صفحات الثقافة

الانتفاضة السورية تهزّ رابطة الكتاب الأردنيين: بيانات ‘مع’ و’ضد’ ورئيس الرابطة يعلن أنه ‘ذاهب الى دمشق’!


عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من سميرة عوض: استغرب كثيرون أن تتأخر رابطة الكتاب الأردنيين في إصدار بيانها، أو حتى أن لا تصدره نهائيا، وربما شاب اللغط المبررات التي ظلت تقدمها الرابطة في دفاعاتها المتواصلة عن تأخر (و/ أو) عدم إصدارها لبيان.

وربما كان من ‘المستهجن’ نشر أخبار عن بيان الرابطة ‘المنتظر’، وعلى مدار أكثر من عشرة أيام، سبقها الإعلان عن التداول والتباحث بشأن إصدار بيان، وتلاها الإعلان عن تكليف عضوي الهيئة الإدارية للرابطة الناقد فخري صالح/ التجمع الثقافي، والقاصة إنصاف قلعجي/ التيار القومي، بكتابة مسودة بيان، فكتب كل منهما مسودة بيان لم تر النور، إذ تم تكليف ‘لجنة’ أخرى لكتابة البيان ضمت الناطق الإعلامي باسم الرابطة الكاتب حسين نشوان/ تيار القدس، والشاعر سعد الدين شاهين/ التجمع الثقافي، وهشام عودة/ التيار القومي، الذي أكد لـ’القدس العربي’ انه لم يشارك في صياغة البيان، كونه كان مشغولا وقتها بكتابة محضر اجتماع الهيئة الادارية للرابطة.

ويرى آخرون أنه كان من الطبيعي أن ينشر بعض أعضاء الهيئة الإدارية الحالية مقالات تدين الهيئة الإدارية للرابطة، بل وتدين بشكل مباشر رئيسها الدكتور موفق محادين، كما فعلت عضو الهيئة الادارية الدكتورة مهى مبيضين، وتماما كما أشهر الكاتب زياد بركات استقالته من رابطة الكتاب الأردنيين على خلفية الأحداث الدائرة في سورية بحق ‘الناس’، وتماما كما بادرت مجموعة من أعضاء الرابطة لإصدار بيان الـ(75) أدانوا فيه صمت الرابطة، وعبروا عن موقفهم الإنساني والثقافي مما يجري من انتهاكات إنسانية في سورية، لكن يرى بعض الكتاب أنه من المستهجن تماما أن ينشر رئيس الرابطة الدكتور موفق محادين مقالة في صحيفة ‘العرب اليوم’ الأردنية وبالتزامن مع نشر ‘بيان الرابطة’ بعنوان ‘ذاهب إلى دمشق’، يتبرأ فيها من ‘بيان الرابطة’ ، معلنا أن هذا البيان لا يمثله، كإنسان مثقف ـ تاليا سيتم تضمين المقالة- وفي عين الوقت يقوم التيار القومي في رابطة الكتاب الأردنيين بنشر بيان أدان فيه ما أسماها بـ’الهجمة الضارية على سورية من أطراف دولية وإقليمية ورسمية عربية جعلت من التحالف الإخواني- الليبرالي وعصابات الزعران والشبيحة أدوات محلية لها’.

كما نشر القاص سعود قبيلات رئيس الرابطة السابق مقالة في جريدة ‘الرأي’ الأردنية في اليوم نفسه بعنوان ‘الرابطة للجميع.. فلماذا استهدافها؟’، يواصل فيها دفاعه عن الرابطة والتي سبق أن نشر بيانا ـ ابان رئاسته للرابطة- بعنوان ‘حملة غريبة تشن علينا’، وفيهما رد على ‘كتب بعض الأشخاص كلّ يوم تقريباً مقالاتٍ عن رابطة الكتاب الأردنيين وموقفها، كما يحبّون تصويره، ممّا يجري في سورية، مِنْ دون أنْ يقدِّموا جديداً لا في الأفكار ولا في المعلومات ولا في الصياغة، بل وبالشتائم والاتّهامات الظالمة نفسها لمن يختلفون معهم في الرأي’.

بيان رابطة الكتاب الأردنيين حول الأحداث في سورية

وقبل أن نرصد ردود فعل الكتاب الأردنيين تاليا نص البيان: ‘إن رابطة الكتاب الأردنيين إذ تؤكد وقوفها إلى جانب حركات الشعوب في أقطار الوطن العربي، ومساندة مطالبها كافة، وانحيازها أبداً إلى الحراك الشعبي الذي يحمل الأمل إلى الأمة ويحقق تطلعات الجماهير العربية العظيمة في التقدم والديمقراطية والوحدة.. فإنها تدين سفك الدم من النظام السوري لأبناء شعب سورية العظيم الذي يتعرّض لأقسى أنواع العنف والقتل من أعتى ماكنة بوليسية تنتهك حريته وتمس كرامته.

وإن الرابطة المعبّرة عن صوت المثقفين الأردنيين تدعو النظام السوري وتطالبه بالإسراع في مسيرة الإصلاح وإطلاق الحريات وإبعاد سطوة الأمن عن رقاب المواطنين تحت أي ذريعة كانت. وإن الرابطة تضم صوتها إلى أصوات المثقفين السوريين والفنانين المطالبين بالإصلاحات لتكون سورية قلعة حصينة للمقاومة من أجل تحرير الأراضي المحتلة، والصمود في وجه المؤامرات والتدخلات الخارجية التي تتعرض لها الآن مهما كانت ومن أي جهة كانت’.

كتّاب: بيان خجول يؤكد ازدواجية النظرة إلى الثورة

استثار البيان الكتّاب أكثر مما لبى طموحهم، فمن جهة البيان أمسك ‘العصا’ من المنتصف، وبفقرتين لا ثالث لهما، وبكلمات مقتضبة قليلة لم تتعد (134) كلمة بما فيها عنوان البيان، ومن جهة أخرى رأى الكتاب أن ‘ممانعة الرابطة’ في عدم إصدار بيان، ربما كانت ‘أهون الشرين’، خصوصا وأن البيان جاء تحت ‘إلحاح’ الكتاب، وتحت طائلة ‘عدم المساس بوحدة الرابطة’، في ظل تلويحات باستقالات جماعية من رابطة الكتاب الأردنيين على خلفية البيان (الترضية) الذي لم يرض أحدا، والذي جاء بعد اجتماع مطول انتهى بعد الساعة الواحدة ليلا، وتجنب بيان الرابطة اعتماده مضمون خطابه السابق بإدانة استهداف القوى الامبريالية للنظام الممانع في دمشق، وخفف من منسوب هذا الخطاب ليقول: ‘إن الرابطة تضم صوتها إلى أصوات المثقفين السوريين والفنانين المطالبين بالإصلاحات لتكون سورية قلعة حصينة للمقاومة من أجل تحرير الأراضي المحتلة، والصمود في وجه المؤامرات والتدخلات الخارجية التي تتعرض لها الآن مهما كانت ومن أي جهة كانت’.

واستنكر غير كاتب ان الرابطة اعتمدت في خطاباتها حول الشأن السوري الخطاب المزدوج الذي يرفض العنف لكنه يتبنى فكرة ‘المؤامرة على النظام ‘ في الوقت ذاته.

النسور: البيان عار على الذين أصدروه

من جهتها تعتقد القاصة بسمة النسور ‘أن القائمين على بيان الرابطة، تنكروا للدم السوري، وأنا لا أصادر حقهم في التعبير، وإن كنت أعتقد أنهم غير مؤهلين للحديث بالنيابة عنا، فوجهة نظرهم التي عكسها البيان لا تعكس رأي الكتاب، كما أنها لا تعكس وجهة نظر الشارع الأردني، ومن يريد معرفة نبض الشارع الأردني فعليه مشاهدة الاعتصامات أمام مقر السفارة السورية في عمان’.

وزادت النسور ان البيان ‘لا يمثل المثقفين الأردنيين الشرفاء وإنما يمثل مجموعة من الأشخاص في الرابطة الذين ارتهنوا إلى مصالحهم متناسين دماء الأطفال السوريين، وآلام التشريد والاعتقال التي يعانيها أبناء سورية، والبيان عار على الذين أصدروه لأنَّ أحداث سورية لم تعد وجهة نظر قابلة للأخذ والرد أو الشرح بصورة أو بأخرى وأنا أنظر بأسف شديد إلى البيان – الخجول من نفسه- الذي يدعي وقوفه إلى جانب المثقفين السوريين وأبناء سورية، والذي يتنازل بسقفه وبشكل صارخ عن مطالبات الشارع السوري التي ملأت الدنيا وأعلن أنَّه لا يقبل بأقل من إسقاط النظام’.

فخري صالح: بيان ذو (سقف واطئ للغاية)

من جهته نفى الناقد فخري صالح/ عضو الهيئة الإدارية في حديث خاص لـ’القدس العربي’ علاقته بصياغة البيان الذي بثته الرابطة، مؤكدا: ‘لم يكن لي أي يد في صياغة البيان الصادر عن الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، فقد كتبت بيانا مغايرا للبيان الذي صدر، ويبدو أنه لا يعجب لا الذين يطالبون بتشديد الهجمة تجاه عمليات القتل والعنف التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، ولا الأشخاص الذين يعتقدون أن ما يحصل في سورية هو مؤامرة خارجية هناك أطراف إقليمية ضالعة فيها، وأنا شخصيا أرى أن النظام السوري هو المسؤول عما يحصل في سورية من عمليات قتل وعنف شديد واقتحام للمدن والبلدات وسجن آلاف الأشخاص، وتعريض أمن سورية للخطر، كما انه نظام في تركيبته لا يتقبل الإصلاح، لأنه مبني على مصالح الفئة القليلة الحاكمة التي يعني الإصلاح حرمانها من امتيازاتها، ما يؤدي إلى سقوط النظام إذا تحققت هذه الإصلاحات’.

ونفى فخري علمه بنية التصعيد التي يتجه لها عدد من الكتاب، قائلا: ‘لا اعلم إذا كان هناك نية للتصعيد بالموقف من سورية، فالبيان الذي صدر كان في النهاية توافقيا، رغم أنني أرى بأنه ذو (سقف واطئ للغاية)، لكنه مثل أي بيان توافقي أحتوى نقاطا من التي شددنا عليها، ونقاطا أخرى تتعلق بالطرف الآخر الذي يرى أن هناك مؤامرة ضد سورية’.

وزاد صالح: ‘شخصيا، أولا أومن بان النظام السوري مدان بصورة أساسية، فيما يتعلق بالعنف والدم الذي يسيل في سورية، وثانيا يتحمل النظام السوري مسؤولية أي تدخل أجنبي يمكن أن يحصل في المستقبل، بسبب رفضه الإصلاح وإيقاف ماكينة القتل الدائرة في سورية الآن’.

نضال برقان: بيان متأخر وخجول

من جهته كتب الشاعر نضال برقان، في جريدة ‘الدستور’ الأردنية معلقا على البيان، قائلا: ‘أخيرا، وبعد سقوط أكثر من ألفي شهيد، منذ اندلاع الثورة السورية، قبل خمسة أشهر، أصدرت رابطة الكتاب الأردنيين بيانا ‘حول الأحداث في سورية’.

ويدين البيان، المقتضب، والخجول، ‘سفك الدم من قِبَل النظام السوري لشعب سورية العظيم’، ليؤكد، تاليا، ضرورة ‘إبقاء سورية قلعة حصينة للمقاومة من أجل التحرير والصمود في وجه المؤامرات والتدخلات الخارجية التي تتعرض لها الآن..’.

اللافت في البيان، الذي جاء متأخرا جدا، تأكيده أن ما يجري في سورية من أحداث مرتبط بـ ‘المؤامرات والتدخلات الخارجية التي تتعرض لها سورية الآن مهما كانت ومن أي جهة كانت’، وهو ما يشكل اغتيالا للحقيقة، التي مفادها أن المحرك الأول لثورات الشارع العربي هو تمادي الحكام، الطغاة، في الاستبداد، والتألّـه، بداية، وإرادة الشعوب العربية بالتغيير، تاليا، أما معزوفة ‘المؤامرات والتدخلات الخارجية’، فقد أصبحت غير مقبولة من الشارع العربي، الذي شرع يستعيد أناشيد الحرية والحياة والكرامة من جديد.

حسين نشوان: من يبتغي سقفا أعلى ينتسب لحزب سياسي

الشاعر حسين نشوان الناطق الرسمي باسم الرابطة، نفى أن يكون البيان رضوخا أو استجابة لضغوط أو مطالبات الملوحين بالاستقالة، وإنما ‘من صميم قناعة الرابطة بأنَّها تمثل المثقف الأردني ورؤيته لما يجري في الوطن العربي’.

وتابع ‘أعتقد إننا نمثل الكل الجمعي لوجدان الهيئة العامة، وأنَّ من يطالب الرابطة بسقف أعلى عليه أنْ يعرف أنَّ الرابطة ليست حزبا سياسيا، وعلى من يبتغي سقفا أعلى الانتساب إلى حزب سياسي وليس إلى رابطة الكتاب’.

وبين نشوان أنه ‘وجميع زملائه في الهيئة الإدارية ضد أية مجازر تقع، وضد قمع المتظاهرين سلميا وأنه مع إصدار البيان الذي يدين الأعمال التي ترتكب بحق الشعب السوري الأعزل، وأن الرابطة واضحة في هذه القضية ولا توارب فيها’.

واعتبر أمر الاستقالات الجماعية الجاري توقيعها ‘شكلا غير نقابي من أشكال التعبير وموقفا سياسيا لا يصب في مصلحة الرابطة ولا منطق التعامل معها’، رائيا أنّ ‘الاستقالات الجماعية تتناقض مع طلبات الانتساب للرابطة التي تقدم فرديا’.

هشام عودة: إصدار بيان حفاظا على وحدة الرابطة

من جهته قال هشام عودة عضو الهيئة الادارية لـ’القدس العربي’ انه ‘سبق وأن تم تكليف إنصاف قلعجي بكتابة بيان، وكتبت بيانا فعلا، لكن لم يؤخذ به، ونفى مشاركته في صياغة البيان: ‘اقترحوا علي أن أشارك في الصياغة، ألا أنني لم اكتب شيئا، ذلك أنني كنت اكتب محضر الجلسة، فتولى الصياغة الرئيسة سعد الدين شاهين وحسين نشوان’، مبينا ‘وقفت معهما ـ شاهين وشهوان- قليلا، لكنني لم أحتج على اقتراح اسمي، ولم أعترض ولم اعتذر، ولم اشارك كما ينبغي’. وكان الاختيار بهذا الشكل كنوع من تمثيل كل تيار بشخص’.

وعن آلية صدور البيان بيّن عودة، ‘قررنا أن لا نغادر الجلسة إلا مع صدور البيان’، معتبرا البيان ‘يمثل الحد الأدنى من التوافق بين فرقاء مختلفين أصلا في النظرة والتحليل والموقف، خاصة إذا ما عرفنا أن رابطة الكتاب ليست حزبا سياسيا يملك موقفا واحدا بل هي مجموعة من الأفكار والموقف المتقابلة والمتقاطعة، وعليه رأينا في التيار القومي أن هناك محاولات لإشغال الرابطة عن وظيفتها الرئيسة في الاهتمام بالثقافة الوطنية والقومية والمشاركة في الحراك الشعبي الوطني عبر التمسك بالموضوع السوري كقضية رئيسية للرابطة، من هنا كان لا بد من إصدار بيان حفاظا على وحدة الرابطة وتماسكها وحتى تعود إلى وظيفتها الأولى منبرا ثقافيا وإبداعيا وطنيا وقوميا’.

التيار القومي في رابطة الكتاب: نعلن أننا نقف مع سورية ضد الهجمة

وأكدت القاصة إنصاف قلعجي عضو الهيئة الإدارية للرابطة، ما قاله هشام عودة، مبينة أنه ليس بالضرورة أن يتوحد أعضاء الرابطة تحت رأي واحد بخصوص أي موضوع، معتبرة ‘البيان’ الذي أصدره التيار القومي في الرابطة هو ما يعبر عنها.

وأدان بيان التيار القومي في رابطة الكتاب الأردنيين ما أسماها بالهجمة الضارية على سورية من أطراف دولية وإقليمية ورسمية عربية جعلت من التحالف الإخواني-الليبرالي وعصابات الزعران والشبيحة أدوات محلية لها.

ونبّه في هذا السياق أن من يهاجمون سورية يتحالفون مع أعداء الأمة علناً، ويتلقون الدعم منهم بكل أشكاله، وبالأخص يحظون بغطاء سياسي إمبريالي واضح، وبتغطية إعلامية محابية، ناهيك عن الوثائق والمعلومات التي تكشف علاقاتهم المالية والاستخبارية والتنسيقية مع حلف الناتو ومجلس التعاون الخليجي.

ونبّه كذلك أن خطاب من يهاجمون سورية، وشعاراتهم، ومواقفهم المعلنة على شاشات التلفزة، لا تعبر عن موقف سياسي أرقى من موقف القيادة السورية تجاه أعداء الأمة، على العكس تماماً، لأن عليهم أن يسددوا فاتورة دعم القوى الإمبريالية والأنظمة الرجعية العربية لهم.

مختتما البيان تنبيهاته بأن من يهاجمون سورية يتجاهلون كل دعوات الإصلاح والحوار التي أطلقتها القيادة السورية، ويوغلون في ارتكاب الجرائم الدموية ضد عناصر الجيش وحفظ النظام، وفي تدمير مؤسسات الدولة، وفي الهجوم عسكرياً على المراكز الأمنية، وهو ما يشير أن مشروعهم ليس إلا تدمير سورية وتفكيكها، أسوةً بما جرى في العراق، وما يجري الآن في ليبيا.

جمال القيسي: البيان المقتضب كان ‘منزوع التأثير’

ويرى الكاتب جمال القيسي، الصحافي في جريدة ‘الغد’ الأردنية، أن البيان المقتضب كان ‘منزوع التأثير’، في التعاطف مع الثورة وشهدائها الذين تجاوزوا الألفي شهيد حتى اليوم، بل ويزيد من حمى الاحتقانات وردود الأفعال الغاضبة لقطاع كبير من الكتاب الذين يلوحون بالاستقالات الجماعية من عضوية الرابطة، وأنَّ البيانَ ‘يجيء بهذا الهزال ومتأخرا شهورا’، وبعد أنْ بلَغَ سيل الاحتجاجات ضد الهيئة الإدارية الحالية والسابقة زبى المخاطبات الودية والمراسلات اللطيفة، وبلغت حد التخاطب عبر بيانات الاحتجاج من خلال وسائل الإعلام.

ولا يعتبر كثيرون من أبناء الرابطة أنَّ البيان قد يمنح رئيس الرابطة أو الهيئة الإدارية في الرابطة ‘البراءة من التلكؤ أو التخاذل تجاه ما يجري في سورية’ نظرا لـ’رخاوة’ البيان الذي لم يوازِ أو يقترب من دماء الشهداء أو أعدادهم ولو في عدد الكلمات.

ليلى الأطرش: البيان دليل على ازدواجية النظرة إلى الأحداث

فيما رأت الروائية الزميلة ليلى الأطرش ‘أنَّ تأخُّرَ صدور البيان إلى هذا الوقت ‘دليل ساطع على انقسام وشرخ في صفوف أعضاء الهيئة العامة والإدارية في الرابطة إزاء ما يجري من انتفاضة شعبية في سورية تقابل بالقمع الشديد والتقتيل’.

وتابعت الأطرش أنَّ تأخُّرَ صدور البيان إلى هذا التاريخ ‘دليل على ازدواجية النظرة إلى الأحداث التي جرت وتجري في العالم العربي؛ ففي حين لم تتوان الرابطة عن الوقوف بحق إلى جانب الأشقاء التونسيين والمصريين والليبيين واليمنيين رأيناها ‘متلكئة’ إزاء دماء أشقائنا السوريين’.

وأشارت الأطرش إلى البيان الذي وقعته 74 شخصية أدبية الذين ‘حضوا فيه الرابطة على امتشاق سيف المبادرة والوقوف التاريخي إلى جانب أشقائهم في سورية، غير منحازين إلا إلى المواطن العربي أينما كان’.

موفق محادين: ذاهب إلى دمشق

الدكتور موفق محادين الذي نفى أنْ يكون شارك في أيّ وفد رسمي أو غير رسمي زار دمشق مؤخرا، حيث انه ذهب إلى دمشق في ‘زيارة عائلية وجاهة لنجله لمصاهرة إحدى العائلات السورية، مبينا أن الشخص السياسي الوحيد الذي التقاه هناك هو ‘صديق شيوعي معارض ومن باب الصداقة لا من باب العمل السياسي’، كتب في مقالته في جريدة ‘العرب اليوم’، مقالا، وصفه مراقبون، بأنه ‘إعلان براءة من كلمات بيان الرابطة’ جاء فيه: ‘أكتب هنا بصفتي الشخصية لا بصفتي رئيسا لرابطة الكتّاب الأردنيين، وعندما قررنا، نحن أغلبية الهيئة الإدارية من تيار القدس والتيار القومي الموافقة على تسوية مع الأقلية حول الموقف من سورية، فذلك حفاظا على وحدة الرابطة مهما كان حجم الذين هددوا بالاستقالة إذا لم نتوصل إلى مثل هذه التسوية..

وقد التزمت شخصيا بذلك كرئيس للرابطة ومسؤول عن وحدتها، لكنني لم ولن ألتزم بمضمون هذه التسوية بصفتي الشخصية، ذلك أنها لم تأت أو تعكس قراءة متأنية، وفي ضوء تبن واضح للخطاب الإعلامي السائد الذي ينكر وجود أي مؤامرة أمريكية- صهيونية- نفطية على سورية والمنطقة، والسخرية من ذلك كما لو أنهم لم يشاهدوا ما حدث في العراق وما يحدث في ليبيا من تدخل سافر للناتو.

ولأنه أيضا ليس مطلوبا شهادة من أحد لنقول لهم بعد أن تقع الفأس في الرأس (أرأيتم) ونرى الليبراليين المزعومين في سورية يوجهون طائرات الناتو كما يفعل أقرانهم في ليبيا وكما فعلوا في العراق..

في مرة سابقة كتبت مقالا أثار زوبعة معروفة و كان تحت عنوان (كنت في دمشق) وكانت الأسباب عائلية بحت، ولكم ان تثيروا ما تشاءون من زوابع إذا كتبت قريبا مقالا تحت عنوان (ذاهب الى دمشق)، ولن أكون وحدي إذا ما حلقت فوق سورية، طائرة تركية أو أطلسية وعندها لن تكون وحدة الرابطة أهم من وحدة سورية..

وعلى الأغلب، كذلك، فإن الذين أنكروا وينكرون المؤامرة لن يترددوا في اعتبارها تدخلا إنسانيا.. فهذا ما قاله أقرانهم في ليبيا والعراق بعد العدوان عليهما فيما كانوا يسخرون من المؤامرة قبل العدوان.

سعود قبيلات: الرابطة للجميع.. فلماذا استهدافها؟

كما كتب سعود قبيلات رئيس الرابطة السابق، مقالة في صحيفة ‘الرأي’ دافع فيها عن الرابطة، قائلاً: ‘يكتب بعض الأشخاص كلّ يوم تقريباً مقالاتٍ عن رابطة الكتاب الأردنيين وموقفها، كما يحبّون تصويره، ممّا يجري في سورية، مِنْ دون أنْ يقدِّموا جديداً لا في الأفكار ولا في المعلومات ولا في الصياغة، بل وبالشتائم والاتّهامات الظالمة نفسها لمن يختلفون معهم في الرأي.

ولا أعرف كيف يقبل منبر إعلاميّ، من الناحية المهنيَّة البحتة، أنْ يشهد بصورة متكرِّرة مثل هذا العيب المهنيّ الفادح!

لقد تحوَّلتْ هذه المنابر، فجأة، إلى منابر حزبيَّة متزمِّتة، يحكمها موقف سياسيّ وأيديولوجيّ محدَّد، وتغلب فيها الدعاية الحزبيَّة على الأصول المهنيَّة والهويَّة الصحفيَّة الموضوعيَّة. مع فارق أنَّ الصحافة الحزبيَّة الحقيقيَّة تنطق في العادة باسم حزب معروف، له برنامجه وشعاراته المعلنة، وخطّه السياسيّ الواضح، وأيديولوجيَّته التي يؤكّد على التمسّك بها، وقيادته المعروفة؛ ولكنّك لا تعرف باسم مَنْ تنطق المنابر الحزبيَّة الجديدة، وما الذي تريد أنْ تحقِّقه، وما الأيديولوجيَّة التي تسترشد بها، وما الشعارات التي تسير تحت لوائها، ومِنْ هي القيادة الحقيقيَّة التي تمسك دفَّتها.

تستطيع أنْ تتكهَّن بذلك، بالطبع؛ وتسمع (وتقرأ)، بهذا الشأن، الكثير من الكلام والحكايات والمعلومات، لكنّك لا تجد في تلك المنابر نفسها أيَّة معلوماتٍ واضحة عن هويَّتها وولاءاتها الحقيقيَّة ومصادر تمويلها.

زياد بركات: كيلا تصادر أسماؤنا باسم من يذهب إلى دمشق

وفي الوقت الذي يتداول فيه عدد من أعضاء الرابطة تقديم استقالاتهم الجمعية أو الفردية، بعد صدور بيان الرابطة، وعلى خلفية الموضوع السوري والموقف منه، سبق وأن أشهر الكاتب زياد بركات (المعد التلفزيوني في قناة ‘الجزيرة’)، استقالته التي قال فيها: ‘إنها لحظة الحقيقة، وتلك مشتقة من الحق، والحق هو الله الذي هو أنت. تسفك الدماء في بلادنا سورية منذ نحو شهور خمسة، من جنوبها درعا إلى شمالها وشرقها وغربها، أكثر من ألفي قتيل سقطوا برصاص جيشهم الوطني وبدبابات جاع الشعب السوري وجوع وأفقر وعهر باسمها ومن أجل قدوم يومها الموعود للزحف على الجولان وتحريرها لا من أجل أن توجه قذائفها إلى صدور أبنائه، لكن ذلك حدث فقتل هؤلاء وجرح أضعافهم وتشرد لاجئا إلى دول الجوار أضعاف هؤلاء وأولئك. إلى تركيا ولبنان والأردن لجأ قرويون فقراء يشبهون آباءنا وأمهاتنا قبل أكثر من ستين عاما على أيدي الجيش الإسرائيلي ودباباته ورصاصه المسكوب من دير ياسين إلى غزة. أولئك الذين هجروا ديارهم خوفا من جيشهم الوطني في جسر الشغور وتلكلخ وقبلهما درعا هم آباؤنا خائفون وأمهاتنا هلعات ومرتجفات وهن يحثن الخطى وأبناؤهم على أكتافهن خوفا من نظامهم الوطني. (…)

لكن رابطة الكتاب فعلت الأسوأ: منحت السيف لما تعتقد انها شرعية المقاومة والممانعة في صراعه مع الدم المباح والمستباح والمراق والمسفوك في طرقاتك وبيوتك الفقيرة يا سورية، هذا ليس خلافا سياسيا وليس تباينا أو حتى صراعا بين فكرتين أو رؤيتين للحياة، هذا اسمه الشد على القاتل ومنحه ما يعتقدون انها شرعية، ولا أعرف أين هو المشروع الأمريكي الذي يستهدف بشار الصغير وعنه يتحدثون؟ فعل بعضهم ما هو أسوأ، وكنت سأتفهم ما فعله لو قام به باسمه الشخصي ولكن أن يفعله باسم قلعة ثقافة وحرية وإبداع اسمها رابطة الكتاب فهذا ما يجب أن نوقفه فورا.ليس باسمي يا من تذهب لتهنئ القاتل في دمشق تنطق، ليس باسمي. من أجل ذلك وغيره فإني أستقيل من رابطة الكتاب، أنسحب كيلا تتحول الحرب إلى صفوفنا وكيلا تصادر أسماؤنا وتختزل باسم من يذهب إلى دمشق منتخبا ليصافح القتلة.

البيان يتجاور مع اعتقال الشاعر عبد الرحمن عمار كرهينة

هذا وقد تجاور اليوم في الصحف الأردنية بيان رابطة الكتاب الأردنيين، مع خبر أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيام أجهزة الأمن السورية باعتقال الشاعر والصحافي عبد الرحمن عمار، واتخاذه كرهينة بدلا من نجله الناشط السياسي المطلوب من قبل السلطات. وأوضح المرصد أنه قد تم اعتقال الشاعر عمار، عضو اتحاد الكتاب العرب، في مدينة القصير القريبة من لبنان كوسيلة للضغط على ابنه السياسي المعارض للسلطة السورية.

جدير بالذكر أن عبد الرحمن عمار البالغ من العمر 68 عاما، انتقل منذ عام 1979 للعمل في قسم البرامج في إذاعة دمشق، ثم رئيساً لدائرة البرامج الثقافية والتمثيلية في إذاعة صوت الشعب، ومعداً لبرنامج البث المباشر، وهو عضو في اتحاد الصحفيين السوريين منذ 1980، واتحاد الكتاب العرب منذ 1983، وعضو اللجنة الإعلامية المركزية في الاتحاد منذ 1995.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى