صفحات المستقبل

الأولويات


قد تكون الاولويات من المسلمات والبديهيات التي نطبقها في حياتنا اليومية بشعور أو لاشعور , فماذا تعني الأولوية ؟

الأولوية هي الحكمة التي تقتضي عمل أو قول الشيء الصحيح في الزمان والمكان المناسب , لذلك قالوا ” أرسل حكيما ولاتوصه” , فان كان من المهم أن يكون قولك أو عملك صحيحا فان الأهم منه أن يكون في الزمان المناسب والمكان المناسب , ولهذا قالوا أيضا ” كلمة حق أريد بها باطل “عندما تقال في غير موضعها وزمانها .

فاذا ولجنا عالم الأفكار فلنقدم الأفكارالمؤيدة , والمفيدة والداعمة للحراك الثوري على الأرض , والملمة للشمل والموحدة للقوى , والرافعة للصوت عاليا , ولتصطف الأفكار الصحيحة الأخرى جانبا وان طال الانتظار ولنقل “بعدين ”

لدينا الأهم . فدعونا نسقط الطاغية ونظام الاستبداد والظلم أولا وبعدها لكل حادث حديث .

وهناك أولوية للأشخاص أيضا لمن أستمع وأقرأ له أولا …وثانيا ……..وأخيرا وان كنت من أصحاب العقل والفكر حتى أوفر على نفسي وقت أتفرغ فيه لعمل آخر أنفع وأفيد .

أما عالم الاعلام من راديو وتلفزيون وانترنت وغيره فان التقديم والتأخير مطلوب جدا , والا لضاع الحابل بالنابل , والصادق بالمدعي , والوطني بالعميل من كثرة المقالات والمقابلات , والتصاريح والاخبار , وكل يتسابق للايقاع بخصمه بشتى الطرق والأساليب .

ولعل من الأولويات الهامة أن نتحدث ونتصرف بمبدأ المواطنة , الذي تردده الثورة ” واحد ..واحد ..واحد ..الشعب السوري واحد ” وليعرف كل واحد ماله وما عليه كمواطن سوري قبل أي اعتبار آخر , فليسقط التشكييك والتخوين والاقصاء والاستعلاء وكل مواطن بريء وشريف حتى تثبت ادانته .

ومن الأولويات أيضا أن من يقول ويعمل مقدم دوما على من يقول ولايعمل , وان كان كلاهما صحيحا , المتظاهر الفعلي من يظهر في المظاهرات وليس الجالس في بيته , أو مكتبه وان صح كلامه لآنه لايترجمه على أرض الواقع انني انحني اجلالا وتكربما للناشط المعارض ” نجاتي طيارة ” وأرجو له الفرج العاجل .

ومن الأولويات أن أهل سوريا أدرى بشعابها من لبنان وايران ومصر وغيره , وأن أصحاب الاختصاص أدرى من العوام ” أنزلوا الناس منازلهم “.

لازلت هنا أتحدث عن أشياء كلها ايجابية ولكني أركز على أهمية الترتب , والتقديم والتأخير ,.

أما الاشياء المضطربة والمخطلطة , فلا وقت عندي هذه الأيام أضيعه فيها , ويكفي وجود مخلصين أكفاء انبروا لهذه المهمة الصعبة , وفرغوا أنفسهم لها .

فلنسأل أنفسنا دوما في عالم هذه الثورة المباركة .

أيهما أولى ؟

يحيى عبد الرحمن

 http://the-syrian.com/archives/52347

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى