صفحات سوريةمحمد زكريا السقال

الأبراهيمي ما الذي يحمله معه كي لايفشل !!

 

    محمد زكريا السقال

    المبعوث الأممي الثاني للأمم المتحدة ، يطوف على كل أطراف الأزمة ، يجلس معهم ويستمع ويحاول ربط تقاطعات ومصالح ببعضها. يحاول وما يلبث أن يجلس ويشرد ليقول أن الأزمة معقدة وكبيرة ويراد لها حلا توافقياً. ومن ثم يرحل يطوف ويدور ويلتقي الطاغية الذي يصر ان يستقبله على طريقته، فينحر له الأطفال وهم يتزاحمون على رغيف الخبز الذي أصبح حلم العائلة والأطفال ، مع ما يعانوه من برد وتشرد ودمار وقتل وتدمير على أيدي عصابات الطاغية.

    الإبراهيمي يعتقد أن أطراف الأزمة وهو محق، هم أطراف الأزمة !!

    – النظام وصلفه وجبروته وحاشيته

    – الأمريكان ومحاباتهم لأمن أسرائيل ومصالحها

    – الروس المصطفون بغباء الى جانب الطاغية

    – الإيرانيون وهم أصحاب مصلحة حقيقية ببقاء النظام، قلعتهم وحليفهم . فسقوطه هو سقوط الإمبراطورية الإيرانية من لبنان والعراق ليعودوا دولة بالجوار.

    – الأتراك وهم طرف مرتهن بالسياسة الأمريكية ومشروعها الإسلام ، كإسلام دولة وسوق في مقابل إسلام التطرف والإرهاب كما يزعم الأمريكان.

    – المعارضة التي لا تمتلك حول ولا قوة.

    بين هذه الأطراف يصول الإبراهيمي ويجول بين أطراف متناقضة بالرؤى والمصالح والفعالية ويريد حلا !!

    يتفتق ذهنه عن مقترحات ومبادرات، وكثيرون متبجحون يمدون يدهم ويتبارون في التقاط الصور بجانبه، بل يعتقدون أنهم جزء من الحل.

    الطرف المهم بمبادرة الإبراهيمي، هو الغائب وممثليه أيضا غائبون !!

    الشعب يا سيادة الأخضر الإبراهيمي. والشعب بعد هذا الدمار والقتل لن يقبل إلا برحيل الطاغية وحاشيته.

    رحيل الطاغية هو المقدمة الأساسية التي يمكن ان تضع الشعب السوري على عتبة المستقبل. لهذا على الإبراهيمي أن يقابل أطراف الأزمة الحقيقيين وممثليهم الذين يتجرعون البرد والجوع والتشرد والقتل والإعدام المبرمج والممنهج.

    قد يكون لتجوال ومقابلات الإبراهيمي أهمية، لو أنه جال على الخائفين والمترددين والثائرين وجمع بينهم وأتفق معهم ونسق بينهم على أن الطريق للسلم والأمن وبناء سوريا المواطنة هو بتواصلهم وباتفاقهم على المستقبل ما بعد الطاغية. عندما يصبح بامكانهم تذكر الماضي بكل مأساويته وسواده وفساده كي لا يعودوا اليه و يتسامون فوق الأحقاد والألم والأضغان، عندما يمكنهم ان يقولوا هذا صنعه الطاغية، صنعه الإستبداد الذي فتك بنا و نحن من رميناه لمزبلة التاريخ.

    سيادة الأخضر الابراهيمي الطريق لمستقبل سوريا واضح وأصحاب المصلحة بهذا المستقبل الناصع والمشرق والمليئ حرية وكرامة واضحون وموجودون بالعراء وبالمدن والقرى وهم ينتظرون من يجمع بينهم ويتفق معهم على أنهم شعب واحد يريد وطن واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى