صفحات المستقبل

اسجنوهم.. و أطلقوا عامر مطر

 


عندما كانت الجزيرة تعطش, و قسمٌ كبيرٌ من أبنائها يرحل متشرداً في بلده, كان “الوجهاء” يصفّقون و “يتمخترون” في أروقة مجلس “شعبهم”.. و كان عامر مطر, الصحفيّ الرّقي الشاب, يكتب و يعمل و يراسل و يحشد الجهود و المساعدات لكي يتعلّم أطفال مخيمات النازحين فك الحرف, كي يمتلكوا جوارباً للشتاء, كي تمسك أياديهم النحيلة بلعبة أيام العيد.

عندما صوّت هؤﻻء بالإجماع ضد اقتراح عضو مجلس الشعب عبد الكريم السيّد بمناقشة رفع قانون الطوارئ و حصر استخدامه بحالات خاصة جداً منذ أسابيع قليلة جداً كان عامر مطر يربط الكرامة بالحرّية و بمناعة و قوّة الوطن.. الآن يتشدّق هؤﻻء بأن “مطالبهم” برفع قانون الطوارئ ستتحقق, هم الذين لم يتحدّثوا عنها يوماً إلا لدعم وجودها, في حين يقبع عامر مطر في السجن أسير حالة الطوارئ و سجّانيها.

كلّ مرسوم أو قرار يصدر يتحوّل, بفضل مقدرة فائقة على التحوّل و التلوّن, إلى “مطلب” لهم و يحتفلون بتحقيقه, حتى لو كانوا قد تحدّثوا ضدّه بالأمس فقط.

من بين هؤﻻء من قارن يوماً ما “أجانب الحسكة” بالمستوطنين الصهاينة, و اليوم يرقصون طرباً لقرار تجنيس أشقائنا اﻷكراد المحرومين من الجنسيّة و يكادون يطلقون حناجرهم بغناء “آزادي آزادي”..!!

مندسّون مندسّون, مطالب مشروعة مطالب مشروعة, مواطنون مخربون شهداء خونة متظاهرون متجمعون متفرّقون, فتنة حوار عمالة شراكة.. نعم للإصلاح؟ ألف نعم, الإصلاح الآن لا.. اخرس يا ولد, يوجد فساد؟ طبعاً الفساد منتشر, ﻻ يوجد فساد ﻻاااااااا أين ترى الفساد؟!!! ما دامت الطبلة و “الزمّيرة” بخير فلا يلزم إﻻ تشغيلهما.

الساكت عن الحق شيطان أخرس.. و المنافق هو معلّم الشياطين..

و الحرّية و الكرامة لعامر مطر و لكل “عامر مطر” في بلادي…!

..

http://www.syriangavroche.com/2011/04/blog-post_07.html

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى