صفحات سورية

الأحزاب الآشورية و جمعة -أطفال الحرية

 


جميل حنا

في الثالث من حزيران يوم الجمعة 2011 لم تقتصر المظاهرات الإحتجاجية التي تعم الكثير من المدن والبلدات السورية المطالبة بالتغيير الجذري للنظام السياسي , وضد ممارسات الأجهزة الأمنية التي تمارس القمع والعنف وترتكب الجرائم بحق المتظاهرين سلميا ومنهم الأطفال.هذه التظاهرات السلمية يشارك فيها وبدرجات متفاوتة كل أطياف المجتمع السوري بإنتماءاته الدينية ومذاهبه وقومياته وقواه السياسية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة .أبناء سوريا الأحرار في كل بقاع العالم يعبرون عن مواقفهم حول الأحداث المؤلمة الجارية على أرض الوطن الحبيب ويعبرون عن تضامنهم مع ذويهم وأبناء الوطن الداعين في التظاهرات السلمية إلى الحرية. وفي الثالث من حزيران نظمت ثمانية تنظيمات مختلفة من الأحزاب الأشورية والمؤسسات الثقافية والأجتماعية تظاهرة إحتجاجية في ستوكهولم. وحضر هذه التظاهرة بعض فعليات قوى المعارضة السورية وألقت كلمات تضامنية مع الشعب السوري ,وألقت ممثلة حزب اليسار السويدي كلمة معبرة في هذا التجمع والدفاع عن حقوق المواطنين السوريين في الحرية والديمقرطية والتعددية السياسية والإثنية.ولجنة الأحزاب الآشورية أصدرت بيانا ” الحرية والمساواة والديمقراطية للشعب الآشوري في سوريا!”

وتطرق البيان إلى حملة الإعتقالات التي شنتها الأجهزة الأمنية على مقر المنظمة الآشورية الديمقراطية في القامشلي وأعتقال ثلاثة عشر من قياديي وكوادر المنظمة في 20 من آيار وتم الأفراج عنهم بعد ستة أيام .وتمارس الأجهزة الأمنية العنف النفسي والترهيب والأعتقال للذين يشاركون من أبناء الأمة الآشورية في التظاهرات السلمية والمعارضين لطبيعة النظام السياسي ومنع بعض قياديي المنظمة الآثورية الديمقرطية والحزب الديمقرطي الآشوري من السفر إلى الخارج.تأتي هذه التظاهرات السلمية المستمرة منذ 15 آذار حتى الآن عشية النكسة ألتي أصابت سوريا جراء إنهزام الجيش العقائدي السوري أمام الجيش الصهيوني الذي مازال يحتل جزءا عزيزا من الوطن “الجولان “المحتل .ونكسة الوطن مستمرة جراء أحتلال أجزاء أخرى من الوطن مثل لواء الإسكندرون وكيليكيا وماردين والنصيبين… والنكسة مستمرة في الحياة السياسية والاقتصادية والإجتماعية والأمنية وفي مجال الحريات والديمقرطية وفي النظام السياسي الذي فشل بتقديم مشروع وطني حقيقي يخرج البلاد من محنته. الشعب الآشوري يقف بجانب الأحرار والوطنيين المخلصين من أجل بناء دولة المؤسسات الديمقراطية. ويدين كل ممارسات العنف والتعذيب والقتل وأطلاق الرصاص على المتظاهرين.وفي الكلمة التالية ألتي ألقيت في تظاهرة ستوكهولم من قبلنا بإسم ثمانية تنظيمات سياسية وثقافية وأجتماعية, تأكد على اللحمة الوطنية بين كافة مكونات المجتمع السوري ووقوفها صفا واحدا في وجه الظلم, والكفاح من أجل الإصلاح والتغيير السلمي.

بإسم الأحزاب الآشورية نحيي كافة المشاركين من ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والثقافية والإجتماعية والأفراد المستقلين الحاضرين في هذه الساحة.كل الحاضرين من نساء ورجال وشباب جاءوا إلى هنا ينادون بالحرية والكرامة والديمقراطية للشعب السوري.

أيها الأخوة والأخوات ! نجتمع اليوم هنا لنعلن عن تضامننا مع أخوتنا وأهلنا المتظاهرين سلميا في سوريا من أجل الإصلاح والتغيير الديمقراطي السلمي.ولكي نقدم التعازي لذوي الشهداء الذين سقطواعلى يد قوى الأجهزة الأمنية في المدن والبلدات السورية, والذين أستشهدوا في السجون تحت التعذيب والطفل حمزة الخطيب رمز للشهادة من أجل الحرية والإصلاح والتغيير.هذا الفعل الإجرامي وصمة عار للنظام السياسي وأجهزته القمعية.ننحني إجلالا أمام التضحيات والشجاعة الباسلة للمتظاهرين سلميا, الذين يواجهون الرصاص بصدورهم العارية, يتحدون ألة العنف والهمجية بالإيمان والثقة بقضيتهم العادلة. قضية الإنسان المضطهد المظلوم, قضية الإنسان الذي سلبت منه الحرية مسحوق الكرامة, في ظل النظام الإستبدادي الذي يستخف بحقوق المواطنين, ويكبح حرية التعبير عن الرأي المستقل المعارض للنظام.بل يزج بالأحرار في السجون من أجل دفاعهم عن الحرية.

الحرية كلمة عظيمة ترهب أنظمة الاستبداد,الحرية الحقيقية هي مطلب الجماهير في كل مكان ,الشعوب الحرة تزيل عروش الطغيان , الحرية تقرها الشرائع السماوية والإنسانية والمواثيق والمعاهدات الدولية,كفاح الشعوب من أجل الحرية يتفق مع القيم الأخلاقية السماوية والأرضية .ثمن الحرية باهظ ,ضريبته الدم وحياة الأبرياء, والشعوب المضطهدة المسحوقة تمنح دمها وروحها بسخاء من أجل الحياة الحرة والكريمة.

هناك تناقض بين الإصلاح الذي يدعية النظام ,الإصلاح لا يقوم على أستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين سلميا , الإصلاح والعنف مفهومان متناقضان الحوارالديمقراطي لا يقوم على مبدأ التخوين وتخويف المتظاهرين سلميا وإلصاق التهم الباطلة بهم. والحوارالجاد يجب أن يرتكز على قواعد حقيقية وصحيحة بدون تمييع الجوهر والأنحراف عن مطاليب الشعب المشروعه. الإصلاح والحوار يجب أن يكون مع القوى المعارضة للنظام السياسي ويشمل كافة مكونات المجتمع السوري بأديانة وقومياته وقواه السياسية المختلفة.

إن الأحزاب الآشورية في سوريا تكافح مع جميع الوطنيين الأحرار من أجل الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.وإقرار دستور ديمقراطي علماني مدني يفصل الدين عن الدولة يصون حقوق كل أطياف المجتمع السوري ومنها الحقوق القومية للشعب الآشوري(السرياني) وإعتباره مكون أصيل للمجتمع السوري. دستور عصري يأمن المساواة والعدالة والشراكة الوطنية الحقيقية لكل أبناءه بدون تمييز عنصري ديني أومذهبي أو قومي أو سياسي.دستور علماني أساسه الإعلان العالمي لحقوق الانسان .أفساح المجال أمام الحريات العامة ووسائل الاعلام, وإيقاف الممارسات القمعية للأجهزة الأمنية ضد المواطنين, وعدم التدخل في كافة مفاصل الحياة العامة للناس.وإلغاء طبيعة نظام الحكم الشمولي للحزب الواحد,والعمل مع كافة القوى الوطنية لتكوين البديل الديمقراطي لنظام الحكم في البلد. وعدم أستبدال نظام حكم استبدادي بنظام حكم استبدادي آخر تحت أي تسمية أوإيديولجية دينية أو سياسية أو قومية عنصرية.كما نعمل من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية ووحدة الترب الوطني وأستقلاله وعدم الإرتباط بإجندات خارجية تضر بمصالح الشعب والوطن .

إننا ننطالب بإجراء تغيير جذري حقيقي في بنية النظام السياسي الاستبدادي الفاسد وبناء دولة المؤسسات الديمقراطية الذي ينبذ التمييز العنصري ويحقق المساواة للجميع بغض النظرعن العدد, دولة علمانية ديمقراطية تصون حقوق الجميع وتحقق العدالة والمساواة بين كافة أطياف المجتمع بدون تمييز عنصري.

وفي الختام نحيي شجاعة و إرادة التحدي للمتظاهرين سلميا, الذين كسروا حاجز الخوف والرعب الذي زرعه النظام في النفوس على مدى أربعة عقود من الزمن.

عاشت سوريا حرة!

عاش الشعب السوري بكل مكوناته!

الحرية والكرامة للشعب السوري !

الحوار المتمدن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى