صفحات سورية

الإشاعات .. والخوف .. والأمل

 


فراس أتاسي

أسمع إشاعات عن انشقاقات في الجيش ومحاصرة ماهر الأسد وما إلى هنالك .. والناس تطلب مني تأكيد الأخبار .. بعضهم قال لي .. يا أخي حتى لو كانت كذباً :”فرفحنا فيها شوي” !! .. والناس تتمسك بالأمل .. ولكن هذا ليس بالأمل المطلوب على الإطلاق !!؟

تحقيق المطالب المشروعة لا يأتي عن طريق السلاح .. كل ما تم تحقيقه حتى الساعة لم يكن سوى بسلاح التظاهر والكلمة والتضامن الوطني الكامل في جميع المناطق، لم يكن معنا جيش أو مسدس أو طلقة … أو حتى قناة واحدة تقف معنا في البداية .. كنا الوحيدين .. في الشوارع والمدن … كان معنا فقط وحدة الكلمة : ضد الذل … حرية

الإنجازات حتى الساعة قليلة على مستوى المطالب … لكنها كبيرة على مستوى أربعين عاماً من الذل ..

إسقاط الحكومة، رفع قانون الطوارئ ومحكمة أمن الدولة، تغيير بعض المحافظين .. والأهم: الصورة الدولية الآن تتغير باتجاه دعم الأمر .. وخاصة بعد العمل الجاد على توصيل هذه الصورة

اليأس … حقيقة في شكله الأعم أراه عند الأهالي الأكبر سناً .. ممزوجاً بالخوف .. لا يحق لي الكلام في هذا الأمر بحكم أنني في الخارج .. ولكن الدعم النفسي للشباب حقيقة الآن مهم .. أو سنعود إلى حقبة الثمانينات

فهل نقبل بهؤلاء الشباب في السجون مثلا؟؟ او مهجرين ؟؟ أو تحت الحذاء الأمني كما في الثلاثين عاماً السابقة

علماً أن النظام اليوم ليس في وضع يؤهله لمجازر ثانية كما في أيام حماة وتدمر .. الأسباب :

اليوم لسنا في عالم القطبين .. الاتحاد السوفيتي لم يعد موجوداً

اليوم لسنا في حالة: القناة السورية فقط .. لدينا الصورة حتى ننقلها إلى العالم كله

اليوم لسنا في حالة صحفي واحد شهد المجزرة بالصدفة .. لدينا آلاف الأجهزة تقوم بالتصوير والنقل

اليوم لسنا في حالة الصراع بين السلطة وحزب إسلامي .. نحن في حالة صراع شعب مع النظام .. وفشل النظام في جعلها حالة إرهاب سلفي على مستوى الإعلام والأرض

اليوم لسنا في حالة ولاء قائم على الحزب والانتماء المناطقي للنظام .. اليوم الوضع هو عائلة تنهب والباقي يتعب … والولاء فقط للدولار والليرة والمصالح

اليوم لسنا في حالة يتم فيها تجييش الريف والعشائر ضد المدينة … اليوم الحالة هي تضامن الريف والعشائر مع المدينة .. في وجه ظلم يقع على الجميع

اليوم نقوم بعمل لم نقم به منذ خمسين عاماً : التظاهر والمطالبة بالحقوق .. مازلنا في مرحلة التدريب .. والتنسيق على مستوى المناطق والمدن .. والخارج والأمر لا يتم بين ليلة وضحاها ..

فالوضع إذن يختلف .. الخوف ليس مبرراً كما نراه .. ولا التاريخ سيعيد نفسه على الإطلاق .. ولكن المطالب لن تتحقق الآن بانتظار دعم دولي فقط .. أو بانتظار تفهم النظام للأمر … لأن العقلية الأمنية التي تريد الحفاظ على مكاسبها هي التي تدير الأمور …

نحن في الداخل عشرون مليون سوري … وفي الخارج رقم يماثلهم أستطيع أن أؤكد أن الغالبية العظمى منهم جاهزة للدعم بشتى الوسائل والطرق حتى تنجح هذه الانتفاضة ..

نهاية …

هذا زمن الإشاعات والتشويش … فالحرص واجب .. والتفكر في معاني الأخبار مهم .. وعدم تضييع الهدف الرئيسي لهذه الانتفاضة مهم جداً …

هذا زمن الحرية … يالله عالحرية …

وعذراً للإطالة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى