أحداث وتقارير اخبارية

الأزمة السورية منعطف جيو – إستراتيجي في المنطقة

 


أكد الرئيس السوري بشار الأسد قبل فترة قصيرة في حديث مع صحيفة “وول ستريت” الأمريكية أن بلاده في منأى عن موجة الاحتجاجات التي تشهدها بعض البلدان العربية. قال الرئيس السوري كلامه المذكور في الوقت الذي كانت فيه الثورة في كل من تونس ومصر على أشدها ولكن الأحداث التي تعيشها سوريا منذ أسبوعين جاءت لتؤكد أن سوريا كغيرها من الدول العربية ليست محصنة ضد مطالب شعوبها بالحرية والعدالة.

مارك ضو (نص)

“لاعب إقليمي لا يمكن تجاهله”

الصور التي شاهدناها مؤخرا عن التحركات الشعبية في سوريا لا تطمئن، صور عملاقة للرئيس بشار الأسد تشتعل فيها النيران، مكاتب حزب البعث الحاكم منذ 1963 تدمر وتحرق… صحيح أن الوقت ما زال مبكرا لمعرفة الاتجاه المقبل للأحداث ولكن أكثر من عاصمة تراقب بدقة ما يجري في شوارع سوريا، اللاعب السياسي الإقليمي الذي لا يمكن لأحد تجاهله في المنطقة، خصوصا طهران وبيروت.

فإضعاف النظام في سوريا وتعرضه لهزات احتجاجية شعبية مسائل من شأنها تعريض التحالفات والرؤى السياسية والإستراتيجية في المنطقة إلى الاهتزاز. فدمشق عمليا الحليف العربي الوحيد لطهران في المنطقة العربية، وتمتلك أكثر من ورقة في الصراع القائم بين إسرائيل والفلسطينيين، ولديها قدرة التأثير على توجهات حركة حماس في غزة وعلى فصائل فلسطينية متواجدة على الأراضي اللبنانية، كما أن دمشق الحليف الإستراتيجي لحزب الله ولغيره من القوى السياسية اللبنانية ما يجعل نظام بشار الأسد حكما في ملفات لبنانية متعددة.

” لا لإيران، لا لحزب الله”

خلال المظاهرات التي شهدتها بعض المدن السورية الأسبوع الماضي، ردد المتظاهرون شعارات معادية لإيران وحزب الله، في إشارة إلى تحالفات النظام البعثي الإقليمية وسياسته الخارجية ويرى الباحث في جامعة باريس خطار أبو دياب في حديث مع فرانس 24 ” نظرا للتوتر القائم في المنطقة بين السنة والشيعة، تعكس هذه الشعارات رفضا من قبل المتظاهرين للسياسة الداخلية للنظام وأيضا لسياسته الخارجية”.

ويذكر أن زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله دعا في 19 مارس/آذار إلى دعم الانتفاضات الشعبية في البحرين وليبيا واليمن متجنبا حتى الإشارة إلى الوضع المضطرب في سوريا، ووصل الأمر بموقع تلفزيون الحزب الإلكتروني المنار الجمعة الماضي وفي أوج الأزمة في درعا إلى التجاهل الكامل للحدث السوري. من جهته لم يصدر النظام الإيراني أي تعليق رسمي على ما تعيشه سوريا من أحداث. الأمر الذي يعكس بحسب خطار أبو دياب القلق الذي ينتاب حلفاء دمشق في المنطقة.

بدوره حذر الأحد الوزير السابق وئام وهاب أشد الموالين اللبنانيين للنظام السوري، معارضي ومؤيدي النظام من “اللعب بالنار” فدمشق ضمانة في المنطقة بحسب وهاب ” فإذا ضعفت أو انهار نظامها ستدخل المنطقة بأسرها في فترة من عدم الاستقرار ستدوم 100 سنة”. وذكرت صحيفة “لوريون لوجور” الفرنكوفونية أن النظام السوري سيكون الخاسر الأكبر في صراعه مع المعارضة، وأن حلفاءه في لبنان، لاسيما “حزب الله”، سيدفعون ثمن الصراع كذلك. وبخصوص انعكاسات الوضع في سوريا على العلاقات بين دمشق وطهران، يشير زياد ماجد الأستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت والمتخصص في الشؤون السياسية في حوار مع موقع فرانس 24 إلى أن دور الرئيس بشار الأسد في مسار السلام مع إسرائيل الذي خططت له الإدارة الأمريكية السابقة في عهد جورج بوش الابن مرشح للفشل، لا لسبب إلا أن سلطة وهيبة الأسد تدنت وضعفت بقدر ما رضخ (بشار) لمطالب الشارع السوري.

ويتابع ماجد أن الرئيس السوري قد يضطر الآن إلى التقرب أكثر من طهران، و”هذا سيدفع الغرب إلى عرض المساعدة عليه من أجل الاحتفاظ بالحكم مقابل إصلاحات سياسية ملموسة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى