودة إلى محادثات السلام وهما الاتفاق على وقف القصف العشوائي والتوصل لصيغة للتحول السياسي.

ولكن كيري اختتم زيارته لموسكو بقوله إنه على الرغم من وجود تفاهم مشترك بشأن الخطوات اللازمة لعودة عملية السلام إلى مسارها فهناك حاجة لمزيد من العمل قبل إمكان تنفيذ هذه الخطوات. وقالت قضماني «ما نحتاجه هو تأكيد روسيا من جديد على اهتمامها بعملية سياسية. لا نرى ذلك.

«هذا هو المجال الذي نتوقع أن يرد فيه الأمريكيون بشكل أقوى لأن هناك جرائم حرب تُرتكب في الوقت نفسه الذي يتواجد فيه السيد كيري في موسكو ويناقش ترتيباً أمنياً واستهداف الجماعات الإرهابية في الوقت الذي تشارك روسيا بشكل كامل في هذه العملية في حلب.»

وحظيت سوريا بفترة سلام واسع النطاق على مدى شهرين بفضل «وقف للعمليات القتالية» بدأ في فبراير شباط. ولكن ذلك انهار تقريباً وقالت قضماني إن جهود استئنافه «فشلت فشلاً ذريعاً.»

وقالت «نود أن نعرف ما نوع الضمانات التي تستطيع الولايات المتحدة الاتفاق عليها مع روسيا. «ما نريده هو ضمانات قوية بشأن إعادة وقف العمليات القتالية.» وأضافت أنه يجب أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والشرق الأوسط من اتخاذ خطوات للتأثير بشكل أقوى للتصدي لروسيا ولكن يبدو عدم وجود مثل هذه الإجراءات. «إنه فعلا شيء محير تماما أن نرى القوى الغربية التي يُفترض أنها صديقة للشعب السوري لا تقدم أي منهج بديل».

 

وثيقة سرية تكشف تخفيف القيود على برنامج إيران النووي

فيينا – أسوشيتد برس

أشارت وثيقة حصلت عليها وكالة “أسوشييتد برس” إلى أن القيود الرئيسية على البرنامج النووي الإيراني ستخفف، بعد ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمن، لتخفض المدة التي تحتاجها طهران لبناء قنبلة نووية بنحو النصف.

الوثيقة، التي تعرض النص السري الوحيد المرتبط باتفاق العام الماضي بين إيران وست قوى أجنبية، تؤكد أنه بعد فترة تتراوح ما بين 11 إلى 13 عاماً يمكن لإيران استبدال 5060 جهاز طرد مركزي غير فعال بنحو 3500 جهاز طرد مركزي متقدم.

وبما أن فعالية هذه الأجهزة تزيد خمس مرات عن الأخرى، فإن الوقت الذي تحتاجه إيران لصنع سلاح نووي سينخفض من عام إلى ستة أشهر.

ويأتي ذلك فيما تقول إيران إن نشاطها في تخصيب اليورانيوم سلمي، ولكن يمكن أن يستخدم البرنامج لصنع رؤوس حربية نووية.

 

المعارضة السورية تستعيد السيطرة على كنسبا بريف اللاذقية

رامي سويد

استعادت قوات المعارضة السورية، متمثلة بـ”جيش الفتح” وفصائل “الجيش السوري الحر”، فجر اليوم الثلاثاء، السيطرة على بلدة كنسبا ومنطقة قلعة شلف الاستراتيجية المجاورة لها، بعد ساعات قليلة من سيطرة قوات النظام السوري على المنطقتين.

وأوضحت مصادر في “جيش الفتح”، التابع للمعارضة في ريف اللاذقية، صباح اليوم الثلاثاء، أن قوات “حركة أحرار الشام” و”جبهة النصرة” وفصائل أخرى، تمكنت من طرد قوات النظام من بلدة كنسبا فجراً، بعد اشتباكات عنيفة طوال الليل، قبل أن تتقدم قوات المعارضة وتسيطر على قلعة شلف، التي تتمتع بإشراف على طرقات هامة في منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.

كما لفتت المصادر إلى أن المعارضة استعادت السيطرة على المنطقتين، بشكل سريع، سمحت لها بوضع يدها على كميات من الأسلحة والذخائر، كانت قوات النظام قد أحضرتها إلى المنطقتين مساء أمس، بعد سيطرتها عليهما.

وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت، مساء الإثنين، على قلعة شلف وبلدة كنسبا، إثر هجوم مباغت على قوات المعارضة، وذلك بعد يومين فقط من استعادتها للمنطقة.

 

وتشير هذه التطورات إلى ارتفاع احتمال تواصل عمليات الكر والفر بينهما، خصوصاً مع شروع قوات النظام في قصف كنسبا وقلعة شلف، ما يرجح أن يشكل ذلك تمهيداً لعملية عسكرية قد يشنها النظام بهدف استعادة السيطرة على البلدة.

 

السويداء: صراع المليشيات يهدد باقتتال أهلي

سالم ناصيف

بعد يوم واحد فقط من إعلان نحو 50 فصيلاً مسحاً عن توحدهم تحت قيادة قوات “الدفاع الوطني” في السويداء، عادت الأصوات المعترضة على وجود هذه المليشيات المشكلة من قبل أجهزة الأمن بالارتفاع، محذّرة من مغبة ما قد تؤول إليه الخلافات الناشبة بينها، خصوصاً وأن معظمها تحول إلى عصابات ضالعة بأعمال تهريب السلاح والوقود والخطف.

 

وفي تطور خطير بات يهدد السلم الأهلي في مدينة شهبا وبلدة شقا المتجاورتين وسط المحافظة، أدى خلاف بين فصيلين مسلحين إلى سقوط قتيل مدني أثناء مروره على حاجز في شقا، وخلّفت الحادثة جملة من ردود الأفعال السلبية، ظهرت نتائجها بقطع طريق شهبا-شقا من كلا الطرفين، ومنع السكان من الانتقال تحت تهديد القتل أو الاعتقال المتبادل.

 

مصادر من السويداء قالت لـ”المدن”، إن مقتل الشاب وجدي مراد حصل على خلفية مهاجمة عصابة من شهبا لمكتب “الهرم” للحوالات المالية، المملوك من قبل شخص من آل محاسن من شقا، وهو يعتبر قائد الفصيل المسلح في البلدة، ويدين بولائه لفرع الأمن السياسي في السويداء.

 

وتبدو حادثة الهجوم على مكتب “الهرم” انتقامية، إذ حصل بين فصيلي شهبا وشقا خلاف قبل نحو شهرين، حين ألقى أهالي شقا القبض على  سيارة تحوي أسلحة مهربة، وتبين أن الحمولة تعود لعصابة من مدينة شهبا. على إثر تلك الحادثة  قامت عصابة التهريب باعتراض شخصين من اللذين أوقفوا السيارة، وتحت تهديد السلاح قاموا بسلبهم السيارة التي كانا يستقلانها، وطلبوا مبلغاً يفوق العشرين مليون ليرة سورية كتعويض عن خسارتهم. إلا أن قوات الأمن تدخلت واعتقلت المجموعة، وقائدها من آل العريضي، المدعوم من قبل المخابرات الجوية، ويعمل لصالح الفرع في التهريب.

 

أجواء تشييع الشاب مراد، الاثنين، كانت مشحونة جداً؛ ففي الوقت الذي خيّمت فيه حالة من التحريض والاستنفار ضد العصابة التي قتلت الشاب، كانت عناصر مجهولة تقوم بإطلاق النار على عناصر حاجز أمني في بلدة شقا، الأمر الذي فُسّر على أنه رد من قبل شهبا على حادثة مقتل الشاب.

 

أولى نتائج ذلك الأمر كان انتشار الحواجز على مداخل بلدة شقا، تحسباً لأي هجوم قد يحدث من أهل الشاب القتيل، وهو الأمر الذي فوّت على وجهاء المدينتين ورجالات الدين فرصة تهدئة النفوس، والوصول إلى حل عشائري، من شأنه أن يحقن الدم.

 

مصدر من بلدة شقا أكد، لـ”المدن”، أنه سبق لعناصر الحراسات في البلدة أن ألقوا القبض على أكثر من شحنة تهريب، وتبين أنها تعود لعناصر ومجموعات تنضوي في صفوف “الدفاع الوطني”. وحين تم اعتقالهم من قبل الأمن كان يتم اطلاق سراحهم بعد أيام أو أشهر قليلة، خلافاً لحالات الاعتقال الطويل التي حدثت بحق بعض الأفراد من مروجي تجارة السلاح، الذين لا يتمتعون بأي غطاء أمني.

 

ونظراً لوقوع بلدة شقا على تخوم ريف السويداء الشرقي، الذي شهد في أوقات سابقة محاولات تسلل لمقاتلين من تنظيم “الدولة الإسلامية”، يبدي سكان المنطقة حساسية من مسألة تهريب الأسلحة، باعتبارها تذهب به إلى جهات تهدد السويداء، وأمن منطقتهم بالدرجة الأولى، لكنهم في الوقت ذاته يشرّعون تهريب الوقود القادم من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، لأنه يشكل مصدر أموالهم الأساسي، ويقومون بتلك العمليات بغطاء أمني.

 

وعلى الرغم من الضغوط الأهلية في بلدة شقا، التي أدت إلى تسليم الشاب المتورط بمقتل مراد، الثلاثاء، إلا أن الأجواء ما تزال مشحونة، والاستنفار قائم في المنطقتين. فالكثيرون باتوا يعتبرون أن مسألة تسليم المتورطين في هذه الحوادث هو حل جزئي، ومراهنة خاسرة على حل المشكلة الكبرى المتمثلة بوجود المليشيات بحد ذاتها، خصوصاً أن حادثة مشابهة لما حصل بين شهبا وشقا ما تزال فصولها تدور بين عائلتي عزام من بلدة عريقة، وأبوفخر من وريمة الفخور، على خلفية قيام أحد أفراد عائلة أبوفخر باختطاف شاب من آل عزام وبيعه إلى مجموعة مسلحة في درعا، ما أدى إلى حوادث خطف متبادلة بين العائلتين، وقطع للطرق بين المنطقتين المتجاورتين.

 

الديموقراطية: حلال في تركيا.. “خيانة لله” في سوريا

كشفت محاولة الانقلاب التي جرت في تركيا، الجمعة الماضي، تناقضات كبيرة في مواقف الكثيرين. ولعل انتظار الدول لجلاء صورة الوضع في تركيا، قبل إصدار إدانتهم للمحاولة الإنقلابية أو تضامنهم، كان المشهد الطاغي خلال الساعات الأولى التي أعقبت المحاولة الفاشلة، الأمر الذي تم تفسيره على أنه تأييد ضمني لما جرى في تركيا.

 

وعلى درجة أقل من المواقف الدولية، كان من اللافت ما سجّلته الحركات والتجمعات والشخصيات الإسلامية، في سوريا، من مواقف حول الانقلاب في تركيا. تلك الأطراف، وعلى الرغم من اعتمادها مبدأ التحاكم والحكم وفق “الشريعة الإسلامية”، وجنوح بعض منها إلى التطرف، إلا أنها باركت الديموقراطية التي حمت تركيا، وكانت تنهي عنها في سوريا!

 

البداية كانت من الداعية السعودي عبدالله المحيسني، أبرز قياديي تحالف “جيش الفتح”، الذي تعتبر حركة “أحرار الشام الإسلامية”، و”جبهة النصرة”، أبرز فصائله. حيث كتب في تغريدة له على موقع “تويتر”: “فشل انقلاب تركيا. الحمدلله الذي لطف ورد كيد المنقلبين في نحورهم..”.

 

موقف الداعية المحيسني جاء متناقضاً مع خطابه وتحريضه المستمر على رفض الديموقراطية، بوصفها “خيانة لله”. ذلك الوصف أصدره المحيسني خلال حلقة من برنامج “الشام في أسبوع” الذي يبثّ على موقع “يوتيوب”، في أبريل/نيسان الماضي. وقال المحيسني “يا أهل الشام (..) قلتم هي لله، إذا رضيتم بالديموقراطية فلم تعد هي لله.. أصبحت هي للشعب، وأصبح الحكم للشعب، وأصبح بذلك الحكم غير إسلامي”. وأضاف في تعريفه للديموقراطية  “الديموقراطية هي ماذا؟ هي نزع وسحب سلطة التشريع من الله سبحانه وتعالى وجعلها للمخلوق. هذه هي الديموقراطية المحرّمة. النظام الديموقراطي يجبر الأب ألا يتدخل في شؤون ابنته (..)الديموقراطية هي خيانة لله. ومخالفة لله”.

 

حركة “أحرار الشام الإسلامية” كان لها موقف أيضاً. فعلى الرغم من تطبيق مبدأ التحاكم وفق “الشريعة الإسلامية” في المناطق التي تسيطر عليها وتنفيذ الأحكام من خلال المحاكم الشرعية، إلا أنها باركت أيضاً فشل الانقلاب في تركيا. واعتبرت في بيان أصدرته، أن مشهد دفاع الشعب التركي بوجه الانقلابيين كان “نقلة ثقافية وسلوكية عميقة في (تاريخ الشعب التركي) الحديث”.

 

هذا الموقف دفع عدداً من النشطاء إلى انتقاد الحركة. فتساءل “مزمجر الجبل” على “تويتر”: “هل يقبل #احرار_الشام أن تحكم #سوريا كما تحكم #تركيا التي باركوا لها بالامس انتصار الديمقراطية أم أن الديمقراطية في #سوريا تخالف مشروعهم؟”. وعلّق الناشط ثائر علاء الدين على بيان “أحرار الشام” بالقول “في سوريا #الديمقراطية_شرك، وفي تركيا الديمقراطية والحرية والعدالة والتنمية من أركان الإيمان!!”، فيما علّق مدير تحرير موقع “أورينت نت” غسان ياسين على “فايسبوك”، بالقول “حركة أحرار الشام تصدر بيان ادانة للإنقلاب على حكومة تركيا المنتخبة! شو رأيكم تشيلوا لافتات من شوارع ادلب بتعتبر انو الديمقراطية كفر والعياذ بالله لانو الحكومة المنتخبة إلّي انتو ونحن فرحانين فيها اجت بعملية ديمقراطية”.

 

ولعل التعليق الأكثر غرابة، جاء من القيادي السابق في “جبهة النصرة” ميسر بن علي الجبوري، المعروف باسم “أبوماريا القحطاني”، حيث قال في تغريدة على “تويتر” إن “الحاضنة الشعبية في تركيا تنسف المؤامرات الدولية. #دروس وعبر”. وأعاد تغريد مشاركة لأحد النشطاء، أدرج فيها صوراً للأتراك وهم يواجهون قوات الانقلابيين، وعلق عليها بالقول “هل يتعلم قادة الفصائل في سوريا قيمة الشعب من تركيا؟ إذا هم نسوا أن الثورة السورية كانت شعبية وبصدور عارية؟!”.

 

معركة الكاستللو في فصلها الأخير

خالد الخطيب

على الرغم من التضحيات الكبيرة من قبل المعارضة إلا أنها غير قادرة فعلياً على الحفاظ على مواقعها (خالد الخطيب)

حققت قوات النظام و”حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني، مزيداً من التقدم في حلب، وسيطرت الأحد على مواقع ومزارع متاخمة لطريق الكاستللو، في ضواحي مدينة حلب الشمالية. كما أحرزت تقدماً جديداً من الجهة الجنوبية الغربية نحو الطريق، وسيطرت على عدد من الكتل السكنية والمباني والمعامل في حيي بني زيد والخالدية.

 

ووصلت المليشيات فعلياً إلى طريق المعارضة الوحيد الذي يستخدمه المدنيون الفارون من شبح الحصار الذي يتهدد الأحياء الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في مدينة حلب (رغم خطورته ورصده نارياً طيلة الفترة الماضية من قبل المليشيات). واعتقلت المليشيات عدداً من المدنيين واقتادتهم إلى جهة مجهولة، فيما قُتل آخرون بعدما تم استهداف سياراتهم بصواريخ حرارية من قبل المليشيات التي كانت تزحف باتجاه الطريق.

 

وقُتل أكثر من 100 مدني منذ مطلع الشهر الحالي على طريق الكاستللو، منذ أن بدأت المليشيات تقدمها باتجاهه، فضلاً عن وجود العشرات من المفقودين. وتأتي تلك الحوادث في وقت تعجز فيه فرق الاسعاف عن انتشال الجثث المترامية على طرفي الطريق، بعدما قضت بالقصف الجوي والاستهداف المستمر للسيارات من قبل المليشيات.

 

من جانبها، اشتبكت فصائل المعارضة في “غرفة عمليات حلب” مع المليشيات المتقدمة، والتي تمركزت في عدد من المزارع والمباني على جانبي الطريق، إلى الجنوب الغربي من الجرف الصخري ومنطقة الجامع الواقعتين في أطراف مزارع الملاح الجنوبية. وشهدت المنطقة معارك عنيفة بين الطرفين، وسط قصف متبادل بالمدفعية والصواريخ.

 

واستهدفت المعارضة المسلحة عدداً من الآليات الثقيلة والمدرعة بصواريخ “تاو” المضادة للدروع، وأعطبت عدداً منها، واستعادت بعض نقاطها التي خسرتها، لكنها لم تفلح في إجبار المليشيات على الانسحاب بشكل كلي نحو مواقعها القديمة في منطقة الجامع والجرف الصخري. أي إن المليشيات بقيت قريبة جداً من الطريق الذي أصبح المرور منه أخطر من ذي قبل، ويكاد يكون مقطوعاً بالكامل بعدما سيطرت المليشيات على نقاط محاذية له، ما عدا الطرق الترابية التي لا تقل خطورة ووعورة.

 

ولم يكن وضع المعارضة في الجبهات المقابلة؛ في الخالدية وبني زيد، أحسن حالاً من جبهاتها في الملاح. وشهدت جبهات الخالدية وبني زيد معارك عنيفة بين الطرفين، في محاولة من المعارضة لاستعادة المواقع التي خسرتها في الحيين القريبين من طريق الكاستللو ودوار الليرمون، من الجهة الجنوبية الغربية. واكتفت المعارضة بإعلان تدمير عدد من الآليات المدرعة، وقتل عدد من عناصر المليشيات، واستعادة بعض المبان والمعامل في المنطقة. فالمعركة لم تنتهِ وقوات النظام ماتزال متقدمة في بعض المحاور.

 

مدير “مكتب بلدة حيان الإعلامي” عبيدة حيان، أكد لـ”المدن” أن المعارضة تمكنت من تدمير سيارتين عسكريتين، وناقلة جند وقتل من فيها من قوات النظام والمليشيات، ودمرت مدرعة “بي أم بي” ومدفعين رشاشين أثناء الاشتباكات الجارية في منطقتي الملاح والكاستللو، كما تمكنت من تدمير راجمة صواريخ لقوات النظام بصاروخ “تاو” على تلة الشيخ يوسف القريبة من المدينة الصناعية.

 

وأشار حيان إلى أن المعارضة أشعلت جبهات متعددة في حلب ضد قوات النظام لتخفيف الضغط عن قواتها في الملاح، وشهدت جبهة كرم الطراب ومطار النيرب العسكري شرقي حلب اشتباكات عنيفة وقصفاً متبادلاً، تمكنت خلالها المعارضة من تدمير قاعدة صواريخ لقوات النظام وقتلت عدداً من عناصرها.

 

تبدو المعارضة الحلبية عاجزة أمام تقدم المليشيات وإصرارها على إكمال الحصار، ولا تمتلك استراتيجية هجومية تمنع تنفيذ مخططات النظام وحلفائه، غير الهجمات العكسية التي لم تعد تجدي نفعاً في هذه المرحلة. وعلى الرغم من التضحيات الكبيرة من قبل المعارضة إلا أنها غير قادرة فعلياً على الحفاظ على مواقعها. فقوات النظام والمليشيات تتبع سياسة القضم البطيء، مستفيدة من الغطاء الناري الهائل، جواً وبراً، وليس لديها مشكلة في خسارة عدد من مقاتليها بشكل يومي وبعض قطع العتاد الحربي المتوفر بكثرة، لتصل إلى أهدافها وتحكم سيطرتها على أهم المفاصل الحيوية في حلب.

 

المعارضة بدأت تتماشى مع الواقع الجديد، أي حصار حلب، وفصل مناطق سيطرتها في المدينة والريف، وسلمت على ما يبدو باستحالة إبعاد قوات النظام والمليشيات عن طريقها في الكاستللو، وأصدرت مؤخراً بيانات ناشدت من خلالها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتجنيب أكثر 400 ألف مدني خطر الحصار في المدينة.

 

كما بدأت أطراف عسكرية فاعلة في المعارضة الترويج لفتح معركة في محور آخر، وفتح طريق جديد، في ظل الموقف العسكري البالغ الصعوبة في الشمال، فمن وجهة نظرها ستكون معركة الملاح والدفاع عن الكاستللو محرقة واستنزافاً لا جدوى منه، وترى أن استكمال معركة ريف حلب الجنوبي أولى، وتحقق الكثير من الأهداف، وفرص نجاحها أكبر من معارك الاستنزاف في الشمال الحلبي.

 

وفي الوقت ذاته لم تستسلم المعارضة الحلبية حتى الآن، وتواصل شن هجماتها باستمرار في مختلف محاور القتال، وتتصدر “غرفة عمليات فتح حلب” المشهد العسكري، مؤكدة بشكل مستمر وعلى لسان قائدها الرائد ياسر عبدالرحيم، والقائد العسكري البارز فيها أبو بشير معارة، أن حلب لن تحاصر والمعارك مستمرة ولم يتحقق للميليشيات إلى الآن أهدافها والسيطرة الكاملة على الكاستللو.

 

وكثّف الطيران الروسي من قصفه الجوي للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب وضواحيها. وارتفع عدد الغارات الجوية بشكل ملحوظ، وتجاوزت 200 غارة جوية، الأحد والإثنين، بالقنابل العنقودية والصواريخ الفراغية، في ظل غياب الطيران المروحي وبراميله المتفجرة بعدما تعرض مهبطها في “معامل الدفاع” لأضرار جسيمة جراء انفجارات ضخمة ليلة السبت/الأحد. وتركز القصف بشكل كبير على بني زيد والخالدية وكفرحمرة.

 

ولم يُفصح النظام عن وقوع قتلى أو خسائر في عتاده في “معامل الدفاع”، إلا أن معلومات متطابقة من مصادر متعددة، أكدت مقتل أكثر من خمسين عنصراً من قوات النظام المتمركزة في معامل الدفاع، من بينهم عدد من الضباط والمهندسين، وانفجار أربعة مستودعات تحوي براميل متفجرة، كما احترق عدد من الطائرات المروحية، وخزانات وقود للطائرات.

 

المعارضة السورية قلقة من تقاعس واشنطن في التصدي للدور الروسي

حالة رعب يعيشها سكان الأحياء الشرقية لمدينة حلب بعد تشديد الجيش السوري وميليشياته الحصار على المدينة

دمشق – أبدت المعارضة السورية قلقا حيال تمشي الولايات المتحدة وغضّها الطرف عن تحركات روسيا الداعمة للنظام في سوريا وبخاصة في محافظة حلب.

وقالت مفاوضة بارزة في المعارضة، إن الولايات المتحدة لا تتصدى لروسيا التي ترتكب “جرائم حرب” في سوريا.

 

ويأتي ذلك في وقت شدد فيه الجيش السوري وميليشيا حزب الله اللبناني من قبضتيهما على الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، وذلك بدعم من طيران الجو الروسي، وسط تصاعد للمخاوف على مصير الآلاف من المدنيين.

 

ولفتت بسمة قضماني، عضو اللجنة العليا للمفاوضات في مؤتمر صحافي، “ما نفتقده هنا هو رد فعل جاد على السلوك الروسي على الأرض.. روسيا تقول شيئا وتفعل شيئا آخر”.

 

وأضافت أن فرص عقد جولة جديدة من محادثات السلام، تبدو بعيدة على نحو متزايد مع مشاركة موسكو في الغارات الجوية بعد “الكذب على نحو مستمر” بشأن الخطوات التي تقول إنها مستعدة للقيام بها من أجل السلام في سوريا.

 

وعوّلت الأمم المتحدة كثيرا على المحادثات الأخيرة التي تمت في موسكو بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، آملة في أن تؤدي إلى تفاهم بشأن أكبر عقبتين أمام العودة إلى محادثات السلام وهما الاتفاق على وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى صيغة للتحول السياسي.

 

ولكن كيري اختتم زيارته لموسكو بقوله إنه على الرغم من وجود تفاهم مشترك بشأن الخطوات اللازمة لعودة عملية السلام إلى مسارها، إلا أن هناك حاجة ماسة للمزيد من العمل قبل إمكان تنفيذ هذه الخطوات.

 

وقالت قضماني “ما نحتاجه هو تأكيد روسيا من جديد على اهتمامها بالعملية السياسية. ونحن لا نرى ذلك”، مشددة، على أن “هذا هو المجال الذي نتوقع أن يرد فيه الأميركيون بشكل أقوى لأن هناك جرائم حرب تُرتكب في نفس الوقت الذي يتواجد فيه السيد كيري في موسكو ويناقش ترتيبا أمنيا واستهداف الجماعات الإرهابية في الوقت الذي تشارك روسيا بشكل كامل في عملية حلب”.

 

وحظيت سوريا بفترة سلام هش على مدى شهرين بفضل اتفاق “وقف العمليات القتالية” الذي توصلت إليه كل من موسكو وواشنطن في فبراير. ولكن ذلك انهار تقريبا. وقالت قضماني إن جهود استئنافه “فشلت فشلا ذريعا”.

 

وشددت المعارضة السورية “نود أن نعرف ما نوع الضمانات التي تستطيع الولايات المتحدة الاتفاق عليها مع روسيا؟”.

 

وأضافت أنه يجب أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والشرق الأوسط من اتخاذ خطوات للتأثير بشكل أقوى وللتصدي لروسيا، ولكن يبدو أنه لا نية لفعل ذلك.

 

وقالت قضماني “إنه فعلا شيء محير تماما أن نرى القوى الغربية التي يُفترض أنها صديقة للشعب السوري لا تقدم أي منهج بديل”، محذرة ممّا يحصل اليوم في حلب.

 

وتسيطر حالة من الخوف والقلق على سكان الأحياء الشرقية من مدينة حلب التي باتت تحت حصار كامل من الجيش السوري المدعوم بسلاح الجو الروسي.

 

ويسعى كثيرون إلى إيجاد طريق للمغادرة استباقا لسقوط المدينة أو تحسّبا لحصار تجويعي طويل.

 

وأحكم الجيش السوري صباح الأحد الحصار على الأحياء الشرقية بعدما قطع بشكل كامل طريق الكاستيلو، آخر منفذ لتلك الأحياء التي يقطنها أكثر من مئتي ألف سوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وتتواصل الاشتباكات بين الجيش والفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط الكاستيلو في شمال حلب، وفق المرصد. كما تتعرض الأحياء الشرقية لغارات جوية عنيفة من قبل الطيران الروسي والسوري منذ الأحد.

 

وصرح محمد ركبي، (38 عاما) من سكان حي بستان القصر في الجهة الشرقية، “أشعر بالخوف من القادم. ربما سيقوم النظام بالهجوم على الأحياء الشرقية ولن يكتفي فقط بمحاصرتها، فالقصف اليومي الشديد على أحيائنا يوحي بذلك”.

 

ويضيف “لا أعلم ماذا سيحل بنا، لا يوجد أي مكان نذهب إليه.. جميع الطرق مغلقة، ونعاني منذ أيام من نقص في الخبز والغذاء وكل شيء تقريبا”.

 

ويأتي تقدم الجيش ووصوله إلى طريق الكاستيلو بعد عشرة أيام من قطعه ناريا إثر سيطرته على مزارع الملاح الجنوبية المطلة عليه من الجهة الشرقية.

 

ويقول محمد زيتون (44 عاما) من سكان حي المشهد، وهو ميكانيكي سيارات ووالد لخمسة أطفال، “توقفت عن العمل منذ أيام بسبب فقدان الوقود”، مضيفا “لم أكن أتوقع حدوث ذلك فجأة. خلال أيام معدودة، استطاع النظام الوصول إلى طريق الكاستيلو”. ويتابع “التفكير في الحصار بات يمنعني من النوم ليلا. أسعى للنزوح خارج المدينة ولكن لا يوجد طريق آمن”.

 

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه إزاء قطع طريق الكاستيلو أمام الإمدادات الإنسانية من وإلى شرق مدينة حلب، في ظل الكثافة السكانية المرتفعة في هذه المنطقة.

 

ويتقاسم الجيش السوري والفصائل منذ العام 2012 السيطرة على أحياء مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، وتعتبر المعارك فيها محورية في الحرب الدائرة في سوريا منذ 2011.

 

وتبدي روسيا اهتماما كبيرا بفرض النظام لسيطرته على المدينة، مما قد يفرز واقعا جديدا يعزز من أوراق ضغط الأخير في أي مفاوضات مستقبلية.

 

جونسون… من برافو الأسد إلى خلع الأسد!

نصر المجالي: دعا وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، روسيا ودولاً أخرى إلى مطالبة الرئيس السوري بالتنحي، واتهم المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا النظام السوري باستخدام التجويع والحصار كسلاح في الحرب.

 

واجتمع وزير الخارجية البريطاني الجديد مع نظرائه من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي في لندن، لبحث الحرب الأهلية المستعصية على الحل في سوريا.

 

وكان جونسون اجتمع أمس الاثنين مع نطرائه الأوروبيين في بروكسل، وكتب تغريدة على (تويتر) قال فيها إن الاجتماعات كانت مثمرة ومفيدة، وهذا هو اول لقاء بين الوزير الذي قاد حملة الخروج من الاتحاد الاوروبي ونظرائه في الاتحاد.

 

وفي اجتماع لندن، ناقش المجتمعون الصراع الذي يعصف بسوريا منذ خمس سنوات، والذي أدى إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) واستقطب قوى إقليمية وقوى كبرى وأوجد أسوأ أزمة لاجئين في العالم.

 

ووفقًا لتعليقات نشرها مكتبه قبل الاجتماع، قال جونسون “سأكون واضحًا في التعبير عن رأيي بأن معاناة الشعب السوري لن تنتهي ما بقي الأسد في السلطة. يجب على المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا أن يكون متحدًا في هذا”.

 

سياسة التجويع

 

وإلى ذلك، وجّه مسؤول بريطاني انتقادات لاستمرار النظام السوري بسياسة حصار المدن وتجويع سكانها، وذلك قبيل اجتماع دولي مرتقب اليوم في لندن لمناقشة الأوضاع في سوريا.

 

وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين سموأل، إن النظام السوري يستخدم التجويع والحصار كسلاح في الحرب.

 

وقال سموأل، في تصريح نشره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية، ومقره دبي، إن تكتيك النظام السوري في حصار المدن وآخرها مدينة حلب، وتجويع الناس فيها، هو سلاح حرب ويجب أن يتوقف عن القيام بهذا الأمر، وأن يلتزم بمسؤولياته الإنسانية.

 

يشار إلى أن وزير الخارجية البريطاني الجديد كان أكد أن معاناة السوريين لن تنتهي طالما بقي الأسد في السلطة. وستشمل المحادثات الوضع الهش لاتفاق وقف الأعمال العدائية، الوضع الإنساني الصعب، واستئناف المحادثات بين الأطراف السورية.

 

واجتماع حول اليمن

 

وفي سياق آخر، تشهد لندن اليوم أيضًا انعقاد اجتماع حول اليمن، يضم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ونظراءه من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات لإجراء محادثات حول اليمن.

وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط، إدوين سموأل، إن 80 % من اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مشيدًا بعودة الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات في الكويت.

 

وفي يونيو الماضي، قالت مصادر على دراية بتفكير الكرملين إن روسيا لن تشجع على رحيل الأسد، إلا عندما تكون واثقة من أن تغيير الزعامة لن يؤدي إلى إنهيار الحكومة السورية.

 

وإنهارت الجولة السابقة من المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في نهاية أبريل الماضي مع شن قوات الاسد، مدعومة بضربات جوية روسية، هجومًا على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب الشمالية.

 

برافو الأسد

 

يشار الى انه في ديسمبر، كان جونسون دعا إلى أن تنحي بريطانيا جانبًا “عقلية الحرب الباردة” عند التعامل مع روسيا بشأن سوريا.

 

وفي مقال صحفي بعنوان “برافو للأسد” في مارس هذا العام، أشاد جونسون بالرئيس السوري لإنقاذه مدينة تدمر الأثرية – التي تصنفها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على أنها موقع للتراث العالمي- من أيدي متشددي الدولة الاسلامية.

 

وكتب جونسون قائلاً “بصرف النظر عمّا إذا كان نظام الاسد بغيضًا – وهو كذلك – فإن معارضيه في الدولة الاسلامية… أسوأ بكثير جدًا”.

 

قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على مقر داعش في منبج

واشنطن – رويترز

قال الجيش الأميركي في بيان، اليوم الثلاثاء، إن مقاتلين معارضين مدعومين من الولايات المتحدة ويقاتلون تنظيم داعش في سوريا سيطروا على مقر لقيادة العمليات في مدينة منبج مطلع الأسبوع.

وكان مقر قيادة داعش مستشفى، واتخذ منه مركزا للقيادة والإمدادات اللوجيستية. وذكر البيان أن مقاتلي المعارضة المدعومين من واشنطن سيطروا على جزء من المدينة، وهو ما مكن المدنيين في المنطقة من الفرار من القتال.

وقال البيان إن مقاتلي المعارضة ما زالوا يقاتلون داعش على أربع جبهات للسيطرة على منبج، وطهروا أراضي بينما تقدموا صوب وسط المدينة.

وأضاف البيان أن متطرفي داعش شنوا هجمات مضادة لكن مقاتلي المعارضة احتفظوا بقوة الدفع بمساعدة الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وقال إن التحالف نفذ أكثر من 450 ضربة جوية في محيط منبج منذ بدء العملية للسيطرة على المدينة.

 

واشنطن وموسكو تتفقان على تعزيز وقف النار في سوريا

دبي – قناة العربية

أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون #كيري ، أنه اتفق مع نظيره الروسي، سيرغي #لافروف ، على العمل لتعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية في #سوريا، مشيراً إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد الإعلان عن خطوات إضافية من واشنطن وموسكو بشأن سوريا.

وعاد ليتحدث وإن بشكل عام عن خطة التنسيق العسكرية مع موسكو للتصدي لتنظيمي #داعش والنصرة داخل #سوريا .

وتبدو واشنطن حالياً جدية أكثر من أي وقت للمضي قدماً في هذا التعاون العسكري مع #روسيا رغم الثغرات الكثيرة التي يتم الحديث عنها في الاتفاق وغياب الثقة التام مع موسكو التي تتجنب أو حتى تنفي الحديث عن أي اتفاق أو تعاون عسكري مع واشنطن.

ورغم أن تفاصيل الخطة سربت بشكل كامل تقريباً عبر وسائل الإعلام الأميركية حتى قبل زيارة كيري إلى موسكو الأسبوع الماضي، إلا أنه وبشكل رسمي لن يعلن عن تفاصيلها الكاملة بل سيتم كشف ما سماه كيري الاتفاق الأميركي الروسي الشامل للحل في سوريا خطوة بخطوة، وهو أمر يزعج #المعارضة_السورية التي لم تتم استشارتها أو إعلامها بأي من هذه الإجراءات الجديدة في ظل تخوفها من النوايا الروسية والتردد الأميركي.

وتريد واشنطن من موسكو أن تضغط على حليفها الأسد لوقف الهجمات الجوية على الفصائل التي لا تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، مقابل تعاون عسكري غير مسبوق بين الطرفين ضد داعش و #النصرة يشكل تبادل المعلومات الاستخباراتية ورسم خرائط تتضمن أماكن تتواجد فيها التنظيمات المتطرفة والاتفاق والتنسيق على ضرب المواقع، إضافة إلى القيام بعمليات عسكرية مشتركة إذا اقتضى الأمر. كل هذا انطلاقاً من مركز عمليات مشترك في العاصمة الأردنية يضم خبراء روسا وأميركيين.

 

المعارضة تجبر قوات الأسد على انسحابات من “الكاستيلو

بيروت – فرانس برس

انسحبت قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها من طريق الكاستيلو شمال حلب بعد قصف عنيف من فصائل المعارضة المسلحة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أحكم جيش النظام السوري صباح الأحد الحصار على الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل #المعارضة في مدينة حلب في شمال #سوريا بعد قطع آخر منفذ اليها بشكل كامل.

وقال مدير #المرصد السوري رامي عبد الرحمن “قطعت قوات النظام طريق #الكاستيلو بشكل رسمي بعد وصولها إلى إسفلت الطريق من جهة الليرمون (غرب الطريق)”، مضيفاً “حوصرت الأحياء الشرقية بشكل رسمي وكامل”.

يأتي تقدم قوات النظام ووصولها إلى طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى الأحياء الشرقية، بعد عشرة أيام على تمكنها من قطعه ناريا إثر سيطرتها على مزارع الملاح الجنوبية المطلة عليه من الجهة الشرقية. وتدور منذ السابع من تموز/يوليو معارك ضارية في محيط الكاستيلو من الجهتين الشرقية والغربية بين قوات النظام والفصائل المقاتلة.

وباتت الأحياء الشرقية التي يقطنها أكثر من مئتي ألف شخص، وفق المرصد السوري، منذ ذلك الحين محاصرة عمليا ليكتمل صباح الأحد حصارها تماماً.

وأكد مقاتل في فصيل “ثوار حلب” لوكالة فرانس برس “تحاصرت حلب مئة في المئة”.

وأضاف “وصل الجيش إلى الطريق وبات الآن على الأسفلت، ويضع الآن حواجز ترابية”.

وأفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية أن أصوات الاشتباكات العنيفة مسموعة داخل الأحياء الشرقية.

وتتقاسم قوات النظام والفصائل منذ العام 2012 السيطرة على أحياء مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا وإحدى المعارك المحورية في الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى