صفحات سورية

اعتقال أسامة نصار – النظام السوري يستمر بقمع ناشطي اللاعنف

 


ميمونة العمار

كنا نائمين …. استيقظت أريد الذهاب إلى الحمام فظننت أنني سمعت جرس الباب يقرع … جلست .. فتحت باب غرفتي فسمعت الصوت بوضوح أكثر … ووجدت حماتي جالسة في الظلام في غرفة الجلوس وبجانبها تقف أخت زوجي -التي صدف وجودها عندنا-.. تحيران التصرف… أدركت أنهم جاؤوا …ثم سمعت قرعا باليد على الباب .. أخذوا يقرعون بشدة… دخلت الغرفة مرة أخرى وقلت له لقد جاؤوا .. قام ليرتدي ملابسه … في هذه الأثناء ازداد القرع أكثر ذهبت أنا وأخته لجانب الباب كانت هي تنظر من فتحتة الباب .. سمعناهم يتشاورون ثم قال أحدهم: “اخلعوا الباب” … أسرعنا بالدخول وأخبرت أسامة أنهم سيخلعون الباب كان يمسك بجواربه .. ركض ليفتحه لكنهم كانوا قد أدوا واجبهم .. التقى معهم هناك.. دخل خمسة منهم أو ستة … تجادلوا معه حول عدم فتح الباب مباشرة فقالت والدته أنه كان نائما ولم يسمعه … طلبوا منه إحضار جواله وهويته … بحثتُ عن جواله وأخرجت هوية من الدرج ظننتها هويته .. وكانوا يطلبون منه الإسراع في إحضارها … أعطيت الجوال والهوية لوالدته فقالت أنها هويتي … طلبت منهم والدته السماح لهم بالدخول لإخراج هويته بنفسه … فدخل حاول إكمال ارتداء ملابسه .. وجدت الهوية أنا … كان أحدهم يتبعه للداخل .. سمعت أنه قادم … فاقتربت من الباب .. انفعلت عندما رأيته وصرخت: “وين فايتين !! وين فايتين !! .. اطلعوا لبرا !! اطلعوا لبرا!! .. مجرمين!!” … كان يرتدي لباسا عسكريا كاملا يحمل سلاحه و يحيط خصره بالذخائر.. طلب مني أسامة الهدوء وتراجع العسكري .. أخرجت الهوية من محفظتها ورميتها أمامه .. رفعت والدة أسامة الهوية وأعطتهم إياها.. عانقتُه .. رأيته يحمل جواربه قلت له ضعها في جيبك ثم قلت بعد تردد ارتديها فانحنى يرتديها وقال:” يلا الشباب الطيبة مالهن مستعجلين” .. قال له:” هلأ بتلبسهن بالسيارة”…فقال أسامة:” أنا وياك منعرف شو بيصير بالسيارة”.. وأكمل ارتداءها… كنت أقف في الممر أمامه .. نظرت إلى العسكري وقلت بصوت مرتفع: “خلية إرهابية لأنه !! جايين بسلاحكن !!.. حسبي الله ونعم الوكيل! ” .. رافقناه إلى الباب وفي الخارج كان حوالي العشرة أو أكثر يشبهون الأول يقفون خارجا .. كلهم باللباس العسكري وكلهم يحمل سلاحه.. منهم من يشهره ومنهم من يخفضه .. كان أحدهم يلبس سترة جلدية سوداء بدا كبيرهم ..رأينا بعضهم ينزل من أعلى الدرج .. كانوا يحاصرون المكان على ما يبدو .. أخذوه .. قلت رافعة صوتي وهو ينزل الدرج باصطحابهم:”ديروا بالكن .. معكن إرهابي!!” .. كان جارنا يقف في الخارج .. قال أنه كان راجعا من صلاة الفجر .. وقال أنه شاهد وجودا أمنيا كبيرا تحت البناء وحوله عنما خرج للصلاة وأنهم استوقفوه وطلبوا منه هويته.

بقلم ميمونة العمار

أسامة نصار، 33 سنة، من مواليد دمشق 11 آب 1978. نشاط ذو إيمان عميق باللاعنف. سجن 3 سنوات في السجون السورية في بداية العقد الماضي لمجرد محاولته أن يتنظم الطلاب لتنظيف شوارع قريتهم في العطلة الصيفية. تم اعتقاله هذا الصباح من قبل قوات النظام السوري، أخر ما كتبه على الفيس بوك: ” سلمية .. سلمية.. ولو قتلوا كل يوم مية”

الراوية ميمونة العمار (25 سنة) زوجة أسامة نصار، ولدت في ديسمبر 1986، طالب ماجستير في علم المعلوماتية، حامل في شهرها السابع، سبق وأن اعتقلت في 25 آذار في مظاهرة تضمن مع أهالي سجناء الرأي والضمير في سورية، وأطلق سراحها لحملها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى