صفحات الثقافة

اعتذار الى الشعب السوري العظيم وجُملة أسئلة الى نوري المالكي


باسم المرعبي

أظهرَ الشعب السوري تضامناً عظيماً فيما بينه طوالَ أشهر انتفاضته وثورته وهو مؤشر مهم على انّ هذا الشعب سينتصر.

طوالَ ساعات وأيام وأسابيع وأشهر، والدم السوري الزكي يسيل في الشوارع،

الصغار والكبار يتعرضون للاعتقال والتعذيب، كذلك النساء..

ولنتوقف عند اعتقال الأطفال والنساء، وهذا دأبٌ بعثي خبِرناه في العراق ولعقود.

هي سياسة ونهج لدى هذا الحزب..

غير ان المفارقة الكبرى أنّ العراقيين الذين خبروا كلّ أصناف الشر والهوان على يد حزب البعث نجد الآن “حكومتهم” المسخ تدعم هذا الحزب الفاشي، عبر دعمها لنظام بشار الأسد وهو نظام هجين (إذ لا هو ملكي ولا هو جمهوري) نظام موغل في الجريمة والكذب والاستهتار بكافة القوانين والأعراف محلياً كانت، أم عربياً، أم انسانياً.

ولنسأل “الأخ” المالكي عن أسباب دعمه لبشار، هذا إذا صدقنا زعمه بأنّ قراره مستقل وليس بتابع لإرادة أحد وهو يعني ايران، كما يعرف ويشير الى ذلك الجميع.

فاذا لم يكن قراره استجابة لمَن نُصّب ولياً لأمر “كلّ مسلم ومسلمة”، خامنئي، ـ وهو نوع من أُلوهة مصغّرة ـ

فلنا أن نسأل هل دعْمك هذا هو مكافأة لبشار وأجهزة مخابراته لقتلهم عشرات الآلاف من العراقيين منذ سقوط صدام وحتى الآن بدعوى دعم”المقاومة” العراقية الأمر الذي لا يخفيه هذا النظام وإعلامه أو ذيوله وأبرزهم حسن نصرالله؟

هل هو مكافأة للخراب الذي سبّبه هذا التدخل السافر في الشأن العراقي وعلى مدار سنوات؟

هل هو مكافأة لنظام بشار لإسهامه بتصحير العراق عبر التجاوز على حصته من المياه وتسليط المياه الملوثة بدلَ ذلك؟

هل دعمك لهُ ثمنَ اقامته مشروع سحب جزء من نهر دجلة، المُموّل كويتياً، وتحويله الى العمق السوري وما لذلك من تأثير كبير ورهيب على العراق؟

هل تريد بدورك المركّب هذا، غير المبرّر بأيّ حال، قتل المزيد من العراقيين بوضع يدك في يد مَن عملَ على إذكاء الفتنة الطائفية بين العراقيين وقتلهم وتخريب بلدهم وما زال مصرّاً على ذلك؟

هل هو نوع من الإصرار على تغطية الخطأ بخطيئة أكبر وحلقة جديدة في سلسلة سياستك المتخبّطة والمتنازلة عن ثوابت عراقية كثيرة لم تعرفها السياسة العراقية حتى في أحلك فتراتها؟

هل بات يستلزم استمرارك في السلطة تلطيخ يديك بدماء السوريين أيضاً؟

بماذا تجيب على الأسئلة المتزايدة عن دخول مجاميع “الشبّيحة” العراقية التابعة لحليفك مقتدى الصدر الى سوريا لنصرة

نظام الجريمة هناك؟؟

لم لا يكون التفكير بسوريا الغد والرهان على شعبها لا نظامها الجائر، الزائل بأي حال؟

كمواطن عراقي، ولا أريد أن أتحدث نيابة عن أحد، رغم اني أعرف انّ الكثيرين يشاطرونني مشاعري هذه، أشعر بالألم الشديد والحزن، بل والخجل، وأنا أرى الى هذا الدفاع المستميت من قبل أكبر مسؤول في الحكومة العراقية عن نظام مجرم لا يتورّع حتى عن قتل الأطفال وتعذيبهم ويتخذ من شعبه رهينةً لحكم الدم والخوف.

“الأخ” المالكي يتذرّع بشتى الحيَل والذرائع لتبرير مساندته لنظام الإجرام في سوريا وهو الذي تشكّى منه في السابق لتسببه في مقتل العراقيين وزعزعة العملية السياسية..

فما الذي تغيّر؟

إما ان المالكي كان يكذب في السابق

أو انه يكذب الآن بسوقه مبررات مساندته لنظام بشار.

فما عليه، والحال هذه، إلا اختيار أو تحديد الموضع الذي يكذب فيه.

لم يبقَ والحال هذه، إلا أن نعتذر، نحن الذينَ ندفع ثمن كذب وزيف وطائفية وفساد وتحلّل العملية السياسية في العراق، الى الشعب السوري العظيم الشجاع، المتضامن، المضحّي التائق للحرية، الشاقّ بدمه جدار الخوف، نعتذر عن خطايا

“حكومتنا”، فمثلما يعاني السوريون من بشار وطغمته فالعراقيون لا يقلّون الآن ابتلاءً عن ذلك وبما هو أدهى وأفظع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى