بيانات الانتفاضة

الإخوان المسلمون في مصر يعلنون تأييدهم للنظام السوري وما يجري في سورية “تناحر”

 


موقع أخبار الشرق

بعد صمت دام عدة أسابيع على سفك دم الأبرياء في سورية خرج الإخوان المسلمون في مصر عن صمتهم ليعلقوا على الأحداث في سورية وليعلنوا تأييدهم للنظام السوري، وليؤكدوا أن ما يجري في سورية هو نوع من (التناحر وإراقة الدماء) وليحذروا من أي تدخل لحماية ا المدنيين هناك.

ومعروف أنه على مدى عقد مضى كان التنظيم العالمي للإخوان المسلمين قد انحاز بهيئته العامة وتنظيماته القطرية إلى النظام السوري وشاركوا في عزل التنظيم السوري متهمين إياه بالانحياز إلى المشروع الأمريكي والصهيوني وخصوصا بعد تشكيل جبهة الخلاص. فكانت وفود التنظيم الإخواني كلها تصلي في دمشق، وصدر عن المرشد السابق ونائبه محمد حبيب مواقف كثيرة في دعم النظام والغمز واللمز من جانب قيادة فرعهم في سورية والمحكوم بالإعدام بكل أفراده حيث عبرت قيادات إخوانية عديدة عن تفهمها لهذا القانون أو أنها على الأقل لم تشر له بالإدانة ولو لمرة واحدة.

في الأسابيع الماضية بدأ حراك شعبي سوري لا علاقة للإخوان المسلمين به. وراح ضحيته منذ الأيام الأولى مئات الضحايا من المدنيين الأبرياء. ورأى التنظيم الإخواني السوري فرصتهم لتحريك قضيتهم وهم يتحملون عبء عشرين ألف مفقود ومئة ألف مشرد فتحرك الشيخ القرضاوي لنصرتهم عبر خطب جمعة تبث من قطر. وفي إطار الصراع التاريخي بين الشيخ القرضاوي والمرشد العام الذي يرى في الشيخ القرضاوي منافسا على المرجعية أصدر الإخوان المسلمون في مصر بيانا أعلنوا فيه انحيازهم الكامل للنظام السوري وحذروا من كل محاولة من المساس به. لقد تجاهل البيان الإخواني المصري ذكر الإخوان السوريين والوقوف عند معاناتهم وتجاهلوا المفقودين والمشردين والقانون 49 الذي يحكم على التنظيم الإخواني السوري باسمه ووصفه بالإعدام وبينما اغرقوا في تقديم الشهادة للنظام السوري بآيات المديح والإشادة لم يحاولوا أن يتوسلوا إليه ليكشف عن مصير المفقودين أو أن يسمح بعودة المشردين.

لقد تقدم إخوان مصر بتقديرهم للنظام في سورية بموقفه من المشروع الصهيوني الأمريكي (طبعا بإعلان الحرب على المدارس الشرعية وتدعيم علمانية الدولة بطرد المنقبات من المدارس وسجن العلماء) كما قدر الإخوان المسلمون في مصر رفض النظام السوري التفريط في الحق والأرض (بإبقاء الجولان محتلا منذ أربعين عاما والتزام خيار السلام الاستراتيجي خيارا وحيدا). كما قدر الإخوان المصريون دور النظام السوري في تصديه لمشروع الشرق الأوسط الكبير (بتمسكه بنظام الحزب القائد للدولة والمجتمع، وإصراره على الانفراد بالفعل والبطش والتنكيل بالناس).

وأشاد الإخوان المصريون بدعم النظام السوري للمقاومة (طبعا المقاومة الخارجية في مصر ولبنان والعراق وسحق أي صوت للمعارضة أو المقاومة لدى الشعب السوري) ولم ينس الإخوان المصريون من إعلان دعمهم للنظام السوري لدعمه المقاومة في  لبنان (بفتح الحسينيات وتحويل سورية إلى مراقد ومشاهد).

لقد دعا الإخوان المصريون النظام السوري إلى المصالحة مع جميع فصائل العمل الوطني دون المرور على فصائل العمل الإسلامي بمن فيها التنظيم الإخواني ولعل حذرهم من ذكر الإسلام وأهله حرصا على علمانية سورية  وتأكيدا منهم لمبدأ فصل الدين عن الدولة. وتبريرا لبقاء القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على الإخوان المسلمين بالطبع السوريين.

وينتهي البيان الموقع باسم الإخوان المسلمين في مصر والمنشور على موقعهم كي لا يظن أحد أنه مدسوس عليهم إلى أن ما يجري في سورية هو نوع من (التناحر وإراقة الدماء) وليس سعيا مقدسا لنيل الحرية فيه ظالم ومظلوم قاتل وشهيد ويحذر من احتمالية تدخل مجلس الأمن لحماية المدنيين في سورية. ففي رأي الإخوان المصريين أن الشعب السوري الذي يتناحر مع النظام يستحق كل ما ينزل به من قتل وانتهاك.

لا يستطيع المواطن السوري مثلي الذي يؤمن بمظلومية الإخوان السوريين إلا أن يقول إن الإخوان السوريين إذا كانوا يتمسكون بانتمائهم إلى أعدائهم هؤلاء فهم يستحقون أكثر مما نزل بهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى