خالد ممدوح العزيصفحات سورية

الأسد : في مقابلته يتنصل من الجرائم السورية، ولجنة حقوق الإنسان توثق شهداء ثورة سورية، وإضراب الكرامة يشكل نقلة نوعية للمعارضة…!!!


خالد ممدوح العزي

مقابلة الأسد التلفزيونية:

المقابلة التلفزيونية مع قناة “الس بي أس” الأمريكية بتاريخ 8 ديسمبر من هذا العام مع للرئيس الأسد الذي حاول مخاطبة العقل الغربي بكونه غير المسؤول الفعلي عن الإحداث التي حصلت وتحصل في سورية اليوم ، فهي تنصل فعلي من قبل الرئيس الذي هو رئيس البلاد والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمين العام للحزب الحاكم “حزب البعث الاشتراكي”ورئيس مجلس القضاة الأعلى ورئيس مجلس الاقتصاد الأعلى فكل هذه المسؤوليات تخلى الأسد عنها ونفى مشاركته في إعطاء أي أمر من أوامر القتل الذي يجهل عنها الكثير ولا يعرفها ،ولا يعرف الأسماء الذين يقتلون ،فإنها قوات الحكومة ،فالأسد أراد توجيه رسالة للغرب بأنه أسير الأجهزة الأمنية التي تخوض حربها الفعلية على الأراضي السورية،فالأسد يخاطب الغرب بلغة انكليزية جيدة دون تكسر وتلعثم من خلال الإجادة الكاملة لهذه اللغة التي تعتبر اللغة إلام له،فالإشارات التي حاول الأسد أن يرسلها للعالم وتحمل في طياتها موافقة فعلية على طرح ضمن “غربي أمريكي روسيا” يتم العمل على إنضاجه والعمل على تسويقه والكامن في إيجاد صيغة فعلية تخرج الأسد من السلطة بطريقة سلمية كما كان الحال مع علي عبد الله صالح ،وعدما اختيار طريق ألقذافي .

الموقف الأمريكي من الملف السوري :

لا يزال الموقف الأمريكي يعمل بطرق مختلف مع الملف السوري وخاصة بظل التصعيد السوري ضد المدنيين وخاصة في حمص ، فأمريكا التي تعمل على انتزاع موقف روسيا اتجاه الثورة السورية من خلال حشر الروس في موقع الزاوية وإقحامهم بملفاتهم الداخلية التي تحاول إرباكهم وعدم اهتمامهم للمواضيع الخارجية ، من خلال الترهيب والترغيب، وتقديم بعض التنازلات الخاصة .إضافة لعودة سفيرها التي تم استدعائه من قبل الخارجية للتشاور والتي تقول بان عودته ضرورية بظل الفراغ الإعلامي والديبلوماسي والقانونين التي تعيش فيه سورية،لبد من يشخص يقوم بمزاولة هذه المهام التي هي بحكم الفارغة بسبب منع السلطات السورية من السماح لاملاء الفراغ الحاصل في سورية.

–                     لكن السؤال المهم ماذا تنتظر أمريكا لكي ترفع صوتها الفعلي بوجه النظام السوري بعد الحصول على التأشيرة العربية والإسلامية من خلال فرض الحصار الديبلوماسي والسياسي والاقتصادي على النظام السوري.فأمريكا التي تنتظر بفارغ الصبر أمور ثلاثة لكي تنقض على النظام السوري:

–                     1- الخروج العسكري من العراق لكي تصبح اقوي واقدر في استخدام القوى الناعمة في مواجهة إيران وسورية والفصائل التابعة لهم.

–                     2 -الانتخابات المصرية وكيفية الالتزام الإسلامي باتفاقية كمب ديفيد وكيفية الاستمرار في عملية السلام مع إسرائيل.

–                     3- الانتظار الفعلي لانهيار النظام السوري الذي بدأ يتلاشى اقتصاديا وسياسيا وديبلوماسيا وانتظار الجيش لكي يأخذ دوره القادم .

الجمعة الجديدة:

لقد نجحت الهيئة العامة للثورة السورية بالخروج مجددا في كافة النواحي والمدن السوري التي تواجه النظام وقدراته العسكرية وبالرغم من قدرات الطبيعة التي تحاول ان تفرض نفسها على الناس من خلال قوة البرد والشتاء ،لكن قوة الطبيعة يتم الاحتيال عليها بجوقات الرقص والقفز والدبكة والتي كان سلاحها الدف والطبل والدربكة وزغريد النساء وصرخات الرجال بالله واكبر،و التي حولتها جماهير الثورة إلى إعراس حية تقوم بالرد الفعلي على بطش الأسد وفتك جيشها وقتلهم للشعب السوري في بيوتهم. لقد نجحت الجمعة بالخروج الشعبي إلى الشوارع في مئات النقاط التي تقام بها التظاهرات بالرغم من الصراع العسكري التي تدور في على العديد من مناطق سورية بين الجيش الحر وجيش الأسد في نقاط التصدع والاشتباكات،بظل انشقاقات كبيرة وكثيرة يقوم بها افرد الجيش بالانضمام إلى لجيش الحر.

نجحت الجمعة التي خرج فيها المتظاهرين والمحتجين السورين بتاريخ 9 ديسمبر “كانون الثاني” من هذا العام ، والتي أطلق عليها اسم “جمعة إضراب الكرامة “والتي ستدوم 3ايام تلتزم بها كل المناطق التي تقوم بالتظاهر في سورية.

الإضراب السوري في جمعة الكرامة :

لقد نجحت هيئات التنسيق في فرض إضرابها الفعلي في المدن السورية، وأربكت النظام من خلال تصعيد خطواتها النوعية التي دخلت في إضراب عام لمدة ثلاثة أيام ،فالالتزام في هذه المدن والمحافظات يدل على هشاشة النظام السوري وقوته في هذه الأماكن التي باتت هي نفسها شبه مستقلة، وهذا ما أظهرته التزام المدن بالإضراب الفعلي والحقيقي ،فإذا نظرنا بالخريطة السيسيولوجية لطبيعة الإضراب ،فانا نجد:” مدن حمص وريفها ،ادلب وريفها ومدنها، حماة وريفها ومدنها ، درعا ومدنها ،ريف دمشق ومدنه، ريف حلب وبعض مناطق المدينة” 15 مظاهرة في المدينة و30 بالريف” ،دير الزور وريفها ومدمنه، الحسكة ،القامشلي ،بعض ريف اللاذقية، لم تبقى سوى المناطق التي تسمى مناطق نفوذ الأسد ومناطق تواجد الأقليات المذهبية ،وهنا لبد من الإشارة إلى أيام وضع حلب ودمشق هما كما كان حال الوضع في طرابلس أيام القذافي وخاصة بأنهما ينزلون في مظاهرات مليونيه تأييدا للنظام ،طرابلس التي كان الثوار على مشارفها وهي تلوح بإعلام القذافي من الخوف الفعلي نتيجة لأسر المدنية من كتائبه، وهنا يكمن سر قتال الأسد الضروس بقتاله ضد هذه المدن وخاصة حمص التي تشكل رأس الحربة في تحرير هذه المدن التي سوف تكون مناطق آمنة بح ذاتها نتيجة خروج النظام منها وسيطرة الشعب عليها .فالإضراب هذا يهدف إلى نقل المعركة مع نظام الأسد إلى مرحلة جديدة من مراحل العصيان المدني التي سوف تنزع الشرعية عن النظام نهائيا وهذه الخطوة كانت ناجحة جدا غي سورية أثناء مقاومة الانتداب الفرنسي التي استمرت 60 يوما بالرغم من الضرر الاقتصادي الذي تلقه الشعب السوري من جراء هذا العصيان ،وبالتالي خطوة العصيان المدني سوف يدفع ثمنها الشعب السوري ،ولكن الثمن لمرة واحدة بالوقت الذي يدفع الثمن منذ 9 شهور وبشكل يومي ومجاني.

الانتخابات المحلية والبلدية:

يقوم النظام السوري باجرا عملية انتخابية كانت مقررة سابقا ولا يريد تغير موعده مصرا على أنا سورية بخير والذي يجري اليوم هو في قبضة الدولة التي تسيطر على نصاب البلد ،وبالتالي الحالة التي تعيشها سورية هي حالة عرضية ذاهبة نحو الزوال وكلها أيام سينتهي بها الأمر، فالرسالة لا تدل على ان الاسد نجح بالسيطرة من خلال تفعيل عملية الانتخابات التي تجري في سورية ،فالانتخابات ناقصة بسبب عدة أمور :

الحالة الامنية التي تسيطر على سورية من خلال القبضة العسكرية التي تحاول ان تفرض نفسها على المدن السورية .

– الامتناع الشعبي عن التصويت في مدن كاملة ومحافظات تكاد سلطة الدولة تبتعد عنها .

– الدبابات تلاحق الشعب والنساء السوريات تلملم أشلاء القتلى من خلال القصف العسكري .

– المهاجرين قصريا عن البلاد بسبب القوة الأمنية والعسكرية التي اتخذتها الدولة السورية .

– مئات ومئات الألف من الجرحى والمعتقلين والمفقودين التي لم تسمح لهم الحالة الأمنية بالانتخابات بالرغم من تسجيلهم على لوائح الشطب .

-الألف من القتلى الذين لم يتسنى لهم التصويت بالرغم من ذكر أسمائهم المسبقة في لوائح الشطب .

فالحكومة ماذا رادة أن تبرهن من خلال هذه الانتخابات بأنها تفوز بأصوات الأقليات التي تسيطر عليها في المدن القابعة لسيطرتها وبأي قانون يتم الانتخابات الإدارية التي تحاول ان تفوز بالوقت التي تعد بإصلاحات وتغير ،فالإصلاحات هي أثواب فضفاضة على قياس هذا النظام السوري الذي يلف ويدور من اجل البقاء مكانه وبنفس الأشخاص والأسماء ،فهذه الانتخابات لن يتغير فيها سيء عن الماضي سوى النسب التي لم تعد تصلح فيها 99% والفوز المطلق وخاصة بظل اعتراض حتى لو جزائي كما يصفها النظام ،فالنسب سوف تكون النصف زائد واحد لكي يقول النظام بان الانتخابات حرة وزيه وهناك معارضة وهو مستعد للعمل معها من اجل سورية وليس مع العصابات ،فالشعب السوري هو العصابات .

لجنة حقوق الإنسان في مجلس الأمن :

لقد طالبت” نافي بيلاي” مفاوضة المجلس لحقوق الإنسان إلى تحويل ملف سورية إلى ملف الجنايات الدولية من خلال امتلاك اللجنة لوثائق تدين سورية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال تقريرها الذي يعتبر الثالث والأكثر ترويعيا والتي تقول بان عدد القتلى الذين تم قتلهم في سورية ،وهذا ما اقلق روسيا وسوريا اللذان اتفقا بان دول كثيرة تحاول التلاعب بالملف الإنساني من اجل تغير نظام الأسد.

وبالتالي هذا التأكيد من المفوضة السامية بان هذه الجرائم تعتبر من الجرائم ضد الإنسانية،وبالتالي هو ملف حقيقي من خلال الوقائع الموثقة من خلال منظمات دولية وإنسانية عبر أدلى شهادات لأهالي الضاحية من خلال الصور والشكاوى والدعاوى التي تتهم سورية،وبالتالي هذا الملف سيكون أدلى فعلية تدين سورية ونظامها بالرغم من رفض روسيا وسورية التي تحاول أن تقول بان هذا الملف يحمل في طياته تسييس ،لكن القضية تبقى اكبر وأقوى من روسيا تجبر مجلس الأمن على اتخاذ قرارات مختلفة بظل التعنت والغطرسة الروسية والمدافعة عن الذين ارتكبوا جرائم حرب،وبالتالي هذا ملف يلاحق النظام السوري مهما حاولت اللف والدوران والتهرب من هذه الجرائم .

التصور الفعلي لحل الملف السوري :

فالموضوع يدور نحو التدويل من خلال ملفف الجنايات الدولية ،وبالتالي روسيا لن تحمي سوريا ونظامها بسبب انتهاكات إنسانية ،فالعرب يحاولون فرض تصور خاص لهم للخروج من أزمة هذا النظام من خلال الاعتماد على انهيار النظام الداخلي وتأكله ،إضافة إلى محاولة تشكيا حكومة سورية في المنفى يصغى لها العرب وتطلب هي بنفسها المساعدة والتدخل الدولي ،من خلال الاعتماد على دور الجيش السوري الحر الذي سوف يكون على عتقه الوحيد بالانشقاق وتامين مناطق عازلة تكون مكان نقاط انطلاق قوات الجيش الحر في حربه مع جيش الأسد الباقي ، وبالتالي تكون الدول العربية حافظت فعليا على جيش سوريا الوطن وعدم تكرار تجربة العراق عندما تم انهيار كل ومؤسسات الدولة بما فيها الجيش الوطني العراقي الذي ساهم تفشي الصراع المذهبي والطائفي .

ومع استمرار النظام بالقتل والبطش ، ومع استمرار سقوط الشهداء والجرحى، وتصاعد عمليات الجيش المنشق،تكون الثورة قد صنعت الثورة السورية في حياة سورية والسوريين ثلاثة أمور جوهرية :بأنها اقتنصت حق التظاهر وكسر ثقافة الخوف الذي سيطر على حياة السوريين ، والسماح العلني بنقد النظام …

لكن يبقى الشيء الأصعب والهام غي حياة السوريين والثورة السورية وهو إسقاط النظام وتغير الحكم الحلي في سورية لأبناء سورية الجديدة سورية الشعب والأرض والوطن والتاريخ ،لان كل الإشارات التي أضحت ترسل من المجتمع لدولي بغض النظر عن مشاكله الخاصة وحساباته الضيقة تشير كلها على ان النظام السوري يموت سار يريا،بانتظار الدفن المريح…………….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى