صفحات المستقبلعمر العبد الله

الائتلاف.. يستبعد هيتو

عمر العبد الله

 أنهى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يوم الاثنين اجتماعات هيئته العامة باعتذار رئيس الحكومة السورية المكلف غسان هيتو عن متابعة أعماله، وأعلن الائتلاف أن باب الترشيح لرئاسة الحكومة مفتوح الآن لمدة عشرة أيام، على أن تجتمع الهيئة العامة مرة أخرى لانتخاب رئيس جديد للحكومة المؤقتة، ويعتبر الدكتور أحمد طعمة أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة خلفا لهيتو، ولكن أنباء من داخل الائتلاف تتحدث عن نية الأمين العام السابق مصطفى الصباغ ترشيح رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب أو ترشيح نفسه لمنصب رئيس الحكومة.

وقال هيتو في كلمة وجهها الى الشعب السوري قرأها أمام أعضاء الائتلاف أن المصلحة العامة للثورة السورية والحفاظ على وحدة المعارضة خاصة الائتلاف الوطني هما ما دفعه الى الاعتذار، إضافة الى فتح الطريق للرئاسة الجديدة للائتلاف لتنفيذ خطتها السياسية، وأكد هيتو أن حكومته كانت جاهزة منذ أكثر من شهرين، لكن ظروفا قال أنها معروفة للجميع عرقلت عمل هذه الحكومة:” وكشهادةٍ للشعب وللتاريخ، فإنني أعيد التأكيد هنا على أنني قبلت هذه المسؤولية منذ اللحظة الأولى للقيام بواجبٍ كلفني به الائتلاف، وعلى أنني كنت جاهزاً عملياً وعلى جميع المستويات منذ أكثر من شهرين، وأعلنتُ هذا أكثر من مرة. لكن الظروف التي باتت معروفةً للجميع لم تسمح لي بمباشرة العمل على الأرض”.

وقال هيتو في حديث على هامش الجلسة أنه سيبقى داعما للائتلاف وللحكومة السورية المؤقتة بغض النظر عن أي خلافات معها، وأنه سيعود الى العمل في الجانب الاغاثي الإنساني لمساعدة الشعب السوري على تجاوز المحنة التي يمر بها.

وكانت الضغوط الدولية على الائتلاف قد اجبرته الى تمديد اجتماعاته حتى الاثنين لكي يحسم مصير الحكومة المؤقتة ورئيسها المكلف غسان هيتو، وقال عدد من أعضاء الائتلاف أن دبلوماسيين عربا وأجانب كانوا موجودين في فندق شيراتون أتاكوي في إسطنبول لزيادة الضغط على الائتلاف لحل المسائل العالقة.

وكان الائتلاف الوطني قد انتخب هيئته السياسية، والمشكلة من تسعة عشر عضوا، وتتمتع هذه الهيئة بصلاحيات واسعة، لمنع انفراد فريق دون الآخر باتخاذ القرار في الائتلاف، وتتشكل الهيئة السياسية من 19 عضوا هم أعضاء مجلس الرئاسة الخمسة، رئيس الائتلاف ونوابه الثلاثة والأمين العام، إضافة الى 14 عضوا آخرين منتخبين، وكانت نتائج انتخابات الهيئة السياسية الجديدة للائتلاف الوطني السوري أدت الى انتخاب: أحمد عاصي الجربا / محمد فاروق طيفور / سهير الأتاسي / سالم المسلط / بدر جاموس / لؤي صافي / عبد الباسط سيدا / موفق نيربية / ميشيل كيلو / كمال اللبواني / هادي البحرة / أنس العبدة / فايز سارة / منى مصطفى / زكريا صقال / نذير الحكيم / أكرم العساف / منذر ماخوس / أحمد رمضان. وهو ما اعتبره البعض هزيمة واضحة للأمين العام السابق مصطفى الصباغ، بعد أن هدد ما يقارب  35 عضوا (من كتلة الحراك الثوري وكتلة المجالس المحلية، المحسوبة على مصطفى الصباغ الأمين العام السباق)،  بتجميد عضويتهم بعدما تحدثوا عن فساد في العملية الانتخابية وشراء أصوات أثناء عملية الانتخاب التي حصلت يوم أمس، إضافة الى رفضهم المشاركة في انتخابات الهيئة السياسية للائتلاف، إلا أن اللجنة القانونية في الائتلاف رفضت الطعن الذي قدمه أعضاء الائتلاف مؤكدة أن انتخاب الهيئة السياسية سيتم بمن يحضر الجلسة، ما دفع بالمعتكفين عن المشاركة الى الدخول الى قائمة الاجتماعات والعودة الى صفوف الائتلاف.

وكانت أروقة الاجتماعات تتحدث عن شراء أصوات، حيث بلغ سعر الصوت الواحد 30 ألف دولار، في اتهام متبادل بين فريقي الجربا والصباغ، حيث اتهم مقربون من المرشح الخاسر مصطفى الصباغ الرئيس الجديد للائتلاف بشراء أصوات المشاركين، فيما رد الطرف الآخر بتوجيه الاتهام ذاته الى خصومهم.

وكان رئيس الائتلاف الجديد احمد العاصي الجربا قد اتجه صباح ألاحد الى جبل الزاوية في محافظة إدلب حيث التقى مع قادة ألوية مقاتلي المعارضة في منطقة جبل الزاوية، ثم عاد مساء الى إسطنبول ليشارك في انتخاب أعضاء الهيئة السياسية، واعتبر البعض هذه الخطوة من الرئيس المنتخب رسالة الى الطرف الثاني في الائتلاف، مضمونها أن رئيس الائتلاف الجديد يتمتع بدعم رئاسة الأركان والثوار في الداخل السوري.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى