صفحات المستقبل

اعتقال مدونتي و “البعبع”


حرية

الأحداث كلها في منزلي لم يأتي أحدهم لإصطحابي ولم أرى وجه رجل أمن أو مخابرات ..

منذ عامين تقريبا وأنا أكتب على جدران هذه المدونة دون ضجيج بإمكانكم القول ( بأمان الله ) .. وكانت كما أريد بيتوتية من يريد أن يعرف لما أنا غاضبة منه يأتي يبحث عني هنا وإن استغربت إحداهن سبب فرحي المباغت تتلصص عليي هنا , لكن عائلتي كانت بعيدة كل البعد عن هذا الشارع

لا لقلة إهتمام لكن لعدم توفر الوقت والخبرة ولقلة كلامي عن هذا الموضوع .. وربما لأنهم أرادوا أن يتركوا لي حيزاً أشخبط فيه دون إزعاج أو مقاطعة

وانفجرت سوريا وانفجرت معها كنت في كل مكان أقف أتحدث عن الانتهاكات وحقوق الإنسان المسلوبة والمتظاهرين المقتولين والإعتقالات العشوائية فكانت والدتي توجه يدها لفمها وبحركة السحاب تعيد على مسامعي “بطلي تحكي بهالسير “ ليس حبا في النظام ولكنه الخوف علي

ووصلتهم أخباري بأني اتحدث أيضا على  المواقع الاجتماعية كالفايس بوك وتويتر وعدنا للنقاش الذي يحتدم (أحيانا) ليصل الى الشجار .. لم أصمت لكنني أخذت فترة نقاهة وبعدها بدأت بعمليات التعزيل الاساسية التي مر بها الجميع تقريباً فبدأت بحذف المقربين من “الفسافيس” و”عواينية” عائلتي وناقلي الاخبار لهم

ولم يتبقى إلا المدونة لأكتب بها بقليل من الحرية .. لكن وبقدرة قادر استطاعوا الوصول إلى هنا وصدر الفرمان بحق المدونة بسرعة “ يابتسكريها يابغضب عليكي “ واعتقلت مدونتي وأغلقت  لمدة شهر تقريباً شعرت حينها بأنهم صادروا حريتي وبأنني لا أختلف عن القابعين في الزنزانات .. حتى الغضب عليه أن لايظهر حتى لا يلقى على رأسي كل أنواع المحاضرات

“بس مين بيشوف مصيبة غيرو بتهون عليه مصيبته “ أنا منعت من الكتابة لكن الكثير من الشباب منعوا من النزول للمظاهرات والمبرر ذاته “الخوف” ولا تنعدم الحيلة فهم يجدون ألف طريقة وطريقة ليجدوا طريقهم بين رفقاهم في صفوف المظاهرات .. ولا تغيب عن ذاكرتي عندما أُخبر والد أحد الشباب – وهو شيخ في إحدى الجوامع – بأن ابنه معتقل لخروجه في المظاهرات تفاجأ الوالد وأقسم لهم بأن ولده مداوم على صلاة التراويح خلفه .. والبقية عندكم , الولد يقف خلف والده في الصلاة  الله أكبر ينسل من بين الجموع ليجد صوته في المظاهرات السلام عليكم ورحمة الله , الولد بكل براءة يقف خلف والده

مايميز سوريا الان أن هناك جيلاً نسيت عائلاته أن تورثه “البعبع” الذي بقي يطاردهم حتى في أحلامهم … البعبع الذي ما انفك يهددهم دوما بالسلاسل وحبال المشانق وأروقة الزنزانات وهذا مالم يفهمه النظام بعد .. بأن بعبعه “سقط” منذ الصرخة الأولى التي انطلقت بكلمة “حربة” وبأن اللعبة بالفعل انكشفت … “البعبع” كان هنا في صدورنا وعلى الأرض لايوجد إلا الكثير من ضوء الشمس .

رغم الموت والاعتقالات وأصوات الرصاص والدماء التي تملأ الشوارع ودقات حياتنا فسوريا أكثر من أي وقت مضى “بخير” وبخير جداً .

ملاحظة : أطلق سراح مدونتي منذ 25 يوم تقريباً

http://toot86.wordpress.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى